تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من أهوال يوم القيامة



السعيد شويل
05-01-2014, 01:04 AM
من أهوال يوم القيامة
************************************************** ***********
يوم القيامة هو اليوم الآخر . هو آخر يوم من الأيام . سيأتى على العباد بغتة وهم لايشعرون .
سيأتنا كلمح البصر أو هو أقرب . ( مما لايعِه ولا تدركه العقول ) .
قد يأتنا ونحن أحياء . وقد يأتنا ونحن أموات . وقد يأتنا فى العشية أو فى الليل ونحن نائمون . وقد يأتنا ضحىً أو نهاراً ونحن لاهون لاعبون .
يقول العزيز الحكيم : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ .. أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ )
( لاختلاف المواقيت على وجه الأرض ولاختلاف الليل والنهار بين الأقطار والبلاد والبلدان ) .
.......
سينفخ فى الصور نفخة الفزع . وسينفخ فىه نفخة الصعق وستأتى نفخة البعث ويقوم الناس لرب العالمين .
سيصيبنا رعب وروع وهلع . ستتشقق الأرض ويخرج الناس سراعاً من قبورهم وأجداثهم يتناسلون وكأنهم جراد منتشر .
سيخرجون مهطعين ناظرين مشدوهين مادّين أعناقهم لايرتد إليهم طرفهم من هول هذا اليوم العظيم
...
ستنتهى كل القوانين والنواميس التى وضعها الله للحياة :
سيجمع الشمس والقمر .. فلا ضياء ولا نور ولا أنوار بل ظلمة وظلام وإظلام
يقول الواحد القهار : ( يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ .. يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ )
( ليس كما قيل ويقال بأن الشمس ستدنو من الخلائق ويتمنون أن ينصرفوا ولو إلى النار ) .
...
لا مسار للأفلاك فى المدار ولا تعاقب لليل أو نهار . ستُمحى الكواكب وتنتثر . وستطمس النجوم وتنكدر وستكشط السماء وتنفطر .
وستتخلى الأرض عما فيها وما عليها من أحمال وأثقال .
بث وبس وتسيير للجبال . وتسجير وتفجير للبحور . وبعثرة للأجداث والقبور . ورجف للأرض ورجرجة . ودك للأرض وزلزلة .
يوم عبوس قمطرير . يوم شره مستطير . يوم عسير على المشركين والعصاة غير يسير .
لاضراعة ولاشفاعة ولاحجة ولابرهان ولا ناصر ولا نصير .
يقول عز وجل : ( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )
( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ )
.......
سوف يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وزوجته وبنيه وفصيلته التى تؤويه . سيتمنى أن يلقِى بهم فى النار بل وبكل من فى الأرض
لينجو بنفسه من عذاب الله .
كلٌ منا طائره فى عنقه وسيقرأ كتابه لاالولد سينفع والده ولا الوالد سينفع ولده .
( يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ )
..
ستتبدل الأرض غير الأرض وتشرق بنور الواحد القهار وبعد الظلمة والظلام سيأتى الإبصار وتشرق الأنوار
( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء )
.
ستوضع الموازين وستأتى كل أمة برسولها الذى أرسله الله لها وقام ببلاغها وتجثو أمام الواحد القهار والعزيز الجبار .
( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
وبعد الحساب سيكون المآب إما إلى جنة الخلد والنعيم وإما إلى نار جهنم وسكنى الجحيم .
....
سيؤمن الكفار والمشركون واليهود والنصارى والمجوس والصابئون ويقرون بوحدانية الله ويشهدون بأن لا إله إلا الله ..
ولكن أنّى لهم . لن ينفعهم فى هذا اليوم إيمانهم . فلقد جاء أمر الله وطويت الصحف وجفت الأقلام .
( فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا )
لقد عصوا الله وكذبوا أنبياءهم ورسلهم وأطاعوا الشيطان ولم يدركوا أن هذا اللعين قد أفصح عن عداوته وأقسم بالله وعزته ليغويننا أجمعين
إلا عباد الله المخلصين وأنه أضمر حقده الدفين منذ أن أمره الله بالسجود لأبينا آدم عليه السلام فأبى وزها بخلْقه من النار على خلْقنا
من الطين فطرده الله من رحمته وصب عليه لعنته وجعله من المرجومين وبعد أن كان جاناً صار شيطاناً فأصبح هو ونسله وذريته شياطين .
يقول رب العرش العظيم : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ )
...
وسيندم العصاة من المؤمنين ويطلبون التوبة والمغفرة من الله ولكن أنّى لهم . فلن تجدى فى هذا اليوم توبتهم أو استغفارهم .
يقول سبحانه وتعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ .. أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً )
.......
ذهب البعض من الفقه الإسلامى إلى أن المسلمين طالما أنهم قد ماتوا موحدين لا يكفرون بالله ولا يشركون به
فلن يكونوا خالدين فى النار حتى وإن كانوا عصاة ولم يطيعوا الله ورسوله .
زعموا أن مادون الشرك بالله من اقترافٍ للمعاصى وارتكاب للذنوب والآثام تحت مشيئة الله إن شاء الله عفا عنها
وإن شاء عاقبهم عليها ثم يدخلهم الله الجنة .
استندوا إلى قول الله جل شأنه : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ )
واحتجوا بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( من قال لاإله إلا الله دخل الجنة ) .
وركنوا وارتكنوا إلى شفاعة نبينا ورسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
..
عارضوا بما ذهبوا إليه صريح القرآن . وناقضوا بما قالوا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام . وخالفوا من سبقنا من الأولين
وما كان عليه إجماع الصحابة والتابعين رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين .
.
فهناك من المؤمنين مَن أخلده الله فى النار وغضب الله عليه ولعنه وهم القتلة المجرمين الذين يقتلون النفس بغير حق ..
يقول عز وجل : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )
.
وهناك من المؤمنين من توعدهم الله بأليم العذاب وشديد العقاب إن لم ينفروا لرفع راية دين الله والجهاد فى سبيل الله ..
فقال تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ : مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ .. إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً )
.
وهناك من المؤمنين جعل الله مأواهم جهنم وبئس المصير وباءوا بغضب من الله وهم من يولّون الأدبار فى القتال ضد الكفار .
فقال جل ذكره : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ : إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً
لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ .. فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى فقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : ومن يَأْبَى . قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبَى )
رواه البخارى فى صحيحه
.
ولقد حارب سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه مانعى الزكاة وقاتلهم وقتلهم لعدم الطاعة .
وحارب سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه الخوارج والبغاة وقاتلهم وقتلهم لخروجهم عن ربقة الجماعة .
.......
الإسلام طاعة وعمل .. إن لم يكن منجياً فهو غير مجدياً ولن يكون كافياً لدخول الجنة .
الظلمات ليست كالنور والظل ليس كالحرور والأعمى ليس كالبصير والأحياء ليست كالأموات ومن احتقب الأوزار
وانغمس فى الموبقات وغرق فى الشهوات ليس كمن آمن وعمل الصالحات .
يقول عز وجل :
( أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
**************************************************
سعيد شويل

