تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حمزة



هشام النجار
17-11-2013, 01:00 AM
وضع أندرسون سماعة الهاتف بعصبية وعنف على غير عادته .. اعتدل على كرسيه المفضل أمام التلفاز فى منزله الصغير بإحدى ضواحي ( ستوكهولم ) .

• استقر بعد بحث سريع بالريموت على إحدى القنوات الإخبارية ، نهض من مكانه واقترب من الشاشة ، وضع يده اليمنى على الجهاز ونظر بقرف إلى رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل فيها مصوراً .

• لم يطق سماع المزيد من تصريحات رئيسه فى العمل حول مبررات الجريدة فى نشرها رسماً مسيئا لرسول الإسلام .

• تحرك إلى الخلف خطوتين ، ركل التلفاز بقدمه فخرس رئيس التحرير وهوى على الأرض .

• عاد إلى كرسيه وجلس يفكر بصفاء لم يعهده من قبل .

• دق جرس الباب .
إنها صديقته .. جاءت لتصحبه إلى معرض الصور الفوتوغرافية .

• ماذا حدث ؟

• لا شيء .. تخلصت من التلفاز إلى الأبد .. من اليوم لن أسمح لرئيس التحرير دخول بيتي.. تكفيني مقابلته ورؤيته فى العمل .

• وبرامجك ومبارياتك.. كيف ستعيش بدون تلفاز وأنت تقضى معظم وقتك أمامه ؟
هل غضبك من رئيس تحريرك يجعلك تقوم بما فعلت لمجرد ظهوره عليه ؟

• أنا لم أشعر بنفسي وأنا أحطم التلفاز .. وعلى العموم لم تعد تهمني كثيراً البرامج والمباريات .. لم تعد من أولوياتى .

• ومعرض الصور لا يهمك أيضا ؟
يبدو أنك لم تستعد للخروج اليوم .. هل نسيت الموعد ؟

• لم أنسَ ولكنى زهدت أيضاً أمر الصور الفوتوغرافية ومعارضها ؟

• أنت لم تعد ( أندرو) الذي أعرفه .
ماذا حدث لك ؟
زهدت البرامج والمباريات .. وزهدت هوايتك ولا تريد الذهاب إلى المعرض .. أخشى أن تكون زهدتني أنا أيضا !

• انتفض أندرسون فجأة من مكانه ، دخل غرفته .. بدل ثيابه وخرج مسرعا ً ، أخذ صديقته من يدها .
إلى أين ؟
إلى الجريدة .
اليوم أجازتك .. هل سنقضي الأجازة فى الجريدة ؟

• سحبها من يدها .. قادها إلى الخارج على غير إرادتها ، فتح باب السيارة وأجلسها إلى جواره ، انطلق مسرعاً نحو مقر الجريدة .

• ماذا بك ؟

• أجاب فى كلمة واحدة : الإسلام !

• ألا زلت تفكر فى هذا الدين ؟

• أنا لم ينقطع تفكيري فيه لحظة واحدة ، طوال الوقت أشعر بالضياع .. ولا أشعر بوجودي إلا عندما أقرأ القرآن أو فى أخبار وكلام ذلك النبي العظيم .

• اهتمامي بهذا الدين يشعرني بأني على قيد الحياة وبأن هناك أهمية لحياتي وقيمة لوجودي على هذه الأرض وفى هذا الكون .

• تدقق فى ملامحه كأنها تكتشفه لأول مرة .
وماذا ستفعل فى الجريدة ؟

• نظر إليها وارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيه وظهر الرضا على ملامح وجهه ، نظر أمامه وزاد من سرعة سيارته .

• هل عزمت على شئ يفقدك وظيفتك ؟

• بل عزمت على شئ أستعيد به كياني .. قررت أن أتحرر .

• ومستقبلنا وأحلامنا ؟
تعلم جيداً حال المسلمين فى السويد .. هل اخترت أن تعيش مطارداً مضيقاً عليك منبوذاً من الجميع ؟

• بل اخترت القرب من الله خالق الكون .. اخترت الطمأنينة والسعادة والخلود ، اتخذت قراري بالبعد عن حياة القلق والحيرة والشقاء .
أن أكون أحد تلامذة نبى عظيم .

• نزل من سيارته ، تبعته صديقته الى داخل مقر الجدريدة .
اتجه مباشرة إلى مكتب رئيس التحرير الذي كان مجتمعاً بهيئة التحرير .

• رحب به وبصديقته.. وسأله عن سبب مجيئه يوم أجازته ؟

• اقترب أندرسون كثيرا من الكرسي الذي يجلس عليه رئيس التحرير على ناصية الاجتماع .
لطمه على وجهه الأبيض المكور المشوب بحمرة .

•كيف تجرؤ على الإساءة لرسولي وقائدي وأستاذي ؟

• تحفز زملاؤه للفتك به .. وصاح فيه رئيسه : أندرو ماذا تفعل ؟

• رد عليه بحزم : لا تناديني ( أندرسون ) .. اسمي من اليوم
( حمزة ) .

• رج الاسم بوقعه وموسيقاه قاعة الاجتماع.. وصدم آذان أعضاء هيئة التحرير فألصقهم بكراسيهم.

• غادر حمزة مقر الجريدة تلاحقه نظرات الذهول والاندهاش .
استقل سيارته .. لحقته صديقته التي بدأت لتوها التعرف على رجل مختلف .

• أدار محرك السيارة .. وبدأ المسير .

ناديه محمد الجابي
17-11-2013, 03:35 PM
في كل قصة لك نجد مناقشة لأحد القضايا الهامة
والقضية هنا ( الرسوم المسيئة للرسول) صل الله عليه وسلم
ومع مرارة وقسوة هذه الإساءات إلا إنها كان لها بعض الإيجابيات
ورب ضرة نافعة ورب محنة تنقلب إلى منحة , فقد هب المسلمون في
جميع أنحاء العالم للدفاع عن رسولهم صل الله عليه وسلم مما جعل الغرب
يتعرف على مباديء الإسلام وأحكامه, وتبين حقيقته مما تسبب في دخول
الكثير منهم إلى الإسلام.
وحمزة بطل قصتنا هو أحد أولئك الأوربين الذين جعلتهم تلك الرسوم يبحثوا
في محاولة للتعرف على الإسلام فيقرأ عن ذلك الرسول فيبهر به وبسيرته
فيجد في استماعه للقرآن واهتمامه بهذا الدين أهمية لحياته وقيمه لوجوده
في هذا الكون ـ فيختار الطمأنينة والسعادة والخلود بإتباعه لهذا الدين.

قصة قصيرة هادفة رائعة السرد والحرف والتصوير
سبك فني مميز, وألق في الأداء
دمت ودام أدبك الهادف الناضج.

ابتسام أبو اللبن
17-11-2013, 07:09 PM
وضع أندرسون سماعة الهاتف بعصبية وعنف على غير عادته .. اعتدل على كرسيه المفضل أمام التلفاز فى منزله الصغير بإحدى ضواحي ( ستوكهولم ) .

• استقر بعد بحث سريع بالريموت على إحدى القنوات الإخبارية ، نهض من مكانه واقترب من الشاشة ، وضع يده اليمنى على الجهاز ونظر بقرف إلى رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل فيها مصوراً .

• لم يطق سماع المزيد من تصريحات رئيسه فى العمل حول مبررات الجريدة فى نشرها رسماً مسيئا لرسول الإسلام .

• تحرك إلى الخلف خطوتين ، ركل التلفاز بقدمه فخرس رئيس التحرير وهوى على الأرض .

• عاد إلى كرسيه وجلس يفكر بصفاء لم يعهده من قبل .

• دق جرس الباب .
إنها صديقته .. جاءت لتصحبه إلى معرض الصور الفوتوغرافية .

• ماذا حدث ؟

• لا شيء .. تخلصت من التلفاز إلى الأبد .. من اليوم لن أسمح لرئيس التحرير دخول بيتي.. تكفيني مقابلته ورؤيته فى العمل .

• وبرامجك ومبارياتك.. كيف ستعيش بدون تلفاز وأنت تقضى معظم وقتك أمامه ؟
هل غضبك من رئيس تحريرك يجعلك تقوم بما فعلت لمجرد ظهوره عليه ؟

• أنا لم أشعر بنفسي وأنا أحطم التلفاز .. وعلى العموم لم تعد تهمني كثيراً البرامج والمباريات .. لم تعد من أولوياتى .

• ومعرض الصور لا يهمك أيضا ؟
يبدو أنك لم تستعد للخروج اليوم .. هل نسيت الموعد ؟

• لم أنسَ ولكنى زهدت أيضاً أمر الصور الفوتوغرافية ومعارضها ؟

• أنت لم تعد ( أندرو) الذي أعرفه .
ماذا حدث لك ؟
زهدت البرامج والمباريات .. وزهدت هوايتك ولا تريد الذهاب إلى المعرض .. أخشى أن تكون زهدتني أنا أيضا !

• انتفض أندرسون فجأة من مكانه ، دخل غرفته .. بدل ثيابه وخرج مسرعا ً ، أخذ صديقته من يدها .
إلى أين ؟
إلى الجريدة .
اليوم أجازتك .. هل سنقضي الأجازة فى الجريدة ؟

• سحبها من يدها .. قادها إلى الخارج على غير إرادتها ، فتح باب السيارة وأجلسها إلى جواره ، انطلق مسرعاً نحو مقر الجريدة .

• ماذا بك ؟

• أجاب فى كلمة واحدة : الإسلام !

• ألا زلت تفكر فى هذا الدين ؟

• أنا لم ينقطع تفكيري فيه لحظة واحدة ، طوال الوقت أشعر بالضياع .. ولا أشعر بوجودي إلا عندما أقرأ القرآن أو فى أخبار وكلام ذلك النبي العظيم .

• اهتمامي بهذا الدين يشعرني بأني على قيد الحياة وبأن هناك أهمية لحياتي وقيمة لوجودي على هذه الأرض وفى هذا الكون .

• تدقق فى ملامحه كأنها تكتشفه لأول مرة .
وماذا ستفعل فى الجريدة ؟

• نظر إليها وارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيه وظهر الرضا على ملامح وجهه ، نظر أمامه وزاد من سرعة سيارته .

• هل عزمت على شئ يفقدك وظيفتك ؟

• بل عزمت على شئ أستعيد به كياني .. قررت أن أتحرر .

• ومستقبلنا وأحلامنا ؟
تعلم جيداً حال المسلمين فى السويد .. هل اخترت أن تعيش مطارداً مضيقاً عليك منبوذاً من الجميع ؟

• بل اخترت القرب من الله خالق الكون .. اخترت الطمأنينة والسعادة والخلود ، اتخذت قراري بالبعد عن حياة القلق والحيرة والشقاء .
أن أكون أحد تلامذة نبى عظيم .

• نزل من سيارته ، تبعته صديقته الى داخل مقر الجدريدة .
اتجه مباشرة إلى مكتب رئيس التحرير الذي كان مجتمعاً بهيئة التحرير .

• رحب به وبصديقته.. وسأله عن سبب مجيئه يوم أجازته ؟

• اقترب أندرسون كثيرا من الكرسي الذي يجلس عليه رئيس التحرير على ناصية الاجتماع .
لطمه على وجهه الأبيض المكور المشوب بحمرة .

•كيف تجرؤ على الإساءة لرسولي وقائدي وأستاذي ؟

• تحفز زملاؤه للفتك به .. وصاح فيه رئيسه : أندرو ماذا تفعل ؟

• رد عليه بحزم : لا تناديني ( أندرسون ) .. اسمي من اليوم
( حمزة ) .

• رج الاسم بوقعه وموسيقاه قاعة الاجتماع.. وصدم آذان أعضاء هيئة التحرير فألصقهم بكراسيهم.

• غادر حمزة مقر الجريدة تلاحقه نظرات الذهول والاندهاش .
استقل سيارته .. لحقته صديقته التي بدأت لتوها التعرف على رجل مختلف .

• أدار محرك السيارة .. وبدأ المسير .

