المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقمةُ القاضي



محمود موسى
27-11-2013, 07:50 PM
إلى فتياتٍ حبسَهُنَّ من ظنَّ ألَّنْ يقدرَ عليه أحد


وضعوا الحواجزَ
حين ظنُّوا أنَّها ستحُدُّ من سَيْر الشُّمُوس.
لم يفهموا أن الحواجزَ لم تُحَجِّم -دونما شَكٍّ-
سوى مرضى النُّفُوس.
وضعوا الحواجزَ
هكذا استَتَرَتْ عظامُ الماكرينَ هُنا
وقد ولَدَ الظلامُ كتائبًا من جيشِ سُوس.
واستفرَدَتْ بهمُ الكآبةُ
حيثُ يَنبُتُ حولَهُم موتٌ..
من فوقهِ موتٌ..
من فوقهِ غابَ السَّحاب.
(صبرًا قد اقتربَ الحساب)
وكمِثْلِ ما فعلَتْ ضمائرُهُم
فإنَّ الراحةَ الدنيا كذلكَ في انسحاب.
يبقى لهُم "أرقٌ" و"كابوسٌ" و"جمرٌ في المعاشِ"
همُ الصِّحاب.
ضاقت عليهم في الظلام صدُورهُم
لكأنَّما يصَّعَّدُونَ -كأي وغدٍ- في السماءِ
وسوفَ تنتظرُ القيودُ بقبرهِمْ
لتنالَ زينتَها الرقاب.
وضعوا الحواجزَ دُونَ أربع عشرةٍ
قد حَلَّقَتْ فوقَ الرؤوس.
لتعَلِّمَ الأقزامَ مِنْ تحليقِها الأعلى
درُوسًا .. ودرُوس.
وتصُبَّ للأحرارِ بعضَ ضيائِها فورًا
إذا رَفعوا الكؤوس.
تحيا إذَا تركَتْ قضاةَ الغَوْرِ قيدَ عقولِهِمْ
حين ارتضَوا في جوفها عفنًا يَجُوس.
حتَّى إذا شَبعوا بعتمةِ ظُلمهمْ
وضعوا الحواجزَ
حين ظنُّوا أنَّها ستحُدُّ من سَيْر الشُّمُوس.

عبد السلام دغمش
30-11-2013, 07:52 AM
الأستاذ محمود موسى

رائعٌ ما كتبت يصف الألم ويقرع آذان الظلمة..
وليت من تصدّوا للقضاء أن يعتبروا.
دام نبضك الأصيل.
تحياتي.

فؤاد فيصل احمد الترك
30-11-2013, 07:13 PM
ما ألطف ما كتبت ---------

نص جميل وطرح خميل

فيه كثافة في الصور ونقاء رائع الجمل

اللهم فرج الكرب والطف بأهل مصر --- واحم الكنانه

تحياتي بما يجب
فؤاد الترك

د. سمير العمري
11-12-2013, 02:03 AM
الله!

جميل ما كتبت يا محمود ونبيل كذلك!
وصدقت ، فإن الله يأتي بالشمس من المغرب ولن يستطيع طاغية وإن حشد أن يأتي بها من المغرب!

تقديري

عارف عاصي
11-12-2013, 10:11 AM
محمود موسى
شاعر القلب الحي
في زمن موتى القلوب


هؤلاء الموتى
جالسون على كراسي القضاء
على أكتافهم النجوم
على صدورهم النياشين
ماتوا
يوم قتلوا الأطفال
مَن قُتِّلوا
قد أرسلوا للخلود
تحتفي بهم السماء

متى يفهم الغافلون ؟؟؟؟!!!!!!

أبدعت سيدي
وصفا وحسا

بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

محمد ذيب سليمان
11-12-2013, 04:49 PM
شكرا ايها الشاعر النبيل
على هذا المضمون الرائع والمنافح
دمت بكل هذا الجمال
مودتي

ربيحة الرفاعي
12-02-2014, 11:16 PM
(صبرًا قد اقتربَ الحساب)
وكمِثْلِ ما فعلَتْ ضمائرُهُم
فإنَّ الراحةَ الدنيا كذلكَ في انسحاب.
يبقى لهُم "أرقٌ" و"كابوسٌ" و"جمرٌ في المعاشِ"
همُ الصِّحاب.
ضاقت عليهم في الظلام صدُورهُم
لكأنَّما يصَّعَّدُونَ -كأي وغدٍ- في السماءِ
وسوفَ تنتظرُ القيودُ بقبرهِمْ
لتنالَ زينتَها الرقاب.

مبهر هذا الحرف بسمو محموله وألق ديباجته
قوافل الروعة تتهادى بين سطور بديعك أيها الرائع

دمت والألق

تحاياي