مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر محمد النعمة بيروك
محمد النعمة بيروك
20-03-2011, 04:30 AM
رثاء أب
شعر: بيروك محمد نعمة
تعذّر في رحيلك مـا أقـولُ
كأن الشعرَ بعدك مستحيـلُ
فهل أشدو بحبك في قصيـدٍ
وهذا الحبُّ ليس لـه مثيـلُ
تسمّر ذاهلاً شيطان شعـري
يحاول أن يقـولَ ولا يقـولُ
فكيف أقول شعراً لستُ أدري
أيا رجلاً تَحيرُ لـهُ العقـولُ
وهل أبكيك أم أشدو بفخـرٍ
وكلتـا حالتـيَّ لهـا دليـلُ
فلا شدوي إذا أقدمت يكفي
ولا دون الرّدى حزنٌ يحـولُ
وما نفعُ البكاءِ ولا التباهـي
اذا كان الرحيلُ هو الرحيـلُ
أردّد عنك ما أُسميـه شعـراً
بحورُ الشعرِ وافرهـا بخيـلُ
وما سرّ الدموعِ على خدودي
وما للقلبِ يزهـو إذ تسيـلُ
وما خطبُ النساءِ بكينَ حـراً
وما خطبُ الرجالِ لهم عويلُ
فمذ فارقتنا في الفجر قامـت
بلا كـلّ تؤبنـك الفلـولُ
تعيدُ بداخلي ذكرى تقضّـت
لها وقـعٌ لـهُ طعـمٌ جميـلُ
فكم يغلى بذكرك كلُ شـيءٍ
وكم يحلو بحضرتـك المثـولُ
وما أحلاك تمشي فـي انحنـاءٍ
وما أحلاك طـوراً إذ تميـلُ
وما أحلاك تغفو فـي هـدوءٍ
إذا ما حلَ في الـدّارِ المقيـلُ
وتحمدُ ربّ هذا الكون دوماً
فلا ينسيكه الخطبُ المهـولُ
كأني بالجراحِ وقـد ترامـتْ
تناثر فوقهـا صبـرٌ جميـلُ
وما أحلاك تجلسُ فـي وقـارٍ
قنوعـاً لا تمـنّ ولا تجـولُ
وما أحلاك تحكي عن قديـمٍ
له ذكرى تحفّ بها الطلـولُ
ومَا أحلى ابتسامتكَ الثُريـا
إذا داومتَها شُفـيَ الغليـلُ
شموخاً بالتواضـعِ مستميتـاً
وأنتَ لخالقِ الكونِ الذّليـلُ
وما أحلاك حتى حين تبـدو
غضوباً ليس يجهلك الجهـولُ
وما أحلاك تنهرني بشجـب ٍ
وشجبك كالأثير لـه قبـولُ
عُرفت بنسلك المعطاءِ دومـاً
على أيمانك الخيـرُ الجزيـلُ
فما ضنّ الجدود على نزيـلٍ
وما ضنّوا وأنت لهمْ سليـلُ
بك النزلاءِ حلوُّ مـن قديـمٍ
نزيـلاً يستـدلّ بـه نزيـلُ
وقد حملتنـي حمـلاً ثقيـلاً
فحظي من خصالك يستحيلُ
تقولُ لنا: الكرامةُ كل شـيءٍ
فإن زالت فصاحبهـا يـزولُ
ليرحمك الرحيمُ أيـا رحيمـاً
ويشفع فيـك لله الرّسـولُ
وتلك سبيلنا نمضـي ونأتـي
إذا ما راح جيلٌ حل جيـلُ
وفاتك يوم عيد يـوم تقـوى
قبيل الفجر ليس لهـا مثيـلُ
وتكفي في الدّنا ذكراك عندي
يلازمنـي بهـا ظـل ٌظليـلُ
فيا أبتي وداعـاً مـن فـؤادٍ
حللت به نزيـلاً لا يـزولُ
فراح على المدى يشدو بِحـرّ
وداعاً أيها الرجـلُ الفضيـلُ
محمد النعمة بيروك
29-03-2011, 12:18 AM
إلى شعب ليبيا.. برغم الكلل
شعر: بيروك محمد نعمة
إِلَى شَعْبِ لِيبْيا مُعِيدِ الأمَـلْ=بِرَغْمِ الدُّمُوعِ التِّي في المُقَلْ
بِرَغْمِ المَآسِي الَّتـي أَثْقَلَـتْ=عَلَيْنا كَخَطْـبٍ كَبِيـرٍ جَلَـلْ
بِرَغْمِ الدِّمَاءِ التِّي في الثَّرى=وَتِلْكَ الأيَادِي الَّتِـي لا تَمَـلْ
بِرَغْمِ الثَّكَالَى.. بِرَغْمِ اليَتَامَى=بِرَغْمِ التَّشَرُّدِ.. رَغْمِ الكَلَـلْ
بِرَغْمِ الدَّمَارِ الَّـذِي طَالَكُـمْ=وَطَالَ البُيُـوتَ لِتَبْـدُو طَلَـلْ
أُحِسُّ بِمَا فِي صُدُورِ الأَهَالِي=وَأَشْعُرُ مِنْهُمْ بِبَعْضِ الخَجَـلْ
وَلَكِنْ عَزَائي بِشَعْبٍ صَبُـورٍ=بِاَنَّكَ فِعْـلاً ضَرَبْـتَ المَثَـلْ
فَإِنْ كُنْتَ تَأْلَمُ يَا شَعْبَ لِيبْيَـا=فَدَمْعُكَ مِنْ تَحْتِهِـمْ يَشْتَعِـلْ
فَلا تَعْتَقِدْ أَنَّ خَصْمَكَ بَـاقٍ..=يُرِيدُ وَلَكِـنْ يُعَانِـي الخَبَـلْ
فَمِنْ قَبْلُ خِلْنَا "عُلَيِّنُ" جَـاثٍ=بِتُونُسَ لَكِنْ مَضَى عَنْ عَجَلْ
كَذَاكَ خَشينَـا بِمِصْـرَ بِـألاَّ=يَحِيدَ عَنِ العَرْشِ رَغْمَ الفَشَلْ
وَأَوْغَلَ في القَتْلِ دُونَ اكْتِرَاثٍ=فَقُلْنَا سَيَبْقَى.. وَهَا قَدْ رَحَلْ..
محمد النعمة بيروك
07-05-2011, 04:13 PM
رثاء بن لادن
شعر: محمد النعمة بيروك
يا سيـدي اسعَـدْ إنّ يومَكَ عيـدُ="ماكنتَ تطلبُ قبـلَ ذا وتُريـدُ؟"*
هل حلْمُ كـلِّ مجاهـدٍ إلا الـردى=برصاصـةٍ يرمـي بهـا رِعديـدُ
منحوكَ ما قدْ كنتَ تسعى جاهـداً=لتنـالَـه، إنَّ الـعـدوَّ بـلـيـدُ
ما كان حجمُ هجومهِمْ وعتادِهِـمْ=إلا دلـيـلا أنَّ عــودَكَ عــودُ
رَتـلٌ وتخطيـطٌ وحجـمٌ هائـلٌ=ومُطارِداتٌ فـي السَّمـا وجنـودُ
من أجل فردٍ واحـدٍ فـي عزلـةٍ=لكـنَّ عزمـاً هاهنـاكَ شـديـدُ
أسقطتَ طائرة العِدى فـي رفعـة=ترثي الشهامـةَ أيهـا الصِّنديـدُ
قلوا: "هنالك لم يكـنْ مُتسلِّحـا"=فـإذن لمـاذا الفتـكُ و التَّشديـدُ
لمَ لا يُساق على الشهـودِ مُكبَّـلاً=حتـى يـزولَ الشـكُّ والتفنيـدُ
قالوا: "رمينا جسمَه فـي بحـرِِهِ=كي لا يُزارَ ضريحُـهُ المنشـودُ"
لا تَتْعبـوا فبكـلِّ قلـبٍ قـبـرُهُ=و لِوَقْعِـهِ فـي عُمْقِنـا تمجيـدُ
تَرَكَ الدُّنـا مـا زال حيـاًّ خلفَـهُ=مـا غـرَّهُ مــالٌ ولا تغـريـدُ
ولسوف يخرجُ ألفُ (بن لادن) هنا=مـا دام فينـا موكـبٌ وشهيـدُ
ما دام ظُلْـمُ ضِعافنـا "مُتَفَهَّمـاً"=فلسوف تمضي في الجهاد أسـودُ
ما دام قتْلُ صغارِنا "دفـعَ الأذى"=مـادام منَّـا مُبعَدٌ و طـريـدُ
مادام في دمِنـا شعـور بالأسـى=مـادام فينـا مُنْهَكٌ وشـريـدُ
مادام في الأقصـى لكـمْ مُتنـزَّهٌ=مـادام تحـت أساسِـهِ التَّهْويـدُ
سنرى (ابنَ لادِنَ) عائدا لا تفرحوا="فالدَّهرُ يبخـلُ تـارةً ويعـودُ"*
*شطر من قصيدة لعنترة بن شداد.
