المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وراء القضبان



فاطمة بلحاج
12-01-2014, 04:59 PM
وراء القضبان


ارتدَتْ قميصًا ورديًّا كان قد أَهداه لها حين تعاهَدا على الحلوة والمرة، ثم كسَت نفسَها بعباءتها المُرقَّعة.

حمَلت سلةً ملأى بأطعمة وفواكهَ لم تَذُقْها من قبل، ثم توجَّهَت إليه وهو قابع في السجن.

كان جالسًا في غرفة أشبه بزنزانة، وقد أضناه الانتِظار، ولما رآها وهي تهمُّ بدخول الغُرفة، قام مُسرعًا لاستقبالها.

اخترقها كنجم ضوئي، والْتهمَها كقطعة حلوى، احترقت، وتفتَّتت ضلوعها، لكن جليدها الداخلي لم يَنصهِر.

ثم جلست بجواره تُحدِّثه عن صغيرتها التي تحلم بأن تُصبِح مُمرِّضة، فأخبرها أنه قد قرر تزويجها برفيقٍ له في النِّضال والزنزانة..

أبلغته عن مُضايَقة صاحب العمل لها، العابث كل يوم بالهواء الملاصِق لعفَّتها، استنكَرَ، ثم طالبها بمالٍ من أجل سجائره..

حدَّثتْه عن صغارٍ لا يجدون ما يَقتاتون، وأصحاب ديون يترصَّدون تَحرُّكاتها، فربَّت على كتفها وهدَّأها قليلاً، ثم قال لها: إنه موسِم المشمش والخوخ وحب الملوك، وعليها أن تُحضِر له كيلوغرام من كل صنف.

أخبرته عن إهانات تتجرَّعُها كل يوم في كل مكان تذهب إليه، فوعَدها بتقطيع كل من أهانوها في غيابه حين يخرج بعد عفوٍ من انتسابه لجماعات الكرامة..

استمعَتْ لوعودِه المُعتادة، بأن يُنصِفها حين العودة، ثم لملمَت بقايا أطرافها المتناثرة فوق المرتبة، وانتشلت أشلاء مَشاعرِها المتناثرة فوق هضاب الآه والوجع، وجرَّت قدمَيها عائدة لعالَمِها وهي تأمُل أن تتلاشى قضبان سجنها يومًا ما.

عبد السلام دغمش
12-01-2014, 08:22 PM
كانا سجنين .. سجنٌ خلف قضبانٍ من حديد حُجزَ الزوجُ من خلفها..وسجنٌ آخر هو سجنُها وهي تعاني مثل هذه الإهانات.. ثمّ طلباتهُ وهو يسأل عن أصناف الطعام والحلوى وهو يعلم قلّة ذات يدها..
كثيراً ما تقفُ الزوجات على مفترق طرق قبل أن تتخذ القرار.. هلْ تصبرُ على هذا الزوج .. أم تسعى لفراقه.. لكنّ الوفاء وإن عزّ غالٍ وسوف تجدُ مقابله من الزوج بعد خروجه.
جميلٌ هذا الطرح أديبتنا الفاضلة.
تحياتي.

كاملة بدارنه
12-01-2014, 10:00 PM
ربّما تتحقّق الوعود وتتحرّر يوما ما...
سرد مؤثّر وتناول لمسألة مهمّة
بوركت
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
18-01-2014, 01:16 AM
ربما كان سجنها أشد ضيقا وقيدا من سجنه رغم أنها خارج القضبان
ولكن عزاؤها أن ينصفها بعودة يحقق فيها وعوده
جميلة أديبتنا الفاضلة
بوركت واليراع
تحاياي

سامية الحربي
18-01-2014, 05:39 AM
لم يكن رجلاً لكي تهدر سني عمرها لأجله وهو يشغل وقت الزيارة بطلباته. جميل سردك غاليتي بمضمونها المائز ولغتها المتينة. تحية و تقدير.

خلود محمد جمعة
20-01-2014, 10:32 PM
هل ستتحرر يوما من قضبان زوجها
رغم سجنه من أجل قضية لكنني أراه انسان بلا مبدأ
سرد جميل وقصة مؤثرة
دمت بخير
مودتي وتقديري

فاطمة بلحاج
22-01-2014, 04:24 PM
كانا سجنين .. سجنٌ خلف قضبانٍ من حديد حُجزَ الزوجُ من خلفها..وسجنٌ آخر هو سجنُها وهي تعاني مثل هذه الإهانات.. ثمّ طلباتهُ وهو يسأل عن أصناف الطعام والحلوى وهو يعلم قلّة ذات يدها..
كثيراً ما تقفُ الزوجات على مفترق طرق قبل أن تتخذ القرار.. هلْ تصبرُ على هذا الزوج .. أم تسعى لفراقه.. لكنّ الوفاء وإن عزّ غالٍ وسوف تجدُ مقابله من الزوج بعد خروجه.
جميلٌ هذا الطرح أديبتنا الفاضلة.
تحياتي.




الأخ الفاضل الشاعر عبد السلام
أشكرك على مرورك الراقي وقراءتك القيمة للنص
بوركت
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
22-01-2014, 04:26 PM
ربّما تتحقّق الوعود وتتحرّر يوما ما...
سرد مؤثّر وتناول لمسألة مهمّة
بوركت
تقديري وتحيّتي





الأخت الفاضلة الأديبة كاملة
أشكرك على مرورك الكريم وتعليقكِ الراقي
بوركتِ
تحياتي ومودتي

فاطمة بلحاج
24-01-2014, 05:38 PM
ربما كان سجنها أشد ضيقا وقيدا من سجنه رغم أنها خارج القضبان
ولكن عزاؤها أن ينصفها بعودة يحقق فيها وعوده
جميلة أديبتنا الفاضلة
بوركت واليراع
تحاياي




الأخت الفاضلة الأديبة آمال
هو كذلك " سجنها أشد ضيقا وقيدا "
أشكرك على مرورك الراقي وتعليقك الجميل
بوركت
تحياتي ومودتي

ناديه محمد الجابي
24-01-2014, 09:14 PM
مثل هذا الأناني الذي لا يعرف غير طلباته من سجائر وفواكه وخلافه
ولا يشعر بما تعانيه من مضايقات وديون وفقر وعوز ..
مثل هذا الرجل حتى لو خرج لن يفي بإي وعد , ولن يقدم لها أي شيء
قصة جميلة مؤثرة وسردية مميزة
قصة غنية بفكرتها وطريقة عرضها
تحياتي وودي.

فاطمة بلحاج
27-01-2014, 03:22 PM
لم يكن رجلاً لكي تهدر سني عمرها لأجله وهو يشغل وقت الزيارة بطلباته. جميل سردك غاليتي بمضمونها المائز ولغتها المتينة. تحية و تقدير.





أختي العزيزة غصن
أشكركِ على مرورك العطر وتعليقك الراقي
بوركت
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
27-01-2014, 03:30 PM
هل ستتحرر يوما من قضبان زوجها
رغم سجنه من أجل قضية لكنني أراه انسان بلا مبدأ
سرد جميل وقصة مؤثرة
دمت بخير
مودتي وتقديري




الأخت الكريمة الأديبة خلود
أشكرك على مرورك الجميل وتعليقك الراقي
بوركتِ
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
04-02-2014, 03:40 PM
مثل هذا الأناني الذي لا يعرف غير طلباته من سجائر وفواكه وخلافه
ولا يشعر بما تعانيه من مضايقات وديون وفقر وعوز ..
مثل هذا الرجل حتى لو خرج لن يفي بإي وعد , ولن يقدم لها أي شيء
قصة جميلة مؤثرة وسردية مميزة
قصة غنية بفكرتها وطريقة عرضها
تحياتي وودي.



أشكرك أختي العزيزة نادية على مرورك العطر وقراءتكِ الراقية
بوركتِ
تحياتي ومودتي

أحمد عيسى
04-02-2014, 04:25 PM
أي تناقض يحياه هذا ، حين يسجن من أجل الكرامة ولا يصونها لزوجته وأبنائه

نصٌ راق ، وأسلوب قوي ، ولغة معبرة ، وايحاءات ذات دلالة ، وتناقضات يحياها هذا الرجل ، ويحياها كل ذكر في العالم العربي ، الا القليل

أحييك ، طرقت الكثير من الأماكن الصعبة في نص قصير

تقديري

ربيحة الرفاعي
17-02-2014, 03:41 PM
قرعت في رأسي أجراس الاستنكار ..
أي نضال وأية قضية تلك التي يحملها شخص بهذا القبح!
أمن مبادئ أو قيم إيجابية يحملها مثل هذا؟!
أية جريمة يخطط لاقترافها بحق طفلته بتقيدها لزميل له فيما ما كشفت لنا الكاتبة من شخيصيته!

قد يتحرر هو من سجنه، لكنها لن تجد للحرية سبيلا إلا أن تتخلص من ارتباطها بأثرته ومحدودية رؤيه بحدود أنفه

ببراعة رسمت الكاتبة ملامح شخصياتها لتتكشف أمام القارئ واضحة كأنما عاش تجربة كل من بطلي القصة مع الآخر فعرفه وفهم دخليته
في سرد شاق وأداء قصّي إبداعي جميل

دمت بخير أيتها الكريمة

تحاياي

فاطمة بلحاج
04-03-2014, 04:13 PM
أي تناقض يحياه هذا ، حين يسجن من أجل الكرامة ولا يصونها لزوجته وأبنائه

نصٌ راق ، وأسلوب قوي ، ولغة معبرة ، وايحاءات ذات دلالة ، وتناقضات يحياها هذا الرجل ، ويحياها كل ذكر في العالم العربي ، الا القليل

أحييك ، طرقت الكثير من الأماكن الصعبة في نص قصير

تقديري




أخي الفاضل الأديب أحمد عيسى
أشكرك على مرورك الجميل وقراءتك الراقية للنص
بوركت
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
11-03-2014, 04:30 PM
قرعت في رأسي أجراس الاستنكار ..
أي نضال وأية قضية تلك التي يحملها شخص بهذا القبح!
أمن مبادئ أو قيم إيجابية يحملها مثل هذا؟!
أية جريمة يخطط لاقترافها بحق طفلته بتقيدها لزميل له فيما ما كشفت لنا الكاتبة من شخيصيته!

قد يتحرر هو من سجنه، لكنها لن تجد للحرية سبيلا إلا أن تتخلص من ارتباطها بأثرته ومحدودية رؤيه بحدود أنفه

ببراعة رسمت الكاتبة ملامح شخصياتها لتتكشف أمام القارئ واضحة كأنما عاش تجربة كل من بطلي القصة مع الآخر فعرفه وفهم دخليته
في سرد شاق وأداء قصّي إبداعي جميل

دمت بخير أيتها الكريمة

تحاياي



الأستاذة الفاضلة الشاعرة ربيحة
أشكركِ على كلماتكِ الجميلة وقراءتكِ الراقية للنص
يسرني حضورك الدائم على صفحتي
دمتِ بألف خير
تحياتي وتقديري

:001:

نداء غريب صبري
27-05-2014, 12:28 AM
أبلغته عن مُضايَقة صاحب العمل لها، العابث كل يوم بالهواء الملاصِق لعفَّتها، استنكَرَ، ثم طالبها بمالٍ من أجل سجائره..

هذا السطر أصابني كالسوط
هل هذا رجل!
هل هو حرّ لينتمي لجماعات الكرامة!
من أين توقع أن تأتيه بالمال لسجائرة

قصة قوية ومؤثرة جدا أختي
شكرا لك

بوركت

لانا عبد الستار
20-07-2014, 12:28 AM
تقول القاصة في نصها أنه ليس حرا لأنه لم يحرص على كرامة وعفة أمرأته وظهر استعداده لمقايضتها بسجائره
وزميله في زنزانته ليس حرا أيضا فهو يحاول شراء طفلة مستغلا صحبته مع أبيها

لو أنهما مجرد سجينين لكان الأمر مقبولا ولكنهما سجينا قضية ..
فهل هو اتهام لأصحاب القضايا بالنفعية؟

أشكرك

د. سمير العمري
12-03-2015, 11:56 AM
قصة هزتني من الأعماق سواء أكان من جودة الطرح الأدبي أو على وجه الخصوص من حيث المعنى والمضمون المراد من توضيح مدى تضحياتها لأناني بليد غيبه السجن فكأنه كان سجنها هي.

قصة أشكرها وأثني عليها.

تقديري

د.حسين جاسم
03-04-2015, 04:38 PM
أهكذا تنظر الكاتبة للمناضلين الذين يقضون أعمارهم وراء قضبان الزنازين
لم أقرأ في حياتي تصويرا لهم أقسى من هذا وأسجل احتجاجي عليه بقوة
لكنه أدبيا ناجح فيه شهادة بتمكن الكاتبة
أحييك