المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعرة فاتن دراوشة



فاتن دراوشة
28-07-2009, 08:30 PM
وَينمو جَناحايْ




كَطائِرِ رَخٍّ حَديثِ الوِلادَةِ


أَحمِلُ ريشي وأمضي


بَعيدًا عنِ العُشِّ


أزرَعُ في الغَيْمِ شَوْقًا


وفي جَبهَةِ الشّمسِ حُلْمًا رَضيعًا


يُراوِدُ نَجْمَ السّماءِ عنِ النّورِ طَوْرًا


ويَسرِقُ بعضَ النّسيمِ منَ البحرِ طورًا


وأُطْلِقُ ظلّي غَزالاً صَغيرًا


يُمارِسُ طَقْسَ التَعَثُّرِ فَوقَ الهِضابِ الغَريبَةِ


يرضَعُ شهدَ الأماني منَ الدّيْمَةِ الحالِمَهْ


لَهُ المَهْدَ أبني مِنَ الضّلعِ حينًا


وَمِنْ وَرَقِ الزّهْرِ حينًا


وأرسُمُ ضِحكَتَهُ الواهِيَهْ


عَلى صَدْرِ رَيْحانَةٍ حانِيَهْ


تُؤَدّي الصلاةَ بِمِحْرابِ نَهْرٍ عَجوزٍ


وَتُهدي مَناسِكَها للمِياهِ


وَحينَ يُوَلّي الهَجيرُ جَناحَيْهِ شَطْرَ الجِبالِ البَعيدَةِ


حَيْثُ النّدى


يُداعِبُ خَدَّ البَراعِمِ


قَدْ يَلْفِظُ الغَيْمُ بَعْضَ فَراشاتِ غَيْثٍ هَزيلَهْ


لِتَسْقُطَ كالثّلجِ تَحْضِنُ صَدْرَ المُروجِ


وَتودِعُ آثارَ سِحْرٍ قَديمٍ بِحِضْنِ الثّرى


سَيَمْنَحُ طَيْفُ الغُروبِ الحَزينُ قُروحَ الجُفونِ المُدَمّاةِ


خَصْرَ الأفُقْ


وَيُغْمِدُ خنْجَرَ عُتْمٍ بِصَمْتِ السّماءِ


سَأغدو كَعُصفورِ عِشْقٍ رَقيقٍ


يُقايِضُ بالعِطْرِ ريشاتِهِ


سَأُوسِدُ فَجْري بِعَيْنَيْكَ دَهْرًا


وَأجْعَلُ منْ صَدرِكَ الغَضِّ أُرْجوحَتي


وأرشِفُ منْ شَفَتَيْكَ مُدامًا


سَنَجْري عَلى الشَطِّ في هَدْأَةِ اللَّيْلِ


نودِعُ عُتْمَتَهُ سِرَّنا


وَنُقْسِمُ أنّ ثرى البَحْرِ أزْرَقْ


وأنَّ الشّراغيفَ تَلهو


بِشَعْرِ الطّحالِبِ


تُهديهِ دُبّوسَ شَعْرٍ بَهِيٍّ


ونوقِنُ أنَّ السُّنونو النَّحيلَ


سَيَرْكَعُ في جَنَباتِ الصُّخورِ


وَيَهْمِسُ تَرتيلَةً للمَحارِ


سَنَصْنَعُ بَيْتًا مِنَ الرّملِ


للأُمنِياتِ


نُحيكُ رِداءً منَ القُبُلاتِ


بِسنّارَةٍ منْ زَبَدْ


وَيَحْضِنُنا التَّوْقُ حَدَّ الغَرَقْ


عَميقًا عَميقًا


نُجافي المَنامَ



وَنُقْسِمُ أنّا


سَنَحْفَظُ في القلبِ عَهْدَ الغرامِ


تفعيلة المتقارب = فعولن وجوازاتها

فاتن دراوشة
25-08-2009, 01:54 PM
زمانٌ مرّ مُذْ فرّت عَصافيري

كما واخضرّتِ الحيطانُ واصفرّتْ

سطوحُ المنزلِ الحَيْرى


ورحتُ أعانِقُ الذّكرى

بِبَيْتٍ كانَ يَحْضِنُنا

يُهَدْهِدُ حُلْمَنا بِيَدَيْهِ

يَسْكُبُنا

على جُدْرانِهِ الصَمّاء إكسيرًا

مِنَ النّجوى

لعلّ الحظَّ يُسعِفُني

فألمِسُ ريشَةً في العُشِّ

تَذْكُرُ طائِرًا وَلّى

ولكنّي

وَجَدْتُ العُشَّ مَهْدومًا

لَقيتُ الرّيحَ تذروهُ

تُبَعْثِرُ لَهْفَتي مَعَهُ

وحَطّتْ من رِداءِ الرّيحِ

بَعْضُ وُرَيْقَةٍ نَشْوى

فَراحَ الثّغْرُ يَلْثُمُها

بشَوقِ الطّفلِ للأمِّ

وتَوقِ الماءِ للنّهرِ

وعانَقَ كَفّيَ الولهانُ حيرَتَها

يُسائِلُها

تُرى هلْ صافَحَتْ يَوْمًا عَصافيري؟

وهل وهَبَت لَهُمْ حَقًّا

قليلاً من فُتاتِ الدّفءِ والأمَلِ؟
.
.
.

فَقالَتْ لي مُهامِسَةً

ذَري للرّيح ما للرّيحِ غالِيَتي

وَلا تَدَعي

خُواءَ هَواجِسِ الماضي

يَقُصّ ضَفائِرَ الأحْلامِ

مِنْ غَدِكِ
.
.
.

وَمَلّتْ من مخاطَبَتي

وُرَيْقَةُ عُشِّيَ الصّفراءُ

فانطّلَقَتْ

تُراقِصُها

أيادي الرّيحِ ثانِيَةً

وتومىءُ لي بِجَفْنَيْها

مُوَدّعَةً

.
.
.

