تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان وظيفة



حارس كامل
28-10-2013, 06:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إعلان وظيفة
======تنبهت سلمى إبراهيم إلى العيون المحدقة فيها كعيون ذئب يتصيد فريسته. كانت تتركز نحوها تماما، تتفحصها من أول رأسها حتى أخمص قدميها.
تسلل الخوف إلى داخلها، وشعرت بثمة ارتباك يدق أبواب قلبها.
أعادت نظرة مختلسة، فألفتهم ما زالوا يحدجونها بنظرات مندهشة، وكأنها كائن فضائي غريب سقط لتوه على الأرض.
ألقت نظرة سريعة علي نفسها، فبدا لها كل شيء طبيعي ومألوف..
كل شيء، فهي مثلهم تماما.. ليس تماما على وجه الدقة.
تذكرت أنها استيقظت صباحا، أو لربما أنها لم تنم ليلتها، وهي تنتظر بشغف بزوغ الشمس حتى تذهب للمقابلة في الموعد المحدد.
اشترت فستانا جديدا يليق بها، ويظهرها أكثر بهاء في المقابلة.
ارتدت الفستان، ووقفت أمام المرآة بعدما تعطرت وتزينت.. تأملت نفسها: الفستان لونه أحمر قان، تزينه ورود زرقاء متفرقة، ويصل إلى قدميها. عقصت شعرها الأسود الفاحم، ووضعت فوقه الحجاب، الذي اختارته بعناية لتتناسق ألوانه مع الفستان.
تحسست وجهها الأبيض المستدير كوجه قمر ليلة التمام، وأنفها الرفيع، وشفتيها المكتنزتين اللتين تركتهما للونه الطبيعي.
أعطت نفسها نظرة أخيرة، فلاحت لها كأميرة متوجة.
همست: بالتأكيد سأحظى بالوظيفة.
تلك الوظيفة الخاصة بالقناة الفضائية الشهيرة، التي قرأت إعلانها في إحدى الجرائد الرسمية، وحددت شروطها التي استعادت قرأتها، وهي تحدث نفسها كطالب ليلة الامتحان:
- أنثى، ومؤكدا أنا أنثي، ومؤهل جامعي أحمل ورقة تبين أنني في صدارة ترتيب الجامعة، واللباقة مشهود لي بها، وحسن المظهر، واللغة الإنجليزية أجيدها ببراعة.. كل الشروط تنطبق عليّ تماما، وكأنما الوظيفة تفتح لي ذراعيها.. كلها عدا..
تسللت الكلمة إلى رأسها كومضة حارقة أشعلت عشرات الأسئلة التي لم تفكر فيها في حينها.
عدا شرط إضافي كان في نهاية الإعلان: (بالإضافة إلى البنود الخاصة بالشركة).
لحظتها وجدت نفسها تقف بلا إرادة، وتتجه صوب السكرتيرة الحسناء، التي تقبع خلف مكتب زجاجي يكشف عري ساقيها.
وقفت أمامها، وسألتها: استأذنك في ورقة الشروط الداخلية.
حدجتها السكرتيرة بنظرة ممتعضة من وراء نظارتها، وكأنما تحتقرها، وقالت بتأفف شديد: ألم تقرئيها بعد؟!
شعرت سلمى بالخجل، فتطلعت إلى الأرض، وأجابت بصوت خفيض: لا!
أخرجت السكرتيرة الورقة من بين عدة أوراق أمامها، وهي تقول لها بما يشبه السخرية: واضح!
أخذت سلمى الورقة، وعادت إلى مقعدها، وقرأت الشروط شرطا تلو الآخر:
(- وسيمة.
- يمتنع ارتداء الحجاب.
- ملابس ضيقة وقصيرة.
- الاستعداد للمبيت خارج المنزل و لأيام طويلة).
فور انتهائها من قرأتها نظرت إلى نفسها، فبدت كنغمة شاذة وسط لحن أغنية أمريكية حديثة سمعتها في سيارة زميلتها.
وضعت الورقة في جيبها، ثم أعطت الجالسات نظرة أخيرة، وهي تقارن بينهن أيهن أقصر ملابسا.
23/10/2013

عبد السلام هلالي
28-10-2013, 07:32 AM
أهلا بك أخي حارس ،
نص جميل بلغة أنيقة و تلسل سردي سلس و مشوق ،
الفكرة مطروقة لكن النص اختار طريقته في تناولها . حيث انطلق من مشهد النهاية دون أن يفصح عنه تمام ، ليقوم باسترجاع لمساحة زمنية زمنية سابقة و صولا إلى النهاية التي ساهمت في كشفها مقدمة النص و كذلك هذه العبارة " ويصل إلى قدميها. عقصت شعرها الأسود الفاحم، ووضعت فوقه الحجاب،"
لذلك أعتقد أنه من الأنسب بدأ النص من " استيقظت صباحا، أو لربما أنها لم تنم ليلتها، وهي تنتظر بشغف بزوغ الشمس حتى تذهب للمقابلة في الموعد المحدد." لأن ما سبق يكشف و بدرجة كبيرة عن نهاية القصة. ثم تجنب التطرق إلى مسألة الحجاب و اللباس ، فهي الورقة التي راهن عليها النص لمفجأة القارئ.
ملحوظة أخرى أخي المبدع : في بداية النص قدمت الجالسين على أنهم ذكور ، باعتماد جمع المذكر السالم ، وكذا بعض العبارات '' كعيون ذئب يتصيد فريسته" التي تؤكد أنهم ذكور.
فين حين في نهاية النص نجد العبارة التالية : "ثم أعطت الجالسات نظرة أخيرة، وهي تقارن بينهن أيهن أقصر ملابسا" دون أن ننسى أن الإعلان خاص بالإناث.
أعتذر عن الإطالة أخي حارس و الإثقال عليك بالتفاصيل . هذه طريقتي في التعبير عن احتراي النصوص و التفاعل معها.
تحيتي و تقديري

ناديه محمد الجابي
28-10-2013, 10:20 AM
مذيعة , سكرتيرة , مضيفة.. أصحاب الأعمال في حاجة إلى أنثى ليس أكثر من هذا
إلغاء العقل يستتبع بالضرورة استباحة الجسد ـ فالجميع يعمل على المكسب والربح
بصرف النظر عن المضمون في عالم أصبح كل شيء فيه( سبوبة ) كما يقولون
ولذا فالشروط التي يعلن عنها أصحاب العمل شروط جسدية وشكلية .. فلا خبرة
ولا كفاءة وإنما متاجرة رخيصة بالمرأة ..
قضية إجتماعية هامة أثرتها بطريقة لطيفة ـ وقد نجحت في اقتناص الفكرة
وصياغتها بألق .. ولك تحياتي.

حارس كامل
28-10-2013, 05:21 PM
أهلا بك أخي حارس ،
نص جميل بلغة أنيقة و تلسل سردي سلس و مشوق ،
الفكرة مطروقة لكن النص اختار طريقته في تناولها . حيث انطلق من مشهد النهاية دون أن يفصح عنه تمام ، ليقوم باسترجاع لمساحة زمنية زمنية سابقة و صولا إلى النهاية التي ساهمت في كشفها مقدمة النص و كذلك هذه العبارة " ويصل إلى قدميها. عقصت شعرها الأسود الفاحم، ووضعت فوقه الحجاب،"
لذلك أعتقد أنه من الأنسب بدأ النص من " استيقظت صباحا، أو لربما أنها لم تنم ليلتها، وهي تنتظر بشغف بزوغ الشمس حتى تذهب للمقابلة في الموعد المحدد." لأن ما سبق يكشف و بدرجة كبيرة عن نهاية القصة. ثم تجنب التطرق إلى مسألة الحجاب و اللباس ، فهي الورقة التي راهن عليها النص لمفجأة القارئ.
ملحوظة أخرى أخي المبدع : في بداية النص قدمت الجالسين على أنهم ذكور ، باعتماد جمع المذكر السالم ، وكذا بعض العبارات '' كعيون ذئب يتصيد فريسته" التي تؤكد أنهم ذكور.
فين حين في نهاية النص نجد العبارة التالية : "ثم أعطت الجالسات نظرة أخيرة، وهي تقارن بينهن أيهن أقصر ملابسا" دون أن ننسى أن الإعلان خاص بالإناث.
أعتذر عن الإطالة أخي حارس و الإثقال عليك بالتفاصيل . هذه طريقتي في التعبير عن احتراي النصوص و التفاعل معها.
تحيتي و تقديري

