تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سر اختفاء ذو النظارة السوداء



هشام النجار
14-11-2013, 06:48 PM
علاقة خفية تربط بين اختفاء الفريق أول عبد الفتاح السيسى عن المشهد الاعلامى ومشروع تأهله للرئاسة ، بصورة استثنائية ترفعُ الرجل الذى يُراد له أن يكون زعيماً الى الكرسى بفارق كبير عن منافسيه – ان وُجدوا - .
جزء كبير من هذه القضية متعلق بشخصية الفريق السيسى ؛ فهو رجل مخابرات متمرس وذكى ، يُدركُ جيداً فى أى الأوقات يظهر بكثافة ، كتلك التى كان فيها - بالنسبة لمريديه - البديلَ المأمول للسلطة المعزولة والرئيس المعزول ! وكذلك يدرك فى أى الأوقات يتوارى ؛ كتلك التى يكثر فيها اللغط والاضطراب وسوء الأحوال المعيشية والأزمات الحياتية ، وكثرة الحديث حول منافسين من داخل الجيش .
بل انه يدرك متى يرتدى نظارته السوداء التى تضفى عليه هالة من الغموض والتميز – بحسب ما يتصور – كوضعه اياها فى خطاب التفويض المشهور ، ومتى يخلعها كما فى المواقف العاطفية التى تحتاج الى الكثير من الوضوح والتواصل المباشر مع الجماهير ؛ كما فى الاحتفال الأخير بذكرى نصر أكتوبر ، وكما فى بيان 3 يوليو .
وجزء كبير من القضية مرتبط بخطط التجهيز للحدث الكبير ، وهنا تكمن الأزمة الحقيقية .
ليس خاف أن هناك تجهيز عن كثب على مستوى الاعلام والفن والثقافة وقصائد بعض الشعراء ومقالات بعض الكتاب لما يشبه جمال عبد الناصر جديد ، وهذا فى حد ذاته خرافى وخيالى الى حد بعيد ويضر فى الأساس بمستقبل الفريق السيسى السياسى ؛ لاعتبارات كثيرة جداً أهمها اختلاف الظروف والامكانيات والواقع .
الزعيم عبد الناصر حظى بشرعية يصعب تكرارها هذه الأيام لأسباب سياسية واقتصادية ودولية واقليمية وعربية ؛ وهى ما أُطلقَ عليه وقتها " شرعية المشروع " ، فقد التفت الجماهيرُ العريضة حول عبد الناصر رغم اطاحته بالديمقراطية والحريات بسبب مشروعه الكبير فى العدالة الاجتماعية والاصلاح الزراعى وبناء السد وتأميم القناة ، فضلاً عن مشروع الاستقلال والوحدة العربية .
اليومَ – محلياً وعربياً ودولياً - يصعب انجاز مشروعات بهذه الضخامة للترويج لزعيم جديد من نسل ناصر ، واذا لم يصدق قطاع من الشعب الفريقَ السيسى فى مشروعه الذى وضعه بخارطة الطريق لتأسيس ديمقراطية ودولة مدنية حديثة ، نتيجة الاختلاف حول توصيف ما حدث ، فسيلح السؤال الكبير عن المشروع البديل لاضفاء شرعية فى هذا المناخ المنقسم حول الشرعية ، بل ان الكثيرين من حلفاء الناصريين من داخل البيت العلمانى لا يقتنعون بمجرد التخلص من الاخوان كمشروع ومسوغ للريادة ومؤهل للرئاسة .
لذلك نشط شعراء " الحَبَل " وكتاب " ما شئت لا ما شاءت الأقدار " لاضفاء هالة الغموض ، وليمعن الفريق القائد فى الاختفاء ولا يكتفى فقط بالنظارة السوداء ؛ فالمشروع الآن هو صناعة الزعيم الغامض الخيالى مدهش الصفات صاحب المعجزات ؛ بحيث تتقبله الجماهير وتتعلق به وتناضل لأجل رفعه على سدة الحكم ، لا بعقلها ، انما بأحلامها واستسلامها وعاطفتها .
نادراً ما ارتدى عبد الناصر نظارة سوداء ، وكان ذلك فى فترات الانكسار ، أو عند مباشرة حرب الاستنزاف ، من قبيل تعمية العدو عما ينوى فعله وما يخطط له .
ولم يرتديها السادات ، حيث رغب فى الأريحية مع الشعب والتبسط كابن بلد ، وربما كان هذا مشروعه الأساسى فى السلطة بعد فشله فى تحقيق الديمقراطية الحقيقية ، لكى يكون بديلاً منطقياً لجماهيرية عبد الناصر الكاسحة .
ولم يرتدى الملك فاروق النظارة السوداء الا بعد عام 1945م عندما تبدلتْ أحواله اثر حادث سيارة القصاصين وطلاقه من الملكة فريدة محبوبة الشعب ، ثم تردى أوضاعه على كل المستويات الشخصية والسياسية ، مما أثارَ الناس والمحيطين به فالتجأ للغموض والنظارات السوداء قبل أن يختفى عن المشهد .
انتهكت التسريبات الأخيرة هذه الحالة التى أرادها رجل المخابرات القوى لنفسه ، فكان الاختفاء لشهر كامل من قبيل التعويض ، ليعودَ من جديد بما يُناسب ما تروجه حوله جوقة الشعراء والكتاب والاعلاميين والفنانين .
نصحتُ قبلَ ذلك مراراً ألا يترشح رجل عسكرى أو شخصية اسلامية للرئاسة لفترتين رئاسيتين على الأقل نظراً لظروف المرحلة .
قد يعتبر البعضُ الفريقَ السيسى رجلَ المرحلة وأنه الأحق بالرئاسة لاعتبارات عاطفية ، لكن أين وما هو المشروع لمن يؤمن مثلى بالعقل ولا يقنعه اختفاء ولا يخيل عليه غموض ولا يتعاطى قصائد الحَبَل .

