المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه الدنيا ( أمر إزالة )



هَنا نور
27-11-2013, 08:06 AM
أمرُ إزالة

انشغلت عبير بمتابعة قرص الشمس الأحمر وهو يبتعد ويتضاءل شيئاً فشيئاً في مرآة السيارة، بينما كان الليل يرش أثيره الأسود على مرمى بصره، ولا يملكُ علاء سوى أن يتابع السير باتجاه الشرق، حيث البيت الفخم، والفراش الوثير الذي سيجمعهما مجدداً بعد غيابها الطويل.

لاحت أضواء القرية من بعيد، فزاد حنينها للبيت . كانت دائماً تقول أن هذا البيت هو ابنها الثالث.. حملته حُلماً طيلة سنوات الغربة..ووضعته على أوراق الرسم، وأشرفت بنفسها على بنائه، واختارت كل قطعة في أثاثه.. ونسبته إلى زوجها.

فتحت جيب حقيبتها الذي اعتادت أن تضع فيه المفتاح.. ليس ثمة مفتاح! تذكرت أن علاء قد أخذه قبل أن يغادرها عائداً إلى البيت منذ شهر.. نظرت إليه، لكن عينيه المرهقتين كانتا على الطريق أمامه، فلم ترد أن تشغله عن القيادة.

-الحمد لله، أخيراً وصلنا. حمداً لله على السلامة يا عبير.
- سلمكَ الله من كل شر.
- كيف أنتِ الآن؟
شغلها عن الإجابة رؤية ابنتيها وهما تهرولان نحوها، تسابقتا إلى فتح باب السيارة، همت بالنزول.. سارعتا بإمساك يديها برفق، وطبعتا قبلتين عفويتين على خديها، وأقسم علاء أن يحملها حتى يصل بها إلى الفراش..

كانت تتمنى أن تصعد الدرج بنفسها، وأن تفتح الباب بنفسها، وأن تطبع قدماها قبلاتِ الشوق على أرض بيتها..

نظرت في عيني زوجها وهو يحملها بين يديه .. ما زالت عيناه المرهقتان تتشاغلان بالطريق أمامه، وضعها في فراشها وجلس على طرف الفراش عند قدميها، وابنتيهما على يمينها وشمالها. بادرتهم معتذرة:
" آسفة! لم أعد أملك بيتاً أستضيف فيه الولد! "

كاملة بدارنه
27-11-2013, 09:24 AM
شعور قاتل وقفلة مباغتة لسرد أكثر من رائع !
أسلوبك جميل وجاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي

هَنا نور
27-11-2013, 09:57 AM
شعور قاتل وقفلة مباغتة لسرد أكثر من رائع !
أسلوبك جميل وجاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي




أديبتنا المبدعة الأستاذة كاملة بدارنة

هي الدنيا، كعادتها، تباغتنا بما يوجعنا، وتعود فتصالحنا لتباغتنا من جديد. فنحن معها بين ألمٍ وأمل. نسأل الله العفو والعافية.

شرفني حضوركم الباهي، وأسعدني ثناؤكم.


بوركتِ أستاذتي، ودام إبداعكم.
مودتي وتقديري.

ناديه محمد الجابي
27-11-2013, 10:55 AM
المهم إنها وصلت إلى بيتها بالسلامة
حفظ الله لها بناتها وبيتها .. إبنها الثالث .
رائعة هنا نور قصتك ..
تعابير جميلة حملت عمق الفكرة بسرد ممتع موفق
مع عنصر الدهشة التي تركتنا معها في النهاية.
إنما هي ابتلاآت يمتحن بها الله صبرنا.
سلمت عزيزتي من مبدعة متألقة.

هَنا نور
27-11-2013, 04:14 PM
المهم إنها وصلت إلى بيتها بالسلامة
حفظ الله لها بناتها وبيتها .. إبنها الثالث .
رائعة هنا نور قصتك ..
تعابير جميلة حملت عمق الفكرة بسرد ممتع موفق
مع عنصر الدهشة التي تركتنا معها في النهاية.
إنما هي ابتلاآت يمتحن بها الله صبرنا.
سلمت عزيزتي من مبدعة متألقة.





المبدعة الراقية الأستاذة نادية الجابي

عندما نجد من يقف بجانبنا وقت الابتلاء، تلك وحدها نعمةٌ كبرى.

تشرفتُ أستاذتي بحضوركم المشرق، وأشكرُ لكم ثناءكم الجميل.

خالص الود والتقدير.

آمال المصري
28-11-2013, 11:45 AM
يبتلي الله المرء على قدر دينه وما تحمله نفسه وما تسعه, وإذا ابتلى الله مالا يقدر عليه فإنه يفرغ عليه من الصبر ما يكتشف به درجة صموده
نص جميل اللغة قوي الحبكة مباغت النهاية
بوركت هنا واليراع
تحاياي

مُنتظر السوادي
28-11-2013, 06:09 PM
بورك نصك أيتها القاصة

هَنا نور
01-12-2013, 04:40 PM
يبتلي الله المرء على قدر دينه وما تحمله نفسه وما تسعه, وإذا ابتلى الله مالا يقدر عليه فإنه يفرغ عليه من الصبر ما يكتشف به درجة صموده
نص جميل اللغة قوي الحبكة مباغت النهاية
بوركت هنا واليراع
تحاياي




أديبتنا القديرة الأستاذة آمال المصري

صدقتِ سيدتي، فهذه الدنيا هي دار الاختبار والتمحيص ، والله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وُسعها. ويروق لي أن أشَبِّه الدنيا بالمدرسة؛ ففيها نتعلم ثم نُمتَحن، فمِنّا من ينجح ، ومنّا من يعاد امتحانه. وكلما ترقينا في الصفوف ازددنا علماً وزادت صعوبة الامتحان. لهذا أجدني أحياناً أغبط من اشتد بلاؤه ، لكني أدعو لهم بالثبات والسداد، وأسأل الله العفو والعافية.

تشرفتُ أستاذتي بمروركم الكريم ، وأسعدني ثناؤكم الجميل، وأعتز دائماً بتوقيعكم على صفحاتي المتواضعة.
خالص مودتي وتقديري.

هَنا نور
01-12-2013, 04:51 PM
بورك نصك أيتها القاصة




الأديب المبدع الأستاذ منتظر السوادي

أرحب بكم في أول مصافحة لكم لما أكتب هُنا، فأهلاً ومرحباً بكم.

بوركتم أستاذنا واليراع المبدع.

خلود محمد جمعة
04-12-2013, 11:47 PM
الأبتلاء
إمتحان لقدرة الأنسان على تحمل البلاء وذلك يعتمد على قوة الإيمان
ومما يزيد الصبر والتكيف على المصاب هم هؤلاء اللذين يمسحون على الجراح
أجدت السرد
نهاية مباغته
دمت بخير
مودتي وتفكيري

مصطفى حمزة
05-12-2013, 06:39 PM
أختي الفاضلة ، الأستاذة هَنـا
أسعد الله أوقاتكِ
- - تمنيتُ عنواناً آخر ، لا يمت إلى الكاتبة بصلة وجدانية أو فكرية .. بل يُبقيها مقنعة وراء نصها .. كما كانت في بقية النص .

أول أثر يتركه هذا النصّ البليغ في النفس هو متعة السرد السلس المتصاعد حتى القفلة . ثم ، وفي أثناء القراءة الممتعة ، كانت تمر ومضات سريعة ذكية ملمحة :
- (ونسبته إلى زوجها ) : رسمت هذه العبارة المكتنزة ملامح الشخصية : ود حب وفاء إيثار ..
- ( عيناه المرهقتان تتشاغلان بالطريق ) : تتشاغلان .. لا ( مشغولتان ) .. يتشاغل لكيلا تقع عيناه على هذه الحبيبة الناحلة شبه المقعدة !
- ( عندَ قدميها ) : تحكي الكثير من الحب ، ومن العرفان بالفضل .
- ( اعتادت أن تضع فيه المفتاح ) : تلميح إلى الملكيّة والألفة في آن معاً .
- الوصفُ الدقيق بألفاظه المنتقاة باقتدار وضعنا في البيئة المكانية ( الريف ) والزمانية ( وقت الغروب ) بشكل عفويّ بديع .
- الحوار البسيط كان في خدمة الحدث ، وجاء مُقنِعاً وطبيعياً : العبارت الثلاث الأولى أخبرتْ عن حال الشخصية ، فهي مريضة ومنذ مدة .. والعبارة الأخيرة شكلت القفلة الومضة .
- لم تكشف لي الومضة ما يبدو أنه انكشف لمن سبقني ممن قرأ النص !! (" آسفة! لم أعد أملك بيتاً أستضيف فيه الولد! " .. هل أرادت القول : إنها لم تعد تستطيع القيام باستقبال أولادها في البيت بسبب مرضها ؟ أم إنها لم تعد تستطيع الولادة ؟ ..
- سقطت هفوتان لغويتان في النص ،على بلاغته الكبيرة وجمال تصويره البيانيّ :
* كانت دائماً تقول أن هذا = إنّ هذا .. تُكسر همزة إنّ بعد القول وما في معناه .
* وابنتيهما على يمينها وشمالها = و ابنتناهما ..
مع تحياتي وتقديري

هَنا نور
14-12-2013, 01:10 AM
الأبتلاء
إمتحان لقدرة الأنسان على تحمل البلاء وذلك يعتمد على قوة الإيمان
ومما يزيد الصبر والتكيف على المصاب هم هؤلاء اللذين يمسحون على الجراح
أجدت السرد
نهاية مباغته
دمت بخير
مودتي وتفكيري




المبدعةُ الرقيقة الأستاذة خلود محمد جمعة

صدقتِ عزيزتي، فما من دواءٍ أنفعُ من الصبر ، وما من مُعينٍ على تحمل مرارته كالإيمان والرضا بقضاء الله ، و قلوب أحبتنا تواسينا و تمنحنا الأمل.

تشرفتُ بحضورك الراقي وسعدتُ بثنائك الرقيق.

دمتِ بكل خيرٍ وسعادة.

هَنا نور
14-12-2013, 01:51 AM
أختي الفاضلة ، الأستاذة هَنـا
أسعد الله أوقاتكِ
- - تمنيتُ عنواناً آخر ، لا يمت إلى الكاتبة بصلة وجدانية أو فكرية .. بل يُبقيها مقنعة وراء نصها .. كما كانت في بقية النص .

أول أثر يتركه هذا النصّ البليغ في النفس هو متعة السرد السلس المتصاعد حتى القفلة . ثم ، وفي أثناء القراءة الممتعة ، كانت تمر ومضات سريعة ذكية ملمحة :
- (ونسبته إلى زوجها ) : رسمت هذه العبارة المكتنزة ملامح الشخصية : ود حب وفاء إيثار ..
- ( عيناه المرهقتان تتشاغلان بالطريق ) : تتشاغلان .. لا ( مشغولتان ) .. يتشاغل لكيلا تقع عيناه على هذه الحبيبة الناحلة شبه المقعدة !
- ( عندَ قدميها ) : تحكي الكثير من الحب ، ومن العرفان بالفضل .
- ( اعتادت أن تضع فيه المفتاح ) : تلميح إلى الملكيّة والألفة في آن معاً .
- الوصفُ الدقيق بألفاظه المنتقاة باقتدار وضعنا في البيئة المكانية ( الريف ) والزمانية ( وقت الغروب ) بشكل عفويّ بديع .
- الحوار البسيط كان في خدمة الحدث ، وجاء مُقنِعاً وطبيعياً : العبارت الثلاث الأولى أخبرتْ عن حال الشخصية ، فهي مريضة ومنذ مدة .. والعبارة الأخيرة شكلت القفلة الومضة .
- لم تكشف لي الومضة ما يبدو أنه انكشف لمن سبقني ممن قرأ النص !! (" آسفة! لم أعد أملك بيتاً أستضيف فيه الولد! " .. هل أرادت القول : إنها لم تعد تستطيع القيام باستقبال أولادها في البيت بسبب مرضها ؟ أم إنها لم تعد تستطيع الولادة ؟ ..
- سقطت هفوتان لغويتان في النص ،على بلاغته الكبيرة وجمال تصويره البيانيّ :
* كانت دائماً تقول أن هذا = إنّ هذا .. تُكسر همزة إنّ بعد القول وما في معناه .
* وابنتيهما على يمينها وشمالها = و ابنتناهما ..
مع تحياتي وتقديري




الأديب الكبير الأستاذ مصطفى حمزة
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير والمسرّة

عندما كتبتُها، لم أتخيل أن تحظى قصتي بمثل هذه القراءة المبدعة ، ولا أن تتلقى هذا النقد الرائع، فشكراً لكم أستاذنا الكريم.

أتذكر من دراستنا للنصوص عبارة " تأثير البيئة على الكاتب " ، ولعلي قد وقعتُ تحت هذا التأثير في اختيار العنوان. ولكنى ما زلت أراه معبراً عن الحدث الرئيسي للقصة ، غيرَ بعيدٍ عن قصدي منها.

كدائماً أستاذنا، تشرفتُ بحضوركم الكريم، وأعتزُ برؤيتكم وقراءتكم الموضوعية المتميزة، وأشكرُ لكم إطراءكم الذي يخجلني ويعجزني عن مكافأته شكراً وامتناناً .

دمتم بكلِ خيرٍ وسعادة

ربيحة الرفاعي
04-01-2014, 12:39 AM
أجمل السرد أعجزه على المحاكي وأوجزه للحاكي، وقد تحقق هذا في نصك بروعة التعبير، وبراعة تحميل الجملة القصّية، وتضمين النص الصور متوارية خلف الحكي يقولها ولا يقولها
وقد حملت العبارات معان توجيهية للتلقي مدهشة ورسمت التفاصيل بتصوير جميل

بقي أني ضيعتني القفلة .. أفقدت رحمها (بيت الولد) !

دمت وروعة حرفك غاليتي
تحاياي

هَنا نور
04-01-2014, 06:24 AM
الأديبةُ القديرةُ المبدعة الأستاذة ربيحة الرفاعي

تغمرني السعادة عندما أجدُ لكم تعليقاً على أحدِ موضوعاتي ، فهذا شرفٌ عظيمٌ لي، وعندما أحاولُ الرَّدَ على تعليقكم لا أجدُ ما يعبر عن عظيم امتناني لكم .. فتقبلى مني سيدتي خالص مودتي وشكري وتقديري.

فيما يخص القفلة، فالأمرُ تماماً كما ذكرتم.


دُمتِ لنا أستاذة ربيحة شمساً مشرقةً في سماءِ واحتنا الغنَّاء.

نداء غريب صبري
23-03-2014, 12:19 AM
قصة جميل ومؤثرة تتحدث عن شخصيات إيجابية
هي زوجة رائعة كما صورها النص
وهو زوج وفي محب حريص على مشاعرها بعد إعاقتها
والأسرة متحابة

أسلوبك رائع وممتع

شكرا لك أختي

بوركت