واقفة وحدك ..!!

[حسن سلامة]

واقفة وحدك ..!!


منذ ألف سنة ٍ
أراك ِ شامخة ً
وما زلتِ
تحرسينَ التلالَ الصُلبة ِ
تقفين على درب السماء ْ
وحدك ،
ترقبين الصاعدين إليها ،
والعابرين َ
والرعاة َ
وحتى الغــُزاة ..
شاهدة ٌ أنت ِ
منذ ألف سنة ٍ
على ترحالنا المقيمْ ،
وإقامتنا الراحلة ،
فيحترق جوفك ِ
معلناً كل السواد ،
وما زلت ِ
تنزفين دمعك ِ
زيـتا ً
لأبنائك الزُغب ِ،
مباركاً
كما قال الإلهُ ،
يكادُ يضيء ..
**
ذات ظهيرة ٍ ،
شدني الشوقُ إليك ِ
والحنينُ الجارفُ ،
حين وقفتُ
في ظلكْ ،
أستظلك ،
وأسمع صوتك ،
أشاغلُ أطيارك ِ
وترانيم حزنك ْ
الهاطل
مع تلك الأزاهير التي
للتو حطتْ
كزغب الطير ،
على مقلة الإنتظار ،
فانتظرتُ حتى
ودعني النهار ..
ونامت الشمس في مائها ،
فنمتُ ، كأنني
على حلم نديْ .
..
**
صمتٌ ..
يحاصرني ،
حين يلوح في الأفق البعيد
صوتٌ ،
مع الريح يأتي ،
والمغـني ،
وذلك الناي الحزينْ
يرسل الميجنا ،
والعتابا التي
تعاتبني ما تزال ،
وتفتح
في مخيلتي
تراتيل الرحيل ْ،
فأحط جسدي كله
عند جذعك الحاني ،
وأجهش
بالصمت ِ ثانية ،
وثالثة ، حتى
تضجُ المواويلُ
عند أقدامك
باحثة عن فرح ..
**
يا سيدة الوقت ،
شدني إليك الحنين ُ ،
فأنا ، وأنت ،
وأمي ،
واللاهثون هناك ،
عائلة ٌ قديمة ٌ
تحدرنا معاً
قبل آلاف السنين ْ
من ماء ٍ
وطين ْ ..
فصرتُ منك ،
إليك ،
فيك ،
كما الوشم ِ
على ظاهر القلب ِ
لا ينمحي .
**
وطني الذي فيك ،
دنى ، إلي َّ
تدلى ،
كما العناقيد من أعنابك
أو أكمام نخلك ،
كما سكر تينك
معتقاً ،
ينـزُ بألوانه ِ،
فاسمحي للنحل ِ
أن يحط طنينهُ
أو أنينه ،
على أعتاب شهدك ْ ..
**
تهل ، يا زيتونتي ،
واردات العين ،
بجرار الصبر
بأثواب ٍ مطرزة ٍ
وأنا ما زلتُ
في ظلك ،
أستظلك ،
وألملم ما تبقى
من حكايات ٍ
مجدولة ٍ
بخيوط ذهبية ٍ
تأتي مع الشمس
عند الصباح ..
..

مساء 9 / 11 / 2009
( صحيفة الخليج 12 / 12 / 2009 )

[فاطمه عبد القادر]

وما زلت ِ
تنزفين دمعك ِ
زيـتا ً
لأبنائك الزُغب ِ،
مباركاً
كما قال الإلهُ ،
يكادُ يضيء ..
**

السلام عليكم اخي العزيز حسن وأهلا بك في واحتك
قرأت نثرا رائعا متدفقا عذبا ,
حقا,, هو نثر جميل ,ولغة جميلة, والوطن هو الأجمل ,
كما قال الإلهُ
كنت أفضلها (كما قال الله)
شكرا لك
ماسة

[حسن سلامة]

..
الأديبة فاطمة عبد القادر ،
أشكر لك مرورك وكلماتك ، وهذا الإطراء ..

حول ملاحظتك عن (قال الإله) .. أقول :
لا خطأ بالمطلق في المعنى والتعبير ،
فأنت تقولين ( كنت أفضلها..)
لكن ، أرى أن لا وجه للمفاضلة في أسماء الله سبحانه ،
ولي في ذلك مرجعية أكيدة ،
فقد قال الخالق سبحانه وتعالى :


1 – (إِلَهكُم إِلَهٌ واحِدٌ فالَّذِينَ لا يُؤمنونَ بالآخرة قُلُوبُهمْ مُنْكِرةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُون)النحل / 22 ..
2 - (قل انما يوحى إليّ إنما إلهكم إلهٌ واحد فهل أنتم مسلمون) الأنبياء / 108
3 - (وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) البقرة/ 163..
4 - ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين) فصلت/ 6

[فاطمه عبد القادر]

السلام عليكم ,,
نعم أخي ,,,أنا أعرف كل هذا ,أولها لا إله إلا الله ,
وأعرف قصدك تماما .أنت تقصد الله سبحانه من غير شك ,
لكني وجدتها في سياق الجملة (كما قال الإله),
هناك الكثير من الآلهة للكثير من الأمم, ((هذا إله منهم ))
أما نحن فإلهنا الواحد مسمى باسم الجلالة ((الله*)) عز وجل
مجرد لفت نظر ,القصد مفهوم لدي تماما ,
شكرا
ماسة

[حسن سلامة]

...
الموقرة فاطمة عبد القادر ...
لسنا مختلفين ..
ثم لا حاجة للفت نظر ..!!
لكن الآيات الأربع كانت كفيلة بالغرض من إدراج ما كتبته في النص ..
...
ألا تعتقدين أن النص عبارة عن قصيدة نثر .. وفيها بعض الموسيقى التي تستدعي الوزن .؟
لك الشكر العميم ..
..
ملاحظة :
ربما أدرجت النص هنا لأنني لم أر زاوية لـ (قصيدة النثر)

[خلود محمد جمعة]

أياً كانت معزوفتك فقد لامست شغاف القلوب
وحركت في النفوس حنين الوطن
حروفك كزيتونتك شاهقة
دمت بخير
مودتي وتقديري

[ايلينا المدني]

العزيز حسن ...

ما تزال حيث هي واقفة تنتظر أطياف أبنائها من خلف الظلال

يعزفون لحن العودة من رحم الرحيل القصري إلى حضن

يئن من ألم على جرح لم يندمل ...

رائع ...

[حسن سلامة]

...
الموقرة خلود ..
شكراً لمرورك
..
نحن لا نغرف إلا من بحر الوطن .. وبيئتنا
لذلك ، يعجب الناظرين..
وأنت رأيت
فطابت الرؤية
..

[كاملة بدارنه]

على جذع الزّيتونة حفرت قصّة الوطن بلغة سامقة جميلة
بوركت أديبنا
تقديري وتحيّتي

[ربيحة الرفاعي]

شاهدة ٌ أنت ِمنذ ألف سنة ٍ على ترحالنا المقيمْ ، وإقامتنا الراحلة ، فيحترق جوفك ِ معلناً كل السواد ، وما زلت ِتنزفين دمعك ِ زيـتًا لأبنائك الزُغبِ، مباركاً كما قال الإلهُ، يكادُ يضيء ..
**
يا سيدة الوقت شدني إليك الحنين ُ، فأنا ، وأنت ، وأمي ، واللاهثون هناك ، عائلة ٌ قديمة ٌ تحدرنا معاً قبل آلاف السنين ْ من ماء ٍ وطين ْ .. فصرتُ منك ، إليك ، فيك ، كما الوشم ِعلى ظاهر القلب ِلا ينمحي .
**
تهل ، يا زيتونتي ، واردات العين ، بجرار الصبر بأثواب ٍ مطرزة ٍ وأنا ما زلتُ في ظلك ، أستظلك ، وألملم ما تبقىمن حكايات ٍمجدولة ٍ بخيوط ذهبية ٍ تأتي مع الشمسعند الصباح ...

لوحة إبداعية سحرتني بكل ما فيها من صورة وحس ومعنى
أحسنت القول مبدعنا
لا حرمك البهاء

تحاياي

[آمال المصري]

هو الأمل يتجدد مع كل شروق في العودة حيث الحنين يعتصر له القلب اشتياقا
جميلة التراكيب والصور والتعابير السامقة في نص يحمل الغربة والحنين والاشتياق للوطن
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

[د. سمير العمري]

كنت وأنا أقرأ هذا النص الأدبي الفاخر أقول لنفسي سأسأل في ردي أخي الأديب حسن عن سبب كتابته للنص بهذا الشكل الرأسي وما كتبت العربية إلا على سطور بشكل أفقي ولا أعرف لغة تكتب راسيا إلا اللعة اليابانية. المهم قلت سأسأله فيم ظلم نصه المدهش هذا وكتبه بهذا الشكل الياباني كي لا أعتبر ما رجح في ذهني هنا فأحكم بالظن لا باليقين.

ثم إني ما لبثت أن لمحت بطرف عيني ردود التي أكدت ظني وردت على تساؤلي وأحزنني هذا كثيرا ذلك أنك أديب يملك أدواته ويبدع في لغته ، ولكن أن تأتي وتتحدث عن قصيدة نثر قكيف يستوي هذا منطقا وما عرف الشعر والنثر إلا صنفان مختلفات يمثلان جناحي الأدب؟ وكيف يمكن للنثر أن يكون شعرا وهو لا يلتزم ببناء شعري وزنا وجرسا وقافية؟؟

إنك لا تجد قسما لهذه التسمية العجيبة وهذا الوصف المستغرب لأننا لا نؤمن بوجود النص الخنثى لأنه يظل نصا مشوها عاطلا عاقرا فهو إن كان أقرب في شبهه للشعر بات شعرا رديئا مشوها ، وهو إن كان أقرب للنثر بات أيضا نثرا عقيما منبوذا حتى وإن بدا جميلا في عين بعضهم.

أريدأن اقول بأن نصك هذا نص مدهش أدبيا ولكنه ليس شعرا ولا يحتوي من الموسيقى بأكثر مما تحوي النصوص النثرية المميزة ولك أن تقرأها قديمها في الكتب وحديثها هنا في الواحة لتعلم ذلك ، والنثر فيه موسيقى لا ريب ولكن هذا كله لا يجعل النثر شعرا مطلقا ، ولو أنك أخي الحبيب تخلصت من هذا المفهوم فكتبت النص مرسلا بأسلوب الفقرة وعلامات الترقيم وباستقصاء المعاني واستيفاء المباني لوجدته أجمل بكثير وأوقع في النفس مما تتخيل.

هو قول ناصح بود وصدق وأكرر بأنني ما كتبته إلا غيرة على هذا النص الجميل فليتك لا تنزعج أخي بل تقرأ وتتأمل وتثق بودنا ورأينا ولا يضيرنا أي حوار هادف أبدا.

بقي أن اشير لهنة صغيرة هنا:
وطني الذي فيك ،
دنى ، إلي َّ
دنا يدنو وليس دنى.

تقديري

[رويدة القحطاني]

أسلوبك جميل ولغتك قوية محاميل جملها رائعة

[ناديه محمد الجابي]

نص رائع .. حرف تألق فكره وزهى نسجه بحس لغوي باهر
أحاسيس عذبة وانثيال شعوري رقراق ـ بصور بديعة زاخرة بالمشاعر
دام لك التألق. :001: