الفرحان بوعزة
01-11-2013, 08:40 PM
... تسرب إحساس غريب إلى قلبي ، وانكمش الأمل في عيني كخفاش يقبع في مغارة مظلمة . أعي ما يجري داخل بيتي ولا أفهم ما يجري حولي . ركضت ركض حصان جامح إلى شارع يختـنق بالمارة ، رائحة الأوراق والملفات لا زالت تزكم أنفي : ولد مات ، وآخر جاء يفتح ذراعـيه للدنيا الحزينة .. أيامي محصورة في قسم الولادات والوفيات .. أريد أن أحيا ، أن أعيش كبقية الناس..
أخــطو، أعدو، ألتفت، ألهث بدون سبب .. ! ليل حالك يزحف على المدينة ، ونور نهار يتضاءل دون حسيس . ازددت غماً، استنجدت بالدمع الساخن فكان عصياً، تـلهيت بقراءة هموم الناس . أعينهم تعْـبى، أنفاسهم تتقطع ، لا يتوقفون : يسرعون، يتفرقون، يجتمعون، يتكدسون في المقاهي، يخرقون أجساد المارة بنظراتهم الثاقـبة..
ساحة تاريخية تغلي بالرؤوس الآدمية ، فضاؤها يستوعب كل الشرائح الاجتماعية . تضاعف إحساسي بالمشي كنحلة تاهت عن خليتها، مخالب يأس تـشد على قلبي ، وجوع قديم يجس بطني .
حافلات تختلط فيها الأنفاس ، دور تختنق بالأجسام الآدمية ، أرقام بشرية فائضة تشتـكي قـلة السكن وارتفاع إيجار الكراء . الكل في عجلة مع الدقائق ، الكل في سباق مع الزمن . يستهلكون وقـتهم بدون وعي ، والسؤال الذي يكثر ترداده بيـن المارة : كم تكون الساعة .. آشْريفْ ؟
مدينتي جميلة لكنها تطحن الأعصاب ، شوارعها تمضغ القلوب بلا رأفـــة ، ليلا يتـنطع فيها الفالتون عن القانون من الأحياء المحيطة بـها ، يحملون في نظراتهم الثاقبة رماد حقد لا حد له ..
ليل حالك رمى عباءته الفضفاضة على المدينة ، مصابيح بالية تعصر نورها الشاحب في مقدار، تحكي حكاية الأمس الرتيب .. فخلف هذه الأضواء عالم مجهول، وحياة مزيفة صنعها الإنسان المعاصر بيده .
دخلت بيتي مُكرهاً، وجدته كما خرجت منه . سرير معطوب الأعمدة ، أغطية باهتة تشتاق إلى أشعة الشمس ، دورة ماء مشتركة في الأسفل تتقـيأ كلما وقع عليها ضغط البشر، فتنفث ما في جوفها ...
فرغ جوفي من الهواء ، أحسست بالاختناق . أحياناً تشدُّ عليّ الوحدة فأهُـمّ أن أدق على أبواب الجيران بقبضة يدي عسى أن أبدد ظلمة نفـــسي، وفي كل مرة يخيب أملي ، فأغدو كنهر زاغ عن مجراه الأصلي ..
صعدت إلى سطح العمارة والجيران نيام . قمر الدنيا يطل على الكون ، يتنفس بصعوبة تحت سماء حبلى بالنجــوم . جلست على كرسي متآكل الجـــوانب ، أمص السيجارة الملعونة .. رائحة شواء تفوح من أصابعي ، معكت ما تبقى منها تحت قدمي كأني أمعك شخصاً ما ...؟
بنات اليوم خفيفات ، حركاتهن تستفز العيون ، مشيتهن بدون مذاق ، ترقصن مع الريح إذا هبت ، تغتسلن بالقبلات في كل مكان . موضة عصرية تفشت بين تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ، أصباغ باهتة تأكل الخدود ، تمص الشفاه .. بوديات مقورة تفسح المجال لقراءة الصدور ، سراويـل لاصقة تعصر دم الأفخاذ..! ضياع في زحمة التـزويـق .. ! زمن غاضب سيأتي ..
