المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعمال عنف



سامية الحربي
26-10-2013, 05:51 PM
عينان سابحتان في الفراغ تحدقان في مشهد سكن الأعماق.كان للتو قد دفن أشلاء الجسد الواحد والعشرين في قائمة يرتعد من استطالتها.
في كل مرةٍ ينزل بالكفن إلى جوف القبر يسأل نفسه "من سيكون التالي ؟"
لم يعد لداره التي اعتاد أن يتزمل تحت سقفها بعد ارتطام المجرات في رأسه و انفجار حمم الدماء و براكين الغضب التي تعتلي الصدور. عوضًا عن ذلك قصد المسجد الذي قتل فيه أخوه "عمر".
كان الإنفجار قد أودى بحياة العشرات وأضعافهم من الجرحى ممن غصت بهم الطرقات والمستشفيات.تحسس يديه, تمنى لو كان بمقدورهما جرف سيل الموت لكنهما الآن ترتجفان.
الأرض حول المسجد ملطخة بنجيع يأبى أن يغور في باطنها و الشمس تتردد في الأفول لا تغيب إلا بغياب أرواح معها أو هكذا خيل إليه.
شعر برغبةٍ عارمةٍ في الدخول إلى المسجد والصلاة فيه ,و لكن النذير الأحمر هناك طاف أمامه وهو يسوق خيال " عمر " .التفت إليه... ابتسم له ثم توجه إلى القبلة و كبر!
خرج مسرعًا وجلًا و خليط أصوات زوجته و مناغاة طفله يدوي في رأسه. طرق الباب ففتحت له :
_أين كنت؟ ماذا جرى؟
_لماذا غبت عن العزاء؟
لكنه لم يسمع شيئًا من سيل الأسئلة.كل ما أمِل به أن يكونا بخير فتنفس الصعداء.
غارت النجوم وهدأت عيون إلا عينيه كانتا تتقلبان بين منظر الدماء والأجساد المتناثرة .بالكاد غفا قبيل الفجر.
في هذه الأثناء كانت عجلات الهمرات تلقف الأرض ,والقناصة جراد منتشر على أسطح البنايات المجاورة لبيته. خرج بعض سكان الحي شُاااهودًا على مشهد متكرر.خلف الجدران أكوام من البشر تحدق في الأبواب المغلقة بإحكام. تتسارع نبضات قلوبهم كلما تعالت الأصوات في الخارج .يكتمون الأنفاس و دفقات الخوف تدب دبيب النمل في أوصالهم. قام فزعًا لأول وهلة لكنه كان قد تصالح مع الخوف منذ أن بدأ يدفن عائلته وجيرانه الواحد تلو الآخر.
سمع جاره "أبو ثائر" يقول: هذا البيت سيدي!
تحسس مسدسًا قديمًا بات ملازما لمخدته ,ثم اقترب من الباب. أشاح وجهه عن طفله و زوجته النائمين في دعةٍ. همس لهما بكلمات في الهواء. أمسك بمقبض الباب ثم ابتلعه الظلام. تلاهُ دوي رصاص وصرخات ثم صمت لم يعلم كنهه أحد.

مصطفى حمزة
26-10-2013, 06:52 PM
أختي الأديبة النبيلة غصن
أسعد الله أوقاتك
عساه - وأتمنى - أن يكون قتل المُخبرَ قبل أن يُقتل !
صورة أخرى - وللأسف ليست الأخيرة - لهواننا عندهم وعند الكثير من إخوتنا معهم !، ولرخص دمائنا عند ( أولئك ) ومن ( شايعهم ) !
مشهد عراقي سوري ، ولسنا ندري من سينضم بعد إلى هذا ( الاتحاد ) في الموت البارز الغزير !!
السرد جميل ، والحكاية مؤلمة جداً ..
سقط فيها بعض الهنات اللغوية :
- قتل فيه أخيه "عمر"= أخوه
- الإنفجار قد أدى بحياة العشرات = الانفجار .... أودى
- وهدأت عيون إلا عيناه = .. إلا عينيه ( مستثنى بـ إلاّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ) .
- في هذا الأثناء = في هذه الأثناء
-خرج بعض سكان الحي شهود على مشهد متكرر= ... شُهوداً على مشهد متكرر ( حال منصوبة )
- تحسس مسدس قديم = مسدساً قديماً
تحياتي

سامية الحربي
26-10-2013, 07:05 PM
أختي الأديبة النبيلة غصن
أسعد الله أوقاتك
عساه - وأتمنى - أن يكون قتل المُخبرَ قبل أن يُقتل !
صورة أخرى - وللأسف ليست الأخيرة - لهواننا عندهم وعند الكثير من إخوتنا معهم !، ولرخص دمائنا عند ( أولئك ) ومن ( شايعهم ) !
مشهد عراقي سوري ، ولسنا ندري من سينضم بعد إلى هذا ( الاتحاد ) في الموت البارز الغزير !!
السرد جميل ، والحكاية مؤلمة جداً ..
سقط فيها بعض الهنات اللغوية :
- قتل فيه أخيه "عمر"= أخوه
- الإنفجار قد أدى بحياة العشرات = الانفجار .... أودى
- وهدأت عيون إلا عيناه = .. إلا عينيه ( مستثنى بـ إلاّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ) .
- في هذا الأثناء = في هذه الأثناء
-خرج بعض سكان الحي شهود على مشهد متكرر= ... شُهوداً على مشهد متكرر ( حال منصوبة )
- تحسس مسدس قديم = مسدساً قديماً
تحياتي

الأستاذ القدير حمزة مصطفى غمرتني بكرم المرور و رأيك في القصة مما أفخر به و يهمني و بإرشاداتك نرتقي أسمح لي بإضافة التصويب الذي أشرت له مشكورًا. كل الشكر و التقدير.

مصطفى حمزة
26-10-2013, 07:35 PM
الأستاذ القدير حمزة مصطفى غمرتني بكرم المرور و رأيك في القصة مما أفخر به و يهمني و بإرشاداتك نرتقي أسمح لي بإضافة التصويب الذي أشرت له مشكورًا. كل الشكر و التقدير.
العفو أختي غصن
اسمي مصطفى حمزة هه

عبد السلام هلالي
26-10-2013, 09:45 PM
و كأن المصائب لا تأتي فرادى ! بين نار العدو و نار " الجار " المخبر يحاصر صاحبن.
نص مؤثر يقدم صورة من صور واقعنا المرير ، صور أضحت طقسا يزميا ننام ونفيق على وقعه.
نرجو الله أن يرفع الغمة و البلاء عن هذه الأمة .
تحيتي و تقديري أختي غصن.

خلود محمد جمعة
26-10-2013, 10:00 PM
الوضع العربي يسير بخطى ثابتة للخلف
وكما قيل
إحنا انظلمنا وكل الناس مسؤلين
إحنا حقدنا وحقد الحر مالو حدود
عزف جميل
دمت
مودتي واحترامي

فاطمه عبد القادر
26-10-2013, 10:41 PM
كان الإنفجار قد أودى بحياة العشرات وأضعافهم من الجرحى ممن غصت بهم الطرقات والمستشفيات.تحسس يديه, تمنى لو كان بمقدورهما جرف سيل الموت لكنهما الآن ترتجفان

السلام عليكم
القصة جميلة ,حزينة ,مؤثرة ,صار الوطن العربي مسرحا لها,
نسأل الله أن يرفع الغمة
شكرا لك عزيزتي
ماسة

كاملة بدارنه
27-10-2013, 08:45 PM
صبغت الكلمات بالأحمر العام الذي صبغ عالم الشّعوب العربيّة في بقاع عديدة
قصّة مؤثّرة
بوركت
تقديري وتحيّتي

رياض شلال المحمدي
28-10-2013, 12:17 PM
**(( وكم من عمر قتلوه لأنّه عمر !!
لعن اللهُ كلّ من يزيّف التأريخ ليرتع من دماء الأبرياء ،
وكما هي قصص الأسى والواقع المرّ تستمر يراعتك الجميلة
تسطّر لنا وتقصّ من القصص ما يوجع الفؤاد ويرجع الذكريات ،
سلِمَ البيان والبنان ، مع التقدير ))**

سامية الحربي
28-10-2013, 07:28 PM
العفو أختي غصن
اسمي مصطفى حمزة هه

عذرًا بدلية سرعة الكتابة أستاذنا مصطفى حمزة (: .أعتذر مرة أخرى. تقديري وتحياتي.

سامية الحربي
28-10-2013, 07:33 PM
و كأن المصائب لا تأتي فرادى ! بين نار العدو و نار " الجار " المخبر يحاصر صاحبن.
نص مؤثر يقدم صورة من صور واقعنا المرير ، صور أضحت طقسا يزميا ننام ونفيق على وقعه.
نرجو الله أن يرفع الغمة و البلاء عن هذه الأمة .
تحيتي و تقديري أختي غصن.

