تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المساءلات



عبد الواحد الأنصاري
11-12-2013, 03:24 PM
المُساءَلات

يسائلني: مالي أراك مسهّداً
وقد دكّ ليلُ المربعانيّة الوسما

وهبّت من الإكليلِ في الأرض هبّةٌ
تكادُ خوافي الطيرِ من عصفها تَدمى

وقد يبستْ فوق الركابِ حُمولُه
وأجمدت الأفعى بأضلاعها السُّمّا

وناداكَ عشٌّ قد تغشّاكَ دِفئُهُ
وعلّمكَ الأحضان يا عمرُو والشّمّا

فما بكَ لا تبغي مساساً من الورى
كذي قُرَحٍ باتت فرائصُه تَدمى

عهدتكَ ربّاناً عرانينُ سُفنهِ
تظلّ جباه الموجِ من ضربها كَلْمى

إذا ما الرياح الهوجُ بيّتنَ هجمةً
فتلتَ شعاع الشمس في وجهها لُجْما

فأصبحتَ تخشى الظلّ والريحُ رهوةٌ
وترتدّ مفزوعاً إذا احتشدتْ غيما

أمسّك جنٌّ أم أصابتكَ غيمةٌ
عشاءً فألقت بين أوصالكَ الحمّى

**

أسائلهُ من أنت؟ هل أنت ماثلٌ
وهل أنت وهمٌ أم تُراني أنا الأعمى؟

متى كنتُ ربّاناً، متى كنتُ عاشقاً
متى كنتُ طيراً يعرف الحبّ والحُلْما؟

متى كنتُ عَمراً يا قرينُ؟ وهل تُرى
سأدعوكَ زيداً؟ هل تخلّفتِ الأسما؟

أراني هنا من مبدإ الخلق واقفاً
على الرمل جذعاً لا يُحزّ ولا يُنمى

ترعرعتُ ظلاّ يقصدُ الناسُ فيئَهُ
ولست أرى بحراً ولا أُبصرُ النجما

نعم أذكرُ السيل الذي زار مرّةً
جذوري التي في القاع لا تحسن الفهما

وحدّثتُ نفسي مرّةً بخميلةٍ
وأُنسيتُ ما كان الحديثُ؟ وهل تمّا؟

نعم أعرفُ الريحَ التي في مسيرها
رخاءٌ وتلك المحدثات بي الهدما

تساقطتِ الأوراقُ إذْ ذاكَ وارتمتْ
على الأرض أغصاني تعانقُها لثْما

وهأنذا: عُمرٌ على ساقِ واقفٍ
ولو كان لي ساقان لم أقترف همّا

***

أسائلهُ: ما لي أراكَ معذّباً
لهاثاً على دنياكَ؟ هل أمطرتْ غمّا؟

وما لك في كل البلاد مطوّقاً
بفقركَ تخشى في مشيبكَ أن تُرمى

نسيتَ البريءَ الطفلَ فيكَ ولم تزلْ
تعيثُ به قتلاً ولم يرتكبْ إثما

أما لكَ في خفض من العيشِ فسحةٌ
وفي بسمة الأنسام هل تفقدُ الطّعما؟

ترنّحتَ ركضاً في البلاد وطوّحتْ
بك القدمانِ حيثُ لا تعرف العَوما

تودّ اغتناماً في الزمانِ وترتجي
وصولاً وهذا الدهرُ لا يعرف الغُنْما

تطاردُ طيفاً في الحياةِ معانداً
متى رمتَ منه قبلةً لم تجدْ جِسما

وتبحثُ في ذكراكَ عن نصفِ كذبةٍ
تعزي بها نجواكَ أو تدفعُ الشؤما

صباحاً تغذّ السيرَ من أجل غزوةٍ
تبددُها ليلاً لكي تعقرَ الكَرما

فهل جئتَ تبغي الظلّ؟ أم أنتَ ساكبٌ
عليّ جحيماً؟ أم تشاطرُني نُعمى؟

أنا ذلك الجذعُ الذي أنت فأسُه
ورُبّ جذوعٍ أورثتْ فأسَها ثَلْما

***

عبد الواحد الأنصاري
11-12-2013, 05:42 PM
تصويب:

ترنحت ركضا في البلاد

الصواب

ترنحت ركضا في الجهات

عبد السلام دغمش
11-12-2013, 09:40 PM
الله ..الله..

خريدةٌ في معانيها وصورها ..

تساؤلات .. ومناجاة لنفس تعيش غربة و خريف حياة وقد تقلبت الأحوال وتغيرت الصروف

" تساقطت الأوراق إذ ذاكَ وارتمتْ
... على الأرض اغصاني تعانقها لثما

وهأنذا : عمر على ساق واقفٍ
.. ولو كانَ لي ساقان لم أقترف همّـا "

ثم هذا حسابٌ و عتاب للنفس

" تطاردُ طيفاً في الحياة معانداً
... متى رمتَ منه قبلةً لم تجدْ جسما"

تحياتي شاعرنا لهذا الإمتاع والجمال.

عبد الواحد الأنصاري
12-12-2013, 07:25 AM
الله ..الله..

خريدةٌ في معانيها وصورها ..