وبِتُّ أنا أراقِبُها

وَتُندي دَمعَتي خَدّي

وَتَعْصِفُ حيرَتي بِدَمي

وطارَتْ صَرْخَتي في الرّيحِ هارِبَةً

فَما عادَ الصّدى يُجدي

وما عادَت كُلَيْماتي

سِوى أضغاثِ أحلامٍ

بِميناءِ الفَنا تَذوي

وَعُدتُ أجُرُّ

أنْفاسي

وأوسِدُ في دَمي جَمرًا

أثارَ لهيبَ إحساسي


الوافر = مفاعلتن وجوازاتها

فاتن دراوشة
01-10-2009, 01:36 PM
كانَتْ تُلَملِمُ مِنْ فَساتينِ الدُّجى بَعضَ النُّجومْ



وَتُحيكُ مِنْ وَرَقِ الزّنابِقِ مِعْطَفًا



لِيَقيهِ مِنْ بَرْدِ الهُمومْ



وَهَبَتْهُ عَيْنَيْها طُيورًا ناسِكَهْ



تَهوى الصَلاةَ عَلى يَدَيْهِ



ذَرَتْ شَذاها في رَوابي مُقْلَتَيْهِ



تَراقَصَتْ كَفَراشَةٍ مَفتونَةٍ في حِضْنِهِ



يا عازِفَ اللّحنِ الوديعِ عَلى الضُّلوعْ



قُمْ مِنْ سُباتِكَ فارِسًا



واجعَلْ ظَلامَ اللّيْلِ أيْلا تعتَليهْ



كَيْما تُفَتِّح في ضُلوعي الأُمنِياتْ



كَيْما تُبَرْعِمَ لَهْفَتي



وَلِكَيْ يُسافِرَ سِرْبُ حُلْمٍ في رَبيعِ أُنوثَتي



إنّي وُهِبْتُكَ بَعْضَ نَيْسانٍ تَراقَصُ في رُباهُ الخُضْرِ قُطعانُ الأمَلْ



أَفَيا حَبيبًا صَبَّ في كأسي الغَزَلْ



وَذَرى نَداهُ بِأدمُعي



فَغَدَتْ دُموعي كالعَسَلْ



إنّي بِقُرْبِكَ تَعْتَريني رَعْشَةٌ



تُنْدي ضُلوعِيَ بِالخَجَلْ



فاطلِق عِناني



كَيْ يَدِبَّ بِيَ الحُلُمْ



وازرَعْ طَريقي بالعَديدِ مِنَ القُبَلْ



قُلْ لي أُحِبُّكِ يا مَلاكي



ثُمَّ أَكْمِلْها طَريقَكَ في عَجَلْ





تفعيلة الكامل = متفاعلن وجوازاتها

فاتن دراوشة
17-01-2013, 03:48 AM
همسات لروح أخي وصديقي الشّاعر العراقيّ : أحمد حسين أحمد رحمه الله وأدخله فسيح جنانه



حضنتكَ روحيَ غيْرَ أنّكَ يا أثير حملتَها
ومضيتَ تصعدُ للسّماءِ مُجَلْبَبًا بِعَبيرِها
طافَت نَوارِسُكَ الشّريدة يا أُحَيْمِدُ في دمي
فَنما لأوْرِدَتي جَناحًا أبْيَضًا

وَتَمايلَت بَجَعاتُك الحَسناءُ فوقَ مَفارِقي
فغدَتْ هِضابا يانِعَهْ
يحبو على يَدِها الرّبيعْ


كُنْتَ العِراق وكانَ نخلُه صامِدا فَوقَ الثّرى في مُقْلَتَيْك

والرّافدَيْن تَشعّبا في صَدْرِكَ المَذبوح بالوَطَنِ الطّعينْ

حَكَموا عَلَيْكَ بِهَجْرِهِ

لكنّهم لَمْ يَعْلَموا

أنّ العِراقَ بأسْرِهِ

سِرَّا تَغَلْغَلَ في رُؤاكَ

وأنّهُ

طَوْعا أتاكَ مُعانِقًا

لإلهِ عِشقٍ قابِعٍ في خافِقِكْ

يا مَنْ تَوَضّأَ بالنّدى

وأشاحَ عنهُ غلالةَ الدّمِ والتّرابْ

ومضى طليقًا نازِعًا

عن ريشِهِ

أثرَ العَذابْ

سيظلّ حرفُك راقِصًا

فوقَ السّطورِ إلى الأبَدْ

ويَظَلُّ يَحمِلُ بابِلا

ويَضمّ أشجان النّخيلْ

وستنتشي بِهَديلِه

رئتان : دجلةُ والفُراتْ

عَبَثا يُحاوِلُ يا عَزيز تشاؤمي

أنْ يَصهَرَ الأملَ الّذي

حاكتْهُ لي عَيْناكَ يَوْما مَعْطَفا

لِضُلوعِ حَرفِيَ مِنْ أعاصير الفُتورْ

سيَظَلُّ همسُك بلسمًا

يشفي ندايَ

إذا غزتهُ للحظةٍ

حُمّى الشّتاتْ




_________________________





يَبْكي الفُؤادُ أُحَيْمِدا

وَيَبوحُ ضِلْعِيَ بالهُمومِ مُغَرِّدا

قَدْ كانَ كَرْمًا أرْتَجيهِ بِعُسْرَتي

فَيَصُبُّ فَيْئا مِن دَوالِيَ كَفَّتَيْهِ عَلى دَمي

وَيَلُمُّ عُنْقودي بِهَمْسِ غَمامَتَيْهْ

يَشْتَفُّ جَمْرِيَ بَلْسَمًا

يَشْفي بأحْمَرِهِ رُؤاهْ

قَدْ كانَ زَرْعًا أخْضَرًا

يَنْمو عَلى أعْتابِ جَرْحٍ راعِفٍ

بِيَبابِ خَفْقي

ذاتَ أنْ أعْتَقْتُ روحِيَ شُعْلَةً

لِفَتيلِ قِنْديلٍ تَتَلْمَذَ

سِرَّ بَوْحِ النّار يَوْمًا

مِنْ لَهيبٍ سابِحٍ

في مُقْلَتَيْهْ


كَيْفَ الوُصولُ لِبَعْضِ سَلْوى

والطّريقُ أيا رَفيقُ

تَصَحَّرَتْ

مِنْ ناظِرَيْه

أَيْنَ السَّبيلُ إلى الرَّجاءِ وَخَطْوُهُ

قَدْ شَفَّ مِنْ كأْسِ الفَناءِ رُشَيْفَةً

فَتَبَعْثَرَت نَجْواهُ مِنْ فَرْطِ انتِشاءْ

يا صاحِبي

ظِلٌّ أنا

فَوْقَ الطَّريقِ إلى الرّحيقْ

جِسْمي خَبا في أبْيَضٍ

ذاك الّذي

زَجّوهُ في عُمقٍ سَحيق

فَعَلامَ تُمْعِنُ في التَهَجُّدِ نَحْلَتي

لأضيقَ ذَرْعًا بالزُّهورِ وأسْتَفيق

شَجَنٌ أنا

سَيَزيدُهُ فَقْدُ الأُحَيْمِد حَسْرَةً

لِيُدِرَّ دَمْعَهُ عَلْقَمًا

في ثَغْرِ ذِكْراهُ الرّقيقْ





___________________________________






شَجَنٌ وَيَصْرَعُني القَتامُ أيا رَفيقْ

ويِفِرّ جَمْرِيَ مِنْ ضُلوعي حينَ مِنْ حُزْني يَضيقْ

قَدْ غابَ خَلْفَ الغَيْمِ فارِسُنا الأصيلْ

دَمْعي عَلى الوَجَناتِ صبّارا يَسيلْ

لكنّهُ

كانَ الدّواءَ

وَسَوْفَ يَبْقى للأبَدْ

يَشْفي جِراحَ الرّوحِ مِنّي

حينَ يَخْطِفُني الكَمَدْ

يُغْري النّوارِسَ كَيْ تُغَنّي

فَوْقَ صارِيَتي العَبوسْ

بَجَعاتُهُ الحَسْناءُ حَلّتْ

فَوْقَ ميناءِ الوَريدْ

مِنْقارُها حَمَلَ الشُّموسَ

لِدُنْيَتي فَجْرًا وَعيدْ

غاباتُهُ السّوْداءُ بَلّلَها المَطَرْ

رَغْمَ احتِدامِ العُتْمِ

داعَبَها الزّهَرْ

هُوَ أحْمَدُ المَسْكونُ عِشْقا للرّبيعْ

سيَظَلُّ طولَ العُمْرِ

يُهدينا شَذاهْ

فاتن دراوشة
26-01-2013, 04:33 PM
ذُكِر أنّ سليمانَ _عليه السّلام_ كان جالساً على شاطيء بحر , فبصر بنملة

تحمل حبّة قمح تذهب بها نحو البحر , فجعل سليمانُ ينظر إليها حتّى

بَلَغَتِ الماءَ فإذا بضفدعةٍ قد أخرجت رأسَها مِنِ الماءِ ففتحت فاها

, فدخلت النملة وغاصت الضّفدعةُ في البحر ساعةً طويلةً وسليمانُ يتفكّرُ

في ذلك متعجباً. ثمّ أنّها خرجت من الماءِ وفتحت فاها فخرجت النملةُ

ولم يكن معها الحبّة. فدعاها سليمانُ عليه السّلامُ وسألها وشأنها وأين

كانت ؟ فقالت : يا نبيّ الله إن في قعرِ البحر الذي تراه صخرةً مجوّفةً

وفي جوفِها دودةٌ عمياء وقد خلقها الله تعالى هنالك , فلا تقدر أن تخرجَ

منها لطلبِ معاشِها , وقد وكّلني اللهُ برزقِها فأنا أحملُ رزقَها وسخّرَ اللهُ

تعالى هذه الضّفدعة لتحملني فلا يضرّني الماء في فيها , وتضع فاها على

ثقبِ الصّخرةِ وأدخلها , ثمّ إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقبِ

الصخرةِ إلى فيها فتخرِجُني من البحرِ. فقال سليمانُ عليهِ السّلام : وهل

سمعت لها من تسبيحَةٍ ؟ قالت نعم , تقول :( يا من لا تنساني في جوفِ

هذه اللجّة برزقك , لا تنس عبادك المؤمنين برحمَتِك)


قرأتُ هذهِ القصّةَ في أحدِ المواقِعِ فأثّرت بي وكتبتُ هذه الأبيات:






هَلاّ اسْتَمَعْتَ إلى الطّبيعَةِ إذْ رَوَتْ = قِصَصًا تُثيرُ لَظى قُلوبِ المُؤمِنينْ

وَتَقولُ للأعْمى البَصيرَةِ قُمْ أفِقْ = وَتَأَمَّلِ الخَلْقَ المُحيطَ لِتَسْتَبينْ

آياتُ رَبِّكَ بالعُلومِ قدِ اكتَسَتْ = فَأَحِطْ بِها تأْتيكَ بالخَبَرِ اليَقينْ

هُوَ راحِمُ الدّيدانِ في رَحِمِ الثَّرى = هوَ مُنْشِزٌ للعَظْمِ مِنْ لُجَجِ الجَنينْ*

أُنْظُرْ لِأَتْفَهِ خَلْقِهِ كَيْفَ اهْتَدَتْ = لِتَشُقَّ عُمْقَ الماءِ في القَعْرِ الدّفينْ

لِتَعولَ مَخْلوقًا ضَعيفًا قَدْ نَما = في لُبِّ جُلْمودٍ أَصَمٍّ مُسْتَكينْ

أفَبَعْدَ ذلكَ سَوْفَ تَكْفُرُ يا فَتى = وَسَتَسْتَمِرُّ بِخَلْطِ شَكِّكَ باليَقينْ

دُنياكَ يابنَ الأكْرَمينَ مُعارَةٌ = فاظْفَرْ بِآخِرَةٍ وَرَكْبَ الفائِزينْ




البحر الكامل


* الجنين = القبر .

فاتن دراوشة
15-02-2013, 05:43 PM
وَيَنْبُتُ في البالِ حِبُّ الأماني

عَلى طاهِرٍ مِنْ صَعيدِ المَحَبَّةِ

يَرسُمُ لي باحَ قَلْبي سماءً

تُعانِقُ أزْرَقَها باحتِفاءٍ

وَتَنْسِجُ ديباجَها للغُيومِ

وتُندي نُجَيْماتِها بالطُّيوبِ

أكانَ الغرامُ يرفرِفُ في الخَفْقِ

مثلَ الفَراشِ

ومثلَ الحَساسينِ يملأُ ريشاتِها

بَعْضُ شوقِ المَناقير للقَمْحِ والأُغنياتِ؟؟؟

أكانَ الهَيامُ وِشاحًا رَقيقًا

تلفّعَ فيهِ الوِصالُ

وأنشَدَ للّيلِ بَعْضَ التّراتيلِ

تَنْقُشُ في عَصَبِ النّجْمِ صَمْتي؟؟؟

أكانَ الهَوى حُلْمَ صَحْوٍ شَفيفٍ

عصيَّ المنالِ عَلى طَيْرِ قَلْبي؟

أكُنْتَ حَبيبي مَنارًا بِبَحري

مَنَحْتَ صَواريَّ بَرَّ الأمانِ

عَلى ساعِدَيْكَ؟؟؟

أكُنتَ أيائِلَ شَوْقٍ

تُداعِبُ أوراقَ شيحٍ

نَمَتْ ذاتَ يَوْمٍ عَلى بابِ نَبْضي؟؟؟

لكَ الودّ يُمسي قَبائِلَ زَهْرٍ

لكَ العشقُ يغدو سَنابِلَ عِطْرٍ

لكَ الرّوحَ أُزجي

وأهديكَ منّي

شُعاعًا فَتِيًّا

يُعَلِّمُ عَيْنَيْكَ

كيْفَ تُداعِبُ شَلاّلَ شَعْري

وَكيفَ تُعيرُ

سَراديبَ خَصري

وِشاحًا جَميلا منَ اللّمَساتِ

رَفيقي تَمَهّلْ

بكَ القلبُ يَحْفَلُ

في قُدسِ عَيْنيكَ

عُمري تَبَتّلَ

أعْطاكَ روحِيَ

يُنْبوعَ عِشْقٍ

لِتُروى وتَنهَلْ

المتقارب:فعولن وجوازاتها

فاتن دراوشة
28-03-2013, 07:56 PM
= مزمور (1)


أتَيْتُ حِماكَ فارحَمْ كِبْرِيائي = وَكُنْ لِنَدايَ وَكْنًا يا حَبيبي

وَكُنْ لِرُؤايَ حينَ الوَجْدِ مُزْنًا = يُبَلِّلُ تُرْبَها بِشَذًى رَطيبِ

وَثاقٌ عِشْقُكَ المَكْنونُ فِيَّا = ألا رِفْقًا بِذا القَلْبِ السَّليبِ

تَلَقَّفْ لَوْعَتي بِحَميمِ وَصْلٍ = وَدَعْ نَجْواكَ تُخْمِدُ بي لَهيبي

وَهَبْ نُعْمى هَواكَ تَرُشُّ أُفْقي = بأحْمَرِ صِبْغِها عِوَضَ المَغيبِ


= مزمور (2)


سَنا لُقْياكَ يَمْحو مِنْ سِنيني = عَذابًا كيلَ مِنْ دَنِّ الخُطوبِ

لِتُخصِبَ رَوْضَتي مِنْ بَعْدِ جَدْبٍ= وتُشْرِقَ مُهْجَتي بَعْدَ الغُروبِ

رَهيفٌ شَوْقُنا يَخْتالُ فينا = لِيُهدي روحَنا عَذْبَ الطُّيوبِ

وَديعٌ حُلْمُنا يَمْشي الهُوَيْنا = يُمَرّغُ خَدَّهُ بِثَرى القُلوبِ

شَفيفُ الهَمْسِ كالأمْطارِ يَهْمي = عَلى أُذُنَيَّ كاللّحْنِ الطَّروبِ


= مزمور (3)

بِلَمْسَتِكَ الرَقيقَةِ بِتُّ أهْذي = سَنا عَيْنَيْكَ أفقَدَني صَوابي

وقُبْلَتُكَ الشَهيّةُ أشْعَلَتْني = وأحْيَتْ في الضُّلوعِ لَظى شَبابي

وحِضْنُكَ يا رَفيقَ العُمْرِ أمسى = مَكانَ إقامَتي والانتِسابِ

أيا شَمْسًا حَبانيها إلهي = لِيَقْشَعَ نورُها عَنّي ضَبابي

كَرُمْتُ بدُنْيَتي لِرِضَاكَ بَيْتًا = فَلا تَتْرُكْ جَفاكَ يَدُقُّ بابي



=بحر الوافر

فاتن دراوشة
06-04-2013, 06:17 AM
كانت هذه الومضة ردًّا على قصيدة لأستاذي المبدع : جميل داري، بعنوان : أنا ذو الموت




فُلولُ المَوْتِ تَغْزونا تِباعًا = وَتَمْلَأُ قَدْحَ دُنْيانا التِياعًا

هيَ الأحلامُ صوفٌ مِنْ سَرابٍ = وَنَوْلُ الوَهْمِ يَنْسِجُها شِراعًا

دِنانُ الشَّوْقِ مُتْرَعَةٌ بِوَجْدٍ = لَها الأحْداقُ نُزْلِفُها صُواعًا

مُحيطُ القَلْبِ يَزْخَرُ بالصّواري = لبرِّ التّوْقِ تَنْدَفِعُ انْدِفاعًا

فَلا تَيْأَسْ إذا ما الفَقْدُ أمْسى = رَفيقَ الحَرْفِ واحْتَضَنَ اليَراعا

سَحابُ الغَمِّ مَهْما حَلَّ فينا = ستوسِعُهُ أمانينا انْقِشاعا

=البحر الوافر

فاتن دراوشة
18-04-2013, 07:25 PM
في قصيدة بعنوان : أغنيتان لأستاذي جميل داري إهداء لذكرى زوجته كتب يقول:

"طيورك حطت على شجر القلب

فاختلط الفجر بالزقزقات

طيورك قد لامست شفتي

إلى أن تعلمت منها نشيد الحياة

طيورك لمت سمائي وأرضي

إلى أن نسيت زمان الشتات

طيورك قد علمتني

إذا أذن الحب

كيف تكون الصلاة "

***

وكان هذا النّزف من وحيها:


طُيورٌ تُلَمْلِمُ أغْصانَ قَلْبي

تُحَلّقُ في أُفُقِ الأُمْنِياتِ

لِيَجْمَعَ قَشَّ المَحَبَّةِ مِنْقارُها

مِنْ يَدَيْهِ

تَؤوبُ إلى حَوْرِ ذِكرى

زَرَعْتِهِ قَبْلَ المُضِيِّ

بِبُسْتانِ أحْلامِنا

تَنْسِجُ القَشَّ عُشًّا

تَبيضُ بِهِ الشَّوْقَ كَوْنًا

يُلَمْلِمُني

كَوْكَبًا .. كَوْكَبًا

وَيُلْهِمُني

فَلَكًا لِلْمَسيرِ

فاتن دراوشة
09-05-2013, 10:19 AM
فِي غُرْبَتي

كَانَ الهَوَى طَيْرًا

صَغِيرًا مُجْهَدًا

حَمَلَ المَحَبَّةَ قَمْحَةً

لِلْمُبْعَدِينَ عَنِ الدِّيَارِ

وَفَيْحِهَا

نَزَفَ المَعَالِمَ

مُذْ نُعُومَةِ نَبْضِهِ

وَاسْتَلَّ زَنْبَقَ أَصْغَرَيْهِ

مَعَابِرًا

لِلْعَائِدِينَ إلَى السَّوَاحِلِ وَالرُّبَى

وَأَقَامَ دَيْرًا لِلصُّنَوْبَرِ

فَوْقَ طُهْرِ جَنَاحِهِ

يَا عَابِرًا لِلْضِّفَةِ الأُخْرَى

مِنَ الوَجَعِ المُسَافِرِ فِي صِبَايَ

وَصَبْوَتِي

أَتُرَاكَ تَخْتَزِلُ السِّنِينَ

وَمُرَّهَا

وَتَمُدّ لِي بِيَدَيْكَ

تَحْتَضِنُ الجِرَاحَ وَجَمْرَهَا

أَتُرَاكَ تُبْهِجُ طَالِعِي

بِيَمَامَةٍ

حَطَّتْ عَلَى فَنَنِ اشْتِهَائِكَ

لِلرُّجُوعِ لِخَيْمَتِي

أَمْ يَسْتَمِرُّ جَفَاكَ يَحْطِمُ

صَخْرَتِي

يَا مَنْ حَظِيتَ بِدُنْيَتِي

رِفْقًا بِهَا

وَابْعَثْ وِصَالَكَ

كَيْ يُخَضِّبَ دَيْمَتِي

فاتن دراوشة
19-05-2013, 08:02 PM
كأَنِّي بهذا القلب شيخٌ مُكَبَّلُ=تكادُ المحاني كلما صاحَ تذْبلُ
أقولُ لهُ واليأسُ في الروحِ مُوْغِلُ = عَفا اللهُ عَمّنْ دُونَهُمْ ما نُؤَمِّلُ
ومَنْ مِنْ نَداهمْ في المُلِمَّاتِ نَنْهَلُ


جزعنا النوى، والصبرُ يقرع حيّنا = وأبكت تباريحُ الزمان شعورَنا
ونمضي بدوراً يحمل العزمُ خطونا = فإنْ توهِ أحلامُ الجهالةِ رأيَنا
أتوْنا على صبرٍ حنوّ فنعقلُ


نكابد في الكأداء رغم أنوفنا = نكاد من الحرمان نلقى حتوفنا
فأين الرضا منهم يبدد خوفنا = وَإِنْ نَالَنَا وَهْنٌ فَفِيهِمْ وُقُوفُنَا
وَإِنْ نَالَهُمْ مِنَّا قُصُورٌ تَحَمَّلُوا


كَأنَّهُمُ واللّيلُ دَاجٍ بُدُورُهُ=تُضَاءُ بِهِم سُـوْحُ الجَمَالِ وَدُوْرُهُ
فِإنْ عَادَ للمَكْلُومِ مِنَّا سُـرُورُهُ = رَمَوْنا، وَغَابَ النَّجْـمُ فِي العَتْمِ نُورُهُ
وَبِتْنَا بِحُزْنٍ يَحْتَوِينَا وَيَـشْمُلُ


ولم يرعنا حب جفانا ولامنا=يحاول لأيا بعد عهد فطامنا
وبتنا على سهد نرجي منامنا = وحز جنون البرد منا عظامنا
يعمد بالدمع المآقي ويغسل


لَعَلَّ جَفاكَ يَلْتَقينا مُوَدِّعًا = فَيَجْعَل مِن لُقياهُ للهَمّ مهجعا
سَيَبْقى انْتِظارُ الوُدّ مِنْكَ مُشَرَّعًا = وَقَدْ طَافَ لَيْلُ القَهْرِ بِالفِكْرِ مُوجِعًا
نُطَارِحُهُ صَبْرًا فَيَبْكِي التَّجَمُّلُ


تمد ُّيمينا من عطائك حانيا = فيخضلُّ زرع الروح ما كان شاكيا
ولكنّها الذكرى تهدُّ الرواسيا = وَيَسْحَقُنَا مَنْ كَانَ يُرْجَى مُواسِيا
يُؤَمِّلُنَا حِينًا وَحِينًا يُخَذِّلُ


وَكَمْ نَالَ مِنْ طِيْبِ الحَدِيْثِ وَعَذْبِهِ = وَأَغْرَاهُ سُكْرُ القَلْبِ مِنَّا بِحُبِّهِ
وأَقْعَدَنَا دُوْنَ الوِصَالِ وَقُرْبِهِ = بِحَسْرَةِ ما فِينَا وَإِنْ لَمْ نَبُحْ بِهِ
يُرَاوِدُنَا مَوْتًا وَيَقْسُو وَيُمْهِلُ


نُغنّي الأماني المشْرعاتُ طِـلابُها = فما نأتسي حتى يمنّ رضابُها
هو العمْرُ يستقصي الحياة بما بها = وما بين أوهامٍ سيوف الردى بها
وبين تصاريف الزمان التململُ


نَحِنُّ إلى ذكرى الزّمانِ الذي خلا = وتهفو خُطَانا نَحْوَ غيْبٍ تَأجّلا
كأنَّ قِطَارَ العُمْرِ أضحى مُعَطَّلا = فَلا النَّفْسُ تَرْضَى بِالضَّنَى فِي المُنَى وَلا
تُطِيقُ شُؤُونَ العَيْنِ تُندِي وَتَهْمِلُ


على أيّ متْنٍ يا شروحُ برَوْحنا=نُباهي ، وأنّى نستقي من شروحنا
فلا الدربُ يُدنينا ولا الصبرُ ملكنا = حنانيْك يا قلب اتئدْ بعض ما بنا
لو انتاب طوداً دبّ فيه التخلخلُ


فما حِيْلةُ المكلومِ أعيَاهُ داؤهُ=وعزَّ على كلِّ الأنامِ دواؤهُ
تفيضُ من الجرحِ القديمِ دماؤُهُ = وَلوْ طَالَ يَمًّا جَفَّ بِالحَيْفِ مَاؤُهُ
فَيَحْمِلُهُ وَشْلٌ وَيحْوِيهِ جَدْوَلُ


وَأَنْتِ عَلَى عِشْقِ التَّعَلُّقِ بِالذُّرَى=يَظَلُّ لِسَانُ الوُرْقِ بِالشَّوقِ ثَرْثَرَا
يُذِيبُكِ أَنْفَاسًا وَيُجْرِيكِ أَنْهُرَا = أَمَا ضَاقَ يَا رُوحُ الفَـضَاءُ بِمَا نَرَى!
فَأَيّ تَهَاوِيمٍ ! وَفِيمَ التَّعَلُّلُ؟


أبى الدهرُ إلا أن تميد شجونـنـا = وأن تستقي الشجْـو الطويل دروبـنـا
يُغير على الذكرى فتروى عيوننا = وإنّـا لقومٌ مُـتـرعـــــاتٌ كــؤوســنا
بسمٍ زعــــافٍ فيه موتٌ مؤجّــلُ


بَعيدٌ برَغْمِ القًرْبِ جَحْفَلُ سَعْدِنا = يًناجي شِغافَ الرّوحِ أبْعَدَ أوْ دَنا
يَلوكُ خُطاهُ البَيْنُ والهمُّ والعَنا = وَيَحْتَدِمُ الشَّرُّ المهَيْمِنُ حَوْلَنَا
فَيَقْبِضُنَا هَوْلٌ بِهَوْلٍ وَيُرْسِلُ


فـتـبّـاً لمنْ أحنى قــذاهُ ظهورَنــا = وأبــكى المعاني يسْتخفَّ دموعَــنا
وإنّــا وإن أذكى الزمانُ شجونَنا = نسير بأرضِ اللهِ أسرى هوانــنــا
غــثاءٌ وشرُّ الناس فينا موكّــــلُ :


يعيش على حدِّ الهوامِشِ حُلمُنا = و يُكسَـى بأسْـــمالِ المذلَّــةِ لحمُنا
عَصَيْناهُ موسى فالضَّياعُ يَـؤُمُّنا = وَفِي التِّـيهِ نَمْضِي لَا أَمَانَ وَلَا مُنَى
عَـرَايَــا عَـلَــى أَرْضِ الــرَّزَايَــا نُـقَـتَّــلُ


أرى الأمم انقضّت علينا عشيّةً = وما وجدتْ فينا صفوفًا عصيّةً
فأين الألى و القدس ترنو شجيّةً = وَبِالـعُـزَّلِ التَنْـكِـيـلُ أَمْـسَــى سَـجِـيَّـةُ
وَبِالجِهْـلِ ضَـيْـمُ الأَهْــلِ لِلنَـيْـلِ يُـبْـذَلُ


بكيتُ " بني ياس " الأحبّةِ شاهدا = وكلً بلادٍ تستغيثُ الأماجدا
متى جفّ جُرْحٌ فالردى باتَ رافدا = وها قد تراءى من تناءى مُعاهدا
أعاجمَ سامونا وبالاً وأجزلوا



دعيٌّ حقودٌ ليس يَخفى جحودُهُ = على كلّ دربٍ للحِمام وعيدُهُ
له الغدر سيما والضلال مديدُهُ = أتانا مشاريع الأعادي تقودُهُ
على رأسِ جمْعٍ من فلولٍ تغوّلوا



فما تفقه الذوقَ السليمَ حلومهم = وقـد عصفت ملء الزمانِ سمومهم
على الدجلِ الغربيّ سار زعيمهم = وغاغة حيٍّ طوع غيٍّ غويّهم
خطوم جهالاتٍ تلوّى وترسلُ



فأرسى على الأجواء أصنام محنةٍ = يسايسها الواهي بغير رويّةٍ
يسفّه بالماضي التليد ونهضةٍ = يساوم مَن باؤوا بأشلاء ثورةٍ
تغمّدها شرّاً وعزّ الترجّـــلُ


فلا عَادَ مأمول النجاة إذ انطوى = على الغلِّ سفكاً للدماء وما ارعوى
فإن شاع سبقاً وهي ثالثة الشَّوى = إِلَيْكِ عَنَ الأَوْهَامِ فِي سَوْرَةِ الطَّوَى
وَيَا نَفْسُ أُوبِي مَا عَلَى الأَرْضِ مَنْزِلُ


وجِّدي لحاقاً واشتياقاً لرحلتي = وإني وصدق العزم زادي وعدتي
فإن طال في ليلٍ سهادي ومحنتي = وَجَدْتُ بِدِينِ اللهِ حِصْنِي وَخِيرَتِي
وَإِنْ تَعْصِفِ الأَنْوَاءُ نَجْوَاهُ مَعْقِلُ


فيسبل ستراً من لطائف مجده = وتترا عطاياه بسابق وعده
فيا سامعاً نجوى وناصر عبده = أَرَانِي بِخَيْرٍ مَا أَرَانِي بِحَمْدِهِ
أَمَاني، شَهِيدًا أَوْ بِنَصْرِي أُكَلَّلُ


مَتَى نَزَلَ الطَّاغُوتُ فِينَا بِمَكرِهِ =يُذِيقُ حِمَامَ المَوْتِ مَوتًا بِنُكْرِهِ
وَجَدْتُ سَبِيلِي فِي جِهَادِي وَشُكْرِهِ = أَتُوبُ إِلَى رَبِّي وَأَحْيَا بِذِكْرِهِ
وَإِنِّي لِرَبِّي فِي المَلَمَّاتِ أَمْيَلُ


شارك في تخميس هذه الخريدة كلّ من الشّعراء :

رياض شلّال المحمدي

لؤي عبد الله الكاظم

د. سمير العمريّ

حسين العقدي

مازن لبابيدي

أحمد رامي

همّام رياض

محمّد ذيب سليمان

فاتن دراوشة


دامت واحتنا بالإبداع عامرة

فاتن دراوشة
23-05-2013, 07:59 PM
في هَدأةِ الغسقِ اليُراقِصُ عُتمَهُ

تَتشابَكُ الأوهامُ منْ غيرِ انسجامْ

نَظراتُها الحمقاءُ تَهزَأُ بالأنامْ

أهْذي وفي حُمّايَ

تجلِدُني خُطايْ

وأراكَ تَسْكُنُني فتَهجُرني دِمايْ

يا أنتَ يا منْ فيكَ قَد سُكِبَتْ أنايْ

وَتَشَرّدت نجوايَ في سُبُلِ العَذابْ

ها نحنُ نَفْتَرِشُ السّحابَ كعاشِقَينْ

جَسَدانِ مُلتحمانِ لكنْ

دونَ روحْ

أنفاسُنا البكماءُ يصفعُها الذُّهولْ
.
.
ها أنتَ ذا قُربي تُحاورُني يداكْ

عينايَ جذعُ الشّوقِ ينبُتُ في رُؤاكْ

ومَشاعري البلهاءُ تمضَغُني بصمتْ

قُربي كما النّجَمات في ثوبِ الدّجى

لكنّ فَرْخَ هواكَ ملّ سَنابِلي

وارتادَ حقلَ سِوايَ يلتقطُ الحُبوب

وغَزا غُرابُ الهَجْرِ فَجرًا حُلْمَنا

أنيابُهُ الصفراءُ قدّت أصْغَرَيْهْ

.
.

خاوٍ كقبْرٍ خافِقُكْ

وأناملي الولهى يُضاجعُها جَفاكْ

شَفتايَ تَحتَرِقانِ منْ وهجِ الهوى

وشفاهُكَ السّمراءُ تغرقُ في الوُجومْ

أنفاسيَ الحرّى تُسارِعُ للُّقا

لكنّما الوَجنات تغدو كالجّليدْ

تنسلُّ كالسكّينِ في عَقِبِ الوَريدْ

وأراكَ رغمَ القُرْبِ تَعْتَكِفُ الهُروبْ

ونُجَيمُ قلبِكَ باتَ يحتضنُ الغُروبْ

لِتُباغِتَ النّظراتِ أطيافُ الوَداعْ



تفعيلة الكامل : مًتَفاعِلُن وجوازاتها

فاتن دراوشة
07-06-2013, 06:02 PM
للحَوْرِ عُمْقُ اللّيْلِ

هَمْهَمَةُ المَغيبْ

ولها يَدٌ

تَمْتَدُّ نحوَ البَحْرِ

تُهْديهِ الطُّيوبْ

للحَوْرِ هَمسُ الماءِ

في أُذُنِ الرّمالْ

يَغفو النّسيمُ بِحِضْنِها

فَتَعودُهُ الأحلامُ

تَرْفِلُ بالجَمالْ

للحَوْرِ روحُ الطِّفْلِ

تترَعُ بالخَيالْ

تَلهو عَلى الشُطآنِ

تَزْرَعُ أنْجُمًا

وتُغَرْبِلُ الآمالَ

للفَجْرِ الوَليدْ

للحَوْرِ صَمْتُ العِشْقِ

في شَفَقِ الزَّوالْ

ولِجَذرِها في الرّمْلِ

خَفْقٌ وابتِهالْ

وبِساقِها المَيّاسِ

يَشْتَعِلُ الدّلالْ

وَظِلالُها في الماءِ

تَفْتَعِلُ الغَزَلْ

تُغري عُيونَ المَوْجِ

تُهديها القُبَلْ

فتَفيضُ بالأشواقِ

أفواهُ الزّبَدْ

ويظَلُّ حبُّ الحَوْرِ

حَيًّا للأبَدْ



تفعيلة الكامل: مُتَفاعِلُنْ وجوازاتها

فاتن دراوشة
17-06-2013, 06:42 PM
كانت هذه القصيدة ثمرة بعثرة ألمي بين سطور حملت الألم في نصّ لأستاذي جميل داري بعنوان:حبيبتي ما زالت نائمة

والذي رثا به زوجته.

لم أُرِدْ تعكيرَ صفوِ خلوةِ حزنِهِ لكنّ شوكَ الألمِ المتبعثرِ هُنا، لمْ يشَأْ لي المرورَ، دونَ أنْ يعتصرَ ليمونَ قلبِي

رحمها الله وأودعها في جِنانه

الكلمات بالأحمر هي لأستاذي جميل داري، والكلمات بالأخضر لي.

جمرة في الشمال
وأخرى على شرفات الخيال
تحملان الرؤى
تصنعان لنا الآن مملكة للجمال
***



وَيُسافِرُ جَمْرُكِ في زَمَني وَجَعًا أخْضَرًا

يُرخي صَمْتَ المُروجِ عَلى

عُشْبِ قَلْبي الكَسيحِ

يُبَعْثِرُني

في صَداهُ يُفَتِّحُ

في

رِئَتَيَّ الرَّدى

زَهْرةً عابِسَهْ



حينما يدخل الموت بيتك
لا..لا ترحب به
بعضه .. كله
خله يتمرغ في ظله
وانطلق في صحارى الحياة
كماء زلال
***



يَخْرُجُ المَوْتُ مِنْ ظِلِّنا

بُرْعُمًا ناعِسًا

يَسْتَبيحُ الفراغَ العَميقَ المُسَجّى ما بَيْنَ

أنْفاسِنا

والسُّؤالِ المُرابِطِ في

نَسْمَةٍ عابِرَهْ



حين أفتح نافذتي كل فجر
أرى الشمس ساطعة والظلال
وأرى الحلم منبجسا
من صخور المحال
***



لَنْ يَشيخَ الحُلُمْ

فالرّبيعُ الّذي قَدْ غَفا

فَوْقَ ريشِ عَصافيرِنا الماضِيَه

لاحتِواءِ الشّموسِ التي

أزْهَرَتْ

فَوقَ جَفْنِ الغُروبِ

يَسْتَفيقُ عَلى كَفِّنا رَبْوَةً

تُنْبِتُ الأُمْنِياتْ



لا تلم ألمي
فأنا والقصيدة متفقان على
صد هذا الزمان العضال
أنا حوذيها
وهي غيمي المضمخ بالاشتعال
***



تَتَشَظّى القَصيدَةُ في عُمْرِنا

دَيْمَةً راعِفَهْ

تَروي حَوْضَ النُّفوسِ

تُفَجِّرُ في قَحْلِها كُوَّةً

تَغْرِسُ الفَجْرَ فيها

لِتَنْبُتَ مِنْ عودِهِ الأغْنِياتْ




مر شهران
كنت معي
تسكبين على الجرح جرحا
وحلما عصي المنال
مر شهران ...
ما زلت لي ومعي
تحرقين الغياب
حضورك سر الحياة الذي لا يقال
***



مَرَّ نَهْرانِ مِنْ عَسَلٍ

فَوْقَ جَنّاتِ أبْصارِنا

كَسَرا قِشْرَ أكْوازِ أوْجاعِنا

أخْرَجا بذْرَهُ

أوْدَعاهْ

جَيْبَ ريحِ التَمّني

لِتَحْمِلَهُ

إبْرَةً

تَرْتِقُ الشّرْخَ في

بُرْدَةِ الأمْسِياتْ



كيف أنسى البداية ثم النهاية
أنت الزمان وأنت المكان
وأنت السماء التي لا تطال
***



يَعْرُجُ الشَّوْقُ في ضِلْعِ

نَجْوايَ

يَقْطِفُني

نَجْمَةً شارِدَهْ

تَعْشَقُ الغَوْصَ في

بَحْرِ عَيْنَيْكِ يا

طِفْلَتي النّائِمَهْ

وَيُمَرِّغُ ضَوْئِيَ خَدَّيْهِ في

تُرْبَةِ الهَمْسِ

فَوْقَ النّجيعْ

وَيَمُرُّ الطّريقُ بأبْيَضِنا

جامِعًا

صَمْتَنا في يَدَيْهِ

وِشاحًا رَقيقًا

يُلَفِّعُ طِفْلَ الغِيابَ بِهِ



كيف أطفئ روحي
وكيف أبدد موتا
يخيم فوقي مثل الجبال
كيف..كيف..وكيف
ترجل عن الروح
يا أيهذا السؤال
***



غارِقٌ في مَدايْ

سَمْتُ ذاكَ الصّباحِ

المُحاصَرِ

ما بَيْنَ

أُمْنِيَةٍ راعِشَهْ

في شِفاهِ الحَنينِ

إلَيْكِ

وَما

بَيْنَ قيثارَةٍ

مِنْ خُواءْ

تَعْزِفُ البُعْدَ عَنْكِ

انتِماءْ

جَذْرُهُ

غائِرٌ

في دِمايْ



انهضي يا أميرة حلمي
فالفجر لاح
بددي الموت
مدي الجناح
***



سَوْفَ يُسْكَبُ مِنْ

دَنِّ هذا الفَناءْ

لَحْنُ تَوْقٍ

لِرَشْفِ الحَياهْ

يَثْمَلُ التُّرْبُ مِنْهْ

يَنْحَني باسِمًا

كَيْ يَلُمَّ حَصاكِ

عَنِ الذِّكْرِياتْ



منذ مهدك ..
حتى مشارف لحدك
يمتد قلبي حريقا حريقا
آه ..
أنت التي كنت حلما جديدا عتيقا
***
انهضي يا حبيبة روحي
انهضي
العصافير تنتظر الآن رنة صوتك
كنت لهن الشروقا
***



دَقَّ شُعْثُ الفِراقِ مَساميرَهُ

في يَدَيِّ انبِلاجِكِ

يا مُهْجَتي

صَلْبُ هذا النّقاءِ على

حائِطِ الفَقْدِ

يَمْتَزُّ كَيْنونَتي

اِنهَضي حُلْوَتي

وانْفِضي عَنْكِ هذا الصّليبْ

اِنْزِعي مِنْ يَدَيْكِ الرّدى

وامتَطي سَرْجَ خَفْقٍ وَليدْ



مت..؟؟
لا لم تموتي..إذا
هات عنوانك..
كي لا أضل الطريقا

فاتن دراوشة
25-06-2013, 11:00 AM
سَنُسْمِعُ كُلَّ مَنْ في الأرْضِ صَرْخَتَنا

لِيَهْجَعَ صَدْرُكِ الذّاوي

مِنَ الأحْزانِ والغَمِّ

وَلَنْ نَنسى شُواظَ الصّخْرِ في رِئَتَيْكِ

كَيْفَ غَدا

سَديمًا تَرْتَجيهِ الشّمسُ

كَيْ تَذرو

ملامِحَ وَجْهِهَا المكروبِ

في طَيّاتِ أقبِيَتِهْ

وَكَيفَ جَعَلْتِ مِنْ كَفّيْكِ غالِيَتي

طَريقًا لاكتِشافِ النّورْ

ومزرعَةً تضمّ سنابِلَ الأملِ

أيا غَزّة

أيا جرحًا بِمِلْحِ الرّوحِ نَفْرِكُهُ

لِيَعْصِرَنا

كما اللّيمونِ آلامًا

وَيَنْحتَ في صُروحِ وَريدِنا قَرْحًا

يُخَلِّدُ آهَةً ظَمْأى

عَلى شَفَتَيْكِ سَيِّدَتي

فاتن دراوشة
05-07-2013, 11:30 AM
وَتَهمي تَراتيلُ لَيْلي المُعَنّى

على السّهْبِ مِن خافِقي المُتْعَبِ

لِتَرْوِيَ حِبَّ التّباريحِ فيها

فيَنْمُوَ صَبّارُها واخِزًا

أُمْنِياتي اللّواتي هَرَبْنَ مِنَ

الفَقْدِ قَبْلَ الوُلوجِ إلى مِعْصَمَيْكِ

فَلا تَبْرَحي البالَ يا مُنْيَتي

أعيدي طِلاءَ شَبابيكِيَ الُمُجْهَدَهْ

بِألوانِكِ الزّاهِيَهْ

لِيَدْخُلَها الضّوءُ عَمّا قَريب

يُهِشّمُ بلّوْرَ هذا الصّقيعِ

المُرابِطِ

ما بَيْنَ أعْمارِنا

والغِيابِ

فاتن دراوشة
14-07-2013, 09:11 AM
أتت هذه القصيدة ردّا على قصيدة الشّعرُ أنتِ للمبدع :محمّد حمدي



الشِّعْرُ ما سَكَنَ الأديمَ مِنَ الطُّيوبِ

يَفيضُ فَجْرًا بالبَهاءِ إذا يُداعِبُ وَجْنَتَيْهِ

حَفيفُ خَطْوِ العابِرينَ على ثَراهْ

الشِّعْرُ هَمْساتُ المَغيبِ لِثَغْرِ بَحْرٍ ظامئٍ

يَجْتاحُهُ شَغَفُ الزَّبَدْ

لِعِناقِ جَفْنِ الصّارِيَةْ

الشِّعْرُ ما رَتَقَ الشّقوقَ الخاوِيَةْ

بِفَضاءِ روحٍ تَكْتَسي حُلَلَ الشُّحوبْ

الشِّعْرُ أنتَ وَما يَفيضُ مِنَ المُنى

مِنْ راحَتَيْكَ

لِتَسْتَظِلَّ بِها الدُّروبْ

فاتن دراوشة
18-07-2013, 10:20 AM
أتت هذه القصيدةُ من وحيِ قصيدةٍ بعنوان تشتاقُني للشّاعرةِ المبدعةِ: هند سالم باخشوين





تَشتاقُني

فَيَفيضُ مِنْ ضِلعي الحَنينُ لأحْتَويكَ

غَمامَةً

تَجْتَثُّ حُزْنًا قَد تَعَتّقَ

في خَوابي المُسْتَحيلْ

تَجْتاحُني

فأصيرُ جَمْرًا يَكْتَوي

بِشُواظِ عِشْقِيَ في الخَفاءِ

نَدى الأصيلْ

تَحْمرُّ سُمْرَةُ وَجْنَتَيْهِ

وَيَكْتَسي

سِرْبُ النّوارِسِ مِن يَدَيْهِ

صَدى الرّحيلْ

وَتَمُرُّ في هُدُبِ الخَيالِ

قَصيدةً

تَمْتَصُّ أخْضَرَ خافِقي

لِتُحيلَ قَحْلَ الرّوحِ رَوْضًا يانِعا

تَنمو على كَفّيْهِ أشجارُ النّخيلْ

فاتن دراوشة
27-07-2013, 12:40 PM
http://www.yasour.org/archive/view_27.jpg


للنوارِسِ صمتُ الفصولِ إذا ما نَمَا فَوْقَ كفِّ تَفاصيلِها

عُشْبُ شَوْقٍ طريٍّ

يُهامِسُ مُخْمَلُهُ الأمْسِياتْ

وَلَها زَغَبٌ منْ شَجَنْ

يحْتَوي جَرْحَ أحلامِنا

حينَ تَغفو كَلَيْلٍ مَريرٍ

يُعانِقُ شُعْثَ الرُّؤى

فَوْقَ غُصْنِ الشّتاتْ

ومناقيرُها تَشْتَهي

نقرَ سُنْبُلةٍ منْ سَفَرْ

حينَ يسقُطُ قمحُ الغُروبِ

على ريشِها

قَبَسًا منْ سَقَرْ

للنوارِسِ شوقُ المُروجِ

لترتيلَةٍ

منْ زهورِ الرّبيعِ

تَميلُ لَها باسِقاتُ الشَّجَرْ

وَلَها جَنّةٌ

يَرْقُصُ العشقُ في باحِها

مُعْلِنًا

تَوْقَهُ لِلْحَياةْ

للنوارِسِ أنتِ

وأنتِ الغِناءْ

حينَ يعْزِفُ ثَغرُكِ نُبْلَ البَشَرْ

حينَ تَهْطلُ بينَ ثنايا الوَريدِ

ترانيمُ صِدْقٍ كهمسِ المَطَرْ

أَفَيا قَضْمَةً منْ لُجَيْنِ القَمَرْ

هلْ تُراها النّوارِسُ تأتي إلَيَّ

مُحَمَّلَةً منْ نَداكِ العَطِرْ

تَسْكُبُ الشَّهْدَ لِي

دونَ لَسْعِ الإِبَرْ

أمْ تُراهُ الصّباحْ

يَنْفِضُ الحُلْمَ والأُمْنِياتْ

منْ ضُلوعٍ كَساها الضّجَرْ


تفعيلة المتدارك _ فاعلن وجوازاتها