اللهم آمين .الجزء المؤلم هنا واقعية المشهد .ممتنة لقراءتك والتعقيب الطيب أخي الكريم عبدالسلام هلالي .كل التحايا والتقدير.

أحمد الأستاذ
28-10-2013, 08:01 PM
أديبتنا الرائعة,, غصن الحربي
قصّة مؤلمة, ومشهد كثير ما نراه في أوطاننا العربيّة, للأسف
عشت القصّة بألم, تمنيت ألا تنتهي
مشوق سردك,وساحر حرفك
كوني بخير مبدعتنا
تحاياي


بوركت أديبنا الكريم .شرفت بتعليقك والمرور .كل التحايا و التقدير.

آمال المصري
29-10-2013, 09:26 AM
صورة من صور متكررة لواقع موجع تحياه الأمة صيغت بحرف قاني وسرد موفق وحبكة متينة
بوركت واليراع أديبتنا الفاضلة
تحاياي

ناديه محمد الجابي
29-10-2013, 09:46 PM
ما أقسى الأيام التي نمر بها غصن ـ نشهد في كل مكان من الوطن العربي
صراعات وحشية عنيفة لم تشهدها قبلا .. الدماء تنزف في كل مكان متسببة
في دمار المنطقةفكريا وروحيا وماديا .. وقبل كل هذا تحصد الأرواح
شباب الوطن العربي وزهوره . قصتك مؤلمة لأنها تحاكي الألم الذي نعيشه
ونستشعره حولنا , وللأسف تتناثر الأجساد وتسيل الدماء كالشلال في محاربة
بعضنا بعضا. .. قصتك رائعة وأسلوبك تصويري تعبيري نابضا بالحياة.
نسأل الله أن يرفع الغمة ويرحم الأمة.

سعيد أبو حجر
29-10-2013, 10:40 PM
سرد رائع وتسلسل منطقي للأحداث .... نهاية غير متوقعة للقارئ .... شكرًا لقلمك .... أحسنت

هاشم الناشري
29-10-2013, 11:43 PM
أعمال عنف!!

إجادة في اختيار العنوان ؛ ولأنها غالبًا مجهولة المصدر أضفى عليه التنكير
لمسة رائعة.

مشاهد مؤلمة نراها تتكرر والضحية هم الأبرياء والله المستعان ، قصة رائعة
يصل تأثيرها سريعًا لوجدان المتلقي ،وهذا دليل براعتك.

سلم المداد والفكر الأديبة المتألقة غصن الحربي ونسأل الله تعالى أن يحفظ
الأمة وأمنها.

تحياتي وتقديري.

سامية الحربي
30-10-2013, 02:52 PM
الوضع العربي يسير بخطى ثابتة للخلف
وكما قيل
إحنا انظلمنا وكل الناس مسؤلين
إحنا حقدنا وحقد الحر مالو حدود
عزف جميل
دمت
مودتي واحترامي

و أعتقد أنه حان الوقت أن نتوقف عن التلاوم و البدء بتشخيص المرض أختي الكريمة.شاكرة مرورك تحياتي وتقديري.

سامية الحربي
30-10-2013, 02:55 PM
كان الإنفجار قد أودى بحياة العشرات وأضعافهم من الجرحى ممن غصت بهم الطرقات والمستشفيات.تحسس يديه, تمنى لو كان بمقدورهما جرف سيل الموت لكنهما الآن ترتجفان

السلام عليكم
القصة جميلة ,حزينة ,مؤثرة ,صار الوطن العربي مسرحا لها,
نسأل الله أن يرفع الغمة
شكرا لك عزيزتي
ماسة

وعليكم السلام ورحمة الله
اللهم آمين أختي العزيزة .مودتي كما يليق.

محمد الشرادي
30-10-2013, 03:14 PM
أهلا أختي غصن
التسلسل الجيد للسرد، و اللغة القوية و القدرة على إنماء الحدث بتشويق أضفى على النص واقعية.
تحياتي

عبدالإله الزّاكي
03-11-2013, 02:42 PM
سرد مشوّق و لغة جميلة عنوان هذا الإبداع أختي الكريمة و شاعرتنا و أديبتنا الرقيقة غصن الحربي.

سررتُ أن يتجدد اللقاء بنصوصك المميّزة، تحاياي و تقديري.

ربيحة الرفاعي
26-11-2013, 05:04 PM
سرد متقن شائق لحكاية تنهل من جحيم الواقع وتصب في مرارة الحلم العربي فتسقط على الأصداغ ثقيلة موجعة

فرج الله كربة الأمة وأعانها على ما ابتلاها

تحاياي

أحمد الأستاذ
26-11-2013, 05:38 PM
قصة مؤثرة
مشهد نراه كثيرا,
أحسنتِ في سرده بإسلوبك المميز أستاذتي
نسأل الله أن يبدل الحال ويزيل الغمة
دمتِ بخير

سامية الحربي
27-11-2013, 08:41 PM
كان الإنفجار قد أودى بحياة العشرات وأضعافهم من الجرحى ممن غصت بهم الطرقات والمستشفيات.تحسس يديه, تمنى لو كان بمقدورهما جرف سيل الموت لكنهما الآن ترتجفان

السلام عليكم
القصة جميلة ,حزينة ,مؤثرة ,صار الوطن العربي مسرحا لها,
نسأل الله أن يرفع الغمة
شكرا لك عزيزتي
ماسة

وعليكم السلام ورحمة الله
اللهم آمين اللهم آمين .والشكر لك أختي فاطمة .كوني بخير .مودتي وتقديري.

سامية الحربي
27-11-2013, 08:44 PM
صبغت الكلمات بالأحمر العام الذي صبغ عالم الشّعوب العربيّة في بقاع عديدة
قصّة مؤثّرة
بوركت
تقديري وتحيّتي

إذا كان قدر شعوبنا أن تُصبغ بالأحمر فليكون الثمن يستحق .و بورك مدادك أديبتنا القديرة. وفقك الله.تحياتي وتقديري.

سامية الحربي
27-11-2013, 08:48 PM
**(( وكم من عمر قتلوه لأنّه عمر !!
لعن اللهُ كلّ من يزيّف التأريخ ليرتع من دماء الأبرياء ،
وكما هي قصص الأسى والواقع المرّ تستمر يراعتك الجميلة
تسطّر لنا وتقصّ من القصص ما يوجع الفؤاد ويرجع الذكريات ،
سلِمَ البيان والبنان ، مع التقدير ))**

اللهم آمين وهذه مصيبة أن يكون التأريخ مصدر للتشريع و لأجل حوادثه ولو كانت زورا في مخيلة القوم مرتعا الأحقاد ليعود العلاقمة فاتحي الأسوار للإستعمار. رحم الله عمر و أبناء عمر . سددك الله شاعرنا الكبير .دمت بخير و أمن.تقديري كما يليق.

سامية الحربي
10-12-2013, 05:01 PM
صورة من صور متكررة لواقع موجع تحياه الأمة صيغت بحرف قاني وسرد موفق وحبكة متينة
بوركت واليراع أديبتنا الفاضلة
تحاياي

شكرًا لكِ أستاذتنا القديرة آمال المصري شرفت بتعقيبك الكريم كوني بخير. مودتي والتحايا.

فوزي الشلبي
06-02-2014, 08:23 PM
العزيزة غصن:
تحية وود....

انفجارٌ يقتل المحتلين....ويمنع الحياة أن تستمر بوجود احتلال... وواشي يدلُ على البيت ... ثمّ هروبٌ وإطلاق نار...وشهادة!

صورة لواقع مرير في العراق والشام وفلسطين!

تقديري لقلم ينزف إبداعاً!

أخوكم

نداء غريب صبري
07-05-2014, 01:48 PM
كنت ستفاجئينني لو كانت القوات التي جاءت للقمع قوات احتلال خارجي
وكنت ستفاجئينني لو لم يكن في جيرانه مخبر كلب يدل عليه
وكنت ستفاجئينني أكثر لو كان اسم المخبر أبو ديفيد أو أبو جورج أو أي أبو لا يتنطع بالبطولة والثورة
هذا هو الحال أختي
نحن أقسى على بعضنا من أعدائنا علينا
ونلبس الأقنعة التي تخفي عيوبنا عن عيوننا

قصة مؤلمة

شكرا لك

بوركت

د. سمير العمري
09-05-2015, 03:52 PM
كأنها قصة كل يوم عربي ولا حول ولا قوة إلا بالله!

هنا أشار الأستاذ مصطفى حمزة للأخطاء اللغوية التي شابت النص ، وأنا أشير إلى أهمية تجويد السبك ببعض تشويق وتكثيف.

تقديري

لانا عبد الستار
13-07-2015, 01:39 AM
كم عليا قتلوا وكم عمر
وكم عائشة عذبوا وكم فاطمة
وما زالوا يغوصون أكثر في التراب القذر تحت أقدام من يلقنهم الفتنة
القصة حزينة ومؤثرة ومكتوبة بروعة
أشكرك