تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية ( الحصان ) ليوليوس هاي



بهجت عبدالغني
20-12-2013, 02:40 PM
مسرحية ( الحصان )
يوليوس هاي


مسرحية الحصان ، للكاتب الهنغاري يوليوس هاي ، وهي كوميديا من ثلاثة فصول ، ترجمها إلى العربية علي كنعان .. مُثلت في دمشق سنة 2003 .

المسرحية عبارة عن ملهاة ساخرة يتخيّل مؤلفها أن حوادثها جرت في روما في القرن الأول الميلادي أبان حكم الإمبراطور كاليغولا في ظروف درامية ، وفي حاناتها المترعة بالخمر والميسر والرهان ..
تبدأ المسرحية بشاب ريفي اسمه ( سيلانوس ) قَدِمَ روما مقامراً ، مع حصانه ( انسيتانوس ) المميز والذي يشتهر فيما بعد ، إثر فوزه بسباقٍ الخيول ، فيأمر الإمبراطور بتعيينه قنصلاً بدلاً من القنصل المعزول ، ويضفي عليه القداسة !
فيسارع الناس لمباركة هذا التعيين ، ويستقبلونه بالحفاوة .. فتراهم يجتهدون في التشبه بالحصان القنصل .. صهيله .. حركاته .. وتَعقُد الفتيات شعورهنّ كذيل الحصان ، ويَدُقن الأرض مع الفتيان بأقدامهم محاكاةً له ، ويتغازلون بصهيله ، ويلعبون لعبة الخيل بطريقة رمزية ولكنها مبتذلة !

ثم يقرر الإمبراطور تزويج سعادة القنصل بأجمل فتيات روما .. فيتهافت الآباء والأمهات والبنات للحصول على هذه الزيجة المباركة المقدسة !
وينتهي الأمر بزواج القنصل من ( امينا ) ، الفتاة الرافضة لهذه المهزلة ، بضغوط من أبويها ، وبإقناع من حبيبها ، صاحب الحصان ، موضحاً لها أن الحصان مقدسٌ يمكنه التحول في الليل إلى أي شكل يريد ، كما فعل جوبيتير مع أوريا عندما اغتصبها في صورة ثور !
فاقتنعت ( امينا ) ووافقت .. فكان هذا الشاب الحبيب يزورها كل ليلة على أنه الحصان المقدس !
ومن ثم تنتهي حياة القنصل ، بطعنة غادرة ، فيُغتال في ليلة ظلماء ، بيد النبلاء الذي كانوا يريدون منصب القنصل الجديد !
فيجلس الجميع يأكلون النقانق المصنوعة من لحم القنصل .. وهم يبكون ..

المسرحية تصور حالة الانحطاط الأخلاقي والذوقي الذي أصاب هؤلاء البشر ، والحياة المبتذلة التي يعيشونها ، مع ما يتمتعون به من مناصب وجاه .. ويبرز مدى قدرة هذا الإنسان على أن يتحول شيئاً آخر غير الإنسان ! والانصياع وراء نزواته الشيطانية ، وقدرته على التضحية بأثمن ما يملك .. إنسانيته .. من أجل الحصول على حفنة من مال زائل ، أو منصب ينتهي بأقلّ غضب من سيادة الإمبراطور ، أو وشاية كاذبة من أحد النبلاء ذوو الأخلاق الرفيعة ، ليغدو في عداد الأنعام ، بل أضلّ !
مسرحية تحكي انتكاسة الفطرة الإنسانية ، وانقلاب الطبيعية السوّية ..
ولكن تبقى .. مع كل ذلك .. أصالةٌ للنفس .. يحملها آخرين ، يرفضون الانتكاس ، ويترفعون على نداء الطين !

لغة المسرحية جاءت سهلة بسيطة ممتعة ، والحبكة جيدة ، والكوميديا كانت حاضرة أيضاً ..

سامية الحربي
21-12-2013, 01:16 PM
ولعل هذه المسرحية تجسد واقع الرفض لكثير من تخبطات وفساد المجتمع لكن هذا الرفض لا يوازي قوة رياح هذا الفساد فيولم دونكشوت مع الجميع. شكرًا لك أديبا الكريم على مشاركة هذه المسرحية. تحياتي وتقديري.

بهجت عبدالغني
23-12-2013, 05:31 PM
والشكر موصول لك أخي العزيزة الاديبة غصن
لحضورك وقراءتك ..

بارك الله فيك ورعاك



تحاياي

ربيحة الرفاعي
30-12-2013, 12:36 AM
ما كانت حماقة كاليغولا لتؤتي أكلها من مهزلة لو لم تجد في القوم حوله من يسايره فيها ويجد له مصلحة من خلالها، وهو ما كان لصاحب الحصان سيلانوس الذي رضي لنفسه أن يكون منقلبا عن حيوان في أحيان ، وأن تتزوج حبيبته من حصانه ، وهو أيضا ما كان لقوم يقدسون الحصان ثم يأكلون لحمه بينما يبكونه حين يقتل

هو تجسيد في ملهاة عرضت مهزلة حقيقية تعيشها الشعوب التي رضيت لنفسها أن تكون مجرد أشياء على رقعة الحياة

إيجاز رائع للمسرحية حمسنا لقراءتها

دمت بخير مبدعنا

تحاياي

بهجت عبدالغني
31-12-2013, 07:27 PM
وقد قال الله تعالى عن فرعون :
( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )

نعيش المهزلة لأننا رضينا بها ، لأمور نظنّها مكاسب ، وهي في الحقيقة خسران مبين !


أستاذتي العزيزة ربيحة الرفاعي
رعاك المولى وحفظك

دمت بخير


وتحاياي

نداء غريب صبري
13-01-2014, 12:50 AM
المسرحية جسدت مهزلة التناقضات التي نختبئ وراءها لنخفي عيوبنا ونبرقع تشوهات وجوهنا
احسنت اختيارها أخي


شكرا لك

بوركت

بهجت عبدالغني
15-01-2014, 08:46 PM
شكري وتقديري الكبيرين لمرورك الكريم أختي العزيزة نداء
وقراءتك ..

بارك الله فيك ورعاك



تحاياي ودعائي