تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الزعيمة



فاطمة بلحاج
29-12-2013, 10:21 PM
الزعيمة


دخل البيت، ثم اتَّجه نحو الصالة، فأشارت إليه بيدها بأن يتوجه إلى المطبخ، فقام إليه على مضض، كانت الأطباق تصطفق ببعضها البعض من شدة غيظه، وهو يُعِدُّ وجبة خفيفة، ويتذكر أيامه الجميلة، رفقة محبوبته، حين كانت تلاقيه بابتسامة عريضة وحضنٍ كلما عاد من عمله المتعِب بمديرية الأمن، ويتشاركان في إعداد العشاء، وهما يستمتعان بأمسياتٍ جميلة، بعيدًا عن معاناة الآخرين، ممن يراهم في عمله، والآن، آه على أيامي الآن! قالها في نفسه.

أنهى وجبته، ثم عاد إلى الصالة، وجلس على الكنبة بقربها، وقد لاذا بالصمت.

فهي قد تغيرت بعد التحاقها بجمعية نسائية، تحمل اسم " النساء قادمات " ففي الصباح أعلمَتْه - وكما كل صباح - أنها حين تعود من عملها في الظهيرة ستلتحق بالجمعية، وحين تعود للبيت، سيلقاها عليلة ملتحِفَة بالبطانية، وقد شدَّت رأسها بوشاحين، وانكمشت كعجوز بائسةٍ، تتابع مسلسلاً رومانسيًّا!

دعاها لتذوق ما أعدَّت يداه، فأشارت إليه أنها قد أكلت بالجمعية، وتناولَتْ أقراصًا بسبب الصُّداع الذي أصابها مما سمعتْه من النسوة، فقال لها متسائلاً:
- أخبريني لمَ استقلْتِ من جمعيتك القديمة؟

- لأنها لا تهتم بمستقبل المرأة، تريد منا أن نبقى كسيحات، ولا نُخْرِج باقي النسوة من الظُّلمات، فأنتَ لا تدري ما يحدث للنساء؟

قال متعجبًا:
- وما الذي يحدث لهن؟!
- ردت قائلة: مثلاً: زميلتي حميدة، طلب منها زوجها تغيِير البيجامة العتيقة التي تعشقها حد الجنون بقميص اشتراه لها، وحين أبتْ تخلَّى عنها، وتزوج بأخرى، مُدَّعِيًا أن بيجامة حميدة تسبب له الغثيان، ونحن قررنا أن نرفع قضية ضده؛ لرد اعتبار زميلتنا.
- إنه لم يخطئ
انفلتت الكلمات من حلقومه، ولم يدرِ كيف يطفئ لهيبها؟ وقد قامت منتصبة، تقول بلهجة مستنكرة:
- ماذا تقول؟ إنه لم يخطئ! بل قل: إنه مخبول!

طأطأ رأسه صامتًا، فعادت للجلوس والانكماش تحت البطانية، رأى عناكب صغيرة تتسلق طاولة الأكل، فقال:
- أَفَكَّرْتِ فيما قد يحدث لمؤسستنا؟

ردَّت في هدوء:
- ما الذي سيحدث لها، فلا شيء قد تغير، غير أني صرت نائبة رئيسة جمعية " النساء قادمات " وعما قريب سترى حبيبة قلبك زعيمةً قوميةً!

عبد السلام دغمش
30-12-2013, 10:46 AM
"طأطأ رأسه صامتًا، فعادت للجلوس والانكماش تحت البطانية، رأى عناكب صغيرة تتسلق طاولة الأكل، فقال:
- أَفَكَّرْتِ فيما قد يحدث لمؤسستنا؟

ردَّت في هدوء:
- ما الذي سيحدث لها، فلا شيء قد تغير، غير أني صرت نائبة رئيسة جمعية " النساء قادمات " وعما قريب سترى حبيبة قلبك زعيمةً قوميةً!"

الأخت فاطمة بلحاج

.. والمرأة راعيةٌ في بيتها ومسؤولةٌ عن رعيتها ".. لكنّ هذه السيدة قفزت فوق الأولويّات على حساب بيتها وزوجها..
نصّ رشيق وسلس أديبتنا الفاضلة .
تقديري و تحيتي.

ناديه محمد الجابي
30-12-2013, 09:39 PM
قال تعالى : (الرجالُ قَوَّامُونَ على النِّساءِ) (النساء:
نجد إما رجلا يهمل امرأته تماما وإما يسلم لها الزمام تماما فتصبح هي
سيدة البيت وزعيمته والمتصرفة في كل شيء.
والرجل الذي يترك للمرأة القوامة في البيت هو ليس برجل.
المسلمة المعتدلة تؤدي واجباتها كما تطالب بحقوقها.

عزيزتي فاطمة ..
مشهد صيغ باقتدار بأسلوب تصويري تعبيري
رائعة بسرديتها وفكرتها ودلالاتها
بوركت واليراع.

آمال المصري
31-12-2013, 04:31 PM
كما يقال " ترك لها الحبل على الغارب " فانطلقت به ضاربة عرض الحائط قوامة الرجل التي ذكرها الله في كتابه العزيز لتمتطيها ماسكة بلجامها توجهه حسبما تريد
بأسلوب شائق وسردية ماتعة كانت تلك الالتقاطة البديعة أديبتنا الفاضلة
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

سامية الحربي
01-01-2014, 07:54 PM
جمعيات حقوق المراءة غالبها أُوجد لينتكس مفهوم القوامة فترى فيه تلك المسكينة تسلطًا و جبروتًا . الأديبة فاطمة بلحاج شكرًا على هذا القص الوارف بلغته المباشرة الهادفة.مودتي وتحاياي.

كاملة بدارنه
02-01-2014, 05:27 PM
لا أدري لمَ اختلّت الموازين ، وانقلبت أمور الرّجال والنّساء؟!
الوضع محيّر ومقلق
سرد رائع وتصوير للمشاهد أروع
بوركت
تقديري وتحيّتي

خلود محمد جمعة
05-01-2014, 10:59 PM
مما قد يضيع حقوق المرأة هي المرأة
حين تتخبط في المفاهيم المغلوطة
المطالبة هي بحق الأنسان بغض النظر عن الجنس
وكل يتحمل مسؤولية غلطة
طرح عميق
سرد مائز
دمت بخير
مودتي وتقديري

فاطمة بلحاج
08-01-2014, 04:54 PM
"طأطأ رأسه صامتًا، فعادت للجلوس والانكماش تحت البطانية، رأى عناكب صغيرة تتسلق طاولة الأكل، فقال:
- أَفَكَّرْتِ فيما قد يحدث لمؤسستنا؟

ردَّت في هدوء:
- ما الذي سيحدث لها، فلا شيء قد تغير، غير أني صرت نائبة رئيسة جمعية " النساء قادمات " وعما قريب سترى حبيبة قلبك زعيمةً قوميةً!"

الأخت فاطمة بلحاج

.. والمرأة راعيةٌ في بيتها ومسؤولةٌ عن رعيتها ".. لكنّ هذه السيدة قفزت فوق الأولويّات على حساب بيتها وزوجها..
نصّ رشيق وسلس أديبتنا الفاضلة .
تقديري و تحيتي.


الأخ الفاضل الشاعر عبد السلام دغمش
أشكرك على مرورك الكريم وقراءتك الراقية للنص
بوركت
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
08-01-2014, 04:56 PM
قال تعالى : (الرجالُ قَوَّامُونَ على النِّساءِ) (النساء:
نجد إما رجلا يهمل امرأته تماما وإما يسلم لها الزمام تماما فتصبح هي
سيدة البيت وزعيمته والمتصرفة في كل شيء.
والرجل الذي يترك للمرأة القوامة في البيت هو ليس برجل.
المسلمة المعتدلة تؤدي واجباتها كما تطالب بحقوقها.

عزيزتي فاطمة ..
مشهد صيغ باقتدار بأسلوب تصويري تعبيري
رائعة بسرديتها وفكرتها ودلالاتها
بوركت واليراع.


الأخت الفاضلة الأديبة نادية
شكراً لك على مرورك الرائع وقراءتك الراقية للنص
سعدت بوجودك في صفحتي
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
08-01-2014, 04:58 PM
كما يقال " ترك لها الحبل على الغارب " فانطلقت به ضاربة عرض الحائط قوامة الرجل التي ذكرها الله في كتابه العزيز لتمتطيها ماسكة بلجامها توجهه حسبما تريد
بأسلوب شائق وسردية ماتعة كانت تلك الالتقاطة البديعة أديبتنا الفاضلة
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي


الأخت الفاضلة الأديبة أمال
يسعدني حضورك الرائع دائماً في صفحتي
أشكركِ على قراءتكِ الراقية
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
08-01-2014, 05:03 PM
جمعيات حقوق المراءة غالبها أُوجد لينتكس مفهوم القوامة فترى فيه تلك المسكينة تسلطًا و جبروتًا . الأديبة فاطمة بلحاج شكرًا على هذا القص الوارف بلغته المباشرة الهادفة.مودتي وتحاياي.


الأخت الفاضلة الأديبة غصن
أشكركِ على المرور الراقي
يسعدني حضوركِ دائماً في صفحتي
بوركتِ
مودتي وتحياتي

ربيحة الرفاعي
25-01-2014, 02:25 PM
مقولات من الوهم جاءتنا من حيث لا ندري على أكف شخصيات متأزمة عاشت ظروفا أسرية مرضيّة خلفت فيهن من العقد والاضطرابات النفسية ما جعلهن أرضا خصبة لبذور التمزيق الأسري المستوردة من الغرب بأمراضه ومطامعه كهدى شعراوي وسيزا النبراوي ومن سار على خطاهم وصولا إلى نوال السعداوي ...


وامرأة تسلم رأسها للعابثين بفكرها، الناخرين كالسوس في البناء الاجتماعي لأمتها، عبر تفتيت لبناته الأساسية باستخدامها مجنّدين في ذلك طموحاتها هي العدو الأول لذاتها ولأمتها، ورجل لا يعرف كيف يحمي امرأته من نفسها لا يستحق أكثر من مختلة تدمر بيته ..

قصة هادفة وطريفة

دمت بخير

تحاياي

فاطمة بلحاج
30-01-2014, 04:19 PM
لا أدري لمَ اختلّت الموازين ، وانقلبت أمور الرّجال والنّساء؟!
الوضع محيّر ومقلق
سرد رائع وتصوير للمشاهد أروع
بوركت
تقديري وتحيّتي



الأخت الفاضلة الأديبة كاملة
أشكرك على مرورك الجميل وقراءتك الراقية
بوركتِ
تحياتي ومودتي

فاطمة بلحاج
30-01-2014, 04:23 PM
مما قد يضيع حقوق المرأة هي المرأة
حين تتخبط في المفاهيم المغلوطة
المطالبة هي بحق الأنسان بغض النظر عن الجنس
وكل يتحمل مسؤولية غلطة
طرح عميق
سرد مائز
دمت بخير
مودتي وتقديري




الأخت الفاضلة الأديبة خلود
شكراً لك للمرور الجميل والقراءة القيمة للنص
تشرفت بحضورك متصفحي
دمت بألف خير
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
07-03-2014, 03:58 PM
مقولات من الوهم جاءتنا من حيث لا ندري على أكف شخصيات متأزمة عاشت ظروفا أسرية مرضيّة خلفت فيهن من العقد والاضطرابات النفسية ما جعلهن أرضا خصبة لبذور التمزيق الأسري المستوردة من الغرب بأمراضه ومطامعه كهدى شعراوي وسيزا النبراوي ومن سار على خطاهم وصولا إلى نوال السعداوي ...


وامرأة تسلم رأسها للعابثين بفكرها، الناخرين كالسوس في البناء الاجتماعي لأمتها، عبر تفتيت لبناته الأساسية باستخدامها مجنّدين في ذلك طموحاتها هي العدو الأول لذاتها ولأمتها، ورجل لا يعرف كيف يحمي امرأته من نفسها لا يستحق أكثر من مختلة تدمر بيته ..

قصة هادفة وطريفة

دمت بخير

تحاياي




أختي الفاضلة الشاعرة ربيحة الرفاعي
أشكرك على مرورك الجميل وقراءتكِ الراقية للنص
يسرني حضورك على صفحتي
بوركتِ
تحياتي وتقديري
:001:

نداء غريب صبري
19-05-2014, 04:23 PM
المرأة التي تفقد الرجل القادر على احتوائها بالطريقة الصحيحة تصبح ألعوبة بأيدي المخربين في مجتمعاتنا
والرجل الذي لا يعرف كي يحتوي امرأته بالحلم والحزم معا يستحق أن يفسد الآخرون عليه حياته

قصة جميلة وفكرتها هامة وأسلوبها رائع

شكرا لك أختي

بوركت