المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر مصطفى حمزة



مصطفى حمزة
05-04-2012, 09:19 PM
ما أجمَلَكْ !
إلى طفلي " عَبّاد " آخرِ العنقود

يَحْلو لِعَيْنـــي فــي خِضَــمِّ الهَمِّ أنْ تَتَأمّلَكْ
في وجْهِكَ المُبْيَضِّ تحتَ سَوادِ شَعْرٍ جَلّلَكْ
والحاجبِ المُعْوَجِّ يَحْضُنُ كُحْلَ عَيْنٍ كَحّلَكْ
و تُظلني في آبِ صحرائي بِسِـــحْرٍ ظَلَــــكْ
ويُزيلُ عنْ نفسي العَنـــا أنْ أنحَني لأقبّلَكْ
وَعُلالَتي ( بابا) تُنَسّيني أســايَ إن ِاحْتَلكْ
وتُعيدُني طِـفْلاً حِكاياتــي التي أحكيها لـــكْ
سَــــبْعٌ وأنتَ تُنيرُ بيتي بالبراءةِ يا مَلــــكْ
بالّلعْـبِ والألْعابِ والشّغَبِ الذي قدْ أشْغَلـَكْ
نَرْنـو إليكَ تُديرُ معركــــةَ الدّمى بأناملِـــكْ
بـِفْ بِـِفْ بِنَقْرَةِ إصْبَعٍ ماتَتْ تماسيحُ المَلِكْ !
بِـِفْ بِـِفْ بِلَمْسَـــةِ أنْمُلٍ دبٌّ كبيرٌ قـدْ هَلَــكْ !
وبنفخةٍ مِنْ فيكَ أوْدى ثَعْلــبٌ قـدْ أزْعَلَــــكْ
حتى إذا انهزمَ الجنودُ وســلّمَ الفُرْسانُ لَكْ
عِفتَ القتالَ وســـاحَهُ وتَرَكتَ فيــهِ جَحْفَلَكْ
وعدوتَ تُخبرنا تفاصــيلَ انتصــارٍ أجذلـــكْْ
عبّادُ ، أخشى إنْ نـَدى الأزهــار يوماً بَلّلَكْْ
عبّادُ ، أشـفقُ مِنْ ظلالٍِ حَوْلَنــا أنْْ تُثقِلـــَكْ
هذا فؤادي يا صــغيري فابْنِ فيــهِ منزلـــكْ
هذي عُيوني فاتّخِذْهـــا إنْ تشـــأْ مُتَقَيَّلَـــــكْ
عبّادُ ،سُـــبحانَ الذي أهْداكَ لي ما أجْمَلــكْ !

مصطفى حمزة
09-04-2012, 06:38 PM
يا شامُ



الحُلْمُ أنتِ وأنتِ يا شــامُ الأملْ
والحُبُّ أنتِ وأنتِ يا شـامُ الغزلْ
هذي الرّبا مختالـــةٌ بجمالها
والسندسُ السكرانُ ألبسها الحُلل
هذا النسيمُ يُطارحُ الفجرَ الهوى
والياسَمينُ يُبـادلُ الفُـلّ القُبَلْ
ويُعطّرُ النارنــجُ أنفاسَ المَسا
ويٍُسامرُ الجُوريُّ أزهارَ العسَلْ
والغارِدِنيـا عندَها قطـرُ الندى
تَسقيهما عندَ الضحى قَطَراتُ طلْ
يا شامُ تحسدكِ الرياضُ وأهلُهـا
ويراكِ في الأحـلامِ محرومُ الظُّللْ
****
يا شـامُ: تاجاكِ الحَداثـةُ والقِدَمْ
ومتى وُلدتِ،احتارَ في ذاكَ الأممْ!
في حُضنهِ احتلمتْ شـآمُ،أمِ انّهُ
التاريخُ في حُضنِ الشآمِ قدِ احْتلمْ؟
والمجدُ، ما لِلْمَجــدِ فيكِ مُقامُهُ
عبرَ المَدى ما مسّهُ منكِ السّأمْ ؟!
منْ كفّكِ انبجسَتْ عُيونُ العلمِ نو
راً فارتوى القِرطاسُ منها والقَلـمْ
يا شامُ في البلـدانِ أنـتِ مليكةٌ
وبَنُوكِ أبناءُ الكرامَـةِ والكَـرَمْ
****
حَفِظَ الإلهُ الشــامَ مِنْ كَيْدِ العِدا
واللهُ يَحْمي الشـامَ مِنْ حَسَدِ المُقَلْ
ويدٌ تُريدكِ يا شـــآمي بالأذى
حُرقَتْ وغُلتْ ثمّ عطّلهــا الشّللْ
[/CENTER]

