تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخيط الرفيع



فاكية صباحي
05-12-2013, 01:24 AM
هذه مجموعةٌ من الخرزات ِالتي ارتأيتُ أن أرصفَها بخيط رفيعٍ ..لا يمكن أن تراهُ سوى القلوبِ الشفيفة
التي ميّزها الله تعالى-عن غيرِها - برحمتِها ..وبرها..وهفيفِ بياضِها ..ورفّ أحاسيسها المرهفة..

وهْي تسمُو بها أفقا بين ذؤاباتٍ ..لا تعرف غير النقاء ،لتبقى ممتطيةً صهوات خيوطِها الرفيعة
التي لا يمكن أن تنوءَ بأحمالها مهما ثقـُـلتْ..
ولقد اخترتُها مختلفةَ الألوان كاختلاف تفاصيلِ أيامِنا التي يستحيلُ أن يثبتَ وجهُها على لونٍ واحدٍ
لتهيمَ بها تعرُّجاتها كما تهيمُ مياهُ الأنهار بأوراقِ الشجر..وهْيَ تبعثرُها أنّى تشاء ..
مثلما تبعثرُنا صفعاتُ الحياة ِدونَ إرادةٍ منا ..ليجمع َشتاتنا خيطُ الرضا المثقلِ بأحجارِ المبادىء والقيم ..
كما أنني أردتُها أن تكون كالمعدنِ الخام الذي نأخذُه ُمن الطبيعةِ كما هو ..قبل أن يُجددَ ملامِحَه تفننُ اللهبِ

لأن الأشياءَ الأصلية إذا ما أُعيدَ صقلها - ورغم كونها ستصيرَ أكثرَ بريقًا-
إلا أنها ستفقدُ أشياءً كثير ةً لا تـُقدّر بثمن..

أهمها رائحة الترابِ التي لا حوانت تبيعُها ..ولا أفق يمطرُها..
ففتشْ بين نبضاتكَ أيها العابرُ من هنا لتجدَ ما يُكملُ هذه الخرزات بين حناياك ..
لأن الروحَ المُتأملة لا تنزوي بعيدا عن عيونِ البشر ..ولاتهيم ُبالملكوتِ الأعلى دونَ جوازِ سفرٍ ..

إلا لتعود َمحملةً بما تسْكبُه على صمتِ الورقِ مُرصعًا بلآلىء الحكمةِ ..معتقا بأنفاسِ الضياء..
وكل ما ركّبتُه بخيطي الرفيع هذا ..ما هو إلا نافذة قد يَطلُّ منها الآخرونَ على عوالمَ تُوضئُها طِلالُ الصدقِ والوفاءِ..
ولا شكّ أنها قد كانت بين أيديهمْ يوما – ظلا ظليلا ..وهمسا جميلا- وما انتبهُوا لها إلا بعدما انسَكبتْ
من بين أصابعهم ماءً رقراقا أنّى له أن يعود - مجددا - وقد تسرّب بين شقوقِ المساءاتِ الغافية ِ..قطرة ً..فأخرى
فكم نحنُ بحاجة ٍماسةٍ للحظةِ وقوفٍ مع ذواتِنا ..علـّنا نُعيد لها ما انسفحَ منها في هدوءٍ دون أن تنتبهَ
..ونمُد اليدَ لتنثرَه وردا نديًّا ..كم ستحتاجُه أغصانُنا الجرداء إذا ما استقامتْ وحيدةً في وجهِ الخريف
وقد أعياها بردُ المحطاتِ ..وفتحُ حقائب الذكرى التي قلَّـما تجد مفاتيحَها بين طيّ محطة ..وترقب أخْرى

أحمد الرحاحلة
05-12-2013, 05:22 AM
كلمات وصور وأفكار ولوحات آخذة
تحية وتقدير لهذا المداد

أحمد الأستاذ
05-12-2013, 02:17 PM
الأشياءَ الأصلية إذا ما أُعيدَ صقلها - ورغم كونها ستصيرَ أكثرَ بريقًا-
إلا أنها ستفقدُ أشياءً كثير ةً لا تـُقدّر بثمن..

فبعضُ الحقائق كثيرا ما تكون موجعةً حدّ الموت في زمنٍ طغتْ عليه الكذبةُ الساخنةُ..
تماما كالوجبةِ السريعةِ التي يحاولُ المرء أن يُسكن بها جوعَه المؤجل ..
ولا يشعرُ بعدَها بالشبع - أبدا - قدرَ شعوره بجوعٍ آخرَ أشدُّ ضراوةً ..ما كانتْ تلك الوجبة ُإلا طـُـعمًا له..

فما أرفعَ الخيوط الفاصلة بين برد ِحقيقتِنا ..ودفءِ كذباتِنا السّاخنة التي نُهدهد بها جراحًا لا يمكن لها أن تطيب..
الله الله!
حرف حكيم, وأسلوب شائق, يليقينا على ضفاف الفكر والإبداع!
ما أجمل نثرك أخيتي فاكية
لنعم الأديبة أنتِ

النص للتثبيت ترحيبا

إعجابي

فاكية صباحي
05-12-2013, 04:01 PM
الله الله!
حرف حكيم, وأسلوب شائق, يليقينا على ضفاف الفكر والإبداع!
ما أجمل نثرك أخيتي فاكية
لنعم الأديبة أنتِ

النص للتثبيت ترحيبا

إعجابي


وما أرقى مرورك أخي الكريم أستاذ أحمد

أكرمك الله بفيض منه تعالى

وثبت خطاك على ثغام النور

تقبل مني خالص التقدير
مع مفردات الشكر والإخاء

عبير هاشم
07-12-2013, 12:59 AM
عزيزتي فاكية
ما راق لي هنا هي فلسفة الكلمات الجميلة
التي احتوت هذه النصوص الفريدة
رائعة كعادتك في تليغ رسالة جميلة بهية الخُلقِ والحضور
دمتِ بخير أينما تكونين

فاكية صباحي
07-12-2013, 10:58 PM
عزيزتي فاكية
ما راق لي هنا هي فلسفة الكلمات الجميلة
التي احتوت هذه النصوص الفريدة
رائعة كعادتك في تليغ رسالة جميلة بهية الخُلقِ والحضور
دمتِ بخير أينما تكونين


أهلا وسهلا بك عزيزتي عبير

ما أرقى مرورك بعد مساءات الغياب
لا أبعد الله لك خطوا..
وسعيدة جدا أن وجدتك هنا

كوني بخير دائما ...وسلامي لكل أفراد الأسرة الغالية

خلود محمد جمعة
10-12-2013, 10:41 PM
فلسفة مُحاكة بخيوط رفيعة من الحكمة القوية
نص مطرز بحبات اللؤلؤ الخام
دمت بخير
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
01-01-2014, 02:57 AM
خرزات يمكن لها أن تأتلق قلادة بهاء على جيد النثر
ولوحات رسمت بجمالية المعنى فزهت لونا وتأثيرا

دمت بخير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
01-01-2014, 06:15 PM
خرزاتك تفتح أبوابا تطل على الكون من عل ـ وتأملاتك رائعة عميقة
راقية المضمون, حوت الحكمة بحروف نورانية
بوركت قلما ووجدانا سيالا وإنسانة رائعة
نثرية قوية بصورها ومضمونها
دمت للألق.

سامية الحربي
01-01-2014, 08:34 PM
أحب أن أقرأ لك أديبتنا الكريمة .حرف محلق رقيًا. دام دافعك. تحياتي.

فاطمه عبد القادر
03-01-2014, 02:36 AM
واندلقتْ كأسُ الأيام ببئر السنين..وانهمرتْ أمطار الغياب مترقرقةً لتهيم َعلى حدّها مراكبُ الأنْسِ ..والوصَال ..مركبا فآخر ..


السلام عليكم
حكايا ممتعة ولذيذة بقلم متمكن سلس وناعم ,
إبداع جميل يطل ويسطع بين الكلمات وبين السطور
رائع ما قرأته فاكيه العزيزة
شكرا لك
ماسة

كاملة بدارنه
05-03-2014, 07:10 PM
نصّ ثريّ بجميل الأفكار والصّور، ولغة باذخة التّعابير
تمنّيت خلوّه من بعض الأخطاء ليزداد ألقه
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
15-05-2014, 07:18 PM
خرزاتك روعة وجمال أختي
ونثرك مشاعر رائعة وحس ممتع

شكرا لك أختي

بوركت

لانا عبد الستار
10-07-2014, 02:59 AM
ما أروعك أيتها الأديبة وما أجمل فلسفتك
سأقرأها وأقراها ولن أمل خرزاتك
أشكرك

رويدة القحطاني
06-06-2015, 05:49 PM
نثر جميل كأنه النقش على ثوب عروس
تكتبين بمهارة أستاذة فاكية

د. سمير العمري
06-03-2016, 04:31 PM
نص شاعري بلغة نثرية جدية عموما وإن وجدتها بحاجة لضبط أكثر والتزام أوضح بالكتابة المرسلة بأسلوب الفقرة ودقة في استخدام علامات الترقيم ، وكذا سيزداد النص جمالا ببعض تكثيف لغوي وبلاغي.

أنت أديبة مميزة وببعض جهد سيكون لحرفك قدر أكبر.

بأحجارِ المبادىء والقيم
بل المبادئ

مُرصعًا بلآلىء الحكمةِ
بلآلئ

وكل ما ركّبتُه بخيطي الرفيع هذا
التركيب ليست المفردة الصحيحة في مثل هذا المقام فلولا قلت سلكته بخيطي أو ما شابه.

بين شقوقِ المساءاتِ الغافية
المساءات جمع المساءة "من الإساءة" ، أما جمع مساء فهي أمساء أو إن شئت المرادف فأمسيات أو أماسي.

تقديري