تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فنانة العصر



بشار عبد الهادي العاني
28-10-2013, 08:51 PM
يسرني , أيها السيدات والسادة , أن ألتقي في هذه الليلة الفنية الساهرة , بفنانة خنذيذة , أضاءت سماء الإبداع بفنها وإبداعها ومهاراتها التكتيكية .
إنها فنانة شاملة ترقص , تغني , تمثل, تقرض الشعر, تكتب المذكرات(ما شاء الله عليها , مثل الفخار الصيني من أي جهة نقرته, يرن و يحن)
إنها الفنانة (فضيحة المشهورة) الملقبة بزوزو فاتنة المقاهي والميكروباصات.. ( المذيع متحدثاً بلهفة مصطنعة , يحاول أن يرسم على وجهه بلاهة مستعارة)
الجمهور:(تصفيق حاد , صفير . و صوت طلقات نارية و زغاريد و موسيقى وطنية)
- بص شوف زوزو بتعمل ايه.
الفنانة: (ضحكة رقيعة مصطنعة و قد دغمت وجهها بكافة مكياجات السوق من أحمر و أصفر و كموني, ولبست النزر القليل من الثياب الذي لا يكفي لستر فأر)
- والله أخجلتم تواضعي يا أستاذ , لكن هناك الكثير من المواهب لم تذكرها يا سيدي؟!!
المذيع: نحن الآن على الهواء و نخشى من الرقابة.
الفنانة: الرقابة ! قاتلة المواهب و الإبداع,بعث الله عليهم حمى قاتلة.
المذيع: سيدتي: يا قمة الفن و الجمال و العطاء , هات حدثينا عن نفسك قليلاً.
الفنانة: سأحدثكم عن معاناتي في هذه الحياة, ومن يريد تفاصيلاً أكثر, فإن كتابي العظيم( مذكرات مقهورة) ,
وهو الآن تحت الطبع ,و سيرى النور عما قريب , فيه أتكلم عن تجربتي الحياتية, و عن الدروس التي استخلصتها من سنين العمر.
المذيع: من يسمعك يظن أن عمرك تجاوز الخمسين( هامساً بسره و الله فوق الستين حتماً)
الفنانة: لا لا ,أنا تزوجت في سن صغيرة جداً , و كنت حينها في سن العاشرة, لذلك فقد بدأت مسيرتي الفنية و تجاربي الحياتية مبكراً.
المذيع: يقولون أن الإنسان عندما يكبر, يجب أن يتقاعد .هل فكرت فنانتنا الفاتنة بالتقاعد؟.
(الجمهور يصفر مستنكراً اووووووو)
الفنانة: أظنك سمعت الإجابة من جمهوري الحبيب (ترسل لهم قبلة هوائية مع غمزة)..
(تصفيق حاد وهرج ومرج, وصوت تدافع و مشاجرة بين الجماهير, كل يريد أن يظفر بالقبلة, أما الغمزة فقد استحوذ عليها رجل من رجال الأمن , يجلس في الصف الأول , ولم يستطع أحد منافسته عليها)
تتابع الفنانة: التقاعد يعني لي الموت, وآخر رقصة ... عفواً أقصد آخر عمل فني سأعمله , و الروح تصعد مني..
(تصفيق و هتافات وطنية, وتكبير)..
المذيع في سره:( ذيل الكل... لا ينعدل, ولو وضعته في ألف قالب) : يعيب عليك البعض أنك امرأة مزواجة ,و قد تزوجت حوالي العشرين مرة.
الفنانة: هذا غير صحيح, و إشاعات مغرضة, أنا تزوجت عشر مرات فقط.
الجمهور: واو واو وبصوت واحد: هنيئاً لهم...
الفنانة: مرسي كتير يا شباب و يا صبايا...
المذيع: و ما السبب في تعدد الأزواج برأيك؟
الفنانة: إنه طبع الرجل المتسلط ,الذي دائماً يريد الهيمنة على شخصية المرأة و نجاحها.
(أصوات نسائية من الجماهير تصفق و تهلل, و الأصوات الذكورية أطلقتها صرخة مكتومة)
المذيع: انطلقت إلى عالم الفن من خلال المقاهي الليلية الرخيصة, و الأعراس الشعبية, و الحانات,كيف أثرت هذه الأمكنة على مسيرتك الفنية.
الفنانة: لقد صقلت هذه التجربة الجميلة, تجربتي الثرة و علمتني الكثير.
المذيع:(وملأت جيوبك)
الفنانة: عفواً
المذيع: لا شيء, كنت أسعل. هه هه.
المذيع يصيح فرحاً وقد وضع يده على أذنه: وصلنا إتصال من الفنانة الشهيرة ميمي الوزة . الو, الو سيدة ميمي.
(صوت أجش نائم): الو حياتي, كيفك يا عمري؟؟
الفنانة: أهلا ميمي, روحي.
المتصلة : أنا أحببت أن أقول للمشاهدين, إنكم تشاهدون فنانة و إنسانة عظيمة, استطاعت بكفاح و عرق,وإصرار , ووقاحة , أقصد بجرأة, أن تمهد لنا الدرب وتضع أجمل اللمسات في حياتنا الليلية ,أقصد الفنية..
تصفيق حاد من الجماهير , مع إطلاق نار وزغاريد..
المذيع: شكراً فنانتنا الكبيرة ميمي الوزة, على هذه المداخلة الناعسة , أقصد الهادفة.
يتابع:
-قبل أن نتابع سيداتي وسادتي ما تبقى لنا من سهرة اليوم, ونختتم الجزء الأول من حلقتنا, يشرفنا أن تقدم لنا الفنانة الكبيرة زوزو, رقصة. أقصد فقرة فنية, من تأليفها و تلحينها و إخراجها و ديكورها و.....
(تقوم الفنانة, بدون سابق إنذار , لتتمايل بحركات إيحائية رخيصة ,و إبراز واضح لمفاتن بالية ,و سط صراخ و إعجاب الجماهير وعواء المخرج, وقلق باد على رجل الأمن)
بينما يتناول المذيع مسدساً من جيبه و يطلق النار على رأسه و سط تصفيق الحاضرين, والحلقة الثانية مازالت على الهواء , بعد فاصل جنائزي لدفن المذيع , وإنهاء رجل الأمن لتقريره.