محمد النعمة بيروك
20-09-2011, 05:27 PM
مساحة بصدوركم
شعر: محمد النعمة بيروك
عزَّ الهوى والشعـر والانشـاءُ=أمْ خانَنـي بلِقاكُـمُ الإيـحـاءُ
أسعى لنيْل مساحةٍ بصدورِكـمْ=بقصيـدة كلماتُهـا عصـمـاءُ
يهتزُّقلبـي ضاحكًـا أو باكيًـا=إنْ خَبَّرتْنـا عنـكـمُ الأنـبـاءُ
ما سرَّكمْ قد سرَّنا، مـا سرَّنـا=قد سرَّكـمْ، تتداخـلُ الأهـواءُ
ما ضرَّكم قد ضرَّنا، ما ضرَّنـا=قد ضرَّكـمْ، تتشابـهُ الأعبـاءُ
تتجمَّـعُ الأرواحُ رغـم فراقنـا=دومًا، فهـل تتجمَّـعُ الأشـلاءُ
كالجسمِ بُنيانًـا إذا حلَّـتْ بـه=حِمَمُ الحُمى تتجاوبُ الأعضـاءُ
هيَ ذاتُنا ذاتُ التّـرابِ وكنهُهـا=سِـرٌّ لـهُ سِـرٌّ لـهُ أصــداءُ
كالبَحْرِ يحمي في الوجودِ وجودَهُ=وبِحَـدِّهِ تتكـسَّـرُ الأشـيـاءُ
نسعى لنيـل كرامـة بنضالنـا=لا تستهين بصيتهـا الأجـواءُ
لكننـا لا نبتغيـهـا سهـلـةً=في يُسرها عسْـرٌ بـه إنهـاءُ
لا نبتغيها منحـةً مـن عابـرٍ=قد صاحبتْها ضحكـةٌ صفـراءُ
لن نبتغي غير الرَّدى أو نصـرةِ=يزهو بها من بعدِنـا الأحيـاءُ
لن نستعيذَ بخادعٍ مـن خـادعٍ=نرجـو حمـاهُ وكلُّهُـمْ أعـداءُ
همْ واحدٌ في نهب خيرات الثرى=حتـى وإن تتعـدَّدِ الأسـمـاءُ
وقدِ اعْتدواْ بقدومِهم ومكوثِهِـمْ=بتبجُّـحٍ لـم يعفِـهِ الإعـفـاءُ
فتبيَّنَ الحَـلُّ الوحيـدُ لشعبِنـا=فتعـدَّدتْ مـن حولِـنـا الآراءُ
وتردَّدَتْ هُجْنُ السَّـلامِ فعُقِّلـتْ=وتكرَّرَتْ فـي حقِّنـا الأخطـاءُ
وتمخَّض الرَّمل السَّخينُ مرابضا=فيها تجـولُ النَّاقـةُ الرَّقطـاءُ
وحفيفُ أسمال النَّخيـلِ بواحـةٍ=ضُرِبَتْ عليها خيمـةٌ سـوداءُ
إنّا لنبنـي عِزَّنـا فـي عُمْقنـا=منَّا الشّموع ومنهـمُ الظلمـاءُ
نصبـو لفجـر قـادمٍ متـقـدِّمٍ=مهما تطـول الليلـةُ الدَّهمـاءُ
إنْ جاءنا غازٍ نَرحِّـبُ بالـرَّدى=تهفو إليـهِ الـدُّور و الأرجـاءُ
وإذا أتى ضيفـا فتحنـا دربَنـا=بقصيـدةٍ كلماتهـا عصـمـاءُ
نشدو بمطلعها قريضا مُنهكًـا:=عزّالهوى والشِّعـرُ والانشـاءُ
محمد النعمة بيروك
23-10-2011, 04:51 PM
عزاء في القذافي..
محمد النعمة بيروك
عزائي فيك أم فينـا العـزاءُ=ونحن اليوم في البلوى سواءُ
سكنّا قبلـك الأنفـاق فقـرا=وسالتْ من نواظرنا الدّمـاءُ
ومثلك شُعَّـثٌ كنّـا نعانـي=وأرجلنا يجرجرهـا العنـاءُ
ومثلك صامتـون ولا نبالـي=وفي الأعماق يخنقُنا البُكـاءُ
و مثلك حينها قلنا: "حـرامٌ"=ولم يشفعْ لحالتنـا الدّعـاءُ
ومثلك لم نجد قوتـا كريمـا=فدُون القوت قد حال الغـلاءُ
ومثلك ظـلّ فينـا كبريـاءٌ=وكم بالصّمت راودنا الرّيـاءُ
خطاك الأرض لم تصبر عليها=وضاق الأفْقُ منها والفضـاءُ
ومثلك في الورى كنّا عـراةً=وما حضر الغطاء ولا الكساءُ
وكم سُقنا إلى حتْـفٍ أكيـدٍ=ولمْ يعلمْ بمقتلِنـا القضـاءُ
ومثلك قد دُفنّـا فـي ظـلامٍ=بمقبـرة تقاسمهـا الخـلاءُ
تماما مثل وضعِكَ كان شعبٌ=بأكمله يمـوتُ كمـا تشـاءُ
وها قد حان يومُ الحسمِ حتّى=نراك كما تشاءُ لنا السّمـاءُ
محمد النعمة بيروك
05-12-2011, 02:45 PM
بـيـتــنـا الــقديــم
شعر: محمد النعمة بيروك
بيــتٌ مــن الطّــوب لا قــصــر ولا كــــوخُ
حــضيضُــهُ حُــفَـــرٌ والـسَّّــقْفُ مَشْــرُوخ
أبــوابُـــه كــجـــذوع الــنــخــل خـــاويـــةٌ
أمـــــا الـدِّهـانُ لـــه فــي الـــدَّارِ تلْـطيخُ
فـــي سُــــوره رُزَمُ الأكــيــاسِ طـافـيــةٌ
فـي سقـفِـهِ فـارغُ الاسـفـنـجِ مـنْـفـوخُ
حِيطـانُـهُ وَرمـــتْ فـــي سطـحـهـا بـقــعٌ
ســـــــوداءُ نــاتــئـــةٌ كــأنــهـــا خُـــــــوخُ
تَـقَـشَّـر الـخـشـبُ الـمـنخـورُ وانـتـفـختْ
شــقــوقُــه وكـــــأن الـبــيــتَ مـطْــبُــوخُ
وَكُــــلُّ شَــــقٍّ يُــعِــدُّ الــدَّهــرَ لاحــقُـــهُ
كأنَّما هــــو فــــي الـحـيـطــانِ تــأْريــــخُ
قــــدْ وبَّــــخَ الــدَّهــرُ سُـكَّـانًــا بـداخـلِــهِ
ولـلـــضُّـيُـوفِ بِـبَـيْــتِ الـضِّــيــفِ تـوْبــيــخُ
أصحابُـهُ تعبـواْ فـي البـحـثِ عــنْ سَـكَـنٍ
وكلـمـا أوشـكـواْ قـالـوا لـهــمْ: "دُوخُـــوا".
داخــواْ، فـمـا وجــدواْ عـــن غـيــره بَـــدَلاً
عادواْ فقـال لهـمْ: "فـي داخلـي شِيخـوا".
بـيـتٌ من الدُّورِ لـكـنْ لـيــس يُشبِـهُـهَـا
كــالقَـصْـــرِ مَـنْظَــــــــــرُهُ، لــكنَّــهُ كُــوخُ
محمد النعمة بيروك
26-02-2012, 03:18 PM
نقشٌ في حجرْ
شعر: محمد النعمة بيروك
فكرْ بوجهِكَ حينَ تنقشُ في حجرْ..
دقِّقْ بأوصافِ المكانِ
هناك دوْمًا ملمحٌ منْ خلفهٍ
فكرْ بوجهك كيْ يسطِّرَه الزمنْ
هل ترتضي بالسِّتْرِ عيشا بينهمْ؟..
لا فرقَ بينك والبَشَرْ
لك سحنةٌ.. ولهمْ كذلك سحنةٌ..
ولهمْ ضُحى.. ولهمْ قَمَرْ..
لا ترتضِ الموتَ البسيطَ بِحَيِّهِمْ..
إذ يدفِنونك في مقابرَ لا يجاورها أحدْ!
يبكون فَقْدَكَ، ثُمَّ تُنْسى لِلأبَدْ
لا تعتقدْ إلاك فرقًا بَيْنَهُمْ
وَ اسْلُكْ طريق الصعبِ
لا تَخْفِضْ جناحَك لِلْوَرَى..
لا تبتهلْ!
ما عادَ سيزيفُ المُعَذَّبُ قدوةً
فَضَعِ اْلحَجَرْ..
فهناك ألفُ طريقةٍ للمُلْكْ
ابحثْ لِنَفسِكَ عنْ حياةٍ غيْرَ تِلْكْ
لا تنتظرْ!
لا وقتَ عندك للقَدرْ
إنْ كانَ صَحْوًا أو مطرْ
إنْ كانَ خيرًا أو ضَررْ
أنتَ القَدَرْ..
لا حلَّ إلا أن تُفكِّرَ في ملامِحِكَ الكَبيرةِ..
حينَ تَنقشُ في حَجَرْ.
محمد النعمة بيروك
07-05-2012, 04:31 PM
أحْبَبْتُكِ شِعْراً..
شعر: محمد النعمة بيروك
أحْبَبْتُكِ شعرا أكتبُهُ=وغرقتِ ببَحْرِ دواويني
و صببتُ حروفَكِ في كَبِدي=فجَرَتْ في كُلِّ شَرايينِي
بالشعر رأيتُكِ فاتنةً=بَلْ زادَ جمالُكِ في عيْنِي
حتَّى بِنُؤاك تُسَامِرُنِي=أسرارُ الشعرِ و تُرضِيني
لِغِيَابِكِ في نفسي شجَنٌ=يا أجمل ذكرى تُشْجِيني
لكنْ ما عادَ يُؤرِّقُني=و هُنا في الشعر تُلاقِيني
لَكَأنَّ الشعرَ بِمُجْمَلِهِ=بيْتٌ يُؤويكِ و يُؤويني
حتَّى أشعاري مُغرمةٌ=ما ذنبُ الشِّعرِ الْمِسْكِينِ!
