تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرصيف الخائن..!!



فاكية صباحي
08-12-2013, 08:17 PM
توارتْ الشمسُ ..وانتصبَ قوسُ الظلام يطعن بسهامه بقايا بياضٍ على أرصفة مرهقة لم يعد يُغريها صفاءُ البياض ..بقدر ما كان يغريها همسُ الدجى الجائع لوقع الخطى الهاربة من مُدية الأقدار وهي تستجدي بقايا وطن..!

وأيُّ وطن على رصيف خائن يحترف تقبيلَ الأحذيةِ صباحا كما يحترف تقبيل الوجوه السافرة آخرَ الليل..
صمْتُ المكان كان يُبيح لي التنصتَ على جراحات غيري التي قد ألبسُها يوما ..
والحذرُ الشديد كان يكتم أنفاسي في غمرة الخوف من الآتي ،ومواربةِ الطرقات التي قد تبتلعني عنوةً..

أحاولُ أن ألبس البياضَ حذاءً عساهُ يحظى بقِـــبلة مهربة من رصيف خائن ..
لكن وشاية المكان بالمكان ألبستني التهمة علنا ،رغم كوني لم أقترف ذنبا سوى الحلم على ناصية شارع كنت أظن أنه لي..!!

وها أنذا أجَـردُ من هويتي لا لشيء ..إلا لأنني لبست جلبابا أبيض اللون ، كحذائي المصادر مع بقية أشيائي ..
وحملتُ معولا على كتفي ، لأن البياضَ صار جريمة يعاقب عليها قانونُ الغاب ، وحـمْل المعاول رجولة يجب اغتيالها علنا قبل أن تغتالني سرا ..

يجب أن أمشي خلف ظلي دائما ..!
وإن حدث وسبقتُ ظلي ستبتلعني هاوية الظلام ..تماما كما يبتلع مثلث الموت البواخر والسفن دون سابق إنذار..

فكم صار مُرّا مذاق هذه الحقيقة وهو يتوسط ُحلقي أفقيا بحيث لا أستطيع لفظهُ ..
كما لا أستطيع ابتلاعه لأن الجرحَ واحد ،والألم واحد في كلتا الحالتين ..!
ولا حيلة لي أمام تقلّص رقعة البياض رويدا.. رويدا ..بعدما صارت قطرة في بحر..

فهل صار ثوبي الأبيض قضية غائرةً يصعبُ خوض غمارها ...؟؟

أم أن نزيف معولي على كتفي هو الذي أظهر قدرة َالبياضِ على كشف ماهية الأشياء ...؟

لأبدو مجردا إلا من وضوح فضحني بقارعة الطريق ..!

فكم هي موجعة صفعة ُالمباغتة، عندما تخونك حتى الشوارعَوالمدن ..
وتجد نفسك تصارع الفراغ ..لينفردَ بالغلبة في كل الحالات ، ويجعلك تنزوي مطأطأ الرأس ..
تخاف أن تلبس البياض إلا بعد الموت..!

عندما تَفك الروح الأغلال وتترك الجسد كزهرة نرد تتقاذفها الأيادي العابثة..

فهل حينها سيكتمُ الترب سرّي ، ولا يشي بلون آخر متاع لي ...؟

أم أن أول من سينبشُ قبري هو كفي ومعولي..؟؟

(من مجموعة نوافذ موجعة)

فاطمه عبد القادر
09-12-2013, 12:58 AM
فكم هي موجعة صفعة ُالمباغتة، عندما تخونك حتى الشوارعَوالمدن ..
وتجد نفسك تصارع الفراغ ..لينفردَ بالغلبة في كل الحالات ، ويجعلك تنزوي مطأطأ الرأس ..
تخاف أن تلبس البياض إلا بعد الموت..!



السلام عليكم
أحسست بمرارة المشاعر التي حملها هذا النص
وأحسست بخيانة الشوارع والمدن والأرصفة عندما تمارس خيانتها من غير حياء ,
نص جميل وتعبير متين
شكرا لك فاكيه
ماسة

أحمد الأستاذ
09-12-2013, 12:01 PM
نص متين رائع وأكثر, رغم ثوب الألم الذي يرتديه
إطلالة على نافذة تزفر وجعا
السواد حقيقة مؤقتة زائلة لا محالة , طالما الصراع قائم بينه وبين البياض
ما أعذب نثرك أ. فاكية
دمتِ مبدعة أديبتنا
تحيتي

فاكية صباحي
10-12-2013, 04:50 PM
فكم هي موجعة صفعة ُالمباغتة، عندما تخونك حتى الشوارعَوالمدن ..
وتجد نفسك تصارع الفراغ ..لينفردَ بالغلبة في كل الحالات ، ويجعلك تنزوي مطأطأ الرأس ..
تخاف أن تلبس البياض إلا بعد الموت..!



السلام عليكم
أحسست بمرارة المشاعر التي حملها هذا النص
وأحسست بخيانة الشوارع والمدن والأرصفة عندما تمارس خيانتها من غير حياء ,
نص جميل وتعبير متين
شكرا لك فاكيه
ماسة

نعم صديقتي الغالية
كم يعز علينا أن نغير صدق الأزقة والدروب
في لحظة خوف تتخفى بين خطوة وأخرى..لنرتدي الصمت ثوبا
ونبقى نحمل لواء حرف أنّى للعتمة أن تصادرصداه
ليورق صخيبا على كل رصيف ارتضى قسرا ليالي الخنوع
وصباحات الإنكسار

أسعدني جميل مرورك
دام نبضك عبيرا يعطر الزمان والمكان
مودتي

فاكية صباحي
10-12-2013, 04:59 PM
نص متين رائع وأكثر, رغم ثوب الألم الذي يرتديه
إطلالة على نافذة تزفر وجعا
السواد حقيقة مؤقتة زائلة لا محالة , طالما الصراع قائم بينه وبين البياض
ما أعذب نثرك أ. فاكية
دمتِ مبدعة أديبتنا
تحيتي



نعم أستاذ أحمد - أكرمك الله- فأي رصيف قد تأتمنه خطانا اليوم
وقد تساوى البياض مع السواد ..
لنلبس ثوب الحذر بعقر دارنا
وتبقى اليمنى تخاف طعنة يسراها على الملأ..
ما عاد الصمت يجدينا وقد أوجعنا نزُّ الحروف بالصدور
لنلوذ بهذا القلم نشكوه حينا ،ونواسيه أحيانا
علنا نهدىء الروح التي ما استكانت يوما وهي تلهث وراء
بياض قد لا ترتديه إلا بعد الرحيل الأبدي

أسعدني فيض مررك أخي الكريم ..وقراءتك الواعية للنص
دمت قارئا وفيا

ولك مني خالص الشكر

خلود محمد جمعة
13-12-2013, 10:39 PM
ينز الحرف ألما
تترنحين على رصيف العمر
تحفرين لحداً بمعول الوجع
دام الحرف ناصعاً
مودتي وتقديري

سامية الحربي
14-12-2013, 10:27 AM
حينما نلبس البياض و نؤمن بالقاعدة الصفرية التي لا محل فيها لمواربة كل شيء سيتآمر علينا . شكرًا لك على هذا النص الجميل سبكًا و معنى. تحياتي وتقديري.

فاكية صباحي
17-12-2013, 01:08 PM
ينز الحرف ألما
تترنحين على رصيف العمر
تحفرين لحداً بمعول الوجع
دام الحرف ناصعاً
مودتي وتقديري


أهلا وسهلا بك أخيتي خلود
وأشكر لك ما استفاض منك ها هنا

كوني بخير ولك مني خالص الود

كاملة بدارنه
20-12-2013, 06:39 PM
فكم هي موجعة صفعة ُالمباغتة، عندما تخونك حتى الشوارعَ والمدن ..
وتجد نفسك تصارع الفراغ ..لينفردَ بالغلبة في كل الحالات ، ويجعلك تنزوي مطأطأ الرأس ..
تخاف أن تلبس البياض إلا بعد الموت..!
ما أكثر الصّفعات من أكفّ الخائنين!
نصّ رائع!
بوركت
تقديري وتحيّتي

فاكية صباحي
24-12-2013, 12:40 PM
حينما نلبس البياض و نؤمن بالقاعدة الصفرية التي لا محل فيها لمواربة كل شيء سيتآمر علينا . شكرًا لك على هذا النص الجميل سبكًا و معنى. تحياتي وتقديري.


أهلا بك أخيتي غصن ..أسعدني بهي مرورك وإثراؤك للنص

كثيرة هي القواعد التي قد تكسرنا قبل أن نكسرها ..حتى وإن تنكبنا على هالات البياض ولم نصل

أكرر الشكر ولك مني خالص الود

د. سمير العمري
30-12-2013, 07:27 PM
نص يؤكد على موهبة كامنة وقادرة على الوصل لمدارج الإبداع!
والنص جميل معبر بلغة أدبية مميزة ، ولكنه كان بحاجة لبعض عناية من حيث اللغة والأسلوب ومن حيث مراعاة علامات الترقيم ومن حيث تخليصه من بعض شوائب متفرقة.

تقديري

ربيحة الرفاعي
21-01-2014, 02:33 PM
مضمخ بالحس مترع بالصور وأنق التعبير
وأداء نثري عازه قليل اشتغال على لغته ليأتلق

دمت بخير

تحاياي

فاكية صباحي
23-01-2014, 08:28 AM
ما أكثر الصّفعات من أكفّ الخائنين!
نصّ رائع!
بوركت
تقديري وتحيّتي


بورك الحضور الأجمل أختي الكريمة كاملة بدرانة

نعم أكرمك الله ما أكثر الصفعات التي لا ننتبه لها وقد

اختلط الحابل بالنابل وكلٌّ يغري الآخر ببسمة زائفة

ما عدنا نفرق بينها وبين البسمة الحقيقية

التي يبدو أنها انطفأت على معظم الشفاه منذ أمد بعيد


شكرا لعبق المرور

ولك مني خالص الود والتقدير

فاكية صباحي
23-01-2014, 08:33 AM
نص يؤكد على موهبة كامنة وقادرة على الوصل لمدارج الإبداع!
والنص جميل معبر بلغة أدبية مميزة ، ولكنه كان بحاجة لبعض عناية من حيث اللغة والأسلوب ومن حيث مراعاة علامات الترقيم ومن حيث تخليصه من بعض شوائب متفرقة.

تقديري

ا
لأديب الكريم سمير العمري أشكر لك طيب المرور

وجمال التقريظ


وأثمن لك كرم النقد الذي لن يزيدنا إلا إصرارا على إعادة بري أقلامنا من جديد

حتى ترقى لسكب الأجمل الذي سيرقى حتما لذائقة أدبائنا الأجلاء

أكرر الشكر

ولك مني مفردات التقدير

فاكية صباحي
23-01-2014, 08:35 AM
مضمخ بالحس مترع بالصور وأنق التعبير
وأداء نثري عازه قليل اشتغال على لغته ليأتلق

دمت بخير

تحاياي


أشكر لك جميل المرور أستاذة ربيحة الرفاعي

ممتنة جدا لرأيك الكريم

ولك مني خالص التقدير

نداء غريب صبري
08-04-2014, 01:41 AM
هذا الألم الذي يحمله النص انسل كأفعى ليتلوى في أعماقنا
وإذا خانتنا الشوارع والمدن فخيانة أهون من خيانة من هي طريقنا إليهم


نثر جميل ومؤثر

شكرا لك أختي فاكية

بوركت