تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من اندونيسيا كيف نقود الشعوب



هشام النجار
18-12-2013, 07:43 PM
مسجد الاستقلال باندونيسيا ثالث أكبر مسجد فى العالم بعد الحرمين الشريفين حيث يستقبل عشرات الآلاف من المصلين يومياً وقد تم تصميمه ليستوعب 200 ألف شخص .

بدأ بناء المسجد عام 1961م بتعليمات من رئيس اندونيسيا الأول أحمد سوكارنو ليكون رمزاً لاستقلال البلاد وأسهمَ بنفسه فى تصميمه حيث كان فى الأساس مهندساً معمارياً ، ويُذكر أن أحد المهندسين المسيحيين من جزيرة سومطرة ساهم هو أيضاً فى البناء ويُدعى فراديك بيسالا ، وهذا يُعد من أدبيات التعايش والتنوع بالمجتمع الاندونيسى بالرغم من أن المسلمين يشكلون أغلبية بتسعين بالمائة من السكان لكن هذا لا يعطى مسوغاً للالغاء لدرجة أن هذا المسجد بشموخه تقف قبالته كنيسة شهيرة خاصة بالبروتستانت .

بعد وفاة سوكارنو استكمل الرئيس سوهارتو أعمال البناء ليفتح الجامع المهيب أبوابَه للمصلين والزائرين عام 1978م وليصبحَ أهم رمز على استقلال وعزة وحرية الشعب الاندونيسى .

هو فخر اندونيسيا والمسلمين فى آسيا عموماً ، يدرس ويخطب به أشهر علماء اندونيسيا والعالم ، ويمتد نشاطه الى استيعاب مجالات الدعوة والتربية والكفالة والأعمال الخيرية والاجتماعية ، وامامه الأكبر هو امام الأئمة ورئيس رابطة أئمة المساجد ورئيس هيئة العلماء ، وهو الآن العلامة الأستاذ الدكتور على مصطفى يعقوب الذى تشرفنا بلقائه أكثر من مرة ، ونائبه هو الدكتور حاجى مبارك .

صلينا بحمد الله الجمعة الماضية بمسجد الاستقلال العظيم فى ختام جولة علمية ودعوية استغرقت أسبوعاً باندونيسيا ، شرفتُ خلالها بصحبة المفكر الاسلامى الكبير فضيلة الدكتور ناجح ابراهيم والعالم السلفى الأردنى على بن حسن الحلبى ، وسعدنا بالحفاوة والاستقبال الكريم .

بعد الصلاة ألقى فضيلة الدكتور ناجح ابراهيم كلمة لاقت اعجاب جميع الحاضرين الذين تسابقوا للتصوير معه ، ثم ألقى فضيلة الشيخ على بن حسن الحلبى كلمة موجزة رحب بمضمونها جميع الحاضرين ، ثم ألقيتُ كلمتى المختصرة بعنوان " الشعوب - لا الجماعات والتنظيمات " وكان لها أثر طيب وردود أفعال لم أتوقعها ، وقد غيرتُ موضوعَ الكلمة بعد حوارى مع نائب امام الأئمة الذى ضاعف انبهارى بالشعب الاندونيسى المتدين الشغوف بنصرة قضايا أمته ، والذى يتمنى كل فرد مسلم فيه أن يطيل الله عمره ليرى الأراضى والأوطان والمقدسات وفد حُررت ، والمسلمون ينعمون بالعزة والثروات وقيادة العالم .

ذكرتهم بأن المشهورين من القادة الذين يحفظ التاريخ لنا أسماءهم قليلون ، وليسوا هم أصحاب الانجازات والتحولات الكبرى ، انما الفضل الأكبر يعود الى ملايين من مجهولى الهوية والاسم من الشعوب المسلمة التى خاضت الأهوال والمواجهات لأجل الله .. لا لأى شئ آخر .

طلبتُ منهم العودة الى غزوة خيبر والى خبر الرجل الذى طلب بعد اسلامه صحبة الرسول فى جهاده ، فدفع الرسول صلى الله عليه وسلم غنماً كان غنمه فرفضه قائلاً ما على هذا اتبعتك انما على أن أضرب بسهم فى نحرى فأموت فأدخل الجنة .. هذا الرجل ليس له اسم ولا تعريف فى جميع كتب السير .

وجعل العلامة الندوى يستقصى عوامل تحول أكبر ثلاث امبراطوريات الى الاسلام وهم العرب والتتار والأفغان ، فتوصل بعد جهد الى أن المجهولين المتجردين والملايين الصادقة هم أصحاب الفضل الأكبر ، وذكر خبر الجندى الذى عثر فى احدى المعارك على تاج مرصع بالذهب والألماس فجاء به الى قائده الذى اندهش كيف لم يطمع فيه ، فسأله عن اسمه ، قال : لا تسألنى هذا السؤال فاسمى يعرفه الله .

قلتُ لهم : لو عدنا مصر بمائة مليون مسلم اندونيسى صادق متجرد – تعدادهم مائتان وثلاثون مليوناً – ووضعناهم فى صحراء سيناء وبصقوا فقط على اسرائيل لأغرقوها وأنهوا وجودها الى الأبد .

ليس بالتنظيمات والجماعات والسلاح والتفجيرات والأسماء المشهورة وبن لادن والظواهرى وباعشير تنتصر الأمة ، انما بالشعوب والمجهولين الذين يعرف الله أسماءَهم وأحوالهم وصدقهم .

ولذا تستهدف أمريكا واسرائيل الشعوب المسلمة فى ثقافتها وعقيدتها وتدينها وطهرها وصحتها وعافيتها ، وربما دعمتا تنظيمات مسلحة أو تركتها اسرائيل على بعد خطوات منها تضرب وتخرب وهى قادرة على سحقها عسكرياً .

نصحتُ بتربية الشعوب بالعلم والحب والتسامح والاحسان والرفق والتواضع ، ولن يثمر التفجير والتكفير والقتل والقسوة والاستعلاء الا الفشل والهزائم .

بعد الكلمة هجم المحبون لدينهم على يحتضوننى ويحاولون تقبيل يدى كأنهم ظنوا أننى ولى من أولياء الله الصالحين فجعلت أقابل أياديهم تقبيلاً بتقبيل وقد ثقلت الدموع فى جفونى تريد أن تسقط .

لا تذهبوا بعيداً جداً ، لا تنعزلوا عن شعوبكم .

قولوا لهم : " أنتم " .. لا تكرروا : " نحن " .

قودوهم بالحب والتودد والرفق ، سيتسابقون لنصرة القضية بالملايين ، أما أنتم بمفردكم أيها المشهورون المتكبرون ، فمساعيكم مصيرها الفشل .

سامية الحربي
19-12-2013, 10:30 PM
كل ما نعرفه عن إندونيسيا هي أنها أكبردولة إسلامية فتحها التجار المسلمون . كثير من الدول الإسلامية الغير عربية هي حواضن إسلامية للأمة لو فتحنا لها أذرعنا بصدق لكانوا جند الله بحق من هذه لدول باكستان و إندونيسيا و لكن للأسف تركنا هذه الدول لإيران و شياطينها تجتالهم الآن و تنشر الفكر الشيوعي و التشيع وهذا نحن العرب لم نقدر حتى الآن رغم التحديات الكبرى التي نواجهها هذه السنوات قيمة الوحدة الإسلامية ضد الباطنية و القوميات. وكما ذكرت أستاذي الكريم قيادة الشعوب إسلاميا لا تستلزم كل بهرجة الإعلام رغم أهميته فقد يصفق العالم لأخر فارس ولا يذكرون من أوصله و لا الجهود ولا الشخوص التي أطرت أسمه وقد نغفل أننا في مهمة ثمارها كل ما خفي و تجذر بالإخلاص. دمت بخير . تحياتي وتقديري.

هشام النجار
02-01-2014, 11:29 AM
كل ما نعرفه عن إندونيسيا هي أنها أكبردولة إسلامية فتحها التجار المسلمون . كثير من الدول الإسلامية الغير عربية هي حواضن إسلامية للأمة لو فتحنا لها أذرعنا بصدق لكانوا جند الله بحق من هذه لدول باكستان و إندونيسيا و لكن للأسف تركنا هذه الدول لإيران و شياطينها تجتالهم الآن و تنشر الفكر الشيوعي و التشيع وهذا نحن العرب لم نقدر حتى الآن رغم التحديات الكبرى التي نواجهها هذه السنوات قيمة الوحدة الإسلامية ضد الباطنية و القوميات. وكما ذكرت أستاذي الكريم قيادة الشعوب إسلاميا لا تستلزم كل بهرجة الإعلام رغم أهميته فقد يصفق العالم لأخر فارس ولا يذكرون من أوصله و لا الجهود ولا الشخوص التي أطرت أسمه وقد نغفل أننا في مهمة ثمارها كل ما خفي و تجذر بالإخلاص. دمت بخير . تحياتي وتقديري.

صدقت سيدتى الكريمة استاذتنا المبدعة غصن الحربى فى كل ما ذكرت ، لابد ان نعى دورنا ونقوم بمسئوليتنا تجاه هذه الشعوب الطيبة المحبة لدينها والمتعطشة للاستزادة منه وفهمه على صحيحه وحقيقته .
مشينا فى هذه البلاد أثناء زيارتنا لها مساحات شاسعة خضراء كأنها من الجنة ، لكنها فارغة لا يوجد بها احد تنتظر من يملأها بالعلم والحكمة والفكر ، فان لم نفعل نحن قام بذلك الآخرون . كما قال الشيخ الغزالى : انهم يمتدون فى فراغنا .
خالص التحية والشكر والتقدير .

ربيحة الرفاعي
04-01-2014, 02:16 AM
نصحتُ بتربية الشعوب بالعلم والحب والتسامح والاحسان والرفق والتواضع ، ولن يثمر التفجير والتكفير والقتل والقسوة والاستعلاء الا الفشل والهزائم .


بعد الكلمة هجم المحبون لدينهم على يحتضوننى ويحاولون تقبيل يدى كأنهم ظنوا أننى ولى من أولياء الله الصالحين فجعلت أقابل أياديهم تقبيلاً بتقبيل وقد ثقلت الدموع فى جفونى تريد أن تسقط .
لا تذهبوا بعيداً جداً ، لا تنعزلوا عن شعوبكم .
قولوا لهم : " أنتم " .. لا تكرروا : " نحن " .
قودوهم بالحب والتودد والرفق ، سيتسابقون لنصرة القضية بالملايين ، أما أنتم بمفردكم أيها المشهورون المتكبرون ، فمساعيكم مصيرها الفشل .



المؤلم أن الحصاد ما يزال حصاد المتكبرين، وما زالوا يصرمون مصبحين ولا يستبقون، فإن عاقبهم الله بصيب من السماء أصابنا ؛ فهي أوطاننا!
شكرا لصفحتك الجميلة تحدثنا بشئ من رحلتك لأندونيسيا


بارك الله بك ونفع بعلمك

تحاياي

هشام النجار
05-01-2014, 02:45 PM
نصحتُ بتربية الشعوب بالعلم والحب والتسامح والاحسان والرفق والتواضع ، ولن يثمر التفجير والتكفير والقتل والقسوة والاستعلاء الا الفشل والهزائم .





المؤلم أن الحصاد ما يزال حصاد المتكبرين، وما زالوا يصرمون مصبحين ولا يستبقون، فإن عاقبهم الله بصيب من السماء أصابنا ؛ فهي أوطاننا!
شكرا لصفحتك الجميلة تحدثنا بشئ من رحلتك لأندونيسيا


بارك الله بك ونفع بعلمك

تحاياي
أكرمك الله وبارك فيك سيدتى الكريمة ومبدعتنا الغالية أستاذتنا الكبيرة ربيحة الرفاعى .. نعم فالرفق والتواضع والرحمة هى التى تغزو القلوب والضمائر وتصنع المعجزات . نحن لسنا بمفردنا فى هذا الكون ولسنا بمفردنا فى اوطاننا لنعيش لانفسنا ومصالحنا فحسب ، فلنراعى الآخرين ونحترم حقوقهم وخصوصياتهم ، ولنحافظ على مجتمعاتنا واوطاننا ونقدم مصالحها على كل مصلحة أخرى ، ولننصر ديننا بالناس وبالجماهير فهم الابطال الحقيقيون .. ونحن من غيرهم لا شئ .
شكرا جزيلا لهذا المرور الراقى .
تحياتى وأمنياتى ودعواتى .