بهجت عبدالغني
14-01-2014, 07:50 PM
نسأل الله تعالى أن يجنبنا النار وما يقرب إليها من قول وعمل
ونسأله الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل

وأما قولك :
( ذهب البعض من الفقه الإسلامى إلى أن المسلمين طالما أنهم قد ماتوا موحدين لا يكفرون بالله ولا يشركون به
فلن يكونوا خالدين فى النار حتى وإن كانوا عصاة ولم يطيعوا الله ورسوله .
...
...
عارضوا بما ذهبوا إليه صريح القرآن . وناقضوا بما قالوا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام . وخالفوا من سبقنا من الأولين
وما كان عليه إجماع الصحابة والتابعين رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين ) .


فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الموحدون لا يخلدون في النار ، فأين إجماع الصحابة والتابعين في خلودهم ؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى ) :
( وأما إذا قتله قتلا محرما لعداوة أو مال أو خصومة ونحو ذلك فهذا من الكبائر ولا يكفر بمجرد ذلك عند أهل السنة والجماعة وإنما يكفر بمثل هذا الخوارج ولا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد عند أهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة الذين يقولون بتخليد فساق الملة وهؤلاء قد يحتجون بقوله تعالى : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } وجوابهم : على أنها محمولة على المتعمد لقتله على إيمانه وأكثر الناس لم يحملوها على هذا بل قالوا : هذا وعيد مطلق قد فسره قوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وفي ذلك حكاية عن بعض أهل السنة أنه كان في مجلس فيه عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة فقال عمرو : يؤتى بي يوم القيامة فيقال لي : يا عمرو من أين قلت : إني لا أغفر لقاتل ؟ فأقول أنت يا رب قلت : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها } قال : فقلت له : فإن قال لك : فإني قلت : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فمن أين عوعمللمت أني لا أشاء أن أغفر لهذا ؟ فسكت عمرو بن عبيد ! ) .


أخي العزيز السعيد شويل
بارك الله فيك وجزاك خيراً



محبتي وتحاياي

ياسرحباب
14-01-2014, 11:25 PM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى ) :
( وأما إذا قتله قتلا محرما لعداوة أو مال أو خصومة ونحو ذلك فهذا من الكبائر ولا يكفر بمجرد ذلك عند أهل السنة والجماعة وإنما يكفر بمثل هذا الخوارج ولا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد عند أهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة الذين يقولون بتخليد فساق الملة وهؤلاء قد يحتجون بقوله تعالى : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } وجوابهم : على أنها محمولة على المتعمد لقتله على إيمانه وأكثر الناس لم يحملوها على هذا بل قالوا : هذا وعيد مطلق قد فسره قوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وفي ذلك حكاية عن بعض أهل السنة أنه كان في مجلس فيه عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة فقال عمرو : يؤتى بي يوم القيامة فيقال لي : يا عمرو من أين قلت : إني لا أغفر لقاتل ؟ فأقول أنت يا رب قلت : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها } قال : فقلت له : فإن قال لك : فإني قلت : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فمن أين عوعمللمت أني لا أشاء أن أغفر لهذا ؟ فسكت عمرو بن عبيد ! ) .




السلام عليكم
قرأت في عدة مصادر أن ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية قالوا بفناء النار ونهاية عذاب الكفار
واذا كان هذا صحيح عند ابن تيمية رحمه الله فمن الاولى اعفاء المؤمنين من الخلود لأن نار جهنم ليست خالدة ! " بحسب ابن تيمية "

مقال الاستاذ سعيد جميل و لكن كنت اتمنى التحدث ايضا عن الرحمة
الالهية في هذا اليوم العظيم و ليس التحدث عن الاهوال فقط

خالص التحية

بهجت عبدالغني
15-01-2014, 06:59 PM
القول بفناء النار ليس لابن تيمية ، بل له كتاب في الرد على من قال بالفناء ، وهو كتاب ( الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك ) .
يقول في كتابه ( تلبيس الجهمية ) :
( وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها لما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها ) .

أما ابن القيم فله في المسألة ثلاثة آراء حسبما أعلم ، القول بالفناء ، وعدمه ، والتوقف ..




تحياتي ومحبتي

ياسرحباب
15-01-2014, 09:56 PM
السلام عليكم

الحقيقة اني قرأت هذا الموضوع في كتاب (رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار) بتحقيق الالباني و خاصة الصفحات من 21 الى 25
و الذي يثبت به الالباني قول ابن تيمية وتلميذه ابن قيم بفناء النار ونهاية عذاب الكفار ،، و يقول الالباني حرفيا :
إن المسالة خطيرة ! ! فغفرانك اللهم !! -- اقتباس من الصفحة 25 من الكتاب ،،

اشكرك استاذي الفاضل بهجت على التوضيح
دمت بكل بخير

السعيد شويل
15-01-2014, 11:07 PM
أخى الكريم بهجت الرشيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

....

تحياتى لشخصكم وشكرا لكم على طيب تعقيبكم على المشاركة

.....

أما عما تفضلتم به من ملاحظات وتساؤلات :


أولاً : البعض من الفقه الإسلامى المعاصر ليس شرطاً كونهم أنهم من أهل السنة والجماعة بأنهم

يتبعون ما كان عليه الصحابة والتابعين رضى الله عنهم .. فحيدة هؤلاء البعض عن الحق وميلهم إلى الهوى كثير لايحصى .

...

ثانياً : كيف القول بأن عصاة الموحدين ليسوا مخلدين فى النار

إذن : إبليس سوف يدخل الجنة .. فهو من الموحدين غير المشركين

.********

ولكم تحياتى أخى بهجت .. وما زال استكمال المشاركة مع أخى ياسر

......

السعيد شويل
15-01-2014, 11:24 PM
أخى الكريم ياسر حباب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.....

تحياتى إلى شخصكم وأشكركم على مشاركتكم وما قمتم به من التعقيب

ولكن هناك ملاحظة عليها وعلى ما ذكرته فيها تبدو وكأنها بسيطة ولكنها ليست كذلك ولا أريد لك أن تقع فيها .


ابن تيمية وابن قيم الجوزية رحمهما الله : براء مما يقال عنهما مما ليس فى دين الله

كل ما ينسب إليهما مما يخالف شرع الله فهو ليس من قولهما وإنما هو مدسوس عنهما

ولهذا يقول ابن الجوزى رحمه الله :

( كل ما تخالفه الأصول . وتباينه النقول . وتخالفه فطر العقول : فاعلم أنه موضوع )

...

وأشكركم ولكم كل التحية والتقدير

ياسرحباب
16-01-2014, 12:14 PM
أخى الكريم ياسر حباب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.....

تحياتى إلى شخصكم وأشكركم على مشاركتكم وما قمتم به من التعقيب

ولكن هناك ملاحظة عليها وعلى ما ذكرته فيها تبدو وكأنها بسيطة ولكنها ليست كذلك ولا أريد لك أن تقع فيها .


ابن تيمية وابن قيم الجوزية رحمهما الله : براء مما يقال عنهما مما ليس فى دين الله

كل ما ينسب إليهما مما يخالف شرع الله فهو ليس من قولهما وإنما هو مدسوس عنهما

ولهذا يقول ابن الجوزى رحمه الله :

( كل ما تخالفه الأصول . وتباينه النقول . وتخالفه فطر العقول : فاعلم أنه موضوع )

...

وأشكركم ولكم كل التحية والتقدير

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الاخ الكريم السعيد
كثيرا ما نسمع انتقادات لاذعة على بعض اقوال العلماء
و لكن عندما نقدم قولا لابن تيمية أو ابن القيم رحمهما الله
يقال لنا عبارات : مدسوس عليهما ، غير صحيح ، هما لا يخالفان الكتاب و السنة و الخ
اعتقد اخي الفاضل السعيد شويل
أن ابن تيمية و ابن القيم هما من علماء المسلميين و مثلهم مثل غيرهم من العلماء
يمكن ان يصيبوا او يخطئوا و ليسوا منزهين ،،
و بالنسبة لما ذكرته عن موضوع فناء جهنم و نهاية عذاب الكفار
فأنا كما اسلقت نقلته عن العلامة و المحقق الالباني الذي حقق بالتفاصيل الدقيقة
في الموضوع و قال كلمته فيه ،،

اشكر مشاعرك الطيبة
بارك الله بكم

السعيد شويل
16-01-2014, 03:10 PM
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الاخ الكريم السعيد
كثيرا ما نسمع انتقادات لاذعة على بعض اقوال العلماء
و لكن عندما نقدم قولا لابن تيمية أو ابن القيم رحمهما الله
يقال لنا عبارات : مدسوس عليهما ، غير صحيح ، هما لا يخالفان الكتاب و السنة و الخ
اعتقد اخي الفاضل السعيد شويل
أن ابن تيمية و ابن القيم هما من علماء المسلميين و مثلهم مثل غيرهم من العلماء
يمكن ان يصيبوا او يخطئوا و ليسوا منزهين ،،
و بالنسبة لما ذكرته عن موضوع فناء جهنم و نهاية عذاب الكفار
فأنا كما اسلقت نقلته عن العلامة و المحقق الالباني الذي حقق بالتفاصيل الدقيقة
في الموضوع و قال كلمته فيه ،،

اشكر مشاعرك الطيبة
بارك الله بكم

******************************

سلام ورحمة الله وبركاته

أخى ياسر

أؤيدكم فيما تقول فالكمال لله سبحانه وتعالى ولنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم

ولكن : بعين المحقق والمصيب حين تقرأ لأى من أئمة الدين وأفاضل العلماء ممن سبقنا

( وفى نفس الكتاب وفى مواضع أخرى ) سوف تجد أنه لايوجد تعارض منه مع ما قيل عنه

مما يخالف شرع الله ودينه فهم فى الحق والعدل لاتأخذهم لومة لائم .

ولقد أردت أن أنزهك من الطعن فى أى منهم

*****

ولكم تحياتى وتقديرى

بهجت عبدالغني
16-01-2014, 06:21 PM
معتقد أهل السنة والجماعة أن عصاة الموحدين لا يخلدون في النار ، فيخرج منها بعد أن يعذب على ذنبه ، أو بشفاعة ، أو بعفو الله ومغفرته ، وإنما يخلد فيها الكفار والمشركين ..
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
( وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَاتُ أَنَّ الْعُصَاةَ مِنْ أَهْل التَّوْحِيدِ يُعَذَّبُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ ) .

فليس القول بعدم خلودهم لمعاصرين حادوا عن الحق ومالوا إلى الهوى !

أما إبليس فليس بمؤمن حتى ينجو من النار ، وإنما كافرٌ مستكبر على أمر الله تعالى ، قال تعالى :
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) ) سورة البقرة
وقال تعالى :
( إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) ) سورة ص

يقول الشيخ الشعرواي في تفسيره موضحاً الفرق بين معصية آدم ومعصية إبليس :
( إن الفرق بين معصية آدم ومعصية إبليس. أن آدم اعترف بمعصيته وذنبه. ولكن إبليس رد الأمر على الآمر. فيكون آدم قد عصى، وإبليس قد كفر والعياذ بالله ) .


أما قولك :
( كل ما ينسب إليهما مما يخالف شرع الله فهو ليس من قولهما وإنما هو مدسوس عنهما ) . ولهذا يقول ابن الجوزي رحمه الله : ( كل ما تخالفه الأصول . وتباينه النقول . وتخالفه فطر العقول : فاعلم أنه موضوع ) .

فهل يعني أن ابن تيمية وابن القيم معصومان لا يخطئان ؟
العلماء يا أخي ليسوا معصومين ، والقول بأن قول مدسوس على فلان وفلان يحتاج الى دليل وبرهان ..
أما ابن الجوزي فهو يقصد من قوله الحديث النبوي وليس أقوال العلماء ، كما جاء في كتاب ( تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للسيوطي ) :
( قال ابن الجوزي ما أحسن قول القائل إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع ) .

فالقول بفناء النار ليس مدسوساً على الإمام ابن القيم ..

أما ابن تيمية فهو ممن يقول بأبديتها ، صرّح بذلك في كتبه مثل ( مجموع الفتاوى ، تلبيس الجهمية ، درء تعارض العقل والنقل ) .

يقول الشيخ يوسف القرضاوي ( في موقعه ) جواباً على ( رأي ابن تيمية وابن القيم حول فناء النار ) :
( فإن الرأي الذي يسأل عنه الأخ الكريم قد نسب إلى الإمامين: ابن تيمية وابن القيم، وقد قرأت ذلك في بعض الكتب، كما قرأه السائل، ولكني مع طول ما قرأت لابن تيمية - لم أعثر عليه في كتبه ورسائله الكثيرة، وقد طبعت المملكة العربية السعودية منها بعض الكتب الكبيرة مثل:" منهاج السنة" ومثل " درء تعارض العقل والنقل " . كما طبعت الرسائل والفتاوى في سبعة وثلاثين مجلدًا، بفهارسها . ولم أجد في شيء منها هذا الرأي لابن تيمية. بل وجدته لتلميذه ابن القيم .
ولا أدري سبب الخطأ في نسبته إلى شيخ الإسلام، ولعلهم ظنوا أن ابن القيم لا يقول رأيًا مستقلاً من عند نفسه، إنما آراؤه تأييد وتأكيد لآراء شيخه في الغالب. وربما فصلها وشرحها ودلل عليها أكثر من شيخه ، ولكن الواقع أن هذا الرأي إنما هو رأي ابن القيم رحمه الله ) .

أما كلام الشيخ الألباني ، فيمكن مراجعة كلام محقق كتاب ( الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك ) ، محمد بن عبد الله السمهري ، فقد وجدت فيه شرحاً جيداً للمسألة ..





دعائي ومحبتي

ياسرحباب
17-01-2014, 01:25 AM
اشكر الاستاذ السعيد
على حسن و جمال اسلوب الحوار
و اشكر الاستاذ بهجت على التفصيل المهم و المفيد
و اتفق معه
خالص الشكر و التقدير

السعيد شويل
17-01-2014, 04:14 PM
**************************************
أخى الفاضل بهجت الرشيد

إبليس اللعين : لم يكن كافراً أو مشركاً بالله ( ولكنه كفر بأمر الله وعصاه )

فلقد آمن إبليس بالله رباً وخالقاً فقال : ( خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )

وآمن بالله عزيزاً وقاهراً فقال : ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )

وآمن بيوم البعث واللقاء فقال : ( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )

وتبرأ ممن كفر بربه بعد أن أغواه واستنكر عصيانه فقال : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ

قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ

ولكن :

نتيجة عصيانه وعدم طاعة أمر الله فى السجود : أخرجه الله من الجنة وجعله شيطان أثيم ومن المرجومين الصاغرين الملعونين إلى يوم الدين .

*******

أخى بهجت :

كيف يقال بأن الخلود ليس أبدياً ( الخلود هو الخلود ) كونه جاء فى آية أبدياً ولم يأت فى أخرى فلا يجوز أن نقول

أن هناك خلود أبدى وخلود غير أبدى ( وإلا نكون قد شاركنا الله فى حكمه وعلمه ) .

يقول عز وجل : ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ..

وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ : أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً )

فمن يعمل السيئات وهو مؤمن ولم يتب منها : شأنه شأن الكفار فى العقاب والجزاء ( عذاب أليم ) فهذا عصيان وهذا عصيان
....

أخى الكريم : من يقول بخلود مؤقت دون دليل قرآنى أو حديث نبوى فإنما يتألى على الله .. بل :

ويُدخل فى دين الله ماليس فيه .. وكأنه يدعى أنه أعلم من الله فى جزاء وعقاب عباده .

****
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى فقالوا يارسول الله ومن يأبى

قال من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى )

وأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم هى : كل الأمم التى خلقت وتخلق منذ مبعثه وحتى يوم الدين

فكل من عصى منهم أياً كان عصيانه ( كفر بالدين . عدم الإلتزام بتعاليمه وأحكامه للمؤمنين دون توبة )

فهو الذى قد أبى دخول الجنة .

*************
ولكم تحياتى وتقديرى

بهجت عبدالغني
17-01-2014, 07:30 PM
أخي الحبيب السعيد

ربما لم تنتبه إلى الآيات التي نقلتها في مداخلتي الأخيرة ، فهي تصرّح بوضوح تام أن إبليس كافر ..

قال تعالى :
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) ) سورة البقرة

وقال تعالى :
( إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) ) سورة ص


أما موضوع خلود عصاة الموحدين في النار ، فسأعود إليه لاحقاً إن شاء الله تعالى






تحاياي ومحبتي

بهجت عبدالغني
19-01-2014, 05:21 PM
عوداً إلى مسألة تخليد عصاة الموحدين في النار ..
هذه المسألة تنازعتها الفرق :
ـ الخوارج الذين كفروا مرتكب الكبيرة ، وبالتالي خلوده في النار .
ـ المرجئة الذين أخرجوا العمل من الإيمان ، ولم يقيموا للعمل وزناً ، فأبو بكر رضي الله عنه وأعصى أهل الأرض عندهم سواء !
ـ المعتزلة الذين اخترعوا المنزلة بين المنزلتين ، فمرتكب الكبيرة عندهم لا مؤمن ولا فاسق ، فإن تاب أصبح مؤمناً وإن لم يتب يكون مصيره النار مخلداً فيها .
ـ أهل السنة والجماعة :
وهم الذين نظروا إلى نصوص الشريعة برؤية شاملة متكاملة ، ولم يمارسوا عملية تقطيع النصوص وإجتزائها من سياقها كما فعلت تلك الفرق ، وإنما جمعوا بينها ، وأنزلوها في محلها ..
فقالوا إن الموحد العاصي لا يخلد في النار ، فهو :
ـ إما يتوب في الدنيا ، فيغفر الله له .
ـ أو يموت دون توبة ، فهو تحت المشيئة الإ لهية ، فإما أن يعذبه الله بعدله بقدر ما عليهم من الذنوب ثم يخرجون من النار ، أو يغفر له برحمته ، أو يشفع له شفيع فلا يعذبه .

يقول الإمام الطحاوي في ( العقيدة الطحاوية ) :
( وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه و سلم في النارلا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون وإن لم يكونوا تائبين بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين ، وهم في مشيئته وحكمه : إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما ذكر عز و جل في كتابه : ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، وإن شاء عذبهم في النار بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ثم يبعثهم إلى جنته وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا من ولايته اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به ) .

قوله تعالى :
{ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }

أقوال العلماء :
1 ـ الآية نزلت في قاتل وهو كافر وهو مقيس بن صبابة ، كما في ( أسباب النزول للواحدي ) :
( قال الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ مِقْيَسَ بْنَ صُبَابَةَ وَجَدَ أَخَاهُ هشام بن ضبابة قَتِيلًا فِي بَنِي النَّجَّارِ وَكَانَ مُسْلِمًا، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَهُ رَسُولًا مِنْ بَنِي فِهْرٍ؛ فَقَالَ: "ائْتِ بَنِي النَّجَّارِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُكُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ قَاتِلَ هشام بن ضبابة أَنْ تَدْفَعُوهُ إِلَى أَخِيهِ فَيَقْتَصَّ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا لَهُ قَاتِلًا أَنْ تَدْفَعُوا إِلَيْهِ دِيَتَهُ"، فَأَبْلَغَهُمُ الْفِهْرِيُّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: سَمْعًا وَطَاعَةً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ لَهُ قَاتِلًا، وَلَكِنْ نُؤَدِّي إِلَيْهِ دِيَتَهُ، فَأَعْطَوْهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ثُمَّ انْصَرَفَا رَاجِعَيْنِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، وَبَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ قَرِيبٌ، فَأَتَى الشَّيْطَانُ مِقْيَسًا فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ صَنَعْتَ؟ تقبل دية أخرجه فَيَكُونُ عَلَيْكَ سُبَّةٌ؟ اقْتُلِ الَّذِي مَعَكَ فَيَكُونُ نَفْسٌ مَكَانَ نَفْسٍ وَفَضْلُ الدِّيَةِ، فَفَعَلَ مِقْيَسٌ ذَلِكَ، فَرَمَى الْفِهْرِيَّ بِصَخْرَةٍ فَشَدَخَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَكِبَ بَعِيرًا مِنْهَا وَسَاقَ بَقِيَّتَهَا رَاجِعًا إِلَى مَكَّةَ كَافِرًا، وَجَعَلَ يَقُولُ فِي شِعْرِهِ:
قَتَلْتُ بِهِ فِهْـرًا وَحَمَّلْـتُ عَقْلَـهُ ... سَرَاةَ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابَ فَارِعِ
وَأَدْرَكْتُ ثَأْرِي وَاضْطَجَعْتُ مُوَسَّدًا ... وَكُنْتُ إِلَى الْأَوْثَانِ أَوَّلَ رَاجِعِ
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} الْآيَةَ. ثُمَّ أَهْدَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَمَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ بِالسُّوقِ فَقَتَلُوهُ ) .

2 ـ إنه وعيد لمن قتل مؤمناً مستحلاً لقتله بسبب إيمانه، ومن استحل قتل أهل الإيمان لإيمانهم كان كافراً مخلداً في النار . هكذا قاله ابن عباس رضي الله عنه وهو ترجمان القرآن . ( المغني ،سعيد عبدالرحمن بن محمد المأمون المتولي الشافعي ) .
3 ـ وقيل: قوله تعالى: {فجزاؤه جهنم خالداً فيها} معناه هي جزاؤه إن جازاه، ولكنه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له بكرمه، فإنه وعد أن يغفر لمن يشاء.
4 ـ إن هذا الخلود ليس خلوداً دائماً، وإنما المقصود به المكث الطويل .
يقول الشيخ الشعراوي في تفسيره :
( «فجزاءه جهنم خالداً فيها» . وهل الخلود هو المكث طويلاً أو على طريقة التأبيد. . بمعنى أن زمن الخلود لا ينتهي؟ ولو أن زمن الخلود لا ينتهي لما وصف الحق المكث في النار مرة بقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا} [آل عمران: 88] .
ومرة أخرى بقوله: {خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً} [النساء: 169] .
هذا القول يدل على أن لفظ التأبيد في «أبداً» فيه ملحظ يزيد على معنى الخلود دون تأبيد. وإذا اتحد القولان في أن الخلود على إطلاقه يفيد التأبيد، وأن {خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً} تفيد التأبيد أيضاً، فمعنى ذلك أن اللفظ «أبداً» لم يأت بشيء زائد. والقرآن كلام الله، وكلام الله منزه عن العبث أو التكرار. إذن لا بد من وقفة تفيدنا أن الخلود هو المكث طويلاً، وأن الخلود أبداً هو المكث طويلاً طولاً لا ينتهي، وعلى ذلك يكون لنا فهم ) .
5 ـ أن ذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر أنها من باب ذكر السبب، وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع.
ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الإيمان مانع من الخلود، فتنزل هذه النصوص على الأصل المشهور وهو أنه لا تتم الأحكام إلا بوجود شروطها وأسبابها وانتفاع موانعها، وهذا واضح ولله الحمد . ( الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة ، عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ) .

وأقول :
إذا كان الكافر والعاصي الموحد سواء في خلودهم في النار ، فما فائدة الإيمان إذن ؟
قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}
فسمّى الله تعالى الطائفتين بالمؤمنين مع وجود الاقتتال .


مع ملاحظة أنك تورد بعض النصوص من قرآن وسنة ، وهي لا تصرح بالخلود في النار ، فيجب التفريق ..





محبتي وتقديري