المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قميصُ فوقَ الحزام!



فوزي الشلبي
01-01-2014, 07:40 AM
قمٌيصٌٌٌ فوقَ الحزام!


سارت ُفي مشيتِها متمايلةً تجحظ المارةَ يمنةً ويسرة.. سار جانبَها زوجٌ نحيلٌ غاضبٌ عضتْ وجهَهُ كدماتٌ سبَّبتها قبضاتُ الشُّرطةُ وأكفُّهمْ..
أصلحتِ الشّالَ الذي لفّ رأسَها ...ثم قالتْ وعلى شفَتيها ابتسامةُ انتصارٍ ...: أعلمُ أنَّهمْ قد قَسوا عليك...إلا إنني أقسمتُ ألا أعودَ إلى البيتِ حتى تنالَ علقةً ساخنةً.!.!.
همسَ إلى نفسِهِ "علقةً ساخنةً فقط يا ابنةَ الكلبِ!...آهٍ ...أيُّ علقةٍ ساخنةٍ يا كلبةُ!......هكذا وسوستْ له نفسُهُ دونَ أن ينبسْ...لقد ملأ المركزَ توسلاً وصراخا دونَ أن يرحمَهُ أحدٌ ..حتى إنَّ رئيسَ الشُّرطةِ قال ، وقد تكالبتِ الشُّرطةُ عليه ركلاً ولطماً ولكماً: حتّى تتعلمَ يا تافهُ كيفَ تُقدِّرُ بناتِ العالمِ...من لا يقدِّرُ زوجةً محترمةً كهذِه يجبْ أن يُداسَ بالنِّعالِ!...

حانتْ منهُ التفاتةٌ إلى حزامِ رئيسِ الشُّرطةِ فرأى قطعةَ القميصِ المثلثةِ ما دونَ الأزرارِ ...قد نفرتْ وأطلتْ من فوق الحزام...فصمتَ وكظمَ صراخهُ رُغم تعاقبِ الضَّرباتِ...ثمّ صعّدَ عينيهِ إلى عينيِّ رئيسِ الشُّرطةِ...فانتبهَ إلى عيني الرَّجلِ المصوّبتين نحو الحِزام..فانتفضَ بحركةٍ تلقائيةٍ يُصلحُ شأنَ قميصِهِ النافرِ فوقَ الحزام إلى أسفلِه...وأمرَ رجالَهُ بالتَّوقفِ...

جلسا ملتصقينَ في المقعدِ المقابلِ للرئيسِ...قال " أنتَ رجلٌ محترمٌ...كذلك زوجُك...وهي تحبُّك...فلا تُغْضبْها ثانيةً وإلاً!...هيا اذهَبا ولا تنسَ أن تبتاعَ َلها هديةً من السُّوقِ كي ترضى عنكَ!"

سارا معاً صوبَ البيتِ بينا صدرُه يعلو ويهبِطُ ليكتم قلباً ثائراً لو شقَّ صدرَه بسكينِ وسمحَ لهُ بالخروجِ...لفلبَ الدُّنيا أعلاها أسفلَها..لكنَّه انتظرَ.. وانتظرَ...حتّى غيَّبَهُ بابُ بيتِهِ..

هناكَ صدرتْ صرخةٌ مدويةٌ لرجُلٍ...ثم صرخاتٌ مستغيثةٌ تتالتْ لامرأةٍ... بدأت حادةً قويةً... ثم خفتتْ حدَّتُها...خفتَت حتى انعدمتْ تماماً...لأنَّ صوتَ الرَّصاصِ كانَ أعلى منْ كلِّ صرخةٍ وأعلى منْ كلِّ استغاثةٍ!

هُرع النّاسُ...أجرى أحدُهم اتّصالا هاتفياً من محلٍ تجاريٍّ مجاورٍ...أقبلتْ سيارةُ الإسعافِ مسرعةً...نقلَ المُسعفونَ إلى السَّيارةِ جثةً لامراةٍ غطّاها شرشفٌ أبيضُ اخترقتْهُ بُقعٌ منْ دماء...ٍ

قدمتْ سيارتانِ للشُّرطةِ ،وقد جلسَ الرئيسُ في المُقعدِ المجاورِ للسائقِ في السّيارةِ الأولى.. دخلَ بعضُ افرادِها البيتَ... فتحَ رئيسُ الشرطةِ بابَ السّيارةِ وترجَّلَ...نظرَ إلى حزامِه...وكذا القميصَ تحتَ الحزامِ فاطمأنَّ..وضع عصاهُ تحتَ إبطه...رفع رأسهُ للأعلى في شموخٍ ووقفَ ينتظرْ...!!

عبد السلام دغمش
01-01-2014, 01:13 PM
المشاكل الزوجية حينَ تخرج الى العلن كثيراً ما تأخذ منعطفاً صعباً.
ربما أرادت تلك المرأة الانتقام منْ زوجها لكن بطريقةٍ أهدرتْ كرامته، وكانت عصا الشرطة وقتها عمياء .
قصة مشوقة مثيرة الاحداث.
تحياتي للشاعر الاستاذ فوزي الشلبي.

سامية الحربي
01-01-2014, 08:02 PM
كان على تلك الزوجة أن تعلم حقيقة زوجها و أن "العلقمة" التي نالها سيردها لها, فتتخير طريقها جيدًا. انتشت الزوجة في بداية المشهد و انتشى الزوج في نهايته رغم كلاهما دفع الثمن. عجيبة معايير البعض. شكرًا لك أديبنا الكريم . بوركت. تحياتي.

كاملة بدارنه
02-01-2014, 05:18 PM
قميص رئيس الشّرطة هو الموحي بارتكاب الجريمة، وعقاب الزّوجة على الخيانة
قصّة اجتماعيّة مأساويّة حكت الكثير علّها تكون عبرة للحفاظ على الأسر من الضّياع
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
03-01-2014, 05:22 PM
أمسكت الفاضلة كاملة بدرانة بالخيط الصحيح
سألت نفسي بعد قراءتي القصة للمرة الأولى
العقدة كلها في القميص الذي نفر وأطل من الحزام
فهل هذا دليل على شهوة رئيس الشرطة أو هو أكثر من ذلك
وأيا كان .. فقد نالت الزوجة ما تستحقه .. أما رئيس الشرطة
فقد نظر إلى حزامه (عند نقل الجثة) وكذا القميص تحت الحزام
فاطمأن إنه في الأمان .. بعيدا عن الشبهات.

أسلوبك مائز ومواضيعك مثيرة
تقبل إعجابي بما يخطه قلمك من أسلوب قصي متميز وملفت وبديع
تحياتي وتقديري.

آمال المصري
05-01-2014, 10:56 PM
بأسلوب قصصي بديع كشف رئيس الشرطة بنظرته إلى طرف قميصه السبب الرئيسي وراء مقتل تلك الخائنة بحبكة قوية وخاتمة شائقة
أبدعت شاعرنا الفاضل
تحاياي

خلود محمد جمعة
08-01-2014, 07:29 AM
ما الذي دفع المرأة للجوء لقسم الشرطة
ما الذي اضطر المرأة لبيع شرفها ( لا ابرر الخيانة هنا )
ما الذي دفع الرجل للتفكير بالخيانة
من الذي اعطى الحق للرجل بعقاب زوجته بناء على ظن
على افتراض ان الزوجة هي الضحية من البداية للنهاية
كون المرأة تصل الى قسم الشرطة احدى الدلالات على فجورها
تفاني الشرطي في خدمتها وحزامه المائل دلالة على خيانتها
وصول الجاني الى نقطة اطلاق الرصاص دلالة على سلطتها عليه التي لن يتخلص منها الا بموتها
وصول الموضوع الى هذا الحد دلالة على ان المشهد لم يكون الأول
الاختيار السيء وعدم تكافؤ الزواج مع الجهل والفقر نتيجة حتمية للمشاكل المتصاعدة في مجتمعنا
هناك عدالة سماوية تمنح كل انسان ما يستحق
طرح لأكثر من قضية ،اسلوب مائز
دمت رائعا
مودتي وتقديري

فوزي الشلبي
19-01-2014, 06:35 AM
المشاكل الزوجية حينَ تخرج الى العلن كثيراً ما تأخذ منعطفاً صعباً.
ربما أرادت تلك المرأة الانتقام منْ زوجها لكن بطريقةٍ أهدرتْ كرامته، وكانت عصا الشرطة وقتها عمياء .
قصة مشوقة مثيرة الاحداث.
تحياتي للشاعر الاستاذ فوزي الشلبي.


الأخ الأديب عبد السلام:

هذا هو شأن السلطة التنفيذية عندما تقضي بين الناس...فيلتقي الفساد بالفساد...وينفجر العنف....كلٌّ يصفي حسابه على طريقته..
فكانت الصفعة للحامي الحرامي.. وللخائنة التي تبيع شرفه لتقتص من زوجها!

أشكر لك مرورك الكريم وتقديرك البهي!

أخوكم

فوزي الشلبي
19-01-2014, 06:38 AM
كان على تلك الزوجة أن تعلم حقيقة زوجها و أن "العلقمة" التي نالها سيردها لها, فتتخير طريقها جيدًا. انتشت الزوجة في بداية المشهد و انتشى الزوج في نهايته رغم كلاهما دفع الثمن. عجيبة معايير البعض. شكرًا لك أديبنا الكريم . بوركت. تحياتي.



الغالية غصن:

أجل يا عزيزتي.... تلكم الخضراء باعت شرفها لتقتص من زوحها...فلجأت غلى السلطة التنفيذية لتقيم القضاء..فالتقى الفسادان ليعبثا بالحياة!

أقدر عاليا مرورك الكريم..ثقة غالية أعتزبها!

أخوكم

فوزي الشلبي
19-01-2014, 06:44 AM
قميص رئيس الشّرطة هو الموحي بارتكاب الجريمة، وعقاب الزّوجة على الخيانة
قصّة اجتماعيّة مأساويّة حكت الكثير علّها تكون عبرة للحفاظ على الأسر من الضّياع
بوركت
تقديري وتحيّتي


الأديبة النبيلة كاملة:

أجل ايتها العزيزة..قد يكون العهر في السلطة التنفيذية أو القضائية او الإعلام...فليتقي كل هذا الفساد ليصنع الجريمة، وتضيع الأسر!

أشكرك على مرورك البهي وتقديرك الكريم!

أخوكم

فوزي الشلبي
19-01-2014, 06:49 AM
أمسكت الفاضلة كاملة بدرانة بالخيط الصحيح
سألت نفسي بعد قراءتي القصة للمرة الأولى
العقدة كلها في القميص الذي نفر وأطل من الحزام
فهل هذا دليل على شهوة رئيس الشرطة أو هو أكثر من ذلك
وأيا كان .. فقد نالت الزوجة ما تستحقه .. أما رئيس الشرطة
فقد نظر إلى حزامه (عند نقل الجثة) وكذا القميص تحت الحزام
فاطمأن إنه في الأمان .. بعيدا عن الشبهات.

أسلوبك مائز ومواضيعك مثيرة
تقبل إعجابي بما يخطه قلمك من أسلوب قصي متميز وملفت وبديع
تحياتي وتقديري.


الشاعرة النبيلة نادية:

كيف يحفظ رئيس الشرطة المن إذا كان حزامه فالتا...بل كيف تقضي السلطة التنفيذية بين زوج وزوجه...بل كيف تقومُ الحياة..إذا كان الحامي
فلسقا..والمؤتمنة خائنة!

أشكر واقدر مرورك الكريم...وثقتك الغالية!

اخوكم

فوزي الشلبي
19-01-2014, 06:55 AM
بأسلوب قصصي بديع كشف رئيس الشرطة بنظرته إلى طرف قميصه السبب الرئيسي وراء مقتل تلك الخائنة بحبكة قوية وخاتمة شائقة
أبدعت شاعرنا الفاضل
تحاياي


الأديبة الكريمة آمال:

طرف القميص المنكشف عن حقيقة أمين الشرطة..وطرْفُ الزوج الخائنة الذي يتلفتُ يمنة ويسرة بلا خجلٍ ولا حياء...تبيع شرفها لتقتص
من زوجها..لكن عدالة الأرض كانت اقرب إليها قبل عدالة السماء!

أشكر مرورك الكريم وتقديرك البهي!

أخوكم

فوزي الشلبي
19-01-2014, 07:03 AM
ما الذي دفع المرأة للجوء لقسم الشرطة
ما الذي اضطر المرأة لبيع شرفها ( لا ابرر الخيانة هنا )
ما الذي دفع الرجل للتفكير بالخيانة
من الذي اعطى الحق للرجل بعقاب زوجته بناء على ظن
على افتراض ان الزوجة هي الضحية من البداية للنهاية
كون المرأة تصل الى قسم الشرطة احدى الدلالات على فجورها
تفاني الشرطي في خدمتها وحزامه المائل دلالة على خيانتها
وصول الجاني الى نقطة اطلاق الرصاص دلالة على سلطتها عليه التي لن يتخلص منها الا بموتها
وصول الموضوع الى هذا الحد دلالة على ان المشهد لم يكون الأول
الاختيار السيء وعدم تكافؤ الزواج مع الجهل والفقر نتيجة حتمية للمشاكل المتصاعدة في مجتمعنا
هناك عدالة سماوية تمنح كل انسان ما يستحق
طرح لأكثر من قضية ،اسلوب مائز
دمت رائعا
مودتي وتقديري


الأديبة الغالية خلود:

كلُّ هذه التساؤلات أيتها العزيزة..هي مدار القصة...خضراء الدمن..الاختيار السيْ....السلطة التنفيذية التي تقوم مقام القضاء... الحامي الحرامي
...حزام الأمن الفالت...الشرطة التي تنفذ العقاب وتقضي...الفساد المتراكم..ضياع الأسر!

أقدر عاليا مرورك البهي ثقتك الغالية!

أخوكم

ربيحة الرفاعي
02-02-2014, 01:28 AM
طرف القميص المنفلت من قيد الحزام كان أبعد دلالة من مجرد التأشير لخيانة زوجية، فالحزام هنا يخص الأمن كلّه، وفي انفلاته ضياع الأمن وسواد الجريمة بأشكالها
وقتل الزوج زوجه أبعد دلالة من مجرد ثأر رجل لشرفه، ففيه إشارة لانتصار المستغفلين وثورة المستضعفين مهما بدوا ضعفاء مستسلمين تحت وقع السياط

قصة بديعة بإسقاطات بعيدة وتوظيف مدهش للرمز

دمت بألق

تحاياي

فوزي الشلبي
04-02-2014, 06:59 PM
طرف القميص المنفلت من قيد الحزام كان أبعد دلالة من مجرد التأشير لخيانة زوجية، فالحزام هنا يخص الأمن كلّه، وفي انفلاته ضياع الأمن وسواد الجريمة بأشكالها
وقتل الزوج زوجه أبعد دلالة من مجرد ثأر رجل لشرفه، ففيه إشارة لانتصار المستغفلين وثورة المستضعفين مهما بدوا ضعفاء مستسلمين تحت وقع السياط

قصة بديعة بإسقاطات بعيدة وتوظيف مدهش للرمز

دمت بألق

تحاياي


الأديبة الأريبة ربيحة:

لقد أسقطت على النص إشراقات عديدة ومهمة..فكان العنوان كما أسلفت طرف الخيط الذي تدورُ حوله القصة، والحزام الذي لا يربط في نطاقه كل شيء، الأخلاق والأمانة، والحفاظ على كرامة الإنسان...في غابة يسوسها بلطجي ولا يحكمها قانون...كسائس حميره سيسي مصر!

أشكرك على تقديرك البهي للنص..وما ذلك إلا من يراعٍ امتلك الحكمة، وقضى بالبيان!

أخوكم

نداء غريب صبري
20-04-2014, 02:29 AM
ما الذي دفع المرأة للجوء لقسم الشرطة
ما الذي اضطر المرأة لبيع شرفها ( لا ابرر الخيانة هنا )
ما الذي دفع الرجل للتفكير بالخيانة
من الذي اعطى الحق للرجل بعقاب زوجته بناء على ظن
على افتراض ان الزوجة هي الضحية من البداية للنهاية
كون المرأة تصل الى قسم الشرطة احدى الدلالات على فجورها
تفاني الشرطي في خدمتها وحزامه المائل دلالة على خيانتها
وصول الجاني الى نقطة اطلاق الرصاص دلالة على سلطتها عليه التي لن يتخلص منها الا بموتها
وصول الموضوع الى هذا الحد دلالة على ان المشهد لم يكون الأول
الاختيار السيء وعدم تكافؤ الزواج مع الجهل والفقر نتيجة حتمية للمشاكل المتصاعدة في مجتمعنا
هناك عدالة سماوية تمنح كل انسان ما يستحق
طرح لأكثر من قضية ،اسلوب مائز
دمت رائعا
مودتي وتقديري

كل هذه الأسئلة خطرت ببالي

شكرا لك أختي خلود
وشكرا للكاتنب الرائع الأستاذ فوزي الشلبي

بوركتما

فوزي الشلبي
24-04-2014, 12:36 PM
كل هذه الأسئلة خطرت ببالي

شكرا لك أختي خلود
وشكرا للكاتنب الرائع الأستاذ فوزي الشلبي

بوركتما

ا
الأديبة النبيلة نداء:

تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص!
تثديري الكبير وخالص دعائي
أخوكم