مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر رياض شلال المحمدي
رياض شلال المحمدي
06-03-2012, 06:42 PM
أرجــــــــوك :
أرجـــوك هبني من جمالك مطلعا =ومـــن الطـــيوب لــدى حـــيائــــك بُــــرقــــعــا
أرجـــوك بلّــغني زمانك شاديــــــا=أو فــــاسقني وهـــــج الحــنــاجــر مــنــبــعــا
أرجـــوك خـــذ فِـــكَــرَي رسائل أعينٍ=بين الهـــــوى والـــدمــع يــــرقى مَــــن دعـــا
أرجــــوك لا تهجر شتات مُــهيجتي=دع كـــــأس صـــــبرك للــمــتــيّـــم مــشــرعا
أرجــوك بارك بالعناق صبابتي=قلبي أتــــــــاك مــولــهـــا .. بل موجـــعــــــــا
أرجـــوك ياعبق الغرام تولّني=بـــك مســـك ذوقي لــــم يزل مـــترعـــرعـــــا
أرجـــوك عِـــظني بالرقائق واجتذب=لحظـــــاتِ عـــمرٍ أدمـــنــتـــك تــــطـــوّعــــــــا
أرجـــوك ... آلامي تــدفّق غيثها=فوحـــــقّ آهـــاتــــي عرفــــتـــك مــسرعــــا
أرجــوك أودعني حناياك التي=تـــجــني الوفـــــاء فــــأنت أنقى مَــن سعى
أرجــوك أوزعـني بـأن أرِدَ الضحى=نَـــهَـــراً تراقــــص سلســـبــيــــلا مــتــرعـــا
أرجـــوك تصحبني ظلال حبائبي=فـــبها اســـــتــفاق شذايَ والذكــــرى معــــا
والآن ... أرجوك الصلاة مكبّــرا=وعـــلى رفــــاتـــي تــفــتــديـنــي أدمـــــعـــا
واكتب بلوح الخالدين قصاصة=أخــــضــلُّ فـــيـــها كــــي أعـــود مــودّعـــــــا
يـــخـضــرّ تـــبياني فـــأنهض منشدا =أرجــــوك هَـــبني من جـــمالك مـــطـــلـــعــا
***********************************
رياض شلال المحمدي
07-03-2012, 10:17 AM
البــلــقــــاء
************
أسـتـنـشقُ الليلَ بين اللحـنِ والقُــبَـلِ=نــايـــاتِ حُــــزنٍ كـمــا لـــو بُـــحـــتُ بالــمُـــقــــلِ
رجلايَ كالمِـرجل الموؤود عازفـــةٌ=عــنــه الــبــــــــدورُ لـتــســقي بالـظــمــا بـَـلــلـي
أهـكذا الخــنجرُ الموعودُ يوقظــه=زيـــفُ الهــلاهــلِ مــحــمـــــــولاً عــلى المــَـلــلِ ؟
أهـكـذا تــمتري شطـآنُ مَـن هتفوا=بــاســم اليـــقــــيــن بــآه البـُــلـبـــلِ الــثــمـــلِ ؟
مُــذ كان تــعويــذة شابت ذوائــبـُـها=مـــن فــرط مـــا أرضــــعــت جــــيــــلاً مــن الأســلِ
تــهــرّأت جُــملي واستـُـعــبدت حُــللي=وأطــــربــــــت عِـــلـلـــي فــــي كــــلّ مُـــعـــتـــقـــــلِ
مَــن قال أنّ سويعاتي بلا نَــفَــسٍ=كــيــما يُـــســـــاوى ( ذئـــــــابُ الليـــلِ ) بالــوعــَــلِ
فاصدع ، رسائلُ داعي الصمتِ مزّقها=حـــادي الخــريـــف ولا تــســـأل عــن الطــلـلِ
خــذ المرافيءَ واسكب قيحَ أشرعتي=فــلـيس يـُـجـــــــدي الجـــوى أطـــروحـــةُ الخــَــبـَــلِ
قل للصباح : سوادُ الفجر مـدبــرةٌ=عــنــه المــنــى والمـــنــايـــا أدمــنــت سُـــبلي
قل للخيال كــفاك الآن مانفعت=ســـاحــاتُ رمـــيكَ فــكــــري قُــــدّ مـــن قُــــبلِ
ولا أرى هُـــدهــداً في صرح أخيُلتي=ولا عـــــزاء لــمـــيــتٍ بـــــاح بــــالـــغـــزلِ
أستنشق الليل لا إرثٌ يزاحمني=رؤايَ مُــــذ كــــنـــت تـــأريــــخٌ مـن الزعَـــلِ
يُــتــمّــم البــــوحَ زنّــــارٌ وإن أفــلت=بـــعــضُ المــرايـــا فـــلا يُــــتــمٌ مــــــــــع الأزلِ
كــشاخص الوحي طــيفا لست أكتمه=فـــالــظلّ ظـــلي وحــسّــــــــي بـُــؤبـُــؤ الحَــجَــلِ
صيرورة الحب تــرنــيمٌ يــقبّـــله=طـــيـــبٌ تـــجـلىّ جــلا فــي غــايــــــــةِ الخـجـلِ
فــحادثي يمقت الألفاظ لاهــيـــة=كــــأنّـــها تـــتـــمـــطـــىّ فـــي ربـــــــــى الوحـــــلِ
والحُــسـن إذ يــتــبدّى فهو معجزة=خـــوارق الشـــــعــر تـــهــوى كــــلّ ذي أمَـــــــــلِ
رياض شلال المحمدي
07-03-2012, 07:05 PM
سُــطرت أبيات تلكم القصيدة ونشرت في بعض المواقع
بتــاريخ 14-6-2011 ---- كما ألقيت في احتفالية شعراء الفلوجة /
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
قل ما تشاء فللشعوب كلامُ
يــهـــوى الخـــلاص وللــمــدى أقـــــلامُ
غـرّد على درب المليحة هاتفا
قلبي الفــــداء ومهجــــتــــي يـــــاشـــامُ
إن كان ما تلد الجراح مباركا
فاسـتـنـهضي الهــمــم اللـتـــي تــلــتــامُ
عُـسر المخاض وإن سقاك فــإنه
لاريـــب تـــشــفـــى بــعــــده الأرحـــــامُ
لاريب يشرق بعده إبداعنا
وعلى العــنا والطـــــالحـــات ســـــــلامُ
لا تتعبي وحذار من إيحائهم
إنّ العـِـــــدا فـــــــرط الذهـــول لــئـــــامُ
هذا فراتك سطّري بضفافه
سُـقـيـــاه سُـقـيـانـــا فـكـيــــــف أضــــامُ ؟
سُقيا الأحبّة ماانتخى يشماغهم
إذ أنــتِ أنـتِ جــمـــالــه والهــــــــــــامُ
ياشامُ صبرا فالمصائر منحة
آن الأوان ..... ورقّـــــت الأنــســـــــامُ
واهتزّ للأمــويّ ركــنٌ سالفٌ
ومضـــت تــداعــب ثــغــــره الأيّـــــــامُ
مولاي خالدُ في الربى متضرّعٌ
وعلى الهضـــاب صلاحـــنا الضرغـــامُ
وأتـى من الشهباء نبهان الهوى
هــم كلهـــم نهضـــوا لنــصرك هامــوا
إيهٍ دمشق وللمشاعر أوبة
وخـــــــواطـــــر ومـــــدامــــع وغــــرامُ
في ذكرك امتزجت تنامى شجوها
مُـــذ جاء مــن درعــــا إليك وســــــامُ
إيهٍ دمشق فجمّلي تأريخنا
إنّالخــلود لمــــن أحــــبّ مُــــقــــــــامُ
هي ثورة شعبيّة عربية
طـــابت بوعـــد ربــيـعـــــها الأنــغـــــامُ
رغم الضحايا رغم جور عمومتي
رغــــم التي شـــــاخت بـهــــــا الآلامُ
صــدحت بحبّك ياشـآم حناجرٌ
وســــرت تــــبــارك ريـــفــك الأقــــوامُ
*********************************
*********************************
رياض شلال المحمدي
09-03-2012, 03:32 PM
إلى حبيبي ....
**************
.. ولأنت في صفو الضمير ضميـرُ= تــهــبُ الـبـشـــاشــة والــفــؤاد عـبـيـــــرُ
إن كان مــن وجـــع فحسّــك بُــرؤهُ= أو كـــــان مـن صــور فــأنــــت شــــعـورُ
أسـقـيــك دمــعا لا يـلـيــق بــــآخــر= فـــالـكــلّ إن ذكـــر الوفــــــــــــاء أخـــيـرُ
يــهـنـيـك أنهــــار المــودّات التـــي= أبــــــداً لهــا مـن مــقــلـتــيــك خـــريـــــرُ
يــاذاكــري أدبـــاً بـشــفع نـســـيـبـه= مـهــلاً ، ثــنـــائـــــــي لــؤلـــــؤٌ مــنــثــورُ
جــرّبتُ من وحــي المعالي أضـربا= فـــــإذا قِــبـــابـُـك لـــلأديــــــب بــحـــــــورُ
وإذا سُــلافــك للبـــديـــع مــرقــرقٌ= وعــليك مــن مـهـــــج الجـنـــــاس بــدورُ
وإذا الحــداثـة أنت عــين قريضـهـا= والمـحـــدثـــات بريـــقــــها مــهـجــــــــورُ
فـاشــعر بواحــدة البلاغــة بـاذخـــا= إنـّـي وحــق حــقائــقـــــي مــبـــهـــــــــورُ
وانـقـش على لوح الخــلود حــمامـة= عـصـــــمــاء بالأمــــل النــديّ تــطـــيــــرُ
لـمّـا الـتـقــيـنا في الخـورنـق حـفّـنـا= لــطفٌ إلــى الذوق الـتــلــيــد يـُـشــيـــــــرُ
يــاذكرَ ذاكــرتي وذكرى بــهــجـتي= هــلاّ تـصــبّرنـــي .... هـــــواك صــــبــورُ
عــانـق بــنات الشــعر قـبّــل حسنها= فـالعَــودُ أحــمــــدُ ، والخـيــال أمـــيـــــــرُ
والليل يــندبــنا وفجــرُك ضـــاحـكٌ= والصــافــنـات عِــنـانـهــنّ ( جَـــريــــرُ)!
مـازلتُ تـســكبني الحــياة عـوارفــا= واقــرأ جــراحي ... مــا لهــنّ نـظــيــــرُ
فــأنا وقــلبك توءمــان ، غــذاؤنــــا= ســحرُ البــيـــــان ، وغــيــرُنـا مـعــــذورُ
ولنــا بــذكر الأســودَيــن مــلاحـــمٌ= وهــــلال شــــوق بـــالهــــــــدوء يــثــورُ
وبــهاء تــأريــخ يــلوذ بــدوحــنــــا= وجــمـــالــنــا للـطــيّـبـــيـــــــــــ ن نـــــذورُ
فـأرح ركــابك يــا سليل مكارمـــي= فــلأنــت في صـــفــو الضـميـر ضـمـيــــرُ**************************** ***
رياض شلال المحمدي
11-03-2012, 07:10 AM
**( ضوءٌ من اليقين )**
----------------------------
لا زلـت لـي ، ولأنـّـك الـنـفـحــاتُ=طـربـــت تــعـانــق رقــتــــــي الومـضـــــــاتُ
مـن رائــعـيــن تـيـقــنوا فـتـمـلـكـوا=ســـرّ الهـيــــــام ..... وأنـــتَ فــيـــــــه دواةُ
يـاحـبّ فـاسـبر غـور ذاتي شـاديـا=فــعـلـى بــســـــــاطـتــه نــمـت ضــحــكـــاتُ
وعلى يسارك تستجيش عواطـــفٌ=وإلــى الـيــمــيــن مــــــن الأصـــــول ذواتُ
هـم أبـصروا من يوم مـرّوا ذوقـنـا=فــتـبــصّــــر الأدبـــــــاءُ والـحــــــضـــــراتُ
لا زلـت لي ، فاسكب حنانك أدمعاً=فــهــواك مــنــذ طــفـولــتـــــــي المـرســــاةُ
ولـك القريض إشارةٌ لم تـنـقـطع !=فــزهــت بوصــف ربــيــعـــك الـكـلــمـــــاتُ
فـلـئن شـكى المعنى زحاف مـداركٍ=أيــقــظـــتــه ... فــتــكـــامـلــت عــزمـــــاتُ
يامسك عـمـري ترجمان حـقـيـقـتي=أدرك فــــؤاداً .... بــالـعـتــــــــاب يُــقــــاتُ
أمـسكت عـن ذكر العذول لأنّـني=لــمـلــمـتُ جــرحــي وانــــــزوت آهـــــاتُ
لـكـنّـني – والنـيّـرات شواهـدٌ –=لـــولاك لا يــحــنــــــــو عــلــــيّ لِـــــــداتُ
هــذي ظــلال الشعر رائعة المدى=ولـهــا بــحــســنـك أذعــنــت شــرُفـــــاتُ
فـاجعل لزهوي من ودادك بـضـعـةٌ=كــيــمـا تــغـــــــــرّد قــربــــك التــائــــــاتُ
************************************
رياض شلال المحمدي
12-03-2012, 07:39 PM
عيني فِـراشٌ للـذي صافانــي=وفـَـراشُ باديــتــي رحــيــق بــيـانــــــي
وزواهـري تـُـفـدى وعـافيتي له=وجـمــيل إرثــي وازدهــــاء حـنـــــانــي
يـاألـذي اخـتـزل البديع بـقـبـلةٍ=فـرقــى بــأحــداقـي وحـــــــاز جُــمـانـي
ألـفـيـتـه فـي بـؤبـؤ الأشواق في=الأعـراق مـوصــــــــولاً فـرفّ زمانــي
وأراه مـنـســكـبا حـيال مواهـبي=فــإذا بــكــلّ الأمــنـيــــــــات يــرانـــــي
ولــه ذرفت جـدائـدي ذا هـمّـةٍ=شــرقــيّــةٍ ، حسبي بــــه المـتـفـانــــي
عـبـقـت به شــيم القريض فهالني=سِـــفـرٌ مـن الـمـاضـي سقى ألــوانـــي
يارائع الثغر الوسيم : ترافتي=بــك أينعت ، فاسـتـرسلت ألـحـــــانــي
حالي يجاذبك الصفاء يقول لي=مــالي إذا احــتــدم اللــقــــاء أعــانـي؟
ألِأنــّـه المـلــكات ملك يمينه=وعــلــيــه من فــلك الهــوى قـمــرانِ؟
لــه ( فاعلن) و(متفعلن) لولاهما=لا مــنــهـلٌ يــحـنو على الأغـصـــانِ !
لــمّـا طرقت جمال ومضته إذا=وجـــدانــه مــســتــوطـــنٌ وجــدانــــي
هــو حِــضن آراب المكارم غيثها=وتــآلــفـت بــســنــائـــــه شــطــآنـــــي
ونـحا يعلمني التـبـاهي موقــنـا=بــالحـــب ، والإبـــداع ، والإيــقـــــانِ
فـإذا الضحى يجثو على عتباتـنا=وتــهــيم أزيــرتــي برشــف دِنـــانــي!
وإذا طِـــلاب المُعرقين تحفّني=ومـحــابر النــدمــــاء مـــلء كــيانـــي
رحـنـا كـلانـا مـدمـنين على الهوى=تــزهــرّ مــنّــا غِــبــطــــة عــيــنـــانِ
يــجـتاحــنا عــزّ الفراديس التي=عــــذبــت بــكــلّ الذوق والريـــحــــانِ
عيني فِــراشٌ للذي أغشى الحيا=بــضــمــيــره ... وهــديـــرُه بــيّـــانــي
فــتــبارك القـيّـوم في عليائــه=مــن طــيــنـة الشـعـراء قــد ســوّانـي!
رياض شلال المحمدي
13-03-2012, 06:44 PM
**(( مــداخــــلـة ))**
------------------------------
(يـاتـوت يـاتـيـن يارمّــان يـاعـنبُ )
معزوفـة الأمس ضـــــاعــــــت أيّــــــها العربُ
واليوم تـنشر بالآهـــات باكــــــيـة
شــرقــيّــة من بــقـــــــــــاع الحب تـنـتـحبُ
ترنو الطريف وقــد شاهت مواطنـــه
خــلا عـــزيـــز ، وبـعــض الـعـز يُــنـــتـــهــــبُ
تـلهو . تـناجي قبورا حولها اندرست
ضـمّـت رفــــــاة الغــوالـــي خير من ذهـبـوا
أو ترسل الطرف فرط الآه تـغـمـضه
اللـــهَ من عَــبــرة تـغلــــي بــهــا الهُـــــدبُ
اللـــهَ فـــي حســــرات بـثــــــها أرقٌ
من بــعــض زفـــرتــها يـــصّـــاعـــــــد اللهبُ
وليتها صبرت .. لكنّـــها جــزعــــت
وفــوقـــها أطبــقــت مـن ولــــــدها الـكــربُ
ولم يرعها صدى التـــأريخ مارحمت
يـــومـــا صــحـــائــفـــــه مَــن فــكــره خـربُ
مــــاذا سينظم للأجيـــال إن نهضــت
غــــدا ؟ وأيّ مـقــــال ســــــوف يـحـتـجبُ؟
هل الزمـــان زمــانٌ يا صبا بــردى؟
هل المغــانـــــي لهـا من ذاتـهـا نـســـبُ ؟
أم العبيــر عبير الشــام مكــتـمــلٌ ؟؟
وكـــــم تـغـلـغـل فــــي أنســـــامه التعبُ ؟
وهـل عيون المـهـا الشهباءُ تـذكرهــا
وهُــنّ هُــنّ اللواتـــــــــي جـفـنُـــها حلبُ؟
والمرجفـــون ، ولا شيءٌ يعرّفـــــهم
سوى الهويّــة ، أغـنـــامٌ ولـــــو نُــســـبوا
يبنون في كــل ريـــع آيـــة عــبــثـــا
لهم فـُــتـــاتٌ، وللأعـــداء مــــــا حـلبـــــوا
ويـطـلـبــــون من اللذات غـــابرهـــم
ويــزعــمــون بــأنّ المـجــد مــــا طـــلبـــوا
يــاأمّـنا خبّري التــأريخ : دع وطنـي
الكبــيـــر آنـــاً ، ومــــــن في حبه رغـــبـوا
لا تذكر الآن شيــئا غــير قادتـــــــــه
وهـــم بلا خـــجــل عـــن حبـــــــه رغــبوا
يــاأمّ لا تحزني .. لا تحزني أبــــــدا
قلتُ اسمعــــي خبـــرا ضـاءت به الحـقبُ
أنــا الصــبـور وحبّ الخير علمنـــي
أنّ المعالــــــــي لمن صـــان الحمـى دأبُ
أنــا الحقيقة .. رغم القهر تــنشدهــــا
عــقيدتي ، نحـــو هـــدي الحق أنـقـلـــبُ
وهـــذه شـعـلـــة الإيــمـــان أحملهـــا
لتستضيء بهــــا الدنيا ومــــــــن طلبــــوا
من مقلتي أهـــب الأحـرار ماعشـقوا
والخاسؤون سوى الأضــــغـــــــان ماوهبوا
خضت العوان ولم تــنبس أرانبـــــهم
ولا البلاغـــــــــــــــة وقت الخوف والخطبُ
كم طعنة طعنة أدمـــوا بها كــــــبدي
وكــل مــــــــا قــد أجازيـهـم هـــو العـــتبُ
أرى الخــؤون وفي عينيه مقصـــــلة
مـصـفّــقــا فـرحـــــا يــنـأى ويــقـتـــــــربُ
يــاأمّــنا خلّ دمع الروح وانتظــــري
لي الرجــوع وإن جــــــــــــاروا وإن كـذبوا
هِـي صحوة في ضمير الكون كامـنة
ترقــبـيــها فـمـــــا دانت لــهـــــــا الريـــبُ
هي صحوة لم يزل قلبي يحــــاورهـا
لأنـّــه في الهـــــوى أنىّ مشـى عــــذبُ
وحينها يزحــف الماضي لحــاضرنـا
وحينها يــنــتــخـي أبــطـــــالنا النــجـــبُ
بهم تعود فلســــطين ومســــجدهـــــا
وتـــاجـها فــــي عــلاه النــصــــر يكـتـتـبُ
إنّــا كبـــــار كبـــــار في مراشـــــدنا
وهــم صــغار بما احـتــالــــــــوا وما نهبـوا
معزوفة الأمــس قربانــا أقـــدّمــهـــا
لكل صــب شـــكور شـــفّــه ســـغـــــــبُ
ويلعن الله والتــــأريـــخ فِـعلة مَـــــن
ياويلهم جرحوا الآمــــــال وانســــحبــــــوا
يــاأمّــنا : وغـدا ، والنصر موعــدنـا
سـتـنـجلي الغــمــــم الســـــوداء والكربُ
-----------------------------------------------
رياض شلال المحمدي
17-03-2012, 02:00 PM
مالت إليّ تهزّ الـعِـطف من لينِ
لـعـلـهــا بـجـمــال القــدّ تـــغـــريـــــنـــــــي
مالت مخضّبة الأطراف وادعة
تـشـتـمّ من جيدهـــــا أرقــى الريــاحــيـــنِ
جميلة الطرف .. أوصافها كملت
وثــغـرهــا أقــحـوانٌ بــات يُـشــجـــيــنـــي
حوريّــة رمشها آنـــاً يُـغـازلـني
أو تــتـرك المـقـلــة الحــيرى تـســلــيــنـي
مــدّت برفق ذراعيها لتجذبني
تــقــول مـا بــالــه كـبـرا يُـعـاصـــيـنــــي ؟
إلى متى تمسك الحسنى أنامـله ؟
يــمـرّ فــيّ ولــــم يــعــبــأ يــجــافــيــــنـــي
إلى متى تطعن الأحشاء توبته
فــي نــار قـســوتــه بالـبـعـد يـصـلـيـنــــي
إلى متى جـنّــة الفردوس يعشقها
أمـا رأى جـنـبـتي أشــهى بســـــاتـيـنــي !؟
إلى متى يسمع العذال وا أسفا ؟
إلى متى يـبـتـغـي الإحـسان من دونــــي ؟
أقول مهلكِ يادنيا قـد انعدمت
ريح المسافات والإخــــلاص يــحـيـيـنــــي
طـلـقـتـك الأمس والأحوال بائـسة
فكيف أرجـــع والأحـــوال ترويــنـــــــي ؟
أم كيف يـأمن مَــن لاحت فراسته
مــكــائــد النـفــس مـن بعد البراهــيــنِ ؟
قلت اذهبي للذي في اللهو منشغلٌ
حــبّي ولو عــزّت الأوطـــار يـكـفـيــنــي
وهل نسيت بــأنّ البدر ما فـتـئـت
أنــواره في ظـــــلام الشك تــهـديــنــــي
وهـل رأيت فــؤادا نابضا دنفا ؟
هــذا فــؤادي ، دعـيـــهِ لا تـلومـيــنــــي
لأنّــني أدبــا أقسمت من زمن
ألاّ أعــــود إلى مَـــن ظـــلّ يــؤذيــنــــي
**********************************
رياض شلال المحمدي
19-03-2012, 12:48 PM
حـمّــلـتـنـي مـا لا أطيــــــق .. حـيـاتـي=فـاهــمــس بـطــرفـــك والـتــقــط آهــــاتـــي
هـَـب مُهجــتـي جرحا يليـــق بـثـغـرها=إيـّـــــــاك لا تــحـــنـــث فــلــــي عِــــلاتــــي
واســــتأنِ إن زرت الطـيـوف محمّلا=بــالإقـــحــوان لـتــرتـــوي نــفــــحــاتـــــــي
كم سـَـورَةٍ عشــنا نلاحـقــــها وكــم=ضـــحِـكاتـــنـا صــدحـــت فـطاب فــراتــــــي
كـــم ثار بركـــان القريـــحة بـيـنـنـا=أم هـــل نـســــيــت جــواهـــر الخـطــــراتِ
ودنــوت حتّـــى أسلمتــك صبابتــي=لـلعاشــــقـيـن بــأجــــمـل الومـــضـــــــاتِ
ودنــوت اذ جاذبـتـنـي صـــورَ الهوى=ســـــيّــان فــي صـحـوي وفـي سـكـراتــي
ياقـلب لاتعـبث معـــي وتـقــول تلك=بـــراءة الـمـعــنــى علـــى الـصــفـحــــاتِ
أو لســت قلب المســتـفـزّ ضــميره؟=وهـــواك غـيــث يـسـتـقــي مـن ذاتــــــي؟
ووعــدتــنـي يـا أبـن الجمال وعدتـني=ورأيـــت مــوجـــا حـــامـــلا دمـعــــاتـــي
ان كنت ترضى بالعتاب فهــل ترى=بــيــن الســـطور مـجـامــر الحـســـراتِ؟
حمّلـتـنــي ما لا تـطـيـــق جوانحـــي=والهــجــر صــاح يــطــيــــح بــالعـزماتِ
مـا زال بالذكـــرى فــؤادي عازفـــــا=فـبـهـا حـبـيـبــي تــأتـســـي خــطــواتـــي
لـــكــنـّنــــي لم ألـتـفـت أي والـــذي=يـهـــبُ المُـصـــــابـر صـفــــوة الكاساتِ
الآن عـــد وحـــذار ترجو عودتـــي=فــالــروح تــأنـــف أوبـــــــة لرفــــــــاةِ
الآن عـــد من قبل أن تـئـــد الصدى=لـــم يــبــق مــن ولهي ســـوى لحـظاتِ
لادرّ درُّ الليــل يـهــزأ بالضــــحى=أو يـســتـخـــفّ بــمـشـــرق الـعــبــراتِ
فانهــض حـــنانيك اســتـلذ برقـتـــي=وانــثــر على شـــفـتي رحـــــيـق هُــداة
واكتب متى رمت اللحــــــاق بهمّتي=أنـــا ظــلـك المــاضــــــي وإنــّـــــيَ آتِ
أنا ظـــلـك المجــروح أنت أسرتـني=لــولاي مــا أســـــــــهـبــت بالتـــائــاتِ
فانـــس التعاتـب قـد فـقهـت جـراحه=ولأنــت أنــت مــــــدى الحـيـاة حـيـاتـي
******************************
رياض شلال المحمدي
22-03-2012, 08:34 AM
فـقــدتــهــا وبــعــد حــين مــن الدهـــر إشـتـقـتُ إلـيـهـا فـقـصـدتـهـا ، وأنــا واقــفٌ أمـام روضــتــهــا ناجــيـتــهـا قــائـــلاً:
أتـــيـــتُ إلـى مثــواكِ أمّـــــاهُ زائـــــرا
لــعـلّـــي مــن الأخـــرى أطــــوفُ مــنــاظــــرا
إذا بـالهـوى دمــــعٌ يــُداعـب خــافـقـي
لـــــــهُ عــبــراتٌ صُـــــغـــتــهــنّ خــــواطــــرا
وقـفـتُ أنـاجـــي الذكــريات فـهــزّنــي
مــن الشــوقِ هــمـسٌ يــنــثــر الـودّ بــاهـــرا
أغــوص بفـكري أســتـفــزّ معارفــي
فـــطـاب لِــقــاءُ الـبِـــرّ يـُــقــري الـمـشـاعـرا
فـيـا لـهـفَ قـلـبٍ إذ يـتـيــه صـــبابـــة
وواهــــاً عـلــى عُــمــرٍ أضــــاع بـــوادرا ...
مـن اللطف والتحنان أحيت بصيرتـي
وكــم كــنــتُ فــيـــها مـسـتـهـامـا مُــثــابـــرا
وهـا أنــذا أشري الهموم ، تــــلــفّـني
نسائــمُ وجــــدٍ تــجــعــل الجُـــرحَ فــاغـــــرا
فما عُـدت أقـوى أن أفـوه ، ولائـمــي
يــبــثّ النّــوى حــولــي ، يــُطــيــل مـعـــاذرا
أأمّ ريـــــاضٍ : مـُــذ رحـلتِ وبـيـنـنا
الـمـصــائــبُ تــتـرى ، والـمـدى بات خائــرا
فـلا الأمن يُرجى ، لا الأمان ، وعيشنا
زعـــافٌ ، وصــار الـظــلــمُ لـلـفـجــر ساترا
نــقــلّــب بالأنّـــات نــرجــــو مــواردا
ونـــأوي كـهــوف الصــبــر نـبـغـي مـصادرا
فـلا الفرجُ الموعود يأتي ، ولا الهنا
يُســــاعــفـنـــا ، حتّــى طــفـقــتُ مُــهاجــــرا
ذرفتُ المـــآسي قــد ملـلت جحـيمها
أقـــول عسى الأيّــام تــجــنــي العــواطـــــرا
عســــانا غــدا نــأتــي إليك وعندنــــا
ســـحائــبُ إيــمـــانٍ تــفــيـــــض مَــحــابــرا
وإلاّ فــما الدنيــــا أحـــقّ من التـي
بــها الراحـــة الـكـبــرى تــنــيـرُ المُـصابــرا
************************************************** **********
رياض شلال المحمدي
25-03-2012, 07:21 PM
من قصائـد المجموعة الشعرية ( غيث الفؤاد ) والتي طبعت مؤخــرا
عن دار فجر الشروق في بغداد ، كما ألقيت في مقر المركز الثقافي العراقي في المنصـــور
ويــوشــك الـقـلب أن تــذوي بقايــــاهُ=أدرك بــحـــقّ الـهـوى يــاخـــــلّ منــجـــــــاهُ
ناشـدتك الله لاتـــهجر خمــــائــلــــــه=هـــذي قــريـــحــــتــة مــنـــــهـا مـســمّـــــاهُ
آوتك فرحتــه، حــيّــتــك هـــمّـــتـــه=وتـــلـــك هـــيـــبـــتـــه مــا أنــت تـــهـــــواهُ
رمته من ذكريات الحــبّ أعــذبـــهــا=تـــأنّ دنــيــــــــــــاه مــنــهـا قـبـل أخــــــراهُ
وكم حفلت بــــأشــــواق لها أنــــــــق=وتــيــم خـــاطــــرة تــعــنـــــو لــــذكـــــــراهُ
وأنت تخـــفق فيــــه دون توريــــــــة=جــنـاســــ ه أنــت والـمـعـنـى ومـبــنــــــــاهُ
عــــانقته زمنــــا ، غازلتــــه فطنــا=جــعــلــتــــــه وطــنــــا ... والآن تـنـســــاهُ
لا درّ درّ الخطـــــايـا حين تسـلـبـــــنا=يقيـــــــن صـــبــر تــنـاهــى فـي عـطـايـــاهُ
ويوشك القلب أن تــــذوي بقايـــــــاه=وأشــــفـــ الـعــمــر مــن داء تـــبــنّـــــاهُ
قــــد أبطـأ الأمـل الموعـود فانبجست=عـيـــون أدمــعـــــه فــي إثــــرهـــــــا الآهُ
يلوذ بالصمت حيرانــــــا ويفضحـــه =هـمـس الـقـوافـي الــذي أحيــــا محــيّــــاهُ
فلا الزمان زمان ، صـــــــفوه كـــدر=ولا حـــديــث الهـــوى واســتـــك لــيــــلاهُ
وذي مفارقــــــة الأيّــــام ما اجتمعت=إلا عــلـــى كــــــبـــد يـنـبـتّ مـرقـــــــــــاهُ
انّـــي أنـفـت خـيــانات المها ، قـتـلت=وحـــــي التـــفـكّــر حــتـــى جــــفّ ريّــــاهُ
انّـــي صــــدحت بــــآلام يردّدهــــــا=نــشــــيــ صـــدر عـلـيــــه الجـمـر تــيّـاهُ
يـــذوب منها بهـــا صــفوان معتمـــة=وذا صــــداهــا ... فـمـن يُـدنـي حـنـايـــــاهُ ؟
فاهـجر طيوف الضنى مارمت بارقة=مـــن البــدور ، وإلهــــــــامـا صـــنـعـنــاهُ
وانس بناي المعالي وانسَ جازهـــــم=فــالشــرق شـرق وما فــي الغرب أشـبـاهُ
وانهض بروحـــك لا ضوضاء قلـقلة=فــرُبّ مُـلـتــثـم أغـــرتــــك فـصـــــــحــــاهُ
وتلكم ســـــنن الأيـّـام مـــــااعــترفت=إلا بـقـلــــب ســــخــيّ طــــــاب مســــــراهُ
رياض شلال المحمدي
28-03-2012, 06:56 PM
ألـقـيـت فـــي مِـهـرجــــان الجــواهــري السـابـع للشعر العربــي / بغداد
-----------------------------------------------------------------------
لا لن أضـــحّي قـد ســـــئمتُ كــــلامـا=عـشــــرون عــامـــا والأســـى يــــتــرامــــى
لا الدين لا الأعراف تــــجدي سادتــي=لا لــن أضــــحّــــي قــــد كــــفــى إيـــهامـــــا
نصــــبوا الهياكـــــل والضـحايا أمّـة=والصـــــامــتـــــ ن اســـتـعــذبـــوا الآلامـــا
والضـائعون على الدروب .. تجرّعوا= الســــمّ الزعـــاف ، وشــــيّـعـوا الأرحـامــا
ان ناحت الثكلى تداعت حــــــــولهـــا= صــــحــف الريــاء تــمــســلــف الاورامـــا
تصـــغى الزعيــــق بعجـــره أو بجره= لــــو زلــزلــت دور فـــصــــرن حــطـــامــا
حتـــــى اذا لعـــن الزمـــــــان مثـقّـف= قــــالـــوا عـمـيــــل شــــوّه الأســـــــلامــا
مجد الحياة بــــأن تـــكون منافقـــــــــا= أو تـــحــتــسي مـن مـقـلــتــيــك مــــدامــا !
لا لن أضـــــحّي فالدنى أضــــــحوكة= كـــخــيـــال هـــاو لا يــجـــيــد خـتـــــامــــا
فاهجــــر جحافلك الزحـــــامُ أضاعها= واحـمــــل جــــواك تــمــــرّدا يــتــســـامى
مدنـــــيّــة حار الحليـــــــم لـــزيفـــهـا= تــــوهي اللـبـيـــب ، وتمــــسخ الأفهــامـا
أم ذاك آخـِـــــرُ آخـِـــــرِ الزمــن الذي= نـــفـض الـيـديــــــن يــــودّع الأيّــــــامـــا
ولـــذا تهادى نحـــــو أســـماع الدنــى= قــلـبٌ جــــــــريـح يـبـعـث الأنغــــــــامـــا
مــــاكان يرجــــو مـِـــنّـــة لكـــــنّــــه= يشــــفـي بــهــا الأخـــــوال والأعمـــــاما
يستذكر اللائي أحـــــــالوا نبضـــــــه= عــــذبــا .. نـقــيّــــا.. رقّـــــة وهـيـــــامـا
فهــــمُ متى أرخـــــى الظـلام وهـزّهم= وجـــــع الـتـنــائـــــي ، أشــــرقوا إلهاما
طـــفقوا إلى ســــحر العروج يـــحفّهم= روح يــبــثّ محـــــــابـــرا ووئــــــــامــــا
لـيلايَ : وا أســـــفاه دهـــرٌ ينقضــــي= فـــكـــأنّــــما فــيــــه الأنــــــــام نـــدامــى
وهــــــواكِ فانٍ في بريـــــــق مدامعي= أغـريـتــــه فــاسـتـغــرب الإيـــــــــلامــــا
فــــدعي الكـــلام ومــــتّــعي أنــظارنا= فالصــــمت أبلغ ، قــــد ســئمت كـــلامــا
************************************
رياض شلال المحمدي
01-04-2012, 09:56 PM
سـئمتُ من الحــياة لـــذا رحـلتُ
كـــفانـــــي أنـّــنـــي الآن انــتـــبـــهتُ
وها أنا في رياض الأنس أحبو
يــمــيــنــاً لــن أقـــول بـهــا ســــأمتُ
أحــدّث للأحبّة عن قريـــضــي
ولـــو أنّـــي مــن الأشــــعــار تــبــتُ
وهذي أضـرب العظماء حولي
إلـيــــــهـا دون قـــافـــيــــة دنــــــوتُ
كــلوحــةِ عاشــقٍ بـثـت بريقـــا
ومــنــهـــا لـــوحـة أخــرى رسـمــتُ
أدنـدن صـوب أيـكــتها سعـيـدا
عــلـى نــفـحــاتــهـا الـفـضـلى عزفتُ
أمــــا والله أحـــــبابـــي كـــثار
ومــا غــيــر الـحـبـيــب هـنـا رجــوتُ
لعلّــي بالرّضا أزهــو بحالــــي
لــعــلّــي قـطــرَ كــوثــره رشــــفــــتُ
حبيبي أيّها الحــاني رجائــــــــي
أرانـــي فـــي مــودّتـــكــم غــرقــــتُ
ولولا عطركم ماانساب لحنـــي
ولــولاكــم حــيــاتـــي مـا شـــعـــرتُ
إلى غرف البهــاء إلى الأعالي
أقــشّـــب بــالـفــؤاد بـــه نــقــشـــتُ
مجاميعَ الأسى اللائي تناهـــت
ولــمـــا عـــافــهـا أملــي بـكـــيــــتُ
ســلاما ياأماســــــــينا ســــلاما
عــليــك مــدامـعــي الحـرّى سكـبـتُ
ســـلاما موطن العبوات انّــــي
نجـــوت بـجــعـبــتــي لــكـن جـفـلـتُ
بـــأرواح جميـــلات تهـــــادت
تــعــارف خــاطــري ثـــمّ اتــلـفــــتُ
صحيح يطفـــأ الصبرُ المــآسي
أخــا ثــــقــتــي ولـكـنّـي اشـتـعـلــتُ
صحيح حاور العقلُ الأناســــي
بــرونــقــه ، وحــقـّــك مافــــهـمـتُ
أدلـّــة حبّـــــه عبـقـت زمــــانا
ورغــم نــداه فـيـنا مـااقــتــنـعــــتُ
لــذاك أحبّـتــــي نادى خيالـــي
ســئـمـت مـن الحـيــاة لــذا رحـلـتُ
***************************
رياض شلال المحمدي
08-04-2012, 02:07 PM
طــيّــبُ الـقـلـب ، نــاصــعُ الإنــتــمـــاء=واســـع الـصــــــــدر ، رقـــــــــــــةً ووفــــــاء
يـخـلـب الـلــبّ فـي اقـتـنــاص الـمـعـانـي=ولــهـــــــذ أحــــــبّــــــــه الـخـــــــلـــــصـــــاء
عُــمَــريٌّ لــم يــثــنــه الــدهــر عــزمــا=فــــــتــــــزا ــــــى حــيـــــــــاؤه والــوفــــــاء
يــغــرس الـخــيـر شــاديــا ثــمّ يـمـضـي=يــجــتـــنــــي الأنــس مــن طــيــوب العـــــلاء
رائــق واثــــقٌ ، أديــبٌ أريـــبٌ=هــــاديءٌ ثــائــــرٌ ، ســـــخــيّ الـحــــفـــــــاء
فــاذكــروا فــضــل واحــة يــتــنــامــى=مــــــــن مـُـســـمّــــاه ، أيــّــــهــا الأدبــــــــاء
ولــيــكــن أســـوة لــكـــلّ شـــجــيٍّ=يـــــنــــشــ ــد الـعــــزّ أو دروب الإبـــــــــــاء
أيـّـهـا الـشــعـر بـالـذي أنت تـهـوى=خــــــذ فـــــؤادي فـقــد عــشــقــــت الـبـهــاء
وتــمـهّــل : مَــقــام صــرح الأغــانـي=يــتــأتـــــى مـــــن واحــــــــــــــة الــدوكــــاء
كــالأقــاحــي مــم الـنـســيــم تــداعــت=وهــي خــجـلــى عــلــــى حــفـيــف الــدعــاء
فــاحــمـل الــدرّ أيــّــهـا الـبـحــر فــضــلاً=فــنــصــيــبــ مــن النــضـــــــيــد الـفـضـــاء
وارســم الإبـــداع الــنــقــيّ بــروجــا=يــرتــقــي حــسّــــــهــا جــبــيـــــن اللــقـــــاء
تــلــك هــمــزيّــة أبــلــت حــروفــي=ســمــر الروح عـــــــن ســمــيــر الــنــقـــاء
بــيــن وعــيٍ بــثــثــتــهــا ووعـــاءٍ=وافــتــقـــــا ٍ إلـــى هـــــــــدى الــعــصــمــاء
تــتــهــادى هــديّــة دون مَــــنٍّ=فــهــي تــشــــــدو عــن نــاصــع الإنــتــمــاء
**********************:0014:
رياض شلال المحمدي
09-04-2012, 07:38 PM
أعاني مــا أعاني في المتاهي ....
وقد سلبت ذراعـــي ياإلهي ،
يمينٌ في مكارمها تناهت
فهل من منّــــةٍ تـجزي التناهي ؟
فأرجع للأكابر في ســموٍّ
أصافحهم بلا حرجٍ أباهي
أعاني في ضميري في حياتي
وقلبي ، من عيوب ذوي الملاهي
فهل من جنّـــةٍ هل من خلــودٍ ؟
وهل من ضحكةٍ تنجي شفاهي ؟
لقد سئمت من الدنيا شجوني
ولم تفتأ تغالبني المناهي
لأنّـــي في يساري محض هاوٍ
ولكنّي صبورٌ دون آهِ
أعاني .. والهوى يشفي ولكن
( تداركني بلطفك ياإلــهي )
وآهٍ .. ثــمّ آهٍ ... ثــمّ آهِ
على زمن التملّق والمتاهي
رُزقتُ بتوبةٍ فإذا المعاني
تسحّ مع المدامع بل شفاهي
ولمّا رحت أنقش ذكرياتي
رمتني في رواسبها النواهي
فيا آهـــاتُ عمري مَــن لعمري؟
إذا ولىّ تُــتعـتعــه الملاهي ؟
ومن ذا ...
للجراح وقد تناهت ؟
وشــعري ...
بالبكى أبدا يباهي ؟
دعوتُ الحبّ مؤتنسا بقلبي
ولولا الصبر...
آذتني الدواهي
وعندي بالتحمّـــلِ سارياتٌ
لــذاك تجمّــلي يهوى التناهي
ولولا الآه مـــاأسعدت فكرا
ولا أروت خواطرنا شفاهي
وهل في البيد من زَهـــر تنامى
سوى من مهجتي أو من مياهي ؟؟
وهل ضمّــت ذرى الخضراء زُهـــرٌ
تحبّ الزهو ....
إلا مــن جــباهـــي ؟؟
***********************
رياض شلال المحمدي
14-04-2012, 10:28 PM
تــقــول حبيبي : هل علمت بما جرى ؟ = فـقـلت دعيني كـلّ شيءٍ تغيّـرا
غمرت الروابي من عيون مدامعي = فـأخصبت الآمــال والزهر أثمرا
على أمـل أن تـلـتـقـــي عـبـراتـــنـا = فتصبح للعشاق مسكا وكوثرا
ســألتك بالتحنان ما كان واثقا = أمـا مـرّ في واديك دمــع فـأخضرا ؟
ألـم نستقي كأس الغرام سويّــة = مضينا مع النــدام نبكي تـأثرا ؟
ألم نسعد الأيـّام في همساتنا = ملكنا زمــام الحسن نثرا وأبــحرا ؟
ألم تلحظي حين انتظمت مشاعري = جعلتك صدرا في الطويل منوّرا ؟
وهبتك إخلاصي وخير مواهبي = رفعتك نجما في الخواطــر أزهـرا
فرشت فؤادا مستهاما مغرّدا = وقلت تعالي شرّفيه تصبّرا
وناديت بالأتراح هيّا ترحلي = نسجت إلى الأفراح تالله معبرا
وبعد : فما ذنبي قتلت مودّتي = وما بال قلبي في هواك تعثرّا ؟
تقول حبيبي ، قلت سمعا وأنصتي = دعيني وشأني قد علمت الذي جرى
دعي لغتي تبري الجراح لعلها = تنال من الذكرى علاجا ميسّرا
دعي صور الماضي تضيء بحاضري = هنا يبزغ الفجر العقيم مصوّرا
وعودي إلى ساعي البريد فــإنه = عليمٌ بــآه البين عاش مخبّرا
وعودي إلى الأوراق إن شِــمتِ لوعة = فـقد رزمت في الرفّ ألفا وأكثرا
متى شئت لبنى مزّقيها وأدبري = فلن ينفع المكلوم رسما مزوّرا
وإن شئت يوما فاجعليها عباءة = رويداً .. رويداً ، وارتديها تسترا
وهل تستر الأنسام من هجر الحيا = ولو كــان يحكي بالفصيح تحضّرا؟
رياض شلال المحمدي
19-04-2012, 11:06 PM
الوردُ يصغـــــي لشكوى الروح أحيانا = يهتز يندى مع الأشواق ريّـانـا
وقلبك الجاحـــــد المغرور عذّبنـــــــي = أكان يفقه غير الصد عنوانـا ؟
أبكـــي وتـنـظــم عـيناي الهوى جلـــدا= فلو سكنت تركت القلب هيمانـا
وتضـــحكــين تـقـولـــــين الهوى لعب = ما شأنه والغواني وابن من كانا؟
أعـــود للشـــعر عــلّ الشعر ينصفــني = وكم تحدث عن خدّيك نشوانـا
بـثـثـتــه عاشــــقا من غـير فلســــــــفة = يروي شواطئنا يغني محيّانا
وتحـــرقـــين قصـــيداتــــي عواطرها = وتقرئين مجلات وإعــلانـا !
حببت أمســـي والذكــــرى وخاطــــرة = لها عبير يـفوق الشيح والبانا
وانت عـهــــدك بالنســــيان مولعــــــة = فما حفظت لنا عهداً وأيمانا
تأمّــــلي هــل تريــــن الآن مـن أمـــل = به تلوذين إذ أحزنت إنسانا ؟
بل انت فـــي لهــــوك الحيران حائـرة = ما كنت صادقة في صون نجوانا
تذكّــــــري أنــــني لم انس حادثــــــــة = وأمسيات بها طابت حكايانا
هذي التصــــاوير والانســـام شــاهــدة = أنا بنينا من الآمال أركانا
أنــــا رســـمنا على الآفاق أشرعــــــة = مدادها الذوق إذ يهمي بدنيانا
كـــم ســـفرة حلــــوة غبّ الأصيل بها = طفنا على مركب العشاق بغدانا
تذكّـــــري فغـــدا تـنعى ركـــائبنـــــــا = وقد نكون جوار الله جيرانا
ولي حســــاب على ماكان من وجــــع = ولي عتاب يذيب الصخر ألوانا
فأيّ عـــذر بــــه ياأنت ناطـــقـــــــة ؟ = ولم تكن لغة الأعذار برهانا؟
الورد يصـــغي ولكن أنت هامــــــدة = ماذا جنيت يعود الوهم مسعانا؟
لـقــــد فـقـدت اليـــد اليمنـى وذا قدري = فهل جزاؤك أن أضرمت نيرانا ؟
تركت روحــــي تـشــكو الظلم متعبــة = ولم أجد أبدا في الناس إخوانا
اذا الخـيانــــة في أعماقـك اتـــضحت = فلست أعجب هذا حال دنيانا
هربت انت ويكفـــــي الصبّ منزلــــة = أن ظل في صحف الإخلاص عنوانا
أن كـــان في قصصي للصدق تـقـدمـة = وقد كفاني حوار الصدق إحسانا
فقبلي الثغر يا أيام وانتبهي = فـإنني واصلٌ من رام تحنانا
وانـــني أعـــين الفاديـــن تــتـــبعــنــي = أجيء أذهب بالأشعار حسانا
صـــدعت بالحقّ بالآمـــــال مـبـتـسـما = فرق في واحة الأشواق مـأوانا
فالجــرح جرحــي ولو ضمّـنـتــه عتبا = أو رحت أنشر باليسرى له شانا
فـلـلـفـراديس هـمـــس ظلّ يرقـبـــنـــي = هناك قلباه كم ليلى ستلقانا ؟
وكــــم يـــد كــــم يميـن سوف تحملني = إلى نعيم الأقاحي حيث أخرانا
هـــناك يوحـــي الصـــدى عن كلّ ذي شغف = داوى القلوب بلطف ثم أبكانا
رياض شلال المحمدي
22-04-2012, 11:49 AM
إي ، ربّما .. ربما أهواك في سرّي = وأنسج الوصف أروي لوعة العمرِ
إي ، ربما في غـدٍ أهفو بعاطفتي = وأنقش الآه تـذكاراً على الصدرِ
إي ربما تهزأ الدنيا فتكرهنا = على أمورٍ يسيرٌ عندها صبري
إي ربما تسعف الأوطار أفئدة = بكت هواها فسال الدمّ في الشعرِ
إي ربما نلتقي من دون سابقةٍ = نزجي دموع الأسى من حيث لا ندري
يـاأوحـد القلب لا أسطيع تضحية = إن لم تكن كالأقاحي ملهماً فكري
سيّان عنديَ والصهباء شاهدة = وكل صبٍّ يناغي بهجة القُمري
أنادم الليل في رؤياك مؤتنساً = أو أترع السهد حتى مطلع الفجرِ
سيان عنديَ يامن أنت أشرعتي = أطفو على النهر أو أمشي على البحرِ
فقد وهبت بقايا العمر محتسبا = لمن بلا ريبةٍ وكلته أمري
ولم أكن أحرق الأسباب مغترباً = بل لست ممن يسوق الضاد للقبرِ
ولم أكن ناسيا عهد الذين مضوا = فكل من ينكر الماضي لفي خسر
وهل يطيب اللقا إلا بزنبقةٍ = وهل تصاغ الحلي إلا من التبر ؟
إي ربما يسرق الأغيار عافيتي = ويترك الجيل مصلوبا على الصخرِ
لكنّ مستقبل الأفلاك ملك يدي = وليس يرضى الحشا لو بحت بالسرِّ
غــداً .. وغير بعيدٍ يزدهي وطني = وحينها تنتفي الآهـــات من عمري
إني وأقسم لم أبخل على لغتي = أطوي الأديم ولا أقتات من غيري
هذي يواقيت روحي أسفرت ألقاً = وحسنها مستضيء الطرف كالزُهر
رياض شلال المحمدي
27-04-2012, 09:17 AM
أوّلُ الـغــيـثِ قــطـــرةٌ ... وتـــؤوبُ = مـن صــدى الـروحِ تـسـتــقـيــك الـغــيــوبُ
ويــلـوح الـمـدى شــآبـيـب عِـشــقٍ = لا تـــطــيــق المُــحـــال فــهــو غــريـــــــبُ
تــتــوالـــى بــرســمــه عـَــبــَــراتٌ = يــنــثـر الــطـَـــــلَّ وحــيــَـــهـا ، والأديــــبُ
لا تـني ، بل تُـمزّق الــصـمـت حـيرى = وهـــي دَوحٌ - لــغــربــتـــي - وطــيـــوبُ
أوّل الــغـيــث أن تــدور الـمـنــايــا = يــتــنـــــادى قــريـــضـُــهــا الــمــكـــتـــوبُ
تــَــهَــبُ الـلـيـل كـالحـشـا زفــراتٌ = أيـــن مــنّــي رضـــابـُــــهــا الـمــوهــــوبُ ؟
يـا نــديــمـَ الـبُـكى نـعـيـتـك كـأسـا = وســــلافـــا ربــيــعـــــــــه الــتــشــبـــيــبُ
وعـلـى مـلـتــقـى الـحـنـيـن عـفـاءٌ = وعــلى دربــــنــا الــطــويـــــل الـنـحــيــبُ
قــد رأيــنــاك تــحــمـل الآه شـعـراً = مـســتــغــيــثٌ بــمــقــلــتـيـك الـنـســــيـــبُ
أوّل الـغـيـث مـن هــــواك تــبــــدى = ولــعــلـّــــــــي - مـــتـــى أراك - أثــــوبُ
ولــعـلــّــي بــمــا حـبـبـت أغـــالــي = ولــعــلــّـــي عــلــــى الــشــــــفـــاه أذوبُ !
ذاك أنّـــي مُـــتـــيّـــمـٌ مـنـذ قــرنٍ = وفـــؤادي - أخــا الـجـــــراح - مُـــنــيـــبُ
غـيـرُ ســالٍ وإن تـــنـاءت طــلـولٌ = أو .. رمــانـــي بـــــــلا حــيـــاءٍ كـــــذوبُ
لــي خــلالٌ .. وحــكـمـة .. وهيامـٌ = وضــمــيــرٌ مـــــــدى الـرشـــاد رقــــيــبُ
يــا نــديــمـ الـبُـكى على مَ التلاقـي = والـزمــان الـزمــان دومـــا كـــئــيـــبُ ؟
لـيـت مَـن لائــمــي بــغــيـر بــيــانٍ = فــقــهـــوا أنّ الإفـــتـــقـــار عــصــيــبُ !
أنّ أفــكــارنــا نــفــائــس وجـــــــدٍ = يــعــتــريــهــا مــن الـحــيـارى لـهــيــبُ
فــأنـيـسـي مــن الـعـذول حـــزيــن = وعــذولــــي مــــن الأنــيـــس طــــروبُ
فــمـتى أشـــرقـت بـدور جـمــالــــي = شـــفّـهـا مـن حـمى الـخـصـام غـروبُ
أوّل الـغـيــث قــطــرة وازدهــــــاءٌ = فــعــيـــونٌ مــــن الـغــيــــــوب تــــؤوبُ
رياض شلال المحمدي
07-05-2012, 08:58 AM
يا طيبُ مالي في الـوداد سواكِ = قـضّـيتُ عمري مغرمــا بـهواكِ
طـوبى لمن وافى عبيرك صادقا = طوبى لمن في قلبه يهواكِ
روّى يـنابـيـعـي الوفاء مرقرقا = وهو الـذي طول المــدى روّاكِ
ذكـراك زاد الوالــهين صبابة = يا فرحة الأرواح في ذكــراكِ
نـادت عليك من الخلود نسائـمٌ = وحــبـيـب قلبي في الدنا ناداكِ
يا طيبُ روضات النعيم خجولة = لـمّـا رأت فوق الثرى مـغـناكِ
يعنو إليك الأصفياء تزلّـفــا = ولأنــت حــقــاً قبلة النُـسّـــاكِ
جاوزت قدري إذ قصدتك شاعراً = فـتـرفّـقي بالمذنب المتباكي
يا طيبُ ذكرى الضاعنين تروقني = ( والذكريات صدى السنين الحاكي )
يـا أشرف الأمصار يا وطنَ القِـرى = أمّ القُرى تاقت لرشف شــذاكِ
لـمّـا حملت النور بين أضالعٍ = فــإذا بــه بــحـنــانــــه حــيّــاكِ
مـنّي علينا بالوصال حبيبتي = فــأنا الأديــب المـسـتهام الشاكي
كي نلتقي والحال فيض لطيفتي = ويــرق مــلء جـوانحي مــرآكِ
روحي الفداء لـكل غيثٍ وادعٍ = مــا ذاقــه أهل الهوى لولاكِ
روحي الفدء لقبّـــةٍ مزهــوّةٍ = خضراء تشدو عن عظيم ضياكِ
يا طيبُ قــد راع الزمانُ خواطري = فــأتيت أستجدي ربيع سناكِ
ولعلني أحضى بــأعين لــذةٍ = إن القـصــيـد ربيعــه عــيــناكِ
دالت بنا الأحــقاب واحتفل الدجى = والجـــور يوهي كلّ ذي إدراكِ
ألفيت رسم الزاهـدين مضيّــعــاً = بــالغاشيات وبهرج الأفـــلاكِ
ورقبت أفــكاراً تــنوء بــزيفها = لــمّـا رأت أمجــادها بسواكِ
فــإذا بجرح القلب يشخب فاغراً = ومطالع الآمـــال دون حِـــراكِ
وإذ أمــانــي الأقربين وسائلٌ = مــا عاد يفقه ســـرها متشاكي
فاستخبري التـأريخ عن أهل الحمى = ماذا عــن العبرات حول ربــاكِ ؟
ماذا عن اللــيل البهيم أينجلي = ويـعـــود فجري لائـــذاً برضـــاكِ ؟
أتــعود أفياء الأراك طــروبــة = ويعـــود دهري منصفاً .. فــأراكِ ؟
رياض شلال المحمدي
19-05-2012, 10:06 AM
أناديكِ أمي ، فالبعاد مخيفُ = ونبض اشتياقي رائقٌ ولطيفُ
يذكرني لقياكِ لا ريب إنّـه = على كلّ ذكرى في الديار يطوفُ
يذكرني زادَ الحنين وبسمة = بها الحبُّ ما رق الفؤاد عفيفُ
بها الليل مزهوّ البدور يقول لي = أمِـن لقيةٍ فيها تؤوب طيوفُ ؟
أمِـن موعدٍ ينسي الهموم ولوعتي = فـإني على العهد الجميل أسوفُ ؟
وإني على بِــرّي بدمعيَ واقفٌ = وهل يسعف الروح الحزين وقوفُ ؟
وهل تـنـفع الأقدار من عاش تائـقا = ومن حولــه للأمـنيات حفيفُ ؟
أحبّكِ ما هبّت رياح معزتي = وما هزني أنسٌ إليك عنيفُ
أحبكِ يا أمي إلى آخـر الدنا = وما لي سوى الوجدان وهو عطوفُ
وما لي سوى عينيكِ إن مـرّ خاطرٌ = وأسرى إلى مـأوى الجمال ضيوفُ
أهيمُ وعـنـدي م اليـقـيـن بقـيّــةٌ = ووصلٌ متى طال الفراق كثيفُ
كصاحبِ ذوقٍ لا يزال مشرّقا = لــه الصدق في كلّ الأمـور حليفُ
فكم أطربت تبغي اللقاء مدائــنٌ = وكم مال بالتحــنان نحوكِ ريفُ
فيا حبّـذا مـن مقلتيكِ نفائسٌ = ويا حبّـذا من راحتيكِ رغيفُ
قَـطوبٌ زمان البين أمّـاه فاسمعي = وصبري يتيمٌ ، والزمان يحيفُ
أناديكِ وا أمّـاه عندي حكاية = صــداها عريـقٌ رائــعٌ ومنـيـفُ
شــذاها لأمّ المؤمنين وهبته = قصيد هيامٍ قـبّـلـتـه حـروفُ
كؤوس مباهاةٍ تليق بسيرتي = تُـدار ، وذوق الطيبين حصيفُ
ألستُ بـآلِ البيت عشت متيّما = وذاتي وفـيٌّ طاهــرٌ وشريفُ ؟
ولي منكِ عشقٌ جارفٌ ورقائــقٌ = وفـكرٌ عن الوهــن الطويل عَـزوفُ
ســألتُ الحنايا والمدى متلهّفٌ = أما زال للـدنـيا عليّ صروفُ ؟
أما زال في الأيّـام عنك هواتفٌ = وعـطـرٌ سخـيٌّ في صبايَ شغوفُ ؟
أناديك أمي لا أطيق معاذراً = وفــائي مــديـدٌ والغرامُ رديفُ
يمرّ علينا الطيب محض تحيةٍ = لأنّ لقانا تـالــدٌ وطــريفُ
لأنّ رؤانا من رؤاكِ معنبرٌ = ودونكِ - أمّ المؤمنين - حتوفُ
لأنّـا على سقـيا الصلاح أحبّة = لأنّـا لـهامات المســيء سيوفُ
كفى أمّــة المليار حبكِ والندى = ومن يرتجي منهم رضاك شريفُ
وإنّـا ذووا الإخــلاص لله وحده = وإلا لـكـنّـا في حِـمـاكِ نـطـوفُ
رياض شلال المحمدي
24-05-2012, 02:51 PM
في مثل هذه الأيام ، وقبل أعوام ، تعرضت لحادثة أدت إلى بتر الذراع اليمين فوق
المرفق ، وبعد فترة تـذكرت هذا الحدث فغاص الفكر في شــآبيب الحزن وجال اليراع ،
والعذر كل العذر الى الفضلاء الكرام ، إذا ما طال بنا المقام :
ذابت شموع الآه حول خواطري = وتمزقت في الخافقين دفاتري
واحمرّت الأعماق واحترق الهوى = فرط الدموع ، وجفّ بوح أزاهري
يتها الجراح ترفقي وتمخضي = أنا شاعر ملء الحياة مشاعري
يتها الجراح بكِ الحشا متوسّلٌ = ما كان كفراً لو هجرتِ مصائري
بكِ دولة الأشواق دال مقامها = في كل قلبٍ مستغيثٍ عامرِ
بكِ ياجراحي - والحبيب معاتبٌ - = ناحت طيور الحب حول نواظري
ماذا لو استـأنى زمانكِ لحظة = فـأضمّ للصدر الحزين عواطري ؟
ماذا لو الماضي أراكِ سروره = فيسير يلتمس الوفاء بحاضري ؟
فيرى المحبُّ غراسه لمّا نما = وتعلقت أسراره بسرائري
وتفتحت من راحتيه طروبة = أكمامُ ودٍّ ذي بهاءٍ زاخرِ
في مثل هذا اليوم عشتُ مكابداً = نار الأسى بلهيبه المتناثرِ
وظننتُ أنيّ راحلٌ أنفي الجوى = نحو الخلود المستقرّ الحائرِ
وظننت يا دار الحبيبة أنني = من دون جُـرمٍ قد رثيت بشائري
أمسكت باليسرى بقايا لوعةٍ = وحفيف ذكرى من دُخانٍ عابرِ
وتمعّرت دنياك يا وطن الصِّبا = تشكو المضيّ إلى الظلام القاهرِ
تبكي تسائل بالذي هتك المدى = وأباح للأيام كلّ دوائـرِ
هل كنتَ تعلم ما فعلتَ بعاشقٍ = هزّ الفؤاد بعطر نورٍ باهرِ ؟
هـلاّ نظرتَ جماله بين الورى = ووصاله الفيّاح فوق منابري ؟
في مثل هذا اليوم خنتَ قصيده = فنعاك في لبّ الشعور الطاهرِ
وغـداً ستهجوك النجوم بزهوها = ويمرّ ذكرك دون طرفٍ ساحرِ
ماذا لو استبقيت مسك وعوده = وحفظت للنائي أساك الجائرِ؟
ورعيت في المكلوم بعض مراشدٍ = فيها ابتسامات الغرام الثائرِ
يا آهةً لبست لغاك خميلتي = مـذ أشعرت للساهرين مصادري
أحرقتِ أفكاراً يعزّ دوامها = وحروفيَ الخضراء دون مناظرِ
وسكبت في لُمع البيان صبابة = ما زلت أسكبها لأهلِ محابري
أقسمتُ أن أبقى جوارك باكيا = حتى أرى المـأوى وفيض جواهري
أقسمتُ أن أدع السعادة جانباً = حتى تؤوب نوادري ومــآثري
فلكم شدوت وكم بذلت ولم أجد = غير السقام ووجدنا المتطايرِ
ذابت شموع الآه وانبتّ الهنا = والليل يشخب بالأنين الساهرِ
والأهل والأحباب دون تـأخّرٍ = بعثوا الدعاء إلى العليم الغافرِ
كتبوا إلى الخلّ الوفيّ رسائلاً = بمداد دمعٍ في الأماسي هامرِ
فـإذا الدعاء من الجميع يحفنا = لكنه المحتوم أمرُ القادرِ
والأمّ حسرى أن يعود وحيدها = من دون صبرٍ إو أنامل صابرِ
في مثل هذا اليوم فاهت مهجتي = لا فضّ فوك أيا ضمير الشاعرِ
فانهض ولا تنس المصاب مبلغاً = وانظم لنا الذكرى بروح حاضرِ
لتعيش ذاكرتي وحسن مطالعي = تصف الحكايا للمشوق السائرِ
وتقبّـل النعش النديّ أطايبٌ = وقت الرحيل ، تقول مّن للذاكرِ ؟
من للوفيّ أبي ( وفاءٍ ) إنه = طوباه يبدع بالوداد الزاهرِ
ذابت شموع الآه يا أهل الهوى = فهمى على فكري جمال بصائري
وطفقت أستجدي الوصال من الذي = لولاه ما غنت صروح مفاخري
صلىّ عليه الله كل عشيّةٍ = والآل والأصحاب عِــزّ خواطري
رياض شلال المحمدي
09-06-2012, 05:47 PM
أيقظ أقاحيك ، ما زال الهوى عبقا = واجعل لعينيك إن دار المدى شفقا
قُل جنّ ، أو قل تمادى فالهيام خبا = وسَورة العشق موّالٌ لمن غرقـا
مُـر بين حرفنة النقاد ذا لَـطـفٍ = وخذ بعين الرضا مَـن لازم الأرقا
لا فُضّ فوك ، قديمٌ رسم منطقها ! = وبورك البوح ، لم تسعف لنا رمقا !
وجرس مبناك تيهٌ ليس يدركه = بعض ابتسامات لحنٍ جانب الألقا
كن أريحيّ الندى ، غيثا بلا سُحبٍ = فالشعر روحٌ تـنامى وفرُه أنقا
بل لم يكن أبدا ترتيل قافيةٍ = اللهَ اللهَ في مَـن أمّـنا ورقى
سُـل سيف رُقيٍّ راق مبسمه = حذار من لغةٍ تستنزف الحدقا
أو طيف قلقلةٍ خجلى رفارفه = يروح يغدو ليجني سطره المزقا
أو يستبيح وهاد الفكر مرتبكا = لا عن موافقة ، بل يجهل الطرقا
من بعد أن سقطت للغث أقنعة = وبات يلعق ظنّ السوء محترقا
أطوار إرثك قبل الآن شاخصة = ما بال حسّك في أوطاره صعقا ؟
وهبته ياسمين البِشر تحملني = مُـزن الوفاء ، فلم يذكر لنا خلقا
فاعكف على واحةٍ درّت مواصفها = لا تنس أنّـك كنت الباذخ الحذقا
واعلم – هديت – فراتُ الذوق كرّمها = باسم الثقافة آب الحب منبثقا
شتان بين قريض شت مطلبه = وبين بنت قصيد تجمع الفُـرَقــا
لا تخش جُبّـا بعيد اليوم قد عبقت = ذكرى نزيل تناهى حسنه فسقى !
مموسقا طوّق المغنى تــآلفنا = أبكى وأضحك يجني الورد مسترقا
إياك تنسى مرورا في خمائلها = مظنة الشك فيها مَـن مضى شرقا
آلاؤها أينعت والنور قـبّـلها = لذاك حلق من في سره صدقا
وقل لمن ودنا من غير توريةٍ = أيقظ أقاحيك ما زال الهوى عبقا
رياض شلال المحمدي
04-07-2012, 01:56 PM
قضى عمره بين الأسـنّـة ساهـرا = يُـقـبّـل أســياف الحـضــارة شـــاعـرا
يرود رياض الطـيّـبـيـن مـؤيّـداً = بـعـطر الـتـلاقـي لامـع الوصف آسِـرا
فما راعـه بـيـنٌ ولا لـهو حاسدٍ = ولكـن تـمادى بـالغرام مُـجــاهــرا
لعلّ مـن استـقـصى هواه ملجلجا = يـثـوب إلى رشــد الـكـبار مـبـادرا
لعلّ طِلاب البعض تـفـقـه رسمه = وبـيـدرَ عِـرفانٍ أقــرّ نواظـــرا
تجول حيال الياسمين أكـفّـهـا = تـلـوّح لللآتــين ، تـقـري المـحـاجرا
قضى عمره يشري الأراك نسيبُه = يعانق ألـحـاظ الحـجــاز مُـسـامـرا
وإن كان في جـوّ الوداد مغامرا = وإن ظـلّ يستـوفي الدمــوع مسافرا
رعى اللهُ معموداً تـفانى ربيعُـه = ومـا زال يـستـقصي الظباء مُـحـاذرا !
لـه نـَـبرةٌ منها استـشفّ مصيره = وكـم أسرت غُـنـجُ اللـحـون مصــائرا
أظـلّ بـناتَ الشعر لطفُ بنانه = ويـمّـم أمّــات القريض مـفاخــرا
هـو الماجـد الميمون ، أنطق قلبَـه = من الفكر غيثٌ يلثم الدرّ ســاحرا
قضى عمره يزجي المناجاة مخبتاً = لـذا طـلق الدنيا يروم خواطرا
لتـزهـرّ في المـأوى عرائس أنسه = بــهـنّ يُـباهي في الخــلود شــواعرا !
يـلـذّ لــه كــأسٌ من الحوض رائـقٌ = وهــل بـعـد هــذا ترتجي الـزُّهـرُ زاهرا ؟
وهل بعد نيل الأمنيات مثوبة = ســوى أن يفي وعــد الأســرّة شاكرا
عطاءً حساباً لا يُـــمل نعيمه = ويستـقبل الخــلان يبري المنابرا
هنالك يشدو الصبّ مسك ختامه = لكلّ محبٍّ نـسّـق الـذوق صــابرا
لأن فؤادي والحبيب مداده = قضى عمره بين الأســنّـةِ شاعرا !
فهذي رياض الصالحين طروبة = وهــذا رياضٌ يبذل الحسنَ ساهرا
رياض شلال المحمدي
21-07-2012, 09:33 PM
ندبتُ طيوبي وافترشتُ فؤادي = وهبتُ سجايا الشعر بوحَ مدادي
بحبّ جنان الأنسِ بَـدء صبابتي = أقولُ هي الأخــرى فهاك ودادي
ترنّـم وأطرب واستـفـزّ خواطري = أخا الشــعر إنيّ ما حييتُ أنادي
تـعانــق آيـاتُ الرياحين خافـقي = لتجلو بـنـور الطـيّـبات ســهـادي
وهل في رياض الصوم غير معارج = من الحسن والإحســان طيب رشــادِ
ثقافة شرعٍ واجتباء عقيدةٍ = تهذب أخــلاق التـقاة بزادِ
فضاءٌ من الخيرات ليس تحدّه = سموات دهـــرٍ أو أثير وهــــادِ
فما سرّ وجدانٌ . صداه . سوى الذي = يخاطبه الريّـــانُ أنــت مـرادي
تـدارك حمى الفردوس عبداً متيّماً = فـذا رمضان اللـــه حــفّ بلادي
تجلىّ به الحــقُّ المغيث بلطفه = علينا ، إذا بالغيث يلثمُ ضادي !
ونــقِّ الهــوى روحاً ، فكلّ عبادةٍ = حنانيك دون الروح محضُ رمادِ
هو الرحمة العظمى أوائل خيره = وأوسطه الغفران ظلّ ينادي
وآخــره عِـتـق من النار فانهضوا = فــأنواره المثلى عـطـاءُ جَــوادِ
وفي ليلة القدر العظيمة تزدهي = مودّات ذكــرٍ وارتـقـاء أيادي
أمن يـقـظـةٍ تحكي الوئام أُميمةٌ = أمن أوبـــةٍ قــلـبي لدار معادِ ؟
لتغمرنا بدرٌ بعزّة نـصرها = فتخضرّ من حول الأراك بوادي
وتروي يفاع المجد صهوة صحوتي = ويوري زنــــــاد الأمنــيات جهادي
وتسمو ديار المسلمين بـأهلها = وتفنى على وقـــع الأزيــــز عوادي
رياض شلال المحمدي
30-07-2012, 11:08 AM
سلاماً يا صبا بردى = يبث الشــوق مـنـفردا
يـنادي أين من نهضوا = وجـبّوا الحزن والكـمدا ؟
وأين الصحب وا أسفا = أما منكم هــنا وردا ؟
شكى الآهات وطـأتها = شـكاهـا عُــدّةً عــددا
ألا هـبّــوا أحـبّـتـنا = فــلا شــأوٌ لمن رقــدا
وأين الجــاهُ من أُنُـفٍ = أمِــن وجــهٍ يـمـدّ يــدا ؟
دمــي القـاني يُـناشدكم = يُـناجي الروحَ والجـسدا
تـناهى شــجو غوطــته = وواســى ريـفَــه جَــلـدا
وهــذي الحـرّة ابتهلت = وهــام الحــرّ مـتــئــدا
ورقّ الفجر منتخيا = بــوادٍ للضــمير شـــدا
وجـسرٍ من أضالعكم = عـلى عـنق الحــيا وفــدا
دنـت ساعـات حـوبـتـنـا = دمــوعــاً أزهـرت شُــهــدا
سلاماً يا صبا بردى = لك الماضــي ومن ولــدا
سيحكي النصر منتشياً = بــأنّ اللــه قــد وعـــدا
وأنّ الظلم مرتحلٌ = وتبقى وردة الشـــهدا
تشمّ الشام رقتها = لتستسقي الفِـــدا مــددا
فما الإلحــاد يحجبها = وفرسٌ أدمــنـوا الــفندا
تعالوا إخوتي احتفلوا = وكــونوا للحمــى ضُــمُـدا
سرايا المجــد ساريــةٌ = تــعانــق أبطح الســـعـدا
وعــزٌّ شِــمْـتُـه ألـقــا = تـجـلىّ نــوره غــردا
تغنىّ وهو مبتهجٌ = ســلاما يا صبا بردى
**************************
رياض شلال المحمدي
06-08-2012, 10:04 AM
صوموا عن الأطــلالِ أخيلةِ الرحيلْ = أو داعـــبوا القمرَ المتربّ بالعويـــلْ
وتأمّــــلوا كيف اصطبارُ سـُـلافـتــي = أو ذكـّــروني فســـحةَ الزمنِ الجميلْ
ألهــــى الفَراشَ .. فما ترهـّــل نايـُـه = وعـــزاءُ أشواقي نُسيماتُ الأصيـــلْ
من ذكــــــرياتِ مرابــعٍ تـنـتـابـنـــي = في ضـفّـتـيـها راقـصٌ سِربُ الهَديـلْ
من أبحرِ الســـبعينَ موجِ خُرافـــــــةٍ = وهـل الهوى إلا خرافاتُ (الخليـلْ)؟!
لا لن تؤوبَ بزعــمِ من قتل الضحى = لن يرتضي الألقُ الأيابَ مع القـتيــلْ
مـــاذا ترى من وحشـــة العمر الذي = يعـــدو هـباءً يلعـق الطيفَ الهزيــلْ؟
لمّـــا تمنّـــى لــم يـــذقْ مــن إرثــِــه = إلا مـرارةَ غصّــــةٍ كـــدمٍ تســـيــــلْ
وعلى هزيــــعِ الفجــــر يسكب قيحَه = يهجو العواذلَ مشــرئـــبّا كالنخيــــلْ
فــإذا الشـــواعــــرُ نابــشاتٌ قــبــرَه = يروينَ نشــــرَ حواجـمٍ جيلاً فجيــــلْ
ياســحرُ هــاك بيانَ راويــــــة النوى = لاتــنسَ أنـّـك دربُ عاطـفتي الطويلْ
وحـــذار تســلو حكمة جـــادَ الفــؤادُ = بـــها ، كــأنّ كــثيرَهــا بـفـمي قـليـلْ
قالـــوا تجنــىّ قــلت رفـــقا رفـقــتي = ماكان حسّــي باذخــا ، فـأنـا العليــلْ
لــي ترجــمانٌ أيــنـعت نـغـماتـــــــه = والنايُ يعزف ومضـة الزمن الجميلْ
فـلـتـحـفــظِ الوجـْـنات ماءَ صفـائــها = انّ الضمير بكـــلّ نائـبــــة يـقـيـــــلْ
ويهـيــم في الفـلوات غـيثَ زنـــــابق = يـــرد الحــياء مزغرداً باسم الجليــلْ
كــي يستحـــيل الأدعـــياء حــبائـــباً = وتـتـيــــه حسرى غمّة الجدل الدخيلْ
فاذا حضـــارات الغـــرام مشاعـــــلٌ = ورضاب ســعدى عن فؤادي لايميلْ
حتــى اذا عهـــدُ الســــعادة زارنــــا = تحيا الثـقافـة ملؤها الطرب الأصيلْ
هاتـيـك أقـبـيـتـــي وتـلك كـــــنوزها = صـــوموا إذاً لاشيءَ عندي مستحيلْ
*****************************
*****************************
رياض شلال المحمدي
23-08-2012, 01:30 PM
سقيتُ بدمعتـــي وجعَ الضــفـافِ = ولــزّ جــوامــــــــــــعَ الــكــلـم انـعـطـــــافي
فمــا أنا جــازعٌ لكن يميــــــــــنا = أبــــان تـــأوّهـــــــي لُــمـــــــعَ الـقـــوافـــي
شـــكايةُ طـــامحٍ ضحكت عليــهِ = مـتـــاهــــــي شُــقّـة الزمــن الــخُــرافـــــي
خـــوالفـُــه من الأدبــــــاء قــالوا = بـــأنّ عَــــروض مــنــطـِــقـــهِ هُــتـــــافــي !
فمـــا الإيــقاعُ عــلــّـمنا بيــــــاناً = فــكــيــف ســـيُــطـــربُ الــمــلـكـاتِ غــافِ ؟
لعمرُكَ يـــــافؤادُ فضـــاءُ حبّــي = أنِــســتُ بــلــطـــفــِــه وســـــوايَ خــــــافِ !
طبائـــــعُه يُنــاغـــمُها انطــبــاعٌ = تــقــمـّــصـــــه الـجِــنــاسُ بـــلا زُحــــــافِ !
كــثوريٍّ تــــأثرَ دون ثــــأرٍ = وهــيــــهـات اخــتـــلافــُــك كـــالخـــــــلافِ
فكوني يارؤانـــــــا محـضَ ذوقٍ = تـــآلــف عــنــد راويـــــةِ الـتـــصــــافـــــي
اذا اتلـــــقَ الضحـى تبتـــاع درّاً = وإن جـــنّ الــدجـــى مـلـكــت شـــغــافـــي
لــذلك دفءُ إحســـاسي أصـــيـلٌ = ولـــي أمـــلٌ مـــن الـخــــطــراتِ وافـــــي
هَـيا وطني الجـــريحُ فــداك لُـــبّي = بنـــار جــــواك مــبـــتــهـــجٌ طـــوافــــــي
أتـــأنسُ بالأمـــان وبالأمــــــاني = لــيـــرقـــى فــيــك عــالمـُــنــا الثــقــافــي ؟
أتـــزدهــرُ الخطى فيـــمرّ بالــي = علـى الشـُــرفــات يـحــلـم بـالـعــفــــــافِ ؟
عــدوتُ إليّ حيث هـــواك بـــاقٍ = مــــع الأنــفـاس يــتــرعُ مــن سُــلافــــي
نــسجتَ من المحـال وشاح عــزٍّ = ولـــو عــبــثــت بــمغــزلــك الســـوافــي
وأغـنـيـتـي بدجلـــــة أو فـــراتٍ = ســقــيــتُ بـــدمـعــتــي وجــع الـضـفـافِ
وإنـّــي ثـالث النهرين ، يبقـــى = جـــمـالُ بـصــــيـرتــي قـمــرَ الـفـيــافــي
أُعــاد من الملائك طول دهــري = وإن عـــزَّ الــدوا ، فــالـصـــبــر شــافِ
************************************************** ************************************************** **********
************************************************** ************************************************** ******************
رياض شلال المحمدي
10-09-2012, 10:12 AM
آتٍ سنا الفجرِ فاسكبْ شِعرَك العذبـا = ومــيضُه خطّـــهُ أحـبابـُك النُجـَــــبا
آتٍ هــو الفجــرُ ياأبهــى مرابـعِـنـــا = يزفّـــــه لكِ من واحـــاتِــنا الأدبـــــا
لاحتْ بـــــوادرُه ، وانسابَ هامـــرُه = هــذي زواهــرُه ، لم تألُ مطـّـلـبـا
وحــيـنها لـن تمـــرّ الآهُ قـــــــافيـــةً = من بعد أن داعبت أفكــارَنا حِقبــــا
وتســتـفـيـقُ أغاريـــــدٌ وأروقــــــــةٌ = طيـــوبُها للبرايــا أبــدعــتْ رتـــبــا
وتــبــتــدي زقزقــــاتٌ جـــدُّ والهــة = حيالها كركراتٌ تفضــــح الريــــبــا
آتٍ وأقسمُ يجلـــــو عن هـــويّـــتــنـا = بنوره يمنح العشّــــــاقَ ما ســـُــــلبا
نـلوذ كـالحبّ فـي الذكرى وخاطرة = أفياؤها – كالهوى – لاتعرف السببا
يا فجــرُ أقـبــل لك الأعـماقُ مـنـتـبهٌ = شريــانها ، وتـــناهــى شـــوقـنا طربا
أقــبل هـلاهــلُ مجــدي الآن أسمعها = فـليســمع الكون كــيما يُخبر الغــرَبا
تهيـّـأوا وأفقهـــوا معنــى الرحيــل_ = فــأنّـني سمعتُ صريراً للـفِدا عجبا
باســمِ العراقِ يغـنـّـي ثمّ يهـتـف لـي = فكــيف لا أتســامى الآن مرتــقــبـــا
يهيب بالأمنيــاتِ الخضر لاتدعــــي = زهــوَ اليقين ، وكوني الخافــقَ التعـبا
وأستميــحُ ضــميرَ العُرْبِ معــــذرةً = لأنّــــها لم تجدْ آمالـُـــه العــربـــــــا
آتٍ هـــو الفجــرُ نعمـــاءً ينــغـــمّـها = بُردُ الخـــلاص ، ووجهٌ صافح الشهبا
بـــه تـفـتـّـحُ أغــــلاقٌ وأزمـنـــــــــةٌ = ليعمرَ الدوْحُ بالخيــراتِ مـنـشـــعـبا
يصّــاعـدُ الودّ في عـليـــائــــه ليرى = نشــــيجَ ســــيّابـِه أمـّــاً لــــه وأبــــا
وعــنه يشـــدو أبو نوّاس مؤتـنـســـاً = أو يحـمل الكأسَ كَرْماً شاء أو عـنبا !
حتّـى يؤوبَ على الأشجار يرسُم لي = للحبّ قلبـــاً ، وفـيــه الســهمُ قـد نـشبا
غـــداً تمايـــلُ للقـُــدّاس مــــأذنــــــةً = فـراتُ دجـلتــها يسـتـنـطق السـُــحبا
فللمعانـــي مفـــازاتُ الحمى لغــــــة = تهــوى الوئـــامَ ، وللعــلامِ مـا وهـــبا
غــداً تغرّدُ للعرفـــــــان ســــــاريــةٌ = الله أكــــبرُ حــقّا تمـــحق النّــــوبـــا
فاستنهضي العزمَ ذوقــاً ياقريحــتــنا = تعـــلّمي الصــدقَ والأيـثار والحسَبا
حــِذار تـنـتـهزي من كـــلّ ذي عوزٍ = من الضحى طرّزي للشـرق ماغرُبا
تــنهّدي هـفـفي واستعلمــي طٌرَفـــي = إن صحـت والهفــي لاتُمعني هــَربا
واســتـنصري بدم الفاديــن إذ علموا = ( إنّ الجمال لمن كأس الهوى شربا )
رياض شلال المحمدي
03-10-2012, 04:50 PM
أهدى إليّ أحّــد علماء العراق الأفاضل بيتاً من الشعر وطلب مني أن أكمل عليه ، فقلت :
( صمتتْ فحاكتْ كلَّ قلبٍ ذاكرِ = نطقت فــأحيتْ كـــلّ عبــدٍ ضـــامــرِ )
وتباركت توحي الجلال عظيمة = من كـــلّ ركــنٍ بالمــحــبّــةِ زاخــــرِ
فـتـبارك اللهُ الجليل وبيتـه = البيت الحـــرام ، أمــانُ كـــلّ مـسـافـرِ
بل قِـبـلـة الصــلحاء ما طال المدى = تـضــفـي عليـهـم نــورَ ودٍّ غــامــــــرِ
تـعـطي لكلّ الـقـاصدين مناهمُ = تــشــدو وللأزمــــان نــفـحُ عــواطــرِ
ما كان يفقه ذوقها ونعيمها = إلاّ ذوو الإخـــــلاص أهــل بـصــــائـرِ
هـمْ عندها ، هي عندهم ، طافوا على = أفــق المـعــالــي كــابــراً عـن كـــابـــرِ
صـانوا بـهـدي النــور فيضَ جلالها = وجــمـال مَــن أغــنى فــؤاد الـنـاظــــرِ
آبــوا فــمـرّوا زائــرين جنانــه = تــاقـــوا إلـــيـه إلــى نـــداه الـبـــاهـــرِ
ألـقـــوا ســلامَ المغرمين تحيّة = وبـــكــوْا بــدمــعِ صــبابـةٍ ومـشـــاعـرِ
يـسْـتـنـشــقـون عــبيره لـمّـا سرى = مــن قــلــبه الـحـانــي الـعـظـيم الطــاهرِ
من روضـــةٍ طرب القريض بذكرها = فـمـضـى يــنـاجــيـهـا ضــميرُ الشــاعـرِ
طوبى لكل الطائفين ومن بهم = نـال المـرام ، تـعـلّـقــا بـســــتــائــــر
يعنو إلى أهل الهوى مستوثـقـا = مُـسـتـعـلـمــا مــن أصـلِ نهـجٍ عـامــِر
ولــهُ بــأنسِ رياضِ ذكرٍ مَعلمٌ = فــإذا المـعـالـــمُ صـــرحُ مجـدٍ ظـاهــرِ
طوبى لمن زاروا الحبيب توجّهوا = نحـــو الـقــلـوب ، فـأخـلصـوا للغـافــرِ
طوبى لكل العاشقين ومن غدوا = مُـسـتـمـسـكـيـن بــرَوْحِ نـجـم زاهــرِ
يـتـنافسون بحب مشكاة الهدى = ولـهـم مــع الملكــات صفـو مصـادرِ
رشــداء أفـئـدةٍ تـنـاهوْا رأفــة = كــي يـنهـض الأبــنـاء دون مـعــاثـرِ
كي يـبـدأ العهد التليد مجدّدا = عهدُ السعـادة عـنــه جُــلّ خـواطري
كيما تهبّ جموعُ أهلِ مودّتي = للمسجــد الأقـصى وقــدس مـفاخري
وهناك في الفردوس يفرح صحبةٌ = وتـشــعّ مـن لغــة الخلـــود مشاعري
رياض شلال المحمدي
16-10-2012, 06:09 AM
أنصت إليها إن أتـتـكَ دموعي = فـبـها يـبوح إلــيك فـجرُ ســطوعـي
لا تـنـظـم الأعـذار لي متشاعراً = فــأسايَ يسمو فــوق كــلّ بــديــــــعِ
وحـفيف آهــات الأريب عـرائـسٌ = هـــلاّ لثمتَ بـريـقــهـا بـخـشــــوعِ ؟
مـتـمـلّـكـاً أنقى أحاسيس الجوى = كــي تـرشف المَـلكات من يـنــبوعي
فـهناك فــرق بين مَـن يهوى البكى = فرط الحنين ، ولـهـفـــة المـفـجــوعِ
أنصت إليّ .. صدايَ ملء صبابتي = والمـمـكـنـات ذخـــائر المـوجــــــوعِ
يـتـتابع الظــنّ المروّع مـسـهبـاً = كـالـتــابع المـكـفــوف للـمـتـبـــوعِ
فانهضْ ، تمادى السيل بل بلغ الزبى = وافــقــه متى رمــت الحــقيقـة روعي
واشرح لكل العالمين متون من = أقـمــــاره طـابــت بــحبّ ربــيــعـــي
هـذا الضمير وهــذه أنـفاسه = وذه اللـطــائف تـسـتـغـيث ربــوعــــي
لن يبلغ الرتب الرفيعة غير مَـن = عــشق الـتـغـزّل بالهـوى المـشـــروعِ
أمّــا الذي هجر المنازل غفلةً = لا ريب يغــفو بــعد كـــلّ طـــلوعِ !
ويظلّ يرزح تحت أوهام الأسى = يـنـسى بــأنّ الفــجر خـــطّ شــروعي
فاهنــأ إذا ما نلت سارية المنى = واحـفـظ بــأكــنـاف الفؤاد ضــــلوعـــي
واهــبط بــلا جــدلٍ إلى لغة الحــيا = وارســم على بَــدء الـخــتام خــضــوعي
فـالـعـمر يفنى والدمـــوع وأضربي = والـباقــيات الصــالحــات شـــموعــــي
رياض شلال المحمدي
29-10-2012, 05:19 PM
في بحْركَ اللُجِّيّ لجْلجَ خاطري = واحتارَ في وصفِ الترافــةِ ناظري
من أيّ دَوْكـــاءٍ تـزفّ مواهـبي = لحنَ التـغـزّلِ ، كيف أسبرُ حاضري ؟
فوثبتُ أرسُمُ ، واحتسبتُ غدائري = وعزفتُ من ولــهِ النسيب مشاعري
قُـمْ فادّكرْ عِبَرَ ابنَ جنبيَ واثقاً = أو فاسكـبِ الإلهـامَ حـولَ أسـاوري !
أو كفكفِ الدمعات وارحم وجْنةً = تـشتاقُ عِـطركَ يا نـديـمَ أزاهـري
ساءلتُ : ذي روحي بحبّك أينعت = هـل أنـت إلاّ غـيـثُ فجـرٍ هـامـــرِ ؟
ناشدتك اللهَ اجتذبْ من واحتي = دررَ الغـرام ، وجــاهَ مجــدٍ غـابـرِ
واسلُكْ لنا عِـقداً يُضيءُ سماءنا = نـشْـدَ العـوارف ، حـالَ نجمٍ زاهـرِ
ناشدْتكَ الرحمَ العزيزة لا تدعْ = مـوجَ الحـنـيـن مُـعـلّـقـاً كالطـائـرِ
في بحرك اللجّيّ كنتُ قصيدةً = هـذا صداهـا مِـلء فـكـري الهادرِ
أنطقتُ سؤدَدها ولذتُ ببهجتي = كـجـنـائــنٍ للـيـاسـمـيـن السـاحـرِ
حتى تملكني الحبورُ وأفلتتْ = لغةُ العتابِ ، ورقّ شدوُ بصائري
ولذا كتمتُ عن الزمان صبابتي = والآن أنـثـرُهــا بـقـلـبٍ شـاعـرِ
وأنيرُ معترك الثـقـافـة ناهضاً = مـتـخـيّـراً من كـلّ وعْــدٍ غـامــرِ
يا ملتقى بيتِ القصيد قـد انزوى = رَوْعُ البيان ، وبان وِرْقُ مفاخري
واستعذبت لـُـبْـنى غناءَ رقائقي = لـم تـدر حـقّـاً أوّلاً مـن آخــرِ
هذي طيوبُ المُعْـرقين تحفّني = وذهِ طيوفُ الغيد رهن أوامري !
لا فَـوْزُ ، لا دَعْـدُ الوفاء ، ولا التي = شابت فراستُها بنجوى العامري
تُـنـبيكَ عن شيَمٍ تـناهى صفوُها = من رفرف الجوزاء ، عرش منابري
هذا معينُ الروح بعض مداركي = هـل من يُـبـارزُ بالأريـب الثـائـرِ ؟!
تـأتـمّ بالتـهـيـام منــه قرائـــحٌ = ويُـناغـم المَبْـنـى بـغـيـر نـظـــائـرِ
يستسهلُ الإبحار ، يمنح عمرَهُ = إشــراقَ تـأريــخٍ ، وكــأسَ أكابـرِ
يوري الزناد ليستـقـلّ عزائماً = فـيهـا مـع الإيـناس عُـرسُ بـشــائـرِ
ويُـقـبّـلُ الآيَ التي من حُسْنها = نـطـق الحمى بـرقـيّـهِ المـتـنـاثــرِ
يهوي على الزهرات مثل فراشةٍ = عينُ الترافـة في خيالِ الناظرِ !
يهبُ ( الخليل ) رؤى الجمال متيّماً = لا كالكليلِ الحـائرِ المُـتـشاعـرِ !
رياض شلال المحمدي
11-11-2012, 09:05 AM
ما أجمل القصيد حين ينهمر علينا طيفاً ثمّ ننسجه ونشدو به على صفحات اليقظة !
عدّ المصيباتِ ألهاني عن الزمـنِ = فكيف يُحسب عُمرُ القلب يا وطني؟
متى أزمّ مع الأنــّــات أوردتـــي = وقــد تـبـدّى على إيـقاعها شجني؟
متى يُســلّي نـدى السُلوان أفـئـدةً = يـغـتالها السرّ والايغـال في العلن؟
وهل ســأجهشُ بكّاءً على طـــللٍ = أستذكر العيسَ محمولاَ على الســـفنِ؟
يادهشتي وانفعالاتي أمــن أجــلٍ = لكي يعود رخيصـاً بائــعُ الكـفــن؟
لكي يعبّ فتى الحرمان أكؤسـَــنا = عسـاه إذ ينتـشي يحكي عـن الدّمن
عســاه بالسـُـكْـر يرثينا فـتسمعــه = دارُ الأصــحّاء في أحلامنا الهُـتـنِ
ياغربتي واتـقائي كــلّ مــأثمــــةٍ = متـــى يعود رخيصاً بائع الكفــن؟ّ!
قـد كان ينفـق للأمواتِ ســـلعتــه = مثل الغراب الذي ينعى على الفننِ
عـدّ المصيبات مـا أبقى لذي أمـلٍ = غـير الطيوف وآثاراً مـن الوسـَــنِ
فلو تراءى لــه غـيـثٌ بخاطــــرةٍ = أبلى بـــلاءً بـــه ســمّوه بالحَسَـــنِ !
قالوا تصبّر فما أسلفتَ مـن عِلـلٍ = به الكـفايـــة للواحـــــاتِ والمُـــدنِ
بــه الغَـنـــاء لأجيــــالٍ بـأكـمـلها = حتى ولو قيل واشٍ غير مؤتمــــنِ
حتى ولو كنتَ مشبوها بـلا سببٍ = لأنّـــك الآن مجبولٌ على المحــــنِ
إني صبرت ولا زالت تصبّـرني = دقـّـاتُ قلبٍ مع الأيــّــام لم تهـــــنِ
دقـّـات قلب تعدّ الصبر مملكــــة = أميرُهــا الفكر إذ يخــلو من الدرَنِ
قالوا تصبّر فـقلت الأمرُ أثـقـلنـي = والنهيُ من زمنٍ ماعاد من زمنـي
والعادياتُ خيــالٌ ليس يدركنـــي = والنازلات كـهمسٍ ضاع في أذنـي
والليل من ورق الأشجار حمّلني = أزهى التحايا لمن ماعاد يذكرنـــي
والفجر قافيتي والصبح يسحرني = أمـّـا الغروب فكم بالوصف دلّهنـي
والوصل أدنيته والحال نهنهنـــي = والداءُ أنــأيتـــه والسعدُ هــنـّـأنـــي
والآه في دفّــة الأسباب تطلبنــي = والدمع نحو ذرى الأوتاد أرشدنـي
وللرياح حفيفٌ ظــلّ يهجرنــــي = والريح منها غــبارُ البين آلمنـــــي
الشكّ حطّمتـــه والشوق حطّمني = والصابُ أزلفتــه والشَهد قرّبنــــي
حتى ظننت بـــأنّ الزهر يغبطني = لــذاك قبل الندى باللطف قـبّـلـنــي
وبتّ أحمل مِشكاتــي تطــوّقـنـي = زواهرُ الكون بالتحنان ترفعــنـــي
وبات كــلّ أصيلٍ عــنه يسألنــي = كيف الوصول الى ذاتٍ يكلمنـــي؟
قالو – وقد غافصوا في الطيف مقدرتي = حُسنُ التخلّص في معناك لم يكـــنِ
بل الختـــام بعيــدٌ عــن بدايتــــه = فلـــو رميتَ بعيـــدا ظِنــة الوهـَـنِ
حتى نهضت ومالـي غير عاطفة = عــددتها مــنّة من خالـــق المــنــنِ
مالي لعمْري سوايَ العمرَ من ألـــقٍ = فعـــدْ إليــك وأنت الآن تعذرنــــي
لأنّــني أيّها الساري بلا جهــــــةٍ = عــدّ المصيبات ألهاني عن الزمـنِ
رياض شلال المحمدي
19-11-2012, 09:56 AM
زمـَــنٌ يمـــــرُّ ... حــــيالُك الأرواحُ = شـوقاً تـــميـــدُ ... وتـــســألُ الأدواحُ
أيــــنَ الذي مــــلأ الخلودَ عبيـــــــرُهُ = وهــــوايَ منه مـــدى الهيامِ وشاحُ ؟
أيـــن ابنُ بنتِ النــورِ ، كيف مـحـرّمٌ = يـنســـاه ... أم للذكريـــاتِ جـــراحُ ؟
طـيفاً يطـوفُ الطــفُّ ينحِتُ خاطري = فـــإذا البــــيانُ مـــــدادُه الأتـــــــراحُ
وإذا أمــــانـي العاشــقـيـن ســــــوابحٌ = كـــالـغـيــثِ يحـــمله إلــــيّ أقــــــاحُ
أو تــســتقي الفلوات منــــه وتغتــدي = آيُ الربـــيع ، وحسُّـــــها الصــــيداحُ
ضـدّان في الزمـكان ما اجتمعا سوى = لمن ارتــــوى من مـقـلتــــيه الـــرّاحُ
لاريبَ يا غـــدقَ الفراتِ ســـــلبـتـني = عــبــقَ الشــــباب ، لأنـّــني الســبّاحُ
*****
زمـــــنٌ يمــرّ فما عليــــــه جُــــنـاحُ = باســــمِ الشــــــهيد فضــــاؤهُ فــــوّاحُ
ويـــهــمُّ أن يــفنى لــيطــوي حــزنَه = لكــــن تـــأنـّــى يــعــتريـــه نـُــــواحُ
يـــهبُ المدائــــنَ ثــورةً لا تـنـــتــهي = حــتّى يـــــؤوبَ الزاهـــــرُ الوضّـاحُ
يــــحـكي المصـابَ وفي الفؤاد حفيدُه = وحــــــنينُ بَضـــــعــته لـــهُ ملتــــاحُ
يا ابن التـي أحـــــيا أبوهــــا أمـّـــــةً = مــهــلاً ... هــــواك لجنّــتي المفتـاحُ
ولــــئن عـطفتَ إلى الريــاضِ مـكلّلا = بالغار ، آلـُــك بالمـحـــبّة بـــــاحـــوا
ولســــوف تكتمل البدورُ ونرتــــــقي = رتبَ الخـــــلاص تــحــفّنا الأفــــراحُ
ولســــوف يبقى المجدُ عنك محــــدّثا = وتنيــــر دربَ الثائريـــــن طـِـمــــاحُ
ياســــيّدي : بي غــصّةٌ من بعـــد أن = هبّتْ على الوطـــــنِ الجريــــح رياحُ
فالشام أدمـاهــا جـبابـــرةُ الخــنــا = حيرى تـنـادي ، هل يؤوبُ صـلاحُ ؟
وعلى حمــى الأهـلـيـن غــزّة عزّنـــا = جـارَ الطـغــاة .... ولليـهــود نــبــاحُ
تـبـّـاً لهم ، ذبحـوا الطـفـولة ، فالمدى = بــاكٍ .. لــهُ فرط الوجــــاع بَــواحُ
عادوا وركبُ العــار يـنـفـثُ حقدهم = وبنو الـعمـومــة بالخطــابة صـاحوا
هذي دماؤك يا حسينُ فهل درَت = ريحُ الخــؤون بما تــفــوه سَجَـاحُ ؟
ريحٌ تـقـضّ مـضـاجـعــاً أودى بها = ليلُ التـبـذّل والـحـشا المِلـواحُ
هـــي عاتيـاتٌ حين أذكـــت فتنـــــــةً = فـتعـكـّــــــر الإمســـــاءُ والإصـــباحُ
وعــسى يــــمنّ بلطــــفه ربُّ الورى = وبـحــــبّــكم عـــهـداً بــــه نـرتـــــاحُ
ويطيب كلّ المـتـقـيـــــن بنهضـــــــة = تــــروي القلوبَ ... لــتعـمرَ الأرواحُ
ويـــــزيح داءَ الأمّــــــعاتِ بهـــــاؤنا = إذ ذاك يـفـنــى زيـفُــها الأشـــــــباحُ
وتسير للأقصى الجريح جــحـافـلٌ = تـحـيـا الـقـفـارُ بــرَوْحـها ، والواحُ
رياض شلال المحمدي
08-12-2012, 02:05 PM
ياأيّــــها الفجــرُ إنّي مغرمٌ دنفُ = متـيّـــمٌ مستـهامٌ عاشــــقٌ كلِـــفُ
أستعذبُ الوصلَ لكن لستُ بالغه = أيّـان يـأتي وحولي للنوى سُقفُ ؟
أجـود بالشوق ملتاعا لمن بعـدوا = أكتّم الوجد ، فاستورى بيَ الشغفُ
وهمّتــي همّـــةٌ مصروفة لهــــمُ = وما علمت بـأنّ العمرَ منصــرفُ !
وبالهوى جـدتُ حتى قيل منذهلٌ = يبغي المُحال وفي الإقبال لي كنفُ
حتى سمعتُ أخا العشّاق يهتف بي = هـوّن عليك ، فأنت الصابرُ الأنِفُ
مازلتُ أهوى الذي تهواه مدّكـرا = عهـدَ الوداد ، ومن كفّــيه أرتـشفُ
لم أقفُ ما ليس لي علمٌ بـه أبــداً = وهـا أنا في ذرى أعتابـــه أقــفُ
ولا مررت بأهل اللغو مانظرت = عينايَ غير جميلٍ زانــه الشرفُ
لا تعجلنّ على شيءٍ ســتدركـــه = مَن كان في القلب يدنو عنده الهدفُ
والعُسرُ واليسرُ أرزاقٌ يمنّ بهــا = ربُّ البريّة واسأل كلّ مَن نصفوا
هوّن عليك سرور الروح ملهمنا = كذاك بدرُ الغوالي ليس ينخسـفُ
يا أيّها الفجرُ عِــظني قد ونى جسدي = ماكان يُبري جراحي الصمتُ والأسفُ
واستأنِ في الوصف ما الايّام باقيـــة = فقد يُطمـأنُ قلبَ الصبّ ماتصفُ
واستخرج الدرّ مـمّـا أنت مالكـه = فالعِــقد منفرطٌ قـد ملّه الصَــدفُ !
هذا القريض بــه الأفكار تعذلني = هذي الأناملُ - فرط الروع - ترتجفُ
فــلا الزمان زمـانٌ في تظلّــمــه = ولا المكـــان إلى إمكـاننا يـَـزِفُ
ولا النخيـــلُ لـــه ظــلٌ ينادمنـــا = ولا الغصونُ إلى الأزهار تـنعطفُ
أجــل .. قد اختلفت أفلاكنا زمنـا = فالشـعر مرتبــكٌ والقــول مخـتلفُ
لكنّني يستفزّ الفجرُ عاطفتـــــــي = غداة أحنو على الأعــماق أعتكفُ
أطوي المسافات لا يأسٌ ولا تعبٌ = أحــنّ لليل عــلّ الطيف يزدلفُ
عــلّ الحبيب يرانـي في تفـقـــده = فـنـلـتـقـي ويعــود الشــملُ يأتلفُ
أقسمت أن نلتقي والصبح موعدنـــا = حتى ولو طال ليلي أو نأى الجُرفُ
يا أيّها الفجر دمع الحبّ منهمـــلٌ = من مهجتي حين تفنى مقلتي يكفُ
نام الجميـــع وقلبــي في تقلبــــه = مستبصرٌ مســتفيقٌ عيـــنُه ترفُ
أترتضي أن يعيق الدهر رؤيتــه = أترتضي أن يردّ الموعدَ الخلفُ ؟
لا والذي عـطـّـرَ الأزهار مولدُه = ما كنت عن جنّة الأحباب أنصرفُ
ناشدتك الله هــل للوعد من أمــلٍ = وهل يعود الرضا والوصل والترفُ ؟
وهل سنأتي الحمى من بعد غربتـنـا = وشمسنا حين نحدو ليس تنكسفُ ؟
وقـد أجاب ، وهــذا صوته بفمي = الباءُ غـنّى ، ولـبّـى اللام والألِــفُ !
إذاً فـديتــك أبزغ حــول أفــئـــدةٍ = تهوى الخلاص ، بها يستـأنسُ اللهفُ
فلو نظرتَ إلى الخـــلاّن متّـــئداً = أضناهمُ الوجد ، من أكبادهم نزفوا
رفقاً بهم فالتصابي زادَهم ألمــــا = رفقاً بهم إنّهم في الحبّ ماضعفوا
أدلَوا بدلوهمُ من كـلّ غاديــــــــةٍ = لكنّهم غير سُهد الهجر ماغرفـوا
آهٍ على زفرةٍ في النفس مؤلمـــةٍ = آهٍ علــى جَمـــرةٍ بالقلب تلتحـفُ
يا أيّها الفجر قد ألهبتَ عاطفتــي = وحَـدّث الناسُ عنّا ثَـمّةَ الصحفُ
أكـــاد أهلك والبيـــداء تنكرنـــي = حتى بكاني الضحى والليلُ والنُطفُ
كم في الحياة دخيـلٍ راح يعذلني = كـم في الأنام ِصغيرٍ ليس يعترفُ
بأنّني والصفا ســيّان منزلــــــــة = ويعلــــم الله والفـــادون والسـلفُ
وإنّني صادقٌ بالوعد ذو مِــــقــةٍ = ولي شعورٌ تـناهت عنده الطّرَفُ
ولم أكن رغم هذا غير مفـتـقـــرٍ = لا كالــذي يتباكـى وهو منحرفُ !