مصطفى حمزة
14-04-2012, 08:41 PM
نِسْيان


هُوَ الفِراقُ فايْأسي منّي ، فَقَلبي قَـدْ نَسي
ومزّقَـتْ أدْمُعُــهُ قِصّــةَ حُـبٍّ أبأسِ
ما عُدتِ يا حَبيبةَ الأمسِ هَــواءَ النّفسِ
ولستِ في حديقتي وَرْدي ولَسْتِ نَرْجِسي
ولستِ بعدَ اليومِ راحَتي ولَسْتِ مُؤنِسـي
***
هذا الفؤادُ ليسَ منّي ، إنْ بَكاكِ أوْ سَـألْ
فَلَمْ تَعُدْ ذِكراكِ تَسقيهِ سُــلافةَ العَسَـلْ
ولَمْ تَعُودي نَبْضَــهُ ، ولامُنـاهُ والأمَـلْ
سَوْفَ أفِرّ مِنْ رُؤى الأحْلامِ ، إنْ طيفُكِ هَلّْ
ومِنْ حُروفِ اسْـمِكِ لَنْ يَفوحَ بعدَ اليومِ فُلّْ
***
عاهَدْتُ دَمْعتي : فلنْ تراكِ في سِحْرِ السحَرْ
عاهَدْتُ ليلتي : فلنْ تراكِ في وَجْـه القَمَرْ
عاهَدْتُ شِعْري : لَنْ تكوني فيه أروعَ الصّوَرْ
ودّعتُ بعدَكِ البَهاءَ ، ما بَدا وما اسْـــتَتَرْ
***
آهٍ .. لقدْ نَسيتُ أنْ أنساكِ ، يا حَرْفَ القـدَرْ !!

مصطفى حمزة
20-04-2012, 04:21 PM
قَبَسٌ

ما لِلْغُيوم السُّودِ تُمطرني
بسهامِ شَكٍّ عاصِفِ الهَُتُنِ ِ
ما لِلرياحِ الهُوجِ تنزعني
من راسياتي ثمّ تهشِمني
الغيبُ جلاّدٌ يُعذّبني
بهواجسٍ ورؤىً تُخبّلني
والريبُ سُلطانٌ على نَظري
والريبُ سُلطانٌ على أذُني
والريبُ سُلطانٌ على خَلَدي
والآمرُ الناهي على ظِنَني
ماذا غَدٌ ؟ وغدٌ بأيّ جَوا
رحِهِ سيطرُدُني ويَقْنِصُني
****
هَمٌّ مُقيمٌ كادَ يقتلني
والقلبُ في وَجَعٍ وفي وَهَنِ
وأنا غريبُ الدارِ والوطنِ
وأنا غريبُ الفكرِ والزمنِ
بَيْني وبَيْني مَحْوُ ذاكرةٍ
وكأنّ ما قدْ مرّ لمْ يَرَني
ويحي عليّ،طفولتي نَسِيَتْـ
ني ، والصّبا ما عاد يَذكرني
وكأنني ما عِشْـــتُ في عُمُري
يوماً ، كأنّ العُمرَ أجهَضَــني
آهٍ أيا أمّاهُ مِنْ حَزَني
قلبي يَئِنُّ ، وعنكِ يسألني
****
قَبَسٌ مِنَ الرحمنِ آنَسَني
فَعَجِلْتُ لا ألْوي على شَـجَني
عانقتهُ ، واستسلمَتْ لِسَنا
هُ مواجعُ الوُجْدانِ والبَدَنِ
وسَكَبْتُ نفسي عندَهُ خَجِلاً
مِنْ مَيّتٍ في أسْوَدِ الكَفَنِ
ناجيتُهُ ، ورَجَوْتُ رحمتَه
والأدْمُعُ الحرّى تُشاركني
فاهتزّ منّي هامِدي ، وَرَبا
واخضرّتِ الأوراقُ في فَنَني
فإذا بُـرودُ الـرَوْح تَلحَفني
وإذا رياضُ الأمْنِ تَسكُنني

مصطفى حمزة
25-04-2012, 08:01 PM
كتبتُها حينَ كانت غزّة الطّاهرة تُنتَهَكُ ، يُقَدّ قميصُها من قُبُلٍ ومن دُبُر .. وهي تستغيثُ بإخوتِها ( المُعتصمين ) في مقاصفهم يطربون!! تماماً كحال سوريّتي الحبيبة اليوم ...

مِنْ غَزّة


سألتُها :
مِنْ أينَ يا سَمْراءُ
في وَجْهِكِ هذا المَجْدُ
والإباءُ
والعِزّهْ ؟!
أجابَني مِنْ وَجْهِها
أنفٌ أشَمٌّ
قَدْ عَلَتْهُ الكِبْرياءُ :
إنّني مِنْ غَزّهْ ..
مِنْ غَزّةٍ ، أرضِ الرّباطِ
حيثُ صارَ الموتُ ماءَها
وصارَ الصّبرُ
خُبْزا
مِنْ غَزّةٍ
حيثُ يُعَطّرُ الثّرى
في كلّ يومٍ
ألفُ جُثّهْ
مِن غزّةٍ
حيثُ الدّواءُ ، والغِذاءُ
عَزّا
وأتخِمَتْ بُطونُكمْ أنتمْ
بما طابَ
وما لَذّ !
من غزةٍ
حيثُ النّداءُ
هَزّ صَخْرَ الأرض
لكنْ قلبُكُمْ
ما اهتزّ !
من غزّةَ
حيثُ بَكى من منظرِ الأشلاءِ
كُفّارٌ
وأعداءُ
ولمْ نسمعْ لكُمْ
ركزا !
أحْيَتْ بيَ السّمراءُ
حينَ انتسَبَتْ
كَرامتي
فصاحَ من نفسي الحَياءُ :
قُمْ بنا الآنَ
إلى غزّهْ ..

مصطفى حمزة
07-05-2012, 07:38 AM
لا يُلامُ


يُلامُ ؟! فلا وربّي لا يُلامُ
صَريعُ الحُبّ أرداهُ الغَرامُ
فما خَوراً قضى العُشّاقُ يوماً
ولا شَوْقاً كما ظنّ الأنامُ
ولا حُزناً يعزّ بهِ سُرورٌ
ولا سُهْداً يَفِرُّ به المنامُ
ولا دَمعاً يفيضُ على خدودٍ
ولا قلباً يُحرّقُهُ ضِرامُ
ولمْ يقتلهمُ طَرفٌ كحيلٌ
ولا قَدٌّ أسيلٌ أو قـوامُ
ولا عَسَلٌ تُقَطّرهُ شِفاهٌ
ولا وجْهٌ وَضيءٌ وابْتِسامُ
تسامتْ حالُهُم عن كُلّ وصْفٍ
وجلّتْ أن يُعبّرَها كلامُ
هِيَ الأرواحُ بالأرواحِ تحيا
فإنْ فُصِلَتْ توخّاها الحِمامُ

مصطفى حمزة
23-05-2012, 06:30 AM
قَرْحَتي

قَرْحَتي

لي قَرْحَةٌ أوْفى منَ الخِلِّ
أحَنُّ مِنْ أمٍّ على طِفلِ
في الغمّ والهَمِّ تُرافقُني
فــي نَكَدِ العَيْشِ، وفي الكَلِّ
مِنْ مِيْعَةِ الصِّبا تُصاحِبُني
تلْحَفني بالحُبّ و الوَصْلِ
صَعْبٌ عليها أنْ تُفارقَني
تبقى معي ، كأنّها ظِلّي
ما مرّةً بكيتُ ، إلاّ بَكَـتْ
وإنْ قُهِرتُ انقَهَرَتْ مِثْلي
تَبثّني في الصُّـبْحِ أشْواقَها
فتذهبُ الأشواقُ بالعقلِ
تُذيقُني في الليلِ تَحنانَها
حتّى يفرّ النومُ مِنْ لَيْلي
تصرخُ إنْ أهملتُها مرّةً
وَيْلي إذا ما صَرَخَتْ ،وَيْلي
تَغارُ مِنْ فَرْحي ومِنْ بَسْـمَتي
تَرْميهما بالنّار والنّبْلِ
تَغارُ مِنْ حَلْوى إذا ذُقتُها
تَغارُ مِنْ حِمْضٍ ومِنْ خَلِّ
مِنْ أجلِها كَم عِفْتُ من مَشرَبٍ
مِن أجلِهـا كمِ عِفْتُ مِنْ أكلِ
إنْ كانَ هذا الحبَّ يا قرحتي
باللّهِ حُبّيني على مَهْلِ
فـإنّ هذا الحبَّ يا قرحتي
إنْ دامَ بينَنا بِذا الشكلِ
لا بُدّ أنّهُ سـيقتلني *
وكمْ قضى العُشّاقُ في القَتْلِ!

مصطفى حمزة
07-06-2012, 09:44 PM
يا غربةً ليستْ تُفارقُني !


يا غُربةً ليستْ تُفارقُني
في البُعْدِ تُشْقيني وفي وَطَني !
أنّى اتّجهتُ رأيتُني نُكُراً
وكأنني من غيرِ ذا الزمَنِ
تلكَ الصّحارى البيدُ أنكرُها
وبلادُنا الخضراءُ تُنكرُني
فالدّوْحُ في بلدي غدا نُزُلاً
للماجنينَ ورَوْحَ كُلّ دَني
ما عادَ مثلي يَستظلّ بهِ
قدْ راحَ عَهْدي وانقضى زَمَني
والبحرُ قدْ جمعتْ شواطئُهُ
سَقَطاً منَ الجنسَيْنِ في الدَّرَنِ
أنّى لمثلي أنْ يَعومَ بهِ
بحيائهِ وبِسَمْتِهِ الحَسَنِ ؟!
كمْ شاقَني في البُعْدِ طيفُ أخٍ
عاشَرْتُهُ دهراً وعاشَرَني
عانقتُهُ وظننتُ أنّ بهِ
مثلَ اشتياقي إذ يُعانقُني
فإذا بهِ الأنفاسُ تلسَعني
حَسَداً وبالأحقادِ تُخبرني !
وكأنّهُ لمْ يدرِ كمْ تَعَـسٍ
عانيتُهُ يوماً فأخرجني
وكأنني في غُربتي مَلِكٌ
كُلّ ُالأنامِ هُناكَ يَخدمني
آهٍ لـوَ انّهُ كانَ ثَمَّ مَعي
يلقى الذي ألقى ليرحمَني
والأختُ قلبُ الأمّ يسكنُها
واهاً لأختي كيفَ تقطعُني ؟!
أختي وأمّي أمُّها وأبي
ذُقْنا معاً مِنْ علقَمِ الزمَنِ
كم ذا تناجينا أخبّرُها
عن أمنياتي وهْيَ تُخْبرني !
كم ذا تبادلنا الطعامَ فأطـْ
عِمُها لُقَيْماتي وتُطعمني!
النّمُّ أفسدَها وأبعَـدها
عنّـي فلمْ أرَها ولَمْ تَرَني !
واضَيعةَ الأرحامِ يَقطعُها الـ
إصْغاءُ لـِلنمّامِ والفـَتِنِ !
قدْ عُدتُ أحملُ جُرْحَها وهديّـ
تُــها تُباكيني و تسألني !!
***
يا غُربةً ناءتْ بكلكلِها
فوقي وكادَ الوِزْرُ يقتلني
حتّامَ تربطني بأحبُلِها
حتّامَ أنضوها وتلحفـُني ؟!

