المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظل رجل



عبدالله سليمان الطليان
09-11-2013, 07:56 AM
مزق القدر أرواق أحلامها التي رسمتها بعفوية وبراءة , كانت تسقيها بآمال مشرقه , تبحر بها نحو خيال ثمل يتيه بها في حديقة السعادة , ولكن الجدب أصابها و راح يغزوها بقوة وقسوة يحطم أحلامها وينتصر عليها بالحقيقة .
الجسد الذي يملك رموز الذكورة والشباب الطاغي ممتلئ بالفتوة والحيوية والحماس , تحول إلى تمثال من للحم وأصبح أسير المكان يهجم الذباب عليه ويحوم حوله بلا انقطاع تسارع الى هشها عن وجهه وتعدل من هندامه , فتغرق أحيانا في كمد وترح وتفيض عيناها بالدمع وتنخرط في بكاء بلوعة حارقه .
ارتبطت مع هذا الجسد في عش الزوجية منذ ثلاث سنوات كانت السنة الأولى تعج بصخب الفرح المثير الذي كان مثار ثرثرة للقريب والبعيد لأنه أعطي نكهة العظمة والفخر ولكن أن هذا تحول الى سراب عندما أعلن الطبيب المعالج عن النبأ الذي صعقها , وتتذكر انها لم تستطع ان تملك نفسها فسقطت مغشيا عليها في المستشفى , أن زوجك سيدتي مصاب بشلل كامل لقد تعرض لكسور عدة في جسده بعد هذا الحادث .
ــ استفاقت وهي تهذي أرجوك هل من علاج ؟
ــ أسف سيدتي لقد دخل حديد السيارة إلى حبله ألشوكي وأتلفه .
جاهدت نفسها مع الوقت في التفاني في خدمته لكي تنغمس في النسيان , تغرف بين فترة وأخرى من ذاكرتها الصورة الجميلة التي عاشتها في بداية زواجهما تلاحق التفاصيل بدقة في شوق وشغف فتجد نفسها وقد تحررت من وطأة الألم الذي يترسب في أحشائها , فتلتفت إليه وهي هائمة بفكرها , وتسأله أتذكر تلك الهدية التي أحضرتها لي بعد خطبتنا ؟ لتجد أنها تخاطب نفسها بالقرب منه وان صوتها هو الذي يملا المكان , راح الزمن يجرفها , وهجم الخريف على جسدها وبدا تتساقط معالم نظارته , و هي خلف قضبان القدر.

عبد السلام دغمش
09-11-2013, 08:28 AM
الأستاذ عبد الله

تلك من تصاريف القدر .. وحينئذٍ لا بدّ ان يختبر الإخلاص والصبر على المصاب والتضحية.
لعلّه الحسد وقد كان الضحية في عز شبابه..
بلغة جميلة توّجتها مقدمة النص رسمت لما مشهدًاً اختزل الحدث .. ثم أتيت باسترجاع التفاصيل.

بوركتم أديبنا الفاضل.


معالم نضارته
آسف

خلود محمد جمعة
11-11-2013, 11:19 PM
هي الأقدار التي تخط سطور حياتنا بخفاء ونوقع عليها بخنوع
قصة حية مريرة
دمت
مودتي وتقديري

عبدالله سليمان الطليان
14-11-2013, 06:52 PM
اخي الفاضل عبد السلام دغمش
شرفني مرورك
تقبل فائق الاحترام والتقدير

عبدالله سليمان الطليان
14-11-2013, 06:54 PM
اختي الفاضلة خلود محمد جمعة
لك كل الاحترام والتقدير

آمال المصري
15-11-2013, 09:35 PM
وهل من مفر إذا ما رسمت الأقدار مساراتنا إلا أن نؤمن بها ونرضى؟
ببراعة رسمت لنا حدثا مأسويا أشفقت فيه على بطليه بأسلوب جميل وحبكة متينة
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

عبدالله سليمان الطليان
21-11-2013, 02:08 PM
الفاضلة امال المصري
شرفني مرورك على النص
تقبلي فائق الاحترام والتقدير

ناديه محمد الجابي
21-11-2013, 06:42 PM
أن كل حركة وسكون وكل ما يجري في هذا الكون هو بقضاء الله وقدره.
فعلى الإنسان أن يؤمن بقضاء الله وقدره, ويصبر عند الصدمة, ويرضى
بما كتبه الله له ـ ويقول عند المصيبة ( قدّر الله وما شاء فعل).
سبحان من جعل أمر المؤمن كله خير ولن يكون العبد مؤمنا حتى يؤمن
بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره.

قصة بديعة لغة وفكرة, نص أدبي إبداعي مشوق
عميقة الطرح , رائعة الحرف والتصوير
سلمت يداك.

عبدالله سليمان الطليان
25-11-2013, 07:50 PM
الفاضلة نادية محمد الجابى
نعم القدر يسري على كافة البشر
شرفني مرورك
تقبلي فائق الاحترام والتقدير

كاملة بدارنه
27-11-2013, 10:00 AM
قصّة رائعة الفكرة تمنّيت صياغتها بأسلوب مغاير لتكون صدمة الحدث هي الخاتمة ...
مجرّد رأي لا أكثر
بوركت
تقديري وتحيّتي

عبدالله سليمان الطليان
02-12-2013, 05:56 PM
الفاضلة كاملة بدارنه
تقبلي احترامي وتقديري

ربيحة الرفاعي
24-12-2013, 10:57 PM
قصة الوفاء مرة أخرى ، بحبكة استرجاعية جميلة رغم ما حرمت النص به من مباغتتة الخاتمة
كنت مباشرا جدا في تعبيرك عند "ارتبطت مع هذا الجسد في عش الزوجية منذ ثلاث سنوات كانت السنة الأولى تعج.."

أسلوبجميل سيجعلني أتتبع حرفك مبدعنا

لا حرمك البهاء

تحاياي

نداء غريب صبري
18-03-2014, 03:12 PM
بدأت من النهاية في إعلان مؤثر عن نهاية حياتها بانتهائه كتلة من اللحم ثابتة على كرسي
قصة مؤلمة ولكنها أقدارنا وليس لنا إلا أن نصبر ونشكر

محزنة جدا

بوركت أخي