مصطفى حمزة
02-11-2013, 04:32 PM
نصٌّ فَكِهٌ يُطلٌ علينا ليقول مواسياً : ما زالَ في زمن الدموع تبسّمُ ( شطرٌ من بيت ارتجلته الآن )
وارتجلتُ أيضاً من وحي نصّك المواسي :
- على سُفّودِ بشّارِ * قضتْ فنّانةُ العصر
- شَواها مثلَ فَرّوجٍ * يراعٌ فاخـرُ النثرِ
تحياتي

بهجت عبدالغني
02-11-2013, 07:30 PM
ماذا سنقول بعد ما قلت يا سيدي
غير نسأل الله السلامة والعافية

ساخرٌ إلى العظم .. مؤلم في حقيقته
أين كنّا وأين صرنا !!!


أبدعت أستاذنا بشار
بارك الله فيك



كل الودّ والتقدير

بشار عبد الهادي العاني
03-11-2013, 08:19 PM
نصٌّ فَكِهٌ يُطلٌ علينا ليقول مواسياً : ما زالَ في زمن الدموع تبسّمُ ( شطرٌ من بيت ارتجلته الآن )
وارتجلتُ أيضاً من وحي نصّك المواسي :
- على سُفّودِ بشّارِ * قضتْ فنّانةُ العصر
- شَواها مثلَ فَرّوجٍ * يراعٌ فاخـرُ النثرِ
تحياتي

مازال في زمن الدموع تبسّم ,,,,, والناس رغم جراحها تتهكم
صارت مشاعرنا سراباً , إنّما .... وجع القلوب النازفات مقدّم
كالطيّر يوماً إن فصدت وريده ... نزف الدماء, وراقصاً يتألّم

لكم كل محبة أستاذي وأخي أبو عقبة. وشكراً على جمال المرور.