مصطفى حمزة
17-06-2012, 05:16 AM
أحبّ اللاذقيّة

اللاذقيّة ، عروسُ الساحل السوري : وَلَدتني بينَ الشاطئ والجَبَل
وأرضَعَتني من زيتها وزيتونِها ، وغذّتني من تُفّاحِها وبرتقالِها
ولَحَفَتني بعَليلِ نَسائمِها .. والغريبُ أنّني قَدْ هَرْوَلَ بي العُمُرُ
وهي لمْ تزل عَروساً صَبيّة !

----------------------


أحبُّ اللاذقيّةَ ، لا تَلُمْني ..
جَمالٌ
مثلَهُ الخَلاّقُ
ما صَوّرْ
جِبالٌ
تَسْتَحِمُّ السُّحْبُ
فوقَ جبينِها الأخْضَرْ
وبحرٌ هائمٌ فيها
يُلاعبُها
يُناجيها
وشمسُ الغربِ إنْ وافَتْ
تعرّقَ وجْهُهُ
واحْمَرّْ
وشاطئها الذي يمتدُّ حتى النهرِ
مفتوناً بقامتهِ
يُداعبُ شَعْرَهُ الأشْقَرْ
وأمّا في روابيها
فنيسانٌ
يَضمُّ شقائقَ النّعمان
يَلثُمُ ثَغْرَها الأحمرْ
وحاراتٌ مُعَتّقَةٌ
تُحدّثُ عن
حَكايا الرّومِ
والإسكندرِ الأكبرْ
مآذنُها
منَ البدرِ المُنَوّرِ
في ظلامِ الليلِ
أنوَرْ
كنائسُها
حَبابُ العَنْبرِ اسْتلقى
على صَحْنٍ مِنَ المَرْمَرْ
وشَعبٌ
علّمَ الغِرّيدَ لحنَ الحُبِّ
غَرْسٌ قدْ تَجَذّرَ في فضائلِهِ
وأثْمَرْ
أحبُّ اللاذقيّةَ
إنّني
في كلِّ شِبْرٍ من شَوارعِها
أكلتُ اللوزَ
والسّكّرْ
أحبّ اللاذقيّةَ ، كمْ أوَدّ
أموتُ فيها
ثمَّ اُبْعَثُ مِنْ ثَراها مرّةً أخرى
وأُنشَرْ !

مصطفى حمزة
18-07-2012, 10:46 AM
لَحَظاتٌ من الضّيق الشديد والقُنوط مرّتْ بالشاعر لَمْ يَدْرِ كم استمرّت
لكنّها انجلتْ عن هذه الأبيات :
=============
نامَ الأنامُ ولمْ أنَمْ ..
نامَ الأنامُ ولمْ أنمْ *أرِِقٌ،وبي مِنْ كُلّ هَمّْ
يأسٌ يَسُدُّ منافذي*حُزنٌ يضمّ القلبَ ضَمّْ
ضِيقٌ يكادُ يُميتني*مِنْ كُلّ مَن وَلَدَتْهُ أمّْ
مِنْ كُلِّ ما فوقَ الثّرى*مِنْ كُلّ ما تحتَ الأدَمْ
منْ كُلّ صَوْتٍ أو صَدى*ومنَ النسيم إذا نَسَمْ
ومنَ الدقائقِ طارِقا*تٍ فوقَ رأسي بالقَدَمْ
شَكٌّ يُمزّقني ، بأعْـ* ـراف الحياةِ وبالقِيَمْ
إنّي سَقيمٌ ، حائِرٌ*في الصّدرِ نارٌ تضطرِمْ
إنّي كئيبٌ ، في حَشا*يَ ظلامُ ليلٍ مُدْلَهِمّْ
ما طَعْمُ عُمْرٍعِشْتُهُ*مُتمنَياً أنْ أبتَسِمْ؟!
يهنا الأنامُ بأنعُمٍ*وأنا نعيمي مُنعدمْ
أشْقى وأشْقى، ويْ ! لَوَانّـ*ـي كنتُ صَرْحاً لانهَـدَمْ
خمسينَ أسْعى، ويْ ! لوَانّــ*ـي كنتُ صَخْراً لانحَطَمْ
أنا ما زرعتُ ولا سَقَيْـ*ـتُ ولا جَنَيتُ سِوى النّدَمْ
أنا ما شَرِبْتُ ولا طَعِمْـ*ـتُ ولا اغتَذَيْتُ سوى السّقَمْ
كيفَ النّجاءُ ،أيا حيا*ةً كلُّها كَبَدٌ وَغَمّْ ؟!!
***
يا ربِّ عفوَكَ،إنني*شَطَحَ الأسى بي والألَمْ
وَنَسيتُ مِنْ فَرْطِ العَنا*قَدْري وشَطّ بيَ القَلَمْ
ربّاهُ ، يا مَنْ يرفعُ الـ*ـوِزْرَ الجسيمَ إذا جَثَمْ
قَـدْ أنقَضَتْ أوزارُ عُمْـ*ـريَ كاهلي،حتّى انْقَصَمْ
ما بيْنَ حَرْفَيْكَ القَضا*ءُ ، وأنتَ أرحمُ مَنْ حَكَمْ
فارْحَمْ عُبَيْدَكَ إنّهُ*ياربّ ، مِنْ لَحْمٍ وَدَمْ

