تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لحظات حرجة................محمد محضار



محمد محضار
08-01-2014, 12:13 AM
أحست بنفسها غريبة وسط القطيع ، لم تعرف أحدا من الموجودين ، كانت لهم نفس الوجوه ، نفس الهندام ونفس اللغة الثقيلة على القلب، كانوا يبتسمون في وجهها وعيونهم تومض ببريق خادع ، وكانوا يتبادلون التحايا فيما بينهم بطريقة غريبة لم تعهدها من قبل،كان الخدم يحملون صواني كبيرة رُصّت ْعليها مشروبات منعشة ، وأخرى روحية..يتجولون بين المدعويين وعلى وجوههم تنطبع ابتسامات بلهاء،
قالت لنفسها : " ماذا أفعل في هذا المكان؟؟ وماذا دهاني حتى أجد نفسي بين هؤلاء الغرباء؟؟
كانت القاعة فسيحة ، بل شاسعة لا حد لها ، حاولت أن تجد بابا أو منفذا ، تخرج منه ، لكنها لم تجد فضاء ممتدّا دون نهاية وأشخاصا غير مهتمين بشيء.
سألت شابة كانت تقف بالقرب منها .-
-أين نوجد؟؟
ردّت الفتاة :
-لست أدري
هرولت مسرعة ، دون اتجاه ، كانت الصورة تتكرر ولاشيء يتغير..
توقفت فجأة ، قررت أن تسترجع جزء من الما ضي القريب علّه يساعدها على الخروج من هذه الورطة ، تتذكر أنها استيقظت من النوم ، ثم أفطرت ، وجلست أمام حاسوبها ، تنقّلت بين عدد من المواقع الترفيهية ، لكن إعلانا غريبا ظهر على الشاشة، يتحدث عن أرض الأحلام ، ويدعو المتصفحين إلى الضغط على المربع الأحمر المتوهج للتعرّف عليها .
هذا كل ما تتذكره ، أتراها ضغطت على المربع؟؟ ماذا حدث بعد ذلك ، إنها لا تتذكر شيئا .. لا بل هي سمعت أمها تصرخ النار ، النار ، ثم وجدت نفسها في هذا المكان الغريب.
* ّ* *
دخلت سامية في غيبوبة بعد انفجار قوي في حاسوبها لم يعرف له سبب ، وهي ما تزال راقدة في العناية المركزة ، يشرف على تطبيبها أطباء مختصون ، وحالتها تعرف تحسنا مضطردا .

مصطفى حمزة
08-01-2014, 05:35 AM
أخي الأكرم ، الأستاذ محمد
أسعد الله أوقاتك
أقصوصة ممتعة بحدثها الغريب ، وربما الغرائبيّ !
لكنها بالتأكيد لا تخلو من رمزيّة خفيفة بعيدة عن الغموض : التكنولوجيا الحارقة لأوقاتنا ، المُضيّعة لأبنائنا .. هكذا قرأتُها
الفقرة الأخيرة التي أنهيتَ بها النص ( من " دخلت .." ) أذهبَ ريح الإثارة / الدهشة من الخاتمة .. ربما لو انتهت عند ( المكان الغريب ) لكانت أقوى
اللغة سهلة وبسيطة ، ولعلك تركت النص كما باح به القلم لأول مرة ..
- ( لكنها لم تجد فضاء ممتدّا دون نهاية وأشخاصا غير مهتمين بشيء ) = لم تجد إلاّ ....
تقبل تحياتي وتقديري

عبد السلام دغمش
08-01-2014, 06:24 AM
الأستاذ محمد محضار..
الاستغراق في ما وراء شاشة الحاسوب .. بات ينقلنا بجرأة الى عوالم غريبة عن معتقداتنا ..وتلك الفتاة استغرقها الانتقال فتجرأت واخترقت الحمى..
ربما كانت اشارة النار لتجاوزٍ دفعت الفتاة ثمنه عقاباً.. أو جزاءً..
تحياتي اديبنا الفاضل.

كاملة بدارنه
08-01-2014, 01:31 PM
هو العالم التّكنولوجي الذي جرّ العقول والأجساد المتقرفصة خلف الشّاشات ساعات طوالا...
انفجاره يمثّل رغبة اللاوعي بالتّخلّص منه
سرد جاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
09-01-2014, 01:48 AM
لم تدرك أن هناك خط أحمر عليها ألا تتخطاه حتى لاتصاب بلعنة ما وراءه
كثيرة هي النصوص التي تناولت الفكرة وإن اختلفت المضامين
بوركت أديبنا الفاضل
ومرحبا بك على صفحات أدبائنا
تحاياي

سامية الحربي
12-01-2014, 12:16 AM
هذه العوالم الإفتراضية أصبح لها أيد و أرجل تمتد لبيوتاتنا و أرواحنا فوجب الحذر من نارها. بوركت. تحياتي وتقديري.

ربيحة الرفاعي
28-01-2014, 08:07 PM
يسمونه عالما افتراضيا مع أنه حقيقي تماما، وقد حمل أمراض الفكر مؤتمتة وأوبئته بأدوات أكثر تطورا

بأسلوب جميل قدم لنا الكاتب قصة عرضت لموضوع لم يقصّر الأدباء في طرحها

دمت بخير


تحاياي

محمد محضار
30-01-2014, 04:51 PM
أخي الأكرم ، الأستاذ محمد
أسعد الله أوقاتك
أقصوصة ممتعة بحدثها الغريب ، وربما الغرائبيّ !
لكنها بالتأكيد لا تخلو من رمزيّة خفيفة بعيدة عن الغموض : التكنولوجيا الحارقة لأوقاتنا ، المُضيّعة لأبنائنا .. هكذا قرأتُها
الفقرة الأخيرة التي أنهيتَ بها النص ( من " دخلت .." ) أذهبَ ريح الإثارة / الدهشة من الخاتمة .. ربما لو انتهت عند ( المكان الغريب ) لكانت أقوى
اللغة سهلة وبسيطة ، ولعلك تركت النص كما باح به القلم لأول مرة ..
- ( لكنها لم تجد فضاء ممتدّا دون نهاية وأشخاصا غير مهتمين بشيء ) = لم تجد إلاّ ....
تقبل تحياتي وتقديري

مشكور أستاذي على المرور الجميل ، والبصمة الراقية التي تحمل الكثير الدلالات ، ، فعلا النص لم يهدب وترك على حاله الاول شكرا على التصحيح

محمد محضار
30-01-2014, 04:52 PM
الأستاذ محمد محضار..
الاستغراق في ما وراء شاشة الحاسوب .. بات ينقلنا بجرأة الى عوالم غريبة عن معتقداتنا ..وتلك الفتاة استغرقها الانتقال فتجرأت واخترقت الحمى..
ربما كانت اشارة النار لتجاوزٍ دفعت الفتاة ثمنه عقاباً.. أو جزاءً..
تحياتي اديبنا الفاضل.

أستاذ عبد السلام شكرا لكم على مقاربتكم الراقيقة ، فعلا التكنولوجيا الحديثة استعبدت الانسان ، وجعلته خاضعا لنوامسها وغير قادر على رد الفعل

محمد محضار
30-01-2014, 04:54 PM
هو العالم التّكنولوجي الذي جرّ العقول والأجساد المتقرفصة خلف الشّاشات ساعات طوالا...
انفجاره يمثّل رغبة اللاوعي بالتّخلّص منه
سرد جاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي

أستاذة كاملة ، شكرا لكم على قراءتكم البليغة للنص وارتساماتكم المعبرة........مودتي

محمد محضار
30-01-2014, 04:55 PM
هذه العوالم الإفتراضية أصبح لها أيد و أرجل تمتد لبيوتاتنا و أرواحنا فوجب الحذر من نارها. بوركت. تحياتي وتقديري.

أستاذة غصن معك حق عالم الافتراض ساحر وجميل لكن ناره كاوية وقد تكون قاتلة

محمد محضار
30-01-2014, 04:56 PM
لم تدرك أن هناك خط أحمر عليها ألا تتخطاه حتى لاتصاب بلعنة ما وراءه
كثيرة هي النصوص التي تناولت الفكرة وإن اختلفت المضامين
بوركت أديبنا الفاضل
ومرحبا بك على صفحات أدبائنا
تحاياي

أختي آمال شكرا لك على بصمتك المعبرة ، وإشاراتك القوية

محمد محضار
30-01-2014, 04:58 PM
يسمونه عالما افتراضيا مع أنه حقيقي تماما، وقد حمل أمراض الفكر مؤتمتة وأوبئته بأدوات أكثر تطورا

بأسلوب جميل قدم لنا الكاتب قصة عرضت لموضوع لم يقصّر الأدباء في طرحها

دمت بخير


تحاياي
أختي الرائعة الأستاذة ربيحة الرفاعي قراءتم الجميلة للنص لامست صيرورة النص وأحاطت بالؤيا والدلالة التي حاولت تمرييرها من خلال سطور هذه الأقصوصة

نداء غريب صبري
21-04-2014, 12:24 AM
شاشة الحاسوب لم تعد تسلية ولا بابا للعلم
لقد أصبحت سجنا من نوع جديد، لا نستطيع الخروج منه إذا دخلنا فيه
ولا نحب الخروج

قصة جميلة
شكرا لك أخي

بوركت

مصطفى الصالح
25-07-2017, 05:11 PM
أهلا بك أخي محمد محضار
أردت استرجاع الأيام الخوالي فتناولت هذا النص لك
جميل أنت في كل حرف
لكني اعتب عليك في كلمة جزء وهي يجب ان تكون جزءا
وفي الشرح في الخاتمة فهو يضعف النص
لو أنك أشرت هكذا مثلا: ثم وجدت نفسها في هذا المكان الغريب وأنابيب المحاليل تهرع السوائل لجسدها... لما احتجت إلى ذلك الشرح

دمت والابداع

تقديري

ناديه محمد الجابي
25-07-2017, 08:58 PM
أصبح أولادنا مبرمجين عقليا ونفسيا ومقيدين حركيا بعالم التكنولوجيا
فمع كل ضغطة زر يدخل إلى عوالم مختلفة وغريبة عليه ـ إنها التقنية بلا شك التي تؤثر
سلبا على عقولهم وأفكارهم فضلا عن تعرضهم للضغوط النفسية
والاجتماعية ، والأستغلال عبر المواقع الضارة.
أبدعت بلغتك الأدبية السهلة ، وبأسلوبك السردي
القائم على الوصف في إيصال الرسالة.
دمت بكل خير.
:v1::0014: