تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بلقيس يا وجع القصيدة ..



مصطفى الغلبان
22-11-2013, 01:12 AM
بلقيس يا وجع القصيدة !!








الآن بلقيسُ العراقِ بَدَتْ فلسطينيةً
دمُها به حنّاءُ وجهِ القدسِ
كفّاها كحِضنٍ دافئٍ
أنفاسُها عطرُ البنفسجِ
والأريجُ مقدّسٌ كالقدسِ
ما أحلى الشّهادَةْ

الآن أعلامُ العراقِ تذوبُ في العلمِ الفلسطينيِّ
أعرفُ كيف ينصهرُ العروبيُّ المُحِبُّ
بنصفِهِ العربيِّ ، يا شامًا توحّدُ
بين بارودِ النضالِ وبين إصرارٍ على الإقدامِ
كـ الثوّارِ
تلك هي السّيادة

بلقيسُ بنتُكَ يا عراقُ وروحُها في القدسِ
نبضُ الشّامِ مرقدُها الهوى ، والقاتلُ المأجورُ
يلعنُه الركامُ ، تفجّرت أشلاؤها مثلَ الملائكةِ
الذين حنَوا على الأطفالِ ليلةَ مهدِ عيسى
يرحلون قبيلَ شربِ حليبِهم
هم يرضعونَ الموتَ يا بلقيسُ
إنّ الموتَ في حبِّ البلادِ
لهم عبادة

بلقيسُ ينتثرُ الرّمادُ
كعطرِ غاردينيا ، أيا زهرَ الصنوبرِ
زنبقَ الكرملْ ، ويا صوتَ المكبِّرِ
حيَّ سلوانَ الأبيَّ
الشيخَ جرّاحِ البهيَّ
وأنتِ يا بلقيسُ بغدادُ التي وُلِدت
ضياءً لا يموتُ
وتستنيرُ بكِ القلادة

كانت لذي الكوفيّةِ السمراءِ
بنتًا ، يرقصُ الرّشّاشُ إن خطَرت
رصاصُ العزِّ يندفعُ انتقامًا
من غزاةٍ أثخنوا في الرّوضِ والبستانِ
واحترفوا الإبادة

لكنّها كانت كبارودٍ تعبّأَ في البنادقِ
أتقنت دلعونةَ اللحنِ الفلسطينيِّ
واحترفت كفاحًا وامتطت ظهرَ الظلامِ
فأشرقت أنشودةُ الفجرِ ، انتشت
كلماتُها ، انبلجت من الألحانِ
يا بلقيسُ في الأقصى
أساريرُ السعادة

قتلوكِ يا بلقيسُ وانتشر الدخانُ
كأنَّ غزةَ حين مُتِّ تيتّمت
والقدسُ غلّفها جنونُ رحيلِكِ القاسي
هلاوسُ حزنِها مطرٌ تجودُ بهِ
جفونُ الحلمِ ، ينفطرُ الزمانُ
ويلبسُ التّاريخُ يا بلقيسُ في وجعٍ
حِدادَه

قتلوكِ لكنّ المبادرةَ الأبيةَ يعربيةُ
أنتِ زهرتُها ، وأوّلُ صرخةٍ تشدو
بحبِّ الأرضِ ، والطّابون ، يا نخلَ العراقِ
ويا حدائقَ بابلَ العنقاءِ
يبقى صوتُكِ المأثورُ فينا ثورةً
والثورةُ الكبرى ، تنادي ؛ لا قصيدةَ
تحسنُ الإنصافَ ، فالأشعارُ تافهةٌ
إزاءَ دمٍ تمازجَ في دمِ القدسِ
ارتقى غدرًا ، ويبقى صوتُ بلقيسَ
الرّوايةَ والحكايةَ، للنضالِ المستمرِّ
تظلُّ بلقيسٌ مِدادَه

بلقيسُ في سوقِ الدراويشِ اهتديتُ
رأيتُ نزهتَها الدءوبةَ فيهِ كانت تستمرُّ بلا انقطاعٍ
تطردُ الأشباحَ من بغدادَ
تسهرُ قربَ غزةَ ؛ تكسرُ القيدَ البغيضَ
تنيرُ سورَ القدسِ ، تغسلُ بابَ توما
ترتوي من نهرِ قسْيونَ الذي يجري
بها ، مجرى "نزارَ" من الوريدِ إلى الوريدِ
مقيمةٌ في الغوطةِ الحمراءِ، في البارودةِ السمراءِ ،
في عرفاتَ ، تزرعُ في المقاومِ بذرةَ الإصرارِ
منها يستمدُّ الفجرُ نورَ الفجرِ
وابنُ الملحِ منها يستمدُّ
على مدى الأيّامِ يا وطني
عنادَه.

-----------

محبكم دائمًا

مصطفى الغلبان :)

د. محمد حسن السمان
22-11-2013, 01:59 AM
الأخ الفاضل الشاعر المتألق مصطفى الغلبان
تدفق شعري وشاعري , ونبض حر شريف , يتصدى لمعاناة الأمة , إن الربط بين الجزئيات يرسم ويؤكد وحدة المصير , ولئن أكبرت هذا الشعور وهذا الإيمان لدى الشاعر , أكبر ايضا هذه المقدرة الشعرية , والمساحات الشاعرية المتميّزة .
تقبل تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

محمد محمد أبو كشك
22-11-2013, 02:30 AM
رائعة ---------------------------

فاتن دراوشة
22-11-2013, 09:48 AM
هو النّزف بكلّ وجوهه العربيّة حين تلتحم جراح الأمّة وينفجر نزفها معلنًا غضبه

ما أروعه من نسج شعريّ أتقنت صياغة صوره وأبدعت في رسمها

سعيدة كنت بالمكوث هنا

مودّتي

مصطفى الغلبان
22-11-2013, 10:21 PM
الشاعر الكبير د. محمد السمّان
حين بدأت بقراءة ما كتبت معقّبًا على شبه القصيدة المكتوبة هنا ، نظرت ميمنة وميسرة قائلًا : هل يقصدني الرجل ؟ فأنا حقًا مستغربٌ استغرابًا إيجابيًا جميلًا ، من تواضعكَ وجميل قولك الذي نزل على صدري كأنه البلسم الشافي ، شكرًا لك شاعرًا وأستاذًا كبيرًا وأخًا قديرًا ، لك الحب والتحية.
أخوك إن شئت مصطفى.

مصطفى الغلبان
23-11-2013, 05:52 PM
السيد الكريم محمد أبو كشك
حضورك أكثر روعة سيدي :)

مصطفى الغلبان
24-11-2013, 10:15 PM
أ. فاتن دراوشة
دائمًا يكون القصيد ناقصًا دون اكتماله بإشراقتكِ البهية ، أصبحت أمرًا جميلًا يمثل إكسير حياة لا بد منه هذه الطلة فلا حرمنا الله منكِ ، دمتِ مبدعة طيبة ، وأختا إنسانة.

أخوكِ إن شئتِ مصطفى.

إبراهيم أحمد
25-11-2013, 12:05 AM
لله درك أيها الشاعر الماهر الموشى بالجمال
قرأت شعراً جميلاً قوياً مسترسلاً في تنقلاته العذبة
لعمري هذا هو الشعر

سلمت يا أخا الوطن والجرح والقصيدة

أحمد الرحاحلة
25-11-2013, 06:13 AM
تعجز الكلمات أن تفيك حقك أخي الكريم
لك مني التحية والتقدير

رياض شلال المحمدي
25-11-2013, 07:37 AM
**(( أحسنتَ وأبدعتَ بما أجملتَ وفصّلتَ شاعرَنا الكريم ،
وتبقى بلقيس بغداد تحنّ إلى منازل القدس وياسمين الشام وكلّ
أروقة الأمّة ، دام صدق الشعور وعطاءُ الخاطر ، مع التقدير ))**

مصطفى الغلبان
27-11-2013, 10:44 AM
الشاعر القدير ابن الوطن إبراهيم أحمد ، شكرًا لجميل حضوركم الذي أسكن بهجة وارتياحًا في صدر أخيك ، دمت طيبًا وشاعرًا فذَا أيها الأخ الفاضل ، لك تحيتي.

ربيحة الرفاعي
12-01-2014, 11:38 PM
ما أجمله مدادا ينزف أوجاع الأمة في سطور من إبداع حمّلت الألق في صورها وصدقها واستذكارها الواقع بمحطات آلامه في أداء شعري جميل ولغة ملفتة

دمت بخير شارعنا ودامت الأمة

تحاياي

مصطفى الغلبان
22-03-2014, 01:40 PM
ما أجمله مدادا ينزف أوجاع الأمة في سطور من إبداع حمّلت الألق في صورها وصدقها واستذكارها الواقع بمحطات آلامه في أداء شعري جميل ولغة ملفتة

دمت بخير شارعنا ودامت الأمة

تحاياي

أشكركِ على مروركِ المستمر .. وأعتذر لتأخّري بالردّ على حضوركِ الجميل كعادتهِ هنا :)
اعذري أخاكِ لسهوه .. لكِ التحية ودمتِ بألف ألف خير.

عبدالحكم مندور
22-03-2014, 08:28 PM
أحسنت شاعرنا الرائع في النسج والتصوير والأيقاع
الذي يحمل بصمة خاصة ملفتة
لوحات تحمل حسا فنيا مميزا
خلص الود والتقدير

مصطفى الغلبان
28-03-2014, 09:06 AM
الكريم عبد الحكم
جمعة مباركة عليك وعلى عوام المسلمين
دمت بخير على جميل مرورك الوردي أيها الأنيق