خطيبتي شادية مغرورة بجمالها ، تحمل هاتفاً محمولا في يدها اليـمنى باستمرار . ثرثارة ، لاهية ، معجبة بنفسها ، تقرأ ذاتها من خلال عينيها، انقضت على الحضارة من الأمام بعدما استفادت أسرتها من الماء والكهرباء حديثـاً، فـكبر العالم في عينيها قبل الأوان .. !
على رأس كل شهر أطوف على شبابيك الأبــناك قبل الأوان . أزحف نحو شباك الحائط بخطى متـثاقـلة . تـنسرط البطاقة بسرعة ، وعلى التو تنبعث كشؤم لامع . دون شفقة يكتب الحاسوب : رصيدكم غيـــر كاف ، شكراً على تفهمكم ..
صديقي يردد دائماً : سندات الأبناك الشهرية مغرية ومميتة ، كم من دائن يطلب الملح لأولاده في آخر الشهر..عوائق صلبة تقـــتل أحلام البشر ..
الخلوة ممتعة في بعض الأحيان ، شعرت براحة باردة لا طعم لها . ما كرهته الساعة هو الحديث مع النفس جهاراً، أخاف أن يكون علامة من علامات الاهتزاز النفسي وبداية حمق مرتقب .
هزني تيار الطفولة ، وفكرة السفر تستفزني .. باكراً قصدت قريتي والحزن يكبل أنفاسي . سرت وأنا أتـلهّى بأغان حفظتها منذ الصغر، الزهر يعانق الزهر ، والسنابل الخضراء تنحني حياء للوجود . شقشقة طيور تصدح في نشوة غير محدودة ، وأخرى تبني أعشاشها على جانب الطريق في أمان ..
حوافـر بهائم هائمة تختفي بين الكلأ الأخضر تقضم ما تحب دون رقـــابة ، تهش بأذنابها على ظهورها، والصفصافة اليتيمة تهفهف بكل قواها كلما أحست بنسمة هواء، فـتكاد تجهش باكية على ذكريات الأزمان الخالية ..
كل مكان في القرية يذكرني بواقعة معينة ، وبصمات الطفولة تنتصب أمامي ، معالم طرق قديمة اختفت وحلت محلها أخرى كحبال ممتدة تحمي الغريب من التيه والضلال .. فضاء واسع ،لا عمارات ولا دور متلاصقة، ولا ضجيج سيارات ...
لم أنقر باباً ، لم أدق جرساً ولم أصعد سلماً . استقبلتني أمي بعناق حار، فرأيت صورة أبي وهو يقف بجانبها يشاركها الترحاب في خفاء ..
الحديث يعري ما تخبئه النفس .. استفسر .. أسأل .. أتجول بلساني بين أحوال الناس .. أنبش تاريخ الأموات والأحياء .. مرت سويعات من الزمن وفي نفسي موال من الشكاوي . بين الحين والآخر ألمح لأمي عن الناس الذين باعـــوا أراضيهم ، واستفادوا من ثمنها في تدبير أمورهم . سألتني أمي عن خطيبتي وهي تجس أفكاري ، وبخبرتها عرفتْ أنني في محنة ..
ينقطع الحديث ، تسكت ولا تعقب على كلامي ، تبحث عن الخلل .. ساد صمت رهيب بيننا . بغتة ، دخلت فتاة في مقتبل العمر، زهرة برية في بساطتها ووداعـتها ، لم تمسسها أصباغ ولا مساحيق، ولم تلعب بها أيادي مراكز التجميل .. ترتدي قميصاً وردياً يستر معظم جسمها، فوق رأسها سبنية من نفس اللون .. قبلتْ رأس أمي وقالت:
ـــ صباح الخير يا أمي فاطمة ..
بقيت مشدوهاً إليها ونسيت نفسي ، كنت أحدق فيها خفية . أسرق النظرات إليها ، فكاد كأس الشاي ينفلت من يدي.. بسرعة فطنت أمي باضطرابي فأنقذت الموقف ، ثم قالت:
ـــ زينب ابنة عمك الهرماشي ، ألا تعرفها ؟ جارنا وصاحب أبيك . الحق يقال يا ولدي ، إنه ما زال وفياً للمودة والصداقة الدائمة .. نعم الجار الطيب ..
ـــ كيف حالك يا زينب ؟ والله كبرت ياعـــفريتة ...!
لم تعقب الفتاة على كلامي ، نظرت إليّ نظرة خاطفة ، رسمت ابتسامة قصيــــرة علي شفـتيها ، تسمرت في مكانها تقرأ الأرض كأنها فقدت شيئاً .. غادرت المكان دون حسيس ، تملكني تفكـير مبهم . استفزتني خواطر غامضة، انسل هدوء رقراق في نفسي كسرب عصافير يحلق على علو شاهق .. قلت :
ـــ ماذا تقولين يا أمي..؟
ـــ أقول خيراً يا ولدي ..!
ابتسمتُ مندهشاً وقلبي ينبض بالكلام . تنفلت الكلمات من لساني غير مرتبة يخونها الرابط المعنوي . اضطربت في حركاتي ، لكن أمي أنقذت الموقف مرة ثانية .. وبخفة نادرة وقفتْ وقالت : انتظرني ... !
سرحت بفكري مدة من الزمن .. مرت عدة دقائق ، عادت أمي مبتسمة وعلى لسانها كلمات وشوشت بها في أذني .. رقصت في صمت حتى التلاشي والفرحة تعتصر أنفاسي ..!
كنت كتبت على باب البيت الذي أكتريه : " خرجت وسأعــود " لكني لما رأيت طيف ابنة عمي الهرماشي يقف على عتبة قلبي وهو ينظم نبضاته ،على الفور كتبت لصاحب البيت رسالة مستعجلة : خرجت وسوف لن أعــــــــود ..
بعد أيام قليلة ، كانت خطيبتي السابقة وأمها وأخوها الكبير يحتلون بيت الضيوف عندنا ..
أخــطو، أعدو، ألتفت، ألهث بدون سبب .. ! ليل حالك يزحف على المدينة ، ونور نهار يتضاءل دون حسيس . ازددت غماً، استنجدت بالدمع الساخن فكان عصياً، تـلهيت بقراءة هموم الناس . أعينهم تعْـبى، أنفاسهم تتقطع ، لا يتوقفون : يسرعون، يتفرقون، يجتمعون، يتكدسون في المقاهي، يخرقون أجساد المارة بنظراتهم الثاقـبة..
ساحة تاريخية تغلي بالرؤوس الآدمية ، فضاؤها يستوعب كل الشرائح الاجتماعية . تضاعف إحساسي بالمشي كنحلة تاهت عن خليتها، مخالب يأس تـشد على قلبي ، وجوع قديم يجس بطني .
حافلات تختلط فيها الأنفاس ، دور تختنق بالأجسام الآدمية ، أرقام بشرية فائضة تشتـكي قـلة السكن وارتفاع إيجار الكراء . الكل في عجلة مع الدقائق ، الكل في سباق مع الزمن . يستهلكون وقـتهم بدون وعي ، والسؤال الذي يكثر ترداده بيـن المارة : كم تكون الساعة .. آشْريفْ ؟
مدينتي جميلة لكنها تطحن الأعصاب ، شوارعها تمضغ القلوب بلا رأفـــة ، ليلا يتـنطع فيها الفالتون عن القانون من الأحياء المحيطة بـها ، يحملون في نظراتهم الثاقبة رماد حقد لا حد له ..
ليل حالك رمى عباءته الفضفاضة على المدينة ، مصابيح بالية تعصر نورها الشاحب في مقدار، تحكي حكاية الأمس الرتيب .. فخلف هذه الأضواء عالم مجهول، وحياة مزيفة صنعها الإنسان المعاصر بيده .
دخلت بيتي مُكرهاً، وجدته كما خرجت منه . سرير معطوب الأعمدة ، أغطية باهتة تشتاق إلى أشعة الشمس ، دورة ماء مشتركة في الأسفل تتقـيأ كلما وقع عليها ضغط البشر، فتنفث ما في جوفها ...
فرغ جوفي من الهواء ، أحسست بالاختناق . أحياناً تشدُّ عليّ الوحدة فأهُـمّ أن أدق على أبواب الجيران بقبضة يدي عسى أن أبدد ظلمة نفـــسي، وفي كل مرة يخيب أملي ، فأغدو كنهر زاغ عن مجراه الأصلي ..
صعدت إلى سطح العمارة والجيران نيام . قمر الدنيا يطل على الكون ، يتنفس بصعوبة تحت سماء حبلى بالنجــوم . جلست على كرسي متآكل الجـــوانب ، أمص السيجارة الملعونة .. رائحة شواء تفوح من أصابعي ، معكت ما تبقى منها تحت قدمي كأني أمعك شخصاً ما ...؟
بنات اليوم خفيفات ، حركاتهن تستفز العيون ، مشيتهن بدون مذاق ، ترقصن مع الريح إذا هبت ، تغتسلن بالقبلات في كل مكان . موضة عصرية تفشت بين تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ، أصباغ باهتة تأكل الخدود ، تمص الشفاه .. بوديات مقورة تفسح المجال لقراءة الصدور ، سراويـل لاصقة تعصر دم الأفخاذ..! ضياع في زحمة التـزويـق .. ! زمن غاضب سيأتي ..
خطيبتي شادية مغرورة بجمالها ، تحمل هاتفاً محمولا في يدها اليـمنى باستمرار . ثرثارة ، لاهية ، معجبة بنفسها ، تقرأ ذاتها من خلال عينيها، انقضت على الحضارة من الأمام بعدما استفادت أسرتها من الماء والكهرباء حديثـاً، فـكبر العالم في عينيها قبل الأوان .. !
على رأس كل شهر أطوف على شبابيك الأبــناك قبل الأوان . أزحف نحو شباك الحائط بخطى متـثاقـلة . تـنسرط البطاقة بسرعة ، وعلى التو تنبعث كشؤم لامع . دون شفقة يكتب الحاسوب : رصيدكم غيـــر كاف ، شكراً على تفهمكم ..
صديقي يردد دائماً : سندات الأبناك الشهرية مغرية ومميتة ، كم من دائن يطلب الملح لأولاده في آخر الشهر..عوائق صلبة تقـــتل أحلام البشر ..
الخلوة ممتعة في بعض الأحيان ، شعرت براحة باردة لا طعم لها . ما كرهته الساعة هو الحديث مع النفس جهاراً، أخاف أن يكون علامة من علامات الاهتزاز النفسي وبداية حمق مرتقب .
هزني تيار الطفولة ، وفكرة السفر تستفزني .. باكراً قصدت قريتي والحزن يكبل أنفاسي . سرت وأنا أتـلهّى بأغان حفظتها منذ الصغر، الزهر يعانق الزهر ، والسنابل الخضراء تنحني حياء للوجود . شقشقة طيور تصدح في نشوة غير محدودة ، وأخرى تبني أعشاشها على جانب الطريق في أمان ..
حوافـر بهائم هائمة تختفي بين الكلأ الأخضر تقضم ما تحب دون رقـــابة ، تهش بأذنابها على ظهورها، والصفصافة اليتيمة تهفهف بكل قواها كلما أحست بنسمة هواء، فـتكاد تجهش باكية على ذكريات الأزمان الخالية ..
كل مكان في القرية يذكرني بواقعة معينة ، وبصمات الطفولة تنتصب أمامي ، معالم طرق قديمة اختفت وحلت محلها أخرى كحبال ممتدة تحمي الغريب من التيه والضلال .. فضاء واسع ،لا عمارات ولا دور متلاصقة، ولا ضجيج سيارات ...
لم أنقر باباً ، لم أدق جرساً ولم أصعد سلماً . استقبلتني أمي بعناق حار، فرأيت صورة أبي وهو يقف بجانبها يشاركها الترحاب في خفاء ..
الحديث يعري ما تخبئه النفس .. استفسر .. أسأل .. أتجول بلساني بين أحوال الناس .. أنبش تاريخ الأموات والأحياء .. مرت سويعات من الزمن وفي نفسي موال من الشكاوي . بين الحين والآخر ألمح لأمي عن الناس الذين باعـــوا أراضيهم ، واستفادوا من ثمنها في تدبير أمورهم . سألتني أمي عن خطيبتي وهي تجس أفكاري ، وبخبرتها عرفتْ أنني في محنة ..
ينقطع الحديث ، تسكت ولا تعقب على كلامي ، تبحث عن الخلل .. ساد صمت رهيب بيننا . بغتة ، دخلت فتاة في مقتبل العمر، زهرة برية في بساطتها ووداعـتها ، لم تمسسها أصباغ ولا مساحيق، ولم تلعب بها أيادي مراكز التجميل .. ترتدي قميصاً وردياً يستر معظم جسمها، فوق رأسها سبنية من نفس اللون .. قبلتْ رأس أمي وقالت:
ـــ صباح الخير يا أمي فاطمة ..
بقيت مشدوهاً إليها ونسيت نفسي ، كنت أحدق فيها خفية . أسرق النظرات إليها ، فكاد كأس الشاي ينفلت من يدي.. بسرعة فطنت أمي باضطرابي فأنقذت الموقف ، ثم قالت:
ـــ زينب ابنة عمك الهرماشي ، ألا تعرفها ؟ جارنا وصاحب أبيك . الحق يقال يا ولدي ، إنه ما زال وفياً للمودة والصداقة الدائمة .. نعم الجار الطيب ..
ـــ كيف حالك يا زينب ؟ والله كبرت ياعـــفريتة ...!
لم تعقب الفتاة على كلامي ، نظرت إليّ نظرة خاطفة ، رسمت ابتسامة قصيــــرة علي شفـتيها ، تسمرت في مكانها تقرأ الأرض كأنها فقدت شيئاً .. غادرت المكان دون حسيس ، تملكني تفكـير مبهم . استفزتني خواطر غامضة، انسل هدوء رقراق في نفسي كسرب عصافير يحلق على علو شاهق .. قلت :
ـــ ماذا تقولين يا أمي..؟
ـــ أقول خيراً يا ولدي ..!
ابتسمتُ مندهشاً وقلبي ينبض بالكلام . تنفلت الكلمات من لساني غير مرتبة يخونها الرابط المعنوي . اضطربت في حركاتي ، لكن أمي أنقذت الموقف مرة ثانية .. وبخفة نادرة وقفتْ وقالت : انتظرني ... !
سرحت بفكري مدة من الزمن .. مرت عدة دقائق ، عادت أمي مبتسمة وعلى لسانها كلمات وشوشت بها في أذني .. رقصت في صمت حتى التلاشي والفرحة تعتصر أنفاسي ..!
كنت كتبت على باب البيت الذي أكتريه : " خرجت وسأعــود " لكني لما رأيت طيف ابنة عمي الهرماشي يقف على عتبة قلبي وهو ينظم نبضاته ،على الفور كتبت لصاحب البيت رسالة مستعجلة : خرجت وسوف لن أعــــــــود ..
بعد أيام قليلة ، كانت خطيبتي السابقة وأمها وأخوها الكبير يحتلون بيت الضيوف عندنا ..