المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ***** عدالة ظالمة *****



جمال عمران
09-01-2014, 09:07 PM
عدالة ظالمة
أمام السقيفة التى لا تقينا الشمس الحارقة صيفاً ، ولا تمنعنا البرد والأمطار شتاءاً ، تقف أمى شاردة تستند على عصاها اليابسة كساقيها ، تحاول إدراك الأفق الضبابى ، بيد أن بصرها عجز عن ذلك ، رغم ارتدائها نظارة طبية ، بالكاد أقنعناها بارتدائها مؤخراً.
تقفز الدجاجات حول أمى ، وتنقر فى التراب ، تلتقط أشياء مجهولة ، بينما فجأة قفز الديك الكبير مصوباً منقاره إلى عين أمى ، فحالت النظارة دون فقأها ، فصرخت أمى وهى تسب الدجاجات والمحامى .
.. عندما أرادت الحكومة إنشاء محلج للقطن فى نهاية البلدة ، وقع اختيارها على مكان ، رأى الخبراء أنه الأنسب اقتصادياً ، ولما كانت أرض جدى بالجوار ، فقد طلبت الحكومة ضمها ؛لتصبح شونة للقطن ، على أن تعطى جدى قطعة أرض بديلة ؛ وعلى هذا انتقلنا للعيش مؤقتاً فى تلك المزرعة التى استأجرناها من إحدى الجهات الحكومية أيضاً .
.. أمام ( الكانون ) أجلس ، أقلب العدس داخل الإناء بملعقة خشبية ..
- تعال يا أمى فالبرد سيفتك بك ، هو لن يجئ على أية حال وقد قاربت الشمس على المغيب ، وهو لم يأت فى مثل هذا الوقت من قبل.
- لا عليك أيتها المنكودة ، فأنا من سيمرض من شدة البرد وليس أنت ، قالتها وهى تسعل بشدة .
.. انتظر أبى طويلاً الحصول على تلك الأرض البديلة المزعومة ، وقد كانت تلك المزرعة التى انتقلنا إليها مجدبة ، ليس فيها من المزرعة إلا الاسم ، ولقد حاول أبى بكل ما أوتى من جهد أن يصلح الأرض ، إلا أنها أصرت أن تكون جرداء ، إلا قليلا ، ولم يصلحها علاج أو تداوى ، ولما طال المقام بنا ، وأحس أبى بتملص الحكومة من وعدها بإعطائه قطعة أرض صالحة للزراعة ، فقد وكّل محامياً لرفع قضية بهذا الشأن إلى القضاء ، وليته ما فعل .
.. جاء المحامى ذات صباح إلى مزرعتنا المؤقتة ، وجلس مع أبى يتداولان .
.. دفعتنى أمى داخل الحجرة المعروشة بالخشب دفعاً ؛ فوجدتنى أقف أمام أبى والمحامى مباشرة ، قدمت القهوة .. أرسلت الطرف ناحيته ، فكان يتأملنى بنظرة حسبتها اشتهاء ، خرجت مسرعة خائفة من تلك النظرة الغريبة .. غادر المحامى بعد نقاش طويل ، ونقده أبى مبلغاً من المال كمقدم أتعاب.
.. تكررت زيارات المحامى ؛ وازداد الأمل فى كسب القضية كما قال لأبى .
.. طلب هذه المرة مزيدا من النقود فاعتذر أبى عن عدم استطاعته ؛ فابتسم المحامى وهو ينظر تجاهى ، ويطمئن أبى : لا عليك فأنت أخ لى قبل أن تكون عميلاً ... شكره أبى وهو ينظر إلى الأرض ، بينما تلتهمنى عين المحامى.
تغيب المحامى لأسابيع ، عرفت من متساقط الكلام بين أمى وأبى أن المحامى تزوج من محامية زميلته ؛ سرت فى جسدى رعدة رهيبة ، أحسست وكأنه خان عهد بيننا ؛ ووقعت فريسة لحزن كبير ، ماكان لى أن أحزنه لو وزنت الأمور ببعض العقل ، ورغم هذا ، ظللت أمنى نفسى بعدها باحتمال عدم صدق كلام أبى ، ولكننى تذكرت مايقال عن المدينة ، فاستبعدت هذا الاحتمال نهائياً ، فلقد قالت لى أمى ذات ليلة : إن وراء الأفق البعيد مدينة كبيرة ، يسكنها أناس مترفون ، يعيشون حياة لا نعرفها ، وإن فى المدينة نساء فائقات الجمال ، لهن فعل السحر .. وعلى هذا فقدت الأمل فى ذلك الرجل الذى امتلك خيالى وحرك مشاعرى وأطلق عفريت جسدى من قمقمه .
أصبح المحامى يتغيب كثيراً ، ثم أرسل من ينوب عنه ، ولم يعد يأتينا ، متعللاً بكثرة القضايا التى بين يديه.
.. يسب أبى ويلعن الحكومة التى استولت على أرضه وهو يسوق الحمار إلى خارج السقيفة ، بينما كنت أعجن الدقيق فى (ماجور ) كبير .. انكسرت ساق أبى إثر وقوعه من أعلى التلة وهو يضع بعض الأخشاب عن ظهر الحمار ، وقد أقعدته إصابته عن العمل لفترة طويلة ، كثرت خلالها الأعمال الموكلة إلىّ .
جاء ابن عمى لزيارتنا ذات يوم ، وطلب الزواج بى ، ووافق أبى ، وتمت مراسم الزواج سريعاً ، عدت بعدها بعام إلى سقيفتنا وأنا أحمل مولودى الأول .
أنهك المرض أبى ، ومزقت البلهارسيا كبده ؛ ومات وهو يوصينا بمتابعة قضية المزرعة .
وقد انتقلنا للعيش فى المزرعة ، لنكون بجوار أمى : نعتنى بها من جهة ، ويتولى زوجى أعمال المزرعة ومتابعة القضية والمحامى من جهة أخرى .
سمعت بموت المحامى ؛ وتولى القضية زميل له ، استمر فى استنزاف نقودنا .. ومرت سنوات وسنوات ، أنجبت خلالها حفنة من الأولاد والبنات ، ومازالت القضية فى طريق مجهول ، والمحامى يأخذ نقوداً كلما حضر .
اليوم أقف خارج السقيفة أراقب الأفق الضبابى البعيد ، تنتابنى نوبة من السعال الشديد ، بينما ابنتى تدعونى للدخول.

عبد السلام دغمش
10-01-2014, 06:26 AM
الأستاذ جمال عمران

ممتعٌ حقّاً هذا النصّ.. ومشوّق بطريقة عرضه وتنقّله المفاجئ بين التفاصيل.
ربما لا تكون المشكلة في المحامي ، لكنّها في تلك " العدالة " التي وصفتها في عنوان القصّة.. يستعجلونها حيناً ويستبطؤونها حيناً ليواطئوا هوىً في نفوسهم..
فقط انوّه انك تستعمل الألف المقصورة بدلاً من الياء في بعض الكلمات..
متشوّقون للمزيد من إبداعكم.

شتاءً

كاملة بدارنه
10-01-2014, 07:05 PM
قصّة واقعيّة بأحداثها المفصّلة
ابتزاز المحامي للمال من المشاهد المتكرّرة في الحياة
بوركت
تقديري وتحيّتي

الفرحان بوعزة
11-01-2014, 10:24 PM
عدالة ظالمة
أمام السقيفة التى لا تقينا الشمس الحارقة صيفاً ، ولا تمنعنا البرد والأمطار شتاءاً ، تقف أمى شاردة تستند على عصاها اليابسة كساقيها ، تحاول إدراك الأفق الضبابى ، بيد أن بصرها عجز عن ذلك ، رغم ارتدائها نظارة طبية ، بالكاد أقنعناها بارتدائها مؤخراً.
تقفز الدجاجات حول أمى ، وتنقر فى التراب ، تلتقط أشياء مجهولة ، بينما فجأة قفز الديك الكبير مصوباً منقاره إلى عين أمى ، فحالت النظارة دون فقأها ، فصرخت أمى وهى تسب الدجاجات والمحامى .
.. عندما أرادت الحكومة إنشاء محلج للقطن فى نهاية البلدة ، وقع اختيارها على مكان ، رأى الخبراء أنه الأنسب اقتصادياً ، ولما كانت أرض جدى بالجوار ، فقد طلبت الحكومة ضمها ؛لتصبح شونة للقطن ، على أن تعطى جدى قطعة أرض بديلة ؛ وعلى هذا انتقلنا للعيش مؤقتاً فى تلك المزرعة التى استأجرناها من إحدى الجهات الحكومية أيضاً .
.. أمام ( الكانون ) أجلس ، أقلب العدس داخل الإناء بملعقة خشبية ..
- تعال يا أمى فالبرد سيفتك بك ، هو لن يجئ على أية حال وقد قاربت الشمس على المغيب ، وهو لم يأت فى مثل هذا الوقت من قبل.
- لا عليك أيتها المنكودة ، فأنا من سيمرض من شدة البرد وليس أنت ، قالتها وهى تسعل بشدة .
.. انتظر أبى طويلاً الحصول على تلك الأرض البديلة المزعومة ، وقد كانت تلك المزرعة التى انتقلنا إليها مجدبة ، ليس فيها من المزرعة إلا الاسم ، ولقد حاول أبى بكل ما أوتى من جهد أن يصلح الأرض ، إلا أنها أصرت أن تكون جرداء ، إلا قليلا ، ولم يصلحها علاج أو تداوى ، ولما طال المقام بنا ، وأحس أبى بتملص الحكومة من وعدها بإعطائه قطعة أرض صالحة للزراعة ، فقد وكّل محامياً لرفع قضية بهذا الشأن إلى القضاء ، وليته ما فعل .
.. جاء المحامى ذات صباح إلى مزرعتنا المؤقتة ، وجلس مع أبى يتداولان .