ناهيك عن لغـــةٍ أسلوبـها سـلسٌ = ذي مفرداتي بكلّ الحسن تتصفُ
ذي مفرداتي شذيّاتٌ مواردهــــا = كبيــرة ملؤها الإحسان والشرفُ
لأنّها غير أهــل الذوق ماعرفت = فكــلّ قــولٍ بهم يحلو ويــزدلـفُ
يا أيّها الفجر : أعداءُ الهوى كثروا = بكلِّ غِـــلٍّ وحقدٍ عندهم هتفــــوا
ويزعمون وقــد ماتت ضمائرهم = أنّ الوئــام لهم فــي سعيهم هدفُ
ويكذبـــون على الدنيا مكابـــــرة = والإمّعات سوى الأوهام ما عرفوا
ويضحكون على الأذقان لا سلمــت = جباههـــم ، حين مانوا أينما دلفــوا
وكيف يصدق إنسانٌ بلا نســــبٍ = الجهل مقصدُهُ واللهو والسرفُ ؟
وهل رأيت كذوبا صحّ مورده ؟ = وهل رأيت حكيما زاده الصلفُ ؟
رياض شلال المحمدي
30-12-2012, 12:50 AM
قلبــي صــباحٌ بالمــودّةِ مُشــرقُ = وبكـلّ ماتهوى السرائــــرُ يعبــــقُ
مـُذ كان يحبـو بالحضارةِ مبدعاً = يهـبُ الجمالَ بحسّــهِ يتخــــــلّــــقُ
يهفو إلى الأمجــــادِ إنســـــانيّــة = يشــدو ، وأمّـــته الحنــونُ تصفّــقُ
ولـــهُ بنــودُ النصرِ والعزّ التــي = في كــلّ ساحاتِ الرجولةِ تخفــــقُ
وحباهُ ربُّ الناس أشرفَ منطـقٍ = مَـن كان يدنو لو تناهى المنطـقُ ؟
قد سرّه أنّ الحياة مرابــــــــــــعٌ = فيها لــهُ بالخيـــر غرسٌ مــــورقُ
للثائرين الغرّ يولمُ راجيـــــــــــاً = أن تـنهض العزماتُ يســـمو المشرقُ
كي يمنح الأيّــامَ زهوَ بطولـــــةٍ = فالحبّ قصــدٌ والوئـــــام منمّـــــقُ
كي يمنح التأريخَ فرصة يومـــهِ = ويعــود للأفكـــار شـــأنٌ أســبـــقُ
قلــبي صــباح بالمــودة ينطـــقُ = وهــــــناك ظـلمٌ بالمفاســـد ينعِــقُ
ياغربُ صــــبراً فالدوائرُ أقبلت = ســــوداً على جنباتـــــها تــتخـرّقُ
ســـوداً تحطّـّــم كـلّ وغدٍ غادر = يلهو يُمــــاري بالحقـــول يُحـــرّقُ
تــذر الجبالَ الشمّ في قاع الثرى = والناطحــــات ومن لها يتصــــدّقُ
تبكـي على النزلاء تحت ركامِها = أو تلعن الدجلَ الغليظ لمن بقـــــوا
أو تكتب الماضي بطرفٍ ساخرٍ = وتهيب بالحُـمــر الهنـــود تحلّقــوا
دال الزمـــانُ محاكيــا دوْلاتــــه = ليدول منها المســتريبُ الأحمــــقُ
لــتــدول باللـؤمــاء أبنـــاء الزنا = أو من لهم جــرّوا الذيـــولَ تملّقوا
هــذي الحياةُ غريـبـة في طبعها = لوطاب طيفُ العيشِ ساء الملحقُ
هـــذي البدايةُ للنهايـــــة فاسألي = يارقــــة الأرواح أين الزنبــــقُ ؟
أين الطلولُ الحانيــاتُ وبســــمة = من حسنها لهفــاً يغـــارُ الشــيّــقُ؟
والذكرياتُ وقـــد نأى أحبابُــــها = لا مــؤنــــسٌ لا ذو حنيـــنٍ يُـــبرقُ
أين التي ألهــــى الفؤادَ رضابُها = وغـفى على نفحاتِها المستـشـرقُ؟
لمّا رماها البؤسُ واستشرى الأسى = والحائرون على الدروب تفرّقــوا
ولّـى صنيعُ الودّ معْ معروفـــــِهِ = لم يــبقَ إلا الصبرُ وهـو موثــّـــقُ
قولي لهم دال الزمانُ تــفـتــّحت = أكــمامُ حُســــــنٍ بالبهـــاء تحلّـــقُ
ريحانُــها في الشرقِ طال سباته = واليوم أيقظـــه الجــــهادُ الأصدقُ
صــدّ الذيــــن تفرعنوا في غيّهم = بحقوق أربابِ الوفــــاقِ تشــدّقــوا
قــد شـيّـــعوا الإنسان إنسانيّــة ! = والحالُ ممقوتٌ نعـــــاه البَـــطرقُ
ومشــوا على أحلامـــهِ تـبّـا لهم = بالغلّ من سفــــهِ اليهــــود تزوّقوا
ســرقوا رفاةَ الأقحوان من الرُّبى = ولكم تـناثر ( جنبدا ) إذ يُــرشـــقُ
عاثوا فساداً بالحضــــارات التي = لولا نــــداها مــا رآهـم مُعــــــرقُ
نسجوا بريــــقاً من سراب ثقافةٍ = لكنّـها- والحقّ - زيفٌ يُـــنســــــقُ
ربــحوا الهوان وكلّ شيءٍ هالك = لو مـــرّه يومــا هــــوانٌ ضــــيّــقُ
أتـذكـــر الطغيـان حين أراهــــمُ = إن غــرّبوا حول الحمى أو شرقوا
أولاء ياوطني طغـــــاة حضارة = لا كالـــذي شــاد الذي لا يُــنـتـــقُ
وأرى شـــآبيبَ الدمـــــاء مسيلة = لو مرّ منهـــــم ســارقٌ أو زورقُ
دَجَلٌ بـــه عُــرفوا فعاشـــوا ملة = بالحقــد والكفران دومـــا تمــــرقُ
ماقــوّموا الا المكــــــارهَ والخنا = مدنـيّـــة عـنها يفـــرّ الخِرنِـــــقُ !
يارقــــــة الأرواح هذي دوحتي = هــــذا زمان محبّـــتي يتعملـــــــقُ
هـذي البدايـــة للنهايـــة فانظمي = دُرَرَ الأديب لكي يفيــــق المُصعَقُ
قلبي صــباح بالنفائس يشـــــرقُ = يستــنطق الأقصى متى نـتـدفّـــقُ؟
أقصـيتُ دمعي إن ذكرتك لحظة = كي لايخالطك الأنيـــــــنُ المحرقُ
بهواك مسرورا أنــــاجي أرتقي = وأبث أحزانــــي التــى لاتُســـــبقُ
بالروح منّــــي قــد نزلت فحفّها = أنسٌ لطيفٌ أو هيـــــامٌ مونــــــــقُ
أرنـــو الى الشــهداء حين تساقطوا = ثـــمّ الذيــن إليهـــمُ لـــم يلحقـــــوا
ومشيتُ ألتمــسُ الحنانَ مشاعراً = ياأيّـــها المكلومُ كيـــف توثّـــــقُ ؟
وإليك جــاء الأنبيـــــــاء ويمّموا = مســرى الحبيب فهم هنالك رَزدَقُ
ياأيّــها المكلــوم : قدســـيّـــاتــنا = نادت ودمعك في الهضــــاب مرقرقُ
نادت صلاح الدين أين الملتقى؟ = أين الحبائب والنـــدى والفيلـــــقُ؟
أيّــــان يأتي الأوفـيــاء وتختــفي = زمرُ اليهود ومن هناك تخندقـــوا؟
عاد الصليبُ الى الربى متصهـينا = ولـــه من الأعراب ذلٌّ مطبـــــــقُ
خانـــوا الديار الزاكيات أصولها = باســم العروبــة كل شيءٍ يُخــرقُ
فانهض صــلاح الدين أقصانا بكى = والقدس ترّبــــها الســـــقام الموبقُ
فالشرّ آن بكفّ " فرعون" الذي = هـتك الستــور بأهلنا يســــــترزقٌ
أدرك ثرى الفادين أروقــة التقى = هذي فلســـطين التـــي لك ترمــقُ
أدرك ثـكالى ثورة شــعبــيّــــــة = ماكـــان يــدرُكها الذين تأبّـــــــقوا
ماكــان يجديــها كـــــلامٌ زائـفٌ = والبابُ عـنــها بالتـــخاذل مغلـــقُ
أدرك - فديتك- بالمكارم كلّ من = خلع الثــناء عليـــك فهــو موفّـــقُ
قلبــي صباحٌ والمدائـــــنُ نُمرقُ = لو مرّت الســـنوات فـيها تخلِــــقُ
أمّــا إذا الأحداث ملء سمائــــها = فالموت رزق والحجـــــارة مِرفقُ
فـتضيـــع كلّ الأمنيات فلا ترى = غـير الدمـــار ومهجة تـتـشــقّــــقُ
غير الخراب مع الردى يوحـي بـه = بالغلّ " أوباما " ومن إليهِ أبرقـوا
فاكتب أيـا قلبي السطورَ مؤرّخا = هذا الجـــهاد وســـيلهُ المتدفّـــــــقُ
أولاء من جعلوا الجسوم قـنابـلا = فــي كــلّ ساحــات الفــداء تفلّـــقُ
صانوا بحب الله ســــارية الهدى = وبكلّ أخــــلاق الرجـــال تعمّــقوا
فاكتب أيـــا قلبي بدايــــة نهضة = أجلٌ قريبٌ ثـــمّ يفنـــى الجوسَـــقُ
وتعود أوربّـــــا تجــــرّ غروبها = وتعود شمسي بالمرابـــع تـشــرقُ
ولنا بنـــودُ النصر والعـــزّ التي = في كلّ أجــــواء الأحبّـــة تخفـــقُ
ربّـاه صلّ على الحبيب المصطفى = ماحَــنّ قلبٌ أو تغنـىّ شـيّـقُ
رياض شلال المحمدي
22-01-2013, 03:46 PM
ممّا كتبناه قبل عقدٍ من الزمان في ربيع الخير ( 1423 ) :
غـــرّد بيــــوم ولادة المـــــختـــــــارِ = عُرْسُ المــــلائـــك جنّــــة الأبــــرارِ
وانثرْ على ســــمع الزمــان مـــدائحا = تحيي الفؤاد بـــــأعــذب الأذكــــــــارِ
نَسَـــمٌ تحضّــــــنه الربيع ونفحـــــــة = منها الحيــــــــاة تــتــيه بالأوطــــــارِ
غـَــــرّد فساعات الوصال تســـــــــارعت = والفجر عانق نســـــمة الأســــــــحارِ
روّحْ جَنانك واســــــتلذّ بروْحـــــــــها = لا تلتفت لمســـــــائل الأغيــــــــــــارِ
الله ثــبّـــت قلبَه في ذكــــــــــــــــــره = عن مرسليه بــــأعظـــم الأخبــــــــارِ
مـــــاذا إذا أنّــــا قصـــــصنا للورى = قَصَص الحبيب بــــأبلغ الأشــــعارِ؟
نــــورٌ أضاء دجــــى البريّـــــة هاديا = تـُـنــبــيــك عــــنه بـقـيّــــة الأنــــوارِ
غـــرّد فما بعــــد الحبيب ســــــــعادة = أو عيد دنيا زائف الأطــــــــــــــوارِ
مــاكان بعد المصطفـــــى من فرحــة = لولاه مـــاعدنا من الأحـــــــــــــــرارِ
هــو عيدنا الزاهــــي ونـــبض قلـوبنا = هــو روحنا الباقــي مـــدى الأعصارِ
قــــوموا بفضل إلهنا فلتفرحــــــــــوا = وبرحمة فاضت على الأقطـــــــــــارِ
هـــو رحمة للعالـــــــمين تفــــقّــــهوا = للعرش .. للكرســيّ ... للأقــــــــمارِ
هــــو درّة الصَدفِ الذي من لبّــــــــه = كان الوجــــود وبسمة الأزهــــــــــارِ
هــــو منبع الصدق المرقرق والصفا = بــمــقامه المحمود في الأســــــــــفارِ
ويقول صاحبنا رأيت محمـّــــــــــــدا = بالروح يحضر مجمع الأخيـــــــــــارِ
لـــكـــنـّـني أخبرته متيــــقّــنــــــــــاً = بالشرع أنطق دون أيّ غبـــــــــــــارِ
ماغاب عـــنّــا لحظة ياصاحبـــــــــي = حـــتّى تـــراه بصـــيرة الأســـــــرارِ
لا لن تغيب عن الأحبّــــة روحـــــــه = تـــالله دوما حـــــاضر الأنظــــــــــارِ
لا لن يغيب عن الوجــــــود وجـــودُه = هــــذا هو الهــادي حبــيـــــب الباري
هـــو في صـــلاتك في السلام مسلــّم = رَدّ الســـــلام بأحســــــن المــقـــــدارِ
وهي الصلاة على الدوام مقامُــــــــها = وعلى مدار الكون في الأمصــــــــارِ
هــــو ضارع مستغفر متوسّـــــــــــل = يسمو بأمّــــته إلى الغفّــــــــــــــــــار ِ
قلت افرحــــوا قومي بـأعظم مرسـلٍ = عــــودوا إليه إلى نداه الجــــــــــاري
كي تفقهوا الاسلام أيّ حضــــــــــارة = أهـــدى الأنــــــــــام بحكمة وفخــــارِ
ماكان من حبّ بغير محمّــــــــــــــــد = كــــــلاّ ولا شــــدوٌ من الأطــــــــيارِ
عــــودوا إليه وعـــظّموه تأدّبــــــــــا = لا تقتلوا الإيمـــــان بالإنكــــــــــــــارِ
عـــــودوا إليه ووقّــــــــروه محبّـــــة = لا كالذين تهكّــــــموا بجـــــــــــواري
فإذا جــــموع المســـــلمين شـــــراذم = تـــلهو بــــلا زمــــن مــع التـــيــــّارِ
وإذا ديـــــار المؤمنـــــــين بضاعـــة = لـلمـــجرمــــيـــن تـــــباع بالــــدولارِ
وإذا اليهود – وآهتي ياأمّــــــــــتي - = تـــركــوا على ( المبــكى ) دم الـثــوارِ
حــــتى إذا أبــــكى الحصـــــار بُنيّتي = وجــــعا ، وفي بغداد ناح هــَـــزاري
هـبّوا إلى الأقـصى إلى مسرى الهدى = مـــتحـــزّمين من الصليب بنـــــــــارِ
وانظـر إلى الأعـراب من فقدوا الحيا = يـــتـــمتّــــعون هنـــــــاك بالأخبــــارِ
وغدا على كلّ الديـــــــــار ، ترقّــبوا = مادامت الأضغان زاد ديـــــــــــاري
قلت افرحـــــوا قومي بـــأزكى طيّبٍ = عـــــودوا إليه إلى شــــــــذاه الساري
فالليل طال وللســـــــبات محـــــــازن = والغرب ينعق والصـــــراع حضاري
واليوم أحـــوج مانكون لنهضــــــــــة = روحـــــــــــيّة الأخــــــلاق دون نفارِ
ولــــئن تـــــدفّـــق كالنمير شـــعورنا = يشفي المنازل رقّـــــــــــة بفخـــــــارِ
فلأنّـــــنا لم نتّــــخذها مهنـــــــــــــــة = بل محض ودّ صـــــــــــــادق معطارِ
كـــي لانــهــيــم بكــــلّ واد نـجـتـدي = أطــــياف شــــعر بالنفاق تســــــاري
كي لانرى الكلمات جُــــــدّ رخيصــة = فتغــيب بين عشـــــــيّــة ونهـــــــــارِ
ونظمت من قلبي شــــــعارات الهوى = والفكر يحدو والحبيب جــــــــــواري
والبـاقـــيات الصــــالحات مـــــــلاذنا = نحكي بها نشــــــــتاق للأطـــهــــــارِ
واعلم أخيّ متى فقهت قريضـــــــــنا = كــــــلّ الليالي ليلة المختـــــــــــــــارِ
*********************(( من المجموعة الشعريّة " غيث الفؤاد " ... ))*********************
رياض شلال المحمدي
16-02-2013, 08:02 PM
قرأتها في ساحات الإعتصام في الفلوجة والرمادي
أجبْ ندائيَ لا تعبثْ بأقداري = واهجرْ خيالكَ ، إني للهدى ساري
واقطعْ أحابيلَ نفسٍ ساء مقصدُها = فلي فؤادٌ ســخيٌّ نـــورُه جــــاري
أمِـطْ لثامكَ واحذرْ من وشايةِ مَن = كانوا نيامــا غــداة استخربوا داري
حـقـقْ حــقوقَ جموع الأهل إنهمُ = جادوا بكلَ نفيس الأصلِ مِعطارِ
أنا ابن فلوجةِ الأخيار تعرفني = يبقى انـتمائي مدى الأيــّــام أنباري
أهوى العراقَ وبغدادَ التي بدمي = نـقـشتُ في مربدِ الـعـشّـارِ تذكـــاري
أهوى العراق رُقـيّـاً غيرَ منقطعٍ = وأطربتْ في حمى أربيل أشعاري
مكارمي ببني العبّـاس حاضـرةٌ = هـذا صداها فهل تصغي لأسفاري
أهوى الحسينَ ومن صانوا مبادءَه = لم يلعبوا بــدمــاء الأهــل والجـــارِ
أنا ابنُ فاطمة الزهراء سيّدتي = وأينعتْ بندى الكرار أزهــــاري
أجبْ ندائيَ لا التهميشُ منجدكم = ولا تبعْ بيرقَ الأخــرى بــدولارِ
آن الأوان ، ولن تهدا حناجرُنا = هـمسُ الـثكالى تـنـاهى ملءَ أســحاري
وللحرائر دَيْــنٌ لستُ تاركـــه = لـمّـا بكينَ بــدمـعٍ جــدّ مــدرارِ
للأبريـــاء وهــم كــثرٌ فوا أسفا = تمضي الدهـــورُ عليهم دون أقمارِ
يا أيّها الناس إنّ النّور قائدُنا = في صيحة الحقّ يحدو ركبَ أمصاري
بل العظيم الذي أحيا مرابعنا = طوبى لمن حـفّـه في سـعـيه الباري
لا رجعةٌ عن طلاب القوم فاستمعوا = إليهمُ ، دون تسويفٍ وإنـكـــارِ
لا رجعة أيهـــذا إنّه قـــدري = أجبْ ندائيَ لا تعبث بأقداري
رياض شلال المحمدي
08-03-2013, 07:10 AM
أهوى سناها ، وأرجو طيّبَ الأثرِ = كلاهما في الهوى زادٌ لمعتبرِ
رسمتُ أحلامها المُثلى مؤرّجــةً = قــلادةً من جُمانِ الذوق والعِبَرِ
طوبى لمن حضروا ، مرحى لمن شعروا = في الودّ ما ذكــروا إلاّ حمى العُمري
فاسكبْ شذاك على مرأى خرائدها = قبّلْ رفارفها في أجملِ الصــورِ
مرابع الفكر فيها أينعت وزهت = كــأنّها اقتبست وحياً من القمرِ
والآن عدنا ، أمن بُغيا لذي دلهٍ = يفتّ من عَضُد الأنّــات والكدر ؟
عدْنا وليلُ الرؤى يا صاح معتكرٌ = والذكــريات رماها البين في السحَرِ
ماذا جنيتُ ؟ مسرّاتي مقطّعة = ما كان يسعفها نايٌ بلا وترِ
حتى رحلتُ تواسي الروح قافيةٌ = جادت بغيثٍ همى من بارق الفِكَرِ
الآن عدنا فلا تهجرْ روائحنا = فهل ترى ما أرى لحناً بلا وترِ ؟
أم للغياهب تأريخٌ مضمّخةٌ = دروبه ، بنشيج الباقلِ الأشِرِ ؟
ستذكر الريح والبيداء رؤيتنا = ويستحيل هباءً كــلّ ذي ظُـفرِ !
ستحرق الزفرة الحرّى معاقلهم = وكلّ كهفٍ بناهُ بائع البقرِ !
الآن عدنا أريجاً من محاجرنا = دعاء منتحبٍ من دمعـــه العطِـرِ
نزفّ للواحة الفضلى عواطرنا = في يومِ أن أغرقت نعماؤها وطري
في يوم أن أبصرت بالنور كوكبة = تاقت إلى نهضةٍ تسمو مدى العُصِرِ
هم معشر الأدباء الصيد تعرفهم = منابر الزهو والعرفــــان والنظرِ
هم معشرٌ شعشعت فينا مداركهم = تزينُ أخلاقَهم أشواقُ مفتقرِ
للمجد للفجر للإبداع ما انشرحت = صدورهم لزمانٍ سالفٍ عطِرِ
مباركٌ يا شباب الروح ، خالصة = جهودكم ، أدهشت لُبّي مع البصرِ
مباركٌ من سويدا القلب نبعثها = من بعد عِقدٍ سخيٍّ وادعٍ نضِرِ
هذا بياني ، فإن قصّرتُ معذرة = وإن وفيتُ فهذا منتهى ظفري
رياض شلال المحمدي
14-04-2013, 08:33 AM
يا دارَ مَيـّـةَ : والمحبُّ يسائلُ = قـُـتـلَ الزمـــانُ أم الزمـــانُ القاتـلُ ؟
أم نارُ عِشقيَ والهوى لا تنطفي = في مهجتي استعرتْ وأذكى العاذلُ ؟
بمَ نأتسي وهواكِ دون قلوبنا = وسوى الحبائبِ في المطالب باطلُ
أحببتُ فيكِ روائحاً لمّا تزلْ = يــا دارَ مــيّــة بــالـفـــؤاد تــغــازلُ
وجعلتُ أستشفي إلى أن عادني = طيرٌ تــمـلــكــه الـفـراقُ الخـــاذلُ
فشكى ليَ البث القديم ولوعة = في ذكـــرهــا للـذكــريات شمائلُ
لا زلت أقفو سحرَها متحيّرا = والليل يــهــزأ ، والنهار مجادلُ
أهوى الظِـباء وما سلوت نعيمها = ولــكــم تــأثــر بالجمال مواصلُ
ولكم يتيه مع العيونِ معذبٌ = وهــو الأبـــيّ المسـتـفـزّ الباسلُ
قد أمّلتني لحظةً في لحظها = والحض لو علــم الهلال منازلُ
تهمي بغيثٍ كالدموع سحائبٍ = ويسحّ في الحَدَقات منها الوابلُ
يا طيرُ دعني فالمشاعر أزبدت = أجّجتَها وجــداً وهــنّ مـعـاقـلُ
أنّى سرت تسري الأقاحي حولها = والناس في لغــة الـهـيام قبائلُ
تبكي ونبكي هكذا نهبُ البكا = متوسّـليــن ، لكي يؤوبَ الراحلُ
ولنا إذا ضاق الفضاءُ عواصفٌ ! = ولنا إلــى درب الرشـاد دلائلُ
ولنا إذا أشتدّ الزّحام فوارسٌ = ولنا إذا كـثـُر العِـطـاش مـنـاهــلُ
ولنا إذا حمي الوطيسُ صواعقٌ = منــها متى التمعت يَحــار العاقـلُ
يادارَ ميّة أين من سكنوا الحشا = مالــي أنــوح ، إلـى متى أتـسائـلُ ؟
هل تعلمين لهم عبيراً قد دنا = فلأنــتِ أدرى بــالـــذي يـثــّاقـلُ
عانيتُ ماعانيتُ من ألم النوى = وعلمــتُ أنّــا فـي الوفــاء أوائلُ
وعجبتُ من شعر تناهى رقة = وعليه من تقوى الشباب فضائلُ
حتى إذا نطق الحداة وغردّت = فــيـمـا يـقــول العاشقـون بلابلُ
نهضت إلى الأفق الرحيب قصيدة = غــرّاء فـيـها للـثـنــاء مـشاعـلُ
سَـمـقـتْ تـبـاهي بالثريّا رفعةً = وتـقــول هــا أنــذا مقامي ( كاملُ )
من شاعرٍ سحرَ اللغى أسلوبُه ! = ولـــهُ إذا ذكـــــرَ الكبارُ مسائلُ
في فكره مددٌ ونبضُ بلاغةٍ = قد سـطـّرتـْها لـلأنــام أنـامــــلُ
لم يــدّكر إلا وصالَ حبيبه = وهو الذي بين الخواطر ماثــلُ
لا كالذي يذرُ الإصولَ مغرّبا = فالفعل حرفٌ والمضافُ الفاعلُ !
يا دارَ ميّـة قد بسمْتُ وهزّني = كــرمٌ مـن الأحـبـاب فـيه تمايلُ
ولذا تفرّد فيه بوْح قريحتي = حتى إذا أبـحـرْتُ قـال القـائــلُ
شكراً أخا الأشعار أقصى مانرى = أن نبعث الشكران وهوجداولُ
وغداً لنا في الخلد كل مثوبة = وأرائـــكٍ فـيــها يـهـيــم الـبــــاذلُ
رياض شلال المحمدي
15-05-2013, 02:38 PM
نَـدبْــتُــكَ يـــــا زيـــتـــون ، تـــلـــكَ جـــداوُلـــي = متى رَيْـتَ دمـعَ الأرضِ فاظْفـرْ جدائلـي
فــــــكــــــم راءَ بـــالـــحِـــنّــــاءِ دفءَ نـــزيـــفِـــهــــا = وكـــــــم مــهــجـــةٍ حـــــــرّى أبـــلّــــتْ مـنــاهــلــي
رعــــى اللهُ ذاك الــرسْــمَ عــهــدَ تـقـاصــرتْ = شـــــوارعُــــــهُ فـــانــــبــــتّ لـــــحــــــنُ الأوائـــــــــــلِ
وأثـمـلْـتُ ذكـــرى الــربْــعِ حــيــن تـمـاثـلـتْ = مــرابــعُــهــم ، تـــعـــنـــو لِـــســـؤلـــكَ ســـائـــلـــي
أمــــــا شِـــمْـــتَ آهــــــاتٍ ســـمَـــتْ زفــراتُــهــا = وعَـــرْفَ الـغـوالـي مـــن أديـــمِ الـفـسـائـلِ ؟
وهــل لُــذتَ بالتـقـوى أم الـلـيـلُ مـســرفٌ = فما عُدْتَ تقوى عـن مجـاراةِ كاهلـي ؟
فِـدىً لضميـر العُـرْبِ نـصـفُ حُشاشـتـي = إذا بـــــــانَ مــنــهـــم ســـاجــــعٌ لـشــواغــلــي !
فـــــــــــإنْ كــــفّــــنــــوا أعـــمـــاقَـــهـــم دون وازعٍ = فــإنّــي وهــبـــتُ الـصــبــرَ حـــــزمَ الأصــائـــلِ
وإن بـــــعـــــثـــــروا أحـــــلامَـــــنـــــا وتـــــطـــــاولـــــوا = أشــــحْــــتُ بــــآمــــالِ الــحــنــيــنِ الأطـــــــــاولِ
وإن يــــــكُ ذنـــبـــي أن جــعــلــتُ روائـــمــــي = تطوفُ حماهم ، فالسُّها بعض ساحلي
نــدبــتـــكَ يـــــــا زيـــتــــون هـــــــذي كــواكــبـــي = تـــــــــــأوّدَ مــغـــنـــاهـــا فـــأغــــنــــتْ شـــمـــائـــلـــي
نَــلـــمُّ شــتـــاتَ الــوجْـــدِ والــوصـــلُ راحـــــلٌ = حـيــالَ نــــدى الأقــصــى تــجــفّ غـوائـلــي
فــنــحـــضـــنُ مـــــرآهــــــا نـــطــــيــــلُ حــديـــثـــنـــا = نـعــبُّ سُـلافــاً مـــن هـضــابِ الـفـضـائـلِ !
ويــــــــا جــــيــــرةَ الأخــــــــلالِ هــــــــام فــــؤادُنــــا = وآبـــــــتْ إلـــــــى لُــقــيـــا الـــغــــر ام غــلائــلـــي
فبُثّـي حـديـثَ الــروحِ ، مــا كـنـتُ سالـيـاً = ولـــــكـــــن رمـــتْـــنــــي بــالــســـهـــام عـــــواذلـــــي
ولا تــنْـــسِـــنـــي فــالـــقـــلـــبُ مـــــنّــــــا مــــتــــيّــــمٌ = بـــــحــــــسِّ أزاهــــــيــــــرٍ وشــــــــــــدوِ خــــمــــائــــلِ
ولا تـهــجــري شــجـــوَ الــمــحــبِّ حــكــايــةَ = يـــــــــــــرومُ بـــقـــايـــاهــــا بـــــــذكـــــــر الــــمـــــنـــــازلِ
نـقــشــتُ عـلـيـهــا كـــــلّ وعـــــدٍ ، وبــلــســمٍ = يُـنـادي : صــلاحَ الـديـنِ أيــن دلائـلــي ؟
أخـــا الهـضـبـاتِ الـخُـضْــرِ طــــال عــزاؤنــا = فـــــــــــزُمّ جــــراحــــاتــــي ، أعــــــــــــزّ مـــعـــاقـــلـــي
فما لي – وقـد أنشـأتُ – غيـرُكَ فكـرةٌ = ومـــــا لـــــي ســـــوى حُــبّـــي ونَــــــوْحِ ثـــواكـــلِ
فــــيــــا فــــــــارسَ الــهــيْــجــاء والــــعـــــزُّ وارفٌ = ويــــــا فـــــــارسَ الـهــيــجــاء أدركْ رســائــلـــي
حــنـــانـــيـــكَ إنّـــــــــــي بــالـــقـــريـــض مـــقــــصّــــرٌ = حـنـانــيْــكَ عــــــذراً مــــــا تـــراخـــتْ أنــامــلــي
وصـــــــلِّ عـــلــــى الـمــخــتــار ربّـــــــاه دائـــمــــاً = صــــــلاةً بـــهـــا تــحــيــا نـــفـــوسُ الأفـــاضــــلِ
عـلــى آلـــه الأطــهــار والـصـحــبِ كـلـهــم = عليـنـا بـهــم ، مـــا ســـحّ عِـطــرُ الـجــداولِ
رياض شلال المحمدي
22-05-2013, 09:56 PM
مَغاني مَعانينا ، طيوبَ الجنائبِ = ويا حكمةَ الأعصــار دارَ النجائبِ
ويا بَــدْءَ نفخِ الروح في لغةِ القِرى = ويا باءَ نفح الضـــادِ ســرَّ المواهبِ
أجبْتُ نداءَ الطيبين فغرّدت = سماءُ لُبابي في اجتلابِ الرغـائبِ
ولولاكِ عينَ السعدِ لولا حبائبي = يراعي – حنانُ الله – ليس بكاتبِ
تمثّلتُ آثاراً وعرشَ جنائنٍ = سقـتْـها بناتُ الحُسْنِ إرثَ العجائبِ
إذا قلبيَ الظمــآنُ دون تردّدٍ = يحوم رُباهــا عالـقــاً بالســحائبِ
حناناً بني قحطان أعرقَ موطنٍ = وأرفعَ أصـــلٍ إن ندبْـتُ أقاربـــي
مَن مبلغٍ عنّا ثغورَ تهامةٍ = وهيفاءَ أرباضِ الغِنى والمضاربِ
فديتُكِ أحلامُ الغريب متاهةٌ = وفيها ليالي الجـــوع دون كواكبِ
إذا ما شجونُ الصدرِ باتتْ رتيبةً = فلا ريبَ نصبو في اصطيادِ التعاتبِ
فِـدا يمن التأريخ نبضُ لطائفي = وأقمــارُ تـبـيـانــي ومسكُ مـراتـبـــي
فِــدا يمن الإيمان يُــمْنُ طرافتي = وومضُ يقينٍ من رفيعِ المشــاربِ
متى لزّ فرسانُ الحِــجا مَهراتِهم = أهبتُ بــآمــالي وجــــلَّ مقــانـبـي
وأقبلتُ توّاقــاً إلى لثمِ دوحةٍ = تغنّى بـريّـــاهـــا أمــــانُ المذاهبِ
فهم خيرةُ الألّافِ ، هــذي ديارُهم = متى شِـمْتُ خـــيراً أطربتْ بالمناقبِ
هناك عليٌّ مــعْ معاذٍ وصحبةٌ = بها شعشعَ الإســـلامُ ملءَ الرحائبِ
وأكبرْتُ رَبْعاً من أويسِ بنِ عامرٍ = وكـأسَ الأقاحي من مُرادٍ وصــاحبِ
فذلك خير التابعين محبّةً = كما جاءَت الأخبارُ ، خيرُ مُحاربِ
رقيقُ فؤادٍ صــدقُه في دعائِهِ = به المصطفى وصّى وكلّ مصاحبِ
سقتكِ الغوادي يا منازلُ فازدهتْ = ربوعُ التداني ، واستطابت مراكبي
فرحتُ أباهي الخافقينِ بفرقــدي = ومقصدِ فكــرٍ نحوَ أصلِ الوصلِ ثائبِ
أعانقُ واحاتِ الكرام مُـقـبّــلاً = مغاني معانينا ، طيوبَ الجنائبِ
رياض شلال المحمدي
28-05-2013, 09:13 AM
صَــدقَ الوعـدُ ، فالنـّـدى مِـعـطاءُ = وفـــؤادي مـُـغرّدٌ مِـيـفـاءُ
فارحــميــني تـرفّـقــي يا حــياتي = وانـظــري الصــبَّ أنتِ يا حـســـناءُ
صَـدقَ الوعدُ حافظاً عهدَ عُمْري = حــبّـذا حُــلوتي يــؤوبُ اللــقـــاءُ
لا أغالي ، تسمّـعـي مهجتي .. = غاليتي ، عــنـكِ ضــجّتِ الأحشاءُ
بكِ تأسو جروحُنا والمعاني = بـكِ تالله تــمّـحــي الأهــــواءُ
نرسمُ الحالَ حاملينَ اللآلي = مـــلءَ بالٍ أحـبَّـــهُ الخُــلَصـــاءُ
وعلـيــهِ من اللطــائفِ وشْــمٌ = ليس يُـثـنـيــه عـاذلٌ أو مِـــراءُ
لكِ شِـعري وثورتي وانفعالي = لكِ فــكـري وومضــــةٌ هــيــفاءُ
لكِ ذكـــرى الدموعِ غِـبّ هدوئي = إنّــهــا رفـرفــتْ بـهــا الجــوزاءُ
يا ملاكَ الخلــودِ يا زهــوَ زُهْــرٍ = عــانــقـتْــني ، فانـجـابتِ الأرزاءُ
وأتاني الربيـــعُ يرجــو وصــالاً = والكـــناريُّ رائـــــحٌ غــــدّاءُ
أيُّها الطيرُ هــلْ رقبتَ بدوراً = تـنـثـر الــدرَّ ، كـــلها حِــنّــاءُ ؟
أيّها الدوْحُ هل عشقتَ ربوعاً = هــزّهــا الغيثُ ، فــانحنتْ أجـواءُ ؟
طـيّـباتٌ ، وطـيّـبــونَ ، ومغنى = تـتـســامى فــي لـيـلـــهِ الأضــــواءُ
صَــدَقَ الوعْـدُ ، يا سليلَ الأماني = أكـــؤسُ الـذوقِ حــفّــهــا النُّــدَمـــاءُ
هــذهِ واحـــةُ الكــبار ، جميلٌ = جــيدُهــا ، ثغرُهــا نَـمـاهُ السَّـخاءُ
هـــذهِ واحــتي جُـعلتُ فــداها = يــوم هــامــتْ آمــالُها الخضراءُ
قـبَّـلـتْـنـي بسحرِها إيْ وربّي = قــلتُ مــهــلاً ، فــقـد تـمـيدُ السماءُ !
واحــذريْ من وشايةِ الدَّهرِ إنّي = مرهــفُ الحسّ ، يعـتريني الحــياءُ
واجعلي الرُّوحَ زادَ كلّ الأمالي = فهيَ حِــرزٌ ، يـطـيبُ فـــيها الــثــناءُ
فأشاحتْ ، واستضحكتْ ، ثـمّ قالتْ : = صـدَقَ الوعـدُ شاعـــري المِـعـطاءُ
رياض شلال المحمدي
11-06-2013, 11:50 AM
خُذِ الأناملَ منّي واهجرِ الوترا = فالروحُ - يا دهرُ - تُغني اليوم مَــن عـثرا
تكلّم الناسَ لم تبخلْ محاجرُها = تـحاورُ النورَ والعلـيــــاءَ والحــجـــرا !
خـذِ الأناملَ ليس الوهمُ راحلتي ولم أكــنْ حولَ ظِــلّ الشّكِ مُـعـتـمــرا
بل لم تكن لغةُ الأبطالِ قاصرةً = كي أرتضي النثرَ أو أستعطفَ الدُّررا
فكلُّ مَن لازمَ الماضي على أملٍ = أن يفقهَ البعضُ إرثاً ظـــلّ مُـحـتَـقــرا
فغيرُ لبسٍ خميسُ الحبِّ يغبطهُ = من مُـقـلـتـيـهِ يـنـالُ الخلدَ والوَطـَـــرا
شتانَ أن يسلكَ العِرفانَ ذو أدبٍ = يصــوغُ من قلبهِ آيــاتـِــــه الـغُـــررا
وبينَ أنْ يبتدي الشرقيُّ مغترباً = فينتهي وهوَ يزجي الوهنَ والهَـــذرا
يا حاديَ الركبِ هلّ الفجرُ واتضحتْ = كلُّ المســـــالكِ لم ينسَ الضــحى أثــراً
تذكّرِ العهدَ مـــا جـــادتْ نسائمُهُ = تـروّح الـنـفـسَ والأوتــــارَ والفِـــكَــرا
واحملْ أصيصاً به للذكرياتِ صدىً = وفيه يوماً غرســـتُ الورْدَ مُــدكـــــرا ..
عصْراً لعترتِـنا صانوا مودّتنا = وأغرقــونا بوصْــلٍ جــاءَ مـنــهــمــرا
وعُـج على جنّــةٍ وا فرحتي صدحت = فيها العقيقُ تـنـاجـي مَـن بكـى ســـحـرا
وسلْ مُحجّــبةً في القاعِ مـترفةً = تستقبلُ الليلَ بالأشـــواق ، والقــمـــرا
أم ذا عبيرٌ يحجّ المستهام لـــه = متى تــولىّ ، أذاع الآه مـســـتــتـرا ؟
أمِنْ مُدامةِ تِـحنانٍ مـعـتـقــةٍ = لِـعـلـةٍ يـسـتـقـيــها يـقــتـل الـكــــدرا ؟
أمِنْ لحــونٍ بعَرف الضاد مفعمةٍ = تـعـيدُ مــن ســالفِ الإيـقــاع ما انـدثرا ؟
يا حاديَ الركب كاد النقد يقتلني = مــمّـنْ يــضجّ إذا ألـقـمـتـُــه حــَـجـَـرا
مــمّـن أراهُ بــلا أينٍ بلا جـهـةٍ = يهينُ جانبَه ، أو يـطـعــنُ الشــــعرا
يُشبّه الفِعلَ بالمفعولِ توريةً = يُشوّهُ اللفظَ والأسلوبَ والصّورا
لا غروَ أن يضحكَ الواشي ، قد انفصمت = عُـرى الضــمير ، وكـان الفكرُ مـنحــدرا...
إلى الحضيضِ ، فلا بانتْ مروءتُه = فــي لـهــوه نــال مـن أصنائِه الـقـَتـَرا
والعذرُ ينفع لو كان الفتى لبقــاً = أو كان فيما يقول الناسُ مُـعـتـبــــرا
لكــنّها سُنّةُ الأيّام ، قافيةٌ = تموت غِــلاًّ ، وأخــرى ترتمي حــذرا
نعم ، وأخرى بما أفضت غلائلها = تغازلُ النورَ والـتـأريخَ والـقــدرا
وترتدي الزَّهــرَ أفوافاً مقشّــبة = تــعانـقُ الزُّهـرَ حــتى تـلـثم السَّــحرا
بعُرسـِـها تـتـخـطى كــلَّ نازلــةٍ = فــلا ترى عِــوجــاً فـيـهـا ولا وضـرا
ما زلت أعـزفُ باليُمنى ولا عجبٌ = فـللـخـوارقِ عــاداتٌ غــدت غـُــررا !
وللـحـقــيـقـةِ غنّت أطــربت فرحاً = حِـسانُ شـــوقٍ تـحـيل النـظـم مـزدهـرا
أُعـيـذها بالمنى من كلِّ طــارقةٍ = أو همْسِ جـارحـــةٍ تـسْـتـنزف العُـمُـرا
ســتذكرونَ – يميناً – مـا أقول لكم = هيّا اجمعــوا الأمـرَ ثــمّ استنهضوا البشرا
رياض شلال المحمدي
05-07-2013, 12:49 PM
مـــاذا أقــــولُ وأيُّ العُــذرِ ألتـمِــسُ = وفي الحشا جَمرةٌ يظما بها النفَـسُ ؟
تـنـتـابُـنــي ، تـتـلظىّ كـــلَّ آونــــةٍ = وتحرقُ القلبَ حتى انـتابَـني الهوَسُ
مــاذا أقــولُ أنيـنــي لا حـدودَ لـــهُ = وذكرياتُ الضحى يَغتالُها الغَلسُ ؟
وفــي الحيــاةِ أمــورٌ يومَ تُــدركُـــها = يكون عــمرُك ولىّ واختـفتْ أسُـسُ
فـمَـنْ نـنـادي ومن نهــواه عــذّبَــنا ؟ = وكلُّ مُـصْـغٍ من الأحوال يَـبْـتـئـسُ ؟
ياعَبْرةَ الشوقِ أهلُ الشوقِ قد رحلوا = وأنتِ لا زلتِ ، والأطلالُ ، والقبسُ
وودّعـوا أيكــةَ النُـعمى يُــلاحـقـهـــم = دمــعُ الحنيــنِ الذي للآن يـنـبـجـسُ
يا عبرةَ الشوقِ عودي للحمى فـلـقـــد = فــرّ الذين على قُــرّائِـــهِ درَســـــوا !
لم يســألوا إذ أهــــانَ البعدُ ما قصدوا = عن الضلوعِ التي في ظِلها جــلســوا
مــاذا أقولُ ؟ ملـوكٌ ضاع تاجَـــهــمُ = أم الـقِـرى جهلوا أم إنّـــه الحَدسُ ؟
بل إنّــهم هجروا الإيثار ما علموا = أنّ الزمــان علـى ريّـــاه مــؤتـنـسُ
أنّ الحبيـب أنيـسَ الروح ذو عـتــبٍ = ولست أفقهُ كيف الظـــنُّ يَــخـتـلسُ
يـضـيّـعُ الجهد يوهي الوقتَ مـغـتـربـــاً = والخصْمُ يـــأمـرُهُ والنفـسُ تـقـتـبسُ
ولســت أفـهـم إلا قــولَ مُـنـشــــدِنــا = أنّ الهـنـــاءَ هــناءُ الذاتِ فاحترسوا
فهل لمن يَـــذرُ الإنصــــافَ معــذرةٌ = هل للعهـــودِ بقايــا عـند من يأسوا ؟
إنّــي لأســأل مَن آبـــوا ومَن ذهبوا = أجــلْ .. وغيرُهمُ ممّن همُ بخســوا
على أحبّــتهم واسـتــأثــروا جزعـــــاً = وأوسعوا البالَ ضــرْبا كلما همَـسوا
وكـــان عُــذرَهـــمُ أنّ الدنــا سـَـــفرٌ = والركبُ منّــا بـطـوقِ الهـمّ مُـحـتـبَـسُ
ماذا نــقـول ؟ ومـا تجــدي مـقـالـتـنـا = وبعض أفـهـامِـنا قــد شـفّـها الهوَسُ
أم التواضــعُ مـكـروهٌ بشرعـتـنـا ؟ = لــذاك من صحبــةِ الأخيار نحترسُ ؟
ونحجب الطيبَ عــن جُــلاسـنا عبثاً = قلـنا هو الوصفُ في بأسائه العُرُسُ !
هــذي المقايـيـس طوبى يا ابن جِلدتِـنا = فليت شعري متى الإيــمان يُــلتمسُ
إذا تــنـكــّـر شُـــــعْرورٌ لخاطــــــرِهِ = فـغـيـرُ لَبْسٍ عليـه الشــعرُ يـلـتـبـسُ
فـيـحسب الليلَ والأكــدارَ عــافـــــيةً = يــنـأى مخافة أن يدنو لـــــه قــبـسُ
ويحسبُ القرْبَ بين القوم مَنقصـــــةً = كأنّ خيرَ الورى مَن بالنوى مَرسوا !
ماذا نقول ؟ وحسب العهد يشهد لــي = إذا تولىّ الصَّدى واهـتـزّت الأسـسُ
لا لن أقولَ ، ولن تجدي فصــــاحـتُـنا = حتىّ ولو كنتُ في الإبـداعِ أنـغـمِسُ !
رياض شلال المحمدي
27-07-2013, 10:13 PM
تـضـوّعَ نَرْجـساً ، فنمـا هـوانــا = يُهفهفُ في المرابــعِ أقـحـوانــا
يُناغي رَفرفَ العـــليـاءِ حتى = زهــا معناهُ ، فامتلك الزمــانا
يُناغمُ مُغرمــاً بالضادِ يسمو = ويبعثَ روحَ ســـؤددها بيانا
فـقـلّـدَ باللغى جــيدَ العــلالي = برفعـــةِ شــأنهِ نظمَ الجُمــانا
فلو ظمئت أعاريضَ المقفّى = تروّيــها يراعتُـــه احتضــانا
فــلا شرقٌ ولا غربٌ يداني = أقلّ ضروبه إلاّ تفانى
أما واللهِ ما آلى متاعاً = من الدنــيا ، ولا مالاً مهانا
ولكن شمّرَ الأذيالَ يحدو = لخير الناس حــبّاً وامتنانا
وعافَ مشرّداً في كلّ شِعْبٍ = لباسَ الذلّ ، واتشح الحنانا
وقال : عقيدتي يا نيلُ تبقى = برغم القهر شــأواً لا يدانى
أميرَ الشعر : هل للشعر عَوْدٌ ؟ = طويل العمر هــدّم منتدانا !
نسى الماضي ويلدز والعوالي = تخــبّط في حداثته مُــدانا
تنكّرَ للجميلِ لذاك ولىّ = ولم يفقهْ عواطر مصطفانا
وقرّبَ كلَّ غثٍّ مستريبٍ = لأنّ جــديدَهُ عــدِمَ الهِـجــانا
تعال انظرْ خفافيشَ الأماسي = وكم نفثوا مع البؤسِ الهوانا
إذا سايستُهم قالوا شجاعٌ = وإلا صرتُ ممقوتاً جبانا
فــأيّــةُ آهـــةٍ قل لي تبدّت = وأيُّ مصيبةٍ حصدت لغانا ؟
تعال انظرْ ثراك أبا عليٍّ = وهـــل كان الحمى يوماً حمانا ؟
وماذا بالحمائم نائحاتٌ = على الطــلل المترّبِ حين بانا ؟
وهل أمّلتَ فينا من أريبٍ = وهل علّمتَ شاعرَنا الأمانا ؟
أميرَ الشعر ما جاوزتُ قدري = وقــد أهديتك الدررَ الحِسانا
وقــد أودعتُ أغيدة المعاني = بريقَ سناك ، فالتمعت عَيانا
فــآناً بالهوى تأتيك خجلى = ويخفق حرفها بالشوق آنا
فمن آلاءِ فخرك مبتدانا = وفي نَعماءِ مدحك منتهانا
كنانتك العزيزة صرح عَمْرٍ = تعاظم خطبها ، فبكى ضحانا
فلا النفحـــات ظاهرةٌ عليها = ولا ناطورُهــا شــادَ الأمانا
ترفرف للشقاق بها بنودٌ = وتُحرَق في منازلها رؤانا
رياض شلال المحمدي
04-09-2013, 07:01 PM
قارورتي انكسرتْ فما نفْعُ المُـدامْ؟ = وعبــــاءةُ اللذاتِ مزّقــــها الغمــــامْ
واسـّــاقطتْ قَطراتُ كــلّ حقيـــــقــةٍ = أبــكتْ جبينا زائـفـاً عشـــقَ الفِطـــامْ
من ألــفِ عامٍ والجــــراحُ كــئيبـــــةٌ = يا ويلتـى أيعيـــشُ قلبي ألفَ عــــامْ ؟
سـَـــهري وأسرارُ الفـنـار وغربتــي = يا حبلَ سِـرّيَ كيفَ تُـنْـتَهبُ الذمـامْ ؟
كنــّـا تــداعـبـنـا الزواهــــرُ جــهْـرةً = واليوم تهجــونا الزهـــورُ بلا كــلامْ
قـــد أخبرتـْـني طالــــما عُـصْــفورةٌ = عن كلّ ذي ظُـفـُرٍ يُصــفّـقُ للحَمــامْ !
فــإذا بــهِ بـيـن الزواحــفِ يمتطــــي = من دون جِلبابٍ ، شـنـاشــيـلَ الغرامْ
أو يلفتُ الأنـظــارَ يرْشـــقُ بالمهــــا = شـفـتاه يعزفُ لحنَهـا السُّحْتُ الحرامْ
وعســـاهُ يـبني الشاهـقاتِ بـعُـريــــه = وعسـاهُ يـمـتهـنُ الجحاجحَ والكــرامْ
وأراهُ يهدي ( العنكبوتَ ) محــابســًا = ويُـشــمّــر الأذيالَ عــن حــامٍ وسـامْ
يـا ليلُ : (بارونُ ) المواعـظِ لم يزلْ = يوحـــي الخلافَ يقصّ مِــأذنةَ الوئامْ
يعـنو إلى قصْــــر الخلافةِ مُـتْـخـمــًا = فــكأنّ عُـسرَ الهضـــمِ ألهمَـــه التزامْ
ويـعـيـبُ بالسِّــحرِ الحَــلالِ مُـغــرّبـًا = كي يَـبْـتني (هاروتُ) سورَ الإنفصامْ
فربيــــعُ مَغنايَ الركـــوعُ إلى الطِّلا = ووشاحُ بنتِ الكَرْمِ ( ذاكـرةٌ ، ورامْ)!
حتى إذا انسلخَ الكــفـيـفُ عن الحمى = ونعــتْــه قافـيـــةُ الكِــنانةِ والشّــــآمْ
وهـفــى إليهِ المُرْجــــفونَ وقطـّــعوا = بالحزنِ عافيتــــي وأشــرعةَ السَّلامْ
نَهضَتْ تجاعيـــــدُ الزّمانِ ، وأُقّـتـتْ = زمــرُ الخريفِ وضاقَ بالأجلِ المُقامْ
إذ ذاك تُسعفُ خاطـري قــــــارورةٌ = تحنو عليّ ، رحيقُهــــا مِسْكُ الخِــتامْ
ويميلُ عن لبــــلابنا حَــــرُّ الجَـــوى = هـيـهــاتَ يظــمـأ ذو وفــاءٍ أو يُضامْ
إذ ذاك ألـــثمُ شــذْرةَ الأمـــــلِ الذي = في مِحْبسِ الذكــــرى يُعانقهُ الأنـــامْ
رياض شلال المحمدي
16-10-2013, 07:14 AM
كفى يا نفسُ قد طالَ العِتابُ = وبُغـيـتُـنا يؤاخيها السَرابُ
تـغـيّـر كـلُّ شيءٍ في حياتي = وأنتِ كما أراكِ ، ولا جوابُ
كأنّــي والفؤادُ ، بغـيـرذنبٍ = على طـرَفَـي نـقيضٍ نُـسْـتـتابُ
أمانينا قُـبـيـلَ العـيـد تـتـرى = فلو ولّى ، تـلـقّـفـها الضَّبــــابُ
كأنّي ، والزمانُ بلا وفـــاءٍ = على كبدي لتحتربَ الحِـــرابُ
كفى يا نفسُ فالماضي عصيٌّ = وحاضرُنا تُـتـعـتعــهُ الذئـــابُ
تلاحـقُــنـا النوائبُ حالكاتٍ = وتـشكو من تـداعـيـنـا الهِضــابُ
نراوحُ في مجاهيلِ التمنّي = حيارى ليس يُدركنا الصَّوابُ
ونغفو حولَ أطياف المآسي = وقِـدْمـًا قـلّـد الحَجْلَ الغــرابُ
فما الإيـثـار قـلّدنـاِ وشاحــًا = ولا صَببُ الدموع لـه ثــــــــوابُ
كفى يا نفسُ فالمعنى تعرّى = وقلبي إن فـقهـتِ بـه الثوابُ
لأنَّ شغافه عند التجلي = فـضاءٌ منه تأتـلِـقُ الشهـــــابُ
يزفُّ إلى حماكِ سنا ضياءٍ = أنـيـقـــًا لا يـطـاولــه حِجــابُ
وأنتِ بغيره ِمحضُ اغترارٍ = ووهـمٌ من مثالـبه الخـــرابُ
رجوتكِ فارحلي عنّي بعيدًا = دعيني قبل أن يفنى الشبـــابُ
وإلّا فاطمئـنّي لا ترائي = حديـثـــك كـلّه سُـمٌّ وصــابُ
وإلا أين قافـيـتـي وحـبّـي؟ = وأين ثـقـافـتـي أيــن الكتـابُ ؟
كفى يا نفسُ أدّبني ودادي = بأهلِ الذوقِ يعرفني الصِّحابُ
أعالجُ من عواطرهـم سَقامي = فيُطربني مع الدَّلـهِ الشـرابُ
يقول مُحدّثي ، وهو المعافى = لثمتُ هواهـمُ فــنما اللبابُ
رأيت النورَ متصلَ الأيادي = إلى المختارِ يحدوه انتسـابُ
رأيت جمالهم في كلِّ عينٍ = وعينُ القلب في الجُلىّ طِــلابُ
وهم صدرُ المحافلِ ، لا أبالي = إذا ما غافص البعضَ اضطــرابُ
ضحى الآمال نبراس الليالي = بهم تزكــــو الينابيــعُ العــــذابُ
كفى يا نفسُ وارتقبي نهوضي = إذا ما اشتقتُ والأحباب آبـــوا
كفى يا نفسُ وادّكري بياني = ولا تـنسَين ما فعلَ المُصــابُ
إذا لم تحسني الغايات دهرًا = وما وافاك يا أنتِ المَتابُ
فــإنّـك طالقٌ مـنّـي ثلاثـًا = ومــا بعــد الثلاث لنا إيــابُ !
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 10:34 AM
أيّها المشتاق حان الموعدُ = ودنا الوصل ، وترياق الحبيبْ
بندى علياه غنّى السؤددُ = وجمالٌ مع جلالٍ لا يغيبْ
فانتهضْ بالفكر ذكرًا وحضورْ = والتمسْ منه بدايات الغرامْ
فهو نورٍ ، وشفاءٌ للصدورْ وهو للعشّاق يا روحي مرامْ
وارتبطْ بالقلب لا تنس الغفورْ = واترك القيلَ وأصداء الكلامْ
للهدى موصولة منه اليدُ = يا حياتي إنّه الخِلُّ الطبيبْ
أين حبّي ، أين شِعري المفردُ ؟ = أين مَن يزجي عبارات النسيبْ ؟
يا حبيبي يا أمان الخائفينْ = يا جميل القدّ يا باب الرشادْ
أدرك المضنى بعطر الصادقينْ = واجتذبني حيثما بانت سعادْ
أنت معنايَ ومعنى الناسكينْ = كيف أرتاح وقد طال البعادْ ؟
خافقي دومًا بحبّي مجهدُ = يبتغي اللقيا وكاسات النخيبْ
وشعوري يا حبيبي أسعدُ = ورجائي بهواكم لا يخيبْ
في غدٍ رضوان يبدي التهنئاتْ = رانياتٌ أعيني نور الأمين
وهناك الحور عِينٌ باسماتْ = في جنانٍ عطرها الزاكي مُبينْ
يا خليلي فاستمعْ شدو الحُداة = وغناء من شفاه الطيبين
حينما يسري المحبّ المنشدُ = ساقيًا أحبابه مِسْكًا وطيبْ
يتناهى في رؤاه الفرقدُ = وتطيب الروح في رؤيا الرقيبْ
لستُ أنسى والهوى واه المنالْ = ذكريات ساقها طول السهرْ
يا علاجي يا نسيمات الشمال = أين مَن يُأوي سقيمًا قد عثرْ
فكأنّي دونما عزمٍ وحال = أتأسّى مستغيثًا بالقمرْ
فاذكرنّي ريثما يدنو الغدُ = وجراحي تنتفي صوب المغيبْ
حيث يصفو للسويدا الموردُ = ومداد النور من ذاتي قريبْ
كيف أسلو يا خزين المفرداتْ = أنّني عنك بعيدٌ وجهولْ
واقتداري صنعتي دون حياة = فإذا ومضي تولاه الأفول
ما الصِّبا إلا أنين وشتات = وقريضي منه يستجدي الفصول
يا خيالي قد شجاني المشهدُ = وتباكى حول أطلالي المشيبْ
فاسأل الذكرى فبابي موصدُ = عن زمان الشعر ماضينا القشيبْ
سوف أعدو قاصدًا أرض المعاد = وأنادي القدس مهد الأنبياء
يا حمى المجد أما لاح الجهاد = ومتى يهفو إليك الشهداء ؟
أيّها المسجد يا سؤل الفؤاد = ها أتينا وكبار الأولياء
ولنا بالنصر عودٌ أحمدُ = ولنا بالبِشْر حبُّ وحبيبْ
إيه يا قدس تفانى الغرقدُ = وتنادى الناس في تلّ أبيبْ !
وكتبنا فوق ليمون الهضابْ = بحنين القلب والودّ الجميلْ
ذا بيان الروح بل خير خطابْ = لشباب المجد والعزّ الأصيلْ
فاركبي يا خيلُ قد جاء الصحابْ = والفد=ئيّ مضى يشفي الغليلْ
يا حبيب القلب حان الموعدُ = وصلاة الشكر ، بل وعد الحبيبْ
هي بشرى وسيوفٌ تغمدُ = بعد أن حزّت نفاق المستريبْ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 10:40 AM
لمنْ شَجوُ القريضِ لمن غنائي ؟ = مـــتــــى ألـــقــــاكَ يـــــــا أدبَ الـــوفــــاءِ ؟
وأقــســـمُ مــــــا جــنــيــتُ مــــــن الـلـيــالــي = ســـوى الـحـسـراتِ أو وجـــعِ الـجـفـاءِ
أثــــمّـــــة بـــــــــارقٌ يُـــنـــجـــي فــــــــــؤادي ؟ = يُنـجّـيـنـي مــــن الـمـاضــي ودائــــي ؟
أخــــلاّئــــي : ســنــصــبــحُ ذاتَ يــــــــوم = من الماضي ، فمن لي بالدواءِ ؟
وكــيــفَ سـيُـمـسـك الـخــطــراتِ بـــــالٌ = ولـــم يـعــرفْ سـوانــا فـــي الــحُــداءِ ؟
فــــكـــــم غـــــنّـــــى وأغـــــنـــــى ســـابـــغــــاتٍ = يـــــذكّـــــرنــــــي كـــــتـــــابــــــات الـــــمــــــســــــاءِ
يَراعـي فـي الأنامـلِ كيـف يمـضـي = وقــــــــــد وافــــــــــت تـــبـــاريــــحُ الـــشـــتــــاءِ؟
وقـــــــد ولـــــــىّ الــخــريـــفُ بـــكــــلّ ذوقٍ = ونُــعــمـــى أذهـــبــــت عـــتــــبَ الــعـــنـــاءِ
لـمـن شـجـوُ الـقـريـض لـمــن وفـائــي = أمــــن عَــــوْد إلـــــى زمـــــن الــرجـــاءِ ؟
وأخــــــــــــــــلاقٍ تـــــنــــــاغــــــمُ بـــالـــحـــكــــايــــا = مـــــن الـــوجـــدان يـسـكـبـهــا صــفــائــي
يـــنـــاديــــنــــي فــــأقـــــفـــــلُ دون وعــــــــــــــيٍ = أردّد آيـــــــــبـــــــــاً لـــــــــحــــــــــنَ الــــتـــــنـــــائـــــ ي
أكــفــكـــفُ أدمـــــــعَ الــشــطـــآن حــــتــــى = لأدفــــــــــــعُ يــــــــــــا خــــيــــالـــــي بــــالــــبـــــلاءِ
يــنــاديــنــي فــيُــصــغــى كــــــــلُّ صــــــــبٍّ = لــــــــــه الـــعَـــبَــــراتُ تـــــتـــــرى كـــالــــغــــذاءِ
فــــيـــــا أخـــــــــلاقُ ذاتـــــــــي لا تـــــنـــــادي = لــــقــــد أفــــلـــــت بـــــــــدورُ الاصـــطـــفـــاءِ
ورحـــنـــا نــحــمــل الـنـفــحــاتِ ذكـــــــرى = وحـــزنـــا لـــيـــس يــنــفــع فــــــي الـــعــــزاءِ
وفــائـــي لــوعــتــي ونــحــيــبُ روحــــــي = يـعـانـقُ مَــــن يــــرى مــــن أصـدقـائــي
لأنّـــــــــــي جـــــاعــــــلٌ فـــــــــــي كــــــــــــلّ وادٍ = عـــــــلامــــــــاتٍ تـــــعـــــانـــــقُ بـــالــــســــمــــاءِ
عـــلامــــاتٍ مـــــــن الـــــــدرّ الـمــصــفــىّ = تــــبــــاركــــهـــــا عـــــــــيـــــــــونُ الأولـــــــــيـــــــــا ءِ
وإنّــــــــي جــــاعــــلٌ فــــــــي كــــــــلّ رســــــــمٍ = بـــقـــايــــا مـــــــــــن سُـــــــــــلاف الأتـــقــــيــــاءِ
يــــــروّي الـسـائــريــن إلـــــــى الــعــلالـــي = لـــــــذا عــبـــقـــت بــــنــــا شــــيــــمُ الــــعــــلاءِ
عــلــى طــلـــلِ الـكــبــار بـثــثــت نـفــحــاً = مـــــن الأبــيـــات تـنــبــأ عـــــن ســنــائــي
أنـــــا الـمـيـفــاءُ يـــــا أحـــلـــى الـمـعــانــي = ولـــــســـــتُ بـــنـــاكــــرٍ خـــــلــــــقَ الـــثــــنــــاءِ
فـــهـــيّـــا غــــــــــرّدوا فــالــعـــمـــرُ يـــــجـــــري = ثـــــــــــوانٍ تــنـــقـــضـــي قــــــبــــــل الــــفــــنــــاءِ
وحـــــتــــــى نــلـــتـــقـــي بـــالــــقــــوم يــــــومــــــاً = وحـــــــــتــــــــــى نــــلـــــتـــــقـــــي بـــــالأنـــــبـــــيـــ ــاءِ
وقــــــومــــــوا ردّدوا بــــــعــــــد ارتــــحــــالــــي = لـمـن شـجـو القـريـض لـمـن غـنـائـي
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 10:44 AM
لا تذرفي الدمعَ يا فلّوجةَ الأنُفِ = فزادك الصبرُ – مُـــــذ كنّا – مع اللهَفِ
متى المنايا حيالُ الدار شاخصةٌ = أو أورقت قرب بَوْحي أذرعُ السُّجُفِ
نصيّرُ الأفقَ أسيافًا بها شرقت = أوهامَ كلّ دعيٍّ باح بالصَّلفِ
لا تذرفي الدمعَ فالآمالُ تندبُنا = والراحلون الألى اشتاقوا إلى السَّعفِ
نادتكِ أفئدة الأجناد ، منسكبٌ = منها الفِدا ، فاستنارت جنّة السَّلفِ
تحنو على مهجٍ ما انفكّ يحرسها = نورُ الحبيب ، تناجي صادق الهدفِ
تقول للشهدا هذي منازلكم = ريحانها الباء ، والنَّعماء في الألفِ
تقول للشهدا طوبى لكم ، ولنا = من عطر فيض الدِّما شوقٌ إلى الغرَفِ
فارحلْ شهيدًا ( أبا عمار )، تعرفكم = معارك النصر ، نتلوها على الصُّحفِ
كنتَ الشجاع ( بفوج الله ) ، تغبطكم = منابر الزهو ، والإيقان والشرفِ
وارحلْ سعيدًا أبا عمّار ، أروقتي = تبقى تردّد ذكراكم مدى الشغفِ
إن كنتُ أنشر آهَ القلبِ أخيلةً = كانون أرّخها في ذمّة الطُّرَفِ
فكم لكانون جرحٌ خالدٌ فمُهُ = يوم الشهيد عناوينٌ من الصَّدَفِ
عليك منّا سلام الودّ نبعثه = عبر الأثير ، إلى مأوىً بلا طَرَفِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 10:49 AM
يــــا آهــــةً لـبـسَــتْ لــظــاكِ مـشــاعــري = وتـــــزيّـــــنــــــتْ لـــلـــنـــاظـــريــــنَ غَــــــــرامـــــــــا
مـــن ألـــفِ بــيــتٍ والـحـبـيـبُ مـعـاتــبٌ = فـمـتــى سـيـفـقـهُ عُــمْــريَ الأحــلامــا ؟
فـخـذي بقـايـا النـعْـشِ كــأسَ رفـاهــةٍ = وعـــســـى تـنـالــيــنَ الـــوصـــالَ ســـلامــــا
يا مَن فتنـتِ الساهريـنَ علـى الطِّـلا = مــــــا ذقــــــتُ قـــبـــلَ إيـــابـــكِ الإلــهــامـــا
قـــولـــي ولــــــو حـــرْفًـــا يـــجـــبُّ مـتـاهــتــي = إنّـــــــــي مـــلـــلــــتُ الـــشِّـــعــــرَ والآلامــــــــــا
كوني على صدرِ الجمال مفاعلنْ ! = وعــلـــى الــســخــاء زواهــــــرًا وغــمــامــا
مـتـفـاعــلــنْ تــبــقـــى رهــيــنـــة مــدمـــعـــي = والـــعـــاذلـــونَ اسّـــاقـــطـــوا أوهـــــامـــــا !
هل كنتِ ترضيـن المكـوث قصائـدًا = مـــــــعَ حـــيــــرةٍ تـسـتــعــبــدُ الأفــهـــامـــا ؟
أم أنـــــــتِ تـسـتـرقــيــن ثـــغــــرَ مــــروءتــــي = لـتـصـفّــفــي من نـــزوتــــي الأعـــــوامـــــا !؟
أوّاه ســـــــيّـــــــدةَ الـــــمـــــكـــــانِ تـــــرفّـــــقـــــي = إنّ الـــزمـــانَ عــــــن الأديــــــبِ تــعــامــى
قـد أحـدثَ المجنـونُ شـرخًـا فــي الحَـيـا = فــاسّـــاءلَ الـجــنّــانُ كـــيـــف تــنــامــى ؟
وتلعثمـت سُبُـلُ الريـاض فأحجمـتْ = عـــــن كـــــلِّ مـبــتــذلٍ نــعـــى الأرحــامـــا
يـسـتـهـجــنُ الأمــــــلَ الـتــلــيــدَ مــغــفّـــلاً = بـــــل لامـــنـــي بـــطـــرًا ، فـــكـــان لِـــزامـــا
أن أبــعــثَ الـخـطــراتِ ســيـــلاً طـامــيًــا = وأطـــــوفُ فـــــردوسَ الـــعـــروجِ هــيــامــا
يــا مـعــدنَ الـبَــوحِ الـــذي لا ينـقـضـي = مــهـــلاً ، فـقـلـبــكَ حــطّـــم الأصـنــامــا
واثــبـــتْ مــكــانــكَ بــالــوفــاء مــشــرّقًــا = لا تـجـعـلِ الـسِّـحـرَ الـحــلال حــرامــا !
واكتبْ على ورَقِ اللُّجينِ قصائدي = لــتــزيــحَ عــــــن ألـــــــقِ الـنــشــيــد لِــثــامـــا
يـــــا لـيـتــنــي أمـــضـــي جــــــوار حـبـائــبــي = أســتـــنـــطـــق الــــعَــــبــــراتِ والأقــــــلامــــــا
لـــتـــعـــود أنــــفـــــاسُ الـــحـــيــــاةِ قــشــيـــبـــةً = وَتَـــــــــرًا ، ولَـــحْـــنًـــا فـــاتـــنًـــا ، ومَـــقـــامـــا
وتــســيــر قــافــلــةُ الـــــــودادِ ، هـتــافــهــا = فـــــــي الـخـافـقــيــن ، يُــنـــاغـــم الأنــغـــامـــا
يتحضّـنُ النفحـاتِ ، لا يسـلـو فـمًـا = بـــــــــــل لا يـــــقــــــولُ لــــــذاتــــــه حــــتّــــامــــا
بـــل يـنـشــرُ الـومـضــاتِ إرثًــــا خــالــدًا = ويــــبــــث حــــــــول عِــــراقِــــه الأنــســـامـــا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 10:52 AM
يـــــا كـعــبــةَ اللهِ : هـــــذي كـعــبــةُ الـشــهــدا = فـــلّـــوجـــةٌ مـــــــــن ســـمـــاهـــا فـــجـــرُنـــا ولــــــــــدا
فـــــــجـــــــرٌ بـــــــهــــــــيٌّ حـــقــــيــــقــــيٌّ بـــنـــهـــضـــتـــهِ = أغـنــى مـغـانـي الـفِــدا ، يسـتـنـهـضُ الـبـلــدا
بـــــه تــنــاهــى ، تــبــاهــى الـــكـــونُ مـبـتـهـجًــا = مــعــانــقًــا دمــــعُـــــه ســـــــــوحَ الــــعـــــلا غـــــــــردا
يــــــــا كــعـــبـــةَ اللهِ مــــنّــــي بـــالـــجـــلالِ عــــلـــــى = مــــديــــنـــــةٍ ذوقُــــــهـــــــا مـــــــــــــا زال مــــنــــفـــــردا
يــــرنـــــو إلــــيـــــكِ إلـــــــــى حـــــــــادي ركــائــبــهـــا = مــحــمّـــدٍ ، كـــــــي يـــبــــثّ الــــنــــورَ والــــمــــددا
بــــــــه تــــــــؤوبُ عــــهـــــودُ الأمـــــــــسِ زاهــــيـــــةً = فـلا مكـانٌ – أخــا التـقـوى – لـمـن رقــدا
وإنّــــــــه حــــاضــــرٌ فــــــــي قــــلـــــبِ مـلــحــمــتــي = فــــكــــان مــــنــــه لـــــــــواءُ الـــنـــصـــرِ مــنــعــقـــدا
يـــــا كـعــبــةَ اللهِ هــــــل تـــدريـــن مــــــا فــعــلــوا = فــــــي شـــهـــر مـــولـــدِه أبـطـالــنــا الــسُّــعـــدا ؟
بـاســم الـجـهـاد ، وحـــبّ اللهِ ، مـــا بـرحــوا = يـــغـــازلــــون الــمـــنـــايـــا ، والـــــزمــــــانُ شـــــــــــدا
فالله أقــــــوى ، وإن جَــــــنَّ الــجــنـــون بـــهــــم = وإن تـــــمـــــادى الــثـــعـــالـــي عُـــــــــــدّةً عـــــــــــددا
وما رمَوْا – إذ رمَوا – حول العِدا حممًا = بـــــل الـنـصـيــرُ الـــــذي يـبــقــى لــهـــم ســـنـــدا
يـــــــا كــعــبـــة الــشــهـــدا هـــــــذي خــواطــرنـــا = الله وفّــــــــــى لـــــمــــــن فـــــــــــي نـــــصــــــره وعـــــــــــدا
كـــيـــمــــا نـــــظـــــلّ مـــــنـــــارًا لـــــلـــــورى أبــــــــــدًا = كــيــمـــا تــــقــــرّ وتــــحــــدو أعــــيــــنُ الــشـــهـــدا
طــــوبـــــى لــــكـــــلّ وفــــــــــيٍّ ســــــــــار مــلــتــحــقًــا = بـالــســابــقــيــنَ ، ومـــــــــــن كـــاســـاتـــهـــم وَرَدا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 10:56 AM
تطـوفُ عيـنـاكِ فــي بـالـي فتـوحـي لــي = رُحـمــاكِ يـــا مُنـتـهـى حُــبّــي ومـأمـولــي
مــــا زلــــتِ لاهــيــةً عــنّــي ، وتـعْـذُلـنــي = يــــا حُـلـوتــي ، دون تِـبـيــانٍ مَـواويــلــي
مـيـاســمُ الـبَـيْــن لـــــو تــدريـــنَ نـاطــقــةٌ = تُـريــدُ فـــي زَحْـمــةِ الأشــــواكِ تضْـلـيـلـي
لِــــذا حـمــلــتُ إلــيـــكِ الـشــعــرَ أعــذبَـــهُ = ومـــــلءُ مـعــنــاه إجـمــالــي وتـفـصـيـلـي
فـهــل عـسـيـتِ بـــأنْ تُـغـنـي شــــواردَه ؟ = بخـاطـرٍ مــن حِـســانِ الـوصــل مـأهــولِ
أو فـاسـقـنـي الـعـمــرَ كــاســاتٍ مُـعـتّـقـةً = إن كـان مـن بَــرَدى أو شـاطـيء النـيـلِ
فمـا رضيـتُ مـدى عيشـي ســوى خَـفَـرٍ = يـنْـدى بلُـطـفٍ مــن الأعـمــاقِ مـعـسـولِ
ومـــا بـعـثـتُ مــــع الأضــعــانِ سَـوْسَـنــةً = إلا وعــــطـــــرُك فـــيـــهــــا زادُ تــقــبــيــلــي
ولـــو شـقـقـتِ فــــؤادي لــــم تــــرَيْ أبــــداً = ســـوى حـنـيـنِ عـمـيــدِ الـقـلــبِ مَـتْـبــولِ
إلا أريـــــــجَ مــنــاجـــاةٍ شُــغــفْـــتُ بـــهــــا = فــيـــهـــا بــــهــــاؤكِ تــفْــســيــرٌ بــتـــأويـــلِ
تـطـوف عيـنـاكِ فــي بـالـي عـلـى دَعَـــةٍ = إنّ الــجــمـــالَ شـــعــــورٌ دون تـجْــمــيــلِ
إنّ الـمـبــاهــجَ مَـــرْســـى كــــــلّ مـفـتــقــرٍ = أحـــيـــا مُــحــيّــاه إيـــحــــاءُ الـشـنـاشــيــلِ
وبسمـةٌ ، ومـضـةٌ ، مــن حُـسْـنِ تـالـده = يــــجـــــولُ بــيــنــهــمــا دون الأقـــــاويـــــلِ
وأنــــــــتِ قــصّـــتُـــهُ مــــغــــزى روايــــتِـــــه = ومــطــلــعُ الـــبـــدرِ يُــعــنـــى بـالـقـنــاديــلِ
مــن قــال غـالــى تـجـنّـى فـــي مـروءتِــه = لــن يـعـرفَ الـحــقَّ مِـذيــاعُ الأبـاطـيـلِ !
أو قــال يلـهـو .. فحسْـبـي أنّـنـي رجـــلٌ = أحــبْــبـــتُ عـيــنــيــكِ حُـــبّــــا بـالـتــراتــيــلِ
أحببتُ حبّ الهوى عن ذكر مَن عدموا = سِــــرّ الــــوداد فـخـانــوا شــجْــوَ تبْـتـيـلـي
مانـوا فخـاضـوا بـأوصـافِ الـنـدى عبـثـا = والــيــوم عــاثـــوا فــســـاداً بالـمـحـاصـيـلِ
رامـــوا الـحـيـاة مـبـاهـاةٍ .. فـلــو رحـلــوا = لـبــعــثــروا يـــــــوم تــرحــالـــي أكـالــيــلــي
لأيـقـنـوا أنّ عـــذل الـصــبِّ مـــن حــســدٍ = خـطـيــئــةٌ وزرُهــــــا مــــــن وزرِ قــابــيــلِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:01 AM
بــاح الـرصـاصُ ، سكـوتًـا أيّـهــا الـقـلـمُ = فـلـيــس يُــجــدي يــــراعٌ حــيــن نـقـتـحــمُ
وكـيــف يجـتـمـع الـضــدّان فــــي مُــهَــجٍ = مـن همسِهـا شابـت الولـدان والـدّيـمُ !؟
بــاح الـرصـاصُ ، فطـوبـى يــا حـرائـرَنـا = ستـنـجـلـي الـغــمــمُ الــســـوداءُ والـظــلــمُ
فـــي ثـــورةٍ الـشـعـب لـمّــا آن مـوعـدهـا = تـرجـو الـخـلاصَ ، لتحـيـا إثـرهـا الأمـــمُ
فـــي ثـــورةٍ حـفّـهــا الـمـخـتـارُ ، نــاجــزةٌ = منـه الوعـود ، لـمـن فــي حـبّـه التئـمـوا
الآن قــــــد فــتّــحـــت لـلــنــصــر أفـــئــــدةٌ = ملء السماء ، وجاد الغيث ، فاغتنموا
وأطــربـــت لـــصـــدى الـتـكـبـيــر أربُــعُــنــا = هــامــت مـنـائـرهـا ، والــحــقّ ، والـعـلــمُ
بــاح الـرصــاصُ ولـــن تـهــدا حنـاجـرُنـا = لبّـيـك بـغــداد هـــا هـــم ولـــدك التـحـمـوا
لبّـيـكـمُ شــهــداء الأمــــس ، لا سـلـمــت = مـنّــا الـحـنـايـا ، إذا لــــم نـلـتـحـقْ بــكــمُ
فالله يُــمــهــل مـــــــا شـــــــاءت إرادتـــــــه = فــــإن طــغــى مَــــن طــغــى فاللهُ يـنـتـقـمُ
بـاح الرصـاصُ ، فقومـي زغـردي فرحًـا = بـنـتَ الحمـولـةِ ، كيـمـا تـنـهـضَ الـقـيـمُ
أحفاد فارس عـادوا ، ويـح مَـن جهلـوا = أنّ الــــعـــــراق بـــحـــبـــل الله مــعــتــصـــمُ
خانـوا المـروءات ، فـاسـودّت وجوهـهـمُ = لإنّـهــم مـــن هـــوى شيطـانـهـم فـطـمــوا
مـجـدًا لـمـن بيّـضـوا وجــهَ الـزمـان فِــدًا = وســطّـــروا أروع الآيـــــات ، وابـتـسـمــوا
مـرحــى لــمــن حـمـلــوا تــأريــخ أمّـتـهــم = أمـانــةً فـــي ســويــدا قـلـبـهـم ، سـلـمــوا
بــــاح الــرصــاص فـهــيّــا يـــــا ركـائـبـنــا = نـصـوغ مــا عـجــزت عـــن نـيـلـه الـكـلـمُ
نـشـدو نعـانـق ألـحـان الخـلـود ، عـلــى = وقــــع الأزيــــز ، مَـهـيــبٌ ذلــــك الـنـغــمُ
أولاء أهـل الوغـى ، خيـر الرجـال ومَـن = أغنَـوْا عيـون المعالـي ، فانتخـت هـمـمُ
أنــــا الــعــراق عــريــقٌ عــــزمُ سـاريــتــي = أنــا الــذي فــي حـمـايَ المِـسـك يُخـتـتـمُ
فافقهْ دروب صفائي يـا ابـن حاضرتـي = غــدًا – وغـيـر بعـيـدٍ – تـزدهــي الـديــمُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:14 AM
غـيــثُ الـربـيـع ، نـضــارةُ الأزهـــارِ = ووميضُ فجر الروح في الأسحـارِ
والسـابـغـات عـلــى يـديـهـا أيـنـعـت = فـكـأنّــهــا وحــــــيٌ مــــــن الأقـــمـــار
والـداجـيـات بـهــا أضـــاء دعـاؤهــا = لـــم تـدّخــرْ غـيــر الـتـقــى لـلـبــاري
والأمـنـيـات تـراقـصـت فـــي قـربـهــا = آلاؤهـــــا نِــعَـــمٌ ، كـطــيــب بـــهـــارِ
رقــــت فـــــرقّ ولـيــدُهــا فـتـرقـرقــت = مــــن مـقـلـتـيـه رقــائـــق الأســفـــارِ
إيــهٍ مــلاكَ الـنـور يــا أمـــل الـدنــا = يـــا حِــضــنَ آرابٍ ونــفــح عــــراري
يــا جـنّـة بـاسـم العـواطـف تـزدهـي = قدماكِ منها السقـف لسـت أمـاري
يـا طيـب مرآهـا بـه الأنـس ابتـدى = والــحــبُّ مـنـسـجـمٌ مــــع الأنــظـــارِ
وحـفـيـف والــهــةٍ عــــلا قسـمـاتـهـا = وحـديــث شـــوقٍ زاخــــرٍ الأوطــــارِ
يــا ذا الـزمـان إذ استثـيـر بدمعـهـا = وقـــت الحـنـيـن شــجــاه بـالـتـذكـارِ
يــا ذا الـزمــان وقـــد تـــأوّه حـامــلاً = آثـــــار مـنـتـحــبٍ عــلـــى الإيـــثـــارِ
فـالـدار يمـلأوهـا الحـبـور بـهـاؤهـا = يـــطــــأ الــثــريّـــا رأفـــــــة بــالـــجـــارِ
وسـهـرت حـتـى أطـربـتـك جفـونـهـا = إذ أغمضـت تلـهـو بطـيـف ســاري
ما السرّ في فيض الحليب سقيته = فـــــازدان وجـــــه الأرض بــالأبـــرارِ
هـي هكـذا الأمّ الحنـون ولـن تفـي = درر الـبــيــان وأجـــمـــل الأشـــعـــارِ
طـوبــاك يـــا أمٌّ ســخــت نفـحـاتـهـا = والـبــشــر مـنــهــا زيــنـــة الأفــكـــار
بـــل أنـــت سـيّــدة الـرجــال تـكـرّمًــا = والــعــطــف آيــتــهــا بــــــلا إنـــكـــارِ
يا صاح أمّـك ثـمّ أمّـك ثـمّ أمّـك – = ذا حــــديـــــث الــــبـــــرّ لــلــمــخــتــارِ
واذكـــرْ أبــــاك بـعـيـدهـا أدبًــــا لــــه = ومـبـالـغًــا فـــــي حــبّـــك الـمِـعـطــارِ
فمنـابـع المـعـروف عـنـد حمـاهـمـا = وروائـــــــع الإحـــســــان والأنـــــــوارِ
لهمـا جنـاح الـذلّ فاخفـض رحـمـة = مـسـتـأنــسًــا بــلــطــائــف الــغـــفّـــارِ
يــــا ربــنــا فارحـمـهـمـا أبــــدًا كــمــا = قـــد ربّـيـانـي ، فـازدهــت أوطــــاري
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:21 AM
الــنــفـــسُ تــــسْــــألُ ، والأطــــيــــافُ ، والأرَقُ = والــلــيــلُ يــعْــجــبُ كـــيــــفَ الــصُّــبـــحُ يـنْــبــثــقُ
كــــيـــــفَ اســتــقــامـــتْ بـــــــــهِ الأزهـــــــــارُ فـــاتـــنـــةً = وفــــــــــــــــي سَـــمـــاحـــتِـــهــــا يَــــسْــــتــــعـــــذب ُ الأفُـــــــــــــــــقُ
والـنــائــمــونَ ، قُــصــاصـــاتُ الــمــنـــى ، عــبــثـــاً = قــــد بـعـثـروهـا ، لــكـــي لا يُــحـــرَق الـــــورَقُ !
أفـــــكـــــارُهـــــم دونـــــــمــــــــا جـــــــــــــــدوى نـــــحـــــاورُهـــــا = لا تـــعـــرفُ الــطــيــشَ لـــكـــن خــانــهــا الـــنَّـــزَقُ
تــــــــوثّـــــــــقُ الـــــنــــــصْــــــحَ إكــــــــرامًـــــــــا مـــبـــاهــــجُــــنــــ ا = لتبعـثَ الــروحَ ، قــلْ لــي : أيــن مَــن يـثـقُ؟
أقـــــــولُ لـلــقــلــبِ – والأجـــيــــالُ تـغــبــطــهُ – = يــــــــا عــــاشــــقَ الــــــــورْدِ : مَــــهْــــلاً إنّــــــــه الألــــــــقُ
فــــاســــمــــعْ أحـــاديـــثَـــنـــا لا غــــــــــــابَ مــنــطـــقُـــهـــا = مــــــــن طــــــــارفٍ ، أو تـــلـــيـــدٍ فــــيـــــك يـــتـــسِـــقُ
وانــــــــسَ الــحـــيـــاةَ ، تــجـــاهـــلْ كــــــــلَّ جــــارحــــةٍ = فــيــهـــا الــســـقـــامُ ، وحــــتــــىّ يــــغــــربَ الــقـــلـــقُ
فـــقــــد غــــــــدوتَ مُــحـــبًّـــا فــــــــي مــســـالـــكِ مَــــــــنْ = طابَ الأصيـلُ بهـم ، والفجـرُ ، والغسـقُ
بـــهـــم - لــعَــمْــري - تـلاقـيــنــا بـــــــلا حَـــــــرَبٍ = وأنـــــــــــــتَ مُــسْــتـــسْـــلـــمٌ ، والــــــنـــــــورُ مــــؤتـــــلـــــقُ
وصـافَـحَــتْــهــم جــــنـــــودُ الأنـــــــــسِ ، حـــامـــلـــةً = سِـــــــــــرًّا تـــخــــفّــــى ، بــــجُــــنــــدِ الــــغــــيــــبِ يــــخــــتــــرقُ
سِـــــــــــرًّا لــــــــــــهُ مــــــــــــن فــــــتــــــوحِ الأمــــــــــــرِ بــــــارقــــــةٌ = روحـــــيّــــــةٌ ، ولــــــــــــهُ مــــــــــــن شـــمـــسِـــهـــم طــــــــــــرُقُ
إيــــــــــــــــهٍ فــــــــــــــــؤادي : ولــــــــلإشـــــــــراق ِ قـــــافــــــيــــــةٌ = هـــنـــاكَ .. حـــيــــثُ أمـــانــــي الــشِّــعـــر تــفــتـــرقُ
هــــــــــنــــــــــاك .. إذ لا أويــــــــــقــــــــــا تٌ تـــــنـــــازعُـــــنـــ ــا = ولا فــــــــــــــــراقٌ ، ولا وهـــــــــــــــــنٌ ، ولا رَهَـــــــــــــــــقُ
هــنــاك أســجـــدُ ، أشـــــدو بـالـقـصـائـدِ كـــــي = نـــعـــيـــدُ ذكـــــــــرى بـــــكـــــى أحــبــابَـــهـــا الـــشَّـــفــــقُ
الـــنـــفــــسُ تـــــســـــألُ ، والـــــفـــــردوسُ ســـــافـــــرةٌ = والـــعـــاشـــقـــون لــــــهــــــم شُــــــغْـــــــلٌ بــــــمـــــــا رُزقـــــــــــــوا
وكـــــــــــلُّ خِـــــــــــلٍّ لـــــــــــهُ فــــــــــــي الــــخــــلــــد مَــــكــــرُمــــةٌ = وكـــــــــــــــلُّ خِـــــــــــــــلٍّ إلـــــــــــــــى الأفـــــــيــــــــاءِ يــــنــــطــــلــــقُ
حـــــــتــــــــىّ إذا جـــــــاءنــــــــا رضــــــــــــــــوانُ يــــســــألــــنــــا = عــــــــن ذكــــريــــاتٍ لــــهــــا مــــــــن بَــوْحـــنـــا خُــــلــــقُ
عــــــــن الــــعـــــراق ، ومـــــــــا أفــــضـــــتْ مــــروءتُـــــه = عــــــن الـــفــــراتِ ، ومَـــــــن فـــــــي حـــبّــــه غـــرقــــوا
عــــــــــن الــحـــبـــائـــبِ أهـــــــــــلِ الـــــــــــروح قـــدوتِــــنــــا = والـصــابــريــن ، ومَــــــــن فــــــــي ركــبـــهـــم لــحـــقـــوا
وعن عقودِ الأسى كيف انقضتْ عجبًا = عـــــــــــــن أعْــــــيـــــــنٍ طــــالـــــمـــــا أودى بـــــــهـــــــا الأرَقُ
وعــــــــن زمــــــــانِ الــحـــضـــارات الــــتــــي ذبــــحــــت = حـــتــــىّ الــرضـــيـــع الــــــــذي بــالــمــهــد يــلــتــصــقُ
عـــــــــن مـــعـــقـــل الـــكـــفـــر أمـــريـــكــــا وعـــــاهـــــرةٍ = فــــــي مـــغـــرب الأرض مــنــهــا الـــجـــورُ يُـخــتــلــقُ
يــــــــــــا ربَّ رضــــــــــــوان لا أســــطــــيــــع أجــــــوبـــــــةً = فـــأنـــت تــعــلــم مَــــــن هـــانـــوا ومَــــــن صـــدقــــوا
وأنــــــــــت تـــعـــلــــم كـــــيـــــف اســتــنـــزفـــوا دمَـــــنـــــا = مــــن دون حــــقٍّ ، وكــيــف الــكـــون يـتــضــقُ
مــــــــــــاذا يــــــريــــــدون مــــــنّـــــــا حـــيـــنـــمــــا زحــــــفـــــــوا = فـــالــــزادُ هـــــــمٌّ ، ووجــــــــه الأرض مُــرتـــفَـــقُ ؟
مــــــــــــاذا يــــــريــــــدون مــــــــــــن بــــــغــــــداد ســــيّــــدتــــي = ألـــــيـــــس مــــــــــن قــلـــبـــهـــا الأنـــــــــــوار تــنـــبـــثـــقُ ؟
ألــــــــــــــــم تــــــــــــــــرفّ إلـــــيـــــهــــــم مــــــــــــــــن نـــفـــائـــسِــــهــــا = أقـــبــــاسُ عِـــلــــمٍ نــمــاهـــا الــحُـــســـنُ والأنَــــــــقُ ؟
مــــــــــــاذا يــــــريــــــدون إذ عـــــــــــــادت حــمــاقـــتـــهـــم = فـــالـــبـــيـــدُ تــــــصــــــرخ والأجـــــــــــــواءُ تــــحــــتـــــرقُ ؟
يُــــــــــــخــــــــــ ــرّبــــــــــــون بـــــــــيـــــــــوتـــ ــــــاتـــــــــي وبــــــــــــاديــــــــ ــــتــــــــــــي = كــــــــــادت عــلــيـــهـــم ســـــمـــــاءُ الـــــحـــــقّ تــنـــطـــبـــقُ
عـــــــادوا فــقــالـــوا لــــنــــا : هــــــــذي حــضــارتُــنــا = بـــــالـــــلـــــؤم والــــــــغــــــــلّ والـــــكـــــفــــــران تــــنــــطــــلــــقُ
وإنّـــــــــهــــــــــم مــــــقــــــتـــــــوا حِــــــــــقــــــــــدً ا حـــــضـــــارتَـــــنـــ ــا = يــــــــــا تــعــســـهـــم أيّ إنـــجـــيــــلٍ بـــــــــــه نـــطــــقــــوا ؟
كـــــــم لــقــمـــةٍ نــهــبـــوا ، كـــــــم فـــكــــرةٍ ســلــبـــوا = كـم دوحـةٍ ضربـوا ، كـم مهـجـةٍ زهـقـوا ؟
بـــــل إنّــهـــم قــصـــدوا الـــــروحَ الـــتـــي نــهــضــت = إلــــــــــى الأعـــــالـــــي ، وفـــيــــهــــا الـــمــــجــــد مـــؤتــــلــــقُ
فـــشـــوّهــــوا كـــــــــــلّ شـــــــــــيءٍ ويـــــــــــح قـــادتــــهــــم = حـتـىّ الطـيـور ، وقــد ضـاقــت بـهــا الـطــرقُ
الـــــنـــــفــــــس تــــــــســــــــألُ والأطــــــــيــــــــافُ والأرقُ = هــــل للـضـمـيـر بـقـايــا عــنــد مــــن فـســقــوا ؟
فـــهـــم وإن جـــحـــدوا فــــــي جـهــلــهــم بـــرعــــوا = لــــــــــذاك عــــــــــادوا لـــــيـــــذوي ذلــــــــــك الـــــرمـــــقُ
تالله هِــــــــــــــــــي لــــــعــــــبـــــــةٌ أخـــــــــــــــــــرى ومــــــهــــــزلـــــــة = بــــــهــــــا الـــســـيـــاســـة فــــــــــــرط الــــظــــلــــم تـــخـــتـــنــــقُ
بالله فــانـــهـــضْ صـــــــــلاحَ الــــديـــــن مُـنــتــفــضًــا = هــــــــــــــــذي شــــــــــــــــرورُ الــصــلــيــبـــيّـــيــ ـن تـــــخــــــتــــــرقُ
أولاء قـــومـــك قـــــــد ضـــــــاق الـســبــيــل بـــهــــم = الـــطـــفــــل يـــبـــكــــي ، وقـــــلـــــبُ الأمّ يـــحــــتــــرقُ
بالله فــــــانـــــــهـــــــض ْ وبــــــالأحـــــــفـــــ ــاد مُــــنــــتــــخــــيًــ ــا = ولـــو طـغــى مـــن طـغــى ، أو خــــان مــرتَــزقُ
هِــــيْ صـيـحــة الــحـــق مـــــن مـغــنــايَ نـطـلـقـهـا = بــــــــهــــــــا نــــــــزلــــــــزلُ كــــــــونًـــــــــا شــــــــفّـــــــــه الــــــــفَـــــــــرَقُ
إمّــــــــــــــــــا حـــــــــيـــــــــاةٌ بـــــــــحـــــــــبّ الـــــــــعـــــــــزّ زاهـــــــــيــــــــــة = أو مـــــــوْتــــــــة بـــــعـــــدهـــــا الإصــــــــبــــــــاحُ يــــنــــبــــثــــقُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:26 AM
مــاذا جــرى ضـــجَّ فـــي أوجـاعــهِ الـحــالُ ؟ = وعـكّــر الـصـفـوَ ، حــتــى لــــم يــعــدْ بــــالُ ؟
فـانـهـضْ فــمــا تـنـفــعُ الـمـكـلـومَ قـافـيــةٌ ... = كـــــــــلا ، ولا لـــــهـــــوى الإيـــــقـــــاعِ أســـــمـــــالُ
أخــــــا الـــفـــرات : وجــــــاعُ الــلــيــلِ مُــتــرفـــةٌ = والـــــزُّهْــــــرُ مـــســــفــــرةٌ ، فـــــــــــالآهُ أحـــــمــــــالُ
قــالــوا الـربـيــعُ ، فـقـلــتُ الــوجــدُ روّعــنـــي = وسـائِـلـوا دوحـتــي عــــن دائِــهــا ، قــالــوا :
تـفـنــى عــيــونُ الـتـجـافـي ، يـسـقُــط الـغُــرَبــا = وحــولــنــا مــــــن أقـــاحـــي الــصــبــر أجـــبــــالُ
لــــــوِ اكـتـفــيــتَ ، تــلــيــدُ الــشِّــعـــرِ عـاتــبَــنــا = وإن أطـــــلــــــتَ فـــــلــــــن تــــــهــــــواك آمــــــــــــالُ
يــــا فُـسْــحــةَ الـعــمــرِ ، يـــــا أحـــــلامَ رابــيـــةٍ = أوهـــى مَـداهــا الأســـى ، تــحــدوه أغــــلالُ
قـولـي لـنـا : كـيـف بــات النـهـرُ مُنـحـسـرًا = عــــن الــربــوعِ ، أمـــــا لـلـطـيــف أخـــــوالُ ؟
أمـــا تــــراءى لأهــــل الـسَّـفــحِ مــــن مُـقـلــي = بـــعــــضَ الــرســائـــلِ ، فــالإيــهـــامُ قـــتّــــالُ ؟
أمـــــــا رقــبْــتُـــمْ غــيـــوثـــي وهــــــــي بــاكـــيـــةٌ ؟ = عنها الملائكُ – قبلَ الأيكِ – سُؤّالُ ؟
حــســبـــي أشــــــــرتُ لــــقــــوسِ اللهِ مــمــتــدحًــا = فـــقـــال أبـــشــــرْ ، إذا الأشـــــــواقُ تــنــهـــالُ
تُـــــغــــــري الـــــمــــــودّاتِ ألـــــوانًــــــا مـــعـــارفُـــهـــا = مــنـــهـــا الــــفــــؤادُ مــــــــع الــعـــشّـــاقِ أكّــــــــالُ
مـــــاذا جـــــرى زاحـــــمَ الـتـرصـيــعَ ذو ولَــــــهٍ = لـــــــه الــبــلاغـــةُ رغــــــــم الــقـــهـــرِ مِــــنــــوالُ ؟
فــــــي ســبْــقــهِ مُـــلَـــحٌ ، فــــــي ذوقِــــــهِ فـــسَـــحٌ = فـــي حَــرفِــهِ طَــمَــحٌ ، فــــي خــــدِّهِ خــــالُ !!
غــــــــداة أن مــــــــدَّ تــلـــقـــاءَ الــــنَّــــدى يـــــــــدَهُ = فـالـجــودُ ظِـــــلٌّ ، ومِــسْـــكُ الـــــروحِ مـــــوّالُ
وعــانـــقـــتْـــهُ مــــــــــــن الـــجـــمـــهـــور فـــلـــســـفـــةٌ = وحِــــكــــمـــــةٌ مَـــتـــنُـــهــــا تــــــرويـــــــه آصـــــــــــــالُ
لـــم يـتـخــذْ مــــن خــيــالاتِ الــدجــى طــرُقًــا = فــــأجـــــمـــــلُ الــــــــــــــودّ أقــــــــــــــوالٌ وأفـــــــعــــــــالُ
حــتـــى أتــتْـــهُ الــمــراســي وانــجــلــى دَخَــــــنٌ ، = إلــيـــه مـــــن دهــشـــةٍ أهـــــلُ الــقِـــرى مـــالـــوا
فـــــــــــراحَ يـــتــــلــــو رويًّـــــــــــا مـــــــــــن مـــحــــاجــــرِهِ = مــؤسّـــسًـــا مـــــــــا نــــمـــــاهُ الـــصـــحـــبُ والآلُ
لـــــــذاك أفـــتــــى بــقــتـــلِ الــهــجْـــرِ ، تـغــبــطُــهُ = مـــــعـــــارفٌ ، عُـــرفُـــهــــا لُـــــطـــــفٌ وإقـــــبـــــالُ
يـــا سـيّــدي ، يـــا أمـيــرَ الـشـعــر : يـعـذرنــا = سَـــيْـــلُ الـــهـــوى ، وحــنــيــنٌ فـــيـــه إفـــضـــالُ
وقــــــد وعـــدتُــــك بــالأشــعـــار مـــــــن زمـــــــنٍ = وهــــــــــا أنــــــــــا بـــوفـــائــــي الـــــيـــــومَ أخـــــتــــــالُ
حـمـلــتَ فــــي قـلـبــك الــجــادي بــــلا كــلـــلٍ = أحلـى الأمانـي ، لتحكـي الفـخـرَ أجـيـالُ
ثـــــقــــــافــــــةً تـــــمــــــنــــــحُ الآدابَ مـــنـــطــــقَــــهــــا = راعـــــي الــمـــروءةِ طـــــولَ الـعــمــرِ مِـفــضــالُ
فــــأزهـــــرتْ واحـــــتـــــي مــــــــــا زال رونـــقُـــهــــا = مـــلءَ الـفـضـاءِ ، وأحـيــا الـفـكــرَ إجــــلالُ
تــــروي الــخِـــلالَ مـــــن الأخـــــلاقِ أرفـعــهــا = فــــأطــــربـــــت لــــبـــــنـــــي الأذواقِ أخــــــــــــــلالُ
يـكـفـيــكَ ذكـــــرًا جـمــيــلاً صــادقًـــا حــسَــنًــا = مـــــــــن الأحــــبّـــــةِ ، فـــيـــهـــم أثــــمـــــرَ الــــنّـــــالُ
فــاســلــمْ أخــــــا الــــــودّ مــــــا الأيّــــــام بــاقــيـــةٌ = وافــــرَحْ بـغــرســكَ ، حــاشـــا فــيـــه إقـــــلالُ
عــــســــى لــــنـــــا لُـــقـــيـــة تــــدنـــــو عـــواطـــرُهـــا = فــــــــي مــســـجـــدٍ طــالـــمـــا تــــهـــــواه أوصـــــــــالُ
تـــحـــيّـــتـــي وســـــــــــــلام الــــقــــلـــــبِ يــحــمـــلـــهـــا = لــك النـسـيـمُ ، وصـفــوُ الـبــالِ ، والـحــالُ
أقول للناس كل الناس ذا لقبي = كفى ، فإني بدرب الشعر " شلالُ "
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:31 AM
يــا جُــرْحَ بـغـداد : مــاذا تنـظـم الـمُـقـلُ = إن عايـنـتـكَ ، وفـكــري مـسّــه شـلــلُ ؟
تـهـمـي ، تـعـاتــب ، والأيــــام حــائــرةٌ = إم إنّــهــا بــتــرابِ الــوجــد تـغـتـســلُ ؟
هـا شيْـبُ قلـبـي قبـيـل الــرأس مشتـعـلٌ = فـــأيُّ آلامــنــا يــــا جــــرح نـحـتـمـلُ ؟
نـغـصّ بــالآه – فــرط الآه – لا سـلـمـت = يـــدُ الـــذي بــعــذاب الــنــاس يـحـتـفـلُ
يـــدُ الــــذي بــغــراب الـبـيــن مـبـتـهـجٌ = يبـتـاع بالـديـن وهـــو الـخـانـع الـوجِــلُ
يــــد الــــذي ســــرق الآثــــار مـنـتـعـلاً = مَـــن خــــان أمّــتــه ، بـالـعــار يـنـتـعـلُ
يـــد الـــذي أحـــرق الـبـنـيـان يـحـسـبُـه = ثـــأرًا لـــه ، وهـــو بـالأحـقــاد يـعـتـمـلُ
يـــدُ الـذيــن استبـاحـوهـا بـــلا شــــرفٍ = فـلــلــبــلاد أنـــيــــنٌ بـــالــــغٌ جَــــلــــلُ
وهـــم جـــلاوزة جـــاؤوا عــلــى أمــــلٍ = أن تنتهـي الـروح ، والأمجـادُ ، والمُـثـلُ
لـكـنّـهـم خـسـئــوا فـالـلـطـف مـنـهـمــرٌ = بــه الحكـايـا إلــى كـــلّ الـــورى تـصــلُ
يـا جــرح بـغـداد فــاض الـدمـع منـذهـلاً = مـاذا نعلّـلُ ، مَـن يُصغـي لـمـن ذهـلـوا ؟
مــــاذا نـعــلّــل ، أيّ الــعـــذر يـنـجـدنــا = وهـل ستجـدي خــرابَ المـنـزل العِـلـلُ ؟
هــل الخيـانـة ، جـنــدٌ أدبـــروا هـربًــا ، = أم إنّــه اللهُ عــدلٌ ، والـــورى غـفـلـوا ؟
وهـــل هـنــاك بـقـايــا فــــي جـوانـحـنـا = بـهـمـسـه نــتـــداوى أيّــهـــا الأمَـــــلُ ؟
( وا ضيعـة الأرض إن ظلّـت شوامخـهـا = تهوي ، ويعلـو عليهـا الـدون والسّفـلُ )
بـغــداد بـغــداد : مـــاذا يـكـتـب الـثـمــلُ = قــد مــات منتـحـرًا فــي بـابـك الـغـزلُ ؟
لــم يـبـقَ غـيــر نـشـيـج جـــفّ منـطـقـه = يـرســو بـدجـلـة تـيـمًــا ، ثــــمّ يـبـتـهـلُ
دقّـــات وجـدانــه مـــا انــفــكّ يـسـألـهـا = عـن الرشيـد ، ومَــن فــي حـبّـه شغـلـوا
عــن المعـلّـق والــزوراء ، عــن فـســحٍ = مــا زال رونقـهـا فـــي الـشـعـر ينـهـمـلُ
عن الحمى ، عن أبي نوّاس ، هل زحفت = له الوحوش الضواري ، حينمـا دخلـوا ؟
أيـــن الـيَـمـام بـبــاب الــطــاق نـعـرفــه = وكيـف " أمركـه " السـرّاق واقتتـلـوا ؟
يــا جـــرح بـغــداد : لا تـطـلـق أعنّـتـهـا = فالـسـيـف منـثـلـمٌ ، والــحــال مـنـجــدلُ
واصـبـرْ لـهـا ، فـغـدًا تـطـوى غياهـبـهـا = ويستحـيـل هـبــاءً جـــور مَـــن عـذلــوا
واصبـر ، فبضـع سنيـنٍ سـوف ندركـهـا = ولـــن يــــردّ شـآبـيــبَ الــــردى دجــــلُ
ولـــن تـــؤوب لـنــار الـغــرب جـذوتـهـا = ونــورنــا يـومــهــا بـالــحــقّ مـكـتـمــلُ
بـــــه يــزلـــزل أمــريــكــا وجـوقـتــهــا = عصفٌ رهيبٌ ، وهـم عـن وعـده جهلـوا
لـم يـبـقَ منـهـا ســوى أطــلال شِقوتـهـا = وذكــريـــات ظــــــلام بـــثّـــه الـــجـــدلُ
والمـؤمـنـون بـنـصـر الله قـــد فــرحــوا = نــصــر سـتـعـلـنـه الآفـــــاق والـســبــلُ
إذ ذاك – تالله – يصحو المسلمـون وكـلّ = واحـــد مـنـهــمُ فــــي سـوحـهــا بــطــلُ
يـسـود مَـــن ســـاد قـبــل الآن مفـتـخـرًا = والفـجـر يـحـدو ، وأهــل الله ، والـرسـلُ
هنـاك تدنـو مــن " الأقـصـى " ركائبـنـا = هــنــاك جــرحــك يــــا بــغــداد يـنـدمــلُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:35 AM
لا تـسـلــهــا ، جـمـالُــهــا فـــــــي قــصــيـــدٍ = يــخــلــبُ الـــلـــبَّ ســامــقًــا فـــــــي تـــــــأنِّ
يـــنـــشــــر الـــعِــــطــــرَ رفـــــعــــــةً وســـــمــــــوّا = ســـابـــرًا ومـــــــضَ فــكــرتـــي دون إذنِ
فــالـــمـــبـــانـــي تــــشـــــرّفـــــت بـــالـــمـــعـــانـــي = فـــتـــلاقــــى الـــــهـــــوى وربّ الــتــمـــنّـــي
وارتــقـــيـــنـــا ســحـــائـــبًـــا ، وارتـــقـــبـــنـــا = مِسـك غيـثٍ يـجـبّ قـحـط التجـنّـي
إيــــــه قــلــبـــاه – والــمــهـــا تـتــلــهّــى – = لا تسـلـهـا ، قـــد اكـتـفـيـت ، وإنّــــي
جــاعــلٌ ذكــريـــاتِ دمــعـــي خـلـيـجًــا = تـــتــــراءى بـــــــه جـــــــراح ابـــــــنُ جِـــنّــــي
حـيــثــمــا عـــادنــــي رويـــــــتُ شــجــونًـــا = وعـــــزائـــــي مـــهــــجّــــرٌ مـــــنــــــذ قـــــــــــرنِ
يـــــــا لَــعــيـــشٍ يــــهــــشّ وزرَ الــخــطــايــا = مـــســـرفٌ مُـــــــرٌّ غـــــــارقٌ فـــيــــه دِنّـــــــي
يــــــا لَــعُــمْــرٍ قـضـيــتُــه فـــــــي اغـــتــــرابٍ = كيف أسلـو ، وقـد قتلتـك ظنّـي ؟
لا تــســلــهــا ، شـــــــــواردي تـــتـــبـــدّى = وأســـــانــــــا مـــــطــــــوّحٌ فـــــيــــــه ذهـــــنــــــي
لات منـجـىً مــن الــدروب اللـواتـي = تـــتـــعـــرّى ، بــــهـــــا تـــســـربـــل حـــــزنـــــي
تـلــك خـمـسـون مــــا فـقـهــت رؤاهــــا = مـــلء شـــرح الـجــوى تــواجــد مـتـنــي
قـيـل صـبـرُ اللبـيـبِ مــا كـــان يـفـنـى = قـلـتُ قـهـرُ الـوجـيـب يـمـحـقُ شـأنــي
قيل ذكرُ القلوب مشفى العوادي = قـــلـــتُ مـــهـــلاً فـــمـــا تــبــاعـــد عـــنّــــي
فـاكــظــم الـغــيــظ يـــــا أثــيـــر الـقــوافــي = وانـظــم الـحــال ، بـالـعـوارفِ عِـظـنـي
وارســـمِ الآن مـهـجـتـي مــــن يــراعــي = واجـتــذبْ آهـتــي ، شـآبـيــبَ مُــزنــي
لا تـسـلـهـا ، فــمــا هــجــرتُ سـمـاهــا = تـلــك يـــا صـــاح مـــن مـثـابـات فـنّــي
يـــــوم أن دالــــــت دولـــتـــي فـحـمـلـنــا = رايــة الشِّـعـر فــوق ظـهـر المِـجَـنِّ !!
وشـكــوتُ الــخــلاصَ ذعــــرَ الـلـيـالـي = عـلّـه ينـجـبُ اللـقـا ، قــال دعـنـي !
فـجــراحــي مــــــن الـــمـــدى مــتــرعــاتٌ = وزمـــــانــــــي بـــــــــــلا حـــــيــــــاءٍ يـــغــــنّــــي
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:40 AM
أتـذكـريــن ، وقــــد نــادتــكِ أعـمـاقــي ؟ = أتــذكــريــن جـــمـــالاً مـــــــلءَ أحـــداقــــي ؟
يا أنتِ ، يا بهجـةَ الماضيـن ، يـا ألقـي = يــا مَــن هــواكِ جــلا فـــي سـيــلِ آمـاقــي
يـــا مَـــن فـــؤادي لـهــا يـحـبـو عـلــى أمــــلٍ = بـــــــــأنْ يـــــشـــــمّ عـــبـــيــــراً ذكــــــــــرُهُ بــــــــــاقِ
تـمـضـي الـمـدامــعُ عــــن ذكــــراكِ سـائـلــةً = وعـــــن حـكــايــا الـلـيـالــي بـــيـــن أوراقــــــي
مـــا كـنــتُ أبـغــي مـــن الأشـعــار مـنـزلـة = سـوى الـتـي أزهــرتْ فــي حبِّـهـا الـراقـي
عـــســـى تـــمـــنّ عـلـيــنــا فــــــي ابـتـسـامـتـهــا = فيـنـجـلـي الـسُّـهــد عــنّــا غِــــبّ إرهــــاقِ
فـــأنـــتِ مــــــن ســــــؤددِ الــريــحـــان أوّلـــــــهُ = وأنـــتِ أنـــتِ – حـنــانُ الله – تـريـاقـي
يـــا بــنــتَ خــيــر أبٍ جــــادت مـكـارمُــه = وخــــيــــر أمٍّ ، نــــداهــــا هــــــــزّ أشــــواقـــــي
طـوبــى لــمــن نــــال مــــن عـيـنـيـكِ أغـنـيــة = بـــهــــا تـــــــردّدُ طــــــــول الــــدهــــر آفــــاقــــي
دفءٌ وذوقٌ ومــــا أبــديـــتِ مـــــن ولـــــهٍ = ومــــــــــن حـــــنــــــانٍ وإيـــــثــــــارٍ وإشـــــفــــــاقِ
ومـــــن حـــــروفٍ كــأنّـــي شِـمْـتُـهــا عــســـلاً = ومـــــــــــن عـــــهــــــودٍ وآمـــــــــــالٍ ومـــيــــثــــاقِ
إلـــيــــكِ مـــــــن درر الإحـــســــانِ قــافــيـــةً = بـــل فـيــضُ عـاطـفـةٍ مــــن دون إمــــلاقِ
تـذكّــريــهــا غـــــــداً إن بـــــــانَ لـــــــي خــــبــــرٌ = أو كنتُ مرتحلاً ، والساقُ بالساقِ !
ضـعـي فــؤادك وابــقِ الـعـمـرَ ضـاحـكـة = تـــريــــنَ فــــــــي خــافــقــاتــي شــــهــــدَ أذواقِ
وكـــلّـــمـــا أقـــــبـــــل الـــــســـــاري تــمــلّــكــنــي = سحـرُ البـيـان ، فأبـكـى زهــوَ إشـراقـي
سـكـبــتــه فـــــــإذا مـــــــا انـــســــاب رائـــقــــه = حـمـلــتِ يـــــا حــلـــوةَ الأنــظـــار أوفــاقـــي
سـكـبـتـه مــــن جَـنــانــي الــغـــضّ مـنـتـظــراً = أنـــبــــاءَ ســــعــــدكِ مــحـــمـــولاً بــأحـــداقـــي
بـــأن تـصـوغـي مـــن الـذكــرى ومـنـزلـتـي = أحـــلامً عـاشـقــةٍ تــاقــت إلــــى الـسـاقــي
عــلّـــي أرى فـــــي بـقــايــا الـــــروح عــافــيــة = ويـسـعـف الـصـبـر يــــا مـعـنــايَ أرمــاقــي
ضـــعـــي فــــــؤادكِ ، تـحــنــانــي يـلاحــقــنــي = وأنـتِ فيـه ، فهـل عاينـتِ أعمـاقـي
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:44 AM
قُــــــــــلْ لــلــكــنــانــةِ عـــــــــــن مــحــبــوبِــهـــا خـــــبَــــــرا = هــــــــلاّ نــــظــــرتِ لــثـــغـــرٍ يــــرســــمُ الـــــــــدُّررا ؟
فــقــبّــلـــيـــنـــي إذًا ، أو فـــاخــــلــــعــــي أدبًــــــــــــــــا = ثـوبًــا عتـيـقًـا ، ســــوى الآهــــاتِ مــــا ادّكــــرا
واستنْـهـضـي هـمّـتـي ، مـــا رحــــتُ ملـتـمـسًـا = ثــــــدْيَ الـــوفـــاء الــــــذي غـــنّـــى لــــــه الأمـــــــرا
يـــجــــيءُ - والــنــيـــلُ لــــــــم يــفـــتـــأ يُــعــانــقُــهُ - = كــيـــمـــا يُــــــــروّي بــلُـــطـــفٍ لــــوعـــــةَ الـــفـــقـــرا
أو يــرتـــقـــي رائــــحًــــا أحــــلــــى الــمـــنـــى رِفَـــــــــةً = كـــــي يـمــنــحَ الــلــيــلَ مــــــن أوصـــافـــهِ قـــمـــرا
يـحـكـي لعيـنـيـه " كــفــر الـشـيــخ " مـتـخــذًا = مــــــن وحـــيـــهِ نـــظــــرةً يــهــفـــو لـــهــــا الــشُّــعـــرا
من همْسِ " بلطيم " ، بل من كلّ ساقيةٍ = بـالــودّ تــشــدو ، فــشــادتْ روحُــهــا الـعِـبــرا
يـــا نـبــضَ قـلـبـي ، أمــــا لـلـوصــل مــــن لــغــةٍ = تـغـنـي الأديــــب ، لـيـطــوي الــحــزنَ والـعَـبَــرا
يُــهــدْهــدُ الـمـلـتــقــى فـــــــي " الأزبــكــيّـــةِ " أو = عنـد " المـعـادي " وخــدٍّ كالضـحـى سَـفَـرا
يـــــروّحُ الــنَّــفــس فــــــي " الإسـكـنــدريّــةِ " أو = فــــي الأزهــــر الــزاهــرِ الـمـيـمــون مُـــــذ ظــهـــرا
مـــــــا فـــاتــــه مـــوعــــدٌ ، لـــــــم يـــنــــسَ خـــاطــــرُهُ = بــــــــــأن يـــــمـــــرّ عـــــلــــــى الأهـــــــــــرام مُــســـتـــتـــرا
مــــا كــنــتُ أنــســى ضـجـيــجَ الـلـيــلِ تـبـعـثـه = عيونُ رمسيسَ ، ما بـاع الصـدى وشـرى
أو أتّــــقــــي بــــــــابَ إســمــاعــيــل فــــــــي مــقـــلـــي = فـــي يـــوم جـــادت لـنــا الأشــــواقُ مــــا نــــذرا
فـقـبّــلــيــنــي إذًا ، أو فــاحــمـــلـــي جـــــســــــدي = عـســاه يـــا مــصــرُ مــــن بــيــن الــزحــام يــــرى
رفـــــــــاقَ أنـــــــــسٍ أظـــــــــلّ الـــبـــيـــنُ واردَهــــــــــم = فـــــلــــــم أزلْ أســـــــــــألُ الــــتــــأريــــخَ مــــعــــتــــذرا
عـــــن كـــــلّ ذي نَـــفَـــسٍ مــــــا راء بـهـجَـتـهــم = وحـــوْجَـــمٍ مــنــهــمُ أهــــــدى الـــنـــدى عـــطِـــرا
أجـــــــوب فـــــــي طـــرُقــــاتِ الــصـــبـــر مـلـتــفــتًــا = عــــلّــــي أمــــاهــــي بُـــعـــيـــدَ الـــدمـــعـــةِ الأثـــــــــرا
أو أتـــــــرك الــجَــفْـــنَ يـسْـتـقــصــي مــواهــبَــهــم = إن عــــــــزّ لــــــــي يــقـــظـــةً أن ألــــثــــمَ الــــصُّــــورا
إيـــــــهٍ بــــــــلاد الأمــــانــــي : ظِــــلْــــتُ مُــنــتــظــرًا = آيــــــاتِ حُــسْــنــكِ ، والأحـــــــلامَ والـــوطــــرا
روحــي فــداؤكِ ، فـاسـقـي الـيــوم منـكـسـرًا = كــاســاتِ قــربــكِ ، هــــذا عـمــرُنــا انـحــســرا
أهــديـــتُـــكِ الــــحــــرْفَ مــشــبــوبًــا ومــفــتــخـــرًا = فـقـبّـلــي الــصـــبّ لــيـــلاً شــئـــتِ أو ســحـــرا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:49 AM
هِــلاهِــلُ أهــــلِ الــــذوقِ زادُ الـمـسـامــعِ = ومَرأى هِلالِ السَّعدِ مِسْكُ الصَّنائعِ
فـــــلا تــنـــسَ تــأريـــخَ الـــرِّجـــالِ مُــبــاركًــا = وقِفْ لحظـةً كفكـفْ طيـوبَ المدامـعِ
علـى الفكـرِ فانشرْهـا ظِـلالَ مَـعـارفٍ = عـــســـى تـــرتـــوي مــنــهــا ورودُ الــمــرابــعِ
فما نالَ فتح المَكرُماتِ سوى الـذي = ســقـــاهـــا عــــطــــاءً مــــــــن فــــــــؤادٍ ووازعِ
فــــبـــــورك مـــســـعـــى الــبــاذلـــيـــن وثـــــلّـــــةٍ = تـــــروم ذرى الأمــجـــادِ رغــــــم الــمــواجــعِ
لــــذا نــــذروا الـعـمــرَ الـجـمـيـلَ لـنـهـضــةٍ = تحـاكـي عـهـودَ الـحــبّ صـفــوَ الطـبـائـعِ
هــــو الـفـكــرُ لــلإبـــداعِ يـحــكــي ثـقــافــةً = لــكــلِّ نـبـيــلٍ مـــــن بــنـــي الإنـــــسِ وادعِ
هـــوَ الـفـكـرُ بــالإبــداع أهــــدى ثـقـافــةً = عـوارفُــهــا حـــــولَ الـــبـــدورِ الــسَّــواطــعِ
هــــوَ الـفــكــرُ والإبـــــداعُ مـبْــنــى ثـقــافــةٍ = مــتـــى اجـتـمـعــا تـحــيــا مــعــانــي الـــروائـــعِ
مـــتـــى اجـتـمــعــا يــفــنــى بَــــــوار بــصــائـــرٍ = لـتـنـهــمــرَ الآمــــــــالُ مــــــــلء الأضــــالــــعِ
وتـحــتــفــلُ الأيّــــــــامُ تــــشــــدو قــصـــائـــدًا = وقِــــصّــــةَ مــعـــشـــوقٍ ونــــثــــر ســــواجـــــعِ
يُـوشّــحُ " بالـسُّـونـيـت " دفءَ قـريـحــةٍ = ويـــوقـــظ بــالإيــقــاعِ حُـــسْـــنَ الـمــطــالــعِ
ويـــنـــشــــرُ إحـــســـاسًــــا يـــتــــيــــه ربـــيــــعُــــه = عـــلـــى كــــــلِّ أفــــــقٍ بــالــمــداركِ هـــامــــعِ
رعى اللهُ صرْحًـا شامـخَ القصـد وارفًـا = نـــــــمـــــــاه اتـــــــحـــــــادٌ زاهــــــــــــــرٌ بــالـــمـــجـــامـــعِ
رعـــــى اللهُ مَـــــن صــانـــوا بــهـــاءَ مُــقــامِــهِ = فـكـانـوا كـرامًــا فـــي ازدهـــاءِ الـشـرائــعِ
لـتــبــتــهــج الآدابُ تـــســـمـــو أصـــولُـــهـــا = وهل في دروبِ الذوق غيرُ المنافعِ ؟
وهل فـي ائتـلافِ الـروح غيـرُ حضـارةٍ = تــشــعّ بــبــوْحٍ مــــن ســنــا الـمــجــد نــاجـــعِ
تــطـــوفُ سـواريــهــا عــلـــى كـــــلّ قـــمّـــةٍ = تحاكـى رحـيـقَ الأمــسِ إرثَ الـشـوارعِ
أبـــــــى خـــاطــــري إلا يُــصــافـــحَ نــبــضُـــهُ = حــروفَ التهـانـي مــن أصـيـلِ الطـبـائـعِ
ويـــبـــقـــى وفــــيًّـــــا لـلــحــبــائــبِ حــيــثــمـــا = تـسـامــت رؤاهــــم فــــي ســمـــاءِ الـبــدائــعِ
وقــــد أشــــرق الــعــام الـجــديــد مـلــوّحًــا = بــــــواردِ آمــــــالٍ مـــــــن الـــقــــومِ ســـاطــــعِ
ألا فاستمعْ يا دهرُ بلّـغْ ذوي الحِجـا = هــلاهِــلُ أهــــلِ الــــذوقِ زادُ الـمـسـامــعِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 11:55 AM
مـضـى يسـتـقـي مـنّــا جـمـالَـهْ = يـــزفّ لـنــا الـمـعـنـى ، نــوالَــهْ
يــهــيـــبُ فـــراديــــسَ الــنَّــقـــا = يُـقـشّـبُ بالـتـهـذيـبِ حــالَــهْ
يُـــلــــمْــــلــــم أوراقَ الـــــهـــــنـــــا = ومجدًا حكا عنهُ " فُضالَةْ "
فــأنــعِـــمْ بــأنــســـامِ الــحِــمـــى = وأكـــــــرِمْ بــريــحـــانِ الـمــقــالَــةْ
يُــحــاكــي مــــــودّاتِ الــصَّــبــا = يُـنـاجـي مــنــاراتِ الأصــالَــةْ
يـــرى الـــروحَ دربًـــا لـلـصَّـفـا = إذا الفكرُ يسْتوحي الجَزالَةْ
ولا كـــالــــذي قـــــــد مــلّـــنـــا = وقد حلَّ ذو مَـسٍّ عِقالَـهْ !
بـــهــــارجَ نــــفــــسٍ يــشــتــهــي = بـطــيــفٍ يـغـذّيــهــا الـثـمــالَــةْ
حــديـــثٌ حــداثـــيُّ الـــــرؤى = يـــحـــدّثُ بـــالأنّـــاتِ حـــالَــــهْ
ولا ريـــبَ لـــو يـفـنــى كــمــا = لـذي غفلـةٍ ، تفنـى الذُّبـالَـةْ
فــيـــا سـائــلــي عـــــن بــــــارقٍ = تـداعــى ، فأبـكـتـنـا ظِــلالَــهْ
لـــــــهُ كــالــصَّـــدى تــغــريـــدةٌ = تــصـــوغ الـقــوافــي لـلــدَّلالَــةْ
ويـحـدو النـيـاق " بالـنَّـوى " = ولــكـــن بــغــيــر مــــــا إمـــالَـــةْ
أتــــــــــى بــالــبـــيـــانِ مُـــــورقًـــــا = وحــاكَ مــن الـمـاضـي مُـحـالَـهْ
فـألــقــى عـــصـــاهُ خـــاطـــري = عـلـى مُهـجـةٍ تـهـوى خِـلالَـهْ
تـــلـــقّـــفَ ريّــــــــــاهُ الــــــــــورى = وهـــامـــوا بـــأنـــوار الــجــلالَــةْ
فــبـــحـــرُ الـــبـــحـــورِ والـــــــــهٌ = يُــعـــانـــقُ بــــالآيـــــاتِ آلَـــــــــهْ
وبــــحــــر الـــبـــحـــار ســــائـــــغٌ = لـمــن يـرتـجــي صِــدْقًــا زلالَــــهْ
خـــذوا فـتـيـةَ الـعــزمِ الـهــوى = أريـقـوا مــع الزُّلـفـى وصـالَــهْ
فـــقِـــدْمًـــا تــغــشّــانـــا فـــــمـــــا = شــكــا ســيّــدٌ يــومًـــا عـيــالَــهْ
ومــــــــــــــا راع داءٌ أربُـــــــعًـــــــا = وقـــد زمَّ إشــراقــي عُـضـالَــهْ
يـــظــــلّ الـــقِــــرى مِـعــراجَــنــا = لـيُـبْــصــرَ أحــبــابـــي هِـــلالَــــهْ
وتــــرقــــى الــقـــلـــوبُ رقّــــــــةً = إلى حيث لا إنسٌ مشى لَهْ
هـنـالـك فــــي الــمــأوى نــــرى = رحـيــقَ الـطَّـريـقِ يـــا فـضـالَـةْ
ويـــنـــدى الـــفـــؤاد حـيــثــمــا = مــضــى مــغــرمٌ يــرتــادُ بــالَـــهْ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 12:01 PM
تَـداعـى رَحـيـقُ الصَّـبْـرِ ، والـعــزمُ مـــورِقُ = وإن راحَ دمــــعُ الــشَّــوقِ بـالـقــدِّ يــرْشُــقُ
وأترَعْـتُ مـن دفءِ الأصـيـلِ ، يراعـتـي = أهـــــابَـــــتْ بـــــكــــــأسٍ بــالـــهُـــيـــامِ يُـــعــــتّــــقُ
كـــــأنَّ سَــمـــا الــفِـــردوسِ ظِـــــلُّ مَــداركـــي = وأروقـــــةَ الإحــســـانِ بـالـلُّــطــفِ تُـــغـــدِقُ
فـجـاشـتْ عـيــونُ الـفـكــرِ شِــعْــرًا مُـعـبِّــرًا = وطــابــتْ أعــاريــضٌ ، وضــــرْبٌ مُـنــمَّــقُ
وهـــزَّ نـشـيــجُ الــصَّــدْرِ نـهـضــةَ خـافِـقــي = إذا .. نَفَحاتُ الخِلّ نبضٌ يُشقْشِقُ !
لأنّــــــــــي عِـــــراقــــــيٌّ ، وتـــــلــــــك بـــراعــــتــــي = بهـا يسْتهـلُّ الحـالُ ، والوصـفُ مُـشـرقُ
يُــــزاحـــــمُ بـــالـــقـــومِ الأكــــابـــــر حُـــسْـــنُــــهُ = يــــصـــــونُ الــمــعــانـــي ، بـالــمــبــانــي يُـــحـــلّـــقُ
وإنّــي مـــن الـعُــربِ الـكــرام ، فصـاحـتـي = تـجــوبُ فـضــاءَ الـنُّــور ، والـنَّــوْرُ مَـنـطــقُ
وإنّـي مـن الأحبـابِ ، أحبـابِ صـادقٍ = بــهِ أزهــرتْ روحــي ، وشــدوي مُـرقْــرقُ
فــمَـــنْ ذا يُــدانـــي بـالـمـواهــبِ مَــــــن رأى = بـعـيـنِ الـهــوى مـــا لـيــس يـرنــوه شـيّــقُ ؟
تـداعــى بـهـائـي ، والـحــروفُ تعـمْـلـقـتْ = وكـــــــــــلُّ ذكـــــــــــيٍّ بـــالـــصَّـــفـــا يــتــعــمْـــلـــقُ
بَــواحـــي عـــلـــى دربِ الإخــــــاءِ زرعْـــتُـــهُ = وفــــي الــواحـــةِ الــغـــرّاءِ يـسْــمــو الـمُــشــرِّقُ
فـــــإن غـــــالَ حِـلْــمــي بــالــهُــذاءِ مُـــغـــرّبٌ = وســــاءت ظــنــونٌ ، واسـتـشــاطَ مُــوثَّـــقُ
أهـــبْــــتُ بـعِــرفــانــي ، وأزلـــفْــــتُ ثــــورتــــي = وثــــــــــــــروةَ أخـــــــــــــــلاقٍ بـــــــهــــــــا أتـــــــألّــــــــقُ
فــمــا نــــالَ حُــلــوَ الــوصْـــلِ تاللهِ جـــــازعٌ = ولا شَــــــمَّ تِـــريــــاقَ الـبــطــولــةِ أحـــمــــقُ !!
فِـــــــــــداءٌ لأرواحِ الـــشَّــــواعــــرِ مُـــهـــجـــتـــي = وكـــــــــــلّ أديـــــــــــبٍ بــالــحَــصَــافـــةِ يـــــبْــــــرقُ
فِـــــــــدًا لــلــكــبـــار الـطــيّــبــيــن مــبــاهــجـــي = وفـــــيـــــضُ يـــقـــيــــنٍ بــالــمـــعـــارفِ يـــعــــبــــقُ
لــمــنْ أســرفـــوا بـالــحــبِّ والـــــودِّ والــنَّـــدى = يُـعـانــقُــهــم - دون الأنــــــــام – تـــحـــقّـــقُ
فــــأدهـــــشَ تـــحـــنـــانُ الـــــبـــــدورِ فـــــرزْدقًـــــا = ولاح مــــــــن الأنــــجــــامِ بـــالـــقـــربِ رَزْدقُ
تــداعـــتْ تـمــاهــي بـالـجــمــال ، حـيـالــهــا = شـخـوصٌ مــن الـمـاضـي الـنـقـيِّ تُـصـفّـقُ
ثنـاءُ جماهيرٍ ، وإرثٌ مُصـاحـبٌ - صـبــاحــاتُــه الــخـــضـــرا هــــنــــا تــتــمــوسَــقُ
تُــــنــــشِّـــــأ جــــــيـــــــلاً تــــائــــقًـــــا لــــحــــضـــــارةٍ = سَـقـتْــهــا الأمـــانـــي ، والـــرَّشـــادُ الــمُــعــرِّقُ
فــطــوبــاكِ أيّـــامـــي ، وطـــوبـــى حَـبــائــبــي = بـكـم يـتـأسّـى الـمـجـدُ ، والـدهــرُ مُـشـفـقُ
بــكـــم راســـــخٌ غَــــــرسُ الـــوئـــامِ ، وهـــمّـــةٌ = ســـخــــيٌّ مَــــداهــــا ، ســبْــقُــهــا يــتـــدفّـــقُ
ولــــيــــس يُــمـــاهـــي الـــرّاســـيـــاتِ مُـــغـــفّـــلٌ = ومـــــا كـــــان يُـثــنــي الــزاهــيــاتِ تــخــنْــدُقُ
ولــــن يـحْـجــبَ الـغِـربــالُ زهــــوَ زواهــــري = ولا عــــــــاد يُــــجـــــدي الـمُــرْجــفــيــنَ تـــمـــلّـــقُ
مــتــى جّــــنّ لــيـــلٌ فـــــي مَــضـــاربِ بــاقـــلٍ = فــقــد عــــادَهُ بــاســمِ الـحَــداثــةِ بَــطـــرقُ !
وإن راح عَـبْــدٌ يـسْـحـرُ الـنــاسَ بـالـلُّـقـى = فــــإنّ لــقــاءَ الــقــومِ فــــي الـخــلــدِ يـسْــمــقُ
تـداعــى حـيـائــي ، واسـتـنــارتْ مَـنـازلــي = فــسُـــرَّ صـديــقــي ، والــعـــذولُ مـــمـــزّقُ !
وهــــــــــذا خـــــزيـــــنُ الـــمـــفــــرداتِ مُـــكــــبّــــرٌ = بـهِ حـازَ أرقـى الأمنـيـاتِ " مُـعـوّقُ " !
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 12:09 PM
والآنَ ، مِـــــنْ أيـــــنَ تُـتْــلــى أسْـــطـــرُ الأدَبِ = وَوَازِعُ الـــبَــــيْــــنِ أبـــــكــــــى وَازِعَ الـــــطَّــــــرَبِ ؟
والآنَ ، بـــاتَــــتْ حِـــســــانُ الــــحَــــيِّ واجِــــمَــــةً = " سَــمــيــحُ " فــارَقَــهــا يــــــا دَوْحَــــــةَ الــنُّــجُــبِ
يــــــا ابــــــنَ الــعَــنَــاءِ : جَــــــلالُ الـــــــرُّزءِ آلــمَــنـــا = فَــهَــلْ تَــرَكْــتَ لــنــا شَـيْـئًــا مِــــنَ الـعِــنَــبِ !؟
أمْ هَــــــلْ رَبِـــحْــــتَ رِهـــانًــــا لـلــمُــنــى عَــبِــقَـــتْ = بِـــــهِ الـحَــدَائِــقُ والأحْـــــداقُ فـــــي الــحِــقَــبِ ؟
أم رُبّــــــمـــــــا أفــــلَــــتَـــــتْ عـــــــــــــن آهِ فِـــكْـــرتِـــهــــا = طــيـــوفُ مُـحْـتَـسِــبٍ فـــــي الـشِّــعْــرِ مُـنْـتَـحِــبِ
يـــــا ابـــــنَ الـعَــنَــاءِ : كِـــلانـــا فَــــــرْطَ أدْمـــعـــهِ = أصَـابَـهُ القَـحْـطُ ، يَـرْجُـو فَـضْـلـةَ الـسُّـحُـبِ
فــــعُـــــدْ إلـــــــــى ظُــــلَـــــلِ الـــزَّيـــتــــونِ مُــبْــتَــسِــمًــا = الآنَ أيْـقَــنْــتَ فــيـــمَ اسْـتَـسْـلَـمَـتْ هُــدُبـــي !
وَانْــــسُــــجْ عَــبـــيـــرَكَ ، وَانْــــثُــــرْ سِــــــــرَّهُ وَلَــــهًـــــا = يُـنـاغِــمُ " الــرَّامـــةَ " الـحَــيْــرى عــلـــى كَــثَـــبِ
وانْزِلْ ، متى شِئْتَ ، طُفْ تِلقـاءَ مَقدسِنـا = وصِفْ - حَبيبَ هَواها – أشرَفَ القُبَبِ
الآن ، أنـــــــــتَ قَـــــريـــــبٌ مــــــــــن مَــحَــاجِـــرِهـــا = فَحَسْـبُ مَغنـاكَ يَــدْري مَــن هُــوَ العَـربـي !
أنّ الأرائِــــــــــــــــــ كَ مَــــــنْــــــقُـــــــ وشٌ بـــهــــالــــتِــــهـــ ـا = روائِــــــــعُ الــشُّـــهَـــدا ، لا بُــــهْــــرُجَ الـــخُـــطَـــبِ
رَحَــــلــــتَ ، فــاسْــتــذكَــرَ الإبـــــــــداعُ رائـــــــــدَهُ = يَــــزيـــــنُ قـــامَـــتَـــهُ صَــــفْـــــوٌ مــــــــــن الـــشُّـــهُــــبِ
مــــــــــا طـــــــــــالَ قِـــمَّــــتَــــهُ مُــسْـــتَـــغْـــرِبٌ نَـــــــــــزِغٌ = فـــأنـــتَ أنــــــتَ رَبـــيـــعُ الــمــشْــرقِ الــذَّهَــبــي !
رَحَـــــلْـــــتَ فــانــتــهَــضَــتْ والـــــحُـــــورُ أروقـــــــــــةٌ = لـهــا مَـــعَ الـزَّهْــوِ أسْـبــابٌ ، وَلــــي سَـبَـبِــي !!
سَــمــيـــحُ ، يــــــــا زَهْــــــــرَ أشــــــــواقٍ تَــعــاهَــدَهــا = لـيْـلُ الإبــاءِ ، أمَــا للمِـسْـكِ مـــن كُـتــبِ ؟
تـشــكــو الــبَــلابــلُ ذكـــراهـــا وَمــــــا عــلِــمَــتْ = بـــــــأنّ مــنْــطـــقَ أهْـــــــلِ الـــــــذَّوقِ لـــــــم يَـــغِــــبِ
تــبــقــى تَـــئِـــنُّ عُـــيـــونُ الــطَّــيــرِ مـــــــا حَــمَــلـــتْ = روائـــــــــحُ الــــحَـــــيِّ أجْــــبَـــــالاً مـــــــــن الـــعَـــتَـــبِ
فلـيـسَ يُغـنـي هِـضــابَ الـصَّـبـرِ بَـعْــضُ مُـنــىً = شـابــتْ ، وَقـــدْ بــــاءَتِ الآمــــالُ بـالـعَـطَـبِ
ولـــــن يَــمـــرَّ صَـــــدَى الـتــأريــخِ مَـــــن عَــدِمُـــوا = مَعْنـى الحَضَـارةِ ، واحْتَالـوا علـى النَّسَـبِ !
فــاهْــنــأْ بــنَــجْــوَاكَ فـــــــي الأشـــعــــارِ خـــالِــــدةٌ = هـــــذا شَــذاهـــا سَـقــانــا ، فـانْـجَـلَــتْ كُــرَبـــي
لُــطــفًـــا ، وَحُــسْــنًـــا ، وإيــــثــــارًا ، وَمــوْهِـــبَـــةً = من واسِـعِ الجُـودِ ، لا مـن سالِـفِ الطَّلـبِ
جَــــــــــــادتْ عـــلـــيْـــنــــا بِـــنَـــسْـــمــــاءٍ مُــــعَــــطّـــــرَةٍ = فــخـــاطِـــري عــــــــن قِــــراهـــــا غــــيـــــرُ مُـــتَّـــئِـــبِ
واسْـتَـنْـطَـقَــتْ مــــــن لـــذيـــذِ الـــبَـــوْحِ أرفـــعِــــهِ = فـكـيــفَ تـســلــو كـبــيــرَ الـشِّــعْــر والـحَــسَــبِ
فـــــكـــــلُّ حِــــــــــسٍّ تَـــسَـــاخــــى فــــــــــي مَــحَــبَّـــتِـــهِ = كَــيْــمـــا تُــبــاهـــي الــمَــعــانــي أسْــــطــــرَ الأَدَبِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 12:15 PM
ألا رُدَّ لـي يــا شِـعْـرُ شَيْـئًـا مِــنَ الـوَصْـلِ = وَجُـدْ بانْهِمـارٍ ، ليـتَ فـي أوْجِـهِ سـؤلـي
فــــمَـــــا الــــوَعْـــــدُ إلّا أنْ تُــــغَـــــرِّدَ ذائــــقًـــــا = أريــجَ الَّلـوَاتـي بُـحْـنَ بالُّـلـطْـفِ والـفـضْـلِ
فَــكَـــم رَيْـــــتَ أنــفــاسًــا لـــهُـــنَّ تــعــطَّــرَتْ = تَــجــوبُ الــرَّوابـــي وَالـسَّـحـائــبَ بـالــوَبْــلِ
عــــلــــى ذِكْــــرِهُــــنَّ الــنَّـــثْـــرُ راحَ مُـــرفْـــرفًـــا = ومـــن شِـعْـرِهُــنَّ الـمَـجــدُ فــــي رِقَّــــةٍ يُـمْـلــي
يَمينًا رفيـقَ الـدَّرْبِ ، مـا عـاش خافقـي = لَهُـنَّ سَأمْضـي ، فاسقنـي سـابـقَ النُّـبْـلِ
أســـافــــرُ بـــالأشــــواقِ وهـــــــي صــــدوقــــةٌ = ألَـمْـلِــمُ بــالآمـــالِ مِـــــن ســالِـــفِ الــظـــلِّ
وَأرسُــــــمُ فــــــي عَـــيْــــنِ الـــمــــودّاتِ لَـــوْحَــــةً = أهـادي ذواتِ الجـاهِ وَالأعيُـنِ الكُـحْـلِ
وَأســكُـــبُ بـالـيُـمْــنِ الـطَّــريــفِ مُـبـاهــيًــا = نَمـيـرًا شــذيَّ الـــوِرْدِ مـــن مَـنـطِـقِ الـعـقْـلِ
خَــصَــصْــتُ بــــــهِ دونَ الأنــــــامِ ربــيــحــةً = ومـا بعدَهـا يلقـى الزَّمـانُ نَـدى الأهْــلِ
ومـــــا بــعـــد نَـســمــاءِ الـشــواعِــرِ مِــنــحــةٌ = تُـسـاقـي بـــروجَ المـبـدعـاتِ عـلــى مَـهْــلِ
وتـحـكـي بَـنــاتُ الـفـكـر حُــسْــنَ بـيـانِـهـا = لِـذا جَمَّعَـتْ فـي صفوهـا واسـع الشَّمْـلِ
أمــيـــرةُ لــفـــظٍ أدهَــشَـــتْ مُــقــلــةَ الـــدُّنـــا = وَيا طيبَ مَعنى القَلْبِ في واحةِ الكُلِّ
حصيـفـةُ قَـصْـدٍ مـــا اسـتـكـانَ قريـضُـهـا = وكـــيـــف لـمَــغــمــورٍ يُـــعــــارضِ بـالــمــثــلِ ؟
أصــــيــــلـــــةُ إرْثٍ لا فــــــــــــــروع تــــحـــــدُّهـــــا = فـيـا ذَرْوَةَ الآصـــالِ فـــي دَوْحِـهــا صَـلِّــي
إذا الــتــمَـــعَـــتْ لـلـفــضــلــيــاتِ زواهـــــــــــرٌ = فمنهـا بـدورُ الحَـيِّ طافـت حِمـى الــدَّلِّ
أقــولُ ، وَأُثـنـي ، لـيـسَ يُـنـسـى جَميـلـهـا = وَإن كــــــان لا يَـــدنـــو روائــعَــهــا قـــولــــي
وَأنَّــــــــــــى يُــــغــــنّـــــي بــــالــــوفـــــاءِ شــــويــــعـــــرٌ = لَــــهُ حِــبْــرُ خَـــــوْفٍ فـــــي يـراعــتِــه يـغــلــي
فــلــو خـانَـنــي وَحْــــيُ الـقــريــضِ بـجُــهــدهِ = فعـن عَـتَـبِ الآمــاقِ دمـعـي لـفـي حِــلِّ
ولــــــي خُـــلَّـــةٌ أحـــيـــت ربـــيــــعَ قــرائــحـــي = ولــكـــن مَــعـــاذَ اللهِ أرقــــــى سَـــمـــا الـــخِـــلِّ
مـــتـــى مَـــــــرَّ شِـــرّيــــبُ الــبــهـــاء بـعــقــوتــي = سَـيُـبْـهِــرُه الـتِّــرْحــالُ فــــــي نُــقــطــةِ الـــحِـــلِّ
فــمــا حــطّــت الـنَّـعْـمــاءُ إلا بـضـحـوتــي = فــــرام سـنـائــي والـسَّـنــا طــيّــبُ الأصــــلِ
فللهامِ بـــــالإلـــــهــــــامِ عِــــــــــــــــزُّ مَـــــكـــــانَــــــةٍ = وَبــــالأرْيِ لــــلآراءِ يــشــدو فــــمُ الــعَـــدلِ
وتنهـل مـن صَـوْبِ الـصَّـواب مطامـحـي = فــــلا مــرتــعٌ لـلـفـجـر فــــي جـنــبــةِ الـــــذلِّ
صــعـــدتُ إلـــــى جَـــــوِّ الـحـقــائــق مــتــرفًــا = وأيــقــنــت أنَّ الــصَّــبْــرَ بَـــوّابـــةُ الـــوَصْـــلِ
أمـــيــــل إلـــــــى الأقــــمــــار ودًا ، كــــرامــــةً = فـلــم يـــكُ يـومًــا حـانـثًـا بـالـضِّـيـا مَـيْـلــي
فـطــوبــاكِ مـــــلء الـقــلــبِ يــــــا أمَّ ثـــائـــرٍ = وَهـذا الختـام المِسْـكِ شـادٍ بـهِ سـؤلـي !
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 12:19 PM
شَـــــيْءٌ عَـــــنِ الآخَـــــرِ الـمَـخْـفــيِّ نـجْـهَــلُــهُ = لا حَــــرْفَ نَــعْــيٍ مــــن الأشــبـــاحِ نـســألُــهُ
ولا ضَــــمــــيــــرٌ ، ولا ظِـــــــــــــلٌّ يُـــشـــاطـــرُنــــا = قَــحْــطَ الـسِّـنـيـنَ ، ودَمْــعًــا جَــــفَّ مـنـهـلُــهُ
حيـنًـا لــهُ فــي الـمَــدى استـيـحـاشُ قـافـيـةٍ = أو يـــنـــظـــمُ الــــوَهْـــــمَ أحـــيـــانًــــا ، ونــقــبـــلُـــهُ
فاللـيـلُ مُــذ شــطَّ مسْـعـى الـزُّهْــرِ يُلهـمُـنـا = والـــبَــــدرُ مــــــــن شَــــغَــــفِ الــبـــلـــوى نُــقــبّــلُــهُ
قـــــــد يـسْــتــحِــلُّ وهـــــــادَ الــكــبْـــتِ مــــزدهــــرًا = وإنْ مـضـى شاحـبًـا فـالـشـكُّ يسـحـلُـهُ !!
يــــخــــوضُ مــــــــن لُــــجَــــج الآراءِ مــعـــركـــةً = ومــــا أبــــى أو نَــبــا فــــي الـسِّــلْــم فـيـصـلُــهُ
وكـم تـراءتْ لـهُ العُقْـبـى عـلـى مَـضَـضٍ = وفــــــــــــــي مـــعــــلّــــقــــةِ الـــعُــــقْــــبــــانِ مـــعــــقِــــلُــــهُ
مــــــا بـــيـــن أطــــــلالِ بــــــوْحٍ مَــــــسُّ أخــيُــلــةٍ = يــــــــعــــــــودُ مـــــنـــــطــــــقَ عُــــــــــــــــذَّالٍ يُــــحَــــلِّــــلُــــ هُ
وَقـــيـــلَ مــــــا قِـــيـــلَ لـــكـــنْ لـــســــتُ أفــهــمُـــهُ = وَقــيــلَ مــــا قِــيــلَ لــكـــن لــســـتُ أجـهــلــهُ !
فـأجـهـشـتْ ضَـحِــكــاتُ الـسِّــحْــر حـامــلــةً = هُـــزوَ الـبـيــانِ ، عــيــونُ الـسَّـبْــقِ تـحـمـلُـهُ
يَـــدلــــو بـمــوْسِــمــهِ مــــــــن غــــيــــر تَــرجـــمـــةٍ = لأنَّ مَــــــــــــــنْ زيَّــــــــــــــفَ الــــــــــــــوادي يُــــدلِّـــــلُـــــهُ
تــــــــكـــــــــاد غـــــلّــــــتَــــــهُ تـــــهــــــجــــــو بـــــيــــــادرَنــــــا = صــــــواعُـــــــهُ مَــــــغـــــــربُ الــــدُّنـــــيـــــا يُـــغـــلِّــــلُــــهُ
شــــــيءٌ عـــــــن الآخـــــــر الـــواهــــي تــمــدُّنُـــهُ = طـــــالــــــت أيـــــاديــــــه واســتـــغـــنـــى مُـــعَـــلِّـــلـــهُ
دعــــــــــا لـــنـــبــــشِ قـــــبـــــورِ الآسِ مــفــتـــخـــرًا = فـــكــــانَ فـــــــي ذكـــريــــاتِ الــعُــمـــرِ مَــقْــتــلُــهُ
يـــــــــــــا أيّــــــهـــــــا الــمُـــتـــنـــبّـــي دون ســــابـــــقـــــةٍ = فـــي عَـلّــةِ الـوَصْــفِ أقـصــى مـــا تُـؤَمِّـلُـهُ
تـمَــلْــمَــلَ الـــــــوَرْدُ لـــمّــــا شِــــمْــــتَ أضــــربَــــهُ = فــــآخِــــرُ الــــعــــامِ أوهـــــــــى الــــحـــــالَ أوَّلُـــــــــهُ
هــــــــذا مَــتـــاعـــي وَمــــــــا أجــــــــدتْ ثــمــالــتُــهُ = هـــــــــذا مَـــنـــامـــي ، أمـــــــــن واعٍ يُــــؤوِّلُـــــهُ ؟
أمِــــــــــــنْ بــــقــــيّــــةُ أحــــــــــــوالٍ نــــهــــيـــــمُ بــــــهـــــــا = قـــربَ الـجِـنــان ، أمِــــنْ ذوْقٍ نـؤصّـلُــهُ ؟
صَحِّفْ مبادىءَ مَن باسِم الجوار غفا = واجــعـــلْ مـــــن الـصَّــحــوِ عُــنــوانًــا يُـمـثّــلُــهُ
فـــــــــالآن أقــــفـــــلُ نـــــحـــــوي آيـــــبًـــــا لـــفـــمــــي = فـــمــــا أخـــــــال الـــرَّحــــى الـبَــكــمــاءَ تــأكــلُـــهُ
عـــبـــرَ الأثـــيـــرِ تــســاقــي الـــقـــومِ حَــنْــجــرةٌ = غـــــنـــــاؤهـــــا خـــــــالــــــــدٌ يُـــنــــبــــيــــكَ مـــــوئـــــلُــــــهُ
حــديــث عــهـــدٍ ، خــجـــولٌ فـــــي حـداثــتــهِ = فـــــلــــــم يــــــــــــدعْ فــــــنــــــنَ الإيــــــقــــــانِ بُـــلـــبُـــلُـــهُ
يــدنــو الـقـيــاسَ بـعـطــر الـغــيــث مـلـتـحـفًـا = مــــــــا كــــــــان مـــعـــتـــزلاً ، فاللهُ مُـــنـــزلُـــهُ !!
فـــاكـــتـــبْ بـــعـــقـــلٍ وإحــــســـــاسٍ ومـــعـــرفـــةٍ = إلــــيــــك نــــبــــعُ الــنُّـــهـــى يــشـــتـــاقُ أجـــمـــلُـــهُ
شـيءٌ عــن الآخــر المفـضـول يردعـنـي = فخاطـري فاضـلٌ ، لا شـيءَ يعـدلُـهُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:29 PM
طوبى لقلبِكِ يا أُخْتاهُ فاحتملي = شكوى الفِراقِ ، وحتّى ينقضــــــــي أجلــــــي
هَناءُ : يا بسْمةَ الماضي وما حمَلتْ = روائِــــــــــحُ الودِّ لــلأحبـــابِ والأهَـــــلِ
طوبى لضَعْنٍ به الأنوارُ سابِحةٌ = صافي السَّريرةِ ، أنقــــى من نَدى المُقلِ
في لحظةٍ عندها ودّعتِ مَجْلسَنا = مشتاقـــــــةً لرحيــــقِ الخُلدِ والنُّـــــــزلِ
غريبةَ اللّحْدِ والتَّهْجيرِ : صابرةً = قد أنزلوكِ ، ففاضـــــــتْ أعيُنُ الحَجَـــــلِ
واحْمَرَّ أُفْقٌ ، وأرخى الَّـيـــلُ غُربَتَهُ = ولا أبٌ أو أخٌ في المَــوْقِــــفِ الجَــــلــَــلِ
لكنّما الرُّوحُ يا أختاهُ سائحةٌ = لا بُعدَ يطوي سَماها ، فانهضي وصِلي
ستلْتقينَ بأمّــي ، قَــبِّــلي يدَها = وبلّغيها سَـــــلامًــا صــــادقَ القُـبَـــــلِ
هَناءُ : يبقى وفاءُ الرِّوحِ مَوْردَنا = بــــهِ نطـــوفُ على مــــــأواكِ ، فابتهلي
أنْ نأتسي دونَما بَيْنٍ يُفرّقُنا = وأن تطيبَ معـــانينــا بـــلا عَمَــلِ
يا أمّ أحمدَ : لن تخفى مباهِجُها = عهـــودُ بَيْعَتِكِ الكُبْرى مَعَ الرُّســـــــلِ
ذكْرًا وفِكْرًا ، وعِرْفانًا ومنزلـــــــــةً = تزهو مَداركُــها فـــي أجْملِ الحُــلَلِ
هناك تزْدَلِفُ الخيراتُ يحملها = جَناحُ رضــــوانَ ، يُلقيها علـى مَهَلِ
روحي فداؤك ، والأشعارُ ، ما بَلَغتْ = عيونُ راحتها الشِّــــعرى ، إلى زُحَـــلِ
يا أمّ فاتنَ صَبْرًا أسْعِفِي أرَقي = ليـــلُ الوَداعِ طويـــلٌ بالـــغُ العِـلَــلِ
وَلْيَرْحَمِ اللهُ مَنْ طولَ الدُّنا صَحِبَتْ = أدواءَ قلبٍ رَقيـــقٍ مُشـــرقِ الأمـــلِ
وَدَّعْتُ رَسْمكِ لكنّي على ثِقةٍ = بأنّ روحَــكِ قربــي أيقظت جُمَلي
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:32 PM
مُــنـــذُ سِــتّــيــنَ ، والـــهـــوى مَـــغـــدورُ = مُــنــذُ سـتّـيــنَ لــــم يــعــدْ لــــي مـصـيــرُ
كـــلُّ شــــيءٍ يُــديــمُ زخــــمَ الـمـآســي = والـخــطــايــا ، ويـســتــمــرُّ الـشــخــيــرُ
كـلُّ شـيءٍ يصيـحُ ، ينـدبُ ليـلـي = يـتــأسّــى ، حــتـــى الــــــدمُ الــمــهــدورُ
يـــــــا فـلـسـطــيــنَ لــوعـــتـــي وحــنــيــنــي = وجــراحـــي ، ومـــــا تـلــتْــهُ الـعــصــورُ
يــا مـعـانـي الـصُّــدور ، بـؤبــؤَ قـلـبـي = هــل إلــى نـخـوةِ الضَّمـيـر صــدورُ ؟
تـتـمـاهـى مــــع الــــدروبِ شـجـونــي = حــبّــذا صـــــاحِ يـسـتـفـيـقُ الـضَّـمـيــرُ
حــبّــذا يـلـتـقـي الـعـطـاشــى حــبـــورًا = في حِمى الأقصى ، والشتاءُ مَطيرُ
وتــــزفّ الـعـيــونُ أحــلـــى الـــــدراري = يـتــغــنّــى عـــلــــى الــــرُّبــــا الــشُّـــحْـــرورُ
يــا فلسطـيـنُ : والصِّـبـا ، والمـعـانـي = كـــــركـــــراتٌ بـــــهـــــا هــــــــــواكِ يـــــمـــــورُ
عـلّـمَـتْـنــا أنْ يــــــوم تـــدنـــو الـمــغــانــي = لكِ نحـدو ، كـي يهتـفَ التحريـرُ
ثــــــــمّ نــــغـــــدو مُــكــبّــريـــن ، وفـــيـــنـــا = شهـداءُ الضُّـحـى الجـريـحِ حـضـورُ
مُـنــذُ سِـتّـيـنَ نـرقــبُ الــوعــدَ صــبــرًا = كــــــلُّ جـــيــــلٍ لـــمــــن تـــــــلاه يُــشــيـــرُ
وتــمــرُّ الــدهــورُ عـجــلــى ، ويـبــقــى = سـائــلاً عـــن طـيــوبِ لـيـلـى الأثـيــرُ
وعـســى يُـنـشـد الأديـــبُ لتـصـغـي = هــــضـــــبـــــاتٌ حـــــيـــــالـــــه وثـــــــغــــــــورُ
لـيـس يـدنـو مـضــارعٌ للـمـواضـي ! = عــهـــد يــغــفــو بـحـومــتــي الــمــجــرورُ !
عـهـد يـرنـو إلــى الـسـفـوح صـــلاحٌ = بـــــــــفــــــــــؤادٍ يــــــحــــــفّـــــــه الــــتـــــقـــــديـــــ رُ
يــــــشــــــرحُ اللهُ لــلــنــعـــيـــم صـــــــــــــدورًا = يا حبيبـي ، فليـسَ تخفـى السطـورُ
فــادّكــرْ بَــــوْحَ مُـهـجـتـي واشـتـيـاقـي = رُبّـمـا نمـضـي ، يسْـلـبُ الــروحَ نـــورُ
حـيـنــهــا تـــذكـــرُ الـــريـــاضُ وفـــائـــي = فـــرطَ نُـعـمـى تُـقـبّـلُ الـشِّـعْـرَ حــــورُ
يـــــوم تـبــتــلُّ فـــــي الــعِـــراقِ عـــروقـــي = والـهـوى حــولَ خـافـقـي مَـأســورُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:36 PM
أعـظِـمْ بمَنـزلـةِ الـصـلاةِ عـلـى الـهــدى = نــــورٌ مــــن الـقـيّــوم صـافـحــه الــنــدى
اللهُ صــلـــىّ حــيـــث حــضـــرةِ قُـــدْسِـــهِ = فهـو الحبيـبُ المجتبـى ، عِطـرُ الـمـدى
فــــــإذا الـمـلائــكــة الـــكـــرام تـنــافــســوا = كــــي يـبـلـغــوا رتـــــبَ الـــــودادِ تـعــبُّــدا
كـــــي يـفـقـهــوا مِـعــشــار قـــــدْر نـبـيّـنــا = لــــمّــــا اصــطـــفـــاه اللهُ عــــبـــــداً ســــيّـــــدا
عَـــبَــــقٌ تـعــانــقــه الــقـــلـــوبُ تــضـــوّعًـــا = طـوبــى لـمــن صــلــىّ ونــــال الــســؤددا
هــــــيَ خـــيـــرُ وِرْدٍ للهدايــــــة واجـــــــبٍ = وبــــه تُــنـــال الأعـطــيــاتُ لــمـــن شـــــدا
تُقضـى بهـا الحاجـاتُ ، خيـرُ وسيلـةٍ = للـعـابـديـن ، ومـــــن أحــبّـــوا الأمــجـــدا
إنّ الــصـــلاةَ عــلـــى الأمــيـــن شـعــيــرةٌ = بــالــحــبِّ عـظّـمْــهــا ، ووقّــــــرْ أحـــمـــدا
حــتـــى تــنـــال شــفــاعــةً فــــــي يــــــوم أنْ = تردَ الحياض ، حياض مَن مدّ اليدا
وتـــــنــــــال كـــــوثــــــرَه ورحـــــمــــــة قـــلــــبــــه = فـهـو الـــرؤوفُ بـمــن يـصــونُ الـمــوردا
قـل : ألـفُ ألـفِ صــلاة ربــي دائـمًـا = وســـلامـــه تـــصـــل الـــســـراج مــحــمّـــدا
عـــــــدَّ الــبـــريّـــة عــــــــدَّ أزهــــــــار الــــدنــــا = عـــــدَّ الـنــجــوم ، وكـــــلّ طــيـــرٍ غـــــرّدا
هــي نـعـمـةٌ ، عـيــنُ الـصــلاح نمـيـرهـا = ومـــدادُهـــا أغـــنـــى الأنــــــامَ وأســـعــــدا
لا ريـــــب يـسـمـعـهـا الــرســـولُ وإنّــــــه = مستـغـفـرٌ أبــــداً لــكــلّ مــــن اهــتــدى
فانهـضْ أخـا الإيـمـانِ روحًــا صـادحـاً = هي أصلُ بابِ الخير ، وهي المبتدا
ربّــــــــــــاه فـــارحـــمْـــنـــا بــــــهــــــا وبــــنــــورهــــا = أكــــــرِمْ قـــلـــوبَ الـصـادقــيــن مـــؤيّـــدا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:42 PM
أثـمَـلْــتُ ذائِـقَـتــي ، وَفُــــزْتُ بـجَـنَّـتـي = وَهَجَرْتُ بَعْضَ الظَّـنِّ ، بُحْـتُ بهِجْرتـي
بَيَّـضْـتُ بـالأمَــلِ الفَـصـيـحِ صَحَـائِـفـي = فَـزَهَــتْ تُـصـافِــحُ بـالـمَـدامِـعِ مُـقـلـتـي
نافَـحْـتُ عَـــنْ رُفَـقــاءِ قَـلـبـيَ مُخْـلِـصًـا = حـتَّـى وَلــو أغـنَـتْ رؤاهُــم عَبْـرَتـي !!
أزْلَــفْــتُ لـلـرَّبْــعِ الـعَـفـيـفِ جَـنَـائـنــي = وَسَقَيْـتُ غَـرْسَ الصَّبْـرِ حُـسْـنَ مَـوَدَّتـي
فَـــإذا اسـتـفـاضَـت بـالـوئــامِ بَــيــادري = شَـــمَّ الـزَّمــانُ مَـــعَ الـبَـلابِـلِ وَرْدتـــي
يـا دَعْـدُ : هـل ذُقــتِ العـيـونَ مَشـاعـرًا = عَيـنـايَ تـرنــو ، والـفــؤادُ ، وَمُهـجَـتـي
هــذي مَـضـاربُ مَـــن تـغـنَّـى باسـمِـنـا = إن شِـئــتِ فاستـمِـعـي الـمَـقـامَ حَبيـبَـتـي
أو فـاقــرأي طَــلَــلَ الـمَـجَــازِ مُــرَفَّــلًا = وَخُــذي عــنِ الأثَـــرِ الـبَـهـيِّ حَقيـقَـتـي
أو رُبَّـمــا تَـجـديـنَ شَـيْـئًــا مــــن لُــقــىً = إن زُرْتِ يـــا دَعْــــدَ الــوفــا فَـلُّـوجَـتـي
وَهُـنــا ، حِـــذارَ بـــأن يَـغـالَــكِ ظِـلُّـنــا = وَأريــــجُ ذكــــرى يـسـتـظـلُّ بـلَـهْـفَـتـي
وَهُـنــا تَـأنَّــيْ ، وَقْـــعُ نَـبْـضِـكِ مــؤلِــمٌ = كــي لا تَـمُـسَّ نَــدى الأزاهِــرِ زَفْـرتـي
أثـمَــلــتُ ذائـقــتــي بــكـــأسِ فـراتِــهــا = طـابَـتْ عـلـى فـمِـهـا الـمُـبـاركِ قُبـلَـتـي
وَطَبَعْـتُ فــي جَـسَـدي شَعائـرَهـا الـتـي = ضَـجَّـتْ ، فَـأثـرتْ بالمَحـاسِـنِ دَوْحَـتـي
رَبِــحَــتْ قـوافـيـنــا الــعِـــذابَ مَـــــآذنٌ = عَــدَّ النَّـواحِـي فــي ضَـواحـي غُـرْبـتـي
فَـأنَـا المَلـيـمُ بـيــومِ غافَـصَـنـي الـنَّــوى = لَــــمْ أدْرِ أنَّ الَّــيــلَ أمــطـــرَ تُـرْبــتــي
وَقـفَـلْــتُ ألـتـمــسُ الــرِّيــاحَ مَـرَاكــبًــا = لِأَزُفَّ مـــن وَجـــعِ الـقـوافــي أوْبــتــي
لا آخَــــذَ الــبَــاري جِــراحــي حـيـثُـمـا = أهـــدَتْ لــهــا الأيّــــامُ نَــفْــحَ كَـريـهــةِ
إيـــــهٍ حَـبـيــبَــةَ نـــاظـــريَّ تــرفّــقــي = تاهـت بـيَ الأشــواقُ ، مــادت غَيْـرتـي
فــي رِبْـقَـةِ الخَلَـجـاتِ صَــدري واجـــمٌ = وَلِــــذا تــبــادَرَتِ الـمَـواقــفَ رِقْـبَــتــي
لـــكِ دهـشـتـي ومــروءتــي ومـحـبّـتـي = لــكِ روحُ صَـفْـوي مــا حَيـيـتُ هديـتـي
حَـتَّـى إذا انـدَمَـلَ الـهَـوى خَـلُـصَ الِّلـقـا = وَاسْتَـعْـذَبَ الـكــأسُ المُـعَـتَّـقُ حِكْـمَـتـي
أثـمَـلْـتُ ذائِـقَـتـي بصُـحْـبـةِ مَـــن لَــهــا = طَرِبَـتْ قَراطيـسُ الحَنـيـنِ ، وَصَبْـوَتـي
لـمّــا اصطـفَـانـي للـمِـنَـصَّـةِ عِـطْـرُهُــا = حِـدَقًـا ، وَأفـكــارًا ، وَعُـــرْسَ قَـريـحـةِ
سَمَـحَـتْ لومْـضـي أن يُـلاطِـفَ جَـوَّهــا = والـيــوم أحسـبُـنـي فَـنـيــتُ بـوَمْـضَـتـي
أنَـــا سَـادَتــي الـغِـرِّيـدُ فـــي سـاحـاتِـهـا = رَغْــمَ الأزيــزِ ، وَمِهْـرَجَـانِ المُـثْـلـةِ !!
كَـرِهُـوا مُـقـامـي ، هَـجَّـرُونـي مُـكْـرَهًـا = زَعَمـوا بأنَّـي مِـنْ " يَزيـدٍ " نُطْفَـتـي !!
فَــتَــوارثَ الــنَّــاسُ الـطَّـغــامُ خـطـيـئـةً = فيها استوى الماضي وَحَاضِـر غَفْلتـي !
فـالـطَّـالِـحــاتُ وَإنْ تـــرَهَّـــلَ مَـتْـنُــهــا = كالصَّالـحـاتِ لَــدى مَـغـازي لَـوْعَـتـي !
يــــا حَــيْــرَةً يَـنْـعــى الـجَـنـائِـبَ بَـثُّـهــا = لولا " رَفِعْتِ الحالَ " نَحْوَ " الحِيرَةِ " !
فاستَخْـبـري يـــا دَعْـــدُ أنـســامَ الـصِّـبـا = هـل كـان مِنـهـا حـاطِـبٌ فــي لَيْلَـتـي ؟!
أم إنَّ فـي الطـرُقـاتِ مــا أغــرى المَـهـا = كَـتَـنـابُـزِ الأخْــــدانِ عــنــدَ الـكَـنَّــةِ ؟!!
فاقـرَأْ ضَميـرَ الـدَّهْـرِ بَـعـضَ شَوَاغـلـي = فالشَّـكُّ يَمـضـي ، وَاليَقِـيـنُ ، وَهِجْـرَتـي
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:47 PM
يفـنـى القصـيـد ويـبـقـى ذكـــرك الـعـطـرُ = يـبـقــى شــذيًّــا طــروبًــا بـاســمــك الـعُــمُــرُ
وشّـــحْـــتَ بــالــحـــبِّ والآدابِ أفـــئــــدة = أنـــت الـمُـربّـي الـــذي دانـــتْ بـــه الـعِـبـرُ
فـــطــــاب نـــهــــج الــمــعــانــي رقــــــــة ووفــــــــا = وبـــــــات مـحـتــفــيــاً فــــــــي حــــبّــــك الأثــــــــرُ
طــوبـــاك مـــــن أمـــــلٍ جــــــاد الإلــــــه بــــــه = هـيـهـات مـــن مَــثَــلٍ تــأتــي بــــه الـعُـصُــرُ
حــيّــتـــك أروقـــــــة الإخـــــــلاص وارفــــــــة = وهبـتـهـا الـجِــدّ عـمــرًا فـازدهــت فِـكَــرُ
ترتـاد طـيـبَ النـهـى تــروي مصـادرهـا = وتـسـتــقــي بـــاذخـــات الــعــلـــم تـبــتــكــرُ
كـــــــأنـــــــك الأب الــــحـــــانـــــي بــطـــلـــعـــتـــه = فـــكــــلّ درسٍ مـــــــن الآمـــــــال يــــزدهــــرُ
وفــيـــتَ حــتـــى تـنــاهــى الــنـــور مــعــرفــة = وأنـــــت أنــــــت جـــمـــالَ الــعــهــد تـــدّكـــرُ
حــســبــي أتــيــتــك بــالأشــعــار ذا أدبٍ = عساك ترضى فتغشى قصدَنا الدررُ
وتـــســـتــــحــــيــــل أمــــالـــــيـــــنـــــ ا مـــــــــغــــــــــرّدة = تــرجــو الــوفــاء لــمــن غــنــى لـــــه الـقــمــرُ
إنـي اكتفـيـت ، وقــد أزلـفـت معـذرتـي = يا من صفت قربك الأذهـان والغُـدُرُ
طـــوبـــاك أســتــاذنــا مــــــا قــــــال مــمــتـــدحٌ = يمـضـي الـزمـان ويبـقـى ذكـــرك الـعـطِـرُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:49 PM
هنـاكَ زنـبـقــةٌ تــمـضي .. وزنبقةٌ = تــأتي هنا .. حولها رقتْ مُـناجاتـي
كلتاهما عـفّــرت بالمسكِ خاطـرتي = حتىّ نمتْ أرجــاً في الودّ تــائـاتــي
تلك التي فجّــرت أحشاءَها حِمــمـاً = شــهـيــدة عـشـــقـت آلاء جــنّـــاتِ
لـمّـا تــناهتْ بحبّ القــدس ناضـرة ، = بروحــها رفرفتْ حــــول السمواتِ
فـسـطّرت في ســـماء الشعر قافــيـــة = ما كــان يدنو ســـناها ظالمٌ عــاتــي
وهــذهِ ولــدت في خــدّهـا ألـــــــقٌ = كــأنّــها اســترقت شجوَ الجراحاتِ
فقلت – والآه في الأحشاء كامنة - = آيــاتُ إنّــك تــخــلـيــــــدٌ لآيـــــاتِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:54 PM
يـــــــادرّةَ الــشُّـــهـــداء ... عــــهــــدَ تــنـــاهـــى = يـــكـــفــــيــــكَ بـــــــاســـــــمِ مُــــحـــــمّـــــدٍ تـــتـــبــــاهــــى
أبــكــيــكَ ... لاأبـــكـــي الـــفـــراقَ وإنّـــمــــا = لَـــهَـــفـــي عــــلـــــى كــــبـــــدٍ يـــــشـــــبّ لـــظـــاهــــا
وجــــــــعُ الـــحـــيـــاة عـــهـــدتُـــه دون الـــصِّـــبـــا = لــــكـــــن .. بــــرؤيـــــاكَ الـــســـقـــامُ ســـقـــاهـــا
لــــكــــن بــــذكـــــراك الــــديـــــارُ ... نـحــيــبُــهــا = مــلء الفـضـاء ، فـأيـن مَـــن واسـاهــا ؟
يـبــقــى خـيــالــك فـــــي الأمـــاســـي زائــــــري = ورؤاك يـــحــــكــــي الـــصــــابــــرون شـــــذاهــــــا
بـــــل أنـــــتَ فـــــي جـــــوفِ الأثـــيـــر حــمــامــةٌ = نــاحـــت ، فــأخـــزى الأدعـــيـــاءَ بُــكــاهــا
أم أنــــــــت يــاهــيــمـــانُ بـــلـــبـــلُ دوحـــــــــةٍ ؟ = قــســمــاتُــهــا الـــــحـــــزنُ الـــطـــويــــل طـــــواهــــــا
غــــــــــرّدْ فـــــأســـــرابُ الـــمــــلائــــك أقـــبــــلــــت = غــــــــــــــــرّدْ فــــســــاعــــاتــــي يــــــــحـــــــــنّ صـــــبــــــاهــــــا
غـرّدْ .. إلـى القـدسِ الحبيبـة أسـرعـت = مَــــهُــــجــــات قـــــــــــــوْمٍ أزبـــــــــــــدت بــــنــــداهـــــا
عجلى إلى الفردوس روحُك رفرفت = فـاخـلـدْ فـقــد أغـشــى الـحـبـيـبُ هــواهــا
وصــرخـــتَ وا قــدســـاه لــســـتُ بـــجـــازع = إلا عــــلــــى الأحــــــــلام خــــــــفّ صــــداهـــــا
يـامــن عـلــى الأقـصــى دمــــاؤك ألـهـبــت = عــــــزمــــــاتِ قــــــلــــــب بـــالـــجـــهـــاد تــــنــــاهـــــى
هـــــل كــنـــتَ تــعــلــم أنّ نـــصـــرَك نـــاجـــزٌ = مـــــــن بـــعــــد أنـــفــــاسٍ تــطــيـــبُ رؤاهــــــــا ؟
هـــل كـنــت تـــدري أنـــت بَـــدْءُ قــوافــلٍ = ســــارت إلـــــى الـرحــمــن مـــــلء أســاهـــا ؟
وتــــعــــلّـــــقـــــت بـــالـــخــــالــــديـــ ـن شــــجـــــونُـــــهـــــ ا = بـــالـــمـــســـجـــد الـــــبـــــاكـــــي رأت مـــعــــنــــاهــــا
يــــادرّة الـشـهــداء : حـسـبــك والـسُّــهــا = يــــهــــواك رونـــقـــهـــا ... وأنـــــــــت ذراهـــــــــا
راحــــــــــــــت تــــغـــــنّـــــي لـــلـــســــمــــاء طـــــــروبـــــــة = بـــــنــــــدى ضـــمــــيــــرك يـــــزدهــــــي مـــغـــنـــاهـــا
تـغـفــو عــلــى الـتـحـنـان حــيـــث يـروقــهــا = مـــــــن جـانــحــيــك .. ويـنـتـخــيــك مــنــاهـــا
فــــتــــحــــيّـــــةً مـــــــــــــــــن شـــــــــاعـــــــــرٍ مــــــتــــــوسّــــــلٍ = بــــمـــــدامـــــعٍ نــــــــــــــادى عــــلـــــيـــــك جـــــــواهـــــــا
لــــــــــمّــــــــــا رآك تــــــــــلــــــــــوذ فـــــــــــــــــــــرط مـــــــحـــــــبّـــــــ ة = بـــأنــــامــــلٍ أوهـــــــــــى الـــــرصــــــاصُ قــــــواهــــــا
بــــــأنــــــامــــــلٍ أبـــــــــكــــــــــتْ أبـــــــــــــــــــاك لأنّـــــــــهــــــــــا = عـــجـــزت .. وتــرتــيــلُ الــــــرّدى حــيّــاهـــا
وتــــحــــيّــــة مـــــــــــــن كـــــــــــــلّ طــــــفـــــــلٍ صــــــابـــــــر = بـــــحـــــمــــــى الــــــــعــــــــراقِ عـــــيــــــونــــــه روّاهـــــــــــــــــا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 01:58 PM
دمعُ الهوى – فيض المشاعر – يُحبسُ = ويــــكــــاد بـالـخــفــقــان شــــوقًــــا يــنـــبِـــسُ
أو يــســتــعـــيـــد الــــذكــــريــــات لــــعــــلـــــه = مـــنـــهـــا بـــأطـــيـــاف الـــمـــرابـــع يــــغـــــرسُ
أو يـسـكــب الـعــبــرات شــعـــرًا خــالـــدًا = وبــــــه لـــكـــلّ ذوي الـــمــــروءة يــهــمـــسُ
لــكــنّـــه الــهـــامـــي بــــجــــوف خــــواطــــري = يـســتــعــذب الأفـــكــــار ثـــــــمّ يــــؤسّــــسُ
يـسـتـعـذب الـفـكــر الــتــي مـــــا أنـجــبــت = غــيـــر الـبــكــا حـيــنًــا ، وحـيــنًــا تـــخـــرسُ
لـــــمّـــــا تــعــاظـــمـــت الـــــجـــــراح ألـــيـــمــــة = واستـوحـشـت هــــذا الــزمــان الأنــفــسُ
لـــمّــــا تــعــكـــر صــــفــــو أمــــــــواه الــــدنــــا = فــالـــكـــأس غـــــــــمٌّ والــمــعــانـــي كُــــنّـــــسُ
والــــحـــــبّ وهـــــــــمٌ والأمــــانـــــي غـــــربـــــة = والـبـعــض مــــن روح الــمــدارك أفـلـســوا
قــــــل لــلــنــوارسِ يـــــــا ضــمــيـــرُ مــعــزّيًـــا = أيغـيـب عــن ســرب الحـمـائـم نـــورسُ ؟
كــــم كــــان يـسـتـهـدي الــبــراءة يـافــعًــا = مــــــن كـــــــلّ عِـــطــــر لـلــحــيــا يـتــنــفّــسُ
وتــــشـــــمّ أطــــيـــــاب الـــجـــنـــان بـــقـــربـــه = وفـــــــــــــــؤاده بـــــرفـــــاقـــــه مُـــســــتــــأنــــسُ
فـــــــإذا نـــدامــــى الــــحــــيّ دون مــــنــــادم = والــحــزن فــــي روع الــصـــدور يــوســـوسُ
والـــدرب مـــن شـجــوٍ كـئـيـبٌ يحـتـسـي = ذكـــــرى الـلـيـالــي ، والــزواهـــر خـــنّـــسُ
لـــمّـــا نـــعـــى الإثــنــيــن وجــــــدان الــفــتــى = وربـــيــــع عـــمــــر بـــالــــردى يــتــحــسّــسُ
ولـــعـــلـــه أوصـــــــــى الــــزمـــــان مـــنـــاديًـــا = عــــمّــــاه مــــهـــــلاً فــــالـــــوداع مُــــقـــــدّسُ
عــــــمّــــــاه قـــبّـــلـــنـــي فــــــإنّــــــي راحــــــــــــلٌ = أغــشـــاه مـــــن مَــلَـــكِ الـحِــمــام تــفـــرّسُ
وتــمـــلـــك الــــــــروحَ الــنـــزيـــف مــعــانــقًــا = والـــصـــبــــر زادٌ والــبــشـــاشـــة أنـــــفـــــسُ
يـــابــــارق الإثــنـــيـــن فــاحـــمـــلْ جــرحـــنـــا = وعـــســـى يـــداويـــه الـحـبــيــب ويـــحــــرسُ
عـــزّيــــت بــالــجــمــل الــوثـــيـــرة شــــاكــــراً = فـــــي فِــلـــذة الــكــبــد الـــتـــي لا تـــرمـــسُ
وتـــصــــبّــــري يــــــــــــا أمّ لــــــيــــــثٍ إنّــــــــــــه = لا ريـــب فــــي غــــرف الأكــابــر يـجـلــسُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 02:04 PM
لــــمّــــا رحــــلـــــتُ ، وكـــفّـــنـــوا أشــــواقـــــي = والـــذكـــريـــات ، وأدمـــــــــع الأعـــــمـــــاقِ
واسّــــاءلـــــوا قــــبـــــل الــمــســيـــر تــهــكّــمًـــا = مَـــــن ذا سـيــرثــي شــاعـــرَ الــعــشّــاقِ ؟!
ومــــرابــــع الأدبــــــــاء جــــــــفّ غــراســـهـــا = لــــم يــبــق مــنــهُ ســـــوى صـــــدى الأوراقِ
يــتــهــكــمــون رعـــــونـــــة لــــــــــم يــفـــقـــهـــوا = أنّـــــــــي رثــــيـــــت حــشــاشــتـــي بـــفـــراقــــي
خـلّــفــتُ خـــلـــف الـشـامـتـيــن قــصــيــدة = مــــــمــــــزوجــــــة بـــــــــحـــــــــرارة الآمـــــــــــــــــــاق ِ
بـــــل إنّــهـــا – والـعــمــر ظِــــــلٌّ زائــــــلٌ – = أزلــــــيّـــــــةٌ مـــــــــــــن مــــنــــطـــــقٍ ســـــــبّـــــــاقِ
مــــن مـنــطــقٍ نــشـــد الـخــلــود ، وطـالــمــا = حــــــــــنَّ الـــــزمـــــان لـــــــــــه وكـــــــــــلّ رواقِ
مـــــن مـنــطــقٍ يـهــجــو الــنــفــاقَ وأهـــلـــه = يــبـــغـــي الــــوفــــاء ، مــــؤيّــــد الإشــــــــراقِ
أزلـــــيّـــــة الــمــعـــنـــى أحـــــبّــــــت خـــــاطــــــرًا = مــــــا نــــــال غـــيــــر مــحــاســـن الأخـــــــلاقِ
مــــــــــا ذاق إلا الــصــالـــحـــات ، لأنّــــــــــه = مـــتـــيـــقّـــنٌ مــــــــــــن جــــــنّـــــــة الــــــخـــــــلاّقِ
لـــــــــم يـــكـــتــــرث لـلـعــابــثــيــن وغـــيـــرهــــم = مـــمّـــن أضـــاعـــوا الـــحـــبّ فــــــي الآفـــــــاقِ
مــتـــعـــجّـــبـــيـــن بــــغــــفـــــلـــــةٍ روحـــــــــيّـــــــــةٍ = يــتـــســـكـــعـــون بــــأتـــــفـــــه الأســـــــــــــــواقِ
وهـــنــــوا ، ولــلأفــكـــار بُــــــــرْد خــــرافــــةٍ = قــــــد زوّقـــوهـــا مــــــن هــــــوى الــفــسّــاقِ
واسّـــابـــقـــوا نــــحـــــو الـــــروابـــــي عـــلّـــهــــم = يـــــطـــــأون طـــيـــفًــــا قِـــــمّـــــة الإرهـــــــــــاقِ
وتــــبــــذّلــــوا بــــالــــشـــــكّ دون درايـــــــــــــةٍ = واســـتــــأثــــروا بـــالــــنــــوم دون خَـــــــــــلاقِ
إنّـــــي رحــلـــتُ وكــنـــت دون ( هــويّـــةٍ ) = أشـــــدو مـــــع الــشــعــراء فــــــي الأنـــفـــاقِ
حـــتــــى إذا ألــــقــــى الــســـخـــيُّ نــتـــاجـــه = واســـتــــغــــرق الـــخـــلـــطـــاء بــــــالإطــــــراقِ
حـــتــــى إذا مــــــــا لاح ضــــــــوءٌ بــــاهــــتٌ = والــجــمـــع أنـــصــــت ســامـــعًـــا أبــــواقــــي
هــبّـــت عــلـــى الـركــبــان ريـــــحُ ضـغـيـنــةٍ = مــــــن قِــبــلـــةٍ عـــرفــــت بـــكــــلّ شِـــقــــاقِ
صــــفـــــراء فـــيـــهــــا لــلــضـــبـــاب بـــقـــيّــــة = مـــــــــــــن دون ســــابــــقـــــةٍ ولا مــــيـــــثـــــاقِ
يـــــا لـيـتـهــم تــركـــوا ( الــهــويّــة ) جــانــبًــا = واسـتـعـلـمــوا هــــــل لـلـعــهــود بـــواقـــي ؟
هــــــل لـــلأديــــب الـــحــــرّ رمـــــــز ثــقــافـــةٍ = أو مــقــصـــدٍ أســــنــــى بــــــــلا إمــــــــلاقِ ؟
فلقـد يغـيـب عــن الــرؤى أسـلـوب مَــن = يـــــــــــذر الــــلــــبــــاب بــــخــــاطــــرٍ بــــــــــــرّاقِ
فـالـعــيــن مـــنــــه عـــــــن الـــوئــــام كـلــيــلــةٌ = ومـــــــــن الـــجـــمـــال مــلــيــئـــة أحــــداقـــــي
ولــقـــد تـضــيــق عــيـــون شــعـــر الـمـبـتـلـى = وعـــيـــون شِـــعــــري غـــيــــر ذات فـــــــراقِ
إن كـــــــان لـــــــم يـــصــــدعْ بـــحــــقٍّ مـــغــــرمٌ = فــمــتـــى يــهــيـــم إذًا مــــــــع الــعـــشّـــاقِ ؟
فــــهـــــنـــــاك بَــــــــــــــوْنٌ بـــــــيّـــــــنٌ لــــهـــــويّـــــةٍ = قـــــالـــــت لـــــنـــــا إنّ الـــمـــحــــبّ عـــــراقـــــي
وهــــويّـــــةٍ غــــيـــــر الــمــتــاهـــة لـــــــــم نــــجـــــد = فــيــهـــا ، وتــــلــــك مــــزالــــق الإخــــفــــاقِ
لا تعـجـبـوا ، فالـسـهـد أوهــــى جـانـحــي = والــــنــــور ولّــــــــى لا يــــريــــد زقــــاقـــــي !!
إنّـــــي رحــلـــت وقــلـــت لـلــجــنّ الــــــذي = واســـــــى الــضــمــيــر مــعـــزّيًـــا أشــــواقــــي
يــــــا حـــبّـــذا لــــــو تــنــشـــرون قـصــيــدتــي = وتــــوسّــــلــــوا إن شـــئـــتـــمـــوا بــــرفــــاقــــي
يــــــــا حــــبّـــــذا لـــــــــو تــنــشــروهـــا مـــــــــرّة = في الرفّ ، أو في ( دفتر الأسواقِ ) !!
أو فــــاقــــرأوهــــا لــــلــــذيــــن تـــجـــمـــهــــروا = فـــــي حــفــلــة الـتـشـيـيــع دون تــــــلاقِ !!
فـــــإذاغـــــة الــــــــــدولار تـــحــــكــــي أنّـــــــــــه = مَـــن كـــان يـنـشـر عــــاش كـالـحــلاّقِ !!
يـــطــــأ الـــــــرؤوسَ مِــقـــصّـــه مــســتــأســدًا = أنّــــــى اســـتــــدار يـــطــــوف بــالأعــنـــاقِ !
لــــكـــــن تـــنـــاســـى إذ يـــطـــأطـــأ رأســـــــــه = يــــوم الـشــعــور يــطـــول كــالأعـــذاقِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 02:10 PM
للذكريـاتِ ، وللماضـي ، لمـن حـضـروا = سأنشـدُ اليـوم مــا جـاشـت بــه العُـصُـرُ
أجـمّــل الــبَــوْحَ عــــلّ الـفـكــر يُسـعـفـنـي = وأفــــرُش الــذكــرَ عـــــلّ الــحـــبّ يُــدّكـــرُ
ســـأصــــدحُ الآن بــالأنــغـــام مــفــتــخــراً = ولـلـمـفــاخــر فــــــــي أوتــــارنــــا ســــفــــرُ
وأبـعــث الـلـطــفَ ، والـشـكــرانُ يـحـمـلـه = مـــودّعـــاً بـــشـــذى الـــقِــــدّاح أعــتــمـــرُ
مــودّعـــاً دوحـــــة الــخـــلان إذ عـبــقــت = سِـتّـاً عـلـى عَـرْفـهـا يسْـتـأنـس الـسـحـرُ
حـتــى ولـــو عـكّــر الأجـــواء ذو حــســدٍ = فالحـلـمُ شيمـتـنـا ، والـصـبـر ، والـظـفـرُ
ســـأرســـم الـــصُّـــورَ الـــغــــرّاء تـهــنــئــة = للعـاشـقـيـن ، وعـنـهــم تـلـمــع الــصــورُ
تــخــرّجـــوا حـامــلــيــن الـــــــودّ أغــنـــيـــةً = بــشــائــرُ الـــطـــبّ تــرويــهـــا وتـفــتــخــرُ
هِــــيْ دوْرةٌ نـبـعـهـا الإخـــــلاص رابــعـــةٌ = الـفـضــلُ يـعـرفــه مَــــنْ عــنـــده ذكـــــروا
طــوبـــاك جـامــعــة الأنــبـــار جـامـعـتــي = فــــــي دورةٍ بـــرجـــال الـــطـــبّ تـــزدهــــرُ
هــنــا الـتـقـيـنـا هــنـــا جـــــادت قـرائـحـنــا = هـــنــــا تـعــاظــمــت الآمــــــــال والــعِـــبَـــرُ
هـــنــــا تـــآخــــت كــــأزهــــارٍ عــواطــفــنــا = تـــنــــمّ بــالــعــطــر تــحــنــانــاً وتــنــتــشــرُ
وكـــركـــراتٌ يـــذيـــب الــصــخــر أوّلـــهــــا = وعـــنــــد آخــــرهــــا يــشّـــقـــق الــحـــجـــرُ
هـــنـــا قـــرأنــــا وأصـغــيــنــا ، تـلاحــقــنــا = غــلائــلٌ مـــــن صِـبــاهــا أيــنـــع الــزهـــرُ
مــعـــالـــمٌ حــولـــهـــا مـسـتــقــبــلٌ فــــــــرحٌ = غيـر الهـوى لـم يـذق قـد شفّـه السـهـرُ
أجــلْ ، هـنـا كـــلّ شـــيءٍ ظـــلّ يغبـطـنـا = والدربُ – فـرط جمـال الملتقـى – وعـرُ
يـحـفّــنــا الــخــالــدان الـــذكـــرُ والــمــطــرُ = وحـولــنــا الــبــاذخــان الــعــلــم والــعــمُــرُ
يــا دوحــة الـطـب يــا حـبــي وعاطـفـتـي = مــــا لــلــوداع خـلـيــطٌ مــلــؤه الــحـــذرُ ؟
فالسـعـد والـحـزن فـــي أعمـاقـنـا مُـزجــا = الــوجـــه مـبـتـســمٌ ، والــدمـــع مـنـهـمــرُ
يـــا قـلـعـة الـطــبّ عـهــدي فـيــك رائـعــة = تـذكــريــنــا غـــــــدًا مــــــــا زارك الــقـــمـــرُ
تــذكّـــري واذكــــــرى شـــوقًـــا أســاتــذتــي = ومـــن عـلــى ذكـرهــم تُسـتـعـذب الـسـيـرُ
هـــــم الــذيـــن تــنــاهــوا فــــــي أبــوّتــهــم = وعـلـهـم يـبـصــرون الــولــد قــــد كــبــروا
رغـــم الـحـصـار تـبـاهــوا بـالـعـلـوم فــمــا = عـلــى الـــورى بـخـلـوا والـشـاهـد الأثــــرُ
فالـفـضـل فضـلـهـمُ , بـــل هــــم دكــاتــرةٌ = إلـى القلـوب ، قلـوب النـاس قـد عبـروا
لــهــم عــلـــى رفـــــرف الـعـلـيــاء بــارقـــة = تــنــيـــر أفــاقــنـــا ، فــالــلــيــل يــســتــتــرُ
هـــم الأمـاجــد مـــا جــــاؤا ومــــا ذهــبــوا = هــم العـيـون الـتـي تـنــدى بـهــا الـــدررُ
أقولـهـا مـــلء إيـمـانـي ، ومـــلء فـمــي = مـــلء الـفــؤاد الـــذي مـــن لـبّــه الــزُهَــرُ
فـصـاحــب الـهـمــة الــجــادي بـسـرعـتــه = عـمــيــدُ أسـرتــنــا دانـــــت بــــــه الــفــكــرُ
بـالأهــتــمــام لــــــــه قــــصــــدٌ ومــعـــرفـــةٌ = يا ( سعدُ ) قد سعدت في قربك الحُجَرُ
كــــذاك بـالـفَـهـم والـتـقــوى هــنــا جــبـــلٌ = لأنّـــــــــه قِــــمّـــــةٌ يـــحـــكــــي ويــبــتـــكـــرُ
وإنّـــــــــــه الأوّل الــمـــعـــلـــوم مـــــقــــــدرة = أبـــــو مـحــمّــد فــــــي أخـــلاقـــه عـــطِـــرُ
وخــاطــري يــــا ابـــــن عــبـــدالله مـنـتـبــه = إلـــى وَقـــارٍ قــــد أحـلـولــى بــــه الــقَــدرُ
فـخــالــدٌ هـــــاديء فـــــي حــالـــه دعـــــةٍ = بـــه الـحـيـاء عـلــى الأوصـــاف يـقـتـمـرُ
ولـلـجــراح ( حـمــيــدٌ ) عــشـــت أرقــبـــه = سِـرٌّ جـرى فـإذا " للسـرْجَـري " وَطــرُ !!
بـــــه الــفـــلاح فــلاحـــيّ وقـــــد نــســبــوا = تــزول فـــي لـمـسـةٍ مـــن كـفــه الـخـطـرُ
ولــــي رجــــاءٌ مــــدى الأعـــــوام نــذكـــره = علـى ( رجــاءَ ) وفيـهـا يـصـدق الخـبـرُ
ربّــــــــاه لــطـــفـــك أكـــرمْـــهـــا بــعــافــيـــة = بــعـــد الـولــيــد الـــــذي بــالـــود تـنـتــظــرُ
والعـلـم يـزخـرُ مــن ( غـيـثٍ ) وحكمـتـه = عـلــى يـديــه عــضــالُ الــــداء يـنـحـسـرُ
فـــــــي الـبـاطـنــيــة لازالـــــــت مــــداركــــه = تبـدي الأحاديـث حـيـث الخـيـر منتـصـرُ
والـصـقـر ( عـدنــان ) لا كـلــت أنـامـلـه = لـــــه الـطـفـولــة تـــشـــدو ثــــــم تــعــتــذرُ
طـــوبــــى لأخــوتــنـــا الأكــــــــراد إنّــــهــــم = قــد أنـجـبـوا مـــن بـــه أطفـالـنـا شـعــروا
يا دوحة الطبّ هاهم بعض من شهدوا = هـــدى المـحـبّـيـن حــتــى أزهــــر الـثـمــرُ
كــانــو لـعــمــريَ مــنّـــا فـــــي ضـمـائـرنــا = ونـحـن منـهـم إلــى أن يـذهــبَ الـبـصـرُ
سـنـقـتـفـي فـــــي غــــــدٍ آثـــارهـــم أدبًــــــا = نــقـــول بـالـعــهــد نـبـقــيــهِ فـــمـــا نــــــذرُ
لــلــذكــريـــات بــــذلـــــت الآن قــافــيــتـــي = ولـلــرفــاق الأوالــــــي أيــنــمــا حـــضـــروا
مـحـمـود مـــعْ أيــمــن بــــل كــــلّ مـتـثــقٍ = كـــــــذا دريـــــــدٌ وأحـــبــــابٌ لـــــــه كـــثُــــرُ
وذا خليـلٌ الـذي الـذي تحلـو أبتسامـتـه = ثـــــمّ الـلــواتــي بــهـــنّ الـــحـــبّ مـــدّكـــرُ
شكـراً لـمـن عمـلـوا ، شـكـراً لـمـن بـذلـوا = شكـراً لمـن سألـوا ، شكـراً لمـن بـصـروا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 02:16 PM
دمـعُ وحـيٍ أم دمـعُ روحٍ تبـدّى ؟ = أم تُرى من كليهمـا راح ينـدى ؟
حـــبّـــذا تُـكـمـلـيــن نـــشــــرَ الــغــوالـــي = فهي لـو تعلميـن مـن فيـك تهـدى
خاطـرُ الليـل مـن سـهـادي تنـامـى = كـيــف أسـلــوه ، قــــد تــــأوّد وُدّا ؟
فاكتـبـي مــا يـشـاءُ نـبـض احـتـراقـي = فـغـدًا نـعــدو صـــوب قـلـبـك وفـــدا
ثــــم نسـتـسـقـي مــــن رؤاك صــدانـــا = يا سُليمى ، توسُّلي كاد يصدى
صـابُ عيـشٍ أبلّـنـي ، مـوحـشٌ – = إيـقــاعــه ، بـــــات للهنـــــاء مـــصـــدّا
يــســتــفـــزّ الـــعـــمـــرَ الـــجـــريــــح وورْدًا = لـــم يــكــن حـافـظًــا لِـعِـطْــرِكِ عــهــدًا
ويـــحَ مَـــن بـرّحــوا الـظـنــون ومــانــوا = يـا سليمـى مـتـى الخـيـالُ سيـهـدا ؟
سوف نبقى نصوغ أزكـى الأمانـي = ونـــــمـــــدّ الأثـــــيـــــر بــالــصـــبـــر مـــــــــــدّا
ويـــــــؤوب الــحــمـــام مــــــــلء قــبـــابـــي = جـاعـلاً مــن زيتـونـة الـشـرق مـهـدا
ونـــــواري مـخــالــب الـــغـــرب كــيــمــا = نـــفـــرش الــــــروح لــلأحــبّـــةِ شـــهــــدا
فانـظـري نـبـض قدسـنـا فــي المـآقـي = ورحـــيـــقَ الـشـهــيــد أنـــسًـــا تـــبـــدّى
وتــنـــادى الـنـخـيــل يـــبـــري ســيــوفًــا = والمدى شاد صهـوة الفجـر غِمـدا
لــزّ خـيـلَ الـهــوى الـطـويـل صـــلاحٌ = ذاكــــــــرًا لــلــصَّــبــا نَــســيــبًـــا ومــــجْـــــدا
دمــــــــعُ نــــصـــــرٍ وثـــــــــورةٍ وابـــتـــهـــاجٍ = لــضـــمـــيـــر الــمـــقـــدّســـات يـــــــــــؤدّى
نـحـن مَــن حــاك للشـمـوس ضـيــاءً = ومـنـحــنــا الـــبــــدور نـــــــورًا وســـعــــدا
فــي سبـيـل الـهـدى نظمـنـا صـروحًـا = واقــــرأوا سِــفــرَ مَــــن ســمـــا وتــحـــدّى
ولـــــنــــــا وثـــــبــــــة الـــصــــبــــاح ســــــمــــــوًا = نـقـتـفــي لــلــخــلاص بْـــرقًـــا ورعــــــدا
ولعـمـري يــا ابـــن الـكـبـار سيـبـقـى = خــاطـــر الـلــيــل لــلــعــزوم مـــصـــدّى
وإذا مــاجــت الــــدروب ، وآبـــــت = مـــــن عــيـــون الـمــهــا الـمـشــاعــر وِرْدا
ســتــرى أيّ واحــــةٍ كــنــت أهــــوى = والذي حلّ دوحتي كيف أسدى
إن يـــكـــن لاعــــــج الـــغــــرام زمـــانًــــا = لـــك يـعـنـو ، فــقــد وهـبـتــك زنــــدا
إن لــيـــل الــنـــوى مـــضـــى وهـــلّـــت = لــلـــوفـــاء الــتــلــيــد أيّــــــــامُ سُــــعــــدى
وتـيـقــنْــتُ مــــــن يــواقــيــتِ روحـــــــي = وعـقــيــقٍ أحــــــبّ ســلــمــى وهـــنـــدا
أيّـــهـــا الـــدهـــر فـاجـتـذبــنــي رفــيــقًـــا = وارتقبْ غيث رقتي كيف أجدى
شيـمًـا مــن رفــارف الــذوق تُـــروى = بــاســم فــجــر الــعــراق تــرفـــع بــنـــدا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 02:19 PM
ستؤوبُ حتماً أيها القمر المسافرْ
ونؤوب حتماً إيْ وربّي نلتقيكَ فلا تغادرْ
ستجيء مشتاقا ، وتبتهج الحناجرْ
وترق أفئدةٌ أهان شغافَها الزمن المعاصرْ
وتطيب جنّاتُ الهوى وتفيض روضاتُ المشاعرْ
تحكي أمانينا تقلب بالدفاترْ
تتذكر النفحات تحنانا فلا تنسى الأواصرْ
لتقول للأزمان عدنا نحتسي كأس الأكابرْ
عدنا إلى بغداد مَعْ زمر الحمائم والبصائرْ
ستؤوب حتماً ، يا حبيبي فأنتظر في الباب شاعرْ
ما كان يفعل في النوى غير البكاء على المنابرْ
أو ينظم الدرّ الذي لولاك كان بلا جواهرْ
وينيل وجدان الأثير مدائحاً عن طيب خاطرْ
ستؤوب يومًا أيّها القمرُ السعيدْ
تتملك الومضاتْ تدني كل أسلوب جديدْ
أوَ لست أنتَ مجدّد الأشواق ترياق الجدودْ ؟
حتى ورثت روائع الأفكار والخلق التليدْ
حتى ارتقيت إلى العلالي راجيا نور المجيدْ
ونظرت أزهار الجِنان وأنت في حرم السجودْ
يا سيدي : وأنا الموثق في أنينٍ لي وقيدْ
أطلق سراحي ، ثم أعتقني بوصل لا يحيدْ
أو عُـدْ إلينا يا حبيبي إنه عَوْد حميدْ
فالقلب نادى والعواطف والمشاعرْ
ستؤوبُ حتماً أيّها القمر المسافرْ
فحمامتي ظلّت تنوح جوار زاهدْ
أقبل على نجواي لا تنس المواردْ ...
لا تنس إنك محض عائدْ
تحدو على الأطلال تغتنم المقاصدْ
أقبل لقد ضاءت إشارات المعاهدْ
أقبل علينا لا تباعدْ
لن تنتفي هذي الموائدْ
لن ينتهي شعر الجرائدْ !!
وزهور قلبي حولها النسرين ذائدْ
أقبل وسلْ : أين المجاهدْ ؟
أين الهوى أين المقاصدْ ؟
عطرٌ خفيّ في الحنايا ساحرُ ؟
أم تلك لبنى قد دعاها شاعرُ ؟
أم أنّها ذكرى المشاهدْ ؟
يوم غنىّ فوقها طيرُ الأماجدْ
بوشاحٍ ذوقه زادُ المساجدْ
وضعِ النقاط على الحروف أُخيّا
متأمّـــــلاً تهوى النجوم نـقـيــّا
فالقلبُ يوحي بالجمال كأنه
بدرٌ تمايل في الفضاء عشيّا
وعبير حبي لا يزال وفـيّــا
عَرْفاً يغازل بالشعوب زكــيّـا
سُقيا وصالٍ للقلوب زلالها
فاشربْ وكن في العاشقين ذكيّا
ما كنت تأبـى حسنها متأخّـراً
حتى يصيح الخلُّ قربك : هـيّــا
حتى ترق نسائم الحب التي
تركت فؤادي في الحياة نجـيّــا
أقبلْ ، فكم أفتى بقطع الوصل ناقــدْ !
والنقد فَـهْـمٌ ثم ذوقٌ ثـمّ تمييزٌ مُشاهَدْ
كلٌّ يحب لقُرصِه نار المواقــدْ !
هذا لـــه رأي المعانـــدْ
هذا لهُ قلبٌ ، له وصف الجلامدْ
وهناك ماردْ ..
يستخرب الأفكارَ ظلّ شقيا
يلهو يغامر بالحيا غربيّا
يلهو يجاهر بالحماقه نافثا
في كلّ وادٍ سُمّه عنديّـا
أخلاقــه "الحمراء" شاع سقامها
لـكـنّـه لـمّـا يـزلْ ورديّـا !
سبحان من سوّى النفوس نفائساً
يهب النعيم لمن غدا شرقـيّــا
يا قلبُ مالك لم تبادرْ ؟ وإلى متى في الغيّ سادرْ ؟
ها قد مضى أهل الهوى هاموا على درب الأكابرْ
واسَّابقت أشواقهم ودموعهم بعد البصائرْ
وبقيت وحدك حائراً تبكي تقلب بالدفاترْ
تركوا قصيدك إنّــه في مدرج الأرواح قاصرْ
ساروا وأنتَ مصفّـدٌ بذنوب نفسك والكبائرْ
أضناك همّك والنوى فرحلتَ تلتمس الخواطرْ
وظننت أنك لاحقٌ أنْ قيل يوماً عنك شاعر !
بالأمس تسخر بالردى ، واليوم تتعبك الصغائرْ
يا قلبُ مالك لم تبادر ؟
قد كنت تسأل ما الهوى ؟ ، وتقول انّ الحب عابر!
حتى فقدت جماله .. وغرقت في وحل المخاطرْ
والحب دومًا لطفه في جنّــة العشاق نادرْ
يا قلب مالك لم تبادر ؟
بادرْ إلى أحبابنا وافتح لهم كلّ المعابرْ
عرّج على أنظارهم واغرقْ بها للبين غادرْ
واذكرْ أريج هواهمُ واحملْ نداه بكل خاطرْ
قلبي كفاك مثوبة أبداً لك المحبوب ناظرْ
واعلمْ بأنّ حبائبي سألوا المتيّم والمكابرْ
أين المحبّ أديـبُنـا ؟ أين الفتى أين المشاعرْ ؟
وعلام غاب حديثه ومكانه في الرحل شاغر ؟!
هل كان حقاً حائراً يبكي يقلب بالدفاتر ؟
يا قلبُ هـيّا قلتُ بادرْ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 02:28 PM
أيّ ســــرٍّ فــــي ضـمــيــري يـــــا ســعـــادْ = كـــــامـــــنٍ فـــــيـــــه مـــــقـــــامُ الـــنـــبــــلاءْ ؟
لـــم يـــزلْ عـهــدي بـــهِ فـــي كــــلِّ نــــا = دْونـــــدى عـيـنــيــك يــــــا قــلــبــي الــــــدَّواءْ
يـــــــــوم كـــــنّـــــا نـــحـــمــــل الـــــقِـــــدّاح زادْ = وشـــفــــاهُ الـــحــــبّ تـــــــروي الــســـعـــداءْ
يــــــــــــوم كــــــنّــــــا وهــــــوانــــــا والــــــرشــــــادْ = أيـــــكــــــةً يـــهــــفــــو إلــــيــــهــــا الأدبــــــــــــاءْ
فـــــــــــإذا ولّـــــــــــى زمـــــانــــــي والـــــــــــودادْ = رحـتُ أحـدو مسمعـا أهـل الصفـاءْ :
صـفــةُ الـقـلــوب بــــأن تــكــون جـمـيـلـة = بــل أن يـطـولَ مـــع الحـبـيـب بـقـاؤهـا
أن تسـتـغـيـث بــكــلِّ غــيــثٍ ضــاحــكٍ = حــــتـــــى تــــبـــــلّ أزاهـــــــــري نَــعــمـــاؤهـــا
وتــذوب فــي شـيــم الـوصــال أصـيـلـة = الـــــــــذوقُ مـــنـــهـــا والــــوفـــــاءُ لــــواؤهـــــا
تــهـــب الــعــيــونَ الــزاكــيــات أريــجــهــا = لـيــشــعّ فـــــي لـــــبّ الــوجـــودِ ســنــاؤهــا
مـــن أعــيــنِ الـمـاضــي تــدفّــق نــورُهــا = وعــلــى مـسـافــاتِ الـطَّـريــف بـهــاؤهــا
أنا عطرُها ، والشعر بعض سماتهـا = وأنـــا الأديـــب وفــــي هــــواي غـنـاؤهــا
أيّـــــامُ سُــعـــدى عـانـقـتـهــا ، فــالــمــدى = طـربٌ ، ومـن دفء الجنـان رُواؤهــا
صـفــةُ الـقـلــوب ، جـمـالُـهـا وجـلالـهــا = يــتــعــانـــقـــان ولــــلــــدمــــوع ســــخــــاؤهـــــا
طــويـــتْ صـفـحـتــي وشـــــتّ الــغـــرابُ = يـــا تـــرى هـــل بُـعـيـد هـــذا إيـــابُ ..؟
وانــطـــويـــنـــا لــنــحــتـــســـي ذكــــــريــــــاتٍ = عنـدهـا مـــن صـــدى الـخـلـودِ جـــوابُ
واســـألــــوا بــهــجـــةَ الــحــدائـــق عــنـــهـــا = والــســؤالُ الـعـقـيـمُ : أيـــــن الــربـــابُ ؟
أيـــــــن روحـــــــي وفــكــرتـــي وســـــــلافٌ = طــافَ مـنـه عـلــى الـزمــان حـبــابُ ؟
أيـــــــن ثـــغــــرٌ بـــــــه تــطــيـــب الـحــنــايــا = وقـــــــــوافٍ لــــهـــــا يــــحـــــنّ الـــلـــبــــابُ ؟
وانـعــطــافٌ إلــــــى الـــخـــدود الــلــواتــي = رقّ فــيـــهـــا الــهـــيـــامُ والأصــطـــحـــابُ
طـــويـــتْ صــفــحــةُ الـحـبــائــبِ حـــتـــى = قــــــــد ظــنـــنّـــا أنّ الــعُـــذيـــب عـــــــــذابُ
أنّ سِــــــــــــرّ الــــــفــــــؤادِ دون ســـــــــــــرورِ = حـيـنــمــا غـــافـــص الــرحــيـــلَ ســـــــرابُ
يـــــــا نــديــمـــي قُـــــــمْ تــفـــكّـــر بــالــربــيــعْ = وريــــــــــاحٍ مــــــــــلء هــــــــــذا الـــزمـــكــــانْ
وورودٍ هــــــزّهـــــــا طــــــفـــــــلٌ رضــــــيـــــــعْ = تـــتـــبـــاهــــى بــــحــــديـــــث الأقــــــحـــــــوانْ
لا صــــديــــقٌ قــــــــد رآهــــــــا لا شــفـــيـــعْ = مُــــذ تـخـلّــتْ عــــن مــــدارات الـحــنــانْ
ليت شعـري كيـف ينجـاب الصقيـع؟ = وشــمـــوس الـمــجــد أخـفــاهــا الـــهـــوانْ
يـــا نـديـمـي أنـــت مـثـلـي فـــي الـبـديــعْ = إنّـــمـــا زاد الــحــيــارى فـــــــي الــجُــمـــانْ
فـــــــــــإذا ولّـــــــــــى زمـــــانــــــي والـــــــــــودادْ = رحــت أحــدو مسـمـعـا أهـــل الـصـفـاءْ
حُــلــمُ الـيـقـيـن عــلــى رؤى الأســحـــارِ = فـاحــلــمْ لــتــصــدق رؤيــــــة الأبـــصـــارِ
خـــطـــبٌ جــلــيــلٌ أن تـــــــروح مــغــفـــلاً = حــــتـــــى تــــجـــــيء مـــكـــلّـــلاً بـــالـــغــــارِ
والــــشـــــكُّ داهــــيـــــة تــــنـــــوء بــحــمــلــهــا = إن عـــشـــتَ تــلــعــق ريـــبـــة الــتــذكـــارِ
فالـذاكـرون ســوى الحقـائـق لـــم يـــروا = ولـــــــذاك قـــالــــوا روضــــــــةُ الأذكــــــــارِ
ومــثــالـــبُ الــدنــيـــا مــخــالـــب أنــــفــــسٍ = لـــــمّــــــا تـــــــــــزلْ غـــربــــيّــــة الأطـــــــــــوارِ
فــانــزعْ إلـــــى شـــــرق الـحــيــاة مــغـــرداً = كــيـــمـــا تـــــــــراك عـــــــــوارفُ الأنـــــــــوارِ
تــــرتــــاد حــائــطــهــا بـــقـــلـــبٍ شــــاعـــــرٍ = وقـــــــتَ الــــغــــرام ، ومــــدمــــعٍ زخّــــــــارِ
حُــلــمُ الـيـقـيـن أخــــا الـمـشـاعـر ثـــــروة = فـانــهــضْ تــأمّـــلْ صــحـــوة الأشــعـــارِ
سَـــــــوْرةُ الــعــشـــق فــــنــــاء الـعـاشــقــيــنْ = كـالــثــريّــا فـــــــي ســــمــــواتِ الــنـــضـــالْ
تــلـــك مـــــن هــــــذي فــطــوبــى لــلــذيــنْ = ثــــــوّروا الأحــــــوال فـــــــازوا بـالــجــمــالْ
واســتــمــاتــوا قــــــــرب لـــيـــلـــى وبُـــثـــيـــنْ = أصّـــلـــوا الـحـكــمــة تــيــجــان الـــرجـــالْ
يــــــــا رعــــــــاك الله ركــــــــب الــوالــهــيـــنْ = أيــنــمـــا ســــــــرتَ وحــيّـــتـــك الــنـــصـــالْ
فــــــــــــإذا مــــاجــــئـــــتَ دار الــطــيـــبـــيـــنْ = فــاذكـــرنّـــي ســــائــــلاً هــــــــذا الــــســــؤالْ
أين المحبُّ الـذي ريّـاه فـي الزَّهَـرِ ؟ = وهــل لـكـم مـخـلـص وافـــاه بالـفِـكَـرِ ؟
ذاك الـــذي ودّكـــم مـــن غـيــر تـقـدمـةٍ = لـكــي يـلــوذ بـكــم فـــي شِـــدّة الـعُـصـرِ
قـد عـاش يحـمـل عنـكـم كــل مكـرمـة = وكـــم تـغـنّـى بـهــا شـوقــاً إلــــى الأثــــرِ
هـلاّ ذكرْتـم ؟ وهـل فـي الأفـق بارقـة = تـنـبـيــه أنّ قــلـــوب الـــقـــوم لــــــم تــــــذرِ
وإنّ كــــــل مـــــــودّات الــحــمـــى مـــعــــه = تشـتـاقـه وهـــي تـحـكـي عـنــه بـالـعـبـرِ
يـامــن بنـيـتـم مـــن الأ خـــلاق أروقـــة = حتـى ارتقـى فـي سماكـم كــل مفتـقـرِ
أيــــــن الـمــتــيّــم حــاديــكـــم وجــيــرتـــه ؟ = أين المحب الذي ريّاه في الزهَرِ ؟؟
أيّــهــا الـنـائــي عــلـــى مـــــرأى الـســفــنْ = بـــأبــــي أنـــــــتَ وأمّـــــــي مـــــــن أديـــــــبْ
جـرحــك الـفـاغـرُ مـــن جـــرح الــوطــنْ = كــلــنــا يــلــهــج عــــــن هـــــــذا الـحــبــيــبْ
فـاصـطـبــرْ إنّ الـمـعــالــي رزق مَــــــنْ = قــــدّس الأرض ولــــم يــنـــسَ الـرقــيــبْ
هـــــــي دنـــيــــا مــالــهـــا غـــيــــر الــكــفـــنْ = إنّــــمــــا الأخــــــــرى خــــلـــــود ونـــســـيـــبْ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 02:43 PM
نـامـتْ طـيـوفُ الَّـيـلِ خَـلـفَ خِيـامـي = وَتكـدَّسَـتْ تـحــتَ الـــرُّؤى أَوْهـامــي
وَالفَـجْـرُ يَـشْـخَـبُ لا غَـــدٌ لا مَـوْعــدٌ = كــــلّا ، وَلا ضُــمُــدٌ مـــــنَ الــنُّـــدّامِ
نامَـتْ طـيـوفُ الَّـيـلِ وهْــو مُـضـرّجٌ = بـحـكــايــةِ الـمُـسْـتَــأسِــدِ الــمِــقْـــدامِ
وَمُـصَـفَّـدٍ - والــطَّــلُّ مــــن أجـيـالِــهِ = بـالـنـيــرّاتِ ، وومْــضِـــةِ الإبـــهـــامِ
كَــــمْ تَسْـتَـبـيـحُ الـغـانـيـاتُ شُــعــورَهُ = لكـنَّـهُّ فــي الـحُــبِّ عـيــنُ إمـامــي !!
فَـأطَـعـتُـهُ ، وَرَضـيـتُــهُ ، وَعَـشِـقْـتُــهُ = يـــا ويـــحَ مَـــنْ تَـرَكــوهُ دونَ مُـقــامِ
يا وَيْحَ مَـنْ داسُـوا علـى الزَّمـنِ الـذي = يهـوى صِبـاهُ ، وفـيـهِ مِـسْـكُ خِتـامـي
يــا لـيـلُ : بــي كُــنْ مُغْـرَمًـا مُتَفَـانـيًـا = كُــنْ مُغْـرَمًـا بــي ، فَالـهَـوى قُـدَّامــي
وانثُرْ علـى الشُّرَفـاتِ نِصْـفَ حَقيقتـي = كـي تُبْصِـر العَزَمـاتُ بعـضَ هُيـامـي
كــي تـقْــرَأَ النَّـفَـحـاتُ قافـيـتـي وقـــد = عَــلِــمَ الـبَـديــعُ بـأنَّـنــي الـمُـتَـسَـامـي
هـــذي خـيـامـي ... هَــــذهِ أحــلامــي = هــذي جِـراحـي ... هــذهِ أعـوامــي !
تُـغـنـي ابتـسـامـاتِ الشـهـيـدِ سـخـيَّــةً = بـالـسُّــهْــدِ ، والأفْــــــراحِ ، والآلامِ !
تَسْتَـنْـطِـقُ الأزهـــارَ عـــن نَعْـمـائِـهـا = عــن كــلِّ إلْــفٍ مُعْـجَـبٍ بـكِـلامـي !
عَـــنْ كُـــلِّ مُـغْـتَـربٍ فَــنَــتْ آهــاتُــهُ = وهــو الــذي مــازال رَهْــنَ سَـقـامـي
مـــا زالَ مُـنـشـغِـلاً بــوحْــي ثـقـافــةٍ = الَّــيْـــلُ أغـشــاهــا بـــــلا اسـتـفـهــامِ
يــا ذا الـزُّهــورِ البـاسـمـاتُ ظـلالُـهـا = أقــبـــلْ إلــــــيَّ مُــقــبّــلًا تِـهـيــامــي
أقـبِــلْ إلـــيَّ بـأجـمـل الأفــــوافِ والْـ = ألــطــافِ والأصــــدافِ والأرحـــــامِ
وانـسُـبْ إلـيـكَ رفاهـتـي ، لا تلـتـفـتْ = حــتــى تـــــراك مَـنــاقــبُ الأنــغـــامِ
يـا ذا الهـوى يــا فَـجْـرُ : هــذا دربُـنـا = فـاســألْ عـــن المـيـقـاتِ والإحــــرامِ
لا تَـهْـجـرِ الأطـــلالَ يـومًــا وانـتـبــهْ = أنَّ الـمـحــبــةَ جَـــوْهـــرُ الاســــــلامِ
أنَّ الـــعـــروجَ بـــدايـــةٌ لـلـمُـنـتـهــي = فاحمِـلْ إلــى بَـلـدِ الحَبـيـبِ سَـلامـي .
.. وتـــدورُ دائـــرةُ الــفَــراغِ رتـيـبــةً = وابيـضّـتِ العَيْـنـانِ فـــرط أوامـــي !
وَتـكــادُ تسبـقـنـي الـعـواطـفُ خِـلـسـةً = ويــضُــجُّ تـفـكـيــري بـــــلا أنــســـامِ
ويــكــاد يـقـتـلـنـي الــزَّمـــان لِـعــلــةٍ = ضــاعــت أزمّـتـهــا مــــع الأقـــــلامِ
وتـكــادُ تحمـلـنـا الـصَّــواري قـبـلـمـا = يحـبـو الأصـيـلُ ، فــلاتَ مــن إلـهـامِ
إيــــهٍ مُـعـذّبــةَ الـقــريــضِ تـمَـهَّـلــي = فـلــقــد يــهـــزُّ الـمـنـتــدى إيــلامـــي
مــا ذنــبُ مَعْـمـودُ الـفــؤاد ، تـرّفَـقـي = ألِأنَّـــــهُ فـــــي حـــبّـــه مـتـنــامــي ؟
ألِأنّــــه الـمـحـبـوبُ مـــــن أقــرانِـــهِ = فــإذا مـشـى يبـكـي عـلــى الأقـــوامِ ؟
مَـــن أنـــتِ حـتــى تنـتـفـي عبـراتُـنـا = ويضـيـع أسـلـوبُ الـكـبـار أمـامــي ؟
سـتـدورُ دائـرتـي ، سأهـجُـر كـبـوتـي = ســـــأمــــــزّق الآلامَ بـــــــــــالآلامِ !
ولسـوفَ أقـطـعُ مــن يــرومُ بلاغـتـي = يـسـتـغـفـلُ الـمـجـنــونَ دون ســهـــامِ
ولـسـوفَ ينتـهـضُ الأريـــبُ مُعـانـقًـا = أهـــلَ الـشــذا فـــي أبــلــغ الأحــــلامِ
وإلـى الصباحـاتِ الـعِـذاب يُسـافـرُ الـ = حــانــي ، لـكـيــلا تـنـحـنـي آكــامــي
إذ ذاك نَـبْـتَـكِــرُ الــحَــيــاةَ جـــديـــدةً = وعـيــونُ عُـمْــري تحـتـفـي بمـقـامـي
وَأداعــــبُ الـلـقـيـا بــنــور إرادتــــي = وأقـــولُ يـــا دنـيــا إلــيــك غَــرامــي
فتـعـلّـمـي مــنّـــي الــوفـــاءَ لأنَّــنـــي = رجـلٌ مـن الأخــرى رفـعـتُ خِيـامـي
وبـثـثــتُ أطـيـابًــا لأهــــلِ مَــودّتـــي = وعـلـمْـتُ أيــــن مــنــازلُ الإعــظــامِ
يــا لـيـلُ قــد أزفَ الـعـبـورُ ورَاقَـنــي = مَعْـنـى الـجِـهـادِ ، فـردّنــي إكـرامــي
طـوبــى لـمــن ذاق الـسُّـلافَـةَ ذاكـــرًا = طـوبــى لأهــــلِ الــــذَّوقِ والإنــعــامِ
طوبـى لقلـبـيَ ، والحَبـيـبِ ودوْحـتـي = إنّــــي هُــنــا ، فَتَـمَـتَّـعـوا بـنـظـامــي
هـــذي خـيـامـي ... هـــذه خـطـراتُـنـا = هذي جراحـي ... فارحمـوا تهيامـي .
كـانـوا هـنــاكَ ، ولا أطـيــلُ كَـلامــي = يَـتَـهــكَّــمــونَ بــــأدْمِــــع الــــنُــــدّامِ
يَـتَـصَـيَّــدونَ بــكـــلِّ جَــــــوٍّ قـــاتِـــمٍ = لـمّــا تُــضِــيءْ أعــوامَــهُ أعــوامــي
فـي جاههِـم شَمْـسُ الـمـروءةِ أغلـقـتْ = أَبـوابَـهــا ، فَـبَـكــوْا عــلـــى الآثـــــامِ
كــانــوا يَـكـيـلـونَ الـمـتـاهـةَ بــالأنـــا = ويُـطـفِّــفُــونَ كــجَــوْقَـــةِ الأَنـــعــــامِ
وَصَـبـرتَ يــا قـلـبـي غَـــداةَ تمـلّـكـوا = غيـثَ السَّحـابِ ، عشـقـتَ دونَ سَـقـامِ
وَنَهضْـتَ يــا قلـبـي غــداة تَدَحْـرَجُـوا = من حيثُ هُم جَرحُوا النَّخيـلَ "بسـامِ "
مـن حيـث هـم عذلـوا نـدى أُمَّ الـقِـرى = دارَ الـــسَّــــلامِ وَقِــبْــلـــةَ الأيـــتــــامِ
كَـسَــروا الـيَـراعـةَ واهـمـيــنَ بـأنَّـنــا = قـــد نَنْـثـنـي ، نـاسـيــنَ دُرَّ نِـظـامــي
فــإذا السَّـمـاءُ قـريـضُ مَـجْـدٍ مُـحْـكـمٍ = يَـهْــدي الــسُّــراة ، يَــنُــمُّ بـالأحـكــامِ
وإذا النَّزَاهـةُ - رغـم خبـثِ دَهائـهـم - = تـعْـلــو بــقــدرِ الأهــــلِ والأعْــمـــامِ
وَحَبيـبـتـي يَــشْــدو لـدَجْـلــةَ ثـغـرُهــا = يــا حَسْـبُـهـا الـرَّحـمـنُ فـــي الإقـــدامِ
أَحَبـيـبـتـي عُـــــذرًا بـيــانــي مُـكــلــمٌ = قــــد ضــاقــتِ الأيَّـــــامُ بــالأيّـــامِ !!
عُــــذرًا إذا مــــسَّ الـغُـبــارُ خَـمـيـلـةً = فَـغَـدًا سَيَـشْـرَقُ فـيـهِ كـــلُّ عِـصـامـي
يَفْنـى الـرَّدى ، أمَّــا الخـلـودُ فصنْـعـةٌ = مـــا عـــادَ يُتْقِـنُـهـا سِـــوى إلـهـامــي
يفنى الرَّدى ، والشَّامِتونَ ، وَمَنْ طغى = ويــظــلُّ عــهْــدُ الــحُــبِّ والإكــــرامِ
لِـتـسـيـرَ قـافــلــةُ الـجــهــادِ يـحـفُّـهــا = مــاءُ الـعـيـون ، ووثـبــةُ الصَّـمْـصـامِ
وَيـهـيــمُ داعــيــةُ الـجَـمــالِ مُـتـوَّجًــا = بــعــزائــمِ الـمُـسْـتــوْثِــقِ الـقَــمْــقَــامِ
كـانـوا هـنـاكَ ، وكـــان يَـــدْري أنّـــه = فـــي سـوحِـهـا فَــــرْدٌ مــــعَ الــعَــلاّمِ
يَــدرْي بــأنَّ الفـجْـرَ بـعــضُ جـنــودِهِ = فـــإذا أشـــارَ أضـــاءَ قــلــبُ الــشــامِ
وطفقْـتَ فــي البـيـداءِ تـحْـرسُ أهلَـهـا = فـالأمـنُ فــي البـيْـداءِ دون حـــزامِ !!
كــي لا يـقـولَ الـشَّـرْقُ أيــن أحـبّـتـي = كــــي لايــنـــي الـتَّــاْريــخُ بـالــلــوّامِ
كــي تنـهـضَ الأمُّ الـتـي مــا أنـجـبـتْ = غيـرَ الكـبـارِ ذوي الحِـجـا المتـرامـي
أمَّــا الصِّـغـارُ ولــو هـنــاك تنـاسَـلـوا = وتــكــاثــروا زورًا بــــــلا أرحــــــامِ
إنّـــــي فـقــهْــتُ بــأنَّــهــم أكـــذوبـــةٌ = بل هم - أخا الأنجـامِ - محْـضُ حُطـامِ
عَجِلـوا إلــى قـعْـرِ الهزيـمـةِ حاملـيـن = الـــغــــلَّ والأهـــــــواءَ بـــالأوهــــامِ
صُــوَرُ العَـمـى فيـهـم تـجـسَّـدَ لـونُـهـا = بـــل إنَّـهــا رُسـمــتْ مـــن الإجـــرامِ
مــا آثــروا غـيــرَ الـرَّذيـلـةِ مـسْـرحًـا = فــلـــذاك لاكـــــوا أقــــــذرَ الآثــــــامِ
مُـــذ قـيَّــدوا بـالـجـور أنفـسـهـم فـمــا = نــفــع الـحـكـيـمُ ومـــــوردُ الأقـــــلامِ
إلا الـسُّـيــوفُ دواءُ كـــــلِّ رُعــونـــةٍ = أبـكــى الـغـيـاضَ بحَـتْـفِـهِ المُتَـعـامـي
إلا الـسِّـهـام وكــــمْ حـمـلــتَ كِـنـانــةً = جاشـت بـهـا نـحـوَ الـضَّـلالِ سِهـامـي
وغــــداً ستـحْـتـفـلُ الـفـتــوحُ بـهــيَّــةً = والــغــرْبُ مـنـهـمـكٌ بــكــلِّ ظـــــلامِ
وَغَــــدًا سـتـرتـفـع الـبــنــودُ تـحــيَّــةً = للـسَّـائـريـنَ إلــــى حــمــى الإقـــــدامِ
للحامـلـيـنَ الــقُــدسَ فــــي حَـدَقـاتـهـم = والمـسـجـدَ الأقــصــى وَرَوْحَ مُــقــامِ
وإذا بــــــأرواحِ الأحـــبــــةِ بـيــنــنــا = وإذا الـمـلائــكُ زحـفُــهــا مـتـسـامــي
وإذا صـــلاحُ الـدِّيــن مـــلءُ قـلـوبـنـا = يـشــدو بــــآي الـنَّـصْــر دون كــــلامِ
وإذا الـسَّـمَــواتُ الـعُـلــى بـجـنـودِهــا = مـالـتْ إلـــى مَـغْـنـاي فـــرط زحـــامِ
حـتَّــى إذا عــبــقَ الــفِــدا واسّـابـقــتْ = بـشـرى البشـائـرِ وازدهــتْ أحـلامـي
نــهــضَ الـشَّـهـيـدُ مُـقـبِّــلاً رفــقـــاءَهُ = وسـلاحــهُ الـذكــرى ونـــور حــســامِ
نـهــضَ الشَّـهـيـدُ ولـــم تـــزلْ آمـالُــه = طـــــيَّ الــفـــؤادِ وجــنَّـــةِ الأنــســـامِ
يرنـو الــى الليـمـونِ وهــو مخـضّـبٌ = بـمــدامــعٍ مـــــن كــوثـــرٍ وهـــيـــامِ
خلـتِ القـرونُ ومــا نـسـى ضَحِكاتـنـا = فــهــواه مـمـتــزجٌ بـعـطــر مُــدامــي
خـلـتِ الـقُـرونُ ولـؤلـؤٌ مــعَ طـــارقٍ = يـتـعــانــقــان بــظـــلّـــه قُــــدّامـــــي
والـعــزُّ نـهّــاضٌ يـــروم مـشـاعــري = والأنـــسُ تُـمـلـي سِـحْــرَه أعــلامــي
والـغـربُ يلـعـقُ بالـجـروح تـشـرْذمًـا = هــي هـكـذا الأزمــانُ فـــي الأحـكــامِ
يــــومٌ عـلـيـنـا إذ تــراخــى عـزمـنــا = يــومٌ لـنــا لـمّــا سـكـبـتُ غـرامــي !!
كي يصدقَ الوعدُ الـذي نطـقَ الخلـودُ = بـــــه ، وعـــــاش مـكــلّــلاً بــســـلامِ
والأُفـــقُ يـبـتــدرُ الـحـديــث مُـكـبِّــرًا = ولـــــه نـشــيــجٌ بـالــمــودة طــامـــي
عُدْنـا صــلاحَ الـدِّيـن وانـجـابَ العـنـا = عُدْنـا وفـي الخضـراء هَــبَّ غمـامـي
فـاقـرأْ عـلـى الأبـطـالِ شـعـري إنّـهـم = صـانــوا الـعـهـود ومـعـهـد الاســـلامِ
بـلّـغ رفـاقـك أنّ مـسْـرى المصطـفـى = قــد آبَ يـشـدو ، وازدهـــى تهـيـامـي
قــد عــاد بالنُـعـمـى يُكـفـكـفُ دمـعــه = وشـــــذاه مــســـك مـحــبَّــة ووئـــــامِ
كـانــوا هـنــاك ، وعـزمـنـا مستـنـفـرٌ = يـــا لـيــل فـامــرحْ بـالأنـيـن الـدَّامــي
كــانــوا هــنــاك وأمــتــي بـرجـالـهـا = أذوى حـشــاهــا كــثـــرة الأحــــــزامِ
والـيــوم قـــد أذِنَ الـرَّحـيـمُ فـأدبــرتْ = تـلـك الـعـقـاربُ واسـتـفـاق رُغـامــي
عُـدْنـا صَــلاحَ الـدِّيــنِ تِـلْــكَ ديـارُنــا = تــاقـــتْ إلــيـــكَ بـلــوعــةٍ وهـــيـــامِ
عُدْنـا صَــلاحَ الـدِّيـن مـرحـى لـلأُلـى = نــالــوا الـبَـهــاءَ وسِـــــدرةَ الــعـــلامِ
مَـرْحــى لأحــفــاد الـجـهــاد وكـلـهــم = أبــنـــاءُ مــاجـــدةٍ وَوَلْــــــدُ كــــــرامِ
مَـرْحــى لـقُــدْس الأنـبـيـاء وَمـسْـجــدٍ = بـالــحُــبِّ يَـلــثُــمُ قِـبــلــةَ الأِسْــــــلامِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 03:00 PM
عِـــقْـــدانِ مَــــــرَّا ، جَــنَــانـــي عَـــاقَــــرَ الـــمُــــرّا = عَــانَــى الأمــرَّيْـــنَ شَــهْـــرًا يَـقْـتَـفــي شَــهْـــرا
فـكـيـفَ بـالــرُّوحِ تَسْـتـسـنـي وفــــي يــدهــا خَمْـسـونَ سَــوْطًا يُمـاهـي عُسْـرُهـا الـيُـسْـرا
مَــــــا شَــــــامَ مــــــن نُـــهُــــرِ الـــــــوُرَّادِ بـــارقــــةً = وعـــنـــدَ أعــتــابــهِ أهــــــلُ الـــهَـــوى أســــــرى
شَــــــوطُ الـــهُـــومِ بَــطــيــنٌ مـــــــلءَ أوردتـــــــي = مـــا كـنــت أنـكــرُهُ ، لـــم ألـتـمــسْ عُــــذرا
لـــكــــنْ رَجـــــــوتُ دِلاءَ الـــحــــور غـــاديــــةً = تـــــؤوبُ تـنــشــرُ تِـلــقــاءَ الـحَــشــا الــبِــشْــرا
يــــا طــيـــرُ مَــهْـــلاً أنِـــــلْ عـيــنــيَّ مَـذهـبـهــا = مــن عَيْـنِـكَ الــرِّزقُ واســى لوعـتـي قَـطْـرا
إذا شــمــمْــتَ رحــيــقًـــا مـــــــن مَـعـاطِـسِــنــا = فـالــزَمْ حـمــى الـتـيـنِ واللـيـمـونِ والـمـسْـرى
فالأهـلُ مــا جهـلـوا ، بــل شــرّدوا زَمَـنـي = وبايعوا القحْـطَ ، والثالـوثَ ، والشِّمْـرا
عِـــقْـــدانِ مَــــــرَّا ومـــــــا رنّـــــــتْ هـواتــفُــهــم = أرنـــــو إلــيــهــا صَـــداهـــا يــنــفــثُ الــكــبْــرا
تــنــعـــى الـــوصــــالَ كــثـــيـــراتٌ مــعــاثــرُهــا = كـي تمـلأَ الكـأسَ بالإكسـيـر مــن عِــزرا
لـــيــــتَ الـــزَّمــــانَ يـــــــردُّ الــــبــــانَ مــــزدهــــرًا = عـــســــى لِـــذكْــــراه تـــأتــــي أمّــــنــــا الــــزَّهْــــرا
هــنـــاك أُخـبــرُهــا عـــــن كـــــلَّ ذي مِـــقـــةٍ = أحـنـتْ ليالـيـهِ شـكـوى المهـجـةِ الـحــرّى
هـا هـم بنـوكِ عـن الأقـداسِ قــد غفـلـوا = أعــــدى عــــدوٍّ أتــاهـــم يــزعـــم الـبــشــرى
فسايـروه ، وجــلَّ الخـطـبُ ، مــا فقـهـوا = مغزى الحَضاراتِ ، حتى شيّعوا النَّصْرا
عِـــقْــــدانِ يـــــــا أمّـــنــــا والــلـــيـــلُ مــعــتــكــرٌ = وَبَـــيْـــدرُ الــفــتــنِ الـعـمــيــاءِ كــــــم أثـــــــرى
فــــــــلا فـلـســطــيــنُ عـــــــــادت لا مُـــحـــمَّـــرةٌ = ولا الـــعــــراقُ عـــــــراقٌ ، لا ولا بُـــصــــرى
والــشـــام مُـــــزَّقَ ، واهـــتـــزّت سَـــمـــا يـــمـــنٍ = والأنــــسُ مــــن عــمــرِ الـمـخـتـار قــــد فــــرّا
أمّـــــاه : غــــــالَ ربـــيـــع الــعــمــر ســاســتــه = وشــــوّهـــــوا عَـــبَـــثًـــا أحـــلامَـــنـــا الـــطُّـــهْــــرا
نهوي على الحرْفِ علَّ الحرف يُنجدنا = نــــــــــروّحُ الـــفِـــكْــــرَ والـــتـــأريــــخَ والـــــبَـــــدرا
أو نـرتــقــي مـــــن عــيـــون الـشــعــر رابـــيـــةً = مـاسـيّـةَ الــوعْــدِ تــزجــي الـشَّـهْــدَ والـتـبْــرا
كــــي نـسْـفـعــنَّ ثـعــالــي الـجــهــل قـاطــبــةً = بـاســم الـمـحـبَّـة نـمـضــي نـسـكــبُ الـعِـطــرا
فـاسـتــقــبــلــي هـــــمّـــــة الأبـــــنــــــاء داعـــــيــــــةً = عــســـى بــهـــم نـبـتـنــي للـمـنـحـنـى جـــســـرا
وثـــــــلّـــــــة نــــــــــــــذروا لــــلـــــضـــــاد أفـــــــئــــــــدةً = لـــــــم يـهــتــكــوا لــبــنـــي أعـمــامــهــم سِــــتــــرا
فَـــأسَّـــسُــــوا لـــســـنــــا الـــعِــــرفــــانِ أروقـــــــــــةً = فــــي بَـوْحِـهــم للـمـعـانـي غــازلـــوا الـفَــجْــرا
بـــــل فَــتَّــحُــوا لـلـنــهــى أغــــــلاقَ مَـنْـبَــهــةٍ = كــرامـــةً أصّــلـــوا فـــــي الـــواحـــةِ الــمَــجــرى
لــكــلّ ذي شَــغَــفٍ بــالــذَّوقِ مـلـتـحـفٍ = تُــعــنـــى رؤاهُ بــمــغــنــى الــــراحــــة الــكـــبـــرى
عـــســــى تـــلــــمُّ شـــتــــاتَ الـــقــــومِ قــافـــيـــةٌ = تـــهـــدهــــد الأمــــــــــلَ الـــمــــوعــــود والـــتــــبــــرا
قـد تُسـلـب الهـمـمُ الكـبـرى بــلا سـبـبٍ = قد تنهب المقـل الخجلـى ، وقـد تعـرى
لــكــنّ غـيــثــك فـــــي الآفـــــاق ، خــالـــدةٌ = دروبـــــــــه ، واحـــتـــفـــى عـــشـــاقــــه طــــــــــرّا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 03:10 PM
وَهَـبْـتُـكَ مِـــنْ رَحـيــقِ الــــودِّ أحــمــالا = فـــهـــلْ أبــقــيْــتَ لـلـمـكْــلــومِ آمـــــــالا
وكــنـــتَ خـطـيـئـتـي فـــــي كـــــلِّ دربٍ = فـــمـــا لــلــوعــدِ بــالإنــكــارِ غـــالـــى ؟
وَمـــــــــــا لـــلــــيــــلِ يـــبــــتــــدرُ اغــــتــــرابــــي = يُماحكُ في جروح الإمسِ إيغالا ؟
إذا السـكّـيـنُ قـــد بَـلـغـتْ عـظـامــي = وَشتَّ الصَّبرُ يطـوي الحـالَ وَالبـالا
ألا فـاعـدلْ إلـــى عَـذَبــاتِ شَـــدْوي = وَرَدِّدْ مــن عُـذيـبِ الـجَــرْسِ أحـــوالا
لــعـــلَّ الـــوصْـــفُ يـسـتــوْفــي الـمـعــانــي = فـيـرنـو مـــن حـمــى الـنَّـظـراتِ أمـثــالا
لــعـــلـــي حــــيــــن تــــزدلــــفُ الــغـــوالـــي = أحــوك الـزَّهْـرَ للملـكـاتِ أسـمــالا !
إذا مــــــــا واردُ الــنَّــفَــحــاتِ واســــــــى = وَروَّى جَــــنَّـــــةَ الأحــــبـــــابِ إقــــبـــــالا
ســيــغـــدو الـــشَّــــوقُ مَـــوْفــــورًا نــقـــيًّـــا = وتسـتـبـقُ الـعـيـونُ إلــيــكَ أجــيــالا !
فِــــــــدًا لــــهـــــواكَ مــلــحــمـــةُ ارتـــجـــالـــي = أعــاريـــضًـــا ولــــونًــــا ضــــربُــــهُ غــــالــــى
يــقــيـــنُ ظـــلالــــكَ الــمُــثــلــى نــديـــمـــي = بـــــه نـقــفــو نـــــوالَ الــحِـــبِّ إفــضـــالا
بــــه آلــيــتُ أن يَــرْقـــى ابـــــنَ جـنــبــي = ولا أُبـــقـــي لـــمـــن أجـــفــــاه أطـــــــلالا
فـمـن غــدهِ طـيـوبُ الـشَّــوق رَفّـــتْ = وَلــــــم يــفــقــهْ مـــــــن الـنَّــائــيــن أقـــــــوالا
ولـــــــو طــــالــــت أيــاديـــهـــم هــــجــــاءً = ولو عدموا حمـى الإنصـافِ أفعـالا
فــلـــي أمـــلـــي ، وإشـــراقـــي الـمُـعــلّــى = وَلـي وطـنٌ سـوى العَزَمـاتِ مـا آلــى
يُــنـــاغـــمُ فــــجْــــرَ واحــــتِــــهِ ابــتــهــالـــي = وَيَــمــتــدحُ الـــزَّمـــانُ جَـــنـــاهُ إجـــــــلالا
فَــأقــدرُهــم عـــلــــى الأمـــجــــادِ فـــخــــرًا = وَأظــهــرُهــم عـــلـــى الإيـــمـــانِ إقـــبـــالا
أمــانـــي حُـســنــهِ الــخــضــراءُ فـــاهـــتْ = جمـالاً مـلءَ صَفـو الـرُّوحِ قـد جـالا
فــهَــبْـــنـــي شـــــاعـــــرًا رُزَقَ الــتَّـــصـــابـــي = صــفـــاءً راسِــمًـــا فــــــي شـــعـــره خــــــالا
وَفــكـــرًا بــاذخًـــا مـــــا كـــــان يـســلــو = حبائبَه ، لِذا باسمِ الهـوى صـالا !
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 03:26 PM
باسمِ الشَّتاتِ ، وباسْمِ ديـنِ أسافـلِ = أستـنـطـقُ الـعـبَـراتِ ، دَفْـــقَ رسـائـلـي
بـاسـمِ المَتـاهـةِ حـيـن يـنـضـحُ بـؤسُـهـا = مـــن كـــلّ كـــفٍّ بـالـضَّــلالِ مُـجـامــلِ
بــاســمِ الـتـبــرّمِ حــيــث ســــالَ لُـعــابُــهُ = إذ يـنـفــثُ الـغُـمّــى حــيــالَ مـنـاهـلـي
بـاسـم الـدُّنـا الـرَّعْـنـاءِ عـهــدَ تجـمّـلـت = لـلـعــابــثــيــن الــســـارقـــيـــنَ شــمـــائـــلـــي
بـاســمِ الـهـمــومِ الـرَّاسـيــات ، ولــوْعــةٍ = يـقــتــاتُ مـنــهــا كــــــلُّ أبـــلـــهَ بـــاقِـــلِ
وَبها الشحوبُ وزيفُ أخلاقِ الـورى = والـمُـقـلـةُ الـعـبْــرى ، وعــــزفُ الـبـاطــلِ
والـلـيـلُ حـيــن الـبَــرْقُ يـخـطَـفُ مُـقـلـةً = شَـكــرى ، يُرجْـرجُـهـا بـريــقُ الـسَّـائِـلِ
عـن ضعْـنِ أهـلِ الـدَّلِّ والـذلِّ الــذي = ملأ الكؤوسَ ، فجاش نبضُ غوائلي
تبَّـت يـدُ الغَرْثـى وقـد جهـلـوا الـقِـرى = عثراتُهم – يا ريحُ – أدمـت كاهلـي
ويــكـــاد داعِ الــمـــوتِ يُــنــكــرُ طَـــرْفَـــه = لــمّــا أتــتْـــه مـــــع الــخـــرابِ جـحـافـلــي
مــا كـــان يـنــأى عـــن أثـــامِ دفـاتــري = هُــوَ آخــرُ الفلـتـاتِ ، سِـبْـطُ أنامـلـي
مــا عــاد يـدنـو سـاسـةً ، فـالأمْــرُ أنْ = يـبــقــوا كِــرامًـــا فـــــي ارتــيـــادِ مـزابــلــي
لتـحـوم فــوق مـصـائـري غـربــانُ مَـــنْ = عــشــقَ الـرذيــلــةَ والـفــســادَ الـعـائـلــي
فتـمـتّـعـوا ، بـالـكــاد مــــأوى لـؤمـكــم = فـــــي قـــعـــر هـــاويـــةٍ وويْــــــلِ حــبــائــلِ
وتمتّعـوا ، فشريعـةُ الـدجّـالِ بـانـت - = كــــي تـنـالــوا بــعـــضَ خِـــــزْيٍ آجِـــــلِ
لــم يـبـقَ غـيــرُ الـخَـسْـفِ فانـتـظـروا ولا = تـتـعـجّـلـوا ، فـــغـــدًا تـــضـــجُّ مــنــازلــي
بـاســمِ الثـكـالـى واليـتـامـى والـحـيــارى = والأيــــــامــــــى وازدهــــــــــــاءِ نــــــوازلـــــــي
بــاســمِ الـطـفـولـةِ والــبـــراءةِ واشـتــهــاءِ = مُـــهـــجَّـــرٍ تـــغـــريـــدةً مـــــــــن عــــاقـــــلِ
بــاســـمِ الـعـمـالــةِ والـحـثـالــةِ والــحِــرابــةِ = والــــرّيــــاســــةِ والــــــزمـــــــانِ الــــقــــاتـــــلِ
بـــاســـمِ الـمـســيــحِ وصـــالـــحٍ ومــحــمَّـــدٍ = بــاســـمِ الـشَّـهـيــدِ وأمِّــــــهِ والــسَّــاحــلِ
بـــاســـمِ الـــذيـــن تـســنَّــنــوا وتـشــيَّــعــوا = وتــــأفّــــفـــــوا وتــــزيّـــــلـــــوا لــــعـــــواذلـــــي
بـاسـمِ ابــنِ ثـابــتَ وابـــنِ حـنـبـلَ أوّلاً = بــاســـمِ الـكُـلـيـنـي ثـانــيًــا ، والــوائــلــي
باسـم الجوامـعِ والمسـاجـدِ والكنـائـسِ = والـــصـــوامـــعِ وانـــهـــمــــارِ جـــــداولـــــي
بــاســـمِ الــفـــراتِ ودجــلـــةٍ والـمـنـحـنـى = لـمّــا اشـتـهــى حــــورانُ لــثــمَ فـسـائـلـي
بـاسـمِ الـعـراقِ وفـيــه مِـسْــكُ ختـامـنـا = وحـبــيــبــتــي بـــــغـــــداد دار أفـــــاضـــــلِ
أرَّخْـــتُ لـلأعـصـار مــغــزى حـظـوتــي = أنْ عِـشــتُ فـــي زَمَــــنٍ بـغـيــر دَلائِــــلِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 03:31 PM
أنَــــا مــــا اكـتَـرَثــتُ لـغـيــرِ عَــهْــدِ الــحُـــورِ = عــــهـــــد الـــســـعــــادة مــفــعـــمـــاً بـــالـــنــــور
وَحَــمَــلْـــتُ صَــــبْــــرَ الــرَّاســـيـــاتِ لــعــلَّــنــي = آنَـــسْـــتُ رَوْحًــــــا مــــــن ريــــــاح الـــطُّــــورِ
قلباهُ : ما استثنيْتُ صفوَكَ فاجتذبْ = عِــــطـــــرَ الـــبـــيــــانِ بـــــســـــرِّكَ الــمــسْـــطـــورِ
هـــــاتِ الــزَّواهـــرَ مــــــن صــمــيــم لُـبـابِــهــا = وابـــسُــــطْ حـنــيــنَــكَ بــالـــهـــوى الــمــنــثــورِ
قَـصَــصًــا تـــواردهـــا الأكـــابـــرُ فـانـتَــحَــوْا = دربَ الـــــرَّبـــــيـــــعِ بـــحُــــسْــــنِــــهِ الـــــمـــــأثــــــورِ
نـــــــــاجِ الــحَــبــائـــبَ لائـــــــــذًا بـجـمــيــلــهــم = حَـــــتَّــــــامَ تــــنــــســــى مِــــنــــحــــةَ الـــتـــثـــويـــرِ
" بشَّـارَنـا " : يــا نـسْـلَ آلِ المصطـفـى = أهــديـــكَ حــرْفًـــا مـــــن بـــريـــقِ بــــــدوري
يـــــــا أيُّــــهــــا الــعـــانـــيُّ حــســـبـــك رفــــعــــةً = أن كـــنــــتَ ذا صِـــلــــةٍ مـــــــع الــمــنــصــورِ
يـحــكــي الــحَــيــاءُ نَــمــيــرَ ذوقــــــكَ بــاســمًــا = فــــــــي قــــــــربِ أهــــــــلِ الــــجــــاهِ والــتَّــنــويـــرِ
تـزجــي يـواقـيـت الـقـريــضِ ، فــــلا يــنــي = مـــعــــنــــى الــــــفــــــؤاد ، وواردُ الـــتَّـــصْـــويـــرِ
فــــي حــــبِّ واحــتِــك الجـمـيـلـةِ أيـنـعــتْ = مـلــكــاتُ صـــدقـــكَ دون أيِّ قُـــصـــورِ
وذكــــــــــــــرتَ آلامَ الـــــــشــــــــآمِ مـــــــغــــــــرِّدًا = بـــــــــــالآه ، والـــعــــزمــــاتِ ، والــتــفــكــيـــرِ
يـــــــا رائـــــــعَ الــشِّــعـــر الــطــريـــفِ تـحــيّــتــي = وسلام ذي شغفٍ بوعد " الجـوري "
هـــــا عـانــقــتْ خــطـــراتِ ودَّك مـقـلـتــي = بــــفـــــراتِ جَـــــــــرْسٍ ذائـــــــــع الإكـــســـيــــرِ
فــــاذكـــــر مـــحـــبّــــك بـــالـــدُّعــــاءِ مـــثـــوبــــةً = عـــــــلَّ الـحــبــيــب يــــمــــرُّ عــــنــــد ثــــغــــوري
فــيــعــود مــــــن بـــعـــد الــمــآســي والــضَّــنــا = عــــهـــــد الـــســـعــــادة مــفــعـــمـــاً بـــالـــنــــور
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 03:37 PM
بــكَ لا بـغـيـركَ تـغـتـدي النـفـحـاتُ = لـتـزورَ ســـوحَ الـــذوقِ فـهــي هـبــاتُ
أو تــنــثـــرَ الـــــــودَّ الــطـــريـــفَ مــلـــوّنًـــا = مـــــن صــفـــوِ فـــكـــرٍ زادُهُ الــرَّحــمــاتُ
أو تـمــنــحَ الأذهـــــانَ زهــــــوَ مـــكـــارمٍ = فـالــحــرف يــهــتــفُ ، والـــفـــؤادُ دواةُ
وقـــــرأتَ ســـــرد الـمـتـعـبـيـن فـــأزهـــرتْ = لـجــمــيــلِ عـــمــــقِ قـــــــراءةٍ مــلـــكـــاتُ
فــاســلـــمْ مُــحــبًّـــا يـــــــا هـــشــــام لــخــلّـــةٍ = تــــــردُ الــجــمــالَ تـحـفّــهــا الـــدَّرجـــاتُ
ولـيـقـرأ " الـنّـجـار " صــنــع مـثـقّــفٍ = حــــاكــــت بــــهـــــاءَ نَـــمـــيـــرِه الآيـــــــــاتُ
لــــك لا لـغـيــركَ أطــربــتْ خـطـراتُـنــا = مــن " كـامـلٍ " تهـفـو لـــه الـتـائـاتُ
هــو هـكـذا أدبُ الأريـــبِ ومـنـطـقٌ = يــســمـــو بـــــــه ، فـتـعـمّــنــا الــخــيـــراتُ
شكرًا لقلبكَ ، بل لعينـك سيّـدي = مسعاك طابَ ، فما اعْترتْه هِناتُ
تــرنـــو إلـــــى ألـــــقِ الــحــضــارةِ كــاتــبًــا = وســلاحـــك الإتــقـــانُ فـــيـــه ثـــبـــاتُ
فــــجــــزاك ربّــــــــي بــالـــمـــودة والــــرِّضـــــا = مـا أشرقـتْ مـن خافقـي الـدعـواتُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 04:37 PM
طُـــــــفْ بــالـــوُجـــودِ مُــفَــتِّــشًــا عــــــــن أيِّ ثــــغــــرَةْ = وذرِ الــــتَّـــــواجُـــــدَ ، وافـــــتـــــراضـــــاتِ الـــــمَـــــجَـــــرَّة ْ
لـــــــــــكَ هــــــالــــــةٌ تــــحــــكــــي الــــــنَّــــــواةُ غــــبــــارَهــــا = مــــــــا كــــنــــتَ تــــعــــدمُ حُــسْــنَــهــا مــثـــقـــالَ ذرَّةْ
مُــتــجــانــســاتٌ طَــــــــــيَّ مَـــــرْآهــــــا الـــرَّقــــائــــقُ – = والـــــحــــــقــــــائـ ـــــقُ وانـــــــثــــــــيـــــ ـــالاتُ الأسِــــــــــــــــــــ ـــرَّةْ
طُـــــــــفْ حـــولـــهـــا واقــــتـــــلْ شــــكـــــوكَ تـــغـــافــــلٍ = تـــــلِـــــدُ الـــهــــمــــومَ ولــلـــحـــلـــومِ ســـــمــــــومُ عـــــثــــــرَةْ
لـــــيـــــس الــيـــقـــيـــنُ حـــــداثــــــةً ، أنـــــــــــا مـــــوقــــــنٌ = فـــــأنـــــا وإيـــقـــانــــي وُجـــــدْنـــــا مـــــحــــــضَ فـــــكــــــرَةْ
نـــــتـــــجــــــاذبُ الــــنَّــــجْــــديْـــ ـنِ إمّــــــــــــــــا قــــــــاتـــــــــلٌ = أو بَــــــــــوْحُ مـــقــــتــــولٍ يـــمــــيــــدُ الـــشِّــــعْــــرُ إثـــــــــــرَهْ
لا الـــنَّــــفــــسُ لا الــــفــــكــــرُ الــــوثــــيــــرُ مــــــــــــدادُهُ = تـغـنــيــك عــــــن قـــلـــبٍ أحــــــبَّ الـــنُّــــورُ ذكـــــــرَهْ
فـاخــتــرْ – هــديـــت – فـإنَّــنــي لــــــكَ نـــاصـــحٌ = أم إنَّ نـصـحـيَ فــــي دروب الــشُّــحِّ حــســرةْ ؟
دَعْ عـــــــــنـــــــــكَ مــــخــــلـــــوقًـــــا تـــــــــواتـــــــــرَ غَـــــــــيّـــــــــهُ = فــــالـــــذوقُ مـــنـــزلــــةٌ لـــــهـــــا فــــــــــي الـــنَّـــثــــر نـــــبـــــرَةْ
هـــــــــوَ لــــــــــم يـــــكـــــن سَــــــــــرْدًا وقـــــصَّـــــة مـــــولـــــعٍ = بــــشـــــوارد الـــتَّـــزويـــقِ يـــــوحـــــي الـــــبَـــــرُّ بُــــــــــرَّهْ !
قُـــــــلْ لا مِـــســــاسَ ، مُـــودِّعًــــا زيـــــــفَ الــــطِّــــلا = لا تـــكـــتــــرثْ إن أحـــــضـــــروا لـــلـــمَــــسِّ إبــــــــــرَهْ
طُـــــــــفْ بـــالـــوجـــودِ مُــيَــمِّــمًـــا عـــــبـــــقَ الـــصَّـــبــــا = أنصِتْ إلى " السيكاه " ، والثمْ فيضَ عطرَهْ
عِـــــــــــشْ فـــانــــيًــــا ، ثـــــــــــوّرْ جَـــنــــانَــــكَ مُـــخـــبـــتًـــا = واكـــتـــبْ عــــــن الـــفــــردوسِ بــالأشــعـــار ثـــــــورَةْ
وانــــــــهــــــــضْ نـــــقـــــيًّــــــا لا يـــــخــــــالــــــطُ حــــــــرفَـــــــــهُ = أو ظــنَّـــهُ – وقـــــت الــهـــوى – وَسَــــــنُ الــمــعــرَّةْ
أحـــــــلامــــــــك الـــــــغــــــــرّاء تــــــــغــــــــذو جــــيــــلــــهــــا = آمــــالــــك الــــلاتــــي مــنـــحـــنَ الــــوصـــــلَ عِــــبْـــــرَهْ
يــــــــــا عَـــــيْـــــنُ : والــتــهــجــيــرُ غـــــربــــــةُ مـــــوطــــــنٍ = زُمّـــــــــــــي جـــــــــــــراحَ الـــحـــائـــريــــنَ ولـــــــــــــو لــــــمـــــــرَّة
فـــالـــلـــيـــلُ والأتــــــــــــراحُ والــــــوجــــــعُ الــــمــــوثّــــلُ - = فــــــــــي الــحــنـــايـــا أودعــــــــــوا الـــــوجـــــدانَ جـــــمــــــرَةْ
نـــــــــــــــــــأيٌ وحـــــــــرمــــــــــان ٌ تــــــبــــــاكـــــــى نــــــــــايُــــــــــه ُ = عــــن أهــــلِ ذاك الــحـــيِّ عـــــن ذكـــــرى الـمــســرَّةْ
عـــــــن مــجــلـــس الأحـــبــــابِ تــلــقـــاءَ الــضُّــحـــى = وبــــيــــادرٍ مــــــــن شــوقـــهـــا لــــــــم تُــــخـــــفِ بـــــــــذرَةْ
وأرائـــــــــــكِ الإيـــــثــــــار والــتـــحـــنـــان والـــــــــــودِّ – = الــبَــهـــيـــج غــــــــــداةَ أهــــــــــدى الـــعـــمــــر بـــــــــــدرَهْ
يـــــــا عَـــيْــــنُ : فـالـتـمــســي حـــــــروف تــصــبّـــري = صـــــــــــورًا تـــــــــــؤرّخ لــلــضــمــائـــر جـــــــــــورَ فـــــتــــــرَةْ
بالله ، واحـــــتـــــفـــــظــــ ـي بـــــــــــــــــــــوِر د مـــــــــــــــــــــروء ةٍ = لا لـــــــم يَــعــقْـــهُ عـــــــن الـــنَّــــدى تــغــريـــدُ سَــــــــوْرَةْ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 04:41 PM
طالَ انتظاري ، فـلا طيـفٌ ، ولا خبـرُ = ولا ســـبــــيــــلٌ إلـــــــــــى رؤيـــــــــــاكِ يُـــبـــتَـــكـــرُ
ولا رســــــولٌ يـــواســـي فـــيــــضَ بــاصــرتـــي = يـــجـــبُّ عـــنّــــا هــمــومًـــا لـــيــــس تـنــحــصــرُ
وفــاءُ : يــا فـلـذة الأعـمـاقِ ، يـــا عـبَـقًـا = مــتـــى يُـهـفــهــفُ يــفــنــى الـــحـــزنُ والــعَــبَــرُ
رفـــقًـــا بــقــلــبِ أبـــيـــكِ الـــيــــومَ ، أتــعــبـــهُ = طــــول الـبـعــاد ، وآه الـصـبــر ، والــحــذرُ
نــاشــدتـــك اللهَ هـــــــل لــلـــوصـــل بــــارقــــة = فـلـســت أدري مــتـــى يـغـتـالـنـا الـعــمُــرُ ؟
أرنــــــو الــسَّــمــاء ومَــــــن وافـــــــى رفــارفــهـــا = عـــســــى تــــمُــــنُّ ، فــيـــأتـــي دارَكِ الــقـــمـــرُ
مبلِّغًـا عـن معانـي الشـوق ، مـا بـرحـت = تـعـنـو إلـيــك ، تـنـاجــي شـعـرَهــا الــــدُّرَرُ
وفــاءُ : جــار الـنَّـوى ، واللـيـل موحـشـةٌ = أنـــحــــاؤهُ ، وابــتـــلانـــا الــــنَّــــوح والــــكــــدرُ
بُـنَــيّــتــي – وافــتـــقـــار الــــمــــرء مــرحـــمـــةٌ – = أتـسـمـعـيـن نـشــيــج الــصَّـــدر يـسـتـعــرُ ؟
فـيَـمِّـمـي شــطــرَ أحــلامــي الــتــي نــزفــتْ = مـن فـرط مــا تفـتـري الأبــواقُ والـهـذرُ !
وسائلي عن بنات الفكـر هـل نضبـت = شــؤونــهــا ، فـشـجــونــي مــلــؤهــا الــفِــكَـــرُ
عـلـيـك يـــا بهـجـتـي حـلــوَ الـسَّــلامِ ومــــا = أهدى الشُّعور ، وما قد تبعث الصُّوَرُ
عــســى يـحـيــن الـلـقــا مـــــن بــعـــد فـرقـتـنــا = وَيــــــأذن الله ، يــصــفــو مـــاؤهـــا الـــغـــدُرُ
وتـســتــعــيــد أمــــاســـــي الـــــــــودِّ رونـــقـــهــــا = حـيــث الـظــلال الــتــي تـبـكــي وتـفـتـخـرُ
ولا أرى الغـول باسـم الـديـن يـغـدر بــي = مــن ضفّتـيـه ، وينـسـى الأعـيُـنَ الـسَّـهـرُ
بنتَ الأديـبِ : خـذي همسـي وقافيتـي = وردّديـــهــــا لـــكــــي لا يــعــتـــبَ الــسَّــحَـــرُ
قــــــولـــــــي لــعــتـــرتـــنـــا هـــــــــــــذا أبــــــــــــــي وذهِ = أغــلـــى الغـوالــي نـمــاهــا الـيُــمــنُ والـظَّــفَــرُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 04:47 PM
فِــــدًا لِـعُـمْــركِ مَــــن جــــاؤوا وَمَــــنْ ذَهَــبـــوا = فِــــــدًا لـعـيـنـيــكِ عُـــمْـــرٌ مـــنــــكِ يُـكــتَــتَــبُ
يـــا صَـفْــوَ بـــالِ الـحـيـارى حـيـثـمـا نُـسـبــوا = بـــكِ ازدهـــارُ الأمــانــي والــهَــوى الــعَــذِبُ
يــــــــــا تُـــرْجـــمــــانَ الــمــعـــانـــي عِــــــــــزَّ أفـــــئـــــدةٍ = مـــتـــى أتـــتْـــكِ تـــزاهـــتْ حــولــهــا الـــهُــــدُبُ
يـــــــا حُـــسْــــنَ مـــأثــــرةٍ ، يـــــــا رَوْحَ أروقـــــــةٍ = يـــا طـيــبَ مُـلـهـمـةٍ تــشــدو لــهــا الـحِـقَــبُ
فــي ذكــركِ الـفـكـرُ يـــا مـــا بـــات منتـشـيًـا = وَصَـــفَّـــقَ الــشِّــعْـــرُ ، بَـــسَّــــامٌ لـــــــه الأدبُ
وهـــــــــزَّ جـــــــــذعَ الـــثـــريّـــا هـــائـــمًـــا دنِـــــفًـــــا = فـكــانَ بَــــدْءُ الـحَـيــا ، واسَّــاقــطَ الــرُّطَــبُ
نــهـــضـــتُ ألــتـــمـــسُ الإبـــــــــداعَ مــنــهــمـــرًا = وهلْ بغيركِ تحكي الومضَـةَ الشُّهُـبُ ؟؟
يا أمَّ أهلِ النُّهى ، يا أختَ مَن عشقوا = فـأنـتِ أنــتِ - وَمَهْـمـا زَوَّقــوا - ذَّهــبُ
أسَّـــسْـــتُ بــاســمــكِ مــلأعــمــاقِ حَــرْفــنـــةً = يـشْــتَــمُّــهُــا وتَـــــــــدٌ ، يــمــتــاحُــهُــا سَـــــبـــــبُ
وعــــانـــــقَ الــمــنــطـــقُ الــــرَّاقـــــي نَـــمـــيـــرَ يـــــــــدٍ = عــطــاؤهــا كـالـغــوالــي حـــيــــن تـنــســكــبُ
اللهَ اللهَ يـــــــــــــــــــا أنـــــــــســــــــــي ومـــــعـــــرفـــــتــــ ـي = لـــــــولاكِ آدم لــــــــم يــســـكـــنْ لــــــــه عَــــتــــبُ
لـــــــولاك مــــــــا غــــمَــــرت أجــيــالــنــا مــــنــــحٌ = ولا تــــراقــــصــــت الأنــــــجــــــام والــــحــــجُـــــبُ
تــاقــتْ إلــيـــكِ ورود الــكـــون واقـتـبـســت = مـن ناظريـك الهنـا ، واستعـذب النَّسَـبُ
كــــونـــــي لـبـهــجــتــنــا ، كـــــونـــــي لــغــربــتــنــا = كـونــي لنهـضـتـنـا ، مــــا جــــارت الــنُّــوَبُ
كــونــي الـحـضــارةَ بــاســم الــشــرق هـاتـفــةً = فـدونـمــا الــشَّــرقِ زيــــفٌ مــــا لــــه حــســبُ
وأنــكـــري " الـــــرُّوجَ " إحـســانًــا ومـنـبـهــةً = دمُ الـشـهـيـد هــــو الأولــــى ، هــــو الأرَبُ
تــخـــضَّـــبـــي بــــــشــــــذاه الــــعــــمــــر صــــــابــــــرةً = واستلهمـي إرثَ مَـن تعنـو لــه السُّـحُـبُ
حــتــى وإنْ شـــــفَّ بَـــــوْحَ الـمـلـتـقـى سَــفَـــرٌ = أو شـــــبَّ حــولـــكِ مـــــن وَعـثــائــهِ لـــهـــبُ
مِــــــــــــدادُكِ الــــعِــــفَّــــةُ الـــبـــيـــضـــا يُـــزيّـــنُـــهــــا = طـيــبُ الـفــؤادِ ومــــا أهــــدت لــــهُ الــرُّتــبُ
أســـفــــارُ مـــجــــدكِ مـــــــلء الأفـــــــق زاهـــــــرةٌ = حُــسْــنُ الـمُـقــامِ ينـاجـيـهـا : هــنــا الــعــربُ
هــنـــا الـنـجــائــبُ بـــاســـم الــنُّــبْــل نــاطــقــةٌ = هـــنـــا الــشــرائــفُ مــــــن أخــلاقــهــا نـــثـــبُ
هــــنــــا أمــيـــمـــة ، والــخــنــســاء ، فــاطـــمـــةٌ = ومَـــــــن بــلــثـــم عــــلاهــــا هــــزَّنــــي الــــطَّــــربُ
يــبـــقـــى الــــيــــراع بــــأمــــرٍ مــــنــــك تــغــبــطـــه = أحــلــى الـيـواقـيــت ، فــيـــه الـتِّــبْــر والأرَبُ
حــتــى لَـتـنـهـضَ فــــي ذكـــــراك رؤيـــــة مَـــــن = نَـحَــوْا إلـــى دَوْحِـــك الـغـنَّـاء ، مـــا اغـتـربـوا
تــقـــبَّـــلـــي أحـــــرفًــــــا جــــــــــــاءت مــــذهَّــــبــــةً = تـرجــو معـانـيـك ، مـــن عيـنـيـكِ تـقـتــربُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 04:57 PM
جَـــرَتْ شـؤونُــكَ إذ تـشــدو عــــنِ الـطَّـلَــلِ = مــــا بــــالُ بــالِــكَ يـهـجـونـا بــــلا كــلَــلِ !؟
أنــــتَ الـوسـيــمُ ، فــــلا غــابــتْ لــنــا مُــقَــلٌ = عــن ناظـريـكَ ، ومــا أهـــدتْ مـــنَ الـقُـبَـلِ
فـامْــنُــنْ بــرِفْـــقٍ ، ولا تـبْــخَــلْ فِـــــداكَ أبـــــي = فـالـعُـمْـرُ يــعْـــزُبُ ، تـبــقــى أعــيُـــنُ الـجُــمَــلِ
جَـــــــــرَتْ زمــــانًـــــا ، شــــذيّـــــاتٌ مــواســمُــهـــا = فهـلْ مَلَلْـتَ السَّنـا ، أم بِـتَّ فـي شُـغُـلِ ؟
رَقـــــيْــــــتُ سَـــــعْــــــدَكَ إذ رقَّــــيْــــتَــــهُ جَــــــلَــــــدًا = تَــــجِـــــلُّ عـــــــــنْ وصْــــفـــــهِ حَـــمَّـــالـــةُ الـــعَـــسَـــلِ
وعُـــدْتُ جَـرْسَــكَ مـحـمـولاً عـلــى شـغـفــي = فـــمـــا رأيــــــتُ ســــــوى كـــاســـاتِ مُـبـتــهــلِ
والـــيـــومَ تـسـألُــنــي الـــغِـــزلانُ عــــــن لُـــطُــــفٍ = أروى حِـــمـــاهــــا بـــثــــغــــرٍ بـــــاسِــــــمِ الـــــغَــــــزَلِ
فـــــلــــــو دلـــــفــــــتَ إلـــيــــنــــا عـــــائــــــذًا أنِـــــفًــــــا = وارسُـمْ حنانَيْـكَ ، عُـدْ بــي للصِّـبـا الثَّـمِـلِ
واجْــــزِ المُـحـبّـيـن ، نَــفِّـــسْ كَـــــرْبَ ذائــقـــةٍ = تــــاقَـــــتْ إلــــيـــــك ، إلـــــــــى أيَّـــامِـــهـــا الأُوَلِ
جَــــرَتْ وكــــم فَــجَّــرَتْ لـلـفـجـرِ مـــــن لُــغَـــةٍ = كالسَّلْـسَـبـيـلِ ، تـضـاهــي ســالـــفَ الـمُــثُــلِ
ألْـبَـسْـتَـهــا سُــنْــدُسًــا ، أَوْدَعْــتَــهــا حِــكَــمًــا = والآنَ تــــزهــــو بــــهــــا مــــــــن تــــالــــدِ الـــحُـــلَـــلِ
والآن .. أنـــــتَ لـــهـــا الــمــوهــوبُ عــاطــفــةً = تـــهـــمــــي ســحــائــبُــهــا لــلــبـــاسِـــلِ الـــبَـــطَــــلِ
غَــــــنَّــــــتْ سَـــوانـــحُـــهـــا لــــلــــوعْـــــدِ مُـــقـــبـــلــــةً = لـــلإلْــــفِ ، لـــلــــودِّ ، لــلأجـــيـــالِ لــلــعــمَــلِ
روحـيّــةً - شِــئــتَ - أو صـوفـيّــةً سـمَـقــتْ = كــمــالُـــهـــا الــــــــــواردُ الــنِــسْـــبـــيُّ فـــــــــــي الأَزلِ
جَـــــلَّـــــتْ مــراســيــمُــهـــا رِزْقًـــــــــــا وفــلـــســـفـــةً = أو بـالـحَـقـيــقــةِ حــــاكــــتْ صَــــفْــــوةَ الـــمِـــلـــلِ
فـــلـــيــــس يـــحـــجُــــبُ مَــسْــعـــاهـــا بَـــطـــارقــــةٌ = ولــــيــــس يُــثـــنـــي قِــــواهــــا رَيْــــــــبُ مُــنــتــحِــلِ
للقـلـبِ ، للفـكـر ، قـبـل النـفـسِ ناهـضـةٌ = روحٌ تــــداركــــهــــا نــــــــــــورٌ مــــــــــــن الــــــرُّسُـــــــلِ
وهـفـهـفــتْ صُـــــورٌ ، واسـتـعـذبــت غُــــــدُرٌ = وراقــــنـــــي أثـــــــــرٌ مـــــــــن صـــــــــادقِ الـــسُّـــبُــــلِ
وهَــبْــتَــهــا مــــــــن صــــفــــاءٍ لــــيـــــس يــــدركـــــهُ = مُــــغَــــفَّـــــلٌ بــــــاقِـــــــلٌ يَــــسْــــتَـــــنُّ بـــالـــحِـــيَــــلِ !
أم كـــــيــــــفَ تــســـبـــقُـــهُ هـــيــــفــــاءُ مـــتـــعـــبـــةٌ = تـلـهـو فـمــا سَـكـبَــتْ إلا صَــــدى الـنِّـحَــلِ
فـقـلــتُ – والــدمــعُ أســـــرابٌ بـلابِـلـهُــا – = أفِقْ ، وسَلْ ، وارتقِبْ ، وانهَلْ بلا وَجَلِ
واقــــرأ ، تـمـعَّــنْ ، تـلـقَّــفْ مِــسْـــكَ حَـرْفــنــةٍ = مَــوْدودُهــا مـوجِـعــاتُ الــدَّهْـــرِ لـــــم تـــــزلِ !
سَـلَـوْتُ فــي حُسْنـهـا رَكــضَ السِّنـيـنَ وكــم = لامَ الــمُـــلـــيـــحُ صَــمـــيـــمًـــا غـــــيــــــرَ مُـــرتــــحــــلِ
أرِقُّ ، أرقُـــبُ ، أسْتَـسْـنـي ، وبــيــن يــــدي = خمسـون بـدرًا ، تساخـى حولهـا زجَـلـي !
جَـــــــــــدَّ الـــمَــــطــــيُّ بـــــهــــــا تـــلــــقــــاءَ مَـــعــــرفــــةٍ = وهـل سـوى مَسْـرحِ الأشـعـارِ مــن أمَــلِ ؟
مُــسْـــيُ الــمِـــلاحِ كـإصــبــاحِ الـحِــســانِ بــــــهِ = أشـهــى الـرسـائـلِ فــــي الـمَـجْــزوءِ والــرَّمَــلِ !
يُــعــنــى الــحــيـــاءُ بـــأوصــــافِ الــحــيـــاةِ ومـــــــا = أجـــــدى الـبــديــعُ مـــــن الألـــــوانِ والــظُّــلَــلِ
مــــــآثــــــرٌ آثــــــــــــرتْ إرثًـــــــــــــا بـــــــــــــلا شــــــبَـــــــهٍ = فـــــي مَـتـنـهــا حَـلَّـمَـتْـنـي ، مُــطْــلــقَ الــشُّــعَــلُ
فــــي صِـرْفـهــا غَــنَـــجٌ ، فـــــي مَـزجِــهــا هَـــــزَجٌ = فــحــرْفُــهــا أبــــلــــجٌ ، مـــــــــن دونــــمـــــا مَــــثَـــــلِ
تـخـتــالُ فــــي وَهَــــجٍ ، مــــن وحْــــي مُـبـتَـهَـجٍ = تمـتـاحُ مــن أرَجٍ ، لا ، لـيــس مـــن بَـلَــلِ !
ذكَــــــــرْتُ فـــيـــهـــا رفــــاقًـــــا مَـــــــــعْ أســــاتـــــذةٍ = أكــــابِـــــرَ الــــقَـــــوْمِ والأحــــبـــــابِ والأهَــــــــــلِ
ورونـــــــقُ الــشِّــعْـــر مــــوفــــورٌ بــــــــلا سَــــــــرَفٍ = لِـثُــلَّــةٍ سَـــحَـــروا الـفُـصــحــى عـــلـــى مَـــهَـــلِ
وَفَــيْـــتُ بـالــمَــدْحِ غِـــــبَّ الــفَــخْــرِ تـحـمـلُـنــي = رغـــائِــــبٌ مـــــــن نَــسَــيـــبٍ حـــــــالَ مُــرْتَــجِـــلِ
حـاوَرْتُــهــا انـتـبـهــتْ ، عانَـقْـتُـتـهـا فــبــكــتْ = يـــا ريـــمُ مــــا فـعـلــتْ ، دنــيــاكِ بـالـرَّجُــلِ ؟
فمهـجـتـي احـتـرقـتْ ، لـــم أدْرِ مـــا فـعَـلـتْ = لـكـنّـهــا طـفِــقَــتْ تــحـــدو مــــــع الإبــــــلِ !!
حتى إذا أسفرتْ ، عن بعضِ ما ستـرتْ = حــيــالـــهـــا أزفــــــــــتْ ، لُـــقــــيــــا مـــــــــــن الأزلِ
يا ريمُ يا مَن سَرَت ، بين الحشـا وجَلَـتْ = لــولاكِ مـــا صـدحــتْ ، أشـــواقُ مُكـتـهـلِ
فــــي سِــــرِّهِ نُـظِـمَــتْ ، مـــــن ذوقـــــه بــرِقـــتْ = وحــسْــبُــهـــا أنِــــفَـــــتْ ، غَـــيَّـــاظــــةَ الـــعِـــلَــــلِ
هـزَزْتـهــا انـتـهـضــتْ ، قَـبَّـلْـتُـهـا اضـطــربــتْ = تــركــتــهــا انــتــفــضــتْ ، شَـــرْقـــيّـــةَ الـــحُـــمُـــلِ
فـارتــعْ - غـذَوتُــكَ - مـمّــا جــــاد مَـعْـدنُـنـا = في وصْفِ تَغْريـدِهِ احْلَوْلَيْـتُ كالحَجَـلِ !
نـــدبـــتُ فـــيـــه جُـــمـــانَ الــــــدرِّ فـاجـتـمـعــتْ = شـتـائـتُ الـفـضْـلِ مـــن قـــوْلٍ ومـــن عَــمَــلِ
فــلـــمْ يَــحُـــلْ عـــــن قــريــضــي يــــــومَ أُنـــشِـــدُهُ = مَـسُّ الجَريـضِ ، ولا خَـوفٌ مـنَ القُـلَـلِ !
ذِهْـنــي نـسِــيٌّ فـلــم أحــفــظْ ســــوى وَطَــــنٍ = مِـــــدادُهُ الـمَــجْــدُ ، أبـــكـــى عَــلــقــمَ الــغِــيَــلِ
يـــجــــودُ بـــــــالأرْيِ لـــــــم يـــذكــــرْ خـصــاصــتَــهُ = ومـــــــا لـــــــهُ غـــيــــرُ رأيٍ بـــــــاذخِ الأسَــــــــلِ !
غـــــــداة آبَـــــــتْ عـــلــــوجُ الـــمــــوْتُ طــامـــعـــةً = كــــأنَّ واحــدهــم فــــي الــنــاسِ كـالـجُـعَــلِ !
بــقــيّـــةُ الـــحــــالِ أتــلـــوهـــا عــــســــى بــــغــــدٍ ، = فـــــإن رحــلـــتُ فـقــومــوا أرّخــــــوا أجَـــلـــي !
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 05:02 PM
أتــــيــــهُ كــنـــجْـــمٍ فــــــــي عـــيـــونـــكِ مُـــغـــرَمـــا = وأروي بـــنـــاتِ الــشِّــعْــرِ حُــسْــنًــا مُـنـغّــمــا
وأبــــــســـــــطُ قــــــولـــــــي بــــالــــمـــــودّةِ حــــالـــــمًـــــا = لــعــلّــي عـــلـــى رؤيــــــاكِ أصـــحـــو مُـنـعَّــمــا
رأيـــــتــــــكِ فـــــــــــي دربِ الـــمــــفــــاوز بــــيــــرقًــــا = وتـيـجــانَ فــخــرٍ تـجـتـنــي الـفــجْــرَ بـلـسـمــا
لــثـــغـــركِ فــــــــي دنــــيــــا الــجـــمـــالِ مــبـــاهـــجٌ = يــحـــطّ عـلـيـهــا الإيـــــكُ يـــرجـــوكِ مَـغـنــمــا
فــــــمـــــــا أنـــــــــــــتِ إلا لــــلــــفـــــؤاد حــــيــــاتُـــــه = تـــجـــاذبــــكِ الأحـــــــــــلامُ إرثًـــــــــــا مُـــكــــرَّمــــا
ومــــــــــــا أنــــــــــــتِ إلا لـــلـــغـــريـــبِ مــــــرابـــــــعٌ = تـجــلّــلــكِ الآمـــــــالُ تــعــنـــو إلـــــــى الــسَّـــمـــا
فــيــا تــونــسَ الـخـضــراء أفــديــكِ مـهـجـتـي = وأنــفــاسَ قــلــبٍ يـحـمــلُ الــشــوقَ مَـعـلـمــا
تـــــهـــــزّ الــمـــعـــانـــي ضـــفّــــتــــانِ وشـــــاطــــــيءٌ = فــيــنــســكــبُ الــــــــــدرُّ الــنــضـــيـــدُ مــتــيَّـــمـــا
أبـــــــو الــقــاســـم الــشــابـــيّ يــعـــلـــم كــنـــهـــهُ = لـــــذلــــــك أهـــــدتْــــــه الـــمــــعــــارفُ مَــــوْسِــــمــــا
ويـشـهــدُ عــــن ريّــــاهُ " زيـتـونــةُ " الـحـمــى = غَـــــــــــــــداةَ أتـــــــــــــــاهُ بـــالـــمـــحـــبّـــةِ مُــــسْــــلــــمــــا
فــضـــاءُ ســخـــاءٍ ، وابـــــنُ زيـــــدونَ كــفُّـــهُ = فــــكـــــانَ ســـحـــابًـــا لــلــحـــضـــارةِ سُـــلّـــمــــا
أمـــــا والـــــذي أبــكـــى الـــــدروبَ رحــيــقُــه = وظــــلّ عــلـــى الأعــمـــاقِ طــوبـــاه مُـنـعِـمــا
سـنـقــبــى عـــلـــى نَـــــــوْر الــفــجـــاجِ مــنــائـــرًا = رفـــــــــــاقَ بـــــهــــــاءٍ ، لــلـــمـــكـــاره عـــلـــقـــمـــا
نـــمــــرُّ ســـنــــا قـــرطــــاج نــحــكـــي شـجــونَــنــا = وفـــــي ســحـــره الــخـــلاّب أجــثـــو مـسـلّـمــا
على الساحلِ الشرقيّ يهمي شعور مَن = يـــــبــــــثُّ يـــواقــــيــــتَ الــــــهَــــــوى مُــتــبــسَّـــمـــا
مـــــعـــــالـــــم آثـــــــــــــــارٍ ، عـــــــوالــــــــم نـــــهـــــضــــــةٍ = تــــــــــــؤرّخ لــــلإنــــســــانِ مــــــجْــــــدًا عــــرمْــــرمـــــا
وبــــــابُ جـــنـــانٍ يــنــثـــر الـــدمــــعَ حـــامــــلاً = لـــجـــوهـــرةِ الـــصَّـــحـــراءِ طـــيـــبًـــا وحـــوْجَـــمــــا
يـنــابــيــع رأسِ الــعـــيـــنِ يــــــــروي غِــراسَـــهـــا = هنـا " تـوزر " الأحبـاب مفـخـرة الحـمـى
ولا تــــنـــــسَ لــــطـــــفَ الـــقـــيـــروان فــعــقــبـــة = يــحــاكــي الـحـنــايــا عـــــــن لـيــالــيــه مُـلــهَــمــا
وعـــــنــــــد ربـــــــــــاط الـمــنــســتــيــر مــــشــــاهــــدٌ = تــعـــيـــد لــــنــــا الــمـــاضـــي طـــريـــفًـــا مُــلــثّــمـــا
وفـــــي دوحــــــة الــمــرســى قـــصـــورُ ســـعـــادةٍ = بـــهــــا الــلــيـــلُ يـســتــجــدي الــهــنـــا مــتــرنّــمــا
فـــيــــا تــــونــــسَ الــخـــضـــرا دعــــــــي مــتــولّــهًــا = يــهــيـــم كــنــجْـــمٍ فــــــــي عــيـــونـــك مُــغـــرمـــا
فـــحـــســـبــــكِ نــــــبـــــــراس الــــــمـــــــروةِ رأفـــــــــــــةً = تــواســـيـــن مــكــلــومًـــا وتــــرويـــــن مُـــعْـــدمـــا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 05:06 PM
وَتَـشـيــخُ الـهُــمــومُ ، والـصَّــبْــرُ يَـكــبُــرْ = وَتَـمــيــدُ الـشُّــجُــونُ ، والــدَّهـــرُ يـنــظُــرْ
قـيـلَ يـومًـا : رحـــابُ فـجــركَ حُـبـلـى = بـالـمـآســي ، حِـــــذارَ أنَّـــــكَ تــضــجَــرْ
قــيـــلَ يــومًـــا سـتـنْـجَـلــي يــــــا فــــــؤادي = ثــــــــــمَّ تـــــغـــــدو حـــكـــايــــةً ، فـــتـــذكَّــــرْ
قـــيـــلَ فـــتِّـــشْ عــــــنِ الــعــيــونِ لــتــرقـــى = لا تَــــــدَعْ مِــنــحـــةَ الَّـلــطــائــفِ تــعــبُـــرْ
قــــيـــــلَ رؤيـــــــــاكَ يـــــــــا مُـــتـــيَّــــمُ حــــــــــقٌّ = إنَّــــمـــــا الَّـــلـــيــــلُ بــالــمــقــاديــرِ يـــســـخَــــرْ
قـــيــــلَ إيّـــــــاكَ مـــــــن مَــحـــاريـــبِ لــــغــــوٍ = رونــــــــقُ الــــدَّمــــع بـالـمــنــاجــاةِ يُــــذكَــــرْ
سَــــــوْف تــأتــيــكَ بـالــجَــمــالِ ســـعــــادٌ = مَــــــعَ لُــبــنــى ، وبــالــوصــالِ سـتـفــخَــرْ
سَــــوْفَ تـمـضــي إلــــى رغــابــك تـتــلــو = آيــةَ الـشَّـوقِ ، حـيـث تـنـهـى وتـأمُــرْ
وَأنَــــــــــا ذا أُبَـــعْـــثِــــرُ الـــعُــــمْــــرَ شِـــــعــــــرًا = سَــنــواتٍ ، ولــيــس عــنــديَ دفــتـــرْ !
خمسةٌ – سيّدي – عقودٌ ، تنادي = يــــا نــديــمَ الأســــى صـديــقُــكَ أدبَـــــرْ
فـاجْـتَـلِـبْ عِــطــرَ دعــــوةٍ مــــن مُــحــبٍّ = أو شَـــرابًــــا مــــــــن الـحَـقــيــقــةِ يُــعـــصَـــرْ
أو فــسَــطِّــرْ مـــــــن الـــهَــــوى أُمــنــيـــاتٍ = حـــولَ قـبــري ، بـحــقِّ دربــــكَ ســطِّــرْ
عـــلَّـــنــــي ألـــتـــقــــي حَـــمــــائِــــمَ روحـــــــــــي = أجتـدي مـن عيونِهـا بـعـضَ سُـكَّـرْ !
عــلَّــنــي – والـقــصــيــدُ خـــيــــرُ إدامٍ – = أبـتـنـي مـــن أطـايــبِ الـحَــرْفِ مَـشـعــرْ
أربـــــــحُ الـــراَّحــــةَ الــسَّــجــيــنُ مَــــداهــــا = يـشـتـهـيـنــي قــبــالـــةَ الــطَّــيْـــفِ كَــــوْثــــرْ
أمـــــنـــــحُ الـــــبــــــالَ بــالــعَــتــابـــةِ شـــيــــئًــــا = مــــــــن سُــــلــــوٍّ ، إذا فــــضَــــاه تــعـــكَّـــرْ
أذبـــــــحُ الـــوَقــــتَ لا عــــلــــيَّ عــــتــــابٌ = فــغـــدًا صــاحـــبُ الأضــاحـــي يُـكــبِّــرْ
ويـــــعـــــودُ الـــذَّبـــيــــحُ يـــــســـــألُ قـــلـــبــــي = فــيـــمَ مــعــنــاك ذاتَ مــغــنــىً تــعــثَّــرْ ؟
عُـــــــــدْ إلـــــــــى جــــنَّـــــةِ الــــوفـــــاءِ لــبــيــبًـــا = وانسَ ما كان من غُبارِ المُعَسْكرْ !
لاجـــئًــــا ، أو مُــهـــجَّـــرًا ، أو غــريـــبًـــا = فـالــمــدى فـــــرطَ حــســـرةٍ قـــــد تــكـــوَّرْ
والـــظِّــــلالُ الَّــــتــــي رَجَــــــــوْتَ غِــنـــاهـــا = حَيْـفُـهـا فــــي جَـبـيــنِ ظــنّــي تـسـمَّــرْ !
ونـــشـــيــــجُ الـــــصُّــــــدورِ ذاعَ صَـــــــــــداهُ = مـــــــــا وَراءَ الـــسَّـــمـــاءِ ، واللهُ أكـــــبـــــرْ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 05:11 PM
أدركْ خــطــاك فــضــاءُ الـفـكــرِ وضّــــاءُ = واعـــدِلْ إلـيـهـا فمـنـهـا الـوجــه مِـعـطــاءُ
أطـــربْ بعـالـمـهـا ، وارقــــبْ مبـاهـجـهـا = هـــذي ( الـربــاط ) بــهــا لــلــذوق آلاءُ
هــيَ الـربـاط ( ربــاط الفـتـح ) نعرفـهـا = لــــلــــذاكــــريــــن بــــــــحــــــــبّ الله ســـــــــــــــــرّاءُ
هـــذي الــتــي غــمــرَ الـعـرفــانُ دوحـتَـهــا = فـاسـتـرسـلــتْ لــبــنــي الأعـــمـــام أنـــــــداءُ
واستضحكتْ حِكمٌ واستبشرت هممٌ = إذا الــقــريـــض مـــــــع الأنــــســــام غــــنّــــاءُ
راحـــــت خـــواطـــر أشـــواقـــي تـعـانـقـهــا = فـــالـــزهـــر مــحــتــفـــلٌ والــــــــــدار بـــيـــضــــاءُ
مـا أجمـل الفـجـر يستـهـدي شواطئـهـا = ولـــلأصـــيـــلِ مـــــــــن الــتــهــيـــام أجــــــــــواءُ
أدرك خـطــاك مــتــى عـايـنــت وجـنـتـهـا = غـــيـــث الــربــيـــع ســقــاهـــا فـــهــــو لألاءُ
أدرك خطـاك فــداك العـمـر مــا نـزلـت = طـيـوب حسْـنـك فيـهـا فـهـيَ حـسـنـاءُ
أرحْ فـــؤادك عانـقـهـا ، هـنــا سـطـعــت = لــلــبــاذلــيــن مــــــــــن الـــتـــأريــــخ نَـــعــــمــــاءُ
وانــظـــرْ إلـــــى طـــــارقٍ مـــــادت مـــودّتـــه = بـــــذكـــــره تــنــتـــخـــي لــــــــــلآن أصــــــــــداءُ
يــهــفـــو لأنـــدلــــسٍ يــــهــــوى زواهــــرَهــــا = فـكـان مـــا كـــان حـيــث الـعــزّ مـشّــاءُ
بالحبّ والمجـد أغشاهـا ، فلـو نطقـت = لــــــهـــــــزّ أروقـــــــــــــة الأعــــــصـــــــار قُـــــــــــــرّاءُ
تــســـري عــلـــى فــلـــك الآمـــــال مـتــرفــةً = كـمــا ســـرى لـلـشـذى الـجــادي ألــبّــاءُ
واذكــــــــر شــواعـــرَهـــا حــــبّــــاً ومــكـــرمـــةً = لـــهـــنّ بـــيـــن قـــوافـــي الـــوصــــف إطـــــــراءُ
وأعــيــنٌ ( لـلـعـيـون ) الــيــوم شـاخـصــةٌ = عــــيــــنُ الــــكـــــرام ، ولــــلـــــزوّار غــــيـــــداءُ
أو شئتَ مستعلمـاً فاسـألْ بـلا وجـلٍ = وادي الـمــخــازن ، عــنـــهُ أدبـــــر الــــــداءُ
أنــــا الـعـراقــيّ جــئــت الـشـعــر مـمـتـدحـا = مَـــــــــن زانَ أيّـــامَـــهـــا زهـــــــــوٌ وأضــــــــــواءُ
يــا أيـهـا الـعــاذل الـنـائـي عـلــى عـجــلٍ = ( عرفتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ )
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 07:05 PM
أبْـــرَقْـــتُ إلـــيـــهِ وَأبْــــــرَقَ لــــــي = يـــا طـيــبَ بـشــاراتِ الأمَـــلِ
ألْصَـقْـتُ بــهِ فـكــري شـغـفًـا = فــــتـــــراءتْ آيــــــــــاتُ الـــمُـــقَــــلِ
وَحَــفــيــفُ الـــــــرُّوحِ تَـمَـلَّـكــنــي = بـــلــــقــــاءٍ فَـــــيَّــــــاضِ الـــــغَــــــزَلِ
فــحــبــيــبـــي عَــلَّـــمـــنـــي أثــــــــــــرًا = فَـطَـفــقْــتُ أُنـــاجــــي بـالــمُــثُــلِ
أفــديـــهِ الـعــمْــرَ عـــلـــى ثـــقـــةٍ = أنْ يـحـجُــبَ مُـفـتــرقَ الـغـيَــلِ
أنْ ينـصِـفَ شـوقـيَ يمنـحُـنـي = صِــلَـــةَ الآمـــــالِ بـــــلا أجَــــــلِ
وَبِــحُــسْـــنِ الـــحِــــسِّ يُـجَـمِّــلُــنــي = مِـن بَعـضِ جَمـالٍ يبعـثُ لـي
أســـرابًــــا مـــــــن مــعــنـــى أدبٍ = أو يــســقــيــنـــي سِـــــــــــرَّ الأُوَلِ
طــوبــاك فــــؤادي فــــي أُنُـــــسٍ = قد غضَّ الطَّرْفَ عن الزَّلَـلِ
لــو كــان تـصَــوَّفَ خـاطـرُنـا = وَمَــــضــــى غَــــنَّـــــاءً بــالــعَــمَـــلِ
لــــــــــــــــــرأى الآلاءَ تُــــقَـــــبِّـــــلُــ ـــهُ = من دونِ زُحافاتِ الجُمَلِ !
فــحــبــيــبـــي عــلَّـــمـــنـــي أثــــــــــــرًا = أنْ كُــــنْ عَـــــوَّادًا كـالـحَـجَــلِ
أعَميدَ القَوْمِ بكَ انتَهَضَتْ = مَلَكـاتُ الحُـبِّ مــن الأهَــلِ
نـــادَتْــــكَ وكــــانــــتْ مــؤمـــنـــةً = باللهِ تــــعــــال انــــظـــــرْ نُــــزُلـــــي
فَـنـثــيــثُ الــغــيـــثِ يُــغــادرُهـــا = وَأنـيــنُ الـطَّــلِّ عــلــى الـطَـلَــلِ
والــصَّــبْـــرُ يُــــحَــــرِّقُ وَجْــنَــتــهــا = قـــد طـــالَ وأوْهــــى بـالـظُّـلَـلِ
هَـــلاّ فـــي الأفــــقِ مِــــدادُ يَــــدٍ = كـي يُنـعِـشَ أرمــاقَ المِـلَـلِ ؟
ومـــتـــى نَــمــتــاحُ نَــمــيــرَ نـــــــدىً = يُنجينا من مَنْحـى الحِـوَلِ ؟
ســـاءَلْــــتُ وَإنّـــــــي مُــلــتَــمــسٌ = جاهًـا يشـدو بحمـى الـرُّسُـلِ
فَــحَــبــيــبـــي عــلَّـــمـــنـــي أثــــــــــــرًا = لــــولاهُ لــمــا ضــــاءتْ سُـبُــلــي
أيــقَــنْـــتُ بــقــرْبِـــكَ مُـلـهـمَــنَــا = أدْمَـنْــتُ عَـبـيـرَكَ فــــي الـحُـلَــلِ
عـانَـقْـتُ حـضــورَكَ لا وَلَــهًــا = فــالــرُّوحُ مُـنــاهــا فـــــي الـقُــبَــلِ
بَــــــلْ مَـحـفــوفًــا بـــهـــوى نَـــظَـــرٍ = أغـــــنـــــى لُــقــيـــانـــا بــالــعَـــسَـــلِ
وَالــيُـــمْـــنُ حَــــــــلاوةُ مُــفــتَــقــرٍ = بــــغــــنـــــى إيــــــمـــــــانٍ مُـــبـــتَـــهــــلِ
فَسَقى وَرَقى ، وَحَكا وَبَكا = يـعــنــو لـلـفَــجْــرِ بــــــلا كَـــلـــلِ
تَــهْــفـــو لـلــمــاضــي أدمُــــعُــــهُ = لــلــعــهــدِ الــخـــالـــدِ لــلــشُّــعَـــلِ
أعـــمــــيــــدَ الـــــقــــــوْمِ تــحــيَّــتـــنـــا = لــك يَحْمِـلُـهـا صَـفْــوُ الـرَّجُــلِ
ضَــمَّـــنْـــتُ هــــواهــــا عَــبْــرتَــنــا = مَــــعَ غَـيْـرتِـنـا فـاحـمِــلْ حُـمُــلــي
فــحــبــيــبـــي عــلَّـــمـــنـــي أثــــــــــــرًا = فـيـه الإخــلاصُ مــنَ العَـمَـلِ
حـــتـــى خـــاطـــرْتُ بـخـاطــرتــي = أبْرَقْـتُ إلـيـه ... فَـأبْـرَقَ لــي
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 07:11 PM
أرثــــــيــــــكَ ، أم أدعُ الأيّـــــــــــــامَ تـــرثـــيـــنــــي = يــا قِبـلـةَ الـشِّـعْـر ، يـــا عِـطــرَ الـمـوازيـنِ ؟
يــا شـاعـرَ الـعـزمِ ، والقَرْنـيْـنِ ، يــا أرَجًـــا = تـحـبّـهُ – كـالـنّــدى – أزكــــى الـريـاحـيـنِ
حــكــيـــمُ لـــفــــظٍ يـــــــزمُّ الـــجُــــرْحَ مــنــطــقُــهُ = يــــحــــكــــي طــــــــــــلاوةَ تِــــبــــيــــانٍ لــــمــــحْــــزونِ
يـا صبـرَ أيـوبَ ، يـا نبـراسَ مَـن عشقـوا = عزمَ المروءاتِ ، فـي صـدق التلاحيـنِ !
مَــيْــســـانُ حـــائــــرةُ الأطـــــــلالِ مــشــفــقــةٌ = تُـســائِــلُ الـفــجْــرَ عـــــن أغــــــرودةِ الــتِّــيــنِ
عـــن النـخـيـلِ ، ومــــا جــــادت فـسـائـلُـهُ = مـــن الحـكـايـاتِ ، عـــن لـيـلـى ونَـسْـريـنِ
عن الذي في الهوى ما انفكّ يسحرُها = يـشـتــاقــهــا ذاكـــــــــرًا صــــفـــــوَ الـبــســاتــيــنِ
ولــهــى مـعـانـيــك ، إذ تــجـــري ، تـبـلّـلـهـا = عـــيـــونُ صـــبْـــركَ ، تــحــكــي كـالـبـراكـيــنِ
هــــــــذي الــمــنــصّـــةُ جُـــــــــرْمٌ أن تــفــارقَــهـــا = مَـــــن ذا يُـشــنّــفُ أســـمـــاعَ الـشَّـواهــيــنِ ؟
مَـــن ذا لـهــا ، والحـبـيـبُ الـفــرْدُ غـادرَهــا = مُـخـلّـفًــا عـنــدهــا شــكـــوى الـثَّـمـانـيــنِ !؟
تــرنـــو لـبــغــداد أعـــوامًـــا ، ومــــــا أزفــــــت = لــلــمُــبــتــلــى أوبــــــــــــةٌ بــــــيـــــــن الــــدَّرابــــيـــــنِ
يـا لهفـةَ العمـر إذ يمضـي ، ومـا حمـلـت = آمـــــالُـــــه غـــــيــــــرَ إيـــــقــــــاعِ الــســكــاكــيـــنِ
مهلاً ، فروحُـك يـا طيـرَ العـراقِ هفـت = تـطـوف بالـحـيّ ، تـسـري فـــي الشـرايـيـنِ
فـــي " الطـابـقـيـن " لــهــا أنــــسٌ تـتـيــه بــــه = غــــــداةَ أن هـــــــزَّهُ صَـــــــوْتُ الـحَـسـاســيــنِ
بـــكـــى الـــفـــراتَ هــــــواكَ الـــثـــرُّ مـنــتــدبًــا = عــبــيــرَ دجـــلـــة ، هـــيّـــا كــــــي تـواســيــنــي
فــهـــل تــركـــتَ وداعًـــــا فـــــي شـواطـئـنــا ؟ = أم هـــل رجـــوتَ شِــراعًــا دون تـأبـيــنِ ؟
وهـــــل ســألـــتَ حِـــســـانَ الـــحـــيّ قــافــيــةَ = ذكـــرى جـواهــا تـضـاهـي بالمـضـامـيـنِ ؟
فــاهــنـــأ أبـــــــا خـــالــــد الـمــيــفــاء خــــاطــــرُهُ = كـفــى سـتـذكــرك الـدنـيــا مــــدى الـحـيــنِ
يـحـفّــكــمْ خـــالـــصُ الـتـحــنــانِ ، تـحـمــلــه = قـــــلــــــوب أهـــلــــيــــك أبـــــنــــــاء الــمــيــامــيـــنِ
كــفـــى لــكـــم ألـــــقٌ فـــــي مُـقـلـتَــيْ وطــنـــي = بـــــــــــه يُـــــذاكــــــرُ أجــــــيــــــالاً ، ويــــرويــــنــــي
مـــــدادُه الـبــاذخــانِ : الــصــبــرُ ، يـتـبــعــهُ = غِـنــى فـــؤادٍ ، بـعِـطــر الـشـيــحِ مـسـكــونِ
يـــــــا أمّ خـــالــــد صـــبــــرًا فـالــلــقــاءُ غــــــــدا = كـقــاب قـوسـيــن ، مـشـبــوبَ الأفـانـيــنِ
هـــــــــيَ الـــحـــيـــاة أويــــقـــــاتٌ ، وتــحــمــلــنــا = شــعــائــرُ الــبَــيْــنِ بـــيـــن الــطــيــنِ والـــديـــنِ
كفاكِ فخرًا ، فتى بغداد ، من شغـفٍ = أحــيـــا مَـعـانـيــكِ فَـيْــضًــا غــيـــرَ مَـــوْهـــونِ
أرثـــــــيــــــــكَ أم أدعُ الأيّــــــــــــــــامَ تــــرثــــيــــنــــي = أيـــــــــا كـــبـــيـــرًا شـــــــــذاهُ الآنَ يُـشــجــيــنــي
أنّــــــــى لــمــثــلـــي بـــــــــأنْ تــــدنـــــو صــنــائــعُـــهُ = مُـــثـــقّــــفًــــا إرثُــــــــــــــهُ مِــــــــــــــلءَ الـــمــــيــــاديــــنِ
لـــكـــن ، وتـعـرفــنــي الآفـــــــاقُ لـــــــي قـــلــــمٌ = بـاســم الـوفــاءِ تـسـاخـى فـــرطَ تمـكـيـنِ !
إيـــــــــــــهٍ فــــقـــــيـــــدَ الــعـــراقـــيّـــيـــن قــــاطـــــبـــــةً = ومَــــن تــزاهــى بــحــبّ الــضَّــادِ والــنّــونِ !
رزاقُ ، نـــاديــــت ،أدنــتْــنـــي لـــــــه ظُــــلــــلٌ = أحـيـت عــروقَ الصَّـبـا ، بـالـودّ تسبـيـنـي
وأجـــهـــش الـــزَّهـــرُ بـــكّـــاءً عـــلـــى نُـــــــزُلٍ = مــــــــا زال يــرتـــادُهـــا طُــــهــــرُ الـمــســاكــيــنِ
مَـــررْتُــــهــــا مُـــخــــبــــرًا مَــــــــــــن زار أيـــكـــتَـــهـــا = دمـــعــــي لــمــثـــواك ، دمـــــــعٌ بـالـمـلايــيــنِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 08:10 PM
لِـمَ هـذا الصُّـدودُ ، أنــتَ حبيـبـي ؟ = أنــتَ تَغـريـدتـي لـــدرْءِ الـوَجـيـبِ
أمْ تخطَّيـتَ حَــدَّ صَـبْـرِ انتمـائـي ؟ = أمْ نسيـتَ الرَّحيـقَ قـبـلَ المَغـيـبِ ؟
أمْ أنـيـنُ السِّنـيـن ، أم ذاك حـظّــي = لِـمَ هـذا الـصُّـدودُ قـلـبَ الأديــبِ ؟
كــم فَزِعْـنـا إلــى دروبِــكَ زحْـفًــا = دون مَـنٍّ ، وَحـقِّ ذكـرى الــدُّروبِ
وَشـرَيْـنـا مــــن الـغـوالــي دنــانًــا = سَلْ دموعي عن مُجرياتِ الطيـوبِ
ما نكثْـتُ الوعـودَ ، مـا كنـتُ بدْعًـا = مـن ظـلال القريـضِ ، لا والرَّقيـبِ
بـل حَببْـتُ الريـاضَ محـضَ وفــاءٍ = يـــومَ هِـمْـنـا بـأنـسِـهـا الـمَـنــدوبِ
يـومَ صُمْنـا عـن الشُّكـوكِ وصَـلَّـتْ = مُقلـةُ الفجْـر فــي ضمـيـر النَّسـيـبِ
لِـمَ هـذا الصُّـدودُ ، قـلْ لـي بصـدْقٍ = كـيـف جَـفَّـتْ منـابـعُ التـطـريـبِ ؟
إيْ وعهـدِ الألـى أقـامـوا ضريـحًـا = حول شدوي ، شققْتُ نبضَ الجيوبِ
مُـنْــذُ أنْ أدبَـــرتْ لِـحـاظـكَ عـنَّــا = واحْـتَـمَـلْـنـا مــواجـــعَ الـتَّـأنــيــبِ
يـا أصيـلَ الـوداد : وصـلُـكَ حِــرْزٌ = لا عدمـنـاهُ فـــي حَـنـيـنِ الأريـــبِ
فانتظـرْ مَوكـبَ الجـوى ، بـل بقايـا = مـن نشـيـجٍ أوْدَعْـتُـهُ فــي النَّخـيـبِ
يَـتُـهـا الـــرُّوحُ : للـعـتـابِ وجـــاعٌ = أمهلـيـنـي ، تـرفّـقــي ، بالـنَّـحـيـبِ
ما صـدودي ، ومـا تبـثُّ الحكايـاتُ = بــخــافٍ عــــن الــذكــيِّ الـلـبـيـبِ
كـذبـةٌ كـبـرى أنْ لغـيـركِ صـــرحٌ = في فؤادي ، فخَلِّ عنكِ ضروبي !!
إنَّــمــا للـحـلـيـمِ سِــــرُّ إشــــاراتٍ = بـهــا تنـتـفـي مَـظــانُّ الـغـريــبِ !
قـبـلَ أنْ تسْتـبـيـحَ مَـهْــدَ الأمـانــي = هَمْهـمـاتٌ تــردُّ لُـطـفَ الـقـريـبِ !
مــا عَهِـدْنـا خـــلا هـــواكِ نعـيـمًـا = يمـنـحُ الـحَـرْفَ بـهـجَـةَ التَّـهـذيـبِ
مــــا فـقـهـنـا إلاّ دروس مـبــاهــاةٍ = تـغـنّـي عـــنِ الـهَــوى وَالـحـبـيـبِ
تسْتثيـرُ الصَّـفـاءَ ، تكـسـو جُمـانـي = بـانـهــمــارٍ يـــلِـــذُّ لـلــمــوهــوبِ
يـتُـهـا الــــرُّوحُ ذا بــيــانُ خـلـيــلٍ = وخيـالٍ ، وَوَمـضـةٍ مــن لـغـوبِ !
فاقرأيـنـي الـسَّــلامَ يـــومَ غـــدوّي = مَــعْ دعـــاءٍ يـــردُّ كـيــد الـذنــوبِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 08:47 PM
مُتَواكِلٌ فـي الهَـوى ، مُتحيِّـرُ = عَبَـراتُـهُ - كالـنَّـدى - تتـحَـدَّرُ
وافـاهُ مـن شَوْقِـهِ مَـددُ الحَيـا = حُبِّـيـهِ لـمَّـا مَـضــى يَتَبـخْـتَـرُ
ألـوانُــهُ أدهَـشــتْ خَـطَـراتِــهِ = فــإذا القَـريـضُ لـديْـهِ مُعَـطَّـرُ
بـالـزُّهْـر وَالـزَّهَــراتِ مُـتَـيَّـمٌ = بالحُسْـنِ وَالحَسـنـاتِ مُـسـوَّرُ
بالصَّـبـر وَالـعَـزَمـاتِ مُـبـالـغٌ = حتى اجتبـاهُ السَّنـا المُتَحَضِّـرُ
آخـى عيـونَ التدانـيَ عاشـقًـا = فـــإذا بـــهِ بالـغـنـى يَسْـتَـأثـرُ
مُــذ آثــرَ الخـلـصـاءَ فـــؤادُهُ = غــنَّـــى ، بـآمــالــهِ يـتـفـكَّــرُ
مـن كــلِّ فَــجٍّ تـداعـى طيـبُـهُ = فيه النَّما ، والهنـاءُ الأخضـرُ
مُستوْثـقٌ مـن عـوارف فكـرهِ = فَـمـتـونُـهُ بـالـصَّـبــا تـتــأثَّــرُ
مَـلَـكـاتُـهُ لـلـصَّـداقـةِ ثــــرْوةٌ = نَفَـحـاتُـهُ لـلـمـعـارفِ تـنـظــرُ
يـا ويـحَ قلـبٍ تجاهـلَ رَسْـمُـهُ = أو بـاتَ باسـمِ الـنَّـوى يتَعـثَّـرُ
أو شـتَّـتَـتْ قـصــدَهُ كـاسـاتُـهُ = فكأنَّـه - يـا نَدامـى - أعسـرُ !
أو بـايَــعَ الــدُّخَــلاءَ مُـغـفَّــلاً = يوحـي الجَفـا خِلسَـةً ، يَتَذَمَّـرُ
مُتَفاعِـلـنُ فاعـلـن مُتَفـاعـلـنُ = والـيـومَ دون الحِـمـى يتكـبَّـرُ
لا حيـلـةٌ للمَـهـا تَنْـفـي العَـنـا = لا ذو وَفاءٍ – فديتك - يَشكرُ !
هـيَ حيـرةٌ أرهبَتْنـي فانتخـتْ = بالوصـفِ أخيُلـتـي تسْتَمْـطـرُ
تأبى عَروضًا يُشاطـرُ نَبْضَهـا = أو كانَ - فيما يُقالُ - يُثرثـرُ !
تخـتـارُ إلـفًـا يُعـانِـقُ جـيـدَهـا = فالحـرْفُ بعـدَ المَعانـي مُقمـرُ
يـذر التواكـلَ يَسـمـقُ مَنطـقًـا = فقلـيـلـهُ مُـذهــلٌ ، لا يُـنـكَـرُ !
عَبقتْ به دوحتي وحضارتـي = وَتَأنَّقـتْ مـن شـذاهُ الأعـصـرُ
للهِ باللهِ سَــعــيًـــا ســابـــقًـــا = فـهــو المُهـيـمـنُ والمـتـكـبِّـرُ
بالله لله إذ يـصْــفــو الــدُّعـــا = فالنُّـورُ مـن بعضـهِ والكـوثـرُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 08:56 PM
نَمْشي ، نُهـادي بالقريـضِ رفاقـا = نَتَحَضَّـنُ الذكـرى هــوىً سبَّـاقـا
أو نمنـحُ التأريـخَ معنـى صحبـةٍ = تَـذرُ الأنـا ، تستنـطـقُ الأشـواقـا
كي لا يعودَ الـودُّ محـضَ هوايـةٍ = تقضـى ، وتبتـدرُ الظنـونَ فراقـا
كي تذكرَ الأزمانُ زهـوَ مـداركٍ = لـــم تـتـخـذْ إلا الـوئــامَ رواقــــا
أمشي ، بناتُ الفكرِ رهن رقائقي = هيَّـا انشـري أَلِـفَ الوَفـا إطـلاقـا
ثمَّ اسكبي المَلَكَاتِ جَرْسًا ساحِرًا = وتنعَّـمـي ، كـونـي لـهـم تِريـاقـا
واستعْذبي دربَ اليقيـنِ ، تعذّبـي = بهوى القلوبِ ، ولو نـأتْ إشفاقـا
صونـي هدايـاكِ العتيقـةِ وابتنـي = لمن ارتقى ، حولَ العيونَ عراقا
فمنَ الحَيا رَفَّتْ عرائسُ أحرفـي = مَن ذا يُعانـقُ باسمهـا الأعماقـا ؟
مَــن ذا يبادلـهـا التَّـلاقـيَ كـامـلًا = مــن مقلتـيـهِ ، مبـارَكًـا غـيْـداقـا
يَشدو بحرفنـةٍ تتيـهُ علـى المـدى = مـن كـلَّ عطـرٍ يخلـبُ الأذواقــا
نمـشـي نـهـادي بالبـديـع سـويّــةً = ندع الجمال على الضِّفافِ مراقا
فالأعسـرُ المعطـاء دون حميمـهِ = لا ، لــن يصـفّـقَ كـفُّـهُ إطـلاقــا
لن يستسيـغَ الفجـرُ لثـمَ عروجِـهِ = مهـمـا سـمـا أو لامــس الآفـاقــا
إنّي نقشتُ علـى الغمـام رسالتـي = ما اعتاد نبضـي يحمـل الأوراقـا
وزجرت نفسي عن عتاب أحبّتي = بـل زدتُ فـي أمداحـهـم إشـراقـا
أهديتـهـم مـمّــا تـيـسّـرَ مقـطـعًـا = يشفـي الزهـور ، يزيدهـا إيراقـا
كالياسـمـيـن إذا تـبـتّـل فـالـنَّــدى = متـراقـصٌ يـهـب الـدُّنـا أرزاقــا
كالجُـلَّـنـار وقـــد تـوسَّــد ظـلَّــهُ = حبـقٌ مــن الريـحـان لــذَّ وراقــا
فكلاهمـا يهـوى الربـيـع رفـاهـةً = يستمطـر الدَّهـر العجيـب وفـاقـا
نمـشـي حيالهـمـا نـفــوز بلـقـيـةٍ = وســع الجـنـان تكفـكـف الآمـاقـا
فاظفرْ بمنزلة التواصـل مخلصًـا = وابثـث قريضـك مبـدعًـا خـلَّاقـا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 09:24 PM
أمِـــــــــــنْ مُـــخــــبــــر الـــنُّــــدْمــــان : عَـــــــــــزَّ مُــــقــــامــــي = عـــــــهـــــــودَ تــــذاكـــــرنـــــا ، وطــــــــــــــابَ هُــــيـــــامـــــي
أبـــــــــــــلَّ غـــلـــيـــلــــي مَـــــــــــــنْ رضــــــيـــــــتُ يـــقـــيــــنَــــهُ = وكــــــــــــم ثــــــــــــاب لــــلأجــــفــــانِ نُــــــبْـــــــلُ كـــــــــــــرامِ
أتـــــغـــــتـــــال أبـــــــعــــــــادُ الـــــــفــــــــراق حُــــشــــاشــــتــــي = وَيـــــنْـــــشَـــــقُّ عــــــــــــــــن قـــــلـــــبــــــي شــــــــغــــــــاف أوامِ
يــــــفـــــــتُّ مـــــــــــــن الأكــــــبـــــــاد كـــــــــــــلَّ مـــــــؤثَّـــــــلٍ = فــــــلـــــــم يـــــــبـــــــقَ لــــــــــــــلأورادِ كــــــــــــــأسُ مُــــــــــــــدامِ
نــمـــيـــرَ خــلــيــلــي لــــــــو دنــــــــوتَ مـــــــــن الــــجَـــــوى = بـــــعـــــادك أشــــــــــوى مــــــــــن ســـعــــيــــر سَـــقــــامــــي
أتـــحـــرقـــنـــي الأشــــــــــــواقُ مــــــــــــن غــــــيــــــر سُــــــبَّـــــــةٍ = كــــمـــــا فـــعـــلـــت عــــفـــــراءُ بــــابـــــنِ حــــــــــزامِ !!؟
أتـــنـــكـــرنــــي الــــركــــبـــــان ، والــــلــــيـــــل يـــحـــتـــســــي = ظـــــــنــــــــون أنـــــيـــــنـــــي ، لائـــــــــــــــذًا بـــــمَـــــرامـــــي ؟؟
بــــــمـــــــا بـــــــالـــــــذي بــــيـــــنـــــي وبـــــــيـــــــن حـــبـــائــــبــــي = ســــألـــــتـــــك دمـــــــعـــــــي أن تــــــــــــــزور خـــــيـــــامـــــي
وكــــــــن فــــــــي ســــــــوادِ الـــعَـــيـــنِ عَــــيْـــــنَ حــقــيــقـــةٍ = فــــــمـــــــا يــــنــــفـــــع الـــمـــكـــلــــوم طــــــيـــــــفُ مَــــــنـــــــامِ
فـــــــــــإن يـــــنــــــجُ بـــــالــــــي مـــــــــــن ألـــــيــــــم عــــتــــابــــه = ســتــصْــفـــعـــنـــي ذكـــــــــــــــرى الــــــــهــــــــوى بــــــــمــــــــلامِ
يـــقـــولــــون صـــــبـــــرًا ، والــسَّـــحـــائـــب أدبـــــــــــرت = وأبكى الضُّحى – قبل الأصيل – سلامي !
