فاكية صباحي
06-12-2013, 10:13 PM
تزامنت دقات ساعة يدها و دقات قلبها وهي تنتظر الحافلة بشغف شديد
وخيال جنح بها بعيدا ....لم تعد ترى تلك العيون التي كادت أن تلتهمها
ليخرجها(هو) من عالمها الجميل بسقوطه على علبة الحلوى التي كانت
بيدها........إثر تعثره بالرصيف ......غيرأنها دفعته بقوة وهي تردد:
دونك عني أيها الأعمى...
أحنى رأسه خجلا ثم قال:آسف يا سيدتي لم أرك.
قالت:أنّى لك أن تراني وأنت أعمى....
تسمّر بمكانه هنيهة ...ثم راح يترنح ..وقطرات العرق تنهمر من جبينه
ليمسحها بحركة خاطفة ثم يعيد يده لجيبه.....
مرت لحظات باردة كبرد جراحاته التي راحت تتعالى في نفسه
وهو يشعر وكأن الناس جميعا يرمقونه بعين الشفقة التي طالما أّرّقــته ، وقضّتْ مضجعَه ..
فجأة أطلّتْ الحافلة ليبقي يروح ويجيء شارد الذهن..
وبمجرد ما انطلقت مقلة الجميع كانت هي تجلس في مقدمة الركاب حاملة علبة الحلوى التي
راحت تعيد تزيين شريطها من حين لآخر..
وماهي إلا لحيظات حتى وصلتْ مكانها المقصود ..
نزلت مسرعةً ....دخلت شركةً ما....جلست أمام السكرتيرة .
ها قد أتيت حسب الموعد يا آنسة..
وهذه بعض مؤهلاتي داخل هذا الظرف...إضافة إلى كوني أتقنُ كل اللغات ..
ثم سألتها مبتسمة هل وصل سيادة المدير؟؟
السكرتيرة: ليس بعد....
قالت :خذي هذه الحلوى لقد أحضرتها له خصيصا ليحلي بها صباحه هذا
وماكادت تكمل عبارتها المنمقة ..حتى لمحته يتهادى شامخ الخطى مشغولا بكلمة
عابرة تربعت على عرش ذهنه الهادىء - هذا الصباح - لتعكر صفوه ...
فاستنفرت قائلة:...ماذا يفعل هذا الأعمى هنا ...؟؟!
السكرتيرة:...حسبك ياآنسة إنه سيادة المدير...!
لم تجد ما يمكن أن تضيفه....فنهضت مسرعة لتصطدم به دون أن تدري
ثم قالت:...آسفة يا سيادة المدير....
ورغم كونه قد عرفها من رائحة عطرها ..ووقاحة صوتها... لم يرد عليها سوى
بهدوء الطود الأشم :....بل سيادة الأعمى ياآنسة ...!
فانتفضت كالطير الجريح....ثم خرجت مسرعة الخطى وهي تحتسي
دموعا امتزجت بقطرات عرق باردة ...
لقد أدركت تماما بأنها قد أتقنت كل اللغات إلا لغة الضريْر ...
لأنها أمرّ من أن يتذوقها جحودُ البصيْر....!
وخيال جنح بها بعيدا ....لم تعد ترى تلك العيون التي كادت أن تلتهمها
ليخرجها(هو) من عالمها الجميل بسقوطه على علبة الحلوى التي كانت
بيدها........إثر تعثره بالرصيف ......غيرأنها دفعته بقوة وهي تردد:
دونك عني أيها الأعمى...
أحنى رأسه خجلا ثم قال:آسف يا سيدتي لم أرك.
قالت:أنّى لك أن تراني وأنت أعمى....
تسمّر بمكانه هنيهة ...ثم راح يترنح ..وقطرات العرق تنهمر من جبينه
ليمسحها بحركة خاطفة ثم يعيد يده لجيبه.....
مرت لحظات باردة كبرد جراحاته التي راحت تتعالى في نفسه
وهو يشعر وكأن الناس جميعا يرمقونه بعين الشفقة التي طالما أّرّقــته ، وقضّتْ مضجعَه ..
فجأة أطلّتْ الحافلة ليبقي يروح ويجيء شارد الذهن..
وبمجرد ما انطلقت مقلة الجميع كانت هي تجلس في مقدمة الركاب حاملة علبة الحلوى التي
راحت تعيد تزيين شريطها من حين لآخر..
وماهي إلا لحيظات حتى وصلتْ مكانها المقصود ..
نزلت مسرعةً ....دخلت شركةً ما....جلست أمام السكرتيرة .
ها قد أتيت حسب الموعد يا آنسة..
وهذه بعض مؤهلاتي داخل هذا الظرف...إضافة إلى كوني أتقنُ كل اللغات ..
ثم سألتها مبتسمة هل وصل سيادة المدير؟؟
السكرتيرة: ليس بعد....
قالت :خذي هذه الحلوى لقد أحضرتها له خصيصا ليحلي بها صباحه هذا
وماكادت تكمل عبارتها المنمقة ..حتى لمحته يتهادى شامخ الخطى مشغولا بكلمة
عابرة تربعت على عرش ذهنه الهادىء - هذا الصباح - لتعكر صفوه ...
فاستنفرت قائلة:...ماذا يفعل هذا الأعمى هنا ...؟؟!
السكرتيرة:...حسبك ياآنسة إنه سيادة المدير...!
لم تجد ما يمكن أن تضيفه....فنهضت مسرعة لتصطدم به دون أن تدري
ثم قالت:...آسفة يا سيادة المدير....
ورغم كونه قد عرفها من رائحة عطرها ..ووقاحة صوتها... لم يرد عليها سوى
بهدوء الطود الأشم :....بل سيادة الأعمى ياآنسة ...!
فانتفضت كالطير الجريح....ثم خرجت مسرعة الخطى وهي تحتسي
دموعا امتزجت بقطرات عرق باردة ...
لقد أدركت تماما بأنها قد أتقنت كل اللغات إلا لغة الضريْر ...
لأنها أمرّ من أن يتذوقها جحودُ البصيْر....!