نداء غريب صبري
19-11-2013, 12:36 AM
قراءة سياسية جميلة للمشهد المصري
وتعرية لتواطؤ الإعلام والشعراء الذين يختانون أنفسهم وأهلهم

شكرا لك اخي

بوركت

ربيحة الرفاعي
07-12-2013, 11:19 PM
قد يعتبر البعضُ الفريقَ السيسى رجلَ المرحلة وأنه الأحق بالرئاسة لاعتبارات عاطفية
مسحت من رأسي هذه الجملة الكارثة كل ما كان راودني من فكرة تعليقا على الكقالة
الله ربي .. من غيرك لأمة بلغت من الهوان على نفسها انتخاب رئيسها لأسباب عاطفية، وبضع مشاهد من مسرح الدمى وتمثيليات الغموض والاختفاء

دمت وسامق فكرك مبدعنا

تحاياي

خلود محمد جمعة
02-03-2014, 09:59 AM
الشعب المصري ليس مليون او اثنين ، ولن احدد ارقام لكنه بالأغلبية مثقف وان لم يكن مثقف جدع ، ما اعنيه انه شعب واعي لا يمكن التلاعب فيه او التقليل من قدرة
لكن في الآونة الاخيرة قام الشعبي المصري بتناقضات غريبة لا تشبهه
تطرف في الحب
تطرف في الكره
تطرف في الدين
تطرف في الظلم
حتى فقدو مصداقيتهم للقضية والمبادئ
اتمنى من الاقلام الحرة
والمفكرين الاحرار
التكاتف ومساعدة الشعب المصري على اتخاذ قرارة بعيدا عن التطرف لأي طرف
مواضيعك ساخنة أخي
لذا هي دائمة تفتح النفس على الرد
دمت حراً مودتي وتقديري

حسن احمد
03-03-2014, 05:06 PM
محاولة لصنع ديكتاتوريه جديده في الاوساط العربيه
تبدو الى الان ناجحه في ظل استمرار وقوع غالبيه عظمى من الشعوب في فخ لعبه(صناعه الابطال) الاعلاميه....

قراءه جميله للموضوع
تقبل مروري

هشام النجار
05-03-2014, 05:17 AM
مسحت من رأسي هذه الجملة الكارثة كل ما كان راودني من فكرة تعليقا على الكقالة
الله ربي .. من غيرك لأمة بلغت من الهوان على نفسها انتخاب رئيسها لأسباب عاطفية، وبضع مشاهد من مسرح الدمى وتمثيليات الغموض والاختفاء

دمت وسامق فكرك مبدعنا

تحاياي

وها هو يبالغ فى فلسفته سيدتى الكريمة ويمعن فى الغموض واللعب بورقة الحيرة والعواطف ويترك الناس فى جدل حول موضوع ترشحه ثم يظهر فجأة كما توقعنا ويعلن ترشحه بعد ان نال طوال الشهور الماضية ما اراده من شهرة على حساب الجدل حوله وغموض مواقفه .
هى اساليب مخابراتية لصناعة الشهرة خاصة لمن يفتقرون لانجازات حقيقية يستندون عليها فى تسويق بضاعتهم .
شكراً جزيلاً لمرورك العطر سيدتى الكريمة وبارك الله فى عطاءك ومجهوداتك .
تحياتى وتقديرى .