محمد النعمة بيروك
23-06-2012, 11:36 PM
ألاَ تخجلْ !
شعر: محمد النعمة بيروك
ألاَ تخْجَلْ !
وكلُّ العالمِ التَّوَّاقِ
يمضي اليومَ للأفْضَلْ.
وأنْتَ تعودُ للأوَّلْ !
فلا صُنْعٌ ولا زرْعٌ
ولا مجدٌ به نحفلْ
ألاَ تخجلْ !
***
ولاَ أرضٌ لديْنا اليومَ قدْ جادَتْ..
ولا أرضٌ فقدناها لنا عادتْ..
وهذا الوافدُ المُحتلْ
له في رَبْعِها كَرَّةْ
يجولُ بها.. يطوفُ بها
فلا يُسبى..
ولا يُلْقَى..
ولا يُقْتَلْ..
ولم تُطلقْ عليهِ رصاصةٌ حتى ولوْ مَرَّةْ
أتتركُ تُربَكَ المحتلْ !
وتقصفُ أرضَكَ "الحُرَّةْ"؟!
فتَهدمُ بُنيةَ الأحياءْ
وتَحْبِسُ عنْ رُباها الماءْ
و طعمَ الخبزِ والأضواءَ بالمَرَّةْ !
وتغزوها بأنذالٍ من العَسْكَرْ
وذي الشِّبِّيحةِ الأنذلْ
وتتركُ أشرسَ الأعداءْ
لعلَّك تتَّقي شَرَّهْ !!
ألاَ تخجلْ !
***
وذا إعْلامُكَ الأحْوَلْ
يرى الأجواءَ ورْديَّهْ
فلا قتلٌ..
ولا سفكٌ..
ولا غصبٌ..
ولا خَبَرٌ سوى الإنْكارْ..
ولكنْ بعضُ أُحْجِيَّهْ:
"جماعاتٌ منَ الرُّحَّلْ
تريدُ السُّوءَ والإضرارْ
بهذا القائدِ الأمْثَلْ..
***
ألاَ تخجلْ !
من الأطفالِ والآباءِ والأنهارْ..
مِنَ الأشجارِ والأحجارْ..
مِنَ التاريخِ والأقدارْ..
مِنَ الأخبارِ والأشعارْ..
ومِنْ أعدائك الفُجَّارْ
ألاَ تخجلْ.. وقدْ قصفوكَ ذاتَ دمارْ
ولمْ تَنْبِسْ ببِنْتِ شَفةْ
كأنَّكَ لمْ تكنْ تحْفَلْ..
وحين تكلَّمَ الثُّوَّارْ..
أتَيْتَ بجيشكَ المِغْوارْ..
ليَقتلَ شعبَكَ الأعزَلْ..
***
ألاَ تخجلْ !
ألاَ ترحلْ !!
محمد النعمة بيروك
22-08-2012, 05:34 PM
القصيدة التي شاركتُ بها في الأمسية الشعرية التي نظمتها الجمعية الرائدة "لأجل الطنطان" تحت شعار "الطنطان بطعم القوافي" على هامش تكريم مجموعة من شخصيات المدينة الفاعلة حاضرا وسابقا، وذلك بتاريخ 15 غشت 2012..
طنطانُ*.. وجع القصيدة
شعر: محمد النعمة بيروك
الهــجرُ مـنا والــصـدودُ.. فمــعــذرَهْ
فاصفحْ ، فإن الصَّفْحَ عنـد الـمقـدرَهْ
يا سـيدي، ومـن الــصدود تواصــلٌ
ومـن التـواصل ما يثـير المـسـخرَهْ
بك موضع في أضلـعي رغم الفــرا
ق فكيـف لي يا سـيدي أنْ أنــكرَهْ
عشرون عاما أو ينــيف وخـافـقــي
رغم النوى مازال يحسب أشــهرَهْ
حــنَّ الـفــؤاد لـكـل ركــن زرتُــــهُ
وذرفـتُ دمـعا حيـن زرتُ المـــقبرَهْ
وـرأيــتُ أبـنـيـة عـفــتْ أزمـانُـــها
وغدتْ على تلك المشارف مقفـرَهْ
يا سـيـدي، وـمن الـطـلـول منـازل
أبـهـى وأجـمـلُ مـن قصور مُنْكـرَهْ
أمـشـي بـهـا مـتأثرا بسـكـونــها
و سـكـوتـهـا و أخـالـها مـتـأثـــرَهْ
طـنـطـان يا عـزا تـغلغل في الثرى
يا صرخة في المستحيل مزمجرَهْ
لـو لـم تـعـدْ في الدرب إلا طـوبـةٌ
فلسوف تبقى في ترابك مـفـخرَهْ
إن الـذيـن تــجـاهــلـوك بـغيِّـهـمْ
حُـمُـرٌ وفـرَّتْ مـن زئير الـقـسـورَهْ
طـنـطـان ما لك في الوجود مماثلٌ
يـا مـنـظـرا مِـنَّـا فـقـدنـا مـنـظـرَهْ
وقـدِ افـتقـدنا فـي الـرحاب جمَاله
وجِـمــالَـه فـي الـبـاديـة وأنـهُـرَهْ
و قــدِ افـتـــقــدنـا دُورَهُ مــزدانـةً
فــي كـلِّ حـي واســعاتٍ خيِّــرَهْ
لـكـنـما فـخر الـمـكـان بـنـاســـه
مـا أعـظـم الإنـسـان فـيه وأطهرَهْ
قـدْ لا يـكـونُ بـنـاؤُهـم مـتـحضِّرا
لـكـنـمــا أرواحـهــم مـتـحـضـرَهْ
هـمْ هـكـذا مـتـعـفـفون بطبعهمْ
وكـرامـةٌ فـي سِـرِّهِـمْ مُـتـجذرَهْ
مـهـمـا نــطـقنا لن يُعبِّرَ نـطـقُـنا
وإذا صـمـتـنـا فـالـوجـوهُ مُـعـبِّـرَهْ
طنطانُ يا وجعَ القصيدةِ، كيف لي
بالـشـعـرِ أنْ أعـلـي العُلا وأُقدِّرَهْ
فـالـشـعرُ يـبـدو قاصـرا ومُـقصِّـراً
مـستعـصيا عنْ أنْ يُقالَ.. فمعذرَهْ
*طنطان: مدينة صحراوية جنوب المغرب.
محمد النعمة بيروك
01-12-2012, 05:32 PM
شاميّة من وحي الأعشى
محمد النعمة بيروك
ودّع صِغاركَ إنّ الجيْشَ مُرْتحِلُ=وهل تطيق ودَاعاً أيّها البطلُ
ودّع صغارك قدْ لاتلتقي بهمُ=إمّا قُتلتَ بِقَصْفِ القوْمِ، أوْ قُتِلُوا
لا تنتظرْ جَمْعَ عُرْبٍ في مُساعَدَةٍ=تأتي ببطءٍ كَمَا يَأْتِي الوَجي الوَحِلُ
لا تنتظر سندا يأتي على مهلٍ=كَمَا السَّحَابَةِ ، لاَ رَيْثٌ وَلاَ عَجَلُ
لا تنتظر عرَباً في عُمْقِهمْ فشلٌ=في عُمقِه فشلٌ، في عُمقِه فَشَلُ
إنَّ اسْتِعَانَكَ بالأعْرابِ في مَثَلٍ=كَمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
لَيْسُوا كَمَنْ يكرَهُ الأعداءُ طَلعَتَهَمْ=وَلاَ تَرَاهَمْ لِنَيْلِ المَجْدِ يَخْتَتِلُوا
يَكَادُ يَصرَعُهَمْ في كُلِّ مَعركةٍ=إِذَا يَقُومُوا إلى أعدائِهِمْ كَسَلُ
مِلءُ الجيُوبِ وَصِفْرُ المَنْحِ إنْ مَنَحُوا=إِذَا تَأتّى يَكَادُ الصّفرُ يُختَزَلُ
لا تكترثْ لِغَدٍ في جمْعِ منْ تَرَكُوا=مِنْ قَبْلِكَ القُدْسَ بالآلامِ تَكْتَحِلُ
فدَعْ جَماعَةَ أعْرابٍ وقَدْ ثَمِلُوا=وهلْ يُقاوِمُ ظُلْماً شارِبٌ ثَمِلُ
صَدَّتْ حكوماتُهمْ عنكمْ لتخذلَكمْ=جَهْلاً "بآل أسيْدٍ" حَبلَ مَنْ تَصِلُ
أإنْ رَأَتْ رَجُلاً مُسْتَأْسِداً حسِبَتْ=بأنّه أسدٌ، أوْ أنّهُ رَجُلُ
هذا مَكَانُكَ باتَ الموْتُ يحصُدُه=ولايزال به "مُستأْسِدٌ" وَهلُ
بئسَ اللئيم بهذي الأرضِ مسْترِقاً=نَوْمَ الضِّعَافِ بِجَوْرٍ ليس يُحْتَمَلَ
يُحاورُ الغَيْمَ فيها كاذباً أشِراً=مُؤزَّراً بفريقٍ مَا به خَجَلُ
يَوْماً بأخبَثَ مِمَّا يَدَّعِي أَحَدٌ=مِنْ هؤلاءِ تُرى هَلْ تَشْهَدُ الأُصُلُ
قالَتْ بلادُكَ لَمَّا قُمْتَ مُنْتَفِضاً=لهفي عَلَيكَ ، ومَجْدي فيكَ يَا بَطَلُ
أمَا تَرَى وطناً يهفو إلى وَطَنٍ=كَأَنَّمَا القصفُ فِي حَافَاتِهِ الشُّعَلُ
لَهُ النِّساءٌ وأطْفالٌ ألَمَّ بهمْ=قَصْفٌ عنيفٌ على الأحْياءِ مُتّصِلُ
يبكي الزّمانُ دمشقَ اليومَ عنْ أسَفٍ=والدّمْعُ فيها غَزيرٌ مُسْبِلٌ هَطِلُ
لا يُلْهِكَ اللَّهْوُ عَنْهَا إنّهَا ظُلِمَتْ=وَلاَ اللَّذَاذَةُ مِنْ كَأسٍ وَلاَ الكَسَلُ
قصْفٌ يحطّم في الأحياء ساكنةً=بالغَدْرِ يضْرِبُ مِنْهُ العَارِضُ الهَطِلُ
فَالقتلُ يَجرِي ووخِنْزِيرٌ يُؤجّجُهُ=وما تَدَافَعَ مِنْهُ الرَّبْوُ ، فَالجَبَلُ
حَتَّى تَحَمَّلَ مِنْهُ النّاسُ تَكْلِفَةً=رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينةِ السَّهِلُ
"يَسقِي" دِيَاراً لَكمْ قَدْ أَصْبَحَتْ تُرَباً=ظُلْماً فينْبَلِجُ الإنْسانُ والأَمَلُ
وَبَلدَةً مِثلِ "دير الزّور" مُوحِشَةً=للجِنّ بِاللّيْلِ فِي أرجائها زَجَلُ
وربّما الجِنُّ -حتّى الجِنّ- يتْرُكُها=إلّاِ الَّذِينَ لَهُمْ فِيمَا أَتَوْا شُغُلُ
أَبْلِغْ بُشَيْرَ بني أسدان مَألُكَةً=أَيا بُشَيْرٌ ! أَمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ ؟
سَتَعْرِفُ اليوْمَ يا بشّارُ أنّ لنا=بَأْساً سيُضْرَبُ بالآتي بهِ المَثَلُ
أِمَا تَرَانَا حُفَاةً لاَ نِعَالَ لَنَا=إِنَّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ
فَقَدْ نُسايِرُ "رَبَّ البَيْتِ" عَنْ مَهَلٍ=لكنْ يُحَاذِرُ مِنّا ثُمّ مَا يَئِلُ
إمَّا وصَلْنا دمشْقَ اليومَ تَعْرِفُنا=لمَّا تَرانَا بذاتِ الدّرْبِ ننْتَقِلُ
فِي فِتيَةٍ كَسُيُوفِ الهِندِ قَدْ عَلِمُوا=أَنْ سَوْفَ يَدفَعُ عَنْ ذِي الحِيلةِ الحِيَلُ
نَازَعتَهُمْ سُبُلاً لِلْعَيْشِ في سَعَةٍ=فكادَ يُقتلُ في أعماقِهِمْ أمَلُ
وَلَمْ يَعُدْ في نُفوسِ النّاسِ مِنْ أمَلٍ=إِلاَّ بِثورةِ أندادٍ وقد فعلوا
يَسعَى بِهَا كلُّ نِضْوٍ يغتدي جبَلاً=مِنْ فرْط حُرْقَتِهِ مِمَّا جنَى هُبَلُ
قدْ كان ذَلِكَ يَوْمٌ قَدْ لَهَوْتَ بِهِ=وَفِي التَّجَارِبِ طُولُ اللَّهوِ وَالخَبَلُ
مهْمَا رَجَمْتَ بيوتَ النّاسِ سَوْفَ تَرَى=أنْ لَيْسَ بينَهُمُ طفلا سيمتثِلُ
هذي دُويلةُ إسرائيلَ" قد أمنتْ=مِنْ شرِّ قصْفِكَ لكنْ قُتّلَ الأهَلُ
حتّى عُدَاتكَ في الجولان قدْ أمِنُوا=فهلْ أصابكَ في ما تبتغي حَوَلُ
سَنَعْرِفَنَّكَ قَدْ جَدَّ الـنَّفـيرُ بِـنـا=وَطَالَتِ الحَرْبُ دَارَيّا وَمَا احْتَمَلُوا
مَهْمَا تُقَتِّلُ فِينَا لَنْ تُرَكِّعَنَا=يَوْماً بِقَصْفٍ فَتُرْدِي ثُمّ تـَعْـتـَزِلُ
" كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليَفْلِقَهَا =فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ "
لنْ تَقْعُدَنَّ ، وَقَدْ أَكَّلْتَهَا حَطَباً=لابُدّ مِنْ شَرِّهَا يَوْماً َستَبْتَهِلُ
قَدْ كَانَ فِي أَهلِ حِمْصَ اليوم أوْ حَلَبٍ=وَفي دمشقَ الّذي يَسْعَى وَيَنتَضِلُ
فاكفف بني أسد عَنَّا، فَقَدْ عَلِمُوا=أَنْ سَوْفَ يَأتِيكَ مِنْ أَنبَائِنَا شَكَلُ
فسَلْ مُعَمَّرَ كَيْفَ الذُلُّ طاوَلَهُ=وسَلْ عليّاً أدامَ العِنْدُ وَ "الْهَبَلُ"
وَسَلْ بِنَفْسِكَ زَيْنَ العابِدينَ وسَلْ=مُباركاً يَوْمَ ثُرْنا كَيْفَ نَفْتَعِلُ
إِنَّا نُقَابِلُهُمْ بالصّبْر نهزمُهُمْ=عِندَ اللِّقَاءِ ، وَهُمْ جَارُوا وَهُمْ جَهِلُوا
أَمَا زَعَمْتُمْ بِأنَّا لاَ نُقَاتِلُكُمْ=إِنَّا لأَمْثَالِكُمْ ، يَا قَوْمَنَا ، قُتُلُ
وَلَنْ يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتَّكِئاً=تُبَاعِدُ السُّؤْمَ عَنْهُ النِسوَةٌ العُجُلُ
قَدْ جاءَهُ هِنْدُوَانيٌّ ، فَأقْصَدَهُ=وَ مِدْفَعٌ مِنْ سِلاحِ الخَطِّ مُعتَدِلُ
سَنَطْعنُ البَعْضَ فِي مَكنُونِ عِزَّتِهِ =وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَكْتافِنَا البَطَلُ
إِنِّي لَعَمْرُ الَّذِي خَطَّتْ مَدافِعُنا=لَهُ وَسِيقَ إِلَيْهِ البَاقِرُ الغُيُلُ
لَئِنْ قَتَلْتُمْ صبيّاً واحداً بِيَدٍ=لنَقْطَعَنَّ أيادِيكمْ فَنَمْتَثِلُ
لَسوْفَ تُمْنى بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَةٍ =لَمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ
نَحنُ البَواسِلُ بَعْدَ اللاذقيّةِ في=كُلِّ المَيَادينِ لا مِيلٌ وَلاَ عُزُلُ
أمَّا وَقدْ دَبَّر الأعْدَاءُ في صَدَدٍ=أمْراً بِلَيْلٍ فقدْ خابُوا بمَا جَهَلُوا
لَمَّا توَلّى حُمَاةٌ قَتْلَ صِبْيَتِنَا=مَهْمَا يَطُولُ فَلَنْ يَنْجوا بِمَا فَعَلُوا
قصفاً من الجوِّ لا وَجْهاً نُطاوِلُهُ =عِندَ اللِّقَاءِ ، فيُرْدِي ثُمَّ يَعتَزِلُ
لكنَّمَا فوْقَ هذي الأرْضِ مَنْبَتُنَا=مَاضِينَ في النَّصْرِ مَهْمَا كَلَّفَ العَمَلُ
مَهْمَا قَصَفْتُمْ مِنَ الأجواءِ نُدْرِكُكُمْ=أوْ تَنْزِلُونَ ، فَإِنَّا مَعْشَرٌ نُزُلُ
محمد النعمة بيروك
16-02-2013, 08:16 PM
مَاتتِ الشّمسُ
"رثاءُ أمّ"
شعر: محمد النعمة بيروك
تسْنُو البُروقُ وإنْ حاطتْ بها الظُّلَلُ=والشّمس تغرُبُ لكنْ عندما تصِلُ
والنّسرُ يعلو ويعلو في مهابتِهِ=ما عابه العوْدُ لمّا هدّهُ الكللُ
وأنتِ شمسٌ توارتْ بعدما شمِلتْ=بالنّور كلّ قريبٍ خطبُهُ جَلَلُ
لمْ تنطفيء شعلةُ الإحسان عن ولَدٍ=وجَذوةُ الرّوح في الأعماق تشتعلُ
لكنّما غيبةُ المرأى تحاصرني=منها شجون لها تغرورق المُقلُ
فما لصحبي يراني غير مصطبرٍ=يستكثر الدّمعَ مِمّن دمعُهُ هَطلُ:
لكمْ بكتْ قبلك الأشعارُ من بَدَنٍ=فما أعاد السّجى روحاً لمن رحلوا
ما كنتَ أولَ من ماتتْ أنيستُهُ=فارأف بنفسكَ فيما لستَ تَحتمِلُ
إنْ كان في العمْرِ إلّا ما حظيتَ بهِ =منها فلا أسَفٌ يُجْدي ولا عَمَلُ
فما لحالكَ بين النّاسِ مضطربٌ=و ما لقلبِكَ في أعْمَاقِهِ الوَجَلُ
سيكفل الدّهْرُ صبراً أنت صاحبُهُ=وكلّ جرح عميقٍ سوف يندملُ
غداً ستنسى قليلاً، كيف يُمكنُنِي=ذا طيفها أيْنما أبصرتُ يمتثِلُ
والأرض مثلي تلفّ الكون مائلةً=كأنّما حلّ في جَنْبٍ لها شّلَلُ
كأنّما الرّيحُ فيها محضُ نائحةٍ=وأعيُنُ الليلِ بالأحزان تَكتَحِلُ
أمشي على غير هدْيٍ في مناكبِها=أشكو الزّمان وقد ضاقتْ بِيَ السُّبُلُ
كأنني ها هنا طفلٌ وإنْ ظهرتْ=في مفرقي شعراتُ الشّيْب تَشتعلُ
أستعجبُ الدّهرَ في فقدان والدتي=أنّي احتملتُ به ما ليس يُحتَملُ
إنّي لأفقدُ في فقدانِها زمناً=ما عاد يبرقُ في أحداقه الأملُ
ما أدركتْ أُصُلٌ أُمّاً بروعتها=ولستُ أحسَبُ أنْ سَتُدركُ الأُصُلُ