خلود محمد جمعة
20-11-2013, 11:44 PM
طرح القضايا العميقة بحاجة الى قلم واع
فكر نير
اسلوب مشوق
ولغة سهلة الهضم
ليس بجديد عليك أديبنا المبدع
دمت متجدداً
مودتي وتقديري

هشام النجار
21-11-2013, 09:18 AM
في كل قصة لك نجد مناقشة لأحد القضايا الهامة
والقضية هنا ( الرسوم المسيئة للرسول) صل الله عليه وسلم
ومع مرارة وقسوة هذه الإساءات إلا إنها كان لها بعض الإيجابيات
ورب ضرة نافعة ورب محنة تنقلب إلى منحة , فقد هب المسلمون في
جميع أنحاء العالم للدفاع عن رسولهم صل الله عليه وسلم مما جعل الغرب
يتعرف على مباديء الإسلام وأحكامه, وتبين حقيقته مما تسبب في دخول
الكثير منهم إلى الإسلام.
وحمزة بطل قصتنا هو أحد أولئك الأوربين الذين جعلتهم تلك الرسوم يبحثوا
في محاولة للتعرف على الإسلام فيقرأ عن ذلك الرسول فيبهر به وبسيرته
فيجد في استماعه للقرآن واهتمامه بهذا الدين أهمية لحياته وقيمه لوجوده
في هذا الكون ـ فيختار الطمأنينة والسعادة والخلود بإتباعه لهذا الدين.

قصة قصيرة هادفة رائعة السرد والحرف والتصوير
سبك فني مميز, وألق في الأداء
دمت ودام أدبك الهادف الناضج.
شكراً جزيلاً أستاذتنا المبدعة الكبيرة نادية الجابى على هذه القراءة المتعمقة والشارحة للنص ، وتلك هى مسئوليتنا وواجبنا أن نتقصى قضايانا ونطرحها ونعيد صياغتها بابداعنا وفكرنا ، ونلاحق أبطالنا لنكرمهم بما يستحقون حتى لو كانوا فى استكهولهم .
أسعد دائما بحضورك المبهج وطرحك الراقى سيدتى الكريمة .
مودتى وتحيتى وتقديرى ودعواتى .

هشام النجار
21-11-2013, 09:23 PM
شكرا جزيلاً لهذا الحضور والاسهام الراقى أستاذة ابتسام
لكِ منى كل الود وخالص الدعوات .

هشام النجار
21-11-2013, 09:51 PM
طرح القضايا العميقة بحاجة الى قلم واع
فكر نير
اسلوب مشوق
ولغة سهلة الهضم
ليس بجديد عليك أديبنا المبدع
دمت متجدداً
مودتي وتقديري

ربنا يكرمك ويبارك فيك ويديم لنا هذا الحضور وهذا الألق ، لكِ الشكر الجزيل وبالغ امتنانى لكرمك ولطفك .
تقديرى ومودتى .

ربيحة الرفاعي
21-12-2013, 09:38 PM
أعظم الأدب أنفعه واحمله للرسالات الكبيرة والمعاني الجليلة، وهذا ما عودتنا في حرفك بنبضه وغائيته وسموه
مشهد جميل أحسنت تصويره كما أحسنت تحميله ما أردت من مؤثر جليل، ونص قصّي طيب السبك عميق الدلالة

دمت بحير مبدعنا

تحاياي

نداء غريب صبري
11-03-2014, 06:10 PM
قصة عظيمة عن حدث عظيم
قصة واحد من هؤلاء الذين دلّهم الغرب على الإسلام بتعديه على مقدساته بعد أن قصّرنا نحن بتوصيله إليهم وتعريفهم عليه

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
19-02-2015, 10:34 PM
هو نصر للإسلام بعناصر غربية كان للإساءة لرسولنا الكريم دور مغاير لما رسمت من أجله
نص هادف وقلم كبير يترجم القضايا الهامة ويعالجها بأسلوب ذكي
بوركت أديبنا واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

رويدة القحطاني
03-06-2015, 12:56 AM
قصة ثقيلة من حيث الموضوع وأسلوبها وتأثيرها عاليان