تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إزالة اللبس عن مسـألة جهاد النفس



محمد سوالمة
03-03-2005, 06:07 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..............اما بعد

إن مما هو معلوم من الدين بالضرورة أن إقامة دولة الخلافة وتنصيب خليفة واحد على المسلمين فرض على الكفاية في الأصل، ولكن بما أن الكفاية غير حاصلة بعمل الذين يعملون فإن الوجوب يتوسع حتى يعم كل مسلم. وهذا هو شأن كل فرض من فروض الكفاية.

إلا أن هناك من يجعل إقامة الخلافة أمراً ممتنعاً حتى تسبقها أمور عدة، من أبرزها: مجاهدة المسلمين لأنفسهم. لذلك، إذا أنت دعوته للعمل لإقامة دولة الخلافة وتنصيب خليفة للمسلمين، أجابك بأنه يجب علينا أولاً أن نجاهد أنفسنا ونصلحها، ومن ثم نعمل للخلافة...؛ فما حقيقة الأمر في هذه المسألة؟

إن الرسول صلّى اللـه عليه وآله وسلّم يقول: «المجاهد من جاهد نفسه...» رواه أحمد والترمذي. لذلك فإن جهاد النفس مسألة مطلوبة شرعاً، والإسلام يحض عليها. فيجب أن لا يعترض أحدٌ على هذا التعبير بحد ذاته، أو على الفكرة بشكل عام، لأن هذا التعبير وهذه الفكرة قد جاء بهما محمد صلّى اللـه عليه وآله وسلّم.
وإنما الاعتراض هو على الفهم الخطأ لمضمون الحديث الشريف، وعلى بناء أحكام مـخـالـفـة للشـرع علـى هذا الفـهـم! من هنا فإن مسألة «جهاد النفس» يجب أن تفهم بالشكل الآتي:

أولاً: إن جهاد النفس وإصلاحها يكون بالقيام بالفرائض وبالانتهاء عن المحرمات، بشكل أساس؛ ويكون أعلى درجة بزيادة: القيام بالمندوبات والانتهاء عن المكروهات. فإذا اكتفى المسلم بالأمر الأول - وهو القيام بالفرائض والانتهاء عن المحرمات فقط - كان ذلك مجزئاً له، وكان من المفلحين إن شاء اللـه؛ فعن أبي هريرة - رضي اللـه عنه - أن أعرابياً جاء إلى رسول اللـه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللـه دُلَّني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنةَ، قال: «تعبدُ اللـهَ لا تشركُ به شيئاً وتقيمُ الصلاةَ المكتوبةَ وتؤدي الزكاةَ المفروضةَ وتصومُ رمضان» قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئاً ولا أنقص منه. فلما ولّى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سَرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا» رواه مسلم. أما إذا عمل المسلم بالأمرين: القيام بالفرائض والمندوبات والانتهاء عن المحرمات والمكروهات، فإنه يكون مجاهداً ومصلحاً لنفسه أحسن جهاد وأحسن إصلاح إن شاء اللـه تعالى.

ثانياً: إن النفس تميل إلى الشهوات التي قد تكون محرمة، وتكره القيام بالفروض الصعبة؛ والرسول صلّى اللـه عليه وآله وسلّم يقول: «حُفَّتِ الجنةُ بالمكاره وحُفَّتِ النارُ بالشهوات» رواه البخاري ومسلم. واللـه تعالى يقول: ((إنَّ النفسَ لأَمّارةٌ بالسُوءِ))... لذلك كان لا بد من مجاهدة النفس في هذه الأمور. وجهاد النفس هنا يكون بإلزامها بالقيام بأوامر اللـه وبدفعها إلى ذلك دفعاً قوياً. ويكون أيضاً بردعها عن ارتكاب أي حرام وبكبح جماحها وإخضاعها لحكم اللـه تعالى. من هنا كان جهاد النفس هو في عدم مسايرتها أو مطاوعتها أو الاستجابة لها إذا كانت أوامر اللـه ونواهيه على المحك، وعندها يجب سوقها - رغم أنفها - إلى طاعة اللـه عز وجل إذا أصرت على اتباع سبيل الشيطان. وهذا الذي ذكرناه يُعد قمة جهاد النفس وأعلى رتبه.

ثالثاً: إن من الفرائض التي يجب على المسلم القيام بها - بل من أهم الفرائض - العمل لإقامة الخلافة بأقصى طاقة وبأقصى سرعة. وهذا الفرض يُعَدُّ أمراً عظيماً، والعمل له شيء ترغب عنه النفس ولا تميل إليه، وتحاول أن تختلق الأعذار والحجج الواهية للتهرب منه... لذلك كانت مسألة جهاد النفس في القيام بهذا الفرض ضرورية جداً ومهمة كثيراً؛ لأننا نرى اليوم أن كثيـراً من المسـلمين قد تقاعسـوا عن القيام بهذا الفرض، لأنهم لم يكن عندهم مجاهدة لأنفسهم، ولم يستطيعوا كبح جماحها، فانساقوا وراء الدنيا وملذاتها وشـهواتها، وانغمسـوا بأشـغـالها وهمومها؛ فاتبعـوا أهواءهـم وأطـاعوا أمر الشـيطـان وخالفـوا أمر اللـه سبحانه وتعالى.

من هنا فإنه لا تعارض بين العمل لإقامة الخلافة بأقصى طاقة وبأقصى سرعة، وبين مسألة جهاد النفس وإصلاحها...؛ أما أن يمتنع المسلم عن القيام بهذا الفرض أو أن يتساهل فيه أو أن يؤخره بحجة إصلاح النفس أو مجاهدتها...، فإن ذلك ليس جهاداً للنفس ولا إصلاحاً ولا تربية لها، وإنما هو إفساد وإهلاك لها، وهو بمثابة إلقاء للنفس في غضب اللـه وفي سخطه وبالتالي في نار جهنم والعياذ باللـه؛ لأن المسلم إذا ترك فرضاً أو تهاون فيه، فإنه لا يكون مصلحاً لنفسه ولا مربياً لها. وهل يمكن أن يحصل إصلاح للنفس و صلاح للمسلم بترك الفروض أو بالتهاون بها ؟!! .

نعيمه الهاشمي
07-03-2005, 07:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله


الأخ الفاضل محمد


جزاك الله خيرا ونفع الله الأمة بعلمك ودمت نبراسا يعلو به الحق

موضوع نحن في امس الحاجة له

دمت على التقوى والاصلاح


نعيمه

محمد سوالمة
08-03-2005, 04:34 AM
بسم الله الرحمن الرجيم
ان اصبت فمن الله وان اخطات فمن نفسي واسال الله ان يهدي جميع المسلمين لما يحب ويرضى والله الموفق .
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/media/media/

http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic/arabic.htm

محمد حافظ
08-03-2005, 02:39 PM
ألاخ محمد الفاتح :
ان مما ابتلينا به هو الدعوة الى التخصص وترك الامور لاهل الاختصاص بتعميم ذلك في كل أمر حتى في الالتزام بالاحكام الشرعية ... فقالوا لا تدعوا للاسلام حتى تتمكن من علمه وحفظه والتفقه فيه ... الخ ...
نعم مطلوب من كل حامل دعوة ان يتفقه ويفهم أحكام الاسلام ويعيها ويحيط بجلها ليكون نبراسا , ولكن من اقتنع بالحكم الشرعي وجب عليه وعيه كما وجب عليه تنفيذه في الحال , ويحضرني قصة السحرة حين آمنوا بموسى فقد بدأوا بدعوة فرعون في الحال وتقبلوا القتل على ايمان لم يدخل قلوبهم الا للحظات قبل الموت فكانت جوابهم لفرعون " اقض ما انت قاض , انما تقضي هذه الحياة الدنيا " ... ويقول الرسول الكريم " رب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه لمن هو افقه منه " والعمل للخلافة واقامتها ليس بالامر الدنيوي الذي يحتاج لمقدمات واعمال تسبقه بل هو واجب اوجبه الله وجعله فرضا كسائر فروض الاسلام من صلاة وزكاة ... فكل مسلم مكلف بالعمل لاقامة الخلافة أكان فقيها ام بعلم محدود , فلا بد له من التلبس بالعمل والتشمير عن ساعد الجد للذود عن حياض الاسلام واعلاءا لكلمة الله ورايته , ويجب عليه وهو يعمل ان ينمي علمه بافكار الاسلام واحكامه بان يدرس ويسأل ويتعلم .

محمد سوالمة
09-03-2005, 05:57 AM
الاخ محمد
كأني افهم من ردودك انك تدعوني للعمل للاسلام من خلال جماعة تبرئ ذمتي عند الله فان كان فهمي صحيحا فانا اطمئنك بانني متلبس بالعمل لانه كما قلت فرض وايما فرض بل انه اليوم رأس الفروض وان لم يكن هذا ما قصدته فارجو ان تفهمني قصدك لانني لا احب ان اكون كما قال تعالى :" كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا نفعلون"اسال الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه