المسافر الثالث..نداء أخير

[عمر ابو غريبة]

المسافر الثالث..نداء أخير






خالٍ وقارعةُ الطريقِ مخاتِلةْ=تكتظُّ دونَ مرورِه بالسابلةْ
متنهنهُ الأنفاسِ يبلعُ غصةً=من رؤيةِ الأرواحِ تعبرُ داخلةْ
ضوءٌ يلوحُ ، يكادُ يمسكُ خيطَه=حتى إذا...تقفُ الحياةُ مقابلهْ
كم مُدلِجٍ والدربُ مزدحمُ الخُطا=والموتُ يُوقدُ للسُّراةِ مشاعلَهْ
مَن قال هاتيك الديارُ شواغرٌ=وهي التي في كلِّ شبرٍ آهلةْ؟!
دعَةٌ ترفرفُ فوقها وسكينةٌ=شتى الأصولِ غفَوا هنالك عائلةْ
يا حاديَ الركبِ الذين تحمّلوا=مَن فاتَه الميعادُ خلف القافلةْ؟
مذ سرتمُ والشوقُ يدعو خطوَهُ=والتيهُ يوردُه الصحارى القاحلةْ
هل مِن أبٍ فيكم تفقّدَ إبنَهُ=أو ثاكلٍ وقفتْ بكم متسائلةْ؟
كبدٌ تئنُّ لفلذتينِ قَطعتُمُ:=جرحٌ لأوّلِكم وأخرى قاتلة
قلبُ اليتيمِ كما الزجاجِ مهشَّمٌ=ألقى الردى بين الضلوعِ قنابلَهْ
تتثاءبُ الساعاتُ فرطَ تملمُلٍ=وتشدّهُ نحوَ الكرى متثاقلةْ
ما أغمضَ الجفنَ المقرَّحَ ليلةً=إلا لتأتيَ أمُّه بالشايِ لهْ
لو أنهم تركوا أثارةَ سارِبٍ=لتقودَ أجفانًا إليهم ذابلةْ
لو أنهم فتحوا لآخرتي المدى=لكنهم حسبوك تهوى العاجلةْ
وهل الهوى إلا الذي حلّوا به؟=فيما مكوثُك في طُلولٍ زائلةْ؟!
جسدي كتمثالٍ قديمٍ مُلصَقٍ=في مرتقى السنواتِ أعيا حاملَهْ
وقفتْ به روحُ الملالِ على شَفًا=كمسافرٍ مَلَّ انتظارَ الحافلةْ
حطّتْ بمرحلةٍ به أرحالَها=وتشوّفتْ منها العيونُ لراحلةْ
حطّتْ وما انفكّتْ ترومُ تفلُّتًا=لولا سنونَ من المقدَّرِ آجلةْ
تسري على مضضٍ به؛حتى إذا=قيلَ الرحيلُ غدًا؛أجابتْ قائلَهْ
عمرٌ زيادتُه إلى نقصٍ فهل=ترجو بنقصانٍ حياةً كاملةْ؟
تنداحُ دائرةُ السنينَ قُبالَتي=في آسِنٍ،فمتى تمسُّ سواحلَهْ؟
يا آخرَ العامِ البطيءِ متى غدي؟؟=لَجَّ السؤالُ فمن يُطمئنُ سائلَهْ؟




حاشية:


دنياك أمريكيةٌ صَبغتْ وقد=بلغتْ مِن العمرِ الغَويِّ أراذلَهْ
جلدٌ تغضّنَ والعيونُ تخالُهُ=من مُخمَلٍ..بئس العيونُ الذاهلةْ
حصّنتُ منها الشيبَ باللهِ الذي=عَصمَ الشبابَ بفضلِهِ وأوائلَهْ.

[سامي الحاج دحمان]

خلاصة و استخلاص و تخلص

بورك الحرف و ما حمل و ما احتمل

محبتي و تقديري

سامي الحاج دحمان

[عبد السلام دغمش]

تبارك الله!

كأنني بقصيدةٍ من عصور سالفة..في لغتها ومعانيها.. مع أنهم ما عرفوا الشاي على مقدار علمي..

لكن ..ما هذا الألم الذي يدفع بصاحبه أن ينتظر نهاية المسيرة.. ؟
ربما أعياه الإدلاج .. او لعلّها خيبة الامل من هذه الدنيا.. وقدأصبح الحرّ فيها يتيما..

" قلب اليتيم كما الزجاح مهشمٌ
.. ألقى الردى بين الضلوعِ قنابلهْ

تتثاءب الساعاتُ فرطَ تململٍ
..وتشدّه نحو الكرى متثاقله "

ثم قرات هنا مناجاة للسائرين بركب الرحيل ليلتحقَ بهم..

" يا حاديَ الركب الذين تحملوا
... من فاته الميعادُ خلفَ القافلة .."

وأقرأ هنا عزوفاً عن هذه الحياة العاجلة ..

" لو أنهم فتحوا لآخرتي المدى
... لكنهم حسبوكَ تهوى العاجلة

وهل الهوى إلا الذي حلوا بهِ
.. فما مكوثكَ في طلولٍ زائلة"

لكنّها أستاذي - وليس لمثلي أن يرتقي لمقام الناصحين - هي أقدارنا ..لا بدّ من الرضا والتفاؤل..
واسمح لي ..فقد استعجم عليّ عجز البيت :

" دعةٌ ترفرف فوقها وسكينةٌ
.. شتى الأصول غفوا هنالك عائلة" ... فلو أضأتم لنا : ومنكم نستفيد.

بوركتـم واليراع..

[عارف عاصي]

لَـجَّ السـؤالُ فمـن يُطمئـنُ سائلَـهْ؟


ومن لنا ( بالمُطَمْئِنِ ) أخي عمر


كنت رائع الوصف
ولم تفقد حرارة الشعور
في موقف مهيب
شابت له الرؤوس
نهرب منه فنلقاه قبالتنا


قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم

أسرتني قصيدتك بلحن آسر أسيف


فلله درك
ودر صدقك


بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

[محمد ذيب سليمان]

وما زلت توقد الشعر منارات
كلنا راحلون .. ماضون الى ما قدر الله لنا
فلا تتعجل الأمر ايها الحبيب
دمت بخير وسلام

[عمر ابو غريبة]

خلاصة و استخلاص و تخلص

بورك الحرف و ما حمل و ما احتمل

محبتي و تقديري

سامي الحاج دحمان

بارك الله فيك يا سيدي
لقاء ما حبوتني من كريم مصافحتك
وطيب ثنائك على حرف أخيك

محبتي وتقديري

[عمر ابو غريبة]

تبارك الله!

كأنني بقصيدةٍ من عصور سالفة..في لغتها ومعانيها.. مع أنهم ما عرفوا الشاي على مقدار علمي..

لكن ..ما هذا الألم الذي يدفع بصاحبه أن ينتظر نهاية المسيرة.. ؟
ربما أعياه الإدلاج .. او لعلّها خيبة الامل من هذه الدنيا.. وقدأصبح الحرّ فيها يتيما..

" قلب اليتيم كما الزجاح مهشمٌ
.. ألقى الردى بين الضلوعِ قنابلهْ

تتثاءب الساعاتُ فرطَ تململٍ
..وتشدّه نحو الكرى متثاقله "

ثم قرات هنا مناجاة للسائرين بركب الرحيل ليلتحقَ بهم..

" يا حاديَ الركب الذين تحملوا
... من فاته الميعادُ خلفَ القافلة .."

وأقرأ هنا عزوفاً عن هذه الحياة العاجلة ..

" لو أنهم فتحوا لآخرتي المدى
... لكنهم حسبوكَ تهوى العاجلة

وهل الهوى إلا الذي حلوا بهِ
.. فما مكوثكَ في طلولٍ زائلة"

لكنّها أستاذي - وليس لمثلي أن يرتقي لمقام الناصحين - هي أقدارنا ..لا بدّ من الرضا والتفاؤل..
واسمح لي ..فقد استعجم عليّ عجز البيت :

" دعةٌ ترفرف فوقها وسكينةٌ
.. شتى الأصول غفوا هنالك عائلة" ... فلو أضأتم لنا : ومنكم نستفيد.

بوركتـم واليراع..

ممتن لك يا سيدي
على قراءتك المثرية والثرية لنصي المتواضع.
أما النصح فمنك يلتمس يا استاذي
فجزاك الله كل خير على صدقك ونصحك وحرصك على أخيك.
شتى الأصول غفوا هنالك عائلة
عائلةً هي حال ولكن هذا هو السيء في القوافي المقيدة حيث يلتبس الإعراب
فيغمض المعنى.
ربما يحل الإشكال لو قلت:
شتى الأصول غفوا هناك كعائلة

محبتي وامتناني

[عمر ابو غريبة]

لَـجَّ السـؤالُ فمـن يُطمئـنُ سائلَـهْ؟


ومن لنا ( بالمُطَمْئِنِ ) أخي عمر


كنت رائع الوصف
ولم تفقد حرارة الشعور
في موقف مهيب
شابت له الرؤوس
نهرب منه فنلقاه قبالتنا


قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم

أسرتني قصيدتك بلحن آسر أسيف


فلله درك
ودر صدقك


بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

صدقت يا سيدي
وما تدري نفس بأي أرض تموت
ولكل أجل كتاب.
ولكن خلق الإنسان عجولا..حتى في الموت!
ممتن لحضورك أستاذي عاؤف

محبتي وعرفاني

[عمر ابو غريبة]

وما زلت توقد الشعر منارات
كلنا راحلون .. ماضون الى ما قدر الله لنا
فلا تتعجل الأمر ايها الحبيب
دمت بخير وسلام

بلى يا شيخي
كل من عليها فان..
لا حرمني الله من نصحك وتشجيعك أيها المفضال

محبتي واحترامي

[محسن شاهين المناور]

رحلة داخل الذات
تلفت الإنتباه وتشدنا إلى عمق المعنى والقصد
رائع الحرف دمت ياعزيزي

[محسن شاهين المناور]

رحلة داخل الذات
تلفت الإنتباه وتشدنا إلى عمق المعنى والقصد
رائع الحرف دمت ياعزيزي

[عمر ابو غريبة]

رحلة داخل الذات
تلفت الإنتباه وتشدنا إلى عمق المعنى والقصد
رائع الحرف دمت ياعزيزي


أستاذي محسن
يا شاعر الدير ..
لمرورك بهجة وبهاء
يغلفان أسى وشجنًا من حال الدير.
أسأل الله أن يحفظك ويفرج كربكم

محبتي وسلامي

[ربيحة الرفاعي]

في غمرة هذا الدفق الحسّي يتلعثم البوح وتتعثر الكلمات ولم يتعثر حرفك فما أغدقه هطولا بالألق
أحسنت الوصف وغصت بعمق في دخيلة روح الفجيعة

هل مِن أبٍ فيكم تفقّدَ إبنَهُ=أو ثاكلٍ وقفتْ بكم متسائلةْ؟
قرأتها من بعد إذنك تفقّد طفله

دمت متفردا في مدار بهائك

تحاياي

[مازن لبابيدي]

لـو أنـهـم فتـحـوا لآخـرتـي الـمـدى
لكنـهـم حسـبـوك تـهــوى العـاجـلـةْ
وهـل الهـوى إلا الـذي حـلّـوا بــه؟
فيمـا مكوثُـك فــي طُـلـولٍ زائـلـةْ؟!
جـســدي كتـمـثـالٍ قـديــمٍ مُـلـصَـقٍ
فـي مرتقـى السنـواتِ أعيـا حامـلَـهْ
......



شاعري الفذ الأستاذ عمر أبو غريبة

رائعة كما اعتدنا منك ،
تؤكد قصائدك أن للشعر متعة ومذاقا ليس لغيره .

محبتي وتحيتي

[محمد حمود الحميري]

يا آخرَ العامِ البطيءِ متى غدي؟؟ ... لَـجَّ السـؤالُ فـمـن يُطمـئـنُ سائـلَـهْ؟

رفقًا بنفسك سيدي
قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. [لقمان:34].

يقول (ص) ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا )

و تذكرت قول الشاعر
دع المقادير تجري في أعنتها ... ولا تبيتن إلا خالي البالِ

أطلت المكوث هنا ، أمام هذه البديعة ، فعجزت التعبير عن إعجابي بها
أطال الله عمرك ، وأسعد قلبك في دنياك وأخراك .

[هاشم الناشري]

تسـري عـلـى مـضـضٍ به؛حـتـى إذا
قـيـلَ الرحـيـلُ غـدًا؛أجـابـتْ قـائـلَـهْ

عــمــرٌ زيــادتُــه إلــــى نــقــصٍ فــهــل
تــرجــو بـنـقـصـانٍ حــيـــاةً كـامــلــةْ؟

تــنـــداحُ دائـــــرةُ الـسـنـيــنَ قُـبـالَــتــي
فـــي آسِنٍ،فـمـتـى تـمــسُّ سـواحـلَـهْ؟

يا آخرَ العامِ البطيءِ متى غدي؟؟
لَـجَّ السـؤالُ فمـن يُطمـئـنُ سائـلَـهْ؟

أسأل الله تعالى أن يطمئن قلبك وقلوب محبيك وأن يكتب لك
ولهم السعادة في الدارين.

ما أروعك شاعرًا وما أصدق حرفك في تصوير مشاهد الرحيل
المؤلمة .

دمت عزيزًا موفقًا أخي.

محبتي وتقديري وصادق دعائي.

[عبدالحكم مندور]

إنني أريد أن يتوفر لي الوقت لأقرأ كامل قصائدك
فهي جديرة أن تقرأ وأن تتابع
إنها لبصمة قوية أصالة وحس إبداعي متميز
وأنت تدور في مجرة نتابعها من بعيد
أرجو أن يكون لنا بالله الرضى والأمل والثقة إن شاء الله
فهو خير مجير وخير معين وخير صاحب
خالص ودي وتقديري ودعواتي أيها البعيد القريب