تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ومضات ماسة,,,117



فاطمه عبد القادر
12-12-2013, 02:01 AM
أبداً ,, لن أُصدِّق!
أنَّ الألحانَ العظيمةِ الكريمةِ السَّاحرةِ , التي تدفَّقت من صدرِ بتهوفن ,,
لم تكنْ موجودةً من قبل ,
وأبداً لا أصدِّق !
أنَّ الصوتَ الحريريِّ الرقيقِ المتينِ الشَّجيِ الحالم ,, الذي تدفَّق من قلب العندليب الأسمر ,,
لم يكنْ موجوداً قبلَه,
ولا أُصدِّق ,,,
أنَّ قوَّةَ التَّفكير , وقوَّةَ الإبداع , والقدرةَ على الإختراع التي كانت في عقلِ توماس أديسون ,,
لم تكنْ موجودةً من قبل ,
فهذه المواهبُ الفذَّة , التي هي عطاءات الله, كانت تتنقَّلُ عبرَ أجدادهم وجدّاتهم, وعلى مدى العصور ,
وظلَّت تسري في دمِ الأجيالِ , كسريان التَّيارِ في الأسلاك, حتى جاء العصرُ المناسب, والمناخُ المناسب , والأدواتُ المناسبة,
لبزوغِها وسطوعِها واكتمالِها,
وستظلُّ موجودةً إلى أبدِ الدَّهر ,
فلا يعرفُ أحدٌ متى ستُطلُّ برأسِها ثانية ,
وأية بيضةٍ ستفقسُ عنها ,
عندها ,, ستظهرُ أكثر , وتسطعُ أكثر , وتكتملُ أكثر وأكثر ,
لكن ,, في الزَّمنِ المناسب , والمناخِ المناسب , وتوفُّر الأدواتِ المناسبة .
لننتظرها ,,,

*****

بالأمسِ البعيد ,,, قالَ لي ,
ليت أُمِّي مثلَ أُمِّك ,, ليتني منكم ! ,
بيتُكم كالبُستانِ النَّديّ , وبيتُنا يبدو مثلَ صحراءٍ ناشفةٍ مهجورة ,
أُمُّكم حاضرةٌ دائماً , تطعمُكم عندَ الجوعِ , وتدفئكم في البردِ , وتحنو عليكم ,وتهتمُّ بكم ,
أُمّي ,, تحبُّ العملَ كثيراً , وتحبُّ المالَ أكثرَ منِّي , وأكثرَ من إخوتي وأخواتي وأبي ,
أُمُّكم تتحركُ في بيتِكُم كقطعةٍ من النُّور ,
أُمُّنا غائبةٌ , وإن وجدناها ,, نجدُها متعبةً ومرهقة , وتحتاجُ من يعتني بها ,
كم نتمنّى أن نرى طيفَها في البيت , عند عودتِنا إليه ,
هذا حلمٌ بعيد ,
أُمُّكم تعطيكُم كلَّ ما تحتاجون إليه ,
أُمِّي لا تعطينا شيئا ,, إنَّنا نحتاجُ ,, حتى الطعام ,
ونحتاجُها أكثر ,,
ماذا لو وزَّعت وقتَها بالتَّساوي ؟؟
نحن أولادَها ,,!!
لمحتُ عينيه المغرورقتين , ويديه المتجمّدتين ,وثيابَه المتَّسخة , وشعرَه المشعَّث ,
فأشفقتُ عليه ,,,
وكرهتُ أُمَّه التي بالكادِ أَعرفُها .
/
وبالأمسِ القريب ,, قالت ابنتُه الشّابة عنه ,
أبي ,, يحبُّ العملَ كثيراً , ويحبُّ المالَ أكثرَ منِّي ومن إخوتي وأخواتي وأمّي,
نحنُ لا نراه في البيتِ تقريباً ,
نحنُ نحتاجه ,,
أُمِّي قد تعبت من تربيةِ الأولاد وحدها ,
نحنُ أولادَه, ولنا عليهِ حق,
ماذا لو عدلَ بين العملِ وبيننا ؟؟
لمحتُ في عينيها حنينِها لوجودِ الأبِ واهتمامِه ,
فأشفقت عليها ,
وحملتُ على أبيها الذي أعرفه !.
/
واليوم ,, تقولُ لي ابنتُها الصغيرة , وهي في السّادسة ,
ماما دائماً في الشُّغل ,, دائماً في الشُّغل ,, دائماً في الشُّغل ,,
أحبُّها كثيراً , وأشتاقُ لها , أين هي ؟, أنا لا أراها ,
ماما بالشّغل ,
فقلتُ لها ,,
سأسمعُ نفسَ شكواكِ هذه من ابنكِ يوماً يا صغيرتي ,
لو عشت !!.

*****

لا أرى الحفلات الجنونيَّة التي يقيمُها الإنسانُ أحياناً ,,, وفي كلِّ أرجاء الأرض !!,
ولا أرى ذلك اللبسِ الغريب الذي يرتديه , وتلك الألوان التي يطلي بها وجهَه ورجليه وذراعيه !,
ولا تلكَ الرَّقصات التي يُؤدّيها بجنونٍ أحمق !
ولا أرى العربدة اللامعقولة التي يقومُ بها !
إلا تعبيراً عن حُزنِه وكمدِه وأساهِ على فراقِ هذه الحياة !!!!!
فالإنسان ,,,
هو المخلوق الوحيد الذي يعلمُ نهايتَه , ويعلمُ أنَّ الموتَ بانتظاره , وباطنَ الأرضِ هو بيتُه الأخير ,
أو بيتُ جسدِه الأخير ,
وأتساءل ,,,
هل ما يُسمى (الدَّروشةُ) عندنا ,,, وهو الرَّقصُ بالرؤوسِ ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشّمال !
والانحناءاتُ المتكرِّرة على و قعِ غناءٍ ليس فيه إلا كلمةٌ واحدةٌ هي,
الله ,,,الله ,,,الله , !!! ؟
وهل جلدُ الجسمَ بالجنازيرِ في عاشوراء , والدماءُ المتدفِّقة, واللطمُ الموجعُ على الصدورِ حتى تكادُ الضُّلوع تتحطمُ من وقعها !؟,
هو منها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحنُ المسلمين ,, علينا أن نُصلّي , ونعبدَ الله العزيزِ القدير ,,
ولكن كالعقلاء ,,, وليسَ كالسُّكارى !
ونحن المسلمين ,, علينا أن نحزنَ على سيّدِنا الحُسين , ونتذكرهُ بإجلالٍ ومحبة,
فهو رمزُ الصَّبرِ والتضحية , وفخرُ الشهادةِ في سبيل الله ,
لكن ,, مثلَ حزنِ العقلاء ,
حزنٌ يليقُ به .
فالله أعظمُ وأجلُّ من أن يرانا نرقصُ في حضرتِه رقصةَ الدروشة ,
والحسينُ أكبرُ وأعقلُ من أن يرانا نرتكبُ مجازراً بأنفسنا يومَ الحزنَ عليهِ ,
هذا مرعب ,,,
وذاكَ مرعِب ,,
وأراه لا يختلفُ كثيراً عن رقصاتِ باقي الشعوب الهستيريَّة , في كلِّ بقاعِ الأرض .
أعبادةٌ هي ؟؟, أم حزنٌ على الحسين ؟؟ أم حزنٌ على أنفسنا التي ستغادرُ الحياة ؟؟
أنا,,, أتساءل ؟؟؟

ماسة
:os:

فاطمه عبد القادر
18-12-2013, 09:25 AM
السلام عليكم
أشكر كل الأصدقاء الأعزاء اللذين مروا على هذه الصفحة وقرأوا,
شكرا
ماسة

علي أحمد معشي
18-12-2013, 12:08 PM
السيدة الجليلة / فاطمة عبد القادر
السلام عليكم
مررت من وهنا وشدني عبق حديثك العاطر وحكمك الماسية الفريدة
فشكراً لكل حرف سطر الحكمة وشكراً لك سطر طرز الأدب والمعنى
بخطوطه الذهبية
ويسعدني أن أكون أول من لامس باقتك العطرة

علي معشي

أحمد الأستاذ
18-12-2013, 12:53 PM
واليوم ,, تقولُ لي ابنتُها الصغيرة , وهي في السّادسة ,
ماما دائماً في الشُّغل ,, دائماً في الشُّغل ,, دائماً في الشُّغل ,,
أحبُّها كثيراً , وأشتاقُ لها , أين هي ؟, أنا لا أراها ,
ماما بالشّغل ,
فقلتُ لها ,,
سأسمعُ نفسَ شكواكِ هذه من ابنكِ يوماً يا صغيرتي ,
لو عشت !!.
وابنتها ستشتكي منها أيضا,
ومضات راقية,
, عبرتِ عن التوارث بلوحاتٍ ساحرة
وكأن هذه الأجيال كانت تتوارث الأفكار والإبداع إلى أن جاء الوقت المناسب لرقيها وظهورها على الملأ,
قرأت عن عائلة روسية تتوارث الإبداع في مجال الرسم التشكيلي حتى تم فتح معرض لهم باسم العائلة الإبداعية,
أديبتنا الرائعة فاطمة عبد القادر
بورك هذا الفكر,
دمتِ بخير

ربيحة الرفاعي
07-01-2014, 12:16 AM
أليس هذا واقع الحال وقد انزاحت المنظومة الفكرية للمجتمع لتوجهات غريبة عنها؟

حكيمة بطرحك وعميقة بتفكيرك وراقية بومضاتك أيتها الرائعة

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
11-01-2014, 08:38 AM
ماسة بالحس
ماسة بالكلمة
ماسة في الإحساس
ماسة في مواضيعك
وتأملاتك
كل التقدير للروح الماسية
محبتي وياسمينة

كاملة بدارنه
13-01-2014, 01:39 PM
ومصات عرّت واقعا نعايشه، وجاءت ناقدة بأسلوب جميل
بوركت ماستنا
تقديري وتحيّتي

فاطمه عبد القادر
02-02-2014, 11:43 PM
السيدة الجليلة / فاطمة عبد القادر
السلام عليكم
مررت من وهنا وشدني عبق حديثك العاطر وحكمك الماسية الفريدة
فشكراً لكل حرف سطر الحكمة وشكراً لك سطر طرز الأدب والمعنى
بخطوطه الذهبية
ويسعدني أن أكون أول من لامس باقتك العطرة

علي معشي


وعليكم السلام
وأنا أيضا يسعدني حضورك العزيز أخي علي ,
شكرا لموافاتك ,
شكرا لرأيك
وأهلا بك دائما
دمت بألف خير ومودة
ماسة

ناديه محمد الجابي
04-02-2014, 11:25 AM
تأملات عميقة هادفة .. أحب فلسفتك وفكر راقيا يميزك
كنتِ جميلة , وكنتُ مستمتعة بجذوات قيمة تبث عبراً
لنبضات فكرك ينحني الحرف والقلم
دمت من ماسة مشعة.

فاطمه عبد القادر
05-03-2014, 11:11 PM
وابنتها ستشتكي منها أيضا,
ومضات راقية,
, عبرتِ عن التوارث بلوحاتٍ ساحرة
وكأن هذه الأجيال كانت تتوارث الأفكار والإبداع إلى أن جاء الوقت المناسب لرقيها وظهورها على الملأ,
قرأت عن عائلة روسية تتوارث الإبداع في مجال الرسم التشكيلي حتى تم فتح معرض لهم باسم العائلة الإبداعية,
أديبتنا الرائعة فاطمة عبد القادر
بورك هذا الفكر,
دمتِ بخير


وعليكم السلام أخي
أشكرك يا صديقي ,,لقد أضأت على الموضوع بجمال وروية ,
الموضوع كذلك كما ألاحظ كل وقت ,
الوراثات هي عصب كل الحياة ,
شكرا لموافاتك أخي أحمد ,شكرا لرأيك العزيز ,
بارك الله فيك
ماسة

فاطمه عبد القادر
04-04-2014, 11:13 PM
أليس هذا واقع الحال وقد انزاحت المنظومة الفكرية للمجتمع لتوجهات غريبة عنها؟

حكيمة بطرحك وعميقة بتفكيرك وراقية بومضاتك أيتها الرائعة

دمت بخير

تحاياي


وعليكم السلام صديقتي العزيزة
نعم هو واقع الحال كما تفضلتِ ,وكثيرا جدا ما تنسى المجتمعات أصل كل أمر ,وتنساق خلف الغرابة والعجب ,
شكرا لمرورك العاطر يا ربيحة العزيزة ,
أتمناك دائما بخير ,
ماسة

فاطمه عبد القادر
10-05-2014, 12:56 AM
ماسة بالحس
ماسة بالكلمة
ماسة في الإحساس
ماسة في مواضيعك
وتأملاتك
كل التقدير للروح الماسية
محبتي وياسمينة


وعليكم السلام خلود الجميلة
شكرا لكل هذا التقدير ,
الماس في روحك وقلبك يا صديقتي ,
والياسمين في كفيك
دمت بكل الخير
ماسة
:001::001::001:

نداء غريب صبري
04-07-2014, 06:36 PM
ومضاتك من أجمل ما يقرأ الباحث عن الحكمة في اواني الأدب

شكرا لك أختي الرائعة ماسة

بوركت

فاطمه عبد القادر
17-09-2014, 02:19 AM
ومضات عرّت واقعا نعايشه، وجاءت ناقدة بأسلوب جميل
بوركت ماستنا
تقديري وتحيّتي


وعليكم السلام
أشكر حضورك الجميل يا صديقتي
أشكر ردك ,
الجمال في عينيك عزيزتي كاملة
باركك الله
ماسة

فاطمه عبد القادر
04-11-2014, 02:02 AM
تأملات عميقة هادفة .. أحب فلسفتك وفكر راقيا يميزك
كنتِ جميلة , وكنتُ مستمتعة بجذوات قيمة تبث عبراً
لنبضات فكرك ينحني الحرف والقلم
دمت من ماسة مشعة.


وعليكم السلام عزيزتي ناديا
أنت الجميلة والمشعة أختي
شكرا لرأيك الغالي
شرف كبير زيارتك :0014:
ماسة