تساؤلات .. ومناجاة لنفس تعيش غربة و خريف حياة وقد تقلبت الأحوال وتغيرت الصروف

" تساقطت الأوراق إذ ذاكَ وارتمتْ
... على الأرض اغصاني تعانقها لثما

وهأنذا : عمر على ساق واقفٍ
.. ولو كانَ لي ساقان لم أقترف همّـا "

ثم هذا حسابٌ و عتاب للنفس

" تطاردُ طيفاً في الحياة معانداً
... متى رمتَ منه قبلةً لم تجدْ جسما"

تحياتي شاعرنا لهذا الإمتاع والجمال.

يابن دغمش، هذا الشعر لم يعد يطرب له الكثير، ولكننا نعلل به أنفسنا

وأشكرك على تشجيعك المبهج

عبد الواحد الأنصاري
12-12-2013, 02:41 PM
تصويب آخر:

لا تحسن الفهما

الصواب:

لم تحسن الفهما

محمد ذيب سليمان
12-12-2013, 03:22 PM
شكرا ايها الشاعر الجميل
بل يا اخي مازال الشعر الجميل يستدرج كل صاحب ذائقة
ولا غيره يملأ رأسه .. هو الأصل وهو الذي ما زال يحمل الجمال والأصالة
على البحر الطويل انشدت وركينا مركبك وغمرتنا المعاني والتصوير الدال
لك الود

د. سمير العمري
12-12-2013, 04:39 PM
نسيتَ البريءَ الطفلَ فيكَ ولم تزلْ
تعيثُ به قتلاً ولم يرتكبْ إثما

أنا ذلك الجذعُ الذي أنت فأسُه
ورُبّ جذوعٍ أورثتْ فأسَها ثَلْما

وجدانية عالية وشاعرية محلقة وأداء أدبي جميل فلا فض فوك!
قصيدة تستحق الثناء والتقدير والاحتفاء.

للتثبيت!

ودمت متألقا مبدعا!

تقديري

عبد الواحد الأنصاري
13-12-2013, 05:26 PM
كرمكم فاض علي وأغرقني

سكينة جوهر
16-12-2013, 10:34 PM
أسائلهُ من أنت؟ هل أنت ماثلٌ
وهل أنت وهمٌ أم تُراني أنا الأعمى؟

متى كنتُ ربّاناً، متى كنتُ عاشقاً
متى كنتُ طيراً يعرف الحبّ والحُلْما؟

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

لافض فوك شاعرنا المبدع عبد الواحد الأنصاري

محلق في سماء الإبداع بخريدة يكتب لها بيانها

الساحر وتعبيرها الرصين خلود حرفها العربي

الأصيل الذي صيغت به عارضة لمشاعر رقيقة

شجية .. و ... تقبل خالص تقديري

عبد الواحد الأنصاري
17-12-2013, 05:01 PM
عرفاني يا أستاذة سكينة

وعسى أن أستطيع من وقت إلى آخر أن أكتب شيئاً يسرّكم.

سامي الحاج دحمان
17-12-2013, 11:16 PM
باسقة يانعة مثمرة

أصلها ثابت و فرعها محلق في سماء الإبداع

بوركت و حرفك الأصيل

محبتي و تقديري

سامي الحاج دحمان

نوارالسلمي
21-12-2013, 03:47 PM
جميلة هذه المساءلات...
شاعرية..
وهي في حد ذاتها إجابات..

تصفية حسابات مع القرين..
وتقريع له ..

هنا لايشتكي الشاعر إلا لنفسه..
لمست فيها تجريدات أبي فراس الحمداني وكبريائه..

...

عهدتكَ ربّاناً عرانينُ سُفنهِ
تظلّ جباه الموجِ من ضربها كَلْمى

إذا ما الرياح الهوجُ بيّتنَ هجمةً
فتلتَ شعاع الشمس في وجهها لُجْما

فأصبحتَ تخشى الظلّ والريحُ رهوةٌ
وترتدّ مفزوعاً إذا احتشدتْ غيما

أمسّك جنٌّ أم أصابتكَ غيمةٌ
عشاءً فألقت بين أوصالكَ الحمّى
**

أسائلهُ من أنت؟ هل أنت ماثلٌ
وهل أنت وهمٌ أم تُراني أنا الأعمى؟

متى كنتُ ربّاناً، متى كنتُ عاشقاً
متى كنتُ طيراً يعرف الحبّ والحُلْما؟

صور رائعة وقصيدة محلقة في سماء الروح ..

شاعري الجميل/عبد الواحد الأنصاري
لافض فوك..
وتحيتي وتقديري ومودتي...

جلال طه الجميلي
21-12-2013, 04:51 PM
شعرٌ باذخٌ أخي الشاعر المُجيد لغة في غاية القوة والعلوّ
مع ما أنطوت عليه القصيدة من حِكَمٍ نبيلة القصد حسنة السبك
قصيدة تقذفُ بنا الى قرون العصر الذهبي للشعر لتذكرنا بالبحتري واضرابه من الشعراء
دمتَ ودام ألقك

عبد الواحد الأنصاري
24-12-2013, 08:48 AM
أشكركم ولا أجد لامتناني ولا لكرمكم وصفاً كافياً تسعف به الكلمات.

ربيحة الرفاعي
29-01-2014, 01:37 PM
متألق بشاعريتك عميق بمساءلاتك ودلالاتها قوي بحرف وإشاراته
دمت والألق

تحاياي