أخي المبدع الرائع/عبدالسلام هلالي
وحشتنا إطلالتك
أهلا بك في المناقشة الثرية
أوضحها كالتالي:
- أميل إلى مدرسة يوسف إدريس التي تبتديء النص من حيث النهاية، ثم تقوم بعد ذلك على بناء الحدث حتى تعود إلى النهاية مرة أخرى...
- كما قلت أخي الحبيب أن الرهان كلمتي الحجاب والفستان هما الرهان للقاريء، لذلك أوحيت له بالكلمتين دون أباشره أو أقرر بما أريد.. لم أفصح له عن القضية ذاتها وهي جوهر الحدث(معانة المحجبات في هذه الأيام دون النظر لدرجة تعليمهن.)
- النقطة الأخيرة قد كون أحدثت التباسا، وهي أن الجلوس في البداية كانوا ذكورا وإناثا: ممتحنات وموظفون وموظفات و لجنة الامتحان ذاتها .. أما في النهاية؛ فكانت مقارنتها فقط لمثلها من الفتيات..
فإذا حدث نوع من الارتباك، فانتظر قراءات أخرى، ولا بأس من التعديل صديقي.
لا تغب عنا أيها الحبيب، فثراء معلوماتك ونصوصك المفعمة بالجمال غاب طعمها عن ذائقتنا..
تحيتي وتقديري

آمال المصري
29-10-2013, 04:07 AM
نص من الواقع صيغ بسلاسة وجاءت الأحداث متصاعدة تجدذ المتلقي للمتابعة ونهاية مختلفة عن ما اعتدناه في قراءة الفكرة بأردية مختلفة
ولكن كما قال أديبنا الفاضل عبد السلام هلالي وقد استرعت تلك النقطة اهتمامي قبلها أنك بدأت النص بإعلان عن وظيفة لأنثى في قولك " -
أنثى، ومؤكدا أنا أنثي،
ويبقى أن النص يحمل بصمة مائزة اعتدناها في القراءة لك
بوركت واليراع
تحاياي

حارس كامل
29-10-2013, 05:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من إدارة المنتدي أن تضعه بدلا عن النص الأصلي لمعالجة لبس المقدمة
إعلان وظيفة======
ما كادت سلمى إبراهيم تجلس، حتى تنبهت إلى العيون المحيطة بها تحدق فيها.
خالجها شعور بأن النظرات جميعها تتركز نحوها وحدها، تتفحصها من أول رأسها حتى أخمص قدميها كعيون ذئب يترقب فريسته.
كانت الصالة الواسعة للقناة الفضائية الشهيرة تزدحم بالموظفين والموظفات، وبنات في مثل عمرها، يبدو أنهن جئن لنفس ما جاءت له.
أعادت نظرة أخرى مختلسة، فألفتهم مازالوا يحدجونها بنظرات مندهشة، وكأنها كائن فضائي غريب سقط لتوه على الأرض.
تسلل الخوف إلى داخلها، وشعرت بثمة ارتباك يدق أبواب قلبها.
ألقت نظرة سريعة على نفسها وعلى البنات حولها، فبدا لها كل شيء طبيعي ومألوف..
- أنا مثلهن تماما.. ليس تماما على وجه الدقة.
هكذا تمتمت في صمتها، أضافت:
- يبدو أن الخوف والقلق يخيلان لي أشياء غريبة..!
استعادت ثقتها في نفسها، وأخذت تسترجع ماحدث لها منذ الصباح.
تذكرت أنها استيقظت باكرا، أو لربما أنها لم تنم ليلتها، وهي تنتظر بشغف بزوغ الشمس حتى تذهب للمقابلة في الموعد المحدد.
اشترت لها فستانا جديدا لونه أحمر قان تزينه ورود زرقاء متفرقة.
ارتدت الفستان، ووقفت أمام المرآة بعدما تعطرت وتزينت، تأملت نفسها فيه، وجدته لائقا عليها، يكاد يلامس قدميها،تبسمت، وقالت: إنه جدير بالمقابلة.
عقصت شعرها الأسود الفاحم، ووضعت فوقه غطاء الشعر، الذي اختارته بعناية لتتناسق ألوانه مع الفستان.
تحسست وجهها الأبيض المستدير كوجه قمر ليلة التمام، وأنفها الرفيع، وشفتيها المكتنزتين اللتين تركتهما للونهما الطبيعي.
أعطت نفسها نظرة أخيرة، فلاحت لها كأميرة متوجة.
همست: بالتأكيد سأحظى بالوظيفة.
تلك الوظيفة التي قرأت إعلانها في إحدى الجرائد الكبرى، وحددت شروطها التي استعادت قرأتها، وهي تحدث نفسها كطالب ليلة الامتحان:
- أنثى، ومؤكدا أنا أنثي، ومؤهل جامعي أحمل ورقة تبين أنني في صدارة ترتيب الجامعة، واللباقة مشهود لي بها، وحسن المظهر، واللغة الإنجليزية أجيدها ببراعة.. كل الشروط تنطبق عليّ تماما، وكأنما الوظيفة تفتح لي ذراعيها.. كلها عدا..
تسللت الكلمة إلى رأسها كومضة حارقة أشعلت عشرات الأسئلة التي لم تفكر فيها في حينها.
عدا شرط إضافي كان في نهاية الإعلان: (بالإضافة إلى البنود الخاصة بالشركة).
لحظتها وجدت نفسها تقف بلا إرادة، وتتجه صوب السكرتيرة الحسناء، التي تقبع خلف مكتب زجاجي يكشف عري ساقيها.
وقفت أمامها، وسألتها: استأذنك في ورقة الشروط الداخلية.
حدجتها السكرتيرة بنظرة ممتعضة من وراء نظارتها، وكأنما تحتقرها، وقالت بتأفف شديد: ألم تقرئيها بعد؟!
شعرت سلمى بالخجل، فتطلعت إلى الأرض، وأجابت بصوت خفيض: لا!
أخرجت السكرتيرة الورقة من بين عدة أوراق أمامها، وهي تقول لها بما يشبه السخرية: واضح!
أخذت سلمى الورقة، وعادت إلى مقعدها، وقرأت الشروط شرطا تلو الآخر:
(- وسيمة.
- يمتنع ارتداء الحجاب.
- ملابس ضيقة وقصيرة.
- الاستعداد للمبيت خارج المنزل و لأيام طويلة).
فور انتهائها من قرأتها نظرت إلى نفسها، فبدت كنغمة شاذة وسط لحن أغنية أمريكية حديثة سمعتها في سيارة زميلتها.
وضعت الورقة في جيبها، ثم أعطت الجالسات من البنات نظرة أخيرة، تقارن بينهن أيهن أقصر ملابسا.
23/10/2013

