تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وداعًا يا عليّ



سعيد أبو حجر
31-10-2013, 08:51 PM
الأم تجري هنا وهناك ... وتردد: أين هو؟ .... ألم يكن معك؟ ... ألم أعطك معطفه كي تلبسه أياه؟ ... تنادي بأعلى صوتها .... يكاد قلبها يقفز من صدرها ... الأب شاخص البصر .... أسماه عليًا على اسم أخيه الذي مات في سجون الظلم والاستبداد ... لكن ذهب عليّ وعليّ ... كل من حولهما ألجمت رائحة الموت صوته وأفكاره ... تعود الأم للصياح: عليّ ... عليّ... عليّ ... من سيأكل طبق الحلويات الذي صنعته لك؟ ... من سيصرخ كل صباح مناديًا إيايّ بكل تمرد اسكبي لي حليبي؟ ... من سيدق الباب منتصف النهار بكلتا رجليه معلنًا قدومه؟ ... من ... ومن ... ومن ... أواه يا فؤادي كيف ستحتمل ... ويمر شريط من الذكرى في رأس الأب عندما خرج ثائرًا ضد الظلم ... كان بجانبي ... أحيانًا يسأل: لماذا قمتم بالثورة؟ .... كي تعيشوا أحرارًا .... لكنه رحل تاركًا الحرية في قمقمها ... كيف كان يلوّح بالعَلَم في ساحة الحرية ... يصر كل يوم على الخروج معه ... كان لا يخاف صوت الرصاص ... صار هناك عشق بينه وبينه حتى بات يعرفه من صوته ... لكن كم عشيق قتل عشيقه ... كان الصباح مشرقًا كعادته ... خرج مرتديًا ثيابه الجديدة مصرًا على ارتدائها وكأنه يعلم أنه سيكون عريس هذا اليوم ... صار يعاكس أمه ذاك الصباح حتى ضجرت منه معلنة أنها لن تصنع له طبق الحلويات ... لكنها صنعته ... خرج ووالده يلبسه معطفه وهو يصر على أنه لا يشعر بالبرد ... عاد كما يعود كل يوم ... لكن هذه المرة ليست مثل كل يوم ... كان هناك شجار أول الشارع ... وقف ينظر كما ينظر الباقون ... لكنه ليس مثل الباقين ... إنه عليّ ... خرجت الرصاصة تمرق الصفوف ... لم يصدها إلا صدره الصغير ... وقع وعيناه تصعدان للسماء وهو يبتسم ... فصار له من اسمه نصيب ... رحل عليّ ورحلت معه كل أحلام أبيه ... انتظرت أمه كثيرًا لكن لم يعد عليّ ...

كاملة بدارنه
01-11-2013, 09:18 AM
راح ضحيّة !
قصّة مؤثّرة جسّدت ظاهرة العنف التي باتت تتفاقم في المجتمع ويذهب ضحيّتها شباب لا ذنب لهم، مع أنّ الأحداث أوحت للقارئ أنّ عليّا سيموت شهيدا.
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
01-11-2013, 06:30 PM
قصة تحكي الأحداث الحالية في ليبيا
مات على من رصاصة طائشة في شجار
حتى وإن كان الطاغية قد مات, إلا إنه قد خلف
تراث سيورثه آثاما فوق آثامه إلى يوم القيامة
ذلك السلاح المنتشر بين الناس بغير حساب والذي
أصبح يهدد سلامة الآمنين ويقتل الأبرياء
وصف حي انساب بفكرة بديعة مؤثرة
سلم يراعك.

سعيد أبو حجر
04-11-2013, 09:45 PM
راح ضحيّة !
قصّة مؤثّرة جسّدت ظاهرة العنف التي باتت تتفاقم في المجتمع ويذهب ضحيّتها شباب لا ذنب لهم، مع أنّ الأحداث أوحت للقارئ أنّ عليّا سيموت شهيدا.
بوركت
تقديري وتحيّتي


نعم إنه العنف سيدتي الذي صار يأكلنا كل ساعة .... علي مات شهيدًا وأعلنت ذلك من الحرف الأول للقصة لأني لم أشأ أن أتكئ على عنصر التشويق فالموقف يعرض صورة بائسة نعيشها كل يوم ..... دمت ودام ودك أستاذة كاملة

آمال المصري
05-11-2013, 09:58 AM
عليّ مات في سجون الظلم .. وعليّ آخر استشهد بسبب العنف الذي بات ظاهرة مألوفة نراها كل يوم وتتفاقم وتنتشر معلنة أن الحياة صارت لمن يأخذها بالذراع أو ينتزعها بقوة السلاح ..
مأساة نشاهدها بصور مكررة يذهب ضحيتها أبرياء يكتوي بنارهم ثكالى كانوا هم الأمل لهم في الحياة
لِمَ غابت علامات الترقيم عن النص واستُبدِلت بنقط ؟
بوركت أديبنا الفاضل
تحاياي

حارس كامل
05-11-2013, 11:31 AM
لماذا إما هم أو الفوضى؟
العنف أصبح سمة شعوبنا.
تحيتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
05-11-2013, 01:39 PM
عليّ مات في سجون الظلم
وعليّ الآخر مات برصاصة طالئشة في شجار

مأساة باتت مشهدا عربيا معتادا في شوارع قهرنا
غير أني لا أرى شهيدا هنا كما تقول بعض الردود، فالنص يقول بوضوح أنه كان بطلا مناضلا ... وأنه قتل برصاصة في شجار
"عاد كما يعود كل يوم ... لكن هذه المرة ليست مثل كل يوم ... كان هناك شجار أول الشارع ... وقف ينظر كما ينظر الباقون ... لكنه ليس مثل الباقين ... إنه عليّ ... خرجت الرصاصة تمرق الصفوف ... لم يصدها إلا صدره الصغير " ولا أعتقد في هذا شهادة حتى وإن كان الشجار من تداعيات الثورة في ليبيا أو غيرها.