يا حلوة النّطق يا أحلى مرابعَنا=يا أطيب النّاس مِمّن ما له بَدَلُ
كنتِ الحياة َ الّتي أرجو برمّتِها=وكلُّ شيء جميل فيكِ يُختزَلُ
كم كان من مثلٍ في ما حييتِ لنا=وكان فيك لنا عند الرّدى مَثَلُ
ما غاب بالٌ عن التّرحاب في كَلِمٍ=يكادُ يقطُرُ منْ أنفاسهِ العَسَلُ
واليوم يدركُ قلبي حجمَ فاجعتي=وحجمَ هذا الّذي ما لي بهِ قِبَلُ
أمْ أنّني لستُ أخْشى بُعدَها أبَداً=وروحُها بجواري حيثما أَصِلُ
ماذا أقولُ بفقدي كلّما عزمتْ=قريحتي هربت من لوعتي الجُمَلُ
اليوم أعلمُ أنّي لنْ أردَّ لها=شيئا يسيراً بما أشدو وأرتجِلُ
إنّي لمعترفٌ في ما أجودُ بهِ=أن القصيدةَ فيها ليس تَكتمِل
سأكتفي في مناجاة السّماء بما =يستحضر القلبُ منها حينَ يبتهلُ
كأنّما الدّهرُ لمْ تُعزلْ به امرأةٌ =قد كان حين أشاحتْ عنهُ ينعزِلُ
محمد النعمة بيروك
22-05-2013, 02:49 PM
أبو الأمصار
هل كان يمكن أن يغدو لنا وطنُ
إن لم يُهَيّأ لنا من أمرنا يمنُ
هذي سيول سواق في تدفّقها
أصلٌ لكلّ أصيلٍ زانَه حسنُ
كأننا محضُ فرع من تفرّعها
يا منظرا من بلادي ما له ثمنُ
هنا تسمّر تاريخ الثرى ورعا
في "حضرَ موتَ" وصاح الحِلُّ والزمنُ
سَهَلُ "التُّهامة" يبدو كالبساط وذا
"طوْدُ النبي شعيب" كلُّه سَكَنُ
وصولةُ "الطّيرِ" في الأعلى وأرجلُه
في الأرض راسيةٌ لمْ تُبْلها السُّنَنُ
و"القاهريّة" في رأس الجبال عَلَتْ
حتّى بَدَتْ كنقوشٍ فوقها سِنَنُ
و في "منارةِ محضارٍ" بِرِفْعَتِها
سِرُّ الوجود الذي تُهدى به السّفنُ
مازال يَسْرُدُ أيضا "قصرُ سلطنةٍ"
فُصولَ مجدٍ وما في صوتِه وَهَنُ
مجدُ العروبة والإسلام تَعرفُهُ
"صنْعا" كما عرفتْ أسرارَهُ "عَدَنُ"
تشدو "الحديدةُ" أو "تَعْزٌ" و"مأربُ" في
فخرٍ يثورُ بما في العمق يُختَزَنُ
قد كنتَ دوما سعيدا يا سعيدُ ، إذنْ
من أين يأتيك يا أرضَ العلا حزَنُ
تسمو فتغسلك الأنهار من أزَلٍ
خَمْساً فلا حزَنٌ يبقى و لا درَنُ
هل لي بسجدةِ شكرٍ في ثراك وقدْ
شاع الأذانُ وشدّتْ سِحْرَه الأُذُنُ
يراك كلُّ شريدٍ في الثّرى وطناً
سيّانِ كان له أوْ لمْ يكنْ وَطَنُ
هل لي بـ"سَلْتَةَ" أم بعضِ "الهريسِ" فقدْ
يشتاق للأصل -رغم الكثرة- البَدَنُ
أم جرعةٍ أوْ شُقوقٍ من تمورك يا
أرضا تكاثر فيها التّمْرُ واللّبَنُ
أثْنى عليك الذي لا نُطْقَ يَخذُلُهُ
ماذا سترغب –بعدُ- اليومَ يا يَمَنُ
محمد النعمة بيروك
01-07-2013, 02:33 AM
قولــوا لها..
شعر محمد النعمة بيروك
أحــبـبتـها، وغــدا قــلبــي لها سكنا
لــولا بــلادي لكــانت مصرُ لي وطنـا
قــولوا لــها إنّــنــي ما عدتُ مُحْتمِلًا
ألّا أراهــا كـمــا كــانت لنــا سَكَنــا
ناساً من الطّيب قد قُدّوا، وقد سكنوا
أرضــا من السّــحر لا حــرْباً ولا فِتَنا
ضــاع الشّــآمُ وضــاعـتْ قبــلهُ دُوَلٌ
مثْلُ العراقِ، وبيتُ المـقدس امتُهِنا
واليوم نبصرُ مــصراً فــي انـزلاقتــها
نحو الغياهب كـي نبكي لــها زمـنا
قدْ لا يعي كلُّ من يبغــي بها ضررا
أنّ المــضرّةَ لــن تُبقيهِ مــؤتَمَــنــا
لو مصرُ ضاعتْ لضاع العُرْبُ أجمعُهُمْ
فالطُــفْ إلهـي فـمنّا مـصــرُنا ولنــا
محمد النعمة بيروك
22-08-2013, 07:24 PM
"مباركٌ" عليكم
شعر: محمد النعمة بيروك
ها أنــتَ تـنـعـم بالـخـروج مُباركُ=عُـقـبـى لِنجْلِـكَ إنّ نجْـلَـكَ تـــاركُ
مـاذا فعـلتَ سـوى الفسـادِ لفـــترة=أو بعضِ قتلٍ كـنـتَ فـيـهِ تُشـاركُ
بعضُ العقود من الخرابِ فداؤُكمْ=إن الـحياة كـمـا عـلمـتَ مـعـاركُ
الآن أفـهــم إذ رأيــتُ تـمــاسُــكاً=فالـمطـمـئـ ُ بـخـلّــهِ مـتمـاســـكُ
لا تـخـشَ مـنّا، أنـتَ لسـتَ بمذنبٍ=نحن الجناةُ عـلى الـرشيـدِ مـرابكُ
كـلّ الـورود أمـام دربـك فانـطلـقْ=وطـريـقُ شـعبـك كـي تُنعَّـمَ شائكُ
مـتـمالـكـون ذواتــنـا لــذواتــكــمْ=إن الـعزيز علـى الضّعافِ لناسكُ
لا قـيمــة للـقـتـل إن "جـمـالَـكـمْ"=مــنّــا أهــمّ فـكـيـف لا نـتـمـالـكُ
فـاغـفـرْ لنا يا سيدي سنتيْن مِنْ=حُـلْـوِ الـمـقـامِ وخـلّـنـا نـتـشـابكُ
شـكـرا لـكـلّ الـواقـفين بحذوكمْ=ومـباركٌ هـذا الخـروجُ مـباركُ
هـا قـد رجعـتَ مُعزّزاً ومُكرّماَ=دعني أزفُّ لـكَ المُنى وأبـاركُ
محمد النعمة بيروك
18-11-2013, 11:27 PM
قُمْ وابْكِنا يا مَقْدِسُ
يـا قُـدْسُ إنّــي مُـرْهَـقُ
هـذي دُمـوعِـي تَنْـطِـقُ
أرْثـيـكَ أمْ أرثـــي لـنــا
مـا عـادَ عنـدي مَـفْـرَقُ
إنْ كنـتَ تشـكـو وافــداً
مِـنْ خـارجٍ لا يَـطْـرُقُ
فـإنّـنـي مِــــنْ داخِــلــي
يـــا ســيّــدي مُــمَــزَّقُ
إنْ كنـتَ تشكـو عابِـراً
بِضُـعْـفـكـمْ لا يَــرْفُـــقُ
فغاصـبـي يَـمُــتُّ لـــي
في العِرْقِ لا مُستشْرِقُ
عَــــدُوُّكــــم مُــمَـــيَّـــزٌ
وإنْ عــتـــا فـمَـنْــطِــقُ
فـــذاكَ ديْـــدنُ الـعِــدى
إنْ قـتَّـلُــوا أوْ حَــرَّقُــوا
أوْ هـدَّمــوا أوْ ذَبّــحُــوا
أوْ هَـجّــروا أو لَـفَّـقُــوا
فــلاتـــزالُ شَـمْـسُـكُــمْ
بـرغــمِ هـــذا تُــشْــرِقُ
لـكــنّــمــا وُجُــــودنــــا
مِــنَ الـوجـودِ يُـسْــرَقُ
يـغـتـالــنــا حُــمــاتُــنــا
مَــنْ غـيْـرُنـا يُـصــدِّقُ
تُـحــاربــون ظــاهـــراً
ونَـــحْـــنُ لا نُـــفَــــرِّقُ
وعــنــدكــمْ مــســاجــدٌ
لــكــنْ لـديْـنــا تُـغْــلَــقُ
مِــنْ حُـرْقَـةٍ نُـحِـسُّ أنْ
مــا عــادَ فيـنـا مُشْـفِـقُ
في مِصْرَ نُرْمَى سُجّـداً
لا مَـنْ يعـي أوْ يُطْـرِقُ
في الشّـامِ نُـرْدى نُوَّمـاً
فـــي دُورِنَـــا نُــمَــزّقُ
كُــنّـــا نــظـــنُّ أنّـــنـــا
بـعــدَ الـرّبـيــعِ نُـعْـتَــقُ
لكـنّـنـا فـــي كُـــلِّ يـــوْمٍ
هــا هـنــا نُسْتَـنْـطَـقُ
يــا قُــدْسُ هــذا حـالُـنـا
دعِ الـسّــجــى يُـعَــلِّــقُ
دَعْ فــي سـوابِـقِ الـدُّنـا
تـاريــخَــنــا يُـــوَثِّــــقُ
يــا قُــدسُ قـــمْ لتبْـكِـنـا
ألَا تَـــرانـــا نَـــغْـــرَقُ
مـا عـادَ بـي دمـعٌ لـكـمْ
كــأنّــنــي لا أنْـــطِــــقُ
فَــدَمْــعُــنــا مُــــلــــوّثٌ
والـدّمْـعُ مِـنْـكُـمْ يَـعْـبَـقُ
محمد النعمة بيروك
18-11-2013, 11:38 PM
يـا واحـةَ الأخيارِ إنّـي مُتْعَبُ
شعر: محمد النّعمة بَيْروك
هـــــــلْ فـــيــــكِ دوْحٌ لـلـقــريــحــة أطْــــيَــــبُ
يــــــا واحــــــةَ الأخـــيـــارِ إنّـــــــي مُــتْــعَـــبُ
هـــــلْ فـــيـــكِ ظِــــــلٌّ وارِفٌ أغـــفـــو بــــــهِ
أمْ فـيـكِ مِــنْ عَــذْبِ السُّـلافـةِ مَـشْـــــــــــرَبُ
ظـــــــلٌّ بـــسَــــرْدٍ هـــــــادفٍ يــسْــمُــو بــنا
أوْ شُـرْبــةٌ مـــن سِـحْــرِ شِـعْــرٍ يُــطْــــــرِبُ
أمْ فـــيـــكِ مــــــنْ أَلَــــــقِ الـكـتـابــةِ كـلِّها
ما يـسـتــريــح لـــــه الـــفُـــؤادُ ويُــعْــجَــبُ
إنّـــــي صَـحِـبْــتُــكِ مـــنـــذُ عـــقْــدٍ كــامـلٍ
قـــدْ يُـعــرَفُ الإنـســانُ مِـمّــنْ يَـصْـحَـبُ
والــيــومَ تَـقْــصِــدُنــي الـمآســي كُـلُّـهـا
وكــــــــأنّــــــنـــــ ي امٌّ لــــديْــــهــــا أوْ أَبُ
أبــــدُو صــبــوراً فــــي الأنـــــامِ وخـافــقــي
مِــــــنْ حـــالِ أُمّــتِــنــا الـكـبــيــرةِ يَــنْـحَـبُ
عـشـرونَ جُـرْحـاٌ فــي الخريـطـةِ غـائـــــرا
عِـشــرون نـــاراً فـــي جِــراحــي تُـسْـكَــبُ
كـانــت فلـسـطـيـنُ الـجـريـحـةُ مـوْجِـعــي
والـــــيــــــومَ كـــــلُّ بــــــلادنـا تـتـلـهّــبُ
كـــان الـعــراق ولــــمْ يـكــنْ مِــنْ حـولِـهِ
غــيــرُ الــشّــآمِ ولـــمْ يــعُـــدْ ما يُـسْــلَـبُ
لــمْ تــبـــقَ إلّا مـــصـــرُ نـصْـــراً وارداً
والــــيـــومَ مِـــصْـــرُ أمـامــنــا تـتـعـــذَّبُ
لـمْ يُـعْـفِــهــا شهــرُ الـمــودّة والـتّـقـــى
وطغـى عـلـى كــلّ النُّـفـوس المَنْـصِـبُ
ما بـالُ أمّـــتِــيَ الـكــبــيــرةِ تَـنْـحَــنِــي
مـلـيـونُ طــفْـــلٍ فـي ثـراهـــا يُــصْــلَـبُ
موتٌ يــعـــمُّ مــكــانَـــهـــا وزمـــانَــــها
والـبَـعْــضُ يـبـحثُ فـيـهِ عــمّــا يَـنْـهَــبُ
وألــــفُ ألْــفِ قـصـيــدةٍ تـصِــفُ الـثّـكـا
لـى حـيـنَ يَـنْـثُــرْنَ الــتُّــرابَ وتَـشْـجُــبُ
وألـفُ ألــفِ روايـــــــــةٍ ومــــقــــالــــةٍ
تــبـكـي عــــلــــى أحـــوالِهِــنَّ وتــنـدبُ
وكـأنّـمـا دَمْــعُ الــثّــكَـــالـــى حِــبْـــرُهـا
ما عـــادَ غــيــرُ الــدّمْــعِ فـيـنــا يُــعْـرِبُ
يَصِفُ الّذي مَا كـــــــان منْ حُسْنٍ، فهلْ
مــازال فـي شـعْـرِ الـهــوى مَـا يُـطْــرِبُ
يـا واحةً تَـــهَـــبُ الـحــيـاةَ بـجـمْـعــنــا
ألـفـيــت فـيـهـا الــيـــومَ مَا لَا أحْــسَــبُ
طال الدُّجى، هـل مـن "سميـرٍ" حولَـهُ
يَـمـضي بـنـا شِـعْــراً إلـى مَـا نَـرْغَــبُ
هــذي مـسـاحـةُ واحــةٍ تَــهَــبُ الـمُـنــى
فــيـهــا بــرغــم جــراحِــنـا مَـا يَـــجْـذبُ
مــازال فــيــهـا مَــا يُــــزيــــلُ تَــشَــتُّــتـاً
مِـنْ عُـمْـقِـنــا مَـهْــمــا يَـعِــزُّ الـمَـطْــلَــبُ
مــــهـــــمـــــا تـــفــــرّقــــنــــا فــإنّا أمّـةٌ
شــمـــسُ الـعــروبــة دونــهـا لا تـــغـــربُ
لـوْ دَبّ فـوق عــراقــهــا نَـــمْــــلٌ لَــــــرا
حَ يصيـح مِـنْ وَخْـزِ الدّبيـبِ المغــــــربُ
محمد النعمة بيروك
18-11-2013, 11:42 PM
تباريح فوق أوراق الوطن
إنّـي لأعْجَـبُ في دهْـري الـذي امْتَنَعَـا
أنّــــي أحــبُّــكَ لا خــوفــاً ولا طـمَـعَــا
يـــا أيّـهــا الـوطــنُ المُـمْـتَـدُّ مــــنْ أزَلٍ
فـــوق البسـيـطـةِ مُـلْـتَـمّـاً ومُـنْـصَـدِعَـا
مـاذا أخــافُ وحـتّـى الـخـوفُ يخذُلُـنـي
ومـا سأطمـعُ فـي الخيْـرِ الّـذي انتُـزِعَـا
مـا كنـتَ يـا وطنـي شخْصـاً ولا جِـهَـةً
أنـتَ الجميـعُ الّـذي فـي عُمْقِـنـا انْطَبَـعَـا
عِـرْقـي وعِـرْقُـكَ والأعــراقُ أجْمَعُـهـا
عِـــرْقٌ يُـوَحِّـدُنــا لــمّــا تــكــونُ مَــعَــا
وَكُـــلُّ لـــوْنٍ لـديْـنـا بَـعْــضُ سِحْـنـتِـنـا
وأفـضـلُ الـلّـونِ لــوْنُ الخـلْـقِ مُجْتَمِـعَـا
والـدِّيـنُ يجمعـنـا مِــنْ حـيـثُ يـأمـرُنـي
ألّا أســـيءَ إلـــى مَـــنْ غَـيْــرَهُ اتّـبَـعَــا
فـــلا مـكــانَ لِـغِــلٍّ فـــي ثــــرى بَــلَــدٍ
قدْ حاولَ البعضُ صَرْعاً فيه فانْصَرَعَا
مـــــا دسَّ فــــــي دَمِــــهِ سُمّأً لِيَقْتُلَهُ
إلّا تــنــــــاولَ ذاتَ السُّمِّ واجْــتَــــرَعَا
هـــــذي بـــــلادٌ أعزَّ اللهُ تُرْبَتَهَـــا
لا يحصدُ المـرْءُ منهـا غيـرَ مـا زَرَعَـا
تــرى المُسـامِـحَ فيـهـا غـيْـرَ مُـكْـتَـرِثٍ
وذلــــكَ الـحِـقْــدَ مَـحْـمُـومـاً ومُـنْـدَفِـعَــا
فـكــمْ سـلـيـلا تَـعَـالــى عــــنْ سَـجـيّـتِـهِ
كــان التّعـصُّـبُ فــي عيْنـيْـهِ فانْقَـطَـعَـا
فالعَفْـوُ فـي البعْـضِ دُونَ القلْـبِ يخْـذُلُـهُ
إنْ جــاءَنــا ورِعــــاً أو فـاتـنــا قَــذَعَــا
مــــا أقــنــعَ الــمــرءُ انْـسـانــاً بـعِـفَّـتِـهِ
مـا لـمْ يكـنْ مِـنْ صميـم القـلـبِ مُقْتَنِـعَـا
أوْ يَلْبَـسِ الرّيـشَ رِيـشَ الكِـبْـرِ مرتـفِـعٌ
إلّا ويـسـقُـطَ مَـذمُـومـاً كــمــا ارْتـفـعَــا
ظُـلْــمُ التّـعَـصُّـبِ إظْـــلَامٌ ولـيْــسَ لـنــا
فــي الـنّـاسِ مِــنْ أَمَـــلٍ إلّا إذا انْقَـشَـعَـا
كـــمِ اقْـتِـتـالاً عـلــى إيـقـاعِــهِ افْـتُـتِـنـوا
مِــنْ كِلْـمَـةٍ غـيْـرِ مفـطـونٍ لـهـا اندلـعَـا
فـمـا أضفْـنـا بسـلْـبِ الأمْــنِ مِـــنْ بَـلَــدٍ
إذا تـشـتّـتَ فـــي شـخْصٍ وقـــدْ جَـزَعَــا
طِــفْلٌ أوِ امْــرَأةٌ أو طـــــاعـــــنٌ وَرِعٌ
قدْ بــــــــاتَ مهموماً على أولادِهِ فدعا
***
قــدْ نـغـتـدي شِـيَـعـاً والـخَـيْـرُ يَجْمَـعُـنـا
مـا لـمْ نـكـنْ فــي هــوى بُلْدانِـنَـا شِيَـعَـا
محمد النعمة بيروك
18-11-2013, 11:51 PM
جِذْعُ الوُجُود
شعر: محمد النعمة بيروك
يُحاصـرُنـا مـعـاً جُـنْــدٌ يَـهُــودُ
فَصُنّـي كـي نَمـوتَ كمـا نريـدُ
فــإمّــا أنّـــــهُ مـــــوْتٌ مُـــــذِلٌّ
وإمّــــا أنّــــهُ مـــــوْتٌ فــريـــدُ
ولا تـعْـبَـأْ بـدمـعـي وابْتِـهـالـي
فـــإنّ بـداخِـلـي عـزْمــاً يـئـيــدُ
تُـرانَـا قــدْ وُجِـدْنـا فــي رِبــاطٍ
تُـصَـفِّـدُ أهْـلَـنَـا عَــنَّــا الـقُـيُــودُ
لـنـا فــي كُــلّ مـوقـعـةٍ أسـيــرٌ
لـنـا فــي كُـــلّ واقـعــةٍ شـهـيـدُ
بِحَـقْـلٍ مِـــنْ مُـعـانـاةِ الثّـكـالـى
تُحاصِـرُهُ المـراكِـبُ والجـنُـودُ
عَـتَـا المستوطـنـون بــهِ عُتِـيّـاً
وشُــدِّدَتِ الـمـداخـلُ والـحُــدودُ
وعـاثـوا فــي جوانـبِـهِ فـسَــاداً
ومَا زَالَ الصُّمودُ هُوَ الصُّمُودُ
أَلَا تَرَني هَرِمْـتُ وذي حياتـي
فــداؤُكَ أيّـهـا الـجِــذْعُ الـمَـدِيـدُ
أضُمُّكَ كيْ نمُوتَ معاً لنمْضي
لـنَـا فـيـمـا يَـحِــلُّ بـنــا خُـلــودُ
نُثَـبِّـتُ جِــذْرَ تـاريــخٍ عـريــقٍ
عميقـاً ليـس ينقُصُـهُ الصُّـعـودُ
وهـأنــذا أمُــــدُّ يَــــدِي لــربِّــي
فَـمُـدَّ مـعـي غصـونـاً لا تـمـيـدُ
وَ رَدِّدْ دُونَ يــــأسٍ دُونَ كَــــلٍّ
فــذا ربُّ الـوُجُـودِ لــهُ وُجُـــودُ
ليـأتـي وَعْــدُ أُخْـرانـا بـنـصـرٍ
مُبـيـنٍ تستـنـيـرُ بِـــهِ الـوُعُــودُ
نَجُوسُ خِلَالَ دُورٍ مِـنْ حريـرٍ
لَنَـا فــي جَوْسِـنَـا بَــاْسٌ شـديـدُ
لِيُقْطَـعَ غَرْقَـدٌ ويَـبُـوحَ صْـخْـرٌ
بِمَـا يُخْـفِـي وينْكَـشِـفَ اليَـهُـودُ
لِنَـزْرَعَ بِــذْرَ زيـتـونٍ عَـريـقٍ
بكُــلِّ جُـزَيْـئَـةٍ فـيـهــا وَريــــدُ
فَضَعْ بيَدي غُصونَكَ فـي تَحـدٍّ
عـنـيـدٍ أيُّـهــا الـجــذْعُ الـعـنـيـدُ
وهبْ لي منكَ عُوداً مِنْ شُواظٍ
يَـهـابُ سعـيـرَهُ الـجِـنُّ المَـريـدُ
كِلانـا مِـنْ عميـقِ الأرضِ آتِ
لــهُ فــي صُنْعِـهـا دَوْرٌ مـجـيـدُ
فَعُمْقُكَ في الثّـرى مليـونُ مِيـلٍ
وعُمـري ألـفُ قَــرْنٍ أوْ يَـزيـدُ
ومهْـمـا قَلَّـعُـونـا مِـــنْ جُـــذورٍ
سينْمُو فـي الثّـرى جِـذْرٌ جديـدُ
محمد النعمة بيروك
19-11-2013, 12:06 AM
قصيدة الطّيور
محمد النعمة بيروك
تــعــود الـطـيــورُ لأوكــارِهـــا
بـرغــمِ الـفُـصـولِ وأطــوارِهــا
تـعـودُ لــذات ِ المَـواطـنِ تـشـدُو
نشـيـدَ الـرّجــوع إلـــى دارِهـــا
تعـودُ لــذاتِ الغـصـونِ وتبـكـي
بُــكـــاءً مــريـــراً بـأوْكــارِهــا
أجـبْـنـي –بــربّــكَ- أيُّ الوفــــاءِ
يـفُــوقُ الـطُّـيُــورَ لأمْـصـارِهــا
****
ومَــا دخْــلُ أمــرُ الـوفـاءِ بـهـذا
وأيـــــن الـعــهــودُ بــآثــارِهــا
ألـيــس الـوفــاءُ وفــــاءً بـعـهْــدٍ
وتــلــك الـطّــيــورُ لأقْــدارِهـــا
بِفِـطْـرَتِـهَـا لا خَــيَــاراً لـديْـهــا
فـمــا مـــن سـبـيـل لإنْـكـارِهــا
ومــــا تــلــك إلّا مـقـاديــرُ رَبٍّ
قــديـــرٍ عـلــيــمٍ بــأسْــرارِهــا
****
إذنْ لا وفـــاءَ لـنــا بـالأراضــي
إذا مَـــــا نَــحِـــنُّ لأنــهــارِهــا
فذاك -على حَـدِّ زعْمِـكَ- فـرضٌ
عــلــى مُؤمـنـيـهـا وكُـفَّــارِهــا
عــلــى زارعـيـهــا وسُـرَّاقِـهــا
عـلــى صالِـحِـيـهـا وفُـجَّـارِهــا
****
إذنْ كــيــف نــتـــرُكُ بـلـدانـنــا
ولـسـنــا نــعـــودُ كـأطْـيـارِهــا
إذا كـانَ حُــبُّ المَـوَاطِـنِ فَـطْـراً
فـكــيــف نــقـــومُ بـإطْـمـارِهــا
لــمــاذا تــراودُنــا الـمُـنـجـيّـاتُ
ولــكــنْ نــضُـــنُّ بـإظْـهـارِهــا
لـمــاذا وُجِـدْنــا شـعـوبـاً تُـفــكِّـ
رُ لــكـــنْ تُـــــذلُّ بـأفـكــارِهــا
وهلْ يَغْلبُ الفَطْرَ خوفُ الممالـيـ
ك حـيــنَ ابْتُـلـيـنـا بـأشْـرارِهــا
****
إذا كـان عـوْقُ المخاطِـرِ عُــذْراً
فــهــذي الـطّـيــورُ بـأعـذارِهــا
ولـكـنّـهـا تـسـتـبـيـحُ الـفــضــاءَ
بـرغــمِ الـسِّـفَــارِ وأخـطـارِهــا
تـحـاذرُ سـطـواً عــــليها لـكــنْ
تــظــلُّ الـصـغــارُ بـأنْـظـارِهـا
وهـل عَيْشُنـا فـي بـلاد الأعـادي
يــرُدُّ الـنّـفـوسَ عـــنَ اقْـدَارِهــا
فلَا اللّوْمُ يُجْزي عن النّفسِ فرْضاً
ولا الصّمْـتُ ينقـصُ مـن عارِهـا
وَلا الكّـفُّ عنهـا يُعـيـدُ الأمـانـي
ولا البـعْـدُ يُـسْـلِـمُ مـــنْ نـارِهــا
نمـوتُ، ولـكـنْ نـمـوتُ بــأرضٍ
كَبُـرْنـا عـلــى وقْـــعِ أوْتـارِهــا
وفـاءَ الـفَـراشِ لـنـورِ المصـابــبـ
حِ حــــيــن توارى بـأنْـوارِهــا
فليسـتْ تعـيـشُ الأراضــي بِـفـرٍّ
ولــكــنْ تـعــيــشُ بـأحْــرارِهــا
محمد النعمة بيروك
05-12-2013, 09:26 PM
عَبَق
قـــطراتُ عــــشْقٍ فِـــي دمِــــي
مــــــنْــــــهـــا مـكـانـي يـعْبَــقُ
أشـيــاؤكِ الـصُّـــــغرى مـَـــعي
إنّــــــــــي بــهـــــا أتــعـلَّــــقُ
هــــذي بــلادُ الشّــــرقِ فــــيـ
هــــا كُــــلُّ شـــــيءٍ مُــطـــبَقُ
أبــــدُو بـــــهــــا مُــــتـمـاسكاً
لـــــكــــنّـــــنــي أتَــــمَــــــزّقُ
حَــــتَّى الـــــهَوَاء حَـــسـبْتُــهُ
فِي الشَّـــرْقِ لا يُسْـــتـــنشَــقُ
لـمْ يـدنُ مـنّـــي مُــــخْـــلِــتـصٌ
فــــــــي الـــــدُّورِ أوْ مُـتَـمَـلِّقُ
واللّـيـْلُ يـبـدُو ســـــــاكِــــنــاً
والصّــــمْــــتُ دومـــــاً مُطْرَقُ
فـيـهِ الــــهـواتــفُ لا تَـــــرِنُّ
وبـــابُـــــــهُ لا يـُـــــــطـــــرَقُ
واللهِ يــــــا مــــحــــبـُوبـــتـي
إنّ الـــــرّحــــيـلَ لـمُــــرْهِـقُ
أشـــــكُو لــــــهُ وأخـــــــالُـــهُ
يـشْـكُــــــو إلـــــــيّ المَشْرِقُ
والشِّـعـرُ أغـــــــلى مَـــا لديّ
فـهـلْ تـراهُ سَــيَصْـــــــــــدُقُ
لــولاهُ أحْــسَـــــــــبُ أنّـــنـي
مـــــا عُــدْتُ حــــــيّاً يُرْزَقُ
لـــوْ لـــمْ تكنْ ذكــــــراكِ يـــا
نـــــوراً بــقــلــبــي يَــبْـــرُقُ
فلقدْ خَــــطَـرتِ بـِــمُـهْـــجَــتي..
كُــــــلّ الـــــدّنا تَــتَـرقْــــــرَقُ
هَـــــــذا كَـيـَـــــانـي كُـــــــلُّـــهُ
مُـتَـمَـــعِّــنٌ مُـسْـتَــغـــــــــرِقُ
لمّا الْــــتَـقَـيْتُـكِ فـــــي حَيــــــا
تِـي كـــــــــانَ ذلـــــــك مَـفْرَقُ
عِـقْـدٌ أنَــــــاخَ ولــــــمْ تَــزَلْ
أزهــــــارُنــــا تَـــــتَــــــفَــتَّــق ُ
لا شـــيءَ غيـــرُ الــــموتِ يفْـ
ـصِـــلُ بــيْــنـــــنـــــا ويـفـرّقُ
ويـــــحُـزُّ فـــــــي نـفْـسـي إذا
فـكَّـــرْتُ مــــن قـــــدْ يـسْـبِقُ
عـلّــــمــتِـــــنــي الإيـثـارَ يــــا
شــــمْــــساً بقـلبي تُشْــــــرِقُ
فـالــــــمَــــرْءُ يـعْـشَـقُ نـــفسَهُ
إنْ لــــــمْ يــــجـــــدْ مَنْ يَعْشَـقُ
محمد النعمة بيروك
27-01-2014, 04:46 PM
البِرُّ.. قُبْلة
محمد النعمة بيروك
مَــنْ لــم يـهـذِّبْ نفـسَـهُ إذْ تَسْحَـبُـهْ
تـتـكـفّـلُ الـدّنــيــا بـــــهِ وتُــؤدّبُـــهْ
والعـقْـلُ يَسْـعَـدُ فــي تَصـنُّـع قُبْـلـةٍ
والقلبُ يلقَى فـي الهـوى مـا يُتْعٍبُـهْ
قـدْ يُبْعِـدُ الإنـسـانُ شخـصـاً غالـيـاً
ويصاحبُ الشّخصَ الذي لا يُعْجِبُهْ
فـالـبِـرُّ أنّ الـمــرْءَ يـولَــدُ مُـسـلِـمـاً
وأبــوهُ يُـشــرِكُ إنّـمــا يَسْتَصْـحِـبُـهْ
يـشـكـو بـقـلـبٍ صـابــرٍ مُـتَـصَـبِّـرٍ
وبـرغـم ذلــك فـيـهِ مـــا يسْتجْـلِـبُـهْ
ولـقــدْ نَـبَــرُّ مُخـالِـفـاً فـــي ديـنِـنــا
مـــا لـــمْ يُـبــادِرْ بالـقِـتـالِ يُـسَـبِّـبُـهْ
فـالـبِــرُّ أنــــواعٌ بــرغــم سُــمُـــوِّهِ
ولِـكُـلِّ حــالٍ مـنـهُ مـــا يستـوْجِـبُـهْ
لا بِــرَّ فــي قـلـبٍ تـوشّـحَ بــالأذى
والــغِــلُّ فــيــهِ يُـمـيـتُــهُ ويُـعــذِّبُــهْ
مـــا الـبِــرُّ إلّا فـــي فـــؤادٍ ســالــمٍ
والبـعـضُ أحـسـن لـلـفـؤاد يُـدَرِّبُــهْ
والـمــرءُ إمّـــا أن يُـخــرِّبَ شـــرَّهُ
أوْ تسـتـبِـدَّ بـــهِ الـشّــرورُ تُـخـرِّبُـه
فتـرى العجـوزَ أمـام بـيـتٍ عـامـرٍ
قــدْ نــاء عـنــهُ سـمـيـرُهُ ومُـقَـرِّبُـهْ
يمـضـي الجمـيـعُ أمـامَـهُ أو خلْـفـهُ
وكــــأنَّ كُــــلّاً عــامـــداً يـتـجـنّـبُـهْ
حتّـى إذا حـمَـل الــرّدى أعـضـاءَهُ
تـجــدِ الجـمـيـعَ يـبـوسُـهُ أوْ يَـنْـدُبُـهْ
وبقـلـبـه رغـــم الـجـفـاء تــضــرُّعٌ
ألّا يصـيـب الجـمـعَ بــأسٌ يعْطـبُـهْ
يبـغـي امـتـداداً فــي ولـيــدِ ولـيــدهِ
متـلـفّـتـاً مِـــــنْ حــولِـــهِ يـتـرقَّـبُــهْ
إنْ كــانَ مَحْظـوظـاً أتَـتْــهُ حـفـيـدَةٌ
لِتَشُدَّ مِعْصَمَهُ الضّعيـفَ وتَصْحَبُـهْ
فـالـبِـرُّ بـالأبـنــاءِ مـنـحــةُ خــالــقٍ
زُرِعتْ بنا لنـذوبَ فـي مَـنْ نُنْجِبُـهْ
فـتــرى رضـيـعـا يستـجـيـرُ بـأمّــهِ
مِـــنْ جـوعِــه فتَـضـمُّـهُ وتُـرَغِّـبُـهْ
يُبدي الجميعُ تضجُّـراً مـن صوْتِـهِ
إلّا سـلـيــقــةُ أمِّـــــــهِ تـسـتـعْــذِبُــهْ
أوْ والـــــــدٍ مُــتَـــرَنِّـــمٍ بِــبُــكــائــهِ
وكأنّمـا فـي الصّـوْتِ سِـرٌّ يُطْـرِبُـهْ
ويظـلُّ طفـلاً حيـن يُصبـحُ راشــداً
فــــي عــيــنِ أمٍّ لاتــــزالُ تُـلَـقِّـبُــهْ
ويـظـلُّ فــي عيْـنَـيْ أبـيـهِ مُراهـقـاً
فـتـراهُ خـلـف "صـغـيـرِهِ" يتعـقَّـبُـهْ
لكـنّـمـا الـبــرّ الأصــيــل أصــالــةٌ
لمّـا نـرى الشّيـخَ الكبـيـرَ ونسْحـبُـهْ
أوْ فـي مـريـضٍ لا يُـحـرِّكُ ساكـنـاً
فتبـيـتُ زوجـتُـهُ المـصـونُ تُقـلِّـبُـهْ
قـــد لا يــكــون الــبِــرُّ إلّا مِـنـحــةً
مــنْ ربّـنـا وبـرغــم ذلـــك نُسْـلَـبُـهْ
بِـقُـلـوبـنـا لــمّـــا تُــســـاءُ بـفـعـلِـنـا
لِيَـطُـولَ هــذا الجـسـمُ مــا يتَطَلَّـبُـهْ
والـمـرءُ يبـقـى جـاهـداً ومُـجـاهِـداً
بــيــنَ الـمـيُــولِ وبـيـنـمـا يَتَـهَـيَّـبُـهْ
ولـربّـمــا هــــي سُــنّـــةٌ بـحـيـاتـنـا
يفنـى الزمـانُ وفـيـهِ مــا نستغْـربُـهْ
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir