تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إشراقات مؤجلة



إسلام شمس الدين
10-03-2005, 11:20 PM
دقات الثانية عشرة تنزع ورقةً أخرى من دفتر العمر؛ تقطف زهرة من بستان سنواته المبعثرة على أرصفة الحياة، أقلب وجهي في السماء مستكشفاً الزهرة التالية، فلا أتبين ألوانها...
مضطربة إيقاعاتها هذه المرة، تؤلفها في عشوائية؛ نايات الوحشة، وقيثارة الحنين، وطبول القلق والحيرة، وتقسيمات شجية للشوق على أوتار العود.
تتواعد دقات الساعة ورنين الهاتف عند الضفة المهجورة من أودية صمتي، يتزامنان فتزداد فوضى الإيقاع.
يتسابق قلبي وأصابعي لمعانقة سماعة الهاتف، تسبقهما لهفتي محتلةً مساحات شاسعة من حروفي.
جاءني صوته منطلقاً فوق أوتار السعادة؛ أن كان أول من بادر بتهنئتي بعيد ميلادي...
هو دوماً الصديق الأقرب إلى نفسي، والأحرص على مشاركتي همومي وأفراحي ولحظاتي الخاصة.
بادلته التهنئة بالامتنان والشكر، سعدت لسعادته بالمبادرة؛ محاولاً إخفاء ذاك الأنين الخافت في أقصى بقعة من جوانب القلب.
باللهفة نفسها؛ تعدو جوارحي نحو المكالمة التالية، أتلقى تهنئة رقيقة، استقبلها بالسعادة والامتنان... لم تكن أيضاً المكالمة التي يحترق القلب شوقاً في انتظارها.
لم ينقطع رنين الهاتف، توالت التهانئ محملةً بالودِ وفيض المشاعر، احتواني هذا الدفء الحميمي؛ رغم التلال الجليدية المحيطة بشغاف القلب.
اُستنزفت لهفتي، خفتت جذوتها، عاد الهاتف إلى سكونه بعد أن تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً، وعدتُ إلى سكوني على حافة الشرود؛ مختلساً النظرة بين الحين والآخر لتفحص الهاتف والتحقق من كونه - مثلي - يتمسك بالخيوط الأخيرة في الحياة.

هذه هي المرة الأولى التي أتذكر فيها عيد ميلادي قبل قدومه، بل وأعدّ الساعات في انتظاره، فلستُ من المهتمين كثيراً بالمناسبات؛ وعادة ما لا أتذكر يوم ميلادي إلا مع أول تهنئة به.
في طفولتي لم أكن أنام هذه الليلة، أرتمي في أحضان أحلامي الصغيرة، أحيا مع الغد الميمون، والزينات التي تكسو جدران البيت، وبهجة الأصدقاء تعبّق الأرجاء، والهدايا التي سأقضي ليل الغد في فتحها وترتيبها.
ثم ما عادت دوامات الحياة تسمح لنا بممارسة الطقوس الطفولية، شاخت أحلامنا الصغيرة على أعتاب الزمن الجليدي، أطفأت رياح الإنكسارات شمعاتنا الملونة، فبرودة الأيام لا تساعد على السهر في أحضان الأمنيات، ينسينا الركض في طرق العمر السريعة أن هناك رغبات عابثة مخبأة في جيوب الذاكرة.

تتجاوز الساعة الرابعة صباحاً... ثقيلة ثقيلة الساعات في حضن الانتظار، تلقي بنا في بئرِ سحيقة من الرتابة واليأس .
أحاول مبارزة الوقت بتصفح بريدي، أطالع في سكون تهنئات الأصدقاء...
- إنه الصديق المشاغب دوماً، حتى التهنئة بعيد الميلاد لا تخلو من مشاغباته، كثيراً ما أغبطه على طفولية روحه ونقاء سريرته.
- رقيقة هذه البطاقة، ليست بالاحترافية الكافية، لكن أجمل ما فيها حرص صاحبتها على تصميمها بنفسها.
- آه ما أوفى هذا الصديق، ما ظننته يتذكر عيد ميلادي، فقد ألهتنا مشاغل الحياة الفترة الأخيرة حتى فرقت شعابنا.
- هذه الأبيات الشعرية من أنفس ما أُهدي لي هذا العام، فليس أغلى عند المبدع من حرفٍ يكتبه، وها هو يهديني أغلى ما لديه.
أواصل مطالعة الرسائل، أغالب دمعات حسرة تكاد تتسلل من جدران القلب المثقوبة، أصم أذني عن أناتٍ مكبوتة في جوانب النفس؛ تأمل لو غفلوا جميعاً عن يوم ميلادي، لكنهم – يا لسوء حظ قلبي – تذكروني كلهم.

يتسلل شعاع شمس أول صباحات عامي الجديد ليداعب الجفن الكلوء، أنتبه لكوني لم أذق النوم منذ أكثر من يومين؛ يتسرب الشعور بالإرهاق ليلامس أوصالي المتعبة، أفتش فوق جفوني عن بقايا رغبات شاردة في إغفاءة قصيرة، فتشدني أحبال التأمل للغوص في بحيرات السكون.
أنفض عن نفسي غبار الإحباطات؛ باحثاً عن إشراقات مخبأة خلف غيمات اليأس علني أبدأ بها عامي الجديد.
- آه ما أقسى أن تتحول قلوبنا من الرغبة في الحياة إلى مجاهدة الموت.

*****
أنحدر من أصولٍ تصطبغ بموروثات وعادات وأفكار البيئة الصحراوية، لذا نرى في المطر بشارة خير ونماء؛ تتجسد فيه كل ملامح الحياة، نستقبله بالفرحة والبهجة.
على غير عادته في شهر مارس؛ يزورنا المطر في مساءٍ شتوي؛ محملاً بحقائب صقيعية، وقبسات "برقية" ، ومقطوعات كلاسيكية يعزفها الرعد في غير توقف، تمتزج قطرات المطر مع وهج البرق ليكونا لوحة تشكيلية تأسرني بين دقائقها.
من المفترض أن الشتاء قد لملم بقاياه مغادراً؛ فهل يا ترى جاء المطر خصيصاً لمشاركتي هذا اليوم؟ أم جاء سفيراً للأقدار حاملاً منها رسالة الوداع الأخيرة؟

*****
لم أتعود الاحتفال بعيد ميلادي؛ مكتفياً بتهنئة الأصدقاء دون أن أرهقهم أو اختلس من وقتهم، هم أيضاً عرفوا عني هذا دون غضاضة.
هذه المرة يحرص الجميع على الحضور في الذاكرة يوم ميلادي ... هل هو التخاطر الإنساني عن بعد جعلهم يدركون مدى احتياجي لوجودهم؟ أم اهتمامهم لأمري يحثهم على وضع لبنات صغيرة تقيم جدران القلب المتهدمة؟
ازدحمت الغرفة بالهدايا دون رغبة مني في فك أغلفتها؛ اصطفت الورود في مشهد حزين انتظاراً لمن يمنحها نضارةً تفتقدها.
ما لهذه الورود لم تتفتح بعد؟! وحد علمي أن مارس هو شهر الربيع!

*****
أراقب عقارب الساعة تركض متسارعة في اتجاه الثانية عشرة...
تدرك غايتها مبكرة لتعلن انتهاء اليوم؛ نغماتها ثقيلة ثقيلة.
أحاول عبور الجسر بين السنة والسنة، أنزوي بين عقارب الساعة هرباً من مطاردة ذاك المجهول يجول طليقاً في أعماقي.
انظر في المرآة؛ تزعجني الشذرات البيضاء الزاحفة لاحتلال المساحات الليلية من شعري؛ رغم أنني ما زلتُ في مطلع الثلاثينيات؛ أحدق أكثر في تلك الملامح الباهتة؛ ليست ملامح السعادة بحفاوة المقربين، ولا ملامح الأسى لحسرة تدب في دواخلي.
ينتفض العقل بحيلة شيطانية للالتفاف حول أحلام القلب المتوجع...
لماذا لا أقدم لنفسي التهنئة نيابةً عنها؟!
ألم أكن أشعر دوماً أننا روحٌ واحدة؛ قلبٌ واحد؟
استجمعت ما تبقى من شتات الأمل الزائف؛ توجهتُ برجائي - متوجساً – للوجه الكامن في مرآتي...
وكأنه يقرأ أفكاري؛ ابتسم ساخراً؛ أجاب رجائي متهكماً:
- أما زلت تسبح في عماياتك؛ هائماً في أودية الوهم الملون؟
أتراها تذكرته العام الماضي؛ فتذكره هذا العام؟! أو قبل الماضي؟!
أما زلت تأمل في استئجار و لو خيمة منزوية في ضاحية ذاكرتها المزدحمة؟
- يكاد صمتي ينطق متوسلاً لعله يرفق بحالي
يكمل متعجلاً ؛ مترفقاً:
- لا تنزعج؛ "كل سنة وانت طيب"...
سأكون أول من يقولها لك... عندما تشرق شمس ميلادك !



إسلام شمس الدين
القاهرة
في 9 /3 / 2005

يسرى علي آل فنه
11-03-2005, 04:39 AM
أخي الرائع اسلام شمس الدين:-

كثيراً ما تحمل الأمنية بريق شوقٍ متجدد كلما تفقدنا العمر نجده يطل رغماً عن واقعنا

و على أي حال من الجمال أن نصنع للقلب فرحاً ، ونعدهُ بإشراقةٍ مؤجلة.

كل عام وانت بخير

أستمتعُ دائماً بالقراءة لك 00دمتَ رائعاً

بثينة محمود
11-03-2005, 09:04 AM
وددت لو أرسلت تهنئتى قبل يومين .. قبل زخات المطر التى حاصرت كل إشراقاتنا المؤجلة
ورسمت على جبين ذلك النهار وحشة الشتاء وبرودته ..

لقد عبرت يوماً بهذا الممر الضيق الذى يصل بنا لما بعد الثلاثين .. فيُخيل لنا أننا قد صرنا على قمة

منحنى الحياة ..وأننا لا ريب هابطون بعد قليل .. ولكنها كانت حسابات خادعة .. وأرقام مأجورة كى

تسلب منا تلك البهجة التى يخبئها لنا الغد دوماً .. والتى نتلهى عنها بالنظر لشعيراتنا البيضاء أو

باستدعاء المختبئين فى خبايا الذاكرة لنبكيهم ..

عزيزى .. نحن لا نملك من الأيام غير اوراق النتيجة التى نسحقها كلما انتهت ..لا نملك سوى أن

نستدعى تلك اللحظات التى فارقناها فى طفولتنا لنعيشها مرات ومرات ..لا نملك إلا أن نفتح

الهدايا بذات الشغف الماضى .. لعل ذلك الصندوق الصغير يحمل بين جوانبه إشراقة غير مؤجلة

تهانئى
وكل عام وأنت بخير

د. سلطان الحريري
11-03-2005, 10:17 PM
كنت أتمنى أيها النقي أن أسكب شيئا من جنوني وشجوني على صفحة أخرى غير هذه ، بعد أن قرات رائعتك ، ولكن الوقت لم يسعفني، كنت أود لو شاركتك ليلتك الطويلة، وأنا الذي يعرف إسلام الإنسان قبل معرفتي بإسلام الكاتب المبدع..
لا أجد أيها الحبيب إلا القول : رائع رائع رائع يا إسلام..هذه المرة أرى القلب هو الذي يكتبك ، وأراك تنشر نبضك على الورق في لحظات ( إشراقات مؤجلة) ..والأجمل من ذلك كله هذا الأسلوب القصصي المشوق الذي نقلنا إلى عالمك ..وكأنني في غرفتك أنظر إليك وأنت تنتظر هاتفك الموعود..
لله درك يا صاحبي
دمت صديقا ومبدعا

إسلام شمس الدين
20-03-2005, 08:51 PM
أخي الرائع اسلام شمس الدين:-

كثيراً ما تحمل الأمنية بريق شوقٍ متجدد كلما تفقدنا العمر نجده يطل رغماً عن واقعنا

و على أي حال من الجمال أن نصنع للقلب فرحاً ، ونعدهُ بإشراقةٍ مؤجلة.