معلوم أن لكل بقعة من هذا الوطن المترامي الأطراف ظرفها الحاكم لقراءة أحداثها ، غير أن الشهادة معلومة ملامحها وليس منها الموت برصاصة طائشة في شجار


فرج الله كربات وطننا الكليم
ودمت بخير مبدعنا

تحاياي

سعيد أبو حجر
06-11-2013, 12:19 AM
قصة تحكي الأحداث الحالية في ليبيا
مات على من رصاصة طائشة في شجار
حتى وإن كان الطاغية قد مات, إلا إنه قد خلف
تراث سيورثه آثاما فوق آثامه إلى يوم القيامة
ذلك السلاح المنتشر بين الناس بغير حساب والذي
أصبح يهدد سلامة الآمنين ويقتل الأبرياء
وصف حي انساب بفكرة بديعة مؤثرة
سلم يراعك.

أختي نادية؛ هذا هو حالنا في ليبيا، وكذلك الوطن العربي كله، فقد تختلف الجزئيات لكن على العموم همنا واحد.
بوركت وبورك طيف الذي تسلل إلى نصي مثل أريج فترك عطره عليه

سعيد أبو حجر
07-11-2013, 06:17 AM
عليّ مات في سجون الظلم .. وعليّ آخر استشهد بسبب العنف الذي بات ظاهرة مألوفة نراها كل يوم وتتفاقم وتنتشر معلنة أن الحياة صارت لمن يأخذها بالذراع أو ينتزعها بقوة السلاح ..
مأساة نشاهدها بصور مكررة يذهب ضحيتها أبرياء يكتوي بنارهم ثكالى كانوا هم الأمل لهم في الحياة
لِمَ غابت علامات الترقيم عن النص واستُبدِلت بنقط ؟
بوركت أديبنا الفاضل
تحاياي

كل من مات عليّ في السماء والأرض بإذن الله، ويبقى الأمل في الله . شكرًا أختي آمال لبوحك وحرصك

سعيد أبو حجر
08-11-2013, 02:05 PM
لماذا إما هم أو الفوضى؟
العنف أصبح سمة شعوبنا.
تحيتي وتقديري

نعم لماذا أخي حارس؟ ..... وكأننا جبلنا على ذلك .... لك مودتي ووردة .... بوركت

سعيد أبو حجر
15-11-2013, 04:12 PM
عليّ مات في سجون الظلم
وعليّ الآخر مات برصاصة طالئشة في شجار

مأساة باتت مشهدا عربيا معتادا في شوارع قهرنا
غير أني لا أرى شهيدا هنا كما تقول بعض الردود، فالنص يقول بوضوح أنه كان بطلا مناضلا ... وأنه قتل برصاصة في شجار
"عاد كما يعود كل يوم ... لكن هذه المرة ليست مثل كل يوم ... كان هناك شجار أول الشارع ... وقف ينظر كما ينظر الباقون ... لكنه ليس مثل الباقين ... إنه عليّ ... خرجت الرصاصة تمرق الصفوف ... لم يصدها إلا صدره الصغير " ولا أعتقد في هذا شهادة حتى وإن كان الشجار من تداعيات الثورة في ليبيا أو غيرها.

معلوم أن لكل بقعة من هذا الوطن المترامي الأطراف ظرفها الحاكم لقراءة أحداثها ، غير أن الشهادة معلومة ملامحها وليس منها الموت برصاصة طائشة في شجار


فرج الله كربات وطننا الكليم
ودمت بخير مبدعنا

تحاياي

إنها ضريبة باهضة الثمن، ندفعها من دماء شبابنا وأطفالنا، أختي ربيحة، فكم من رصاصة طائشة قتلت أمة برعونتها، كوني بخير.

خلود محمد جمعة
02-12-2013, 11:12 PM
الوضع العربي جميعه على مرمى رصاصة
بورك الحرف
ياسمينة لأرواح كل من رحلوا
مودتي وتقديري

سعيد أبو حجر
10-12-2013, 08:37 PM
الوضع العربي جميعه على مرمى رصاصة
بورك الحرف
ياسمينة لأرواح كل من رحلوا
مودتي وتقديري

لك الود وعطر الشمس أختي خلود، وضعنا هو وضعنا، ونحن نبقى كما نحن، لا نحتاج سوى معجزة، بوركت وبورك مرورك

نداء غريب صبري
09-03-2014, 06:26 PM
كم من عليّ علا برصاص أخوته وعليّ علا برصاص طائش في صراعات أخوته
قصتك محزنة أخي

شكرا لك

بوركت

عبد السلام هلالي
09-03-2014, 08:54 PM
نص مؤثر ينهل من وجع سقى مدن و بوادي الأوطان العربية،
و لم يترك كبيرا و لا صغيرا
ثائا و لا مسالما.
بورك القلم و صاحبه.
تحيتي و تقديري

د. سمير العمري
25-03-2014, 08:29 PM
رصد للواقع المؤلم الذي بات يلتهم الأرواح للجميع شيوخا وأطفالا ورجالا ونساء ، والقوم لا يزالون في ذهول وقبول يظنون أنهم ينجون بالصمت والخنوع.

هنا أخي الحبيب فقدت عنصر القص والتشويق ولم أجد حبكة مناسبة ولا خاتمة مؤثرة ، وأعلم أنها محاولة منك للرصد ولكن يظل للأدب ضرورة.

نسأل الله أن يفرج الكربات!

تقديري