.. دفعتنى أمى داخل الحجرة المعروشة بالخشب دفعاً ؛ فوجدتنى أقف أمام أبى والمحامى مباشرة ، قدمت القهوة .. أرسلت الطرف ناحيته ، فكان يتأملنى بنظرة حسبتها اشتهاء ، خرجت مسرعة خائفة من تلك النظرة الغريبة .. غادر المحامى بعد نقاش طويل ، ونقده أبى مبلغاً من المال كمقدم أتعاب.
.. تكررت زيارات المحامى ؛ وازداد الأمل فى كسب القضية كما قال لأبى .
.. طلب هذه المرة مزيدا من النقود فاعتذر أبى عن عدم استطاعته ؛ فابتسم المحامى وهو ينظر تجاهى ، ويطمئن أبى : لا عليك فأنت أخ لى قبل أن تكون عميلاً ... شكره أبى وهو ينظر إلى الأرض ، بينما تلتهمنى عين المحامى.
تغيب المحامى لأسابيع ، عرفت من متساقط الكلام بين أمى وأبى أن المحامى تزوج من محامية زميلته ؛ سرت فى جسدى رعدة رهيبة ، أحسست وكأنه خان عهد بيننا ؛ ووقعت فريسة لحزن كبير ، ماكان لى أن أحزنه لو وزنت الأمور ببعض العقل ، ورغم هذا ، ظللت أمنى نفسى بعدها باحتمال عدم صدق كلام أبى ، ولكننى تذكرت مايقال عن المدينة ، فاستبعدت هذا الاحتمال نهائياً ، فلقد قالت لى أمى ذات ليلة : إن وراء الأفق البعيد مدينة كبيرة ، يسكنها أناس مترفون ، يعيشون حياة لا نعرفها ، وإن فى المدينة نساء فائقات الجمال ، لهن فعل السحر .. وعلى هذا فقدت الأمل فى ذلك الرجل الذى امتلك خيالى وحرك مشاعرى وأطلق عفريت جسدى من قمقمه .
أصبح المحامى يتغيب كثيراً ، ثم أرسل من ينوب عنه ، ولم يعد يأتينا ، متعللاً بكثرة القضايا التى بين يديه.
.. يسب أبى ويلعن الحكومة التى استولت على أرضه وهو يسوق الحمار إلى خارج السقيفة ، بينما كنت أعجن الدقيق فى (ماجور ) كبير .. انكسرت ساق أبى إثر وقوعه من أعلى التلة وهو يضع بعض الأخشاب عن ظهر الحمار ، وقد أقعدته إصابته عن العمل لفترة طويلة ، كثرت خلالها الأعمال الموكلة إلىّ .
جاء ابن عمى لزيارتنا ذات يوم ، وطلب الزواج بى ، ووافق أبى ، وتمت مراسم الزواج سريعاً ، عدت بعدها بعام إلى سقيفتنا وأنا أحمل مولودى الأول .
أنهك المرض أبى ، ومزقت البلهارسيا كبده ؛ ومات وهو يوصينا بمتابعة قضية المزرعة .
وقد انتقلنا للعيش فى المزرعة ، لنكون بجوار أمى : نعتنى بها من جهة ، ويتولى زوجى أعمال المزرعة ومتابعة القضية والمحامى من جهة أخرى .
سمعت بموت المحامى ؛ وتولى القضية زميل له ، استمر فى استنزاف نقودنا .. ومرت سنوات وسنوات ، أنجبت خلالها حفنة من الأولاد والبنات ، ومازالت القضية فى طريق مجهول ، والمحامى يأخذ نقوداً كلما حضر .
اليوم أقف خارج السقيفة أراقب الأفق الضبابى البعيد ، تنتابنى نوبة من السعال الشديد ، بينما ابنتى تدعونى للدخول.

الأخ المبدع المتألق .. جمال عمران .. تحية طيبة ..
ما أجملها من قصة اجتماعية ، كتبت بسرد متميز ، وتنقل جيد بين أحداث طارئة .. قصة بنيت على الانتظار والترقب والتسويف والاتكاء على أمل مجهول في الوصول إلى الهدف .. وهو الحصول على أرض بديلة التي انتزعتها الحكومة بناء على وعد مشكوك فيه ..
قصة تتميز بالصدق والتلقائية في حكي وقائع وأحداث تستجد كلما تقدم السرد ، بحيث نجد السارد يجدد في الحالات والوضعيات : وضعية الأم أمام السقيفة / وضعية الأسرة المزرية في المزرعة المأجورة / استنزاف المحامي مال الأب / مرض الأب / الزواج من ابن العم / غياب المحامي / موت الأب / موت المحامي / ...
إنها وضعيات أفرزت حالات تتأرجح بين الانتظار واليأس ، بين الأمل والإحباط .. وهي حالات مترابطة فيما بينها ، فكأن حالة تولد أخرى .. فرغم تغير الحالات بقيت الوضعية رابضة في مكانها لا تتغير ولا تتجدد ..
قصة رسمت دورة زمنية تعاد وتتكرر بنفس الطقس والرتابة ، فالأم كانت تراقب الأفق الضبابي كحالة بدئية ، وانتهت بمراقبة هذا الأفق المجهول من طرف ابنتها .. وبين نقطة الانطلاق والنهاية استطاع السارد أن يفـتت الواقع المعيش لهذه الأسرة إلى قصص متعددة ، كل قصة عبارة عن مشهد أو صورة تعبر عن حالة تمس النفس والذات والوجدان ، كأن السارد يعمد إلى إشراك القارئ لمعاينة هذه الصور بحواسه وفكره وعواطفه ، ليحدد موقفه من الحدث الأساس وهو الظلم والتسويف وعدم تحمل المسؤولية ..
قد تبدو لنا تلك المشاهد مبعثرة وأحداثها متباعدة بين زمن وزمن ، بين مكان ومكان .. فهي تشكل عوالم مندغمة في عالم موحد غير قابل للتجزيء ينبض بالحياة بكل تناقضاتها..
والواقع أنها ليست عدالة ظالمة ، إنه ظلم قد أبعد العدالة وأكل حق هذه الأسرة ، إذ لا يمكن أن تكون العدالة مصاحبة للظلم ..
قصة تخبئ بين جسد لغتها رسالة إنسانية جديرة بالاهتمام على المستوى الاجتماعي والأخلاقي ، فالسارد لا يصف ما حدث ولكنه يدين ويتمرد على تلك السلوكات التي اعتمدت على القهر والظلم والتشرد وتجريد الإنسان الضعيف من حقوقه ..إنه تمرد يدعو إلى بناء منظومة العدالة الاجتماعي في ظل ما يسمى بالديمقراطية الحديثة ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي ، قصة جديرة بالقراءة والاهتمام ..
مودتي وتقديري .
الفرحان بوعزة ..

سامية الحربي
12-01-2014, 12:55 AM
قصة ماتعة لغة و سردًا.فُتحت للعائلة نافذة أمل خادع فأتلفوا حياتهم على ضوئه.دمت بخير وعافية. تحياتي وتقديري.

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 09:09 PM
دعني أرحب أولا بقامة عالية في فضاء الأدب .. ولي عودة إن شاء الله
الأديب / جمال عمران
أهلا ومرحبا بك

خالص التحية

حمادة الشاعر

ناديه محمد الجابي
24-01-2014, 09:34 PM
يبدو أن المحامي هو المحامي في كل مكان
يمارس الخداع ويستنزف العملاء ويبيع لهم الوهم
سرد جميل لقصة بديعة فنيا وإنسانيا بأسلوب ممتع
تحياتي وودي.

خلود محمد جمعة
27-01-2014, 06:43 PM
اهو المحامي، القضاء أم الجهل
الأحلام المتسربلة في الحب و في العدالة هي من الواقع المؤلم
نص بسرد مشوق وفكرة هادفة
دمت بخير
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
10-02-2014, 02:10 AM
على طرس الواقعية القصّية، وبسرد شائق وأسلوب ملفت الحبكة والأداء تنقل الكاتب في إسقاطاته المشهدية على ملامح أليمة حملت الفكرة التي وراء موضوع النص والتي خدمته بقوة ليتكامل في عرضه وإيصال رسالته
العنوان جاء كاشفا لما تحمل السطور التالية في جلّها

أحسنت القص لا حرمك البهاء

تحاياي

نداء غريب صبري
26-04-2014, 01:00 AM
قصة واقعية جميلة بأسلوب ممتع

لكن أين أخي القاص عن قصته، وعن الذين يردون عليه

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
21-01-2016, 10:01 AM
طرقت على المواجع بأقصوصتك وابتزاز تلك الفئة التي لاتمرأ من بيع الأوهام مقابل منح أمل يائس
لغتك في السرد جميلة ونصوصك شائقة وانتقاءك للمشكلات موفق
لن يجيء
بوركت واليراع
تحاياي