تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تراتيل الحنين...



فاكية صباحي
06-12-2013, 10:22 PM
يا أيها القلبُ المُسجىّ بالبشائر والحنينْ
هذي المدينة أغلقت أبوابَها
وتوسدتْ غصاتَها خلف الأنينْ
من ألف جرحٍ سَيّجت شطآنَها..
كفُّ الجليدْ

وتناثرتْ أحلامُها خلف الشجا

إذ لا مفاتيح اعتلت هذي البروج لينحني سورُ الحديدْ

مهلا ..فمن سرا إليها قد مضى لا...لن يعودْ..

لكنها..لا ما انحنتْ
بين المواجع كبّرتْ
رغم البلاءْ...
واستأنستْ غيمات طهرٍ خلفها قد أمطرتْ

وتوضأتْ بين الفجائع بالدماءْ

مذ غُربتْ بين المقاصل والوعودْ
من ألف جرح مزقت نبض الوريدْ
وتناثرت آهاتُها جمرا على وجع الحدودْ
فإلى متى
يُثني الخطى صوتُ البوارج و القيودْ
وإلى متى أطوي على حد الرجا بندَ العهودْ..؟!

يا أيها الدرب المرير على اللظى
أمشي ويكويني البعادْ..
هذي المدينةُ
أُطفِـأت أنوارُها..مذ أُضرِمتْ نارُ الحدادْ
وتمزقت كفي هنا
حتى تعيدَ الوردَ من حضن القتادْ

دعني فإني مثلُ أنفاس الربى
أمضي غماما ماطرا بين القفارْ
وحدي أدون ُللدياجي .. قصتي
وحدي أعاندُ مركبي خلف ليالي الانتظارْ
كي أستعيد قلاعتي
رغم الجراح وأمتطي هولَ البحارْ


يا أيها النورُ المصادرُ خلف باب مدينتي
بين السواحل والنجودْ
قالوا كأنك راحلٌ مثلي هنا
فمتى تعودْ...؟
أوهل ستبقى كالسنابل بالربى تذروك صولاتُ الخطوبْ
أوهلْ ستبقى بالمرابع آهةً
يلهو بها وترُ الغروبْ..؟
أوهل سيبقى القلبُ موهون المُنى.. خوف الضنى
لا يشتكي بردَ التغربِ لا يؤوبْ
يا بعضَ نورٍ ذابلٍ من خفقِ روحي يشتعلْ
أوهل دفنتَ هويتي بيدِ الوجلْ
ومضيتَ دمعًا نازفًا يكوي المقلْ
فإلى متى يَغتالني سيفُ المهانةِ بسمةً
وتعيدُ لي نبضَ الحياةِ هناك بارقةُ الأملْ


قطفوا صباح أحبتي
وهناك خلف السهد صمتا ..خلف أوجاعِ الغيابْ
قد بعثروا كل المراسيل التي وقعتُها
بالنزف خلف دُجى انكساري.. وبالعذابْ
أشتاقني ....
والدمعة الغراء ُتغسل وجنتي
وهناك صمتا كفنتني غُربتي
والخطوُ مني يقتفي مدنَ السرابْ
ما إن طرقتُ البابَ ردتْ
زفرةٌ بالروح يعزفُ شجوَها صوتُ العبابْ
لا عيد يمضي من هنا
أوتحلمينْ....
بالصبح يكتب عهدنا للعابرينْ
لا صبَّ يصفو ودُّه
فلمَ العتابْ
ومتى يعود القلبُ من سجن الفراقِ مواربا
باب الإيابْ
كي يهجر كل بحار الاغترابْ

أشتاقني..

غصنا نديا ينتشي عطر الربيعْ
وكما الطيور يسافر نحو الأماني ..بالأماني يقتفي ظل الرجوعْ

أشتاقني
كيمامة بيضاءَ وضأها الضياءْ
بين الغمائم حلقتْ ثملى بأنفاس الوفاءْ
لتهيم وجدا بالحقول الباسماتِ
كما الصباح هنا يوسدُها الرواءْ

فمتى تبعثر سرَّ بوصلة البداية بالأفقْ
يا أيها القلبُ الملوعُ بالطرقْ
حتى تُصلي مدمعًا يهمي على قوسِ الشفقْ

وإلى متى تغفو هنا خلف الظلام ْ
متوسدا برد الخديعة بالزحامْ
فالجفن أعياهُ الترقبُ و المحطات التي صادقتَها
قطفتْ زهور تبسُّمي
فإلى متى هذي البلابلُ تقتفي خطوَ السلامْ
وتعود تلعق نزفها عاما ....فعامْ

ها قد رميت حقائبي خلف المسافاتِ التي تجتاحُني
سيفا يمزقُ خافقي أوهل أبيعْ
يا أيها الترْبُ الذي كم ترتوي من نزّ قلبٍ
كبلته هنا الفجائعُ و الدموعْ

دعني فقد حان القرارْ
وحدي وتضنيني سياطُ تغربي بين الموانىء والقفارْ
وحدي على باب الملاجىء أطرقُ ..
والرجعُ يا صمتَ الترقبِ بالمدى خلفي يرددهُ الصدَى بين الضرارْ
وحدى وهذا الخطو يمضي شاردا
وعلى الثرى دمعي يوضىءُ مهجتي
والدرب نارْ
وأنا الغريبة بالمدى ..
لا شمس لي ..
لا وجهةً أمضي لها
إذ لا أحبةَ قد تعبِّدُ كفـُّهم طولَ المسارْ

سامي الحاج دحمان
06-12-2013, 10:34 PM
بورك الحرف و ما حمل من المعاني و المشاهد

محبتي و تقديري

سامي الحاج دحمان

عبد السلام دغمش
07-12-2013, 08:46 AM
تباريحٌ عذبة..
مكابدةٌ وحنين ومعاناة للوحدة والغربة بعد غياب الأحبّة..
لكنها ورغم ذلك لم تخرج بصاحبها عن عهد الوفاء

" لكنها ..لا ما انحنتْ
بين المواجع كبّرتْ
رغم البلاء "
أسجل هنا تقديري للمعاني الرقيقة .. نسأل الله أن يصفو الودّ وان يرسو المركب بمن فيه على شاطئ الودّ.

تحياتي

مهلاً فمن سرا إليها : سرى

فاكية صباحي
07-12-2013, 08:55 AM
بورك الحرف و ما حمل من المعاني و المشاهد

محبتي و تقديري

سامي الحاج دحمان


شكرا لفيض مرورك أخي الكريم سامي الحاج دحمان

أسعدني جميل تقريظك ...ولك مني خالص التقدير

فاكية صباحي
07-12-2013, 09:00 AM
تباريحٌ عذبة..
مكابدةٌ وحنين ومعاناة للوحدة والغربة بعد غياب الأحبّة..
لكنها ورغم ذلك لم تخرج بصاحبها عن عهد الوفاء

" لكنها ..لا ما انحنتْ
بين المواجع كبّرتْ
رغم البلاء "
أسجل هنا تقديري للمعاني الرقيقة .. نسأل الله أن يصفو الودّ وان يرسو المركب بمن فيه على شاطئ الودّ.

تحياتي

مهلاً فمن سرا إليها : سرى


مرحبا بفيض مرورك أستاذ عبد السلام
أسعدتني قراءتك الراقية للنص ...
ما قصدت الفعل سرى يسري..أكرمك الله
وإنما ..(سِراًّ إليها قد مضى لا لن يعود) يعني من سافر إليه بالسر
كان يجب عليّ أن أشكلها حتى لا يلتبس المعنى على القارىء
للأسف فات أوان التعديل
تقبل مني خالص التقدير..ومفردات الشكر

محمد ذيب سليمان
07-12-2013, 09:08 AM
الله الله ..
نص مبدع النسج والبناء والتصوير
والإنسياب كماء جدول رقراق

لكن حصوات توقفت فتعثرت انا هنا
كي يهجر كل بحار الاغترابْ

وهنا
وكما الطيور يسافر نحو الأماني لو كانت مسافر لانتهى الخلل

اشكرك لسعة صدرك
ودمت نبضا رائعا

فتون حسين سلمان
07-12-2013, 09:12 AM
جميل بهي هذا الحرف المتوسد كل هذه
المعاني الجميلة الرقيقة رغم ما تحمل من وجع
شكرا لك

فاكية صباحي
07-12-2013, 01:43 PM
الله الله ..
نص مبدع النسج والبناء والتصوير
والإنسياب كماء جدول رقراق

لكن حصوات توقفت فتعثرت انا هنا
كي يهجر كل بحار الاغترابْ

وهنا
وكما الطيور يسافر نحو الأماني لو كانت مس[CENTER]افر لانتهى الخلل

اشكرك لسعة صدرك
ودمت نبضا رائعا


[SIZE="5"]شكرا أستاذي الكريم أسعدني فيض عبورك ..

فلا يكتمل ألق حروفنا إلا بتوقيع الأوفياء

ملاحظتك في محلها وللأسف فات أوان التعديل

فهذا هو البيت الأسلم

(حتى يميد مودعا صوبي بحارالاغترابْ)

أكرر الشكر ولك مني مفردات التقدير

فاكية صباحي
07-12-2013, 01:44 PM
جميل بهي هذا الحرف المتوسد كل هذه
المعاني الجميلة الرقيقة رغم ما تحمل من وجع
شكرا لك


شكرا لك أخيتي فتون حسين على زخات المرور
أكرمك الله بفيض منه

ولك مني خالص الود

هاشم الناشري
10-05-2014, 08:48 PM
يا أيها النورُ المصادرُ خلف باب مدينتي
بين السواحل والنجودْ
قالوا كأنك راحلٌ مثلي هنا
فمتى تعودْ...؟

سيعود إن شاء الله أيتها الشاعرة المبدعة الأبية؛

بوركت وحرفك المحمّل بالشذا والشجن!

تحياتي وتقديري.

عدنان الشبول
10-05-2014, 08:59 PM
بوح عذب وجميل وكلمات لفها الحزن ولكنها رسمت بإتقان



دمتم بخير

نداء غريب صبري
23-06-2014, 01:16 AM
شعر حزين فيه مكابدة ومكابرة
أحسنت أختي

شكرا لك
بوركت

رياض شلال المحمدي
13-11-2014, 06:10 AM
**(( تراتيل أشجان الفؤاد ، وقد بثها الفكر على صفحات
العمر حاملة من الحنين والأنين ، والذكريات الحانيات ، لوحة
جميلة بمدادٍ من صدق الشعور ، طاب اليراع ، وطبتِ بكل خير وهناء ))**

د. سمير العمري
11-08-2021, 12:31 AM
حرف شاعري محلق وحس شعوري دافق بالحب والحنين، والنص رائع جرسا وحسا لولا بعض قليل مما استوقفني ولكنه نص رائع يطيب للذوق ويعبق بالشوق فلا فض فوك!
ودمت بخير ورضوان!


تقديري