كل عام وانت بخير

أستمتعُ دائماً بالقراءة لك 00دمتَ رائعاً


العزيزة يسرى ..
وأنا أسعد دائماً بتواصلك الرائع
صدقتِ ؛ ما أجمل أن نسعى لمنح القلب بعضاً من فرحة يشتاقها ، وأن نهبه بعض الأمل في إشراقة ينتظرها ؛ لعل الأمنيات المؤجلة تشرق يوماً .

كل عام وأنتِ بكل الخير والسعادة
ولكِ أرق تحياتي وأطيب أمنياتي :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
20-03-2005, 09:12 PM
وددت لو أرسلت تهنئتى قبل يومين .. قبل زخات المطر التى حاصرت كل إشراقاتنا المؤجلة
ورسمت على جبين ذلك النهار وحشة الشتاء وبرودته ..

لقد عبرت يوماً بهذا الممر الضيق الذى يصل بنا لما بعد الثلاثين .. فيُخيل لنا أننا قد صرنا على قمة

منحنى الحياة ..وأننا لا ريب هابطون بعد قليل .. ولكنها كانت حسابات خادعة .. وأرقام مأجورة كى

تسلب منا تلك البهجة التى يخبئها لنا الغد دوماً .. والتى نتلهى عنها بالنظر لشعيراتنا البيضاء أو

باستدعاء المختبئين فى خبايا الذاكرة لنبكيهم ..

عزيزى .. نحن لا نملك من الأيام غير اوراق النتيجة التى نسحقها كلما انتهت ..لا نملك سوى أن

نستدعى تلك اللحظات التى فارقناها فى طفولتنا لنعيشها مرات ومرات ..لا نملك إلا أن نفتح

الهدايا بذات الشغف الماضى .. لعل ذلك الصندوق الصغير يحمل بين جوانبه إشراقة غير مؤجلة

تهانئى
وكل عام وأنت بخير


العزيزة سنبلة ..
وددتُ لو فعلتِ :0014:
فكثيراً ما نحتاج إلى الأصدقاء المقربين ليمنحونا بعض الأمل وبعض الضياء في عتمة انتظار إشراقاتنا المؤجلة
فحتى أوراق النتيجة ربما لا نملكها ، فنكتفي بمطالعة تساقطها واحدة تلو الأخرى
فليس يزعجنا تعاقب الأيام والسنوات ، بقدر ما يحزننا فرارها دون إشراقات ننتظرها


كل عام وأنتِ بخير وسعادة سنبلة :0014:
ولكِ أطيب تحياتي
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
20-03-2005, 10:13 PM
كنت أتمنى أيها النقي أن أسكب شيئا من جنوني وشجوني على صفحة أخرى غير هذه ، بعد أن قرات رائعتك ، ولكن الوقت لم يسعفني، كنت أود لو شاركتك ليلتك الطويلة، وأنا الذي يعرف إسلام الإنسان قبل معرفتي بإسلام الكاتب المبدع..
لا أجد أيها الحبيب إلا القول : رائع رائع رائع يا إسلام..هذه المرة أرى القلب هو الذي يكتبك ، وأراك تنشر نبضك على الورق في لحظات ( إشراقات مؤجلة) ..والأجمل من ذلك كله هذا الأسلوب القصصي المشوق الذي نقلنا إلى عالمك ..وكأنني في غرفتك أنظر إليك وأنت تنتظر هاتفك الموعود..
لله درك يا صاحبي
دمت صديقا ومبدعا
الحبيب أبداً د. سلطان

كلما عصفت بالنفس العواصف ؛ ألوذ بك متلمساً في نقاء روحك وصدق محبتك ؛ الأمل والدفء والضياء

وأنا أيضاً أخي الحبيب كم وددت لو شاركتني ليلتي "الطويلة"
فكثيراً ما يأخذني الحنين لأمسيات جمعتنا سوياً
فمنحتني من صفائك ونقائك الكثير

دمت لي أخي الحبيب
ولا حرمني الله من حضورك الرائع في حياتي

لك كل محبتي - وياليتها توفيك قدرك عندي - :0014: :0014:
إسلام شمس الدين

د. سمير العمري
01-09-2005, 08:32 PM
خلتني أبتسم خجلاً وأنا أقرأ العنوان بعد أن فاجأني أن فاتني الرد على هذه الرائعة ووجدتني أهمس لنفسي: بل هي ردود مؤجلة. ::

نعم لا أدري كيف هربت مني هذه الرائعة حتى أعثرتني عليها المصادفة السعيدة فقلت أن ترد متأخراً خير من أن لا ترد أبداً. ثم قلت: صدق الله العظيم إذ يقول "وعسى أن تكرهوا شيئاً ... " فتأخري هذا فرصة لأرفع للقراء هذه الدرة التي تظل شهادتي بها وبتفوق صاحبها مجروحة.

إسلام شمس الدين:

اسم يبش القلب له وتطرب الذائقة لحرفه.



محبتي
:os::tree::os:

معاذ الديري
02-09-2005, 02:56 AM
كل عام وانت بخير
كل عام وقلمك ينشر اشراقاته بيننا ..
النسيان صعب .. لا سيما في مناسبات كانت من اجلهم..
ولكنه اول درجات العافية .. فهو نعمة على رأي ميادة الحناوي.. اتمنى ان تُرزقها وايانا..
الثلاثين والاربعين وغيرها .. لاتمثل شيئا في ذاكرتنا الا اذا جعلناها تمثل شيئا .
بلغت الثلاثين قبل عام .. وقلت في نفسي: اذا كنت لا اعرف كم بقي فكيف اعتبرها المنتصف؟واذا كنت لازلت تحت الصفر فكيف اعتبرها بداية النزول من القمة؟.
وان كانت لم تأت في الثلاثين فلست حريصا عليها في الاربعين..
رضيت نفسي بقسمتها ... فليراود غيري الشهبا ----- (لابي ماضي)

ثم هل علينا ان ننسى؟
لماذا لا نكتفي بتذكرها تجربة مرت كسفرنا للاصطياف في بلد جديد دون الة تصوير .. نعود كانها حلم او تجربة قديمة .. هل عيب ان نضحك على قلوبنا ونوهمها بماهو لمصلحتها؟

تحية كبيرة لاحدى روائعك.
فائق الود من عاقد

د.إسلام المازني
02-09-2005, 06:04 AM
أشكر أولا أخي سمير أن أراني تلك الرائعة لأخي ونفسي إسلام

ذكرتني بعذوبة جبران

يا زمان الحب قد ولى الشباب *** وامحى العمر كالظل الضئيل



إشراقاتك أخي إسلام لا أعرف كيف أصفها.... لكنها مختلفة حقا

لا تشبه كتابات القوم


حية متواصلة مع القلب ،لا تستطيع العين أن تتركها حتى تصل لآخر حرف



أما الثلاثين فهي موجعة بأي اعتبار


هزة أو صدمة أو حسرة للجميع



لا يسكن الألم سوى مثل تلك الإشراقات حين نتبادلها، وحين نجد من يشعر بنا داخلها


ومثلها الشيب حين يأتي باكرا أو متمهلا ، فهو باب المحاسبة والخوف حتى لطلاب الدنيا

وأصحاب الرسالات تختلف لديهم الصورة ، فما يسرهم قد يكون مختلفا

أذكر شاعرا عراقيا قديما قال

لئن لبست لباس الشيب رائعة*** فقد نزعت شبابي وهو ريعان


أشكرك أخي إسلام وتقبل حبي

إسلام شمس الدين
07-09-2005, 08:56 PM
خلتني أبتسم خجلاً وأنا أقرأ العنوان بعد أن فاجأني أن فاتني الرد على هذه الرائعة ووجدتني أهمس لنفسي: بل هي ردود مؤجلة. ::

نعم لا أدري كيف هربت مني هذه الرائعة حتى أعثرتني عليها المصادفة السعيدة فقلت أن ترد متأخراً خير من أن لا ترد أبداً. ثم قلت: صدق الله العظيم إذ يقول "وعسى أن تكرهوا شيئاً ... " فتأخري هذا فرصة لأرفع للقراء هذه الدرة التي تظل شهادتي بها وبتفوق صاحبها مجروحة.

إسلام شمس الدين:

اسم يبش القلب له وتطرب الذائقة لحرفه.



محبتي
:os::tree::os:
الحبيب د.سمير العمري
وإن كان بطل النص لم يزل في انتظار "إشراقاته المؤجلة"؛ فإن النص نفسه نال أجملها الآن إذ شرف بسناء مرورك
شكراً لك أن أعدتني إلى أحد أقرب النصوص إلى نفسي
وشكراً لك أن منحته شرف قراءة الأحبة في الواحة له

دمت مشرقاً كما عهدتك
ولك محبتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
07-09-2005, 09:09 PM
كل عام وانت بخير
كل عام وقلمك ينشر اشراقاته بيننا ..
النسيان صعب .. لا سيما في مناسبات كانت من اجلهم..
ولكنه اول درجات العافية .. فهو نعمة على رأي ميادة الحناوي.. اتمنى ان تُرزقها وايانا..
الثلاثين والاربعين وغيرها .. لاتمثل شيئا في ذاكرتنا الا اذا جعلناها تمثل شيئا .
بلغت الثلاثين قبل عام .. وقلت في نفسي: اذا كنت لا اعرف كم بقي فكيف اعتبرها المنتصف؟واذا كنت لازلت تحت الصفر فكيف اعتبرها بداية النزول من القمة؟.
وان كانت لم تأت في الثلاثين فلست حريصا عليها في الاربعين..
رضيت نفسي بقسمتها ... فليراود غيري الشهبا ----- (لابي ماضي)

ثم هل علينا ان ننسى؟
لماذا لا نكتفي بتذكرها تجربة مرت كسفرنا للاصطياف في بلد جديد دون الة تصوير .. نعود كانها حلم او تجربة قديمة .. هل عيب ان نضحك على قلوبنا ونوهمها بماهو لمصلحتها؟

تحية كبيرة لاحدى روائعك.
فائق الود من عاقد

وكل عام وأنت بخير وسعادة واستقرار أيها الحبيب :0014: :0014:
نعم النسيان صعب، وكيف لنا أن نكتفي بتذكر تجارب أعادت صياغتنا وتشكيلنا؟!
كيف لنا أن نكتفي بتذكرها وهي تسكننا وتسجننا داخلها؟!

وليس عيباً أن "نضحك" على قلوبنا أو نعللها بالوهم، لكن هل من السهل أن يشبع هذا أحلامها؟؟

أحسنت أيها الحبيب الحكيم في نظرتك للثلاثين أو غيرها، أسأل الله أن يبارك لك في عمرك ويسعد أيامك كلها

دمت لأخيك
ولك محبتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
07-09-2005, 11:33 PM
أشكر أولا أخي سمير أن أراني تلك الرائعة لأخي ونفسي إسلام

ذكرتني بعذوبة جبران

يا زمان الحب قد ولى الشباب *** وامحى العمر كالظل الضئيل



إشراقاتك أخي إسلام لا أعرف كيف أصفها.... لكنها مختلفة حقا

لا تشبه كتابات القوم


حية متواصلة مع القلب ،لا تستطيع العين أن تتركها حتى تصل لآخر حرف



أما الثلاثين فهي موجعة بأي اعتبار


هزة أو صدمة أو حسرة للجميع



لا يسكن الألم سوى مثل تلك الإشراقات حين نتبادلها، وحين نجد من يشعر بنا داخلها


ومثلها الشيب حين يأتي باكرا أو متمهلا ، فهو باب المحاسبة والخوف حتى لطلاب الدنيا

وأصحاب الرسالات تختلف لديهم الصورة ، فما يسرهم قد يكون مختلفا

أذكر شاعرا عراقيا قديما قال

لئن لبست لباس الشيب رائعة*** فقد نزعت شبابي وهو ريعان


أشكرك أخي إسلام وتقبل حبي
بل أنا من يتوجب علي شكرك أيها الحبيب
أكرمك الله كما أكرمتني
ولكن أين أنا من جبران

نعم أستاذنا العزيز، قد يكون حلول الثلاثين موجعاً؛ خاصة إذا داهمتنا ونحن على أرصفة انتظار
إشراقات نتوق إلبها
إنما يتوقف احساسنا بها على ما حققناه من أحلام قبل أن تجتاحنا

أشكرك كثيراً على مرورك هنا د.إسلام
فلك محبتي وأطيب تحياتي :14..:
إسلام شمس الدين

ليال
13-09-2005, 02:33 PM
(لا شيء أصعب على المرء من ثلاث أن يحاول النوم فلا يستطيع ،أن يحاول البوح فلا يقدر،وأن ينتظر شخصاً يعلم يقيناً بأنه لن يأتي)
تبقى هذه العبارة التي قرأتها منذ سنوات طويلة من أشد العبارات التصاقا بذاكرتي واليوم وأنا أقرأ لك وجدتها حاضرة وراء كل حرف من حروفك .. أنه اليأس يا سيدي هذا المارد الذي يجرجر في عروقنا الظمأى أشواك الخيبة ويذر على جراحنا الملتهبة أملاح الإنكسار ويصرخ في وجوهنا في اليوم ألاف المرات،يقذفنا بكل عبارات السخرية فنبتلعها سريعا كثقب اسود،يحاول عبثاً أن يرينا الصورة كما هي لكننا نأبى إلا أن نعشقها مقلوبة ، يدق بكل جبروته كل نواقيس المنطق في عقولنا لكننا صم ونواقيسنا خرساء...يحاول ويحاول وعندما ييئس اليأس منا يسلمنا راضيا للهذيان. ألف تحية وسلام

سحر الليالي
14-12-2006, 06:57 PM
لله ما أجمل ما قرأت

أخي اسلام اشتقنا لك

كن بخير دوما

يسرى علي آل فنه
15-12-2006, 05:23 AM
http://mud.mm-a4.yimg.com/image/1079837641
هنا جمال لاتغيب شمسه
بل تزداد عذوبة حرفه وعميق صدقه في كل قراءة
أخي الرائع اسلام شمس الدين
أمنياتي الصادقة في أن تكون في أطيب حال ،
وكل عام وأنت بألف خير
***
ليال ردك الجميل استوقفني بحكمته المميزة
***
منار شكراً لذوقك الرفيع

أسماء حرمة الله
14-02-2007, 02:20 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة مكتوبة بعبق الياسمين


أديبنا المبدع إسلام،


للرفـع .. فهناك نصوصُ شامخة تظلّ كذلك مهما هرولت السنون، بل تزيدها بريقاً وتوهّجاً، ونصوصك منها وربّي !
هلاّ عدتَ من الغياب كيْ تسعد قرّاءكَ وأهل واحتـك ؟ فهم ينتظرونك جميعاً على أحرّ من الوفـاء .


حماكَ ربّي أينما حللت وارتحلت
تقديري الكبير :0014:
وألف طاقة من الورد والندى