تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خيوط المساء



عزالدين تسينت
15-11-2013, 11:16 PM
يداعب الصبي خصلة جدته المنسابة على جبينها الوضاء ، تربت

على كتفه ، وتومِئُ إليه برأسها باسمة أن بوركت ، ثم تسبح في ملكوتٍ لا يدرك

منه الصبي سوى ذلكم البريقَ الذي يتراقصُ في عينيها ، نعم أدرك الصبيُّ أن

سرًًّا ما يغمر الجدةَ ويحيطها، وأدركتُ أن الإحساسَ طريقـُنا الأولُ للإدراك، حين

تفرستِ الجدة عيني الصبي مليًّا وقالت: لعينيكَ شهوةُ الملاك، ولي ما تبقى من

خيوط هذا المساء. لم يكن الصبيُّ يسمع همسَ الجدة وهي تمرر السبحة في يدها،

لكنه كان يمد يده إليها محاولا إمساكها، لعله اهتدى إلى العلاقة الحميمة بين الجدة

وسبحتها، فأحس بالغيرة، أو ربما بالحيرة، كيف تداعب وتتكلم مع شيء لا يتكلم

ولا يبتسم، بل وتقبله أيضا ؟

أنهت الجدة التسبيح، وهَمَّتْ بالنهوض، لولا أن الصبيَّ أمسك بطرف

السجادة باكيا، كأنما يستجديها البقاءَ معه، فأذعنتْ لرغبته وجلستْ تلاعبه حتى

نام.. واستيقظتْ..!

ناديه محمد الجابي
19-11-2013, 05:06 PM
ذكرتني قصتك بجدتي .. وحتى بعد ماأصبحت جدة ولي أحفاد
إلا أن ذكريات الطفولة وحنان الجدة يظل كامن بين الضلوع
كنت أحب أن أراقبها وهى تصلي وأسمع تمتماتها ..
لم تكن صلاة بالمعنى المألوف ـ كانت مناجاة تنسى فيها الدنيا
وكل من حولها , وتسبح في ملكوت آخر بكل جوارحها.
منها .. جدتي رحمها الله تعلمت كيف أحب ربي وأناجيه.

راقتني القصة كثيرا ـ سرد مشوق راقي بأسلوبه
وتصوير دقيق بليغ.
دمت بخير.

خلود محمد جمعة
22-11-2013, 11:50 PM
للجدة ذكريات ايضاً الم تكن طفلة يوماً
خيوط المساء أعادتها للماضي
حنينها أبقاها مستيقظة
حروف مضيئة
دمت بخير
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
21-12-2013, 09:54 PM
للمشهد في دلالاته ما يذهب بعيدا عن ضيق أفق الحوار الصامت بين الجدة والحفيد الطفل ليضم إليه كل عابر بالحرف مستقبلا ومسقطا محمول النص على مخزونه من فكرة وذكرى

نص يستدعي وقفة وتمعنا
لا حرمك البهاء

تحاياي

نداء غريب صبري
11-03-2014, 06:05 PM
أسلوب ممتع في تصوير المشهد وتفاصيلة التي شدتنا بقوة إليه
قصة جميلة وفكرة رائعة

شكرا لك اخي

بوركت

كاملة بدارنه
13-03-2014, 04:33 PM
تظلّ الحكمة محتضنة من يحتاجها وإن باتت اللّيل ساهرة
سرد ممتع وقصّة رائعة
بوركت
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
14-02-2015, 01:51 PM
هو الزمن الجميل الذي إن ما جال بخاطرنا ودغدغ ذاكرتنا يحملنا إلى أيام الطفولة واحتواء الجدة رغم الكِبَر دون تأفف أو ملل
ربما يفتقد الصغار هذا الجو في زمن طغت فيه المادة وانصرف كل إلى ما يشبع طموحاته وأطماعه من الدنيا إلا ما نَدُر
سلاسة ومقدرة على السرد الماتع بحبكة قوية وصورة ناطقة أجدت أديبنا الفاضل تحريكها بالكلمات
شكرا لك هذا الألق
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

وليد مجاهد
07-03-2015, 04:45 PM
قصة بأسلوب جميل في التعبير عن المشهد
لك تقديري