حارس كامل
03-11-2013, 08:24 PM
نص من الواقع صيغ بسلاسة وجاءت الأحداث متصاعدة تجدذ المتلقي للمتابعة ونهاية مختلفة عن ما اعتدناه في قراءة الفكرة بأردية مختلفة
ولكن كما قال أديبنا الفاضل عبد السلام هلالي وقد استرعت تلك النقطة اهتمامي قبلها أنك بدأت النص بإعلان عن وظيفة لأنثى في قولك " -
ويبقى أن النص يحمل بصمة مائزة اعتدناها في القراءة لك
بوركت واليراع
تحاياي

القديرة المبدعة/آمال
أشكرك
دائما تثرين النصوص بكرم زيارتك
تحيتي وتقديري

خلود محمد جمعة
04-11-2013, 11:21 PM
قصة واقعية بحلة جديدة
نعم انهم يقيمون الأنثى بهيكلها لا بكينونتها، ما يدل على سطحية التفكير في النظرة للمرأة .
دمت متجددة
مودتي وتقديري

حارس كامل
05-11-2013, 04:07 PM
قصة واقعية بحلة جديدة
نعم انهم يقيمون الأنثى بهيكلها لا بكينونتها، ما يدل على سطحية التفكير في النظرة للمرأة .
دمت متجددة
مودتي وتقديري

القديرة المبدعة/خلود
نعم هي سطحية في التفكير يبحثون عن المظهر دون الجوهر
تحيتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
09-12-2013, 10:38 PM
نص قصّي يسجل اعتراضا على مقاييس اختلّت ومعان فقدت مضامينها في زمان طغى فيه تسليع البشر على كل معطيات التقييم للإنسان
يعجبني في القص دوران الحبكة ابتداء من النهاية ووصولا إليها في سرد يمر بدخيلة الشخوص ويلاحظ صراعاتهم الداخلية

دمت بخير مبدعنا

تحاياي

كاملة بدارنه
28-12-2013, 11:04 PM
مؤسف أن تكون الشّروط هكذا... وتهمّش المعرفة والأخلاقيّات
قصّة واقعيّة ناقدة بأسلوب جاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي

د. سمير العمري
11-01-2014, 12:50 PM
هذا للأسف ما وصل إليه الحال وبات أمثال هؤلاء ذكورا وإناثا هم المطروحين كقدوة والمقدمين في المحافل.

تص راصد ناقد للحال وجاء موفقا عموما إلا من بعض هنات لغوية ونحوية وأزعم أن بعض تكثيف سيزيدها ألقا!

تقديري

نداء غريب صبري
06-04-2014, 01:54 AM
يمتهنون المرأة ويحولونها لسلعة بحجة الوظيفة
قصة جميلة هادفة وأسلوب مميز وممتع

شكرا لك أخي

بوركت