عصام سامي ناجي
05-11-2013, 09:23 AM
للاسف أخي بشار بعض السياسيين تجاوز

في العهر هذا المستوي

نحن ياعزيزي في زمان اللا منطق

نص مميز اخي الكريم

ودي وتقديري

بشار عبد الهادي العاني
12-11-2013, 11:08 PM
ماذا سنقول بعد ما قلت يا سيدي
غير نسأل الله السلامة والعافية

ساخرٌ إلى العظم .. مؤلم في حقيقته
أين كنّا وأين صرنا !!!


أبدعت أستاذنا بشار
بارك الله فيك



كل الودّ والتقدير

ولك كل المحبة والتقدير , أخي أستاذ بهجت , نسأل الله العافية , وأن لا تكون نهايتنا كنهاية هذا المذيع البائس

بشار عبد الهادي العاني
07-12-2013, 11:15 AM
للاسف أخي بشار بعض السياسيين تجاوز

في العهر هذا المستوي

نحن ياعزيزي في زمان اللا منطق

نص مميز اخي الكريم

ودي وتقديري

حياك الله وبياك أخي الفاضل , وأشكركم على هذا المرور الجميل .
لكم كل تحية وتقدير ...

فوزي الشلبي
30-01-2014, 09:53 AM
الأخ الأديب بشار:

لقد أضحكتني ايها النبيل على هذه الصورة التي أبرزتها بأسلوبٍ أدبيٍ ساخرحتى نفرت من عيني الدموع..كما لو كنت أشاهدُ عادل إمام في مسرحية..لقد جلوت ايها الفنان، نوازع النفاق المجتمعي ..وأخرجتها من قمقمها..وكشفت كيف يكون الفنُ هابطا والأمن حاضرا..ثم كانت النهاية الغامضة الباهرة لانتحار المذيع..لتخلص إلى النتيجة: أن مثل هؤلاء الإعلاميين، ليس عليهم ان يعدموا جراء ما يغرقون به اذواق الناس..بل عليهم أن ينفذوا إعدامهم بأنفسهم!

قيلاتي وتقديري وخالص ودي!

أخوكم

ناديه محمد الجابي
31-01-2014, 09:59 PM
نص تهكمي ساخر بأسلوب وسرد رائع
والأروع هي تلك الأبيات المرتجلة بينكم
حياك الله وبارك الله فيك وفي قلمك المبدع
تحياتي وتقديري.

نداء غريب صبري
11-02-2014, 11:05 PM
قصة طريفة في واقع مبكي
هذا هو الأدب الساخر الحقيقي أخي

شكرا لك

بوركت

ايهاب الشباطات
22-02-2014, 01:22 PM
ننتظر منك الحلقة القادمة مع ضيف آخر ! ...... , ذكرتني بقول ابن عمار :

مِمَّا يُزَهِّدُني في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ سَماعُ مُقْتَدِرٍ فيها وَمُعْتَضِدِ
أَلْقابُ مَمْلَكَةٍ في غَيْرِ مَوْضِعِها كالْهِر يَحْكي انْتِفاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ

مصطفى الصالح
07-05-2014, 01:15 PM
نعم شر البلية..

حادثة انتحار المذيع غريبة وتحدثه مع نفسه

فهو صاحب مهنة ويعرف ماذا أمامه

الذي يجب أن ينتحر شخص آخر حطمته أثناء صعودها كابنتها مثلا...

نص متعوب عليه

دمت رائعا

تقديري

ناديه محمد الجابي
13-04-2021, 11:44 AM
نص ساخر ضاحك وشر البلية ما يضحك
أبدعت ـ بوركت ودام بهاء حرفك .
D::nj:D:

أسيل أحمد
30-11-2021, 08:16 PM
نص ساخر بإمتياز ـ فاضح كاشف بصدق عن الفن الهابط في مشهد قصي ظريف
أبدعت ـ ولك تحياتي وتقديري.

ناريمان الشريف
01-12-2021, 07:22 AM
هؤلاء هن اللواتي يحظين بأوقات طويلة على الشاشات الفضائية
تباً لإعلامنا
بصراحة مقال فاخر من الآخر
أجدت في التهكم حد البكاء
توليفة ساخرة وصلت إلى العظام
تحية ... ناريمان