مصطفى حمزة
19-07-2012, 04:49 PM
هذي دمشقُ !!


من قاسيونَ ( تُدكّ ) يا وطني
وأرى دمشقَ تُعانقُ (اللهبا ) !!
جاسَ المجوسُ المجرمونَ بها
صَبّوا عليها الحِقـدَ والغَضَبا
تبّـــاً لأحقادٍ تؤجّجهـم
يَبغـون ثاراتٍ لهُمْ كَذِبــا
وأرى عُيونَ العُرْبِ نائمـةً
يا ليتهُمْ كانوا لها الحَطَبــا
هذي دمشقُ الشــامِ يا عَرَباً
مِنْ جُبنهم قدْ عيّــروا العَرَبا
هُبّوا لها ولأهلهــا ، فدمشقُ
الرأسُ ، قدْ كنتمْ لهُ الذَنَبـا
يا ليتَ كلّ جنانِ دياركــمُ
تَذوي،وتُمسي بعدَها خـِرَبا

مصطفى حمزة
07-08-2012, 11:12 PM
الضيفُ الكريمُ


رمضانُ، يا طيْفاً لَطيفاً حلّ ضَيْفاً وارْتَحَلْ
مَلأ الجِفانَ وجاءنا ، مِنْ كُلّ خيرٍ قدْ حَمَلْ
الضيفُ يُؤتى بالقِرى،ومُضيفُهُ مِنـهُ أكلْ
سَكبتْ يداه رحمة الرحمنِ أوّلَ ما وصَلْ
ودعا إليها أنفُساً ترنو إلى خيْر العَمَلْ
فإذا القلوبُ رئيفةٌ، ووديعةٌ مثل الحَمَلْ
وإذا الأنامُ بألفةٍ، كالسّمْنِ خالطهُ العَسَلْ
وأذاقَ مغفرةً تُروّي كُلّ يأسٍ بالأملْ
لمْ يبقَ بعدَ مذاقها،في أيّ قلبٍ مِنْ وَجَلْ
واستبشَروا أنّ الذنوبَ جميعَهَا ربّي كَفلْ
وقُبَيْلَ أنْ يمضي أبى- بعدَ العَطا-إلا النّفَلْ
أهداهُمُ عَتْقاً من النيرانِ في اليومِ الجَلَلْ
****
يا أيّها الشهرُ الفضيلُ،وأنتَ أكرمُ مَنْ نزلْ
إنّا بشوقٍ أنْ تعودَ، فلا تُطِلْ ذاكَ الأجَلْ

مصطفى حمزة
17-08-2012, 01:39 PM
أمّاهُ

أمّاهُ شمسُ العيدِ من كفّيكِ تُشرقُ أوّلا
مُدّي إليّ يديكِ مِنْ تحْتِ الثرى لأقبّلا
ظمآنةٌ روحي لتشربَ من رضاكِ وتنهلا
****
مُدّي إليّ يديكِ يا أمّي لِيَنْسَلّ السّهادْ
ما عادَ يَغْشاني المنامُ ،ولمْ يَعُدْ طِفْلُ الرّقادْ
قَدْ باتَ يُنكرُني الفِراشُ وباتَ يُنكرني الوِسادْ
جفّتْ ضُروعُ حنائني ،واصفرّ من حَوْلي الوِدادْ
أوْصالُ روحي قُطّعَتْ ،وتناثَرَتْ في كُلّ وادْ
وَجَنائِني أمْسَتْ طُلولاً بيْنَ أكوامِ الرّمادْ
أينَ الملائكُ مُذْ رحلْتِ وأينَ أنـوارُ الرّشادْ ؟
أينَ النجومُ ؟لقدْ خَبَتْ،وامتصّ شُعلتَها السّوادْ ؟
الرأسُ أينَ أريحُها ، يومَ الإيابِ منَ البُعادْ ؟
ولمنْ سأشكو حينَ ترهقني عذاباتُ العِبادْ ؟
أينَ ارتياحُ الروحِ ،أينَ تُراهُ يرتاحُ الفؤادْ ؟
أمّاهُ ضاعَ الدّربُ حينَ رحلتِ عنّي،أو يكادْ
****
رَبّاهُ إنّي قدْ دَعَـوْتُكَ ضارِعاً مُتَوسّلا
يا مَنْ يَمُنّ علـى العبادِ تكرُّماً وتفَضّلا
اغـْفرْ لأمّي ذنْبَها واجعلْ جـِنانَكَ منْزلا

مصطفى حمزة
09-09-2012, 11:31 AM
أبياتٌ


على قَدْر صمتِ الذّلّ تأتي المظالمُ * وتأتي على قَدْر الصَغارِ العظائمُ
ومَنْ أسْلَمَ الخَدّ الذليلَ لظالــمٍ *على خدّه المذلولِ تُمسِ الملاطـمُ
ومن صَفّقتْ كفّاهُ يوماً لِمُجـرمٍ * تُهدِِّمْ غداً ما قـدْ جنـاهُ الجرائمُ
ومنْ يرضَ عيشاً كيفما كانَ طعمُهُ* يَنلْ مأكلاً لا ترتضـيه البهائمُ
توارثتِ الأيّامُ عهْـــداً بأنّـه *حَرامٌ على المرءِ الذليلِ المكـارمُ

مصطفى حمزة
03-10-2012, 10:14 PM
خَمْسوني


وفي الخمســينَ للمرءِ ارتياحُ * وخمسوني تُسَـــعّرُها الجِراحُ
قَضيتُ العُمرَ في ليلِ البلايـــا*وما ملّتْ وما هَلّ الصّــــباحُ
تَبعتُ قوافــلَ الأرزاقِ طُـرّاً*ولمْ يكُ لي بهـا يوماً رَبــــاحُ
مَضتْ عنّي تعيــساً في خَلاقي *ولم يُجدِ الرّجــاءُ ولا الرّزاحُ
وكمْ وأدوا أمامــي أمنيــاتٍ*بعُمْرِ الوَرْدِ مَبْســمُها الأقـاحُ
وكم مِنْ هِمّتي كســروا عِظاماً*وكمْ ذاقَ الأذى منهمْ طِمــاحُ
وكنتُ إذا وَعَدْتُ القلبَ فَرْحـــاً*يُكذّبُ مِنْ غَـدي بَرْحٌ قَـراحُ
كأنّي والسّــــعادةَ أرتجيها*سُــها ترجو تُقبّلهُ البطــاحُ
وإنْ أمّلتُ من فجْري صَـــفاءً*غيومُ الفجرِ تغضـبُ والرياحُ
ولكنّي بخمســيني سَعيدٌ*رَضِيّ النفسِ يملؤني انشِــــراحُ
إذا خمســـونَهمْ خفّتْ عليهـم*بوطأتها وخمســوني رَداحُ
فخمســــوني بِحَمدِ اللهِ صَبْرٌ*وخمســوني لشُكرِ اللهِ ساحُ
وإن ضـــاقتْ بآمالي حيـــاةٌ* فعندَ اللهِ لي أمَــلٌ بَـراحُ

مصطفى حمزة
20-10-2012, 01:02 AM
أبو البطل
إنّي أنـــا أبـــو البطــــلْ *غارٌ على هامي يَظــــلْ
فتىً أبــــى قتلَ الألــــى *قالوا : أبَيْنـــا أن نُـــذَلْ
فتىً أصــــــــاخَ للنِــــدا*فَفَزّ شَـــهْماً وامتثَــلْ
نداءِ شَـــــــــعْبٍ هــادِرٍ*كالنــارِ ثارَ واشـــتعَلْ
شَــعْبٍ نضا عنه الوَنى*وبالبَســــالةِ اغتسَـــــــــلْ
ثُـــمّ تَزَيّـــــــا عِــــــــزّةً*وبالكرامَة اكْتحَــلْ
شَــــعـْبٍ تعجّبَ الحِجــا*لبأسِــهِ ، حتى انذَهَــــــلْ
إنّــــي أنـــا أبــــــو فتىً*قامَ إلـى خَيْـــرِ العمـلْ
وهبّ من قلْــبِ الــرّدى*فهابَـــهُ قلـبُ الوَجَـــــــلْ
كمْ هامَ في أرضِ الفَــلا*وباتَ في رأسِ الجبـــــــــلْ
كمْ عضّـــهُ نابُ الظّمـــا*و باتَ ليْــــلاً ما أكَـــــلْ
ما خافَ من غدْرِ الوَفـا*ولمْ يخَفْ مِنْ أنْْ يُغـــــــــــلْ
بلْ خافَ ربّاً في السّــما*وأنْ يُقــالَ قـــدْ نَــــــــذُلْ
في الصّـدرِ نفسُ مؤمنٍ*وقلبُ حُـــرٌّ قـدْ بَسُـــــــــلْ
للّهِ ســــلّمَ القضـــــــــا*عليهِ وحْــــدَهُ اتّكَــلْ
وحثّ يبغــــي ثُلّـــــــــةً*همُ الرجـــاءُ والأمَـلْ
قدْ أقسَـــــموا لِشَـــعبِهمْ*سَيُعدمون مَنْ قَتَـــــــلْ
ويكنـُســون شـــامَنــــا*من كلّ رِعْديـــــــدٍ أذَلْ
وأقْسَموا أنْ يَشـــــْنـُقوا*في مَرْجَةِ الشّـــامِ هُبَــــلْ
إنّــي أبـو ذاكَ البطــــــلْ*فخرٌ به فخري اكتمــــلْ
مَنْ فوقَ رأسـه اســتوى*تاجٌ كتاجـــي ، فَلْيَقُــــــلْ
******
واليومَ تمّتْ فَرحَتـــــــي*والآنَ أكْمَلــتُ النشـــيدْ
هذي الجِنـــــانُ فُتّحَــتْ*واســتقبلَتْ إبني الشـــهيدْ






http://im17.gulfup.com/v3821.jpg (http://www.gulfup.com/?ArnHwe)

مصطفى حمزة
04-11-2012, 09:17 PM
وا حرّ قلباه على وَلـَدي

وا حرّ قلباه علــى وَلـَدي****نارٌ لها بَيْنَ الحَشا مَوْرُ
يا عُقبةَ الغالي ، أيا كَبِدي****يا وردةً قدْ ضمّها القبْـرُ
ضمّ الشبابَ وضَـمّ زهرتَهٌ****بل (عُقـْبتي) مِن خـدّه الزّهرُ
الشمسُ عندَ الشرْقِ طلعتُهُ****وإذا تبَسّمَ أسْفَرَ البدْرُ
ولِقدّه النخْـلاتُ تحسدُهُ****ومِنَ العُيونِ ِ يُقـَطـَّرُ السّحْرُ
شَهْمٌ لأمْرٍ فـوقَ طاقتِهِ****يَدُهُ لِطالبِ عَوْنِها نَذْرُ
حِبُّ القُلوبِ ، كأنّما كُشِـفَتْ****بينَ القلوبِ وبينَــهُ السُتـْرُ
قدْ كانَ شَمّ الأنـْفِ لا أنِـفاً****مُسْـتكبراً ، لكنّهُ النسْرُ
ماذا أقول ، وكيفَ أنعتُهُ****عزمٌ ضَعيفٌ ، والجَنى وَفرُ!
دَمْعي يُسابقُ فيهِ ذاكرتي****والآهُ يسْبقُ هَدْرَها الفِكْـرُ
***
يا أجملَ الأشبالِ في بَلَدي****قـدْ مسّني من فَقْدِكَ الضّرُّ
ما عادَ للخمسينَ من سَنَدٍ****فانهدّ منها الصّدرُ والظهْرُ
وأحاولُ السُلوانَ ما سَمَحَ الـ***إيمانُ لي ، والحـِلمُ والصّبرُ
لكنّ قلبي لمْ يعُدْ بيَدي***قدْ ضاقَ من حُزنٍ بهِ الصدْرُ
يختانُني ويُثيرُ بي وَجَعي***ما مرّ طيْفٌ مِنكَ أوْ ذِكْرُ
فيَسيل دمعي حارِقاً هَتِناً***لأحَنُّ مِنهُ وأبْردُ الجَمْرُ
وتَهيمُ روحي في الفضا شَجناً***تشكو إلى مَنْ أمْرُهُ الأمْرُ
تشكو وترجو أن يُصبّرها**ربّ ٌلديْهِ اليُسْرُ والعُسْرُ
***
الفرْحُ بعـدَكَ يا بُنيّ مُنى***وسَلا الهَنا من بعدِكَ العُمْرُ
ألْفٌ مُنوّعةٌ تُساورني****والألْفُ فيها الحُلْوُوالمُرّ
المُرّ مِن ثأرٍ يُؤجّجني****واهاً لصَدْرٍ أجّهُ الثأرُ
والحُلوُ أنّي للشّهيدِ أبٌ****والحُلـــو أنّ بُنــــــيّ مُنسَــــــــرّ
في جنّة الفـردوسِ مرتعُهُ****وبروحِهِ تتنقّـلُ الخُضْرُ

مصطفى حمزة
24-11-2012, 11:12 AM
يا همُّ

يا أيُّها الهمُّ الكبيــرُ ، أما علمتَ : اللهُ أكبرْ ؟!
و أقمْتَ فوقَ شَـغافِ قلبي سـيّداً ، تنهى وتأمُرْ
وتُحدّثُ الأوهـامَ عنّي كـــيْ تُعذّبنـي وتقهرْ
وتُجنّدُ الأجنادَ كيما يســرقوا نَوْمي فأسْـــهرْ
تقسو على نفسي وتنسـى أنّني لِلّهِ أجـــأرْ !
فإذا القســاوة ُ جنّةٌ فيها ، وأعنـابٌ وكَوْثَـرْ !
ويُطرّدُ الأوهـــامَ إيمانٌ بقلبــي قدْ تجــذّرْ
وأتوبُ في سَــهَري إلى القرآنِ ، أتلوهُ وأذْكُــرْ
فأذوقُ فيــهِ مِنْ لُذاذات التأمّـــلِ والتفكّــرْ
يا همُّ أنتَ هديّـــةُ الرحمن ِ لي ، والطعمُ سُكّرْ

مصطفى حمزة
12-03-2013, 06:22 PM
إبْحارٌ

لِلعيونِ الداعجاتِ السّــــــاهِماتِ
والخدودِ الشّاسِــعاتِ الناعمـــاتِ
والشّفاهِ الباسِـــــماتِ البارِقــاتِ
ولألفـاظٍ عِـــذابٍ راقيــــــاتِ
ولِكفّ الآنســـــاتِ الرافهـــاتِ
ولِخطوِ الواثقاتِ الشـــــــامخاتِ
ولِقلــــبٍ كقلـــوبِ الأمّهـــاتِ
وحنانٍ كَحنــانِ المُرضِـــــــعاتِ
ولِتقوى القائمــاتِ الذاكــــــراتِ
وحياءِ العابــــداتِ القانتـــــاتِ
لحَبيبٍ عنــده مرســـى حياتـــي
أبحرَ الحُبّ بقلبـــــي وبذاتــــي

مصطفى حمزة
26-08-2013, 03:01 PM
قصيدة الطيف

طيفُ الحبيب أحنّ منهُ وأرحمُ * يأتي ، ولا ينسى الهوى، ويُسلّمُ

من طبعه حفـظُ الوداد ، وإنّــه * من طبـعِ صــاحبه أرقّ وأنعَـــمُ

يقســــو عليّ بهجره ، وأحبّــهُ * ملكَ الفـؤادَ ، بعدلِــه أو يظلـــمُ

قــد كـانّ غــرّه أننــي أنزلتــــه * قلبــي ، وأنّــي في هــواهُ مُتيّمُ

أم غرّهُ منّـي غــــرامٌ مُوهـِــــنٌ * لعزيمتي ، وسُـــهاد ليلٍ مُسقِمُ ؟

أم غرّه أنّـــي خريـــفٌ ظامـــئٌ * للياســــمين بخــــدّه يتبســـــــّمُ ؟

ولنســــمة ريّانـــــةٍ بعبيـــــره * يحني لها الرأسَ الهجيرُ الأجْهمُ

أم غــرّه أنّــــي كريـمٌ جاءَ يسْــأله الرضــا ، فرمــاهُ صَــــدٌّ مؤلـمُ ؟

لو كــــان يعلمُ أننــي أحببتــــه * للأبيضِ السامي ، وإنّـــهُ يعلـمُ !

ما كانَ ولّـى واعتـــراهُ تكبّــــرٌ * والكِبرُ في طَعْمِ المكـارمِ علقمُ

نبني بيوتَ الحبّ من وجداننــا * دهــــراً ، فيأتي حظُّـنا وَيُهـــدّمُ

العقــلُ واعٍ بالقَضــــاء وأمـرهِ * والقلـبُ حَيْــرانٌ به، لا يفهــــمُ !

مصطفى حمزة
17-10-2013, 10:17 PM
http://www6.0zz0.com/2013/10/17/20/330729727.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www6.0zz0.com/2013/10/17/20/148970045.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www6.0zz0.com/2013/10/17/20/370325946.jpg (http://www.0zz0.com)


بمناسبة الذكرى السنويّة الأولى لاستشهاد ولدي عقبة في 18/10/2012 م
( 1991-2012 )
سَــــنةٌ
-------------------------------------------------
سَـــنةٌ وهذا القبرُ يَحضُـــــنُهُ
والروحُ عِنـــــدَ اللهِ ترْتــــاحُ
بحواصل الأطيـــارِ مَخدَعُــها
فـي جنّـة الفِردوسِ تنســــاحُ
سَـــنةٌ وعُقبة ُ زهرةُ الشُّــهدا
غَـرِدٌ علـى الأفـــواهِ صَــــدّاحُ
والغـارُ تـاجٌ فـــوقَ هامتنـــــا
يزهـو بنــا ، والفخْــــرُ فَـوّاحُ
فَخْرٌ يَحـــارُ النحْلُ مِنْ عَبَـــقٍ
مِــنْ أيّـــهِ لِلشَّــهْدِ يَمْتـــــــاحُ
سنةٌ ، وهذا الحُزنُ يُسْــــعدُنا
فَقْدُ الشّـــهيدِ جَـوىً وأفـــراحُ
فَقْدٌ بطعمِ الصّـبْرِ، يَلسَــــعـــُهُ
شَــــوْقٌ مَــعَ الأيّــامِ يَنـــــداحُ
نَـمْ يـا بُنــيّ مُنَعّمـــاً فلقــــــــدْ
منعَ المَنــامَ قَــذىً وأتْــــــراحُ
لكنّمــا الآمـــــالُ هاتِفـــــــــــةٌ
آتٍ بُعَيْــدَ الليــــلِ إصْــــــــباحُ
لابُـدّ يا وَلـــدي سَـــــــيَجْمَعُنا
يَـومٌ ، فإنّ الشّــــوْقَ ذَبّـــــاحُ
واللهُ يرحــمُ مَن إذا افترَقــــوا
إلاّ إليـه الشّــوْقَ ما باحُــــــوا
يا ليتَ هَــذا العُمْـــرَ يتركُنــــا
فتُعانـــــــــــقَ الأرواحَ أرواحُ