وكــــنــــتُ الــــــــذي يــخـــشـــى الــعِـــجـــاف بــــرؤيــــةٍ = فــــكــــيـــــف سُــــــلـــــــوّي والــــحِــــمـــــام أمــــــامـــــــي ؟
سَـــلامًـــا أخـــــــا الــدنــيـــا فـــمــــا تـــلــــك وجــهــتـــي = ولـــــــــــم أحْـــــــــــذُ فــــــــــــي الإدراك حَــــــــــــذْوَ نــــــيــــــامِ
ولـــــكــــــن بـــــذلــــــتُ الـــــــــــودَّ مــــــحــــــضَ مــــــــــــروءةٍ = وشَــــــــوْطــــــــي بَـــــطـــــيــــــنٌ رائــــــــــــــــقٌ مُــــتــــســــامــــي
ســـــيـــــذكـــــرُنـــ ـــي يــــــــــومًـــــــــــ ا رواقُ خـــــــلائـــــــفــــــ ـي = فـــــــمـــــــا عــــــــــــــاد لـــــلأغـــــيـــــار غـــــــيــــــــر لِـــــــمــــــــامِ
يـــــزيــــــنُ ائـــتــــلاقــــي سِـــــفْــــــرُ بَــضْــعَــتِـــنـــا الــــــتــــــي = تـــصــــونُ مــــــــدى الأعــــصــــار حُــــسْــــنَ خــــتــــامِ
خَــصـــيـــبُ خَــــيــــالٍ لــــيـــــسَ تـــجْـــفـــو مَــيــاسِــمـــي = قــــــطـــــــوفُ صــــبـــــاحـــــاتٍ وجــــــــــــــودُ هـــــــشـــــــامِ
سَـــأنـــقُــــشُ فــــــــــي سَـــــفْــــــحِ الـــــرَّوابــــــي بـــدايــــتــــي = ولا أنــــــــتــــــــهـــــ ـــي إلاّ بــــــــــــجَــــــــــ ــوْفِ غَــــــــــــمــــــــــ ــامِ
وَأنــــــــــــــــــدُب ُ أيّــــــــــــــــــامَ الــــــبَــــــهـــــــا ءِ بـــفــــطْــــنــــتــــ ي = أفَــــــلّـــــــي تَـــــــــــــلادَ الـــــــزَّهْـــــــو بـــــــاســـــــمِ نِـــــــظـــــــامِ
ولا كــــــالــــــذيـــــــن َ اســــــتـــــــأثـــــــ روا بــــنــــفــــوســــهـــ ـم = فـــــــمــــــــانــــــ ــوا ومــــــــــــالـــــــــ ـــوا دون أيِّ إمـــــــــــــــــــــــ ـامِ
مُـــــكـــــاءً ، ولَـــــهْـــــوًا ، بــــــــــل وَتَـــصْـــديــــةً فـــــمــــــا = يــــــــــحِــــــــــقّ ُ لــــــــــــــــــــواهٍ أن يــــــســـــــيـــــــرَ أمــــــــــامــــــــــي
يـــــــــحـــــــــقُّ لــــمــــثـــــلـــــي أن تــــــســــــامـــــــر فـــــــــكــــــــــرَهُ = زواهـــــــــــــــــرُ حـــــــــــــــــبٍّ ســـــــــامـــــــــقٍ ، وغــــــــــــــــــرامِ
عــــــلــــــيـــــــك ســـــــــــــــــــلامُ اللهِ آلاءَ حـــــكـــــمـــــتـــــي = فــــــكــــــونـــــــي وِقــــــــــــــــــــاء ً لـــــلـــــفـــــتـــــى بــــــــــســــــــــلام ِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 09:28 PM
دَمٌ طاهـرٌ يَجْـري ، ويَجْـري ، وَمَـا تـرى = بَصيصًـا مـن الآمــالِ بالـقُـرْبِ حـاضـرا
فـديــتُــكِ يــــــا بـــغـــدادُ شــــــابَ فـــؤادُنـــا = لـهـولِ الـــرَّدى ، والـصَّـبـرُ بـــاتَ مُـحــاذرا
هُــنـــا أتــلــفَــتْ ريــــــحُ الــحِــمــامِ مـــنـــازلاً = وراحَ حَـــمـــامُ الــــــدَوْحِ بــالــنَّــوْحِ كـــافــــرا
تــلــفّــتَ دمْــــــعُ الـــجــــاهِ يـــرنــــو مَــواسِــمًـــا = بـهـا يأتـسـي ، حـتــى اسـتـحـالَ سَـواتــرا
وَجَــفّ فــراتُ الـعِـيـنِ ، والـلـيـلُ واجـــمٌ = ولا أحَـــدٌ يــهــوى الـعَـطـاشـى مُـصَـابــرا
تــنــاهــتْ خُـــطــــوبٌ والــنّــفـــاقُ يــلــزّهـــا = لـتـســتــعــرَ الأيّــــــــامُ شــــجْــــوًا مـــشـــاعـــرا
وتـشـتــجــرُ الآهــــــاتُ مـــــــلءَ فـضــائِــنــا = تـــصــــارعُ أكــــبــــادًا هــــجــــرْنَ الــــزَّواهِــــرا
ويـصـفــعُ خــــدَّ الـحُـسْــنِ حَـــــرُّ جَـهــالــةٍ = يُـبـعـثــر مـاضـيــنــا ، ويــنــهَــشُ حـــاضِـــرا
فــمــا حــــلَّ سِــــرَّ الــديــنِ غــيـــرُ مُـغــفّــلٍ = يتيهُ على الأضغاثِ يشري السَّرائرا !
إذا شــــــفّ طـــيـــفَ الـمـنــتــدى بـاطـنــيّــةٌ = فــلــيـــسَ بــعــيـــبٍ أن تـــكــــون مُــقـــامِـــرا
فِــــدًا لــهــوى بــغــداد جـــــرحُ مـشــاعــري = فيا ليتَ تبقى تبعثُ الوصفَ ساحـرا
ويــــا لـيـتـهــا الـــــزَّوراء تـقــفــو مـبـاهـجــي = زهــــورًا ، وأحــلامًــا ، ونــايًــا ، وطــائــرا
مُـعـظّـمُـهــا يُـــوحـــي الـبـشــاشــة مُــغــرمًـــا = وكــاظِــمُــهــا بــالـــحـــبِّ يــجـــبـــر خــــاطـــــرا
رعــا اللهُ أحـبــابَ " المُـعـلّـقِ " مـــا بـــدا = لـدجــلــة ظـــبـــيٌ يــمــنــحُ الــصَّــفْــوَ آسِــــــرا
ويـــا ربُّ : أدركْ ، يـــا كـفـيـلُ مُـعـذّبًـا = عِــــراق كــبــارِ الــقـــوْم يــدعـــوك نــاظـــرا
بــــأنْ يـبـتــدي لــلأنــسِ عــهْــدٌ ومـعـهــدٌ = ومرْسـى أمــانٍ لـيـس يَنـسـى مُسـافـرا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 09:34 PM
أتــيـــتـــكِ بــالــشــعــر الــمـــهـــذّب فــــاتـــــنُ = وضــــــــــوْءُ حـــــروفــــــي قــبّـــلـــتـــه مـــــــــــآذنُ
لـعـلّــي إلــــى وضْــــح الـمـعـانــي تـسـوقـنــي = عــيــونُ الـتـدانــي وهــــي فــيــكِ جـنـائــنُ
ولــــي أمــــلٌ أن يـحـفــلَ الــبــوْح بـالـرضــا = فتحنو على الضرْب الطريف محاسنُ
ألا إنّــــمــــا الأشــــــــواق فـــــــــيّ حــــواضـــــرُ = بـــهـــا فُــتــنــتْ فـــــــرط الــبــهـــاء مـــدائــــنُ
إذا أدمــنــتْ بـــــثّ الـلـجـيــن فــرائـــدي = فــفـــقـــه فــــــــؤادي بــالــجــمــال مُــــقـــــارنُ
ونُـبّــئْــتُ أنّ الـــوصـــف قـــربـــكِ فــــــارهٌ = ويـعـجــز عــــن إدراك فـضـلــكِ كــائــنُ
إلـــى ذوقـــكِ الـفـيْـنـان أزلــفــتُ هـيـبـتـي = ونــــجــــوى ضــمـــيـــرٍ بــالـــوفـــاء يُــــهــــادنُ
رعـــــى اللهُ أرْبــــــاضَ الـجـلــيــلِ ودوحــــــةً = بـــهــــا أيــنـــعـــتْ لــلــذكــريــات مــــواطــــنُ
وفـي طرْفهـا ( عرّابـة ) الصبـر مَـنْ لـهـا = عــلـــى كـــــلّ ثــغـــرٍ لـلـحـنـيــن شــــــوادنُ
ومــــلء الـحـمــى حـمّـالــة الــعــزّ تــزدهــي = وفـيـهـا لـخـيــر الأهــــل مــــادت خــزائــنُ
ألا فـاسـمــعــي يــــــا أمّ شـــهـــدٍ بــلابــلــي = وقـــــد غـــــرّدتْ شـــوقـــاً عــلــيــه أراهــــــنُ
ألا واذكــــــري يــــــا أم عــــــدْنٍ ســوانــحــاً = من الفكر جاشـت فاستهلـتْ قرائـنُ
تــــخــــلّــــد لــــــلأيّــــــام ذكــــــــــــرى قــــريــــحــــةٍ = وأهــل الـغـنـى فـــي الـــود دومـــاً مـعــادنُ
هــديّـــة مـشــتــاقٍ إلـــــى الــقـــدس والــــــهٍ = يـــقـــول هـــــــي الأيّـــــــام دَيْـــــــنٌ ودائـــــــنُ
حــمــلـــتُ مـعـانـيــهــا ورحــــــــتُ مــــــــردّدا = أتــيـــتـــكِ بــالــشــعــر الــمـــهـــذّب فــــاتـــــنُ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 09:39 PM
يُغافِصُـنـي ، يُرَجْرِجُـنـي زَمَـانــي = لِيَفْضَـحَ خَافِقِـي ، وَبِــلا تَــوَانِ
فَكَيْـفَ يُصَابِـرُ الـوَصَـبَ التِـزامـي = وَلمْ يَذِرِ البُكاءُ سِوى الأَمَانـي ؟!
عَتبْـتُـكِ يــا حَـيـاةُ أَمِــنْ مَــلاذٍ = يُعـلِّـمُ أضْـرُبــي أدبَ الأمَـــانِ ؟!
وَأَيــنَ شَـوَاطِـىءُ الأثَــرِ المُعـلّـى = وَلا نُهُـرٌ تُسائِـلُ ، لا مَغَـانـي ؟!
تَأوّهَ " وافِري " ، وَنَأتْ حُرُوفي = يُشَاطِرُهـا الحَنـيـنُ رُؤى التَّـدَانـي
فَتَلْبَـسَ – كالأقَـاحِ – إهــابَ ودٍّ = رَقائِـقُـهُ تَـتِـيـهُ مَـــعَ المَـعَـانـي
تَلقَّفَهـا الغَريـبُ ، وَتِـربُ جَنْـبـي = تُتَعْتِعُـهُ الـدُّروبُ ، فَـمـا يَـرانـي
وَحقَّـكَ لـيـسَ تَسْبِقُـنـي الخَطـايـا = وَسَـبْــقُ حَـدَائِـقِــي بــشَــذاهُ دانِ
تَــأوَّدَ ، والخُـلـودُ أصَــابَ مِـنْـهُ = طَـرَائِــقَ تَسْتَـغـيـثُ بِتُـرْجُـمـانـي
تُحَدِّثُها الأَرائِـكُ عـن " خُلـودٍ " = نَـمـا عَتَبـاتِـهـا عَـبَــقُ الـحِـسـانِ
مَتـى نَـدَبَ المَـدى فِكَـرَ التَّـلاقـي = أتـتْــكَ بيـاسَـمـيـنِ ذَوي الـحَـنَــانِ
وإنْ كَـتَــبَ الـوِئــامُ جَـمــالَ دُرٍّ = أذاعَ فُــؤادُهــا جُــمَــلَ الـجُــمــانِ
فَدَيْتُكِ يا " خُلودُ " فِداكِ شِعْرٌ = أشَــادَ بِـجَـرْسِـهِ أَسَـــدُ الـمَـكـانِ
مِثَـالُـكِ وَالـــوِدَادُ ظِـــلالُ ذَوْقٍ = كَأنّـهـمـا هُـنــا فَــرَســا رِهــــانِ
تُـعـالِـجُ فـــي قَرائِـحِـنـا لُـغـاهــا = وَعِـنْـدَ ضِمـادِهـا رُسُــلُ التَّهـانـي
فَثَـوْرَةُ ثَـرْوةِ النَّفَحَـاتِ صِــدْقٌ = يُـطـاوِلُ بالمـواهِـبِ فـــي اتِّـــزانِ
وَيَشْكرُهـا الرَّحِيـقُ وَقَـدْ تَدَاعـى = عَـلــى مَلَكـاتِـهـا يَـــرِدُ الأغـانــي
وَتَلْثُمُهـا الحَمَائِـمُ وَهْــيَ جَـذْلـى = تَقُولُ : هُنا الشَّوَاعِرُ يـا جَنانـي
فَـلا تَـدَعِ المَشَاعِـرَ يَـوْمَ تَهْفُـو = تُـوَشِّـحُ وَاحـتـي ألَـــقَ التَّـفَـانـي
يُعَانِقُـهـا الحَـيَـاءُ يُنـيـرُ دَرْبًـــا = بــهِ لَــوْنُ الـمَـفـاوُزِ أُقْـحُـوَانـي
لأنَّ نُـضَـارَهـا يَــطــأُ الـمَـراقــي = كَــذَاكَ خِـمَـارَهـا بِـنَــداهُ فـــانِ
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 09:43 PM
يُـسـابـقــنــا الـــزمــــانُ ، فـــمــــا أرانــــــــا = ســـــــوى وجَـــــــعٍ تــلــقَّــفــهُ ضــحـــانـــا
ســوى أمـــلٍ مـــع الأطـيــافِ يـلـهـو = مُــــقــــيــــمٌ عــــــنــــــده أبــــــــــــدًا لــــقــــانــــا
تـعـامــى عــــن ظــــلال الـــــدلِّ أفـــــقٌ = فـمـا نفـعـت مــدى شـجـوي رؤانــا
لـــــذاك كـلاهــمــا يـبــقــى شـحـيــحًــا = وإن بــســمــت دمــــــوع الــــــود آنــــــا
إذا وســــــمــــــت مـــرابـــعَـــنـــا ظــــــنـــــــونٌ = فـــــــلا تـــــــدري تـشــاطــرهــا رحــــانــــا
ولـــــو مـــــرَّ الـــهـــدوءُ عـــلـــى خـــيـــالٍ = تـــفـــلَّـــت مـــــــــن شـــعـــائــــره هـــــوانـــــا
هــجــوتـــكِ يـــــــا جــــــــراحُ تـأمَّـلــيــنــي = فـــكــــم نـــزفــــتْ حــيــاتـــي أقــحــوانـــا
وحسبـك مـذ صحـوتِ مـع المرايـا = فـمـن سُــدُفِ الـضـنـى مـبـنـاك بـانــا
ومـــــــا فــقـــهـــت دروبــــــــي غــــيــــرَ آهٍ = وآسٍ مــــــنــــــه ألــــتــــمــــس الـــحـــنـــانــــا
لتمـضـي الـحـادثـات ، ومقتـضـاهـا = يــحـــفُّ شـروعَــنــا ، يُـبــكــي ســمــانــا
لــتــغـــدو فـــكــــرة الأشـــعــــار تُــمـــلـــي = أنــيـــنًـــا وافــــــــرًا يــــصـــــفُ الــحِــســانـــا
شـــواعـــرَ نــهــضــةٍ ظـــلــــت تـــنــــادي = عــلــى الإبـــــداع : ألـهـمـنــا الأمــانـــا
بـــــيـــــومِ أراعَـــــهـــــا قـــــــــــدرٌ خـــــفــــــيٌّ = فــأحــزنَ زهــرهــا ، أبــكـــى الـجَـنـانــا
فهل درت العيون ، عيون شعري = بــــأنّـــــي واهـــــــــبُ الـــدنـــيــــا جُـــمـــانــــا
ولـــــــم يـــــــزل الــــوعــــاءُ يــفـــيـــضُ ودًّا = زلالاً سَــــرمـــــديًّـــــا مـــــــــــــــا تـــــــوانــــــــى
فــصــبــرًا حـــيـــن تـــزدلـــف الــمــآســـي = وصــــبـــــرًا يـــــــــا لـــيـــانـــا يــــــــــا لـــيـــانــــا
إذا حـــــكـــــتِ الــمــقـــاديـــر اقـــتــــرابًــــا = ففي رتـبِ الرِّضـا صحَّـت خطانـا
وبـــعــــض الإبـــتــــلاءِ نــــمــــاه حــــــــبٌّ = مــــــــــن الـــرحـــمــــن قـــــــــــدَّره فـــكــــانــــا
دعــــوتُ اللهَ فــــي ســـــرّي وجــهـــري = بــلــطـــفٍ هــــامــــرٍ يــــســــعُ الــمــكــانــا
ويــنــظـــر بــالــجـــلال عـــنــــاءَ قــــلــــبٍ = أحــــــبَّ عـــلـــى يــقــيــنٍ مـصـطـفـانــا
ألا فــالـــطـــفْ بــــهــــا ربــــــــاه دومًـــــــــا = وبــــــاركْ مـــــــن عــطــائـــك مـنــتــدانــا
رياض شلال المحمدي
15-07-2016, 09:48 PM
فـــــي لـيــلــةِ الـعــيــدِ عُــمْـــري غــــــادرَ الــبِــشْــرا = يَخشـى علـى القلـبِ يمضـي يمقُـتُ الصَّـبْـرا
يـا مُعْصـراتِ همـومـي ، صــوتَ مَــن زفــروا = هَــــــلاّ تـــركـــتِ لــبــاقـــي مُـهــجــتــي قَـــطْــــرا ؟
يــــا لـيـلــةَ الـعــيــدِ عُـــــودي دمـــــعَ أجـنـحـتــي = أو فــاتـــركـــي لــلــفــتــى بــــيـــــنَ الـــهَـــنـــا شِــــبْـــــرا
مُـــــري صَـــــداكِ يُـــــداوي قــيْـــحَ حَـشْـرجـتــي = عــســـى الأمــانـــي تُــهـــادي أيـكــتــي جِـــسْـــرا
عــســى الـشَّـواطِــىءُ تـنــعــى قــيـــظَ أوْردتـــــي = ولا تَــــــــؤوبُ عــــيـــــونُ الـمــلــتــقــى حــــسْـــــرى
أتـرعـتُ مـنــكِ دُخـانًــا ، وانـحـنـى حَـدَســي = لأنّــــــــــــه مُــــــنْــــــذ ألــــــــــــفٍ بــــــايــــــعَ الــــقَــــهْــــرا
الـــــمـــــفــــــرداتُ عـــــصـــــيّــــــاتٌ مـــــصــــــادرُهــــــا = والــحــالــمـــونَ عـــــلـــــى إسْــقــاطـــهـــا أسْــــــــــرى
والـطــيّــبــاتُ نـــســــى الـــوجــــدانُ حـائــطَــهــا = بـحــالــهــا قــلــقـــي – يـــــــا مــوطــنـــي – أدرى
فــــلــــو تــــرَقْـــــرَقَ بـــــــــؤسٌ شـــــــــفّ ســـاريـــتـــي = سـفـائــنــي عـــنـــدهُ طــــــولَ الـــمــــدى حَـــيْــــرى
هـــــــــي الـــحـــيـــاةُ هــــزيـــــلٌ بَـــــــــوْح مـنــطــقِــهــا = تـــغـــفــــو فـتـســلــبَــنــا الأحـــــــــــلامَ والـــشِّــــعْــــرا
تــرجـــرجُ الــزيـــفَ مـــــن أضــغـــاث بُـهـرجــهــا = وَعَـــــلَّــــــهُ يــمـــتـــطـــي إيـــهـــامُـــهـــا الــــشِّــــعْــــرى
هـــــــــو الــــفـــــراتُ حــــزيـــــنٌ نـــــخْـــــلُ أذرعــــــــــهِ = فــــــــي ضــفّــتــيــهِ جــــراحــــاتُ الــمَـــهـــا تــــتــــرى
فــارجـــعْ إلـــــى بــرزخـــي يــــــا عـــيـــد مـنـتــظــرًا = ركائـبَ الـجـاهِ ، واسْـتـوْصِ السَّـمـا خـيـرا !
ولا تـــــلُــــــمْ عـــاشــــقًــــا تـــســــتــــافُ لــــوعــــتُــــهُ = مــن كــلِّ بِـئـرٍ سَـرابًــا فـــي الـدُّجــى يُـشــرى
عــــــــذرًا لــــمـــــن هــنّــئــونـــي لــــســـــتُ مُــــدّكـــــرًا = رســـائِـــلاً ، كــــــي أُمَـــنّـــي شــوقَــهــم ســـطْـــرا
فـــإنّـــهـــم خــــيـــــرُ مَـــــــــن صــــانـــــوا شــــواردَنـــــا = وخــــيــــرُ مَـــــــــن قَـــــــــدَروا لـلـمـبــتــلــى عُـــــــــذرا
ما كنت أعلمُ – والرَّمْضا لها غُصَصٌ – = بـــأنّــــنــــي بــــــالــــــغٌ فــــــــــــي ظِــــلِّــــهــــا الــــفِــــطْــــرا
إلـــيــــك عـــنّــــي أخـــــــا الأعـــيــــاد ، تــعــرفــنــي = أنـــــا الـشَّــجــيُّ ، وذي فـلّـوجَــتــي الــمَــسْــرى
أنـــــــــأى وتــسْــحَــرُنـــي ، أدنـــــــــو وتــحْــمِــلُــنــي = مـــــلءَ الـحـنـايــا شــعـــورًا يَــسْــحــرُ الـــذكـــرى
نــاجــيــتُـــهـــا فــــتــــزاهــــى شــــــــــــوطُ قـــافـــيـــتـــي = وراح مِـــــــن حِــكــمـــةٍ يـسْـتـنــطــقُ الــسِّــحْـــرا
إيـــــــــــــهٍ حـــبـــيـــبــــةَ أســــــفـــــــاري ســـتـــذكـــرنــــا = طــيــوبُ ريّــــاكِ يــومًــا ، فـاحـمـلـي الـبُـشــرى
وعــانــقــي حـــيـــنَ يــحــنـــو الــصَّــبـــرُ عـافــيــتــي = قــــد كِــــدتُ أفــنـــى مــتـــى أهْـدَيْـتِـنــي عِــطـــرا
وحـــيـــنـــهــــا تــــنــــشـــــر الآفـــــــــــــاقُ قِـــصَّـــتَــــنــــا = والـــعـــيـــدُ يـــنـــسُـــجُ مِـــــــــن أوراقِــــنـــــا عُــــمْـــــرا
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 07:47 AM
مَـهْـمــا كـتـبْــتُ ، فَــلَــنْ تَــرْقــى كـتـابـاتـي = لأنْـفُــسٍ صَـافـحـتْ جُـنــدَ الـسَّـمـواتِ !
سَــمـــا لَــهـــمْ مَــنـــزلٌ يـحــكــي الـــــذُّرى تــرَفًـــا = لِـــــــــذا تـــنـــاهَـــوْا بـــألـــطـــافِ الإشــــــــــاراتِ
أشـــــــارَ فــــجْــــرُ شــــمــــوخٍ نــحَـــوَهـــم طَــــرَبًــــا = فــــطــــابَ بــــالـــــرّاحِ رَيْــــحـــــانُ ابـــتـــهـــالاتِ
للهِ ، لــلــحُـــبِّ ، لـــلأشــــواقِ ، تــنــدبــنــي = عـــــيــــــونُ آدابـــــهــــــم : قُـــــــــــمْ لــلــمــنــاجـــاةِ
مـعـانــقًــا نَــسَــمــاتِ الـــقُـــرْبِ ، مـؤتـنــسًــا = بـالـنّـور والـوصْــلِ مــــن وَحْــــيِ الـنِّـهـايـاتِ
واكـتُـبْ عــن البَهـجَـةِ المُثـلـى بــلا وَجَـــلٍ = واكِــــــبْ رَحـــيــــقَ خـــلــــودٍ بـالــصَّــفــا آتِ
دَعِ الـقَـصــيــدَ ، فـــقــــد وافـــــــتْ روائــعَــنـــا = أحـلــى الأنـاشـيـدِ عــــن مَــحْــوٍ وَإثــبــاتِ !
وَشَــنَّـــفَ الـسَّــمْــعَ لـــحْـــنٌ لـــيـــس يـــدركـــهُ = مِـــزمـــارُ داوُدَ ، أو سَـــجـــعُ الـحَــمــامــاتِ
بــــــــهِ تـــهـــيـــمُ وجـــــــــوهُ الـــحُـــسْـــنِ نــــاضـــــرةً = إلــــيـــــه نــــاظـــــرةً تــــحـــــدو عـــــــــن الـــــــــذَّاتِ
مَـهْــمــا كـتــبــتَ فــمـــا تــدنـــو مـواصـفَـهــا = أم هــلْ رأيـــتَ جِـنـانًـا وَســـط جـنَّــاتِ ؟
ريــــــــــــاضُ مــــعــــرفـــــةٍ تــــــاقـــــــتْ مـــنـــعـــمَّــــةً = لــــــــصـــــــــادقٍ ذي وَلاءٍ لــــلــــحـــــضـــــارا تِ
فــكــيــف فـــــــي لـــغــــةٍ تــصــبـــو مـعــارجُــهــا = وما اسْتطابتْ سِوى تِرْبِ الصَّباباتِ !
فاسْتَعْلـمـي وانـظـري مــا لاح فــي أفُـقـي = مـــــــن أدمـــــــعٍ نَــثَــرُوهـــا فـــــــرطَ إخــــبــــاتِ
فــــــــإنْ رُزقْـــــــــتِ دنـــــــــوًّا مـــــــــن رَفـــارفِـــهـــمْ = تَـواضَــعــي ، واسـكُــبــي سِـــفْـــرَ الـــمـــودَّاتِ
بــهــم تَــولَّــتْ عَـــــوادي الــدَّهـــرِ مُــدبـــرةً ، = تـــــــــــذوَّقَ الــــــــــــوَرْدُ تِــــــرْيــــــاقَ الــــمــــسَــــرَّاتِ
بهـم تراقـصَ نبـضُ القلـبِ ، وانشـرحـتْ = صــــدورَ مَــــن فَـقِـهــوا عـــــذبَ الــمـــروءاتِ
بــــهــــم تــــلــــذُّ قــــوافــــي الـــشِّـــعـــرِ يـغــبــطــهــا = رَوْضُ الأكـــــابـــــرِ فــــــــــي دَوْح الــثـــنـــيّـــاتِ
ولـيــس يـوقــفُ جــــرْيَ الــمــاءِ ذو حــســدٍ = أو ظـــــــنُّ مُـلــتــفــتٍ مـــــــن غـــيــــر آيـــــــاتِ
أو عـــــــاذلٌ مُــنـــكـــرٌ لــــمَّــــا يــــجــــدْ عــــمــــلًا = غــيــر الـتـنـطّـع فــــي ظــــلِّ الـشُّـجـيـراتِ !!
هـــــذي سـحــائــبُ ودّي بَـــــرْقُ رَوْنـقــهــا = يـهــفــو إلـــــى وِردهـــــا مَــســـكُ الـــروايـــاتِ
مــهــمـــا كــتــبـــتُ فـــــــلا تــخــبـــو شـمـائـلُــهــا = لأن مـــصــــدرَهــــا غـــــيــــــثُ الــــسَّــــمــــواتِ
فـــــمــــــا انْــتَــبَــهْــنـــا ، ولا دَرّتْ بـــيــــادرنُــــا = حتّـى سَقانـا الهَنـا ، مـن فَـيْـضِ واحــاتِ
فَــأيــنَــعَــتْ فِــــكَــــرٌ ، مــــــــا نــالـــهـــا بــــشــــرٌ = وعــــانــــقــــتْ درَرٌ زَهـــــــــــــوَ الـــخَـــمـــيــــلاتِ
فـاقـرأْ عـلـى أهلِـهـا أنــدى الـسَّــلامِ وَقـــلْ = يـــــــــــا بــــــــــــاركَ اللهُ أبــــــطــــــالَ الـــمُـــلـــمّـــاتِ
لا أوحـــــــــشَ اللهُ ربْــــعًـــــا مـــنـــكـــمُ أبـــــــــدًا = ولا أضَــــــــــرَّ بـــــنــــــا طـــــــــــولُ الــمـــســـافـــاتِ
كــــم مــــن جَــــوَادٍ تـغـنّــى بــاســمِ رَوْعـتِــهــا = بَـــلْ كـــمْ خـلـيـلٍ بــــه طــابــتْ قـصـيـداتـي
شــوْقًــا ، وحــبَّـــا ، وَإبــداعًـــا ، وَمـكــرُمــةً = ما خِلـتُ مـن بعدهـا تبقـى جِراحاتـي
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 07:54 AM
مـــــــاذا أُحــــــــدِّثُ لــلأبـــنـــاءِ يــــــــا جَــــــــدِّي = لـــو سـاءلـونـي غــــدًا فــــي فُـسْـحــةِ الــــوُدِّ ؟
شـــمـــائـــلٌ مُــــزَّقَـــــتْ ، أم أدبـــــــــرتْ شــــيَـــــمٌ = عنْ قلبِ مَوْطنِها ، تشكو من الصَّدِّ ؟
وَأنــــفُـــــسٌ حُــــرِّقـــــتْ تـــبـــكـــي مَــذاهــبَـــهـــا = ونـاطــحــاتُ الأســـــى مــالـــتْ بـــــلا عَــــــدِّ
ضمـائـرٌ نَفَـقَـتْ مــن هَــوْلِ مـــا ارتـكـبَـتْ = فـمــا اعـتـراهـا ســـوى هـمْــسٍ مـــن الـسُّـهْـدِ
كـــــانَ الأذانُ يُـنــاجــي بـالــصَّــدى هِـمَــمًــا = والــــيـــــوم تُــقــتَــطـــعُ الآذانُ عـــــــــن عَـــــمْـــــدِ
تاللهِ مــــــــــا فـــقِـــهَــــتْ شـــيـــئًــــا مَــسَــامِــعُــنــا = سِــــوى نَـشـيــجٍ عَــــلا مـــــن نــاعـــيَ الـــــوَرْدِ
كـــــــان الأصــــيــــلُ يُــغـــنّـــي دفءَ روعــــتــــهِ = والآن تــحــبـــسُـــهُ الأنَّــــــــــاتُ عــــــــــن بُـــــعـــــدِ
كــان الـمـسـاءُ ، وأنـــسُ الـقـلـبِ مـقـصـدُهُ = يُـــربــــي الـــزَّواهــــرَ مـشــتــاقًــا إلــــــــى الــــوَعــــدِ
والــــيــــوم عَــتْـــمَـــةُ " هــــولاكــــو " تــطـــوِّقُـــهُ = لَـــــمَّـــــا تـــــآمَـــــرَ أهــــــــــلُ الـــــحَـــــلِّ والـــعَــــقْــــدِ
تـــنـــاثـــرتْ أسَـــــــــرٌ مــــــــــن دونـــــمـــــا جـــــهـــــةٍ = فـالـعِـقـدُ مـنــفــرطٌ ، لـــــم يــبـــقَ مـــــن عِــقْـــدِ
تـبـغـي الـخــلاصَ ، وَتـلـغـي الـمَـجْـدَ هـاربــةً = مَـــبْـــنـــى هــويَّــتــهـــا مــــــــــا عــــــــــاد بــالــمُـــجْـــدِ
فــلا شـواطـيءُ " رومــا " أطـفــأتْ حُـرَقًــا = ولا " الشّـيـوعـيُّ " يـومًــا جــــادَ بـالـرَّنْــدِ !
هــمْ هـدَّمـوا عُـمُــدَ الأوطـــانِ ، واختـلـفـوا = مَــــن ذا يُـعَـمِّــدُ لُـطـفًــا طــائــرَ الـسَّـعــدِ ؟!
وَيـــــحَ الـمــلــوك ، وَجَـــــلَّ الــحَـــقُّ خـالـقُــهــم = وَيْحَ الأمير ، وَمَن باعوا حمى المُهدي !
وَيْـــــحَ الأســافـــل سـاســونــا بــــــلا شــــــرفٍ = وَضـيَّــعــوا الـحُــسْــنَ بــيـــنَ الـــجَـــزرِ وَالـــمَـــدِّ !
بـــلْ رَوَّعـــوا مـنـطـقَ الـتـأريـخِ مــــا اعـتَـنَـقُـوا = ســـوى الـغـوايـةِ ، وَاستَـبْـقَـوا شَــفــا الـبُـعــدِ
عَـفــا الـزَّمــانُ ، مـتــى يـصـحـو ، وَغفـلـتُـنـا = شَــــــاهَ الــرَّبــيــعُ بـــهــــا جَـــرْيًــــا بـــــــلا قَـــصْــــدِ
هـــــــذا يُـــمَــــرّغُ كـــأسًــــا بــالــتـــرابِ عــــســــى = تـنـسـى الأنـاجـيـلُ وَحــــي الــبــرقِ وَالــرَّعــدِ
وذاك يـــلـــهــــو فـــــمـــــا عَـــــفَّـــــتْ ســـريــــرتُــــهُ = يــبــيـــعُ دجــلــتَـــهُ بــالأخـــضـــر الــنَّـــقـــدي !
شـــعــــارُهــــم أيـــنــــمــــا حـــــلــــــتْ مَــطـــيَّـــهُـــمُ = أنْ لا عـــلـــيَّ ، ولا مـــنّـــي ، ولا عـــنــــدي
إذا الـــفـــســـادُ أتـــــاهـــــم أذعـــــنـــــوا فَـــــرَحًـــــا = فـمــا لـهــم عـــن جـحــود الـفـكـر مــــن بُــــدِّ
وَشّـــوَّهـــوا أضــــــربَ الأيـــتـــامِ مــــــن ســـفَـــهٍ = حــتَّــى الأعــاريــضُ تـهـجــو رِبْــقَـــةَ الـلَّــحْــدِ
دارَ الــمَــكــانُ فــــــلا مَــنْــجــىً لــــــذي أدَبٍ = أيّـــــــانَ تُــسْــعــفُــهُ صَــيْـــحـــاتُ ذي وَعْــــــــدِ
لِـــــحَــــــدِّ أنْ وُئـــــــــــدَتْ أشـــــــــــواقُ أفـــــئــــــدَةٍ = لِــــحَــــدِ أنْ ضــــاقــــتِ الآمــــــــاقُ بــالـــخَـــدِّ !
قَــــوْمــــيَّـــــةٌ أشـــغـــلـــونــــا عــــنــــدهـــــا زَمَــــــنًـــــــا = كَــــــــأنَّ بُــهــرجَــهــا شَــــطــــرٌ مـــــــــن الـــخُـــلـــدِ
فَــضَــيَّــعــوا الــــديــــنَ والــدنـــيـــا يُــشــاطــرُهـــم = هــنـــاكَ حَــجْـــلُ غـــــرابٍ راحَ يـسْـتـجْــدي
أهــلــي تــنــاءوْا غــثـــاءَ الـسَّــيْــلِ مـــــا ربــحـــوا = غــيــرَ الـمــآســي ، وَأعــلامًـــا بـــــلا جــنـــدِ !
إذا تـــــدَنَّـــــوْا أقـــــامـــــوا الـــحَـــيْــــفَ مـــــأدُبَــــــةً = وإنْ تَـــــــدلَّـــــــوا أهـــــــانـــــــوا جَـــــــنَّـــــــةَ الأزدِ !
قــــل للـسَّـمـاديـرِ كــفِّــي ، شَـفَّـنــي عــبـــثٌ = فــلــيـــسَ يُــنـــقـــذُ غُــــفْــــلاً بــــائــــعُ الــشَّـــهـــدِ
وَسَــــــــــاور الـــــشَّـــــكُّ تــبـــيـــانـــي فَــضَــيَّــعــنـــي = كــمـــا أضــــــاع الـمـعــانــي ذائــــــعُ الــجــهــدِ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 08:18 AM
أوَّلْــــــتُ مــــــا قـــلـــتُ مــــــن شِـــعْـــرٍ ومـــــــن نَـــثْــــرِ = وَقِـــصَّــــتــــي انْــــكــــسَــــرتْ فــــــــــــي أوّلِ الــــسَّــــطْــــرِ
مَـــــضـــــى زمـــــــــــانٌ ، وَفـــــــــــي عَـــيْــــنَــــيَّ كَـــــوْثَــــــرُهُ = مَــــكـــــانَـــــهُ حَــــــــــــــلَّ راعِ الــــسُّـــــهْـــــدِ والــــخَـــــمْـــــرِ
كـــــم قــــــد تـبـخْــتَــرَ حَــــــرْفٌ ، وازدهــــــى ألــــــقٌ = فـــــــــبــــــــــاح داعـــــــــيــــــــــةُ الإلـــــــــهــــــــــا مِ بــــــالـــــــسِّــــــ ـرِّ
كّـثَّــفْــتُ مـــــن صُــــــوَرٍ ، حَــسَّــنْــتُ مــــــن أثَــــــرٍ = أتـــرعْـــتُ مــــــن غُـــــــدُرٍ ، أثـــبــــتُّ مـــــــن فـــخْــــرِ
وَقَـــرَّبَـــتْــــنـــ ـي حِـــــــســـــــانُ الــــمـــــجْـــــدِ ، تـــحـــمـــلُـــهـــا = ثـــــقـــــافـــــةٌ أســـــهـــــبــــــتْ بـــــالـــــحــــــبِّ لــــلــــفــــكــــرِ
لــــيــــسَ ادِّعــــــــاءً ، مــنـــحـــتُ الأفــــــــقَ غــــاديــــةً = تــهـــمـــي بــــوصــــفٍ يُــنـــاجـــي أبــــحــــرَ الــقُـــمْـــري
وذاك أنّــــــــي ســئـــمـــتُ الـــعَـــيْـــشَ فـــــــــي مُـــــــــدنٍ = فــيـــهـــا الــسِّــيــاســـةُ آخـــــــــتْ مَـــنـــطـــقَ الـــعُـــهـــرِ
بــــــــل لــــــــم تــــكــــن قــــــــطُّ قــــبــــل الآن فـــاضـــلـــةً = كـــــي يـنـظـمــوا لــلـــورى شـيــئًــا عـــــن الــغـــدرِ !
ســــــامـــــــوا الــــــمـــــــودّاتِ ، وانــــهــــالـــــوا بـــــــمـــــــاددةٍ = مــــــــا كــــــــان يُـتــقــنُــهــا إلا هـــــــــوى الـــشِّـــمْـــرِ !
أو جــــــــوعُ مُــسْــتــشْــرقٍ لــــمَّــــا يَــــــــذُقْ حـــشَـــفًـــا = فـــــــســــــــار يـــســـتـــنـــطـــقُ الإغـــــــــــــــراءَ بـــالــــتَّــــمْــــرِ
خــــــــــان الــضَّــمـــيـــر بـــــمـــــا أجــــــــــدتْ حــمـــاقـــتُـــهُ = حين افترى - وهْوَ يستخذي - على الذكرِ
فـاسـتــغــلــقَ الــفَـــهْـــمُ عــــــــن عَــــــــوْمٍ يــــلــــوذ بــــــــه = فـــــي سَــــــوْرةِ الــبــئــرِ ، أم فــــــي سَــــــوْرةِ الــنَّــهــرِ !
حــــــــتــــــــى تــــمَــــلْــــمــــلَ بـــالـــتـــجــــريــــد فــــلــــســــفـــــةً = يــشـــري بــهـــا خَــبَـــرًا مـــــن " شـــــارعِ الـنَّــهــرِ !"
إذا بــــــــــواد الـــــكـــــرى يُــنْـــبـــيـــك عـــــــــــن نَـــــفَــــــرٍ = كـــأنَّــــهــــم ســـــــــــادةٌ فـــــــــــي الـــعُــــجْــــرِ والــــبُــــجْــــرِ
مَــــــــن نَـــــــــدَّ عـــــــــن قـــلـــبـــه لا شـــــــــكَّ نــــعـــــذرُهُ = أو كــــــــــــان مُــحــتــطـــبًـــا مَــــــــــــدًّا مــــــــــــع الــــــجَــــــزْرِ
لــــكــــنَّــــمـــــا نُـــــــــــــــــذُرُ الأوهـــــــــــــــــامِ مُــــعــــضـــــلـــــةٌ = فـــــــمـــــــا تُـــــــفـــــــرّقُ بـــــــيــــــــنَ الـــــحَـــــبْـــــرِ وَالـــــحِـــــبْـــــرِ
خــــــــــــذوا الـــتَّـــمـــائـــمَ وَاســـتَـــبْـــقُـــوا مَــتــاحـــفَـــهـــا = خـــرائــــبُ الـــظَّــــنِّ لا تــغـــنـــي صَــــــــدى الــكِـــبْـــرِ
مُسْـتـفـعـلـن ، أتـقــنــوا الـتَّـفـتـيـشِ ، بـــــل فَـعِــلُــنْ = هـــــــــذي مــحــاكــمُــهــا أدمَــــــــــتْ رؤى الـــفَـــجْــــرِ
ومـــــــا عـــلــــى الأحـــمــــرِ الــهِــنْـــديّ مـــــــن حَــــــــرَجٍ = مُــتَــفْـــعِـــلـــنُ فَــــعِـــــلُـــــنْ ، وا خَــــيْـــــبَـــــةِ الــــعُـــــمْـــــرِ
وَصَــــــــــــــدِّقِ الــــخُـــــبْـــــرَ والأخـــــــبـــــــارَ مُـــنــــتــــظــــرًا = مـــــــــــن واحـــــتــــــي حَـــــبَــــــقَ الــنِّـــعـــنـــاعِ والــــــزَّهْــــــرِ
أوَّلْــــــــتُ مــــــــا قــــلــــتُ أبــــغــــي سِــــحْــــرَ قــافـــيـــةٍ = وَحـــكـــمــــةً مــــــــــن بـــــيـــــانٍ خُــــــــــطَّ بــالـــسِّـــحْـــرِ
لأنَّــــــنــــــي الــــــشَّــــــرْقُ إرْثُ الــــــشّــــــرْقِ هــــذَّبــــنــــي = وَشَـــــــــــــدَّ بــــالــــعـــــزمِ إيــــمــــانًـــــا مــــــــــــــعَ الــــصَّـــــبْـــــرِ
وَقِــــــصَّــــــةُ الــــــوّقْــــــتِ مَــــعــــلــــومٌ لــــــهــــــا حِــــــــــــوَلٌ = لــكـــنْ خِــتـــامُ الــهُـــدى مِـــسْـــكٌ أخــــــا الــنَّــصْــرِ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 08:30 AM
سَـلَــوْتُ الـطِّــلا ، وانْـبَــتَّ عَـنّــي مُـسـامِـرُهْ = وغـافَـصَـنــي مـــــا كـــنـــتُ دومًــــــا أُحــــــاذِرُهْ
بـيــومِ الـطُّــلا – فَـــرطَ التَّـغـافُـلِ – حَــزَّهــا = رُوَيْــبِــضَـــةٌ ، والــلَّـــيـــلُ شــــاهَــــتْ زواهِــــــــرُهْ
عــزائِــمُـــنـــا خـــــــــــارتْ وجَـــــــــــلَّ مُــصـــابُـــنـــا = وجَـــــــارَ جِـــــــوارٌ ، أرْهَــبَــتْــنــا دسَــــاكِــــرُهْ !
هــــي الـفــتِــنُ الـعَـمْـيــاءُ ، صَــمَّـــاءُ مَــوْرُهـــا = لــظـــى كَــفِّــهــا تـــوهـــي الـــخُـــدودَ أظـــافـــرُهْ
لـــتـــخـــبِـــطَ أقــــــطــــــارًا ، وتَــــــعْــــــرِكَ أُمَّــــــــــــةً = فـــــــــــلا عـــــــــــارض إلا دَهَـــــتْــــــكَ قَـــنــــابِــــرُهْ
مـتــى أدبــــرَتْ قــــد أســفــرَتْ فــــي رُغـائـهــا = إذا بـــزعــــيــــمِ الـــــبَــــــأْسِ شـــــتّــــــى مَـــــعــــــاذرُهْ
وإن شَـبَّــهَــتْ قـــــد أقـبــلــتْ فـــــي نَـعـيـبِـهــا = وَهَـيْــهــاتَ مـنــهــا يَــرفـــعَ الـــــرأسَ حــاسِـــرُهْ
غــــلائِـــــلُ بِــــشْـــــرٍ لا تُـــــمَـــــلُّ فــأصْــبَـــحَـــتْ = غــــــوائِـــــــلَ دَهْـــــــــــــرٍ لا تَــــــقَـــــــرُّ مَــــخـــــاطِـــــرُهْ
أجَــــــلْ ، آخِــــــرُ الأزمــــــانِ لاحَ شُـــواظُــــهُ = وطــافــت عــلــى الأُفــــقِ الـعَـقـيـمِ مَـصـائِــرُهْ
أرى وازعَ الــــدنــــيـــــا الــــقَــــتـــــام كــــطــــائـــــرٍ = فــــشــــامٌ جــــنـــــاحٌ ، والــــعـــــراقُ يُـــشـــاطـــرُهْ
مــــتـــــى احـــتـــرقـــا يـــفـــنـــى الــــزمـــــانُ وأمُّــــــــــهُ = وتــمــضــي إلــــــى سُـــفْـــنِ الــخــلــودِ شــعــائِـــرُهْ
هنـالـك لــن ينـسـى بـنـي الأصـفـرِ الـــرَّدى = وكـــــــوخَ حَــضــيـــضٍ تـسْـتـهــيــضُ مَــقــابِـــرُهْ
ونـــائِــــحَــــةٌ ثَـــكْــــلــــى وَقـــــيــــــدٌ نَــشــيــجُــهـــا = عـلــى رَمْــــسِ غَــــرْبٍ لــــم يــــرَ الـخَـيــرَ زائِــــرُهْ
فــــلا الـصَّـبْــر يُـغـنــي حــيـــن تـنــفــكّ رَحْــمـــةٌ = وقــــد قَـصَـمَــت ظــهْــرَ الـشـقــيَّ مَـظــاهِــرُهْ
وقـــد أجـدبــت حُـمْــرُ الـطِـبــاعِ مــــن الـحَـيــا = فــــلا الـقَـطْــرُ وَقْــــتَ الـقَــيْــظ بـــــانَ آخِـــــرُهْ
ومِـــن غُــصَــصِ الـحُـلـقـومِ شّــبَّــتْ حَــرائــقٌ = فــكــيـــفَ لــمَــيْـــتٍ أن تـــبــــوحَ مَــشــاعِـــرُهْ ؟
لــــــهــــــاةُ الـــمـــنـــايـــا لــــلــــدَّعـــــيّ تــــضــــافـــــرتْ = كـــــــــذاك زمــــانـــــي يــــــــــوم دارت دوائِــــــــــرُهْ
ذرى شَــوْكَـــهُ بـــيـــن الــعــيــون فـــلـــم يــــــذقْ = ســــــــوى نَـــــــــدَمٍ بـــــــــلّ الـــسَّـــواتِـــر هــــامِـــــرُهْ
تـــلـــثــــمّ حَـــــــــــقٌّ وانـــــــــــزوت عـــــنــــــه أمَّـــــــــــةٌ = أجَــــلُّ مـنــاهــا أن يـــــرى الــغـــدرَ ســاحـــرُهْ
فــــسُــــلَّ عــــــــن الــمــهــمــوم آمــــــــاقَ لــــوعــــةٍ = عـــــلــــــى غــــفــــلــــةٍ تـــجـــتـــاحُـــهُ وتــــــصــــــادرُهْ
وبُــــــــلَّ عــــــــن الــمــعــمــود رَوعــــــــةَ قــــصْـــــدِهِ = فـــفــــي صـــوتــــه دَيْـــــــنُ الـــفــــراقِ يُــســـايُـــرُهْ
أفــاتــحــةَ الأســـقـــام : مـــــــا لَـــــــكَ والــفــتـــى = تـطـوفُ عـلـى وحْــي الـقُـدامـى بَـواكــرُهْ ؟
بَــــريـــــدُ حِــــمـــــامٍ ، أم صــــريـــــرُ مَـــــلامـــــةٍ ؟ = فؤادي - بما أسْديْتُ - طابت جَواهِرُهْ
يُـــثــــيــــرُ بـــأشــــجــــانٍ ، لــيـــبـــعـــثَ حُـــــزنَــــــهُ = وقــــد لامَــســتْ جَــفْــنَ الـسَّــمــاءِ بــواهِـــرُهْ
فــكـــانـــت كــــمــــا دمــــعـــــي تـــــــــلألأ واردًا = فــمــنـــهـــا ومـــــنّـــــي لــلــجَـــمـــالِ مَـــــصــــــادرُهْ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:04 AM
تمنّـيـتُ ، فـاحـتـارتْ سـطــورُ صبـاحـاتـي = وأطـرقــتُ أسـتـهــدي شـآبـيــبَ دمـعـاتــي
أعــــــوذُ بــظــلّــي حـــيـــن شــــــفّ خِــطــابُــهُ = من الهجْـر ، محمـولاً علـى همْـسِ تائاتـي
عسى ينتفي خَفـقُ التسـاؤلِ عـن فمـي = وأحــمُــلــنـــي تـــلـــقـــاءَ نــــبـــــضِ ابــتــهـــالاتـــي
تنـاجـي بـأوصـافِ الـضِّـفـافِ شـواطـئـي = وكـــم أزبـــدتْ وقـــتَ الـصـفـاءِ منـاجـاتـي
فـــــيــــــا جـــــيــــــرةً رقّ الـــــزمــــــانُ لـــذكــــرهــــا = تــعـــالَـــيْ نــغـــنّـــي عــــــــن نــخـــيـــلِ بــدايـــاتـــي
ونُغـضـي عــن الإيـهــامِ طَـــرْفَ فـصـاحـةٍ = لـتــنــأى مـــــع الــواشـــي مَـجـاهـيــلُ آهــاتـــي
تُــــقــــبّــــلُ أفــــــنـــــــانَ الــــبــــقـــــاءِ بـــصـــيـــرتــــي = وتـــنـــشـــرُ لـــلآتـــيــــن عِـــــطـــــرَ الـــمـــســــرّاتِ
فـــمــــن لـــغــــةِ الـمــيــقــاتِ بَـــــــدْءُ رســالـــتـــي = وحــولَ حـمـى بلقـيـس طـافــت حمـامـاتـي
إذا أبــــهـــــرَ الـــــصـــــرْحُ الـــمـــمــــرّدُ إخـــــوتـــــي = فقـلـبـي ومـاضــي الـعــرشِ مسـتـقـبـلٌ آتِ
وإنّــــي مـــــن الأنــجـــامِ صــغـــتُ قــلائـــدي = ومــــا أغـفـلــت عـيـنــايَ رؤيــــا الـنـبــوءاتِ
فِـــــــداءً فــــــــؤادُ الــــدهــــرِ كــــــــلّ خــــريــــدةٍ = تـمـنّــت ، فـأغـشـتْـهـا عــيـــونُ الـســمــواتِ
فـــلا الــــدربُ أضــواهــا ولا ســــاءَ مــنــزلٌ = ولــــكــــن بــــهـــــاءٌ مــــاحـــــقٌ بــالــجــراحـــاتِ
كـــقــــابِ كـتــابــيــنِ الــســـجـــلُّ طــواهـــمـــا = فـلـسـتَ بــخــافٍ يــــا ومــيــضَ الـعـبــاراتِ
تـــــأبّـــــى شـــــراعـــــي عــنـــهـــمـــا مــتــمــاهــيـــاً = مع المَـنِّ والسلـوى ، فكانـت قصيداتـي
ألا فاحملوا ما استفَّ من فيه هُدهُدي = جــواهــرَ وصْــــفٍ مــــن أرائـــــكِ جــنّـــاتِ
وســـارعْ أخـــا الـفـاديـن فـالـحـسْـنُ وارفٌ = تـيــمّــمْ بـــــهِ ، واذكـــــرْ فُــــــراتَ صـبـابــاتــي
هــوامـــرُ غــيـــثِ الــحـــبّ تـحــتــلُّ سِــدْرتـــي = فـــبــــاحَ بـــمــــا يـــهــــوى حــنــيـــنُ خـمــيــلاتــي
لــــذاكَ صــرفــتُ الـنـفــسَ بــالـــروح قـانــتــاً = أُداعــبُـــهـــا صِــــرفــــاً ومــــزجــــاً بــكــاســاتــي
بــنــقــطــةِ بــــــــاءٍ قــــــــد تـــكـــسّـــرَ بـــوْحُـــهـــا = فكان الهوى مـا كـان مـن فَـيْءِ واحاتـي
وكــنـــتُ الـــــذي أبــكـــى جِـــــرارَ هــدوئـــهِ = فـــــــلاذت بـــمــــا أجـــــــراه كـــــــلُّ الــمــجـــرّاتِ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:09 AM
مَا كانَ يُخفي - غَداةَ الحَرْثِ - مُنزلقَهْ = يسْـتَـمْـرأُ الَّـلـهْـوَ ، يَــجْــري حــاسِــدًا طُــرُقَــهْ
وَغـــــيــــــرُ مُـــكــــتــــرثٍ إنْ شــــــفَّــــــهُ سَــــــقــــــمٌ = أو راح يـشــتــمُــهُ مَــــــــنْ أدمــــــــنَ الــسَّـــرِقـــهْ
وَيْـلُـمِّـهِ، كـيــفَ يسْـتـخـذي بـــلا سَـغــبٍ = يَـــعُـــبُّ بــالــوهْــمِ كـــأسًـــا نـــادبًـــا أرَقَـــــــهْ ؟
مــن يــومِ أن صـاحــبَ الإنـكــارُ حـائـطَـهُ = يَـدعــو ثـبــورًا ، فــمــا يــدنــو الـحَـيــا عُـنُـقَــهْ
مــيــزانُـــه مــــائــــلٌ مــــــــن فــــــــرط سَــفــسَــطــةٍ = ودربُــــــــه مــــوحــــشٌ ، أوَّاهُ يــــــــا خُــلُـــقَـــه !
آذى الـقِـصـابَ ، قِـبــابُ الـدَّمــعِ تخـبـرُنـي = أنَّ الـــــــذي خــانَــهـــا لــــــــم يــفـــقـــهِ الــعَــلَــقَــةْ
لــــــــــــــم يـــــــــــــــروِ مَـــنــــطــــقَــــهُ إلا سَـــــمـــــاسِـــــرةٌ = لـــم يـغـتـرفْ أدبًـــا ، لــــم يــــدْرِ مَــــن خَـلَـقــهْ
يُـــــشــــــاطــــــرُ الـــــــــجِـــــــــنَّ آراءً ، فَـــيـــتــــبــــعُــــ هُ = زيــــفُ الأقـاصـيــصِ مَــسًّــا ظــــلّ مُـسْـتـرقَـهْ
ويـــــحَ الـــــذي يـمـتـطــي الأهــــــواءَ هَـــذْرمـــةً = إذا بــــــــهِ نــــاشــــرٌ بــــعــــدَ الــــقَـــــذى قـــلـــقَـــهْ
هـــــــوّنْ عــلــيـــكَ فــــــــلا زالــــــــتْ حـمـائــمُــنــا = مــلءَ الفـضـاءِ ، ومــا أخـفـى الهَـنـا طُـرُقَــهْ
هــــــــوّنْ عــلـــيـــكَ ، فــــمــــا الأرواحُ بــالـــيـــةٌ = أو عَــزفُ بالـيـةٍ يـهـوى الـصَّــدى مِـزقَــهْ !
لا تُـعْـطِ للفـكـرِ كُـمًّـا خـيــطَ مـــن سَـفــهٍ = خـالِ الوفـاض ، إذا جَـنَّ الـدُّجـى سـرَقَـهْ
أدركْ مــعــانــي الــمــواضــي غِـــمْـــدَ روْنــقــهــا = فـــلــــم تـــعــــد حـــوْمَــــةُ الــفــرســـانِ مُـخـتــلــقَــةْ
عــــســــاك تــلـــثـــمُ مــــــــن إيــقــاعــهــا وَطــــنًــــا = يـوحــي الـحـنـانَ ، ويـشـفـي نــورُهــا حُــرَقَــهْ
فـقــال : دعــنــي ، غــلــوّي لــســتُ تــاركــهُ = حتـى ولـو شِـمْـتُ عـيْـنَ النُّـصـحِ مــن وَرَقَــةْ
لا تُـتْـعـبِ الـحــالَ فـــي حَـــرْفٍ بـــلا شِــفــةٍ = هـــــذي نــواتـــي مـــــع الأشــبـــاهِ مـنـفـلِـقَــةْ !
وَقَــــــــدْ تَــبَــنَّــيْــتُ رأيًــــــــا سَـــالـــفًـــا بــــدَمـــــي = لـــمّـــا تـبـيَّــنــتُ أنَّ الـــعـــذلَ قــــــد ســبَــقَـــهْ !
فقـلـتُ ، والـيـأسُ أوهــى الـنـصْـلَ مـوقــدُهُ = يا قومُ : وافقَ شَـنٌّ فـي الأسـى طبَقَـهْ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:13 AM
نَـصَــبَــتْ عــلـــى عــــــرشِ الـــفـــؤادِ الــمَــنــزلا = إذ لــــيـــــس مـــــــــن لَــــبَـــــسٍ رأتــــنـــــي الأوَّلا
وَتَـلَــفَّــعَــتْ بـــشَــــذا الــشُّــغـــافِ طــــروبــــةً = لــــمَّـــــا سَـــقـــاهــــا ذاتَ أنــــــــــسٍ صَـــــنْـــــدلا
شَّـــرقـــيَّـــةُ الــنَّــفــحـــاتِ يـــهـــتِـــفُ نَــــوْرُهـــــا = يــــا يـاسـمـيـنَـةُ : هـــــلْ ذرفـــــتِ الـمَـنـهــلا ؟
والـــيـــومَ تـسْـألــنــي حَـــيـــاءً : مَــــــا الــــــذي = جَـــعَـــلَ الــسَّــقـــامَ بـمُـقـلـتـيــكَ مُـــهَــــرْولا ؟
أنــــــتَ الــــــذي أحـــيــــا فـــراتُــــكَ فــرحَــتـــي = والـغـيــثُ مــــن لُــطــفٍ يُـمــاهــي الــجَـــدْولا
شاكي السِّلاح ، وقد ظفرتَ بخاطري = وهــزمـــتَ بــاســـمِ الـعـاشـقـيـنَ الـجَـحْــفــلا
قــلــتُ اســألــي مَــــن ظــــلَّ يـتَّـشــحُ الأنـــــا = أو راحَ يَـــــــمـــــــرحُ بــــالـــــرِّيـــــا مُـــتَـــطــــفِّــــلا !
مـــن كـــلِّ لـــوْنٍ يـغــزلُ الـلــذَّاتِ مُنتَـشـيًـا = ودونَ الــــــكــــــأسِ يَــــنــــســـــى الــــمِــــغـــــزلا !
لـــي ضِـفَّـتـانِ ، وَمِـــلءَ أعـمـاقــي الــهَــوى = والأفـــــــــــقُ بـــــالــــــدُّرر الــعَــجــيــبـــةِ رتَّـــــــــــلا
يَــــصَّــــاعـــــدُ الأدبُ الـــتَّـــلـــيــــدُ مُـــعـــانـــقًــــا = إرثَ الإبــــــــــــا ، بــالــخـــالـــديـــنَ مُــــقــــبِّـــــلا
حــــتــــى إذا مَــــــــسَّ الــبـــيـــانُ صـــروحَـــهـــم = يـــهَّـــابـــطُ الــــدَّمـــــعُ الــسَّــخـــيـــنُ مـــــؤثَّـــــلا
أوَ بــــــعــــــد هــــــــــــذا يـــســـتـــلــــذُّ بــغَــيْـــبـــتـــي = حَبْـرُ الرُّعـاعِ ، لـكـي يــؤوبَ مُغـفَّـلا !؟
أوَ تــنــهـــبُ الــعَــبَـــراتُ صـــفــــوَ مَــدائــنـــي = وقــريـــضُ أهـــــل الـحَــيْــنِ عــــــادَ مُـــرَفَّـــلا ؟
أغـــــــرابُ دربِ الـــغــــرب يــنــعِـــقُ مُــتـــرفًـــا = وحَــمــامُ بــــابِ الــطــاقِ بــــاتَ مُـكــبَّــلا ؟
يــــــا يـاسـمـيـنــةُ : قــــــد رحـــلـــتُ بـهَـيـكـلــي = وتــركـــتُ روحـــــي حـــــولَ أروقــــــةِ الـــعُـــلا
لــــم أبــتـــدعْ ، لـــــم أنـــــسَ ذكـــــرى عِـتــرتــي = بــــــل ظِـــلْـــتُ بـــالآهـــاتِ صَـــبًّـــا مُــثــقـــلا
وحـــفـــلـــتُ بـــالإيـــثـــارِ مَــــحـــــضَ مُـــــــــروءةٍ = أبــكــي وأضــحَــكُ حــــالَ أفــئــدةِ الألــــى
لـيــلــي وهـــمّـــي ، واضـــطـــرابُ شِـكـايــتــي = مــــــــن زفــــرتــــي الــــحَــــرَّى الــمُــقَــطَّــمُ زُلــــــــزلا
واسـتـخْـبـري الــسَّـــرَواتِ عـــــن أحـلامــنــا = عـــمَّــــن رأى حَــــبَــــقَ الــحَــنــيــنِ مــــؤصَّــــلا
يـــــا حــلـــوةَ الأنـــفـــاسِ يــــــا عـــبَـــقَ الـــوفـــا = خــــــــلِّ الــتـــســـاؤلَ والــتــعــاتـــبَ مُـــجْـــمَـــلا
فـــلـــنـــا مَـــــــــعَ الأنــــــــــوارِ أحـــــلـــــى لُـــقـــيــــةٍ = وَهــــنــــاكَ نــــشْـــــدو بــالــبــديـــعِ مُـــفَـــصَّـــلا
وَهَــــنـــــاك لــــمَّـــــا لا " هـــــنـــــاك " تـــحُـــدُّنــــا = نــبــنـــي عــــلــــى عَــــــــرْشِ الــخـــلـــود الــمـــنـــزلا
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:19 AM
آمــنــتُ أنــــي شــاعــرٌ نـحـريــرُ = وهـوايَ أقـربُ مــا يـكـونُ جَـريـرُ
مَــن منـكـمُ يصـغـي إلــيَّ بحـكـمـةٍ = فالـوقـرُ فــي أذنِ الـزَّمـانِ مثـيـرُ ؟
مَــن منـكـمُ يـــذرُ التَّـعـاتـبَ مـــرَّةً = بـالـذَّوقِ يشـمـخُ عـنــدهُ التفـكـيـرُ ؟
إنْ تأفـلَ اللُّمـعُ الحِـسـانُ بخـاطـري = فـالـكـلُّ حـــول قريـحـتـي مـثـبـورُ
سـهـلٌ وممتـنـعٌ فـضـاءُ مشـاعـري = بـل مــا لــهُ بـيـنَ الطَّـريـفِ نظـيـرُ
قومـوا سلونـي ، فالحبـيـبُ أظلّـنـي = فــغــدًا سـيـســألُ نــاكــرٌ ونـكـيــرُ
وتـيـقَّـنـوا مــمــا تــبــثُّ رقـائـقــي = إنّـــي بـعـطـرِ الأغـنـيــاتِ خـبـيــرُ
وأنا المحبُّ ، أنا الأريبُ ، أنا الفتى = أحـيـا وأفـنــى ، والـشـعـورُ مـنـيـرُ
أعــدو عـلـى لـغـة الـكـبـار مُتـيَّـمًـا = والعسْـرُ فـي القلـمِ العجـيـبِ يسـيـرُ
يحنـو عـلـى عتـبـاتِ قلـبـي بــارقٌ = مـن سِـدرةِ المـاضـي علـيـه بــدورُ
آمــنــتُ أنّــــي شــاعــرٌ مـتـمـلّــقٌ = للـطـيّـبـيـنَ ، يـحـفُّـنــي الـتـقــديــرُ
والحاسدون ، وإن سخـت عثراتهـم = شـابـوا ، يُتَعْتِعـهـم هـنــاك فـجــورُ
لـم يفقـهـوا أنَّ المعـانـيَ مـلـكُ مَــن = غنّى له – وقتَ الهوى – الشُّحرورُ
عشقـوا فُتـاتَ الواهميـنَ ، فأدمـنـوا = سُقيا الصَّغائـر ، والصَّغيـرُ صغيـرُ
لا بهـجـةٌ تـاقـت إلــى عرصـاتـهـم = كــلاّ ، ولـــم يَـثْـبُـتْ لـهــم تـثـويـرُ
حـتــىَّ إذا جَـــنَّ الـسَّـقـامُ اسَّـابـقـوا = تقـفـو خـطـاهـم للـجـنـونِ سـطــورُ
وتجمْهروا ، عاثـوا ريـاءً فـي الدُّنـا = فبكـتْ علـى الزَّمـنِ الجَميـلِ ثغـورُ
زادُ الخَفافيشِ الظـلامُ علـى المـدى = والصُّـبـح تعـشـقُ مُقلـتـيـهِ طـيــورُ
أو إنَّـهـم – والـحـالُ دون مثـوبـةٍ - = فـــي كـــلِّ وادٍ غـيَّــبٌ وحـضــورُ
كالإمـعـاتِ ، تناسـلـوا ، وتكـاثـروا = والخبـثُ فــي هــذا الـزَّمـانِ كثـيـرُ
طوبى لمن هربوا عن الشَّرَكِ الذي = " بالـحـرِّ " يـهـذي ، كـلــه تكـفـيـرُ
طـوبـى لـمـن ذاق التَّلـيـدَ بـروحِــهِ = فـزهـا الرَّبـيـعُ ، وأثـمـرَ التَّشجـيـرُ
وَسَـرَتْ عـلـى أفنـانـهِ درَرُ النُّـهـى = فــــي كــفّــهِ للمعـجـبـيـنَ زهــــورُ
هـذي جنـانُ الخلـدِ تـرقـبُ جيئـتـي = هـــذي جـهـنَّـم لـلـطـغـاةِ حـصـيــرُ
هذي عيونُ الشعـر رهـنُ أوامـري = هـــذا الـخـنـا للضَّائـعـيـنَ مـصـيـرُ
هـذي حنايـا المجـد تحـمـل وثبـتـي = هـــذي الحـفـائـرُ بـالـلـئـامِ تــغــورُ
هـــذي خـيــام الـذَّاكـريـنَ تحـبُّـنـي = فـأنــا لأهـلــي الصَّـابـريـنَ سَـفـيـرُ
هــذا هــو التَّمكـيـنُ فــي عزمـاتـنـا = هـــذا هـــو الإبـــداعُ أيـــن أسـيــرُ
هـذا عِـراقُ الحـبِّ مـلءُ جوانـحـي = يُضفـي عـلـيَّ الحـسْـنَ فـهـو أمـيـرُ
وذهِ مصائـرُ مَـن هــوتْ أحلامُـهـم = لــن ينـفـعَ الثـمـلَ الـنَّـؤومَ عصـيـرُ
فارجِعْ إلى عبَقِ التَّواضعِ خاطـري = فلكـم وكـم قصَـمَ الظـهـورَ ظـهـورُ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:24 AM
مَـــا بـــالُ أهـلــي عـــن ضِـفـافـي يَـعـزفـونْ؟ = أم هُــــمْ عــلــى وَتَــــرِ الـتَّـجـافــي يـعْــزفــونْ؟
وَيْــــلاه .. قــلـــتُ ، ولـلـوَجـاهــةِ حــسْـــرةٌ = تــنــبــيـــكَ أنَّ ذوي الـــمَـــلاحـــةِ يَـــخْـــذلـــونْ
مـــــــا ســاعَــفـــوا الــنَّــخْـــلَ الـمُــعَــمِّــر ظــــلُّــــهُ = فبكـى علـى السَّعـفِ الحزيـنِ مُخضْرمـونْ
أم قـــــد تـنــاســى الـــــوردُ فــضـــلَ وعـــــودِهِ = إذ كــــان يُـمـلــي ، والأكــابـــرُ يـكـتـبــونْ؟
إن أخــــضـــــرَ الـــــــــرِّيُ الــــفـــــؤادَ تـمــلْــمَــلــوا = أمَّــــــــا إذا ظــــمـــــىءَ الــــزَّمـــــانُ يـــولْـــولـــونْ
مـــا بـــالُ أهـلــي ، هــــل تـقـاصــرَ ســامــرٌ = فـي سعـيـهِ ، أم لـيـلُ ليـلـى ، والعـيـونْ!؟
لِـــــمَ أدبـــــرتْ جـــمَـــلُ الـــبـــدور ، وواحـــتـــي = تـحـكـي انـبـهــارًا فــــي مــــداراتِ الـفـنــونْ؟
لـــــــن تـــرحــــمَ الـمــعــنــى فـــضــــاءاتُ الــمُــنـــى = كـــــــلا ، ولا عــــــــادَ الــــدِّيــــارَ الــطــيّــبــونْ
أم إنَّــهـــا الــدُّنــيــا ، وقــــــد ســـئـــمَ الـــهَـــوى = مـنــهــا ، تُـبـعـثــرُ مـــــا بـقـلــبــي يَـجْـمــعــونْ؟
وطــــــنَ الــتــلاقــي ، بِــــــدءَ آمـــالــــي ومـــــــا = أوحى الرَّبيـعُ : متـى تصدِّقـك الظنـونْ؟
ومـــتــــى تـــــــؤوبُ إلـــــــى الــحــنــيــن بَــــلابِــــلٌ = والـــــقـــــومُ تـــلـــقــــاءَ الـــبَـــهــــاءِ يـــــغــــــرِّدونْ؟
يــبــنـــونَ مـــــــن صَـــــــرحِ الــصَّــفـــاءِ ثــقــافـــةً = لا يــحــلُــمــونَ بــغــيــرهــا ، أو يُـــضْـــمـــرونْ
مـــــــــاءٌ ، وخُـــــضْـــــرةُ أربُــــــــــعٍ ، ورقـــــائـــــقٌ = حــاكـــى جَـنــاهــا المُـسـتـفـيـضَ مُــخــلَّــدونْ
وتــحــمَّـــلـــوا مــــــــــا لــــــــــم تـــطــــقْــــهُ مـــــــــــروءةٌ = مـــــــن واردٍ أذكـــــــى أســــــــاه مــثــقَّــفــونْ !
يـــا بـــالَ أهـلــي لــــو أويــــتَ إلــــى الـسَّـنــا = مُــــتــــأمِّـــــلاً مـــــــــــــا أشــــــعـــــــرَ الـــمـــتــــنــــوّرونْ
مـــتـــذكِّــــرًا مــــــــــا قـــــــــــد تـــــــــــراهُ مــنـــاســـبًـــا = مــن أسـطـرٍ ، ومشـاعـرٍ طــيِّ الـشـجـونْ
مـــــــــا أشـــــــــرقَ الــــوجـــــدانُ إلا بــاسْــمِـــهـــا = أثــــــرى بـــهــــا الــتــأريـــخُ ، والـمـسْـتـشْـرقــونْ
هِـــــيْ جُــلُّــهــا ازدهــــــرتْ بــأروقــتــي هُـــنـــا = فـــعـــلامَ ردَّ جَـــنــــى الـمَــبــاهــجِ مُــحْــدَثـــونْ؟
حـــــتــــــى إذا ذاقـــــــــــوا رَحـــــيــــــقَ مَــــــودَّتــــــي = راحــــــــــــوا بـــــــــــــآراءِ الــــــوُشـــــــاةِ يُــــرفّــــلـــــونْ
هــــــلْ راقـــهـــم وجــــــعَ الـــحـــروفِ فــغــرَّبـــوا = أم إنَّـــهــــم فــــــــرطَ الــمَــتــاعــبِ يُــدْهـــنـــونْ؟
مـــا بـــالُ أهــلــي ، فاستـفـيـقـي مُـهـجـتـي = إنّـي أشَــرْتُ ، عـسـى الحَبـائـبُ مُربـعـونْ
إنّي سكبتُ من الصَّميمِ على الضُّحى = شـيَـمَ الشَّمـيـمِ ، ومــا اقـتـفـاه المُنـصـفـون
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:28 AM
تـشـظّـى بـريــقُ الــــرَّاحِ رَوْحًــــا وبـلـسـمـا = فــــراحَ ألــيـــفُ الــحـــبِّ بـالــزُّهْــرِ مُـغــرَمــا
يُـشـاغــلُ بـالـتـطـريـبِ صـهــبــاءَ روحِـــــه = لــيــرتــاحَ فـــــــي ذوقِ الـــطِّــــلا مُـتـبـسِّــمــا
فكـم شـبّ مَوْهـوبُ السُّـلافِ بكـدّهِ = لِــــذا شــابَــهُ عِــطـــرُ الـمـشـيــبِ مُـسـلّـمــا
وكــــــــــاد يُـــمـــنّــــي الــمُــعْــرقــيـــنَ بــمـــجـــلـــسٍ = بــلا مـوعــدٍ يُـرخــي الـرخـائـصَ مَغـنـمـا
لـيــرشــفَ مـســكــوبَ الـــدِّنـــانِ مــولّــهًــا = ويـشْــري طـيــوفَ المُحـسـنـاتِ تـكـرّمــا
يُـبـاكــرُهــا صـــبًّـــا مــــــن الـــشــــرقِ رأيُـــــــهُ = لــديــه مــــزاجٌ يـبـســط الــكَــرْمَ مَـعـجـمـا
تـمــايــلَ شِـرِّيــبًــا مــــــن الأنــــــسِ مُــســرفًــا = كــــمــــا لــــــــذّةٍ نــــبّــــاذةٍ تــــمــــلأُ الــحِـــمـــى
تـــنـــادمــــه هـــمـــسًــــا ظِـــــبـــــاءُ جـــنـــائــــبٍ = غِنـاءُ هواهـا يسـحـر الـجِـنَّ فــي السَّـمـا
إذا جـئـتُ أُصـغــي تقتفـيـنـي وسـاوسًــا = وإن رحـــــــتُ ألـــهــــو لا تـــمَــــلُّ تـهــكّــمــا
فـيـجـعـلـهـا صِـــرْفًــــا مُـــضــــيءٌ حَـبــابُــهــا = يــــودّ الـتـزامًــا ، يــمــزجُ الــمـــاءَ بـالــدِّمــا !
فـيــا لائـمــي عـتّــقْ ، وأغــــرقْ رقـائـقــي = جراحي مـن الوجـدانِ أهدتـكَ أنجمـا
تداويتُ مـن سُكـر المصائـبِ بالهـوى = فلا الأخذُ واسى ، لا العطاءُ تكلّما
وأجــهـــدْتُ أحــوالـــي بـــوئـــدِ سـفـائــنــي = مَـسـيــري مــــن الإيــثــار يـمــتــاحُ سُـلّــمــا
فـمـا الـريـحُ تشـكـو والنَّـدامـى تـسـوّروا = ونــالــوا ارتـيـاحًــا ، ثــــمّ وهْــنًــا وعـلـقـمـا
فـــهـــذا صـــريـــعٌ فــــــي فــــــؤادي مُـــدامُــــهُ = وذاك عــبـــيـــرٌ ســــائــــلٌ مُــقــلــتـــي فــــمـــــا
عـلــى عـتـبـات الـشِّـعـر فـكــري مُبـلـبـلٌ = مـتـى عُـدتـه قـــد عـادنــي الـحِــسُّ مُـحْـرِمـا
تـعـلّـلَ دهـــرًا فـــي اصـطـحـابِ رفـاهـتــي = فـــلا كـــان لـبّـاسًـا ، ولا بَــــرَّ مُـقـسِـمـا
إلــــــى مـلـتــقــى ريــــــفِ الـحـنــيــنِ يـــردّنـــي = فـأبـكــى حــروفًــا ، ثــــمّ أورثــنــي الـعَــمــا
تــشــظّــى حــزيــنًــا ، وَيْـــكـــأنَّ مُـقــامَــنــا = بـغـيــر مَــقــامٍ يـســلــبُ الـعــقــلَ مَـعْـلـمــا
رأى رؤيــــــــــةً فـــيـــهــــا ســـــمـــــوّ خِـــــلالِــــــهِ = فــبــات عــلــى الإيــقــاع يــعــدو مُـنـغِّـمـا
تـنــاســى بـــــأنّ الــكـــأسَ بَـــــدْءُ شـــــواردٍ = وغـــيـــر بــعــيــدٍ تــجــعــلُ الــــــوَرْدَ أبــكــمـــا
وأنَّ زمـــــانَ الـلــغــوِ مــــــا كــــــان نــافــعًــا = حصيفًـا ، وإن أوهـى المـكـارهَ مُلهَـمـا
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:37 AM
في ذكرنا لكرام الحي نرتاحُ .. نروي خلالاً بها الإيناس فواحُ
إذ قال سامرنا والشوق نضَّاحُ .. " أبا حسام ، وسيف الحزن ذباحُ
هل ساءك الدهر ، أم تعنو لمن راحوا؟ "
رأيتك الرائعَ المعطاءَ مذ نهضتْ . طيوبُ جودك للأحباب ، فاكتملتْ
معالمُ الروح حتى استعذبت وزهت .. " تنزل الشعر من جنبيك فانبجست
مدامعٌ من عيون الليل تمتاحُ "
يا أيها الباعث الآداب كم ثقلت .. عليك ، لمَّا المنى عن دوحها عدلت
وراح يعبث فيها الهم فانشغلت .. " لهفي على أمة المليار قد رشفتْ
سلافة القهر حتى ملها الراحُ "
فالقلب للآن تشكو الذلَّ أمتُهُ .. والصَّبر شفَّ ، وللمجروح نزعتُهُ
إن قلتُ مهلاً بكى دهري وراحتُه .. " الكلُّ يقسم أن السِّلم شرعتُه
وكلهم في سبيل الملك سفاحُ "
أعود للفكر علَّ الوجد يتئبُ .. فلا انبرى وتدٌ بالقرب لا سببُ
ويزدرينا زمانٌ ما له نسبُ .. " كنه الحقيقة في عين النهى عجبُ
.. وشبهة الزيف عند الغر إيضاحُ "
والعسر يا لغتي قد طاح بالمُهجِ .. فأزبدت في مثابات الضَّنى لججي
أبوح بالآه أم أشكو لظى الهرَجِ ؟ .. " ما عاد في الجبر تقويم لذي عوجِ
وليس في الكسر للأضلاع إصلاحُ "
غدوتُ أجترُّ أحلامًا مع الأرج .. وهل ستغني بقايا اليأس ذا نَهَجِ
هذي وتلك ، وكم للحال من سُرُجِ .. " وما على القيم المخدوع من حرجِ
إن ساس بالحق من للباطل انزاحوا! "
إذا النهار يُماهي كلَّ جارحةٍ .. وأشكلَ الليلُ يروي متنَ طارقةٍ
وأصبحتْ أعينٌ من دون ساريةٍ .. " زيغ الوليجة يهدي ألف خارجةٍ
يقودها للردى المحتوم ملاحُ "
رأيُ الوئامِ شحيحٌ عند سائلهِ .. وحُجَّةُ القومِ حادت عن مسائلِهِ
قابيل بالعُجْبِ لم يعبأ بكاهلهِ .. " وجهُ القتيلِ تغشّى وجهَ قاتلهِ
وقارعُ الطبلِ يوم النزفِ نوَّاحُ "
قلباه عظني عسى يدنو الهنا حلمي .. وأعتلي سُدة الآمال والهممِ
فاليوم أصدح مشتاقًا لذي الكرمِ .. " أبا حسام لقد راع الأسى قلمي
حتى استجارت بهذا الصمت ألواحُ "
حملت من منطق الماضي مواهبَهُ .. والمجد ما عشتُ أستهدي مراتبه
خلَّدتُ للوطن الحاني مناقبَهُ .. " ما كنت خاطب ود لست صاحبه
لكنني بلبلٌ بالحبّ صداحُ "
هذي عيون المعاني شوطُ شاهدها .. تجني القرائح من أبهى مواردها
ما اختلَّ موسمها أو رسمُ موعدِها .. " شابت بنات قصيدي قبل مولدها
من لا عج ما له طبٌّ وجراحُ "
حتى شققْتُ الفضا عن بوْح فاتنةٍ .. وقبَّلَتْني المغاني دون قافيةٍ
هل أنتَ إلا كبيرٌ في منازلةٍ .. " فنحُ وقيت الردى في كل نازلةٍ
ما الشعر إلا بقايا دمع من ناحوا "
جعلتها أمنياتٍ أرَّخت ثقتي .. حرفًا فحرفًا ، كغيثٍ حول رابيتي
فعانقِ المسكَ تبيانًا على دعةِ .. " ولا تلمني إذا اغتال الصدى لغتي
إني نديم الأسى والناس أشباحُ "
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:46 AM
ذرفــــتُ عــلــى غِــيــدِ الـتَّـثَـنّـي جَــدَائِــدي = ووافـــــــــى أغــــاريـــــدَ الــــمُـــــروءةِ ســـــاعِـــــدي
فــــمـــــا تَــــبْـــــزغُ الأســــحـــــارُ إلاّ بــهــمّـــتـــي = ومـــــــا تــفـــقـــهُ الآصــــــــالُ إلّا عَــقـــائِـــدي
ومـــــا كُـــنْـــتُ عُــريــانًــا يـــخـــوضُ كــغــيــرهِ = يَـــعُــــبُّ سُـــلافًــــا فـــــــي صُـــــــواع مُــجـــاهـــدِ
يُـــقـــلِّــــبُ أضـــــغـــــاثَ الأمـــــانـــــي لـــعــــلَّــــهُ = يُـصـيــبُ بــهــا جــاهًـــا وسُــحـــتَ مَــوائـــدِ
يــــــــــروغ لــيــسْــتــخْــذي ولـــــيـــــس بـــعـــالــــمٍ = بـــــــــــــــأنّ زمـــــــــــــــانَ اللهْو زادُ الـــــجَـــــرائـــــدِ
سَــــفــــاسِــــفُ آدابٍ يــــــنـــــــوءُ بــحــمـــلـــهـــا = مــــــن الـــنَّـــاسِ جُـــهّـــالٌ بــغــيــر مــقــاصـــدِ
أقــولُ – ومَــن يــدري – لعـلّـي مُقـصّـرٌ = حـفـيـفـي زَيــــانُ الـخُـلــدِ ، إبــــداعُ واعـــــدِ
ومُــرْتَــبَـــعُ الأحـــبــــابِ سِـــفــــرُ مَــلاحــتـــي = يُــســاعـــفُـــهُ بـــالــــرَّنْــــدِ جـــــيــــــدُ الـــخَــــرائــــدِ
جُــمــانــي الــبــديــعُ الـــفَـــرْدُ مـــحـــض ثــقــافــةٍ = عـــلــــى كـــــــلّ ذوّاقٍ نــــثــــرتُ قــــلائــــدي
مــــتـــــى نـــطـــقـــت أمّ الـــــزمـــــان عـــــوارفـــــي = فـآمـاقــهــا بـــاتـــت حـــصــــون الأمـــاجــــدِ
فــــمــــا أفــــلــــتْ عــــنّــــا لـــعـــمـــرُكَ بـــهـــجـــة = ولا أغفـلـت ظـمـأى الـقـلـوب روافـــدي
ولـــــــم تــبــتـــغِ الأطـــيــــاب غــــيــــر بــــدورنــــا = ولـــن تـسـعــف الأوطــــار غــيــر فــراقــدي
عــلــى كــــل أفـــــقٍ – يــارفـــاق بـصـيـرتــي = نـقـشـتُ أصـــولاً مـــن عُــذيــب الـمـعـاهـدِ
فــــلـــــم تـــكـــتـــرث بـالـعــابــثــيــن مـــحـــابــــري = ولا نــفـــدت وقــــــت الـيـقــيــن مــحــامــدي
تــســمّــع أبـــــــا تـــمّــــام عـــشّــــاق أضـــــــربٍ = ومـــــــن نـــثــــروا حـــولــــي لـــحــــون الــمــعــابــدِ
حــنــانــيـــك زنّـــــــــار الـــهـــداهـــد ســـــاءنـــــي = ولـــو أسـبـلـت بـــوح الـوجــاع هـداهــدي
شـهـودٌ عـلــى الـتـأريـخ نـبــض خـواطــري = بـهــا كـثــرت نـشــد الـطـريـف شـواهــدي
ذرفــــــــتُ أقــاحــيــهـــا رقــــيـــــق عــــواطـــــفٍ = ومــن مِعطـفـي فـاهـتْ قِــراب القَـصـائـدِ
تــســمَّــعْ أبـــــــا تـــمّــــام : فـــكــــري مُـبَــلــبَــلٌ = وأخْــيُــلــتــي ضــــاقــــتْ بــــنـــــارِ الـــحَـــواســـدِ
تـــــداركْ مـــــن اسـتـغـنــى بــواســـع صَـــــدْرهِ = وإن عـــــــاش مَـــزهــــوًّا حـــيــــالَ الــتَّــواجُـــدِ
ذرفت عقيقي يا " حبيبُ " بحبّ مَن = أطـــــلَّ مُـنــيــرًا ، فـاسـتَـفـاقـتْ جَــدائِـــدي
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 09:57 AM
أيـــقــــظ طــيــوفـــك لا تــــخــــن رؤيــــاهــــا = وانـــــــــسَ الـــحـــيـــاة ســـمـــاءهــــا وثـــــراهـــــا
وأنِــــــلْ بــقــايــا الــنــفــسِ ريـــــــقَ عـــزائــــم = فــالــوهــن يــــــا ألـــــــقَ الــرَّحــيـــقِ نــعــاهـــا
واتركْ دموعك تستحثُّ بك الخطى = فــــالــــحــــادثــــات ُ مُـــــريـــــبــــــة عــــيــــنــــاهـــــا
وانـســجْ بـقـلــبٍ شــاعــرٍ زهــــرَ الــهــوى = حُــــلُــــم الــــبــــراءة لا يــطـــيـــقُ شــــذاهــــا
قِـــفْ نـادبًــا لا فـــضّ فـــوك وقـــلْ لــنــا = مــــــــن أيّ دربٍ وحــشـــتـــي ألـــقـــاهـــا؟
مــــــن أيّ فـــــــجّ أسـتــمــيــحُ عــواطــفـــي = عــــذرًا .. وحـــــزنُ أخـيـلـتــي أبـكــاهــا؟
مـــــــــن أيّ وحـــــــــي ثـــــــــمّ أيّ مـــتـــاهــــةٍ = أردُ الـمــعــانــيَ أو بــصـــيـــصَ ضــيـــاهـــا؟
قِـــــفْ نـــادبًـــا فــــــوق الـــفـــرات مـبـلــغًــا = سـربَ القطـا ، فالـروحُ أنـت صداهـا
يــاطــائــرَ الــلــيــلِ الــحــزيـــن ، جــراحُــنـــا = شـهـقــتْ ، فـأبـكــتْ راحــتـــيَّ يــداهـــا
يــــــا فِـــلْـــذة الــكــبــد الـسَّـقــيــم تــرفّــقــي = الــلــيـــلُ يــشــخـــبُ بــالأنــيـــن تــنـــاهـــى
يـــا فـلــذة الأكـبــاد : يـومــي صـفـوُهــا = فــــــــــإذا الــمــبـــاهـــج تــقــتـــفـــي دنـــيـــاهــــا
مــــــا لــلــزمــان يـــخـــور فـــــــي حــســراتـــه؟ = والــريــح مــــن نــصـــبٍ تــلـــوم سـمــاهــا؟
إنّــــــــــي عــتــبـــتـــك يـــــافـــــرات أهـــــكـــــذا = تـــئــــد الــجـــدائـــل طــــاويــــا ذكــــراهــــا ؟
أوَ تــســتــغـــيـــث بــمــقــلــتــيــك أنــــــامــــــلٌ = خارت - وقد أزف الحِمامُ - قواها
أوَ هــــكــــذا تــنـــســـى بــــأنّـــــك طـــالـــمـــا = عـــلـــمـــتـــنــــي أتـــــحـــــضّــــــن الأمــــــــواهــــــــا
وسـقـيـتــنــي غـــــــدق الــــوفــــاء وهــبــتــنــي = عـــمــــرًا جــمـــيـــلا فــــــــي نــــــــداه تــبـــاهـــى
أوَ هـــكـــذا يـــاابـــن الـــذيــــن تــحــضّـــروا = تـــــذر الـطـفـولــة مـافـقــهــت مــنــاهــا ؟
إنّـــــــي عــتــبــتــك يــــافــــرات ولــــــــي فــــــــمٌ = يُــضــفــي عـــلــــى ألـــــــم الـخـطـيــئــة آهـــــــا
آهـــــا سـيـبـقــى فــــــي الـــفـــؤاد حـمـيـمـهــا = ولـسـوف تـســأل عـــن مـــداك مـداهــا
ولــســـوف يــحــمــل ذكـــرهـــا وجــدانــنــا = ويـــظـــلّ فــــــي عـــيــــن الـــزمــــان لــظــاهـــا
كــــــي تــخــبــر الآتـــيـــن عـــــــن مـــــــوؤودة = هــيـــهـــات يــــومــــا خــــاطـــــرٌ يــنــســاهـــا
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 10:07 AM
عَـنِ الشَّـوْقِ نَـشْـدو ، لا نُطـيـقُ تَجافِـيـا = نُــــؤسِّـــــسُ لـــلـــوصْـــلِ الــمُــنــيـــفِ قـــوافِـــيــــا
نُـحَــطِّــمُ أوْجَــاعًـــا ، نَـحــيــدُ عَـــــنِ الــنَّـــوى = نَـمـيــطُ عَــــنِ الــوَقْــتِ الـمُــضــاعِ الـمَـسـاوِيــا
نُـهَـلِّـلُ ، أو نُـهــدي الـصُّــدورَ مُـوَشَّـحًــا = كــمــا أنْــجَــبَ الـــــوَرْدُ الــنَّـــدِيُّ الأغـانِــيــا
لِـتَـخْـضَـرَّ أحـــــلامٌ ، وَيَـنْــهَــضَ خــاطِـــرٌ = وَتَمْـضـي مَغـانـي العُـمْـرِ تُشْـجـي المَغانـيـا
فـلــيــسَ بِـمُـغْـنــي الـوَالـهــيــنَ أخــــــا الـــهَـــوى = سِـــــــوى لَــحَـــظـــاتٍ تَــسْـــتَـــرِدُّ الأقــاحِـــيـــا
مَعَ الصَّبْرِ – فَخْرًا – صُغْتُهُـنَّ قَلائِـدًا = أُمـاهــي طـيـوبًــا – لــلــذُّرى – وَمَـعـانـيـا
وَأصْـــــــدُقُ بــالــوعْـــدِ الــــجَــــريءِ مُــقَـــبِّـــلًا = ثَـنـايــا سُــــلافٍ يَــــذْرِفُ الـشِّــعْــرَ زَاهِــيـــا
مـــتــــى سَـــــــارَ صَـــــــبٌّ طَــوَّقَــتْـــهُ بَــــدائِــــعٌ = وَإنْ آبَ إلْـــــفٌ أتْـــــرُكُ الأُفْـــــقَ شَــادِيـــا
سَــــلامًـــــا لِــــظِـــــلٍّ ألْــبَــسَــتْـــهُ جَـــــواهِـــــري = أجَــــــــلَّ الــمَــبــانــي ، عَــلَّــمَــتْــهُ الـتَّــصَــافــيــا
فَـــلا الـقَـلْـبُ لا الـتـأريـخُ يَـذْكُــرُ شـاعِــرًا = إذا بـــــــــاتَ يَــــلْـــــوي بــالــمُــتـــونِ مُــغــالــيـــا
وَهـــلْ تَـأتَـسِـي سُــعْــدى بـغـيــرِ مُــهَــذَّبٍ = أغَــــــرِّ الـمُـحَــيَّــا ، عــــــاشَ يَــجْــنــي الـمَـرَاقــيــا
ثَـــــرِيِّ الـحَــيــا ، وَسْـــــطَ الـبَــهــاءِ مُـقــامُــهُ = يُــعــانِــقُــهُ الــلُّـــطْـــفُ الــطَّـــريـــفُ غَـــوالـــيـــا
سَـــلامًـــا سَـــلامًـــا يــــــا نَــســيــمَ حَـبــائــبــي = سَـــأبْـــقــــى لِآيــــــــــاتِ الــتَّـــلـــيـــدِ مُـــوافــــيــــا
صَـبــاحــي يَـقِــيــنٌ ، مــــــا اعْـــتَـــراهُ تَــــــرَدُّدٌ = فَـمَــا لِلَّـيـالـي – يـــا زمَـــانُ – ومَـــا لِـيــا!
وَيَشْهَـدُ عَقْـلـي ، وَالمَـبـادىءُ ، وَالـمَـدى = بَــقــيـــتُ لـــمَــــن صَـــــــانَ الـــجِــــوارَ مُــوالـــيـــا
تُــبـــادِلُـــنـــي حُـــــــــــورُ الــــخُــــلــــودِ مَــــواقِــــفًــــا = شَــوَاعِـــرُ أنْـــــسٍ تَــجْــعَــلُ الـــبـــالَ صــافِــيــا
فما بانَ " رُوجٌ " لا ، ولا قَيْدُ مِعْصَمٍ = وَلــكــن جَــــلالُ الـبِـشْــرِ أحْــيــا الأمـانـيــا
يُـــزَيِّـــنُـــهـــا نُــــــــــــورُ الــــــمَــــــوَدَّةِ ، فــــانْــــجَـــــلا = جَــــمـــــالُ فـــــــــؤادٍ يَــسْــتَـــخِـــفُّ الـــــدَّراريـــــا
عَــنِ الـشَّـوْقِ يَـحْـدو ، عَــنْ نَمـيـر بَصِـيـرةٍ = تَــســاخـــى عَـلــيــنــا فــاسْــتَـــزَدْتُ أمــالِـــيـــا
فَـلا تَعْجَـبَـنْ مِــن وَفْــرَةِ الـبـانِ فــي اللِّـقـا = حُــبُــورُ حَــمَــامِ " الــطــاقِ " هَــــزّ سَـمـائـيـا
صَــــداهُ رِكــــابُ الـطَّـامِـحـيـنَ إلـــــى الـسَّــنــا = وَمَــــأوى سَــنــاءٍ عــاقَــرَ الـصَّــحْــوَ فـانــيــا
يُـجـانِـسُـنـي حِـيــنًــا ، وَحـيــنًــا يَــــــزِفُّ لــــــي = مَـــعــــالِــــمَ حُـــــسْــــــنٍ ألْــهَــمَــتْــنـــي الــمَـــرامـــيـــا
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 10:15 AM
لا الدَّمـعُ يُغنـي ، وإنْ وافــاكَ هـامـرُهُ = ولا الأنـيـنُ ، ومــا جـاشـتْ مشـاعـرُهُ
ولا الـزَّمـانُ الـــذي جـــارتْ نـوازلُــهُ = فأحـزنـتْ مهـجـةَ الصَّـابـي مـصـائـرُهُ
ولا القـصـيـدُ ، ولا الأفـكــارُ مسـعـفـةٌ = أنـتَ المُسجَّـى ، وأنـتَ الفـكـرَ نـاظـرُهُ
سَميـتُ باسمـكَ إبنـي ، وهــي تـذكـرةٌ = مـــدى الـحـيــاةِ تـعـزّيـنـي نــواظــرُهُ
جمّـلْ خطـاكَ ، لـقـد وافـيـتَ حضـرتَـهُ = وكــم تنـاهـى بــهِ الـوجــدانُ عـامــرُهُ
وكـــم تنـاهـيـتَ بالـتَّـوحـيـد مـعـرفــةً = حـتَّــى أنِـسْــتَ ، فأبكـتـكـم مـنـاظــرُهُ
تحـكـي المـعـارفَ بـالإرشـاد مفـتـقـرًا = هــــذا الــزَّمــانُ تُـحـيّـيـكـم أكــابـــرُهُ
كـم التقينـا ، وذي " أربيـل " شاهـدةٌ = أنَّ الــوصـــالَ شــذيّـــاتٌ بــصــائــرُهُ
بـــل تـلــكَ والــهــةٌ بــغــدادُ بـاعـثــةٌ = دمــعَ الـوَفـاءِ الــذي تَـيْـمًـا تـعـاصـرُهُ
مـاذا يـكـونُ لــو استأنـيْـتَ يــا ثقـتـي = كـيـمـا نـــراك بـطــرْفٍ جـــالَ آخـــرُهُ
حتَّـى تــؤوبَ إلــى الأحـبـابِ مُلتمـسًـا = جــمــالَ قــلــبٍ تـغـشَّـتْـنـا مـحــابــرُهُ
مـاذا يـكـون لــو استأنـيْـتَ يــا أرجًــا = نــداه فــي الــرُّوح تحنـانًـا نـشـاطـرُهُ
قــــد انـتـظـرْنـا ودادًا مــــلء أفــئــدةٍ = مــا كـنـتُ أعـلـمُ أن يـنــأى مـسـافـرُهُ
كـم انتظـرْنـا إشــاراتِ الهَـنـا وهــوىً = إلـى عبـيـرِ الضُّـحـى حـنَّـتْ عـواطـرُهُ
أجَـلْ ، أبـا فائـقٍ ، مـا الصَّبْـرُ يُدركـنـا = لــمَّــا رحــلــتَ تنـاجـيـنـا جــواهـــرُهُ
فهل رضيـتَ عـن الماضـي وحاضرنـا = عــن مقـصـدٍ لـلـورى مـالـتْ بــوادرُهُ
أم غافـصَ القلـبَ منكـم نبـضُـهُ دلـهًـا = وأنــت تـرنـو وداعًــا غــاب شـاعــرُهُ
أم الكلـومُ كُـثـارٌ ، ويــحَ مَــن جهـلـوا = آلامَ خـــــــلٍّ كــثــيـــراتٌ نــــــــوادرُهُ
هــل الحـديـثُ حـديـثٌ فــي مسامعـكـم = أنـت المُسَجَّـى ، ولـي شـدوٌ يـؤاصـرُهُ
وأنــت أنــتَ ، ولا أبـغـي ســوى أدبٍ = مــــع الــرثــاءِ تُـمـنّـيـنـي بــواهـــرُهُ
يعـيـدُ لـــلآهِ ذكـــرىً شـــابَ ذاكـرُهــا = أوهــتْ مُحـبًّـا لـكــم تـهـفـو شـعـائـرُهُ
فالـذكـريـاتُ أبـــا الــخــلاّن تـنـدبـنـي = تـقــول لـــي أيُّــهــذا مَــــن نــذاكــرُهُ
مَـن ذا نُجانـسُـهُ إن صـحـتُ وا ألـمـي = ولا جـلــيــسَ تـحـاكـيـنـا أواصــــــرُهُ
مَــن ذا ننـاديـه ، قــد كـلَّـتْ عواطفـنـا = وأنـت مُــذ كـنـت مــا كـلَّـتْ خـواطـرُهُ
اللـيـلُ عسْـعـسَ ، والأزهــار حـائــرةٌ = والفـكـرُ مــن وجــعٍ عــزَّتْ زواهـــرُهُ
لمـن سأقـرأ ، والآمــال ، مــا حمـلـتْ = إلاك يــــا أمــــلاً تـسـعــى مــصــادرُهُ
رغـم الــوداع أرى الأنـظـارَ حـاضـرةً = أنــظــارَ مـتَّـبــعٍ شــعَّــتْ مـحـاضــرُهُ
رَوْضَ الحبائـبِ لا عاشـت لـنـا جـمَـلٌ = غِــبَّ الإمــامِ الــذي نـاحــتْ مَـقــادرُهُ
بـعـد الإمـــام الأب الـحـانـي ببسـمـتـه = مـحـبَّــةً أثــمـــرت فـيــنــا مـفــاخــرُهُ
روضَ الحـائـب يـــا أربـيــل بهجـتِـنـا = هـــذا فـــؤادي ، وأنـفـاسـي تـــؤازرُهُ
كـأنَّـمــا نـفـحــاتُ الأنـــــسِ تـرقـبـنــا = مـنـهـا تـنـسَّــمَ عِـرفـانــي وخــاطــرُهُ
أجـلْ أبـا فـائـقٍ روحــي الـفـداء لـمـن = روَّى القـلـوبَ ، لــذا قـمـنـا نُـسـامـرُهُ
يــا سـيَّـدَ الشِّـعْـر لــي عــذرٌ بقـافـيـةٍ = رحـيـقـهـا يــــوم تــرحــالٍ أنــاظـــرُهُ
مـاذا يـكـون لــو استأنـيـتَ فــي جـلـدٍ = ورأفـــةً بـالــذي شــاخــت ســرائــرُهُ
كيمـا نـؤوبَ إلـى عهـد الـذرى شـرفًـا = عـهــد الـسَّـعــادةِ تـهـواكــم مـنـابــرُهُ
حتى ترى المسجدَ الأقصى وقد زحفت = لـــه الـقـلـوبُ ، ونـادتـكـم عـسـاكــرُهُ
لتبصـرَ القـدسَ تزهـو فــي مباهجِـهـا = فـي حومـةِ المجـدِ مـا لاحـتْ مظاهـرُهُ
فـيـا حبـيـبُ وداعًــا ، خافـقـي دنـــفٌ = هــذا الـمـدادُ ، وقــد حـيَّـاكَ شـاعــرُهُ
أرثـيـكَ ، تسألـنـي الأعـمــاقُ طـائـفـةً = مَــن للمُنـيـبِ الــذي نـمَّـتْ عـواطــرُهُ
هــواك أخيُلـتـي مـــا عـشــتُ بـعـدكـمُ = قـصـيـدُكَ المُنـتـقـى دومًـــا أحــــاورُهُ
طوباكَ يا ابنَ " كمال الدين " مُلتحقًا = بـخــيــرِ ركْـــــبٍ تـوَلَّـتْـكــم مــآثـــرُهُ
طوباك يا ابن " كمال الديـن " منزلـةً = رضـــوانُ تخـدمـكـم فـيـهـا مـحـاجـرُهُ
طوبـى لكـلِّ المغـانـي إذ مــررْتَ بـهـا = وملتـقـىً لـــم تـــزلْ تـنــدى بـشـائـرُهُ
طـوبـى لـكـلِّ فـــؤادٍ قـــد بـذلــتَ لـــهُ = لِـــذا نـعــاكَ بـمــا ضـمَّــتْ مـحــاورُهُ
خـلَّـفـتَ لـلـقــومِ بــالإرشــاد كـوكـبــةً = شعارُهـا الصَّفْـوُ أغنـى الفهَـمَ نـاظـرُهُ
منهـم أصيـلُ المعانـي عِطـرُ روضتنـا = لإنّــهُ " فـائــقٌ " ضـــاءتْ بـواهــرُهُ
فـيــا أبـــا فـائــقٍ أهـديــك عـاطـفـتـي = فـاذكـرْ منـانـا الــذي طـالـت مـعــاذرُهُ
لعـلَّـنـا الـكـوثــر الــرقــراق نـشـربُــهُ = قـــربَ الأحــبَّــةِ تـرويـنــا مــصــادرُهُ
ولا أقــــولُ خـتـامًــا غــيـــرَ قـافــيــةٍ = بالأمـسِ جــاد بـهـا المعـنـى هـوامـرُهُ
( أحببْـتُ وجـهَ الثـرى إذ أنـتَ زائــرُهُ = وقــد رحـلـتَ فـمَـن يبـقـى أسـامـرُهُ )
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:06 AM
رَوّيـــــتُـــــهـــــا مـــــــــــــــن كـــــــــــــــلِّ زاكٍ أبـــــــلــــــــجِ = وحـــمـــلْــــتُ عـــنـــهــــا غَــــــــــمَّ بـــــيـــــنٍ أهــــــــــوجِ
أســــرفـــــتُ بـــالـــدَّعَــــواتِ عــــــــــلَّ وفـــــاؤهـــــا = يـــــعـــــنــــــو إلـــــــــــــــــيَّ بـــــقَــــــطْــــــرِه ِ الــــمُــــتَــــمـــــو ِّجِ
نــــاجــــيــــتُ بــــــالأنَــــــقِ الـــمُـــعـــطَّـــرِ ظِــــلَّــــهـــــا = لــــــــــــم ألــــتــــمــــسْ إلا عُــــــذيــــــبَ الـــمـــنـــهــــجِ
يــــــــا بــــنـــــتَ آيـــــــــات الـــجـــمـــال الـمــنــتــقــى = إلاّكِ فــــــــــــي غــــــنــــــجِ الــــلــــقــــا لا أرتــــــجــــــي
دنـــــيـــــايَ تـــلـــهــــجُ لــلــحِـــســـانِ قـــصـــائــــدًا = فـــــخـــــذي بـــقــــايــــا أمــنـــيـــاتـــي واهـــــزجــــــي
قـــــــومـــــــي وكـــــــونـــــــي بـــالـــعــــطــــاءِ أمـــــــيـــــــرةً = وَلْـــــتَـــــحْـــــذر ي مـــــــــــــــن رأيِ واهٍ أعـــــــــــــــوجِ
كــــفــــؤادِ عـــاشـــقـــةٍ ، وَوَصْـــــــــفِ مُــــنـــــادمٍ = وَذكــــــــــاءِ راويــــــــــةٍ ، وَســـــحـــــرِ مُــلَـــجْـــلـــجِ
عَــتَــبُ الأريــــبِ وَمــــا أفــــاضَ مــــن الـحَــيــا = يـــفـــنــــى ، إذا مـــاهَــــيْــــتِ روحَ تـــوهّــــجــــي
وتــــــكــــــاد تــغــبــطـــنـــي الــــسَّــــمــــاءُ بـــقُـــبْـــلـــةٍ = لــــمَّـــــا اجــتــبَــيـــتِ لِــلــوعــتـــي مــــــــــن مـــــخـــــرجِ
أوَّاهُ سَـــــوْسَــــــنــــــة َ الــــــــــــــــــدَّلا لِ تــــعــــلّـــــمـــــي = شـــــــتــــــــانَ بـــــــيــــــــنَ مُـــــــهــــــــرِّجٍ ومُــــــــضَــــــــرَّج ِ
مـــــــا كــــــــان أحــوجـــنـــا لــغـــيـــثِ حــقــيــقــةٍ = نــنــســى بــــــه قـــحـــط الـــنَّـــوى ، فــتَــأرَّجـــي
بـالـحُــسْــن مــــــن هـــمـــمِ الـــــــورود تــوشَّــحـــي = بـــالـــزهْـــو مـــــــــن قِــــيَـــــم الـــخـــلـــود تـــبَـــرَّجـــي
صُـــبّـــي عـــلــــيَّ الـــشَّــــوقَ هـــــــذا خـــاطــــري = كــــمُــــتــــيِّـــــم ٍ بــــالأُعــــطــــيـــــ اتِ مُـــــــــدجَّـــــــــج ِ
رَوّيــــتـــــكِ الــبَــسَــمـــاتِ قـــلـــبًـــا ضـــاحـــكًــــا = فـــــــإذا حـنــيــنُــكِ فـــــــي الـمــعــانــي مُــبْــهِــجــي
فـمــتــى نـــــرى الـنَّـسَـمــاتِ تـحــكــي لــلـــورى = قَصصَ الهوى حيث الخليّ مع الشَّجي!
هــــم عـمّـهــوا الـلـحـظـات عــــذلاً واشــتــرَوْا = لـــــــهـــــــو الـــسَّـــفــــاســــفِ دون أيِّ تـــــــحـــــــرّجِ
قــلــتُ انـهـضــي اتــخـــذي هـــــوايَ قـصــيــدةً = وعــلــى مــتــون رؤى الــعـــوارف فـاســرجــي
ســـيــــري بــظــلّـــي ، وانـشــديــهــا لـلــحــمــى = قــولـــي بـهــمْــسٍ : يـــــا مــدامـــع فـانـشــجــي
ثــــــــمّ اســتـــدلّـــي عــــــــن دلالــــــــي بــالـــدُّجـــى = أو كــالــرحــيـــق مـــــــــن الـــغـــيـــوب مـــفـــلّــــجِ
يـــــــا روحَ مــعـــنـــى الـمـغــرمــيــن لــــــــكِ الــمـــنـــى = هـــيـــا عـــلـــى خـــطـــوِ الـحـقـيــقــة فـــادرجــــي
أنـــــا مـخــلــصٌ طـــــاف الـفــضــاءَ تــواضــعــي = كــــهــــديـــــل إلــــــــــــــفٍ بـــالـــهــــيــــام مـــــــتـــــــوّجِ
أقــــــمـــــــرْتُ بـــالـــقـــيــــمِ الـــرفـــيـــعــــة بــــــــــــــاذلاً = أحــــنــــو كــــمــــا مــــــــاضٍ بــحـــالـــي مــــدمــــجِ
أهـــلـــي هــــــم الإمـــحـــاض لـــســــت مـغــالــيًــا = يـكـفـيــكِ أنّـــــكِ قـــــرب أهــلـــي فــاعــرجــي
أمـــــــلـــــــي بـــــــذكـــــــرى لا يُـــــــمـــــــلُّ فـــــراتـــــهـــــا = حـــــتـــــى نــــــــــرى الأعـــــتـــــاب دون تـــــحــــــرّجِ
ونـــعـــيـــد مـــــــــن قــــبـــــس الـــــوفـــــاء مــعــالـــمًـــا = ونـــقـــول يــــــا ظـــلـــلَ الـــمـــدارك فـانــضــجــي
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:10 AM
أدركْ ربـــيـــعَـــكَ واســــقـــــهِ تـــغـــريـــدةْ = واكــتــبْ لـعـمْــركَ مـوقـفًــا وقـصـيــدةْ
فـغــدًا تـشــحُّ الأمـنـيـاتُ فــــلا تــــرى = وَهجَ البيادر ، إذ نسيتَ حصيدهْ
عــــانـــــقْ فـــــــــؤادًا لا تُــــمـــــلُّ كـــــنـــــوزه = كيـمـا تـجـانـسَ فـــي الـخـلـود نـشـيـده
أسّــــــسْ لـمـعــنــاك الـــصـــروحَ مـنـيــفــة = أســكـــنْ جـــــوارك لـلـبـديــع عـقــيــدة
هــو هـكـذا الـتـأريـخ تـلــك ضـروبُــه = ظـلـت عــن الـحَـدَثِ الـنَّـؤوم بـعـيـدةْ
لـــــــم تـــنــــس يـــومًــــا واحـــــــة شــرقـــيّـــة = ومـضـاربًــا تـــــدع الـنُــفــوس سـعــيــدةْ
فــــالــــروحُ تــحـــيـــا بــالــلــقــاء طــــروبـــــة = والــفــكــرُ يــفــقــه وعــــــده وعـــهــــودهْ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:13 AM
مـــــع الأجـــــواد تـبـتـهــج الـطــيــوبُ = وتــصــفـــو فـــــــي مـنــازلــهــم قــــلــــوبُ
وتــحـــيـــا أنــــفــــسٌ يــــنــــدى مــنـــاهـــا = ســعــادتـــهـــا يُــعــانــقــهـــا الــحـــبـــيـــبُ
فـــطـــوبـــى لـــلـــقـــاء جـــــــــوار أهـــــــــلٍ = بـــهــــم يـشـتـاقــنــا الـــرَّنــــد الــرَّطــيـــبُ
يـــعـــانــــق بـــالـــوفــــاء أبــــــــــا أمـــــيــــــنٍ = فـأغــشــى جــاهـــه كــــــرمٌ وطـــيـــبُ
على طـول المسافـة رحـت أشـدو = يذاكر خاطري الومض العجيبُ
عــســى أن تـمـنــح الــذكـــرى بـيــانًــا = شــهــيّ الــوصـــل بـالـزُّلـفــى يـنــيــبُ
دعـــوت الله أن تـمـضـي المـسـاعـي = بـــلا كــلــلٍ ، فيـكـتـمـل الـنـسـيـبُ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:21 AM
لأهلي الصِّيدِ ، أحفادِ الأباةِ = لمن سَكنوا بما بذلوا بــذاتي
تناهَوْا بالمكارمِ دون مَنٍّ = غداةَ أبلّني مَطرُ الشَّتاتِ
غداة تهجّر الناسُ اعتسافًا = من الأوباشِ ، شِرذمةِ الطغاةِ
وها هم إخوةُ الهممِ العوالي = تناخَوْا حولنا بالأعطياتِ
إذا ما دجلةَ احتضنتْ أُوامي = فقِدْمًا هزّها عبَقُ الفراتِ
لأهلِ " الدور " أزلفتُ المعاني = قوافيَ سامقاتُ الأمنياتِ
تلملمُ بالأقاحي من فؤادي = لتنثرها على " تلّ البناتِ "
هنالك من " أبي دلفٍ " شممْنا = عبيرَ الطيبِ ، فابتسمتْ حياتي
سألتك يا زمانَ اللُّطفِ مهلاً = أدِمْ ما شِئتَ من ألَقِ الهِباتِ
وأغرِقْ بالقِرى هَضَباتِ حُبٍّ = وأهليها عيون المَكرُماتِ
قضينا بينهم ساعاتِ صبرٍ = فجادوا لي بكلِّ الممكناتِ
لهم شكري وودّي وامتناني = وأحمال الثناءِ مدى الحياةِ
إذا ما أقبل الساعي ببشرىً = وآبَ الضَّعْنُ يرفُلُ بالثباتِ
سأنشدُ في الفلا ، أروي لصحبي = مَقامًا حافلاً بالخالداتِ
أقول تذكّروا زهوَ المغاني = حيال " الدور " ، أو بين اللِّداتِ
ولا تنسَوْا فضائلَ منتداهم = دعاءً صادقًا غِبّ الصَّلاةِ
رعى اللهُ الديار وكلّ أهلي = وأغناهم بأزكى التهنئاتِ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:24 AM
سـلامًــا عـلــى مَـــنْ أثـلــج الـــروحَ وابـلُــه = سلامًا على الوجدانِ ما طابَ حاملُهْ
تـغـنّــى بـــــه الأفـــــقُ الـرحــيــبِ فـأطــربــت = زهـــــــــــورُ بــــــيــــــانٍ أبــهــجَــتْـــنـــا رســــائــــلُــــهْ
فـطـوبــى لـفــكــرٍ يـحــمــلُ الـحــســنَ بـيــرقًــا = ومـــــجــــــدًا لـــــحِــــــسٍّ أغــرقـــتْـــنـــا مــنـــاهـــلُـــهْ
ومــــا كــنــتُ مــمّــن يــقــرأ الــنـــصَّ عــابـــرًا = إذا كـــــان مـــــن بــيـــن الـحـبـائــب قـائــلُــهْ
ولــــن يـنـكــر الـفـضــلَ الـعـمـيـم شـويــعــرٌ = ولا كــنـــتُ بـــالـــدرّ الـنَّـضــيــد أُجــامــلُــهْ
ولـــكــــن وفـــــــاءً تـــنــــزل الـــنــــاس مــــنــــزلاً = هُـــــمُ أهــلُـــهُ ، مـــــا الـكـائـنــاتُ تــعــادلُــهْ
يـــــــــرقّ بـــــــــه جــــــــــاهُ الــمــعـــانـــي مـــقـــبّــــلاً = جـــبـــيـــنَ حـــــــــروفٍ ســطّــرتْــهـــا أنـــامـــلُـــهْ
أخــــا خــاطــري لا فُــــضّ فــــوك مُـتـيّـمًــا = وشـــاعــــرَ عِـــرفــــانٍ ، فـــــــراتٌ جـــداولُــــهْ
قـصــيــدٌ رفــيـــعٌ ســـامـــق الــقــصــد رائــــــعٌ = ومــــرقــــى شــــعــــورٍ لا نـــظـــيـــر يُـــطـــاولُـــهْ
ويـأمُــرنــي يـــــا هـــاشـــمَ الــخــيــرِ مـنـطــقــي = أُذاكـــــــــرُ مِـــيـــفــــاءً تـــنـــاهــــت وســـائـــلُــــهْ
رعــــــاك إلـــــــه الـــعــــرش بــالــنـــور دائـــمًــــا = وأغــنــتْـــكَ بـــالــــوِدِّ الـلــطــيــف فـضــائــلُــهْ
لـتـبــقــى تــغــنّــي واحـــتـــي عــــــن بـــدورهـــا = وكــــــــــــلّ أصــــــيــــــلٍ شـــرّفـــتْـــنـــا شـــمـــائـــلُــــهْ
وفــيــتَ فـحـيّـتــك الـمــكــارم ، وازدهـــــى = خميـسُ الأمانـي ، وهـو منـك جحافلُـه
أقـــــــولُ وحــســـبـــي بــالــتــواضــع مُــــتــــرفٌ = سـلامًــا عـلــى مَـــن أثـلــجَ الـــروحَ وابـلُــهْ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:30 AM
سـقـامٌ عـلـى الأبــوابِ غــادرهُ الـنَّــدى = ودمـعٌ عـلـى الأحـبـابِ شيَّـعـهُ الـمـدى
وأيَّــــــــــــامُ قــــــهــــــرٍ لا يــــــقـــــــرُّ قــــــرارُهـــــــا = عــلـــى فـمــهــا كــــــأسُ الــهــنــاءِ تـــبـــدَّدا
وقـــــارئــــــةُ الأحـــــــــــلام دون وســـــــــــادةٍ = غــــــــــداة مـــنـــاهــــا بـــالأنـــيــــن تـــعـــمَّــــدا
فـيــا لـيــتَ ربَّــــات الـقـريــضِ هـجـرْنـنـي = لأحظى بطيفٍ يرسمُ الفجـرَ موعـدا
أخـا الآهِ : هبْنـي أمنـح الصَّبـر فرصـةً = وحـــول نـشـيـجـي مــوســم الــعــزم ورَّدا
فــــأيَّــــانَ يــســتــوفــي الــضَّــمــيــر نــــقــــاءَهُ = ومــــــــا زال يــرثـــيـــه الــــزَّمـــــانُ مـــعـــربـــدا
وآهٍ ريــــاح الــشــام غــالــت صـفــاءهــا = مـــن الـظـلـمِ ريـــحٌ ، والـخــؤون تـوسَّــدا
وقـلــبــي عـــلـــى قــلــبــي هـــنـــاك ونــغــمــةٍ = بحَـنـجـرةِ الـمـومـوقِ صـادرهــا الــصَّــدى
مـتـى شــام مـوجـوعٌ مــن الـشـام لـوعـةً = فــخــاطـــره لا ريـــــــبَ مـبــتــهــلاً شـــــــدا
لكِ الحبُّ تِرياقٌ ، لكِ الـودُّ والهـوى = لــكِ الصَّـبـرُ مــا أغـنــى وآبَ مُـصَـعَـدا
لــــكِ الآه ، والـتـحـنـان عــيـــنُ نـمـيـرهــا = وكــــلُّ حـبـيــبٍ بـالـصَّـبـابـاتِ يـفــتــدى
لكِ الشَّوقُ يا قلبًا من الشَّرق عطرُه = ومـــــا بــعـــد هـــــذا لـلـمـكــارم مـنــتــدى
وإنَّــــــــكِ أســــمــــى مــــــــن ســــمــــوِّ مُـــتـــيَّـــمٍ = ولـولاكِ فكـري للـمـداركِ مــا اهـتـدى
تـنـاهـيـتِ إفــضــالاً ، تـسـامـيــتِ رقـــــةً = وعــزمًـــا فــريـــدًا فـــــي الــجــهــاد تــجــسَّــدا
وكـم فقـت فـي معنـى الفـداء حصـافـةً = تضاهـي الـذي مـا كـان قبـلُ مشيَّـدا
فـديـنــاكِ مــــا دامــــت هــنــاك نـفـائــسٌ = وأنـــفـــس شـــــــيءٍ لـلـحـبـيـبــة يــفــتـــدى
فـديــنــاك روحًـــــا مـسـتـفـيــضٌ بــهــاؤهــا = جــمــيــلــكِ فــيـــهـــا لا يــــــــزالُ مـــنـــضَّـــدا
وحسبـك قـد خضـت العـوان تصـبَّـرًا = حـنـايـنـكِ كــــم تـحــلــو الـحــيــاة تـجــلُّــدا
صــحــونـــا فــســرنـــا لـلــمــراقــي يــظــلُّــنــا = وميـض المعانـي وهــو مـنـكِ قــد ابـتـدا
فــمـــا رفَّ طـــــرفٌ لـــــم تــكـــلَّ أنـــامـــلٌ = ولا زال فــــجـــــر الأمـــنـــيـــات مـــــــــردِّدا
يمـيـنًـا عـــروس الــشــرق قِـبـلــةَ خـافـقــي = ســيــبــقـــى عـــبـــيـــر الأوفــــيـــــاء مـــخـــلَّــــدا
وتــبــقـــى مـغـانـيــنــا الــحــســـان عــصــيَّـــة = عــلـــى كـــــلِّ بـــــاغٍ أو حــقـــودٍ تــهـــوَّدا
وتـبـقــى ســــواري الــعــزِّ تـخـفــق بـالـقـنـا = وهــبــتِ لــهــا مــــن روح عـــــزِّكِ مــولـــدا
وتــبـــقـــى الــنـــجـــوم الــنـــيـــرات تــحــفُّــنـــا = وَتـــرويــــن عــنــهـــا الأمــنــيـــاتِ تــــــــودّدا
ومـنـكِ إلــى الأقـصـى يطـيـب عـبـورنـا = ويـا طـيـب مسعـانـا إلــى قِبـلـة الـهـدى
تــــظــــلُّ ريــاحـــيـــن الـــثَّـــبـــاتِ ســـخـــيـــة = وشـــهـــد نـــداهــــا لـلـشـواهــيــن مــبــتـــدا
تـــــظـــــل يــنــابـــيـــع الـــــفـــــرات طـــــروبـــــةً = ومـــن بــــردى يـحـلــو عـنـاقــكِ مُـنـشــدا
فـقـومـي رعــــاك الله مــــا جــــنَّ طــــارقٌ = ونـــــادي بــأحـــرار الـحــمــى وا مــحــمــدا
وقـــومــــي رعـــــــاك الله أنــــــــتِ مــنـــارنـــا = لـــيـــزهــــرَّ تـــــأريـــــخ الـــكــــبــــار مُـــــجَــــــدَّدا
ومـــــــن بــعــدهـــا فـــالأمــــرُ لله وحــــــــدهُ = بــمـــا شــــــاء يــقــضــي خــالــقًــا مــتــفــرِّدا
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:35 AM
" كَرَّادةَ " الَّليلِ : هَلْ للحُسْنِ ألوانُ ؟ = أم أجْفَلتْ لنذير الشُّؤمِ بُغدانُ؟
وَهَلْ شُتُولُ الهَنَا جفَّتْ مَواسِمُها = فلم يعُدْ يَسْألُ الأَنْداءَ جَنَّانُ؟
فما " الكُرودُ " هنا تسقي أزاهرَها = ولا انجلتْ عن " أبي نوّاس " أشجانُ
مَا صَانَ حائِطَها ، ناطورُها ، فغدتْ = تَعنو إلى القَدرِ الوَرْديِّ شطآنُ
أرى سحائِبَكِ انداحتْ ، يُشاطرُها = شُواظُ نائبةٍ ، يُذكيهِ جيرانُ
يا سَاحِلَ الودِّ في شرقيّهِ التمعَتْ = ضِفافُ دجلةَ ، حيثُ الحورُ والجانُ
إنّي عَتبْتُ زمانَ الأدعياءِ ومَن = أوهتْ رؤاهم بيوم القَحْطِ أضغانُ
لا " الجادريّةُ " عادَتْني ابتسامَتُها = لا " الرَّاهباتُ " ، ولا الجُدرانُ جُدرانُ
( قصورُكِ السَّبع !) لم تفتأ تنوح على = ذكرى الضيوف ، فَنَام الآسُ والبانُ
كرَّادةَ الَّليلِ : كم لِلَّيلِ من وَجَعٍ = ومن فؤادٍ نعتْه الآن " سوزانُ "
روحي لتَرْقبُ تلقاءَ الدُّروبِ دمًا = يَنْزو ، أما لبَيانِ اللُّطْفِ أعوانُ؟
إن قلتُ صَبرًا هَجاني الصَّبرُ ، وانسَفَحَتْ = آهاتُ ذي وجَلٍ أبكتْهُ أضعانُ
تذكَّري من صَدى الماضي براءَتَهُ = غَداةَ عانقَ طيبَ الفَجْرِ وَسْنانُ
تذكَّري لغةَ الأحبابِ فاتنةً = فإنَّ بُلبُلَها - لا ريبَ - فتَّانُ!
تذكَّري واسألي وَحْيَ العُيونِ وَمَا = قد ضمَّهُ الوَعْدُ ، إنَّ الدمعَ هتَّانُ
تذكَّري العُمْرَ باسمِ الله ناطقةً = ما كان يُوحيهِ إنجيلٌ وَقُرآنُ
يا ثغرَ قافيتي ، يا زهوَ عاطفتي = بل أنتِ شاعرتي ، والنُّونُ برهانُ
صُبّي على كتفِ الآمالِ حَرْفنةً = عسى تؤوبُ " لنادي " الأُنْسِ أركانُ
عسى تلمُّ شذى الأعراسِ أفئدةٌ = كي تستقي منكِ بالأفراحِ ألحانُ
عسى أزور " زوايا " النَّخْلِ تحملُني = رسائلُ الأهلِ ، والقُرْبى ، ومَن كانوا
يعانقون بآيات الهوى أدبًا = وفي حدائقهم للحَرْفِ تحنانُ
عليكِ منهم سلام الله يتبعُهُ = شلاّلُ صفوٍ ، وشوقٌ فيه عِرفانُ
وليحفظِ اللهُ أهلَ الخيرِ قاطبةً = ومَن لهم في ذرى مرقاكِ جيرانُ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:39 AM
إسـقــاطُ نـجـمِـكَ أعـيـانــي ، فــــلا كـلـمــي = تـصـفـو لـديــكَ ، ولا طـالــتْ يـــدُ الـحُـلُـمِ
أجــــولُ ، أســــألُ عــــن مــــرآى حقـائـقِـنـا = وعــــــن مـــرايـــا الـلـيــالــي نــاطــقًــا بـــدمـــي
إن يعجبَ النـايُ مـن نبضـي فـلا عجـبٌ = إن غــرّدَ الـنـأيُ ، واشـتـاق الـنَّـوى نغـمـي
فــالأمـــرُ مـــــا عــــــاد ذي بــــــالٍ لــتــدركــهُ = قـيــعــانُ ذي فِــكَـــرٍ يـلــهــو مــــــع الـــنـــدمِ
أنــــا الـمُـبـاهـي ، وكـــــم أغــفـــى بـحـاضـرتــي = مَــن ســامَ رَوْضَ الثـريّـا ، فانـتـهـى بـفـمـي
وآبَ بـالـصـمــتِ يـسـتــجــدي هـلاهـلَــنــا = أو يـلــثــمُ الأمـــــلَ الـغــنّــاء مـــــن شــيــمــي
إســقــاطُ نـجـمــك ، أم غــيــثٌ تـمـلّـكـنـي ؟ = مُــذ كـنـتُ غـضًّـا يُناجيـنـي وأنـــتَ ظـمــي
وســـــلْ شــمـــوخَ رحـيــقــي حــيـــن أســكــبُــه = مــــــن عـــيـــنِ رابـــيـــةٍ أو أعـــيُــــنِ الــحِــكَـــمِ
كـالـيـاسـمـيـن حــــــروفُ الـــشـــوق مـــزهـــرة = ومـــــضُ الـبــيــانِ دمـشــقــيٌّ مـــــن الــقِـــدَمِ
وبـــــوْح بــغـــداد نــــــوْحٌ شــــــفّ خــاطــرتــي = حـتــى اسـتـحـال جــراحًــا يـتّـمــت قـلـمــي
فــاتـــركْ طِـــــلاءك فـــــي الــــــزوراء تـــذكـــرةً = وارشـفْ بلطـفٍ بنـات الشِّعـر مــن ديـمـي
واســمــعْ صـهـيــلَ يـواقـيـتــي ولـــــو عـبــثــت = بـهـا الـحـروبُ ، فشـابـت أضـــربُ الـرَّحِــمِ
عـرائـســي زوّقــــت جــــاهَ الـلُّـجـيـن ، بــهـــا = بَـــــدُ الـيـقـيــن ، وفــيــهــا مــنــطــقُ الـــكـــرمِ
تــبــقــى الـمـعــانــاةُ مــــــودّاتٍ بــــــلا أجــــــلٍ = يـشـتـاقـهـا الـشــهــدا ، يـرتــادهــا حـــرمـــي
مـهـمــا تــمــادى بــوئــد الــوجــه ذو دجــــلٍ = أو تـــــاه ذو جـــــدلٍ فـــــي جـنــبــةِ الــبُــهَــمِ
تـبــقــى عــيـــونُ الـمــهــا بـــغـــدادُ مـنـطـقـهــا = يـبـقـى نـشـيـدُ الـفِــدا مــــن أجــمــلِ الـتـهــمِ
إســـقـــاطُ نــجــمِــكَ مــــــن عــيــنــيَّ أرســـمُــــه = فاستقبلِ الدمعَ ، وارفعْ في الحِمى علمي
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 11:42 AM
نَــهَـــضْـــتُ أسْــتَـــبِـــقُ الــخَـــيْـــراتِ إيــــذانــــا = بـــذكـــرِ مَـــــــنْ صَــنَــعـــوا لـلــفــكْــرِ ألـــوانــــا
جَـنَــيــتُ مِــــــنْ أنَــــــقِ الآيــــــاتِ مُـلـتـمـسًــا = آفــــــــــاقَ ذي ألــــــــــقٍ أحـــــيــــــا مَـــرايــــانــــا
وحــــيـــــثُ تـــعـــنـــو زهـــيـــراتــــي لــبــهــجــتــه = تـــنـــاغـــمُ الـــنَّـــسَـــمَ الــــزاكـــــي لأخـــــرانـــــا
وَتـــنـــدُبُ الـمَــنْــطِــقَ الــمَــنـــدوبَ أخـيُــلــتــي = مــن جـيــرةِ الـحــبًّ تَـجـنـي الـوَصْــفَ ريـحـانـا
فـــفــــي بـــهــــاءِ هـــــــواهُ الـــحِــــسُّ مــنــطــلِــقٌ = وعــــنـــــدَ أعـــتـــابــــهِ الـــمَـــعــــروفُ حَـــيّـــانــــا
أروى الــفـــضـــاءَ رَويًّـــــــــا مـــــــــن ثــقــافــتـــهِ = مـــــا كـــــانَ يُــدركـــهُ مـــــن عـــــاش عُـرْيــانــا
إيـــه خـلـيـلَ الــنــدى لا إرثَ يــعــدل مَــــن = لــــــــــدى مـــواقـــفــــه تـــــزكـــــو ســجـــايـــانـــا
فــالـــجـــاه والــــنــــور والإدراك ، لا شــــبـــــهٌ = يـــدنـــو إلــيــهــا ، لـــمـــن وافـــــــاك إنــســانـــا
يـــا ابـــنَ الـتــي تــركــت فــــي دجــلــةٍ خَــبَــرًا = نـــمــــيــــرَ عـــاشــــقــــةٍ يــــســــتــــفُّ نــــجــــوانــــا
شُـغـفْــتَ مــــن صِــغَــرٍ فــــي روْحِ خـاطــرهــا = فـــكـــان أن ألـبـسَــتْــكَ الـــحَـــرْفَ تـيـجــانــا
فـــــــي لـــــــبِّ ذاكـــــــرة الأجـــيــــال زاهــــــــرةٌ = فـــمـــا أُحــيــلــى صـــداهـــا رَيْــــــثَ يـلـقــانــا
فــــــإنْ زمــــــانُ الــعَــنــا أحـــنـــى شـواطــئَــهــا = فـــلــــم تـــــــزل أيـــكــــةُ الــحـــدبـــاءِ تــهـــوانـــا
مـــتـــى رفـــعْـــتَ إلـــــــى أعـمــاقــهــا صـــــــوَرًا = فاسـتـجْـمـع الــدمـــع مـــــن ألـطـافـهــا آنـــــا
أو كـنــت مستـحـضـرًا مـــن ثـغـرهــا لُـمَـعًــا = فـادفــعْ حـنـايــاك صــــوب الـجـســر تـحـنـانـا
واشـتـمّـهــا ، قـــــل لــهـــا : يـــــا أمُّ مـــعـــذرةً = أيــــــن الـربـيــعــان ؟ أم غــالــتْــكِ بــلــوانـــا؟
" تاج العروس " له في الوصل " جامعةٌ " = أثــــــــــرى الـــــحـــــلاوة آمـــــــــــالاً وألـــحــــانــــا
لـــــي كَــرْكـــراتُ الـعـطـاشــى يــــــوم قـبّـلــنــي = رضــــاب وعــــدك يـمـحــو صـــــابَ دنـيــانــا
في " بـاب طـوب " ، " وزنجلّـي " وجيرتهـا = " دواســـــة " الـلــيــل تـســتــذري بـنـجـوانــا
غـــــداة واســـــى " أبـــــو تـــمّـــام " مـجـلـسـنــا = وكــان فــي فسـحـة " الغـابـات " مـــا كـانــا
تــــكــــاد تــخـــفـــق " شــلالاتُـــهـــا " فــــرحًــــا = وعـــنـــد " عـثـمـانــهــا " الـتــغــريــد وافـــانــــا
مــــــن آل عــثــمـــان قـــبــــل الآن جـلّــلــهــا = ربــــيـــــعُ عـــــــــزٍّ أرانـــــــــا الـــمـــجـــد عـــنـــوانـــا
أكـــــــرِمْ بــقــلـــبِ أديـــــــبٍ زانَـــــــهُ خُــــلُــــقٌ = تـــهـــمــــي يـــراعـــتُــــهُ فَـــهْــــمًــــا وَعـــرفــــانــــا
إيــــــهٍ خــلــيــلَ الـــنّـــدى مــعــنــايَ تــعــجــزهُ = مــــــكــــــارمُ الأدبِ الــــطــــائـــــيّ أزمــــــانـــــــا
لـكــنَّ لـــي ومــضــةً مــــن وحــــيِ ذي مــقــةٍ = قـــامـــت تـحـيّــيــكَ خِــــــلّاً لـــيـــس يـنـســانــا
فـاعــذر قـصــورَ المـعـانـي فـالـهـوى انتـهـضـا = يـــــقـــــول بـــــالـــــود تــصـــديـــقًـــا وإيـــمــــانــــا
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 12:03 PM
نظمتُ في الحُبّ مـا ضاقـتْ بـه الكُتـبُ = فـــــأيُّ فَـــــوْتٍ بـعــيــدَ الــحُـــبّ يُـكـتــتــبُ
حـيـنًـا أكـتِّــمُ وَصْـفًــا جــــال فــــي نــظــري = وأرسُــــــمُ الـــحـــالَ أحــيــانًـــا ، وأرتـــقــــبُ
يـــــا مَـــــن شـــــواردُهُ فـــــي قـــــاعِ أخـيـلـتــي = فِـعـالُــه مــــن صـمـيــمِ الــــرُّوحِ تُـكـتـســبُ
أقـــدمْ عـلــى الــحُــبِّ مُـشـتـاقًـا لـمـدْرَسـتـي = فـــكـــمْ تــعــاظــمَ فـــــــي إقــدامِــنـــا الأدَبُ
فــلــو رأيــــتَ عــيــونَ الـشِّـعْــر ضـاحـكــةً = فـسُـلَّ فـكــرَكَ ، لا تـهــربْ كـمــا هـرَبــوا
وابـــــــغِ الــنَّـــجـــاةَ بــــــــأذواقٍ وفــلــســفــةٍ = ســواهُــمــا الآنَ فــــــي تـوصـيــفِــهِ عَـــطَـــبُ
بل ما سـوى الـرُّوحِ أضغـاثٌ ، ومضيعـةٌ = مــا عـــاد يـجــدي لـغـاهـا الـلــومُ والـعـتـبُ
رأيـــتَـــنـــي زَمـــــنًـــــا بـــالـــجــــودِ مُــتَّــشـــحًـــا = مــــا بــــالُ بــالِــكَ لا يــــدري بــمــا أهَــــبُ
لِــحَـــدِّ أن أزهـــــرتْ أغـــصـــان عـاطـفــتــي = وأنــــــتَ ظـــنُّـــكَ بـــالأشــــواكِ يَــأتــشِـــبُ
رأيــتَـــنـــي بـــحـــيـــاءِ الـــحُـــسْـــنِ مُـلــتــحــفًــا = بــــهِ تـنــاهــى جـمــالــي فــازدهـــتْ هُـــــدُبُ
مــتــى سـكــبــتُ دُمـيـعـاتــي عــلـــى طــلـــلٍ = تفتَّح الذهنُ ، وانسـابَ النَّـدى العـذبُ
أقــدمْ عـلـى الـحـبّ ، أغـلـقْ كــلَّ نـافـذةٍ = بــهـــا تُـــطِـــلُّ عـــلـــى مــــــن زادُه الـــرّيـــبُ
فـالـنُّـورُ - يـــا ثـقـتـي - قـــد هـزَّنــي ألـقًــا = ثـــــــمَّ الأحـــبّــــة مــــنّــــا هــــزَّهــــم طــــــــربُ
كـتـبــتُ فــــي الــحــبّ أشــيــاءً تـلـيــقُ بــنــا = فـمَـنْ سيكـتـبُ يــوم الـضَّـعـنُ ينـسَـحـبُ
ومــــــــن يـمـثُّــلــنــا فــــــــي يـــــــــوم يــفــقــدُنـــا = أم الــمــودّات شــــيءٌ عــنــد مــــن ذَهــبــوا
يـــــا مـــــن شـــــوارُدُهُ ســحَّـــتْ فـأوقـفــهــا = مــــن الأنــــا مــانــعٌ ، والــشـــحُّ يـحـتـطــبُ
مــــهـــــلاً ، مـــداركـــنـــا نــــهـــــجٌ وتـــربـــيــــةٌ = روحيّـةٌ ، لـيـس ينـسـى صفـوَهـا النُّـجُـبُ
كـتــبــتُ حــتـــى اعـتــرانــي مــــــسُّ آهـــلـــةٍ = تــرابُــهـــا زعـــفــــرانٌ ، والـــمــــدى عــــنــــبُ
يــــومًــــا تــجــاذبــنــي ، دهــــــــرًا أجـــاذبـــهـــا = والـغـيــدُ حــــولَ أغــانــي مـهـجـتـي قــبـــبُ
تـــريــــدنــــي غـــــــــــزلاً تـــهــــفــــو لــمــنــطــقـــه = لا فضَّ فوك ، لقد أغرى الحَشا الأدبُ
لا فـــــضَّ فـــــوك ، أمـــــا عـايـنـتـنـي مِــقـــةً = أمــا بَـصُـرتَ الـتـي عَـنَّــت لـهــا الـسُّـحُـبُ
فـــــي كـــــلّ مـنــزلــةٍ ، فـــــي كـــــلّ تـقـفــيــةٍ = ضــــربٌ تـغـنَّــى عــلــى أوتــــادهِ الـسَّــبــبُ
جــدَّدْتُــهـــا لـــزمــــانِ الـــوصــــلِ مُـنـتــســبًــا = سقـيـتـهـا ، فـــــإذا صـهـبـاؤهــا الـشُّــهــبُ
يـــــا مـــــن شـــــواردُهُ مــالـــتْ إلـــــى سِــنـــةٍ = مــن الـكـرى ، قـائـداهـا الـوهــمُ واللهَبُ
أكـــنــــت تــبـــغـــي نــهـــايـــاتٍ وأجــنـــحـــةٍ = عـسـى تـطـوف عـلــى الـمـوتـى وتحـتـسـبُ
أكــنـــت تـقــفــو بــــــلا عـــلـــمٍ شـواطـئــنــا = تـــــروم غـيــثًــا لـــــه مـــــن ذاتــنـــا نـــســـبُ
مَـــن مـثــل قـلـبــيَ لــــو أنّــــي نـطـقــت بــــه = لهـامـت الـزُّهـر فـــي العـلـيـاء ، والـحـجـبُ
وهـــبـــتـــه جُـــــــــلَّ أفـــيـــائـــي وعــافــيـــتـــي = وعــــدت نــحــويَ صــبًّـــا حــالـــه عــجـــبُ
نـاشــدت ثـغــرك يـــا مـــن قـصــده طـرَفــي = ولــي إلـيــه – كـمــا للمنـتـهـي – نـســبُ
روّحْ حنـايـاك كالمـاضـي الــذي سطـعـت = أقـبــاســه بـطــريــفٍ مــــــن دمــــــي يـــثـــبُ
روّحْ حــنـــايـــاك مــــنّـــــي إنّــــنـــــي فــــطـــــنٌ = واشـربْ سـلافـيَ مــا أهــل الـهـوى شـربـوا
واعلم – أخا الشعر – أنّى زرت باديتي = بلـمـح طـــرفِ فـــؤادي ينـتـفـي الـوَصَــبُ
أقـــــــوم مـنـتــفــضًــا إن زارنــــــــي شــــجــــنٌ = وهــــل رأيــــت شـجـيًّــا عــــودُه رطـــــبُ !
فاسـكـتْ عــن الـظـنّ مـوصــولاً بأدمـعـنـا = هــــذا دلــيــلٌ عــلــى أن الــعـــلا طــلـــبُ!
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 12:12 PM
عــجــلـــى رمــتــنـــي بـالــلــحــاظ الــمـــوجـــعِ = وتــعـــوّدت نــســـج الــشِــبــاك لـمـصــرعــي
حــســـنـــاء يــــحــــرق بــالــحــيـــاء رضـــابـــهـــا = يــــا ويــــح قـلـبــي مــــن حِــســانِ الـمـطـلــعِ
عـودي بسهمـكِ مــا هـجـرتُ تـورّعـي = وانـــقـــاد لــحــنـــي فـــــــي جـــفــــاكِ الـمــمــتــعِ
شــغــفـــي وتـشـبـيــبــي بـحــســنــك عـــالــــقٌ = وســـــــنُ الإثـــــــارة عـــنــــك لـــــــم يــتــزعـــزعِ
والــيــمّ أنــــتِ فــهــل بــصُــرتِ ســواحــلا = فأنا الغريق ، وليس لي من مطمعِ
غــيــرَ الـنـجــاة ، فــلــو رســيــت بـقـاربــي = نــحــو الأمــــان وبَــــرّه ، أو فـادفــعــي ..
عــــــنّـــــــي أحــــابــــيـــــل الــــغــــوايـــــة إنّــــــنـــــــي = نــافـــحـــتُ فـــيـــهـــا كــالــصــبـــيّ الـــمـــولـــعِ
وجـريـت فــي طـلــب النـفـائـس قـاصــدَا = ســبـــل الـحـقـيـقـة ، والـشـريــعــة مــرتــعــي
مـتـنـاهـيًــا فــــــي سِـــــــرّ شـــأنــــكِ راشـــــــدًا = عـــلّــــي أرى نــعــمـــىً تــــزيــــح تــوجّـــعـــي
عــــلّـــــي أرى الــــــــــداء الـــخـــفــــيّ فـــربّـــمــــا = نــلــت الــوصــال مـــــع الـجــمــال الـمـقـنــعِ
وعــــســـــى نــــحـــــدّث بـــالـــوفـــاء ســــويّـــــة = ونـــــرى مــعـــاً نــفـــح الــصــفــاء بــأربُــعــي
ويــــشــــق قــــارعــــة الــشـــمـــوخ طــريــقــنـــا = أروي الــبـــصـــيـــرة بـــالــــدمــــوع الـــهــــمّــــعِ
ويـــــلـــــوح لــــــــــي أنّ الـــتـــذلــــل روضـــــــــــة = الـقــلــب يــصـــدق عــنــدهــا لا يـــدّعـــي
فــتــوشــحـــيـــه ، فــــفــــيــــه أروع قِــــــصّـــــــة = فــجـــر الــخـــلاص ، ومـنــطــق الـمـتـضـلـعِ
أو فـامـنـحـي الـــــذات الــســـراح مـنـيـبــة = وإذا دعــــــاه الــمــجــد يـــومًــــا فـاخــضــعــي
أو فـــارتــــدي حُــــلــــل الــتـــواضـــع رقــــــــة = زيـــن الإبـــاء ، ومــــا عــداهــا فـاخـلـعـي
أو فــاســلــكــي درب الـمـحــبّــيــن الألـــــــــى = عـــــــــن كـــــــــلّ بــــارقـــــةٍ لــــهـــــم فــتــتــبّــعــي
أو فــاكــتــبــي عــــهـــــد الــــغـــــرام تـــكـــرّمًـــا = وإذا ألــــــمّــــــكِ عــــــــــــاذلٌ لا تـــســـمـــعـــي
أو فـاطـلــبــي كـــــــأس الـحــبــيــب زلالـــــــه = وعــلـــى ضــفـــاف الـمـنـحـنــى فـتـرعــرعــي
أو فاصبري وقـت الحنيـن علـى النـوى = إنّ الــتـــمـــرّد فــــــــي الــــهــــوى لــــــــم يــنـــفـــعِ
أو فــاحــمــلــي عــــلــــم الــتــفــكــر يـــقـــظـــة = ثــــــمّ احــــــذري مـــــــن غــفــلـــة الـمـتـصــنّــعِ
أو .. كــلـــهـــا كــــونــــي وإلاّ فــــالـــــردى = أولــــــــى بــــكــــلّ خــــريــــدةٍ لــــــــم تـــســـمـــعِ
عــجــلـــى رمــتــنـــي بـالــلــحــاظ الــمـــوجـــع = مــن بـعـد أن ســحّ الـنـدى فـــي الأربـــعِ
مـــن بـعــد أن أحـيــا اللطـيـفـة صـدقـهــا = واســتــعــلـــم الــــوجـــــدان كـــــــــل تــــــــــورّعِ
وصــفــوكِ مــثــل الـطـفــل أنــــت شـقــيّــة = فــــي اللهو والـشــكــوى وحـــــبّ تـنــطّــع
أو ( دمـــــيـــــة لا يُـــســـتــــزاد جــمـــالـــهـــا ) = فــكــأنّــهـــا غــــيـــــر الــمــظـــاهـــر لــــــــــم تــــــــــع
أم أنـــــــت ( كــالـــورقـــاء ذات تــــعــــزّز) = لـــــــولاك ســـــــرّ الـــــــروح غـــيــــر مــضـــيّـــعِ
فــتــمــهّـــلـــي مـــــــــــــا أنـــــــــــــت إلا قـــــــــــــوّة = روحـــــيّـــــة نـــهـــضــــت بـــــــــــدون تـــبــــرقــــعِ
لــــــكِ مـــوضـــعٌ بـــيــــن الـجــبــيــن عــرفــتـــه = يُـغـري القـلـوب ، ويــا لــه مــن مـوضـعِ
ولـــــذاك نـســجــد كـــــي يــجـــف بـريــقــه = مـــــن حـــــول مـرتــبــعٍ ســـخـــا بـــالأدمـــعِ
حــــتــــىّ لـيــجــهــلــه جـــهـــابـــذة الـــحِـــجـــا = يـخـفـى عـلــى وصـــف الطـبـيـب الألــمــعِ
قـــــد ضــيّـــع الـحـكـمــاء جـــــلّ حـيـاتــهــم = بــــحــــثًــــا وتــــصــــويــــرًا وبــــــعــــــض تــــمــــتــــع
تـتـمـلـكــيــن الــفـــكـــر حــــيــــن شـــــــــروده = والــفــكـــر إن يــغـــفـــل يــــضــــع ويُــــــــروّعِ
وتـــبـــارزيـــن الـــقـــلـــب ســــاعـــــة غـــفـــلـــةٍ = بــــخــــواطـــــر رعــــــنـــــــاء ، لـــــــــــــم تــــــتـــــــورّعِ
بــــل مَــــن أطــاعــك فـالـضـيـاع مـصـيــره = ولـــــــو ارتـــــــدى دهـــــــرًا لـــبــــاس الــــركّــــعِ
أمّــــــــــــــــارة بـــــالــــــســــــوء دون مــــــــنـــــــــازع = ولـــــــــذا رمـــتـــنـــي بــالــلـــحـــاظ الـــمـــوجــــعِ
رياض شلال المحمدي
16-07-2016, 12:36 PM
تحارُ ليلايَ بينَ التينِ والعنَبِ = كما يَحارُ بلثْمِ الوَجْـنتينِ صَــبـي
فتنثني شغفًا ، أو ترتقي لهَفًا = تصـوغُ لي طُرَفًـا في زيّـها العَربي
إيهٍ أنيسةَ نجوى الخُلْدِ : شرّفني = نميرُ قَدِّكِ مَشبوبًــا بــلا طـــلَبِ
أو نبعُ بِشْرٍ يُماهي مُهجتي فإذا = عيونُ شوقي تُماهــي طارفَ الرُّتبِ
تستذكر الليلَ ، تروي بعضَ قِصَّتهِ = للظاعنيـــن ، وفيها راتـــعٌ عتبــي
إيهٍ أنيسةَ حاراتي وخاطرتي = عودي فقد عادني معناكِ ، وارتقبي
ركائب الصُّبْح إن آبت مُحمّلةً = بالتَّهنئـــاتِ ، ووصْـــلٍ تائـقٍ لأبــي
غاباتُ عُمْركِ ملءَ العُمْرِ شاخصةٌ = مع البَســــاتين التي تاقت إلى الطَّربِ
وفي " الصُّلَيبةِ " يستلقي الربيعُ – = معانقًا جـــمالاً تنــامى ، وافِرَ القِرَبِ
يا حائطَ الغيدِ لوما عدتَ تذكرني = تبقى لياليك قصْــدَ العاشـــقِ الأربِ
بذلك العهد " سلمى " رقَّ ناظرها = فراق للزُّهـر بَـوْحٌ بــاذخ الأدبِ
جلا نسيبًا به أنسامُنا احتفلتْ = فما ســوى طرْفـِــها للبـــدْر من نَسَبِ
وفي " العُوَيْنَةِ ، دورين " الهوى سَفَرٌ = أو في " المُرَيْج " تجلّتْ أجملُ الهُدُبِ
بها التغزّل خلاّبٌ تداعبُهُ = أفنانُ زيتونـةٍ تعنو إلى الصُّحُبِ
رَيْحانةَ الشَّرقِ : لا ذقتُ الهَنا أبدًا = إن مال قلبي ، وجاش الصَّـــدرُ بالتَّعبِ
تلك الغرابيبُ خضراءٌ تشاطرُنا = زهوَ الزمانِ ، وما أهـداهُ من كُرَبِ !
قلاعُ مغناك بالنُّعمى تذكّرنا ، = كمـــا ترقْـــرقَ شـــلاّلٌ مَــدى الحِقَبِ
لمّا التقتْ أبيضَ الأمواه فانبسطتْ = سواحلٌ همسُـها يدنو بـــلا صَخَبِ
يا " ضيعة " حولها الذكرى وذاكرة = بالدمع ضائعــــةٌ ، تهـوي إلى العُشُبِ
تشتمّه كي ترى الدنيا تنادمها = أو علّها تلتقـي الوادي مع السُّــحُبِ
تسائلُ الشُّوح عن مرقى " قُنيْصَ " ، كذا= عن رَوْحِ أرْزِ الرَّوابي والنَّدى العذبِ
فاللاذقيّةُ يا مَن رُمتَ قافيتي = عروســـــةٌ تفتنُ السّـــاري بــلا سببِ
مِدادُ عيني " بعين التمْرةِ " انسجما = " والشيخُ ضاهر " جـاهٌ ظاهرُ الحَسَبِ
من يوم أن صافح الشطآنَ بيرقُها = والنهرُ من ثغرِها يصطاف وا عجبــي
فاقرأ عليها سلامَ الرُّوحِ يتبعُهُ = شوقُ الفؤادِ ، وحِسٌّ من حمى النُّجُب
رياض شلال المحمدي
18-07-2016, 04:37 PM
حِــــكَــــمٌ ، بــــريــــقُ بــــدورهـــــا لألاءُ = أم كــيــف لا ؟ ومَعـيـنُـهـا غــيــداءُ
تهـمـي بـهـاءً ، لا تـنـي خـطـراتُـهُ = لــــمّـــــا ســــقـــــتْ مــلَــكــاتـــهُ غـــــيـــــداءُ
تهبُ الطريفَ من التليد عوالمًا = ومـعـالـمًـا ، طــوبــى لــهــا غــيـــداءُ
فــإذا الـزَّواهــرُ تـهـتـدي بفضـائـهـا = هــــذي عــيــونُ قـريـضِـهــا غــيـــداءُ
كـم أطـرب المعنـى يُغـرّدُ باسـمًـا = إذ أحـــكـــمـــتْ إيـــــحـــــاءهُ غـــــيـــــداءُ
فلتـهـنـأ الـشِّـعْـرى بـشِـعـر شــواعــرٍ = مــــــن بـيــنــهــنَّ تـعـمْـلــقــت غـــيــــداءُ
حـتـى إذا مــا واحـتـي غـنَّـت لـهــا = لا ريــــــب بَــــــدْءُ هـتـافــهــا غـــيــــداءُ
رياض شلال المحمدي
29-07-2016, 09:40 AM
وَعَاذلةٍ يُراودها الخِصامُ = تهاوت عند مَقدمها الأثامُ
تداعى سائر الجسد المعنَّى = لها ، فمضت يُعاصيها المَرامُ
رحى الآلامِ دَيْدنها ، وداءٌ = بلا جُمَلٍ يجاملهُ النظامُ
غداة تلفّعت بهجير قلبٍ = فما سَلِم الجبين ولا القِوامُ
إذا جَنَّ النهار لها سباتٌ = وتقتلني متى احتدم الظلام
إذا كثُر العطاسُ فقل سلامًا = معاطسَنا ، وما نفع السلامُ
فتبًّا يا سليلة كلَّ غمٍّ = وهمٍّ بات يحسدُه الجُذامُ
تذاكرُني المكاره ذات طيفٍ = فينهضَ حولَ أزمنتي النيامُ
كأنّي حاملٌ أجبال نجدٍ = فما أجدى الدواءُ ولا المُدامُ
فلازمني الفراش ورحت أتلو = حديث حداثةٍ فيه التزامُ
تبوَّأ بُؤْبُؤي حَدَقاتِ نبضٍ = ليسعفهُ مع الوجع القيامُ
تبتّل والأنينُ له رفيقٌ = يُرتّلُ بالأسى وهو الإمامُ
رياض شلال المحمدي
01-08-2016, 06:56 AM
الشمس تكفي لترقى حولها الفكرُ = فكيف إن جاء معقودًا بها القمرُ
أواه قلباه كم عانيتَ من ألمٍ = عاينت جيشَ المرامي كيف يندحرُ
وعدت تلثم بالأعماق تحسبها = مرقى الشفاء ، ولكن خانها العبَرُ
وهي التي بارح الإنصافُ رونقَها = وهي التي بسواها يحتمي العمُرُ
ورحت تسأل بالأطياف عن سببٍ = على شواطئه الأوتاد تبتكرُ
وما علمت بأنَّ السُّهد قافية = يلهو بها الزَّهر ، والبيداء ، والمطرُ
الشمس تكفي فلا تسمعْ لمن عذلوا = فأنت ذو قيَمٍ ، بيْنا هم انحدروا
لكي تزفَّ إلى الجوزاءِ مفتخرًا = أحلى الأغانيَ ، لا يدنو لك الكدرُ
واكبْ عيون الصَّبايا دونما غزلٍ = فقد تصافيَ أبهى شِعرَها العبرُ
دعِ البصيرةُ تشدو عن جواهرها = حتى يضيءَ الدُّجى من نورها البصرُ
واصدقْ بوصفك مرتادًا بلاغتها = عينُ المحاسن من خدّيك تنهمرُ
أواه قلباه أنت الآن تبعث لي = ألحانَ روحٍ تباكى حولها الوترُ
كالنّاي يسحر بالعشاق متئدًا = حتى إذا هزَّهم ليل النَّوى نفروا
أبثّك الشعر آفاقًا مزوَّقةً = فارحمْ أديبًا سلاه الدرب والشجرُ
الشمس تكفي ، فخذْ يا صاحبي جمًلاً = تنسيك من وحشة الألفاظ ما ذكروا
وانشرْ قلائد أوطارٍ نستظلُّ بها = إلا التي منك بالقداح تعتمرُ
أمسكْ خيوطَ المعالي فهي ناظرة = بحور وصلك يا من زادك الظفرُ
فالشمس تكفي ولو وافى نمارقها = بدر البدور ، لترقى في الهوى الفكرُ
حكايتي صاحِ ذكرىً ليس تنحصرُ = أين الألى طربًا عن عَيْنِها شعروا
الغيثُ والضَّوءُ في دنيا الوفا اجتمعا = وأنتَ بينهما الألوانُ والصُّوَرُ
فالقلبُ مبتهلٌ ، والفكرُ منشغلٌ = والسَّمع منذهلٌ ، واستمتعَ البصرُ
لذا حدائق روحي رقَّ مبعثها = في بهجةِ الحسْنِ يندى وصفُها العطِرُ
رقيقةُ الحسِّ تيمًا قال قائلها = طوبى لمن نحو معنى مهجتي عبروا
تيمَّموا بشذى الإحسان ما التفتوا = إلا لروح التلاقي حيثما أمروا
أثرَوْا من الصدق والإخلاص واغتنموا = من جنَّتي مقصدًا أسمى فما عثروا
ما أجمل الطيف يُبكينا ويعتذرُ = يسري يمر على الأطلال يعتمرُ
ما أجمل الطيف تغرينا مباهجه = تضمد الجرح إذ نغفـو ، وتـنـتـظرُ
تهفو إلى أكُرِ الماضين تسألها = عن الرسوم التي أودى بها العَبرُ
عن العيون اللواتي جفّ مدمعها = من فرط ما تفعل الأيام والصورُ
تجوز هيبتها ما كان من زمنٍ = تطويه مشتاقــة ، والليل محتضرُ
كأنها ـ وحصار الغلِّ أثقلها = شذى المصائر تلهو حوله العُصرُ
تهوى الينابيع علّ الأهل قد حضروا = تـقـبّـل الشمس علّ الناس قد صبروا
ما أجمل الطيف لو يحكي به الزهَرُ = هذي خواطره ، والشعر والوتَرُ
تغازل السَّحَرَ الملهوف تحرسه = كالنازحين وفي أضعانهم خبرُ
كالنازحين وقد طال المسير بهم = حتى إذا أشرفوا أبكتهم الغُدُرُ
يا طيفُ : عيني وقد تهواك مسرفة = فهل وفيت لها ، أم خانك الحذرُ ؟
يا نازح الدار حزنُ الطيف أخجلني = ومن لوامعه يـشّـقــق القمرُ
يا نازح الدار لا شيء يُصبره = ولا أنيس بعيد القحط لا مطرُ
إلاك أنت فخذ قلبي وخاطرتي = إلاك أنت فصبرًا أننا بشرُ
ما أجمل الطيف يوحيه الندى العطرُ = لعل شِعريَ في معناه ينهمرُ
لعله يستقي ريّـــاه قـافـيـة = لعلني كيفما ألقاه أفـتـخـرُ
لعلني أبتدي بالسرّ مرتجـــلاً = مالي أكاتمـــه والفكر مزدهرُ ؟
فلي فؤاد سريع النبض من ولـــهٍ = وقـــد توسّد في دقاته القدرُ
أكرمته فتناهى بالوفاء وكم = نادى على من نمــاه الودّ والظفرُ
أيامُ عزٍّ وغـنّــاءٌ بها العمُــرُ = يطوف بالحبّ آنـــًا ثـــم ينتظـــــرُ
ملامـــحُ الشــرقِ فيها جـدّ بيّنــــةٍ = والشرقُ يبسُــم أنّى ردّه الســـــفرُ
تحلو بــها نسماتُ الفجر تـنعشـنا = يطير شوقــًا على أنفاسـها الخبــرُ
ضوءٌ من الغيب ناداهــا وقال لنا = أيّام عزّيَ لاحت كلها عبـــرُ
آياتها نــــاطقاتٌ دونـما لغـــــةٍ = لأنّها ذاتُ شــأنٍ دونه القمـــــرُ
وإنّـها من زمانٍ دار دورتُــــه = تـرقـبـوهــا إذاً يا أيّـها البشــــــرُ
أيامُ عزٍّ ربيبَ الظلم مـخـبرةٌ = أين المفـرّ وهذا الكون مستعــــرُ ؟
لا بُعـدَ رابع يُغــــني لا مغامـــــرةٌ = ولا الأســاطيـلُ قـد تُـدوي ولا الفكرُ
فاحملْ بقاياك من بؤسٍ ومن دجــلٍ = أيام عزيَ لا تـبقي ولا تـــذرُ
تـدوفُ بالسُّمّ زادَ الناس مستـتـرًا = ولعبة الموت في أهليك تستـتـــرُ
إلى جهنّـم بئسَ الرفــد قد فُـتحت = أبوابُها حيث تجثو بعدك الزُّمَـرُ
مثوى الطغاة ومن عاشوا بلا شرفٍ = يقـتـلـون البرايا أينـما نفــــروا
إذ ذاك تطفي حريقَ النفسِ ملحمتي = والعالم الحـرّ في بلواه يحـتضـرُ
ويغسل الحبُّ أدرانَ القلوب فــــلا = يـبـقى هـناك سوى الأقـمار تـقـتـمـرُ
والكف منّيَ بيضاءٌ وراحتـــــها = كالشمس تـنساق ، يستغني بها الزَّهـرُ
تـبّــًا لمن مزّقوا الأكباد وانحرفوا = تـبّــًا لهم ، ولهم سُحقــًا بما كفــروا
مانوا وراموا فنائي ، حاصروا رئـتي = كانـوا يظنّـون أنّ الصبرَ منحســرُ
لم يـتّـقـوا دعواتٍ ملءَ أفئــــدةٍ = تـفـتّـقـت وهي بالإحسان تعتمــرُ
أيَّامُ عزٍّ ، وقالــوا إنها سنـةٌ = من بعدها لجّــة الأحداث تـنـحدرُ
فـصْـلٌ تـفـرّق بين الخير مـلّـتـه = وبين شِــرار عـلـوجٍ صفوهم كـدرُ
تـبّــًا لمن أصبحوا من بعدها مِزقــًا = هــذا يـئـنّ ، وهــذا ما لـــه أثـرُ
من أجلِ هــذا نظمنا للورى قصصــًا = قـصـائـدًا عظمت في نسجها الصورُ
فانهضْ – حنانيك – نورُ المجد أيقظنا = والدمــعُ منسجلٌ ، والطـلّ منهمرُ
واقـرأ أناشــيدك اللائي شُغـفـنَ هــوىً = فـأنت " حـسّـانُها " حتى ولو سخروا
فما لهم حين تجلو التجربات سوى = نـثـيـرةٍ خـانـهـا الأسلوبُ والهـذرُ
وانهضْ فــإنّـك تِـربُ الشعر رونـقـه = مـرامـك الباذخـــان الحبُّ والظـفـرُ
وصفتَ حتى تناهت منك خاطرتي = ورُبَّ وصفٍ به يستعذبُ السحرُ
تقول ها أنــذا مَن ذا يناظرني = فالشـعرُ روحٌ بــه يشّـقـق الحـجَـرُ
يرقّ في القلب والأفـكار تحمله = إلى السماء ، فـتحـيا الأنجمُ الزُّهـــرُ
بل اليراع مع الإخـلاص أحسبه = شــريانَ قـلبٍ بــأمر الروح يـأتـمــرُ
لا الرمز لا صيغ الإبهام تعجـزه = ولا البلاغــة فيما رمتُ تـعـتـذرُ
لكنّـهـا حِـولُ الدنـيـا ، وأعـلـنـها = إنّــا بمـا ســطّـر الوجــدان نـفـتـخــرُ
نـصـبّـر الأهـل أنّ النصر مقتربٌ = والفجرُ يعلم أنّــا في الوغى صُـبُـرُ
أيّامُ عزٍّ تدنَّى فيضُ راحتها = طوبى لمن شكروا طوبى لمن عبروا
فليس ينفع قوم في غــدٍ أسفٌ = أو إنّهم يوم جــدّ الجــدّ ما قـدروا
أيّامنا القادمـــات الغرّ يا وطني = تـبقى حوادثــها ما دامت العُـصُـرُ
رياض شلال المحمدي
11-08-2016, 10:45 AM
حضـورك صاحـبـي ألــقٌ وطـيـبُ = بـه احتفـلـت عـلـى عـجَـلٍ قـلـوبُ
فـلا عــدم القـريـض لـكـم شـعـورًا = عـلــى نسـمـاتـه أدبــــي طــــروبُ
لعَمْـرُك يــا أخــيّ ، ولــي يقيـنـي = حـروفــك زانَـهــا الـكــرمُ العـجـيـبُ
تـسـامــرُ بـالـمُـقــام بـغــيــر مَـــــنٍّ = لِـــذا التـمـعـتْ يبـاركـهـا الـرَّقـيــبُ
وكـــم عـذُبــت بمـقـدمـك الحـنـايـا = ورودًا يـــا عـصــامُ لـهــا هـبــوبُ
لك الحسب المُنيف لك المعالـي = فــأنــت لـخـاطــري أبـــــدًا قــريـــبُ
عـلــى مَــهَــلٍ يُصـافـحـنـا مُــحــبٌّ = لــــهُ كـلـمــي تـمـلّـكـهـا الـنَّـسـيــبُ
ليفصِـحَ بالفصيـح علـى سطـورٍ = بــــلا زَمــــنٍ يفـاجـئـهـا الـحـبـيــبُ
أخـا الملكـاتِ دونـك كــلَّ وَمــضٍ = فــقــدرك بـالـحـيـاء لــــه نـصـيــبُ
تــــنــــاغــــم بــــالأهــــلّـــــة ذا ودادٍ = فيـخـلـبُ عـمـرنـا الأرج القـشـيـبُ
أمـازنُ : قـد كفـاك صـفـاءُ قـلـبٍ = يُنير خطاكَ ، والحَسَبُ الحسيبُ
وصـالُ حمـى الـمـودّةِ لــي بـيـانٌ = يـعـانـقُ أهــلَــه ، وبــهــم يــــذوبُ
وتـعــرفــك الأصــالـــةُ والــمــراقــي = بـأنّــك ســيّــدي الــرجُــلُ الأريــــبُ
وصـالـك يــا ريــاض أذاب قلـبـي = وزهــــر الــحــب عـابـقــه يـطـيــب
رأيتـك فـي الأنــام لـسـان صــدق = وتـطــرب مـــن أغـانـيـك الـقـلـوب
وأنـــــــك لـلــمــكــارم إن تـــــــراءت = لــــذو ســبـــق ولـلـعـلـيـا مـجــيــب
بهـاءُ أبــي الأمـيـن أنــار حَـرْفـي = فأغرقَ دوحتـي الأثَـرُ الخَصيـبُ
يــبــادر بـالـوفــاءِ رقــيــقَ حِـــــسٍّ = فـلـيـسَ يــمــسّ مـنـطـقَـهُ لــغــوبُ
لكِ الأدب المنيف ، لك الأقاحي = ومــــا نــظــمَ الـمُـبـاعـدُ والـقـريــبُ
أشــاعــرة الــوفــاء رعــــاكِ ربـــــي = مـــرورك بــيــن أحـرفـنــا مَـهـيــبُ
الأبيات 14 ، 15 ، 16 للدكتور مازن لبابيدي
رياض شلال المحمدي
11-08-2016, 03:57 PM
مــقــلــة الأيــــــام تـــحـــدو لـلــربــيــع = معْ بهاء الحور في أعلـى السمـاء
فارتشف يـا كـون ألحـان البديـع = هـائــمًــا بــاسْـــمِ إمـــــام الأنــبــيــاء
وادّكـرْ فـي القـلـب آيــات الصَّـبـا = بــاسِـــمَ الـثــغــر شـغــوفًــا لـلــديــار
حـيـن عــمَّ الـنـور فيـضًـا مــن قُـبـا = وانجلى عن حسن معناه الستـار
هـــــــذه الـلــقــيــا فـــبــــثّ الأدبـــــــا = وكــؤوس الـوصـل بالنعـمـى تــدار
ناد في الأعمـاق يـا طـه الشفيـع = بـــنـــداكـــم يـــتـــأسّــــى الـــكـــبــــراء
أنــت حِـصْـنٌ فـــي أمانـيـنـا مـنـيـع = والـحـنـايـا مــنــك أغـنـاهــا الــوفــاء
يـــا لـيـالـي الـحــب عـنــد الجـنـتـيـن = ذا فـؤادي عـن حبيـبـي لــن يحـيـد
كفكفـي الدمـع وحــزن المقلتـيـن = وارفـعــي ذكـــراي حـرفًــا لا يـبـيـد
شـاقـنـي الــعــود لأُولــــى القبـلـتـيـن = أبــــــدأ الآمــــــال عــنــهــا وأعـــيـــد
يا ليالي الحب شدوي كم وديع = يمـنـح الأفـــق مـزيــدًا مـــن عـطــاء
يحـمـل البـشـرى لأنـســام البـقـيـع = فاسألـيـهـم عـــلّ يـنـسـاب الـهـنـاء
رياض شلال المحمدي
16-08-2016, 02:30 PM
خذلان
خَذَلوكَ يا قلبي فكيفَ تؤوبُ = لتشمَّ ثوبكَ إن نعاهُ الذِّيبُ
ما أنصَفوا ، عَلمُوا بأنَّكَ أوحدٌ = في النائباتِ ، وما سواك غريبُ
فَتَجاهلوا الماضي ، وَألحنَ سَعيُهم = فبكتْ على الوقْتِ الثَّمينِ طيوبُ
يا ربَّما تَحكي المدامِعَ أنفسٌ = لكنّ قلبيَ في الهَوى يَعْقوبُ!
أَسَفي عَليكَ ، وليسَ من أسفٍ على = مَن ضيّعوك ، وغالهم تَرْهيبُ
عَدِمُوا مَقاماتِ البَلاءِ وأنتَ مَن = قلتَ اصْبِروا ، إنّ الضَّميرَ رقيبُ
فَهناكَ فرقٌ أنْ يُحبَّكَ بُلبُلٌ = أو يَمْلأ الرأيَ المَعيبَ نعيبُ
لا يُضرحُ القبرُ اليتيمُ وحولَهُ = وَعْدٌ يُكفْكِفُ لحدَهُ عرقوبُ
خَذلوكَ فاقبِضْ يا فؤادُ بلِحْيتي = لو عادَ منْ قيمِ الوَفاءِ نَصيبُ
عُدْ عَلَّ تبسُمُ للحَياةِ مَداركٌ = عُدْ لا عليكَ – أخا الأسى – تثريبُ
حتَّى وإنْ غابَ الحَسودُ منازلي = أو راحَ يهزأ بالبَيانِ كذوبُ
فالحُسْنُ أنتَ ، زيانُ كلِّ خَريدةٍ = يَحنو على فمِها الشَّذيّ نسيبُ
ولأنتَ بَدءُ بلاغتي معَ حِكْمتي = في كلِّ حالٍ للكبارِ رَبيبُ
تفنى جراحُ الرَّاحَتينِ بلمْحةٍ = وكلومُ قلبي ما لهنّ طبيبُ
خَذلوكَ يا قلبي متى ستؤوبُ = هلْ تَرتجي الهَمَساتِ حين تغيبُ؟
للسِّلم أهلٌ ، ليس يفقه كنههُ = إلا أديبٌ شامخٌ وأريبُ
أم أنتَ تنسى ما يقولُ " فرزْدقٌ " = في يومِ أبرقَ والسَّحابُ كئيبُ؟
" والبُحتريّ "، " وأخطلٌ معِ حافظٍ " = " وابنُ المَعَرَّةِ " إذ نعاهُ " حبيبُ "
هُمْ كلُّهمْ رُزقُوا الصَّبابةَ والعَنا = فتملّكَ الوَجْهَ النَّديَّ شحوبُ
حَتَّى تبسَّمَ للبديع مُدامُهمْ = فهفا إليهم مُخلصٌ ولبيبُ
إيقاعُهم ينفي الهُدوءَ كأنَّهُ = صَخَبُ الرَّبيعِ ولطفُهُ المَحْبوبُ
خذلوكَ يا قلبي علامَ نعيبُ = شَظفَ الخَريفِ ، وينحني التهذيبُ
جوُّ السَّمواتِ اكفهَرَّ مُلوّحًا = للظاعنين ، فهل عساه يخيبُ؟
ترتاد أجناسَ العتابِ جماجمٌ = ويشفُّ راوية اللقاء لغوبُ
والأمر دُبّر بالنهار وحسبه = لِفَمِ المرارة ذوقه منسوبُ
أمرٌ إذا قيس الظلام بوهمه = فلقال عنه محيّرٌ وعجيبُ
فاسألْ نواعيرَ الهموم متى انتهى = دفْق الدماء ، ليستفيق نخيبُ؟
هل سايرَ الأملاكَ شكٌّ خلسةً = أم في اليقين مجاملٌ شِرّيبُ؟
هذي وتلك ، ولا ستارَ لمسْرحٍ = إن مرّهُ هَزلٌ هَجاهُ خطيبُ
قلباه وعدًا لن أعودَ مُغازلًا = سكينَ مُعتكفٍ بكتْه ذنوبُ
كي لا ترى الخِذْلانَ يعزفُ تارةً = أخرى ، ويشقى بالُكَ المنهوبُ
فاعدلْ فديتكَ عن درابينِ المَها = فالعَدْلُ عَذْلٌ ، والقريبُ غريبُ
رياض شلال المحمدي
16-08-2016, 02:38 PM
جِنانُ الجَنان
أحببْتُ عبيرك مجتهدا = وحملتُ ودادك متئدا
فرأيتُ معينك يلثمني = وتكاد الرُّوحُ تمدُّ يدا
يا من أرَّخْتُ بهِ ألقي = أهديتك قلبي والولدا
ومعارجَ عِرفانٍ سمقتْ = تهواك فلم تذكرْ أحدا
في روحِ الكونِ وغرّتهِ = في أقصى وجدانٍ شهدا
يا فائق عمري يا أملي = ما زال الفجر لكم غردا
تجلوك من الماضي لغتي = لتعيد المنجدَ والسَّندا
تبني بجمالك أروقةً = وتبيح النُّور لمن سجدا
أهواك ألا فارحمْ رجلاً = يأتمُّ بحسنك منفردا
واكتب بلقائك لي أملاً = يا لذةَ شعري مُذ وجدا
آنِسْ بفؤادك غربتَه = كي يرقى باسمك متحدا
يا فائق عمري يا ثقتي = ما زال الفجر لكم غردا
آمنْتُ بجنَّةِ ذي كرمٍ = يُزجي لمن استهدى مددا
يروي الآمالَ بلا كللٍ = بدعـــاءٍ رفَّ مع الشهدا
ذاكرْتُ جميل مروءتهِ = فتذكَّـــرني وطنُ السُّعدا
وطفقْتُ أرومُ بصيرتَه = بمثالٍ جَـــدَّ بما وجَدا
اللهَ اللهَ بدمعتنا = لحنينك ما عرفَتْ أمــدا
ها قد جاءتكَ عواطفُنا = بربيع وصالٍ عنك شدا
لا ريب خواطرُها التمعت = من فيض عيونكَ لي أبدا
بك دهشتنا لك أوبتنا = ما بعدك يروي الحرفَ ندى
يا فائق عمري يا أدبي = ما زال الفجر لكم غردا
وغدًا في الخلد لنا فسَحٌ = نمتاح مع السلمى الشهدا
ننسى الآهات وواردها = في عهد قضيناها جلدا
تأتي الغرفاتِ تقبُّلها = أرواحٌ لم تألفْ جسدا
وحياةٌ طيَّبةٌ عذبت = نحيا فيها أبدًا رشدًا
وهنالك أنشد مبتهجًا = أحببت عبيرك مجتهدا
رياض شلال المحمدي
01-09-2016, 06:52 AM
معاني عفوية ، محاولة أولى
لست أدري ما الهويّة
ما شعارُ الجاهليّة
لست أدري أين سُعدى ،أين ليلى العامريّة
هل إلى الذات إيابٌ
يمنحُ القلبَ انتسابًا وانتماءً ووصالاً
يذرُ البينَ أليفًا مشرقيًّا ألمعيًّا
أم شرورٌ وبليّة ؟
لست أدري يا حياتي ، أعليهم أم عليَّ ؟
أيّها المُضنى تمهّـلْ في خيالِ الأمنياتِ
ذاكرًا شوطَ أقاحٍ ورياحٍ للمعاني
لا تواسي من يعاني
من طيوفِ الحِقْدِ حولَ الترّهاتِ
قل لقلبي يا نديمي هوَ دِيــنٌ ، أم هيَ الدنيا الدنيّة ؟
فاحذروا يا قوم أذنابًا شقيّة
ظهرت قبلْ عقودٍ حافلاتٍ بالدَّهاءِ
ترسمُ الوجْدَ سهولاً وخِلالاً ودنانًا
وعهودًا من وباءٍ
بل هي اليوم تنادي في غلوٍّ وخفاءِ
عن لظى ثاراتِ عبسٍ في الحدودِ
أيها الغربيُّ مهْلاً ، لا تصرّح بالوباءِ
تدّعي الخوفَ من الإرهاب مثل الأغبياءِ
ثم تهذي ، تتهزّا
ببدور الحُسْن في جوِّ السماءِ وإذًا
هذهِ دنيا وكراسي ، واختلافٌ في القضّيةْ
لست أدري ما الهويّة
قيلَ وجْهٌ ، أو كتابٌ ، أو مذاقٌ ووسيلةْ
قيل هبّي أيّها الركبان حبًّا في العراءِ
عانقي صقرَ الفيافي ثمّ صيادَ القبيلةْ
فشعارُ الجـَـهلِ زورٌ في أياديه العَميلةْ
ثم طعنٌ بالمعالي بالقصيداتِ الجميلة
واستخفّوا بالأغاني
تركوا المحبوبَ قالوا نحن أحفاد الخؤولة!
شبّهوا ، أو جسّموا ، حتى أهانوها الحميّة
ويحَ من خانوا مثابات الطويّة
ليت شعري يا فمي هل بعد هذا من وصيّة ؟
أين ليلى العامريّة ؟
كي ترى الأخلاف في عَرضِ الفتنْ
يشتمون النَّايَ غفلاً حيثما دار زمان الإمّعاتِ
حرّقوا الأخضرَ عن عمْدٍ وحبّاً بالضَّغنْ
بلباسٍ مشرقيٍّ من حريرِ الغربِ والنَّهبِ به حارَ الكفنْ
أيُّ حبٍّ ، أيّ ذوقٍ ، حين تغتاضُ الدِّمنْ ؟
هــــذه تاللهِ حـقّـاً هي عينُ الجاهليّةْ
لو رأوني في ودادي بالهدى الهادي أهيمُ
أتحدَّى عادياتِ الدَّهر إيمانًا وصبرًا لو رأوني
أتغنّى والمناراتُ نعيمُ
يتَّموا لحنَ التَّداني كفّروني
ثم قالوا إنّه عبدٌ سقيمُ
واستباحوا عطرَ أنفاسِ الودادِ
وأنا مُنذ قرونٍ لُبُّ أطيابي الحطيمُ
يا فؤادي كيف تنجو ، كيف أنحو
لست أدري ما القضيّة
يا مداراتي الأبيّة
قد مشينا بجلاءٍ وعروجٍ
وكمالٍ وبهاءٍ من جلالٍ يخلبُّ اللبَّ دلالاً
وجمالٍ ووصالِ يستقي للبال حالاً
وفقهنا أيّ دربٍ يهبُ الناسَ خِلالي
لم نراهنْ ، لم نجاملْ فذلكاتِ الانتحالِ
لم نقايضْ قدسَنا من عُمُلاتٍ أجنبيّة
نذكرُ العهد وفاءً بلحونٍ عربيّة
كيف يدنو مَن تباكى بعيونٍ سبئيّة ؟
فيمَ تهمي يا حبيبي عبراتُ الخالديّة ؟
فيمَ يلهو بالأقاحي نَزِقٌ واهٍ الجروحِ ؟
لا يرى في العلم شيئاً غير تشتيتِ الغوالي والصروحِ
أو قبابٍ يَنشدُ الماضي شذاها
ضنَّ أنَّ الظلَّ ميزان القروحِ
يقدح الصَّفوَ ومجداً في الأعالي كم فسيحِ
لا يرى في النفس إلا غاية الغلّ المُكنّى والصريحِ
أيّهذا لا ترائي والتثمْ سِّفرَ الصحيحِ !
فهو إجماعٌ ، قياسٌ ، لا تمزقْ بالهويّة
ذاك لغوٌ .... وأحابيل البقيّة
لست أدري ما الهويّة ، أين ليلى العامريّة
إنّه الأقصى ينادي : يا جموع الأولياءِ
هاكمُ الروحَ وشوقًا ليس يفنى والدموعَ
أنتم الأهل وأنتم نبع صدقٍ وغَناءٍ ووفاءِ
حاذروا الشرَّ تداعى منذ ألفٍ باذخ الغدر القديمِ
من مغاني الأدعياءِ
إنّهم خانوا ترابي ، كلهم خانوا القضيّة
يا خليلي فلنباهي بحمى الغالي الأمينِ
نكتب العهد يقينًا بمدادِ الأمنياتِ
نتأسَّى بحبيبٍ هو للتقوى مَعيني وننادي
يا ندى الفردوسِ إنعامَ الهوى ضوءَ اليقينِ
حينها يفنى ابنُ آوى ، وصغار الجاهليّة
يا سرايا الرُّوح إنّا عظماءٌ
حيثما غالى ابنُ قلبي بالهوى غِبَّ الجهادِ
" قيل قال " ليس فينا مذ دعونا للتداني
واحتفينا بالرشادِ
وإنتهضنا بقلوبٍ زاكياتٍ مُفعماتٍ بالوصالِ
لا لسانٍ بات يلهو في الرَّمادِ
يا سرايا الروح هيّا ، فالمعاني عفويّـة
إيْ وربّي مشرقـيّة
لست أنسى ما الهويّـة
هو وجدانٌ منيبٌ في نهاياتِ الكبارِ
ثمَّ إيمانٌ غنّيٌّ بابتهالاتِ الضَّميرِ
هو قلبٌ ، وسليمٌ ، وغيورٌ راح يرقى كالمنارِ
ثمَّ ديــنُ منه إسلامٌ عريقُ
هو شرعٌ عنه إيمان مع الزُّلفى شقيقٌ ووثيقُ
هو علمٌ فيه إحسانٌ رقيقُ
فاســألوا الأيّامَ عَـوْداً للعيونِ
السالفاتِ تحملُ الحبَّ شعاراً في ظِلال الأمسياتِ
وانشدوا عند حكيمٍ ذي رُقيٍّ باجتلاب الطيبينَ
كي نرى الإخلاصَ والنهجَ القويمَ
ونرى المختارُ فينا ينظرُ الأرواحَ وجدانًا عظيما
هــــذه عيْنُ الهويّة ، تلك أمُّ الواقعيّة
بين أنسٍ وجِنانٍ
وحضورٍ بين آيات الهوى بين السطورِ
حينها نمضي إلى وعدِ الثباتِ
حينها نحدو بشوقٍ لا خيالات تموتُ
حينها ...
نغدو شباباً بين ذاتٍ ونعوتٍ نشرب الكــأسَ حنانـًــا
يا هــوانا إنّه الوحيُ تباهى في حمانا
يومها يفقه فكــــري ما الهويّة
ويؤوب الطير يشدو ... ثمّ ليلى العامريّة
رياض شلال المحمدي
01-09-2016, 07:13 AM
ثقافة بلا حدود
ثَقافتُنا تَخْتالُ مَا بينَ حَالِمِ = وَبَينَ دَخَيلٍ مُغرمٍ بالدَّراهِمِ
قدِ اجْتَمَعَا ، فَارتَدَّ يَبْغي وَجَاهةً = مُسَيْلَمَةٌ ، واغترَّ أفْقُ الضَّياغمِ
رأوْا بِذْلَتي الخَجْلى فسَاروا تهكُّمًا = ولم يَلحَظوا يومًا غزيرَ المَعالِمِ
فَإنْ لَبِسوا الحقَّ الصُّراحَ بِباطِلٍ = وَلو نَكثوا عَهدًا تليدَ العَظائمِ
فبيني وَبين البَيْنِ سورُ مَحجِّةٍ = منَ الفضْلِ بيضــــاء المدى والدعائمِ
تُرى أينَ آفاقُ الأصالةِ حينما = عيونُ هُداها رَفْرفتْ بالمكارمِ؟
رَحيقَ زَمانٍ لمْ تَنَمْ وَمَضَاتُهُ = ولا أبِقَتْ منها مُتونُ الرَّواسمِ
وحَدِّثْ عنِ الدُرِّ المُضيءِ وَلمسَةٍ = بها الحُسْنُ جَلاّبٌ ظِلالَ البراعِمِ
فديتُكَ نبضَ القلبِ إحساسَ صادقٍ = إذا غبتُ عنهُ صانَ ذكرى عَوالمي
فما يجْحَدُ المعروفَ وجدانُ طيّبٍ = ولا قتلَ الإنصافَ توصيفُ عالِمِ
ولا فَقِهَ الإيثارَ ميزانُ غافلٍ = يعيشُ رياءً في امتداحِ الحمائِمِ
فَأحْسِنْ لمَنْ جَهْلاً أساءَ بظنِّهِ = لكي تَلْمسَ الإحسانَ حُبًّا بلائِمي!
لأنّي - وَعَينُ الطيرِ تقْفو مَوائدي - = عشِقْتُ حياءَ الجاهِ قبل العَزائِمِ
فؤادي تناهى بالعَطاءِ مُغرِّدًا = ومَا كان يسْتعْطي لحونَ الغَمَائمِ
وخلفي مَجاهيلُ الحَياةِ تركْتُها = عَجِلتُ إلى الأخرى نقيَّ المواسِمِ
فلا تنسَ أصدافًا غداة نظمتُها = قلائدَ ودٍّ من ربيعِ المَكارمِ
فلا ريبَ تفنى الكائناتُ فلا ترى = بيومِ ورود السَّامقينِ مغانمي
حيال جَمالٍ رائقِ ومُرقْرقٍ = بهِ نَطَقَتْ باسمي سماءُ المياسمِ
وَهذا أنا ، فاجعلْ هواكَ مُثقَّفًا = من الشَّرْقِ ، إذ يجني بهاءَ النسائمِ
وهذا أنا ، فاحملْ جراحَ عواذلي = تعلَّقْ بزيتوني ، وواحِ الروائمِ
ونخلِ الحمى مَعْ ياسمين مروءةٍ = بها الحالُ مبهورٌ ، شفيفُ المباسمِ
وَلا تلتفتْ إلاّ لشِعْرِ أميمةٍ = ثقافتُها تاقتْ لوصْفِ التَّقادمِ
إذا الليلُ تاهتْ في الرُّبوعِ دموعُهُ = وطالت معاناةٌ ، فكُنْ خيرَ ناظمِ
ففي ملتقى الإيمانِ فيض دلالةٍ = وومْضِ إشاراتٍ ، وإفضالُ راحمِ
رياض شلال المحمدي
01-09-2016, 07:16 AM
إلى الدكتور محمد محمد أبو كشك
سَبَقْتَ أخا الأشعارِ فضلَ الغمائمِ = سخيَّ المعاني في ارتيادِ معالمي
معَ الودِّ تستقصي البيانَ مؤيَّدًا = بعطرِ حبيبِ الروحِ ، باسمِ التَّراحمِ
وما لذَّةُ الإقبالِ في بَوْحِ صاحبٍ = ولكن جمالُ الفكرِ عينُ العزائمِ
قرأنا بعلمِ الحالِ ما طابَ منكمُ = فرقَّ هوى الأيّامِ ، وانسرَّ عالَمي
وكاد الفؤادُ الغضُّ يهوي إلى الثرى = فأسعفه ريُّ الحياءِ المُلازمِ
وعانقَ وجداني الوميضُ وقد رأى = ثريّا أديبٍ طيّبِ القصدِ غانمِ
به انشرحت آمالُنا فرط غبطةٍ = ومن بعضِ سُقيا الوصْلِ غنَّتْ مواسمي
وإنّك يا نجلَ الصَّفاءِ محمَّدٌ = وذلك يكفي في بلوغ المكارمِ
هنيئًا ضفافَ النّيل أهديتِ للقِرى = كريمًا رفيعَ الذَوقِ وابنَ أكارمِ
وطوبى لأنسام الكنانة أنَّها = تجلَّتْ غواليها بخيرِ الدَّعائمِ
لهُ في حمى الواحاتِ ذكرٌ وفكرةٌ = وفيضُ إخاءٍ رائعِ القُربِ دائمِ
وهذا ختام الشكر والحب والهوى = عسانا وفينا في مجاراةِ عالمِ
رياض شلال المحمدي
18-09-2016, 09:07 AM
أجبتُ شعرًا على الفضلاء والفضليات ممن مرَّوا على قصيدتي " خذلان " ،
فكان هذا النَّص ، وحسب ترتيب الردود :
لكَ في قلوبِ الأوفياء نصيبُ = أنّى مشيتَ ، مِدادُكَ التقريبُ
حتى إذا ما زرتَنا فاهَ المَدى = عبدَ السَّلام ، بك الحضــورُ مَهيبُ
فاسلمْ رعاكَ اللهُ ما عبقَ الهَوى = شعرًا طريفًا ، أو أهلَّ حبيبُ
ما بعد حرفكَ للمحبِّ نسيبُ = يحكي به ، أو للفؤاد قريبُ
نفحاتك المُثلى تناهى ذوقها = فزها البديعُ وأثمرَ التشبيبُ
يا بارك الرَّحمنُ قلبَ مُحمَّدٍ = فهو الأريبُ مدى البهاءِ لبيبُ
آفاقُ حرفكَ بالوصــــالِ تطيبُ = فالصَّفو يبقى ، والفؤادُ يشيبُ
يكفيكَ من مِنح الإخاءِ زواهرٌ = والباقياتُ لها القريضُ منيبُ
يا ابنَ الجزائرَ لا عدمتُكَ مُبدعًــا = بكَ والأحبّةُ سعينا محبوبُ
أنفاسُ عُمْرٍ يا جهادُ تذوبُ = هو ما تبدّى ، فالزَّمـــانُ عصيبُ
فاسلمْ على مرِّ المعاني باذلاً = في واحةٍ باسم العَلاء تجــــوبُ
ريحانُها للطيّبين قلادةٌ = تحنانُها لمن ارتقى مَسْكوبُ
أرجُ المحبةِ من علاك أظلَّنا = وضياءُ مجدِ الرُّوح ليسَ يغيبُ
ما كلُّ مَنْ يهبُ الوصالَ مشرِّقٌ = كلا ، ولا فقه الهوى التغريبُ
إلا جميلك يا تفالي مُقمرٌ = وعطاءُ صَحْبٍ بالوفاءِ عجيبُ
تقريضُك الوافي يُماهي بهجتي = فالحــالُ يزهو ، والخيالُ طروبُ
لمّا أطلَّت بالهناءِ محامدٌ = في ظلها حسبٌ - فديتَ - حسيبُ
فلكلِّ غيثٍ من حِماه معالمٌ = ولنا الذي في إسمه لَنصيبُ
أبدًا لك العُتبى ، أتتك قلوبُ = تزهو بها الدَّعواتُ ليس تخيبُ
تبغي الوفاءَ ، وكم بذلتَ عيونَهُ = والعهدُ فيها بالوداد يطيبُ
إلا الذي بالظنِّ يسقي غرسَه = حيث النَّوى في عرفه مندوبُ
أكرمتَ شعريَ باذلاً يا صاحبي = والحُسْنُ وصفكَ في هواع قشيبُ
ولأنتَ في وطنِ القريض معرَّفٌ = والذكرُ باسمك مُذ أتيتَ نجيبُ
شكري وتقديري ، وبعدُ محبَّتي = ما رقَّ بوحٌ ، أو سما محبوبُ
ما الحُسْنُ إلا ومضةٌ شرقيّةٌ = تحنو على الوجدان يوم يثوبُ
ولأنتَ فيها زاهرٌ تبيانُه = وقصيدُهُ باسم الوفاءِ سكوبُ
حياكَ ربّي يا ابن فايز حبُّكم = أغنى الفؤاد فكيف عنه أغيبُ
لحضــــور حرفكِ رَوْنقٌ ومداركٌ = بل بصْمــــةٌ عنها الدُّعـــاءُ ينوبُ
سلمَتَ عيونُ الذّوْقِ يا نغمَ الحَيا = ما لاح في شفقِ السَّماءِ غروبُ
لكِ من يواقيتِ القريض تحيَّةٌ = وسلامُ شِعرٍ زاهرٌ مكتـــــــوبُ
طوبى لمسْعى الأوفياءِ ومن لهم = يعنو الشبابُ محبّةً ، والشيبُ
أنعمْ وأكرِمْ بالنُّعيميّ الذي = نفحاتُه رَنْدٌ - فديتَ - رطيبُ
هم هكذا زمرُ الأكابر ، منهمُ = نجلُ الجهاد ، وسيِّدٌ ، وخطيبُ
واذكرْ على رتبِ البديعِ شواعرًا = رغدُ البيانِ بهنَّ صاحِ يطيبُ
نطقَ الجمالُ بما بثثْنَ من النَّدى = فالنثر زاهِ ، والقصيدُ مهيبُ
شكرًا " ليانا " ذا صفاءُ سجيّةٍ = في ظلها وحي الوفاءِ قريبُ
وأتيتَ يا إدريس تحكي بالقِرى = أدبًا ، فأغنانا الغداةَ عُذيبُ
فأهبتُ بالوجدانِ يقفو سعيكم = والحكمُ في ذكرِ الكبار وجوبُ
تبقى تحبك دائمًا ومضاتنا = وإلى مقامك يهتفُ التَّرحيبُ
يا شاعرَ الخلقِ النِّبيل تحيَّتي = أنتَ السَّخيُّ - متى أتيتَ - وَهوبُ
يا خالدًا تعنو إليه قرائحٌ = فهي النّفائسُ ، والجُمانُ نَسيبُ
تغدو ، تروحُ ، وللفؤادِ أزاهرٌ = باسم الثقافةِ نهجُه الترْغيبُ
ويلوح في فجرِ التَّواصلِ " أشرفٌ " = ملَكاتُهُ حولَ الإخــــاءِ تجوبُ
وبليغُ قصدٍ لا يُمَلُّ قصيدُهُ = لهُ من متونِ المُنصفينِ نصيبُ
فاهنأ بمسعى واحةٍ شرقيَّةٍ = حنَّتْ إليها أربُعٌ وشعوبُ
يا عادل العانيّ حرفك مدهشٌ = يزهو ، وفي ذوقِ الفراتِ يذوبُ
شرَّفْتنا بنمير حبِّك شاعرًا = ما كان عن شيمِ الوفاءِ يغيبُ
واليوم أزعمُ أنَّني جازيته = بهدى هواه يحفُّني التَّطريبُ
طابَ اللقاءُ مع القريضِ المُنتقى = وتأرَّجتْ فرطَ النَّقاءِ قلوبُ
بثناءِ مَن أروى الثناءَ حضورُها = هي فاتنٌ بالمَكرماتِ تؤوبُ
تحكي فلسطينُ الحبيبةُ دارَها = أم كيف يدنو للمقام لبيبُ
حُلْوٌ سخاءُ الطيِّبات ، نسيمُهُ = وافى المرابعَ ، فالهناءُ مُجيبُ
لأديبةِ الإبداعِ ناديةِ الوفا = مَن في يديها لليراعِ دبيبُ
علمًا ، ومعرفةً ، ونثرَ أزاهرٍ = وتواصلًا يشفى به المَكْروبُ
وختامُ مسكٍ لا يليقُ بآخرٍ = فجمالُهُ في سعيهِ والطيبُ
بمحمّدٍ آياتُ شكري تحتفي = فهو النَّقيُّ الباذلُ الموهوبُ
ثمَّ الصَّلاةُ على النبيِّ وآلِهِ = والصَّحْبِ ، ما حنَّتْ إليه قلوبُ
الشاعر عبد السلام دغمش ، الشاعر محمد ذيب سليمان ، الشاعر غلام الله بن صالح ، الشاعر جهاد ابراهيم درويش ، الشاعر تفالي عبد الحي ، الشاعر محمد محمود صقر ، الدكتور سمير العمري ، الشاعر أحمد عبد الله هاشم ، الشاعر عبده فايز الزبيدي ، الشاعرة نغم عبد الرحمن ، الشاعر عبد الستار النعيمي ، الشاعرة ليانا الرفاعي ، الشاعر إدريس الشعشوعي ، الشاعر خالد صبر سالم ، الشاعر أشرف حشيش ، الشاعر عادل العاني ، الشاعرة فاتن دراوشة ، الأديبة نادية محمد الجابي ، الشاعر محمد محمد أبو كشك .
رياض شلال المحمدي
25-09-2016, 05:38 PM
قهوتي
راحت تخاطبني على مَهَلِ = تغري المشاعرَ ترتجي جُمَلي
دارت بكوبٍ ليس يشبههُ = إلا سُلافٌ ذائع المُثُلِ
قالت : لماذا ، الصدّ آلمني = لولا عطفتَ إليّ يا أملي ؟
لولا رشفت طيوبَنا سحَرًا = أو في صباحٍ مُترفٍ ثمِلِ
أو حين جنّ مساؤنا وغدت = أحلامنا تهفو إلى الغزلِ
فالزعفران يطوف دَوْحتنا = والهالُ في الأجواء كالظللِ
قل لي فماءُ الورد يسألني والذكريات ومجلس الأهَلِ
أم أنت تنسى لطفَ نكهتنا = لمّا نمتْها أشرفُ المُقَلِ؟
عربيّة خضراء تعرفني = إن شئت أو من طارفِ المِللِ
لامستُ ثغركَ فازدهى شغفي = حلوًا ومرًّا ليس ذا عللِ
حسناء أحكي الأنسَ دافئة = أهوى الخيامَ ورائقَ النُزُلِ
قلتُ انزوي عنّي فلي شغلي = أنا الشجيُّ ، وقد دنا أجلي
عذلوا مُقامي ، وابتدا وجعٌ = ما كان يسعفه رحيقُ خلي
فالداءُ أضحى مُزمنًا بدمي = أوَ ساعفي بُنٌّ بلا عسَلِ
حتى ولو نعتوك ساحرة = أو أسهبوا بنعيمكِ الأزلي
رياض شلال المحمدي
03-10-2016, 06:05 AM
ذكرٌ وذكرى
لِـــذكْـــرِ الـــحُـــور قــلــبـــي يـسْــتــريــحُ = وتـغـبـطـنـي الـمــلائــكُ وهــــــي روحُ
فـــأرقـــى لـلـسَّــمــاء ولــــــي دمـــــــوعٌ = يُـجـانـسـهـا بــــــلا طـــمـــعٍ طـــمـــوحُ
وتتبـعـنـي الأضــالــعُ فــــي خـطـاهــا = وتـسـألــنــي ، فـتـنـهــمــلُ الـــجــــروحُ
إذا نطقـتْ تـرى الآهــات سِـفـرًا= عـلــى أصـدائـهـا نَـفَـســي طــريــحُ
وإن صَمتتْ فيا ويح ابنَ جنبي = سـيـبـقــى واجــمًـــا فـــيـــه الـفـصــيــحُ
لِـذكــري يطـمـئـنُّ نـسـيـمُ ذكــــرى = غـــــداة الـيُــتْــمِ غـافــصــهُ وضــــــوحُ
فـيـبـلــغَ سـمـعـنــا عــتـــبٌ عــجــيــبٌ = مـدى الآفــاقِ مــن زمــنٍ يصـيـحُ
أنا " الشلاّلُ " يا وجـعَ القوافـي = شــواهـــدُ مـنـطـقــي أدبًــــــا تـــفـــوحُ
أنـــــا الـمـتـواضــعُ الــحــانــي فــــــؤادي = أطـــايــــبُ إثـــرتــــي بـــــــانٌ وشـــيــــحُ
فـفـيــمَ يــعــذّبُ الــوجــدانَ وجْــــدٌ = يُسامـرُ وحشتـي ، ولـهُ فحيـحُ ؟
عــــلامَ تــلاحــق الـبــلــوى مُـقــامًــا = فما أجـدى المَقـامُ ولا المديـحُ ؟
تلاقى والأسـى كبـدي فأمسـى = يُــشــاطــرُنــي مــعــانــاتـــي الــمــســيـــحُ
تـــلاحـــيــــنــــي تــلـــقّـــفـــهـــا أنـــــــيـــــــنٌ = عـلــى الـطـرقـاتِ وا أسَـفــا يـلــوحُ
فـــلا بَـــوْحُ الـطـريـفِ أنـــارَ حـرفًــا = وفـــــــــي شـــرفـــاتــــه قـــــلـــــقٌ يـــــبـــــوحُ
ولا عــــبـــــقُ الــتــلــيـــدِ أزاح لـــــيـــــلًا = ولــــــي وطــــــنٌ بــأحــلامــي يـــزيــــحُ
ألا فـاجــمــعْ شـتــاتــي يـــــا حــيــاتــي = فــآخــرتــي لـــهــــا تــهــفـــو الـــشــــروحُ
خـــذِ الآهـــاتِ واتـــركْ لـــي يقـيـنًـا = أُروّحُ فــــــيـــــــه صــــــبـــــــري إذ أروحُ
إلـــــى الــفــاديــن تـرفـعــنــي الـمـعــانــي = يُـبـلّـلـنـي مـــــن الـسَّـلـمــى نـــضـــوحُ
لــعــلّــي ســاعــفــي مـــنـــهُ ضِـــمــــادٌ = فــمــا غــيــرُ الـيـقـيــنِ لــنـــا صـــــروحُ
ومــــــا فــقــهــتْ دروبُ الــــــودّ إلا = صَـــبـــورًا لـــيـــس تـتــعــبُــه الـــقــــروحُ
سـلامًـا يــا ربـيــعَ الـحــور ، يـبـقـى = بـذكـرك يحـتـفـي الـقـلـبُ الـذبـيـحُ
لنـمـضـي للحـقـائـقِ فــــي اعــتــدادٍ = ويـجـمـعُـنـا بــهـــا الـمـغـنــى الـفـســيــحُ
رياض شلال المحمدي
07-10-2016, 06:49 AM
روح الشهيد
روحُ الـشـهــيــد تـــــــراءت مـــــــرةً أخـــــــرى = لكـنَّـهـا الـيــوم جـــاءت تـحـمـل الـبـشــرى
تــقــول هــــا جـئـتـكـم يــــا أهـــــل مـعــتــذرًا = الـشــوق يحمـلـنـي ، والـحــب والـذكــرى
وهــــا أنــــا جـئـتـكــم يـــــا أهـــــل مـلـتـحـقًـا = بـالـسـابـقـيـن إلــــــى بـيــدائــنــا الــســكـــرى
مــثـــوى الأحـــبـــة مــــــن أبـــنـــاء جـلـدتــنــا = كـيـمــا يــــروّي الـحـنـايـا واحـــــدٌ مــجـــرى
كــيــمـــا يــســامـــر بـالــفــاديــن مـجـلـســنــا = وتـنـتـهــي غــربـــة لــــــم تـــرحـــم الأســــــرى
تـضـمّـنــي مـــــن أبـــــي الـحــانــي أضـالــعــه = أو يـأتـسـي خـاطــري والـمـهـجـة الــحــرّى
ويـــســـأل الــقــلــب بــالأعــمــام مـحـتـفــيًــا = عـــــن الــعـــراق ، وعــــــن آمــالــنــا الـــغـــرا
عــــن روضــــةٍ زرتــهــا بــالأمـــس مـفـتـخــرًا = فيـهـا جـمـال " كـمـال الـديـن " قــد مــرّا
عن أم " شلال " هل أبقى المصاب لها = بـعــض الـدمــوع الـتــي لـمّــا تـجــدْ عــــذرا
بـــعــــضَ الــتـــأمـــل حــــيــــن الآه ســابـــقـــة = وبــهــجـــة ذي أمـــــــانٍ تـــوهــــم الــفـــكـــرا
وهــــل تـبـخـتـر فـيـهــا الـسـعــد ضـاحــكــة = أم الــــزمــــان زمـــــــــانٌ يــــأكـــــل الـــعـــمـــرا
عــــن الــرفــاق الألــــى مــــا زال يحـمـلـنـي = فيـض الحنيـن لهـم ، والــروح والمـسـرى
روح الـشـهــيــد تـــــــراءت مـــــــرة أخـــــــرى = تالله إنــــــــــي بـــــأنّــــــات الـــــمــــــدى أدرى
تالله قـــــــد جـئــتــكــم أبــــغــــي مــنــازلــكــم= مــــن بــعــد دهـــــرٍ ألــيـــمٍ أنــكـــر الــدهـــرا
مـــــــررت بـــالــــدار ، والأزهـــــــار نـــاظــــرة = تـفـيـض مــــلء الــدنــا يــــوم الـلـقــا عــطــرا
مـــــررت بــالـــدار والأبــنـــاء مـــــا عــلــمــوا = بــأنّــنـــي آيـــــــبٌ أشـــــــدو بـــهــــم فـــخــــرا
وإنّـــنـــي مــــــا تـــركـــت الــفــجــر تـنــهــشــه = جــنـــود إبـلــيــس لــمّـــا شــوّهـــوا الـــذكـــرا
مـــــررتُ دار أخٍ قـــــد كـــــان يـصـحـبـنــي = بـكـركــرات الـصِّـبــا ، لــــم أجــــزه شــكــرا
لـــمّـــا طــربــنــا مــــــع الــمــاضـــي ومــنــزلـــة = لا لـــــن تــبـــاع بـأحــلامــي ولـــــن تــشـــرى
حــتـــى افـتـرقـنــا ، ولـكــنّــي عـــلـــى ثـــقـــةٍ = بــــــأن سـتـجـمـعـنـا فــردوســنــا الــخــضـــرا
سـنــلــتــقــي وهــــوانـــــا ظــــــــــلُّ أكـــبـــدنــــا = نـزجـي التهـانـيَ نـنـسـى الـحــزن والـصـبـرا
هــنــاك نـحـيــا بـأحـبــاب الــهـــدى شــرفـــا = وصــفـــوة صـــفـــوة تـــحـــدو لـــنـــا شـــعـــرا
إلا الـــذي خـــان سُـعــدى وهـــو منـتـحـلٌ = هــيــهــات تـنــفــعــه أوهـــامــــه الــحــســـرى
هـيــهــات يــبــصــر شــيــئًــا مــــــن روائــعــنــا = لأنّــــــــــــه بـــــــــــــارح الأذواق والــــبــــشـــــرا
رياض شلال المحمدي
07-10-2016, 06:51 AM
شكرًا إباء
كِرامُ الحيّ للأملِ ازدهاءُ = مدى الإيمانِ ، عرَّفهم سَخاءُ
وهذي غاية المسعى ، جمالٌ = يعانقُهم ، وفي الأخرى الهناءُ
لذاك الروح باركها يقينٌ = يظلُّ بطيبهِ يحكي البقاءُ
أقولُ ، وخاطري أبدًا نديمي = لكِ الشكرانُ غنَّى يا " إباءُ "
طبيبةُ بهجةٍ ، غيداءُ قلبٍ = أتاها الشعرُ يوحيه الثناءُ
بيوم أتيتُ أستشفي فآبتْ = أقاحي " حكمةٍ " فيها الشفاءُ
فأبدت بالوفاءِ كبيرَ سعيٍ = تشاطرُهُ المحبَّةُ والإخـــاءُ
ستذكرها الأزاهر وارفاتٍ = وتقصدها المعاني ، والعَلاءُ
فمن منح الزَّمانِ كبار علمٍ = وأهلُ مكارمٍ بالودّ جاؤا
ومن نعم الإله عيونُ طبٍّ = بها للخير ينعقد الرَّجاءُ
رياض شلال المحمدي
28-10-2016, 06:40 AM
بيعٌ بالوفــــاء .. !
تَوَسَّلْتُ بالماضي ، فَغَارَتْ مَنَابِعُهْ = وَغُمَّ على قَلبي ، فَأجْفَتْ صَنائِعُهْ
فلمْ يَبْقَ للأكفانِ غيرُ قميصِ مَن = إذا جَنَّ وَقْتُ النَّزعِ تَبْلى مَدامِعُهْ
وَأوْمَأْتُ للسَّلوى غداة نَشيجُها = تَسَوَّرني ، وَالشَّكُّ هاجَتْ زوابعُهْ
فعُدتُ - كما كانَ الأصيلُ – مُبَلْبَلًا = وَبتُّ أساقي مَن سَقتْني سَواجِعُهْ
ألا أيّها البَيْنُ المُعَتِّقُ لوْعَتي = أنِخْ عن ضَميري حين تَهْمي نوازعُهْ
دوامُكَ حالٌ من مُحالٍ عرفتُهُ = وَقَيْدُ الليالي من وَقيدٍ مَهايعُهْ
وما بانَ إلاّ بالحَياءِ تمنُّعي = ولا أسَفٌ إلا الذي ما أمانعُهْ
رَمقْتُ عيونَ الصَّبرِ فاحتجَّ مَغربٌ = فكيفَ بشَرْقِيٍّ تَحِنُّ مَطالعُهْ؟
شببْنا وشبْنا ، لا وجيه يعودُنا = ولا عارضُ التِّحْنانِ آبتْ منابعُهْ
تجَهَّمَ ظلُّ الكونِ وانداحَ في الَّلظى = فحَادتْ عن الدَّربِ الطَّويلِ شوارعُهْ
إذا ما هَزَزْتُ الجذعَ عُدْتُ كما الصَّدى = يُفتِّشُ عن ذاتٍ تَقَرُّ مرابعُهْ
وَتُسقطَني في الجُبِّ أحلامُ يقظةٍ = وحظُّ دِلائي أحرَقَ البِشْرَ طالعُهْ
متى رَقَّ ترْنيمٌ يحارُ جَنانُهُ = على أيِّ مُزْنٍ تستقِلُّ مَواضِعُهْ
يُودِّعُ ألحانَ الحنينِ صبابةً = هُتوفَ المعاني ليس تنبو ودائعُهْ
كَوِرْقِ الهوى واساكَ عَرْفُ نواحِهِ = متى رَجَّعَ المَغزى تميلُ سَواجِعُهْ
فيا ليتَ أوطارَ الإباءِ تمدُّني = بأسبابِ زهوٍ تحْتويني طلائعُهْ
فقد شبَّ وجدٌ في مثابات مجدها = به أخلَجَتْ عيناهُ واحتار شارعُهْ
توسَّلْت بالماضي ولو فَتَّ صرحَهُ = شِقاقٌ بعيدٌ لا تطاقُ توابعُهْ
فهذي عيون الأولين غريبة = وهذي قوانين السبات تخادعهْ
رياض شلال المحمدي
28-10-2016, 06:45 AM
" غزل للبيع " ..!
رَغمَ العَنا ، وانحناءِ الظَّهرِ ، والعلـلِ = نُزجـي الـمـودَّاتِ حُسْـنًـا فــارهَ الأمــلِ
نـسـقـي الـلـقــاءاتِ تـحـنـانًـا وعـاطـفــةً = وهـكــذا الأدبـــا فــــي دوحــــة الـمُـثــلِ
نحـكـي عــن الـزمـن الـواهـي بمنطـقـهِ = لـكـنَّ أهـلـيـه عـاشــوا أشـــرف الـمـلـلِ
جـنــى هـواهــم عـيــون الـطـيــر تـعـرفــه = مُــذ أسـرفـوا بمعـانـي الصَّـبْـر كـالإبِـلِ
لــحــدِّ أنْ مــــلأوا الآفــــاق ، خــالـــدةٌ = بـهـم أقـاحـي الصَّـبـا والنُّـبْـلِ والـعـمَـلِ
لـــذا ستـبـقـى سـطــور الـحــبِّ عـامــرةً = بـهــا الأزاهـيــر تـغـنـي واســـعَ الـسُّـبــلِ
بـــــهـــــا تـــــغـــــرّد لـــــلآمـــــال أروقــــــــــةٌ = فليـس يـوهـي المَـراقـي مَــسُّ مُنتـحـلِ
فـهــل رأيــــتِ مـغـانــي الـفـكــر وارفــــةً = ليلـى الـعـراقِ ، دعــي آهاتـنـا وصـلـي
وَيَـمـمـي مـــن تـنـاهَـوا فــــي مـروءتـهــم = حاكوا مـن الـروحِ أستـارًا مـن الجُمَـل
وعن سواهم مدى الأشواقِ فاعتزلـي = ولتـسـفـعـي بالـمـعـالـي كـــــلَّ مـبــتــذَلِ
وبـــاركــــي لــعــمـــاد الــشـــعـــرِ أوبــــتَــــه = نحو ارتيـاد معالـي الصَّفـو ، وابتهلـي
بـــأن يـحـيـنَ الـلـقـا فـــي دار بهـجـتـنـا = حيث ارتشاف التَّصافـي دونمـا ملـلِ
إن كان من " غزلٍ للبيع " فابتسمي = وجـــــددي ثـــــورة الأشــعـــار والــقــبــلِ
شـكـرًا لبـيـتِ الـقِــرى طـابــت ثقـافـتـةُ = هـمُ الأفاضـلُ ، بـل قـلْ خيـرةُ الأهَـلِ
رياض شلال المحمدي
28-10-2016, 06:50 AM
كــاســـاتُ الفوارس
أطِعْ هواكَ نَقيًّا ، ما زكا وصفا = واشربْ كؤوسَ التداني ، فاللِقا أزفا
ما بينَ قلبكَ والإيقانِ منزلةٌ = بنى عليها التَّصافــي في الدُّجى سُقُفا
وحاديَ الضَّعْنِ أجدى في فصاحتهِ = نَشْـدَ المودّاتِ يتلو الحُبَّ مُـنصرفا
غازلْتُ ناديكَ ، عَرْفُ الخلدِ يسكبهُ= من حائطِ البانِ أحلى ومْضةٍ خطِفا
أطِعْ هواك ، تعلَّقْ في خصائصِهِ = فالبِشْرُ منهُ إلى أقصى الحِمى انعطفا
واجزِ المروءةَ من نُعمى بصيرتهِ = بها تفكَّرْ ، عسى تجني المنى شغـفا
حفيفُ نايِ مَراحٍ هزَّ حَوْجَمَةً = إذا الوصالُ بوصفِ المنحنى عَزَفا
مُوشَّحًا أدرك المضنى عذوبته = به الفواختُ هامت والزمانُ هفى
وسالَ عندمُ طرْفٍ تائقٍ دنَفٍ = منهُ أزاهرُ عُمْري تستقي الطُّرَفا
والحالياتُ أطلّتْ من كمائمِها = تشاكسُ الإثَلاتِ الخُضْرَ والسَّعفا
خدودُهنّ ونورُ البدر تعشقَهُ = يحكينَ لُطفًا ، فيغشى اليُمْنُ مَن عَرَفا
أطْعْ هواكَ فلا زالت سوانحُه = تشاطرُ الليلَ فحْوى الأنسِ ، والغُرَفا
لمّا تهادى مع الأرواح مؤتلفًا = رفيقُ دربِ الهوى ، بالـودّ مُلتَحِفـــا
ألقى علينا سلامَ الشوقِ فانهمرتْ = من خافقي دررٌ تسْـتنْطقُ اللهَفا
تأنّقَتْ فتلاشى صابُ قافيتي = فالسِّحْر منها حلالٌ فاتنٌ ، وكفى
كما الشَّمولُ رياض العقلِ مقصدُها = تأتيك صافيةً لا تعرفُ السَّرَفا
كما السُّلاف تردّ الفكرَ منتشيًا = كأسًا فكأسًا فما تدري لها نُتَفا
يُسافرُ الرأيُ أشعارًا برونقها = وزادُ أخيُلةٍ يختالُ مُحترفا
يرقى اللياليَ ما يلقى بها أرقًا = وليس يعدمُ إشراقًا ومنعطفا
غَناءُ أعنابهِ والتينِ منسجمٌ = وإنْ رأى موردَ الأخلافِ مُختلفا
أطِعْ هواك نبيلاً باذلاً فطِنًا = واقرأ سلاميَ إذ ما فُقْتني رَهَفا
على الحبائب والخلاّن قاطبةً = وقل لهم خاطري يحدو لكم شَرَفا
مشاعرًا من صميم الروح ينظمها = لعلّه حين يصحو ينشر الصُّحُفا
وفي غلائلها معناه مبتسمٌ = لأنّ مَبناه دومًا يعشق السَّلَفا
رياض شلال المحمدي
28-10-2016, 06:54 AM
إنَّه الأقصى ... قريب
أيُّها الأقصى ، ويا بيتَ القصيدْ
أنت حبّـــي ، لستَ عنَّــا ببعيـدْ
بل قريبٌ ، مثلمـــا حبلِ الوريدْ
........ أيُّها الأقصى تصبَّرْ ، منك قلبي يستزيدْ
سوف نأتي ، سوف يفنى الظالمونْ
هم يهـــودٌ غربــــــاءٌ أرذلـــــــــونْ
ستهــزُّ البيــــدَ أســـيافُ المَنـــــونْ
........ حينها يلثم عطــر الخـلد وجدانُ الشَّهيدْ
حينها تنـدى أزاهـــير الدِّيـــــــارْ
والصَّبا تسري إلى القدس المنار
هو مجــدٌ ، هو عــزٌّ وفخــــــــارْ
........ فاذكروا الخِلَّ حبيبي فهو عنوانُ النَّشيدْ
قد رأى في القدس راياتِ الجهـادْ
منــذ عهـــدٍ ، فسقــانــــا بالـوداد
فإذا الموعــد حقٌّ فـي المعـــــــادْ
....... وإذا النَّصــر شعورٌ زفَّــه القلبُ السَّعـــيدْ
لست أنســـاه وقــد لاح الهيامْ
وطيور الحبّ تشدو في الخيام
وصلاح الدين في القوم الإمام
........ أيُّها الأقصــى تحنَّنْ ، أنت للمشتاق عيدْ
رياض شلال المحمدي
28-10-2016, 06:57 AM
حَوْجَمـــاتٌ وفضليات
وَعْدًا لمَنْ وَرَدَ الحَياءَ جَنَانُها = وَجَليلُ رُوحٍ في " الجَليلِ " بَيَانُها
يمَّمْتُ حُسْنًا زانَ قَافِيَتي عَسَىْ = يَغْدُو إلى ظِلِّ العيُونِ حَنانُها
وَعَسَىْ تَهيمُ مَعَ الغَوالي أنْفُسٌ = يَمْتاحُ مِنْ ألقِ الفِدا شُبَّانُها
والحُسْنُ إنْ وَافى المَشاعرَ أطرَبَتْ = واجتازَ إكرامَ الفَضَا رُبَّانُها
وَالفُضْليَاتُ بَهاؤُهنَّ تَواضُعٌ = وَوَميضُ أفئدةٍ يرقُّ لِسانُها
تَحْكيْ اليَواقِيتُ انثيالَ عَقيقِها = وَيَروحُ يَجْتَلِبُ الوِصَالَ جُمانُها
وَعْدًا سَأمْنَحُها البَيَانَ مُغَرَّدًا = وَغَدًا يُغرِّدُ بالدُّعا وِجْدانُها
مَلَكَاتُها الغَرَّاءُ طافتْ واحَتي = فَإذا يُفَاخِر بالغِنى إنسانُها
وَإذا طُيُوبُ النَّثْرِ غَيْثٌ بَاهِرٌ = والأُمْنياتُ تَدَافَعَتْ رُكْبانُها
لمْ تَلتَمسْ إلّا رسالةَ أمةٍ = أدبًا ، وآمــالاً تَجِلُّ جِنانُها
مَعَ فتيةٍ صَانوا تراثَ أميمةٍ = فالرُّوحُ يَمْلأُ حالَها إيمانُها
لم تألُ جهدًا ، لم تدعْ من فُسْحةٍ = إلا وطافَ معَ القِرى رَيْحانُها
هيَ هكذا بنتُ الحَمُولَةِ حيثُما = نادى الأحبَّةُ أمَّهمْ إحسانُها
وإذا الوَفَاءُ سقى فؤادَ أديبةٍ = لا ريبَ يعلو في العوارفِ شانُها
فاقرأ لها ، آنِسْ جَمالَ حروفِها = وانهَضْ تأمَّل ما يَخطُّ بنانُها
لغةٌ من القرآنِ شعَّ بيانها = ليظلَّ يشمخُ في الخلودِ كيانُها
لغةُ الحَبيبِ ، وقد أتى متفضَّلاً = بجوامعٍ يُحيي الورى تبيانُها
كمْ أجزلتْ فيها الفَصيحَ محبَّةً = لا ريب يشكرُ سعيها " سَحْبانُها "
وَيَظلُّ في دنيا القريضِ بهاؤها = يشدو براية ذوقها " حسّانُها "
يا باركَ الرَّحمنُ فضلَ أديبةٍ = بالحرْف " كاملةً " سما إتقانُها
رياض شلال المحمدي
14-11-2016, 06:01 AM
عتاب العتابا
عَــرْبِــدْ فــمــا فــقِــهَ الــهــدوءَ بـيـانُــكْ = والجُبْـنُ أقــربُ مــا اشتـهـاهُ جَنـانُـكْ
والصَّبـرُ يلتمـسُ الخـلاصَ ، عــزاؤهُ = أن لــيــس يــهــوى مُقـلـتـيـه مـكـانُــكْ
فانـسَ الأحاديـثَ التـي مــا أنجـبـتْ = غــيـــرَ الـتــيــاعٍ ، بــعــضُــه ألــحــانُــكْ
فالورد يأنفُ مسرحًا يهجو الضحى = بــــــه أســبــلــت طـعـنـاتـهــا أفــنــانُـــكْ
والـصـبـح أبـعــد مـــا يـكــون ضـيــاؤهُ =عـن فسحـةٍ فيـهـا استـكـان هـوانُـكْ
عــن ذي ريــاءٍ مــا استـسـاغ ظـلالَـنـا = فمـضـت تـجـادل بالحَـيـا أشجـانُـكْ
ومـسـارب الدمـعـات مـنــك خطـيـئـةٌ = مُـــذ بـــارح الأدبَ التـلـيـدَ لـسـانُــكْ
يـــا بـائــع الـهـفـواتِ : لــســتُ بــآبــهٍ = إن مـــسَّ حــرفــيَ لاهــيًــا وجــدانُــكْ
أو بـات ظنُّـك لاهثًـا خـلـف الـنَّـوى = لـيــراوغَ الـنَّـفَــسَ الـمـشــرّقَ شــانُــكْ
فـاعـبـثْ بـآيــات المـعـانـي ضـاحـكًـا = فـالــغــافــلــون يــحــبُّـــهـــم بــنــيـــانُـــكْ
هي هكذا حُـرَقُ الزَّمـانِ لمـن هـوى = بـــل هـكــذا تُـطـمـي الـوَفــا غِـربـانُـكْ
هــل كـنـت تسلبُـنـي يـقـيـنَ حَـدائــقٍ = أو تسـعـفُ القـلـبَ الـــرَّؤومَ دنـانُــكْ
لا والــذي يـهـب الـحـيـاة ، جمـالُـنـا = مـلء الوجـود ، ومـا استبـان رَوانُـكْ
فـعـلـى نـوايــاك الـســلام مــــع الـعـفــا = حـتـى ولـــو ســـرق الـشــراع رهـانُــكْ
أو زدتَ فــذلــكــةً بــغــيــر مــشــاعـــرٍ = أو زاحـمَ الذهَـبَ الأصيـلَ جُمـانُـكْ
رياض شلال المحمدي
14-11-2016, 06:08 AM
رقة الشعور
رقـيــقــةٌ فــــــي الــشــعــورِ = بـديـعُـهـا فــــي الـضَّـمـيـرِ
عـلـى الصَّـبـر عاهدتْـنـي = هُـــتـــافُـــهـــا كــالــعَــبـــيـــرِ
نقشْـتُـهـا فــــي الـقَـوافــي = ورائـــــعـــــاتِ الـــــبــــــدورِ
فــيــا قــلـــبُ لا تـدعْــهــا = وكـــــنْ غـــزيـــرَ الـــمـــرورِ
فــــذا حِـمــاهــا اجـتـبـانــا = مُــــــغـــــــرّدًا لــلـــعَـــشـــيـــرِ
وذي قــصــورُ الأمــانـــي = خــــورنـــــقٌ كــالــسَّــديـــر
حـبـيـبـتـي : أيُّ ذكـــــرى = غـــدًا تـمـاهـي سـطــوري
على دروبِ التَّصافي ؟ = أمِ الــوصْـــف لـلـغـديــرِ؟
أمِ الــهَــوى فــــي دروسٍ = تـأنَّـقــتْ فــــي الــصُّــدورِ
أمِ الــعَــنــا ، والـمـعــانــي = ومــوجــعـــاتِ الــــدُّهــــورِ
فــأحــمــدٌ عـــنـــه غـــنَّــــى = رحــيــقُ أحــلــى الــزُّهــورِ
وعـــــادلٌ قــــــد تــنــاهــى = رقــيُّـــهُ فـــــي الــحــضــورِ
مــــع الـنُّـعـيـمـيّ طــابـــت = حـــــروفُ قــلـــبٍ مـنــيــرِ
وفــاتــنٌ وهــــي تـحــكــي = عـن الحُسـنِ فـي حبـورِ
وهـــكــــذا أهــــــــل ودي = من الصَّحبِ ، كالأميرِ
بـنَــوا لـفـكــري عَــروضًــا = وجـــنَّــــةً مـــــــن بــــحــــورِ
مــــحــــبَّــــةً بـــالـــتَّـــدانــــي = وصــــــونَ إرثِ الــثــغـــورِ
لـــذاك يــشــدو فــــؤادي = رقـيــقــةٌ فــــــي الــشــعــورِ
رياض شلال المحمدي
14-11-2016, 06:11 AM
كان الدكتور الشاعر وليد عارف الرشيد قد شطّر قصيدة " هذه دمشق " ،
وها أنذا أشطّر قصيدته :
هذي دمشقُ ، وهذي الكأسُ والراحُ = وكركراتُ الصِّبا في ظلِّ مَن باحوا
وذكرياتُ الغوالي الشَّوقُ يسكبها = وذا حنينُ الهوى يا شامُ يجتاحُ
لا تسألوا ذا النَّوى فيما جرى دمه = بالياسمين فؤادُ الدَّهرِ سوَّاحُ
لا تعجبوا من نشيجٍ هزَّ قافيتي = إنّي أحبُّ وبعضُ الحبِّ ذبَّاحُ
أنا الدمشقيُّ ، لو شرَّحتمُ جسدي = أيقنتمُ أنَّني وافٍ ومِسْماحُ
ولو شممْتم مع الأنَّاتِ أوردتي = وجدتمُ أنَّ همسَ القلبِ نوَّاحُ
ولو لمستم شغاف الصَّدر أخبرَكم = حتى ولو لامَ صفو الرُّوح مِلواح
أنْ ليسَ فيه سوى سلوى تسامرني = وسال منه عناقيدٌ ، وتفاحُ
ولو فتحتم شراييني بمديتكم = وحزَّ نافذةَ التحنانِ أشباحُ
وشفَّ عنها بريقُ الصحب قاطبة = أبصرتمُ وجهها تعلوه أتراحُ
ولو تبعتم مسير النَّبض في سكنٍ = شيئًا فشيئًا ، ومنه الصَبر يمتاحُ
هناك يا سادتي من دون تقدمةٍ = سمعتمُ في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب تشفي بعض من عشقوا = في كلِّ حالٍ على أحبابهم لاحوا
أمّا أنا فسوى معنايَ يقتلني = وما يفيد لعشقي اليوم إصلاحُ
وليس تنفع داء الروح أدويةٌ = بذاك أوصى ألبَّاءٌ وشراحُ
فما تعينُ القوافي جرحَ عاطفةٍ = وما لقلبي – إذا أحببتُ – جرَّاحُ
مآذن الشام تبكي إذ تعانقني = الله أكبر فيها هامت الواحُ
يبقى صداها مدى الأشواق ملهمَنا = وللمآذنُ – كالأشجار – أرواحُ
للياسمين حقوق في منازلنا = كأنَّــــــه في رياضِ الأنس مصباحُ
فكيف يلثم مسك الأرضِ ذو مِقةٍ = وظالم الزهر في الأعراف سفاح
وشجرة التوت بعضٌ من أقاربنا = ظلالُها يا ربوعَ الخلد قداحُ
وللعصافير فوق السَّطح زقزقةٌ = وقطة البيت تغفو حيث ترتاحُ
هنا جذوري ، هنا قلبي ، هنا لغتي = هنا الأماني بها الوجدان فوَّاحُ
هنا الأغاني وكم جادت سوانحُها = هنا الشهود دمي شعري ، وما باحوا
هنا يراعي على جنبيه أجنحتي = يخطُّ قلبًا به سهمٌ ومفتاحُ
أو يرسم اللهفَ الزخَّار أخيلةً = فكيف أوضح ، هل في العشق إيضاحُ ؟
رياض شلال المحمدي
18-11-2016, 06:04 AM
مع الإمام الشافعيّ
" إذا المرء لا يرعاك الا تكلفا " = كثير المناهي لا يطيق تعفّـفـا
ولم يبد إنصافــًا ولم يرع ذمّة = " فدعه ولا تكثر عليه التأسفا "
" ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحة " = ولا يفهم المحروم من عاش مترفــا
وفي الروح من تقوى الغرام بقية = " وفي القلب صبرٌ للحبيب وأن جفا "
" فما كلّ من تهواه يهواك قلبه " = ولو كان يحكي بالولاء تصوّفـــا!
ولا تنفع الزلفى جهولاً مغـفّـلاً = " ولا كلّ من صافيته لك قد صفا "
" إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة " = وعطر الهوى في الأصغرين مُهـفهـفـا
وحبُّ التآخــــي للفؤاد سجـيّــةٌ = " فلا خير في خل يجيء تـكـلـفـا "
" ولا خير في خلٍّ يخون خليله " = وظلّ بأقوال الصِّحاح مُـضعّـفـا
على عجلٍ ينسى الحبيب وودّه = " ويلقاه من بعد المودة بالجفا "
" وينكر عيشــًا قـد تـقـادم عهده " = متى غاب عن رؤياه راح معـنّـفـا
يحدّث بالآثار دون رويّــةٍ = " ويظهر سِرًا كان بالأمس قد خفا "
" سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها " = أخو ثـقـةٍ يهوى العروج تـشـوّفــا
ولم يكُ فيها - والوعود كثيرة - = " صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعـد منصفا "
رياض شلال المحمدي
23-11-2016, 06:06 AM
منتصف النص القادم
أعودُ إليكَ يحملنُي شراعُ = وما لي غيرُ عاطفتي متاعُ
أناجي غربة التيّارِ حــينــًا = لعلّ حديثنا الخافي مشاعُ
وحينـــًا أسكب العبراتِ غــيــثـــًا = فليس لسِفر سَفرتنا قــــناعُ
أبعثر ذكرياتي أغنياتٍ = ليمزجَها مع الأنّــــــات قاعُ
أهـــدّي بالأضالع حيث أرنو = إلى أفــــقٍ بدولارٍ يُــــــــــــباعُ
أعود إليك ، والشوق انتماءٌ = فـلومــا عــدتَ ، فالعشّاق جاعوا
تـمـنّـوْا أن يروك ، بلا سرابٍ = يُــتــعْـتعهم ، ولكن ما استطاعوا
تمنّوْا أن يكون الذوقُ زادًا = فلا تلوي المفاهيمَ الذراعُ
وألاّ يصبح الفَهم احتكارًا = يشاكس بالهوى وهو المطاعُ
وأن يتدارك التمييز ناسٌ = فـــإقبالٌ جميلٌ ، وامتناعُ
ليغدو النقد موفورًا بهيًا = فما يوهي العبارات التماعُ
أعود إليك يا ألق ابنِ جنبي = ووادي الصبر أطربه السَّماعُ
إذا وافاه من لحنٍ مَــقامٌ = يهيم مكبّرًا منه اليراعُ
فما يدري خليٌّ أم شجيٌّ = أم الإيقاع من خــــلدٍ يذاعُ؟
يشمّ عبيرَه الزاكي فيطغى = على أنفاسه الحيرى اندفاعُ
إذا ما صـــفّــق البعضُ احتفاءً = بمن ظهروا هنالك ، أو تداعوا
مضى متوازنَ الفكر اقتداءً = لأنّ العقل مـتزنٌ ، شعاعُ
مضى مستنطقًا بالقلب يجلو = بحالٍ لا تطاوله القلاعُ
فوحدة أمّتي يا أهلَ ودّي = بغير الرُّوح تأريخٌ مضاعُ
سلوا الأجيال إن كانت تلبّي = متى دانت لبهجتنا البقاعُ
وقولوا للذي يهوى العلالي = هل استغنى عن القلب الشجاعُ
أعود إليك يا وطني أسوفًا = ولي أملٌ بأن تفنى الوجاعُ
ولي لقيا تردّ الآه نعمى = وإن طالت أياديها السِّباعُ
كفى بالحبّ للمضنى علاجـــًا = به تخفى السمائمُ والدماعُ
على بغداد تنتحب القوافي = فوجدٌ ، واحتراقٌ ، والتياعُ
وهذي حكمة القهّار فينا = لكي تدنو إلى الحُفَر الضباعُ
غـــدًا – واللهِ – يمضي كلّ وغدٍ = صراعٌ ليس يسبقه صراعُ
غــدًا – والله – أمريكا ستفنى = وأوربّا ، وقد قرُبَ النزاعُ
بأمر الله لا شيءٌ محالٌ = وثــأرٌ فيه للظلم انصداعُ
بكلّ قطيرةٍ سالت بأرضي = مدائنُ بالدمار لها وداعُ
بكلّ براءة الأطفال لمّا = نعتها للمدى الغافي الطماعُ
بكلّ خميلةٍ عبثًا تنادي = ولا همسٌ يجيب ، ولا طباعُ
هنالك سادتي تصحو الأماني = وتهتزّ الرَّوابي والرباعُ
ويدركنا اللطيف بعزّ نصرٍ = يعود به لشرعتنا الشراعُ
رياض شلال المحمدي
06-12-2016, 06:23 AM
تشطير قصيدة " هموم " للشاعر إبراهيم أحمد
( هَمّي كبيرٌ والهُمومُ وسادي ) = والأمنياتُ تلفَّعتْ بسوادِ
أردُ الأنين ، وفي التَّأوّه راحتي = ( فلتُقبلوا إني شرَعتُ فؤادي )
( في اللَّيلِ تجترحُ القصيدةُ حلْمَها ) = ترنو إلى مَرسىً بغير أيادِ
حتَّى إذا ولَّى الدُّجى فيقينُها = ( تأويله في الصُّبح خطوُ جيادي )
( فتأهّبي إنّا على وشك الرَّحيل ) = شؤونُنا تهفو لقلبِ سعادِ
نستنطق الملَكاتِ والأملَ الجميل = ( لنلتقي في الغيم حين ينادي )
( وَجعي كبحرِ قصيدةٍ في سحرها ) = اللهَ لو رنَّمْتَها يا حادي
لعلمت أنَّ نميرَها معَ وَحيها = ( يجتاح أخيلتي ووردَ بلادي )
( من بَعدِ عمرٍ والجنون يلفُّني ) = والحادثاتُ غزيرةُ الترداد
والصَّبر يعزب أو يكاد يملني = ( والعاديات تمر خلف جوادي )
( وأنا بأروقة القصيدِ وأحرفي ) = صنوان لم نبصرْ سوى الأمجادِ
فإذا المشاعر والخواطر في الحمى = ( حلوى أوزعها على أحفادي )
( "متفاعلن" حلوٌ بنكهة ثائر ) = ومتفعلن طابت مع الأوتادِ
ما زلت عندهما كأبهى شاعر = ( صلبِ المراس يطير بالإنشادِ )
( وعلى مسافة بينِنَا أشواقُنا ) = شرقيَّةٌ القسمات والأورادِ
تهوى إشارات الهناء محبَّةً = ( لا ظل يفصلها... بلا أبعادِ )
( من لي بتأويل الهموم بأضلعي ) = وبطارفٍ من لوعتي وتلادِ
من لي بترياقٍ يزفُّ بلاغتي = ( وبأحرفي بشرى بكل عنادِ )
رياض شلال المحمدي
06-12-2016, 06:27 AM
**(( حروف الروح ))**
صَفَتْ رُوحُ مَن تَهوى ، وَآبَ فُراتُها = وَحَيَّتْكَ من حيِّ الوَفا عَبَراتُها
وَجَاءَتْكَ تحْدو للبَيانِ ظِلالُها = تُنادي حَلاواتِ القَريضِ دَواتُها
فَطابتْ مَدَاراتٌ ، وَسُرَّتْ نواظرٌ = كأعْذَبِ عَيْنٍ لا تَني هَمَساتُها
فَكيفَ تُمنِّيكَ السَّريرةُ طرْفَها = وَعندَ جِنَانِ الغِيدِ باتَتْ صِفاتُها
لِذا أسْأرَتْ من واردِ الحُسْنِ مُزنةً = وَحَنَّتْ إلى وَسْمِ الحَياءِ حَياتُها
فَلَوْ زَارَهـا عِندَ الأصيلِ قُرُنْفُلٌ = وبلسمُ وَحْيٍ ، تَجْتَبيكَ جِهاتُها
مَعَ العَنْبرِ الفَوَّاحِ فَرْطَ مَودَّةٍ = توسَّدتِ الشَّوقَ القَديمَ صَلاتُها
تهاويلُ زَهْرٍ تَمْنحُ البالَ فرصةً = وَكَمْ عزَّ تِلقاءَ المَباهجِ ذاتُها
تناغمُ " بَنغازي " ضِفافُ عَواطفٍ = قدِ ابْتسَمَتْ للنَّيراتِ سِماتُها
وومضُ شعاعٍ من بدور حَبائبٍ = تلاقتْ وأمواجُ الصِّبا ضَحِكاتُها
إذا طابتْ الأفكارُ لَفْظًا وَهِمَّةً = تَهادتْ عَلى وَقْعِ الوَفَاءِ بَناتُها
تسوسُ بهاءَ الكـــونِ عزَّا كعَهْدِها = ومِنْ مِنحِ الهادي همَتْ مَكْرُماتُها
متى اقتَمَرَتْ يا أمَّ أحمدَ وَمْضَةٌ = فعندَ مَقَامِ الرُّوحِ طافتْ عِظاتُها
أناديَةَ الفِكْرِ الجَميلِ : تحيَّةً = من الصُّورِ اللاتي ارتقَتْ نَفَحاتُها
فَوائدُ نادتْ بالأصولِ فأسبلتْ = على زَهْوِ أبناءِ الدِّيارِ هِباتُها
فَمَا هَجَرتْ سِرْبَ البَهـاءِ عيونُها = ولا أنِفتْ غُنْمَ الإبا نَفَحاتُها
ولا تاهَ ركبٌ ، لم تجفَّ قريحــــةٌ = وقـدْ هزَّ أسْماعَ الخُلودِ حُداتُها
نفوسٌ تأسَّتْ بالتَّواصِلِ رِفعةً = فلم تُخْفِ آهــاتِ اللِّقا شَهقَاتُها
قرَيْتِ ، وَفي وَاحِ الحِسانِ مَكارمٌ = تكاملَ مَرقاهــا ، وَرَقَّ بُناتُها
فإنْ قيلَ شابتْ للزَّمانِ ذوائبٌ = تنافسَ في رشْفِ التَّليدِ هُداتُها
هُنا فُضْلياتٌ ينتخينَ كرامـــةً = وحبًّا بأمٍّ شَعْشَعَتْ حَسَنَاتُها
وَناديَةٌ مِنهنَّ لا ريبَ لم تزلْ = مَعَ الأدبِ المِعطـــاءِ تحدو صِلاتُها
عليكِ سلامُ اللهِ بنتَ محمَّدٍ = وهذي حروفُ الرُّوحِ غنَّى ثباتُها
رياض شلال المحمدي
12-12-2016, 05:17 AM
إلى الشاعرة الأستاذة فاتن دراوشة :
دَعِ الــنُّــجـــومَ تُـحـاكـيــنــا أغـانــيــهــا = وانسُبْ لقلبـكَ بعضًـا مـن مراقيهـا
لمّا التقتْ من بدور البَوْحِ أجملِها = تـجِــدُّ مـثــلَ فـراشــاتِ الـهَـنـا تـيـهــا
معنى هواها أحبَّ الـورد ذا شغـفٍ = يــا فكـرنـا أســوى شِـعــري يسلـيـهـا
أحلامنـا خَلِقـت مــن دُهْــم شــاردة = والآن صــــــوت أمـانــيــنــا يـجـلّـيــهــا
فـقـلــت مـؤتـنـسًــا بـالــحــال مـتـثـقًــا = " رَيْحانَةُ الواحةِ " الإبـداعُ ساقيهـا
لمّـا سقـتـك مــن الريـحـان أصـدقـه = فـاذكــرْ روائـعَـهـا ، وانـظــرْ أمالـيـهـا
من كلِّ مـا يَهـبُ الأذواقَ بهجتَهـا = حِسًّـا وَحرْفًـا ، فمـا تخفـى مَعانيهـا
رياض شلال المحمدي
19-12-2016, 06:51 AM
قَصصُ الشعراء ( 7 )
يا زهرتي :
ماذا سيكتبُ للعيونِ الناعساتِ شويعرٌ متبولُ ؟
ومتى وفاءُ الذات نعشقه
فلا من لهفةٍ إلا التي فمُها لهُ
في فجر أروقة الهوى تأويلُ
لا ريبَ تلتمس المواهبَ روحهُ الحيرى
وتلثمُ بهجةَ في ظلها البشرى
تعانق رقّةً
ممن لها بين الجمالِ مرابعٌ
وروائعٌ يحكي بها الترتيلُ
مستذكرًا ما بثه يومًا فؤادٌ مغرمٌ
ماهى جناح الأمسيات وملتقىً به
من صبانا معلمٌ
ومردّدًا للروح أحرفَ نبضهِ
مستشعرًا زهرًا يراقصه الفنا
لحنًا يناغمه الأصيلُ مع السَّنا
ولِحــدِّ أن أحيته قافية الرَّجاءِ بلا كللْ
يستنطقُ الأحلامَ والطرقاتِ
من وجعِ الغناءِ
وهكذا هو منطقُ الوجدانِ في لغةِ الأملْ
يشدو عن الأحبابِ والألحانِ
بل هي هكذا الأرواحُ لو معنىً سألْ
يا زهرتي :
يبقى انشراح الوصل غنّاءَ الأدبْ
وبلا سببْ
تهمي الكؤوسُ من الحَبابِ مشاعرًا
من تينةِ الذكرى وأفياء العنب
مما يجول بخاطر الشعراء مثل زواهرٍ
من ومضِ أفلاك الحياةِ
من الطيوب السالفاتِ
من القبب
فاستعلمي يا زهرتي أنفاس أسرار الهنا
فالليل ولى واستفاق الصبح
نادى بالنّدى قم للمنى
عانقْ تراتيل الضحى
قلْ زهو قلبي ما امحى
حتى يؤوب من العيون الناعسات
جنى الوصال
مع الدلال ، يهزّه الترتيلُ
***
صباحكَ زهرتي لا ليس تنكرُه المها أبدًا ...
وليس لهُ العَنا يدنو ...
صباحك ملء ريّاه الأماني
ذي بلابله تناغمها الأغاني
من فؤادٍ سرَّهُ لحنُ الخلود وعزفُ أشعارٍ
تُبَثُّ مع الهيام ووحي أسفاري
صباحك ردَّ عافيتي
تلقّفه الضُّحى مُتمايلًا ، ناداه يا ثقتي
فأخبتَ أفقُهُ مُتأمِّلاً بَوْحَ " الصَّبا " الحاني
وجُنَّ جنونُ عذّال الحياةِ
وهم - ومن زمنٍ - بلا لغةٍ تمنَوا خربشاتي!
يا لَنور من صباحٍ بالهوى آتٍ
يؤصِّلُ باليقينِ لكي يقيني من صباباتي
يؤسِّسُ للعيون السامقاتِ جميلَ أحلامٍ
***
زَهْرَةَ الحُسْنِ : لَعمْري
ماثلٌ بَينَ هُتافاتِ ضَميري لكِ مَعنى
حَاملٌ زَهْوَ إشاراتِ نَقَاءٍ تتأسَّى
ببَهاءِ الرُّوحِ عَزمًا ليسَ يَخْفى
فاعْطِيَنّي الوَصْلَ لثْمًا وَخُـذي مِنّا وَفَــــاءً
ليسَ يسْلو نبضَ ذكرى
واعطيَنّي الحبَّ زهوًا وخــذي صَفْوَ ربيعٍ شدَّني
نحْوَ زَمَانٍ باهرِ المغنى يُغنّي
رَوِّنـــي بالأنسِ ذوقًا
واسْــحَقي وَحْـشةَ أطوارِ الجَفا
ثمَّ اسقِـنـي كأسَ حَنينٍ يومَ عــزّ الطيفُ شوقًا
فــــفــؤادي مستـلّـــذٌ بــالهــــوى
وبواحي يَتَمَـــادى بــالهَنـــــا
زَهْرَةَ الحُسْنِ : مَضَى مُبتَهجًا عُمْري بهيًّا
وَقَريضي مِنكِ يَسْتجــدي ثَــراءً وكفى
مَهْما جَزعْنا أم صَبرنا
فكلانا في الرؤى مَا كان يخفى
فاشهدي نور حمانا واسبري غَوْرَ شذانا
واعلمي أنَّا الكبارُ الطيبُ روَّانا
وهلْ تُنسى دمانا
كيف ننسى - زهرة الحسن - ربيعًا فيه غالى مبتدانا
***
في حنجرتي
لغزٌ يتماهى فوق حدود اليأس وحول خدود الوصف
وفي همسي تغفو ألحان الماضي
يوقظها قلبٌ لا يعرفُ سوى ومضاتِ
بدايةِ من حملوا اليقطين شعارًا
في حنجرتي
ينساب غناءُ تواريخ النّاياتِ
يلبّي ما أجفى عن حاضرة المعنى
أو يمنحُ خاطرتي زهو الأيامِ بريقًا
يعشق ما ولىّ عن بوح جراحاتي
يا ليل تداركْ من أحلام ربيعي أطوارًا
يا ليل أنلْ أصوات الريح بقايا أشرعةٍ
كي نفقه كنه وجود الفجر
وآياتِ الوصل خشوعًا يرفعني
كي نحمل شيئًا من أعماق البحر
نمنّي النَّفس بأنَّ البين قريبًا مرتحلٌ
كي تبقى حنجرتي تروي للناس حكاياتي
وتصدَّ رياحًا لم تعبأ بجمال إراداتي
في حنجرتي لحنٌ بالخلد تناهى
واسأل عنّا أدمعنا وهوى الذكرى
***
رياض شلال المحمدي
31-12-2016, 10:44 PM
نبوءة
" للطابقيْنِ " حكايةٌ ، تُخفي حكايَةْ = منها البريءُ ، وَجُلُّها يوحي الغوايَةْ !!
تتلقَّفُ المعْنى احترافًا ، رُبَّما ، = أو تفرشُ الطُّرُقاتِ ذكرىً عن هوايَةْ
أو تمسحُ الدمْعاتِ عن لغةِ المَها = قَصَصًا ، وَأحلامًا ، بها بَدْءُ الروايَةْ
لمَّا التقينا ، والحَوادثُ جَمَّةٌ = نَرِدُ الحَنينَ مُغرّدينَ بلا نهايَةْ !
لمّا نقشْنا تحتَ آفاقِ العَنا = أحلى الحروفِ ، تحفُّنا صورُ العنايَةْ
وتَرٌ مع الأحبابِ ينبضُ بالهنا = أو جِلسةٌ ركزوا بها الإيثارَ رايَةْ!
أو كَرْكراتٌ أزبدت قربَ الضِّفافِ = مدادُها طُرَفٌ لأهلِ الشوقِ غايَةْ
حينًا يُسابقُ بالنَّوارس عمرُنا = أو كان يرسم قاربًا بفم الدِّعايَةْ!
كم من لُقىً تاهتْ حيالَ رسومها = حتَّى استرقْنا يا صباها كلَّ آيَةْ
واليوم ترنو " الطابقين " حُشاشةٌ = وَتخطُّ بالعَبراتِ قافيةَ النِّهايَةْ
يَتحَدَّر الدَّمُ حَوْلها من دهشةٍ = فكأنّما الأجواءُ مَيْدانُ الرِّمايَةْ!
يا ويحَ غُفْلٍ عن حمائمِ نبعِنا = لم يذكروا الزَّيتونَ أو ألقِ الهدايَةْ
حتى مَضَوْا قبل الأوان فما بكتْ = تلك السَّماءُ عليهمُ فرطَ الشكايَةْ
آثارُهم ، أمُّ الزَّمانِ تمجُّها = والليلُ والقُرْبى وحاضرةُ الولايَةْ
" للطابقين " بعثتُ شدوَ قريحتي = أمَّلْتُها دَهْرًا بأنْسامِ الدِّرايَةْ
وعسى يلوحُ بعيدها وَطنُ الهنا = وتباركُ الأيام أطرافُ الحكايَةْ
رياض شلال المحمدي
15-01-2017, 04:28 PM
لا ، لن نقولَ وداعًا
أَرِحْ فؤادَكَ ، عَانِقْ رَائقَ الأمَلِ = واسْتَمْطِرِ الصَّفْوَ أشواقًا بلا كلَلِ
دَعِ الرِّكابَ ، سَخَيًّا في مَشَاعِرهِ = طُفْ بالجِنانِ خُلودًا باهِرَ الظُّلَلِ
لا تَنْسَ أنَّك رَغْمَ البَيْنِ ، يَرقُبُنا = مِدادُ مَبْناهُ ، مَحْمولاً على المُقَلِ
تُرْخي الموَدَّاتِ ، لم تعْبَأ بنازلةٍ = تبوحُ بالبِشْرِ شَلاَّلاً بلا أجَلِ
لحِدَّ أنْ غَمَرَتْ نجْواكَ أفئدةً = تُهدي الأماليَ لم تقْصرْ ولمْ تُطِلِ
فَانشُدْ ، وَرَتَّلْ ، وشَنِّفْ ذوقَ مَن حَضَروا = يُعانِقُونَ غَزيرَ الشَّوقِ والمُثِلِ
وَاذكرْ حَبائبَ قَلْبٍ مِنْكَ سابقةٌ = لهُمْ عُيونُ الوَفَا ، في أجملِ الحُلَلِ
أبَا وَفاءٍ : صِفِ الأحوالَ في دَعَةً = وَكيفَ كانَ الهَوى مَعْ صَفوةِ المِلَلِ
وَهَلْ رأيتَ مَقامَ الشُّكر إذ طربَتْ = به المَعاني حيالَ الصَّحْبِ والأهَلِ؟
أما أنِسْتَ ، فَـــآوَتْكُمْ زَوَاهرُهُ = لقاءُ مُبتَهَجٍ بالنُّورِ مُتصلِ؟
وَهَلْ نقَشْتَ على بَنْدِ الذُّرى لُمَعًا = يَشْتاقُها الأُدَبا في المَوْقِفِ الجَلَلِ؟
في زَحْمةِ الأُنسِ حيثُ الآسُ مُنتَظَرٌ = وُمُلتَقى الأرْيِ مَغْذوٌّ بلا عَمَلِ
أَمَا حَمَلْتَ طيوبًا قرْبَ أربُعِ مَنْ = جادوا ، فهامَ قصيدُ السَّبْقِ بالقُبَلِ؟
وَهَلْ نظرْتَ رَحيقًا كنتَ تسكبُهُ = إلى ظلالِ الأماني حالَ مُبتهلِ؟
فانهضْ - فديتُكَ - ذهنُ الكونِ مُستمعٌ = نشيجَ ذكــــــراكَ ، مُرتادًا حِمى الغَزَلِ
وَانهضْ - حَنانيْك - فالماضي أهابَ بنا = كمُغْرمٍ - في نواحي الليلِ - مُنذَهلِ
أطرَبْتَ يا ما مَداراتٍ وأرْوقَةً = لِجَرْسِ مَرْقاك دانتْ أروعُ الجُمَلِ
وَاليوم زفَّتْكَ للتَّأريخِ أغنيةٌ = تَتْلو الحَناجرُ ريّاهـــا مَعَ الحَجَلِ
وَاليومَ مَن فَقَدَ الأُلاّفَ يَندبُهُ = صَوْتُ الدُّروبِ : تذكَّرْ نايَهُ وَصِلِ
لا لنْ نَقولَ وَداعًا فَهْي خالدةٌ = بك الأكاليلُ حِسًّا غيرَ مُنتقلِ
هيَ العزاءُ لمن يهواكَ خاطرُهُ = وما تَناسَى حَفيفَ المُخْلصِ البَطلِ
أَبَا وَفاءٍ هلِ " الشلاّلُ " مُنحَسِرٌ = وَقدْ نعتْكَ رَواقينا على عجَلِ؟
وَهل لنا لقيةٌ في ظلِّ غاديةٍ = أمِ الزَّمانُ بعيدُ النَّوْلِ لم يَزلِ؟
فَالحزْنُ لفَّ قَوافينا يُسابقهُ = فيضُ الدُّموعِ ، وذكرى عنْكَ لم تَحُلِ
والسَّاهرونَ مَعَ النُّدَّامِ أرَّقَهم = نَواحُ قُمْريَّةٍ في لوعةِ السُّبُلِ
وَمَنطقُ الآهِ مولوهٌ يُراجُعهُ = جَمْرُ التَّنائي ، وَهَجْرٌ سَامقُ الأسَلِ
هاتيك هِيْ حِوَلُ الأيَّامِ يا رجلاً = تاقتْ إلى وصْلِهِ وَمْضَاتُ مُرتجِلِ
ناجيتُ روحَكَ فكْرًا مَسَّ أخيُلتي = دُرْ بي بدربكَ ، وانزعْ لحظةً ذُهُلي
مِنْ قِصَّةٍ كنتَ تحكيها ، فتبهرُنا = أفكارُ مُنتَبهٍ ، بالسَّرْدِ مُنشغلِ
سِرْ بي أليفًا بسرْبِ النَّثرِ ذا لغةٍ = سَقيْتَها زَمنًا من واردِ العسَلِ
أو عَتِّقِ الوَصْفَ بالجوريِّ مُقتفيًا = بهاءَ أهلِ النُّهى في واحتي ، وَطُلِ
يَشتمُّها في نواحي الشَّوقِ زائرُنا = وينتخي باسمِها وجدانُ ذي عِللِ
تلك " المجاميعُ " أشتاتٌ مواهبُها = درَّتْ مذاهبُها ، دارتْ على النُّزُلِ
جاهًا ، وحسْنًا ، وآفاقًا مهذَّبَةً = حَرْفًا فحرْفًا تناجينا على مَهَل
تميسُ فيها من الألوانِ مَنزلةٌ = وفيْءُ مَكرمـــــــــةٍ نادتْكَ يا أملي
فاهنأ بسعْيكَ فالفردوسُ باسمةٌ = لمَّا حللتَ مَغَانيها معَ الرُّسِلِ
واهنأْ بصُحْبةِ أحبابِ السَّنا ترفًا = والأصْدقاءِ ، بقاءً غيرَ مُكتَهلِ
دَعِ الأحاسيسَ تروي كلَّ حَادثةٍ = عن العِراقِ ، وأجبالٍ من الغيَلِ
عن الفراتِ وقد غصَّت مساربُهُ = دمعًا ، وحزنًا ، وَوَهْمًا قُــــدَّ من حيَلِ
عن أمَّةِ الضَّاد ، عن أيَّامِ نكستِها = حتَّى تداركَها رَبّي على عَجَلِ
عَليكَ قَلبي سَلامُ العُمْرِ تحملُهُ = أحلى الرَّياحينِ ، فاخلدْ طيَّبَ الحُللِ
حُلوُ الأماني مَنايا الدَّهْرِ تعشَقُها = وَيُسْتطابُ الغِنى بالسَّيفِ لا الوَجَلِ
رياض شلال المحمدي
24-01-2017, 07:16 PM
وهل درى ؟
من قصائد مسابقة الواحة " الماسيّة " لعام 2014
على حِدَقي جَاهُ البَلاغَةِ أسْفَرا = وَمِنْ شَفَقِي فَيْضُ الدَّسِيعَةِ أصْدَرا
فَمَا عُدْتُ ألْوي بالمُتُونِ مُفَاخِرًا = فؤادي مَكينٌ ظَلَّ يَهمي مُعَطَّرَا
أَمَا وَالذُّرَى أَسْدَتْ لِقَلبي مَعَابرًا = وَمِسْكَ مَوَدَّاتٍ ، نَهَضْتُ مُعَبِّرا
بِلا سَرَفٍ أتلو الأُصُولَ جَوَاهِرًا = شُعوري أثيلٌ ، لا تُفَلُّ لَهُ عُرَى
ذَرَا خَلْفَهُ تِهْمامَ كُلِّ مُلِمَّةٍ = وَأسَّسَ تِرْياقَ البَيانِ مُصَوَّرا
تَأسَّى بأسْتارِ التَّليدِ رَبيعُهُ = فَصاغَ مِنَ الأَلطافِ وَرْدًا ، وأشعَرا
تُذاكِرُهُ الغِيدُ الحِسانُ أواصِرًا = لِذا كُلَّما أغشاهُ وَحْيٌ تذكَّرا :
بأنَّ اللَّبيبَ الفَرْدَ ، جُلَّ مُناهُ أنْ = يُرَوّضَ أَقباسَ الحَضارةِ نَيِّرا .
فَمَا كُنْتُ في قَوْلٍ أُعَاظِلُ ، إنَّما = أُتَمِّمُ مَا فاتَ الجَمالَ مِنَ القِرى !
ثَريٌّ ، نَقيٌّ ، مُسْتَفيضٌ ضَميرُنا = يُقَبِّلُهُ الدُّرُّ النَّضيدُ تأثُّرا
يُنادِمُ أعْمَاقي سَناءُ عَرَائِسٍ = وبالتِّبْرِ في رِقّ الُّلجَيْنِ دَمي سَرى
وللخَيْلِ في شِعْري صَهيلُ مَعامِعٍ = بِهِ تمنحُ الشِّعْرى الفَضَاءَاتِ مَنْظرا
أُعيذُ مَقامي مِنْ سَبيلٍ جَهِلْتُهُ = تَفَرَّدْتُ رُوحًا حينَ غَيْري تَعَثَّرا
فَإنْ غَابَني غَـــــــــيُّ الزَّمانِ مُعَرْبدًا = فَبَأْوي وَزَهْوي في التَّواضُعِ أقمَرا !
تُسَامِرُني مُزْنُ اليَواقيتِ ، تَنْحني = لِرقَّتِــها الأفكارُ ، والحِسُّ أزْهَـــــــرا
مَتى أحسَنَ المَرْءُ المَقالَةَ مُنْصِفًا = صَفَا حَرْفُهُ باليُمْنِ ، وَاللهُ نَضَّرا
خَوَاطرُنا إنْ مَسَّها خَطَرُ النَّوى = سَأرْسِمُها بالرَّنْدٍ رَوْحًا مُعَنْبَرا
فَهَلْ عَلِمَ الأحبابُ سِرَّ مُدامَتي ؟ = وَراعي صَباباتي حَنانَيْهِ هَل دَرَى ؟
حَمَلْتُ إلى هامِ البُدورِ لِواءَهُ = رَفَعْتُ لهُ باسْمِ المُناجاةِ مِنبَرا
عَجِلْتُ إلى رِيّاهُ أشحَذُ هِمَّةً = وَكم زَفَّ لي حُسْنًا ، وَبِشْرًا ، وَكَوْثَرا
تَمَنَّيْتُــــــــــــهُ يَرنو الغِرَاسَ وَقَد نَما = وَيَلْمَسَ إتقانًا بحبِّهِ أثمَرا
خُذيني حَمَامَاتِ الغَرامِ إلى الِّلقا = دَعي عَبَرَ المَعْنى ، وَدَمْعًا تَحَدَّرا
وَأَلقِي جِراحَاتي عَلى عَتَباتِهِ = فَمَا الوَصْلُ إنْ عَزَّ التَّخاطُبُ يُشْتَرى
رَعَى اللهُ ذاكَ العَهْدَ طابَ مَذاقُهُ = فُراتُ عَفَافٍ لا يُخَالِطُهُ المِرا
إذا آذَنَ الضَّعْنُ المَسيرَ مُوَدِّعًا = وَنَيْلُ مَرامِي - يا حَمامُ - تَعَذَّرا
تَرَعْرَعَ لفْظي في فَضاءِ طيوبِهِ = وَأهدى حَسَاسينَ الأرَائِكِ أسْطُرا
تَغَنَّى بها ، يُشْجي البَلابِلَ آسِرًا = كَبَوْحِ " سَميرٍ " يَخْلُبُ الحُورَ في الذّرى
نَهيمُ بأشْذاءِ الوئامِ ، صَفاؤُنا = حِيال الثُّريَّا ، يَسْحَرُ الأفقَ مُبْهِرا
أفِقْ أيُّها الشادي وَبَلِّغْ أمَيْمَةً = وَميضُ بَنيها هَزَّ أفئدَةَ الوَرَى
مَآثِرَ عِزٍّ تَقْتَفيها مَآثِرٌ = على حِدَقي بانتْ ، وَحالي تَثَوّرا
فإن جالَ ما بينَ الأنامِ تناهُبٌ = تواهَبَ عِرْفاني المواهِبَ أبْحُرا
فلا تبْتَئِسْ مَا اعْصَوْصَبَتْ أزَماتُها = فلا بُدَّ مِنْ فَجْرٍ يُطِلُّ عَلى القُرى
رياض شلال المحمدي
24-01-2017, 07:28 PM
نوادر
أبياتٌ متبادلة بيني وبين الأستاذ الشاعر محمد ذيب سليمان
ضاق الزمانُ ، وما ضاقتْ به الصُّوَرُ =في كل يومِ غدت من أرضنا العبرُ
كانت حصودًا لوسواسٍ يؤرّقنا = ما همّها البذل ، بل للبذل تنتظرُ
كانت نخيلاً بحجم الكون شامخةً = واليوم أضحت لنور الشمسِ تفتقرُ
بغداد يا راية كانت تظلّلنا = لمّا انحنينا ، وساد الخوف والخطرُ
كانت أياد لأرض العرب حارسةً = ويملأ الغيم أحلامًا بها المطرُ
تروي يباب الثرى والعرب من دمها = وتشرب الضيم حتى يرتوي البشرُ
بغداد كانت لميراث العلا وطنًا = ويشهد الدهر كم ضحَّت ، وكم غدروا
لكنّها حين جاء الليل مرتديًا = ثوب الخيانة ، كان الصمت يزدهرُ
قابيل كنا ، وكنا كفّ قاتلها = بطعنة الغدر كنا مَن بها غدروا
*****
بحُبِّكم يتَأسَّى القلبُ ، والصُّوَرُ = وتجتدي من شذاكَ الرُّوحُ ، والزَّهَرُ
أبا الأمين : جراحُ الدَّهر تجمعُنا = لا درَّ درُّ الذي ينأى ، ويفتخرُ
دالتْ شؤونُ الدُّنا ، لا ليس من حسدٍ = بل شوَّه الذكرَ ناسٌ زادُهم كدرُ
وأسرفوا بالمآسي غَيْرةً ومِرا = حتى تداعى مع الأحقاد مؤتمِرُ
تبقى المغاني لكم تعنو منائرُها = مع القلوب التي تشدو بها العبَرُ
لا فضَّ فوكَ بما أرَّخْتَ من أدبٍ = مدادُهُ وجعٌ بالفكر يعتمرُ
فأنت أنت ، سختْ ، طابت مروءتهُ = فراح نحو ندى بغداد ينتصرُ
واستعذبت ببني الأعمام وجهته = شوقًا ، وحرفًا تباهت حولـه الدررُ
أبا الأمين : لنا كم أوبة ولقا = بذاك أقسم وليشهدْ ليَ القَمَرُ
وحينها تنتفي الآلام قاطبة = وحينها تنهض الأعماقُ ، والصورُ
*****
من أي سحرٍ شربت الحرف فانسكبا=في لجّة البحر أمواجًا وقد غلبا
من أي نجمٍ قطفتَ الحرف فاحتفلت = به الكؤوس إلى أن بات منقَلبا
في أي بحرٍ غرست الشعر مرتجلاً = ففارق البحر في أمواجه شهبا
يا أيها البحر يا شلال قافيةٍ = جئناك شوقًا ومنك الدر قد وثبا
حاشا السواقي يهزُّ البحر رافدها = وهي الروافد تجري نحوه طلبا
*****
من بعض ودك يمضي الفكر منتخبًا = أحلى اليواقيت يقضي عنك ما وجبا
فطاوعته بنات الشعر واحتفلت = أزهى العيون تنادي ، والعنا انسحبا
أبا الأمين ، جزيت الخير أجمعه = لمّا بذلت عقيق الروح منسكبا
طوبى لقلبك ما دام الهوى أبدًا = وما تغنّى فؤاد الصبّ ما وهبا
فكلُّ حرفٍ إلى مغناك نسبته = وكل حسٍّ إلى مبناك قد وثبا
*****
لوّنت حرفك بالياقوت منتخبا = فخالط الروح أنسامًا وما احتجبا
لله درّك ما في الشعر مكرمة = إلا وكنت لها مَن صبَّ أو شربا
رياض شلال المحمدي
30-01-2017, 04:10 AM
تشطير قصيدة ( خمسون عاما ) للشاعر وليد عارف الرشيد :
( خمسون عامًا والفؤاد يبوحُ ) = يحدو به التلميحُ والتصريحُ
خمسون عامًا يا حفيفَ قصائدي = ( والروحُ تغدو بالهوى وتروحُ )
( خمسون عامًا كنت أحسب وجهها ) = جاهًا تشاطرُ وجنتيه شروحُ
أو كنت أرمق في صميم ربيعها = ( كأس الغرام يملني ، فتشيحُ )
( خمسون عامًا كم ظننتُ مراكبي ) = تنأى ، تعاني ، تستغيث ، تسيحُ
أو شئتَ - فرط العاتيات من المدى = ( ترمي المراسي ، والمغيب يلوحُ )
( أو أنَّني ما عاد يثملني الغِوى ) = كلا ، ولا عقَّ الفؤادَ جنوحُ
أو أنها شدِهَ الخيالَ عديدُها = ( لولا وقفتُ ببحرهنّ أصيحُ )
( الله ما تلك العيون ؟ تؤمني ) = منها البلاغةُ ، هل لهنَّ وضوحُ
ما سرُّ أنظارِ الجمالِ سقينني = ( من سحرهنَّ وقائعٌ وفتوحُ )
( راجعتُ فجري في شروق صباحهنّ ) = نَ وللتفكّر في الضُّحى تسبيحُ
وطفقت أدفع بالبصيرة نحوهنّ = ( ن ، وشدني نحو الشباب طموحُ )
( في صمتها المكبوت صرخة ثورةٍ ) = ما كان يعجز ومضَها تسليحُ
وبها على مرِّ الحوادثِ وثبةٌ = ( وتمردٌ في الحاجبين جموحُ )
( وعلى شواطىء حزنها رغم التجل ) = لد بانُ مُرتبعٍ بكاه الشيحُ
وهمت بها – يا أهلها - فرط التبل = ( لُدِ تحت أمواج الدموع قروحُ )
( وعلى خيوط الرمش قصة زهرةِ ) = سكرت على مسرى هواها الروحُ
فكأنها ممّا توارد حولها = ( تهدي البرايا بهجة وتنوحُ )
( في عمق نظرتها عوالم دهشةٍ ) = وجناسُ راويةٍ بكتْهُ الرّيحُ
فالوصف منها أو إليها عائدٌ = ( والطرف كونٌ للبهاء فسيحُ )
( في خدّها احمرّتْ مواسمُ فتنةٍ ) = فالود وادٍ ، والغرامُ سفوحُ
والشوقُ يخترق الوهاد وميضه = ( والثغر ندٌّ للشموس صريحُ )
( النفس كالريحان فاح عبيرها ) = في حضنها المعنى الصَّريح طريحُ
فالفكر في لغة الصَّفاء نشيده = ( والقلبُ من نبض النَّقاء سموحُ )
( والحرف إما طال فاهًا غرَّدت ) = قلبٌ لقلبٍ شاكرٌ ، ونصوحٌ
فاسَّابقت تتلو البهاءَ عرائسٌ = ( وأتاك شدوٌ آسرٌ وصدوحُ )
( هيَ في لغات الريح أجمل نسمةٍ ) = أبدًا يناغم ضوعها التوشيحُ
فكأنَّها عهد استقرّت منحةٌ = ( وندىً بعرف الورد حين تسيحُ )
( من ذا يؤول للنجوم مواجدًا ) = يهوى الفضاء مدادُه المسفوحُ
من يبعث الملكات طهر مثوبةٍ = ( أم من إذا تعب الكلام يريحُ )؟
( من ذا يصوغ الآه مثل شجونها ) = فالسرُّ في سبلِ الهوى مفضوحُ
وتقارب الأمثال رهنُ لحونه = ( روحٌ تغني .. كيف تطرب روحُ )
( أدركت أنَّ القلب يأبى أن تجفَ ) = شؤونه ، والحال فيه مليحُ
كلا ، وتأبى أن تغور مدى البيان = ( عيونه .. هذا الوريد نضوحُ )
( خمسون عامًا ما ذوى فيها وقا ) = م تحبه الآمال ، كيف يبوح
قلبٌ له أصل الخلود مع الهيا = ( م ولم تزل تبنى عليه صروحُ )
رياض شلال المحمدي
17-02-2017, 03:21 PM
ألقُ الضحى
لم يبق شيءٌ حبيبي ما كتبناهُ = ولا خَبا خاطرٌ صدقًا سكبناهُ
ولا التمستُ من الجوزاءِ قافيةً = إلا أتتني ، وللإفضال مرقاهُ
ولا تنفَّس بَوْحٌ من سريرتنا = إلا ومن مشرقِ الفادين مَسراهُ
تُجَانِسُ الرُّوحُ أهلَ الرُّوحِ حاملةً = من العفاف بيانًا لسْتُ أنساهُ
ينوبُ عنّي لمن صَحَّتْ مَقاصدُهُ = وفادةً من مُحبٍّ جَدَّ معناهُ
ترقُّ ، تمضي ، تنيل الوصْفَ بغيتَهُ = تهيمُ ، ترقبُ من فجْري مراياهُ
ولا يَحيدُ عن النُّظار واردُها = وَفيَّةَ الذكر أنَّى سُرَّ فُصْحاهُ
فكيف ينضب وحي الفكر يا لغتي = ومن قصدتُ كريمٌ في سجاياهُ
أحبَّنا مخلصًا في الله تحملهُ = رفارفُ الحُسنِ ، فهو الطيبُ والجاهُ
فانسابتِ النَّفحاتُ الغرُّ باسمةً = تهوى - غداةَ ابتهاجِ الوَرْدِ - رؤياهُ
يا مازنُ : الأمنياتُ الخُضْر حاضرةٌ = في لبِّ حاضرةِ الحاني بمسعاهُ
في مُقلتَيْ وَطنٍ عزَّ النَّصير لهُ = ولامَسَتْ أعينَ الحَنَّانِ شكواهُ
أراه بالمنحةِ الكبْرى سيكلؤهُ = وَيَسْتعيدُ حمامُ الدَّوحِ مأواهُ
فالياسمينُ – حنانُ الله – أخبرني = أنَّ الرَّبيعَ دنى ، والغيثُ حَيَّاهُ
وليرحم اللهُ مَن غابوا فما لحقوا = أنشودة الشامِ ، أو مَجْدًا صنعْناهُ
هو الزَّمانُ متى أضناكَ مذهبُهُ = لاحت أطايبُهُ ، غنَّى مُحيَّاهُ
واليوم قلبك شادٍ في معارجهِ = نال الحبور رقيقًا إذ رقبناهُ
معانقًا بالضحى طابتْ مواردُهُ = وقد أتتْه " ضحى " بالفَوزِ أقصاهُ
طوبى لكم ، ولها في كلِّ آونةٍ = من النَّجاحِ الذي للنور معناهُ
شِعرًا على ذكر ينبوع الهدى كرَمًا = عبيرُه في المدى نزكو سجاياهُ
ربَّاهُ صل عليه دائمًا أبدًا = والآلِ والصَّحب أنَّى لاح ذكراهُ
وبارك السعي ممن جاد خاطرها = بكل حرف جمال القصد أوحاه
رياض شلال المحمدي
17-02-2017, 03:23 PM
أمجد الزَّهاوي
ربيبُ العلم ، معدنُه الصفاءُ = تغنّى باسمِ ساحته القضــــــاءُ
زهاويٌّ له العلماءُ تاقوا = وكم أثنى عليه الأوليـــــــــــاءُ
هو العلَمُ الكبير حفيد فخرٍ = لـــه في كــلّ سابقةٍ فضــــاءُ
إلى " بابان " تزدلف المراقي = تناغمها المعارفُ والرجـــاءُ
فطوبى يا أريبُ فداك شعري = على ذكـــراك أبهجنا اللقـــــاءُ
أتيتك أسكب الملكات حبًّا = وحسنـــــًا ليس ينقصـــه ازدهــاءُ
بنيتَ من المعالي كلَّ صرحٍ = فيا بغدادُ : هل بكتِ السماءُ؟
غداة تباعدت عنها الأقاحي = ولفّ غصونَ أيكتها العزاءُ؟
وهل أغناكِ أمجدُ في زمانٍ = بـــه ألقٌ يـنـادمــــه الدعـــــاءُ؟
أم الأيّـــام عجلى في رؤاها = ونادت يا " نِهالُ " لكِ البقــاءُ
ستبقى للتواضع ترجمانــــــًا = ويغبطك القصيد بمـــا يشــــاءُ
هنا يتذاكــر الأحفادُ إرثــــــــــًا = بما أبقيتَ ، أرّخـــــه العطــاءُ
وحسبك بالعوارف صنت دينــــًا = إلى أن حفّ منطقك الرُّواءُ
وحسبك ترتقي الإفتاء حَبـْرًا = يروّي فكــرَك الزاهـــي البهــاءُ
وحسبك بالهدى نلت المرامي = ليرشف من نـــدى يدك الظِـماءُ
وحسبك قد وهبت القدس سعيًا = جهـــادًا ظلّ يذكــــره الإخـاءُ
تنادي بالمروءة دون وهنٍ = فهزّ مســــامع الدنيـــا النّـــداءُ
أخا النجــباء يا نجل العوالي = لك الأصـــلاء بالتحنان جــاؤا
رعاك اللهُ أمجدُ كلّ حينٍ = وفـــي المــأوى دعاك الأنبياءُ
خلودًا طيّبًا ما كان يفنى = وذكـــرًا دائـــمـًا فيـــه الوفــاءُ
وأختم وقفة المسك المقفّى = بتضمينٍ يُــردّده العَــمـــاءُ
( إذا صفت المودّة واستقامت = فلا تجزعْ وإن بـَـعُـدَ اللقـــاءُ )
رياض شلال المحمدي
25-02-2017, 01:18 PM
عفوُ الخاطر
تَــغـــيَّـــرَ الــعِـــطـــرُ ، لا الأيَّــــــــامُ أيَّـــــــــامُ = وَلــــمْ تَــعُــدْ تُـسـعِــفُ الأرمــــاقَ أحــــلامُ
وَحَـوْبَـتـي نَـكَـثـتْ غَـــزْلَ الـعـهــودِ وكــــم = يُــصــادرُ الــجُــرحُ قـلـبــي وَهْـــــوَ يَـلــتــامُ
وَأدبـــرتْ عـــن لـيـالــي الــــوَرد مـوحـشــةً = أحلـى البـدورِ ، فهـلْ للصـبـحِ أكـمـامُ؟
وَغـــرّبـــتْ لُـــغـــةُ الـمَــسْــعــى سَـعــادَتُــهــا = فـــمـــا تــبــقَّــى لـــهـــم وَعْــــــدٌ ، وإلـــهـــامُ
لـمَّــا أســـاؤوا بـنــا ظــنًّــا ، فــمــا ربــحــوا= غـيـرَ الـدُّمـوع ، وَفــي ظــلِّ الأنــا نـامــوا
والـشِّــعــرُ إنْ راعَــــــهُ ضَـــيْـــمٌ تَـمـلَّـكـنــي= يَــجُـــبُّ داءَ الــسَّــوافــي وَهْــــــوَ بَـــسَّـــامُ
والـشِّـعـرُ إنْ مَــسَّــه ضــيــمٌ فــــلا حــــذرٌ = يـقـي المـزاعـمَ ، والدُّنـيـا ، ومــن لامــوا
شَــوقـــي يُـراجـعـنــي ، والــلــيــلُ أدمُـــعُـــهُ = تـجـثــو عــلــى طُـرُقــاتــي فــهـــيَ أنــســـامُ
لكنَّـنـي – وافـتـقـارُ الـــروح يسبـقُـنـي – = وَعُــدَّتــي فــــي الــنّــوى بَــــوْحٌ ، وأنــغـــامُ
صنـعـتُ مــن عَـبــقِ الإخـــلاصِ منـزلـتـي = كـــي لا يـقــولَ الـضُّـحـى آذَتْـــهُ أوهــــامُ
أثَّــلْـــتُ مـــــن مَـــطـــر الإيـــثـــار رابــيَــتــي = وَمــا نَسـيـتُ الألــى فــي ذَوْقـهـم هـامـوا
وَغَـيْـرتــي مـــــن أصـــــول الــنُّـــور زاهـــــرةٌ = طوبى لمن في الهوى عن غيرِنا صاموا
مَـددْتُ بالحُسْـنِ للـرَّوضِ الأريـضِ يَـدًا = فــــراحَ يــرشــفُ مـــــن فُـصْــحــاهُ إلــهـــامُ
فــهــلْ عـسـيــتَ بـــــأنْ تـخــبــو لـوامـعُـنــا= أو أنْ يُــحـــرَّقَ سِـــفْـــرَ الــــــرَّاحِ نُــــــدَّامُ؟
لا والـــــذي تـجــمــع الأخـــــلال جــنّــتــهُ = عـــزائـــمـــي زفَّــــهـــــا لــــلأفـــــقِ إقــــــــــدامُ
فأصبـر علـيَّ فمـا أبصـرتَ مـن غضـبـي = شــيــئًـــا ، ولا عــتــبـــي أروتــــــــه أقــــــــلامُ
غـــــدًا يــجـــنُّ جــنـــونُ الــلـــوم يـحـمــلــه = إليـك ظلـي ، وتـطـوي الـوصـف أجــرامُ
رياض شلال المحمدي
03-03-2017, 07:25 AM
هناك موعدُنا
لبّيـكِ يـا قـدس ، يـا أبهـى مغانيـنـا = لبّيـكِ يـا زهــرةً تـهـدي الرَّياحيـنـا
لبيـك يـا قبلـةَ الأعـمـاقِ يــا أرَجًــا = لـــهُ تـنـاخـت سـخـيَّـاتٍ حواشـيـنـا
لبَّيـكِ يــا جـنـةَ الأحـبـاب ، رائـعـةٌ = بـك الربـوع ، تنـادي أيــن حاديـنـا
أيــن الـوفـاء ومــن لاذوا بدوحـتـه = حـيـال زيتونـهـا يـهــوى الوفيِّـيـنـا
هنـاك مسجدنـا الأقـصـى يناشـدكـم = هيَّـا استفيقـوا ولا تنـسَـوْا فلسطيـنـا
هيا استفيقـوا فأحـلام الصِّبـا عبقـت = ولاح حول الهضاب الخضر هادينا
هــذي بيارقـنـا ، هــذي ملاحـمـنـا = هــذا هـوانــا لـــه غـنَّــت أمانـيـنـا
رياض شلال المحمدي
28-03-2017, 05:18 AM
فِكْرٌ ، أدبٌ ، أخلاقٌ
المُهْجَةُ ضَجَّتْ ، وَالصُّحُفُ = وَالحِلمُ تَوَلَّى ، وَالشَّغَفُ
وَالماضي عذَّبَ قَافيتي = وَالحَاضِرُ يَأسِرُهُ الَّلهَفُ
وَتَفانى صَبرُ خَميلَتِنا = وَالواحَةُ أرَّقَها الجَنفُ
لا طيرَ يُسامرُ خُلَّتَها = لا مَعنىً بالمَغنى يَصِفُ
لا عينَ تُناغمُ أدمعَها = ليظلَّ يمورُ بها الأسَفُ
مَا زال نِداها مُلتمسًا = أهلَ الأذواقِ وَمَنْ رَشَفوا
بالأمسِ رَحيقَ مَودَّتِها = فَتزاهتْ بالأدبِ الغرَفُ
أم تلكَ عهودٌ يَنقضُها = في يَقظةِ أحلامي التَّرَفُ
لِينافسَ مَرآها صَدفٌ = تَعتاشُ على غدهِ الصُّدَفُ
أينَ الأحبابُ ومَن كانوا = تَحدو قُدُمًا لهمُ الطُّرَفُ
أوَ ينأى البَانُ وَسَوْسنةٌ = في عاطفتي لهُما نُتَفُ؟
أوَ يَأفلُ بدرُ مَعالمِها = وَشموسُ النَّهضةِ تنكسِفُ؟
مَنْ كانَ النُّور قضيَّتَهُ = مَا كان بعجْزٍ يَعْترفُ
لا رَيْبَ تُصادقُهُ كلمٌ = بل يَصْدقُ رؤيتَهُ الهَدَفُ
أسْتَغْربُ ممَّنْ يأتينا = يُلقي بالنَّصِّ وَيَعْتَكِفُ
تَقْفُو بالنَّفْسِ سَريرتُهُ = وَعَليهِ ذووا الدُّنيا وَقفُوا
أبناءُ الأخرى ما فَقِهُوا = غيرَ الإقبالِ ، بهِ هَتَفُوا
وَوِصالُ النُّخبةِ ذو قدَرٍ = بصَفاهُ المُخلصُ يلتحفُ
وَالقلبُ يُناشدُ سادتَهُ = أو إخوتَهُ ، فهم الشَّرفُ
لو تمضي أُضحيتي لهمُ = لا ريبَ سيُسْعفُنا كتفُ!
أوَ تنسى الَّليلَ مَشاعلُنا؟ = فالرُّوحُ بها تذوي السُّدُفُ
وَتَجَلِّي البَسْمةُ منطلقٌ = للمَنْطقِ يَعْرفهُ السَّلفُ
وَالمُطلقُ بينَ مَداركنا = مَوْقوفٌ ، يُنكرُهُ الخَلَفُ
وأكابرُنا هم قدوتُنا = للمجد بهذا نعتَرفُ
وَالفكرُ مَعَ الأدبِ التَقَيا = وكذا أخلاقٌ تزدلفُ
هذا من عِطر حضارتِنا = فلماذا الواثِقُ يَنْصرفُ؟
كَلَّا ، لن يُعْجِزَنا زَمنٌ = لن ينسى نخلاتي السَّعَفُ
لن تنسفَ آمالي حِولٌ = فالآنَ شموخي يزدلفُ
والآنَ الآنَ تعارُفُنا = بصفاءِ الحكمةِ يأتلفُ
والآنَ الآنَ ، وَيَسمعُنا = مَن وَلى ديدنُهُ السَّرفُ
عَذُبَتْ أنغامُ خَرائدِنا = وَحِمى الإقدامِ لنا كَنَفُ
وَغدًا بالنَّصر لنا مُلحٌ = وَيُصافحُ مَركبَنا الجُّرُفُ
فاسألْ عن نور مَطالعِنا = وَثقافتِنا ، ومَنِ انعطفوا
يبنونَ من الجُلَّى مُثلًا = فانسابتْ بالشَّوقِ الصُّحُفُ
******
2017
رياض شلال المحمدي
28-03-2017, 05:24 AM
زينة الروح
بنتَ عمري بكِ استضاءَ الشعورُ = وازدهى القلبُ عانقته البدورُ
هائمًا عاشقًا عيونَ المعاني = حاملاً ما قد تستقيه العُصورُ
من نقاءٍ على فؤادكِ أضحى = وبهاءٍ به تباهى الضميرُ
زينة الروح عانقي بوح فكري = فالأماني ، وبهجتي ، والحبورُ
جُمعت كلها حيالك تشدو = واستطابت بما قصدت البحورُ
فاحمليها أطايبًا ليس تفنى = واحفظيها فللزمان عبورُ
واذكري شاعريّتي بافتخارٍ = فرضُ عَينٍ جمالها والسطورُ
زينتي : العلمُ للأنام سلاحٌ = جاهدي كي يحفّك التقديرُ
فلنا في مداه أرقى الأمالي = وربيعي بنوره لفخورُ
يا رعاك اللطيف طول حياتي = زينةً حولها تهيم البدورُ
رياض شلال المحمدي
29-04-2017, 10:37 AM
نشيد الخلد
لا تــعــجـــبـــنّ غــــــــــداة الـــشـــعــــرُ أشـــجـــانــــا = وبـــــــــــــتّ أقــــــــــــــرضُ لـــــــلأيّـــــــام أشــــجـــــانـــــا
فـــــلــــــي بـــــيــــــانٌ تـــنــــامــــى فـــــــــــي عــــذوبــــتــــه = ولــــــــــي جَـــــنـــــانٌ مـــنـــيــــبٌ ظــــــــــلّ هــيــمـــانـــا
ولـــــــــي بــــديـــــعٌ يــــصـــــون الــــســـــرّ مـــــدخـــــرًا = هــــــواه لــلــشـــرق ، فـــيــــه طـــــــاب مـســعــانــا
تـــــــردّنـــــــي شــــهـــــقـــــاتُ الـــــــبـــــــوْح مـــتــــثــــقًــــا = كـــنـــفـــحِ طــــيـــــبٍ بـــــــــه أطــــفـــــأتُ نـــيـــرانــــا
أو كـــــــأس قُـــــــربٍ بـــــــه أغـــرقــــت أوردتـــــــي = دلــــفـــــتُ أرشــــــــــف مــــــــــن ريّــــــــــاه تــحــنـــانـــا
أهـــدي الـوصــال ، عـيــونُ الـضــاد ترمـقـنـي = شــفــاهــهــا حــــدّثــــت بــالــهــمــس وجــــدانـــــا
كـــأنّـــهـــا رســــمـــــتْ فـــــــــي الأفـــــــــق خـــــاطـــــرةً = تقول خذها وكن في الوصفِ " حسّانا "
أبــــوابــــنــــا مــــشــــرعـــــاتٌ مــــــثـــــــل أهــــدبــــنـــــا = أقـبــلْ - هــديــت - نـشـيــد الـخـلــد نــادانــا
أقــبــلْ فــقـــد أثــلـــج الأعــمـــاق بـــــارقُ مَـــــن = بـــالـــحـــبّ وشّـــحـــنـــا ، بــالــصـــبـــر أحـــيـــانــــا
أقـــبــــلْ حـنــانــيــك إنّ الـــقــــوم مــــــــا عــــرفــــوا = إلاكَ مــــمـــــتـــــدحًـــــ ا حِـــــــــسًّــــــــــا وعــــــرفـــــــانــــــ ـا
أقــــــــبـــــــــلْ ولا تــــلــــتــــفـــــت إلا وأخــــيُــــلـــــتـــــ ي = عــــــلـــــــى مــبــاهـــجـــهـــا الــــــجـــــــوزاءُ تــــهــــوانـــــا
أقــــبــــلْ إلــيـــنـــا صــــديــــقَ الــعـــمـــر مـقـتــبــسًــا = درّاً مـــــــــــن الـــلــــؤلــــؤ الــمـــضـــفـــورِ مَــــرجــــانــــا
نُــــــثــــــارُ بــــــالـــــــروح إذ تــــحــــلـــــو مـــنـــاظـــرُهــــا = فــــلــــيــــس تــــــعـــــــرف لــلــتــقــصــيـــر عُــــنــــوانـــــا
يـــــــــــذبّ عـــــنــــــا وفـــــــــــي عــــلــــيــــاه نــــاطــــقــــة = حــمــائـــمُ الــشـــعـــر تــــحــــدو عــــــــن مــســمّــانــا
بـــنــــاتُ شـــعــــرٍ مــــــــن الأصــــبــــاح حــامـــلـــة = أشــــهـــــى الـــرســـائـــل تــســتـــهـــدي بــمــرقـــانـــا
تـــــحـــــومُ تـــيـــهــــاً فـــــمـــــا تُـــنـــســــى مــفــاتــنــهــا = أصــــيــــلـــــة حــــولـــــهـــــا الـــــــقِـــــــدّاحُ أبــــكـــــانـــــا
أذكـــــــــتْ عــواطــفــنـــا مــــــــــن دون ســـابـــقــــةٍ = شــــرقــــيّــــة بــــــدّلــــــت بـــالـــحُـــسْـــن تـــيـــجـــانــــا
رويـــتـــهـــا مـــــــــن إشــــاراتـــــي وقــــــــــد نـــــزلـــــت = مــــــــن حــــيــــن أزلــفــتــهــا بــالــيُــمــنِ أوطــــانــــا
مــن حـضــرة الـوصــل تسـتـجـدي مواهـبـهـا = وإنّــــــهـــــــا أغــــــرقـــــــت بــــالــــشـــــوق مـــغـــنـــانــــا
بـــالأمــــسِ عــطّــرهـــا حِـــبّــــي وطـــــــاف بــــهــــا = حـــــول الـجــنــان ، فـــــراح الـــحـــرْفُ نــشــوانــا
هـــــنـــــاك تــســألـــنـــي عـــــنــــــهُ فـــقــــلــــتُ لـــــهــــــا = بـــــــأنّـــــــه أجـــــــمـــــــلَ الـــــفـــــاديـــــن إحـــــســـــانـــــا
وإنّـــــــه الــطــيّـــبُ الـــجــــادي فــــــــلا عــــجــــبٌ = بــــــــأنّ يــــظــــل مــــــــدى الأشــــعــــار ذكــــرانــــا
وإنّـــــــــــــــــــه ألْــــــمــــــعـــــــي ٌّ فــــــــــــــــــــي شـــــمـــــائـــــلـــــ ه = بـــل " دائــــم الــظــلّ " مــنــه الـفـجــرُ وافــانــا
فــــقــــبّــــلــــي إرثــــــــــــــــه الــــمِــــعــــطــــاء ذاكـــــــــــــــــرةً = عــــهـــــدًا بـــــــــه حـــــــــفّ بـــالإيـــثـــار بُـــغـــدانــــا
حـــــــوى جـــمــــالَ عـــيــــون الـــذكــــر مـفــتــخــرًا = ولــــــــــــم يــــــــــــزل بــــــــــــاذلاً عــــلــــمًـــــا وإيــــمــــانـــــا
فـــــي يـــــوم " جــامــعــة " الإيـــنـــاس حــامــلــة = زهـــــــــــــــورَ راويـــــــــــــــةٍ بـــالــــمــــســــك تـــــرعـــــانـــــا
كــــــــنّـــــــــا نــــــــــــــــــراه فـــتـــحـــيـــيـــنـــا نـــــــــواظـــــــــرُه = بــــحــــســــنــــهــــ ـا الــــمــــتــــنــــاهــ ـــي أمَّ مَـــــبْـــــنـــــانـــ ـــا
والآن يــســتــذكـــر الـــمـــاضـــي أخـــــــــو ثـــــقـــــةٍ = مــــصـــــابـــــرًا يــــرتـــــجـــــي رَوْحًــــــــــــــا وريـــــحـــــانـــــا
يـــهـــيـــم يــلــتــمـــس الـــعـــهـــد الــتــلــيـــد وفـــــــــي = شــــــعـــــــوره يـــتـــغـــنّــــى الـــــــوصـــــــف ولــــهـــــانـــــا
يـــــــخـــــــال خـــــــاطـــــــره ومْـــــــضًـــــــا فـــيــــســــألــــه = عـــــــــن الـــســـنـــا والـــهـــنـــا يـــنـــســـاب ألـــــوانـــــا
يـــــــومًــــــــا يـــنـــاغـــمـــنـــا حـــــيـــــنًــــــا يــــنــــادمــــنــــا = ويـــــنـــــثــــــر الــــــــــــــــورد مـــــأنـــــوسًــــــا وريّــــــــانـــــــــا
أصـــــــــــداؤه كـــهــــتــــافِ الـــــرعــــــد مـــبــــحــــرة = مـــــــلء الــفــضـــاء ، فـــمــــا تــحــتـــاج بــرهـــانـــا
تـسـتـجــلــب الـــــــدرّ تــغــفـــو فـــــــي شــواطــئـــه = كـالـنـجــم يــهـــوى قـبــيــل الــفــجــر شــطــآنــا
أمــــــــــرُّ فــــــــــي دوحـــــهـــــا أعـــــنـــــي قـــلائـــدهــــا = كـــــيـــــمـــــا أقـــــلّـــــدهـــــا لـــلــــغــــيــــد عـــــرفـــــانــــــا
غـــلائـــل الـــمـــدح مــنــهــا وهـــــــي شــاخــصـــة = تـــفـــنّـــنــــت فـــــــزهـــــــتْ بـــــــالـــــــرأي إتــــقـــــانـــــا
تـــــرقـــــى ولــلــصـــفـــو آمــــــــــالٌ تُـــــســـــرُّ بـــــهــــــا = تـــــرجـــــو الأكـــــابـــــر آنــــــــــاً والــــــــــورى آنــــــــــا
وهــــــا أنــــــا عــــــن ربـــاهـــم لـــســــت مــرتــحـــلاً = حـــتـــى أرى فــــــي ظِــــــلال الــخــلـــد رضـــوانــــا
أبــــــــــدي الـــتـــواضــــع والأزمـــــــــــان تــعـــرفـــنـــي = مــــا كــنــت أثـبـتــه ، بـــــل عــشـــتُ إنـســانــا
يــــا صـاحـبــي فــاســأل الــخــلان عــــن أدبـــــي = وعـــــــن نــظــيـــمٍ عـــلــــى أفـــــــق الــــدنــــا بــــانــــا
يـــــلــــــذّ دومــــــــــــاً بـــســـيـــطـــاً فــــــــــــي مـــعـــالـــمـــه = فـــحــــاز مـــــــن قـــمــــر الأحـــبــــاب شــكــرانـــا
ربـــيــــعــــه الـــــغــــــضّ بـــــالأشــــــواق مــلـــتـــحـــدٌ = لا زال يـــــغـــــرف مـــــــــــن خـــــدّيــــــه ألـــحــــانــــا
بـــــــل إنّـــــــه الــغــيـــث تــخــضـــر الــــربــــوع بــــــــه = لـــــــــــذاك أقـــــبــــــل رغــــــــــــم الــــبــــيــــن هــــتّــــانــــا
لــــــعــــــلَ أن يــــرتــــقــــي مــــعــــنـــــاه مــبــتـــهـــجًـــا = لــــــعــــــل أن يــــقــــبـــــل الــــرَّحــــمـــــن مـــســـعـــانــــا
ثـــــــمّ الــــصــــلاة عــــلــــى الــمــخــتــار أســعـــدنـــا = والآل والــصــحـــب مـــــــا أســهــبـــتُ تـبــيــانــا
رياض شلال المحمدي
29-04-2017, 10:45 AM
دوحة الشوق
جـمــالُــكَ هــزَّنـــي أدبًـــــا وشـــوقـــا = فقلْ لي يا ابنَ عمْري ما تبقَّى ؟
نـمــيــرُ كـلـيـهـمـا طـــــارا بــروحـــي = فراحـتْ تسكـبُ الآمـالَ غـرْقـى
وأروتْ بالـرّضـا نـظـراتِ فـكـري = ونــادتْ يــا سـخـيَّ الـحـالِ رفـقــا
فداؤك يا ابنَ عمـري كـلَّ ذوقٍ = فـلـمْ أعـلـمْ ســوى نُعـمـاكَ ذوقــا
ولــــــم أرَ بـــيـــن أقـــمـــار الـمـعــانــي = وبــيــن فـــــؤادك الــوضَّـــاءِ فــرقـــا
لأنَّـك خيـرُ مَــن يـصـفُ المـراقـي = وهـبــتَ ضفـافَـهـا رعــــدًا وبــرقــا
كــذاكَ منـحـتَ لـلآفــاقِ حُـلْـمًـا = شـهـيَّ المَكـرمـاتِ نـــدىً وَوَدْقـــا
فـمــا تـركــتْ مـتــونُ الـــودِّ حــقًّــا = ولا أنفـتْ شـروحُ الصَّبـرِ صـدقـا
فـــكــــنْ لـــــــي تـرجــمــانًــا ألــمــعــيًّــا = وورْدًا مـشــرقــيًّــا ظـــــــلَّ يــــرقــــى
وكــــنْ لـجـوانـحــي الـتَّـعـبــى يـقـيـنًــا = وظــلاً للحـشـا مــا كــان يشـقـى
جــمــالـــك والــرَّبــيـــع تـعـشَّــقــانــي = فعـشـت كــأوَّلِ الأدبــاءِ عـشـقـا
نــدامــى الــحــيّ أطـربـهــم وفــائــي = لـــذا بـعـثـوا مـــن الألـطــافِ زقّـــا
وأنــت حديثـهـم فــي كـــلِّ وعـــدٍ = فـطـوبــى أيــهــا الـمــوهــوبُ أفــقـــا
عدمـتَ البَيْـنَ فانتهضـتْ قــلاعٌ = أثــــرتَ ثـقـافــة الإقــبــال عـمْــقــا
أمــــــا والله ، والــسَّــبْــع الـمــثــانــي = جـزيـتَ مـواطــنَ الإبـــداع سـبـقـا
إذا الـشـعــراءُ بالـمـلَـكـاتِ ألــقَــوْا = فحرفك مـن رفيـفِ الخلـدِ ألقـى
نسيبُك من رحيقِ القلب أحلـى = ووصفُكَ من ظلال العمْر أبقـى
وهـا أنــذا إلـيـكَ رفـعـتُ حِـسّـي = فـعـانـقَـنــي مــثــالُــك ثـــــــمَّ رقَّـــــــى
فــبــاركْ رحــلــةَ الــوجـــدانِ أدركْ = فــؤاداً مــن ضـيـاءِ الفـجـر أنـقــى
رياض شلال المحمدي
29-04-2017, 10:49 AM
ظلال الرسائل / إلى الشاعرة ثناء صالح
نَسيمُ الصَّبا هذا الذي يتكلَّمُ = أمِ القلبُ إثرَ الصَّفو راح يُتمْتِمُ
أمِ الخطراتُ الغرُّ عانقها السَّنا = فأمْلتْ بما يُملي الحفيُّ المُتيَّمُ
أمِ الوِرْدُ من عَينِ الوَفاءِ أصابنا = فما عاد يُجدي المُحجمينَ تلثُّمُ
أمِ الوَرْدُ مَيَّاسُ الإشارةِ كُلَّما = تراءى لهُ أمرٌ مضى يتبسَّمُ
تلوذ بآياتِ الجمالِ جفونُه = طِماح رقيقٍ بالرهافةِ يحلمُ
على صورِ الخلاّن يبدأ عهدُه = ولو شاء تلقاء النَّجائبِ يختمُ
رسائلُهُ تشفي العليلَ ظلالُها = فكيف وقد حيَّا ضحاها التَّرنُّمُ
من الخلد أولتْها طيوبُ مداركٍ = ورائع حرفٍ بالهنا يتنسَّمُ
ويأسِرُها من منهلِ الود واردٌ = ويُغنى رؤاها الإلتزامُ المقدَّمُ
فيا واحُ جودي بالخِلال ويمِّمي = لمن باسمِها الخيرَ الكرامُ توسَّموا
لمن جادها مسك الوصالِ نبيلةً = لوصف نَداها فتيةُ الذَّوقِ يمَّموا
بها أزهرتْ بيداءُ كلِّ فضيلةٍ = وطافَ حمى آدابِها المُتعلِّمُ
فإن حدَّث الإكرامُ عزمًا فإنَّها = وربِّ القِرى - من وابلِ الغيثِ أكرمُ
وإنْ حَلَبُ الشَّهباءُ ذاكرةُ الوفا = فلا ريبَ من شوقٍ عليها تُسلِّمُ
ثنــــاءُ تناديها الحُروفُ تجلُّها = ففي فكرِها النَّقدُ الحَصيفُ منعَّمُ
إذا نثرُها وافى تهادتْ روائعٌ = وإن أشعرتْ فالحُسْنُ للقصْدِ بَلسَمُ
يُجمِّلُ مَسعاها فضاءاتِ واحتي = فهامتْ تناجيها مَدى العُمْرِ أنجُمُ
فللعلمِ في لبِّ الحَرائرِ نهضةٌ = ومعنىً لطيفٌ بالحَضَارةِ يُفهمُ
أديبتَنا مهلاً ، خذي نفحاتنا = شعورًا من الأعماقِ بالرَّنْدِ يُنظَمُ
فإن قَصُرتْ قرب المقام معارفي = ففي الصَّفحِ إفضالٌ وَعفوٌ ومغنمُ
وَيا ربُّ حقِّقْ للفؤادِ طِلابَه = عسى الغمُّ عن دربِ الأزاهِرِ يُهزَمُ
وَتجمعُنا بالياسمينِ قصائدٌ = بها يعلنُ الوجدانُ ما كانَ يكتِمُ
رياض شلال المحمدي
18-06-2017, 04:58 PM
أهديتها للشاعر والناقد الوليد دويكات
مَــالَـــتْ يُــحَـــدِّثُ بـالـجَــنــانِ نَـعـيـمُـهــا = غَــيْـــداء لـــــم يَـــــدَعِ الــبَــيــانَ نَـديـمُــهــا
هَـيْــفــاء تَـسْـتَـوصــي الأزاهــــــرَ رقَّــــــةً = فــــــإذا تُــحــاكــي الـخَـافـقَـيــنِ نـجُـومُــهــا
وَتَــكــادُ تَـسْـتَــرقُ الـمـشَـاعـرَ خِـلــسَــةً = وَأكــادُ مـــن وَضْـــحِ الـبُــدورِ أرومُـهــا
نَـطَـقَــتْ ، فـأغْـشـانـي الـغَـمَــامُ تـحــيَّــةً = هــــــيَ كـالــمَــرايــا وَالــبَــريـــقُ غـريــمُــهــا
أو نـفـحــةٌ قِــبَـــلَ الـتَّـظـاهــرِ أبــرقـــتْ = ذكَـرَتْــكَ كـيـمـا يُسـتـطـاب نسيـمُـهـا
لا والــــذي صــــانَ الــخـــدورَ بـديــعُــهُ = أجــــدى بــنــورِ الأمـنـيــاتِ قـدومُــهــا
عَذُبَـتْ علـى نِـعَـمِ الـرَّجـاءِ وَطـاوَلـتْ = هـــذي يَـواقـيـتُ الـقَـريــضِ رسُـومُـهــا
تَهَبُ الجَمال لكلِّ مَنْ يَهـوى النَّـدَى = مَـلَـكـاتِــهِ ، رَقَّـــــى الـمــحــبَّ وَسـيـمُـهــا
فَأنِخْ على العَتَباتِ سَلْ حِـدَقَ المَهـا = أيــنَ الـعُـيـونُ الـسَّـاحـراتُ سُجُـومُـهـا
هـــــل عــنـــدَ ركــبـــانِ الــشـــآم بــقــيَّــةٌ = لـسـلافـةٍ فـــي الـقُــدْسِ ذابَ شَميـمُـهـا
قــل للـمَـآذنِ كـيـفَ أضنـاهـا الـنَّـوى = وَجَــعًــا ، وكــبَّــرَ بـالــجِــراحِ مُـقـيـمُـهـا؟
هــل ذاكـــرَ الـزَّيـتـونَ قُـــدَّاسُ الـهَــوى = أمْ غـــالـــبـــتْ أنـــفـــاسَـــهُ تــهــويــمُــهــا؟
أم شَقْشَـقَـاتُ لحـونِـهِ - يـــا مهـجَـتـي = الـحـرَّى – يُـغـازلُ بـالأنـيـنِ كليـمُـهـا؟
بــلِّــغْ رَيـاحـيــنَ " الـوَلــيــدِ " حِـكــايــةً = مـــا زالَ يَنـتـظـرُ الـمَـخـاضَ عقـيـمُـهـا!
أسْـرِرْ لــهُ أنْ قــد دَنْــتْ مــن سـوحِـهِ = أنـــدى الـبَـشَـائـر ، بَـلَّـنــا تسنـيـمُـهـا!
حتَّـى استحَالـتْ فــي اليَقـيـنِ مَبَاهـجًـا = والصَّـبْـرُ لــو عَـلِــمَ الأَديـــبُ رَقيـمُـهـا
وَهـــنـــاكَ نَــبْــتَــدِرُ الأراجـــيـــزَ الـــتـــي = بـحــمــى الأحــبَّـــةِ يَـهــتــدي تـرْنـيـمُـهــا
وهــنـــاك نــزجـــي الـتَّـهـنـئــاتِ تَـحـفُّــنــا = صــــورُ الأهــازيــج الـنَّـقِــيُّ صَمـيـمُـهـا
شكـرًا أخـا الفُصْحـى مَـدى دَعَواتِنـا = مــا أطـرَبـتْ بـاسْــمِ الإخـــاءِ علـومُـهـا
لا ريــــــبَ تُـعـجِــزُنــا يَـــراعَـــةُ طـــيِّـــبٍ = لــمَّــا اسـتـهــلَّ مـــــعَ الــوَفَـــاءِ كَـريـمُـهــا
جرحي وجرحك في السَّما التقيا لِذا = جـادا بـمـا تـوحـي الشـجـون غمومُـهـا
وتــأرَّجَـــت بـهــمــا أقــاحـــي حــكــمــةٍ = فـــــــإذا الـمــعــانــي زاهـــــــرٌ مـفـهـومُــهــا
سلمـت يمينـك يـا ابـن خـيـر مدائـنـي = مــا شعشـعـت قـيـمٌ وســـاد عظيـمـهـا
رياض شلال المحمدي
12-08-2017, 06:16 AM
مواربة
ما لي أمُرّ على الذي جافاني = عهْدًا ، وعاش مُعاتبًا خِلاّني
ما لي ، ولستُ من الذين يجاملونَ = على حسابِ مروءتي ، بالجاني
فاحملْ كسادَ بضاعةٍ من ريبةٍ = لن تُشترى حتى مع العِبدانِ
واسْتفْتِ قلبَك إن رأيتَ بقيّةً = منهُ ، غدت تلهو مع الأضعانِ
واجمعْ شتاتَك لا تكن مُتهكّمَا = واكتبْ لنا شيئًا على الجُدرانِ
جَدَليّةُ الفكرِ العقيمِ دليلُ مَنْ = يهوى الشِّقاقَ ، بدونما إيقانِ
أو راح بالأمل الطريف مسفّهًا = ما انسابَ من ولهٍ ومن إحســـانِ
أم كنتَ تحلم ، كالذي يذرُ الطِّلا = يختارُ قَصْعتَه بغير دِنانِ؟
أو يسمع النغمَ الهجين مَقامُهُ = يهجو مزامير الهوى الهتّانِ؟
دعْ ما أقولُ ، وسلْ مَساربَ أدمعي = إن كنتَ تفقه ومضةَ الوجدانِ
إن شئتَ ، أو صاحِبْ ظلالي خِلسةً = مُسْتنْطقًا ما بثّهُ القمرانِ
يا ألذي بالوهمِ ينتهبُ الخُطا = يسْتبْدلُ الأردانَ بالأدرانِ!
قِفْ لحظةً والفظْ جراحَ خطيئةٍ = للنفسِ فيها غايةٌ ويدانِ
داءُ الأنا ما انفكَّ ديْدنَ مفلسٍ = عاش الحَياةَ يهُشّ بالديدانِ
ما لي وأنتَ ، ومَن حَفَلْتَ بعُرْيهِ = وحلفْتَ أنّك من بني الإنسانِ
وتقول أنّك مولعٌ برفاهتي = حتى نسيتَ مكامنَ التحنانِ
فاذهبْ رعاك البؤسُ ، لا نلتَ المنى = واشربْ بقايا حسْرةِ الخسرانِ
لا لن أمرّ على نمير مَرارةٍ = فالأمر أمري ، والزمانُ زمانــي
رياض شلال المحمدي
12-08-2017, 06:19 AM
فناء وخلود
مَنْ ذا يُعينُ جَناحيَ المكسورا؟ = مَن ذا يُعالجُ حاليَ المأسُورا؟
مَن يسْتعيدُ سوالفَ الوَطنِ الذَّبيحِ = مُتمَّمًا من مقلتيه النُّورا؟
مَن يشتري عَذْبَ النَّسيبِ وينتخي = للأكرمين ، على الثغور مُغيرا؟
شأنُ الفناءِ بأن يبثّ مكارهًا = أمّا الخلودُ فكم أشاد حُبورا
وتكاد تطوي مقلتي الزمنَ العريضَ – = فليس عَيْبًا أن أناهِض جورا
أو أستقلَّ مَدى المكانِ مُرتّلاً = آفاقَ أشذاءِ الهدى مبهورا
تلك الظواهرُ بعضُ بعضِ حقائقٍ = جابت مظاهرُها العقولَ دهورا
عَدِمَ الغنى خلفٌ تناءوْا حيْرةً = تَخِذوا الطيوفَ مَعابرًا وجسورا
مَن ذا يؤمّ شواردي مُسْتَشْعرًا = ما قد تحوك الممكنات حضورا
ليزفّ للأعلى سرايا ومضةٍ = تَرِدُ البهاءَ لتسْتحيل بدورا
سِيّان من عَشِقَ الجَزالةَ صَنْعةً = أو عاش موْهوبَ الرؤى تثويرا
سِيّان من نَشَدَ الحَداثةَ غَفْلةً = أو هام بالضَّرْب العقيم شخيرا
فانهضْ بروحك ريْث تمتشق السنا = واجْزِ العيونَ مناهلاً وبُحورا
وَارْقَ المداركَ عارفًا مسْتوثقًا = حتى تصاحب سيّدي الجُمْهورا
ليت ابن جنبيَ يسْتحثّ مؤدّبًا = خَطوَ الألى أحنَوْا لديه ظهورا
وعساه يلحظ من جَناه مواكبًا = ومن الحَبائب لؤلؤًا منثورا
إنّي حَببْتُ الراءَ سِرَّ كواكبي = ربّاه باركْ للفقير سطورا
أثرى الأريبُ عبيرَ زهر بيانها = رقّى بهنَّ شعائرًا وعشيرا
سُرّ الأثير بجَرْسها مسْتبشرًا = إذ أبصر الإرث الطريفَ مُنيرا
كيما تلذّ لمن دعاه موائدٌ = كيما يعين جناحه المكسورا
رياض شلال المحمدي
12-08-2017, 06:24 AM
بلاد الأوراس - إلى الشاعر حبيب بن مالك
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ ، مُدبرٌ غزلي = لكن أظنُّ مَرايا الرُّوحِ لم تَزُلِ
الصَّمتُ فتحٌ ، نعم ، قلبي مُكَوْكِبُهُ = فكيفُ يصبرُ مَن وافى حمى الأهَلِ؟
قلباهُ فانهضْ ، فراتُ الحُبِّ يجمعنا = عانِقْ طيوبَ معاني حيّهم وصِلِ
وَسَلْ عن الكُرَما في دوحةِ الشهدا = غرّدْ عن الشُّرفا ، صِفهم لنا ، وطُلِ
هي الجزائرُ دارُ الفكرِ أعلنها = لا ليس توريةً يسْتفُّها خجلي!
من بهجةٍ خُلقتْ آياتُ رَوْعتِها = محروسةٌ مُذ براها حُسنُها الأزلي
ترجو شذاها ثقافاتٌ وأفئدةٌ = كمِ ارتقى مُغرمٌ في أُنسِهــــا وَخَلِيّ
خليجُ أبيضِها تاقُ الأصيلُ لهُ = كما يتوقُ إلى مَرقى الحَبيبِ وَلي
واعشوشبتْ كالضُّحى غاباتُ أربعِها = طوبى لجوهرةٍ من نورِها حُلَلي
راووقُ أكؤسِها من نُبْلِ عِترتها = صافٍ بها الجودُ أصفاها على المِللِ
يهوى السَّحابُ أماليها فلو فترتْ = عنه المَقاديرُ أهداها ندى المُقَلِ
لو نابني أرقٌ في ليلِ فُرقتها = شَممْتُ رَيْحانَها في بارقِ الأمَلِ
تسْتنطقُ الشعرَ والشِّعْرى ابتسامتُها = فتبعثُ الشعرا من رقدةِ الكللِ
يُسَرُّ وجدانُنُا في لحن حاضرها = وللمآثر ناياتٌ من الجَذَلِ
حتى إذا اشتجَرت أسيافُ واقعةٍ = فالعزم عنها – حماها الله – لم يَحُلِ
لا كالذي أدمن الهجرانَ مُغتربًا = فما يفرّقُ بين النَّحْلِ والنِّحَلِ
قل لي بربك بن وهران متثقًا = هل ذقتَ قَطرَ الغوالي دافقَ المُثلِ
يا سيدي فأفِقْ مرقاك كانهما = كالمجد والعزّ ، والتأريخ والعملِ
بل السَلام مع الإسلام من زمنٍ = يرومُك الفرْد في علياءِ مُبتهلِ
ناجيتُ منطقَك ال تشدو بلاغتُهُ = يا أيها العاشقُ الحاني على الجُمَلِ
إذا بفكري يهيمُ الغيثُ يَحملُه = هتافُ شاعرةٍ في أشرفِ النُّزلِ
وقفتُ في بابك ال تهمي لطائفُه = إذا المدامعُ تُنسيني صدى العِللِ
وكيف لا والعراقُ اليوم توجعُهُ = طعناتُ مُلتثمٍ بالغربِ مُحتفلِ
وكيف لا وسوى بغداد تحضنُها = مواسمُ الفرحِ الجادي على السُّبُل
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ حالَ مُفتقرٍ = تاهت لياليه بين الوَرْدِ والقُبَلِ
ناشدتك الله طيرَ الودّ تذكرني = إذا مررْتَ بني إلياس ، وامتثلِ
وقل لهم شاعرٌ أودى الحنينُ بهِ = حاكى البديعَ صبورًا حالَ مُرتجِلِ
تذكّروه إذا عزَّ الوصالُ ، فما = يدري يُعانقُ بالأوراسِ والظللِ
وهل يُلامسُ منه الذوقُ في شغفٍ = جِنانَ أهلِ الهوى مَعْ زمرةِ الحَجَلِ
وهل لهُ أوبةٌ في حِضنِ أندلسٍ = يا تلمسانَ النّدى والكَرْمِ يا شُغُلي
وهل يَمرُّ على عنابةٍ سحرًا = يتيه يلثم بالعنّابِ في عجَلِ
متى تزاحمت الأشواقُ تلفحُهُ = نيرانُ وجدٍ بجَوف الرُّوح مُعتملِ
لِذا أهابَ بأنسامٍ مؤرّجةٍ = من فجر باسمةٍ تحنو على السُّبُلِ
أوصى الزهورَ وواديها ومن حضروا = ملءَ العيون ، بوصْلٍ غامرٍ هَطِلِ
يا أسعد الله لُقيا بين أروقةٍ = تضجُّ بالصدق تِرحابًا على مَهَلِ
إن شِئتَ بين ظلالِ النَّخلِ ترقبُها = أو رحتَ ترسمُها في أيمن الأثلِ
تقلُّبُ القلبَ ألوانًا بحائطها = وبعضُ تِرياقِها قارورةُ العسلِ
ولستُ أنسى ضفافًا طاب ناظرُها = رقَّت مناظرُها للصَّفوةِ الأُولِ
هذي " حبيب " حبيبِ الرُّوح أخيُلتي = وومضُ خاطرةٍ من مُسرفٍ ثَمِلِ
ها يا " ابن مالكَ " والذكرى التي شهقتْ = لمّا ذكرتكَ ، فاسمعْ نَوحَ مكتهلِ
كم في المودات إقبالٌ أهابَ بنا = ما كان يُنكرُهُ إحجامُ مُرتحلِ
وَسَلْ معاني النَّشاوى عن سرائرنا = وَسَلْ حمامَ الحِمى عن ثورةِ الزَّجَلِ
لا ريب ينبيك أنّا في تجلّدنا = ورغم ما كان نهوى شاعرَ الغزلِ
فكن بخير شقيقي دائمًا أبدًا = عسى تزفُّ لقانا أمَّةُ الرُّسلِ
رياض شلال المحمدي
04-10-2017, 06:41 AM
بين الهدى والردى
مَا كُنْتُ مِمَّنْ يَسْتَعيذُ مِنَ الرَّدَى = حَتَّى وَلَوْ قالوا أتى مِلْءَ المَدَى
أمَلي ، مُنايَ ، جوارُ أهلِ مَوَدَّتي = وَنَعيمُ خُلْدٍ عنهُ حَدَّثنا الهُدى
فانهلْ أخا شأوي مَصادرَ كوْثرٍ = قُمْ عانقِ الفِرْدَوْسَ واحتَضِنِ النَّدى
وَاهجُرْ مَكارهَ رأسِ كلِّ خطيئةٍ = حتَّى ولو عِشْتَ المُهجَّرَ مُفرَدا
يا أنتَ : هلْ سَألوكَ يومًا بالذي = مَسَّ الفضاءَ وبات يخترق الصَّدى ؟
هل شاوَروكَ لِلَحظةٍ في شأن ما = بَلَغَتْ عواصفُهُ الجَحيمَ الموقَدا ؟
هل شاركوك همومَ أيّامِ الأسَى = إذ كنتَ تلتَحِفُ الرَّصيفَ مُعَبَّدا !؟
سَمِعُوا نشيجَك ؟ أرَّخُوا لغةَ البُكا ؟ = قرأوا رؤاكَ ؟ تأسّفوا ؟ سَمعِوا النِّدا ؟
وَإذًا ، فلا تغتَمَّ ، لا تئدِ الهنا = ما رَيْتَ وَعْدَكَ مُقمِرًا مُتَورِّدا
في اللامُبالاة الحَياةُ بهيّةٌ = لا الهمُّ ، لا الأدواءُ ، لا شَطَطُ العِدا
صبرًا ، فَذا تقْديرُ رَبِّك دائمًا = في كلِّ حالٍ مُنتهاهُ المُبتدا
فالنّاسُ قاطبةً لو اجتَمعُوا على = أن ينْفَعُوكَ لما استطاعُوا مَوْرِدا
أو أنْ يضُرُّوا ، فالحَقائقُ سَيّدي = في الكونِ واضحةٌ ، فَصُنْ لكَ موْعِدا
مَع مَن تظنُّ بقرْبهِ يَضعُ الشَّذا = خطراتِهِ ، ويمُدّ للكــــــــبدِ اليَدَا
وانسَ الزَّمانَ وَمَا أحاقَ قَرينُهُ = من زَيْفِ نُعمى ، أو حِمامٍ أزبَدا
طُفْ بالجَمالِ مع الوصالِ ولا تدَعْ = مَلَكاتِ قلبٍ بالرَّوائعِ أنشدا
خُذْ من أويقاتِ التفكِّرِ فسحةً = فلعلَّ سُعدى أخبرَتْكَ لكَ الفِدا
روحي وَعقْلي ، والتَقَتْكَ سطورُها = لتصوغَ في سُبُلِ التَّنافسِ مَشهدا
ماسِيّة النَّفَحاتِ ينفي طرفُها = وَسَنَ البيانِ ، وترتقي متَودّدا
يَسْتَطْردُ الآمالَ قيْسُكَ تارةً = أو من جميلٍ تسْتردُّ الأجْودا
لا تَقلبِ الصَّفحاتِ في حَرَمِ الهَوَى = فالظَّنُّ في بعضِ الأدلّةِ يُقتدى
بل لا تصحِّفْ بالعيونِ تغافلاً = كيما ترى ما المعتدي ما المعتدى
والبسْ من الحُللِ التي ألوانُها = تهوى مَثابات البهاءِ زَبُرْجَدا
وإذًا تجاهلْ وطأةِ الحمم التي = بركانُها فوقَ الجراحَ تلبّدا
واعلمْ متى رُمتَ افتقاري أنَّني = ما كنت ممن يستعيذ من الرَّدى
رياض شلال المحمدي
04-10-2017, 06:50 AM
صفاء الروح
تتجافى القلوبُ عن ذكرياتي = لم ترعْها مواسمُ العَبَراتِ
وعساها تبلُّ ريقَ الأماني = بكؤوسِ الغيابِ فــي السَّكراتِ
أيُّها الناكرُ الجَميلَ تمهَّلْ = لستُ آسى على خيال الحيــاةِ
سوف نفنى ويتبع الظعنَ ظنٌّ = كنشيجِ الصُّدورِ في العاديــــاتِ
سوف تبقى شكايتي والقوافي = تمنح الجيلَ ومضةَ الدَّندناتِ
حينها يسكبُ الرَّبيعُ بديعًا = وتغنّي الزهورُ بالأعطياتِ
دون وقتٍ يُصافح الروحَ لحنٌ = من بقايا الوفاءِ في الأمسياتِ
ويغيثُ الرُّبـوعَ مِسْكٌ رحيقٌ = عانـقـتْـهُ سحائبُ الطيّباتِ
كانسكابِ الدُّموعِ حينَ التلاقي = أو هديرِ الفؤادِ في الدعَّواتِ
يشهدُ الآسُ والبلابلُ أنَّا = ما ادَّكـــرنا سوى هيام الهداةِ
لن ترانا وأنتَ باسم التَّجافي = تقتلُ الريحَ في احتـفالِ الرئاتِ
لن يمرَّ النَّدى حروفَ سَقيمٍ = ظلَّ يهجو العِطاشَ قربَ الفراتِ
أيُّها المُضنى - وَيْبَ غيرِكَ - قل لي = كيفَ يَغترُّ خاطرُ الإمَّعــاتِ؟
كيف للفجرِ يستقي العزمَ صبرًا = ثم يأتي مزاعمًا للرواةِ
فارتقبْ ما يلـــوحُ بين الحنايـــا = من عيون العتابِ والمَكرُماتِ
علها يوقظُ الضَّميرَ مداهـــا = أو تُراعــــي مساربَ الخَطَراتِ
علَّ مَن أدمنَ النَّوى يتأنَّى = ينظمُ الوصْلَ من بهاء الصِّلاتِ
مَشرقيَّا ، مُتيَّمًا ، ألمعيًّا = رائقَ الوصْفِ ذاكــرًا أنَّــاتي
أيُّها الليلُ ليس يهدأ بالي = والتجنّــي يطيـــحُ بالتَّـــاءاتِ
للنَّشاوى على حفيفك دَينٌ = كفكف الآه عن دروبِ الثِّقاتِ
( بَرَدونـــيٌّ ) هـمُّـنا فـتـأمَّـلْ = سطوَ ماضٍ ، مُستـنـطقًـا كل آتِ
أو أنيـنَ الفؤاد إثر الغوالي = أو زمــانًـا يهيمُ بالعثراتِ
فَادركِ الفَوْتَ ، واستمِلْ بَوحَ ذاتي = ملَّ سوحُ الهَوى صَدى أغنياتي
أمِّلِ البالَ ، حين يمضي الحيارى = بارتــقــــاءٍ يليـــقُ بالمَهُجـاتِ
واحذرِ الصَّبرَ في دَرابينِ دمْعي = فتناجيكَ لوعةٌ بالشَّتاتِ
أدركِ الفَوْتَ يا حَبيبُ ، فشوقي = ليس تتلوهُ آيةٌ في الفَلاةِ
حسدًا برَّحوا حفيفَ حروفي = ثمَّ قالوا : يحبُّ زهوَ المماتِ
واشترَوْا بالفُتاتِ بُهرجَ طيفٍ = يتَّموا - يوم أفلسَوا – نَفَحـاتي
جَهِلوا كيفَ يَسْتظلّ فناءٌ = بخلودِ اليقينِ في البَسَماتِ
كالذي يمنحُ اليراعَ بريقًا = ثمَّ يمضي مُحرِّقًا بالدَّواةِ
أدركِ الفوْتَ يا ضميرَ ائتلاقي = حُثَّ بالسَّعْيِ ، واغترفْ هَمْهماتي
ما فقهنا سوى الحَقيقةِ درسًا = ما هجرْنا لوامعَ الفلسفاتِ
ولِهذا تواضُعي رأسُ مالي = ولهذا ربحْتُ حُبَّ الأباةِ
واستحالتْ زواهري تُرْجمانًا = وبكتْ سِفرَ عِشقِها أمنياتي
ويحَ ليلى ، وليلتي ، والنَّدامى = وازدراءُ الظنونُ بالنَّازلاتِ
قد جعلناها وثبةً للأعالي = ودفعْنا الشحوبَ بالصَّالحاتِ
وسقينا القِبابَ لحنَ الحُبارى = وابتهجْنا بالأربعِ الطيّباتِ
هذه ساحةُ الغرامِ ومغنىً = فيه لذَّتْ روائحُ الخالداتِ
هذه دارُ مَن تزيَّتْ رُؤاها = بين وعــــدِ السَّنا وعهدِ اللِداتِ
واستَبَقْنا مع الشَّواهينِ فخرًا = وابتنينا نفائسَ المَكْرُماتِ
رغم جَوْر القريبِ ، لؤمِ الثعالي = عانقتْنا طـــــلائعُ النيّراتِ
رياض شلال المحمدي
22-11-2017, 06:56 PM
في ذكراها العاشرة ( 2017 )
عاشتْ تنامُ على الحَصيرْ = في ليلِ وحشتنا المَطيرْ
حتى إذا انتبهتْ لنا = بالدفء تمنحُنا الكثيرْ
لا الشوقُ يعرفُ سرَّها = والذوقُ منطقُها الوثيرْ
لا البالُ وافى قدرَها = والعُسرُ في يدها يسيرْ
تحيا .. متى ناديتُها = آمالُ خاطرنا الكسيرْ
لولا ارتشافُ نعيمها = ما طاب مسعانا الكبيرْ
قالت .. وقد عذُبَ الهوى = أبنيَّ .. عُمْري .. يا أميرْ
أنتَ الخلودُ لمُهجتي = لو فرّق الشملَ الأثير
أنتَ الوفيُّ مدى الدُّعا = وبكل مَكرُمةٍ جَديرْ
فحذار تنسى ، والتمسْ = قيمَ الوصالِ مع الهَجيرْ
وانقشْ على بند الحشا = إفضالَ قلبي المُستنيرْ
خبِّرْ حفيدي أنَّني = أشتـقـاقُ مَبسمهُ النَّضيرْ
أمَّـــاه : ما انعدمَ الوَفـــا = يا مَن بها افتخرَ العَشيرْ
أم كيف أنسى والنَّدى = منكِ استقى ، وصفا الغديرْ
يا أمُّ بَعدك لم نجدْ = إلا السَّقامَ المستطيرْ
كثُرتْ سكاكينُ المَدى = من يوم أنْ وقعَ البعيرْ
فالليلُ ينعى ذاتَـنا = والصبحُ محتجبُ الضَّميرْ
والمجدُ ولىّ فجرُه = مُستسلمًا ، وغفى السَّميرْ
شابتْ قلوبٌ لم تذقْ = قِبَلَ الهنا شروى نقيرْ
والرَّاحةُ الكبرى لنا = لمّا إليكِ غدًا نسيرْ
فادعي النَّجائبَ أثّثي = بيتَ الأديبِ بلا حصيرْ!
وعليك خيرُ تحيّةٍ = وسلامُ أحبابِ البشيرْ
وعليك ما اتلقَ الضُّحى = رَحَماتُ مولانا القديرْ
رياض شلال المحمدي
22-11-2017, 06:59 PM
إدراكُ المتوهّم
مَن ذا يُجيبُ دعاءَنا؟ = إنَّ الخطوطَ مُقطَّعَةْ
ريْنُ القلوبِ مؤثَّلٌ = والفكرُ بثَّ توجَّعَهْ
لم يُدركِ الغاياتِ لم = يُحسنْ هناكَ تموْضعَهْ
بل لم يذقْ من ومضةٍ = أو نفحةٍ مُتقوقِعَةْ
ويل الخليّ ثقافةً = مِن ذا الشجيّ ومَن معَهْ
إنّ النجاةَ أخا الحِجا = لولا فقهتَ بأربعَةْ
أدبٌ ، وصِدقُ طويّةٍ = بهما تزولُ الأقنعَةْ
والفهمُ ثم توجّهٍ = تـتلو المعارفُ أدمعَهْ
لا كالذي يذرُ السَّنا = يرجو السَّرابَ كأمَّعَهْ
هجر الديارَ لأنَّه = جهل الجهات المُقنعَةْ
حتى إذا نادى هوى = الحسناء زمَّ الأشرعَةْ
وَصَفَ الغريمُ رؤاهُما = فمدرَّعٌ .. ومدرَّعةْ!
حتى إذا اتسَد العنا = قال الصَّدى : ما أروعَهْ
وحيال كلِّ عقيمةٍ = بالظنِّ أرخى مَخدعَهْ
أو ظلَّ يبتكرُ الأنا = مستمتعًا بالمعمعَةْ
يحثو على آماله = زيفًا ، ويجهلُ مقطعَهْ
ألهتْهُ عنهُ تجارةٌ = وعباءةٌ ، ومرقَّعَةْ!
ويداه جالت ما رأى = إلا طيوفا مسرعة
من دون بوْصلةٍ مشى = فاستفسروا مَن أوقعَهْ؟
( إليوت ) داوى جُرحَهُ = ( إلوار ) سمَّى المُرضعَهْ
واللاهثونَ وراءَهُ = مانوا .. فخانــوا منبعَهْ
لم يقتروا .. لكنهم = سرقوا فُتات الأمتعَةْ
مَن ذا يجيبُ دعاءَنا = كـــلُّ الخطوطِ مقطَّعَةْ
فاصبر أخا الجُلّى فما = جاؤا بغير الجَعجَعَةْ
حِكرٌ على حضراتنا = قيمُ البديع المُربعَةْ
في حبِّها ارتجلَ الفؤادُ = وهام ينقشُ في دَعَةْ
أنقى البَواح كأنَما = نفحُ الغوالي شرَّعَهْ
ومضى يعانقُ بالصَباح = فما خلا من منفعَةْ
غرِدًا أقام موشَّحًا = أأحبَّتي : ما أشجعَهْ!
رياض شلال المحمدي
03-02-2018, 05:14 AM
مُهداة إلى الأخ الشاعر عبده فايز الزبيدي :
أيُّها النّاسُ على سَفحِ الضَّنى = لستُ فيكم ذا غرامٍ فدعوني
إنما قلبي وَعقلي كالسَّنا = في سَماءِ النُّور غنَّى بالحَنينِ
~~~
سيّدُ الرُّسْلِ ، حَبيبُ الغافرِ = صادقُ الوعْدِ ، عظيمُ الهمَّةِ
طيّبُ الذّكرِ ، شفاءُ النَّاظرِ = يوم نلقاهُ يُنادي أُمّتي
يا رفيعَ الجاهِ هذا خاطري = لم يزل يَشتاقُ نُعمى طيبةِ
فاسقينّي بوصالٍ يُجتنى = من حِمى الرَّيحانِ في مَرقى اليقينِ
من ندى الإشراقِ تلقاءَ الهنَا = حيث تعنو الرُّوح تحدو كلَّ حينِ
~~~
راقنا الحُسْنُ جمالاً لا يغيبْ = فالهدى الهادي بريّاهُ الظفرْ
أيها العاشق أنظارَ الحبيبْ = في صَلاةٍ وصِلاتٍ وأثرْ
فادَّكرْ بالرُّوحِ آياتِ الرَّقيبْ = ليس في ظاهرِ مسعاكَ العِبَرْ
وَالصَّفا التِرياقُ بل كلُّ المنى = أينما حلَّتْ إشاراتُ الأمينِ
فهو بابُ الحقِّ فينا ، بيننا = وهو في الأخرى رفيقٌ للحزينِ
~~~
أنا لولا النُّور لم أفقهْ طريقا = لا ولا شمتُ معانيهِ الأملْ
لم تذقْ أعينُ وجداني بريقا = حينما غرَّد ذيَّاك الطللْ
فلتكنْ للقربِ يا خِلي شقيقا = والتمسْ منّا نهاياتِ العَملْ
رُبَّ عَرْفٍ في مباديه الغنى = من أصولٍ زاخراتٍ بالمتونِ
وظهورٍ شفَّ مَبناه العنا = غير مُعنى باحتمالاتِ الفنونِ
~~~
إيْ وربّي هلّ بدرٌ واكتملْ = وأهاب الغيثُ بالقومِ الكرامْ
فربيعُ الخيرِ حيانا ، وهلْ = غيرُ مرقاه لعشَّاقِ السَّلامْ
جاءنا والشَّوقُ بيّا وارتجلْ = ما تراءى من أحاديثِ الغرامْ
فإذا الدمعُ يُماهي حرفَنا = وجمالُ البَوح دينٌ أيّ دينِ
يا أمالي السَّعد يا وعدي أنا = كفكفي بالبَوْح أحمالَ الشجونِ
~~~
صاحبي : أهديكَ أنداءَ الودادْ = هكذا شاءتْ نهاياتُ الشُّعورْ
أيُّها الباهرُ في مَغنى السَّدادْ = كلما الذوقُ سما بين العشيرْ
يتباهى يتغنّى في اعتدادْ = باسمكَ الشِّعرُ وَتسْتهدي البدورْ
من محبٍّ ظلَّ يشدو في الدُّنا = يا رعى الله الضِّيا ملءَ الجبينِ
سابقُ الفضلِ سخيٌّ مُذ دنى = بفؤادٍ ، راجيًا لُطفَ المُعينِ
رياض شلال المحمدي
03-02-2018, 05:17 AM
وابل اليقين
نَثَرَ القَريضُ على الدُّروبِ غَلائلَهْ = حُسْنًا ، وَوَجْدًا ، ثُمّ بَثَّ رَسَائِلَهْ
تَحْكي عنِ العِشْقِ الصُّراحِ لمَوْطِنٍ = غَنَّى وأغنى ، لم أمُلَّ شَمائِلَهْ
فَتَمايلَ الدَّمْعُ الهَتونُ مُغَرِّدًا = أصْبو لهُ عَلّي أكَفْكِفُ وَابِلَهْ
حَتَّى إذا مَسَّ الصَّميمَ أثيرُهُ = أكْبَرْتُ مِن بَيْنِ الشَّواعِر قائِلَهْ
فَكأنَّـهُ لَمًّا تَكامَـلَ عَهْـدُهُ = وافَتْ عيونُ حِمى المُحِبِّ دلائِلَهْ
واسْتَغْرَقتْ بالأُمنياتِ حَوَاضِنٌ = كالزُّهْرِ تَسْتَقْصي الدُّجى وَمَنازلَهْ
يا شِعْرُ مَهْلًا مُذْ أتَيْتَ وَخافِقي = يَهَبُ البُدورَ الحَالياتِ هَلاهِلَهْ
فامْنَحْ أرِحْ واصْفَحْ وَبُحْ فالمُلتقى = بكَ زاهِرٌ أهدى لِقلبيَ ساحِلَهْ
أسَفي على ما ضَيَّعَتْهُ مَراكِبي = مِن وَحْي فِكْرٍ ، ما فَقِهْتُ بَلابِلَهْ
أو بِتُّ أجْتَرحُ الغياهِبَ غَفْلةً = أبكي خَميسَ مَحَازني ، وجَحافِلَهْ
حتى دَعاني من رحابكَ هاتِفٌ = فأتَيتُ أضفِرُ للوئامِ جَدائِلَهْ
وَغَرسْتُ في رَبْعِ الأحِبَّةِ واردي = وَنَهَضْتُ أسْتَسْني ، أرومُ فَسائِلَهْ
وَرجَوْتُ أن يَذَرَ البِخَالَ مُعاتبي = يشفي غليلي ، لا يَعودَ عواذلَهْ
فَاليَوْمَ رَبَّاتُ الجَمالِ ذكَرْنَني = وَغَدًا تُلَمْمُ مِن صَدايَ مَسَائلَهْ
لا العِشْقُ لا الهَيَمانُ يَفتُرُ رأيُهُ = مُذ ألْزَمَتْني النَّازلات رواحِلَهْ
كلّا ولا الحِدَقُ الحِسانُ هجَرْنني = أوْحَتْ لنا خُلَصَ الهوى وَشَمائِلَهْ
يا شِعْرُ ما انْتكَسَ السَّحابُ وَإنَّما = سُدُفٌ ألَمَّتْ ، فَاسْتَخَرْتُ أوائِلَهْ
فَـإذا أماديحــــــــي تناهــــــى غَيْثها = منها " شَرُورى" راحَ يَمْسَحُ كاهِلَهْ
وَاسْألْ سُفوحَ المُعْرقينَ مِدادَهُ = وَرَبيعَ حاضِرةٍ يَعُبُّ مَناهِلَهْ
تَجِد الفُراتَ ، وَفيه غاض حَنينُهُ = يَتَحَضَّنُ العَطْشى يَزِفُّ رَسَائِلَهْ
يَئِدُ الهمومَ ، فَما تَباعَدَ وَمْضُهُ = عن بَرْقِ ذي شَغَفٍ يُرَوِّضُ كامِلَهْ
مِن أجْلِ هذا يا أقاحَ حَبائبي = نَثَرَ القَريضُ على الدُّروبِ غلائِلَهْ
رياض شلال المحمدي
03-02-2018, 05:20 AM
مهداة إلى الشاعر مؤيد حجازي :
إلى الشَّامِ عَرِّجْ ، أبلغِ الأهلَ مُنشِدا = رعى اللهُ مَن صانوا الوَفا يومَ غَرَّدا
وكانوا كرامًا ليس يُنسى جميلُهم = غداةَ فؤادي في هواهم تفرَّدا
فهم قدوةُ الأحبابِ خيرةُ مَن نحا = إلى الحبِّ يستفُّ الجَمالَ مع النَّدى
فكيف بمن يتلو القصيدَ ضميرُهُ = يُعانقُ آمالاً ، ويسكبُ موردا
ويبعث من بين الحطام مشاعرًا = لكي لا يرى التَّأريخَ باللومِ أزبدا
يؤرّخُ للأجيال شوطَ رزيَّةٍ = به الوِلْدُ شابوا ، والزمانُ تعمَّدا
فما هان فكرٌ لم تجفّ قريحةٌ = ولكنَّ غيث القلب بالصَّبر سدَّدا
مررتُ الصِّبا أتلو حديث مدامعي = فلي ذكرياتٌ تمنحُ الروحَ مَعبدا
فكان أن ارتجَّ البديع وأفلتتْ = معاني المغاني ، والنشيجُ تورَّدا
وكان أنِ استورى الخيال مُبلبلاً = سطورَ الأماني ، ثمَّ آبَ مرددا
هلمّوا هلمّوا يا رفاقَ مدائني = فللعمر أنفاسٌ بها الشيبُ أوقدا
أمِن يقتفي دربَ الحَمامَ منادمًا = فإنّ حِمامَ المُرجفين تسيَّدا
وشتَّ عن الوادي عبيرُ حُشاشتي = ولا زال همس الياسمين مُسهَّدا
أنِلْ أيها المشتاق أمنيَّةَ الهوى = ركابَ أمانٍ كان يومًا مُشيَّدا
وعُدْ بي عسى الألحاظ تجني مباهجًا = وطيفَ نعيمٍ ناغم الراحَ والمدى
وومضَ بيانٍ عند لُبنى تركته = يُذاكر ما أسدى الوصال من الهدى
أخا الشعر ، تلقاءَ الجراح ، فصاحتي = تعزُّ .. وقد جئتُ الديار بلا صدى
ألستَ المحبَّ المستفيض نوالُه = نبيلاً .. سخيًّا .. ملء خاطره شدا
ستبقى على صرح البلاغة مُشرفًا = أديبًا ، رفيع الذوق ، دومًا مؤيَّدا
ويمضي سقام النازلات وتلتقي = زهور التَّصافي في الظِلال مُجدَّدا
فما البينُ يُثنيها ، ولا انبتَّ مطلعٌ = سوى اللطفُ يهمي في الشآمِ مزغردا
يُطالع " عطر الياسمين " وقد سما = ببوحٍ من الأعماقَ حسنًا وسؤددا
رياض شلال المحمدي
03-02-2018, 05:24 AM
الحديقة العامة
أزاهرُ العصرِ يا قلبي تعاصيني = هلاّ عطفتَ إليها بالرياحينِ
تشتمّها غزلاً ، تبتاعها أملاً = وترتقي بلبلاً بين الأفانينِ
وتنثر اللؤلؤ المنضود منفردًا = تطوف كالطيف في عطر البساتينِ
أو تبعث الخاطر الشرقيّ منتهضًا = تقول هذا بريقي ، مَن يُباريني؟
في لقيةٍ زفّها التأريخ منبهرًا = وحسبُ أنغامها من وحي تلحيني
هذي الحديقة ، سلها فهي ناظرة = تنبيك بهجتها عن كل مضمونِ
كم مرَّ فيها محبٌّ حيث أيكتها = تهدي إليه ظلالاً دون تلوينِ!
كم راحلٍ عاش حينًا في عواطرها = بعد الأصيل ، أرى ذكراه تبكيني
فالذكرياتُ على أشجارها سفرتْ = بالدمع ضاحكة ، والدينِ ، والطينِ
لمَّا نقشنا على السيقانِ أكبدَنا = لعلها حين يمضي العمر ترويني
هنا قرأنا ، كتبنا ، ثمّ داعبنا = صفوُ الزمان الذي أغشى عناويني
نزجي المشاعر همسًا مثل سوسنةٍ = نثيثَ طلٍّ سقى منها شراييني
أجل ، سلوا الليل والسمّار يغبطهم = سحرُ البدور ، وأشجان الموازينِ
يا ويح أزمنةٍ غابت وشرّدها = من جاء يقطع أوصالي ويرميني
يا ويح من دفنوا الذكرى وقد جهلوا = بأنّها سطعت ، شوقًا تناديني
أفِقْ - حنانيك - لا تبخلْ على وطنٍ = قد مزّقوه جُذاذًا كالمجانينِ
واكتبْ على الخلد ، أبرقْ نحو عالمه = يبقى اللواء عريقًا كالشواهينِ
رياض شلال المحمدي
03-02-2018, 05:26 AM
جحا ينادي
ضاع الحمار ، وحبَّذا يأتيني = إنَّ الحياةَ بفقده تؤذيني
قد كان خير مصاحبٍ عهد الصِّبا = واليوم أُبحِرُ والمشيب سفيني
وعهدته أنَّى سريت مسافرًا = لا يألف الدرب الطويل بدوني
يتحمَّل الآلام ليس بجازعٍ = للسوق يوصلني فلا يعصيني
ليلاً يسامرني يُزحزح وحشتي = من كلِّ طارقةٍ أراه يقيني
حتى إذا هلَّ الصباح معانقًا = جيد الفضاء ، بصوته يُحييني!
بل كم بكيت جروحه متألّمًا = لمَّا رمتهُ ألسنُ التمدينِ
وسقيته الماء الفرات لأنه = لا يرغب الملح الذي يرويني
ثمَّ اعذروني هل علمتم سعره ؟= قد جاوز الخمسين ألفًا .. دوني !
رياض شلال المحمدي
19-03-2018, 08:22 AM
في رثاء شاعر الفلوجة صديق الدراسة علي خلف المحمدي رحمه الله :
إلى ظللِ الخلودِ مضى عليُّ = فأيقظَ خافقي الوَجَعُ الخَفيُّ
وتسألُني حيالَ القلبِ ذكرى = أيقتُلني النَّوى وَهوايَ حيُّ؟
أما بلغتْ جراحُكَ من نصابٍ= لكي يسْتسلمَ الزَّمنُ العَصيُّ
أما آوتكَ من نهُري عيونٌ = بها نُعمى الحنايا عبقريُّ
ورودُكَ يا عليُّ مُتيَّماتٌ = بَواحي حين أذكرُها شذيُّ
تصافحُ بالحبائبِ وهي حَيْرى = وصالكَ حول مَيسمِها نديُّ
وحسبكَ يوم تندبُكَ المعاني = يُغازلكَ الربيعُ المشرقيُّ
نشدتُكَ يا ابنَ ذاتي أنت أدرى = صَدى اللقيا شجيٌّ أم خليُّ؟
وهل أرواك من سُحُبِ المغاني = غداةَ رحيلِ خاطرِكَ الرَّويُّ
ألا أبشرْ رفيقَ الدَّربِ إني = شفيعكَ حين يُكرمني النَّبيُّ
أبا " تحسينَ " كم عشنا زمانا = يُنادمُ في دفاترنا العشيُّ
فلم نرَ غيرَ بهجتِنا سطورًا = وما أوهى المداركَ أعجميُّ
أبا " شيرين " فاستذكر نشيدًا = صباحَ الحبّ ردَّده الحييُّ
وهل ينسى " الطلائعَ " مُبتدانا = سقاها البِشْرَ عالمُنا الفتيُّ
أبا " نسرين " قد أفلتْ بدورٌ = وحسُّك في المراقي ألمعيُّ
رثيتُكَ لا أروم سوى وفاءٍ = به تُعنى زواهرُنا البُكيُّ
ومن وحي المروءة في فؤادي = بأن تشدو عواطفُهُ الوفيُّ
غدًا نلقاك تحملنا ظعونٌ = كظعنك يوم ظلَّلهُ العليُّ
غدًا نحكي عن النفحاتِ حينًا = وعن ومضاتِ حرفكَ يا نقيُّ
عن الصَّحب الأكارم عن لقاءٍ = به أدبُ الهوى عذبٌ زكيُّ
وعن " ناجي وصادق " ثم " قيسٍ " = ومَن في ذكرهم طرِبَ الأبيُّ
غدًا نردُ الغواليِ ثم نمضي = إلى الغرفاتِ ، فالمُعطي سخيُّ
غدًا تغفو جراحاتُ القوافي = وفي ذكراك يُغني الرُّوح رِيُّ
سقى الرَّحمنُ روحَك كلَّ نورٍ = وقبرَك ، إنّهُ البَّرُّ الحفيُّ
وبالرَّحماتِ غيثًا ليس يفنى = وحتى ينبُتَ الأملُ الشهيُّ
سلامًا في الختام المسك يبقى = يُرتِّلُه لحضرتكَ النجيُّ
سلامًا يا عليُّ عليك منا = وإنَّك في سَما الفِردَوْسِ حيُّ
**(( 2018 ))**
رياض شلال المحمدي
22-04-2018, 05:40 AM
متاهــة
محاصَصتي في الشعر لا بدَّ أُحييها = فأجندةُ الأُلاف ضاعت مراسيها!
وصفَّقَ للإعلامِ طيفُ غريبةٍ = أحبَّت صدى الأشتاتِ أظمتْ مراعيها
وطالت يدُ الغرثى بديعَ أميمةٍ = وعاث بشطّ النَّفسِ إيقاعُ بانيها
طوائفُ جَرسٍ لا يُملُّ نعيبُهُا = وعاطفة الأغيار ظلّت تراعيها
تهكُّمها يوري الزناد مُغرّبًا = بمنزلةٍ للآن تلهو أغانيها
فلو قيل وافى السارياتِ مشرّقٌ = رأيتَ حروفَ الآسِ شابت مغانيها
فكيف بميتٍ يرسم النثر بدعةً = ويهجو عيونَ الضَّاد يسلو قوافيها
يُحابي بلا ذوقٍ مهاوي حضارةٍ = ويعتادُ من حُمْر القدودِ مَراثيها
يقول بأنّ الجنَّ عهدُ جُنينةِ = عهيدةِ أفكارٍ تجيش رواقيها
إذا قذفتْ أمُّ الزَّمانِ قُصاصةً = تلقَّفها بالسَّرد يمضي يناجيها
ويلفظهُ الإدراك وحيًا وقيمةً = فألفاظهُ - ويلُمّهِ - لا يدانيها
متى انتخبَ الواشون دهشةَ زيفِهِ = تباهى بلونِ الخمر يشري المِرا تيها
وتلقاه تبتاع الظنونَ سماؤهُ = فهل علم الغرّيد ماذا جرى فيها
طويناه لن نأسى على فقدِ حائرٍ= دساتيرُه سُمّ السَّمادير يرويها
وذي هذرماتُ الفكر صرحُ فخاره = سطورُ منايا ليس تُنسى أماليها
محاصصتي في الشعر تشتاق ضجَّةً = بها يُبصرُ الأضواءَ ميزان حاديها
تفيضُ على السُّمَّار حينًا حداثةً = وحينًا تواري بالدموع أمانيها
منصّتها من ألف ألف قضيةٍ = تشطّر بالأجناس تُقري أوانيها
تخمّس بالآفاق من غير ريبةٍ = عسى تمتطي ذكر الخلود دياجيها
يُعارضُ أرزاقَ العَروضِ مديحُها = فلا ومضةً خاضتْ ولا ندَّ ناديها
مقاديرُ لُطفٍ تستبيحُ بيانَها = ومن نُتَفِ الأفواه حاكت معانيها
فإن زارت الأوجاعُ نشرَ رويِّها = فمن مطلعِ التأريخ لاحت دراريها
ألا إنّما الغيث الهتون أهاب بي = وذي سُحُبُ الوجدانِ درَّت غواليها
ولا تملكُ الأشواقُ غير كُتيّبٍ = به نذرُ الإيهامِ صُفَّتْ حواشيها
وحالك في الأحداثِ معناهُ حالِكٌ = يرى رُتبَ السَّلمى تغيبُ بواقيها
وبالك دون القصد مال قصيدُهُ = وناحت بدورٌ يتَّم الدهرُ ماضيها
فدعْ عنكَ آياتِ العتابِ فربّما = تساورك الأنّات عمْرًا لياليها
فما أجهشت باسم البكاء معارفٌ = ولكن صروفُ الوقت جُنَّت مواضيها
ألا فادّكرْ شجو الصبابات صابرًا = فلا الهجو يُجدي ، لا الحياةُ وما فيها
وعلى الورد والودّ العفاء وحوله = محاصصةٌ تذكي الأنين مساويها
********
2018
رياض شلال المحمدي
22-04-2018, 05:44 AM
رأى من رأى
بالرُّوحِ سافرَ أم بالرُّوحِ والجَسـَدِ = حتى رأى النُّورَ يرجــو سِدرةَ الصَّمَدِ؟
وَهل أُحــدِّثُ عن إسرائــــه أدَبًــــــــا = وَكيــفَ يُـنـقــشُ تِسْـــئـــالاً على الخلدِ؟
في يومِ أمَّ حبيبُ القلبِ إخوتَــــــهُ = وكـــان ما كــان من لُطْفٍ بــــلا أمَـــــدِ
والآنَ أصبـــح أقصـــــانــا بغربتـــــه = يعنـــو لأمّـتـــــــه يحكـــــــي عـــن النَّـكَدِ
إم إنَّ معجــــزةَ المعراج ناطقــــــةٌ = بفضلِ خيــر الورى في ســــابـقِ السَّنَدِ؟
فاحملْ هُديتَ بهاءَ المتنِ مدَّكرًا = صفوَ الشُّروحِ ، تذكَّرْ ومضــــةَ السَّدَدِ
ما بينَ فجرِ الهدى المعلومِ مقصدُهُ = وبينَ حُبِّ المعانــــي فُسْحةُ المددِ
القلبُ والنَّفسُ والأفكارُ عالمُها = هذي قُوى الرُّوح مَرقى الحُسْنِ فاعتقدِ
والودُّ والشَّــوقُ والتَّحنانُ ما نطقتْ = خِــلالُ عُمْركَ باسمِ الواحِـــدِ الأحَــــــدِ
ومـــا سوى العلمِ للعِرفــــــانِ منزلــــــةٌ = بذاك آمَــــنَ بَـــــــوْحُ البُـلبُــلِ الغَــــرِدِ
غــداة غـــازلَ طيبَ الفجـرِ منطقُــــهُ = دمــــوعُ مُبتهــلٍ فـي الخدِّ في الخُدَدِ
دنـــا تدلَّـــى إلى المقصـــود مُـفـتـقــرًا = وَقابَ قوسين تروي مِعـصــمًـا لِيـدِ
فكيف أن راح يدنو فاستــوى شــرفًــا = يعـــــانــقُ المَــــلأَ الأعلــــى فلم يحدِ
أتـــى الكليــــمَ ولـــــم يفتــــأ يُراجعُـــــــهُ = لأنَّــــه مَـــا رأى مـــا لاح من رغــــــدِ
ومن رأى من رأى لا ريب رؤيتُـــــــهُ = بالقُربِ حاضـرةٌ فــي مُلتقـــى الرَّشَـدِ
سبحانك الله مـــا أهــديتَ من رتبٍ = ومــا رَفعْــتَ حبيـبَ الأنس لــلأبـــــــدِ
ومـــا جـزيتَ فــؤادًا ظــلًّ مرتـقـبًـــا = نعـمــــاءَ قـربــك بالإكـــــــــــــــرام والشُّـهُــدِ
فاسمعْ رفيقَ شعوري صِنْوَ عاطفتـي = عظِّــمْ محمَّـد لا تُـنْـصِـتْ لمُـنـتـقــدِ
عظِّمْ محمَّـــد كـي تحظــى بصحبتـه = في روضــة الخلدِ مأوى كلِّ مجتهدِ
ومن يعظـــمْ عظيــمَ الجَــــاه مُتَّبعًـــا = آيَ الإمـامِ ، فهــذا مُنتهـــى الرَّشَــــــدِ
***(( البسيط ))***
2017
رياض شلال المحمدي
09-08-2018, 02:11 PM
الفرات والياسمين
على أيّ ليلٍ يحملُ الفجرُ دينَهُ = ولم يُلفِ إلا الآه توهي سكونَهُ
توارى ، وأهدابُ الحياةِ تقلُّه = شجيًّا ، ودمعُ البينِ خطَّ لحونَهُ
وألهى – طريحَ البثِّ – نبضَ نديمه = يُمنّي عيونَ الساهرين ظنونَه
وأيقظَ من خلف الطبيعةِ مُسرعا = طيوفَ الأماني ، واستحلَّ يقينَهُ
وباح النَّدى ، والوردُ شاهدُ لحظةٍ = بها المنطقُ الشادي أجاز متونَه
إذا انتهضتْ ترجو الخلود بصائرٌ = وألقى فؤادُ الدَّهرِ وَصْلا رَنينَهُ
وآبتْ حماماتُ الجمال وغيرُها = إلى منزلٍ شادَ الضميرُ فنونَه
إلى هالةِ المعنى الشذيُّ بديعها = ومن حولها نايٌ يزفُّ أنينَهُ
فلا ريب يحكي الفجرُ للقوم شأنَه = وَلا أملٌ إلا استعادَ سفينَهُ
فكيف لمعمودٍ يلوذ بظلهِ = وما أبصر الوجدانُ يومًا حُسَيْنَهُ
سوى نفحاتٍ من غوالٍ وحكمةٍ = وفكرٍ بأيامي أراقَ عيونَه
وطاهرِ ذكرى يستفيضُ مداركًا = وكم ألهمَ الشوقَ الدَّفينَ شؤونَهُ
مضاربُهُ تاقتْ للمْسِ نعيمِهِ = وأحلامهُ ترنو هناك جفونَهُ
ليستنطقَ الماضي الطريفَ : أما ترى = حيالَ المغاني مَن أحبَّ سنينَهُ
وهلْ هلَّ من رُوعِ الحقيقةِ هاتفٌ = لكي ترشفَ الأزمانُ فجرًا مَعينَهُ
وقل لي أما وصَّاكم العِطرُ في الضُّحى = أنِ استعلموا كالأولياءِ قرينَهُ
وَهَلْ صَحَّتِ الأنباءُ أم ذاك خاطرٌ = على الأمِّةِ الحيرى أهالَ جنونَهُ
فيا لغةً أجفى الصَّباحُ رَحيقَها = بعينيكِ بَوْحُ القلبِ ألقى حنينَهُ
ويا أحرفي التعبى وقلةَ حيلتي = سيبقى وميضُ الخلد يسألُ " زَيْـنَهُ "
وينقشُ في وجهِ القصيداتِ ذاكرًا = جميلاً من الإحسانِ زكَّى عرينَهُ
أما شِمتَ في ليلِ الوقيعةِ بارقًا = سخيَّ ابتهالٍ يستدرُّ أمينَهُ
فأدهشَ أربابَ الهَوى بحضورِهِ = وكم كان يهوى الطيبونَ جبينَهُ
عليه عظيمُ الحُبِّ أنْ كان بينَهم = يواسي بآياتِ الإمامِ وتينَهُ
لتمضي مَعَ الأقدار ما افتقرَ المدى = حِسانُ القوافي ترتَجي ياسَمينَهُ
هُنا قالتِ الأسفارُ والبالُ واجمٌ = على أيّ ليلٍ يحمل الفجرُ دينَهُ
رياض شلال المحمدي
09-08-2018, 02:13 PM
من الماضي القريب
أحببتُـه مُـذ كـنتُ غـضّا مُغـرمـا = أهديتُه قـلبي فطاب ترنّـما
أغنى فؤادي لطفُـه حتى إذا = رقَّ الهوى ناجـيتُه مُتبسّما
وطفقتُ أسأل عنه أنسام الصَّـبـا = لـمّا بثثنَ أريجَه مِلء الحمى
هــلاّ رأيتنّ الحبيب فــإنّــه = ما زال يحكي بالجفون مُـسـلّما
مازال يهوى العاشقين جماله = ولكم تجمّـل بالوصـال مُكرّما
مازال يسترق القلوب بحسنه = وأراه يسمو كلما غيثٌ همى
يضفي على الأعماق أمتع نغمة = ويغازل الأخرى يطاول بالسما
ما أنس أنّـي طالما حاورته = فإذا الدموع تردّني مستسلما
لا أنسَ يا روحي لياليه التي = بالحب والحسنى هوين الأنجما
رمضانُ دعني في هواك مغرّدًا = ها قد سريتُ إليك صبّا مسلما
ما كنت أصدى والحساب ذخيرتي = بنداك أهفو للجنان مُـيـمّـمـا
عذري يضيق إذا جفوتك لحظة = لمّا عشقتك قد عشقت المُـنـعِـمـا
بك صُـفّـدَ العذّال واحتفل الملائك = ذاكـريـن الحقّ وامتلأ الحمى
رُدّيتُ دونك يا أعـزّ مسافـرٍ = فاسألْ لنا التوفيق واذكر مُعـدما
لمّا يجدْ في الأرض غيرَ مكارهٍ = ومظالـمٍ في الناس تردي الأشأمـا
أبهجتَ كل موحّــدٍ مُـتـيـقّـنٍ = ورفضتَ من جعل العبارة مَرسما
رمضانُ كم ضاق الفؤاد بهمّـةٍ = فرددته بعد التجمّـل مُغرما
أرجٌ لعيش المؤمنين ورفعة = للصائمين ولم تزلْ مُـتـنـعّـما
نفسي فداؤك إذ أتيت بليلة = عصماء فيها القدر كان معظما
أحييتُها والنور ملء جوانحي = في روضة الأحباب شِـمْتُ المَـغنما
تالله شرّفنا الحبيبُ بروحـــه = قال اذكروا حتى بلغنا الأنجما
رمضانُ هذي ذكريات محبتي = فابعثْ لنا الشوق المؤيد مُغرما
هاك القصيد ومن سنائك وشيه = فاحفظ عليه بهاءه متبسّما
رياض شلال المحمدي
09-08-2018, 02:16 PM
لغة الضاد
نديمةُ قلبي ، يا لَــقلْبي أمَا درى = بأنّي مَدى ذوقي أنادمُ بالذُّرى
عظيمةُ جاهٍ ، والجَمالُ رداؤها = تحِبُّ نسيبًا ليس يقربُهُ المِرا
تقولُ حَبيبي لو قصدتَ ظلالنا = نَمتْها مَعاني الأوفياءِ تدبُّرا
هُنا أطربتْ رُوحي برشفِ عبيرِها = وراحتْ تناجي الطيباتِ تأثُّرا
تعانق بالألطافِ حِسًّا وخاطرًا = فيسكبَ وجداني فراتًا وكوثرا
شعوري بها للآنَ ينهلُّ حُسنُه = ولولا نداها ما ارتقى العُمْرُ مِنبرا
زواهرُنا تشتاقُ آياتِ ودِّها = متى اقتَمَرتْ ناجيتُها متفكرا
هبيني نَدى الرَّيحانِ يعبقُ باسمًا = من الشرق يَسْتَسْني يرومُ تحضُّرا
دَعيني أماهي جَانبيكِ بلاغةً = هبيني وصالاً من عيونِكِ كي أرى
فعندكِ من رَوْحِ الإمامِ عَجائبٌ = به وَرْدكِ الغنّاءُ تالله أزهرا
به هامت العلياءُ ذكرًا ورحمةً = أبانَ الهدى لمَّا اصطفاكِ مُكبِّرا
وَتَحتفِلُ الأفكارُ حينَ أولي النُّهى = أتوكِ وصَانوا للمناهلِ مَصْدرا
تناهيتِ إبهارًا ، تساميتِ رفعةً = تليدًا طريفًا ظلَّ دَيْدَنُك القِرى
فما أنتِ إلا الخلدُ منذ عشقتُها = وما الحبُّ إلا من فؤادكِ يُشترى
أأيَّتُها الحسناءُ مــــــــا دام كوكبٌ = وما باسمكِ الرَّاقي المُتيّمُ أشعرا
ومــا آبَ إلفٌ يرتجيكِ مَحبةً = ومـــا صانَ مَبناكِ الزَّمانُ وثوَّرا
فديتُكِ أنتِ الضادُ تِرْياقُ أمُّةٍ = وكلِّ أريبٍ صَفوَ حرفِكِ آثرا
حنانيكِ أنت الرُّوحُ ، روحُ ثقافتي = سَحابُكِ أروى المُغرمينَ مُطهِّرا
كمالُ السَّنا في نقطةِ الباءِ حاضرٌ = وعن كلِّ درْبٍ للحضَارة أخبَرا
أتيتُكِ مُشتاقًا ، وهبتُكِ منطقًا = لك الرُّوحُ تفدى ما ودادُكِ بشَّرا
وَهذا وَميضُ الرَّاءِ وافاكِ شاكرًا = لأنَّ رياضَ الشعرِ من فيكِ حَرَّرا
ترعرعَ لفظي في ربيعك منشدًا = وأهدى حَساسينَ المرابعِ أسطرا
لأنَّ اللَّبيبَ الفَرْدَ جُلَّ مُناهُ أنْ = يُناغمَ آفاقَ المعارفِ مُبصرا
فيا قومُ سِحرُ الضادِ نادى عليكمُ = فلا تهجروا المغنى الجليلَ المطهَّرا
فما يذرُ الغيداءَ إلا مغفَّلٌ = فكنْ ما تشا ، مُستسلمًا ، أو غَضَنْفَرا
رعى اللهُ عهدًا فيه طابَ نميرُها = يظلُّ لأقباس التخاطبُ آسِرا
تغـنّت برياه البلابلُ حينما = زمانُ الهوى أهداه كأسًا مُعطَّرا
فهامت بأشذاءِ الوئامِ ، صفاؤها = بحبِّ الأقاحي يمنح الأفق مشعرا
أفقْ أيها الشادي وبلِّغ أميمةَ = قريضُ بنيها هزَّ أفئدةَ الورى
مآثرُ فخرٍ تقتفيها مأثرٌ = على أحرفي تنسابُ شهدًا مُعَبِّرا
رياض شلال المحمدي
09-08-2018, 02:18 PM
خميس الرغائب
أَعِدْها ، زَمانُ الكُتْبِ مَلَّ النَّوَائِبا = أعدْها لِتَسْتَوْفي المَواضي الرَّغائِبا
أَعِدْ دَوْلَةَ الأفذاذِ وَارسُمْ خَريطَةً = بها مَنْطِقُ التَّأريخِ يُوحي المَوَاهِبا
لِتَشْمَخَ أسْطارُ البَلاغَةِ حينها = على وَقْعِ رِيّاها تَهُزَّ القَواضبا
بها سُرُجُ الآمالِ ، وَالحُلُمُ الذي = تَمَنَّى دُهورًا أن يَزفَّ المَواكبا
يُنادِمُ أسْفارَ البَهاءِ يَقينُهُ = يَؤوبُ لألْطافِ الأُصولِ مُوَاكبا
أعِدْها أخا الأمجادِ حسْبُكَ أن ترى = رماحَ ذوي الألبابِ تلوي الغياهِبا
تنامُ وَفي الخَدَّيْنِ عِطْرُ مروءَةٍ = وَتَصْحو ومن عينيكَ تَسْقي الكَتائبا
دُعاءً نَقِـيًّا مِنْهُ يَنْبَجِسُ النَّدى = يُحاكي ربيعَ الوصْلِ بالتِّبْرِ كاتِبا
فَوَحِّـدْ طِـلابَ الخافقَيْن بهِمَّةٍ = فَوَحْدُكَ يا قلبي يَؤمُّ الحَبَائبا
وَوَحْدُكَ جَلّابٌ لكُلّ حَقيقةٍ = نَفاها ظلامُ اليأسِ بالوجْدِ حاطِبا
لَعَمْرُكَ دارُ الذِّكْر أضحَتْ غريبةً = وَهَيْهاتَ داعِي الحُبِّ يَأتي المَضَاربا
وَمِثْلُكَ مَنْ تعنو المَحافلُ فِعْلَهُ = ليبْقى الحِمى عَفًّا ، لِروحي مُصاحِبا
وَلا تُخْبر الأشواقَ أنَّك راحِلٌ = إذَنْ آخرُ الأزمانِ يُبْدي العَجَائِبا
لَئِنْ جَفَّ جُودُ السَّاهرينَ وَأدْبَرتْ = رياحُ هَوانا وَهْيَ تنْعى السَّحَائِبا
فخُذْ من عيونِ الطَّيْرِ رزقَكَ وانتَحِبْ = وَقُلْ يا ابنَ جَنْبي ما عَرَفْتُكَ لاعِبا
فُراتُكَ وَهْمٌ ، وَافتِقارُكَ فِرْيَةٌ = ودنياكَ خَطْبٌ يَسْتَحِثُّ الغَرائَبا
أَعِدْ بَلْسَمَ الأسْحارِ أمْنًا وَتَوْبَةً = وَلازمْ أراكَ النُّبْلِ تَلْقَ الكَواكِبا
غَدًا تُشْرِقُ الأحلامُ تِلْقاءَ دَوحتي = وَتَعزفُ آماقُ الحَنينِ المَغاربا
فما عاد يُسْلي الأيْكَ إلا دموعُهُ = ولا عادَ يَرْجُو اللَّيْلُ إلا الجَنائبا
فكن مثلما يهوى الخَليلُ مُوافيًا = وَإلّا فلا تَشْرِي الهموم مُعاتبا
وَإن عُدْتَ مَسْلوبَ التَّصَبّرِ جازعًا = تَرقَّبْ نُهَيْرَ البَيْنِ وَانْسَ المَسَاربا
ألا وَانْتَهِبْ بالشعر صَفْوَ فَصَاحتي = لِتعْمَلَ في قَصْرِ المَنُونِ مُحاسِبا!
رياض شلال المحمدي
09-08-2018, 02:21 PM
( عيون الفرات ) ، مهداة الى الشاعر الاستاذ ناظم الصرخي من وحي قصيدته ( ألوان الطيف ):
نَصَعَتْ ، فَجَادَتْ غَيْرَةُ النَّفَحَاتِ = تَسْتَصْحِبُ الآمالَ والدَّعَواتِ
وَتَوقَّدَتْ قُدُمًا ، يُضيءُ جَمالُها = رُتبَ البَيانِ ، وَفرقدَ الوَمَضَاتِ
عِبَرٌ تزيَّا بالرَّشادِ بَواحُها = وتزيَّنَتْ بروائحِ السَّرَوَاتِ
لُمَعٌ مِن الإحسانِ حيكَ فؤادُها = لمَّا أطلَّتْ مِن حِسانِ عِظاتِ
شَرُفَتْ بذكرِ الخالداتِ مِن الحمى = وَمكارمِ العظَماءِ في الشرُفاتِ
من سالفِ الحَسَبِ الأثيلِ صباحُها = وَمَساؤها مُتَجَمِّلٌ مِن آتِ
لتلائمَ القلبَ الصَّدوقَ فلم يَلُمْ = طِيبَ المَعاني طَيِّبُ الخَطَراتِ
دَعها فَديْتُكَ تنهلُ النُّعمى فقد = أجريتَ فيها رائعَ الهمَسَاتِ
وَبها تهيمُ أصائلُ الوطنِ الذي = ما اعتادَ غيرَ نَسَائمِ الرَّحَماتِ
تَرِدُ السَّناءَ حَضارةً ، فكأنَّما = مَا اسْتعْذبَتْ إلا نَدى الحَضَراتِ
فَمِنَ الشِّمالِ حُبورُها وَعيونُها = وَمن الجنوبِ تَجــودُ بالبَسَماتِ
شرقيَّةُ العِرفانِ ترسُمُ ثَغرَها = دارُ السَّلامِ بأشرفِ الغاياتِ
فمضَتْ تُعانِقُ بالمشـاهدِ تارةً = أو تمنحُ الظمآى عيونَ فراتِ
فإذا ظِلالُ السِّحرِ بعضُ بيانِها = وَإذا القريضُ يضجُّ بالقُبُلاتِ
وإذا الأديبُ مُتيَّمٌ بعبيرها = شِعرًا وَذكرًا رائقَ المَلَكــاتِ
هو " ناظمُ الصَّرخيُّ " شاعرُها الذي = صَحِبَ الكبارَ وَنَخْوةَ المَهُجاتِ
يَسْتَبشِرُ الإبداعُ حينَ يزورُهُ = في جَلوةِ الإيقاعِ والخطَواتِ
يُعنى برَيْحَانِ البَديعِ رَواحُهُ = ليُقشِّبُ التَّرْصيعَ في الغدَواتِ
وَشهادتي مَجْروحةٌ في حَقِّ مَن = لمّا تُحِطْ بوفائهِ عَزَماتي
نُبْلٌ ، وإحساسُ الرَّحيقِ ، وَرؤيةٌ = وَسَريرةٌ بَيْضا ، وَطولُ أناةِ
حتى إذا انبثقتْ بدورُ شعورِهِ = عَذُبتْ لأهلي صورةُ التائاتِ
واليومَ فزتُ بذكــرهِ فتعطّرتْ = بنقاءِ أحبابِ الكبار حياتي
وعسايَ أنصِفُ في غنائي شاعرًا = تهفو إليه صبابةُ النَّاياتِ
أوَ ليسَ نَبْعيَّ الشَّمائلِ نِسْبةً = في دَوْحِهِ اتلفتْ جموعُ ثِقاتِ
هذي ، وتلك ، وفي القريضِ بقيَّةٌ = لا ريبَ يَجمعُ لونُها أشتاتي
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 06:54 AM
إلى الأديبة ليلى أمين صافي((ليلى والأندلس))
أضْفَتْ عَلى الرُّوحِ بالآمالِ نَسْرينا = كأنَّها من عُيونِ الصَّبرِ تَروينا
واستَجْمعَتْ من قِواها كلَّ فاتنةٍ = تُقري الرَّبيعَ ، تُسَاقي بالمحبّينا
قالتْ وَقد سَافرَ الوجدانُ مُنتقلاً = بين العُهودِ ، أمِنْ خلٍّ يُواسينا
هَلْ للوَفاءِ حضورٌ في مذاهبِكم = أم غالهُ الدَّهرُ في أغلالِهِ حينا
هَلْ في المُقامِ هُدىً ، أم إنَّها سِنةٌ = في عِليةِ القوم ندّتْ عن أمالينا
هَلْ للغوالي بَقايا عندَ من رشَفُوا = ماءَ الخلودِ ، أم الإيهام يُردينا
يا بنتَ أندَلسٍ ضَاقَ الفؤادُ بنا = ما عَاد يفقهُ للماضي تلاحينا
لا الزَّهرُ مزدهرٌ ، لا الهمُّ مُندثرٌ = مُذ أدبرتْ غدُرٌ عن قلبِ وادينا
يَحكي البَقا كغثاءِ السَّيلِ أولُنا = والآن آخرُنا أبكى الملايينا
فلا البَواحُ غَداةَ البينِ سَاعَفَنا = ولا النَّواحُ تخلَّى عن بواكينا
وَلا الحَنانُ إلى الأقداسِ مُلتفتٌ = إذا زَمانُ العَنا أبكى فلسْطينا
ولا حفيفُ المها واسى الفَتى فإذا = " طَوْقُ الحَمامةِ " في همسٍ يُناجينا
ناشدتُكِ اللهَ قولي للمَدى سَحَرًا = أنّا اغتربْنا فلمْ تصدُقْ شواطينا
أنّا هجَرْنا قِبابَ المجْدِ وارفةً = وَغادرَ الشِّعرُ مِن خَوفي الموازينا
وَعطَّلَ الوَجَعُ الهَتانُ أفئدةً = إذا الموشَّحُ يُقري الوَردَ مَحزونا
" وَلاّدةَ " الذَّوقِ غابَ الغيثُ عن فِكَرٍ= فهل أتيتِ لتسْتَهدي حَواشينا
ومُزّقتْ شرُفاتُ الوَصْلِ وانتحَرتْ = أمُّ الحضَارةِ ، وانجابتْ أقاحينا
عَسَى البشاشةُ باسمِ الفجرِ ضاحكةٌ = والأريحيَّةُ نَسْقيها وَتسْقينا
حِيالها الرَبَواتُ الخضرُ ناظرةٌ = بالحُسْنِ آونةً روحَ الهَوى فينا
تُهدي الطَّريفَ تليدًا غيرَ مُنقَطعٍ = فالجُرحُ مندملٌ ، والنورُ يغشينا
وَالعَبقريَّةُ فَخرٌ مِن روائعِها = بلاغةُ الفَهمِ بالعِرفانِ تُحيينا
يا بنتَ أندَلُسٍ رَقَّ القريضُ ولم = تفتأ به سبُلُ الإلهامِ تُدنينا
طالتْ ثقافتُهُ السَّبعَ الطباقَ ومَا = مالتْ خَمائلُهُ لم يَهجرِ الدينا
جَلائلُ الودِّ فيه العمرَ ناطقةٌ = قلبًا وشوقًا وإشراقًا وتمكينا
واليومَ أزلفتهُ ذكرىً لمن فَقِهوا = مَعنى الثناءِ فلم ينسَوا مضامينا
كالآخرينَ لها رُشدٌ ، ومعرفةٌ = تُوحي التَّمامَ ، وكم أحيتْ ميادينا
أديبةٌ يغمرُ الإحسانُ مَنطقَها = يَعنو لها النَّبعُ مزهوًا يُماهينا
فالودُّ منها صَفا عن كلِّ شائبةٍ = من آلِ " صافي " تغنَّتْ عن تصَافينا
حَظُّ الجَزائرِ أنْ تحكي زواهرُها = عن ذاتِ منزلةٍ تُشجي الحَساسينا
جَنانُها لحِمى الثوَّار منتَسبٌ = لِذا استقلَّتْ بآدابِ الوفيّينا
طوبى لحَرفِ عِراقيٍّ يقولُ لها = هذي المشاعرُ يا ليلى ، تهانينا
والعذرُ إن قصُرتْ آفاقُ أخيُلتي = أو باعَدتْ عن سَنا المعنى أغانينا
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 06:59 AM
أدبٌ قَراح
قَــلـْـبـَاهُ : هَلْ مِنْ مُخلصٍ وَمخلّصٍ = عَـنَّـا يَصُـدُّ الرِّيحَ من بعد الرِّماحْ
تَصْغى صَهيلَ خيولِه الملأُ العُلى = مَعناه في مَلَكوتِ قَافيتي مُباحْ
مِنْ دَمعهِ شَادَ الهَناءَ ، وَعزمُهُ = يُملي عَلى الأسيافِ مِنْ لغةِ الكِفاحْ
يَهوي عَلى لَـغـوِ العَـذولِ بيانُهُ = وَيزفُّ للوجدانِ آياتِ الأقاحْ
يَزهو انبهارًا في إماراتِ الدُّجى = مَا كان يسلو قلبُه شيمَ الصَّباحْ
قَـلباهُ : فجري شَاخصٌ مُنذُ الصِّبا = ما زالَ ينتظرُ الصَّبا رَغم الجِراحْ
مُتَوسِّلاً بالذكرياتِ لعلَّها = تَسْتنطقُ الأحلامَ أو تجِدُ الرِّياحْ
أو يَسألُ الزَّهَراتِ عَنْ ظُلِلِ الهَوى = وَرَحيقِ ثَغرٍ باسمٍ يَهبُ الأقاحْ
لمَّا التقينا ، وَالشُّجونُ كثيرةٌ = عندَ الهيامِ ، وَقربَ مُنعطفِ النَّجاحْ
نُلقي الحَصى نحوَ الفُراتِ لتلتقي = أمواجُه بالزُّهر في خَفقِ الجَناحْ
نُوصي الفَراشَ بأنْ يُحاكي طرْفُه = هُـدُبَ الحنينِ ، وَصفوَ أفئدةٍ مُتاحْ
حَتَّى إذا انقلبَ الزَمانُ ، وأفلتتْ = تَبكي ، حِكاياتُ الوصالِ عَلى البِطاحْ
وَمَضَى اليَقينُ مُعاتبًا سُبُلَ المها = شَبَّ الحَريقُ ، وَأطفأ العُمرَ النَّواحْ
قَلباهُ ، سُقيا لهَفةٍ لمعاهدٍ = وَلَّتْ ، فَـحتَّامَ التَّواجُدُ والصِّياحْ
أَوْلى بوَعدِكَ كأسُ رَيحانِ النَّدى = أو ما تبقَّى مِنْ مُناجاةِ المِلاحْ
بَلْ حَرفُ آهٍ يَسْتغيثُ بخاطرٍ = وَيغوصُ ، كالفكر المُباهي ، في الصِّحاحْ
ما كنتَ تَدري كيفَ غادرَنا الوَفا = مُنذُ استغلَّتْ يُتمَ عَافيَتي " سَجَاحْ "
لا الحَقلُ مُحتفلٌ ، وَلا مِن بَيدرٍ = وَالغيثُ مُنشغلٌ بقَعقَعةِ السِّلاحْ
وتظاهرَتْ بالنُّصحِ كلُّ غَريبةٍ = وَالقبحُ دَيدَنُ مَن صَداها مُستباحْ
كالمُرجفينَ إذا اعتراهُم هَاتِفٌ = عَدَلوا عن الإشراقِ وَالحقِّ الصُّراحْ
تَركُوا على الفَمِ بَعضَ لونٍ سالفٍ = أضناهم التَّزويقُ ، فاقترحوا السَّماحْ
مَرَقوا إلى الأغيار دونَ رَويّةٍ = يَتعلَّـمون المَكرَ ، وَهمَ الإنفتاحْ!
أشباحُ زيغٍ في مَهايعِ غفلةٍ = رَشفُوا الأنا ، لم يفقهوا أملَ الفَلاحْ
قلباهُ صَبرًا لو أطَلْتُ فإنَّني = رُوحي أطلَّتْ ، وَالسَّنا الشَّرقيُّ لاحْ
نَهَضَتْ مَعَ الهَدفِ النَّبيلِ رُؤاهما = عَلِـما بأنَّ الأفقَ ليسَ بمُسْتراحْ
إنْ طالَ شوطٌ أو تَـقاصرَ وَاردٌ = فكلِاهُما في الظَّنِّ قبضٌ وَانشراحْ
فاقرأ بوعيٍ ما تواترَ في الضُّحى = مِنْ لُبِّ أخيُلةِ ارتجالي وَالبَواحْ
إن أزمعَ الخلُّ الرَّحيلُ بمهجتي = وَانبتَّ عن مَغنايَ عهدُ الإرتياحْ
بلَّغْ قَوافينا المَرابعَ وَالتمِسْ = زُلفى الخَلاصِ ، فَوجهُها عَنَّا أشاحْ
وَاشربْ بكاساتِ الأكابرِ ذائقًا = لُطفَ التَّلاقي ، شوقَ ذي أدبٍ قَراحْ
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 07:02 AM
إلتَقَيا في المدارسِ العالية ، حيث أرائك الدراسة الجامعية ، ولما أزف الوداع ، وفي حفل التخرج
كانت بينهما هذه المحادثة :
لُغَةُ الجَمَالِ تُهيبُ بالأَشواقِ = هَذا الهَوى اجتذبي عُيونَ عِناقي
فاليومَ يا ليلى الحَياةِ أظَلَّنا = أَرَجُ الوَداعِ ، وَمَنطقُ الإملاقِ
مَهلاً أخا الشِّعرِ ، التَّلاقي مِنحةٌ = أم قَد نسيتَ روائحَ الأعماقِ
لا رَيبَ للذكرى حضورٌ مُفعمٌ = بالأمنياتِ ، وإنْ بَكَتْ آفاقي
إنصافُ دَهري ما رأيتُ بريقَهُ = فالبينُ مُنبعثٌ ، يحبُّ لِحاقي
وَسِوى السَّقامِ أشكُّ في نَظَراتِهِ = فالآهُ تَعبثُ ، تَسْتحِلُّ رواقي
رفقًا فللأيامِ نايُ مَودَّةٍ = ألحانُها عَذُبتْ بكلِّ زُقاقِ
واسألْ هوانا لائذًا بظلالهِ = وَبلابِلَ الشُّرُفاتِ في الإشراقِ
ما زلتُ محتفظًا بعطرِ المُلتقى = وَرَقائقٍ بالأقحوانِ دِهاقِ
لكنَّ للنِّسيانِ سِفرَ ستائرٍ = وَعِراقُ هذا العُمْرِ غيرُ عِراقِ
وَإذًا تذَكَّرْ ما يجولُ بخاطري = مِن بَهْجةٍ سُكِبَتْ على الأوراقِ
وَغيوثِ ذاكرةٍ تَواترَ نُبْلُها = نَفَحاتُهُا تطفو على الأحداقِ
أهديكِ من وَردِ المَواهبِ بَاقةً = ومِنَ الفؤادِ حَقائقَ استحقاقي
فلكم سَهِرنا وادَّكرنا أنجمًا = نَسقي اليَراعَةَ بالسَّنا الخلاَّقِ
نَهَبُ العَوالمَ من رَحيقِ عَزائمٍ = فإذا التَّصَافي زاهرُ الأخلاقِ
تَشتاقُنا القاعاتُ تَهوى رَسْمَنا = لمَّا الكَعابُ تبسَّمتْ بمذاقِ
لم تنسَ مِن صَفوِ المداركِ حَاجةً = طوبى لبَوحِ نجيبةٍ سبَّاقِ
فاسْتَخبري الماضي وَرائعةَ النَّدى = هَلْ في نداءِ الرُّوحِ وَحيٌ باقِ
نَسْتلهمُ العَبَراتِ مِن رَيْحانهِ = ليظلَّ يهتِفُ بالهَنا ميثاقي
يا واثقَ الخطوِ المُنيرُ شعورُهُ = روحي فِداؤكَ .. لو فَكَكْتَ وَثاقي
سَيَؤوبُ يَلتحِقُ الحُبورُ بركبِنا = وَتَرفُّ لو أزفَ االخِتامُ مآقي
وَنرى أساتيذَ الوصالِ كواكبًا = نهديهمُ البَسَماتِ بالإبراقِ
مُستذكرينَ أرائكَ الأملِ التي = لا ريبَ تحملُ وَمضَةَ الآماقِ
فاكتبْ فديتُك بالوَفاءِ مؤرّخًا = وامنُنْ على المَلَكاتِ بالإطلاقِ
تاللهِ أَمتَعْتَ القريضَ ولم تزلْ = تَروي حِمى الأُدباءِ بالأشواقِ
فعليكَ من وطنِ السَّلامِ تحيَّةً = وَثناءُ أهلٍ ، وامتنانُ رفاقِ
أجملتَ من فيضِ المكارمِ مُنشدًا = فإذا الرياضُ تهيمُ بالإيراقِ
شكرًا لقلبِكِ يا رفيقةَ أحرفي = وَلكلِّ ذي أدَبٍ طَريفٍ راقِ
شكرًا لأحبابِ المُقام وَمَن بهم = طابَ الحديثُ بأجملِ الأنساقِ
وكذاك للخُلَصاءِ أصحابِ النُّهى = إذ أرشَدوا الفُقراءَ للخلاَّقِ
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 07:04 AM
دنيا عتيقة
عَفِتِ الدِّيَارُ فَهَلْ فَقِهْتِ غَرامَها = بِنتَ القَوافي ، أمْ سَلوتِ سَقامَها
مُذ كنتِ تستَرقينَ شَجوَ ظِلالِها = وَعَصرْتِ من نورِ البدورِ مُدامَها
تَتلَّفتُ الشَّكوى تَضُمُّ بهَمسِها = جُدُرَ الفؤادِ ، وكم جهِلتِ مَرامَها
وَتـفَلَّـتتْ وَالبَينُ ظِلُّ مَرارةٍ = توحي النشيجَ فلَو وَصَلتِ مَقامَها
فاستقبليها بالحَفاوةِ مَرَّةً = أو بالدُّموعِ عَسى تَرينَ سِجامَها
وَاسْتحْضِري الأشواقَ نُبلَ نميرِها = لا تفقِدي وَقتَ النَّوى أعلامَها
وَلعلَّ ما باحَ الضَّميرُ يحفُّها = سِربُ القَطا يردُ الغداةَ خيامَها
بنتَ القوافي ما النَّدى ما فجرُهُ = إلا أقـتـفاها رَاجيًا أيَّامَها
من بعدِ أنْ طالتْ أيادي غربةٍ = ألقتْ على دُرر الأديبِ حُطامَها
وَاصَّاعدتْ في الخافقين شِكايةٌ = من قلبِ أدعيةٍ تبثُّ ذمامَها
وَاهَّابطتْ نشْدَ الخلاصِ أميمةٌ = جَعلتْ أهاضيبَ النَّواحِ إكامَها
فإذا مراجيحُ التليدِ قصيَّةٌ = والعيدُ يأبى أنْ يسوسَ غرامَها
وَإذا صَدى الضَّحِكاتِ يلفحُ همَّتي = من حين أهدتْ للعذول زمامَها
أمَّا الطَّريف فما شَممْتُ مَلابَه = وَمُهيجتي خذل الشَجيُّ حَمامَها
يا جنَّة الجنَّاتِ يا ربعَ المها = إني أتيتكِ حاملاً أحلامَها
وَضلالُ نافلتي القديم يسوقني = يستفُّ ريجَ بصيرتي هِندامَها
رفقًا خذيني شاعرًا أو حاديًا = ردي على ذكرى السنين خُزامَها
هِيْ رفقةُ السَّنواتِ تلتمسُ الُّلقى = رفعتْ إلى راعي الحمى إلهامَها
نادته يا أملي أتتكَ شواردي = وعساك تبصرُ يا نقيُّ خِتامَها
شَاوِرْ حُبيَّبتي تغنَّ بحسْنها = أمسِكْ بحقِّ الأمنياتِ زمامَها
من ألفِ حرفٍ ترتجيكَ ضفافُها = تُهدي المنازلَ وَبْلَها ورهامَها
من ألفِ قافيةٍ يُراجعُها السَّنا = تشتقُّ من فِكَر الجَمال تمامَها
بنتُ القوافي آثرتكَ ولم تزل = تهبُ العيونَ وأسلمتكَ غمامَها
أدبًا ونايًا وابتكارَ مباهجٍ = ومحاسنٍ سمعَ الربيعُ بُغامَها
عشقتْ عراقَ الطيبينَ وَغرَّبتْ = للياسمين عسى تعانقُ شامَها
فالطفْ فديتكَ فالحياةُ مدى الهوى = ألقت على سبل الوصال سَقامَها
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 07:08 AM
رئيس جامعة الفلوجة الأستاذ الدكتور محمد الحمداني
صِفَاتُ الحُسْنِ مُشرقةُ المحيّا = فقُـلْ لمشاعِر الوجْــدانِ هَيّا
أقيلي عَثرتي صُوني بَياني =لأكتبَ مِنْ عُيونِ الوَصْفِ شـيَّا
أغرّدُ قاصِــدًا كــرمَ المعاني =لـمنْ عشِقــوا الرُّواءَ المشرقيّا
لمنْ نَسَجُوا منَ الأعـمار سِفرًا = غزيــرَ الفَخْــر مُتـقِـدًا نقيّا
لمنْ بذَلُـــوا ، لمنْ سَهِروا وَفاءً = وَقاموا قرَّبـوا الأملَ القصِيّا
تَناهوا أصَّلوا السَّعيَ التزامًا =وَصانوا الإرثَ كي يَصلوا النَّبيّا
فَلا حَادَ الـمُتـيَّـمُ عَنْ حِماهم = وَلــنْ تَـنســى مَـداركُـنا الوَفــيّا
تناغمُ آلَ حمدان امتنانًا = تُنضِّدُ عن محمَّدهم رَوَّيّا
أبا الأجيال ما فَتِأتْ حُروفي = يُسابـقُ رَوْحُـها العِطرَ الخفيّا
عَسَى تَدنو مِنَ العَزَماتِ لحنًا = لتعطـي حَـقَّـك الذكـرَ الزكيا
وَتَـمـنـحُـكَ اليواقيتَ امـتـنانًا = عَن الأحبابِ تَلتمسُ الرُّقيّا
تُحدّثُ بالحضَارةِ كـي تـَراها = غيوثَ الأمسِ تُسعفنا مُضيّا
وَذكــرى أمَّــةٍ تاقتْ خُطاها = لـمنـزلــةٍ تُـصافــي الألـمعــيا
فكنتَ مَـعَ الـحَـياةِ أبًا أمينًا = سَـخـيَّ الحالِ مُفتـقـرًا ذكيا
إذا انسكبتْ دموعُكَ فَرْط همٍ = فقد أحيا شَذاها مُقلتيا
وَلـمْ تـعــبـأ رُؤاكَ بأدعـــياءٍ = تـناثـرَ ظنُّـهم صُبـحًا عَشـيا
وَلي عُذري إذا قَصُرَتْ شروحي = وَظلتْ تَبتغي ظِلاً شجيا
إذا ارتَبكتْ بنا صِلةُ القَوافي = فـقــد رَبحتْ أصيلًا يَعربيا
تؤوبُ بذكـره طُرَفُ التباهي = لذا اقتمَرَ القريضُ بكم بهيا
أخا الأدباءِ صَبرًا لستُ أنسى = قَـريــبًا يَصْــحبُ النصرُ الأبيا
قـَريبًا سَوف نبتدرُ المواضي = هـَوى الأقداسِ يَـرقُبنا نجيا
أساتيذًا وَطـلَّابا وَرُحـمى = نَـماها الـقـلبُ مُـحتـفِـلاً عَليا
هنالكَ سَيّدي تَصْفو الأماني = نحيّي القومَ والوَطنَ الأبيّا
وَقد لاحتْ بشاراتٌ بروحي = حَديثُ الرُّوح أنقى ما لديّا
فـكُـنْ للعَزمِ إشـراقًا نَضـيـرًا =وَكـنْ للوَردِ عِشْـقًا عَبقريا
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 07:14 AM
قضى والدي ما يزيد على خمسة وثلاثين عاما على ملاك وزارة التربية والتعليم مديرًا لمدرسة
الأصمعي الإبتدائية للبنين ، وقد صاحب خلال رحلته هذه كثيرا من المعلمين والمعلمات ، ناهيك عن
أجيال من الطلاب ، وبعد أن أحيل على التقاعد كانت مني هذه القصيدة على لسانه :
ردّي عليَّ نضارتي ، لا تسمعي = إلا صَدى ذكرى أقام بأضلُعي
وتفكّري بالممتعاتِ ، فللصِّبا = شذراتُ أنسٍ تستظلُّ بأدمعي
طوفي على عَبقِ الزَّمانِ كريمةً = ولكلِّ حادثةٍ هناكَ استرجعي
وتوضَّأي بندى المباهج .. هزَّها = وردُ الحدائقِ ، فاستُثيرت أربُعي
يا سُدَّةَ النَّفحاتِ يا مَغنى الهَنا = يا مَن إلى رؤياكِ حنَّ تورُّعي
هل كنتِ تسترقينَ شجوَ رفاهتي = أم جادَ غيثٌ في اللقاء الأروعِ
أم زاحمتْ لحظاتِ قلبي زورةٌ = أم أزبدتْ عِبرُ النَّشيجِ فما أعي
أم شاءت الأقدارُ أن تطوي الغِنى = فِكَرُ التنائي يا فؤادَ " الأصمعي "؟
من ثلَّةٍ رُزقوا الضَّمائرَ حيَّةً = فمآثرُ الأجيالِ زادُ المبدعِ
ولكم تطيبُ مع المروءةِ أنفسٌ = لمّا سقى الأعماقَ صفوُ المنبعِ
فالرُّوحُ مرموقُ البيانِ يمدُّها = والصبحُ يلهجُ بالجمالِ الأروعِ
حتى إذا العِرفانُ مدَّ جناحَهُ = في الأفقِ طابتْ غايةُ المتضلّعِ
هو هكذا مجدُ الحضاراتِ الذي = يهوى البُناة وكلَّ وافٍ ألمعي
يُهدي الفراتين الصَّفاءَ .. وينتخي = للأكرمينَ يراعُهُ ، لم يدَّعي
هذا " شِهابٌ " ، ذي " جنانٌ " حولها = تلهو البراءةُ في وشاحِ الخشَّعِ
وهناكَ " سَعدي " ثم " شمسي " أرَّخا = لمكارمِ الأخلاقِ حُسْنَ المطلعِ
و " نهوضُ " معْ " فردوسِنا " معَ " شاكرٍ " = وكذاك " ناجي " ، " حامدٌ " في المجمعِ
" لمياءُ " أو " وجدانُ " أو " سحرُ " البها = و " سناءُ " أو " أسماءُ " في لغتي معي
واذكرْ صلاحًا ما تناهى فضله = من آل نوري ذي الوصال الأرفعِ
تبقى المشاعرُ للبقيِّة تزدهي = لو مسَّ نسيانٌ ركابَ مودِّعِ
إن كنتُ بالتصريح أرفعُ سيرتي = أو لاح بالتلميح بَوحُ المقطعِ
أو قيل بالترميز يُبدع رسمَه = فظلالُ معناها تشنِّف مَسْمعي
يا ملتقى الأحبابِ يا لمُعَ الدُّنا = هذا أنا الشلال ، عنّي فاسمَعي
وتذكّرينا حين يعدو ركبُنا = ردي عليَّ نضارتي ... لا تسمعي
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 07:19 AM
في رمضان الفائت أقام منتدى شعراء الفلوجة 90 المستقل ، وبالتعاون مع
الإخوة أصحاب قاعة الجوهرة للمناسبات ، أمسية شعرية رمضانية على مدى
أكثر من ساعتين ، كانت هذه القصيدة مشاركتي فيها :
ماذا أقولُ إذ الليالي مُقمرةْ = وَهَوى القَوافي مُغرمٌ بالجَوهرةْ
وَعَلى يَميني مِنْ رفاقي صَفوةٌ = نقشوا تَواريخَ القَريضِ مُصوَّرةْ
وَعلى اليَسَار نَفَائسٌ من أنفُسٍ = عَذُبتْ فأهدَتْنا الرُّبوعَ المُزهرةْ
فإذا المعاني يستلذُّ بها الهَوى = ترنو لأقباسِ التليد مُعبِّرةْ
لم تعهدِ الإبداعَ إلا غايةً = لا رسمَ مُبتدعٍ يُطيلُ الثَّرْثَرةْ
لِيَقول للدُّخَلاءِ هاؤم ثروتي = فكأنَّ ساحاتِ الغَوالي مُقفرَةْ
حَمَلوا عَلى عَبَراتِنا لم يَحْلُموا = لمّا أقاموا فَوقَ قلبي مَقبَرةْ
لم يَعلموا يومَ استشاطَ دعيُّهم = شوقي نشيجٌ لم تطقْهُ المَجْمَرةْ
فاهجُرْ مَواعيدَ الضَّلال فلنْ تَرى = مِن ضفَّتيها غيرَ زيفِ المَحْبَرةْ
لا تلبسِ الحَقَّ الصُّراحَ بباطلٍ = قُلْ هذهِ ليلى ، وتلكَ مُحمَّرةْ
فهُناكَ فرقٌ بينَ ناي حَمَامَةٍ = وأنينِ ذي وَجَعٍ بصَوتِ القُبَّرةْ
لا تعجَبَوا ممَّا تبثُّ جَوانحي = فقصَائدي بالخالدات مُحبَّرَةْ
أغصانُ عُمْري في الضَّميرِ غَرَسْتُها = كيما تظلَّ مَدى الوَفَاءِ مُعمِّرَةْ
أينَ المها ، هَلْ أجْدَبَتْ أفياؤنا = من بَوْحِ شاعِرةٍ بَكتْها الحَنجَرةْ
كم طابتِ الأيَّامُ تَهتِفُ باسمِها = هذي الأقاحي مِن شذاها مُسفرةْ
رَبَّاه باركْ كلَّ جُهدٍ صَادقٍ = واجعلْ مَسَاعي الطيبينَ مُيسَّرةْ
إنّي وَقدْ أزلفتُ شَدويَ شَاعِرًا = فلأنَّ أخيُلةَ الوصالِ منوَّرةْ
وإذا أطلتُ مَعَ الجَمَالِ مُغرّدًا = فَلأنّني صُغتُ الأمانيَ جَوهَرَةْ
رياض شلال المحمدي
17-02-2019, 07:26 AM
إنقطعت عن " الفيس بوك " لأشهر عدّة ، فسألني أحد الناس عن السبب ، فقلت :
هَجرْتُ الفَيْسَ مِن زَمَنٍ لأنّي = رأيتُ الفَيْسَ يَحفلُ بالنّـفاقِ
تَواصُلُ للسِّبابِ بلا شُعورٍ = يَـكِّـرُ على النُّداةِ مِنَ البَواقي
وَحاشا بعضُ حَبَّاتِ اللآلي = كِرامُ الرأي في غِيَـرِ التَّلاقي
رأيتُ جَداهُ وَسْمًا للثعالي = متى بلغَ المَصيفُ سَنا التَّراقي
مُنيزلُ للخُـفاتِ ، فلو حُفاةٌ = أتوهُ ، ترى المَخازي في سِباقِ
ترى الأشباهَ تَـنعِتُ بالأيامى = هلمّوا أقبلوا فالغربُ ساقِ
مَدائنُ للمُروءةِ خرَّبوها = وَجَاسوا دَمعَ حَاضرةِ السَّواقي
قريبٌ أم غريبٌ أم غضوبٌ = فكلٌّ يَدَّعي طَلبَ المَراقي
أساتيذٌ ، تـلاميذٌ رفاقٌ = أباحوا وَصْلَ عُبَّادِ الفِراقِ
أليسَ بجـمعكم رَجلٌ رشيدٌ = أمِ الغَفَلاتُ توهي بالعِناقِ
فهذا أمردٌ بين الغواني = يُلوّنُ بالخدودِ وَبالحِداقِ
أحاورُ بالنَّوار ، وَبعد حينٍ = أرى المعتوهَ يضحكُ كالنُّهاقِ
همُ المتَشبّهونَ بلا مَحيضٍ = مع المتَشبّهاتِ مِنَ المَناقي
هيَ النَّـزَواتُ توحي للمُعنَّى = بأنَّكَ وَاعدٌ لا كالحِقاقِ
مَعامعُ للنثيرةِ زوَّقوها = وَقالوا الشِّعرُ كالشَّعَراتِ راقِ
متى سَرَقَ المُغفَّلُ زادَ قومٍ = فقد جعلوهُ فَحلاً في المذاقِ
كأنَّ نظائر الشَّطحاتِ باتتْ = نقائضَ في سِويسرا وَالعِراقِ
بسترِكَ يا ربيعُ متى سنصحو = سباتُكَ حزَّ أوردةِ النَّياقِ
إذا ما " أدمنُ " الصَّفحات ولَّى = سَليطاً مُدمنًا بهوى الشِّقاقِ
فقل للفيس تـبَّـا ثـمَّ تـبًّـا = عِشاشُكَ أَمْركَتْ صُورَ الرّواقِ
أهاضيبُ الزَّمانِ لها رَعيدٌ = إذا لاحتْ فما نَضَبتْ مَـآق
فَلا تكتبْ سِوى نَغماتِ حِسٍّ =كإرثِ القلبِ يُنقَشُ باشتياقِ
وَإنْ نكـزَتْ ذِمامَ الفكرِ كَفٌّ = فلا تكرَبْ فبَعضُ الصَّبر واقِ
على هذا تَـعاهـدتِ الحَواشي = فلُذ بالوعي شَرقيَّ النِّطاقِ
تجوَّزَ خَاطري بَثًّا وَحزنًا = عَساني أمنحُ الدنيا اتلاقي
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 06:15 PM
أنا والغيداء
تُخفي نعيمَ الحَيا الجادي ابتسامتُها = وَتغدق القلبَ إشفاقًا براءتُها
جالت بخاطرتي أنفاسُها كرمًا = وَاستسلمتْ لهوى الرُحمى إشارتُها
ليتَ الزَّمانَ الذي ينأى بلا سببٍ = ينسى السَقامَ فتهدينا نضارتُها
تشدو مع اليَدِ طولَ الدَهر حَنجرةٌ = مُذ ربَّتتْ فوق نبضِ الرُوح راحتُها
تمهّلي ، قلتُ ، فانسابتْ على عَجَلٍ = منها اليواقيتُ تغرينا حَضـارتُها
حتى إذا استمكنَ اللُطفُ الشَذيُّ فمًا = دارت على لغةِ الأعماقِ وردتُـها
لا تهجرِ التينَ ، قالتْ وَهي شاعرةٌ = فكيف لو أينعتْ قربـي بلاغتُها
للطَرفِ مِن طُرَفِ الإشراقِ قافيةٌ = واستَرسَلتْ في بَنات الفكر حِكمتُها
قومي بوصفِ فؤادٍ ظل مُتَهمًا = نفسي تتوق لمن فاضتْ صَبابتُها
قومي قِوامُ المَعاني أيقظَ الشُهَدا = والحورُ من شَغفٍ طابت فَصاحتُها
وَ تعلمينَ بأنَّا رغم لوعتِنا = نهوى الأقاحيَ ما صَحَّتْ بدايتُها
لا نعلمُ الغيبَ لكن نتقي شُبَهًا = مِن ألفِ عاديةٍ تهمي قِلادتُها
إليكِ أشرعتي ، فاستنهضي أدبي = وثوّري لغةً تهمي حَداثتُها
للغِيدِ للهيفِ وَاللاتي تنادمُنا = وَ تستمرُّ تُهادينا حلاوتُها
للطيرِ للبُلبُلِ الغرّيدِ ظاهرةٌ = منها العطياتُ لا تُنسى بشارتُها
تَجيءُ بالنفسِ وجدانًا يظاهرُها = ولو بدت تسكبُ الدَمعاتِ ثورتُها
أجملتِ أخيُلةً دَرَّتْ ثقافتُها = فما تغيبُ عن الوادي أصالتُها
جُزتِ الذي أسَّسَ الإيقاعَ خاطرُه = رؤاكِ تدهشُنا حقًا عبارتُها
وأنتِ غيداءُ لم يَهدأ لها تَرَفٌ = كلا ، ولا نضَبتْ تاللهِ هَيبَتُها
جادتْ على ألقِ الأكوان بسمتُها = وأشرقتْ بعيونِ الورد هالتُها
فالوصفُ والمدحُ ما أهدتْ أناملُها = وبالنسيب تُصافينا حصافتُها
فليهنأ الأدبُ الوافي بمن حَملتْ = إرث الكبار ، تهادي الضاد آيتُها
وليفخرِ الوطنُ الحاني ببَضعتهِ = قد رَفرَفتْ في سَما الإبداع رايتُها
فاقرأ ظنونَ المَها مِن غير توريةٍ = كيما تلذَّ مع الشُرّاح بسمتُها
ثم التمس بعضَ إدراك يشاطرُها = فحوى الدَليل ، فلا تفنى غرابتُها
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 06:20 PM
مهرجان الإخاء
خُذنـي بقلبكَ ، تَـدري كـمَّ أشواقـي = نحنُ الندامى وأنتَ الصَاحبُ السَاقـي
هذي ظِلالـي ، قَـصيداتٌ بـلا أمَـدٍ = أوتادُها مِنكَ ، والأسبابُ آماقـي
نَـحنُ الـحَبـيَـبانِ لولانا لـما اتـلَـقـتْ = عينُ العراقِ ولا جَوُّ الـهَنا باقِ
لأنَّــــهُ وَطنٌ لـم ترضَ دارَتُـــهُ= إلا الإخاءَ دَليــلاً للسَّنا الباقــي
طَورُ " العتابَــــةِ وَالمشمومِ " ما افـتَـرقا = غَربيُّه الآنَ يَـستسني بإشراقِ
خُذنــــي بدربِـــكَ لو زلّتْ بـنا قَـدمٌ = ما زلتُ أهواكَ يا تَـسْـنـيـمَ تِـرياقـي
خذنــي ضَـميرًا مُـحِبًا لستُ مدَّكـرًا = إلاكَ ذكــرى ، فَـهلْ عايـنـتَ أحداقـي
لـمَّا سهرنا مَــعَ " العَـشار " يَـحـرُسنا = " سيَّابُ " صَفوٍ تغنَّت عَنه آفاقـي
كـمِ انـتـخانا فُراتُ الذَّوقِ فانـبجَستْ = مَـنّا المناجاةُ ، وانسابَ الهوى الراقـي
وَالنايُ نادى على " الحبّوبِ " يَـسألهُ = كيفَ " الرصافـيُّ " هل وافاهُ إبـراقـي
فَـراح يَـهمـسُ لـلأيامِ فـي ثـقــةٍ : = " أبـو خَـيالٍ " مُـقـيــمٌ بَـيـنَ أرماقـــي
خُـذنـي أخَا الدَار كـي نَـبـنـي الـحَضارةَ مِن = فَيضِ الدموعِ ، وَنـنـسـى كـلَّ إرهاقِ
نَـوارسُ الـحُبِّ أبكـتْـنا مَـنائــرُها = وَدجلةُ الصَّبر يَـروي بعضَ أوراقِ
وكَـركَـراتٌ لـها الزَوراءُ خاشعةٌ = كَـما الحكاياتِ فــي إيـحاءِ عُـشَّاقِ
باسمِ الحُسينِ قَوافـي الرُّوح يَسمعُها = وَردُ المغانــي ، كَــوِردٍ فــيَّ غَــيداقِ
وَسَلْ مَواهبَ مَن درَّتْ محاسنُهُ = وَقتَ اللقاءِ ، وَسلْ يا صاحِ أذواقـي
خُـذنـي أسيرَ هَـوىً لـلآن مُنتظرًا = منك الـحَنانَ ، ألا فامننْ بإطلاقِ
أسَّستَ وَحـدكَ للعِـرفانِ أروقـــةً = فأزهـرتْ فــي دروبِ الـمجـد أخـلاقـي
حَـملـتَ عاطفـــةَ الـميـفاءِ مُـبـتـهـــلاً = فأثـمـرَتْ بالشفا للناسِ أرياقـي
تُـهـدي النَـخـيـلَ جَـمالًا غـيرَ مُنقطـعٍ = فَـعانـقَتْ نَـفَحاتــي طيبَ أعـذاقِ
جَنيتَ بالأقحوانِ النبلَ فاتضحتْ = للعابريـنَ فَضاءَ الشِّعر أنساقــي
أنا وَأنت ، وَإلا لن يَــرى غَـدُنا = أيامَ بغدادَ ، أو آساسَ ميـثاقِ
عليكَ منا سَلامُ اللهِ يـتـبـعُـــهُ = وَصلُ المشاعر يـتـلـو عِـزَّ أعراقِ
**(( 2019 ))**
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:04 PM
تشطير قصيدة الدكتور وليد عارف الرشيد : خمسون عامًا
خمسون عامًا والفؤاد يبوحُ = يحدو به التلميحُ والتصريحُ
خمسون عامًا يا حفيفَ قصائدي = والروحُ تغدو بالهوى وتروحُ
خمسون عامًا كنت أحسب وجهها = جـاهًا تشاطرُ وجنتيه شروحُ
أو كنت أرمق في صميم ربيعها = كأس الغرام يملني فتشيحُ
خمسون عامًا كم ظننتُ مراكبي = تنـأى تعاني تستغيث تسيحُ
أو شئتَ فرط العاتيات من المدى = ترمي المراسي والمغيب يلوحُ
أو أنَّني ما عاد يثملني الغِوى = كلا ولا عقَّ الفؤادَ جنوحُ
أو أنها شدِهَ الخيالَ عديدُها = لولا وقفتُ ببحرهنّ أصيحُ
الله ما تلك العيون ؟ تؤمني = منها البلاغةُ هل لهنَّ وضوحُ
ما سرُّ أنظارِ الجمالِ سقينني = من سحرهنَّ وقائعٌ و فتوحُ
راجعتُ فجري فـي شـروق صـباحهـنََ = وللتفكّر فـي الضُّحـى تسبيــحُ
و طفقت أدفع بالبصيــرة نحوهنَّ = و شدنــي نحو الشباب طموحُ
في صمتها المكبوت صرخة ثورةٍ = ما كان يعجز ومضَها تسليحُ
و بها على مرِّ الحوادثِ وثبـــةٌ = وتمردٌ في الحاجبين جموحُ
وَ على شواطــىء حزنها رغم التجلِّد = بانُ مُرتبــعٍ بكاه الشيحُ
و همت بها يا أهلها فرط التبــلُدِ = تحت أمـواج الدمــوع قــروحُ
و على خيوط الرمش قصة زهرةِ = سكـرت على مسرى هواها الروحُ
فكأنها ممّا توارد حولها = تهدي البرايا بهجة وتنوحُ
في عمق نظرتها عوالم دهشةٍ = و جناسُ راويةٍ بكتْهُ الرّيحُ
فالوصف منها أو إليها عائدٌ = والطرف كونٌ للبهاء فسيحُ
في خدّها احمرّتْ مواسمُ فتنةٍ = فالود وادٍ ، والغرامُ سفوحُ
والشوقُ يخترق الوهاد وميضه = والثغر ندٌّ للشموس صريحُ
النفس كالريحان فاح عبيرها = في حضنها المعنى الصَّريح طريحُ
فالفكر في لغة الصَّفاء نشيده = والقلبُ من نبض النَّقاء سموحُ
والحرف إما طال فاهًا غرَّدت = قلبٌ لقلبٍ شاكرٌ و نصوحٌ
فاسَّابقت تتلو البهاءَ عرائسٌ = وأتاك شدوٌ آسرٌ وصدوحُ
هيَ في لغات الريح أجمل نسمةٍ = أبدًا يناغم ضوعها التوشيحُ
فكأنَّها عهد استقرّت منحةٌ = و ندىً بعرف الورد حين تسيحُ
من ذا يؤول للنجوم مواجدًا = يهوى الفضاء مدادُه المسفوحُ
من يبعث الملكات طهر مثوبةٍ = أم من إذا تعب الكلام يريحُ
من ذا يصوغ الآه مثل شجونها = فالسرُّ في سبلِ الهوى مفضوحُ
و تقارب الأمثال رهنُ لحونه = روحٌ تغني كيف تطرب روحُ
أدركت أنَّ القلب يأبى أن تجـفَ = شؤونـه والحال فيه مليحُ
كلا وتأبـــى أن تغور مدى البيان = عيونه .. هذا الوريد نضوحُ
خمســون عامًــا ما ذوى فيها وقام = تحبه الآمـال ، كيف يبوح
قلبٌ لـــه أصل الخلود مع الهيــام = و لم تزل تبنى عليـه صروحُ
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:09 PM
وصايا إلى ولدي
أبُنيَّ أُوصيكَ : حاذرْ وَانتبِهْ = مِـمَّا يبثُّ الفَتى المُستغربُ
مُسْتَشرقٌ .. إنِّـما مَلَكاتُهُ = في كلِّ ضَرْبٍ عَـقيـمٍ تُـعرِبُ
يَستَوحِشُ النايَ تَهوى " الجازَ " = دَهشةُ حرفهِ مُذ دَعاهُ الأكذبُ
حتى تشظَّى بـما بين الطِّلا = وَطِلاءِ مَغرورةٍ تَـتَـذبذبُ
يَعتدُّ بالوهمِ ، يفخَرُ بالصَّدى = وَعتادُه - يا ابنَ جَنبيَ - خُلَّبُ
وَلدي :وتدري كم الشَّرق ابتلى= فانهضْ حَنانيكَ ، قلبي يشخبُ
لا تنسَ ماضي الأُلى في إرثهم = نثرتْ جَـمالَ المعاني يَعربُ
ما قلَّدوا .. بل أقاموا في الذرى = بيتَ القصيد ، فطابَ المشربُ
فالذكـرُ دومًا رفيعٌ قصدُه = وَالبَوحُ بالنفحاتِ مُـقَـشَّـبُ
أبنيَّ: شتانَ بين مُشرّقٍ = وُمغرّبٍ بالحداثةِ يَلعبُ!
أبنـيَّ:كُن أريحيًّا شاعرًا = مُتواضعًا بالحيا تتقلبُ
مُسترشدًا بالسَّنا لا تدَّعي = ما ليس فيكَ ليمضي المركبُ
فهناك فكرٌ وذكرٌ واجبٌ = وَهنا فديتكَ قلبٌ أوجبُ
لا تلتفتْ لحديثِ حَضارةٍ = شوهاءَ باسم الخنا تَـتَمذهبُ
أنفاسُها في الغوايةِ أطربتْ = وَضميرُها بالمغاني يُـرهِبُ
منها تـفـرُّ المعاني إنما = في لؤمها يشتهيها المذنبُ
وَالنفسُ داهيةٌ مَن جاءها = لا ريب يا ولدي يـتـحزّبُ
إيهامها ما لهُ أمٌّ .. ولو = شَقَّ النواةَ بلا وجلٍ أبُ
أبنيَّ لا دجلٌ يُغني المِرا = كلا ... ولا جدلٌ يُتكسَّبُ
للفجر أبرأ من نَهبٍ وَمِن = سَلبٍ به يستلذُّ مُـخرِّبُ
وَلدي:وتعرفني ما صحَّ لي = في الضاد إلا التليدُ الأعذبُ
وطريفُ موهبةٍ تندى به = صورُ الحنين التي لا تغربُ
وَكبار قومٍ نمتهم رقةٌ = وَإذا أهابَ الجَمالُ توثَبوا
أبنيَّ فاكتبْ على أنساقهم = ذَكِّـرْ متونَ الذين تعجَّبوا
أنَّ اللُقى في اللقاءِ كثيرةٌ = وَضياؤها للأديبِ مُحببُ
فالحُسنُ والوصفُ معْ عِـبَـرِ النقا = ورياضُ عاطفــــةٍ تَـتَـرقَـبُ
ما بالُ أهلكَ قَـد هلكوا هنا = يا ذا الغريبُ .. وكيف تَـغرَّبوا
عن كل فاتنةٍ هم أدبروا = مَقصودُهم في الطلولِ تَسيُّبُ
أبنيَّ هذي أماني دَوحتي = وَحِسانُ حرفنةٍ تَـتَـهـيَّبُ
هيَ غَـيْـرةُ الأملِ الجادي لنا = فاقرأ بقلبكَ ما لكَ يُنسَبُ
**(( 2019 ))**
متفاعلن فاعلن متفاعلن
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:13 PM
رسالة محبة
دالَ الزَّمانُ ، فما رَقَّتْ مآقيهِ = وَاستَغْربَ الوَصْفُ ، مُذْ تاهتْ أمانيهِ
وَانبتَّ لَحْنُ وصالٍ من صنائعِهِ = فاهَ الرَّضيعُ ، وكم تُقْنا مباديهِ
حَتَّى نَزلْنا حِمى إلْفٍ يُشاطرُنا = همَّ الجراحِ التي شَوْقًا تُحيّيهِ
فالآنَ طابَ النَّدى لُطفًا بلا أمَدٍ = فابنُ الحُسينِ أمامي كيفَ أنبيهِ ؟
يحبُّنا ؟ أي نعم ، واللهُ يشهدُ لي = أنّي مَدى الحُبِّ لم أفتأ أناجيهِ
فما الجلالةُ تدنو غيرَ طلعتِهِ = ولا الجَمالُ تغنَّى دونَ ناديهِ
بل المهابةُ تستجدي ابتسامتَهُ = معَ البهاءِ ، وما غنَّتْ دَراريهِ
أخا النَّشامى : تلاقى حولَ خاطرتي = منك الوَفاء ، ومن شعري أقاحيهِ
يقولُ بالعهْدِ بعْدَ الوعْدِ مُنطلقًا = صوبَ المعالي ، فيا أمَّ النُّهى تيهي
ويمّمي سيَّدَا من نسْل فاطمةٍ = يهوى الفَخارَ بيانًا عن مَعانيهِ
مُقامُهُ حَسَنيُّ الجاهِ تغبطُهُ = رَفارفُ العزِّ تشدو عن مَغانيهِ
عَمَّانُ فاتخذي منهُ الإبا لغةً = تمسَّكي بالذي عَزمًا سَما فيهِ
وَغرّدي عن أبيهِ الفَرْد ذاكرةً = زهوَ اللقا ، وارفعي أحلى أمانيهِ
فيَا عسىاها عيونُ الشِّعْرِ تخبرُنا = عن هاشميٍّ تولَّتْنا غواليهِ
وَيا عَسى الحَرْف يهدي ذوْقَ طلبتنا = لأرْدنَ الخَير وصْلاً لستُ أخفيهِ
همُ أهيلي صفاءُ الفكر مورُدُهم = وكانَ ما كانَ من ودًّ نُساقيهِ
همُ الرِّجالُ ثغورُ المجْدِ تعرفهم = متى ندبتُ ، فللماضي أقاحيهِ
وللمَواضي انهمار الغيثِ ملحمةٌ = مع انبهارٍ مِدادُ النصر يرويهِ
اللهَ اللهَ يا عَمَّانُ : قصَّتُنا = هذي تطول ، وللمُضنى أماليهِ
أنا العراقيُّ إكرامي لكم أدبٌ = أنّى مشيتُ لذيذُ القولِ يُحْييهِ
وَهبتُهُ لكبارِ القومِ تأمُرني = صِفاتُ ذي كرمٍ فُضلى قوافيهِ
**((2015))**
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:24 PM
قيل لي أن آخرَ بيتٍ نظمَهُ أميرُ الشعراء رحمه الله عشيّة رحيله هو:
قِف دون رأيك في الحياة مُجاهدًا
إن الحياةَ عقيدةٌ و جهادُ
و لم يجرؤ أحدٌ على متابعة هذا البيت
إلى الآن .
فقلت:
قِف دونَ رأيكَ في الحياةِ مٌجاهدًا = إنَّ الحياةَ عقيدةٌ و جهادُ
وانهضْ بفكرك مُغرمًا متيقنًا = متسلحًا بالروحِ فهي عِمادُ
عانق فؤادَ العزم متثقَ الخطى = يغنيكَ في سوحِ الهوى استعدادُ
أو رحتَ ترقى في سمواتِ البها = فمعينُ قلبكَ ما حييتَ الضادُ
ما زال يتبعك التليدُ مَحاسنًا = والذكر إرثٌ والجمالُ مدادُ
لا تلتفت للتاركين ظلالهم = خلف الحدود عن المروءةِ حادوا
فالمقصد الأسنى ربيعُ حبائبٍ = عشِقوا الحضارةَ بالمكارم سادوا
والمقصد الأسنى جنانُ مثقفٍ = هامت به دون الأنام سعادُ
من ظل يهتفُ بالصفاءِ ضميرُهُ = لا ريب تَرفع ذِكرَهُ الآرادُ
يكفي بأنك صاحبي من أمةٍ = أركانها بالمعجزاتِ تُشادٌ
يكفيك بالفردوس تشدو شاعرًا = تهفو إلى نفحاتك الأعيادُ
ثمَّ التمسْ نورَ الحقيقةِ صادقًا = فبها المنى والعزُّ وَ الأمجادُ
لولا البصيرةُ والحياءُ رداؤها = ما طابَ عيشٌ أو بكى الأجوادُ
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:27 PM
عروس القصيدة
إلى صاحبة رواية " الأوكسجين ليس للموتى "
في رثاء الشاعرة هبة أبو ندى
ألَّفتِ بالجوريِّ مِسكَ خِتامِ = ورهنتِ قلبكِ للندى المُتسامي
بنتَ الرَّبيع ، وأيُّ قافيةٍ نرى = بعد الرحيلِ ، إذا بكتْ أحلامي
إيهٍ فلسطينَ الحبيبةَ ودِّعي = أختَ القصيدِ ، شهيدةَ الأنسامِ
فعروسُ غزَتكِ استبانَ مُقامُها = في دوحةِ الفردوسِ خير مقامِ
وهناك للشُّهداءِ تسردُ قصَّةً = عن أدمعِ الأقصى وقدسِ هيامي
عن حبِّها الأبديِّ عن لغةِ الأسى = كيف استحالت نيَّةً لصيامِ
يهنيكِ يا هبةَ الديار بأحرفٍ = تحكي عن الليمونِ والآلامِ
عن غزَّةِ الأوجاعِ والضحكاتِ = والأطفالِ حول رفارفِ الإعظامِ
عن كلِّ ذي لُبٍّ تناهى صبرُهُ = وسواه يرجو منحةَ الحاخامِ
عن جوقة الأعراب من فقدوا الحيا = جعلوا الضمير موائد استسلامِ
من أجل ذلك عربدوا وتفنَّنوا = في حبِّهم لمقاصل الإعدامِ
هبةَ الهباتِ لك التحيةُ طالما = أهديتِ طيبَ الأرضِ حُسْنَ سلامِ
أحزنت آفاق الشواعر فانثنت = روحُ الأديبِ شجيَّةَ الإلمامِ
ترنو إلى الليل الطويلِ وبارقٍ = لحديثِ نصرٍ خِلته قُدّامي
والصبر زادُ الصادقين على المدى = حتى تؤوبَ مباهجَ الإكرامِ
وتعود للأقصى معاني مجدهِ = في ثورةٍ شعبيَّةِ الإقدامِ
(( 22 / 10 / 2023 ))
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:29 PM
في ذكرى رحيل أبي
على ذكراكَ عاتبني القصيدُ = إمِن زُلفى بأكؤسِها الورودُ
تسامرُنا بأحرفِها ظلالٌ = ومن عبقِ المشاعر تستزيدُ
ويسحرُ وحيَها شلالُ ذوقٍ = فليس يصدُّها البينُ المديدُ
يقينُ لطائفٍ ، فحوى ضميرٍ = يراقبُ ظعنَهُ الغرّيدَ عيدُ
إذ اعتادت تعانقهُ الأماني = يغازلُ إرثهُ القلبُ العميدُ
يطيلُ على أماسينا وقوفًا = لكي لا يأفلَ الأدبُ التليدُ
ولم يفتأ يناجينا بصمتٍ = هو الأملُ الشذيُّ هو البريدُ
بناتَ الفكر فارتقبي فؤادي = ليرويكِ الموافي والعهيدُ
بحبك يبتني صرح انتماءٍ = فلا تنساهُ وقت الصَّبر غيدُ
يقولُ لكَ الهناءُ أبا رياضٍ = ومرحمةٌ تغشَّاها مزيدُ
جوارَ مُزيَّناتٍ طيِّباتٍ = كذا الريحانُ يولمُه الجدودُ
ألا فارقد سلامًا مع أمانٍ = فقد وافى لذكراك القصيدُ
(( 28 / 12 / 2022 )
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:32 PM
سورية جنة والفرح سوري
حبيبي أنتَ سُوريِّ المَعاني = جَمالُكَ مِن نَعيمِ الخُلد دانِ
أسرتَ عَواطفي ألهيتَ فكري = فما لي وَ الحياةُ أخا الأماني
وَغادرتَ الأنا أهديـتَ قلبــي = طيوبًــا مِن أزاهيـرٍ حِسانِ
نهضتَ مُعانقًا مَلَكاتِ شِعري = نظرتَ خَواطري فزها بياني
فيا لكَ مِن أريبٍ ذي يقينٍ = وَ جــارٍ ردَّ طـارقـــةَ الزَّمــانِ
ألوذُ بصبركَ الهتّانِ علّــي = أعــودُ مُردِّدًا لَحــنَ الأمــانِ
فللعشّاقِ حولكَ سارياتٌ = ترفرفُ بالهَوى غِبَّ الحَنانِ
دمشقُكَ شذرةُ الشَرقِ المُعافى = وَشامُكَ عُرسُ قافيةِ الجِنانِ
وَحُسنكَ عونُ ربَّاتِ التلاقي = فما تختارُ غيرَك في التفاني
على ريَّاك تعبقُ مُرسلاتـي = فـتَـغمرنــي عطيَّاتُ التهاني
على المدُنِ العتيقةِ دار كأسي = فلم أبصِرْ سوى ألقِ المغاني
نميرُ الأصدقاءِ وَ نُبلُ بَوْحٍ = يُساجلُني لأمضي في اتزانِ
وَأسرارٌ من العِنَّابِ تاقت = لوحي الياسمينِ شذى الأغاني
وَتهمي ذكرياتكَ في ضميري = كبيرًا حاملاً أدبَ الجَنانِ
فديتك من حبيبٍ ظلَّ يشدو = وَغيرُك في دروبِ الغيدِ فانِ
فلا تنسَ الإيابَ إلى الأقاحي = فؤادي عندها كالوردِ قانِ
عسى بَرَدى يُضمِّــدهُ ليبقــى = على يـــدِهِ عظيمًا تُرجماني
إذا انكسرتْ قوافينا فإنــي = كسيرُ البالِ منحسِرٌ جُمانــي
وَحبك شاهدي فاسمع نشيجي = عسى تشفى بنورك مُقلتانِ
فمن يروي غصونَ الآسِ شوقًــا = لــهُ لا ريب تهفو جنَّتانِ
رياض شلال المحمدي
01-01-2025, 08:34 PM
في ليلة زواج ولدي عبد الله :sm:
نؤوبُ بالشعر والذكرى ونفتخرُ = عسى يَلوح على أيامِنا الظَّفَرُ
وتستهلُّ زَمانَ السَّعدِ خاطرتي = ويحتفي بهوى أعماقِنا العمُرُ
شكرًا لمن أكرَمُوا ، شكرًا لمن سَهِروا = شكرًا لمن سَاهموا شكرًا لمن حضروا
جزاهمُ اللهُ خيرًا دائمًا أبدًا = يظلُّ مسعاهمُ تحدو له العِبَرُ
رباه صلِّ على المختار قدوتنا = والآلِ مع صَحبِه ما انسابتِ الفِكَرُ
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir