تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مرآة العصر !



عبده فايز الزبيدي
13-01-2014, 01:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي
أحبتي !
بحول الله سأبذل الجهد لتدوين سير أهل الأدب المعاصرين ممن عرفت أو ممن سمعت بهم و شاع ذكرهم
و اشتهروا بحرفة القلم شعرا أو نثرا ، شريطة أن أعرفَ تأريخ ميلاده ، أو وفاته كشرط للترجمة له .
فما تجده أيها القارئ الكريم هو ما أقره الأديب بنفسه عن نفسه، اللهم ما خلا تراجم من مضى إلي ربِّه
كحمزة شحاتة و طاهر زمخشري و زوربا الحجاز و غيرهم ممن طعمت بهم المشروع ؛لمحبتي لهم و للتعريف بهم لظني أنهم لم ينالوا
التعريف الذي يليق و هي محاولة مني لتجديد العهد بأدبهم ،و سأعمل على ألا يمثل تواجدهم أكثر من ما نسبته خمسة بالمائة من تراجمي ؛لضمان جِدَّة ما أطرحه من تراجم.

والله ولي التوفيق!

عبده فايز الزبيدي
13-01-2014, 01:18 PM
شريفة العلوي:

التقيت بقلم الشاعرة شريفة العلوي في منتديات الأدباء و المبدعين العرب و تشرفت بالقرب منها في منتديات أروقة الأدب فحيث كانت علماً بارزاً و قلباً حانياً على الجميع إلي وفاتها في تأريخ 22 إبريل 2013 للميلاد الموافق لـ جمادى الآخرة 1434 للهجرة.
( هي شريفة بنت محمد بن عبد الرحمن بن عثمان العلوي، من مواليد منطقة (بدة ) القريبة من مدينة عصب في أرتريا، بدأت الشاعرة العفرية شريفة العلوي دراستها الابتدائية وبداية المرحلة المتوسطة في المدرسة العراقية بجيبوتي ومن ثم انتقلت إلى الجزيرة العربية وأتمت بقية المراحل الدراسية على فترات متفاوتة نظرا لظروفها العائلية ،وتحمل الشاعرة شريفة العلوي شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في لندن بتقدير جيد جدا بالإضافة إلى حصولها على الدبلوم الإداري الشامل الذي يشمل: مواد تجارية، حاسب آلي، لغة إنجليزية بتقدير ممتاز.بدأت الكتابة الأدبية حين سنحت لها فرصة لنشرها في المواقع والمنتديات الأدبية مما ساعد على غزارة إنتاجها الأدبي حيث تصل نصوصها إلى ثلاثمائة نص بين الشعر والنثر والخاطرة والمقالة كما تتنوع الأفكار التي تتناولها هذه النصوص بين الفكر والاجتماع ومناقشة قضايا المحيط عامة من خلال رؤية ونظرة ثاقبة تدلل على مدى وعي المرأة الجيبوتية وتمسكها بالهوية العربية الإسلامية.
لها ديوان (زخرف البلح) و ديوان ( إلا أنا)...) 1
قلت ُ:
رثاها جملة من الشعراء منهم:
الشاعر الأرتيري صالح طه (ظميان غدير ) في منتديات أروقة الأدب بقصيدة جميلة قدم لها بقوله: رثاء لنبية الشعر :
فقدتُكِ شمساً في القصائدِ تُشرقُ *** وعطْراً زكيّاً منهُ روحيَ تعبقُ

وهذي دموعي علّها تَغسلُ العنا *** على فقْدِ منْ كانتْ بها الروضُ يُورقُ

تركتِ بهذي الدار ِ أهلاً وصحْبة ً *** جميعهمُ من بعد فقدك ِ فُرّقوا

سأبكيكِ شعْرا من دموعِ قصائدي *** وأَمضي إلى بحر ِ الأسى فيهِ أغرقُ

شــريفةُ ولّتْ نجمة عفرية *** فلا نورُ في ليلاتنا يتألقُ

لقدْ سَكَنَتْ في اللحدِ سيدة الرؤى *** فقلبي من الفقْدِ العظيمِ ممزّقُ

بأي قصيدٍ سوف أرثي قصيدة ً *** سماوية ً فيها البديعُ يُحلّقُ

بها القمران ِ الرائعان تجاورا *** فأبصرْ سناءً شعّ حينَ تُحدّقُ

شريفةُ يغفو الشعر في عمقِ بحرها *** وتُخرجهُ درّاً إذا هيَ تنــطقُ

يضيء جبينُ الشعر من خطراتِها *** ومن ماسها الشعري كم يتأنقُ

هي الجدولُ الجاري يفيضُ روائعا *** لينهلَ منه الظامئون َ ويستقوا

لقد كانت الأشعار تخطب ودّها *** نبية شعر للمعاني تنسّقُ

مشينا بُعيد الفقد لم نلق شاطئا *** وليس لدينا حين نبحر زورقُ

فيا ربّ ألهمْ إخوةً وأحبّةً *** سلوّا وشعراً صار بالنأي يُخنقُ .


و رثاها الشاعر العراقي عبدالستار النعيمي في منتديات أروقة الأدب بقوله:
شريفة اعذريني لأني بخيلْ *** فدمعي شحيحٌ وصبري قليلْ

بكيتكِ حزناً وما سدّ حزني *** أفولاً لبدري بليلٍ طويلْ

فديتك قُومي علينا بشِعر *** رقيق المعاني ؛فما من بديلْ

بعينيك تغفو نجوم الليالي *** بوجهك همسُ النسيم العليلْ

حنانيك عودي فقد طال نحبي *** وشهقات حزني تصد العويلْ

الى أين تمضين هل من مكانٍ *** ألاقيك فيه وهل من دليلْ

انا من شربت الهوى من يديكِ *** بأحلى كلامٍ وحرفٍ جميلْ

الا ليت موتي يضمني اليكِ *** لأُسقى مدادك في السلسبيلْ

واُروى بنثرك في منتداهُ *** واغفو على حرف شعرٍاصيلْ

حنانيك عودي فما لي سواكِ *** قريب- أنيس- نديم – خليلْ

ولكن دهري ابى انشراحي *** فسد الرتاج القوي الصقيلْ

فلم استطعْ ثقب حيط المنايا ***فكان الفراق الحزين الثقيلْ

من أدبها:

1. قصيدة (الأشواق):
ما أروع التحليق في الأشواق
بحرٌ علا في موقع الإغراق

أقسمت شعرا كي أجوب سماءها
من دهشتي عبّرت عن إملاقي

وبفرحتي قلّمت أظفاري التي
سبقت صعودا للسماء براقي

برقت حوافر خيلكم في خاطري
يا ليت شعري لو يحد فراقي

ولكم تعبت لأستعيد مكانتي
بين الورى ومواكب الإشراق

يا ليت جفني لو يداني قربكم
فجواركم عتق من الإشفاق

منذ القراءة والحياة بدت هنا
بملامحٍٍ لمعت على الأحداق

فأنا السفينة في بحور متونكم
عكفت على إبحارها أشواقي

وأنا الربيع إلى فصولك قادمٌ
وطن الزهور على مدى السماق

والشعر يجري كالفرات مجددا
شطر الرحيل وفاض بالإغداق

صعبٌ فيسهل كلما يجتاحني
يرتادني زمنا يفوق نطاقي

وبنات أفكاري التي خرّت هنا
نسكا وتسبيحا على أوراقي

يا قلب إني كم أحب بيانه
وبلاغة تندي الجوى بوثاقي

لكن خوفي حين يبدي مانعا
يطوي الفيافي عابرا أعماقي

هذا شعوري ذاك سر كتابتي
هيهات يحملني إليه رفاقي

حتى النجوم إذا رأتني أُطْربَِتْ
حاكت شهابا يقتفي أعراقي

ومن الجمال مراتب بقريضكم
كقوافل عبرت على أشواقي

نسجت مفاتنها الخمائل في الضيا
فترنمت بحروفها أوراقي

مد الحصيرة في فضاء قصائدي
لا مستحيل يحد من أذواقي

وأعود أختم في مقالي منشدا
يا ليت شوقي يستسيغ سباقي .


2. قصيدة (حكاية خبز قديمة) :


وللخبز طعم


كطعم الحقيقة


وللخبز سحر


كمخلب عرافة لا تتوب


وللخبز شمس لنجم يغيب


وليل كأحداق هر لعوب


يغامر بالضوء حينا


وحينا يزج بأفواههم في الرماد


عصي على الاحتراق


ولكنه يحرق الآخرين


بلا أدنى وخز الضمير


وللخبز سر قصي بعيد


فلا يدري تنوره عن هواه


ولا يدري خبازه عن مداه


وتلك الجموع صباحا مساء


تساق ككبش فداء


لأقدارها المبهمات


إلى دربها المستفيض من الاحجيات


وتنساق قسراً


لحتف يسمى حكاية خبز قديم.


3.قصيدة (و أجهل كيف يتم العثور على الشاعرة):


أنا لست هنا

أو هناك


لأني معلقة كالغبار


على ياقة المعطف المهمل

أتدلى حنينا

كما انثيال الحريرعلى المخمل

وأبث الغيوم هبوب النسيم

لأني معلقة في سماء القصيد

وأين القصيدة أين ؟

لقد لفظتني

وقد أنكرتني

كما تركتني

في صحاري التساؤل والأمنيات

حيث لا ماء

و لا زاد زادٍ

سوى سرب خوف الحباري

وومضة نبض الصواري

أمد لها ساعدي

بل أصابع برق ابتسامي

ولكن هيهات

لا جدوى من ..

ارتداد الرياح

على حائط ..

لا يصد اختراق الصدى

البعيد عن العين والهمس

بعيد عن القلب واللمس

أفتش عن حلمي

بين القصيدة

و بين أزيز الرياح الحزينة

أنا التائهة

في لجوج البحار العميقة

شواطئ تلك المحيطات

غائبة عن مرام الحقيقة

ولكن ..كل الحقائق تنصاع للشك

والشك أول درب الطريقة

ويصلبني الوقت بالانتظار

وروحي تهيم إذا ما الزوابع

ترجف خلف الدقيقة

هنا.. حيث تنكرني الفلك

جفاني دجى كحل عيني

وذاب على هدب خوفي

أينك يا رأب صدعي ..الـشقيقة

ولكنني خفقة لا تموت

وان كان موتي لأجلٍ ..قريب , قريب

سأرمق وسط فراغٍ جريء

يحيط بكون من الأمنيات الرقيقة

أظل كما زفرة الموج

أرعش قلب السماء

معلقة في حنين القصيدة

أفتش عنها

بين ماض مضى

وحاضر يوم كضيف أتى

في زحام غد مبهم السحنات

لأنه يبحث عن موطئ للثبات

ولم تترك الجاذبية له

كفاءة سمع يواصل إنصاته

واختلال البصر

في عيون الأسر

فكيف تحد عيونك

أو تكبح الأغنيات ..!

أفتش عنها

إن عثرت عليها

لسوف أضيع أنا

وأجهل كيف يكون...

العثور على الشاعرة. ( 2)

و بالجملة فهي شاعرة أديبة متمكنة أفادتها ثقافتها في إبراز تفاصيل شخصيتها الفنية بدقة و متانة ، رحمها الله تعالى.

__________
1. هذه المعلومات أعدتها صفحة (حامد إدريس عواتي) بالفيس بوك.
2. النصوص الشعرية مصدرها منتديات ( أروقة الأدب) .

عبده فايز الزبيدي
13-01-2014, 01:19 PM
مستورة الأحمدي:
تو فيت الشاعرة السعودية المشهورة مستورة الأحمدي (وَلَه ) عن عمر يناهز 37 عاماً في يوم الإثنين عصرا بتأريخ الثالث من أكتوبر لعام 2011 (1)، و قد شاركت في مسابقة (شاعر المليون ) على قناة أبو ظبي الإماراتية .
كتب عنها الأستاذ خشان بن محمد خشان في منتداه (العروض الرقمي ) ما ملخصه :
( ( وَلَه) هكذا عرفتها لبضع سنوات عبر عدة منتديات لعل أطولها لقاء بيننا كان منتدى الشعر المعاصر.
أذكر أني قلت في أحد تعليقاتي عليها إنها من طراز فريد في سموق شعرها يذكرني بأبي تمام. وكانت مبدعة في الشعر الفصيح وفي الشعر النبطي ، ثم عرفت أنها مستورة الأحمدي عندما شاركت في شاعر المليون.ترحمها الله رحمة واسعة .

و سأعرض ما وجدته لدي من قصائدها وبعض ما أتوصل إليه من آثارها :


1. بيت من الرمل

وحدي أسامر شاطئي المهجورا**ابني على موج الظروف جسورا

الدرب زلقٌ كيف تثبت خطوتي **والبحر يُعرف بالوفاء كفورا

استأصلت عنقي العواطف ويحها **إذ كنت أنظر للوراء كثيرا

أحبو على قدمٍ تغالب جرحها**وأجر أخرى ترفض التجبيرا

في راحتي قلمٌ بقايا حبره **نزف يخط على الرمال سطورا

وعلى جبينٍ قد تبخر حلمه **قطرات ملح ترفض التقطيرا

سارت على درب التجاعيد التي**خفرت لأيام الشباب قبورا

قررت أن أبني برملك شاطئي**سكنا يقيني أعينا وهجيرا

وأنام أحلم أن يُخلد مسكني**لأعيش,إذ هجرت خطاي قصورا

فخلعت أطرافي لأدخل مسكني**فالبيت يبدو ضيقا وصغيرا

وزحفت واستلقيت بين رماله **والسقف يلزم أنفي التكويرا

ويصد جفني الذين استسلما**للنوم واتخذا الدموع سريرا

كم كنت أحلم أن أكون فقيرة**ملكت بسلطان الوداد أميرا

أو شاعرا تُهدي إليه شعورها**شعرا ويمضي عمره تشطيرا

أو مالكا للمال يهمل ماله **ويرى الثراء عواطفا وشعورا

أو فارسا , حرا يُهاب ويتقى **طرق الفؤاد لكي يكون أسيرا

ضحكات موج البحر تهزأ بالمنى**والرمل ليس على الصعاب جسورا

سأشق لي بين الحوائط مخدعا **سيكون قبري أن هوت محفورا



2. ((العودة بدونه))
---------------

متباعدان وإن دنت أجسادنا
متنافران كسائر الأضداد

تتثاءب الكلمات عند لقائنا
وينام نبضٌ بعد طول سهاد

ألم المخاض يفت في أرواحنا
ويموت طفل الشوق في الميلاد

نسعى لنسعد باللقاء وعنده
نحيا شعور مآتم الأعياد

كم ذا ألقن ناظري ماذا يرى
فيضيع في كهف الظنون مرادي

فيردني خوفي وتأبى عزتي
وأمد كفي بعد كف عنادي

وأحرر الكلمات قبل ضفائري
فيئن إحساسي من الأصفاد

وأحضر الثوب الذي عُزفت له
أولى حروف مُلقََّّن الإنشاد

وأعد بعض العطر علَّ محدثي
يصغي له إن فر منه جوادي

لكنه قد كان يبني قلعةً
متحصنا باليأس والإجهاد

سيان إن بعد المزار وقربنا
فالبين بين فؤاده وفؤادي .


3. عكاز قلبي

عكاز قلبي أيها القلم****الزم فؤادي إنه هرِمُ

لا تسرع الخطوات تجهده****ارفق بمن قعدت به الهممُ

اقصد, ولا تسكن فتُسكنه****إن جف حبرك جف منه دمُ

رفقا بمكلومٍ ينازعه ***** أنفاسه الإعياء والسأمُ

شقت خطاه خنادقا وعلى **** كتفيه شِيد بتربها هرَمُ

قد كان في وهج الصبا علما **** واليوم في وهن القوى علمُ

كم حطّم الأسوار وانطلقت **** أمواجه بالصخر ترتطمُ

ما غير الصوان رقتها ****بل إنها في صلده تشمُ

تسقي الرمال وكم تطهرها **** بالملح حين تدوسها قدمُ

وتظل رغم الصد صامدةً **** لا ينثني من نبلها عزم

تبدي الصفاء وما تبدِّله **** لو غار في أعماقها سقم

الشعر كان جزيرة رحلت **** أطيارها مذ ثارت الحمم

كم أبحرت فيه الشجون وكم **** عادت ودمع العين يبتسم

كان القرين لصبوتي فمتى **** بصرت به سالت به قمم

فعلى جناح الحلم هدهدها **** لينام فيها الوعي والألم

كان السحاب فراشها ومضى **** فهوت بصلد الأرض تصطدم


سقوط التمثال

سقطـت عليـه مـع الضيـاء ظلالـي*** والصـمـت يـدفـع جـاهـدا إقـبـالـي
مـا بالـه هـجـر الجمـيـع لنفـسـه؟ *** ومـن الـذي غيـري بــه سيبـالـي؟
كتـف اليديـن ومـال عـنـي معـرضـاً *** فـــي قـســوةٍ وصـلابــةٍ وتـعـالــي
مسترخيا في ركن بهـو مشاعـري *** متـأهـبـا لـلـنـوم مـثــل ســؤالــي
طــال السـبـات وحدثتـنـي خفـقـةٌ *** مــن بـعـد أعـــوام وبـضــع لـيـالـي
أن تصـهـل الأنـثـى وتـعــدو نـحــوه *** لأثـيـر هــذا النـقـع عـــن تمـثـالـي
فـأخـذت أنـفـث والغـبـار يحيطـنـي *** حتـى انتهـيـت إلــى مـكـانٍ خــال
فتعـثـرت كــل الـحـروف بمنطـقـي *** وتزاحـمـت فـــي غـصــةٍ وسـعــالِ
وتبـدلـت أحـنـى المشـاعـر ثـــورةً *** قـد حــررت نفـسـي مــن الأغــلالِ
وإذا الحمـامـة فــي فــؤادي قـطـةٌ *** قـتـلـت بنـيـهـا خـشـيـة الأهـــوالِ
قُرعت طبول الحرب بيـن جوارحـي *** وإلـى المخابـئ أسرعـت أقـوالـي
ما ضـر لـو مـادت بنفسـي أرضهـا؟ *** وتـصـدعـت تـحـتـي مـــن الـزلــزالِ
فإذا سقطت فسوف أسكن جوفها *** لأكــــون بــــذرة صــحــوةٍ ونــضــالِ
وسـيـذكـر الأدنـــون مــــا أبـلـيـتـه *** كــم مـيـتٍ قــد عـــاش بـالأعـمـال
وإذا صمـدت فسـوف أرفــع رايـتـي *** ولسوف أُروي الأرض مـن شلالـي
وأزيـــل بـالـمـاء الـطـهـور مـعـالـمـا *** لـلـحـسـن بــالألــوان والأشــكــالِ
هي كالقناع وحسب روحٍ أُهملـت *** أن تـرتـدي قـبـحـا بـاســم جـمــالِ
سأسير خلف العطـر عبـر نوافـذي *** وأحيك من شمس الضحى آمالـي
تقصي أكف الضوء جسم ستائـري *** لـتـضــم قـلـبــا بـــــارد الأوصـــــالِ
يـأتــي الـهــواء لـــه نـقـيــا دافــئــا ***يسـري لـروحـي عـابـرا أسمـالـي
فإذا العواطف خلـف ظهـر تحفظـي *** قد صارحت بالشوق طيف خيالـي
لأحـــل كـــل قـصـيــدة مـجـدولــةٍ *** فتسـيـر فــوق سـطـورهـا بـــدلالِ
فـي طرفهـا حــورٌ وفــي أعطافـهـا *** سـحـرٌ مـــن الأسـمــاء والأفـعــالِ
ضربت بشطريهـا السطـور وفيهمـا ***وشـي وشــت بــه رنــة الخلـخـالِ .....) (2)
________________
1. جريدة المدينة السعودية بنأريخ 4 - 10 - 2011 م
2. المصدر: منتدى العروض الرقمي.

عبده فايز الزبيدي
13-01-2014, 01:31 PM
محمد برهام:
ترجمت له موسوعة البابطين كما يلي:
(هو الشاعر المصري محمد المرسي برهام ، ولد في عام 1909 للميلاد في قرية ديسط التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية و بعد أن حفظ القرآن وأنهى دراسته الابتدائية الدينية التحق بتجهيزية دار العلوم فحصل على الثانوية العامة, ثم التحق بمدرسة دارالعلوم (كلية دار العلوم الآن), وحصل على الدبلوم في عام 1936 للميلاد ، تقلب في وظائف وزارة التربية من تدريس وتفتيش وإدارة حتى أحيل إلى التقاعد في وظيفة مدير بالتربية ، قلب في وظائف وزارة التربية من تدريس وتفتيش وإدارة حتى أحيل إلى التقاعد في وظيفة مدير بالتربية والتعليم بالإسكندرية،توفي في عام 1994 للميلاد له ديوانان هما: ( الشموع ) صدر عام 1971 ، و ( القيثار ) صدر عام 1989 م.) أ.هـ
وقد وقع ديوانه الأول (الشموع) الصادر عن دار المعارف في طبعته الثانية 1977 م في يدي في عام 2013 م و قدم له الأديب عزيز أباظة مقدمة راقية أورد طرفاً مما قاله لاشتمالها على بعض قضايا الشعر المثارة في تلك الحقبة بما يلي ...تخرج صاحب الشموع في دار العلوم ، معقل الفصحى، و منهل الشعر و الأدب الصحيح سنة 1936 م ، فكان مما تعلمه فيها صقالا ما وهبته و جلاء لملكته الشعرية فاستملك القول المبين: ملكةً وهوباً ، و علماً كاملاً . و استجمع في حافظته الواعية أحسن ما قال العرب من شعر و نثر ، على مدار العصور المختلفة ...ثم تقلب في وظائف التربية و التعليم ، و بضصَّرَ تلاميذه بمذاهب الأدب الصحيح و الفن الرفيع ، و أفاء على بنيه في العلم من ذوقه البصير ....
لقد كنت أرى أن الأدب العربي لا ينهض بتدريسه على نحو نافع إلا أديب متمكن ذوَّاقة ... و لئن كان ديوان الشاعر الصادق سجل حياته، فإن ديوان الشموع مصدق لهذه القاعدة الفنية القديمة . فإنك تستطيع – في شيء كثير من اليسرو السهولة – أن تعرف الشاعر معرفة وثيقة من خلال ديوانه .... إن الديوان نمط جيد من الشعر ، و هو يجئ في أوانه ، فيطلع نجماً جديداً في سماء الشعر العربي الصحيح بعد أن غامت ، بما أطلقه فيها أولئك الذين يتجافون عن موسيقى الشعر، .... إن الذين ينادون بالتخلص من الوزن و القافية ، أحدهما أو كليهما ، إنما يعبرون عن عجزهم ، قبل أن تكون دعوتهم هذه تطوراً أو تطويراً ... المعادي 2 من مارس 1971) أ.هـ
من شعره:
قصيدة (الأماني الحائرة) عن اللغة العبرية:
لله كم من أمانٍ بتُّ أرقبها *** و لا يحققها دهري و أيامي
تراكمت فهي أكوام مكدسةٌ *** ليستْ تعد بأقلامٍ و أرقامِ
أحدث النفس َ عنها كلَّ آونةٍ *** و ما أدثها في غير أوهامِ
لهفي عليها و قد راحت تقاذفها *** يد المقادير من عامٍ إلي عامِ
ما إن نظرت إليها و هي حائرة *** إلا انثنيت بقلب صارخٍ دامِ
ألا تحقق لي الأيام أمنية ؟ *** حتى أودع أشجاني و آلامي
لكم أجمعها حولي و أندبها *** بكل أنشودة حرى و أنغام
مآرب كضياء الفجر باسمة *** حفت بعاثر جدٍّ غير بسَّامِ
يا حُسنها من أمانٍ لو يحققها *** دهري ، و ما رجعت أضغاث أحلام

قصيدة (شعلة ):
ألقيتني في الحبِّ ثم تركتني *** أذوي و تذبل في الهوى أوراقي
قد كان ظني أن تكوني جنتي *** لا أن تكوني شعلة الإحراق

قصيدة (مطال):
وفيها يعاتب الشاعر الشهير محمود غنيم و كان صديقاً له أورد منها:
يا غنيمُ وعدت بالديوانِ *** و على الوعد قد مضى شهران
لا تقل لي نسيتَ هلْ أنا أنسى؟ *** أنا و العذر كفتا ميزان
يسعُ الجُهدُ سِعرَهُ ، غيرَ أني *** رُمتُ إهداءه لترفعَ شاني.

عبده فايز الزبيدي
13-01-2014, 02:58 PM
الدكتور عبدالله الصالح العثيمين
شاعر سعودي معاصر ،ترجم له الأستاذ الدكتور / ابراهيم خليل العلاف بقوله :
( ... ولد الدكتور العثيمين في عنيزة بالقصيم بالمملكة العربية السعودية سنة 1355هـ ((1936م) .. وتعلم مباديء القراءة والكتابة ، ثم التحق بالتعليم الحكومي (الرسمي) سنة 1370هـ (1950م) ونال شهادة ( المعهد العلمي السعودي ) في مكة سنة 1379هـ (1959م) .. تخرج في قسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1383هـ (1963) . سافر الى المملكة المتحدة ونال شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبرة / اسكتلندا سنة 1972م وكانت أطروحته لتلك الشهادة عن ((الشيخ محمد عبد الوهاب ، حياته وفكره )) . وقد طبعت كما سبق ان قدمنا . وبعد نيله للدكتوراه عين عضوا في هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب ـ جامعة الملك سعود وترقى الى مرتبة أستاذ سنة 1982 . وكان عضوا في مجلس كلية الآداب لثلاث سنوات وعضوا في المجلس العلمي جامعة الملك سعود ممثلا لكلية الآداب اربع سنوات ، كما كان عضوا في اللجنة الاستشارية في وزارة المعارف للتطوير التربوي ، وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق ، وعضو هيئة تحرير مجلة الدارة ، التي تصدرها دارة الملك عبد العزيز في الرياض ، وعضو هيئة تحرير حوليات كلية الآداب التي تصدرها جامعة الكويت سنتين ، ومنذ سنة 1987 وهو الأمين العام لجائزة الملك فيصل ( العالمية) وابتداء من سنة 1999 أصبح عضوا في مجلس الشورى (البرلمان السعودي) ،وقد شارك في عدة مؤتمرات وندوات محلية وإقليمية وعالمية ، كما القى محاضرات عامة وشارك في أمسيات شعرية داخل السعودية وخارجها ...الدكتور العثيمين ، هو شقيق مفتي السعودية الأسبق الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، ومع هذا فان الدكتور عبد الله من خلال معرفتي به كان ذو توجه يساري تقدمي ، وفيما يتصل برؤيته التاريخية ، فانه يؤكد في كتبه ودراساته ومحاضراته على ضرورة الالتزام الصارم بالمنهجية العلمية التاريخية والى شيء من هذا القبيل يشير فيقول :
ان حياد الباحث امر تعتمد عليه جودة البحث بدرجة كبيرة ، وقربه من الموضوع الذي يريد دراسته ، يخوله معرفة كثير من أسرار ما يريد بحثه ، من ناحية اخرى ، قد يؤثر في موقفه ، بقصد او بدون قصد بطريقة تختلف قوة وضعفا من كاتب الى آخر ... ) أ.هـ
و من شعره ما أختار منه:
من قصيدة بعنوان (عودة الغائب) :
و كان كتبها بعد عودته من دراسته في اسكتلندا إلي بلدته عنيزة سنة 1972 م:
طربت ماذا على المشتاق إن طربا *** لما دنت لحظاتٌ نحوهنَّ صبا
أرستْ على مدرج الأمجاد طائرتي *** و موعدي مع أحلامي قد اقتربا
حيث التي أسرتْ قلبي تعانقني *** و تمسحُ الهمَّ عن عينيَّ و التعبا
كم قد مكثتُ بعيدا عن مفاتنها *** أغالبُ السُّهد في اسكتلندَ مغتربا
و كم بعثتُ أناشيدي لأخبرها *** أني على العهد طال الوقتُ أم قَرُبا.


ومن معجم البابطين:
من قصيدة: الأســاطــيـــر حينما كنت صبيا
كنت أصغي للأساطير فأطرب
لم أكن وحدي الذي يصغي فيطرب
كل طفل في بلادي كان مثلي
يسمع الجدة تجترَّ أساطير عجيبة فيصدِّق
كل شيء كانت الجدة تحكيه يصدقْ
الخفافيش التي صارت أسودا
والثعابين التي صارت حمائم
لم تكن تستهدف التضليل بالقول المنمَّق
لم يكن يصدر ما جاءت به عن سوء نية


وتجاوزْتُ سنين العمر من طور لآخر, غير أني
رغم أن الشيب قد بات وشيكا
لم أزل أسمع أحيانا أساطير عجيبة
وحكايات تُردد
لأصدقْ
منذ ما يربو على عشرين عاما
وأنا أصغي لأخبارٍ تُردد
وحكايات غريبة
وادعاء يجعل الباطل حقا ويحيل الظلم عدلا

حدَّثوني
منذ ما يربو على عشرين عاما
أن إسرائيل باطل
فتقدمت إلى الميدان عن حقي أقاتل
غير أني كل مرة
أترك الساحة من غير انتصار .


من قصيدة: شجون وراء الحدود
أمسَى فَأَمّ مرقدهْ
مبتهجاً ما أسعدهْ
يعبّ أقداح الكرى
لذيدة مبرده
لم يكتو بما اكتوت
به عيون مسهده
أو يدرِ ما في يومه
فكيف يستجلى غده ؟
ونعمة الجهل بما
يجري ربيع الأفئده
تطير في أفيائها
راقصة مغرّده
بعيدة عما يدو
ر من رؤى منكِّده
وعن مآسي أمة
أوطانها مستعبده
تموج في ساحاتها
جنودها المجنده
لكنها لا تقتني
إلا سيوفاً مغمده
تجريدها عَزَّ على
أكفّها المقيده
متى انتضى مكبل
بقيده مهنده ؟
والحرف, دنيا الحرف لطـ _
ـفاً (خَلّها ملبّده)
الخوض في شؤونها
مشكلة معقده
ترى وجوهَ بؤسها
بعينك المجرده
رموزها مستغرب
أفكاره مستورده
يعرضها كما أتت
قوالباً مجمَّده
مصونة عما ينا
ل سحرها ممجده
إلى صدور قومه
سهامها مسدده
وكاتب أبوابه
عن الجديد موصده
أحب من تراثه
أبيضه وأسوده
حتى غدا هيمان في
سجونه المؤبده
يجترُّ ما يجترّ من
أقواله المردده
كأنها أدعية
مأثورة وأورده
وشاعر سلاحه
قريحة متّقده
متى أراد حلّقت
بديعة مزغردة
فصاغها أنشودة
يطرب فيها سيده
يمدحه لكنه
يمدح شيكاً (زنَّده)
وهل يهم تاجراً
إلا نموّ الأرصده؟

عبده فايز الزبيدي
13-01-2014, 03:01 PM
محمد الحسن منجد
ترجم له صديقي الشاعر عبدالسلام بن بركات زريق الحموي الشامي في الملتقى الثقافي العربي، في 24- 3- 2011م ،بقوله:
(
- الشاعر محمد الحسن منجد من مواليد حماة 27-12-1935
- خريج دار المعلمين بحمص 1968
- عضو إتحاد الكتاب العرب 1975
- من أساتذته الشيخ المرحوم محمد الحامد والأستاذ الباحث
عبد الرزاق الأصفر وهما من علماء حماة الكبار
- قرأ العروض على يد الشاعر المرحوم محمد عالي الحمراء
المعروف ب (علي دُمَّر)
- معروف في الصحافة الأدبية ب ( الشاعر البركاني )
لجهارة صوته وطبيعة شعره القوي الجزل
- آثاره المطبوعة ....
- صراخ الجحيم 1975 ..... (29) قصيدة
- نداء الرميم 1998 ........ ( 23) قصيدة
- رماد الهشيم 1999 ....... (37) قصيدة
- جراح الصميم 2001 ..... (53) قصيدة
- سهر الشوق 2009 ....... (53) قصيدة
- عنده الكثير من القصائد التي لم تطبع بعد
- لبدايته مع الشعر قصة طريفة أحب أن أسردها هنا ..عام 1948 كان طالباً في المرحلة الإبتدائية
أستاذه في اللغة العربية وأثناء نكبة فلسطين ،طلب موضوعاً إنشائياً عن وعد بلفور المشؤوم ،فكتب الطالب الذي كان يحفظ أكثر القرآن الكريم:

أرض العروبـة يستبيـح ذمـارهـاقـــومٌ تَـخَـطـوا حـرمــةَ الأديـــانِ
جـاؤوا إلـى الأقصـى ذئابـاً كلـهـملا يـعـرفـون كــرامــة الإنــســان
جعلـوا النـذالـة والجهـالـة مهـنـةًبالـقـتـل والتـشـريـد والعـصـيـان
وتـجـاهـلـوا أن الـعـروبــة أمــــةٌأودتْ بعـرش الفـرس والرومـان
شدَّتْ ركاب المجد بل سارتْ بهـاوتسـلَّـحـتْ بـالـحـقِّ والإحــســان
ومشتْ إلى مهد الرسول وأرضهلتـعـيـد فـيــه شـعـائــر الإيــمــانِ
..............................
..............................
..............................
سُحقاً بنـي صهيـون إنَّ لنـا هنـابـيـتــاً أقــيــمَ بــعــزة الـرحــمــن



(هذا ما يحفظه الشاعر منها )
صباح اليوم التالي ....
الأستاذ .. من محمد الحسن منجد ؟
الطالب .. بخوف أنا
الأستاذ .. من كتبَ هذا ؟؟
الطالب .. والله أنا
الأستاذ .. أنت كاذب .. أتستطيع أن تضيف
إلى موضوعك شيئاً ؟؟
الطالب .. نعم
كان الموضوع قصيدةً من 7-8 أبيات أضاف له الشاعر، بعدد أبياتها تقريباً لتكتمل القصيدة إلى خمسة عشر بيتاً ، وهو في المدرسة ... كانت قصيدةً متكاملةً عروضاً، ولغةً ومعنى واجتمع الأساتذة ليهنئوا أنفسهم بولادة شاعرهم الصغير .
والشاعر من طبقة الكبار تربطني به علاقة رائعة .. يتنفس شعراً ..أرى أن شاعريته ترقى إلى شاعرية
عمالقة شعراء سوريا في القرن العشرين (عمر أبو ريشة -نزار قباني - بدوي الجبل ) عاش حياةً بائسة وما يزال ولم يرتقِ إلى درجة معاصريه المذكورين لسببين ..
1 - حالة العوز التي يعيشها والتي جعلته لا يغادر مجتمع حماة الضيق شأنه شأن معاصريه .
2 - إحباطه الذي رافقه من أول أيام عمره فجعله يزهد بكل شيء حتى بعشقه الأبدي (الشعر) حتى أنه لم يطبع نتاجه إلا في السنوات الأخيرة.
و مما أورد له من شعر ما أختاره هُنا:

فمن قصيدة (تشرينُ نصرٌ أحمر)

مشـتِ العصـورُ علـى هُــداكَ تبخـتـرُ*** فـــالأرضُ ريَّـــا والـفـضــاءُ مـعـطَّــرُ
والـنـصــرُ مـعـقــودٌ تــــرِفُّ بــنــودُه*** نـشـوى يداعبُـهـا الـضـيـاءُ فتـسـكـرُ
وبـنــو الـشــآمِ مــواكــبٌ مـوصـولــةٌ***تـهــزا بـوقــعِ الـحـادثــاتِ وتـسـخــرُ
خلـعـوا عـلـى الأيــامِ أثـــوابَ الـسـنـا***وتـصــدَّروا الـتـاريـخَ فــهــوَ مــنــوّرُ
وبَنَـوا صـروحَ المجـدِ مــن أكبـادهـ***مفـبــكــلِّ سـامــقــةٍ دمـــــاءٌ تَــقــطِــرُ
وسنا الجـراحِ يضـيءُ دربَ نضالِه***موالـلـيـلُ عــنــد حــدودِهــم يتـقـهـقـرُ
زرعـوا حقـولَ الـغـارِ فــوقَ ربوعِـنـا*** أَلـقـاً يـشــعُّ عـلــى الـزَّمــانِ فيُـبـهـرُ
وقضـوا علـى وهـجِ النـضـالِ قـوافـلاً *** " تشريـنُ " يـذكـرُ عهـدَهـا ويُـذكِّـرُ
يـا "شـام" حسـبُ الخالديـن دماؤهمْ *** يمـضـي بـهـا سـفـرُ الجِّـهـادِ ويَمـهـرُ .

قصيدة (يأس)
غـداً إذا مــتُّ مــات الـحـزنُ والألــمُ *** فـــلا شـعــورٌ ولا حِـــسٌّ ولا نــــدمُ
حسبي أغادرُ دنيـا النـاسِ مرتضيـاً *** دارَ الـبـقـاءِ فــأهــلاً أيــهــا الــعــدمُ
أمـضــي لـعـالـمِ أرواحٍ تـهـيـمُ بــــه *** روحي .. وتنعـدمُ الأعـرافُ والنُّظُـمُ
فـــلا خـصــامٌ ولا كــــرهٌ ولا مِــقَــةٌ *** ولا رِيـــــاءٌ ولا بــخـــلٌ ولا كــــــرمُ
ولا شـقــاءٌ ولا خـــوفٌ ولا دعــــةٌ *** ولا قـصــورٌ ولا يــــأسٌ ولا هِــمَــمُ
ولا جــمـــالٌ ولا قــبـــحٌ ولا غَــيَـــدٌ *** ولا صــبــيٌّ ولا كــهـــلٌ ولا هـــــرمُ
ولا نـجــومٌ ولا شــمــسٌ ولا قــمــرٌ **** ولا ســمـــاءٌ ولا أرضٌ ولا نَــسَـــمُ
* ** *
لِـــمَ الـحـيـاةُ وعـيـشـي كـلُّــه كَـــدَرٌ *** وفي ضلوعيَ نارُ الصمـتِ تضطـرمُ
والفـقـرُ يـأكـلُ أعـصـابـي يُمـزِّقـنـي *** والسهـدُ يفعـلُ بـي مـا يفعـلُ السقـمُ
ولـي حبيـبٌ يــؤوسٌ مــن مبادلـتـي *** حُـبَّــاً بـحــبٍّ .. ولا حِـــلٌّ ولا حَـــرَمُ
وكـلُّ مـا بيننـا فــي الـحـبِّ مختـلـفٌ *** الخـوفُ يرصدنـا .. والشـك والتُّهـمُ
مـات الـرجـاءُ ولــم أبـلـغْ بــه أمــلاً *** يا حسرةَ القلبِ بعدي سـوفَ ينعـدمُ
يا حسرةَ الشعرِ بعدي كيف يقرضُهُ **** متـيَّـمٌ فــي دجــى العيـنـيـن مكـتـتـمُ
إذا أشـــارتْ لـــه جـنَّــتْ عـواطـفـه *** وأمطـرتـه القـوافـي الـبـكـر تنـتـظـمُ
فينتـشـي الـكـونُ مــن آيـاتِـه طـربـاً *** ويسـكـر اللـحـنُ والأوتـــارُ والـنَّـغـمُ
* ** *
فـإن قضيـتُ فزورونـي علـى جَــدَثٍ *** وابكوا عليَّ ليرضـى المجـدُ والكـرمُ
أنـا الـذي فـي حياتـي كنـتُ أمنحُـكـم *** طيبَ الوفاءِ .. وحولي النـارُ تحتـدمُ
معـلَّـقٌ بخـيـوطِ الـوهــمِ .. مُحـتـكِـمٌ *** إلى الزمانِ .. وبئسَ الحُكمُ والحَكَـمُ
أقتـاتُ مـن صَلَـفِ الأيـامِ فـي حَــذَرٍ *** وأشـربُ اليـأسَ .. والأوهـامَ ألتـهـمُ
وفـي جحيـمِ شعـوري يكـتـوي أمــلٌ *** يُدمي فؤادي .. وخوفَ اللومِ أبتسمُ
وجُـلُّ مـن هــو حـولـي حـاقـدٌ وقــحٌ *** تَـزْوَرُّ عـن نفسـه الأخـلاقُ والقِـيَـمُ
مُعَطَّلُ الحـسِّ .. مغـرورٌ يعيـشُ بـه *** وحـشٌ تصـول بـه الأحـقـادُ والنِّـقَـمُ
وبيـن جَنْبَـيَّ يحـيـا الخـيـرُ مزدهـيـاً ***وفي ضميريَ ينمـو اليـأسُ والسـأمُ
وآفـةُ العـيـشِ أنــي شـاعـرٌ كـرهـتْ ***نفسي الحياةَ .. وغيري جائـعٌ نَهِـمُ

عبده فايز الزبيدي
15-01-2014, 05:24 PM
طاهر زمخشري
هو الشاعر و الكاتب طاهر بن عبدالرحمن زمخشري و يعرف بِـ (بابا طاهر ) ، ولد بمكة في المملكة العربية السعودية 1332هـ ـ 1906م، أنهى الدراسة من مدرسة الفلاح، عمل في مختلف أنشطة الدولة والدوائر الحكومية، بدأ بشؤون الصحافة والطباعة من مصحح إلى مراقب عام، وأشرف على جريدة " أم القرى "، ثم عمل في شؤون الجمارك في وزارة المالية فتقلد سكرتير الديوان وساهم في تنظيم اللوائح والأنظمة الأساسية، ثم شارك في تأسيس الإذاعة السعودية وكان من أوائل الذين عملوا فيها، أحب الطفولة والأطفال, وله مآثر مشهورة في ذلك, يقول: "الأطفال عشقي الأول والنهائي والأخير.. أنا عاشق البراءة وأحلام الطفولة وأمانيها, فالطفولة هي الوطن والحياة..)، فقدم مختلف البرامج الإذاعية والتمثيليات وبرامج الأطفال وكل ما يتعلق بالإنتاج الإذاعي حتى أصبح مراقباً عاماً لها، ثم انشأ أول مجلة سعودية خاصة بالأطفال وكان اسمها "الروضة"، وصدر العدد الأول من هذه المجلة يوم الخميس 14 ربيع الأول 1379 هـ، الموافق 17 سبتمبر 1959م وكانت تطبع في دار الأصفهاني وشركاه للطباعة في جدة، وهي أول مجلة سعودية ثقافية مصورة للأطفال وصدر عددها الأول تحت شعار " مجلة الطفل العربي السعودي " مقدمة نفسها أنها " مجلة ثقافية مصورة .. تصدر تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز وزير المعارف " .
صدرت " الروضة " بغلاف ملون عليه رسومات جذابة للأطفال في 16 صفحة مقاسها 22× 30 سم وثمنها نصف ريال سعودي والاشتراك السنوي فيها قيمته 25 ريالا داخل المملكة ، وقد ضمت المجلة في أعدادها حكايات وألعاب ومعلومات ورسومات تخاطب الطفل وتداعب اهتماماته .
وكانت نصف صفحات " الروضة " ملونة كما ضمت إعلانات تجارية ، وكان كل عدد يضم قصة مصورة بالألوان، وفي كل عدد جزءان من قصتين سرديتين مسلسلتين، كما ضمت صفحاتها الأخرى موضوعات ثقافية مختلفة تناسب عمر الأطفال .

لم تستمر طويلا، و توقفت بعد 27 عدد بتاريخ 1383هـ، كما شارك في إنشاء وتحرير معظم المجلات والجرائد في بلده.
نظم الشعر العمودي والحر ولم يكفه التشجيع الأدبي بل أنفق من جيبه الخاص على كل موهبة فنية تنبأ لها بالمستقبل الواعد، وكان يعتبر كل فنان أو فنانة أو مثقف تربطه به أواصر الصداقة إلا ويكون الترجمان له والمحامي الذي لا يكل ولا يمل، صارع الأيام وصارعته وصارع المرض حتى صرعه ولم يشك ولم يهن ولم يغصب ولم ييأس, والزمخشري شاعر وجداني, بل أبرز شعراء الوجدان في المملكة بشهادة النقاد, أصدر طاهر ديوانه الأول " أحلام الربيع" 1946م، وكان أول ديوان يصدر في السعودية بعد فترة طويلة من غياب المطبوعات عنها وعن منطقة الخليج، وترك بعد رحلته الشعرية الطويلة مجموعة مؤلفات ودواوين وترك اثنين وعشرين ديواناً شعرياً, ومئات القصائد الشعرية المنشورة في الدوريات, وكتب عنه وعن آثاره عدة دراسات وأبحاث.

من أعماله:
1. أحلام الربيع 1946م، الديوان الأول.
2. أنفاس الربيع.
3. أصداء الربيع.
4. أغاريد الصحراء.
5. على الضفاف.
6. ألحان مغترب.
7. لبيك.
8. أحلام.
9. ورمضان كريم.
10. عبير الذكريات.
11. من الخيام.
12. بكاء الزهر.
13. أوراق الزهر.
14. أصداء الرابية.
15. مع الأصيل، مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية.
16. العين بحر، بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين.
17. ليالي ابن الرومي، دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره.
18. حبيبي على القمر.
قبل حصوله على جائزة الدولة التقديرية 1983م عاش الزمخشري حياة المعاناة والبؤس والغربة وأقام طويلاً في مصر، ثم انتقل بعدها إلى تونس حيث كرمته الحكومة التونسية ومنحته وساما رفيعا، وتوفي هناك 1407هـ ـ20 يوليو 1987، كابد مرضاً قدمه لنا صورةً من المعاناة والمصابرة، لم يسلمه بؤسه فيها إلى يأس، وإنما إلى يقين بأن الحياة قدر، وأن الحي اقتدار لا يرقى إلى درجة القدر، وإنما يتعامل معه بالصبر.. والإيمان، فلكل إنسان مهمة حياتية ينجح فيها وقد يفشل.. وكلٌ ميسر لما خلق له.
كان الزمخشري أحد الذين حملوا مشعل تجديد الرسالة الفكرية في الجزيرة العربية، ونجح في إخراج الشعر السعودي من دائرة المحلية وأطلقه إلى مصر ولبنان وسوريا والعراق ثم إلى المغرب.
كتب عبدالله حمد القرعاوي في رثاء الزمخشري الأبيات الشعرية التالية:
بسمة كنت في قلوب الحزانى
كيف أصبحت دمعة في القلوب
عشت للحب والوفاء شراعاً
ترتخي في ذراه كل الخطوب
وتعلمت من دموع اليتامى
كيف تأسو مشاعر المكروب
صاغك الله رقة وحناناً
وحنيناً على شفاه الحبيب
فتلفعت بالعذوبة شعراً
وترنمت بالنشيد الطروب.

جوائزه:
حصول على جائزة الدولة السعودية التقديرية في الأدب 1404هـ ـ 1983.
كرمته الحكومة التونسية بمنحه وساما رفيعا.
نماذج من شعره:
قصيدته «إلى المروتين» نشرت في عام 1377هـ :
أهيم بروحي على الرابيه *** وعند المطاف وفي المـــروتين

وأهفو إلى ذكر غــاليه *** لدى البيت والخيف والأخشبين

فيهدر دمعي بآمـــاقيه *** ويجري لظــاه على الوجنتين

ويصرخ شوقي بأعمـاقيه *** فأرسـل من مقلتي دمــعتين

أهيــم وعبر المدى معبد *** يعلـــــق في بابه النيرين

فإن طاف في جوفه مسهد *** وألقى على سجـــفه نظرتين

تــراءى له شفق مجهد *** يواري سنـــا الفجر في بردتين

وليس له بالشجـا مولد *** لمغترب غــــــائر المقلتين

أهيم وقلبي دقـــاته *** يطـير اشـتياقاً إلى المسجــدين

وصدري يضج بآهــاته *** فيسري صداه على الضــفتين

على النيل يقضي سويعاته *** يناغي الوجوم بسـمع وعــين

وخضر الروابي لأنــاته *** تردد من شـجوه زفـــرتين

أهيم وحولي كؤوس المنى *** تقطر في شفتــــي رشفتين

فأحسب أني احتسبت الهنا *** لأسكب من عـــذبه غنوتين

إذا بي أليف الجوى والضنى *** أصاول في غـــربتي شقوتين

شقاء التياعي بخضر الربى *** وشقوة سهم رمــــاني ببين

أهيـم وفي خاطري التائه *** رؤى بلد مشرق الجـــانبين

يطـــوف خيالي بأنحائه *** ليقطع فيه ولو خطـــوتين

أمـــرغ خدي ببطحائه *** وألمس منه الثرى باليــدين

وألقـــي الرحال بأفيائه *** وأطبع في أرضـــه قبلتين

أهيم وللطـــير في غصنه *** نواح يزغرد في المســمعين

فيشدو الفــؤاد على لحنه *** ورجع الصدى يملأ الخافقـين

فتجري البــوادر من مزنه *** وتبقي على طرفه عــبرتين

تعيد النشــــيد إلى أذنه *** حنيناً وشوقاً إلى المــروتين
قصيدة "الموعد المنتظر":
حديث عينيكِ قد أفضى به الخَفَرُ لما تأوَّد في أعطافك الخَفَرُ
يا منية النفس قد طاف المراح بنا فراح ينشر من أفراحنا السمر
فبادليني الهوى فالبحر موجته عنا تُحدِّث لا ما ينقل الخبر
وفي الشواطئ للأصداء هينمةٌ يضمها في شُفوفِ الفتنة السَّحَر
والليل أغفى فأرخى من غدائره سودًا تهادى على أطرافها العمر
والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا الحب صدَّاحه والخافق الوتر
وإن أحلامنا في الشط غافية وفي الحنايا لهيب الشوق يستعر
والذكريات رؤاها كلما هتفتْ بنا استراحت إلى آمالنا الصور
فيا طيوف المنى.. فاض الحنين بنا وزادنا شجنًا أن النوى قدر
ولا نزال على الأثباج من لهب يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر

قصيدة "في الأصيل":
أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا
وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانةٌ تجيد المزاحا
غادةٌ .. زانها التورُّدُ في الخدِّ وناغت بالعطر منه الإقاحا
أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا
وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا
وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا
جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا
عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن، وعن خافق سَبَتْه فناحا
وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا، أذابت في رجْعها الأرواحا
قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا
****
أقبلتْ في الأصيل، والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا
فإذا بالصباح يضحك بالإسفار، والليل قد غفا واستراحا
عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا
في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا
والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا
والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا
واللقاءُ المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا
لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا
وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يُتاحا
فنذوق الهوى ، وننعم بالنجوى وبالصفو نُترعُ الأقداحا
****
قال عنه د.عبدالله باقازي في جريدة الرياض، في العدد (13492)، 25 ربيع الآخر 1426هـ:
)أبرز الشعراء عفوية الأستاذ الشاعر طاهر زمخشري.. لا زالت جملته الشهيرة: «أنا كومة الفحم السوداء.. تلبس الثياب البيضاء، وتقول: «أشعاراً: حمراء وصفراء وخضراء».. لا زالت هذه الجملة ترن في الآذان تذكر بفنان عفوي بسيط منفتح على بهجة الدنيا، يشرع نوافذ الأمل نحو ساحات الحياة الواسعة.. ويجعل من الحياة بسمة عريضة من التفاؤل!
عندما كتبت كتابي: «مظاهر في شعر طاهر زمخشري» عام 1408ه الموافق 1988م، كان طاهر زمخشري قد مات.. وقبل ان اكتب الكتاب وأشرع في تأليفه.. هزني شعر الزمخشري.. في كل الفنون التي قال فيها: كان مبدعاً من نوع خاص.. كان شعره الرثائي في أبيه.. وأمه.. وزوجته من أجمل شعر المراثي من الشعر السعودي الحديث بل العربي بعامة.
وقد اعتمدت قصيدة: «إلى المروتين» أنموذجاً شعرياً تحققت من خلاله كل المظاهر الشعرية في شعر.. كانت قصيدة «إلى المروتين» - في رأيي - هي قصيدة الاغتراب ومحاولة الوصول إلى «التوازن النفسي» في رحلة الاغتراب المرضية.. كانت الدلالات الثنائية ا لتي تفوقت على الدلالات المفردة تؤمي إلى محاولة «التوازن» التي كان الزمخشري يقوم بها.. ونشرت القصيدة في عام 1377ه وطنها الموسيقار: طارق عبدالحكيم بلحن شجي بعد ذلك، لعل ذلك اللحن من مقام «البياتي» فهو المقام الذي يفعل فعلته التأثيرية في المتلقى، ولعله من «السيكا» أو من الراست. المهم ان الموسيقار طارق قد أخذنا في لحنه إلى عوالم الزمخشري الخزينة.. من الوحدة والاغتراب:
- أهيم وقلبي بدقاته - يطير اشتياقاً إلى المسجدين
- وصدري يضج بآهاته - فيسري صداها على الضفتين.
- على النيل يقضي سويعاته - يناغي النجوم بسمع وعين
- وخضر الروابي لآناته - تردد من شجوه زفرتين.
لكن ما لفت نظري في شخصية الزمخشري - فضلاً عما سبق - جانب «الطفولة» فكل ما في هذا الشاعر يوحي بالطفولة الكامنة والتي تعبر عن نفسها في كثير من الحالات.
من جوانب هذه الطفولة الإنسانية.. تقديم الأستاذ طاهر زمخشري لأول برنامج إذاعي سعودي عن الأطفال عام 1369ه ابان بداية الإذاعة السعودية بجبل هندي بمكة المكرمة.
ومن جوانبها: إصداره لأول مجلة للطفل السعودي عام 1379ه بعنوان: «الروضة».. ولعل لفظة الروضة بعفويتها الدالة على الطبيعة البكر النقية هي التي أغرت الزمخشري بهذا العنوان وبعنوان البرنامج المسائي الذي قدمه طويلاً في الإذاعة بعنوان: «روضة المساء».
ومن جوانب الطفولة - أيضاً - تخصص ابنه «فؤاد» في «طب الأطفال»!
ومن مظاهرها صوته الطفولي عندما يتكلم هذا الصوت الذي جعل أحد زملائه في فترة نهاية السبعينات الهجرية في حدود 1378- 1379ه يقترح ان يقدم الزمخشري برنامج: «المرأة» - في الإذاعة - حيث لا نساء يقدمن - وكان صوت الأستاذ الزمخشري في عفوية وتلقائية ينطلق باستهلاله المعهود: «سيدتي.. ربة البيت»!
.. إنها الطفولة الكامنة في أعماق شاعر كبير.. ورمز من رموز الشعر السعودي المعاصر.. أسهم إعلامياً.. إذاعة.. وصحافة وفنياً.. شاعراً مزدوج العطاء.. بين الفصحى والعامية.. وراعياً للفن والفنانين.. وأبرزهم محمد عبده.
و من الجميل أن نختم هذه الترجمة بهذه القصيدة الفاخرة:
تقسوعلي بلاذنب أتيت به*** وماتبرمت لكن خانني النغمُ
أعاده شجنٌ باح الأنين به *** فهل يلام محبٌّ حاله العدم
حسبي من الحب أني بالوفاء له*** أمشي وأحمل جرحٌ ليس يلتئم
وماشكوت لأني إن ظلمت فكم قبلي من الناس في شرع الهوا ظلموا
أبكي وأضحكـ والحالات واحدة*** أطوي عليها فؤادن شفه الألم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة*** فالدمع في زحمه الالام يبتسم
وفي الجوانح خفاق متى عصفتْ*** به الشجون تلوى وهو مضطرم
فاظلمْ كما شئتَ لا أرجوك مرحمةً ***إنَّا إلي الله يوم الحشـر نحتكـم.

عبده فايز الزبيدي
15-01-2014, 05:25 PM
محمد بن بلغيث الجلبي
الشاعر و الكاتب الأديب الأريب ، من مواليد عام 1365 للهجرة ،الموافق 1945 للميلاد ، في بلدة القوز الواقعة جنوب القتفذة حاضرة المحافظة في عصرنا،
كان حدثني يوماً في منزله و في صحبتي الشاعر محمد بن أحمد المرحبي المعروف بـ (خريْص) أن من تولى تربيته و تعليمه أبوه ، و هو شديد التعظيم له ومن هذا قوله: ( كان والدي _يرحمه الله _ أحد الرجال الذين خدموا في سلك التعليم ، بل ومن المؤسسين فهو من أسس مدرسة الحبيل الإبتدائية وكان مقرها المسجد الجامع ، فكان يعمل معلماً ومديرَ مدرسة
وفراشاً، استطاع إقناع أولياء الامور بالسماح لإبنائهم بدخول المدرسة ، رغم معارضتهم لتعليمهم ... )، ثم التحق بالتعليم النظامي و تخرج معلما ً للمرحلة الابتدائية من معهد القنفذة بدرجة دبلوم المعلمين ..... و الجلبي شاعرٌ يجيد كلَّ فنون الشعر من فصيح و نبطي و عامي و كسرات ...... له جهود كبيرة في نشر الثقافة الشعرية في محافظتنا و الحفلات المدرسية و الأمسيات الأدبية خير شاهد ، له أعمال كثير ة، و لم أقف له على ديوان مطبوعٍ حتى الساعة ، غير أن أشعاره مشهورة و منها:
قصيدة (اعتذار):
يا أيها الشعر إني جئت معترفاً = أن المتاعب لا تنفــــــــــــــك تأتيني

أعاتب النفس عن ما خطه قلمي = وما كتبت قديـــــــــماً في دواويني

فإن أسأت بلا قصدٍ على أحدٍ = فاغفرْ أَياربُّ قبل المــــــوت يطويني

فالعذر من كلِّ شخصٍ ناله قلمي = ســألت ربي لدرب الخـير يهديني

قصيدة (هنا وطني)، و كان نشرها في 23 - 3- 2011 م بمناسبة عودة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رحلة علاجية:
حنَت لك الدار واشتاقت لعودتكم= وترجم الشوقَ دمعٌ خُطَ بالوجنِ

وذي الربوع بلقياكم قد ابتهجت= وطائر السعد قد غنى على فنن

قد أسعد الشعب يامولاي مقدمكم = لحن البشائر قد أصغت له أُ ذني

ياسيد العُرْب من بدوٍ وحاضرةٍ = فأ نت فينا مكان الروح في البـــــــــــد ن

ما ضرنا ما يُثارُ اليوم من كـــذ بٍ =من عُصْبةٍ عُـــــر فو بالشر والفتن

أما درو أننا اخترناك قائدنا = الـــــــــكل رددها في السر والعلن

أما درو أننا دون الحمى أُسُدٌ =أرواحنا دونه تُهدى بلا ثمن

وكلنا دونكم جُندٌ وأفئدةٌ= وحبكم قد رضعناه مع اللبن

يا من بذلت ولم تمنن على أحدٍ = فكفك الجود لم تبخل ولم تهن

قد عُدت يا أملاً نهفو لطلعته= يادار هذا إمام الشعب فاحتضني

جعلت يا سيدي عيناً لكم وطناً = وقد كتبت على الأ خرى هنا وطني.

قصيدة (متى ذا الجرح يندملُ)
رثى بها صديقه الأستاذ/ أحمد بن بِلْقَاسم الشريف في 9-2-2012م:

بكت عليك أبا بلقاسم ٍ مُقلُ=وكلُّ جسم براه الحزن والعللُ

يامن رحلت عن الدنيا وزخرفها=مصا بنا ياأ خي في فقدكم جلل

تركت في القلب جرحاً لادواء له= فكم سأ لت متى ذا الجرح يندمل؟

تركت في النفس آ لاماً مبرحةً=عنا السعادة والأفراح قد رحلوا

وفقد شخصك أيم الله أحزننا= ولا مردَ لأ مرٍ إن دنا الأجل

فيك المروءة والأ خلاق نعرفها= لكم دعوت الى الفردوس تنتقل

من للمدارس والتعليم غيركمو= قد كنت با لأ مس للأ عباء تحتمل

حققت أعطيت كم أذكيت مجتهداً=حتى غدت جذوة التعليم تشتعل

قد كان فقدك بين الصَحْب صاعقة= حلت علينا فناء السهل والجبل

حتى ابتسا متنا من بعدكم ذبلت= أ صاب أ فراحنا من بعدك الشلل

مجا لس الصحب أ مست شبه خاويةٍ= والأرض يبكيك منها السهل والجبل

ومدمع العين أمسى لايفارقها= كأ ن أ عيننا بالدمع تكتحل

كلٌ له موعد لابد يدركه= وما على ظهرها لا شــــــــــك مرتحل

فالكل يسعى لآ مال يحققها = والموت حقٌ وعنه الناس قد غفلوا

فإ ن رحلت ففي الأ حداق منزلكم = منا القلوب الى الرحمن تبتهل

أ ن يجعل الله في الفردوس منزلكم= فيها المقام ويكسو جسمك الحلل

فإ ن أ طلتُ فما أ وفا كمو كلمي= كلا ولا أ نصفت أفعالك الجُمَل

لكن دعونا لك الرحمن مغفرةً= ما سار بالليل في كُنْه الدجى زحل

قصيدة (رجال المكارم)، نشرها بتأريخ 4-12- 2008 م،و رثى بها الشيخ أحمد بن عبدالكريم الناشري :
ربي إليك رفعت كفي ضارعاً=فأليك يا رحمن ينساب الندا
يا من رأيت النمل في غسق الدجى=وبعثت بالدين الحنيف محمداً
يا من بفضلك ذي الخلائق سبحت=أنت القدير بان تجل وتحمدا
ارحم فقيداً قد بكته قلوبنا=الباسط الكف الندية أحمدا
شيخ تسامى في البرايا جوده=في قومه كان الكريم السيدا
نبع المكارم والفضائل والتقى=فكأنه في الناس توأمه الندى
فهو الربيع بجوده وعطائه=عمَّ السواحل والسهول وأنجدا
ما مات من غنى الزمان بفعله=وبنى حصوناً للوفاء وشيدا
ما مات من كانت كذاك صفاته=شيخ بكل المكرمات تفَّردا
تأبى البشاشة أن تفارق ثغره=شهم على نبل الصفات تعوَّدا
فإذا الخطوب على الجميع تكالبت=يأتيك كالبدر المنير إذا بدا
وإذا القبيلة بالخصام تمزقت=جمع القلوب مقارباً ومسددا
فيسد أبواب الشقاق بحكمة=ويرد بالعقل اللبيب من اعتدا
فبكت تنومة والنماص لفقده=ونعاه ثربانُُ وجاوبه شدا
بل كل دار قد بكته بحرقةٍ=بصفاته ناح الحمام وغردا
لو أن أفعال الرجال مراتبُُ=لوجدته بين الجميع المبتدا
أو أن أرواح الخلائق تُفتدى=لرأيت أفواجاً تهب إلى الفدا
لكن هذا في الحياة مآلنا=ولكل نفس موعد قد حددا
تاللهِ ما قلت القصيد تملقاً=أو مستليناً جانباً متوددا
لكن أفعال العظام بموتهم=لا بد أن تروى كذا ،وتُخَّلدا .

و الجلبي فيه صفة ظاهرة لا تخطئها عين البصيرة ألا و هي الوفاء ،فهو شديد التعلق بمن يعرفهم و كما قرأت فقد كان يمدح و يرثي من حوله محبة و زلفى للقربى و الصديق، و من هذا قوله في أبيه:
تذكرني تلك السنون احبة = لهم في حنايا القلب نهر من الحب
أيا موطن الأحباب هيجت خافقي = فكم فيك لي اهل وكم فيك من صحبي
فلو طلب الغالي من الحب بعضه =للقلت فداك الروح فانزل على الرحب
لقد شاطر القوَزَ الحبيل ُ محبتي = فكان لكل منهما النصف من قلبي
فما زال حبل الود يمتد بيننا =ويقوى مع الايام في البعد والقرب
ففي دوحة التعليم ذكرى لوالدي = فاوصى بها خير وقال اسلكوا دربي
حباها من الاخلاص حنى كأنه = يهيم بمن يهواه كالعاشق الصب
وكان لهم في نهجه خير قدوة = سقاهم رحيق العلم من مورد عذب
فكم انجبت في ساحة العلم انجما = فكانو بفخر في دجى الليل كالشهب
إذا ذُكرالتعليمُ فاضت عيونُهم = وقالوا أيا رباه فلترحمِ الجَلْبِي

و يروي لنا في قصيدته (عتاب الأرض) عتْب بلدته القَـوْزِ عليه، و منها :

مهوى الفؤاد رنت اليَ وعاتبت=ما كنت احسب شاعري ينساني
لم تذكراسمي في قصيدك مرة=هل ما أرى ضرب من العصيان؟
أنسيت اني قد رعيتك يافعا=بل نلت كل محبتي وحناني ...
إلي أن يقول:
قالت كفاك القول عن عصرٍ مضى=والآ ن لوحدثت كيف تراني ؟
فأجبت وجه مشرق قد زانه=هذا البهاء وروعة العمران
يا (القَوزُ) أنت قصيدةٌ قد صغتها=بيراع أشواقي وحبرِ بياني
يا(القَوزُ) أنت اللحن إن أرسلته=رقصتْ على نغماته أوزاني
أنت التي أيقضت فيَ مشاعري=بل أنت نبضٌ مَهْده شرياني .

و بالجملة فله عندي ودٌّ كبير، و لي عنده مثله ، و للجلبي أيادٍ بيض أقلها حفظه غيبتي بكلِّ جميل من الثناء، و ما وصلني من أفواهِ الناس من رواحل حديثه ،لا يقل عن تجارة قريش لأهل قريشٍ ،إن يمَّنت جاءت لي بالطيب من الثناء، و إن شآمت أهدتني أفخر ما أتزيَّ به من الكلام الموشى بالتقدير، و قد حاولت ردَّ بعض ما يجب له من التقدير فقلت فيه :

بئرٌ معطلةٌ و حوضٌ دارسٌ
هَجَرَ الدلاء أساورٌ و بنانُ

مأثورةٌ ترك الندوبَ بجيدها
أثَرُ الرشاءِ بحيثُ قام حِسَانُ

من كرِّ مكرِ الغانيات بصخرها
فاسلم بنفسك أيُّها الإنسانُ

دمنٌ دواثرُ و المغانيَ أقفرتْ
صمُّ المعاهد خانها الخلان

إني تذكرت الهوى و زمانها
فتحدرت فوق اللجين جمانُ

النفسُ تمرض و الجسوم صحيحة
مرضُ النفوس توهمٌ و ذهانُ

طبُ النفوس عناق صبٍّ هاجرٍّ
طب الجسوم مشارب و دهانُ

تتأنق اللفظ الجميل لردها
يُشجيْك منها لؤلؤٌ مرجانُ

جمع الجمال فنونه في دُميةٍ
لو شئتُ قلت بأنها أشجانُ

فمن الجمال وسامةٌ و قسامةٌ
و من الجمال مقالةٌ و لسانُ

اللوذعيُّ إذا تحدث في الورى
قلتَ :المحدثُ للورى سَحْبَانُ

و إذا تتبع عازباً في شاردٍ
في الشِّعر قلت َ كأَنَّما حسانُ

متمدِّنٌ في الفكر إلإ أنَّه
يهدِيه آيٌ محكمٌ و أَذان

منْ معْشر الجود الذين همُ إذا
ظَلمَ الزمانُ على الزمانِ أعانوا


أهلٌ لميسرةٍ و دارُ مَسرَّةٍ
يلقاك فيه بشاشةٌ و خِوانُ

فهمُ البَرآءُ من النَّقيصةِ كلِّها
و همُ لهامةِ عصرنا تيجانُ


قَفْوِ المكارمِ بالمكارمِ دأْبُه
ولكلِّ جودٍ عنده إبَّانُ

فعطاؤكم ماءٌ لبارقةٍ إذا
مسَّ البسيطةَ ماستِ الأغصانُ

لكأنما أنت السحاب بسحِّه
و كأنَّ أنت و قطرنا صنوانُ

مبثوثُ خيرك لا ينامُ سحابه
تغفوا الأنام و جودكم يقظانُ

حاز المكارم فارسٌ أو شاعرٌ
ما المجدُ إلا صارمٌ و بيانُ

قد شاع ذكرك بالحجاز و رنَّمتْ
بعد العراقِ بصيتكم لبنان

ما أنت إمعةٌ يقول لقائلٍ
معكمْ أنا ! فيقوده شيطانُ

لا بلْ وُزعتَ على الفضيلة فطرة
و لأنت في سننِ الهدى سلطانُ

قد فتُّ في صنع القريض مراكضاً
فإذا المُحاول ظالعٌ حسرانُ

و بدعتُ معنىً في القريض مجدداً
فمشى بقوديَ إنسهم ْ و الجَان

لوددت أنّيَ بالقريض وفيتكم
حقاً فتشرفُ حينها أوزانُ

ما زلتُ ألْهَج ُ بالثناء عليكم
حتَّى تطبَّعَ بالثّناء لسانُ

آهٍ لحبِّك يا محمد ُ! إنه
أضحى صريحَ عدوّه الكتمان.

عبده فايز الزبيدي
15-01-2014, 05:26 PM
محمد سنده البدوي
هوأبو عبدالرحمن محمد بن علي بن سنده البدوي ،من مواليد عام 1392 هـ بقرية الصُّفة الكائنة بوادي حلي بن يعقوب المذكور في رحلة ابن بطوطة جنوب مدينة القنفذة بقرابة السبعين كيلا ، و الراحل عنها في يتأريخ 26 - 5 - 1425 هـ، و عمره ثلاث و ثلاثون سنة تاركاً أدباً ملتزما و متميزا ، في مجالي القصة و المسرح. تلقى تعليهم النظامي إلي شهادة الثانوية العامة ببلدته الصفة ثم انتقل إلي أبها في عام 1412 هت ؛ ليأخذ تعليمه الجامعي فالتحق بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم ما لبث أن حوَّل إلي قسم اللغة العربية ليتخرج فيها عام 1419 هـ.النحق أثناء تواجده بمدينة أبها بجمعية الثقافة و الفنون و حصل على عضويتها و كان أمله أن يصبح ممثلاً مشهورا و أنا أعرفُ ما يمتلكه من موهبة التمثيل خاصة الجانب الكوميدي(الهزلي) ، و لكن كان القدر يعدُّه لما هو أكبر من هذا الحلم، ففوزه بجائزة المفتاحة للقصة القصيرة و هي جائزة الأمير خالد الفيصل _أمير مكة حاليا _ و كان حينها أميرا لأبها ، قد غير مجرى حياته تماماً .
سخر حياته و فكره لفن الكتابة من قصة قصيرة و مسرحيات ذات الفصل الواحد و قصص للأطفال ، استحق بها الإشارة له بالحب بالقلوب قبل البنان و حصد التكريم و معه اللجوائز و منها:
- جائزة أبها في القصة القصيرة لثلاث سنوات .
- جائزة جمعية حائل الثقافية في القصة لسنتين متتاليتين .
- جائزة نادي المنطقة الشرقية في القصة القصيرة .
- جائزة نادي جازان، مناصفة ، عام 1418 هـ ، في قصص الأطفال عن مجموعة " حكايات البحر الأحمر" .
- جائزة نادي تبوك في قصص الأطفال عن مجموعة " الشمس تأكل الرجال".
- جائزة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مسرح الطفل عن مسرحية " بائع الحطب" .
-اختارته جريدة الجزيرة عام 1418 هـ كثاني أفضل قلم في مجال القصة القصيرة.
من أعماله:
- (سيفان و نخلة) مجموعة قصصية .
-(شجاعة نخلة) قصة للأطفال.
-(بائع الكلام) مسرحيات قصيرة .
-(البيت الكبير) مسرحية نال بها جائزة جامعة الإمام محمد بنسعود فرع الجنوب.

و قد أبنه بكل خير عند وفاته كلَّ من عرفه و عاشره و من هذا ما قاله أبو سلمان الدكتور ياسين الغانمي مدير جمعية تحفيظ القران الكريم بـ (حلي بن يعقوب) :
(مات يوم الجمعة وهو يقرأ القرآن _ كما أخبر مرافقوه عند موته _
وأقسم بالله العظيم أيمانا مغلظة لا أحنث فيها أبدا، والله على ما أقول شهيد
أنني عندما أتيتُ إلى وداعه بعد غسله في مغسلة الراجحي، أن وجهه كان يشعُّ نوراً ، و أنَّ لون وجهه كان على غير العادة ، إذا أنه تحول إلى اللون الأبيض مع أن بشرته كما هو معلوم لونها أسمر، فهنيئا له هذه الخاتمة، وهكذا هي خاتمة الصالحين ، نحسبه منهم والله حسيبنا وحسيبه، ولا نزكي على الله أحدا .)

و وصلني أن الأستاذ/ عفاف الدويش نالت درجة الماجستير في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية في رسالتها (البناء الفني في النص المسرحي لمحمد البدوي). رحمه الله تعالى!

عبده فايز الزبيدي
15-01-2014, 05:28 PM
السيد سالم

هو الطبيب الإستشاري / السيد عبد الله عبد الغني أحمد ، من مواليد المُنُوفية - مصر في فبراير عام 1966 م ، حصل على الثانوية العامة من مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية، ثم حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب في جامعة المنوفية . حصل على ماجستير الأمراض الصدرية من كلية الطب في جامعة بنها.
شارك في الكثير من الندوات الأدبية والشعرية والملتقيات الأدبية حتى عام 1992 م ، قاطع الحياة الأدبية والثقافية من عام 1992 ؛وذلك إحباطا لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم العربي.
بدأ في التواصل الأدبي مرة أخرى في عام 2011 مع بداية ربيع الثورات العربية.
تعرفتُ على هذا الشاعر المصري الجميل في منتديات مجلة أقلام و منتديات تجمع شعراء بلا حدود، و توثقت عرى الصداقة هناك من خلال الحرف الشعري ، و من جميل ما يكتب:
1. قصيدة (القميص).
وَخَبّأَتنِي فِي القَمِيِصِ ثمّ رَاحَت
تُبَادِلُ الأَيّامَ فِي أَلحَانِها
وتَقِيسُ بُعدَ نَخلةٍ مِن شَهدِهَا
هي مَن أَفََاضَ النّهرُ فوقَ جَبِينها
وعَانَقتْ شَمْسَ المَغِيبِ
ووطّنَتْ أهْدَابَها أهدَابَنا
قَصِيْداً مِنْ حَنَانِ المُلْهَمِين
أَلاأيّها الشَادِي
لَقَد خَبّأَتنِي فِي الغَامِضِ الورديّ مِن أوراقِها
وَبَاغتت حُلمِي بوردةٍ فِي أفنانِها
ومِن ثمّ غَفَتْ فِي لحْظةِ افْتِتَانِها
وصَافِيهْ
صَبَاحُ الخيرِ مولاتِي: ها هُنا أنت
ها هُنا أملاكِي
فَلا تقيسي الصبحَ بالمسا
وَلا تقيسي عُمرَنا الذي انْقَضَى
بعمري الذي آتِي
أنا شمسٌ للمغيبِ
و أنتِ وردُك الآتِي
فضاءٌ يَحْكُمُ الفَضَا.


2. قصيدة (أرق المنسرح).
أرق المنسرح
أمستْ على نارٍ من جوى العَتَبِ = هيمانةً تَشكِي أنّةَ الحِقَبِ
بين الأسى والدّمعِ المُراقِ شذًا = تَمشِي شُجونٌ من حاقدِ الرّيَبِ
كاللّيلِ مَعقودٌ فِيها كاحلُها = جَمرٌ ، حَرِيقٌ مِنْ هَامِسِ الكُتُبِ
في فَرْشِها دقّ النّجْمُ لَحنَ غَرَا = مٍ كانَ مِن حلمٍ ساكنِ الخَرِبِ
يَأتِي على مَهْلٍ كَاتِباً أرَقاً = في جَفنِ رقراقِ الدّربِ مُلْتَهِبِ
مَا بينَ جنبٍ والجنبِ غانيةٌ = تَقضي ليالي في حُضنِ منْ رَهَبِ
في عرشِها كالمَسْحُورِ يَأكلُها = وِسْوَاسُ هجرٍ كَانتْ على النّهَبِ
في خافقٍ مِن ترتيلِ هاجرُها = كانَ الأسى يسقِيها بلا أدبِ
ذُوْ غُصّةٍ يَروِي من مِرَارِ شَرَا = بٍ عَاشِقاً ظلّ العُمرَ في نَصَبِ
أرخى سدُولَ الهمِّ الّتي بِشقَا = ءٍ جاوَزَتْ عاتٍ حَالِفَ الكَذِبِ
هذي شَئوني في بحرِ مُنْسَرِحٍ = أعيتْ على بيتٍ راجِزَ العَرَبِ
إنْ جَاءَ يَطويْها أثقلتْ عليّ = يَ الشّعْرَ باءاً طَارتْ على الهَرَبِ
إنْ كُنتُ أزجيها في الغرامِ فَرَوْ = ضٌ بنتُ أشعارِي جئتُ بالعَجَبِ
إنْ كُنتُ أنْساهُ ، البّحرُ يَطلُبُنِي = والبّحرُ ممسُوسٌ جَدّ في طَلَبِي

عبده فايز الزبيدي
15-01-2014, 05:29 PM
حسن بن بلقاسم
هو الأستاذ حسن بن بلقاسم بن جابر الغبيشي، شاعر سعودي ، من مواليد قرية السلامة بمركز وادي حلي بن يعقوب بمحافظة القنفذة
في عام 1393هـ، فهو من لداتي، حصل على الشهادة الابتدائية في عام 1405هـ و الشهادة المتوسطة عام 1409 هـ في مدارس السلامة،
و حصل على الشهادة الثانوية العامة في عام 1411هـ،تخرج في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في اللغة العربية عام 1417 هـ، يعمل معلماً بمتوسطة و ثانوية السلامة .
له شعر يميل فيه إلي الشعر الرومانسي الجميل من أعماله:

1. قصيدة (اعترافات عاشق):
نعــم أهــــــواكَ يــــــاأملي = نـعــــم أهــــــواكَ مـــن زمــــنِ
فــــــــمـنـذُ ولادة التاريخ = مــــنــــذُ نــــعــــومــة البــــدنِ
جـــعلـــتـُكَ نــغـــــمـة تســــري= إلـــى الأعــــــمـــاق تسحـرنــي
جـــعلــتــُكَ بـــلسمـــــاً يشــفــي = مــُصـــابَ السهدِ والشجنِ
جــعلـــتُـكَ بـين أنـــســــجــتـــي = وفــــي صـــحــوي وفـي وسني
فحــبــكَ بــــات يحـــضـــنـــنــي = يُـــشــتــتــنـــي.. يــــُلـمـلــمـنـي
وحــبـكَ صـــارَ يــنــبـــــوعـــــاً = عــلــيــــه الـــنـــــاسُ تـحسـدني
وحــبـكَ يــــــارفــيـــقَ الــقـــلبِ = يـــاعــــشـــقـــاً يـُــزلــــزلـــنــي
أريـــــجٌ بــــــاتَ يــغـــمــــرنـــي = أريجٌ كــــــم يــــُعـــــطـــــــــرنـ ي
أريــجٌ طــــــاهـــــــرٌ عـــبـــــقٌ = أريجٌ غــــــالــــــي الـــثــــمــــنِ
حنيــنٌ يـُـمــــزجُ الـــــوجــــدانَ = بـــالأفــــــــراحِ والـــــحَـــــــزن
جنــونٌ يـُـقـــلــبُ الأنــــفـــــاسَ = يُــــدنـــيــــنــي.. ويـــبــعــدنــي
وحبــكَ ياصــــديـقَ الـــــبـــوحِ = والكــــــلـــمــــــاتِ واللّــــَحـــــنِ
قصيــدٌ كــــــم يُســـافـــــرُ بـــي = إلــى الــبـــــيـــــداءَ والــمُـــــدنِ
إلــى روض مــــن الأحـــــــــلامِ= يُثـــيـــرُ كــــــوامــن الــفـَـنَـــــنِ
قصـــيدٌ كــــم يُغـــــازلـــــنـــــي = بسحـــرِ الــــحــبِّ والــــــعــلــــــن
قصيـــــدٌ كــــــاد يقــتــلـــنــــي = بـــــــداءِ الــــعشــــق مـن زمـــنِ
أنــــــا لـــولاكَ يــــــا قـــــمــري = ويــاشـــــــمــسي ويــــاسكـــنـي
غـــــريــــبٌ تــائــــهٌ أهــــــــذي = كــــمـــــا المجنــــونِ في المحــنِ
أنــــا لــــولاكَ يـــــا فــــــرحــي = ويـــــا بـــــــوحاً يُســـــامــرنــي
وحـــــيــــــدٌ.. لاأنــــيس لـــــــه = فـقل لي من سيــــحضـــنــــــنــي؟!
وقــــل لي يــــاضــياء الــــعــين = يــــاطـــيــــفـــاً يُــكـــــحــــلــني
حـــــيــــــاتي كـيف أقـــضـــيهـا = ولليـــل البــعـــــد مــــــزقـــــني
ومــــن ذا يســـــكـبُ الالـــحــانَ = فــــــــي الــــوجـــــــدان والأذنِ
ومن ذا ســـــــوف يـــُــوقـــدني = بـــــــوهـــــج الـعشق يُشعـلني
فـــانتَ الــــــروحُ والأشــــــواقُ = أنت الــــــحــبٌ يـــغــمــــرنــــي
وأنـــت الــــــــوردُ والأزهـــــــارُ = شـــــــــوقُ الطــــيـــرِ للغصـــنِ
فــمـــــهــمــا قـــلــــتُ أو رددتُ = أو أبــــديـــــتٌ مــن شــــجـــــنِ
ســـأبــــقـــــى مُقصّـــراً مــهـــما = جعلتُ حــنـــيـــنــــكم وطني
ســـأبــــقـــــى مُقصّــــراً حتـــى = وإن غُـــطـــيــــتُ بـالـــــكــفــــنِ .

2. قصيدة ( لن أحبك سواك):

من قالَ إنّي قد نسيتُ هواكِ=أنا ياحياتي ميتٌ بهواكِ
أنا لولا حُبكِ ضيّعتني دنيتي=لولاكِ لم أذق الهوى لولاكِ
أنا لولاحبكِ ماعرفتُ ملامحي=أو أنَّني أدنولصوت نِدَاك
فهواكِ يانبضَ الغرامِ سعادتي=وهواكِ يا نبضَ الغرامِ هلاكِ
أدميتني وجعلتِ مني عاشقاً=وبعثتِ في عيني ضياءَ سَناكِ
ورميتِ للقلبِ المعذبِ بسمة ً=فغدى يُرددُ ..آه ماأحلاكِ
أنا ياحياتي قد تركتُ ملامحي=وتركتُ قلبي في ربوع رُباك
وتركتُ من فرطِ الغرامِ حكايتي=مابين أطلالٍ وطيب نَداكِ
ونسيتُ ياأحلى النساءِ مواجعي=ونسيتُ آلامي فما أغلاكِ
ماكنتُ أحسبني أحبذُ مقتلي=حتى سَحِرتُ بعطركِ وشذاكِ
أو كنتُ أحسبُ أن أعانقَ هالكي=حتى جُنَّتُ بحسنكِ وبهاكِ
فغدوتُ ألهثُ كالوليدِ للحضنكِ=وركضتُ كالمجنونِ كي القاكِ
وتعانقتْ أشواقُنا وتأججتْ=حممُ الغرامِ تثورُ حين رؤاكِ
فكتبتُ فيكِ قصائداً لاتنتهي=وكتبتُ نثراً كي أنالَ رضاكِ
وهتفتُ والشوقُ الكبيرُ يضمني=أنا يافؤادي لن أحبَّ سواكِ

عبده فايز الزبيدي
15-01-2014, 05:30 PM
خالد صبر سالم
شاعرٌ عراقي مجيد ، من مواليد عام 1946م ،حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية ،و هو عضو في الاتحاد العام للكتاب والادباء العراقيين وعضو في اتحاد كتاب الانترنت في العراق.
له خمسة دواوين مطبوعة هي:
1ــ أُحرر عشقي (طباعة العراق)
2ــ عيناك وشبه الجملة(طباعة القاهرة)
3ــ وللعشق ايضا فتوى(طباعة دمشق)
4ــ يوسف يخرج من الجب(طباعة القاهرة).

شاعر نشط ، له القصائد الحسان في الصحف والمجلات العراقية والعربية،وهو مشارك في العشرات من المواقع الالكترونية_ حيث تعرفت عليه و على شعره_ مع مشاركاته في مهرجانات شعرية في العراق وخارجه.


من أعماله:
1.قصيدة. (عيناكِ وشبهُ الجملة)



معَ ضحكة صَلـَّى لها حُلـُمي تسافرُ في جنوني
قالتْ وسِحْرُ انوثةٍ يَغوي المَفاتنَ عنـْدَ إغضاءِ الجفون
ماذا قرأتَ على عيوني؟
فأجبتـُها والروحُ يُمطرُها الهوى مُتوضـِّئا ً فيهِ الشِغافُ:
هلْ يستطيعُ قراءة ً مَنْ راحَ تـُغرقــُهُ بُحورٌ
هاجرَتْ عنها الضفافُ؟!
أنا تائهٌ في مُقلتيكِ يقودُني وَلـَهٌ مُعنـّى وارتجافُ
أمواجُ سِحركِ هاجمَتْ روحي فأغرقـَها الغرامُ
ألقى هواكِ غـَمامَة ً فوقي يُطرِّزُها الهيامُ
فأنا إليكِ أسيرُ كالأعمى
ومُتـَكِئاً على قلبي الذي سُدَّتْ جميعُ دُروبهِ إلآ إليكِ
ما عادَ يُبْصِرُ غيرَ نـَبْض ِالضوء ِ يَسْبَحُ في مَجَرّاتِ الهوى
في مُقلتيكِ
أضحى كمِثل ِ سَحابةٍ مسحورةٍ حَمَلـَتْ شغافَ جنونِها
ومضَتْ لتـُمطرَهُ عليكِ
***

ماذا سأقرأُ مِنْ سماواتٍ تتيهُ وأنجمٍ تتلوَّنُ؟!
تتمرّدُ الأضواءُ فيها كيْ تـُسَطـِّرَ للهوى موسوعة ً
فيها علومٌ للغرام تـُدَوَّنُ
ماذا سأقرأ ُ؟!
إنـّني مُتنقـِّلٌ بينَ التضاريس التي نـَفـَحَتْ عبيرا ًطاغيا ً
فالقلبُ فيها يُفتـَنُ
شفتان ِ طارَ اليهما شَغـَفي
وما في قــُبْلةٍ عَطـْشى يَحينُ المُمْكِنُ


والأنـْفُ مرسومٌ بريشةِ دَهْشةٍ مبهورةٍ تـَتـَفـَنـَّنُ
والشَعرُ مثلُ ضلالتي لا يهتدي
ضوءٌ تـَدافعَ فوقَ ليل ٍ يَدجُنُ
والرُدْنُ يَقصُرُ إذ ْ تزحْلـَّقَ قاصداً كـَتِفاً يُراقصُ حُزمة َالأضواء ِ
يَجذبُها ويَعْكسُ دَفـْقـَها
يا وَيلَ هذا الرُدْن ِكـَمْ يَتـَشَيْطـَنُ!!

***

يا هذهِ الانثى التي ما أبْصرَتْ اُمْيَّتي
وتـُريدُني وأنا أهيمُ على دروبِ الدهشةِ
أنْ أقرأ َ الموسوعةَ المَخمورة َ الإغضاء ِ
قدْ غرقتْ بها سُفني وبَوصَلتي وأعْيَتْ حِيلتي
فلـْتعذريني
إنـّني طفلٌ كسولٌ عابثٌ يرمي ارْتعاشَ الحَرْفِ فوقَ الضَّمَّةِ
كوني لهُ اُستاذة ً فـَلـَعَلـَّهُ يوما ً يُجيدُ قراءة ً
حتـّى ولوْ كانتْ لِشبْهِ الجُمْلةِ

2.قصيدة (فلسفة السندباد الحبري)

إنْ تـُحبّي فافهمي مشــكلتي * إنـني اُبْحـرُ فـي مِحْبرتـي!!

هـاربا ً مِنْ مُدن ٍ قدْ صادرَتْ * شــفتي واسـتعمرَتْ حنجرتي

مُدن ٍ قـدْ يَبسَ القلبُ بهـــا ! * وأحاطـتـْني بســور الغربـةِ!!

فاصعدي فوقَ سفيني وارقبي * مرفـأ َ الحُلم ِ علـى بَوصــلتي

إنْ عَلَتْ موجة ُحِبري فاصبري* واطـمئنـّي إنْ طـغَتْ زوبعـتي

وإذا صــرْتِ لنـاري حَطـبــا ً* فابْحثي في وَقـْدِها عنْ جَنـّتي

لا تخافــي مِنْ جنونـي ، رُبّما * كشــفَتْ ذرْوة َعقلـي جِنـّتي !

اطــلبي حَــقَّ لجــوء ٍ آمِــن ٍ* فوقَ صـدري واسـكني حريّتي


***


في ســــرير الثلج إنـّي نائمٌ * ليسَ في الغرفـةِ مِنْ مِدفـأة ِ

فانثري شَعرَكِ فوقي واعلمي * مـا علـى جلــْديَ مِنْ أغـْطـيـةِ

واقـْتـليـنـي قــُبَلا ً مجنـونـــة ً* ليسَ جُرْما ً موتـُنا في القـُبلـةِ

لسْــــتُ إلا شَــــفَة ً ظـامئــة ً* إنَّ روحي نبتَتْ في شــفتي

بينمــا العُــذالُ فـي أثوابهـم * ســتروا ما تحتها مِنْ خِسّـةِ

إنـّهم قدْ كذبـوا ، لا تـُخدَعي * ليسَ فـي أجسـامِنا مِنْ عَورةِ


***


عُـمُــري مِحْبــرة ٌ وامـرأة ٌ* تـرســمُ الشــوقَ لهــا أخيـلتي

هـذهِ كـلّ ُ حروفـي انتظـرَتْ * لتكونـي خبَـرا ً فـي جُملتــي

وهـل ِ الضــمّة ُ تكــفيهِ ؟! إذا * جُنَّ قلـبي لهفـة ً للضــمّةِ


***


إنْ تناقضْـتُ فلا تســْتغربي * فدموعي غرقتْ فـي ضـحكتي

وفصولي اجتمعَتْ في لحظةٍ * وشموسي غـَرَقـَتْ في غيمتي

شـــَبَقي يَلـْبسُ ثوْبـا ً ناسـكـا ً * وصلاتي عنـْدَ فـَيْض ِالشـهْوةِ

أنــا طـفلٌ وادعٌ أو عابثٌ !! * رُبّمـا لمْ تَنـْجُ منـّي لعْـبتـي


***


ســندبـادٌ أنــا لمْ اتعَــبْ ولا * ســفَراتـي خـُتِمَتْ بالســبْعةِ

رافـقيـنــي رحْلــة ً قـادمــة ً * فـي خليج الحِبر يا ســيّدتي

نكـتشــفْ فـي جُـزر ٍ نـائيـةٍ * ألفَ عُمْر ٍ في بقايـا لحْظةِ!!


***


ها أنا عَرّيْتُ نفســي صـادقا ً * فافهمـينـي ، هـذهِ فلســـفتـي


3.قصيدة (الشـــاعر)



دَثَّـــــر َالـلــيــلَ بــالــنــدى والأرَقْ= ورَفــيــقــاهُ حِـــبْـــرهُ والـــــــورَقْ
طارَ فوقَ السحابِ يغوي شموسا ً = تـائـهـاتٍ واحـتــالَ حـتّــى سَــــرَقْ
عَـلَّـمَ الـبـدْرَ كـيـفَ يـبــدو جـمـيـلا = قَـبَّـلَ الـلـونَ فــي شـفـاهِ الـشـفَـقْ
وغـيــومٌ تـــزورهُ فــــي الـلـيـالـي = إنْ تـلاقــتْ فـــي مُقـلـتـيـهِ بَــــرَقْ
يحمـلُ الزيـتَ لــو خـبـا أيّ ُ نـجـم ٍ = أمـطــرَ الـزيــتَ فــوقَــهُ والألَــــقْ
يُـرقِـصُ اللـيـلَ بالغـنـاء وتُـمـسـي = فـــوقَ عيـنـيـهِ شَـهْـقـة لـلـغَـسَـقْ
دربُــهُ الـوهــمُ والـهــوى مُبـتـغـاهُ = وجـنــونٌ يـســري بــــهِ والـقـلــقْ
لـوَّنَ الصمـتَ بالحـروف وأعطـى = للـقـوافـي مـــا خَـــفَّ لـفـظـا ًودَقْ
كـلّـمــا اسْــــوَدَّ لـيـلُــهُ بـهــمــوم ٍ = ابيـضَّ فـي الـرأس شَيبَـة ٌ فأتـلَـقْ
وإذا طـــارَ فــكــرُهُ فــــي خــيــال ٍ = صـــاغ َمــنــهُ قــلائــدا ًأوْ حَــلَــقْ
وأشـاعـوا عَــذ ْبُ الـكـلام ِ لـديــهِ = مَحْـضُ كِـذبٍ فـي كــلِّ فــنٍّ طَــرَقْ
كـذبــوا بــــلْ حــروفُــهُ كــعــذارى = زاهـــداتٍ ينـطـقْـنَ وَحْـيــا ًوحَـــقْ
هـــوَ والـفــنّ ُ والـجـمـالُ رفــــاقٌ = غـاصَ فيـهِ الجـمـالُ والـفـنّ ُ رَقْ
وغريرٌ ما إنْ يـرى السِحْـرَ بَحْـرا = فـــي عـيــون إلا مـضــى لـلـغـرَقْ
لهُ قلبٌ يمضـي إلـى العشـق لكـنْ = راحَ يبـكـي إنْ قلـبُـهُ قـــدْ عَـشــقْ
وهْوَ فـي الحُـبِّ مثـلُ قيْـس ٍولكـنْ = رُبّـمــا جُــــنَّ شــهْــوة ًأو شَــبَــقْ
وهْــوَ فـــي زهْـــدهِ إمـــامٌ ولـكــنْ = رُبّــمــا ابــتـــلَّ لـيــلُــهُ بـالــعَــرَقْ
هــوَ نــورٌ وفـيــهِ عـــشّ ُ ظـــلام ٍ = وظـــلامٌ والـثــوبُ مـنــهُ احـتــرَقْ
فيـهِ رجْـسٌ مِـن الشياطـيـن لـكـنْ = فــيــهِ لـلأنـبـيـاء ِ غــــارٌ يُــشَـــقْ
مُـتـعَـبٌ يَـجــدفُ الـخـيـالَ بـحِـبــر ٍ = وشــــراعـــــاهُ قـــلـــبُـــهُ والأرقْ
وهـوَ طيـرٌ مـا بـاعَ يومـا ًغـنـاءا ً = حسْـبُـهُ الــروضُ زهْــرُهُ والعـبَـقْ
شـرَفُ الحَـرفِ عنـدَهُ مثـلُ وَحْـي ٍ = مِــــنْ اِلاهٍ فـالـحــرفُ لا يُــرْتــزَقْ
بــــــدأ َ اللهُ خــلــقَـــهُ بـــحــــروفٍ = كـيـفَ حَــرْفٌ يُـبــاع ُ أو يُـخـتـرَقْ
اِنّــهُ الشـاعـرُ المُـشـظّـى خـيــالا ً = وغـرامــا ً وعِـيـشُـهُ فـــي رَهَـــقْ
فاقـرؤوهُ يَعلـقْ بكـمْ خيْـط ُ عـطـر ٍ = واسمعـوهُ فالسحْـرُ فـي مـا نـطـقْ

عبده فايز الزبيدي
18-01-2014, 10:25 PM
عبدالرحمن أقرع
كتبت الشاعرة و الأديبة إباء إسماعيل عن سيرته الذاتية والإبداعية في منتديات مجلة أقلام قائلة:

إنه الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع
* من مواليد عام 1971 في مدينة نابلس بفلسطين
*حائز على بكالوريوس في الطب والجراحة العامة من جامعة الطب في مدينة فارنا بلغاريا
*حائز على الماجستير في علم وظائف الأعضاء من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
*يعد لشهادة الدكتوراة في فسيولوجيا النسيج الدهني .
*عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
*مدير عام منتديات الزهراوي الطبية
* عضو الهيئة الإدارية العليا لمنتديات ومجلة (أقلام الثقافية ) الرقمية.
*عضو نقابة الأطباء الفلسطينيين
*عضو الجمعية المصرية لأمراض الغدد الصماء والسكر
*عضو صديق في جمعية بيولوجيا الخلية البلغارية.
* المستشار الطبي لنادي الإتحاد الرياضي في مدينة نابلس.
*شاعر وقاص يكتب باللغتين العربية والبلغارية، ومترجم
له: ديوان(نسائم من الشرق) باللغة البلغارية صادر عن دار الحروف(بوكفيتي) للنشر في صوفيا/ بلغاريا 2007 .
* ديوان (الموت المستحيل) تحت الطبع ، سيصدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية.
* ديوان (لازوردي) باللغة البلغارية (مخطوط).
* مجموعة (على دروب الحياة) القصصية نشرت على موقع القصة السورية.
مؤتمرات علمية شارك فيها:
* مؤتمر الأطباء العرب الأمريكان في دورته العشرين –تموز 2006 في العاصمة الأردنية عمان.
* المؤتمر العلمي السادس لجمعية الغدد الصماء والسكر والإنجاب المصرية.سبتمبر 2006
* المشارك العربي الفلسطيني الأول في الدورة 17 للمنتدى الطبي الحيوي في جامعة طب فارنا-أيار 2007- فارنا/بلغاريا .
* مؤتمر (دور الترجمة في حوار الحضارات) المنعقد في جامعة النجاح الوطنية . تشرين الأول 2010. نابلس فلسطين.
المهنة الحالية:
أستاذ جامعي في كلية الطب البشري/ جامعة النجاح-فلسطين.

قلتُ: و كنيته أبو لجين، و هو بمهجره بدولة بلغاريا ، عرفته أول ما عرفته في منتديات مجلة أقلام حينما بدأت أكتب الشعر لأول مرة في حياتي في عام 2007 للميلاد ، و كان بيننا ما يكون بين الشعراء و الأدباء المثقفين من ودٍّ و تقدير.
من أشعاره:
1. قصيدة : (صَخَبُ روح)
هي أنتِ وحدك من تزيح عن الفؤادِ همومه
وتقرُّ فيهِ...
وتنتشي..
بالعشقِ دون خلائقِ الرحمانِ..
وحدكِ من تقول لخافقي:
انبض بحبي دون غيري
واستلذّْ..
بخلوتي..وبجلوتي
هي أنتِ وحدكِ من تحدد لي مسارَ النبضِ..
تمسكُ بالزمامِ..
لروحي النشوى
وتأخذها إلى أي الأماكن تنتقي
فتسير خلفكِ لا تفكرُ بالمآلِ ولا الطريقِ..
وتقتفي منك الخطى ..لا ترعوي
لمحالِ وصلكِ ..
وابتعادِ دروبنا عن بعضها
لكن روحي بالفتاتِ عن الموائدِ..
ساقطاً..لا تكتفي
أنا من خلقتُ لغيرِ هذي الأرضِ..
أعلمُ أنه لا الناسُ ناسي
لا ولا هذا الزمانُ بِلي
فالروحُ مني طفلةٌ ..
في قمقم الهرمِ الرشيدِ حبيسةٌ
تبكي وتضحكُ ما أرادَ لها الإلهُ، وتصطفي...
من فاخرِ الألعابِ ما شاءَ الخيالُ...
فتكتفي.

2. قصيدة (ليدينِ من حبرٍ وعنبرْ)
قدم لها بقوله:(إلي محمود درويش):
ليدين ظلت نصفَ قرنٍ أو يزيدُ..
تهدهدُ الأحلامَ..
تغفو فوقَ صدرِ الجرحِ كالطفلِ الوليدْ.
ليدينِ قدَّت من فؤادِ الصخرِ دفترَ طفلةٍ..
تمشي إلى غرف الدراسةِ..
في سباقٍ مع صواريخ الغزاةِ..
لتنجلي ظلل الدخانِ عن الحقيقةِ ..
حيث يبدو الموتُ مدحوراً..
وأشلاءَ الطفولةِ باسقاتٍ
في السماءِ لها من المجدِ النقيِّ ملامح الفجرِ الجديدْ
ليدين تزحفُ في حقولِ الشوكِ
عائدةً إلى حيث الحصان
هناكَ ينتظر الرجوعَ ويؤنسُ البيتَ الوحيدْْ
لله همهمة الحصانِ..
وقد رأى زين الشبابِ وفارس الفرسانِ..
يأتي حاملاً في كفهِ بعضَ المدادِ
وقد تشققتِ الجرائدُ منذُ قحطِ النكبةِ الأولى
لتبدأ للرمادِ مواسمٌ في العيشِ سوداءٌ..
ويأكل جثة العربي دودْ
ليدين من حبرٍ وعنبرْ
ليدين من برقٍ يدغدغُ قلبَ غيمِ الشعر..
يهطل فوق وجهِ الأرضِ ريحاناً وزعترْ
ليسيلَ في الأتلامِ أنغاماً..
عليها يرقص الزيتون أخضرْ
ليدين فوق المعصمين علاهما وشمٌ ...
كوردِ الكرملِ المسلوب أحمرْ
ليدينِ خطت ألفَ منشورٍ ومنشورٍ..
توزعُ في أزقةِ قريةٍ
قبل الصلاةِ وبعدها
قبل الرحيلِ وبعدهُ
قبل اعتمادِ الأرضِ سيدة البداباتِ
التي رسمت ملامحنا ..
وسيدةَ النهاياتِ التي ضمت بقايا حلمنا
قبل المقايضةِ اللعينةِ..
بين حدِّ السيفِ مع دمنا المراق ِ..
على مذابحِ صمتِ أمتنا ..
وليتَ البيع أثمرْ
ليديكَ ملتها المنافي
لوحت بالأمس من أرضِ السدومِ لنا
لتمضي حيث للأحلامِ طعمٌ آخرٌ
حيثُ القصائد لا يعريها الصغارُ ..
وحيثُ لا تقفُ الجيادُ وحيدةً
وحيث يحلو الإعتذارُ..
وحيثُ زهرِ اللوزِ أبعدْ

3. قصيدة (نبيذ الوصلِ في كأسِ اللازورد)


جــادَ حِـبِّـي يـــا نـبـيـذَ الـوصــلِ جُـــدْ
وانسَكِبْ فـي عُمـقِ كـأسِ الـلازَوَرْدْ
أحــمــراً راقَ كــــوردٍ فــــوقَ خَـــــدْ
لــبــتـــولٍ فـــــــي حــــيــــاءٍ زانَ وُدْ
عـبـقـريَّ الـطـعـمِ مـــا لـلـطَّـعـمِ نِــــدْ
غـيـرَ معـسـولِ اللـمـى إنْ جَــدَّ جَـــدْ
عَـطِــرَ الـريــحِ كـمــا إذ فــــاحَ نَــــدّْ
صافِـيـاً كالصُـبـحِ يُجـلـى يــومَ سَـعْـدْ
نـسـتَـقــي مِــنـــهُ مُـبــاحــاً لا يُـــــرَدْ
لا ولا نَخـشـى فَـمـا للـعِـشـقِ (حَـــدّْ)
كـخـمــورٍ فــــي الـفــراديــسِ تُــعَـــدْ
لِـتُــقــاةٍ زانَــهُـــم تَــقـــوىً وزُهــــــدْ
نِعـمَ خمـرُ الوصـلِ يُسقـى بَـعـدَ صَــدّْ
وفِـــــراقٍ أورَثَ الـعـيـنـيـنَ سُـــهْـــدْ
مـــن يـديـهـا مَــزَجــت بـالـخَـمـرِ وُدْ
وأتــــت تَـمــشــي دلالا دونَ قَــصـــدْ
أدنــــتِ الــخــدَّ وقــالَــتْ هــــاكَ وَرْدْ
وارتَشِفْ من ذي اللمى خمراً وَشَهْدْ

عبده فايز الزبيدي
18-01-2014, 10:27 PM
إباء إسماعيل
ترجمت لنفسها فيما نقله عنها الشاعر الفلسطيني سمير سكيك صاحب منتديات مجلة أقلام بقوله:
من مواليد حلب/، سوريا في 9 أيار 1962م
- 1984 المشاركة في مهرجان الأدباء الشباب تحت رعاية إتحاد الطلبة في سورية
- 1985 – 1986 المشاركة في مهرجان الأدباء الشباب تحت رعاية إتحاد الكتاب العرب
- 1985 إجازة في الأدب الأنكليزي من جامعة تشرين السورية
-1986 سفر إلى الولايات المتحدة والإقامة -1995 دراسات عليا من جامعة إيسترن ميشغن الأمريكية (e.m.u)
- 1998 عضو مؤسس في رابطة القلم العربية الأمريكية
- 1998-2002 رئيسة اللجنة الثقافية في رابطة القلم العربية الأمريكية
- 2004 نائب الأمين العام لرابطة القلم العربية الأمريكية
- 2005 رئيسة اللجنة الثقافية في رابطة القلم العربية الامريكية
- 1999 صدرت مجموعتي الشعرية الأولى (خيول الضوء والغربة) عن وزارة الثقافة السورية
-2001 صدرت مجموعتي الشعرية الثانية (أغنيات الروح) عن إتحادالكتاب العرب
- 2005 صدرت مجموعتي الشعرية الثالثة (ضوء بلادي) للأطفال عن إتحاد الكتّاب العرب
المشاركة في أنثولوجيا ( الأنثوغرام بويم ) لوحات للفنانة التشكيلية البريطانية ماري بلانت و قصائد لشعراء العالم بلغاتهم الأم، و ذلك ضمن معرض أقيم في قبرص شهر آب 2004 .
- 2005 مترجِمة مع مترجمين آخرين لأنثولوجيا( الأدب العربي الأمريكي المعاصر) تحت إشراف وترجمة د. لطفي حداد عن دار صادر للطباعة والنشر- بيروت
-2006 شهادة تكريم من الجمعية الدولية للمترجمين العرب
- رئيسة تحرير مجلة (صفحات) الصادرة باللغتين العربية والانكليزية عن رابطة القلم
- لدي مجموعتان شعريتان تحت الطبع بعنوان: )إشتعالات مغتربة(،( ضياء الحلم والحنين)
شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية والندوات الثقافية والإعلامية في أمريكا الشمالية باللغتين العربية والإنكليزية, وذلك عبر العديد من المؤسسات الثقافية العربية الأمريكية والجامعات الامريكية : رابطة القلم العربية الأمريكية , نادي بنت جبيل الثقافي الأجتماعي , آكسس , البيت العربي الثقافي , منظمة أدباء بلا حدود , إتحاد شعراء أمريكا اللاتينية , جامعة ديترويت ميرسي , جامعة ميشغن ,سكول كرافت كميونيتي كوليدج ...
* تدخل تجربتي الشعريّة في أنثولوجيات متعددة قام بها الباحثون : رئيس مؤسسة الشرق الثقافية الأديب والباحث اللبناني نخلة بدر، في أنثولوجيا (شعراء عرب أمريكان معاصرون). وموسوعة أخرى للشاعر والباحث اللبناني قيصر عفيف رئيس تحرير مجلة الحركة الشعرية ، الأديب والباحث السوري د. لطفي حداد، في (أنثولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصِر) . والأديبة المغربية د. لطيفة حليم من جامعة محمد الخامس في المغرب، في أنثولوجيا (شاعرات مابعد جبران) والذي كان موضوع أطروحتها للدكتوراة. و الباحثة الأمريكية جيسيكا نيومان بالتعاون مع جامعة كولورادو الأمريكية.
* قامت الباحثة الأستاذة الجامعيّة د. لطيفة حليم بوضع تجربتي الشعرية ضمن المنهاج الدراسي لطلاب الأدب العربي في جامعة محمد الخامس في الرّياط/المغرب و ذلك لعامَي
( 2002-2003) و( 2003-2004)م.

قلتُ: و هي شاعرة ملمة بالعروض و العروض الرقمي ، و هي من تلاميذ الأستاذ خشان بن محمد خشان ، حيث وجدتها عضوا نشيطاً في منتديات (العروض) الخاصة بالأستاذ خشان ، و هي أمريكية من أصول سورية و هي لهذا تجيد الترجمة من الإنجليزية للعربية و العكس .
من شعرها:
1.قصيدة (صوتان )
تضيء نوافذ الكلماتْ!...
كأن الشمسَ صوتكَ
تغسل الصبحَ المندى،
من دموعِ خطايْ...
ويصبح ظلّها قلبي
فليتَ الحبَّ يبرئها
منَ الظلماتْ!...
وأرتشف الصدى
لكأن ذرات الصدى
صارت مياهكَ،
ترشح النار التي تسقي دمايْ!!...

كم نجمةٍ نامتْ على قلبي
وكم فجرٍ تنحّى عن دروبي
كي أهدهدَ شمسَ صوتِكَ
في سمايْ؟!..
اسكبْ صدى وطني
على شفقٍ مدمّى من شفاهكَ
وَاسْقني نورأً تعطّرَ من شذاهْ........
هذا الهوى المجنون
فوق هلال بيتي
أو صليبِ جروحه
يهمي ربيعاً منْ سناهْ....
يخطو.... مباركةٌ خطاهْ
وخطاه من نورٍ
على نهر ينادي:
ها أنا ماء الإلهْ...
فلتنزف الساحات
والأرض الشهيدة
كي تشعّ بلؤلؤ الفرحِ الجباهْ!.....

وألاحق الصوتَ المسافرَ
في لهيبكَ والبحارْ.....
تهفو رؤايَ إلى رؤاكَ بهيّةً
لكنّني أبقى السجينة
في متاهاتِ الغبارْ!.....

صوتي وصوتكَ
كالصدى والصوتِ
إذ يتعانقانِ مدىً
وأغنيةً
على عشبِ النهارْ!.....

اقرأْ ...هنا صوتي
وجرحي قد تدحرجَ
فوقَ أجنحة السؤالْ.......
فتح المدى
وأثارَ ضوءاً من دمائكَ
كالغزالْ.......

اقرأْ على بابي الكتابْ
فلربما للأذن عينٌ
كي ترى عينَ الصدى
وترى الغيابْ!.....

اقرأْ.... فهذا جمر صوتي
حين يقدح ناره
في روحكَ البيضاءَ
تأتيني على شجر الحنينِ
كنسمةٍ فوقَ الشعابْ.........
هيَ صوتنا وضياؤنا
وقصيدةٌ أبهى
لتدفع من رؤانا وحشةَ المنفى
وأهوالَ اليبابْ!

2. قصيدة (نشيد الطفل الشهيد)

طالعٌ منْ دمي،‏

كالسنا والحنينْ...‏

جسدي في الفلاةِ قطاةٌ‏

وروحي تحومُ،‏

على وردةٍ‏

منْ أنينْ....‏

فأنا صوتكمْ‏

وأنا جرحكمْ‏

وأنا ما تبقّى لكمْ‏

منْ زهور السنينْ!...‏

*** ‏

لماذا أموتُ،‏

بلا أُمْنيةْ؟*!...‏

لماذا قُتلْتُ،‏

بلا بسْملهْ؟*!...‏

لماذا جروحي،‏

تظلُّ جروحي؟*!...‏

وكيف الطريقُ،‏

إلى الزلْزلهْ؟*!...‏

*** ‏

طالعٌ منْ دمي‏

أرسمُ الضوءَ‏

واللغةَ الرّائعهْ...‏

طالعٌ من دمِ الشهداءِ‏

ومنْ أرْضنا،‏

سنْبله....‏

فاحملوا جسدي عَلَمَاً‏

وكتاباً‏

وغنّوا لأحْلامنا المُقْبِلهْ!!...‏

*** ‏

يجيءُ الصباحُ‏

ليحملَ روحي كصفصافةٍ‏

منْ ضياءْ...‏

يجيءُ الصباحُ‏

تراني أأذرفُ دمْعاً‏

على قمرٍ ينْطفي‏

أمْ سأرْفعُ في الرّيحِ‏

ورْدَ الإباءْ؟*!...‏

يجيءُ الصباحُ‏

وقلْبي رفيفٌ،‏

يحنُّ إلى وطنِ الحُبِّ‏

والكبرياءْ!...‏

3. قصيدة (هواجسٌ على أرصفة الوطن )

أَرَقٌ ،
يُلوِّحُ في المدى
وَيَحطُّ في روحي القلقْ...
الحزنُ يَحرقني،
كما العصفورُ
ألْهَبَهُ الصّقيعُ
فَما احترَقْ!...
أرَقٌ يجوبُ مَراكِباً،
في جدولٍ
يغْفو على جبلِ الورقْ!!...
* *
لنْ تَستكينَ جَوارِحي لِجروحها
فَأنا اشتعالٌ،
في دماءِ الأزمنهْ...
سَأمدُّ أحلامي الفسيحةَ
كالشّجرْ...
وأرى سَنا الأحلامِ بَحْراً
في الحَجرْ...
فأنا الخصوبةُ،
في فضاءِ الأمْكنهْ!...
* *
ها لَيليَ الغافي،
يُناجي أنجُمَ الرَّغباتِ
في صُبْحِ الوطنْ...
شاخَتْ أناشيدُ الشّموعْ
وَتَكاثَرَتْ لغةُ الشَّجَن...
لأرى عصوراً مِنْ لَهبْ
وأرى خَراباً يستبيحُ،
دمَ العرَبْ...
وأرى نشيديَ ضاعَ
في الشجرِالغريبِ
أرى هُدىً ومَناسِكاً
يتسامَرُ الأمْواتُ فيها
غارقينَ بِمَوتِهمْ...
وأرى كأنَّ الأرْضَ،
ميلادٌ
وَميراثٌ
يُحَوِّمُ في النّوَبْ !! ...
* *
ألَمٌ يُنوِّرُ في المدى روحاً
ويُشعَلُ فَوقَ أضرحةِ الفَناءِ
كما الغِناءْ ...
مَوتٌ على مَوتٍ
وَمثْلُكِ يُقْتَلُ...
دمُكِ المُبَعْثَرُ في الدروبِ
جَداوِلُ ...
وَعَلَيْكِ يرْتَجِفُ المساءْ ...
يَتُها الطفولةُ،
يالَّتي فاحتْ بَراعِمُها
بِعِطْرِ الحُبِّ
في زمنِ الجَفاءْ ...
يَتُها الأمومةُ
يالّتي ذرَفَتْ دموعَ حليبها،
وَبَكَتْ نجومَ حياتِها،
أَلَماً
وجوعاً
وانْطِفاءْ ...
جُرْحٌ يَدُقُّ الرّوحَ
يَصْعَدُ كالدُّعاءِ
إلى السّماءْ ...
كَمْ هَدَّنا هذا المَتاهُ
كأنّنا مَوتى،
نُسافِرُ
في مَتاهاتِ الهَباءْ!..
* *
هاإنّني الخنساءُ
أطلعُ من ضلوعِ أُمومتي
قلْبي يَصيرُ حَمامةً
والروحُ يَحملها الضّياءْ

عبده فايز الزبيدي
18-01-2014, 10:28 PM
شائع الغُبَيْشي
هو الشاعر السعودي أبو عاطف ، شائع بن جابر بن شائع الوكيلي الغبيشي، ولد في قرية السلامة بمركز حَـلِيِّ بن يعقوب جنوب محافظة القنفذة ،في عام 1369 هـ ، تُوفي والده و هو صغير لم يبلغ الحُلم ،فانتقل مع أخويه حسن و بلقاسم إلي بلدة المظيلف شمال مدينة القنفذة ،و تبعد عن وادي حليِّ قرابة 140 كيلاً ،و كان في رعاية محمد بن عاطف الراشدي ، و هناك درس في الكتاتيب _ كتاتيب القرعاوية(1)_ القرآن الكريم و ألاربعين حديثا النونية و الحساب.
إلتحق في عام 1381 هـ بالتعليم النظامي بمدرسة السلامة ، و تخرج بدبلوم في معهد إعداد المعلمين بمدينة القنفذة عام 1391هـ، و في عام 1393 عين معلماً بمدرسة الفريق الابتدائية ، وفي عام 1402 االتحق بالكلية المتوسطة بمدينة الطائف لينال شهادة البكالوريوس .
عاد من الطائف ليعين بمدرسة كياد الابتدائية في عام1404 هـ ثم انتقل لمدرسته الأولى ابتدائية الفريق في تأريخ 11-1-1405 هـ و ظلَّ بها حتى وافاه الأجل في يوم الثلاثاء 23-5-1423هـ و هو قادمٌ من أبها إثر حادث سير ، رحمه الله تعالى.
و أبو عاطف شاعر مبدع جَهير الصوت حاضر الإحساس ،يملأ الحضور هيبة و دهشة فأحب الناس الشعر من خلاله و كان مهرجان معرض الطفل الفني الذي كان يقام كلِّ سنة بمدرسة الفريق تظاهرة يحضرها عشاق الرسم و الشعر، جمع المتبقي من شعره أهله و في مقدمته ابنه عاطف و ابن أخيه الشاعر/ حسن بن بلقاسم في ديوان صغير أوورد منه ما يلي:
من أشعاره:
1. قصيدة (نفسي من البين)، منها:
ماذا أقولُ و في الأحشاء ما فيها = نفسي من البينِ قدْ هاجت بلاويها
ما كنتُ أحسبُ أن البينَ يضعفها= و أن أفراحنا تبلى لياليها

2. قصيدة (تذوق الفن)
قصيدة بديعة ،ألقاها بمعرض الطفل الفني بمدرسة الافريق الابتدائية، منها:
تذَّوق ِ الفنَّ إنَّ الفنَّ أسرارُ = في ريشة الطِّفلِ آراءٌ و أفكارُ
قد عبَّر الطِّفلُ في أعمال معْرَضِهِ= عمَّا يكنُّ و ما يرجو و يختارُ
فَسرْ رويداً ففي أعماله قصَصٌ= فيها غناءٌ و آهاتٌ و أوتارُ
يحكي لنا الطِّفلُ أفكاراً و أمثِلةً= يروي لكَ الرَّسْمُ ما ترويه أشعارُ
و متعةُ النَّفسِ إذ ألوانهُ نطقتْ =تبارك اللهُ ضاء العرض و الدارُ
و جرأة الرسم في لوحاتهم برزتْ = هم البراعمُ في التعبير أحرارُ.

3.قصيدة (إبداع فنان).
ألقاها بمدرسة الفريق الابتدائية في معرض الفنون، منها :
أتيتُ أمشي الهوينا غير عجلان = أمتع الطَّرفَ من إبداع فنانِ
أسرح الفكرَ في روضٍ تداعبني=أغصانه الغُض مِنْ شيحٍ و ريحانِ
استروحَ الزَّهْرَ في شوقٍ و في لَهَفٍ= و أذرفُ الدَّمعَ للماضي بتحنانِ
أبصرتُ بركةَ ماءٍ قلتُ: اعبرها !=نُثرتْ بداخلها حبَّا رمَّانِ
حملتُ ابنيَ خوفَ الماء يغرقهُ=فقيلَ: يا صاحبي تمويهُ ألواني


4.قصيدة (يا نفسُ صبراً).
رثى بها شيخ كنانة الشهير عبدالرحمن بن عيسى الكناني رحمه الله!،منها:

يا نفسُ صبراً فالقضاء حكيمُ
لا تجزعي إنَّ المصابَ عظيمُ

و تجملي يا نفسُ لا تتبرمي
إنَّ التَّـبــرُّمَ للأنــامِ جَـحيمُ

يا نفس قد نزلت بدار كنانةٍ
بلوى يشيبُ لهولهن فطيمُ

عبده فايز الزبيدي
18-01-2014, 10:34 PM
عيسى جرابا
هو الشاعر السعودي المقتدر ،عيسى بن علي بن محمد جرابا .من مواليد قرية الخضراء الشمالية بـجازان عام 1389هـ .تلقى تعليمه الأول بمدرسة الخضراء الابتدائية ، ثم التحق بالمعهد العلمي في ضمد، وتخرج فيه عام 1409هـ ثم التحق بكلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وتخرج فيها عام 1413هـ .عمل مدرساً في المعهد العلمي بمحافظة صبيا ، ثم في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض ، ثم في المعهد العلمي بمحافظة صبيا مرة أخرى وما يزال …
أحيا كثيراً من الأمسيات الشعرية داخل الوطن وخارجه.نُشر شعره في كثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية وعلى صفحات الإنترنت.
حصل على المركز الأول في مسابقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مستوى المملكة وبعض الجوائز الأخرى مثل جائزة نادي جازان الأدبي وجائزة نادي أبها الأدبي وإحدى جوائز نادي الشرقية الأدبي ونادي الباحة الأدبي ونادي الطائف الأدبي ونادي تبوك الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بحائل...
- شارك في مهرجان الجنادرية السابع عشر عام1422هـ بقصيدة حفل افتتاح الأنشطة الثقافية.
ـ شارك في مهرجان المدينة المنورة الخامس عام 1423هـ وذلك في أمسية شعرية.
ـ شارك في مهرجان الجنادرية التاسع عشر عام 1424هـ وذلك في أمسية شعرية.
ـ شارك في مهرجان الجوف الثاني عام 1425هـ وذلك في أمسية شعرية.
ـ مثل المملكة في فعاليات من الفكر والأدب السعودي في صنعاء في الفترة 7-9/3/1425هـ
ـ حصل على جائزة الأمير محمد بن ناصر للتفوق في دورتها الثالثة عام
1426_1427هـ
ـ ألقى قصيدة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خلال زيارته لمنطقة جازان عام 1427هـ
ـ شارك في مؤتمر الأدب الإسلامي الثالث في جامعة أم درمان الإسلامية في السودان عام 1428هـ
ـ مثل المملكة في المهرجان الثقافي الخليجي الأول لدول مجلس التعاون في الشارقة عام 1428هـ
ـ مثل المملكة في الأيام الثقافية السعودية في اليمن عام 1430هـ
ـ شارك في مهرجان الجنادرية السابع والعشرين عام 1432هـ وذلك في أمسية شعرية.
- حاصل على جائزة شاعر الوطن من نادي الرياض الأدبي عام 1433هـ
ـ تُرجم له في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
ـ تُرجم له في معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين.
ـ عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
ـ له ثلاث مجموعات شعرية مطبوعة الأولى
"لا تقولي وداعا" صدرت عن مكتبة الأديب بالرياض عام 1420هـ ، والثانية "وطني والفجر الباسم" صدرت عن نادي جازان الأدبي عام 1422هـ , والثالثة
"ويُورق الخريف" صدرت عن مكتبة العبيكان بالرياض عام 1424هـ.
من أعماله:
1. قصيدة:(ما لي و للشعر)
مَا لِي وَلِلشِّـعْرِ؟ مَـا أَوْقَدْتُ قَـافِيَةً
إِلاَّ وَهَـبَّ الـمَدَى رِيْحـاً فَتَنْطَفِـئُ

أَرَاهُ لِلقَلْـبِ نِبْرَاسَـاً يُضِيءُ وَكَـمْ
عَلَيْــهِ إِنْ شَــاخَتِ الآمَالُ أَتَّكِئُ

وَكُنْتُ أُجْـرِي عَلَى أَمْوَاجِـهِ سُفُنِي
وَإِنْ طَغَـتْ فَــإِلَى شَطَّيْـهِ أَلْتَجئُ

فَكَيفَ بَعْثَـرَ مَـا خَبَّـأْتُـهُ زَمَنـاً
مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ ؟كَيفَ الحُبُّ يَخْتَبِئُ؟

مَـا لِي وَلِلشِّعْرِ؟شَابَتْ مِنْهُ نَاصِيَتِي
وَكَمْ عَلَى هَدْأَةِ الأَسْحَـارِ يَجـْتَرِئُ

إِلَيــكَ أَشْكُـو وَلَكِنْ مِنـكَ يَا وَتَراً
عَنِ الخُلُــودِ تَسَـامَى لَيسَ يَهْتَرِئُ

يَدُقُّ قَلْبِـي إِذَا وَافَيـتَــهُ فَـرَقـاً
وَبِـالَّذِي فِيــهِ بَيْـنَ النَّاسِ يَنْكَفِئُ

هَـذَا أَنَـا كَمْ رَثَيْتُ العَاشِقِيْنَ وَمِنْ
حَيْثُ انْتَهَوْا فِي دُرُوْبِ العِشْقِ أَبْتَدِئُ



2.قصيدة (أَنَا... مَنْ أَنَا؟)



أَشْعَلْـتُ فِــي عَـيْـنِ الـدُّجَـى قِنْدِيْـلِـي
وَسَـكَـبْـتُ بَـيْــنَ ضُـلُـوْعِــهِ تَـرْتِـيْـلِـي

وَسَرَيْـتُ أَنْسُـجُ مِـنْ خُيُـوْطِ عَزِيْمَتِـي
رَحْـلِـي وَرَاحِلَـتِـي... حُــدَاءَ دَلَـيْـلِـي

لَمْ أَلْتَفِـتْ... كَـلاَّ... وَكَـمْ مِـنْ لاهِـثٍ
خَلْفِي... لَهُ دَحْرَجْتُ رَجْعَ صَهِيْلِـي!

تَغْفُو عَلَـى كَتِفِـي النُّجُـوْمُ وَمَـا غَفَـتْ
يَـوْمـاً خُـطَـايَ وَلا أَضَـعْـتُ سَبِـيْـلِـي

يَــرْوِي أَذَانُ الفَـجْـرِ غُـلَّــةَ مُهْـجَـتِـي
أَمَـلاً... وَيَشْـفِـي مِــنْ شَــذَاهُ غَلِيْـلِـي

يَمَّمْتُ شَطْرَ النُّوْرِ وَجْهِي... فَاكْتَسَى
نُــوْراً وَأَزْهَــرَ فِـــي مَـــدَاهُ هَـدِيْـلِـي

حَطَّـمْـتُ بِـالإِقْـدَامِ سُـــوْرَ مَـخَـاوِفِـي
وَلَـبِـسْـتُ بِـالإِصْــرَارِ كُـــلَّ جَـمِـيْــلِ

تَخْضـرُّ فِـي شَفَتِـي أَهَـازِيْـجُ الـهُـدَى
وَبِـهَـا إِذَا احْـتَـلَـكَ الـدُّجَــى تَعْلِـيْـلِـي

لُغَتِي تَـذُوْبُ الشَّمْـسُ فِيْهَـا مَـا خَبَـتْ
تَجْـلُـو كُـهُـوْفَ الـزَّيْــفِ وَالتَّضْـلِـيْـلِ

أَنَـا... مَـنْ أَنَـا؟ وَامْتَـدَّ يَلْتَهِـمُ المَـدَى
طَـرْفُ الـسُّـؤَالِ وَعَــادَ غَـيْـرَ كَلِـيْـلِ

وَسَـرَى صَـدَاهُ يَـلُـمُّ أَشْـتَـاتَ الــرُّؤَى
وَيُـضِــيْءُ لَـيْــلَ الـيَــأْسِ وَالتَّـخْـذِيْـلِ

أَنَـا مَـنْ أَنَـا؟ وَالكَـوْنُ يُصْـغِـي لَهْـفَـةً
وَيَـشُــقُّ ثَـــوْبَ الـصَّـمْـتِ بِالتَّحْـلِـيْـلِ

فَــإِذَا الـجَــوَابُ حُـرُوْفُــهُ كَـكَـوَاكِـبٍ
شَـعَّــتْ عَـلَــى الـهَـامَـاتِ كَالإِكْـلِـيْـلِ

مِـيْـمٌ مَعِـيْـنٌ لَـيْــسَ يَنْضُـبُ...مَـرْتَـعٌ
خِصْـبٌ... يَطِيْـبُ عَلَـى ثَـرَاهُ مَقِيْلِـي

سِــيْــنٌ سَــــلامٌ فَــرَّعَــتْ أَغْـصَـانُــهُ
وَلِـفَـيْـئِــهِ يَـشْــتَــاقُ كُــــــلُّ عَــلِــيْــلِ

لامٌ لآلِــــئُ مِــــنْ خِــصَـــالٌ كُـلَّــمَــا
لَـمَـعَـتْ تَـسَـاقَـى الـكَــوْنُ بِالتَّبْـجِـيْـلِ

مِيْـمٌ... وَمَـاذَا بَعْـدُ...؟ لَيْـسَ بِحَاجَـةٍ
وَجْــهُ النَّـهَـارِ إِلَــى وَمِـيْــضِ دَلِـيْــلِ

أَنَـا مَـنْ أَنَـا؟ أَنَـا مُسْلِـمٌ... وَتَنَـاثَـرَتْ
عَـبَـرَاتُ دِجْـلَـةَ مِــنْ عُـيُــوْنِ الـنِّـيْـلِ

وَإِذَا بِـمَــكَّــةَ تَـسْـتَـحِــثُّ بِـطَـاحَــهَــا
شَــوْقـــاً إِلَـــــى لُــقْــيَــاهُ بِـالـتَّـهْـلِـيْـلِ

نَادَتْـهُ طَيْبَـةُ... كَـمْ إِلَيْـهِ هَفَـتْ! وَكَــمْ
غَـنَّـى لَــهُ الأَقْـصَـى غِـنَــاءَ خَـلِـيْـلِ!

وَتَـهَـلَّـلَـتْ بِـالـبِـشْـرِ كُــــلُّ غَـمَــامَــةٍ
وَهَــمَــتْ عَــلَــى عَـيْـنَـيْـهِ بِالتَّـقْـبِـيْـلِ

أَنَـا مُسْلِـمٌ أَسْمُـو... إِذَا العَزَمَـاتُ لَـمْ
تَـلْـوِ الخُـطَـى عَــنْ مُحْـكَـمِ التَّنْـزِيْـلِ

3. قصيدة ( كِلانَا نِصْفُ حَي!)

سَكَبَ الوَجْدُ فُؤَادِي فِي يَدَيْ
لَمْ يَكُنْ مَيْتاً... وَلَكِنْ نِصفُ حَيْ

عَاثَتِ الذِّكْرَى بِهِ فَانْتَثَرَتْ
بِالأَسَى آهَاتُهُ مِنْ مُقْلَتَيْ

غَارِقٌ فِي لُجَّةٍ هَادِرَةٍ
مِنْ ذُهُوْلٍ... هَارِبٌ مِنِّي إِلَيْ

كُلَّمَاَ لاحَ لَهُ طَيْفٌ بَكَى
وَصَحَا عَهْدٌ لَهُ أَجْمَلُ فَيْ

يَا فُؤَادِي صَبَّتِ الذِّكْرَى لَظَىً
بَيْنَ جَنْبَيْكَ... فَمَاذَا فِي يَدَيْ؟!

لَيْلُكَ الـجَاثِي عَلَى صَمْتٍ أَيَا
دِيْهِ تَلْوِي عُنُقَ الـخَفْقَةِ لَيْ

قَيْدُكَ الـمُحْكَمُ قَيْدِي فَعَـ
ـلامَ التَّشَكِّي وَهُمَا فِي مِعْصَمَيْ؟!

لا تَلُمْنِي... فَكِلانَا وَاجِدٌ
وَيَدُ البَيْنِ أَرَاقَتْ كُلَّ شَيْ

مَا لَنَا إِلاَّ بَقَايَا ذِكْرَيَـ
ـاتٍ ذَوَتْ نَشْراً وَبَعْضُ النَّشْرِ طَيْ

فَاذْرِفِ الدَّمْعَ سَخِيْناً... فَلَكَمْ
رُمْتُهُ يُطْفِئُ مَا ثَارَ لَدَيْ!

جَمْرَةُ الشَّوْقِ الَّتِي مَا خَمَدَتْ
مُهَجٌ تُكْوَى بِهَا... وَالشَّوْقُ كَيْ!

كَيْفَ نَشْدُو وَالأَمَانِي تَغْتَلِي
ظَمَأً... تَصْرُخُ لَكِنْ دُوْنَ رَيْ؟!

يَا فُؤَادِي... لُغَتِي مَجْرُوْحَةٌ
فِي فَمِ الذِّكْرَى... كِلانَا نِصْفُ حَيْ

لَمْ أَزَلْ أَبْكِي بِشَوْقٍ مَنْ نَأَى
وَغَداً أَنْأَى فَمَنْ يَبْكِي عَلَيْ؟!


و أختم سيرته بقولي : نال شاعرنا جائزة (شاعرعكاظ ) التي ترصد للشعر في كل سنة بالمملكة العربية السعودية لعام 1434هـ - 2013 م و تسلمها من يد الأمير خالد بن فيصل آل سعود أمير مكة سابقا و وزير التربية و التعليم حاليا .

عبده فايز الزبيدي
24-01-2014, 12:32 AM
محمد حسين زيدان
و يعرف بـ(زوربا الحجاز) لاطلاعه الكبير على التأريخ و فهمه له،كتب عنه الصحفي علي فقندش:
(... هو محمد حسين زيدان .. الكاتب والأديب السعودي البارز من مواليد المدينة المنورة عام 1325هـ 1905م لأب هاجر من صعيد مصر إلى المملكة في حوالى عام 1300هـ ــ 1880م التحق طفلا بالكتاب «الخلوة، الخلاوي» أولا ثم بالمدرسة «العبدلية» بالمدينة المنورة التي سميت فيما بعد بالمدرسة «الراقية» فنال شهادتها في أواسط عام 1343هـ (1924م). كما التحق بالمسجد النبوي الشريف وتعلم على أيدي مشايخه. عمل مدرسا للتاريخ والمواد الدينية في المدينة المنورة بالمدرسة «السعودية» من عام 1346هـ ــ 1927م وحتى عام 1352ــ 1933م ثم عمل سكرتيرا لرئاسة مشايخ الجاوة (مطوفي حجاج أندونيسيا) بين عامي (1398 ــ1399هـ). ورئيسا مساعدا بقسم الأوراق بوزارة المالية، وسكرتيرا للمجلس المالي، ورئيسا لقسم الحساب السيار المرافق لوزير المالية، ورئيسا للمحاسبة في الوزارة، وسكرتيرا لإدارة الحج، فمديرا عاما مساعدا، ثم رئيسا لمالية مكة المكرمة، فمفتشا عاما مساعدا فمديرا لشؤون الرياض، ثم مفتشا عاما للحج، فممثلا ماليا لوزارة المالية في وزارة الداخلية. في العام 1373هـ (1953م) أحيل إلى التقاعد قبل بلوغه السن القانونية فتفرغ للأدب والفكر والصحافة. ..وفي الصحافة السعودية شهد الزيدان بدايات تاريخها محليا وعمل فيها كاسم فاعل بدءا من محرر صغير يعمل بجريدة المدينة المنورة، ثم مديرا لتحرير جريدة البلاد ثم رئيسا لتحريرها بين عام 1380/1381هـ (1960/1961)، ثم رئيسا لتحرير جريدة الندوة، ورئيسا لتحرير مجلة (الدارة) التي صدرت عن دارة الملك عبدالعزيز بالرياض عام 1395 ــ 1975م بالإضافة إلى ذلك فقد كان محمد حسين زيدان من مؤسسي نادي الخطابة بالمدينة المنورة. وشارك بالكتابة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية وفي الصحف والمجلات المحلية.
ساهم في تمثيل المملكة في عدد من الاجتماعات والمؤتمرات الأدبية في الخارج. وكان عضوا في اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية في الأدب. وتم تكريمه في النادي الثقافي الأدبي بجدة في حفل خاص عام 1408هـ/ 1988م وهو عضو في دارة الملك عبدالعزيز. وأبرز مآثره مشاركته في تأسيس الرابطة الإسلامية التي اختير مساعدا لأمينها.
. )(1)

و يشغل ابنه سامي محمد زيدان عضوية في مجلس الشورى السعودي .
له مصنفات كثيرة منها:

ذكريات العهود الثلاثة.
سيرة بطل (1967.
رحلات الأوروبيين إلى نجد وشبه الجزيرة العربية (1977)
المنهج المثالي لكتابة تاريخنا (1978)
المؤتمر الاسلامي هو البديل المثالي للخلافة الاسلامية (1979).
أحاديث وقضايا حول الشرق الأوسط - دراسات (1983)
عبد العزيز والكيان الكبير
العرب والارهاصات والمعجزة
فواتح الدارة
أشياخ
تمر وجمر
ثمرات قلم
المخلاة (1992).
سيرة بطل (1967م)؛
بنو هلال بين الأسطورة والحقيقة (1976م)؛
رحلات الأوروبيين إلى نجد وشبه الجزيرة العربية (1977م)؛
محاضرات عن التاريخ والثقافة العربية (1977م)؛
كلمة ونص (1981م)؛
خواطر مجنحة (1984م).

نماذج من كتاباته:
- و صف نفسه قائلا:
( أنا عربي.. سواء كنت من ذوي الأعراق، أو من ذوي الاستعراق! أحارب الحيف، وأُكرم الضيف. يطعني السيف، أتمرد على العدالة، ويأخذني الظلم إلى الاعتدال. أصبر على الجوع، وأتستّر على الشبع. بالشظف أسُود، بالترف أُستعبد.. أيستعبدني أحد.. وأنا بالترف تستعبدني الشهوات.. وهذا حالي أصف به نفسي، كأّي نفس عربية تعيش اليوم!...)
_________
(1)علي فقندش ، محمـد حســيـن زيــــدان .. من الـ (كلـمة ونص إلى تمــر وجـمر)، جريدة عكاظ ، العدد: 3868، الصادرة في 25-صفر-1433 هـ، الموافق 19 - يناير 2012 م.

عبده فايز الزبيدي
24-01-2014, 12:34 AM
عبد السلام زريق

هو صديقي الشاعر عبدالسلام بن بركات زريق الحموي السوري، من مواليد 2-يناير-1970 م في قرية الظاهرة التابعة لمدينة حماة يشتغل في التجارة ، نال شهادة الثانوية العامة عام 1988م قسم علمي، له ديوان (عصفورة المطر) الصادر في عام 2009 م،و عبدالسلام شاعر أديب ،و هذه فئة نادرة و عينة متفردة ،فله القصائد الرائعات، و المقالات النافعات التي تدل على كبير ثقافته ،و غزير معرفته ،و دائم مطالعته في خلقٍ جميل و دين متين، عرفته في منتديات منابر ثقافية في حوالي عام 2009 م ،و لي معه دائم التواصل ، من أشعاره:
1.قصيدة (بَنَفْسَجَة)
نُوحيْ بَنَفْسَجةً على أطلالي
لا تعجبيْ ما زالَ نبضُ سؤالي

ولِطلِّكِ المسكونِ في بَتلاتِها
سرٌّ يبوحُ بسَكرةِ المَوَّالِ

ألقيتِ ثَغركِ يا بَنفسجتي ضُحىً
فَلَقِفْتِ من سِحرِ القَصيدِ حِبالي

فَلَمَمْتُ أوردتي وعُدتُ بخَيبتي
طِفلاً وشيبُ العُمْرِ خطَّ ظلالي

منْ يومِ كنتُ ومِلءُ كفِّي أنْجُماً
دعتِ السماءُ لكي تنوحَ حِيالي

هذي الدُّموعُ المحرقاتُ قصائدي
وصَدى الرُّعودِ بِبُحَّةٍ إعوالي

* * *

يا ثوبُ كمْ قَصَّرتَ من سَوآتِها
لتُشيعَ بينَ العابرينَ ضَلالي

أخفيتَ حسنَ شِياتِها وبريقَها
وذَروْتَ في عينيْ رمادَ خَبالِ

ما عُدتُ أدري هل أنا قلبٌ مشى ؟
والجسمُ أطيافٌ على أسمالي

هل كنتُ ذاكرةَ المرايا ؟ هل أنا
قمحٌ يُساكِنُ نزوةَ الغِربالِ ؟

هل موجةٌ كَسلى تُخالِفُ ظَنَّها
بعُبابِ ما في البحرِ من أهوالِ ؟

سكِّينُ أحلاميْ اخضرارٌ في دمي
تُذكيْ أريجَ الموتِ في أوصالي

شُدِّي شراعكِ فالرياحُ رَضِيَّةٌ
منذُ احترفتُ مع الهَباءِ نِزالي

فرمانيَ اللاشيءُ سهماً قاتلاً
فوضعتُ أسيافي بغيرِ قِتالِ

غَرّبتِ أو شَرقتِ كلُّكِ واصلٌ
كلِّي ، دوامُ الوصلِ مَحْضُ مُحالِ

* * *

عودي فشمسيْ لن تُمشِّطَ شعرَها
لأَلُمَّ ضوءَ البدرِ فيضَ لَآلِي

عودي ليحتضنَ الضجيجُ سكونَهُ
حتّى يُرتِّب ساكِنِيْهِ ببالي

عودي هواكِ مواسمٌ ما شقَّها
حرثٌ ، ولا حَلُمتْ بِوصلِ الآل

هذا هواكِ قصائدي ومَدامعي
وحنينُ أجوبتي لِكُلِّ سؤالِ

2. قصيدة (سلمى)
لا تهمسي
الصوتُ يقتلُني فلا تتكلَّمي
ويظلُّ طيفُكِ في ظلاميَ مؤنسي
ما كنتُ أعلمُ .. أنتِ من ترفِ....
... الأناملِ ترسمينْ ؟
للَّونِ عندكِ سحرُهُ
والليلُ وعدُكِ بدرُه
فبأيِّ فجرٍ تحلُمين ؟
واللوحةُ البيضاءُ تشهقُ لانثناءِ المعصمِ
للريشةِ الخرساءِ أعصابٌ ...
....ونبضُكِ لحنُ شكٍّ مُبهَمِ
لا تُرهقيها مثلما واعَدْتِني...
.... بالأُمنياتِ .. تَرَحَّمي
روحي تَلوبُ إلى شذاكِ ....
....وكم كتمتُ تظلُّمي
خشبيَّةَ الأعصابِ مرسومٌ...
..... خيالي في جدارِ المَرسمِ
ما ترسُمينَ ؟....
بلابلاً وجداولاً أم تهرُبينَ إلى....
.... الوجودِ الأبكمِ ؟
هل ترسُمينَ قصائداً ؟
يا طفلةً في الحبِّ لن تتعلَّمي
السِّحرُ لحنٌ في فمي
والشِّعرُ أوتارٌ تسافرُ في دمي
فتوسَّديهِ وأبحري في لُجَّةِ الأحلامِ...
... حتى تَسْلمي
سلمى .. سؤالي أينَ أنتِ ؟
وهل تغادرُكِ الكآبةُ ساعتينِ لتحلُمي ؟
سلمى .. أيوماً تُزهرينَ ؟ وأذرعي ظمأى ..
وجدْبٌ في انتظارِك موسمي
سلمى .. وينكفِئُ السؤالُ كدمعةٍ ....
....هرِمتْ حياءً في جفونِ مُتيَّمِ
سلمى .. وأسئلتي حِرابٌ مزَّقتْ...
... صدري وفتَّتْ أعظُمي
وأعودُ أعثَرُ في صدايَ وصوتُ ..
...موَّالي الحزينْ
والظلمةُ العمياءُ لم تجزَعْ بيومٍ ...
....من بكاءِ الأنجُمِ

3. قصيدة (عارض قلق)
أحسَّ بانْ كميونُ في عليائه بعارضِ القلقْ
لا شيءَ يا سعادةَ الأمينْ
فالماردُ الحبيسُ في السِّردابِ لنْ يُفيقْ
إلا على بحرٍ من الدماءْ
فاقْلَقْ كما تشاءْ
أوِ ائْتنا في الشامْ
عنديْ لكَ الدواءْ
صبيَّةٌ وجدُّها شهيدْ
وبيتُها رُكامْ
وعمُّها شهيدْ
واللهُ يا سعادةَ الأمينِ عالمٌ شهيدْ
وثغرُها لمّا يزلْ وليدْ
وشقَّقتْهُ في مواسمِ العراءْ
عوارِضٌ تَفلُّ مِنْ قسوتها الحديدْ
صيفٌ لهيبٌ جاءَ بعدَهُ شتاءْ
وكلُّ من يعيلُها مستعْبَدٌ .. شريدْ
لمْ يبقَ في البحورِ - غيرُ النفْطِ -...
..للعِطاشِ كأسُ ماءْ
هناكَ في الشآمِ يلعبونْ
ويحمدونَ اللهَ حينَ تُمطرُ السماءْ
يبكونْ يضحكونْ
الصِّبيةُ الصغارْ
لا يعرفونَ غيرَ ربِّ بانْ كيمونْ
ويقرؤونَ في الصباحِ والمساءْ
فواتِحَ الأنفالْ
يَجْرونَ في الرمالِ يلعبونْ
عسى على أقدامهمْ تنفجرُ العيونْ
ودونَها إذا يشاءُ اللهُ تُسمَلُ العيونْ
ودونَها ستسقطُ العروشْ
ويطلعُ الصباحْ
وتُشرقُ الشموس
لأنهمْ مع الصباحِ بالدعاءِ يجأرونْ
وسورةَ الإخلاصِ في المِهادِ يحفظونْ
وفي المساءِ ينفثونَ سورةَ الفلقْ
وهذهِ يا سيِّديْ نهايةُ القلقْ


4. قصيدة (حماة)
لا زلتُ أسكنُ فيكِ أنتِ سكنتِني
..........أخذوا بعشقكِ مُهجتي ورِغابي
عَلِموا بأنِّي لا أفارقُ فالثّرى
............رُوحٌ من الكافورِ والأطيابِ
فتعمّدوا رِقِّي وكسرَ أصابعي
.............يا ربِّ ما لتعدُّدِ الأرباب!!
فَصَبأتُ عنهمْ ليْ إلهٌ واحدٌ
...........والعشقُ فردٌ..أنتِ كلُّ كتابي
ولنهركِ العاصي عصيُّ مدامعي
..............في ضِفَّتيهِ نزفتُ خمرَ شبابي
يبكيْ أنينُكِ في العُروقِ على دمي
................ويقيمُ مأتمَهُ على أعصابيْ
وَلِيَاسمينِكِ في شتاءِ قصائدي
.............نيسانُ عطرٍ مُزْهِرِ الأحقابِ
وجَلالُ حُسنِكِ أنْ أدوسَكَ حافياً
.............لكنْ تكلِّفُنيْ الحضارةُ ما بي
تُخفي النضارةُ في يديَّ بداوةً
.............وتَصعْلُكي كمْ تزدريهِ ثيابي
هذا أنا جسمانِ جسمٌ ميتٌ
............وأُقيمُ في الثاني على الأعتابِ
فتقبَّلي عِشقي ضراعةَ أحرفي
..............لا تتركيني دونَ ردِّ جوابِ
قُولي بأنِّي كنتُ بَرَّاً مرةً
................وتَعلَّقي دهراً على أهدابي
.

عبده فايز الزبيدي
24-01-2014, 12:35 AM
عبد الهادي السائح
هو الشاعرو الوشَّاح و المترجم ،الأديب عبدالهادي السائح ، ولد السائح في يوم 17 ديسمبر عام 1978 بمدينة اﻷصنام في غرب الجزائر ، التي غُيّر اسمها بعد الزلزال المعروف باسمها إلى الشلف،
من عائلة عربية أندلسية اﻷصل عرف عنها التمسك الشديد باﻷصالة و الاهتمام بالعلم و اﻷدب،
تُيّمَ بالقراءة منذ نعومة أظفاره فغرف من روائع اﻷدب العربي و حفظ من عيون الشعر الكثير،
نظم الشعر صبيا في مرحلة الابتدائي، عُرف بين أقرانه بالشاعر ؛حتى إنهم كانوا يطلبون منه أن ينظم لهم في كذا أو كذا على سبيل الدعابة.
زامن بدايات نضجه الشعري مآسي الحرب اﻷهلية في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، و كان لخضمها المؤلم تأثير كبير جدا في نفسه مما اضطره إلى الهروب الشعري أو ما أسماه باللجوء إلى ( تجربة شعرية مغلقة) حيث القصيدة عالم آخر سحري المعالم يعيشه الشاعر لحظة الكتابة ، و في شخصيته حيث آمن السائح بأسبقية الانتماء الإنساني على كل انتماء وطني، سياسي، أو مذهبي ..
حصل على شهادة البكالوريا سنة 1996 م ، فالتحق بجامعة الجزائر لدراسة الأدب العربي لكنه عدل عن ذلك إلى تخصص اللغة الإنجليزية و آدابها لبعض الاعتبارات.
شارك في أمسيات شعرية كثيرة في الجامعة لكنه سرعان ما اصطدم بثقافة الأضواء حيث يقدَّم الرديء على أنه مثال للإبداع الراقي باسم ألقاب تقتنى تحت أضواء الإعلام لا تسمن و لا تغني من جوع الأدب يتهافت عليها المتهافتون مقدمين فروض الطاعة لمن لا تصح ولايته الأدبية
و لربما شاهد _الشاعر السائح _ المشهدَ على أنه مختصر لمشكلة الأدب العربي المعاصر في العصر الراهن ، فلم يشأ الانخراط في شيء من ذلك .
له ديوان مخطوط عنوانه (على ضفاف الهمس)
و مجموعة أخرى من أشعار الصبا أسماها ا ( مغاني الأمل)
و هو عاكف على ترجمة مجموعة من الروائع الشعرية العالمية .
من شواهد أشعاره:

1. قصيدة (لو كانت الأيام تدري)، وهي من فترة الصبا:

<div align="center">لو كانـتِ الأيـامُ تـدري مـا بنـا
لحَـنَـت عـلـى أكبـادنـا الأيـــامُ
أو ضمّتِ الأنسامُ حرَّ صدورنا
لتوهّجـت مـن حرّهـا الأنسـامُ
عجباً تقلُّبُ حالنا في غمضـة ٍ
والــحــالُ لــلإدبــارِ والآنــــامُ

<div align="right"> 2. قصيدة( الملاح التائه ):<blockquote> سلوها ..
لماذا تُجّرح قلبيَ في ومضة سانحة
لماذا ..
تمد قلاعُ الأسى في شواطئ تيهيَ
أطيافها السارحة
تؤوب النوارسُ نحوي
تعود الغيومُ إلى أفقي
ترجعُ الموجة البائحة
لتهمسَ ..
ما أشبه اليومَ بالبارحة ..
أنا العاشقُ الليلَ والبحرُ مثلي
كسيرٌ وأطيافُهُ السابحة
سلوها ..
أيرجعُ أوليسُ من نفيهِ
إلى نفيهِ في المنى الجانحة
وعن ملكٍ ضلّ دربَ الشموسِ
إلى جزرِ الوحدة النازحة
أيرجعُ ؟ ..
قد ...
فكيفَ استحالت صقورُ الضياءِ
سراباً شريداً
تطارده النسمة الجارحة؟
وقد لا يؤوبُ الأسيرُ
ولكنْ
تؤوب إليه النوارسُ
والموجةُ البائحة ...
فما أشبه اليومَ بالبارحة

3. قصيدة (قوافل الأماني إلي فلسطين)

فلسطينُ أيُّ مساءٍ حزين ٍ
مساؤكِ يا بعض قلبي الكسيـرِ
كأن النجومَ أسارى بأفـْقكِ
والقدسُ بدرٌ بليلٍ أسير ِ
رحلتُ إليكِ رحلتُ كئيباً
ألملمُ جرحَ المساءِ المنير ِ
ألملمُ بعضيَ من أرض فخ ٍ
وبعضيَ من آش ِ أو من مسيري
فلسطينُ يا نجمة من هيام ٍ
على ضفةٍ من صفاءِ غديري
قوافلُ أرسلتها حالماتٍ
ترف إليك رفيفَ الطيور ِ
قوافلُ شوقٍ إليكِ حيارى
بدورا تمايلُ بين الخدور ِ
مغانيكِ أجنحة من سراب ٍ
تحف دروبَ المساءِ بنور ِ
يهيم الخزامى على راحتيكِ
ويمرحُ فيكِ عليلُ العبير ِ
كأن ظلالَ الكروم مساءً
جنان تألق في عين حور ِ
...تهيمُ أمانيكَ مثل المسيح
وترجعُ مصلوبةً كالنذور ِ
وترجع مفجوعة كالإخاء ِ
المسجّى على مذبحٍ من عطور ِ

4. موشح ب(رؤى أغرقت شراعي):



رؤىً ... أغرقت شراعـي جوىً ... زادَ في عذابي
منىً ... هدّمـت قلاعـي هوىً ... تاهَ في اغترابي

*
بكُـم زادنـي هيـامـا نـوى الراحـلِ المُقـيـمِ
لَكَـمْ حــرّمَ المنـامـا أسـى العاشـقِ السقيـمِ
فـلا تـقـرأوا السـلامـا علـى الـوالـهِ الملـيـمِ
...

أما ... هدّنـي اِلتياعـي أمـا ... ظبيـةَ الشِّعـابِ
فما ... زادني انصياعـي سوى ... بينَ الاِقتـرابِ


*



كأنْ لـم يَرعْـكِ حالـي وقـد أسبلـت دموعـي
فــلا جـئـتِ للـسـؤالِ ولا أُوقـدت شمـوعـي
أيـا مُـشـرعَ النـصـالِ إلـى ساكـنٍ ضلوعـي

...
دنت ... لم تشأ سماعـي نأت ... أنكرت كتابـي
رشاً ... في الهوى المطاعِ طغى ... أدمنَ استلابـي


*
رنـا فـاتـرَ العـيـونِ بمـا يـشـدَه العيـونـا
رمـى مقلـةَ الحـزيـنِ بمـا يبـعـثُ الحزيـنـا
لقـد صادنـي حنينـي وقـد صَــدّ مستهيـنـا


...


لـهُ ... خيـرةُ المراعـي نضـا ... وجـدُه شبابـي
وَ لـي ... فضلـةُ الجيـاعِ شذىً ... ضاعَ كالسرابِ


*
سلـوا نـاعـمَ السـفـورِ لـمَ الـصـدُّ والجـفـاءُ
سلـوا قاسـيَ النـفـورِ إذا زانــه الـمـسـاءُ
أما بـاحَ بـي ضميـري فبـحْ يُمْـسِـكِ العـنـاءُ
...


قَسَتْ ... حينَ لانَ باعـي نفَتْ ... إذْ أتى خطابـي
دَهتْ ... صاعَنـا بصـاعِ كذا ... منكِرُ الصـوابِ
*
دعت لوعتـي القوافـي وهـا أقبـلـتْ سِـراعـا
عصى الصبـرُ كالتجافـي وقـد خِلتُـنـي مُطـاعـا
إذا هــمَّ بانـصـرافِ بكت حرقتـي الوداعـا
...


فمـن ... مبلـغٌ وداعـي إلـى ... ربـةِ الحجـابِ
أتت ... كسّرت يراعـي مضت ... مزّقت جوابـي
* * *

من أعمال الترجمة عند السائح:
نأخذ الجزء الأول من (الأرض الخراب) لـ ت.س.إليوت:
(

بأم عينيّ رأيتُ
كاهنة بلدة كوماي وقد أدلت رأسها في جرة
وعندما سألها الفتية
ماذا تريدين يا كاهنة
أجابتهم..
أريد أن أموت

*
إلى عزرا باوند
الصانع الأحذق

دفن الموتى



أبريل أقسى الشهور،
ينبت
الليالك من الأرض الميتة،
يمزج
الشوق والذكرى
يحيي
الجذور الخاملة بطل الربيع.
أبقانا الشتاء دافئين،
غطى
الأديمَ بثلج النسيان،
غذى
شيئا من حياةٍ ببعض الجذوع اليابسة..
فاجأنا الصيف قادما عبر بحيرة ستان برجرسي بوابل من المطر

وقفنا بين الأروقة
ثم مضينا تحت ضوء الشمس إلى حديقة هوفتجارتن الملكية

حيث احتسينا القهوة وتحدثنا ساعة ً.
لا لست روسية، أنا من لتوانيا، أنا ألمانية أصيلة
عندما كنا صبيانا، ماكثين لدى الدوق،
قريبي، أخذني على متن زلاجة
تملكني الخوف فقال لي
مريم، مريم.. تمسكي جيدا
وانحدرنا بين الجبال،
هناك تحس بالحرية.

أنا أقرأ أكثر الليل و أرحل جنوبا في الشتاء...

----
أي جذور تتشبث، أية أغصان تنمو
في هذا الخراب الصخري يا ابن الإنسان؟
لا تستطيع أن تجيب أو تخمن
فأنت لا تعرف سوى
كومةٍ من الصور المحطمة.
فيها تلفحك الشمس ولا تمنح الشجرة الميتة ملجئا
لا صوت الجندب راحة
و لا الصخر اليبَسُ خريرَ ماء.
لا يوجد غير الظل تحت هذه الصخرة الحمراء
هلم إلى ظل هذه الصخرة الحمرء
أرِكَ شيئا مختلفا عن ظلك
يهرول خلفك في الصباح
أو ظلك يتسامى ليلقاك في المساء
سأريك الخوف في حفنة من تراب..

تجر الريح غادية ً
ذيولا عذبة َ النشر ِ
هلمي غادتي الحسناءَ
نسري حيثما تسري


- أعطيتني الزنابق العام الماضي، كانت أول مرة،
سموني فتاة الزنابق
- لكن عندما رجعنا، متأخرين من حديقة الزنبق،
ذراعاكِ مليئتان، وشعرك مُخضلّ
لم أستطع التحدث، خذلتني عيناي
لم أكن حيا ولا ميتا، لم أكن أعرف شيئا
كنت أنظر إلى قلب النور، الصمتِ
والبحر قفر موحش...

*
السيدة سوسوستريس، عرافة مشهورة
أصابتها نوبة برد حادة..
هي، على كل حال،
أكثر نساء أوربا حكمة
ولها حزمة أوراق شريرة

هاكَ،قالت لي، هي ذي ورقتك
البحار الفينيقي الغريق

تلك اللآلئ التي كانت عينيه..انظر.

وهذه بيلادونا سيدة الصخور
سيدة الأحوال
هاهو.. الرجل ذو الخشبات الثلاث..وها هو الدولاب

وهنا التاجر الأعور

أما هذه الورقة،
الفارغة، فهي شيء يحمله على ظهره
شيء غير مسموح لي أن أراه
لا أجد الرجل المشنوق.

فلتحذر الموت غرقا.
أرى جموعا من الناس يطوفون في حلقة.
شكرا لك. إذا رأيت السيدة إكويتون أخبرها
أنني سأجلب خارطة الأبراج بنفسي
على المرء أن يكون حريصا هذه الأيام.
*
مدينة الوهم،

تحت الضباب الأغبر ذاتَ فجر في الشتاء
تدفق حشد فوق جسر لندن، حشد غفير
ما خلت أن الرّدى طوى كل هؤلاء
عمّت الجمعَ
زفرات قصيرة مضطربة.
تدفقوا
،كلٌّ بعينيه مثبتتين أمام قدميه،
أعلى التلة ثم انحدروا إلى شارع الملك وليام
إلى حيث تحصي كنيسة القديسة ماري وولنوث الساعات
وتعلن نواقيسها، بصوت كظيم، آخر دقات الساعة التاسعة.
هناك رأيت أحدا أعرفه، استوقفته صارخا ’ستاتسن’
يا من كنت معي على متن السفن في ميلاي

تلك الجثة التي غرستها في حديقتك العام الماضي
أأخذت في النماء
أم أزعج الصقيع الطارئ مخدعها..
آه..أبق الكلب بعيدا، فهو صديق الإنسان
وإلا نبش عنها بمخالبه مرة أخرى.
أيها القارئ المنافق، يا شبيهي، يا أخي .


_وبالجملة فالسائح شاعر متفنن و أديب يقل له نظير في عصرنا فهو من فئة الأدباء المثقفين.

عبده فايز الزبيدي
24-01-2014, 12:36 AM
رياض المحمدي

هوالشاعر و الوشَّاح العراقي أبو عبدالله رياض بن شلال المحمدي ، من مواليد فلوجة العراق في 13/8/ 1967 .
أكمل الدراسة الثانوية سنة 85 – 86 .أكملت الدراسة الجامعية في معهد النفط بغداد 1987 .إلتحق بالخدمة العسكرية ،
وبعد أشهر تعرّض لإصابة بليغة أدت إلى بترالذراع الأيمن .كانت بداياته مع الأدب منتصف ثمانينيات القرن الماضي ،
وشارك في عدة لقاءات للشعراء الشباب في بغداد والمحافظات .و تمّ تكريمه من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بعد
مشاركته في عام 1999 م . حصل على عضوية الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في عام 2000 .
شارك في مهرجان المربد علم 2010 ومهرجان الجواهري لعامي 2010 – 2011 .
شارك في مسابقتي قناة المستقلة : شاعر العرب ، أجمل قصيدة عن (الأم ).
يكتب في عدة منتديات أدبية_ حيثت عرفته - منها :
الواحة الثقافية ، الملتقى الثقافي العربي ، النيل والفرات ، مجالس غزل الروح ، أروقة الأدب ، القصيدة العربية ، شبكة صدانا ، فرسان الثقافة ، شعراء بلا حدود .
صدرت له المجموعة الشعرية ( غيث الفؤاد ) العام 2011 .
لديه عدة مجاميع شعرية مخطوطة بانتظار طباعتها منها :
بيان الروح ، آخِـر الصدى ، مرابع الأنس ، ينابيع الوفاء ،
مسْكٌ رحيق ، حبيبتي ، أقمار .
وأخيراً حصل على المركز الثاني في مسابقة الواحة الثقافية 2013 .
من أعماله:
1. موشح(أشواق)؛

ريع قلبي حينما شجوي همى
في صباحاتي وأقصى الغلسِ
يا أخا الحب ودادي رنّما
وربيع العمر أضحى عُـرُسي
ليتنا نزهو نغني بالفكَرْ
ونداوي بالندى العذب الصدورْ
نتــأسىّ بالهوى غِـبّ العِـبرْ
فهما للصب يا روحي مصيرْ
حين دالت همتي ضاع الخبرْ
وانطوينا في فنارات الأثيرْ
وانتظرنا يا هوانا بلسما
فيه تشفى زفرات الأنفسِ
ويعود الصدق فينا مغنما
حيث نجري نحتسي بالأنُسِ
يا أخا الروح فلا تنس الوصالْ
فهو زاد الروح من بعد المقلْ
هو معراجٌ على درب الكمالْ
فيه نستغني ولو قلّ العملْ
خـذ به قسطا وقسطا للجمالْ
وانظم الذكرى على طول الأملْ
ظُـنّ خيرا بالليالي كلما
مــرَّ طيرٌ حول بيت المقدسِ
كان دهري يا أخانا علقما
فاذكر النعماء أو فاحترسِ
هزني يا صبوتي ضوء النهارْ
فازدهى الأسلوب واحلولى البيانْ
إنني دَوحٌ وأشعاري الهزارْ
طوّقت بالبان أسوار الجنانْ
فتلاشى الضوء وانهار الفخار
ونذير الوهم قد وافى الجَــنانْ
فاحتباس القطر أفنى الأنعما
واعتياد النوم منحى المفلسِ
فاسكب الأشواق صبا مغرما
قبّل الأقمار واحمل قبسي

2.قصيدة(منازل الأنس):
قـضـى عـمـره بـيـن الأسـنّـة سـاهـرا
يُـقـبّـل أسـيــاف الـحـضـارة شــاعــرا


يــــرود ريــــاض الطـيّـبـيـن مــؤيّــداً
بعطـر التلاقـي لامـع الوصـف آسِـرا


فـمـا راعـــه بـيــنٌ ولا لـهــو حـاســدٍ
ولـكــن تـمــادى بـالـغـرام مُـجـاهــرا


لعـلّ مــن استقـصـى هــواه ملجلـجـا
يـثـوب إلــى رشـــد الـكـبـار مـبــادرا


لـعـلّ طِــلاب البـعـض تفـقـه رسـمــه
وبــيــدرَ عِــرفــانٍ أقـــــرّ نــواظـــرا


تــجــول حــيــال اليـاسـمـيـن أكـفّـهــا
تـلـوّح لللآتـيـن ، تـقــري المـحـاجـرا


قضـى عمـره يـشـري الأراك نسيـبُـه
يـعـانـق ألـحــاظ الـحـجـاز مُـسـامــرا


وإن كـان فــي جــوّ الــوداد مغـامـرا
وإن ظـلّ يستوفـي الـدمـوع مسـافـرا


رعـــى اللهُ مـعـمـوداً تـفـانـى ربـيـعُـه
وما زال يستقصي الظبـاء مُحـاذرا !


لــه نَـبـرةٌ مـنـهـا اسـتـشـفّ مـصـيـره
وكـم أسـرت غُنـجُ اللحـون مصـائـرا


أظــلّ بـنــاتَ الـشـعـر لـطــفُ بـنـانـه
ويـمّــم أمّــــات الـقـريــض مـفـاخــرا


هـو الماجـد الميـمـون ، أنـطـق قلـبَـه
مـن الفكـر غيـثٌ يلثـم الــدرّ سـاحـرا


قضـى عمـره يزجـي المناجـاة مخبتـاً
لــذا طـلـق الـدنـيـا يـــروم خـواطــرا


لتزهـرّ فـي الـمـأوى عـرائـس أنـسـه
بهـنّ يُباهـي فـي الخـلـود شـواعـرا !


يلـذّ لـه كــأسٌ مــن الـحـوض رائــقٌ
وهل بعد هذا ترتجي الزُّهرُ زاهرا ؟


وهــل بـعـد نـيــل الأمـنـيـات مـثـوبـة
سـوى أن يفـي وعـد الأسـرّة شـاكـرا


عــطــاءً حـسـابــاً لا يُــمــل نـعـيـمــه
ويستقـبـل الـخــلان يـبــري المـنـابـرا


هنالـك يشـدو الـصـبّ مـسـك ختـامـه
لـكـلّ مـحـبٍّ نـسّـق الــذوق صـابــرا


لأن فـــــؤادي والـحـبــيــب مــــــداده
قضـى عمـره بيـن الأسـنّـةِ شـاعـرا !


فـهـذي ريــاض الصالحـيـن طـروبـة
وهـذا ريـاضٌ يبـذل الحـسـنَ سـاهـرا

عبده فايز الزبيدي
24-01-2014, 12:37 AM
محمد ذيب سليمان
هوالشاعر الأديب محمد ذيب أمين مصطفى سليمان، من مواليد 1952بفلسطين ببلدة بديا من أعمال نابلس‘
بدأت محاولاته الأولى في كتابة الشعر في سن الرابعة عشرة ومع نهاية العاممن كتابته الشعر نشرت أول قصيدة له في جريدة القدس التي تصدر في مدينة القدس .
وساعده في كتابة الشعر كتاب وجده عن العروض في مكتبة انشأها هو وبعض أصدقائه
ثم يسر الله لَهُ مدرسا هو " عبد الحليم زهد " من مدينة سلفيت الذي تبناه بالتشجيع والمتابعة حتى العام 1969 .
و من جميل ما أفادني به عن نفسه:
في الفترة بين 1967 – 1969 كنت أنا ومجموعة من أصحاب العمر،قد انشأنا مجلة ونادي " الشجرة " والتي كنَّا نكتبها بخط اليد ، ونوزعها علينا و على بعض الأصدقاء، وهذا شجعني على شراء وقراءة كل ما يقع بين يدي من روايات عربية ومترجمة أثْرت محصولي اللغوي وحسنت موضوع النسج والبناء للجملة الأدبية والشاعرية .
في عام 1970 انتقلت الى كلية خضوري بطولكرم ؛ لإكمال الدراسة في قسم الزراعة فالتقيت مع ما استهواني وأبعدني عن الشعر ، وهو الرسم الزيتي فواظبت على هذه الهواية ومع سنة التخرج كنت قد أقمت معرضا للرسم الزيتي في معهد خضوري الذي أخذ في نهاية الحفل كل ما رسمت وبقيت لوحاتي على جدرانه.
أُصبت باحباط جراء ذلك وانتقلت الى الكويت معلما ولم أمارس أيَّاً من الشعر اوالرسم وابتعدت كثيرا واخذتني الحياة حتى عام 2005 حين التقيت بالصدفة هنا مع اخ وحبيب " عدنان عصفور " حيث أثار فيَّ شهوة الكتابة الشعرية فانتفضت وبدأت من جديد
وأصدرت ثلاث مجموعات شعرية هي:
1- فواصل ما بين المد والجزر عام 2006
2- جداول وجدائل عام 2007
3- ثقوب في جدار الصمت عام 2009
وتوقفت عن النشر لأن لا جهة داعمة للنتاج
بينما لدي ما يزيد عن 250 نصا لم تتم طباعتها ورقيا ولكنها منشورة في مواقع الكترونية في ملتقيات ثقافية،ولدي مجموعة قصصية مكتملة لم انشرها أيضا ورقيا لذات السبب
وهي تتراوح بين القصة القصيرة جدا والمتوسطة والطويلة نسبيا.

من أعماله:
1. قصيدة(لا تبحثي حبيبتي):



لا تبحثي حبيبتي
عن آخر الأخبار
عن وردة جميلة
في دربنا
قتيلة

لا تبحثي عن حبنا
عن حلمنا
عن قبلةٍ طويلةٍ
مجنونة من خارج الإطار
عن قامة كنخلة تتيه دونما تردد
في عتمة القبيله
عن موطن في أرضه
مواسم الجمال
عن تربة تضم في أحشائها
قواقع الخيال
عن كأس حب مترع
بسائل المحال
يدوزن الآهات في أنفاسنا
ويُسـكر السـؤال

لا تبحثي حبيبتي
عن موقع في حينا
يضم في أحلامه
أحلامك النبيلة
****
لا تبحثي حبيبتي
عن قبلة طويلة
في متنها الحنان
عن غيمة سـخية
بغابة أشـجارها النجوم
تبلل الصحراء في أعمارنا
وتوقظ الكيان

***
كما تري حبيبتي
فهذه سماؤنا بغيمها الكثيف
تضج بالبروق في أرجائها
وتزجر الكفيف
ورعدها الذي قد أوجع الآذان في أعماقها
مشتت في دربه
مضيع الألوان
ما عاد مثل الأمس في حاراتنا
يرطب الجباه في هاماتنا
ويملأ الكيان

لكنه حبيبتي
قد جاء فينا عاقراً
لا يحمل المياه
لا يحتفي بحلمنا المشنوق في أناتنا
لا يوقظ المرآه

****
لا تبحثي حبيبتي
عن قبلة طويلة تؤجج الحياة في أحلامنا
ما عدت ذلك الذي
قد كنت تشتهين
ما عدت الا كومة مهزومة
في موسم الحنين
وقد تآكلت راياته
في الرأس والجبين
واحدودبت سـيقانه كأنما
تشـبثت في الأرض
من سـنين

***
لا تبحثي فعيشنا
لا زال فظا غارقا
في عتمة عاثت بها
أنشودة الجفاف
فاحدودب المكان
واستيقظت في فجره
جحافل القبيلة
وأعملت سـكينها
في دارنا القتيلة
2.قصيدة (يا هاجري):

ـــا هاجـــري يكفيكَ هجراً إننــي = رُمت المنون على فـــراقٍ طائـــلِ

أيقظت فـــي قلبي شعاعـــاً نابضـــاً = وطعنتنـــي بــالهجرِ طعنــة قاتـــلِ

مــا كان أَحرى أن تُكفكِفَ دمعـــةً = طالـــت بمُقلتِهـــا وليتـــكَ سائلـــي

أجـــريت أنواعَ العذابِ بهيكلـــي = وسألتنـــي أن لا أظُنُـــــكَ خاذلـــي

بِكلامــــِكَ المعسولُ صرتُ كدمية = تلهــــو وتلقيهـــا كـــزهـــر ذابــــل

وأنـــا سعيـــدٌ مخلــــــصٌ لدعابةٍ = قطعـتَ فيهـــا نبض قلبي الذاهـــــل

فَطعنتَني ووقفــتَ تشهــدُ زَفرتـــي = وبـــراءةُ الأطفـــالِ تستُـــر قاتلــــي

وحَرمتني حُلـــوَ الحيـــاةِ مُعذَّبـــاً = لا لســـتُ أدري كيــفَ كـانَ تجــاهلي

وعرفـــت فيك ســـــعادة لا تنتهي = لمــــا تراني حائـــرا أرجـــوك لـــي

عبده فايز الزبيدي
24-01-2014, 12:38 AM
بهجت الرشيد
هو المفكر و الأديب العراقي بهجت بن عبدالغني الرشيد، من مواليد نينوى في عام 1981 للميلاد، و سكناه اليوم بالموصل
المؤهلات العلمية التي حصل عليها بهجت الرشيد:
1 ـ بكالوريوس علوم الحاسبات من جامعة الموصل 2006 .
2 ـ بكالوريوس علوم القرآن والتربية الإسلامية من جامعة الموصل 2011 .
و قال عن الخبرات العملية التي اكتسبها :
1 ـ عملت في مجال الإعلام في جامعة الموصل . وحصلت على شهادة تقديرية من قسم الإعلام .
2 ـ أعمل الآن مشرفاً لقسم الأقسام الفكرية والمعرفية ومشرفاً لقسم القصة في رابطة ملتقى الواحة الثقافية .
و لصديقي الرشيد نشاطات واسعة قسمها إلي ما يلي:
النشاطات العلمية :
الكتب :
1 ـ مدخل إلى الاجتهاد المقاصدي ـ قيد النشر .
2 ـ ( كلمة في التاريخ ) ـ كُتيب ـ منشور في الانترنت :
http://www.rabitat-lwaha.net/moltaqa...ad.php?t=63345
3 ـ سد الذرائع وفتحها وتطبيقاته المعاصرة برؤية مقاصدية ـ قيد المراجعة .
4 ـ بولس والمسيح وجهاً لوجه ـ قيد المراجعة .
5 ـ الأمثال في القرآن الكريم ـ مخطوطة .
6 ـ محمد في العهد القديم والجديد ـ مخطوطة .

النشاطات الأدبية والفكرية :
له مجموعة من الكتابات :
مقالات ـ قصص ـ مسرحيات ـ خواطر
وقد نشرتها في عدد من الجرائد ( جريدة ومضات جامعية ـ جريدة نينوى الثقافية ) ومجموعة من المواقع الالكترونية .
وقد صدرت لي قصة في المجموعة القصصية ( خمائل الواحة ) .
من أعماله التي واكبتها:
1.مقالة(قابيل إلي أين؟):

كلنا يعرف قصة ابني آدم ، هابيل وقابيل ، وكيف أن الحسد والعجز عن معالجة النفس قاد قابيل إلى أن يصرح بتلك الكلمة الخطيرة ( لأقتلنك ) ، ثم تمعن في الجريمة ( فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله ) ..
2.مسرحية( ساعة ولادة جديدة):
ثم أصبح يهيم على وجهه لا يدري كيف يواري سوأة أخيه ، لولا أن الله تعالى علمه طريقة الدفن بواسطة الغراب ، فأعلن حينذاك عن عجزه ( أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ) ، لأنه كان دائما عاجزاً أن يكون ايجابياً في حياته ..


والسؤال المهم هنا :

هل إن هذه الجريمة انتهت بأرضها ، فأصبحت جزءاً من تاريخ ، أم أنها لا تزال تسري في بني آدم كالنار في الهشيم ؟

وهل إن العقل البشري ارتقى وسما بحيث يستبشع اليوم تلك الجريمة ، أم انه لا يزال يمارسها إلى اليوم ؟

أظن أن هذه القابيلية لا تزال حاضرة وبقوة في عالمنا ، في القرن الواحد والعشرين .

لا لن احكي لكم قصص القتل في الحروب ، وقصص الصواريخ والقنابل التي تفتك وتدمر وتخلف وراءها مأساة تكلف البشرية قروناً طويلة من عمرها لتجاوز أثقالها ، ولن أكلمكم عن جرائم المحتلين ..

بل سأحكي لكم قابيلية نمارسها كل يوم .. كل لحظة .. في حياتنا اليومية .. نمارسها ونحن نقرأ كتاب الله تعالى وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) .

فالطبيب الذي يترك مكانه فارغاً في المستشفى ، ويجلس في بيته ، ثم تأتيه الاتصال أن المريض الذي في ذمته قد مات .. الله يرحمه !! هذا الطبيب يمشي على خطى قابيل ، انه يرتكب جريمة القتل ، مهما برر وساق من حجج وأدلة نقلية وعقلية ، ويوم القيامة سيسأل عن إهماله هذا ..

ويحضرني قصة حكاها الأستاذ عمرو خالد ، إذ قال : دخل للمستشفى امرأتان احداهما شابة تزوجت منذ سنة أو سنتين ، وقد جاءت إلى المستشفى لتنظيف الرحم ، والمرأة الأخرى عجوز بلغت سن اليأس جاءت لإجراء عملية استئصال الرحم .. فماذا جرى ؟

لقد ( أخطأوا ) !!! فاستأصلوا رحم العروس ، ونظفوا رحم العجوز .. فتأمل !!!؟؟؟

والأستاذ الذي يدرس المرحلة الابتدائية أو الجامعية ، الأستاذ الذي يتكاسل ويغش ويلف ويدور ويضيع الوقت ، يمارس القابيلية في قتل أولادنا ، وذلك بقتل عقولهم ، بإعطائهم المعلومة الخطأ ، وبتقديم المادة الدراسية لهم كشيء ثقيل تنوء العصبة أولو القوة من الرجال من حمله ..

والأب الذي يقتل الإبداع في نفس ابنه ، بإسكاته إذا تكلم ، وتحقير أحلامه إذا حلم ، وتسخيف طموحه إذا طمح ، وقتل مواهبه وامكاناته ، هذا الأب يمشي على خطى قابيل .

وصاحب القلم الذي يقدم للناس الأدب الغث والقصة المبتذلة والشعر الماجن والمقالة التي تدعو إلى الكفر والفسوق والعصيان ، والكتاب الذي يهدم ولا يبني .. وبالتالي فهو يقتل الأفكار والعقول ويسممها .. صاحب القلم هذا يمشي على خطى قابيل .

وعندما نمارس المعصية وننغمس فيها ، ونقتل الوقت بالتفاهات ، ونصنع الكسل والعجز ، نكون حينئذ نسير على خطى قابيل .

والأمثلة لو بسطناها طويلة جداً ..

ولكن ما الذي سيحدث عندما نمارس هذه القابيلية البغيضة ؟

الذي سيحدث هو أننا سنبحث مثل قابيل في الأرض لنواري سوءاتنا ، ونصبح من النادمين ..

فالأب يشتكي من مستوى ابنه الهابط كل يوم إلى أسفل سافلين ..

والمجتمع يشتكي آلاف المتخرجين من الجامعات ، لكونهم لا يفهمون شيئاً مما درسوا ، ومن ثم يشكلون عبئاً ثقيلاً على المجتمع ..

والطب يشتكي الطبيب الذي ضيعه ، وجعل منه تجارة لن تبور ـ حسب ظن الطبيب ـ .

والتعليم الجامعي يشتكي الأستاذ صاحب المعلومة المتواضعة ! والبحث العلمي يشتكي من الأبحاث التي تكرر نفسها وتملأ مساحة في المكتبة ، لكنها لا تملأ من العقول شيئاً ..

وهكذا .. فإننا نبحث في الأرض كل يوم لنواري سوءاتنا ، وربما انتظرنا الغراب لعجزنا وتكاسلنا ليحل مشاكلنا ، الغراب الذي يعتبروه رمز الشؤم ، أصبح الآن ملاذاً وأملاً عند هؤلاء الخاملين والجامدين ..

فما الحل ؟

الحل هو أن ننضم إلى الطرف الآخر ، إلى خير ابني ادم .. هابيل .. فنتلوا آية من كتاب ربنا :

( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) سورة البقرة ، الآية 32 .

فنكون من الذين يحيون .. لا يقتلون .. يبنون .. لا يهدمون ..




هدوء يخيم على المكان ، والأضواء الحمراء تتضاءل تدريجياً ، ويبدو شخص في الوسط كأنه ظل .
ـ أين كأسي ، أوه .. لا أرى شيئاً .. أين كأسي ؟
بحركات مضطربة يبحث في المدى عن كأسه فيجده ، يرفعه إلى فمه محدقاً فيه .
ـ ها أنت ذا يا حبيبي ( يبتسم ) ، كلهم خونة يهجرونك في اشد لحظات حاجتك إليهم .. أما أنت .. أنت الوحيد الوفي هنا .. فكلما داهمتني الصعاب والتعاسة فأنت تحررني .. تنتشلني من النار إلى النعيم ..
يشرب .
ـ أين الغواني .. أين ذهبن ؟ هلا يزدن إلى متعتي متعة ( يصيح ) .
فلا احد يجيبه .. إلا صوتاً من المجهول يناديه ..
ـ أيها الثمل الضائع .. أيها الغارق في أوحال الشهوات .. أيها الساقط في المستنقع المنتن .. هلا استيقظت ؟
ـ أوه ( يقولها منزعجاً ) أنت ثانية .. يا من تكدر دائماً صفوي وتزعج جلساتي وتجذبني إلى الجحيم .
ـ أبداً .. فاني أريد لك الخلاص ..
ـ أنت .. أنت تريد لي الخلاص ( يقولها مستغرباً ) أنت تخاف من نفسك فكيف تنقذني .. أسألك بما تؤمن به أتستطيع أن تنظر في وجه امرأة .. أنت تخاف من نفسك .. أنت عديم الثقة ..
ـ تخاطبني ؟
ـ أخاطبك ..
ـ أية ثقة هذه التي تتحدث عنها وأي خوف ؟ من الذي يثق بنفسه ومن لا يثق .. ؟
ـ أنت دائماً تحاول تصغيري .. لكني لن أجيبك .. ولكن اذهب وسلهن ..
ـ الثقة .. وأية ثقة هذه ، أهي الثقة التي تجعلك تفر من واقعك ، تفر من المواجهة ، تفر من نفسك ، تفر إلى كأسك الذي يسلبك إرادتك وعقلك ، فتغدو في عالم الوجود صفراً أو أدنى من الصفر ، وتنفتح لك قيعان الجحيم فتسقط إلى اللاقرار .. فأية ثقة هذه ؟
ـ آه .. لماذا هذه الأضواء الحمراء تختفي ؟ إنها تأخذ روحي معها .. أنها تسرق ألواني الجميلة ..
ـ أنت لا ألوان لك .. انك لوحة سوداء اختفت منها معالمها .. لوحة لا تفاصيل لها ..
ويبدأ الصوت بالتلاشي وهو يردد : انك لوحة سوداء لا تفاصيل لها ..
****************************
ضوء يميل إلى الخفوت تدريجياً محاولاً رسم غروب الشمس ، فينسحب الضوء من المكان ويخيم الظلام في الأرجاء ..
ـ انه الليل ثانية ..
يخفض رأسه ثم يرفعه تدريجياً ..
ـ كلما انتظرتك يا ليل بفارغ خفت منك .. فلا ادري كيف اجمع بين النقيضين ..
ـ يا من تستطيع أن ينقذني من حيرتي وتناقضاتي .. هلا أنقذتني ( يصيح فيعلو الصوت المكان ) .
ثم يسكت هنيهة ، ليعم الصمت ..
إضاءة تسلط إليه ، فيبدو شبحاً محطماً جالساً على الأرض ..
ـ يا ليل كم اشتاق إليك ، اطوي ساعات النهار لأجلك ، لأنك وحدك الذي تفهمني ، وحدك الذي تحتويني ، في ظلامك فقط أجد رغبتي وإرادتي .. لكن ( يقولها مستدركاً ) ما أن ترمي بعباءتك السوداء في الآفاق وعلى الوجود .. أخافك .. أخشاك .. ربما لأنك تذكرني بنهايتي .. تذكرني بالفناء الذي يأكل في جسدي .. وأنا لم اقض من حياتي ما أريده بعد .. فكم كأساً سيبقى دون أن اشربه عندما تهاجمني يا فناء .. وكم .. وكم ؟
ـ يا ليل ( يقولها بصوت منكسر ضعيف وكأنه يتوسل إليه ) لماذا ترعبني ؟ لماذا تعذبني ؟ لطالما أحببتك .. فهل هذا جزائي منك ؟ أتوسل إليك لا تأخذني لأني لم انتهي بعد .. لدي الكثير لأقوم به ..
يخفض رأسه باكياً لثوان ، ليعود الصمت سيداً للمكان ..
ـ إن العشاق يتبادلون هيامهم ، ويفرغون حبهم تحت سمائك المتلألأة بالنجوم الجميلة .. أما نجومك فإنها تتحول إلى نار حارقة تحطم أجزائي .. فلا تعذبني ..
ـ اللعنة ( يقولها وهو يضرب الكأس على الأرض بعصبية ) اللعنة .. لماذا لا أستطيع تجاوزك إلا بكأس أو غانية .. لماذا ؟
يعود إلى هدوئه ..
ـ إنني احبك ، فهلا أحببتني ؟ لماذا تعطي كل الناس وتمنعني ؟ ألانك تحبني أنت أيضاً ؟ ولكن أيعذب الحبيب الحبيب ؟
وفي حركات مضطربة وقلقة وسريعة يستدير يمنة ويسرة وكأنه يبحث عن شيء ..
ـ أخشى أن يأتيني ذلك الصوت ثانية .. فلأخفض صوتي قبل أن يسمعني .. انه يريد أن يشمت بي دائماً .. يريد أن يراني ضعيفاً قلقاً حتى يؤكد لي صحة أقواله .. ولكن لا وألف لا لن اضعف أبداً ولن أريه ضعفي أبداً ..
يعود إلى هدوئه وقلقه ..
ـ لكني أخشى انك أنت الصوت يا ليل .. أنت الصوت .. فلا ادري ..
****************************
الضوء يزداد سطوعاً ، يجلس وسط الغرفة ، التعب والإرهاق باديان عليه ، ربما لأنه لم ينم ليلته الفائتة ، صمت عميق يطبق على الأجواء ، والضوء لا يزال يشتدّ حتى يحتضن الغرفة كلها ، فلا يبدو فيها غير النور ، يتوسطه كتلة بشرية خامدة ..
يرفع رأسه .. يتأمل المكان .. ويحاور صمته ..
ـ يا الهي .. انه الفجر .. ما أبهى هذا النور الذي يشع في المكان ..
ينهض من مكانه ، وكأن روحاً جديدة تدفقت في عروقه ، يقطع الغرفة متأملاً ذهاياً وإياباً ..
ـ هل أعيش حلماً جميلاً ؟
يفرك عينيه لعله يستيقظ من هذا الحلم إلى واقعه ..
ـ انه الواقع ما أشاهده هنا .. الواقع ..
يرتسم على وجهه علامات الاستغراب والتعجب .
ـ أهذا هو منظر الفجر الذي طالما تجاوزته بالنوم بعد ليلة ثملة ؟ وما هو هذا الكأس الذي كان يحرمني هذا الألق والسحر الجميل ؟
يسكت لثوان ، يبدو عليه الحزن والأسى .
ـ يا أيها الصوت ( يصيح ) أين أنت ؟ أهذا الذي كنت تريد أن تحدثني عنه .. هذا السحر الخارق ؟ أكنت تريدني أن أرى هذا المشهد الذي يأخذ العقول والنفوس ؟ أوه .. كم كنت غبياً حينها ، وأنا أصدك يا صوت بكل قوتي مستهزءاً ..
يبكي ..
ـ ولكن ِلمَ لم تفصح ؟ لم تقل لي يوماً أن وراء هذا الليل فجراً مبدعاً يهب للإنسان روحه وعقله ، بعد أن يسلبها الكأس المشؤومة ؟ بربك .. ِلمَ لم تفصح ؟
يمسح دموعه ، ويستعيد هدوءه بعض الشيء .
ـ إيه ( يقولها بحسرة وألم ) .. لقد ضعت أيها الثمل .. لقد قضي عليك .. لقد ضعت .. فلا ليل يؤويك بعد اليوم ولا فجر يحتضنك .. لقد انتهى كل شيء ..
يبدو باب الغرفة واضحاً بعد أن كان كل شيء مخفياً وراء النور الساطع ، يحدق نحو الباب ، يتحرك صوبه وهو يردد .
ـ لقد ضعت .. لقد انتهى كل شيء ..
يسمع صوتاً من الخارج يتلو :
( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
يعود أدراجه ، فيختفي النور الساطع ، فتظهر محتويات الغرفة كما كانت .
ـ لا تقنطوا من رحمة الله .. الله يغفر الذنوب جميعاً ( يرددها ) .
يصمت قليلاً ، وكأنه أكتشف شيئاً جديداً .
ـ نعم .. الله يغفر الذنوب جميعاً ..

( إن الإنسان يولد أول مرة عندما تطرحه الأرحام إلى هذا العالم ، وعندما تجرفه سيل الشهوات والشبهات يموت ، فإذا ما رجع إلى الله تعالى الذي يغفر الذنوب جميعاً ، سيولد مرة ثانية .. وتكون الساعة حينها ، ساعة ولادة جديدة .. )

يذهب إلى أشيائه في الغرفة يرتبها ، ويلقي بأدوات المعصية خارجاً ..

نداء غريب صبري
08-03-2014, 05:09 PM
قرأنا أسماء وترجمة لأدباء بعضهم مبدعون
وبحثنا عن أسماء مبدعين كبار فلم نجدها

ننتظر البقية

شكرا لك أخي

بوركت

عبده فايز الزبيدي
18-04-2014, 08:53 PM
قرأنا أسماء وترجمة لأدباء بعضهم مبدعون
وبحثنا عن أسماء مبدعين كبار فلم نجدها

ننتظر البقية

شكرا لك أخي

بوركت

بارك الله فيك
أختي الكريمة بحول الله ستجديني ما يسر الذائقة و يفيد المتذوق.
خالص الود للجميع:001:

عبده فايز الزبيدي
18-04-2014, 09:01 PM
سامر سكيك
هو أبو فراس سامر بن هشام سكيك ،الشاعر الفسطيني المقيم بدبي مؤسس و رئيس منتديات مجلة أقلام الأدبية الشهيرة جداً،و هي أول ما سجلتُ و نشرت فيه من الأشعار مع نخبة من كبار شعراء العرب و العرب المهاجرين و كان ذاك في عام 2007م ،فجزاه الله خيراً إزاء ما خدم الفصحى ،من مواليد غزة بفلسطين عام 1979م ،حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من الجامعة الإسلامية بغزة 2002م، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع بتقدير امتياز من جامعة هيرويت وات-بريطانيا 2010 م، ثم هو حاصل على شهادة مدير مشاريع محترف من الولايات المتحدة الأمريكية pmp.يعمل في وضيفة بمسمى مدير أول-المشاريع في إحدى الشركات العقارية الكبرى في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة،كما يشغل منصب أستاذ جامعي ومشرف على بحوث الماجستير المتعلقة بإدارة المشاريع الهندسية في جامعة هيريوت وات البريطانية-فرع دبي.
من نتاجه و نشاطه :
• صدر له "أجواء عابثة" عام 2006 عن دار كنعان للدراسات والنشر وهي مجموعته الشعرية الأولى.
• أجريت معه عدة لقاءات تلفزيونية وإذاعية مباشرة من قبل محطات عربية ودولية.
• عمل مشرفا ومحررا ثقافيا مع أكثر من صحيفة ومجلة محلية.
• عمل مع موقع إسلام أون لاين في نقد الأعمال في نادي المبدعين.
• نشر له العديد من القصائد في صحف ومجلات عربية ومواقع متخصصة.
• نشر عشرات المقالات الفكرية في مجلة أقلام ومواقع إلكترونية متخصصة.
• استحدث بحرين جديدين في الشعر العربي هما السامر والمؤتلف نظم عليهما عدد من الشعراء العرب، وأجري عليهما العديد من الدراسات.(1)
• شارك في إحياء عدد من الأمسيات الشعرية في فلسطين والخارج.
له من الأولاد :فراس ، وهشام ، ويارا.
من أشعاره:

____
(1): سأعود إن شاء الله لأتحدث عن هذا الموضوع لأهميته

عبده فايز الزبيدي
24-04-2014, 08:51 PM
بندر الصاعدي
يحدثنا الشاعر السعودي بندر الصاعدي عن ملامح من حياته قائلاً:
بندر بن نفاع بن هليل بن ناجي الصاعدي الحربي من مواليد المدينة النبوية اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى لعام ألف وأربعمائة, درست المرحلة الابتدائية في مدرس أنس بن النضر رضي الله عنه ثم المتوسطة في مدرسة سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه ثم الثانوية في مدرسة طيبة ثم درست في كلية إعداد المعلمين بالمدينة المنورة وتخرجت منها عام ألف وأربعمائة وستة وعشرون للهجرة حاصلا على شهادة البكالوريوس في تخصص الرياضيات.
- عيينت معلما عام 1428هـ في إحدى مدارس قرى محافظة الرس ونقلت من بعد إلى قرية تابعة للمدينة المنورة ولازلت أعمل فيها حتى كتابة هذه السيرة.
- بدأت قرض الشعر عندما كنت في المرحلة الجامعية ولم يسبق لي أن كتبت شعرا فصيحا من قبل, وقد تعرفت على بعض شعراء الجامعة أواخر أيامي فيها.
- مثلت الكلية آن ذاك في إحدى ملتقيات كليات المعلمين على مستوى المملكة وحصلت على المركز الثاني في مجال الشعر عن قصيدتي"أعود نعم للشعر" والتي ألقيتها في الحفل الختامي للملتقى.
- شاركت في حفل تكريم الدكتور فائز بن عبدالله الفائز وكيل كلية المعلمين بالمدينة آن ذاك بقصيدتي"عيون الغواني دون أهدابها الأسر".
- تنقلت بين المواقع الأدبية في الشابكة العنكبوتية ومن بينها رابطة الواحة الثقافية والتي شرفت بالانتماء إليها عضوا مشاركا منذ انطلاقتها ولا زلت .
- ليس لدي أى حضور أدبي أو نشاط يذكر في المانشط الأدبية غير أني أطمح حاليا إلى إنجاز عملين أدبي وتعليمي شعري.
- ليس لدي أي ديوان شعري ولا زالت فكرة نشر ديوان شعري ورقي بعيدة عن اهتماماتي.
- أتمتع كغيري من الشعراء على الشابكة بعلاقات طيبة مع مختلف الشعراء مشهورين كانوا أو مغمورين أمثالي.

قلت: تعرفتُ على هذا القلم الجميل و الشاعر المبدع في منتديات الواحة الثقافية التي يملكها الشاعر سمير العمري ، و مما أختاره من شعره:
1.قصيدة (في معرض الكتاب):

فِي مَعْرِضِ الكِتَابْ
للنَّاشِرينَ سَاحَةٌ كَثِيرَةُ القِبَابْ
أَجْنِحَةٌ مُفْعَمَةٌ ..
يُعْرَضُ فِيهَا كُلُّ مَا لَذَّ وَطَابَ جَنْبَ مَا بَذَّ وَعَابْ
فِي المَعْرِضِ الأَفْكَارُ وَالأَسْرَارْ
المَالُ والعُمَّالُ وَالأَطْفَالُ والنِّسَاءُ والشِّيبَانُ والشَّبَابْ
الليلُ والنَّهَارْ
الصَّحْوُ وَالغُبَارُ
والكِنَاسُ وَالآجَامُ والأوكارْ
وَفِيهِ تَسْرَحُ الغُزْلانُ وَالقَطَا مَعَ الأُسُودِ الذِّئِابْ
لَكِنَّمَا مِمَا يَرَاهُ يَحْذَرُ الجِدَارْ
**
فِيهِ حُقُولٌ جَاوَرَتْ ثِمَارَهَا أَقْذَارْ
فَاعْصِرْ كَمَا تَشَاءُ في الأَكْوَابِ..
وَارْتَشِفْ كَمَا تُرِيدُهُ الشَّرَابْ
فِيهِ المُكَيِّفَاتُ والمُلَطِّفَاتُ وَالبَخَّورُ ..
لَمْ تَحَارِبِ الذُّبَابْ
غَيْرَ ذُبَابٍ جَالَ فِي الأَسْيَابْ
فِيهِ السَّوادُ غَائِظٌ بِيْضًا وَلا عُجَابْ
كَذَا يَغْتَاظُ عِنْدَمَا يَفْقِدُ لَوْنَهُ الغُرَابْ
**
فِي مَعْرِضِ الكِتَابْ
أَرْوِقَةٌ لِلْمُقْتَنِينَ ضُيِّقَتْ لَتَنْعَمَ الأَجْسَادُ فِي تَلاحُمِ الوِدَادْ
دَخَلْتُ فِي سَاحَتِهِ مِنْ أَفْخَمِ الأَبْوَابْ
قُمْتُ بِجَوْلَةٍ عَلَى المَعْرُوضِ فِي الرُّفُوفْ
أقَلِّبُ الكِتَابَ وَالعُلُومَ وَالآدَابْ
أَطَيلُ عِنْدَ بَعْضِهَا الوُقُوفْ
بَيْنَا أَنَا ..
دَهَتْ يَدِي آخِذَةٌ بِهَا إِلَى مَصَارِعِ العُشَّاقْ
كَحِيلَةٌ تُصِيبُ بِالجَوَى وَلا فُوَاقْ
أَسْلَمْتُهَا نِفْسِي إِلَى حَيْثُ تُرِيدْ
فَإِذْ بِنَا فِي جُنَّةٍ جَنِيَّةِ الأَطْيَابْ
فِي يَدِهَا قَائِمَةٌ تَضُمُّ أَسْمَاءَ كُتُبْ
هَذَا مُفَكِّرٌ مُزَخْرِفٌ يُطَوِّرُ العَرَبْ
وَتِي رُؤَى وَفَلْسَفَاتُ فَيْلَسُوفٍ مُنقِذٍ أَحْوَالَنَا مِنْ العَطَبْ
وَذَا دِيْوَانُ مُحْدِثٍ مُجَدِّدٍ..
وَذَي رِوَايةٌ سَمَتْ عَلَى رِوَايَاتِ الأَدَبْ
وَذَا ..., وذَا ...
قُلْتُ: كَفَى ..
مَا شَأْنُهَا وَشَأْنِي
وَإِنَّما كُونِي مَعِي .
قَالَتْ: بِشَرْطٍ أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنًا بِمَا حَوَتْ .
قَلْتُ : وَهَلْ لِي حِيلْةٌ ..
بَعْدَ الذِي فِي مَعْرِضِ الكِتَابِ يَا بِنْتَ العِنَبْ !
قَالَتْ: أَرَاكَ عَارِفًا بِأَمْرِهِ ؟
قُلْتُ: الجَمِيعُ عَارِفُونْ .
لَكِنَّمَا "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبْ"
وَمَنْ يَكُونُ فِي فَسَادِنَا السَّببْ
وَمنْ يَدُسُّ السُّمَّ فِي شَهْدِ الكُتُبْ
وَمنْ يُرِيدُ الفِسْقَ والإِلْحَادَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ..
بَلْ وَفِي جَزِيرَةِ العَرَبْ.
2. قصيدة (عديني فقط):
عديني بوصلٍ
عديني فقطْ
حروفي انمحتْ منْ عليها النقطْ
عديني ليضحَكَ للحبِّ سنّي
وأرسمَ للوعدِِ ألوانَ فنّي
أغنّي .. أغنّي
وأعزفُ بالشوقِ أوتارَ لحني
عديني بوصلِ أعيشُ بهِ
أموتُ لهُ
وأحيا بشوقٍ إلى المنتهى

***
عديني ليُصبح وعدُكِ شمعةْ
تخيطُ بأهدابها هاجسي
وتدفئُ بردَ الليالي إذا
ارتعشتُ حنيناً إلى المدفأةْ
عديني فقطْ
ليبتسمَ الصبحُ في ناظري
ويغفو الألمْ
عديني عديني ولوْ كذْبةً
تبددُ تيهَ المسيرِ وتختلّقُ الوقتَ حلماً لكي أتبعَهْ
فمهما نأيتِ أكون معَهْ
أمشّطُ لليلِ أذيالهُ
وأنفضُ جفنَ المنامِ ليصفى من الأغبرةْ
فأرمقُ أبسطةَ الساهرينْ
أسامرُ بعضي وأركنُ وحدي ولستُ كذالكْ
فأنتِ معي
***

عديني فقطْ
ليمخرَ في خاطري قاربٌ
ومنْ مقلتيكِ لهُ الأشرعةْ
أكابدُ في رحلتي السهدَ ريحاً تلي المعمعةْ
ويمشقُ برقُ النعاسِ جفوني
وتدوي الرعودْ
كأنّي بها لا تريدُ الوعودْ
فأنحو أشبّثُ كلَّ يقيني
بأوتارِ يومٍ
وأوتادِ وعدٍ
لكي يصدقَ العمرُ في عيشهِ
ويخدعَ شجوَ التشاكي المبينْ
فمهما تمنّى فؤادُ الحنونْ
بغفوةِ طفلٍ هدتْهُ السنونْ
إلى حضنِ أمٍّ تداري ابنها
كأنّهُ غافٍ على جفنها
يكونْ القدرْ
كما شاء ربُّ العبادِ لهُ
***
عديني وطوفي بأقدامِ حبّي مساعي الربيعْ
لأهمسَ بالعشقِ بين الورودْ
وحومي بأجنحةِ العينِ فوقَ مدارِ الصقيعْ
لألتقطَ العذبَ بين البردْ
وسيري لسعيكِ صوبَ السعادةْ
لتنعمَ روحُكِ أينَ استكانَ فؤادكِ كيفَ استحلَّ المكانْ
ليهدأ جفنُكِ من جهدِ ما تحتويهِ الصورْ
فيأتيهِ لهثاً بحلمِ الطفولةِ ضوءُ القمرْ
فنامي وأعطي شفاهَكِ للنحلِ دون وجلْ
ليرقص يعبقُ دونَ خجلْ
فيجنحُ لي بالأماني يذيبُ لذيذَ العسلْ

عديني فقطْ
عديني فقطْ
لأرسمَ فوقَ حروفي النقطْ .

3.قصيدة ( أَعُودُ نَعَمْ للشِّعِرِ)
بَدَتْ لَكَ كَلْمَى تَشْتَكِي كَفَّ مَنْ أَدْمَى=حَشَاهَا فَلمْ تَسْطِعْ لْجُرحٍ بِهَا لَأْمَا
بَدَتْ لَكَ لَمَّا أُبْتَ قَصْدَ امْتِطَائِها=وَقُبلُ حَسِبْتَ العَيْشَ مِنْ دُوْنِها سِلْمَا
خَضَعْتَ لَهَا قَسْرًا وَإِنْ شَقَّ نَهْجُهَا=فَأَقَسَى مِنْ التَّسْهِيدِ لِلْعَيْنِ أَنْ تُعْمَى
وَبَذْلُ نَفِيسٍ يَدْفَعُ الشرَّ نِعْمَةٌ=لِأمَنِ الفَتَى مَا شَقَّ لَا رَاحةُ النُعْمَى
أْلَا إنَّ أَلْفًا مِنْ خُصُومِكَ هَيِّنٌ=عَلِيكَ وَلَا تَلْقَاهُ مِنْ نَفْسِكَ الخَصْمَا
فَسْيفُكَ مَثْلُوماً غَدَا حَيْنَ عِفْتَهُ=مِرَاساً فَأَمَّا التِّرْسُ لَمْ يُوْقِكَ السَّهْمَا
وَكُلُّ قَدِيمٍ أَتْلَفَ الدَّهرُ مُبْدَلٌ=بِأَفْضَلَ إِلا النَّفْسَ مَا لَمْ تَرُمْ عَزْمَا
تَحَرَّى فَمَا غَارَتْ عَلَى المَرْءِ قُوَّةٌ=أَعَدَّ لَهَا أَقَوى وَقَدْ حَصَّنَ المَرْمَى
فَإيهٍ أَيَا نَفْسِي تَمَطَّيْ عَزِيزَةً=وَإِيهٍ أَيَا قَلْبِي أَحِدْ ذَلِكَ الهَمَّا
وَإِيْهٍ أيَا عَيْنِي السَّمَا تِلْكَ فَانْظُرِي=وَإِيْهٍ أَيَا أَنْفِي الرُّبَا عَطّرَ الشَّمَّا
أَعُودُ نَعَمْ, للشِّعْرِ أُزْجي قَصَائِدِي=وَأُخْلِفُ وَعْداً قَدْ قَطُعْتُ فَمَا تَمَّا
لِأجْلِ كَرِيمٍ بلْ لِكُّلِّ أَخٍ سَمَا=فَذَا قَمَرٌ يَزْهُو وَذَا يَمْتَطِي نَجْمَا
فَدَاْكُمْ بَلا زَيْفٍ فَؤَادٌ وَمُهْجَةٌ=عَلى الدِّينِ والأَخْلَاقِ خَلْفَ التَّقَى ائْتَمَّا
فَدَتْكُمْ قَوَافٍ تَسْتَعِيرُ مِنْ الدِّمَا=حُرُوفًا وَمَنْ نَبْضِ الفُؤَادِ لَكُمْ نَغْمَا
لِأَجْلِكَ يَا مَنْ بِالجَمَالِ تَجَمَّلَتْ=أَفَانِينُ دَوْحِي مِنْهُ إِذْ أَحْسَنَ الرَّسْمَا
لِأَجْلِكَ أَسَقْي الشِّعْرَ بَعْدَ احْتِبَاسِهِ=وَإِنْ غَصَّ حَلْقِي بِالرَّوَافِدِ أَوْ أَظْمَا
وَلكِنَّ لِي حَقًّا عَلَيْكَ أَلَأ اقْضِهِ=وَلَا تَبْتَئِسْ مِمَّنْ أَرَادَ بِنَا ذَمَّا
فَعُدْ أَنْتَ أَنْتَ الشَّهْدُ والمِسْكُ والسَّنَا=وَأنْتَ جَمَالٌ لَا يَرَاهُ الفَتَى الأَعْمَى
وَأَنْتَ بَصِيرٌ بِالأُمُورِ تَسُوسُهَا=وَكُلُّ عَظِيمٍ لَا يَقُودُ سِوَى العُظْمَى
فَحَولَكَ صَحْبٌ قَدْ عَهِدْتَ فَعَالَهُمْ=كِفَاءٌ فَهَلْ تَرْضَى لِمَحْفَلِهِمْ هَدْمَا!
مَسِيرَتُنَا تَبْقَى وَيَبْقَى رِجَالُهَا=وَيَحْفَظُهَا الرَّحْمَنُ مِنْ بَغْيِ مَنْ هَمَّا
فَعُدْ رَاضِيًا لَا تُلْقِ بِالًا لِكُلِّ مَنْ=أَرَادَ عَلَى جَورٍ لِشَوْكَتِنَا وَصْمَا
وَعُدْ سَالِمًا مِنْ كُلِّ غَبْنٍ وَغُصَّةٍ=وَلَا تَكْتَرِثْ مَا لَمْ تُصِبْ في ِالوَرَى إِثْمَا
فَكُلُّ كَرِيمٍ لَا تُكَدِّرُهُ الوَرَى=وَإِنْ كَدَّرُوا مَاءَ السَّحَائِبِ وَاليَمَّا
فَطُهْرُ الفَتَى قَلْبٌ تَعَلَّقَ بِالتُّقَى=وَعَقْلٌ يَسُوقُ الرُّشْدَ وَالعِلْمَ وَالحِلْمَا
وَنْفَسٌ عَلَى مُرِّ الزَمَانِ صَبُورَةٌ=وَرُوحٌ تَرَى نَورَ الفَضَاءِ لَهَا جِسْمَا
وَطَبْعٌ تَجَلَّى لَمْ تَسُؤْهُ خَلِيْقَةٌ=تَوَشَّحَ بِالقُرْآنِ وَالسَّنَّةِ العُظْمَى
أَلَا إِنَّ عَيْبَ المَرْءِ فَلْتُ لِسَانَهِ=هَوًى يُلْحِقُ النَّاسَ المَذَمَّةَ والشَّتْمَا
وَكُلُّ ذَمِيْمٍ إِنْ ذَمَمَتَ فَمِثْلَهُ=وَمَنْ يَذْمُمِ النَّاسَ اسْتُذِمَّ وَمَا ذَمَّا
فَمَا نِلْتَ مِنْ طَوْدٍ بِرَجْمِكَ سَفْحَهُ=عَلَى سَفَهٍ يُضْنِيكَ بَلْ زِدْتَهُ حَجْمَا
وَصَمْتُ الفَتَى حِلْمًا إِذَا ضِيمَ حَقُّهُ =كَمِسْكٍ عَلَى الأَخْلاطِ يَطْغَى مَتَى نَمَّا
فَمَا عَابَ نُورُ الشَّمسِ حُجْبُ غَمَامَةٍ=وَلَا البَدْرُ مَنَقُوصَ الكَمَالِ إِذَا غُمّا
يَغِيبُ أَخُو الأيَّامِ عَنْ عِيْنِ أَهْلِهِ=وَيُبْقِي لَهُمْ مِنْ حُسْنِ أَخْلَاقِهِ وَسْمَا
وَيَبْلُغُ صُوْتُ المَرْءِ بِالرِّفْقِ غَايَةً=وَيُكْرَهُ لاَ جَدْوى يُثِيرُ إِذَا أَصْمَى
وإِنْ سَمَتِ الأَفْكَارُ فِي نَهْجِ طَرْحِهَا=فَحُسْنُ سَجَايَا المَرْءِ مِنْ طَرْحِهَا أَسْمَى
فَما العَذْبُ مَشْرُوبًا وَإِنْ أَنْتَ ظَامِئٌ=بِقِرْبَةِ مَنْ أَلْفَيْتَهُ يُفْرِغُ السُّمَّا
وَلكِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِن شِيَمِ الفَتَى=يَعِيْشُ بِهِ شَهْمًا وَيرْدَى بِهِ شَهْمًا.

4. قصيدة (أَقِلْنِي مِنْ المَدْح)
عُيُونُ الغَوَانِي دُونَ أَهْدَابِهَا الأَسْرُ=مَتَى تُبْدِ لِلْعُشَّاقِ وَمْضَ الهَوَى يَسْرُوا
فَأَيَّتُهَا لِلْسَّتْرِ قَرَّتْ بِعَاشِقٍ=وَأَيُّ أَسِيرٍ فَكَّ أَغْلَالَهُ المَهْرُ
وَأَعْجَبُ مِنْ صَبِّ العُيُونِ صَبَابَةً=عَشِيقُ عُلُومٍ شَاقَهُ لِلْعُلَا السِّفْرُ
يَقَرُّ بِنَهْلِ العِلْمِ مَا طَابَ نَبْعُهُ=يَكَحِّلُهُ سَطْرٌ مُكَحِّلُهُ الفِكْرُ
وَكُلِّيَّةٌ مِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهي النُّهى=رُقِيًّا لَنَا فِيهَا وَفِينَا لهَا ذِكْرُ
أفَاضَتْ عَلِينَا سَائِغَ العِلْمِ, كُلَّمَا=أَجَزْنَا بِهَا نَهْرًا جَرَى آَخَرٌ غَمْرُ
وَخَيْرُ وَكِيلٍ مَا عَلِمْتُ بَقَدْرِهِ=وَكِيلًا وَأُسْتَاذًا إِذَا ذُكِرَ القَدْرُ
هُوَ الفَائِزُ المُوفُورُ بِالخِيرِ, والثَّنَا=لَهُ وَافِرًا مِنَّا وَمِنْ رَبِّنَا الَأَجْرُ
مَنُوطٌ بِطِلَّابِ العَلى وَشُئُونِهِمْ=قَرِيبٌ إِلَيْهِمْ مَا يُعَثِّرُهمْ أَمْرُ
تَقِيٌّ نَقِيٌّ طَاهِرُ القَلْبِ فَاضِلٌ=بَشَوشُ المُحَيَّا مَا الأَزَاهيِرُ مَا الفَجْرُ
كَأَنَّكَ مَعْنِيٌّ بِهِ وَهَو مَنْ عَنَى=إِذَا رُمْتَهُ فِي حَاجَةٍ مَا لَهُ سِتْرُ
نَصُوحٌ حَرِيصٌ مُسْتَحِثٌّ مُوَجِّهٌ=أَبٌ وَمُرَبٍ فِي سَمَاحَتِهِ البِشْرُ
أَفَاضَ عَلَى أَبْنَائِهِ مَاءَ فَضْلِهِ=بِأَرَضِ زُرُوعٍ حَيْثُمَا أَنْبَتَ البِذْرُ
أَلَا يَا بْنَ عَبْدِ اللهِ دُمْتَ مُرَبِّيًا=فَنِعْمَ الوَكِيلُ البَاذِلُ الخَيْرَ وَالذُّخْرُ
مَقَامُكَ مَيمُونٌ وَعَهْدُكَ مُشْرِقٌ=وَسَعْيُكَ مَحْمُودٌ وَمَوْطِئُكَ التِّبْرُ
دَؤُوبٌ عَلَى الإِنْجَازِ بَاذِلُ طَاقَةٍ=مُيَسِّرُ_بَعْدَ اللهِ_ مَا أَمْرُهُ عُسْرُ
وِإِنْ كَانَتِ الأَمْجَادُ تُشْقِي رِجَالَهَا=كَدَحْتَ لَهَا كَدْحًا وَشِيمَتُكَ الصَّبْرُ
بِمِثْلِكَ يُنْدَى العِلْمُ وَالبَذْلُ وَالهُدَى=وَيُشْحَذُ عَزْمُ النَّاسِ مَا وَنِيَ الدَّهْرُ
يَدَاكَ لَنَا بَيْضَاءُ تَبْنِي إِلَى العُلَا=كَأَنَّ سَنَاهَا فِي عُلا بَنْيِكَ البَدْرُ
أَقِلْنِي مِنْ المَدْحِ الذِي أَنْتَ أَهْلُهُ=فَفَضْلُكَ لَا يُوْفِيهِ نَثرٌ وَلَا شِعْرٌ
أَتَيْتُكَ بِالمَقْرُوضِ مِنْكَ إِلَيْكَ لَمْ=أَخُطَّ سِوَى بَعْضَ الذِي أَثَرَ الذِكْرُ
فَإِنَّكَ مِنْ رَكْبِ الأُلَى ائْتَلَقُوا هُدَىً=مُشِعًّا وَفِي خَيرِ الأُمُورِ لَكَ الصَدْرُ
تَخَيَّرْتُ مِنْ بَيْنِ البُحُورِ طَوِيلَهَا=فَيَا لَكَ مِنْ دُرٍّ بِهِ قَدْ طَمَا البَحْرُ
مَحَاسِنُ أَهْلِ العِلْمِ تَبْقَى عَظِيمَةً=يُنِيرُ بِهَا مَا مُدَّ بِالمَدَدِ الحِبْرُ
وَإِنَّ الفَتَى إِلَّمْ يَرَ الدَّهَرُ صُنْعَهُ=وَإِنْ شَاخَ فِي دُنْيَاهُ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ
فِللهِ دَرُّ المُحْسِنِينَ إِلِى الوَرَى=وَلِلسُّوءِ مَنْ ألْفَاهُمُ مَالَهُ دَرُّ
وَحَسْبُكُمُ مَنْ شَرَّفَ الشِّعْرَ ذِكْرُهُ=فَإِنَّ ثَنَائِي مِنْ مَنَاقِبهِ نَزْرُ

عبده فايز الزبيدي
24-04-2014, 08:52 PM
محمد الصحبي
هوالشاعر السعودي محمد بن أحمد بن شامي البدوي الصحبي ،الشهير بمحمد بن عباس ،من مواليد 1391هـ بقرية الصُّفة بوادي حلي بن يعقوب,وتربطه قرابة لصيقة بالأديب الراحل محمد سنده البدوي، متزوج وله أبناء .
يحدثنا عن نفسه بقوله:
أعمل معلما لمادة اللغة العربية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية والمتوسطة بالصفة .

• السيرة التعليمية :
كانت دراستي في التعليم العام حتى الثانوية العامة ( علمي ) في مدارس بلدة الصفة ( حاضرة حلي الإدارية ) ثم التحقت بكلية إعداد المعلمين المتوسطة ( بمسماها آنذاك ) حيث كانت مدة الدراسة فيها سنتين فقط , حصلت منها على ( دبلوم الكلية المتوسطة ) في تخصصَيّ الرياضيات ( فرعي ) واللغة العربية كتخصص ( رئيس ) , وكان ذلك في تخرُّجي الأول عام 1410هـ .
وفي عام 1424هـ عدت مرة أخرى إلى تلك الكلية الشامخة بمسماها الجديد ( كلية إعداد المعلمين ) للحصول على درجة البكالوريوس في تخصصي الرئيس ( اللغة العربية ) وقد حالفني التوفيق من الله تعالى وحصلت على هذه الشهادة الغالية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في الفصل الأول من هذا العام 1426- 1427هـ , وقد عرض على أحد أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية أن أتقدم للإعادة بالكلية لكنني رفضت لعدة أسباب خاصة , وكان هذا التخرج بمثابة التخرج الثاني من نفس الكلية .
وبين التخرجين كان جُلُّ حياتي العملية , حيث بدأت مهنة التدريس عام 1411هـ أبّان أزمة الخليج الأولى ( اجتياح العراق للكويت ) في مدرستين من مدارس محافظة محايل عسير ولمدة خمس سنوات ثم انتقلت لتعليم محافظة القنفذة فعملت في خمس مدارس ثم أمين مكتبة مركز إشراف التربوي في حلي لبضع سنوات والآن هيأ الله لي التدريس في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالصفة ولله الحمد .

و عن رحلته مع الشعر يقول:
البداية كانت بداية حب للشعر , وفي المرحلة الثانوية بالذات ,وقد حدثت لي قصة لا أنساها , وهي أنه ذات مساء وفي ساعات متأخرة من الليل كنت أستمع للمذياع وكانت تُبث فيه قصائد جميلة جدا فتأثرت بها كثيرا فبدأت أخربش على أوراق دفتري بأبيات شعرية لأول مرة , وفي الصباح ذهبت إلى مدرِّسي في اللغة العربية , وهو من إحدى الدول العربية ( الأستاذ : عبد النافع ) فأطلعته على كتابتي , وكان رده عليًّ جارحاً إذ اتهمني بالسرقة الأدبية , لكن ولحسن حظي كان مكتب الأستاذ محمد بلغيث العلوي ( مدرس المرحلة المتوسطة بالمدرسة ) بالقرب من مكتب أستاذي المذكور , فأشَّر إليَّ أن أقترب منه ثم أخذ يوجهني ويرشدني لأمور لم أكن أدركها ويبين لي الأسس المهمة في علوم الشعر من عروض وقافية وغير ذلك فله بعد الله عليّ كل الفضل والتقدير .
و يقول عن كفاح الصبا:
بداياتي للأسف فقدتها , لأنني لم أكن أعتقد أنها مهمة بالنسبة لي , لكنني أحتفظ بنصوص نشرتها في الصحف والمجلات أثناء دراستي في المرحلة الثانوية , وحفظي لها بسبب أنها نشرت إعلاميا , وبعضها فقد بعد النشر !! .
ولا أنسى دور إدارة المدرسة آنذاك متمثلة في الأستاذ / إبراهيم بن عثمان العقيلي , الذي خصص لي يوم الأربعاء من كل أسبوع في الإذاعة المدرسية لألقي قصيدة أمام زملائي , ومن ذلك نص ( غناء الطير ) الذي نشرته لأول مرة في ملحق الأربعاء عام 1407هـ وفقدت الملحق ثم نشرته مرة أخرى في مجلة اقرأ العدد (753) عام 1410هـ :

ــــــــــــــــــ
غِنَاءُ الطَّيْر
ـــــــــــــــــ

إذا الطيْـرُ غَنَّى لنَا مُطْــرِبَاً
ـــــــــــــــــــــ تًذَكَّرْتُ فِي الحِيْن ِصَوْتَ الحَبِيْبْ

فَقُلْتُ أَيَا طَيْـــرَ يَا حَــاوِيَـاً
ـــــــــــــــــــــ إلَى الحُسْـــن ِأُغْـنـِيـَةَ العـَنـْدَلـِيْبْ

أَتَذْكُـرُ صَـــوْتَاً لنَا شَــادِيَـاً
ـــــــــــــــــــــ جَفَانَا , فَأَصْـبَحْـتُ مِثْلَ الغَـرِيْبْ

تَنَاءَى وََأَوْغَلَ بَعْدَ الصَّفَاءِ
ــــــــــــــــــــ وأسْـــلَمَنِي حـَـائِـرَاً , كَـالكَـئِـيْـبْ



وكذلك نص الذي نشرته عام 1410هـ بنفس المجلة :
ــــــــــــــــــــ
أَيُّ حُبٍ أَنْتَ ؟!
ــــــــــــــــــــــ
أَيُـهَـا السَّــاكِـنُ في أَعْـمَـاق ِنَـفْسِـي
ـــــــــــــــــــــ فِيْ حَـنِيْنِيْ , فِيْ تَبَارِيٍحِـيْ وَحِسّـي

أَيُـهَـا الـْعَـابـِثُ فِيْ قَـلـْبـِيْ الـْمُـعَـنَّى
ـــــــــــــــــــ أيُّ ذَنْب ٍ كُـنْـتُ أَجْـنِـيـْهِ وَرِجْـس ِ؟!

أَيُّ حُـــب ٍ أَنْـتَ ؟ تـَلـْهُــوُ بـِقـَلـْبـِي
ـــــــــــــــــــ وَأَنـَـا لِـلـْـحُــبِ أَهْــدِيـْـكَ نَـفْــسـِي !

يَا قـَـرِيْـبـَاً قُـرْبَ نَبْضِــي لِحِـسّــي
ــــــــــــــــــــ وَبَـعِــيْـدَاً بُـعْـــدَ أَرْض ٍ وَشَــمْــس ِ

تَاهَ فِيْ البَحْر ِقَارِبِي , لَسْـتُ أَدْرِي
ــــــــــــــــــ أَيْنَ يَهْدِيْ الطَّرِيْقُ , بَلْ أَيْنَ أَرْسِي ؟

كُــلـْمَـا خِـلـْتـُهَـا الـْمَسَـــافـَاتُ تَدْنـُو
ـــــــــــــــــــ زَادَ بُـعْـدُ الـطَّــرِيْقُ واشْــتَدًّ نَحْسِي

كُــلـْمَـا لاحَ لِيْ مِـن البُـعْـــدِ حُــلـمٌ
ـــــــــــــــــــــ مَاتَ فِيْ المَهْدِ وَاخْتَفَى مِثْلَ أَمْسِي

فـَـــوَدَاعَــــاً أَيُــهَـــا الــحُــبُ إنّـي
ــــــــــــــــــــ قَدْ أَضَعْتُ الطَّرِيْقَ , أَعْلَنْتُ يَأْسِي


وغير ذلك من النصوص .



من أعماله:

1. قصيدة (ســيِّدُ الثـقـلـيـن )


بزغ َالصــــــباحُ بنورِ وجهك بعدما
ـــــــــــــــــــــــ غشــتِ البرية َظلمة ٌســــــــــوداءُ
فـتـفـتـقـت بالنـــــورِ أركانُ الـدجى
ـــــــــــــــــــــــ وسعى على الكون ِالفسـيح ِضياءُ
ومضى السلامُ على البسيطةِ صافياً
ـــــــــــــــــــــــ تُروى به الفيحــــــاءُ والجــــرداءُ
حتى صفـت للكون ِأعظمُ شِـــــرعةٍ
ــــــــــــــــــــــــ فاضت بجــودِ ســخائها الأنحـاءُ
دانـت بها الـدنـيـا لـرب ٍ واحـــــــد ٍ
ـــــــــــــــــــــــ ولـعــدلها , أصـغى له الحـكـمـاءُ
ولنـــورِها , وليســــرِها , ولحــبها
ـــــــــــــــــــــ ضـحّى خيارُ الناس , والشـــهداءُ
الله هــيــأهــا , وأنـزلَ قـــــــــولـَه
ــــــــــــــــــــــ فيهـا , وقـصّــــرَ دونه الفصـحـاءُ
لم يقـدروا أن يـكـتـبــوا لــو سـورة ً
ـــــــــــــــــــــــ من مثلهِ , فجميعهم جُــــهـــــلاءُ
يا ســــيـّد الـثـقـلـيـن ِيا نـبـعَ الهـدى
ــــــــــــــــــــــ يا خيرَ من ســعدت بهِ الأرجـــاءُ
وحيُ الســـماءِ إليك جــدّدَ عهــــدَه
ــــــــــــــــــــــ وإليك يـنـشــــدُ نـورَك الـحُـنـفـاءُ
وحـراءُ يشـهدُ والجـبـالُ جـمـيـعُـها
ـــــــــــــــــــــ والركنُ والـعَـرَصَـاتُ والبـطـحاءُ
شــهدوا جـمـيـعـاً أن أحـمـدَ مرسلٌ
ــــــــــــــــــــ بـالـحـــق ِ, من رب ٍ لـه الـعـلـيـاءُ
ســـبـحـانَ من نطـقَ الجـمادُ بأمره
ــــــــــــــــــــ وتحــقـقـت في صُـــــــنـعـهِ الآلاءُ
وأتى بخـيـرِ الخـلـق ِطُــَّراً مُـنـقـذاً
ــــــــــــــــــــ إذ كانت ِالشـــحـنـاءُ والـبـغـضــاءُ
فـتـبـدلـت كلُّ الخـصـــوم ِمـحـبــة ً
ـــــــــــــــــــ وصــفـت بها الـدنـيـا, وحلَّ إخـاءُ
ورسـت دعــــائــمُ أمـــة ٍ مــدنـيـة ٍ
ـــــــــــــــــــ الـكــــونُ مـن أنـوارِها وضّــــــاءُ
يا ســيـّد الـثـقـلـيـن ِ؛ شعري واجـمٌ
ـــــــــــــــــــ فأمـامَ ذِكـرِك يعـجــــــزُ الـبـلـغـاءُ
ماذا أقـولُ وكيف أنســـجُ أحــرفي
ـــــــــــــــــــ فالمدحُ أنت , وأحرفي أشــــــــلاءُ
يكـفـيـك بالذكــرِ الحـكـيـم ِتـمـجّـدا
ـــــــــــــــــ والذكرُ محفوظ ٌ , وفيه شـــــــــفاءُ
أثنى عليك اللهُ فـوقَ ســــــــمـائـــهِ
ـــــــــــــــــــــ في غيرِ ما آي ٍ , فجــلّ ثـنــــــاءُ
قد كـنـت في آيـاتـه مـتـمـثــــــــلا ً
ـــــــــــــــــــ تمضــي بقـــول الله حيث يشـــــاءُ
ودعوت في كل الأمور إلى الهدى
ـــــــــــــــــــ حتى تـقـلـّد أمـرَكَ السُــــــــــعـداءُ
ورسمت منهاجــاً وسُـــنة َمرســل ٍ
ـــــــــــــــــــ هي وجـهـة ُالركـبـان ِحـيثُ أماءوا
صلى عـلـيـك الله يا خـير الــورى
ـــــــــــــــــــ يا رحـمــة ً يهـفـــو لـهـا الـرحـماءُ.

2. قصيدة (حصاد الصحراء)

ﻛﺎﻥَ ﻳﻮﻣﺎً ﻣُﺸْﻤِﺴَﺎً
ﻳَﻮﻡَ ﺃﻥْ ﻛُﻨﺖُﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀِ
ﻭَﺣْﺪِﻱ
ﺃﺣْﺮُﺙُﺍﻷ*ﺭﺽَ
ﺑِﻤِﺤْﺮَﺍﺛِﻲﻭَﺯَﻧْﺪ ﻱ
ﻏَﻴْﺮَ ﺃﻧّﻲ
ﺑَﻌْﺪَ ﺃﻥْ ﺃﺗْﻤَﻤْﺖُﺣَﺮْﺛِﻲ
ﻟَﻢْ ﺃَﺟِﺪْ ﻗَﻄْﺮَﺓََ ﻣَﺎﺀْ
ﻟَﻴْﺲَ ﺑﺎﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀِﻣَﺎﺀ
ْﺫَﺭَﻓَﺖْ ﻋَﻴْﻨﻲ
ﺩُﻣُﻮْﻋَﺎًﻣِﻦْ ﺃﻟَﻢ
ْﻛﺎﻥَ ﺟُﻬﺪﺍً ﻗﺎﺳِﻴﺎً
ﺿﺎﻉَ ﻭَﻫْﻤَﺎًﻭَﻫَﺒَﺎﺀْ
ﻭﻣﻀﺖْ
ﺃﻳﺎﻡُ ﻋُﻤﺮﻱﻣُﺴْﺮِﻋَﺔْ
ﺟﺎﺀَ ﺻَﻴْﻒ
ٌﻓﺨﺮﻳﻒٌ ﻓﺸﺘﺎﺀ
ْﻋُﺪﺕُ ﻓﻴﻬﺎ
ﻧَﺤْﻮَ ﺗﻠﻚَ ﺍﻷ*ﺭْﺽِﺃﺟْﺮِﻱ
ﺇﺫْ ﺑِﺰَﺭْﻉٍ ٍﺄَﺻْﻔَﺮ
ٍﻛﺎﺩَﺕِ ﺍﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀ
ُﺗُﻌْﻄِﻴْﻪِ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡْ
ﻭَﻗﻔﺖْ ﻋَﻴﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭَﺍﻗﻪِ
ﻭﺑﺪﺍ ﻓﻜﺮﻱ
ﻳُﻨﺎﺟِﻴﻪِﺳُﺆَﺍﻝ
ﻛﻴﻒَ ﻫﺎﺝَ ﺍﻟﺰﺭﻉ
ُﻣِﻦْ ﻏﻴﺮِ ﻣَﻄَﺮْ؟
ﻟﻴﺲَ ﺑﺎﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀِ ﻣﺎﺀٌﺃﻭ ﺛﺮَﻯ !!
ﻏَﻴْﺮَ ﺃﻧِّﻲْﺑَﻌْﺪَ ﺟُﻬْﺪٍ ﻭَﻋَﻨَﺎﺀْ
ﺟَﺎﺀَﻧِﻲ ﺻَﻮْﺕ
ٌ ﻳُﻨَﺎﺩِﻱْ ِﻔْﻲ ﺃﻟﻢ
ْﻗﺎﻝَ :ﻭﺍﻟﺤَﺴْﺮَﺓُ ﻓِﻲْ ﺃﻭْﺗَﺎﺭِﻩ
ِﺃﻧﺎ ﺣُﺰْﻥٌ ﻗَﺪْ ﻧَﻤَﺎ
ﺇﺛْﺮَ ﺩَﻣْﻊ ٍﻭَﺑُﻜَﺎﺀْ

عبده فايز الزبيدي
24-04-2014, 08:56 PM
يحي السَّمَاوي
هو الشاعر العراقي الشهير يحيى بن عباس بن عبود من آل حسن، و السَّماوي لقبٌ غلب عليه نسبة للسماوة ببادية العراق ، و أوّل ما عرفت هذا الشاعر الكبير إبَّان غزو العراق للكويت حينها كنت أتابع مجلة (المجلة العربية) التي كان يرأسها الأديب حمد بن عبدالله القاضي و كان للسماوي تواجد بها كبير، وهو الآن يعيش بإستراليا كأحد شعراء المهجر المعاصرين.... وهذه نبذة أفدتها منه شخصياً عن حياته:
• تاريخ الولادة 16/3/1949 مدينة السماوة / العراق.
• تخرج في الجامعة المستنصرية / كلية الآداب / بغداد عام 1974 م.
• عمل في التدريس والصحافة والإعلام.
• صدرت له المجاميع الشعرية التالية:
• إصدارات الشاعر :
• 1ـ عيناك دنيا .
2 ـ قصائد في زمن السبي والبكاء .
3 ـ قلبي على وطني .
4 ـ جرح باتساع الوطن .
5 ـ من أغاني المشرد .
6 ـ الإختيار .
7 ـ رباعيات .
8 ـ عيناك لي وطن ومنفى .
9 ـ الأفق نافذتي .
10 ـ هذه خيمتي .. فأين الوطن ؟
11 ـ أطبقت أجفاني عليك .
• 12 ـ زنابق برية .
• 13 ـ نقوش على جذع نخلة .
• 14 ـ قليلك لا كثيرهن .
• 15 ـ البكاء على كتف الوطن .
• 16 ـ مسبحة من خرز الكلمات .
• 17 ـ شاهدة قبر من رخام الكلمات .
• 18 ـ لماذا تأخرتِ دهرا ؟
• 19 ـ أدب الرسائل ( دراسة نقدية ) .
• 20 ـ بعيدا عني قريبا منك ِ .
21 ـ تعالي لأبحث فيك عني .
• 22 ـ مناديل من حرير الكلمات .
• 23ـ أطفئيني بناركِ

• * حاز ديوانه " قلبي على وطني " جائزة أفضل ديوان شعر في الملتقى العربي في أبها عام 1992 .

* حاز ديوانه " هذه خيمتي فأين الوطن ؟ " جائزة مؤسسة ابن تركي للإبداع الشعري برعاية جامعة الدول العربية عام 1998

* حاز ديوانه " نقوش على جذع نخلة " جائزة البابطين لأفضل ديوان شعر عام عام2008 .
• حظيت تجربته الشعرية بالعديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه في جامعات عراقية وعربية وأجنبية ، كما تناولها عدد من النقاد العراقيين والعرب في مؤلفاتهم النقدية .

• نشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات الأدبية العراقية والعربية والأسترالية، وترجمت له الشاعرة الأسترالية إيفا ساليس مختارات شعرية تحت عنوان " Tow Banks With no Bridge”، صدرت ضمن منشورات “ Picaro” للنشر والتوزيع. كما ترجم له الدكتور صالح جواد الطعمة ، الدكتور رغيد النحاس، والشاعرة الأسترالية آن فيربرن ، د .عادل الزبيدي ، د . بهجت عباس ، أ . جواد وادي ، أ . آسية السخيري ، أ . جمال جلاصي ، أهند أبو العينين ، أ . صباح جاسم محسن وآخرون .
• ترجمت مختارات من شعره إلى الفرنسية والأسبانية والألمانية والفارسية والكردية ولغات أخرى .
• شارك في العديد من المهرجانات الأدبية العربية والعالمية. وكتب عنه نقاد منهم : د. علي جواد الطاهر- د. عبد الملك مرتاض- د. عبد العزيز المقالح د. عبد الله باقازي- د. غازي القصيبي- د. عبد العزيز الخويطر- د. جميل مغربي- د. حسن فتح الباب- أ. يس الفيل- أ. فاروق شوشة- أ. حسين الغريبي- د. فاطمة القرني- د. عبد الله الحيدري - د. حاكم مالك الزيادي- د. حسن الأمراني- د . محمد بدوي شاهين ، أ. سلطانة العبد الله- د. محمد بن سعد - د. ثريا العريض- أ. إنطوان القزي- أ. شوقي مسلماني- أ. لامع الحر ، أ . شوقي عبد الحميد يحيى ، أ . عبد الجواد خفاجي ، أ . عبد الحفيظ الشمري ، أ . محمد علي الخفاجي ، د . عبد الله باقازي ... وآخرون.

و أعمال يحي السماوي أشهر من أن تذكر ولكن لابد:
1. قصيدة:( لـماذا تـأخـرتِ دهـراً ؟ )

تـقـولُ الـتي صَـيّـرتْـني أنـيـسـاً
وكـنتُ الـعَـنـيـدَ ..
الـغَـضـوبَ ..
الـعَـصِـيّـا :

*

أما مِـنْ إيـابٍ

إلى حيثُ كان النخـيـلُ

مـآذِنَـكَ الـبـاسِـقـات ..ِ

وكان الـحَـمـامُ «بِـلالاً» ..

وكان الـهَـديـلُ الأذانَ الـشـجـيّـا ؟

*

وأنتَ عـلـى السّـطـح ِ :

طـفـل ٌ

يُـغـازِلُ عـنـدَ المـسـاءِ الـنجـومَ ..

ويـغـفـو

يُـغـطِّـيـهِ ضوءُ الـثــرَيّـا ؟

*

لـقـد عـدتُ لـو كان سَـعـفُ النخيل ِ

كـمـا الأمسِ ..

لـو أنَّ لـيْ سـطـحَ دار ٍ ..

وأنَّ الـحَـمـامَ يُـجـيـدُ الـهـديـلَ ..

ولـكـنَّـهُ الـقـحْـطُ :

لا الخـبْـزُ في الـصَّـحْـن ِ ..ِ

لا الـتَّـمْـرُ في الـعِـذق ِ ..

والمـاءُ في الـنهـرِ لمَّـا يَـعُـدْ

يـمـلأ الكـأسَ رِيّـا

*

أبي عاشَ سـبـعـينَ عـامـاً ونـيـفـاً

عـلى الـخـبـزِ والـتـمـرِ

مـا زارَ يـومـاً طـبـيـبـاً ..

وأمـي ـ إذا جـعْـتُ ـ تـشـوي لـيَ الـمـاءَ

أو تـنـسـجُ الـصـوفَ ثـوبـاً

فيغدو حريراً بَهـيّـا !

*

لـمـاذا إذن ْ

أصبـحَ الـماءُ في عـصـرِنـا ظـامِـئـاً

والـرَّغـيـفُ كـمـا الـتِّـبْـن

والـعِـشـقُ في يـومِـنـا تُـهْـمـة ً

والـمـواويـلُ غَـيّـا ؟

*

أتـدعـيـنـني بـعـدمـا شـاصَ تـمْـري ؟ **

لـمـاذا تـأخَّـرْتِ دهـراً عَـلـيّـا ؟

*

وكـنـتُ الـمُـقِـيـمَ

عـلى بُـعـدِ نـهـديـكِ من ثـوبِـكِ الـمُـسْـتَفَـزِّ ..

عـلى بُـعـدِ كـفِّـكِ مِـنْ شـذرةِ الـخـاتَـمِ الـسـومَـريِّ ..

لمـاذا اخـتـبـأتِ غـداةَ أتـيْـتُ

لأهـرقَ في شـاطـئـيْـكِ

بـقـايـا وقـاري ؟

*

وأطـفـئَ نـاري ؟

*

جميعُ الـغـزالاتِ مـرّتْ عـلى واحـتي ..

والـظِـبـاءِ .. الـفـراشـاتِ ..

إلآكِ أنتِ !

تـأخَّـرْتِ أكـثـرَ مِمـا يُـطـيـقُ اصْـطِـبـاري !

*

لـمـاذا أتَـيْـتِ

أوانَ احْـتِضـاري ؟

*

وبِدءَ احْـتِـفـاءِ الـدُّجـى

بـانطِـفـاء نـهـاري ؟

*

وقـد كـنـتِ من مُـقـلـتـيْ قـابَ جـفـنيْ ..

ومن مـوقـدي قـابَ جـمـري ونـاري !!

*

لـمـاذا أتـيْـتِ أوانَ الـخريـفِ

وكنتِ عـلى بُـعْـدِ ضِـلـعَـيـن ِ

مـنْ أصـغـرَيّـا ؟

*

لـماذا تـأخَّـرتِ دهـراً عَـلَـيّـا ؟

*

فشـرّقْـتُ .. غَـرَّبْـتُ ..

غـرّبْـتُ .. شـرَّقـتُ :

طِفـلاً عَـجـوزاً

وكـهْـلاً صَـبـيّـا !!

*

توهّمتُ أنَّ الـتـغـرُّبَ

يُـنـسي الفتى السـومريَّّ هـمـومَ المشـاحيفِ ***

يُـدني نـزيـلَ الـمـفـازاتِ من

سـدرةِ المُـنـتـهـى والـثـريّـا ..

*

وها مـرَّ جـيـلان ِ ..

جـيـلانِ مَـرّا

عـلى نـخـلـةٍ غـادرتْ طـيـنـهـا !

تـمـرُهـا شـاصَ ..

والـسـعْـفُ لـمّـا يَـعُـدْ يـنـسـجُ الفيءَ

غـضّـاً نـديّـا ..

*

جميعُ المـواعيـدِ فـاتتْ

ومَـرَّ قـطـارُ الـقـرنـفـلِ والـيـاسـمـيـن ..

الـعـصـافـيـرُ عـادتْ إلى دفءِ أعشـاشِـهـا

وأنـا واقـفٌ ..

غَصَّـةٌ في فـمي

والـلـظى في يَـدَيّـا ..

*

توهّـمْـتُ أنَّ الـطريـقَ إلى الأقـحـوان ِ

الـمـنـافي ..

فـنـفَّـضْـتُ طـيـنَ الـفـراتـيـن ِ

مِـنْ راحَـتـيّـا !

*

ودَرَّبْـتُ عـصـيـانَ هـدبـي

عـلى مُـقـلـتـيّـا !

*

غـريـبـاً ذلـيـلاً ..

فـحـيـنـاً أفـتِّـشُ عـنْ دجـلـتيَّ

وحـيـنـاً لأهـربَ مـنْ دجـلـتـيّـا !

*

فلا كـنـتُ مَـيْـتـاً

ولا كـنتُ حَـيّـا !

*

ولا كـنـتُ في مـوكـبـي بـابـلـيّـاً

ولا كـنـتُ في زورقـي سَـومَـريّـا !!

*

لـماذا تـأخَّـرتِ دهـراً علـيّـا ؟

*

وكنتِ على بُـعـدِ «حاءٍ» من «الباءِ»

نـامـا

عـلى تـخـتِ سـطـرٍ سَـوِيّـا !!

*

لـمـاذا تـركـتُ الـسـمـاوةَ خـلـفـي

ويَـمَّـمْـتُ نـحـوَ المـقـاديـرِ خـطـوي

فـكـنتُ الـشـقـيّـا ؟

*

أمـا كان لـيْ

أنْ أُخـبِّـئـنـي لـيـلـةً في «الـصـريـفـةِ » .. ****

أو لـيـلـتـيـنِ بـسـردابِ قـبـرٍ ..

وعـامـاً بـبَـرِيَّـةٍ ..

نصـفَ عِـقـدٍ بـ«هـور الـجـبـايـشِ» .. *****

عِـقـداً مـع الـلـوزِ والـجـوزِ في غـابـةٍ

في الشـمـالِ ..ِ

وعـامـاً بـكـهـفٍ أُلـمْـلِـمُ بـعـضـي إلـيّـا ؟

*

أبي عـاش سـبـعـيـنَ عـامـاً ونـيـفـاً

عـلى الـخـبـز والـتـمـرِ

ما قـالَ أفّ ٍ ...

ولا صـاحَ بـالـخـوفِ تـبّـاً ..

ولم يـتَّـخـذْ غـيـرَ نـخـلِ السـمـاوةِ

خِـلاًّ وفِـيّـا !!

*

لـمـاذا هـرقـتُ شـبابي

شـريـداً ..

غـريـبـاً ..

ذلـيـلاً ..

شـقـيّـا ؟

*

لمـاذا تـأخَّـرْتِ دهـراً عَـلـيّـا ؟

*

وقـد كنـتُ مـنـكِ

الـقـريـبَ الـقـصِـيّـا ؟

*

بـلى

كـان يُـمـكـنُ لـيْ

أن أعـيـشَ طـويـلا ..

*

وأن ْ أهـزمَ

الـمـارِدَ الـمـسْـتحيـلا

*

فـأعْـقِـد بـيـن الـثـرى

والـثـريّـا

*

قِـرانَ الـتـرابِ عـلـى الـنـجـمِ

لـكـن ْ :

تـأخـرتِ دهـراً

فـجـاز شِـراعُ الـمُـنـى شـاطِـئـيّـا

*

أقـيـمـي عَـزاءَ الـهـوى ..

إنـنـي :

مُـتُّ حَـيّـا !!

*

فلا يُـغـويَـنَّـكِ ظِـلّـي ..

ولا يُـغـريَـنّـكِ

نـبـضُ الـمُـحَـيّـا !!

*

لـمـاذا تـأخَّـرتِ دهـراً

عَـلـيّـا ؟

* * *

2.قصيدة:( كـذّبتُ صدقي كي أصدّق كذبها )

مـتـمـاهِـيـان ِ

تـرى سَـرابـيَ كـوثـرا ً ..

وأنـا أراهـا فـي بـسـاتـيـن ِ الأنـوثـةِ والـمُـنـى

تُـفّـاحـة َ الـفـردوس ِ فـي حُـلُـمـي الـقـديـم ِ ..

ونـخـلـة َ الـلـهِ الـظـلـيـلـة َ ..

والـمُـبـشِّـرة َ الـبـتـولْ

*

فـيـهـا مـن الـبـحـرِ

الـلآلـئُ والـنـوارسُ والـسّـحـابُ ..

وبـيْ مـن الـبـحــرِ الـمـتـاهَـةُ والـمَـدى

والـلافـصـولْ

*

كـذّبْـتُ نـفـسـي

كـيْ أصَـدِّقَ مـاتـقـولُ ..

وكـنـتُ أعـرفُ أنـهـا كـذِبَـتْ عـلـيَّ

فـلـسـتُ أنـضـرَ مـن سِـوايَ ..

ولـيـس فـي حـقـلـي قـطـوفٌ

لـيـس تـعـرفـهـا الـحـقـولْ

*

شـجَـري إلـى حَـطـب ٍ ..

وأكـوابـي مُـهَــشّــمـة ٌ ..

وقـيـثـاري بـلا وتـر ٍ ..

وشـمـسـي والـنـجـومُ إلـى أفـولْ

*

سَـكـن الـرَّبـيـعُ حـقـولـهـا ..

وأنـا الـخـريفُ بـدأتُـهُ

مـن قـبـلِ مِـيـلادِ الـمـواسِـم ِ والـفـصـولْ

*

لـكـنّـهـا خَـبَـرَتْ غِـراسـي

حـيـن تـعـطـشُ

لا تـمـدُّ ظـمـيءَ جـذر ٍ لِـلـوُحُـولْ

*

صَـدّقْـتُ كِـذبـي

كـيْ أكَـذِّبَ صِـدقَـهـا ..

فـأنـا صَـديـقـي مَـرَّةً ..

وأنـا عـدوّي والـعَـذولْ

*

وأنـا الـمُـغـامِـرُ في تَـهـيُّـمِـهِ بـكـأسِ زفـيـرِهـا

وبــلثـم ِ مُـقـلـةِ نهـدِهـا الـمـائـيِّ ..

و الـطـفـلُ الـمُــشــاغِـبُ ..

والـصّـبـيُّ الـجـائـعُ الـنـيـران ِ فـي حـقـل الـغـوايـة ِ ..

والـفـتـى الـضِّـلِّـيـلُ ..

والـكـهْـلُ الـمَـلـولْ ..

*

تَـعِـبَ الـمُـصـلّـي مـن تـهَـجُّـدِهِ ..

الـمُـغـنّـي مـن ربـابَـتِـهِ ..

الــرِّيـاحُ مـن الـشِّـراعِ ولا وُصُـولْ !

*

فـأتـيـتُـهـا

مُـسْـتـأذِنـا ً شَــرَفَ الـدّخـولْ

*

فـي بـيـتِ طـاعـتِـهـا ..

أبَـشِّـرُ بالـفـسـيـلِ الـنـخـلَ ..

والـتـنـورَ بـالـمـحـراثِ ..

والـصـحـراءَ بـالأنـعـام ِ والـمـطـرِ الـهَـطـولْ ..

*

وأزفُّ لـلـكـأس ِ الـحَـرام ِ

بِـشـارةَ الـخـمـر ِ الـحَـلالِ بِـزِقِّ مـائـدةِ

الـذّهـولْ

*

فـهـي الـبـشـيـرةُ فـي الـهـوى ..

وأنـا الـمُـبَـشِّـرُ ..

والـمُـبَـشَـــرُ ..

والـرّسـالـة ُ ..

والـرّسـولْ !

*

سـأعـودُ

طـفـلا ً مُـشـمِـسَ الأيـام ِ

فـي

ديـجـورِ مـمـلـكـةِ الـكـهـولْ.

3.قصيدة:( أضيـئـيـني )

ظميئـُكِ .. فاطفِـئـي شـَـرََري

بكـوثــَـَر ِ نـَبْـعِـك ِ الـخـَصِـر ِ

//

بـِنـَفـْح ٍ من رحيـق ِ الـروح ِِ

لا مــن كــأس ِ مُـعـْـتـَصَــر ِ

//

أضـيـئـي لـيـلَ مُـغـْـتـَـرِب ٍ

عَـقـيـمَ الـنـَجْـم ِ والـــقــَمَـر ِ

//

وَلــوْدَ الـهَـمِّ والأحـــزان ِ

أضـحى بـائــسَ الـــوَطـَـر ِ

//

أضـيـئـيـني بدِفْء ٍ مـنـك ِ

أو بـِلـَهــيـب ِ مُـجْـتــَمـِــر ِ

//

ونـُـصْـح ٍ أسْــتعـيـنُ بــه

عـلى مُـسْــتـَذئِـب ٍ أشـِـر ِِ

//

عسى بُسـْـتانيَ المـذبوحُ

يغدو ضاحِـك َ الـشـَـجَـر ِ

//

أضـيـئـيني لـعَـلَّ الـلـيـل

يُـفـْـضي بيْ إلى سَــحَـر ِ

//

ويَكْـسـرُ صمتهُ الوحشيَّ

فـي تــرنـيــمَـة ٍ وَتـَـري

//

ظمـيـئـاتٌ إلى قـَدَمَـيْـك ِ

يا أختَ الهَـوى غـُدُري

//

فـيا نهـراً من الصلوات ِ

يا حَـقـلا ً مـن الـخـَفـَـر ِ

//

رأتـْـكِ بصيرتي حُلـُما ً

يُكـَحِّـلُ بالندى بَصَري

//

ونـــافِــذة ً تـُطِـلُّ عـلى

غـدٍ في لـيل مُحْـتـَضِـر ِ

//

وقــنـديـلا ً أنـش ُّ بـــه ِ

دُجى مُسْتـَوْحَش ٍ خـَطِر ِ

//

فـما ربحي مـن الـدنـيـا

وقلبي منك ِ في خـُـسُـرِ؟

//

فصُـبّي في دمي نـَسَـغـا ً

لِـتورقَ وردة ُ الـسَّــمَـر ِ

//

وماءَ الضـوءِ في مُـقلي

ليغدو َ مُـعْشِـبا ًحَجَـري

//

ومُـرِّي فـي مَـفـازاتـي

سَـحابا ً نازفَ المَـطـَـر ِ

//

أعينيني عليَّ .. عليك ِ..

إنَّ الـقـلـبَ في ذعُــــر ِ

//

أغـيثـيني فقد هُـزِمَـتْ

خـيولي دون مُشـْتـَجَـر ِ

//

ويا نهرا ً من الصَبَوات ِ

لا تـشْــمـتْ بـِمُـنـْـدَحِـر ِ

//

فإنَّ سواحِلَ " الخمسين"

مُـشـْـرِفـَة ٌ عـلى جَـزَر ِ

//

خـَلِـيُّ القـلب ِ إلآ مـنـكَ

في طاحـونـة ِ الـسَّـهـَـر ِ

//

على عَثـَر ٍمَشيْتُ العمرَ

دربــا ً غـيـرَ ذي عَـثـَر ِ

//

أضيعُ فـَيُـسْـتـَدَلُّ عَـليَّ

بين الناسِ من ضَجَري

//

فكوني لـلغـريب ِ الدارَ

كوني غـايــة َ الـسَّـفـَر ِ

***

يُـماطِـلُ وجهُها عـَيـنيَّ

في صَحْــو ٍ وفي خـَدَر ِ

//

ولولا عطرُ وردِ الصوتِ

مـا لـوَّنـْتُ مــن صُـوَر ِ

//

فلا أذني التي عَـشِقـتْ

حَـدائـقـَها ولا نـَظـَري

//

ولكن ْ شـاءت ِ الأقدارُ

مـن قـلبي عـلى كِـبَـر ِ!

//

مقاديـرٌ .. وهل لِـلمَـرءِ
مَـنجى ً من يَـد ِ القـَدَر ِ ؟

عبده فايز الزبيدي
03-05-2014, 01:48 PM
علي الشاعر
هو الشاعر السعودي علي بن عبدالله بن محمد الزبيدي، المولود بحدبة زبيد من ضواحي المظيلف في عام 1389هـ و المتوفي في السابع من شعبان من عام 1434هـ، و قد أخبرني بوفاته الأستاذ محمد أحمد المرحبي(خريص)، فيكون مات شاباً عن عرٍ يناهز الخامسة و الأربعين لا غير، بعد مكابدة لمرض السرطان استمرت لما يربو عن عشر سنوات ضرب خلالها أروع الأمثلة للصبر و الاحتساب و الرضا بقضاء الله و قدره فكان يشارك الأدباء و يواصل الأصدقاء بجميل خلق و بديع شعر ،و قد رأيته مرة واحدة على مسرح كلية الجامعية بالقنفذة في عام 1433هـ .دفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة بعد أن صلي عليه ببيت الله العتيق المسجد الحرام .
تخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالجنوب بقسم اللغة العربية عام 1413هـ ،عمل مشرفا تربويا للغة العربية بإدارة تعليم العاصمة المقدسة ،ثم عمل مشرفا بمركز التدريب بمدرسة الفاروق الثانوية بالمظيلف .وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي , عضو نادي مكة الأدبي .
تحدث عن تجربته الشعرية في لقاء بمنتديات وادي حلي يعود لعام 2005 للميلاد قائلاً:
بدأت كتابة الشعر وأنا في المرحلة الثانوية في الصف الأول عام 1407هـ ،وكنت اشعر برغبة في كتابة الشعر وكانت لي بعض المحاولات قبل هذا التاريخ .كانت أول قصيدة لي بعنوان ( نداء من المسرى ).
أصدر ديواناً بعنوان (أطلال المجد) قدم له الدكتور الشاعر عبدالرحمن بن صالح العشماوي بقوله:
( ... مِنْ يتصفح قصائدَ هذا الديوان سيجد آثار خطواتِ هذا الشاعر داخل ساحة الشعر واضحةً أمامه ...
أؤكدُ للقارئ الكريم أنَّ دخوله إلي قصائدَ هذا الديوان سيكون دخولاً جميلاً إلي نبضات قلبٍ، و مشاعر َ إنسان ، يشعر بهمومِ أمته كما يشعر بهمومه ...)
من أعماله رحمه الله:
-قصيدة (وداع العام):
لَوَّحَ العامُ بالوداع و ولى = مثل حُلمٍ يَحارُ فيه اللبيبُ
و كأنّي بالعام يهتفُ فينا = لو وعت منطقَ الزّمان القلوبُ
إنني رحلٌ و لم يبقَ إلاَّ =برهة بعدَها يكونُ الغروبُ
إنني راحِلٌ فهل مِن مجيبٍ = لندائي فقدْ يفوزُ مجيبُ
إنني راحلٌ فهل مِن مجيبٌ لندائي فقدْ يفوزُ مجيبُ
إنني راحلٌ كما ترْحل الشَّمـ = ـس ُ و تطوي ضياءها و تغيبُ
يغفلُ النَّاس و السنونَ سراعٌ = و إلي غاية تشَقُّ الدروبُ
لا يطيقُ الأنام مهما أطاقوا = و قْفَ سير الزمان فهو عجيبُ
أبداً لا تكل خيلُ الليالي = عادياتٍ لا يعتريها لغوبُ
أين من يفهمون كرَّ الليالي = فيؤوبون إذ يلوحُ المشيبُ
قد شُغلتم بالعيش حتَّى نسيتم =أن يوم الوداع يومٌ قريبُ
ما حياةٌ ترى و ربك إلاَّ = قامَ فيها ن الفناء خطيبُ

_قصيدة( الطفل الكبير )
لا تسلني
لِمَ لَمْ أشرع رماحي؟
لا تسلني
لِمَ أغضيتُ على الضيمِ،
و داريتُ جراحي؟
أيُّها الفارسُ إنيّ
أقرأُ المأساةَ في عينيكَ،
في كلِّ النَّواحي
غيرَ أني
لا أرى السَّيْفَ اليمانيَّ،
و لا خيلَ صلاحٍ
أيُّها الطفلُ
أيا قاهرَ أفواج الأعادي
نظرةٌ منكَ
تثيرُ الرُّعبَ فيهم
أينَ يا قومي
تباشير الجهادِ
إنني أخجلُ ،
أن أدعوكَ طفلاً
و أرى في وجهك الميمون
للأمجاد وصلاً
أيُّها الطفلُ
أيا رمزَ البطولاتِ الكبيرة
يا صغيراً
قاد بالعزم المسيرة
بوركت فيك
قرارات الرجالْ
أنت أمضي أيها الطفل
و أكبرْ
لا تسلني
عن حمى الأقصى
و عن جرح الإباءْ
عن جموع كالغثاءْ
أنت أمضي أيها الطفل
و أكبرْ
حجرٌ في كفك اليمنى
من المليار أجدي
من دعايات السلامْ
و من المؤتمر المصنوع
في جنح الظلامْ
لقّن الأعداء
درساً
أيها الأستاذ حررْ
أنت أمضى أيها الطفل
و أكبرْ
ربما حركت شيئاً
في قلوب الأتقياءْ
ربما كفكفتَ شيئاً
مِنْ دموع البؤساءْ
و إذا كنتَ فداءً
فلأقصانا الفداء
أنت أمضى أيها الطفل
و أكبرْ
و غداً تمضي
على الدروب الجيادْ
عندما تُشرق
أنوار الجهاد ْ
عندما تُشرق
أنوار الجهاد



-قصيدة( العيد):
هذا هو العــــــيد ما زلنا نردده = لحــنا فريداً وشدواً دونما مــــللِ
هذا هو العيد تستولي مشاهده = على مشـاعرنا يأتي على مـــهلِ
وحــين يرسم للثــغر ابتسامته = يـــمر من بين أيديـــنـا على عـجلِ
ما زلت أذكر كــم كنا نراقـــبه = نبــيت نحــلم باللـقــــيا وبالحــــلل
كانت سعادتنا بالعـــــيد غامرة = وللطــــفولة جـــولات مع الجـــذلِ
سرّ الهــناء لديها أنها سلـمت = من القطيــعة والشحــناء والـــدَّغلِ
العــيد ليس جديد الثوب نلبسه = على ســواد من الأحـقـــاد والعــللِ
العــيد ليس شعاراً بل مناسبة = يــبدو به كل فـــــرد غــــير منعــزلِ
العـيد ألاَّ نرى الأهواء تفصلنا = وأن نـظل يــداً تســمو على الدَّخلِ
ما أجمل العـيد تحدونا مباهجه = إلى اجتـماع على الخيرات متصلِ
ماأجمل العيد نلقى فيه وحدتنا = أخــــوة وصـــــفاءً غــــير مفتـــعلِ
حلاوة العـــيد أن نبقى يداً بيدٍ = فتلك في عـــيدنا أحلى من العسلِ
فإن يكن بينـنا للـذئب قاصـــية = فإنَّ للــــــعيد معــنى غـير مكتــملِ

عبده فايز الزبيدي
03-05-2014, 01:49 PM
عبدالصمد الحكمي
الشاعر السعودي أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن أحمد الحكمي ، من مواليد محافظة صامطة التابعة إداريا منطقة جازان في المملكة العربية السعودية سنة 1378 هـ - 1959 م ،له ابنان هما: محمد و عبدالمجيد و بنات ، حاصل على درجة الليسانس في اللغة العربية .
عمل في السلك التعليمي مدة خمس وعشرين سنة معلما في المرحلة المتوسطة فمشرفا تربويا فموفدا خارج المملكة فمعلما في المرحلة الثانوية فوكيلا حيث أنهى بمحظ إرادته مشواره العملي بقرار التقاعد المبكر في 15/1/ 1427هـ ، وهو من بيت علمٍ و ديانة مشهور ، فشيخ الإسلام حافظ بن أحمد الحكمي صاحب (معارج القبول شرح سلم الوصول) هو الشقيق الأصغر لوالد عبدالصمد،و هو خفيف الظل حاضر الفكاهة.

لم يصدر له حتى الآن ديوان شعري ، وأكثرُ إنتاجه الشعري متوفرٌ في ثنايا المنتديات الأدبية وبعضه تم نشرُه في الصحف السعودية .

شارك في العديد من الفعاليات والأمسيات الشعرية ضمن برامج النادي الأدبي بجازان.
عرفت الأستاذ عبدالصمد الحكمي لأول مرة في منتديات (التوباد) الذي يملكه الشاعر محمد الشدوي ، و من أعمال الحكمي:
1.قصيدة( احتراقٌ على بوابة الرعد):

عِدِيْنِي خلافَ البرْد إذ أمْحَلَ الوعدُ
فَذاتَ خريفٍ قد يُخاتِلُنا الرّعدُ
ويبْغَتُنا برقٌ يزُفّ حناجري إليكِ
صدىً يمتدُّ حينًا ويرتَدُّ
ولا تعْجبيْ إن عشتُ نِضوَ حرائقٍ ولم أتشوّهْ
لم يَطَلْ هامتي جَهْدُ
إذا أنا لم أَنثُرْ دفاترَ خيبتيْ
وخلْفَ كُوى أضلاعها لم يَشِ الوَقْدُ
أرى السِّرَّ في الرمضاءِ تُرْقِص حافيًا
و تَصْدِيَةِ الأضراسِ يُطْرِبُها البردُ
بريقُكِ كم غالطْتُ فيهِ فَراستي
وأجنحتي تترى تروحُ ولا تغدو
وعطرُكِ كم تاقتْ لفحواهُ صَبْوتي
فعانقني شوكٌ ، وواعدني وَرْدُ
وللريحِ كم أسلمتُ حُلْمَ مراكبي
فلا مُدُنٌ وافَتْ ، ولا ساحلٌ يبدو
وفي الشاطئ المأزومِ حارت زواجريْ
فلا الجزرُ محمودٌ لَدَيْه ولا المَدُّ
أرى الصقرَ في العلياءِ يُمْسي على الطَّوى
وثَمَّ بُغاثُ الطيرِ مِن ترَفٍ تشدو.

2. قصيدة ( كاتمة الأشواق):
أثارتْ بهمستها الناعمةْ
شؤونَ هوىً خِلتُها نائمةْ:
أخافُ إذا غِبْتَ يا سيدي عليكَ
من الغُرْبة القاتمةْ
ويَسْكُنني الأمنُ
حين أراكَ تُسقّي عنادلَك الفاغمةْ
وكان على بوحها نَبْرةٌ
تُذيعُ أحاسيسَها الواجمةْ
فأومأتُ بُثي إليّ هواكِ
أيا مَن لأشواقها كاتمةْ
وهُبِّي اجرحي صَمْتَ هذا الدُّجى
بِرِعْدة أحلامِك الغائمةْ
وهيا لكي نتساقى المنى
إذا شَعشعَ الصبحُ قلنا: لِمَهْ؟
فما بين ضلعي وضلعي جُذىً
تَشِيْ أنها ثورةٌ قادمة
أرى قمرَ العشقِ
أنْشَأ يُحصيْ بأوراقه المُهَجَ الهائمةْ
رجوتُكَ يا بدرُ ضَعْ مهجتَيْنا يمينًا
على أَوّلِ القائمةْ.
3.قصيدة(بين ذمم الحياة):
وصَبيّةٍ لم تبلغ العِقدا
حَفرَ الشقاءُ بمهدها لحْدا
البؤسُ تفضحُه ضفائرُها
والجوع يُذوي الوجهَ والقدّا
فُسَح الصِّبا ضاقت بصبْوتها
والأفْقُ يبدو شاحبًا صَلْدا
وعلى المحاجر فيضُ أسئلةٍ
مكلومةٍ تتمحّل الفَقْدا
أتْرابُها يلهون في دَعَةٍ
والعيشُ يُقْبِلُ نحوَهم رَغْدا
طافت على الطرقات أعينُها
لم تُلفِ بين لِداتِها نِدّا!
فَأَوَتْ لحِضنٍ ما لمحتُ به
دفئًا يُحَنّ له
ولا برَْدا
الأمُّ خلْف ذهولها جُمَلٌ
قطعَتْ على كتمانها العهدا
نَظَرتْْ إليّ وفي المدى سَفَرٌ ، كَلَلٌ
على سنواتها امتدّا
الموتُ يسكنُ كلّ زاويةٍ
في هيكلٍ ذَبَحتْ به الوعْدا
طيف الفنا شبَحٌ يطاردِها
كرِهَتْه إذ يقتاتُها سُهْدا
أرْختْ إليّ عناءَ راجفةٍ
لم تَلْقَ دُونَ هَوانِها بُدّا
فنقدتُها والقلبُ مُنكفئٌ

غُصَصًا
أعُدّ نِثارها عدّا
ومضيتُ
دربي لا يلمُّ سوى ذممِ الحياة وموتِنا الأجدى.

3.قصيدة( إغضاء الكبرياء):
وطنٌ للريح خَطْوي و دمائيْ
وإلى آفاقِكِ القُصوى انتمائيْ
وعلى جَفنِيْ تَنامَى هاجسٌ
ينتهي فَقري إليهِ و ثَرائيْ
أَرسُمُ المزنَ على ثغري ضُحىً
وإلى شهوته أُهدي مسائيْ
ظاعنًا غامتْ دروبي
والمدى غبشٌ والأفْقُ مسلوبُ التَّرائيْ
إيه يا قِبلةَ أياميْ ويا رعدَ أحلاميْ
ويا سُكْنى دمائيْ
أنتِ يا أعذب دفقٍ في فميْ
أنتِ يا أصعب حرفٍ في هجائيْ
يا مسافاتي التي أُرهِقُها سَفَرًا
جاعَ على فِيْه ندائيْ
يا ضجيج العطر في بُرعُمِهِ
يا انثيالَ النُّور في فجْر رجائي
هاكِ من نُوط فؤادي مِزهرًا
فاعزِفي في حفلنا لحنَ وفائي
أسمِعيهم كلما عزَّ الرضا:
أنا إن أُغضي سَلُوا عن كبريائي
فوق أنفي تَتَمطّى الشمسُ وَسْنى
وعلى الغيمِ جرى فضلُ ردائي.

4.قصيدة(لمن ندشن قتلانا):
نارُ المعادين أم بردُ المحبينا
هذا الذي نصطليه في فلسطينا ؟
يأسُ الجوابات عيبٌ لا يزال بنا
حتى نيممَ شطرَ الله راجينا
فتّشتُ في شَفة البارود عن لغةٍ
غيرِ التي من زعاف الموت تسقينا
فما وجدتُ سوى فوضى
تُشيّعني حيَّ العروق ، وأكفانٍ تُعزّينا
في القلب وجهان :
ميراثٌ نقلّبه ذاتَ الحياة فتستحْيي مراثينا
وحاضرٌ نكثتْهُ الريحُ
يَقْلبُنا ذاتَ الشتات ، ويبقينا قرابينا
ما بين بغدادَ والأقصى
مطيتُنا صوتٌ وناصيةٌ ترجو الشياطينا
عطشى نكثّف رجْعَ الحُلم أسئلةً
جوعى اليقين تغذيها أمانينا
يا رُبّ ثاكلة خطّت سواجمُها
دربًا إلينا ولم تبلغ نواصينا
باتت على وجعٍ تجْترّ خيبتَها
تقيأتْ أمّةً شعبًا سلاطينا
ما كان غزةُ إلا في مجالسها
وفي شوارعها جئنا ملايينا
( بالروح بالدم ) ملءَ الأرض نشعلُها
وملءُ أرواحنا دنيًا تُطفّينا
أبالشعارات لا صوتٌ يبارزنا
وفي النزالاتِ لا همسٌ يوازينا؟
حتّام تخدش وجهَ العمر كذبتُنا
و للمساحيق شأنٌ في نوادينا ؟
يطفو الشقاق على أنفاسنا ، ولنا
في كل ذائعةٍ مغزىً يجلّينا
دُمىً تُحركنا الأمواجُ تعبئةً
وفي مرافئنا نُخْلي المضامينا
لمن ندشّن قتلانا ؟
وفي دمنا تَخثّر الريحُ يرموكًا وحطينا
لمن نروّج جرحانا ؟
وقبلتُنا أمرٌ نرقّعه زورا وتلقينا
لمن نسوّق أسرانا ؟
وما برحت كلُّ الدكاكين أطماعَ المرابينا
( متى ) ؟ وبعثرتُ في أرجائها تعبًا
يمتد في جسد التاريخ سِتّين.

5.قصيدة(عُمْر):
شُموخُ زَهْوِكَ لم يَطْرِف له هدَفُ
وصوتُ ذِكرِكَ لم يُخنَقْ به شرَفُ
رَوّيتَ من تَرَف الآلاء شهوتَها
تلك السنينَ
فما يُزري بها الشَّظَفُ
وسِرْتَ في موكبٍ رفّ الضياء له وِرْدًا
وما زار مسرى عزِّكَ السَّدَفُ
إني رضيتُ به عُمْرًا أَقَرُّ به خِدْنًا
إذا في المسير الصحبةُ اختلفوا
أخجلتُ فيه نواقيسَ الظنونِ
فما ظنٌّ أحاط بما أنوي وأقترِفُ
زَوَيتُ كلَّ طُموحٍ دونَ غايتِه ماءُ الجباهِ مُراقٌ
هكذا ألفوا
يا ويحهمْ
وَرِمتْ في القاع أرجُلُهم
أما السحابُ فما طالوا ولا شَغُفوا
إذا المروءاتُ جفّتْ في موائدهمْ
ألفيتُني أحتسي منها و أغترفُ
السفْحُ ملعبُ من أغضَوا متى طعموا
إذا الأباةُ على هام الإباء غَفُوا
يا عُمْرُ ما مضّني إلا الفؤادُ
متى حوراءُ عنّتْ هضيمٌ كَشْحُها تَرِفُ
يا عُمْرُ سجِّل على جفنيكَ أمنيةً
ختامُك الحُسْنُ لا زيغٌ ولا خرَفُ.

عبده فايز الزبيدي
03-05-2014, 02:07 PM
حمزة شحاته
هو الأديب الشاعر السعودي أبو شيرين حمزة شحاتة ، ذكرت موسوعة البابطين أن اسمه:محمد بن حمزة شحاتة.
و من شامل ما وجدت عن حياة شاعر الحجاز هذا المقال في موقع (الاثنينة) لمالكه الأديب عبدالمقصود خوجة اقتطف منها :
(حياة الشاعر حمزة شحاتة مجهولة وغامضة.. ولا نستطيع الوقوف عليها، وعلى تفاصيلها بسهولة.
إن الشاعر حمزة شحاتة لم يخلف لنا شيئاً يعدُّ بصيص نور يساعدنا على الكشف عن غموض هذه الحياة المجهولة..
كل ما نعرفه عن حياة حمزة شحاتة هو أنه وُلد بمكة المكرمة عام 1328هـ ونزح إلى جدة صغيراً، وبها نشأ وترعرع، وتلقى تعليمه بمدرسة الفلاح بجدة، وفي الفلاح تفتق ذهنه بالشعر، وأخذ ينظمه وهو في العقد الثاني من عمره.
وبعد تخرجه من الفلاح سافر إلى الهند وتوظف هناك في بيت زينل للأعمال التجارية حيث مكث 10 سنوات.. وبعد عودته من الهند عيّن سكرتيراً للمجلس التجاري بجدة، ثم مديراً لإدارة سيارات الحكومة للنقل العام، ثم ترفع إلى وظيفة مساعد رئيس ديوان المحاسبات العامة بوزارة المالية، ثم استقال وعمل في الأعمال التجارية مع شقيقه التاجر المعروف الشيخ محمد نور شحاتة، ثم نزح إلى مصر وتعين هناك محامياً لدار البعثات السعودية ثم عاد إلى المملكة وتعين رئيساً لنقابة السيارات العامة.
وفي سنة 1391هـ اختطفته المنية ومات مأسوفاً عليه وعلى أدبه الرائع المنقطع النظير.. وقد كانت لوفاته رنة حزن وأسف في الأوساط الأدبية في المملكة، وقد شارك الأدباء والشعراء في رثائه والتحدث عنه.. وقد كان من بين من نوهوا به كبار الأدباء والشعراء، أمثال الأساتذة: محمد حسن عواد، حسين سرحان، أحمد قنديل، محمد حسن فقي، ضياء الدين رجب، محمود عارف، عبد العزيز الرفاعي.. وغيرهم من الأدباء الشعراء الذين عرفوا حمزة شحاتة أديباً عملاقاً، وشاعراً فذاً.
تاريخ الميلاد:
- جميع المصادر تشير إلى عام 1328هـ-1910م ، تاريخاً لمولد الشاعر، ولكن في كتاب "إلى ابنتي شيرين" ، تحت صورة لحمزة شحاتة أنها له في شرخ الشباب عام 1347هـ، وأن عمره حينئذ كان خمسة وعشرين عاماً، وعلى هذا يكون مولده عام 1322هـ أي عام 1904م وأرجح ذلك الرأي -لأنه هو رأي بنته شيرين ناشرة الكتاب، وهي مصدر وثيق عن الشاعر.
وفي الصفحة الأولى من كتاب "حمار حمزة شحاتة" أن ميلاده عام 1330هـ-1910م، وأن وفاته عام 1393هـ-1973م.
وبالرجوع إلى جريدة المدينة المنورة عدد 16 من ذي الحجة 1391هـ-1971م نجدها تنعي الشاعر، وتذكر أنه توفي في القاهرة، ونقل جثمانه إلى المملكة حيث شيع إلى مثواه الأخير في مكة المكرمة يوم 15 من ذي الحجة 1391هـ. وليس بعد ذلك كلام.
حياته الزوجية:
تزوج شحاتة زوجتين، ورزق خمس بنات، منهن: سهام، ليلى، زلفى، شيرين.. التي تزوجت من غازي عبد المجيد، ولم ينجب ولداً (5) .
* * *
وقد عمل الشاعر مع أخيه محمد نور شحاتة في التجارة في جدة:
اعتقاله :
وقد اعتقل الشاعر مع عدد من الشباب على إثر الفتنة -التي شغب بها "حامد بن سالم بن رفادة" وانتهت بقتله وابنيه، على مقربة من ضبا في الشمال من ساحل البحر الأحمر في عام 1351هـ، وكان من هؤلاء الشباب:
- عبد الوهاب آشي أول رئيس لتحرير جريدة "صوت الحجاز" التي صدر العدد الأول منها في يوم الاثنين 27 من ذي القعدة عام 1350هـ.
- محمد حسن عواد الشاعر المعروف، وكان مديراً لتحرير هذه الجريدة.
حمزة شحاتة الشاعر المشهور (6) .
معركة الشاعر مع العواد:
وهذه المعركة قد لفتت إليها كل الناس، وبعض فصولها نشر في صحيفة "صوت الحجاز".
وقد شارك فيها أحمد قنديل نصيراً لحمزة شحاتة، ومحمود عارف نصيراً للعواد.
وفي كتاب "الشعراء الثلاثة" للساسي ملحمة لحمزة شحاتة، وكانت واحدة مما نشر في "صوت الحجاز" وفي ختامها يقول حمزة شحاتة:
ومضى الدهر لا ينقل رجلاً
تستوي عنده صبا ودبور
هازئاً بالغرور والصحف والبا
طل والدهر بالحياة بصير
وأخذ الشاعران يهجو كل منهما الآخر بشعره، ويروي هذا الشعر، وينشره المنشدون والرواة في كل مكان.
من مؤلفاته:
- كتاب ( حمار حمزة شحاتة ) ‘على غرار كتاب (حمار الحكيم) لتوفيق الحكيم .
- كتاب ( إلى ابنتي شيرين).
- رفات عقل .
- ديوان ( غادة بولاق)
- و جمع شعره في ( ديوان حمزة شحاتة).
من شعره:
1. قصيدته الشهيرة ( مالي أراها) التي غناها فنان العرب محمد عبده :
مــالــي أراهــــا لا تـــــرد ســلامـــي
هــل حـرّمـت عـنــد الـلـقـاء كـلامــي
أم ذاك شـــأن الـغـيـد يـبـديـن الـجـفـا
و فـؤادهــن مــــن الـصـبـابـة دامــــي
يـــا قـلــب ويـحــك إن مـــن علـقـتـهـا
رأت الـوفـا فــي الـحـب غـيـر لـزام ِ
هـــي لا تـبـادلـك الــغــرام فـنـاجـنـي
لـمـا أنـــت فـــي أحضـانـهـا مـتـرامـي
مـا كـان يبكـي يـومـه كــي تضحـكـي
مـــا كـــان يـسـهــر لـيـلــه لـتـنـامـي
بل كـان ينشـد فـي هـواك سعـادة
فجعلتـهـا حلـمـا مـــن الأحـلا م ِ
يـــا ربّـــة الـطــرف الكـحـيـل تـذكــري
عهـدي وخافـي الله فـي استسلامـي
لـــولا رجـائــي فــــي ودادك و الــوفــا
لكرهـت عيشـي فـي الهـوى ومقـامـي
أصـبـحــت عــبــدا فــــي هـــــواك
و إنني لسليل قوم ماجدين كرام ِ
روحــي فـداك إذا ملـكـتـي تـرفـقـي
لا تـتـركـيـنـي فــريــســة الــلــوّام ِ

2. قصيدة ((سطوة الحُسن) و قد قدمها فنان العرب محمد عبده في جلساته كموال :
بعد صفو الهوى وطيب الوفاق
عز حتى السلام عند التلاقي
يا معافى من داء قلبي وحزني
وسليماً من حرقتي واشتياقي!
هل تمثلت ثورة اليأس في وجــهي
وهول الشقاءة في إطراقي؟
أي سهم به اخترقت فؤادي
حين سددتها إلى أعماقي؟
مسرعاً في المسير، تنتهب الخطــو،
فهل كنت مشفقاً من لحاقي؟
إذ تهاديت مبدلاً نظرة العطـ
ـف بأخرى قليلة الأشواق
وتهيأت للسلام، ولم تفـ
ـعل، فأغريت فضول رفاقي
هبك أهملت واجبي، صلفاً منـ
ـك، فما ذنب واجب الأخلاق؟
واعترى قلبك الملال، فأعرضـ
ـت، فهلا انتظرت يوم الفراق؟
لا أداجيك، والكرامة معنى
تتجلى في صحة الميثاق
قد يطاق الصدود، يوجبه الذنـ
ـب، وصد الملال غير مطاق
سطوة الحسن حلّلت لك ما كا
ن حراماً، فافتن في إرهاقي
أنت حر، والحسن لا يعرف القيـ
ـد، فصادر حريتي وانطلاقي
ـفك، لو أنني طليق الوثاق


و أختم بقولي: بالجملة فشعر حمزة شحاتة يكاد يغني نفسه لفرط عذوبته و ظاهر موسيقاه و هي صفة شعراء الحجاز من عهد عمر بن أبي ربيعة إلى أن يرث الله و من عليها.

عبده فايز الزبيدي
03-05-2014, 02:08 PM
ربيحة الرفاعي
هي الشاعرة و القاصة لأردنية المنحدرة من أصول فلسطينية ربيحة بنت عبد الوهاب الرفاعي من مواليد الثاني من شهر أكتوبر عام 1962م
من أعمالهاو اهتمامتهاا :
-مجموعة من القصص القصيرة نشرت في الصحف والمجلات الأدبية في الأردن.
- حاصلة على جائزة الشباب/رابطة الكتاب الأردنيين في القصة القصيرة عام 1985.
- عضو رابطة أدباء الشام ....
- عضو رابطة الواحة الثقافية
- عملت في التحقيقات الصحفية، وكتبت لصحف ومجلات أردنية وعربية مختلفة
- عملت مسؤولا للعلاقات الخارجية ثم مديرا تنفيذيا ومديرا للموارد البشرية في شركات تجارية وصناعية أردنية
- مهتمة بالرسم والتشكيل الفني بالصلصال وبعض العجائن الأخرى .

التقيتها بملتقى رابطة الواحة الثقافية حيث تشغلمنصب مديرة تنفيذية و تكاد أعمالها محصورة على الواحة ، ومنها:
1.قصيدة(حرفي توارى):

بِنَبـضٍ صَـارِخٍ فِـي القَلـبِ مَــارَا

وَبِالـعَـبَـراتِ تُغْـرِقُـنِـي انْـهِـمَــارا

ذَهِلْتُ وَتَـاهَ دَرْبُ الحَـرْفِ عِنْـدِي

كَـطَـيْـرٍ كُـلَّـمَـا أَمْـسَـكْـتُ طَــــارا

وَفَـارَقَـنِــي مُـزَلْـزَلَــةَ الـمَـعَـانِــي

وَخَجْـلَـى ، أشْتَـهِـي مِـنِّـي فِــرَارا

وَكُـنْــتُ رَكِـبْــتُ لِلْعَـلْـيَـاءِ أَبْـغــي

حُـدُودَ الشَّـمـسِ تَمْتَـشِـقُ النَّـهَـارا

فَغَـالَـبَـنِـي زَمَــانِــي وَازْدَرَانِـــــي

وَسَـاقَ لِـيَ الخَـؤُونَ أَخًـا وَجَــارا

وَزَلْزَلَ أضْلُعِـي وَاغْتَـالَ صَبْـرِي

وَأَسْلَمَـنِـي، وَأَرهَقَـنِـي اصْطِـبَـارا

وَلَــمْ يَسْـمَـعْ نِـدَائِـي فِــي بَـلائِــي

وَلا رَضِـيَ الخِـلافَ وَلا الحِـوَارا

وَدَسَّ لِــيَ المَنَـايَـا فِــي العَـطَـايَـا

يُـؤَمِّـلُ أنْ يَـــرَى فِـــيَّ انـكِـسَـارا

فَقُلْـتُ أَصُـولُ فِـي مَـيْـدَانِ ثَــارِي

وَأُعْـيِـيــهِ افْـتِـضَـاحًـا وَاسْـتِــتَــارا

وَأَكْشِـفُ مَــا أَسَــرَّ مِــنَ الـرَّزَايَـا

وَأُعْلِـنُـهَـا عَـلَــى الأعْـــلامِ نَـــارا

بِـشَــيءٍ مِـــنْ مُـــدَاوَرَةٍ وَشَــــيءٍ

مِـــنَ الإِبْـهَــامِ لِـلأَفْـهَــامِ سَــــارا

فَــإِنْ نَــادَى بِصَـفْـحٍ قُـلْـتُ أهْـــلا

وَلَسْتُ بِمَنْ يَرَى فِي الصَّفْحِ عَارا

وَلَــمْ ألْــقَ الَّـــذِي أَمَّـلْــتُ حَـتّــى

رَأَيْــتُ بِـجَـذْوَةِ الْخَـيْـرِ اسْـتِـعَـارا

وَجَاءَ الخَيْرُ عَـافَ السّيْـرَ يَجْـرِي

وَوَجْــهُ الـبَـدْرِ أشْــرَقَ وَاسـتَـدَارا

بـشَــعْــبٍ قَـــــامَ بِـــالإقْـــدَامِ وَاعٍ

وَشَـــدَّ عَـلَــى عُـرُوشِـهِـمُ وَثَـــارا

أقَـضَّ مَضَـاجِـعَ البَاغِـيـنَ عَـزْمًـا

وَمَـن رَضِـيَ الهَـوَانَ لَــهُ شِـعَـارا

وَأحْيَـانِـي وَكُـنْـتُ نَعَـيْـتُ شَـعْـبِـي

وَشُـرِّعَــت الـمَـعَـابِـرُ لِـلـحَـيَـارَى

وَفِـيـكَ رَأيْـــتُ ذَاكَ فَـــلا تَلُـمْـنِـي

لَأَنْـتَ الحُـرُّ مَـا عَـرَفَ الصَغَـارا

وَأنْــتَ الـنُّـورُ يَسْـطَـعُ بَـعْـدَ لَـيْــلٍ

بَدِيـعًـا فِــي سَـنَـاهُ الـعَـقْـلُ حَـــارا

أعَـادَ لِـيَ القَرِيـضَ يَقُـولُ مَرحَـى

فَقُلْتُ وَقَدْ عَصَى: حَرْفِـي تَـوَارَى

وَلَــمْ أَجِــد الـبَـدِيـعَ وَلا الـقَـوَافِـي

جَنَـائِـنُ أحْـرُفِــي أمْـسَــتْ قِـفَــارا

فَعُـنْـقِـي الـيَــوْمَ مَـخْـتُـومٌ بِـفَـضْـلٍ

يُـكَـبِّـلُـنِـي وَيَـسْـلُـبُـنِـي الـــقَـــرَارا

بِنَـفْـسٍ قَــدْ سَـمَـوْتَ بِـهَــا عَلَـيْـهَـا

وَمِـرْجَـلِ أدْمُـــعٍ بِالـشُّـكْـرِ فَـــارا

وَقَــلْـــبٍ هَـــــزَّهُ بِــالــرِّفْــقِ وَدْقٌ

أَرَقُّ مِـــنَ الــنَّــدَى وَأَعَــــزُّ دَارا

يُطَوِّقُـنِـي جَمِيـلُـكَ يَــا ابْــنَ قَلْـبِـي

وَيُلْبِـسُـنِـي مِـــنَ الـنَّـجْــوَى إِزَارا

وَيَجْـدِلُ لِــي بِحَـرْفِـكَ تَــاجَ غَــارٍ

وَفُـــلًا فِــــي الـيَـدَيْــنِ وَجُـلَّـنَــارا

كـأنَّ الشِّـعْـرَ إنْ تَقْـرِضْـهُ يُمْـسِـي

عُـيُـونَ الفـجـر تَحْتَـضِـنُ الـدِّيَـارا

وَلَـوْنَ المَجْـدِ يُشْـرِقُ فِـي البَـرَايَـا

وَضَـوْعَ الزَّهْـرِ تَجْمَعُـهُ العَـذَارى

فَـمَـا يُجْـزِيـكَ يَـــا مُـخْـتَـارُ قَـــوْلٌ

أُزَيِّـــنُـــهُ، وَأُعْـلِـنُــهَــا مِـــــــرَارا

وَأُطْلِقُ فِـي الحُقُـولِ فُلُـولَ نُطْقِـي

لِتَأتِـيـنِـي وَقَـــدْ نَـسَـجَـتْ إطَــــارا

لِـقَـوْلٍ مُـوجَـزٍ بِالـصِّـدقِ يَحْـكِـي:

لَقَـدْ دَشَّـنْـتَ فِــي رُوحِــي مَــزَارا


2.قصيدة(سمَت السَّماء):

خـلــتُ الـحــروفَ بديـعـهـا وبليـغـهـا
فــي الشـعـر يحـلـو للخـلـيّ الـسـالـي
وحسـبـتـنـي فــــي واحــتــي جــبّــارة
بـــل رَقـلــة وزهـــى بـــذاك مـقـالــي
وحسـبـتُ كــلَّ الشـعـرِ حـلـواً سامـيـاً
كـلــواءِ عـــزٍ فـــي يــــدِ الـمِـرْقــال*
حـتـى مــررتُ مــن القصـائـد بالـتّـي
سَمَـتِ السِّمَـاكَ ومــا درتْ بِـرِقـال**
فـإذا حـروفـي فــي حـيـاءٍ قــدْ خـبـتْ
وإذا قـصــيــدي بــالـــيَ الأســـمـــال
وإذا القـصـائـد كـلـهـا فـــي نـاظــري
بــعــضُ ابــتـــداعٍ حــالـــم بـكــمــال
أيــــن الـقـلائــد عُـلّـقــتْ إذ عُـلّــقــتْ
هـــيَ ذي المعـلـقـة الأَتـــت بالـتـالـي
فسَمَـتْ وأعلَنَـت الـمـدى حـكـراً لـهـا
تـحـكــي هــديــرَ الــحــقِّ لـلأجــيــال
تحكـي عـنِ الأوطــانِ بيـعـتْ خلـسـة
عـــن سـلـطـةِ الـعـمــلاءِ والأَفــســال
عـــن غـابٍــة فـيـهـا الـمــروءةُ سُــبــة
وعـلـى جـبـيـنِ الـغــدرِ تـــاجُ لآلـــي
حـيــثُ الـغـوانـي يـزدهـيـنَ تَـبـطّــراً
ويَـتـهــنَ فـــــي دلٍ بــشـــرِّ مِــحـــال
والـنـذلُ يـغـدو فــي المتـاهـةِ فـارسـاً
فـــي ســــاح ذلٍ لاتَ حــيــنَ قــتــال
ويـتـيــهُ زنــديــقٌ ويـســمــو مـــــارقٌ
ويُـسـامُ سـامـي الـقـومِ ســـوءَ فِـعــال
ويـعـربـدُ الـبـاغـون فـــي عَرَصـاتـنـا
بـظـهـيـرةٍ غـــــراءَ تــحـــرقُ آلـــــي
يتنـاوشـونَ عـلــى الـعــروشِ كـأنـمـا
يـتــنــاوبــونَ غــصــيــبــةً بــــنــــزال
مـــن أمـــةٍ بـاتــتْ تـعــضّ نــواجــذاً
فـــي لــوعــةِ الـتـرويــعِ والأمــحــال
تبـكـي عـلـى مـــاضٍ تـولّــى تـاركــاً
فـيــنــا ومــيــضــاً آيــــــلاً لــــــزوال
تـبـكـي قـلــوبَ المـالـكـيـن لأمــرهــا
ريــــــنٌ فــطَــبْــعٌ ثُــــــمّ بــالإقــفـــال
فذهـلـتُ لا أمــلاً ومـــا أرجـــو هـنــا
عـــــزاً بــإقـــرارٍ بــســـوءِ الــحـــال
لـكـنــه الـشـعــرُ الـمـحـلـقُ ســاخــراً
مــن أهـــلِ تـسـويـفٍ ومـــنْ إمـهــال
صِدْقُ الشعـورُ وشعـرُ صـدقٍ هالنـي
فــيــه الـنـبــوغُ بــروعــةِ اسـتــهــلال
والحرفُ يتلو الحرفَ في صورٍ تشي
بـبـديــعِ رســــمِ الــقـــولِ لــلأهـــوال
يـــا للـبـلاغـةِ ! أيّ ســحــرٍ سـاقـنــي
لأرى هـنــا نـخــلَ القـصـيـدِ الـعـالـي
لأرى حـروفَ الشعـرِ مـجـداً يُجتـبـى
بـخـريــدةٍ فـيـهــا فَـطَــنْــت لـحــالــي
يــا للقصـيـدةِ أخـرسـتْ بــي شـاعـراً
مـالـي أنــا والشـعـرِ ؟ يـــا لخـيـالـي!
أنـاْ يـا رفـاقَ الـحـرفِ لـسـت فسيـلـة
يعـلـو هـبـوبَ الـريـحِ بـعـضُ مقـالـي
فــإذا نطـقـتُ فبـعـضُ قـولـي هـــادرٌ
ومراكـبـي فــي بـحـرِ شـعــرٍ عـالــي
وأُجــيَّــشُ الأجــنــادَ تـجـتــازُ الــفــلا
وأُسَـــــــــوِّقُ الأرذالَ بـــــالأغـــــلال
وأبـيـعُ فــي ســوقِ النـخـاسـةِ قـاتـلـي
والـضـاربـيــنَ خـيـامـهــمْ بــرمــالــي
والغاصبـيـنَ حـضـارتـي ومـروءتــي
والخـانـعـيـنَ، مُـقَـطِّـعــي أوصــالـــي
أناْ غضبةُ الحرفِ الجـريءِ ومنطقـي
يـطــأُ الـبـغـاةَ ..رؤوسَــهــم بـنـعـالـي
فـإذا ضربـتُ بنصـلِ حرفـي عـاذلـي
فــــزؤامُ مــــوتٍ طــالـــهُ بـنـصـالــي
لـكـنـنـي أنـكَـفَــأَتْ عــلــيّ قـريـحـتـي
ونـسـيـتُ قـافـيـتـي وطــــارَ عـقـالــي
وقــرأتُ فــي تـلــكَ المعـلـقـةِ انـطـفـا
ء الحـرفِ فــيَّ وقــدْ فـقـدتُ ظـلالـي
وعلـمـتُ أنّ الشـعـرَ زلـــزالٌ وبـــعـ
ـدَ مـرورهـا بــي لــمْ أجــدْ زلـزالــي
يــا لــي وحــظٍ ساقـنـي لأعـــودَ لـــلـ
ـكــتّـــابِ بــعـــدكِ ربــقـــةَ الأنــفـــال

3.قصة(جَِلْدُ طَيف):

أَغرَقَهَا كَدَائِمًا فِي مَوجِ عَواطِفَ لا قِبَلَ لِقَلبِهَا الطِّفلِ الغَافِلِ بِجَمَالِها، وَرَسَمَ لَهَا بِعَذْبِ حَرْفِهِ حَدَائِقَ نَرْجسٍ، بَدْرُهَا خَالِدٌ، وَنُجُومُهَا زُهْرٌ حَنيَّات، تُهَدهِدُهَا هَمْهَمَاتُ شَفَتَيْهِ عَلَى صَفْحَةِ قَلْبِهَا فَتَغْفُو عَلَى خُدُودِ الوَرْدِ، وَتُدَاعبُهَا هَسْهَسَاتُ نَبْضِهِ فِي أُذُن حَنِينِهَا، فَتَتَمَطَّى مَعَ غَزْلِ الشَّمسِ لِخُيوط ابْتسَامَةِ فَجْرٍ نَدِيَّةٍ عَلَى بَتَلاتِ السِّحْرِ المُتَفَتِّحَةِ أَجِنَّةً قَيْدَ اكْتِمَالٍ في ظِلالِ جَفْنَيْهِ، لِتَجِدَ ذِرَاعَيْهِ مَفتُوحَتَيْنِ عَلَى مِسَاحَةِ الدُّنيَا تَحْتَويَانِهَا فِي خَيْمَةِ صَدْرٍ لا يَهُونُ وَلا يَخُونُ، تَحْتَمِي فِيهِ مِنْ صَعْقِ بَرْقِ الشَّراراتِ المُكَهْرَبَةِ بَيْنَ صَبرِهَا وَقَسْوَةِ عُمْرِهَا، فَتَحظَى بِفُسْحَةٍ مِنْ طُمَأْنِينةٍ وَسَلامٍ، وَتُطْلِقُ العِنَانَ لِأحْلامِهَا بِوَفَاءِ دَيْنِهِ، تَهَبُهُ نَفْسَهَا عَجِينَةً تَتَثَنَّى بَينَ أَنَامِلِهِ وَتَتَمَايَلُ عَلَى أَلحَانِ أَمَلِهِ كَجِنِّيَةٍ طَالِعَةٍ مِنْ فَانُوسِ أُسطُورَةٍ ، تَقْرَأُ فِي قَلْبِهِ نَجْوَاهُ وَحَنِينَهُ، وَتَتَلَمَّسُ فِي نَبْضِهِ هَوَاهُ فَتَكُونُهُ، لا يُثْنِيهَا عَنِ التَّعَلُّقِ بِأَذْيَالِهِ قِطَّةً عَاشِقَةً غَيْر تَوْقِهِ لِلانْفرَادِ بِأَحزَانِهِ إِذْ لا يَجِدُهَا إِلَى جِوَارِهِ حِينَ يُرِيدُهَا فِي غَفْلَةٍ مِنْ مَشَاغِلِهِ.

تَنْزَوِي فِي رُكْنِ تَوْقهَا إِلَيْه مُسْلمَةً الرُّوحَ لأَجْنِحَةِ الخَيَالِ تَحْملُهَا إِلَى حَيثُ هُو، فِي جَوْقَةٍ مِن أَسْرابِ الفَرَاشِ تَعْزِفُ عَلَى أَوْتَارِ النَّسِيمِ لَحْنَ هَوًى تَمِيسُ عَلَى أَنِينِهِ مُسْتَكِينَةً لِإيقَاعٍ لا يَعِيهِ سِوَى قَلبِهَا، يَرِفُّ وَيَضْطَرِبُ كَعُصْفُورٍ صَغِيرٍ يَضِيقُ بِأَسْرِ القَفَصِ الَّذِي يَحْتَويِهِ، وَيَتَقَافَزُ نَحْوَ الشُّرُوقِ الآسِرِ فِي عَيْنَيْهِ إِنْ تُشْرِقَا بِابْتِسَامَةٍ.

عَبَثًا حَاوَلَتِ البُكَاءَ حِينَ أَجْبَرَهَا ضَبْحُ شَمسِ الحَقِيقَةِ عَلَى فَتْحِ عَينَي خَيَالِهَا لِترَى الوَجْهَ الآخَرَ لَلضِّياءِ، عَبَثًا حَاوَلَتِ الصُّرَاخَ لِيَسْمَعَهَا فِي تِيهِهِ، لكِنَّهَا اسْتَحَالَتْ تِمْثَالًا صَقِيعِيًا، تَحَجَّرَتْ عنْدَ طَرَفَيْ عَيْنَيهِ بِذُلّ الصَّمْتِ مَاسَتَانِ بَرّاقَتَانِ تَعْكِسَانِ فِي البَسْمَةِ الجَوْفَاءِ فِيهِمَا لَوْنَ المَوْتِ، فَأَغْلَقَتْ أَبْوَابَ بَرْدِ شِتَائهَا دُونَ شَمْسِ صَيْفِهِ، وَأَسْلَمَتْ نَفْسَهَا لِأَسْيَافِ الظَّلامِ تُمَزِّقُ مَا بَقِيَ مِنْ كِيَانِهَا، لِتَسْتَجْدِي القَلْبَ نَزْفَهُ، تَجْدِلُ مِنْهُ سَوْطًا يَجْلِدُ طَيْفَهُ

عبده فايز الزبيدي
03-05-2014, 02:10 PM
حامد أبو طلعة
هو الصديق الشاعر السعودي حامد بن محمد بن محمد أبوطلعة من مواليد ١٣٩٤/٧/١ في مدينة أبوعريش في منطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية
له:
- ديوان ( قلبٌ من زجاج ) صادر عن نادي الجوف الأدبي في سنة ١٤٣١ للهجرة النبوية
-مشارك بفاعلية في المنتديات الأدبية المرموقة.
-استضيف في القناة الثقافية السعودية و شارك فيها بشعره.

-كتب الشاعر والناقد العراقي علاء بن حسين الأديب (رؤى الأديب بأشعار الأريب الشاعر السعودي الكبير حامد أبوطلعة ) دراسة أدبية نقدية تحليلية قدمها لمجموعة من قصائده.
من أعماله:
1.قصيدة (تَعِبْتُ):

تعـبـتُ . فانـهـي مسـافـاتٍ مــن الـتـيـهِ
أو أن هــذا الـهــوى يُـطــوى بـمــا فـيــهِ
سيري كما الضوء في الآفاق . وانطلقي
كنسمة الصبح ، في دنياي . بـل تيهـي
أو فاقبـلـي مـثـل طـفـل العـيـد يرقـصـهُ
إيـقــاع أغـنـيــةٍ ، تــزهــو عــلــى فــيــهِ
إلـى متـى الأسـر ؟ والقضـبـان مرهـقـةٌ
إلـى متـى القـيـد ؟ لــو أطلـقـتِ أيـديـهِ
لــو تأذنـيـن ، نـفـك القـيـد نفـسـح فــي
تـلـك الـفـضـاءات عـــن أســـرى أمـانـيـهِ
إلى متى ؟ العشق كالمسكيـن حالتـهُ
حـديــثــهُ : لــيـــت ، مــوالاتـــهُ : إيـــــهِ
مـا رأيــكِ الآن ، هــذا العـشـق نخـرجـهُ
إلــى الصـبـاح ِ . سئـمـنـا مـــن ليـالـيـهِ
أو ننتـهـي – حـيـث إنّــا نـبـضُ أفـئــدةٍ -
لــو أن هــذا الـهـوى يُـطـوى بـمــا فـيــهِ

2.قصيدة (حتَّى):
حتى يراه الناس من أمثالكِ
ومن القلوب يناله ما نالكِ
حتى يكون – وليس يبلغ مقصداً -
عنـد الخليقـة ، حالـه مـن حـالـكِ
حتـى وحتـى ، هكـذا مـن أجلهـا
جـعـل الـوجـود جمـالـه كجمـالـكِ
أزهـاره خـداكِ تنبـت فــي الـثـرى
وصـبـاحـه يـخـتـال فـــي إقـبـالـكِ
حتى العصافير . الـذي تشـدو بـه
يمضـي مسـيـراتٍ عـلـى أقـوالـكِ
ومـــا بـقــاء الـطـيـر بـيــن ظـلالــه
إلا بـقـائـي الـيــوم بـيــن ظـلالــكِ
والــروض والأنـهـار تـجـري عـذبــةً
وجـمــال أوراق الـغـصـون كـذلــكِ
حـتـى الفـراشـات الـتـي ألوانـهـا
أخّاذة فـي الـروض ، مـن أطفالـكِ
والليـل عينـاك الـتـي جــادت لــه
بالبعض من بعض السـواد الحالـكِ
تبـقـى هـنـاك حقيـقـة لـــو أنـهــا
خطـرت علـى بـال الوجـود وبـالـكِ
فـيــه الـجـمـال تـفـرقـت أوصـالــه
بعـضٌ هنـا والبعـض كــان هُنـالـكِ
أمـا الجمـال ففيـك يــا محبوبـتـي
متـجـمـعٌ يـزهــو عـلــى أوصـالــكِ

3. قصيدة (سفه الأقلام):



عـلِّـمـــي الدنيا بليل المقلتينْ
مـــا يكون الفرق بين الأسودينْ

علّمي الشمس شروق النور إذ
تـنـثـريـن الـنـور بين المشرقينْ

عـلّـمــي الأقـلام ، فالأقلامُ مِنْ
سـفـهٍ تجهل رســـمَ الحاجبينْ

فتنةٌ أنتِ فسبحـــــــــان الـذي
جـعـل الـفـتـنـة مــرأى كلَّ عينْ

فيـك كل الـسـحـر مـعـقـودٌ فإنْ
لم يكنْ فيكِ ، فكلُّ السحــر أينْ

فـأقـيـلـــــــــي عـثْـرة الـورد إذا
مــــا نـوى يـدرك لــون الوجنتينْ

قالهـــا المـشـتـاق حُسْناً إنّمــا
لـوعة المـشـتـاق لـو تدرين دَيْنْ

هو من جاءك يسعــــــى شوقه
و لـه قلبٌ يـقـــاســــي غربتينْ

غربة الأشــواق لا كانت لهـــــــا
ســـاعةٌ والغربة الرقطــــــاء بَيْنْ

ليس في الدنيا شقـاءٌ مثلمــــــا
موعد يلقــــــــاه مضنىً بينَ بينْ

فاقطعــي بالوصل وافدي خافقــاً
أرهنَ النبضَ علـــى لمس اليدينْ

راحتاكِ البلسمُ الشافــــي ومـــا
بـــلـســمٌ إلا بـتـلـك الـراحـتـيـنْ

آه مـــــا أحلاهمــــا فـــي ناظري
حين يلتفـــــــان حول المعصمينْ

آه مـــا أقســـــاهمـــــا لــو أبقيـا
ذلـك الـحـب رهـيـنَ الـمـحبسينْ

4.قصيدة (سبورة الفوضى):


وتزولُ عاصفــة الـصــدود الـمـــرعبـةْ
لِـتَـهُـبَّ نـسـمـات الـلـقــاء الـطـيِّـبـةْ

ليـفـيـق إبّـــان الـسـكــونِ ، فــــؤادهُ
رَثٌّ ، مـشــــاعــره بــحــقٍ مُـتْـعَـبَـةْ

فتـأبـط الشِـعْـرَ المُقَـفّـى ، مسـرِجـاً
قامــــوســـهُ ، يتلـو رفــوفَ المكتـبـةْ

فـأهــالَ مـــن أحضـانـهـــا أشـواقَــه
مـتـهـالـكــــاتٍ بــالــيــاتٍ مُــتــربــةْ

وتفقَّـد العشـق القـديـم ، و مـا بـقيْ
مــن حـبــه ، فــأزال عـنــه الأتــربــةْ

قـرأ الســـؤالات التـي تُـركـتْ عـلى
ىسـورة الفوضـــــى ، فخـطَّ الأجوبـةْ

و دنــا مــن الـذكـرى ليـقـــرأ حقـبـةً
من عمـره ، حيث الـهـوى ذو مسغبةْ

فتـذكـرَ الـزمـن الـــذي لـــولاه مــــا
عزفتْ لـه لحـن الشقـــاء ، المُطْرِبَـةْ

لكـنَّ فـي أقصـــى الحقيقـة أبصـرتْ
عيـنـاه وصــلاً حـالـمـــــاً ذا مـقـربـةْ

فـأنـاخ مــرآةَ الأســـــــى ، وعـيـونـهُ
هـــذي مُـصـدِّقَــةٌ وتــلــك مُـكَـذِّبَــةْ

عبده فايز الزبيدي
03-05-2014, 02:11 PM
خالد البار
الشاعر السعودي خالد بن حامد بن محمد بن عمر آل البار العلوي، شاعر سعودي يرجع نسبه إلي الحسين بن علي رضي الله عنهما،
من مواليد 25 -4- 1388 هجرية في مدينة أبو عريش بمنطقة جازان جنوب السعودية، يعمل معلما تربية بدنية حاصل على بكالوريوس في تخصصه.
من أعماله:
1.قصيدة (مواثيق الهوى )
سبق الغرامُ مواعدا ووعودا=خفّفْ فديتك كم أطلتَ صدودا
ياأيها القلب الذي لوعتني=وجعلتني مضى الهوى مفؤودا
أهواكِ ياأنتِ الخيال حبيبتي=يضفي جبينكِ للجمال وجودا
يا منْ جعلتِ السعر أجمل زهرةٍ=هذا فؤادي فازرعيهِ ورودا
سحر الجمال رأيته في فتنةٍ=فغدا الفؤادُ بحسنه موؤودا
سفر المحال تناثرتْ أصفاده=فأرى الخيال مجنّحاً مولودا
يرقى وترقى في السماء قصيدةٌ=تنثال مزناً للورى محمودا
ويغوص في الوجدان همسُ قصيدتي=ينسابُ عذبا خالصا مورودا
يروي عنِ الزهر البنفسج عطره=ويطيرُ في ذاكَ المدى مشهودا
أنا مذ عرفتُ الحبَ أنتِ حبيبتي=جودي بوصلٍ قد كفاكِ قيودا
ثوري لحبٍ واصرخي وتمرّدي=هذا فؤادي قدرجاكِ صمودا
قولي لهمْ هذا الذي وأنا التي=ذقناه خمرا بالهوى معقودا
عشنا الهوى والحب أجمل لحظةٍ=كنا على متنِ السحاب شهودا
كنا وكنا ..حيث كنا دائما=نغتال شوقا حالما ً مكبودا
محبوبتي كل الغصونِ تراقصتْ=غنتْكِ حباً خالداً موجودا
لولاكِ يا غيداء ما ذقتُ العنا=مابتُّ جفنا في الدجى مسهودا
أنا باللقا أحيا الهوى بنعيمه=وأصون ُ في وصلِ الحبيبِ عهودا

_قصيدة (إليك أنا):
تقول هنا
تقول هنا..وفي شوقٍ
إليكَ أنا
فقبّلْ مرشفاً عذباً
هنا وهنا
كشهدٍ في منابعهِ
الهوى ولِهاً
فقلتُ أنا..؟
فقالتْ بلْ هلمّ بنا ؟
لأحبابٍ هنا وقفوا
هنا جلسوا
هنا وهنا
....هنا غنوا الهوى
علنا
هنا حلموا..هنا أمضوا
لياليهم
بأمسيةٍ فكان
فراقهم شجنا
تقول ..فقلتُ ..سيدتي
هنا نبضُ
وذاكَ الحبُ سيدتي
سيجعلنا..؟
بقايا ..من بقايا الأمس
نشدوها..؟
كأغنيةٍ لهم بقيتْ
كأحجيةٍ
لها وقعُ الندى نغمُ
فيطربنا
كأزهارٍ هنا نبتتْ
هناكَ شذتْ
رياحيناً و نسريناً
تناغمنا
كأسرابِ الطيورِ
شدتْ
بأصواتٍ
بأنغامٍ والحانٍ تغرّدنا
حنيناً ظلّ من ماضٍ
تجسّدهُ..؟
بقايا حبّنا الأزلي
هنا وهنا
كفى نبكي على أطلالِ
..أحجيةً؟
وضميني كنبضٍ
لا يزالُ لنا
دعي لي فيكِ أمسيةً
وضميني ففي شوقٍ
إليكِ أنا.

-قصيدة(لحظة الميلاد )
قلمٌ وأوارقٌ نديما شاعر=وأريج حرفٍ يستبيح مشاعري
فيتيهُ في بحر ا لخيال لبرهةٍ=وكأن برقا لاح لحظةَ ماطر
يستكشف الآهات في عمق الأنا=كوميض نبضٍ يستدلُ لحائر
أنات صبٍ في الهوى متوجعٍ=أم فرحةٌ كبرى تكون لصابر
أناتُ طفلٍ أم صراخُ أُمومةٍ=أم إنه عشٌ يحن لطائر
أم وردة ٌحمراء تشدو عاشقا=أم وردة ٌبيضا تئن لحاضر
ياأيها لشعر الجميل ملكتني=في لحظة تأتي لتبهج خاطري
تالله إني لست أرجو شهرة=بالشعر بل إني أناشد هاجري
أرقى فيرقى في صدى حرفي المنى=أدعوه يبقى في الصفاء ا لنادر
هي لحظة الميلاد حين تدفقتْ=للشعر في نفسي جميع مشاعري

_قصيدة(ثورة الشعر)
بصرُ الشِّعرَ في السماء طوالعْ=نزفُ حرفـي نبـوءةٌ للروائـعْ
إنني الشِّعر كل حرفٍ تسامـى=إنني الحبُ كـل نغمـةِ ماتـعْ
إننـي الآه كم بها يتغنـّى=كل صبٍَ بها طريـحُ المواجـعْ
إنني القيـدُ والسلاسـلُ ظلمـا ً=كل فرعـون ٍ للطغـاةِ مُصانِـعْ
إنني دمعةٌ همـتْ مـن عيـون ٍ=إننـي لقمـةٌ تضـوَرُ جـائـعْ
إنني الطفلٌ يشحذ الرمـل خبـزاً=من رموز ٍ تخاذلـتْ أن تدافـعْ
أنا عذبٌ بل مالـحٌ لسـتُ أدري=إنني النارُ في جفـون المدامـعْ
أنا شادٍ على الغصون يغنّي=ينشر الحبَ في الربَى والمراتعْ
أيها الشِّعر هاك قلبـي المعنَّـى=غير حـبٍ فمـا هنالـكَ دافـعْ
أنتِ كلُّ الهوى الذي يصطفينـي=لهفة القلب واغتيـالُ المهاجـعْ
إنكِ الحبُّ زهـرة فـي حياتـي=إنكِ البدرُ في دجى الليل ساطـعْ
لـكِ أشـدو حبيبتـي وأغنـّي=فاقبلينـي إذا أتيتـكِ سـاجـعْ
ثورة الشِّعر لم تـزلْ تحتوينـي=إجعليها كنشوةٍ في المضاجعْ
اِقرئيني في كلِّ رحلـةِ حـرف ٍ=بعثرينـي قصيـدة ً لـن أُمانـعْ
عذبةٌ ٌ..أنتِ لسـتُ أدري لمـاذا=كل شيءٍ حبيبتي منـكِ رائـعْ .

_ قصيدة(
ورود وقيود
)
من حيث جفت عروق الماء بالطين
وعشش الحزن في اوراق تدويني
عواصفٌ في ربا الوجدان تسكنني
وغيهب الآه من أنفاس سجين
كانني والردى في عتمةٍ مزجا
فغرد الشؤم من ريع الشياطين
سنابلي يا غيوم المزن قد يبستْ
وعربد الجدب في كل الشرايين
وكفْ قطر الندى عن لثم أوردتي
سألتها الحب قالت كدتَ تغويني
تاهت رؤى خطوها الأيام ما علمتْ
بأنها عنوةً في التيه ترميني
أميرتي يا شذا الأزهار ياوطني
والشوق في داخلي يسعى لتوطيني
أصبّرُ القلب عل الحظ يسعفني
فيسكت ُالآه بين الحين والحين
آهٍ على ما مضى ذكرى تبعثرني
يزورني طيفها حلما ويذكيني
قالوا عن الورد في قيدٍ أنامله
فقلت يكفي , قيود الورد تدميني
دعوا الزهور تغني في ربا وطني
وتنشر الحب , لا قيد السلاطين
كنسمةٍ غرد الصبح النديُّ بها
فتطرب القلب في كل الميادين
تلك الوصاية فيما مرّ من زمنٍ
تبني الحياة على حدِّ السكاكين
جراحنا يا ندى الوجدان تذبحني
والتيهُ في معجم الآلآم يطويني
لي في دمشقي عبيرٌ قد شكى ألماً
وفي سنا القدس كم صاحتْ فلسطيني
رأيتُ بغدادَ يا صنعا وزوْرَقَهَا
والنيلَ في لجّة الأموج يضنيني
من مقلتيَّ أزيل الدمع يا وطني
من ذا يزيل دموعا للملايين؟؟؟؟
يا هاجس الشعر من حزنٍ يؤرقني
يراوح الدمع في عيني ويبكيني
في ذمّةِ الحب ما عانيت من ألمٍ
وغربةٍ من رضاب المرِّ تسقيني
ما عدتُ أبصرُ غير الطيف في دعةٍ
وزفرةٌ من لظى الحرمان تكويني
ماذا أقول وماذا أبتغي مثلا
أن جفّ تبرُ الرؤى ماتتْ رياحيني
أميرتي يا صباح الشعر سيدتي
هل تشرقُ الشمسُ في جحر الثعابين ؟

عبده فايز الزبيدي
03-05-2014, 02:21 PM
رمزت عَلْيـَا
ولد الشاعر رمزت بن إبراهيم عَلْيَا في بلدة صغيرة تقع بين مدينة حماة ومدينة السَّلمِيَّة في سوريا اسمها تَلْدُرَة ،عام 1943 لأسرة فلاحية وكان ترتيبه بين الإخوة والأشقاء الرابع عشر... وتوفي والده وهو في الصف الحادي عشر،درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في قريته تلدرة ؛ ولتفوقه اختارته دولة الوحدة في بعثة للدراسة في الأزهر الشريف في القاهرة ، ولكنهم نصحوه بعد الذهاب كما قيل له : أنت طالب مجتهد فهل ترغب أن تصبح شيخ جامع ؟ فرفض ولم يذهب ... ووجه توجيها خاطئا لدراسة الثانوية الصناعية وأكملها بنجاح،وتخصص في فرع النجارة والأخشاب ولكرهه فيها كما يقول ( لم يتعلم كيف يدق المسمار في الخشب ) فدرسها وأكملها تنفيذا لرأي أهله على أساس أن الدولة توظف خريجي الثانوية الصناعية بسرعة وهذا لم يحصل بتاتا ،فقرر دراسة الثانوية الفرع الأدبي ودرسها على شكل منازل ( دون مدرسة أو مدرسين ) ونجح ولم يتمكن أن يسجل في الجامعة بسبب الفقر الذي كان يعاني منه لأن الجامعة فرضت الدوام على قسم اللغة العربية الذي هو يصر على دراسته.... فقام بعدة أعمال هنا وهناك والغرض منها كسب لقمة العيش ... بعد إنهاء الخدمة الإلزامية في الجيش عمل معلما للمرحلة الابتدائية وكان قد حاز على شهادة ( أهلية التعليم الابتدائي ) كذلك منازل... ولأنه محب للمطالعة فقد خصص من راتبه المعاشي البسيط مبلغا زهيدا لشراء كتاب ويختاره من الكتب الفلسفية والنفسية المتعبة في القراءة والبحث، فخطر بباله: مجتمعنا مجتمع شهادات ومهما كنت فيلسوفا سيبقى المجتمع ينظر إليّ معلم مرحلة ابتدائية ..... الحل : إعادة دراسة الثانوية الفرع الأدبي منازل وهذا ما تم ونجح وسجل الفرع الذي يطمح إليه وهو اللغة العربية التي تناسب ميوله وهكذا استمر إصراره على دراسة اللغة العربية عشر سنوات .... كان قد تزوج ولم يستطع الدوام فدرس سنوات الدراسة الجامعية على شكل انتساب لا يذهب إلى الجامعة إلا في الامتحان ، ولم يحضر أية محاضرة..... وتخرج من الجامعة وكان عنده الولد الثالث ، ويذكر أنه وراء دراسته امرأتان : أمه وزوجته ، فقد قدمتا له المساعدة والظروف المواتية للدراسة ، عمل مدرسا للغة العربية في/ دمشق وحمص وحماه / وتشاء الظروف أن يأتي إلى دبي واختارته وزارة التربية والتعليم للتدريس في ثانوية دبي وهي أقدم ثانوية في دبي ثم ثانوية الوحيدة ثم عمل مشرفا للغة العربية في المدارس الخاصة في دبي .
تعرفت عليه في الملتقيات الأدبية على الشبكة المعرفية ، و من شعره:
1. قصيدة في مدح مدينة دُبي:
إنـي عشقتك يا دبي حبيبــــــة

وأنا أكسر في هواي قيــــودا

يا آل مكتـــــــــــوم لاني عاشق

لدبيكــــــــم عذرا يروح شرودا

اني من العشاق كم كثروا بها

وعشقت فيهـــــــا وجنة وقدودا

2. قصيدة في حب دولة الإمارات و أهلها :
إن كنت تعشق أحداقا بها وسنٌ
فابحث عن الحب في رمل الامارات
إني أنا من رواء الحب كثباني

من عمق تاريخنا تحكـــــى حكاياتي

لكنهـــــا وهديل العشق يسبقها
نحو المحبين في أعلــــى السماوات


من لام منكم هنا في عشقه أحدا

فليأت من صبحه أرض الإمــــارات

- و فيها رد على من لامه في حب الإمارات و أنه تناسى الشام :

قالوا نسيت شآما ريحهاعبق

قلت الشآم ؟ وهل أنساك يا ذاتي؟
فالياسمين وعطر الغوطتين هوى

تهمي طويلا فراق الأهل دمعاتي


3. قصيدة (حنين):

أرى قلبي يسائلني علاما ؟
وأرحل في دنا عمري إلاما؟

أداري خيبة الأيام عندي
وأغزل في تهاويمي كلامـــا

وأعبث في حياة لا تدانى
وأرجو من نسائمها غرامــــا

وأهذي في تقاويل وعمري
يقاوم في تحدّيه السقامـــا

وتقذفني رياح العمر حتى
أتوهَ بها ولا أجدُ المقامــا

أحنُّ إلى رؤى أرض ٍودرب ٍ
تهامسُه وتلثمُه الخزامـى

إلى كأسٍ رشفت ُالخمرَ منهُ
ونغدو حول رشفته ندامــى

ونسمر في الليالي حالكات ٍ
فيزدادُ الهيام بها هيامــــــــا

ادندن في مساءات التلاقي
بأنغـــام الحبيب وقد تسامى

أعايش لحظة ترضي خليلا
فهل حققتُ فيها ما ترامـى ؟

سفائنها تجوبُ وهادَ صبري
فتشطب في مساعيها المرامــــا

وألوانُ السراب تثيرُ قحطي
وتثوي فوق صدري ما اقاما

فلا قطرٌ يدندن فيّ يوما
ولا ألقت نسائمه السلاما

ولا طير يغرد في جناني
ولا زهرٌ يغامزها لمامـا

ازاهيرٌ هنا فقدت نداها
فصار القحط ُيورثها الخصاما

سواقي العمر ما عادت تغني
ولا ظلُّ الورود بها تنامى

عنادلُ حقلنا عقمتْ وتاهتْ
فأخرسها النعيقُ وقد أداما

نسورُ جبالنا أقعتْ وتعوي
فكم غدرَ الزمانُ بها وضاما

فلا والله لا أبغي مراما
وهل أبقى الزمان لنا حطاما ؟

فهذا الليل لا يبقى طويلا
ستهزمه الإرادة ما استداما

عبده فايز الزبيدي
16-05-2014, 02:19 PM
صبري الصبري
هو صبري بن أحمد بن محمد الصبري، من مواليد محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية في 10 / 11/1956 يعمل مهندساً مدنياً استشارياً وهو شاعر و قاص. من انتاجه و نشاطه: - فاز بالجائزة التشجيعية من نادي المدينة المنورة الأدبي ومركز البحوث والدراسات بالمدينة المنورة لأحسن قصيدة عن المدينة المنورة للأطفال سن اثنتي عشرة عاما _ شارك في العديد من الندوات الشعرية والمنتديات الأدبية نُشِرَت له قصائد عديدة في صحفٍ منها : الأخبار المصرية والشرق الأوسط والعالم الإسلامي والمدينة المنورة والندوة بالسعودية والأنباء الكويتية ومجلات : المجتمع والبلد الأمين والعاصمة المقدسة وغيرها من الصحف والمجلات العربية . صدر له الكتب والدواوين الشعرية الآتية : ديوان : غرام شاعر كتاب : مواجهات الشرق الأوسط كتاب : مذكرات ديوان : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هجرته ـ إسراءه ومعراجه ـ محبته) ديوان : النور الأسنى من أسماء الله الحسنى يليه: نزهة القلوب والعقول في أسماء وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم ديوان : الزهور البهيجة في مآثر السيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء وأهل الكساء رضي الله عنهم أجمعين ديوان : الروض الخصيب في الدفاع عن الحبيب (دفاع عن خير البرية في مواجهة الإساءات الدنماركية) . ديوان : محمد رسول الله والذين معه ( أزواجه ـ خلفاؤه الراشدون ـ ثلة من صحبه الكرام ) دواوين تحت الطبع : ديوان : البردة الصبرية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم ديوان : مشارق الأنوار في أسماء أهل بدر الأبرار وضياء الأبصار في أسماء شهداء أحد الأخيار رضي الله عنهم أجمعين موسوعة: أريج الأزهار (موسوعة شعرية للصغار والكبار) (خمسة أجزاء) ديوان : رباعيات مصرية ديوان : قطوف الحكمة ديوان : آهات القدس الحزين ديوان : وصف مكة المكرمة ديوان : وصف المدينة المنورة بالإضافة لكتب تحت الطبع منها : الربا في القرآن الكريم والسنة النبوية الزنا في القرآن الكريم والسنة النبوية النخيل في القرآن الكريم والسنة النبوية إبليس والشيطان والجن والجان في القرآن الكريم والسنة النبوية الإعجاز الإنشائي في القرآن الكريم الأيتام في القرآن الكريم والسنة النبوية مجموعة قصص قصيرة : أغصان شجرة الجميز >

من شعره :
1. قصيدة ( الحياء) :

إذا ضاع الحياء فلا نماءُ


بمهجتنا ولا ظلٌ وماءُ


ولا طلعٌ ببستان الخلايا

ولا روضٌ به يحلو الهناءُ


ولا خيرٌ ولا رشدٌ وضوءٌ

أبالظلماء يُلْتَمَسُ الضياءُ ؟!


أبالأهواء تنتظم السجايا

وتغشاها السلامةُ والنقاءُ ؟!


فبالشهوات تمتشق النوايا

سفاهتها ويرديها البلاءُ


فلا زجرٌ ولا أمرٌ ونهيٌ

ولا طهرٌ به يزهو الرداءُ


ولا قلبٌ سليم النبض تجري

بساحته بنضرتها الدماءُ


ولا دينٌ هدايته نجاةٌ

وبرءٌ في وضاءته الشفاءُ


فما للبعض بالأهواء يحيا

حياة في مراتعها الشقاءُ


يرى بالعري لذَّات توالى

بها الإسفافُ يزجيه البغاءُ


ويستبق الخطايا في ولوغ

بعمق الإثم أرداه العماءُ


وأهداه الْمَرِيدُ الفظ نهجا

فظيعا في ثناياه العناءُ


هو الشيطان ينتزع الحنايا

فتُختطف الجوارحُ والكساءُ


وتبدو في فضائحها البرايا

بها السوءات سوَّدها اشتهاءُ


تتابع من شرار الناس جهرا

به زلُّوا .. به راحوا وجاءوا


وماجوا في وضاعتهم تناجوا

وهزهمُ بعهرهم انتشاءُ


وسادهمُ السقام المر يسري

بأجساد بها سقمٌ وداءُ


وأفكارٌ تخفَّت في فجور

فعافاها التَّستُّر والخفاءُ


فلا صلَّت ولا زكَّت وأعلت

بها الإيمان يعليه العلاءُ


ولا أعطت صلاة الفجر حظا

ولا ظهرا يوافيه الوفاءُ


ولا عصرا فديدنها مروقٌ

بمغربها كذا مرت عِشَاءُ


فهذا القلب في نار التلاهي

له فيها بنقمتها احتساءُ


يظن العري ترياقا مريعا

به للروح بالإفك إحتماءُ


ويا أسفاه قد أضحى التعري

بلاءً فيه تنتهبُ النساءُ


وتهوي في مهالكها ببغي

تلاشى من جوارحها الصفاءُ


وقد صابت مصائبهم بلادا

لنا فيها من الخير ارتواءُ


بهذا العصر قد حلت رزايا

ببعض الناس سادهم الخواءُ


فغاصوا في سفاهات جسام

وغرهم التعري والعراءُ


فصاروا ضمن أشرار لئام

بهم في ذل عيشهم ابتلاءُ


وظنوا وهم علياء التعري

بها يهوي بشقوتها الغباءُ


خسئتم بئس ما قلتم .. فعلتم

فعال النكر زينها انكفاءُ


وكنتم بُهْمَ أهواء بقلب

يقلبه مع الريح الهواءُ


فما لكمُ بدينكمُ اتباعٌ

وما لكمُ بشرعته انتماءُ


وما لكمُ اعتقادٌ فيه نورٌ

به لكمُ لمنهجه الولاءُ


كما الأنعام عيشتكم فخبتم

وخاب القصد وانكسر الإناءُ


أفيقوا إن مرتعكم وخيم

له بالسعر في النار انتهاءُ


وطوق الفوز توبتكم بصدق

بها يغشى جوارحكم بهاءُ


فحفظ الفرج من عهر وفسق

بستر الطهر للنفس اهتداءُ


فمن ترك الحياء بكل فَجٍ

له بالإثم والشر اجتراءُ


ومن رام النجاة إليه يأوي

هو الإنقاذُ للمرء الحياءُ !!

عبده فايز الزبيدي
16-05-2014, 02:24 PM
البروفيسور عبدالله الفيفي
هو الأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد بن علي الفيفي من مواليد عام 1382 هـ الموافق لعام 1962م في جبل فيفاء بجنوب المملكة العربية السعودية، شاعر وكاتب و ناقد ، له الأعمال المشهورة و المنشورة في الصحف و المواقع الأدبية المرموقة، حاصل على شهادة دكتوراه الفلسفة في الأدب و النقد الحديث عام 1993م، يشغل منصبَ أستاذاً بقسم اللغة العربية، كلية الآداب في جامعة الملك سعود، وهو عضو مجلس الشورى منذ علم 1426 هـ.
نشاطاته و أعماله:

- حظي بالثقة الملكيّة لتجديد عضويّته في مجلس الشورى السعودي لدورة ثانية منذ 3 ربيع الأوّل 1430هـ= 28 فبراير 2009م.‏ - عضو مجلس الشورى السعودي منذ 3 ربيع الأوّل 1426هـ= 12أبريل 2005م. - رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 6 ربيع الأوّل1430هـ= 3 مارس 2009م.‏ - نائب رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 29 صفر 1428هـ= 19 مارس 2007م.‏
من نشاطاته :
- النشاطات الأكاديمية والدبلوماسيّة والعضويات العلميّة والعمليّة:


- رئيس وفد لجنة الصداقة السعودية البلجيكية اللكسمبورجيّة بالنيابة، المشكّل من أعضاء مجلس الشورى، الذي زار كلاًّ من بلجيكا، ودوقية لكسمبورج، والاتحاد الأوربي، في الفترة من 15 إلى 29 أبريل 2010.
- رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 6 ربيع الأوّل1430هـ= 3 مارس 2009م.‏
- نائب رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 29 صفر 1428هـ= 19 مارس 2007م.‏
- رئيس وفد مجلس الشورى السعودي في "المؤتمر الثاني للبرلمانيّين العرب حول الطفولة"، الذي عُقد في مقرّ جامعة الدول العربيّة في العاصمة المصريّة القاهرة، خلال المدّة من 28-30 جمادى الآخرة1430هـ=21-23 يونيو 2009م.
- رئيس اللجنة المشكّلة لوضع آلية عمل لجنة السلام وحلّ الصراع، المنبثقة عن (رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي)، أبوجا- نيجريا، 1- 3/ 12/ 1428هـ= 11- 13/ 12/ 2007م.
- عضو (الجمعية العلميّة السعودية للأدب العربي).
- باحثٌ مستكتب في "موسوعة المملكة العربية السعودية"، التي تزمع إصدارها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض.
- عضو (المركز العربي للثقافة والإعلام).

له عدة دواوين منها:

‏1. "فَيْفاء"، مجموعة شعرية، ط. اتحاد الكُتّاب العرب، دمشق: 2005. ‏
2. "إذا ما الليل أغرقَني"، مجموعة شعرية، ط. دار الشريف، الرياض: 1990.‏

من كتبه المتداولة:
-كتاب "ألقاب الشُّعراء: بحث في الجذور النظريّة لشِعر العرب ونقدهم"، (إربد- الأردن: عالم الكتب الحديث، 2009).
- كتاب "الشِّعر الجاهلي بين الغنائيّة والموضوعيّة (قراءة في جدليّة الشِّعر والثقافة من خلال السبع المعلّقات نموذجًا)"، بحث (حوليّات آداب عين شمس، جامعة عين شمس بالقاهرة، م 35 (يوليو- سبتمبر 2007)، ص ص 827- 865).

من شعره:

. قصيدة (دوَار الأسئلة):
وأسـئلةٍ تَدُوْرُ بهـا الشَّمُـوْلُ
على ندْمَـانَ راحُهُمُ الرَّحِيْـلُ
صَبُوْحِ قصيـدةٍ خُلِقَتْ بِنَـارٍ
ومـاءٍ بينها اشتَعَلَتْ عُقُـوْلُ
أُغَنِّيْهـا فتَصْطَلِـحُ الشَّظايـا
ويَصْطَـرِعُ الشَّجَى والعَنْدَلِيْلُ! ‏
على قَلَقٍ فإنَّ الموتَ سَـرْجِيْ
وتاجِـيْ آيتـانِ ومُستحـيلُ!
أسابقُ خـافقيْ في كُـلِّ وادٍ
فيَسْبِقُ غايتيْ وأنـا الوُصُـوْلُ
وإمَّا قُلْتُ: يا دَمِيَ التَفِـتْ ليْ!
تمـادَى في المَسِـيْرِ بِهِ السَّـبِيْلُ
يُبـاريـنيْ الزَّمـانَ وأَبْتَرِيـْهِ
فَيَرْجِـعُ صارميْ وبيَ الفُلُـوْلُ ‏
أَقُوْلُ ورُبَّ قَوْلٍ شَـفَّ نَفْـسًا
شَـفَاهَـا شَـدْوُهُ لَمَّا تَقُـوْلُ
يَلُوْبُ الحَرْفُ في شَفَةٍ سُـؤالاً
تُجِـيْبُ نِداءَهُ وهِيَ السَّـؤُوْلُ:
هل الدُّنيـا بِجِلَّتِهـا جَـلالٌ؟
أم الدُّنيـا بِسِـفْلَتِها سُـفُوْلُ؟
أراهـا لا بهـذا أو بهــذا-
ففيها مِنْهُمـا مُـدُنٌ شُـكُوْلُ
وما الحُبُّ؟ وُجُوْدٌ في وُجُـوْدٍ؟
أمِ الذَّاتُ الحَبِيْبَـةُ والعَـذُوْلُ؟
أَرانـيْ لا أَرانـيْ في كِـيانٍ
فلا يَزْهُـوْ بِهِ الوَجْـهُ الجَمِـيْلُ
وهذا الكَوْنُ صَرْحٌ مِنْ مَرايـا
نَرَى فيها القُلُوْبَ فَتَسْـتَمِـيْلُ
فإنَّا نَرْجِـسٌ والكَـوْنُ مَـاءٌ
فَنَرْشِـفُنا صَـدًى وبِنا نَسِـيْلُ
ووِديـانُ الحَيَـاةِ براحَـتَيْنـا
بلا غَـايٍ ومـا يُرجَى القُفُوْلُ
خُلِقنـا مِنْ سُؤالٍ في سُـؤالٍ،
ونَحيـا ، والمماتُ لنا الحُلُـوْلُ! ‏
أفلسفةً؟ ومَنْ يَـكُ فيلسـوفًا
فقد أَزْرَتْ بفلسـفـةٍ عُقُـوْلُ
تَطَاوَلُ تَمْتَطِيْ صَهواتِ رِيْـحٍ
وتُلْـوِيْ كُلَّ أَلْـوَى لا يَـؤُوْلُ
تَظُـنُّ سُؤالَهـا أَلِفًـا لِبَـاءٍ
وأنَّ جَـوابَهُ شـمسٌ هَطُـوْلُ
فراحتْ لا استراحتْ أو أراحتْ
وأعمتْهـا المَهـَامِـهُ والدَّلِيْـلُ"
أفلسفةً؟" يقـولُ قَرِيْرُ عَقْـلٍ
ويَنْتَهِـبُ الفَراغَ بمـا يَقُـوْلُ! ‏
تَفَلْسَفْ! إنَّ سِـرَّ الكَوْنِ طُرًّا
سَـرِيْرُ تَفَلْسُفٍ ما إنْ يَـزُوْلُ
تَفَلْسَفْ! ما جِنَانُ الشِّـعْرِ لولا
سُؤَالٌ كالشُّـجَيْرَةِ يَسْتَطِيْـلُ؟!
وما الإنسـانُ إلاّ مِنْ سُـؤالٍ
على صـحراءِ جُمْجُمَةٍ يَصُوْلُ
كَأَنَّ الناسَ مِنْ نَصٍّ طويــلٍ
علامـاتُ التَّسـاؤلِ إذْ تَمِيْـلُ
فآخـرُ جُمْلَةٍ في النَّصِّ لُغْــزٌ
كـأوَّلِ جُمْلَـةٍ والنَّصُّ غُـوْلُ
وهذا الدِّيْـنُ أوّلُـهُ سُـؤالٌ
وآخـرُهُ سُـؤالٌ كَمْ يَهُـوْلُ! ‏
غزالـةُ ، بَرْعَمَتْ عينَاكِ شمسًا
وبِلقيـسُ تُصَـلِّيْ والرَّسُـوْلُ
وقد دارتْ بجفنَيـكِ البَرايَـا
وكَمْ غاوٍ طَوَى الطَّرْفُ الكَحِيْلُ
تناهـَى الدُّرُّ في ثَـغْـر ٍ بَرُوْدٍ
وأفروديتُ من ثَبَـجٍ تَـنُـوْلُ
ونامتْ بَيْنَ عشـتار وبَيــني
ظِباءُ خَمِيْلَةٍ وجَـرَتْ خُـيُوْلُ
تَمَطَّـى فَوْقَ نَهْدَيْـكِ سـماءٌ
مِنَ الشَّهَوَاتِ تَجْثُـوْ أو تَجُوْلُ
وما أنتِ ، وما عَزَفَتْ يَـداكِ،
سِـوَى فَرَسٍ لِنَشْوَاهـا صَهِيْلُ
تَداعَـى في مَجَرَّتِهـا نُجُـوْمٌ
إلى فَلَـكِ المَفـاتِنِ أو تَحُـوْلُ
سُؤالُ الوَجْدِ عَذْبٌ في عَذابٍ
على شَفَتَيْـكِ سَيْفُهُما الصَّقِيْلُ
يُناجـي في الأساطيرِ الطَّوايـَا
بهـا المولـودُ يُوْلَـدُ والقَتِيْـلُ
وأنتِ سُؤالُ عِشْقِيْ واحتراقيْ
وأنتِ قَدِيْمِـيَ الأَبَـدُ الأَصِيْلُ
ولولا الحُـبُّ ما كُتِبَتْ حُرُوْفٌ
ولا سُـئِلَ الرُّسُوْمُ ولا الطُّلُوْلُ
ولا هَتَفَـتْ بِفَـوْدَيَّ اللَّيـاليْ
كأنِّـيْ فَـوْقَ عاصِفَـةٍ نَزِيْـلُ
ولا قُلْـتُ وقد حَنَّـتْ رِكابيْ
وقد أَزِفَ التَّشَمُّـرُ والرَّحِيْـلُ
على قَلَقٍ فإنَّ الموتَ سَـرْجِيْ
وحادِيْنَـا على المَسْرَى مَلُـوْلُ! ‏ ‏

عبده فايز الزبيدي
16-05-2014, 02:25 PM
فاطمة سليم
ما ستقرأه عن فاطمة بنت سليم وافقت عليه أختها روضة بنت سليم، و قد زرتها و عائلتها في تونس عام 2009 للميلاد ، و بيننا تواصل إلي اليوم:
هي الأديبة الصحفية و القاصىة أم نزار فاطمة بنت محمد بن صالح سليم ولدت بتونس العاصمة في 1ديسمبر 1942 م
ـ زاولت تعليمها الابتدائي بالمدرسة القرآنية بنهج السراجين، والثانوي بالفرع الزيتوني للإناث، وأنهت المرحلة بالحصول على المؤهل البيداغوجي من دار المعلمات بتونس سنة 1961.
ـ عملت بعد التخرج معلمة بالمدارس الابتدائية، ثم واصلت الدراسة سنة 1972 في كلية الشريعة وأصول الدين، ومنها تحصلت على الإجازة.
ـ التحقت سنة 1975 بالتدريس في المعاهد الثانوية.
_سافرت إلى الخليج العربيّ ودرّست هناك ضمن برنامج التّعاون الفنّي خلال سنتين (1981-1982). وعادت إلى تونس واستأنفت التّدريس بالمعاهد الثّانويّة بالعاصمة إلى أن أحيلت على المعاش.
_ذكرت لي أختها الأديبة روضة سليم _ وكنت قد زرت السيدة روضة بتونس و التقيت بها و بزوجها و بقية الأسرة و بالغوا في إكرامي _ أن فاطمة سليم توفيت في السادس من نوفمبر من عام 2011 م رحمها الله تعالى.

جاء في جريد الصبح التونسية في عددها الصادر يوم الجمعة الخامس من يوليو 2013 ما يلي:
( ... الراحلة فاطمة سليم التي غادرتنا يوم 6 نوفمبر 2011 بعد صراع مرير مع المرض هي صحفية وكاتبة نشطت في الساحة الثقافية منذ استقلال تونس في اغلب الجمعيات النسائية وجمعت في مسيرتها النضالية بين التكوين السياسي والثقافي للمرأة من خلال ما كانت تنظمه من ندوات وما تكتبه عن المرأة في جريدة «الصباح» وفي «مجلة المرأة» -التي كانت من بين مؤسسيها- وفي عدد كبير من المجلات والفكرية والثقافية سواء التي كانت تصدر في تونس او في الوطن العربي. كتبت فاطمة « نساء المستقبل» وهي مجموعة قصصية و» تجديف في النيل» و» نساء وأقلام « ولها ايضا كتاب « شخصيات و قضايا» والمقالة الصحفية وادب الطفل وبعض الدراسات النقدية.
وقد تميزت كتاباتها بالصدق وبالحرص على تناول المواضيع الانسانية وخاصة قضايا المراة ونقل الواقع بطرافة. ) أ.هـ
كما أبَّنها الصحفي محمود حرشاني في مقاله المنشور بجريدة الزمن التونسي بتأريخ السابع من ينوفمبر 2013 م بقوله:
( ... تعد فاطمة سليم إحدى الاديبات التونسيات في مجال كتابة القصة والخاطرة والصحافة . وقد كانت عضوا ناشطا بنادي القصة واتحاد الكتاب التونسيين . وعملت طويلا في مجال الصحافة حيث ترأست تحرير مجلة (المرأة ) في السبعينات كما كتبت بالصباح والملحق الثقافي لجريدة الحرية ومجلة مرآة الوسط ونشرت بالفكر والاذاعة ومجلات عربية كثيرة. وصدرت لها مجموعة قصصية بعنوان ( تجدبف في النيل ) كما أصدرت منذ ثلاث سنوات تقريبا كتابا يتضمن لوحات ادبية بعنوان( نساء وأقلام ) وجمعت حواراتها الصحفية في كتاب.
نشطت طويلا في المجال الاجتماعي والثقافي وتعرفت عليها شخصيا منذ اواخر السبعينيات ونشرتْ لي في مجلة المرأة لما كنت في بداياتي ثم توطدت صلتي بها بعد ذلك في اتحاد الكتاب التونسسين ومنابر ثقافية اخرى والملتقيات الأدبية والثقافية داخل الوطن.
أحبت مرآة الوسط وكتبت فيها العديد من المقالات والقصص. وأكرمتني منذ سنتين باسنادي شهادة الاب المثالي من جمعية ترأسها بمدينة الزهراء حيث تقيم
كانت لها علاقات واسعة في الشرق وقامت بزيارة الى مصر في بداية الثمانينات اجرت خلالها عدة حوارات مع نجوم الادب والثقافة والفن مثل محمد عبد الوهاب ونجيب محفوط سعاد حسني وقد نشرت هذه الحوارات بجريدة الصباح كما اهدتني منذ سنوات ملفا يتضمن نسخا من هذه الحوارات قبل ان تنشرها في كتاب في السنة الماضية ...) أ.هـ

انتاجها و نشاطها:

ـ كتبت المقالة الصحفية والقصة القصيرة وأدب الطفل ولها بعض الدراسات.
ـ عضو اتحاد الكتاب التونسيين منذ بداية السبعينات، ونادي القصة. ـ نساء المستقبل ـ مجموعة قصصية ، دار الكتب الشرقية 1972
ـ تجديف في النيل ـ دار الكتب الشرقية 1974
ـ نساء وأقلام ـ مذكرات 1995
ـ شخصيات وقضايا ـ حوارات 2005

عبده فايز الزبيدي
16-05-2014, 02:27 PM
محمد الشَّدَوي
هو أبو مشعل محمد بن مشعل الشدوي و يضبط الشدوي بشين مشددة مفتوحة و دال مفتوحة ، شاعر و أديب سعودي من مواليد عام 1390هـ الموافق لعام 1970م بقرية الوسطى بنيرا بـ( نَاوَانَ الأَعْلى)يحمل شهادة ماجستير علم اجتماع سياسي
و يشغل رتبة ضابط معلم بمدرسة المظلات والقوات الخاصة (معلم صاعقة) ، وهو صاحب ملتقى التوباد حيث توطدت به العلاقة، و التوباد جعله صاحبه لتكريس لغة القصيدة الجديدة .
نشاطه و منجزاته:
_حاصل على وسام القائد الأعلى للقوات المسلحة لتحرير الكويت
وسام أميردولة الكويت.
_ مشرف سابق على تيارات ثقافية بجريدة الندوة.
_عضو الجمعية العمومية بنادي الباحة الأدبي.
_كرمته جامعة المنيا بجمهورية مصر عن ديواني وشاية عطر.
_له ديوانان هما:
1- وشاية عطر
2-حقائب الريح
_نشر غالبية قصائد الديوانين بجريدة الجزيرة.
_ كاتب مقال نقدي في جريدتي الجزيرة والمدينة.

من أعماله:
1.قصيدة (فصول):
رَسولَ الشَّذا مِنْ أَيْنَ ياعاطِرٌ المَسْرىً
أَتَيْتَ وأَحْلامُ اللِّقا في دَمِيَ سَكْرَى

أَمِنْ رَوْضةٌ الأَنْفَاسِ أهْدَتْكَ نَفْحَة ً
أما يا رَسولَ الوِدِّ مِنْ نَفْحة ً أُخْرَى

رسولَ الشَّذا أَلْفَيتَ قَلْباً مُتَيَّماً
يكادُ لفرطِ الشوقِ منْ صبرِه يعْرى

تقــادمَ عَهـْـدُ البيــنِ حتى تَعَتْقَتْ
فصولٌ مِن ْ الأَشْوَاقِ في أضلعي تترى

وأَسْلَبَ دَوْحٌ , العُمْر ِ أَرْهقَه النَّوى
وأَغْصَانُهُ ظمأى على شُرْفَةِ الذِّكْرَى

وبي حَرَقُ البَيْداءِِِ شَوْقاً إِلَى الحَيَا
ظَمِئْتُ وَرَمْضَاءُ الجَوَى داخلي حَرَّى

أُصادي طيفاً لاحَ في فحْمَةِ الدُجى
فإنْ هَوَّمَ السُّمَّارُ ناجيتُه شِعْرَا

أُجَسِدها من زَهْرِ كـــل خَمِيْلةٍ
وأَحْسُو رَحِيق َالفنِ من ثَغرِها خَمْرَا.

2.قصيدة (رحيق الجمر):

أنينُ النَّايِ تُضرِمُهُ الثُّقُوبُ
فتَشرَبُ من مَوَاجِعِهِ القُلُوبُ


يَشفُّ الرِّيحَ يُلقيـهَا أنينًا
كنزفٍ باتَ تُهرِقُهُ النُّدُوبُ


إذا ألقَى النَّشِيج أذابَ قلبِي
فطَيفُكِ عن خَيالِي لا يَغيبُ


أفتِّشُ عنكِ في مُقَلِ العَشَايَا
وأسألُ أينَ أنتِ فلا تُجِيبُ


وَتنسَكِبُ الرُّؤَى حَولِي ذُهولاً
وأسئلَةُ النَّوَى وجَــعٌ يَلُوبُ


فأمضَغُ حَيرَتي وأشُفُّ صَمتِي
وتَأخُــذُني إِلى التِّيهِ الدُّرُوبُ


وَتشتَعِلُ الصَّبابَةُ في دِمَائي
وبينَ جَوانحِي يثبُ الكَثيبُ


ويحترِقُ النَّشيدُ عَلى شِفَاهِي
وفي عَينَيَّ تَغتَسِلُ الذُّنُوبُ


بِمُنعرَجِ المَواجِعِ مَاتَ قلبِي
عَلى حُرَقٍ ومِن حُرَقٍ يَؤُوبُ


كأنَّ النَّبض مابينَ الحنايَا
رحيقُ الجمرِ تُذكِيه الهبُوبُ


أقَلـِّـبُ في سَماءِ الفقدِ طَرفِي
فَيَرجِعُ بَائسًا وهوَ الكَئيبُ


ويهمسُ منكِ في أرجاءِ يأسِي
نسيمٌ من شَذَى الذِّكرَى يَذُوبُ

3.قصيدة:(في ذمة الرِّيح):
لا تسألِينِي فقدْ ثجَّتْ تبَاريحِي
وأنزَلَتْ مُعصِــرَاتي صَــيِّبَ الــنَّوحِ


تَدَفـَّقتْ من سَماءِ الوَجدِ وانسَكَبتْ
فِي ذِمَّةِ البيدِ أم فِي ذمَّةِ الرِّيحِ


مَلامِحِي من خَريفٍ لا انتِهَاءَ لهُ
عَلى غصُونِ القَوافِي صُفرَةُ البَوحِ


لا تَسألِينِي فقَدْ ضَيَّعتُ ذَاكرَتِي
وباتَ في مُقلتِي سُمُّ الذَّرَاريحِ

لَيلانِ، ليلٌ جميلٌ أنتِ شَمعَتهُ
وآخَرٌ، عَصفُهُ يُطفِي مَصابيحِي

أسعـدت حبا أيَا أنثَى تُحاصِرُنِي
مِن مَشرِقِ الظَّنِّ حَتَّى غَربِ تَوضِيحِي



كُلِّي ذُنوبٌ أفي عَينَيكِ مَغفِرَتي؟
أم أنَّ عَينَيكِ تشتَاقَانِ تَجرِيحِي؟


أنتِ القَصِيدَةُ في أورَاقِ عَاطِفَتِي
تَضُوعُ ألفَاظُهَا مِن نفحَةِ الشِّيحِ


تَذوبُ ألفَاظُكِ النـَّعسَى عَلَى شَفتي
فيَرتَوِي ظَمأٌ يَمتدُّ في رُوحِي


أهوى شفاهك إن أمست تُرَوادُني
حَمَّمتُ في نبسها يامي تَسبيحِي



*و للشدوي لغة ساخرة أحياناً إذا ما تطرق للنقد و من ذاك:
4_قصيدة (شاعر محرض) :
ذلك الشاعر كلب قو قلي
كل شيء قاله ماراق لي

إنه يحمل فكرا مارقا
غامض أفكاره لا تنجلي

أيقظ الفتنة من مرقدها
حرض الشعب على عزل الولي

أفسد الناس على حاكمهم
وهو قديس إله أزلي

ألصقوا بالكلب أقسى تهمة
أذبحوا أفكاره ذبح الطلي

كلفوا الأمن ليدمي جلده
إنه يحمل حقدا يغتلي
نحن أسبغنا عليه نعمة
ووهبناه لسان الغزل
هو لايؤمن أني ربه
فأنا الأعلى ولابعدي علي
أيها القديس قامت ثورة
هتفت يسقط ربا ليس لي

-5.مقالة(الموت من أجل الحياة):
للأزهار قصة مع أبجدية الارض منها تعلمت معنى حريتي وكيف أمارسها
ذاكرة يجتاحها الألم وتتمدد فيها الشروخ .أبحث في كومة مفرداتي
عن كلمة توقف رعشة شفتي .وجدت كلمة ربما لم تعجب البعض
لأنها من قاموس اللاءات.. وجدتها تقبع في زاوية الرحيل
وعندما وجدتها التصق حزني بوجداني أكثر ولكن الموقف زاد صلابة .في تلك اللحظة كنت أمام خيارين اٍماأن يقطع المنجل يدي أو يجتث الزهرة ..تكاثفت الغيوم واكتنزت بقطرات الموت حاولت أن أخبيء مايدور خلف الغيوم ..وأصد بروقها بقامتي المديدة وجسدي النحيل حتى تبقى تلك الزهرة ..وقفت لاقرأ قامتي قبل واثناء وبعد الانكسار.. وجدت أجمل القراءات لحظة الانكسار
لأنني قرأت أثناء انكسار الأرض وشموخ الزهرة وتجذرها في قلب الأرض
كنت ممتطيا أوراق العزة لأصافح في عرصاتها تلك الزنبقة والريح تزفها للموت وتزفزفها للهلاك..رسمت لها أبجدية البقاء بأحرف من صلابة الموقف.. لأنها نظري بكرية الأرض وبواكيرها
قلب الأرض عانق الخلود برجفة حب للزهرة أقمت لقرائتها طقوس البقاء ..ودعتها كما ودع ابن زريق قمره بالكرخ الفرق بأن الدموع هناك سجال ولدي أحادية ..لكنني نسر يطارد المستحيل حتى واٍن اعتصر قلبي تباعد الخطى وكسر روحي حنيين الذكرى
حتى واٍن أبحرت بلا شراع أجد نفسي الأقوى لأني اضفت لدم الرحيل رائحة أخرى بعبير الزهرة ..أشم عبقها على ذراعي حملتها حتى لاتموت والعاصفة تئن ..كسرت أبواب الحقيقة بساعدي ..لأني أراها زهرة الحرية فلتمت الارض ولتبق زهرة الحرية حية.

عبده فايز الزبيدي
16-05-2014, 02:29 PM
عبدالقادر دياب
هو الصديق أبو جواد عبدالقادر بن محمد بن أمين الدِّياب؟، من مواليد الخامس من يناير عام 1963 للميلاد ، بحماة سوريا، يحمل إجازة في القانون

نشاطه و انجازه:
_صدرت له مجموعة شعريَّة في عام 1983 بعنوان:
( عندما لا ترقصين لا يغني العاشقون )
هناك عدة مجموعات شعرية جاهزة للطباعة
_عملَ في الصحافة
_مشارك في الكثير من الملتقيات والمواقع الأدبيَّة
_وهو و أخوه جواد دياب يملكان منتديات الملتقى العربي الأدبية.
من أعماله:
- قصيدة (لَعَلَّ الشِّعْرَ يُخْتَتَمُ )

جفّ الفؤادُ فباتَ الحزْنُ يضْطرمُ
وقدْ جفاهُ الهوى والشعرُ والنغمُ

فباتَ مُرْتحلاً يسْعى لقافيةٍ
منها الطيوب لعلَّ الشعر يُختتمُ

فأصْبحَ الشعْر ملهاة لأنفسنا
يجْلو الهموم بأشعار بها السأم ُ

فالحزن موردهُ واليأس مسكنه
هلْ تسْكن الآه من زلَّت به القدم ُ

أو ترتقي بالفؤاد اليوم أغنية
تسقي المتون بغيث والمداد دمُ

أمْ تنثر الآه في أصداءِ قافيةٍ
تشقي القلوب وبالأحزان ترتطم ُ

أمْ تنثر الآه والأشواق تحْصدها
تثري القلوب بأفراح وتبتسمُ

كلّ الندوب ستشفى حين موعدها
إلا ندوب الهوى هيهات تلتئم

الروح سابحة والنفس نائحةٌ
هلْ تصْمد الروح حين النفس تنتقمُ

...............

ياصاحبي نهلَ الوجدان من لغتي
كأنّني برحيق الحبّ ألتحم ُ

فالشعْر حين تزور الجنّ أحرفه
يسْعى لغيبٍ بذات الغيبِ يرْتسمُ

فعدتُ من خِشية الإبْحار في لغتي
فالشعر يعدو وفي أفيائه الندمُ

عبده فايز الزبيدي
16-05-2014, 02:38 PM
عبدالرحمن البار

هوعبدالرحمن بن طه بن عبدالرحمن البار، (قيثارة الشعر) كما يحب أن يقدم نفسه
ولد صباح الخميس الموافق 16/12/1398للهجرة16/11/1978م.
درس مرحلته اﻹبتدائية بإحدى القرى القريبة من أبي عريش وتدعى (أم الحجل) حيث كان والده مديرآ لتلك المدرسة كماأتم بها المرحلة المتوسطة.
وقدكان في تلك الفترة من صباه في حياته مرتادآ لحلقة الجامع الكبير بسوق أبى عريش كماتلقى- إضافة للتعليم النظامي وتعلم القرآن في حلقة الشيخ أحمد الحمزي - دروس الفقه ، والحديث ،والتفسير واللغة في مكتبة ومسجد الشيخ /أحمدبن يحيى النجمي مفتي المنطقة سابقآ -رحمه الله- وفي مكتبة ،ومسجد الشيخ /ناصربن جبران قحل -حفظه الله-وتلقى أسس الفرائض لدى الشيخ /علي الدغريري مﻻزما لوالده تارة وسائرآ على خطاه في أحيان أخرى.
بدايته مع الشعر كانت بلقائه اﻷول في عام 1412للهجرة مع اﻷستاذ الشاعر/يحيى الواصلي الذي ﻻزمه الشاعر البار من ذلك الوقت حتى وفاته في عام 1434هجرية وأهدى له ديونه البكر (وقع الندى)
*كماﻻزم الشيخ /يحيى البهكلي- رحمه الله-وتلقى في منزله درس اللغة من كتب اﻷجرومية ودرس التفسير من كتاب أيسر التفاسير صباح كل يوم خميس لمدة ثلاث سنوات من عام 1416إلى عام 1418هجرية وهي فترة دراسته بالمرحلة الثانوية التي قضاها في ثانوية تحفيظ القرآ ن الكريم بأبي عريش.
*درس المرحلة الجامعية بقسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى في مكة المكرمة ثم تحول لظروف خاصة من مكة للرياض وأتم الدراسة هناك بجامعة الملك سعود بقسم الدراسات اﻹسلامية بكلية التربية وتخرج منها في عام 1425هجرية.
*في المرحلة الجامعية صدر ت باكورة إنتاجه الشعري في ديوان (وقع الندى) الذي سبقت اﻹشارة له عام 1423هجرية.
*كماعمل محررآ بصحيفة (رسالة الجامعة)في مرحلة الدراسة الجامعيةيالرياض بين عامي1420-1423للهجرة .
ثم عمل بعدها بمجال المحاماة حتى سنة تخرجه 1425هجرية.
ومن نتاجه الشعري في تلك الفترة ماهو مبثوث في الدوريات والصحف والمجﻻت.
له كتاب( لمحات فكر) قدأشير له في نبذته المطبوعة مع ديوانه اﻷول ولم يرى النور بعد.
له ديوان (رجع الصدى)الذي ألقيت جل قصائده ببرنامج أوراق شاعر في اﻹذاعة السعودية عام ثلاث وعشرين للهجرة ولم يطبع .
*عمل من عام إتمامه للمرحلة الجامعية وتخرجه منها باحثآ قانونيآ بإدارة الحقوق العامة بإمارة منطقة جازان حتى تاريخه.
صدرله ديوان (إفرازات الزمن اﻵتي) في غرة عام 1423هجرية .
شارك في عدد من أمسيات المنطقةونشاطاتهاالثقافية التي يقيمها نادي جازان اﻷدبي الذي يعد الشاعرأحد أعضائه ، وعضواللجنة العمومية فيه.
*كتب الشعرالعمودي من بدايات صباه اﻷولى ومﻻزمته لمكتشف موهبته اﻷول الشاعر:يحيى الواصلي-رحمه الله- وتجافى عن قصيدة التفعيلة ونحا لكتابة القصيدة الحرة بنسق يختص به وفي إطار نظريات ﻻيزال ينتهجها في أسلوبه.
وله تحت اﻹعداد ديوان (أسماء في صورة الشعراﻷخرى) يحوي خمسآ وأربعين عنوانآ لنصوص قصائده العمودية،ومجموعة بعنوان(إيقاعات خلف المعنى) لنصوص قصائده النثرية سترى النور قريبآ إن شاء الله.
*قيثارة الشعرهو:لقب أو أسم فني أطلقه عليه بعض محبيه واختاره الشاعر لنفسه من مجوعة ألقاب وأسماء أطلقها عليه بعض محبيه وأقرانه من شعراء وأدباء منطقة جازان.
*وقد أقل من نشاطه اﻹجتماعي و الثقافي و المشاركة في المناسبات الرسمية في اﻵونة اﻷخيرة عاكفاعلى القراءة والكتابة والبحث ومطالعاته الخاصة ﻻسيما وقد آمن بأن أصدق الشعر مايكون في خلوة الشاعروصومعة التفكير بعيدآ عن رتابة الرسميات وتكلف شعرالمناسبات، ونظرآ للظروف واﻷوضاع الثقافية الراهنة .
*إﻻأنه يقوم باﻹشراف ورئاسة صفحة مجموعة (شعراء الجزيرة) على الفيس بوك.

من أعماله:
1. قصيدة:(ناجيت روحك)
قال في مقدمتها:
مهداة لروح السيد:محمدالمهدي بن علي اﻹدريسي -رحمه الله-الذي عشقت ذكراه العطرةرغم السنين، واﻷجيال التي بيني وبينه...
القصيدة:
أسرعت للرحمن قبل أذانه
وأجبت داعي الحق قبل أوانه
**
ووطئت منزلة الشهادةمثلما
يسعى لك الفردوس قبل جنانه
**
وركبت معراج اﻷلى متوشحآ
بالسندس المغسول من ريحانه
**
وقرأت كل تحية من مؤمن
ووصية مكتوبة بجنا نه
**
ورأيت في آبائك الشرف الذي
قد تاه بالسبطين في عنوانه
**
ياعبقري الروح في عليائها
ودواءها مذ كنت في جسمانه
**
ورحلت مبطونآ بفعل دسيسة
أورثت فاعلهاالردى بهوانه
**
ورحلت كالحسن بن فاطمة الذي
أشقى حمير الحكم في سلطانه
**
واختار مملكة القلوب فقادها
وهوت له اﻷرواح في أكفانه
**
ورحلت في زهر الشباب كأنما
عفت امتهان الماء في أغصانه
**
واخترت نهج أبيك ثم سلكته
وقطعت عمرك هائمآ لزمانه
**
ما أغمد السيف الجسورمهابة
إﻻ لكي نلقاه من وجدانه..
**
والصمت أبلغ من فصاحة مصقع
في موطن الجهلاء عن تبيانه
**
ياعبقري الروح رغم إهابها
كا لشعر فاض بدفتي ديوانه
**
ناجيت روحك سيدي فوجدتها
هي نفحة المختار من بستانه
**
ناجيت روحك سيدي فرأيتها
هي ومضة الدري في أكوانه
**
نا جيت روحك سيدي فقرأتها
هي جملة اﻹيمان في قرآنه
**
ناجيت روحك سيدي فعرفتها
هي بسمة المحزون في أحزانه
**
ناجيت روحك فاستفاقت صحوة
في داخلي تنمو على برهانه
**
ناجيت روحك فانتبهت بغفوتي
والنوم ليس سوى دجى أجفانه
**
ونهظت أستجدي اﻷثير مسائﻵ
والهالة الصفراء غزل بنانه
**
وحقيقة اﻷوهام في وهم الحقيـ
ـقة والرؤى صور على جدرانه .

2.قصيدة (لأنك يارسول الله):
كتبها في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم.

تمادى ظلك الحاني تمادى
إلى اﻵفاق مذ عم البلادالأنك نسمة الرحمن هبت
على الدنيا فتستهوي الفؤادا
ﻷنك شربة في القيظ تسري
إلى اﻷعماق ريآ ،، و اتئادا
أما استسقت بك الفلوات حتى
رويت قلوب قاطنها رشادا؟؟!!
ﻷنك بسمة اﻹشراق روح
تبدد ظلمة الجسم اتقادا
وموقد فجرك الهادي سلام
وبرد بعدما غسل السوادا
ﻷنك رحمة للناس جاءت
من المولى فأنقذت العبادا
ﻷنك يارسول الله وصف
يفوق مشاعرآ كتبت مدادا
ستبقى يارسول الله حيآ
ورمزآ كلما داعيك نادى

وذكرك بعد ذكر الله فرض
ومن يرجو شفاعتك استزادا
وأختم بالصلاة مع السلام
وأسألك الوسيلة ،والمرادا .





3.قصيدة:(والشعر)
وهي مجاراة لقصيدة(ماالشعر!!)للشاعرالقد ير
اﻷستاذالدكتور/عبدالله بن أحمدالفيفي-وفقه الله-وقدتم نشرها بالمجلة العربيةفي عددها439شعبان1434الموافق يونيو2013م ويقول في مطلعها:
(أختال ملء قصائدي فكأنني
إذقلت بيتآ روح بن زنباع
بعساكري،ودساكري متمنطق
والناس حولي أسهمي وذراعي
ماالشعر إن لم يمنح المجد امرءآ
إﻻسفينة ضائع بشراع......الخ)
القصيدة:
ته بالقصائد ماأردت فإنما
أنت السنام ،وصولة اﻹبداع
بعساكر ودسا كر متمنطقا
والناس حولك لهثة اﻷطماع
ته بالقصائد أنت ياحرف الرؤى
في لجة اﻹدغام ، واﻹشباع
لم يلتق الحرفان إﻻ خلسة
في ثغرك القرشي بعد نزاع
ته أيها اﻷستاذ في تنقيح ما
وصل الضمير بقلبك الملتاع
هذا شآ مي المخارج ثم ذا
صحو يماني الظنون خزاعي
وكلاهما قد صح في إسناده
فا لزم طريقة مسند"اﻷوزاعي"
أنت اللغات جميعها من حمير
ياشاعر الجبل الصبور الداعي
أنت اللغات ومن تميم حكاية
أبصر بها "صناجة" اﻹشعاع
أبصر بهافي ناقة "العوني"ما !
(بسك) من العبرات ، والأ و جاع
(ﻻتبحثين النفس) في أغوارها
فقد (الخلوج) ، البو للخداع
والناقة الصفراء إفك"السامري"
هي بقرة في اﻷصل ، وردالراعي
أحﻻسها ، أقتابها مغزولة
بأنامل نقضت عهود شراع
فاعلم رعاك الله سر رموزهم
والباقيات الخالدات بقاع
وامزج تميم بحمير كي تلقها
بشنوءة من حضرموت الداعي
تلتل كما أحببت يا ابن تهامتي
وارفع نواصي صهوة "القعقاع"
******
والشعر مثل الحب في تعريفه
يأبى الرضوخ لمنطق اﻹجماع
كالسحر كالإنسان من آياته
سبل من اﻹعجاز في اﻷصقاع
ماالشعر إﻻ صورة الوجدان في
بروازها أفق من اﻷسماع
والشعر يبدو مثلما عرفته
حبلى بجزء قضية الو ضاع
شبهته بالصحو في إغماءة
في حالة من جملة اﻷوضا ع
مذ قلت قولتك الشهيرة أنه...
ووصفته وهمآ بقول الواعي
(الشعر نبض صميمه من غيمة
قدسية التكوين ، و اﻹيقاع )

عبده فايز الزبيدي
16-05-2014, 02:40 PM
محمد الحريبي
هو أبو تسنيم محمد بن عبد الله الحريبي من مواليد عام بتعز في اليمن ،متوسط التعليم لم يحصل على درجة أكاديمية، شاعر جميل عرفته في مجموعة (شعراء الجزيرة العربية) التي يشرف عليها الأستاذ عبدالرحمن البار .
من أعماله:
1. قصيدة ( أخي مرسي) و مرسي هو رئيس مصر الذي تم خلعه من الرئاسة بعد سنة و بضعة أشهر من انتخابه ، على إثر الإنقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي ،و مرسي من أعضاء جماعة الإخوان:
اخي مرسي السجين اخ ليوسف
فــيـا زمـــن الـبـغـاء هــنـا تــوقـف

سـئـمـنا يــا زمــان كـفـى هـرمـنا
بــربـك نـسـتـغيث عـلـيـك نـحـلف

تــــمـــادى لــيــلـنـا داج وتــهــنــا
و حـتـى الـديـن مـن يـدنا تـأسلف

هــنـا ظــلـم و بـالـمـيزان يـطـغـى
و عــالـم سـلـطـة شــرعـا يـؤلـف

و شـعـب كـالـقطيع يـساق طـوعا
و جـيـش حـاكـم بـالـقتل يـسـرف

خـطـيـب خــائـن لـلـعرش يـرغـي
جــهــاد تـدعـيـه قـــوى الـتـطـرف

بـحـقـك يـــا ســـلام أعــد ضـيـانا
و انــقــذ أمــــة تــهـوى الـتـخـلف

2. قصيدة ( غاب الذين أحبهم ):

كـثـر الـسـجال فـأيـن مـنـه الـمـنطق
بـــروابــط لــــي اصــدقـائـي يــبـرقـوا

بـــاب الــمـزاج مـكـسّـر و مـشـاعري
فــكـري بـأسـبـاب الـمـواجـع يــطـرق

هـــل تـعـلـمون بـحـالـتي و بــمـا أنــا
و بــــأن شــبــاك الــخـواطـر مــغـلـق

لا ( النت ) ساعدني و لا أنا في سلا
فـــبـــأي آيـــــات الـــعــذاب اعـــلَــق

أأجــيءكــم ظــهـر الـحـمـار بـرايـتـي
و ســوايـا ( بـالـمـوبيل ) طــار يـحـلق

كـفـوا الاذى عـنـي فـلست مـساجلا
و زهـــــور أوطـــانــي بــنــار تــزهــق

و أنــــا و جـلـبـاب الـهـمـوم يـظـمـني
لـيـل أشــد مــن الـدجى بـي يـطبق

هــذا لـكـم حـرفـي و نـشـرة عـنبري
و بـخـور عــودي فــي هـواكـم يـحرق

عــذب سـحـابي فـي ربـاكم قـد هـما
لـقـطـوفـك الـفـيـحـاء صــدقـا تــغـدق

لـسـتُ الـمـساجل اخـوتي و احـبتي
و طــيـور شــعـري بـالـمـحبة تـنـطـق

صــقـر بـصـحـراء الـجـفا مـسـتوحش
و ضــوامـري فـــي رمــل فــاز تـغـرق

فـكـمـا أنـــا جـــاءت الـيـكـم أحـرفـي
و نـسـيم زهــري فــي فـضاكم يـعبق

الـحـب يـحـملني عـلى كـف الاسـى
مـــا هــاب بـحـرا فــي هـواكـم زورق

ظـمـئت أسـاريـري و اضـنـاني الـظما
و الـخـاطـرات بــدمـع عـيـنـي تـخـنق

غـــاب الـذيـن لأجـلـهم اشــدو الـغـنا
رئـــة الـــرؤى أطـيـافـهم تـسـتـنشق

عبده فايز الزبيدي
20-05-2014, 12:28 PM
مُختار مُحرم
هو مختار بن عبد الله محرم،شاعر يمني مقيم بالسعودية، من مواليد 23يناير 1977م في حيّ مسيك ، وهو من الأحياء القديمة في مدينة صنعاء .. وفي صنعاء تلقى كل دراسته حتى تخرج في كلية الصيدلة بجامعة صنعاء في عام 2000م.
متزوج وله ثلاث بنات.
حدثني عن حبه للشعر:
( قرابة ربع قرن مضى من عمري وأنا أكتب الشعر لكنني أشعر أنني لم أقل شيئا بعد ،كنت دائما أخربش على هامش الهوامش ولم أعتبر نفسي شاعرا إلا بعد انضمامي لمؤسسة رابطة الواحة الثقافية وحصولي على رعاية وتوجيه مؤسسها د. سمير العمري..)
و لكونه شاعرا و مغتربا فيصف هذه التجربة بقوله :
( أنا دائم الاغتراب داخل وخارج وطني.. )
نشاطه و أعماله:
_له ديوان شعر بعنوان حنين المسافات.
_ وديوان تحت الإعداد بعنوان مسافات الحنين.
-و يكاد يقتصر نشاطه الأدبي من شعر و نثر على ملتقيات رابطة الواحة الثقافية،حيث يشغل رتبة المساعد الإداري العام
منسق اللجان الإشرافية ، و من أعماله:

إلى صديق خرج ولم يعد
شعر/ مختار محرم
جـمـال حـرفِـكَ أَحـيَـا كُــل مــن نـطَـقُـوا =وحَـدُّ سهمِـكَ أصـمَـى كــل مــا رشَـقُـوا
وَدِفُء رُوحِـك شَمـسٌ أَطْـفَـأتْ شَجَـنِـي = أَتُــــوهُ إِن غَــرُبَــت عَــنِّــي وَأَحْــتَـــرِق
فَـأَنْــتَ تَـارِيــخُ مِـيــلَادِ الْـجَـمَــالِ هُــنــا = وَبَــوحُ شِـعـركَ لِــي يَـــا سَـيِّــدِي أُفُـــقُ
أَرَى قَصِـيـدك مـثــل الـمــوجِ يَحمِـلُـنِـي = إِلَــى شـواطِـئَ يحـلُـو لِــي بـهـا الـغَــرقُ
لـحـرفــكَ الــصَّــارِمِ الـبـتَّــارِ وطــأَتُـــهُ = بِــطَــانُــهُ حِــكــمَـــةٌ تَـغـلِـيــفُــهُ أَلَـــــــقُ
لَكِـنـنِـي فـــي فَــضــاءِ الــهــمّ يحـمِـلـنِـي = بِـسَـاطُ سُـهـدٍ ويَـسـرِي فِــي دَمِــي قـلَـقُ
هُــنَـــا أُلَـمــلِــمُ أَوْصَــالِـــي لِأجْـمَـعَـنِــي = مِــن بَـعــدِ أَن فَـرَّقَــت أَحْـلَامَـنَـا الـفِــرَقُ
مــــاذا أَقــــول صَـديـقــي إنَّ رَاحـلَــتــي =في رِحلَةِ الصمتِ قـد أَودَت بِهَـا الطّـرُقُ
مضَيتُ وَالخَوف خَيلِي .. وَالأَسَى قَدَمِي = قــل لِــي بِـرَبّـكَ خِـلّـي كَـيــف أَنـطَـلِـقُ؟
جـمَـعــتُ بَــعــضَ عـبَـاءَاتِــي أُرَقِّـعُـهَــا = أُرَوِّضُ الخَيـطَ ثَـارَت فـي يـدي الـمِـزَق
بَـيـنِـي وَأَنـــتَ مَـوَاثِـيـقٌ فـرشــتُ بِــهَــا = دُنـيَــاي كَـيــفَ أَرَانِـــي عَـنــكَ أَفـتَــرِقُ
وَكَـيـفَ جَـــاءَ الـنَّــوَى سَـهــوًا لِعَالَـمِـنَـا =عَـرَّى القُـلُـوبَ فَـأَثـوَابُ الْـهَـوى خِــرَق
أَيــنَ العُـهُـودُ الَّـتِـي كَـانـتْ تَعِـيـشُ بِـنَــا = لِأَجـلِـهَـا غَـــادَرَ الـعُـشَّـاقُ مَـــا عَـشِـقُـوا
إِنْ كُنتُ خُنـتُ عُهُـودَ الأَمـسِ خُـذ كَبِـدِي = قٌـوتًــا وَهَـــاكَ دِمَـائِــي نَـزفُـهَـا مَــــرَق
أَنَـــا المُـقِـيـمُ عَـلَــى أَطـــلَالِ هـجــرِكَ لَا = أَنــوِي الـرَّحِـيـلَ فَمِـثـلِـي لَـيــسَ يَنـعَـتِـق
مَـشَـيـتُ دَرْبَـــك مَـشْــدُودًا إِلَـــى أَمَــــلٍ = يَــذوِي وَنَجْـمَـةِ حُـــزْنٍ نُـورُهــا شَـفَــقُ
سَقَيتُ أرضَكَ مـن حُزنـي ومـن وجعِـي = فَـكُـنــتُ غَـيـمَــةَ حُـــــبٍّ أَدمُــعِـــي وَدَق
إن لَــم تَـثِـق بــك أَســـرَارِي وَخَائِـنَـتِـي = قُـل لِــي فَدَيـتُـك يــا نِصـفِـي بِـمَـن أَثِــق

_ ماساة شعب:

وجهي يظلله شحوب
وعلى فضائل عالمي
طغت العيوب
وجميع أفعالي ذنوب
مستسلم للصمت والأمل الكذوب
العقل في درب الضلالة
لا يتوب
والروح في جرح المتاهة
لا تؤوب
والجسم
تحرقه المجاعة والحروب
والخوف يسكن روحنا
وينام في جوف الصدور
وفي الحقائب
والجيوب
والحق دولته هناك
بعلم علام الغيوب
فمتى إلى رشدٍ نثوب؟
يا أيها الشعب الذي
تنعاه أحلام الشعوب
يا أيها القلب الذي
تدميه أوجاع القلوب
ما عاد يجديك الهروب
أين المفر وشمعة الآمال
في الدنيا تذوب
والريح تزحف
في ثناياها المآسي والكروب
هبت وفي أنفاسها
جرحٌ يسيل من الجنوب
صار النضال اليوم
في حكم الوجوب
رُصُّوا الصفوف ولملموا الحب
المبعثر في القلوب
وتجمعوا حول الربيع
وكفكفوا الدمع السكوب
سيجيء يومٌ تنجلي
فيه الخطوب
حتى وإن صارت جميع
جهات عالمنا غروب
لا بد من يوم
تعود الشمس فيه إلى الدروب

***
يا منبع الحب المعين
أماه..يا دفء الحنان
ومعبد التاريخ
والحق المكين
يا قبلة الأحلام أنت
ويا ملاذ التائهين
قولي بماذا تحلمين؟؟
بغدٍ يعيد إلى بهائك بسمة
تغشى دروب العاشقين..
بقصيدة عصماء ترسم
مجدك الوضاء في أبهى جبين..
وبباقة من ياسمين!!
هل تذكرين؟؟
من قبل آلاف السنين
وأنا أعيش موحد الآمال
صلبٌاً
لا ألين
من قبل آلاف السنين
وأنا أسير على ثراك
مجسدا فكراً.. ودين
أنا واحد من قبل ميلاد الظلام وقبل ميلاد الأنين
لا فضل في توحيد شعبي
للطغاة
وللعلوج الفاسدين
بالحكمة السمحا
وبالإيمان يشهد لي
إمام المرسلين
كنا الملوك
وقادة الفتح الإلهي المبين
كنا الدعاة السابقين
كنا .. وكنا ..
أنجما تهب الضياء لأرضنا في كل حين ..
هل تشعرين بلهفتي
ملأت ليالينا أنين؟؟
هل تسمعين قصائدي
أبياتها لحن يدوي
في قلوب الغافلين
عاهدت تربتك الطهور بأنني
لسوى إلهي لن أدين
حتى وإن طغت المفاسد
أو تحكم في مصائرنا
بقايا الظالمين
لن أستكين
سأعيش حراً في بلادي
كالأسود عزيزة تحمي العرين
سأطهر الأرض الحبيبة
من غثاء الفاسدين
وعلى ثراها سوف أسجد
ناثرا عرق الجبين
شكرا لرب العالمين
***
ياأرض بلقيس الحبيبة
يا حنين التضحيات
يا منبع النور المبشر
بالحضارة والحياة
يا روضة الحب الإلهي
المبارك بالصلاة
يا جنة المجد المتوج
بالخلود وبالثبات
يا قلعة الأمجاد والتاريخ
يا أرض الأباة
يا أرض تبع
وابن ذي يزنٍ
وأفواج الدعاة
فلتمسحي عنك الدموع
وكفني فيك الرفات
فأنا هنا
بدمي سأروي تربتي
وأزيل أسباب الشتات
سأهد عرش الظالمين
لينتهي عهد الطغاة
الخير من رب السماء
إليك مكتوب
وآت
ما تحلمين به سيأتي
أبشري بالمعجزات
نيرون مات
فرعون أغرقه التكبر
قبله النمرود مات
شارون حتى لو أرادوا
أن يعيش
نراه مات
موعودة أرض الحضارة بالحياة
والظالمون وجندهم يا أم
يطويهم ممات....

_ قراآت في فنجان الزمن:
عَقَارِبْ الْوَقْتِ بِسِرٍّ تَشِي
تَلُوحُ سَكْرَى سَيْرُهَا يَنْتَشِي
بَطِيْئَةٌ مِنْ جَوْرِ أَحْمَالِهَا
مَذْعُورَةٌ مِنْ دَهْرِهَا الْمُوحِشِ
مَهْزُوْمَةٌ فِي صَوْتِ دَقَّاتِها
حُزْنٌ كَئِيْبٌ بِالدُّجَى يَغْتَشِي
تُرَاقِبُ الْأَطْفَالَ فِي حَيْرَةٍ
بِنَظْرَةٍ مِنْ طَرْفِهَا الْأَخْفَشِ
مَا بَالُ أَفْوَاهٍ لَهُمْ أَقْفَرَتْ
مِنْ كُلِّ صَيْحَاتِ الصِّبَى الْمُدْهِشِ
وَلَمْ تَعُدْ تَعلُو أَهَازِيْجُهِمْ
تَرْوِي حَكَايَا الْمَوْسِمِ الْمُنْعِشِ
مَا عَادَ فِي الدُّنْيَا سِوَى دَمْعِنَا
غَمَائِمُ الْحُزْنِ بِهِ تَحْتَشِي
وَإِنْ بَدَتْ مِنْ حَوْلِنَا بَسْمَةٌ
حِرْنَا مَنِ الرَّاشِي؟ مَنِ الْمُرْتَشِي؟
نَقُولُ للدُّنْيَا مَلَلْنَا هُنَا
فَضَاعِفِي الْأَثْقَالَ أَوْ حَدِّشِي*
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّتِي عَاصَرَتْ
قَصَائِدَ (الضِّلِّيلِ) وَ(الْمَقْدَشِي )**
تِقُوْلُ يَا نَفْسَ الْمُعَنَّى دَعِي الْـ
آَمَالَ وَالْأَحْلَامَ وَاسْتَوْحِشِي
وَلْتُغْرِقِي فِي الْبَحْرِ أَفْرَاحَنَا
وَعِنْدَ شُطْآَنِ الُأَسَى كَرْنِشِي
وَفَتِّشِي عَنْ صَفْحَةٍ وَاخْضُبِي
بَيَاضَهَا بِالْوَجْدِ وَلْتَنْقُشِي
هَذِي سُطُورُ الدَّهْرِ مَقْرُوءَةٌ
حِبْرٌ دِمَانَا فَاكْتُبِي .. زَرْكِشِي
مَاتَ النَّهَارْ الْيَوْمَ فِيْ عَالَمِي
أرْدَتْهُ طَعْنَاتُ الدُّجَى الْمُغْطَشِ
وَلَّى وَغَابَتْ فِيْهِ أَحْلَامُنَا
يَا عَيْنُ جُوْدِي بِالْبُكَا أَجْهِشِي
يَا قَسْوَةَ الْأَيَّامِ طُوفِي بِنَا
وَأَسْكِنِيْنَا قَبْرَهُ وَانْبِشِي
ضَاقَتْ بِنَا الدُّنْيَا وَضِقْنَا بِهَا
فَلْتَرْحَمِي أَجْسَادَنَا وَانْهَشِي
...

عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّتِي لَا تَنَامْ
بَطِيْئَةٌ وَالْيَوْمُ فِيْهَا كَعَامْ
تُثِيْرُ فِي النَّفْسِ الْأَسَى وَالْجَوَى
تُعَلِّمُ الْأَحْدَاقَ جُودَ الْغَمَام
تَمُدُّ فِي فَوْضَى الدّجَى خَطْوَنَا
تَقُودُنَا مَثْنَى.. فُرَادَى.. زِحَام
تَرُوحُ تُبْكِيْنَا وَتَغْدُو عَلَى
جِرَاحِنَا تَبْكِي بِدَمْعٍ هُلُامْ
وَتَقْتَفِي آَثَارَ مَنْ أَسْكَرُوا
حَيَاتِنَا دَهْرًا بِخَمْرٍ زُؤَام
صِرْنَا تَهِشُّ الرِّيحُ أَشْتَاتَنَا
وَالذُّلُّ يَعْلُو سَاخِرًا كُلَّ هَام
وَشَاعَ فِيْنَا الْكُفْرُ حَتَّى عَبَدْ
نَا دُوْنَ إِيْمَانٍ جَمِيْعَ اللِّئَام
نَظُنُّ يَأْتِي الْعِزُّ مِنْ ذِلَّةٍ
قُصُورُنَا مَبْنِيَّةٌ مِنْ خِيَام
تُقَاتُنَا مِنْ زُهْدِهِم أَصْبَحُوا
يُمَارِسُونَ الْإِثْمَ تَحْتَ اللِّثَام
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّذِي فِيْهِ قَدْ
تَصَابَتِ الشَّمْطَاءُ.. شَابَ الْغُلَام
أَجْرَتْ مَآَقِيْنَا عَوِيْلًا عَلَى
عَهْدٍ سَيَنْعَانَا بِصَمْتِ الْكَلَام
يَمُوتُ فِي دَقَّاتِهَا نَبْضُنَا
وَنَرْتَمِي صَرْعَى.. سُكَارَى.. نِيَام
مَوْتَى كَأَعْجَازٍ وَلَا رُوْحَ فِي
أَرْوَاحِنَا وَالْعَيْشُ فِيْنَا حَرَامْ
نَنَامُ كَيْ تَصْحُو كَوَابِيْسُنَا
وَبَعْدَهَا نَصْحُو نَعِيْشُ الْمَنَام
أَشْلَاؤُنَا حَيْرَى كَأَنَّا إِلَى
لَاشَيْء نَمْضِي نَسْتَنِيرُ الظَّلَام
نَمْضِي تَخَافُ السَّيْرَ أَقْدَامُنَا
يَعُودُ خَلْفَ الْخَلْفِ مِنَّا الْأَمَام
نُغَالِطُ الضَّعْفَ الَّذِي هَدَّنَا
بِأَنَّنَا أَحْفَادُ قَوْمٍ (عِظَام)
فِيْ دَرْبِنَا الْمَهْزُومِ كُلُّ الْجِهَاتِ
الْيَومَ قَدْ صَارَتْ دُرُوبَ انْهِزَام
...
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّتِي لَا تُثَارْ
تَصُبُّ فِي كَأْسِي كُؤُوسَ انْكِسَار
قَدْ هَيَّجَتْ أَحْزَانَ فُلْكِي الَّتِي
تَمُوتُ فِي مَرْسَى الْحَيَاةِ انْتِظَار

وَاسْتَكْثَرَتْ مَوْتِي فَهَذَا أَنَا
أَعِيْشُ عُمْرِي كُلُّهُ فِي احْتِضَار
أَنَا الَّذِي قَدْ عَلَّمَ الدَّمْعَ أَنْ
يَبْكِيْ وَلِلْأَحْزَانِ فِيْهِ انْهِمَار
سَقَيْتُ غَرْسَ الْعَجْزِ مِنْ لَوْعَتِي
فَلَمْ أَزَلْ أَجْنِي أَمَرَّ الثِّمَار
أَعِيْشُ مِيْعَادًا بِلَا مَوْعِدٍ
يَزِيْدُ إِحْرَاقِي بِلَا أَيِّ نَار
مَاضِيَّ آَلَامٌ وَيَوْمَي شَفَا
وَادٍ مِنَ الْآهَاتِ خَلْفَ السِّتَار
قَلْبِي جَرِيْحٌ خَانَهُ لَيْلُهُ
وَخَانَهُ جُرْحُ اللَّيَالِي فَثَار
أَخَافُ مِنْ خَوْفِي.. وَفِيْ حَيْرَتِي
أَحَارُ .. مِنْ مُرِّي أُعَانِي الْمَرَار
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّذِي ضَاقَ بِي
إِذْ لَمْ أَضِقْ ذَرْعًا بِطُولِ الْحِصَار
تَقَلَّدَتْ سَيْفِي أَسَالَتْ دَمِي
وَكَفَّنَتْنِي بِالْأَمَانِي الْكِبَار
وَكُلُّ ذَنْبِي أَنَّنِي وَاحِدٌ
مِنْ مَعْشَرٍ يَخْشَوْنَ أَخْذَ الْقَرَار
فَرَّتْ أَمَانِي الْقَلْبُ مِنْ وَحْشَتِي
وَمِنْ ظَلَامِي خَافَ ضَوْءُ النَّهَار
وَأَيْنَمَا فَتَّشْتُ عَنْ خُضْرَةِ الْـ
أفْرَاحِ أهْدَانِي أَسَايَ اصْفِرَار
أَلْقَتْ بِيَ الْأَقْدَارُ فِي مَهْمَةٍ
أُوَاجِهُ الْأَقْدَارَ دُوْنَ اقْتِدَار
دُنْيَايَ أَبْكَتْهَا مَآَسِي الدُّنَا
وَتَوَّهَتْهَا تَائِهَاتُ الْبِحَارْ
فَرُحْتُ أَبْنِي مِنْ قَوَافِي الْأَسَى
قَصَائِدًا تَرْوِي حَكَايَا انْهِيَار
مِنْ لَوْعَتِي لَوْ لَمْ أَكُنْ شَاعِراً
لَكُان لِيْ مِنْ بَوْحِ دَمْعِي شِعَار

هامش
* حَدِّشِي المحدّش هُوَ المُضَاعَفُ أَحَدَ عَشَرَ ضعفا
**الْمَقْدَشِي .. شَاعِر شَعْبِي يَمَنِي

تُعَاتِبُنِي
تُعَاتِبُنِي وَتَنْصِبُ ظِلَّ مَشْنَقَتِي وَتَصْلِبُنِي
تُحَاصِرُنِي بِأَمْوَاجٍ أُغَالِبُهَا فَتَغْلِبُنِي
تُعَاتِبُنِي وَتَنْسَى أَنَّ سُوءَ الظَّنِ يُتْعِبُنِي
وَتَنْسَى أَنَّهَا صَارَتْ حَيَاتِي أَصْبَحَتْ وَطَنِي
وَأَنَّ مَدَامِعِي تُحْيي اِبْتِسَامَتَهَا وَتَسْلِبُنِي
تُعَاتِبُنِي وَتَنْسَى أَنَّنِي فِي عَتْمَةِ الزَّمَنِ
زَرَعْتُ الشَمْسَ أَلْوانًا وَأَسْكَنْتُ الهَوَى مُدُنِي
جَمَعْتُ الشَّوقَ أَطْوَاقًا مِنْ الآلَامِ تَعْصرُنِي
وَبَعْدَ الصَّبْرِ وَالْأَحْزَانِ وَالآلامِ تَسْكُنُنِي
إِذَا لَاحَتْ ثَوَانٍ مِنْ تَلَاقَيْنَا .. تُعَاتِبُنِي
...
تَنَاسَتْ أَنَّنِي حَارَبْتُ كَي أَحْظَى بِهَا قَسْرَا
وَأَنِّي فِي اِنْتِظَارِ الْوَصْلِ أَرْهَقْتُ الْهَوَى صَبْرَا
حَمَلْتُ غَرَامَهَا قَيْدًا يُكَبِلُ مُهْجَتِي دَهْرَا
وَطُفْتُ بِحُبِهَا الأَمْصَارَ .. صُغْتُ عَوَاطِفِي شِعْرَا
وَعِشْتُ أُسَابِقُ الأَحْلَامَ أَرْقُبُ فِي الْمَدَى نَصْرا
أَرَاهَا نَبْضَ أَوْرِدَةٍ بِهَا أَسْتَلْهِمُ البُشْرَى
أَرَاهَا فِي دَمِي شَمْسًا تَبُثُّ جَوَانِحِي فَجْرَا
أَرَى أُسْطُورَةً لِلحُسْنِ تَنْثِرُ مُهْجَتِي نَثْرَا
أَلَاحِقُ بَعْدَهَا الْغَايَاتِ مِنْ دُنْيَا إِلَى أُخْرَى
تُعَاتِبُنِي.. وَتَنْسَى أَنَّنِي أَحْيَا عَلَى الذِّكْرَى
...
خُلُودِي فِي دُرُوبِ الْحُبِ عُنْوَانُ اِحْتِضَارَاتِي
أَعَيْشُ عَلَى رَنِينِ الْوَعْدِ قَالَتْ: رُبَّمَا آتِي
جَمَعْتُ مَشَاعِرَ الْعُشَاقِ فِي بَوحِ اِنْكِسَارَاتِي
تَرَكْتُ الْكَونَ مِنْ خَلْفِي وَجِئْتُ إِلَيكِ مَولَاتِي
أَدْثِرُ فِي سَمَاءِ الصَّمْت وَالذِّكْرَى مُعَانَاتِي
تُصَاحِبُنِي نُجُومُ السُّهْدِ كَمْ تَهْوَى مُوَاسَاتِي
تُحَدِثُنِي عَن الْعُشَّاقِ مِنْ قَبْلِي وَعَنْ ذَاتِي
وَأَسْمَعُ هَمْسَ لَهْفَتِهَا وَتَسْمَعُهَا حِكَايَاتِي
وَأُشْعِلُ مِنْ أَشِعَّتِهَا تَرَاتِيلَ انْطِفَاءَاتِي
فَكَيْفَ أَتُوهُ فِي الدُّنْيَا وَتُرْشِدُنِي مَتَاهَاتِي
...
هِيَ الشَّمْسُ الَّتِي دَومًا عَلَى أَنْوَارِهَا أَحْيَا
هِيَ الفَرْحُ الَّذِي يَجْتَاحُنِي شَوقًا إِلَى لُقْيَا
دَوَامُ النُّورِ فِي عُمْرِي.. خُلُودُ الْحُبِ فِي الدُّنْيَا
هِيَ الْأَنْهَارُ وَالْأَزْهَارُ وَالْغَيْمَاتُ وَالسُّقْيَا
هِيَ الْمَنْفَى الَّذِي مِنْ حُسْنِهِ أَسْتَعْذِبُ النَّفْيَا
حَقِيْقَةُ لَهْفَتِي لِلْحُلْمِ .. حُلْمٌ صَادِقُ الرُّؤيَا
حَمَلْتُ الشَّوقَ أُغْنِيَةً قَصَدْتُ دِيَارَهَا مَشْيَا
دُرُوبُ الشَّوقِ تَطْوِي أُمْسِيَاتِ مَلَامِحِي طَيَّا
أُنَادِي يَا مُعَذِبَتِي وَأَسْمَعُ فِي صَدَاهَا .. يَا
وَأَنْقُشُ بِالْخُطَى رَسْمَا لَقَدْ ذَابَ الَهَوَى سَعْيَا..

عبده فايز الزبيدي
20-05-2014, 12:30 PM
محمد العياشي
هو محمد العياشي بن محمد بن الغازي ،شاعر مغربي من مواليد مدينة مريرت الأطلسية 8-8-1972 لأسرة أمازيغبة حيث نشأ وتابع تعليمه إلى السنة الثانية من الباكالورية حيث يغادر التعليم مكرها إثر مرض عضال ليتابع أعماله من بعد في التجارة .
هو متزوج ومقيم حديثا بالدار البيضاء .
محمد العياشي بدأ كتابة الشعر من السن السابعة عشر حين اكتشفه فانكب على كتب الثراث الشعري العربي واللغوي وكل ما يتعلق باللغة والشعر دراسة وتحصيلا وحفظا.....
حصل على مرتبة أولي إقليمية في مسابقة شعرية سنة 1994
ومرتبة أولى في مسابقة وطنية للشباب في القصيدة العمودية بالرباط سنة 2000
مؤسس ومشرف على الملتقى الدولي الشعر للشعر بمريرت
نشيط على المستوى الوطنى في حضور وتنشيط الملتقيات الشعرية
صدر له:
(منابع الأشواق) سنة 2010
(أطلسيات )سنة :2012
وكما أخبرني أنه مشغول بالتجهيز لديوان يحمل مسمى ( من وحي البيضاء).

من أعماله:
ــــــــــــــــــــ
هل أنا وهم
...........

نغذّ المسير إلى الأربعيـنا
ولا شيءَ إلا غبارُ السنينا

أيا دهْرُ هل أنت في مجـدب
وحقلك جفّ وأضحى حزينا

أجوب الشهور وأطوي السنين
ولاشيء أجنيه عندي ثميــنا

ولا شيء أجنيه إلا جروحا
وإلا ندوبا وإلا شـــجونا

أيا ليتني لم أكنْ آدمـــيا
يحارب أعزلَ دهرا حرونا

تؤرقني نائبات الزمــان
فأمضي اللياليَ شلوا أمينا

تصوّب بي نافذات صقالا
تصيب الفؤاد فيبدي الأنينا

ولا من يـرقّ إلى أنّتــي
فأمضي لوحدي كئيبا ظنينا

إلى حيث لا أتمنّى الأمانـي
لأسلخ نفسي وأثوي سجينـا

فكائنْ تمنيت من غـــاية
ولم آتها وتراجعْتُ دونــا

أبنتَ الكرام لما تعذليــنا
فإني أبيٌّ كما تعلميـــنا

ولكنها كرَب مؤْلـــماتٌ
أصابتْ صميمي ألا تنظرينا

قطعْت حــياتي ولم أنتـزعْ
سوى حسَرات تضيف الجنونا

كأني خيـــال سرى بالربى
وصوت ثوى بالدياجي شطونا

وإني لوهْم وإني لهـــــمٌّ
عليّ ثقيل يهدّ الركيــــنا

وآخر هـــذا الأسى لا مراء
إذا أرسل الدهر نحوي المنـونا

لأحمَل ميْتا إلـــــى تربتي
فأبقى هناك طوال السنينـــا

وقد جئت للدهر صبّا رقيــقا
لأهديَه الورد والياســــمينا

فأعرض عني وبارى وئامي
بوجه عبوس يميتُ الحنيــنا

13-8-11

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

للإنسان كل حبي
..............

إذا قبـلـوه فـهْـو ذاك وإن أبـــوا
فإنـي لـذو صـرّى وجـزل العزائـم

سأمضي على دأبي دجى وضحى وفـي
سَهـام سمـوم أو صقـيـع الغمـائـم

كأنـي ميـاه الغيـث فـي كـل هبـة
تجود بأهضوب علـى الأرض ساجـم

ولا أحتفـي بالحائفـيـن ولا الألــى
يرون انتسابـي دونهـمْ فـي المكـارم

أقصـد للإنسـان مضطـرم الحـشـى
كما قصّدت فـي الأيـك ورْق الحمائـم

أغني ومـزْن العيـن ينصـبّ ماؤهـا
تحيـيّ بـه رؤد الريـاض النـواعـم

فلا عـرق دون العـرق أو نجـر إننـا
سواء سوى الجاني علـى كـل سالـم

ومـن يرنـي دونـا لإنــي مـغـرّد
على الأطلس استشرى شذى وهْو ظالمي

سأسمعـه مـنـي قــوارع حُـجـة
وأعـرض عنـه كالغـبـيّ المسـالـم

انا المزنة الغراء والنجـم فـي الدجـى
أنا الطلّ في الأزهار مـن كـل فاغـم

أجـود علـى هـذي البسيطـة دائمـا
أجـود عليهـا مـن صميمـي بـدائـم

هبوب صبـا عنـدي لعمـري كشمـأل
نـدى أو دبـور أو هبـوب النعـائـم

فـلا ريـح دون الريـح إلا إذا عـرتْ
مزمجـرة دكنـاء مـثـل الضـراغـم

وليس الثرى فـي جانـب بأجـل مـن
سـواه ولكـنْ هـذه الأرض تائـمـي

إذا جاءنـي كـرب بأقصـى بقاعـهـا
شجيـت لمصمـى كربهـا غيـر نائـم

ألا أيهـا اللاحـي عـلـى مزغـيّـة
لأن يدي غنـتْ لهـا أنـت حارمـي؟

وإنــك أهــل بالقطيـعـة مبـرمـا
ولسـتَ بـذي قلـب ولسـت بحـازم

أتحظـرنـي ذاك النصـيـب لإنـنـي
شـدوت قليـلا بالمـزيـغ الأكــارم

وفي مـرة أخـرى سأشـدو بغيرهـم
وأشدو بهـذا الخلـق صـب الحيـازم

أحـب الـورى طـرّا كحبـيَ للثـرى
ويكفـي بـنـا أنّــا سلـيـل الأوادم

فـلا ترمينّـي بالـذي ليـس بــي إذا
فعلـتَ إذن تمسـي بـه شــرّ آثــم

22-2-12

أشك بزهرة لا تحوم بها فراشة

إذا لــم تـكـن تـلـك الأقـاحــي نـديّــةً
يــعــمّ شــذاهــا لا أراهــــا أقـاحـيــا
فـمـ أنا والقحـوان إن كــان جـامـدا
ولـــم يـبــق إلا شـكـلـه المتـبـاهـيـا
فقـد لا يكـون الحـسْـن فــي ورقـاتـه
فأعـشـقـه إن عـطْــره فـــاض زاكيا
إذا لـم تـرفـرفْ فـي رياض فـراشة
شككـت بـهـا هــل قلبـهـا دقّ رانـيـا
ذريني بذاك الكهـف وحدي بخلوتي
إذا كـان هـذا النـاس كالطـيـف دانـيا
وفـي الكهـف أحيانـا حيـاة ومـن يـردْ
لبـابـا مــن الدنـيـا تـصـادفْـه سـاعـيـا
كـرهـت مــن الدنـيـا بـريـق جمـالـهـا
إذا لــم يـكـن حــيّ الـفــؤاد منـاغـيـا
فمـا يبلـغ الجـسـم الجمـيـل وقلـبـه
هــواء كـهــبّ الـريــح جـوفــا ذواريـــا
كمـن نظـم الألفـاظ فــي خـيـر حـلـة
عـلــى كـتــب لا يحـتـمـلـن مـعـانـيـا
تبـتـلْ بحـيـث القـلـب حــيّ بنـبـضـه
يـضـخّ دمــا يحـيـي الـبــلاد الفيـافـيـا
فليس كموت في الجـوارح والحجـى
وفي القلب موت ينشر القحط قاسيا
11-3-013

مأزق

أنظـر حواليـك مـن قلـب ومــن نـظـر
قبيـل مــوت وشـيـك أيـهـا الـلاهـي
سرعان ما تنتهي الأعمار في زمـن
بــــــدوره يـنـتــهــي والــخــلْـــد للهِ
فـإنـمــا هــــذه الإعــمــار كـرفــئــة
من السحاب حثيـث مرهـا الزاهـي
سهـوتَ حينـا ولـمّـا قـمـت منتبـهـا
وجـدت عمـرك ولّـى أيهـا الساهـي
لا تحسبنّك فـي الدنيـا علـى عبـث
تنهـشْ يمينـك مـن أكـل ومــن بــاهِ
لاشـــيء إلا بقـسـطـاس يـحـوّطــه
مــن التـبـذّل شـــرع الآمرالـنـاهـي
كأنـنـي بــك وسْــط القـبـر مرتجـفـا
مــن الـسـؤال ولا مـــأوى مـــن الآهِ
من ذا يعينك في الأجداث من كـرَب
إلا أيــــادٍ وقــــد ســالــت كــأمـــواه
يـرجّــك الـمـلـك الـصـنـديـد رجــتــه
وتصرخ الصرخة المستسلم الواهي
هـذي الحيـاة خطـوب غيـر منصـفـة
وفـي التـراب خـطـوب غـيـر أشـبـاه
وجـودنـا يــا صديـقـي مــأزق حـــرج
نحـيـا ونــودي عـلـى الدنـيـا بـإكـراه
ما بال هـذي الأقاحـي وهْـي ذاويـة
ولـم تكـن غيرغـصْـن نـاضـر مـاهـي
أم صـار غـرر فـي هـذي الحيـاة بهـا
فغـالـهـا دون حـــق جـائــر داهــــي
11-8-012

عبده فايز الزبيدي
20-05-2014, 12:31 PM
محمد جبر الحربي

شاعر وكاتب وإعلامي سعودي، ولد في مدينة الطائف في عام 1957ميلادي ، ساهم في تأسيس مجلة فواصل مع الأمير الشاعر طلال الرشيد، وأشرف على أعدادها الست الأولى، كما أسس دار أعراف الرياض للنشر والإنتاج والدعاية والإعلان عام ٢٠٠٤م.
-أشرف على عدد من الملاحق الأدبية في عدد من الصحف السعودية، وعمل صحفياً متفرغاً، وله عدد من الدواوين الشعرية منها :
-ديوان "بين الصمت والجنون" عام1983م
-ديوان "مالم تقله الحرب" الصادر في عام 1985م
-ديوان "خديجة" الطبعة الأولى الصادر في عام 1997م
-ديوان "خديجة" الطبعة الثانية الصادر في عام 2006م
-ديوان "زمان العرب" الصادر عن دار أعراف الرياض للنشر في عام 2007م
-ديوان "حديث الهدهد" الصادر عن دار أعراف الرياض للنشر في عام 2007م
- ديوان "جنان حنايا" الصادر عن دار أعراف الرياض للنشر في عام 2012م
- وقد نال مؤخرا جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب 1434-2013 عن ديوان جنان حنايا الصادر عن دار أعراف الرياض.

و قد ذكره الدكتور عوض القرني في كتابه ( الحداثة في ميزان الإسلام ) من الحداثيين.

من أعماله:
1. قصيدة:(الحبّ )

الصبحُ أشرقَ باليدينِ وبالجبينْ.
والقلبُ أورقَ بالنشيدِ وبالحنينْ.
والروحُ من نوحِ الأسارى
كمْ تئنُّ وكمْ تلينْ.
شلّالُ موسيقى يعاودُ
غسلَ أرواحِ الحيارى
مرتجين ويائسينْ.
كالبحرِ في جزْرٍ ومدٍّ
كالعصافيرِ الصغيرةِ تعبرينْ.
والناسُ حولي،لا أراهم،
مقبلينَ ومدبرينْ.
حتى أتيتِ مع الندى
كالكرمِ..
كالتينِ الحزينْ.

يا فتنةَ السرّ الدفينْ.
ذاك اليبينُ ولا يُبينْ.

ما قلتِ؟!
تسرقني الحروفُ
على تكسّر ضوئها والياسمينْ.

ما قلتِ؟!
تغرقني العيونُ
وقرب ساحل شكِّها
يرنو اليقينْ.
هل قلتِ شيئاً غامضاً كالحبِّ؟
ما للحبِّ حينْ.
لا يعرفُ الحبُّ الكتابةَ
لا القراءةَ
لا اليسارَ
ولا اليمينْ.
الحبُّ من شجرٍ يصلّي
يستغيثُ ويستعينْ.
والماءُ سرّ العارفينْ.
والغيمُ منكِ..
ومن تنهّدِ سائلينْ؟

الحبُّ طفلٌ لا تمرّ بهِ السنينْ.
الحبُّ أوطانٌ لأهلٍ طيبين.
والحبُّ كرهُ الغاصبين.
الحبُّ نخلُ اللهِ
راحةُ كادحِين ومتعبينْ.
الحبُّ أنتِ وخافقي
هذا الغناءُ الحرُّ
من بوحِ الأماني
واشتعالِ المنشدينْ.
الحبُّ جنةُ خالقٍ
ودعاءُ غيبِ الساجدينْ.

آمنتُ..
لولا الحبّ
ما جادَ الصباحُ بوجهِ سيدةِ الحضورِ
وما تدفّقت العطورْ
شلالَ موسيقى وشِعرٍ
إذْ جلستِ..
وتعبرينْ.

عبده فايز الزبيدي
20-05-2014, 12:34 PM
خالد شوملي

هو أبو داليا خالد بن يعقوب الشوملي، شاعر فلسطيني ،
ولد بتاريخ 6 -11-1956 ميلادية في مدينة بيت ساحور قرب القدس ...
وهو مهندس مدني حصل على شهادته في ألمانيا، حيث يقيم كأحد شعراء المهجر الحديث.

نشاطه الثقافي:
_ له ديوان: لمن تزرع الورد
رام الله ... فلسطين عن بيت الشعر الفلسطيني 2008

_ و ديوان: مُعلّقة في دُخان الكلام
صدر عن دار الشروق عمان / ورام الله عام 2012

_ و ديوان : مراتيج باب البحر (بالإشتراك مع شعراء عرب معاصرين)
عن دار إفريقية للنشر عام 2009
_ عشرات القصائد في المجلات والمنتديات الأدبية
_ عشرات القصائد المسجلة صوتيا.
_ و للشاعر موقع خاص على الشبكة العنكبوتية يعرض فيه بعضا من قصائده
http://www.khaledshomali.org/ /

كما للشاعر ديوانان تحت الطبع.
بعض قصائده مترجم للغات التالية: الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية، الكرواتية، الإيطالية والإسبانية.

_ حصل الشاعر على جوائز عديدة في مجال الشعر والقصة القصيرة.

_ الشاعر عضو في ملتقيات ومنتديات أدبية عديدة ينشر فيها قصائده بصورة دورية. وهو مشرف على منتدى الشعر في أكثر من موقع أدبي.

_ أسس الشاعر فرقة الرواد الفنية في عام 1987 في فلسطين وترأسها حتى عام 1990. له مجموعة قصائد لحنت أثناء الإنتفاضة الفلسطينية الأولى وظهرت في شريطين مسجلين. من هذه القصائد: نشيد الإنتفاضة، حي القصبة، هذي الأغاني يا عرب.

_ ترأس الشاعر خالد شوملي لجنة تحكيم مسابقة الشعر لجائزة يوم الأرض في دورة عام 2011 ودورة عام 2012 وترأس لجنة التحكيم لمسابقة الإبداع في الشعر في عام 2012 في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب. وترأس لجنة التحكيم في المسابقة الشعرية للقصائد الوطنية عام 2012 في منتدى جنة المبدعين العرب.
_ كان الشاعر خالد شوملي عضوا في لجنة التحكيم في المسابقات الشعرية التالية:
مسابقة أمير الشعر لعام 2011 في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ومسابقة الشاعر الراحل عبدالرسول معلة لعام 2011 وعام 2013 في منتديات نبع العواطف الأدبية.

_ تم استضافة الشاعر خالد شوملي (2011) لإحياء أمسية شعرية من قبل رابطة الزجالين في القاهرة وهي أقدم رابطة شعرية عربية.
_ تم استضافته للمشاركة في مهرجان الشعر العربي الحديث في توزر (دورة 32 في عام 2012).
_ إحياء أمسية شعرية في مدينة قابس التونسية بدعوة من دار الثقافة (2012).
_ إحياء أمسية شعرية في مدينة سوسة التونسية بدعوة من الصالون الثقافي في سوسة (2012).
_ استضافة الشاعر خالد شوملي من قبل قناة القدس الفضائية في برنامج (على زناد الكلمة) في حوار شامل لمدة ساعة.
_ إجراء مقابلات عديدة مع محطات إذاعية وتلفزيونية وصحافية عربية.
_ مراجعة وتنقيح العديد من الدواوين للشعراء.

نماذج شعرية للشاعر خالد شوملي:
_ قصيدة (ما بَيْنَ كَرٍّ وَفَرٍّ وَالْهوى قَلِقٌ)
يا بِئْرُ جِئْتُكِ مَغْموماً وَظمْآنا
عانى الْفُؤادُ مَعَ الأحْبابِ ما عانى
الْخَوْفُ يَفْتَرِسُ الأحْلامَ يشْنُقُها
وَالدّمْعُ يَفْتَرِشُ الأحْداقَ ديوانا
نَسَجْتُ مِنْ قَصَبِِ الْهِجْرانِ أُغْنيتي
هذا قَميصُ قَصيدي فاحَ أشْجانا
لَقدْ شَرِبْتُ مِنَ الأنْهارِ أعْذَبَها
كَم ِ ارْتَوَيْتُ وَظَلَّ الْقلْبُ عَطْشانا !
ماذا سَأشْربُ وَالآبارُ خاوِيَةٌ ؟
رَمَيْتُ دَلْوي فَفاضَ الدّلْوُ أحْزانا
الرّوحُ تَغْطِسُ بِالأَتْراح ِ مُثْقَلَةً
كَأَنَّ في الْبِئْرِ لِلأَفْراح ِ أَكْفانا
يا بِئْرَ سِرّي أتاكِ الْحَرْفُ مُنْدَفِعاً
فَبَلِّلي فَمَهُ شَوْقاً وَوِجْدانا !
يا بِئْرَ شِعْري رَمَيْتُ الدّلْوَ في أَمَل ٍ
أَنْ تَمْلَئي قَلَمي ناراً وَبُرْكانا
أَغْرَقْتُ في لَيْلِكِ الْمُمْتَدِّ مِحْبَرَتي
فََكَحِّلي لُغَتي شِعْراً وأَوْزانا
هَلْ هَلَّ بَدْري وَعِقْدُ النّجْم ِ طَوّقَهُ
أَم ِ اسْتَراحَ هُنا الْمَحْبوبُ .. أَوْ بانا ؟
.....
يُلألئُ الْمَوْجُ في عَيْنَيَّ نَعْسانا
كوني لَهُ حُلُماً .. بَحْراً وَشُطْآنا !
وَكَيْفَ أغْفو وَأصْحو وَهْوَ يَسْكُنُني
كالْوَرْدِ يَجْرَحُهُ شَوْكُ الّذي خانا ؟
ما زالَ يَلْسَعُني ذاكَ الْعَبيرُ لَهُ
يَلْتَفُّ حَوْلَ يَدي شالاً وَثُعْبانا
ما كُنْتُ أعْرِفُ أَنَّ الْقَلْبَ مِنْ حَجَر ٍ
أَنَّ الأحِبَّةَ قَدْ يَقْسونَ أحْيانا
وَلَوْ هَوَتْ نَجْمَةٌ مِنْ عَيْنِ عاشِقَةٍ
فَوْقَ الرُّكام ِ لَصاحَ الدّيكُ فَرْحانا
لَوْ كُنْتُ أعْلَمُ ما أصْبَحْتُ أعْرِفُهُ
لَما دَخَلْتُ إلى الأحْبابِ بُسْتانا
كَم ِ انْتَظَرْتُ وَنارُ الشَّوْق ِ تُشْعِلُني
ذابَ الْحَديدُ وَصَدْرُ الْوَرْدِ ما لانا
وَكَمْ تَمادى الصّدى في نَسْج ِ ذاكِرَتي
وَتاهَ صَوْتي وَصارَ الصّمْتُ عُنْوانا
وَما شَكَوْتُ وَما أَكْثَرْتُ أسْئِلَتي
خَيْرُ الْجَوابِ إِذا ما كانَ مِيزانا
سَفينَةُ الْحُبِّ بَيْنَ الْمَوْج ِ ما غَرِقَتْ
لَوِ الْهَوى ظَلَّ لِلْعُشّاق ِ قُبْطانا
.....
كَمْ قُلْتُ: يا لَيْتَ ما كانَ الّذي كانا
وَعُدْتُ قُلْتُ: جَميلاً سِحْرُهُ كانا
ما زالَ بُلْبُلُهُ يَشْدو وَيُطْرِبُني
يَكْسو الْمَدى فَرَحاً وَالْلَيْلَ ألْوانا
لَمْ أنْسَ نَسْمَتَهُ.. عَيْنَيْهِ.. بَسْمَتَهُ
سُبْحانَ مَنْ رَسَمَ الْفَتّانَ سُبْحانا
مَا اهْتَزَّ لي وَتَرٌ إلا لِريشَتِهِ
تَرَدُّدي ثِقَةٌ.. ما كانَ إذْعانا
ما بَيْنَ كَرٍّ وَ فَرٍّ وَالْهَوى قَلِقٌ
يَنْسابُ في الْبَحْرِ نَهْرُ الْحُبِّ ألْحانا
أَنا وَأَنْتَ وَجِنُّ الْحُبِّ يُؤْنِسُنا
في نارِ جَنَّتِهِ لا إِنْسَ إلّانا
نَبْكي وَنَضْحَكُ في آفاقِ دَهْشَتِنا
مِثْلَ الْفراشاتِ ضَوْءُ الشّمْسِ أَعْمانا
أَصونُ سِرَّكَ بَيْنَ الْغَيْم ِ أَحْفَظُهُ
لَمْ يُحْسِنِ الْبَرْقُ في عَيْنَيَّ كِتْمانا
إنْ كانَ قَلْبُكَ بَحْراً سَوْفَ أعْبُرُهُ
لَوْ كانَ صَخْراً نَحَتُّ الصّدْرَ مَرْجانا
أَلَمْ تَقُلْ لي بِأَنَّ الْحُبَّ مِنْ ذَهَبٍ
إِذَنْ لِماذا هَوانا يَصْدَأُ الْآنا ؟
نِصْفُ الْحَقيقَةِ لَمْ يُنْصِفْ مُعَذَّبَةً
إنْ كانَ كُلُّ الْكَلام ِ الْعَذْبِ بُهْتانا
إنْ كُنْتَ مُرْتَبِكاً حَتّى تُعَلّلَهُ
فَالْحُبُّ حُبٌّ وَلا يَحْتاجُ بُرْهانا
لا يَطْلُبُ الْوَرْدُ عَطْفاً مِنْ فَراشَتِهِ
بَيْنَ الْحَبيبَيْنِ لَيْسَ الْحُبُّ إحْسانا
وَالنّاسُ تَعْشَقُ هذا مِنْ طَبيعَتِها
فَالْمَرْءُ لَوْلا الْهَوى ما كانَ إنْسانا
يا طائرَ الْحُبِّ حَلِّقْ في الْمَدى فَرِحاً !
فَأنْتَ حُرٌّ وإنّي لَسْتُ سَجّانا
إنْ كُنْتَ تَرْحَلُ فَالذّكْرى مُعَطّرَةٌ
وَلَوْ رَجَعْتَ كَسَوْتَ الْجِذْعَ أغْصانا

_ قصيدة ( نَحْلُ الأماني)
هاتي الْكؤوسَ لِنَشْرَبَ الأنْخابا
وَتَذَكّري الأصْحابَ وَالأحْبابا
وَتَأمّلي بَيْتَ الْقَصيدِ فَرُبّما
يأْتي الْحَبيبُ وَيَقْرَعُ الأبْوابا
وَارْوي الْفُؤادَ ـ إذا سَقَيْتِ ـ مَحَبَّةً
لا تَمْلَئي كَأْسَ الْحَزينِ عِتابا
الْحُبُّ يُنْبِتُ في الفُؤادِ سَعادَةً
وَالْبُغْضُ يَحْصِدُهُ أذىً وَخَرابا
وَالْغائِبُ الْمَعْذورُ يَحْمِلُ شَوْقَهُ
وَالشَّوْكُ يَزْرَعُ في الدُّروبِ عَذابا
يا روحُ بِالضَّوْءِ امْلَئي الْأكوابا
فَالْلَيْلُ طالَ وَجَدّدَ الأوْصابا
صُبّي الْحَنانَ عَلى الْكَمانِ وَرَتِّلي
فَعَلى لِسانِكِ كُلُّ شدْوٍ طابا
رُشّي الرَّذاذَ على وُرودِ قَصائدي
قَدْ يَمْتَطي عَبَقُ النَّشيدِ سَحابا
وَيَطيرُ فَوْقَ الْوَقْتِ يَقْطِفُ نَجْمَةً
وَيُضيءُ مِنْ جَمْرِ الْقَصيدِ شِهابا
وَبِإبْرَةِ الأشْواقِ حاكَ حنينَهُ
حَتّى يُطَرِّزَ لِلْوَفاءِ ثِيابا
ما أَجْمَلَ الْكَلِماتِ حينَ تَزُفُّها
لَوْ شِئْتَ تَنْحِتُها لَكُنَّ صِعابا
ما أرْشَقَ الشِّعْرَ الْبَديعَ فَإنّهُ
ضَوْءُ الصّباحِ يُدَغْدِغُ الأهْدابا
جُلُّ الْكلامِ قَليلُهُ وَدَليلُهُ
سِحْرُ الْمعاني يَخْطَفُ الألْبابا
أمّا الْعَويلُ طَويلُهُ وذَليلُهُ
كَذِبٌ على شَفَةِ الذِّئابِ تَغابى
نَحْلُ الأماني يَرْصُفُ الدُّنْيا شَذا
لَحْنُ الأغاني قَدْ أتى مُنْسابا
قَدْ تُبْهِرُ الرّسّامَ حُمْرَةُ لَوْحَةٍ
كَمْ تاهَ لُبٌّ والْفُؤادُ أصابا
ٍ
حتى إذا ذَبَلَتْ بِعَينيْ دَمْعَةٌ
سَتَظَلُّ روحُ الشِّعْرِ فِيَّ شَبابا
والشَّعْرُ فِضَّتُهُ تَزيدُ بهاءَهُ
وَالشِّعْرُ مِنْ ذَهَبٍ يُصاغُ كِتابا
الصَّمْتُ سَيْفُ الشّكِّ فَلْيُكْسَرْ إذَنْ !
إنّي أريدُ ـ إذا سَألْتُ ـ جَوابا
هَلْ يَحْمِلُ الْقَمَرُ الْوَديعُ أمانَةً
مِمَّنْ نُحِبُّ وَلا يُطيقُ غِيابا ؟
كَمْ مَرّةٍ زارَ السُّؤالُ جَوابَهُ
وَالصَّمْتُ صَدَّ صَداهُ .. ثُمَّ الْبابا !
كَمْ غَرّدَ الْعُصْفورُ نَحْوَ حَبيبِهِ
والْغُصْنُ يَرْجُفُ تَحْتَهُ مُرْتابا !
وَبَعَثْتُ طَيْرَ الْقَلْبِ يُنْشِدُ حُبَّهُ
فَأعادَهُ لي بومَةً وَغُرابا
أَيُقابَلُ الْغُرَباءُ مِثْلَ أحِبَّةٍ ؟
وَالْعاشِقونَ تَفَرّقوا أغْرابا !
أَيْنَ الْجَوابُ َيَضُمّني وَأضُمُّهُ ؟
حَتّى يَذوبَ كَما سُؤالي ذابا
الْحُبُّ عَذْبٌ وَالْلِقاءُ عُذوبَةٌ
وَالحبُّ مُرٌّ إنْ حَبيبُكِ غابا
يَتَعَثَّرُ الْحُكَماءُ في تَفْسيرِهِ
فالْحُبُّ لَمْ يَجِدوا لَهُ أَسْبابا
قَدْ لامَني الْجُهَلاءُ: تِلْكَ أَميرَةٌ !
قُلْتُ: الْهَوى لا يَعْرِفُ الألْقابا
لَوْ مَرَّةً نَظَرَ الضَّريرُ لِلَيْلِهِ
ما كانَ نَجْماً في سَماءٍ عابا
وَلَرُبَّما نَظَرَ الْبَصيرُ لِلَيْلِهِ
فَازْدادَ في عُمْقِ الْمَدى إعْجابا
يا مَنْ تُقَسِّمُ ثُمَّ تَضْرِبُ طامِعاً
ما كانَ حُبُّ الْمُخْلِصينَ حِسابا
هذا الوِشاحُ أشدُّهُ وَأشُمُّهُ
بِيَدَيَّ عِطْرُ الذّكْرَياتِ انْسابا
وَيَحِنُّ بَحْرٌ لِلِّقاءِ وَيَشْتهي
نَهْراً يُعيدُ لِقَلْبِهِ الْغُيّابا
وَتَتوهُ في لُغَةِ الْعُيونِ قَصائِدٌ
وَتَسيلُ في شَفَةِ الْحَبيبِ شَرابا
يا روحُ هُزِّيني أتِلْكَ حَقيقَةٌ
أَمْ أنَّ ذاكَ النَّبْعَ كانَ سَرابا ؟

_ قصيدة ( يا بدْرُ ودّعْني وَدَعْ أحْلامي )
يا بَدْرُ وَدِّعْني وَدَعْ أحْلامي
وَخُذِ النّجومَ هَدِيَّةً وَسَلامي
هِيَ نُورُ أحْداقي وَزَهْرُ حَدائِقي
ما كُنْتُ لَوْلاها أُطيقُ مَنامي
قَدْ قدّتِ الأشْواقُ ثَوْبَ قَصيدَتي
وَالْحَرْفُ فِيها حِيكَ مِنْ آلامي
حَبْلُ الْحَنينِ أشُدُّهُ فَيَشُدُّني
وَطَني الْمُشَتَّتُ في جَحيم ِ خِيام ِ
لَوْ سِرْتُ غَرْباً سَوْفَ تُشْرِقُ شَمْسُهُ
وَلَوِ اسْتَدَرْتُ رَأَيْتُهُ قُدّامي
جَبَلٌ مِنَ الذِّكْرى على كَتِفِ النّدى
لَمْ يَرْفَعِ النِّسْيانُ عبْءَ غُلام ِ
إنِّي رَسَمْتُ مِنَ الدُّموع ِ شَواطِئي
وَالْبَحْرُ هاجَ بِدَفْتَرِ الرَّسّام ِ
الْحُبُّ يَجْري في فُراتِ قَصائِدي
ما جَفَّتِ الأشْواقُ في الأقْلام ِ
إنْ كانَ حُبُّكِ يا بِلادي تُهْمَةً
فاللهُ زادَ عَلَيَّ في آثامي
أشْهَرْتُ حُبَّكِ وَانْطَلَقْتُ عَواصِفاً
الغِمْدُ قَلْبي وَالْغَرامُ حُسامي
إنِّي رَأيْتُكِ وَالظَّلامُ مُخَيِّمٌ
في كُلِّ سِجْنٍ زادَ فِيكِ هُيامي
إنِّي نَسَجْتُ مِنَ الْوَفاءِ خَرائِطي
بِشُعاع ِ حَرْفِكِ قدْ مَسَكْتُ زِمامي
وَالْقَلْبُ يَسْبِقُني وَيَهْتِفُ عالِياً
حُرِّيَّةُ الإنْسانِ جُلُّ مَرامي
يَتَوَهَّجُ الْقَلْبُ الْمُتَيَّمُ بِالْهَوى
تَتَمَوَّجُ الذِّكْرى مَعَ الأنْسام ِ
في جَرّةِ الْهَيْمانِ تَرقُصُ جَمْرةٌ
لا يَرْتَوي الصَّبُّ الْغَريقُ الظّامي
هِيَ شُعْلَةُ الشَّوْقِ الّتي لَمْ تَنْطَفئْ
ما وَدَّعَتْهُ الْعَيْنُ هَبَّ أمامي
في الرُّوحِ أوْطاني وَأيّامُ الصِّبا
فَلَها تُرَفْرِفُ أجْمَلُ الأعْلام ِ
هَلْ ذابَ في الْمَنْفى فُؤادٌ عاشِقٌ
أَمْ قوّسَتْ نارُ الزَّمانِ سِهامي ؟
يا غُرْبةَ الصّحْراءِ أيْنَ زَنابِقي
هلْ كانَتِ الآبارُ مِنْ أوْهامي ؟
أيْنَ البَنَفْسَجُ وَالْقَرَنْفُلُ وَالشّذا
هَلْ ماتَتِ الأزْهارُ في الأكْمام ِ ؟
وَالْيَاسَمينَةُ هَلْ تَرَهّلَ ظِلُّها
كيْفَ اخْتَفَتْ في بُرْهَةٍ أعْوامي ؟
كَمْ عَذّبَتْني غُرْبَتي بِجَفائِها
عَضَّتْ بِأنْيابِ الذِّئابِ عِظامي !
إنِّي شَرِبْتُ مِنَ الْمَنافي مُرَّها
يا بَدْرُ صُبِّ الفَجْرَ في أجْوامي
لَمْ أفْتَقِدْ ريشَ النّعام ِ وَإنّما
ضَوءَ الحَياةِ بِثَغْرِها البَسّام ِ
أَنْتَ الْمُشَتّتُ أَمْ أنا
أَمْ نَحْنُ يَجْمَعُنا الشّقاءُ بِظِلِّهِ الْمُتَرامي ؟
يا بَدْرُ إنّي قَدْ كَتَبْتُ وَصِيّتي
لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْري سِوى أيّام ِ
شُكْراً لِكُلِّ قَصيدَةٍ أهْدَيْتَني
لَوْلاكَ ما احْتَمَلَتْ رُؤايَ ظَلامي
حَلِّقْ لَكَ الآفاقُ مِلءَ بَهائِها
والْكَوْنُ يَعْزِفُ أَبْدَعَ الأنْغام ِ
يَتَلأْلأُ الإيقاعُ فَوْقَ سَمائِها
خَيْلُ الْقَصيدِ مُسَرّجٌ بِكَلامي
يا بَدْرُ حَلِّقْ في فَضاءِ بِلادِنا
في قامَةِ الأَجْرام ِ خَيْرُ مُقام ِ
علّقْ على غُصْنِ الْوَفاءِِ قِلادَةً
مِنْ قِيمَةِ الأوْطانِ كانَ مَقامي
إنَّ الْحَياةَ تَسِيرُ وَفْقَ مِزاجِها
لا يُوقِفُ الأنْهارَ صَخْرُ لِئام ِ
النّارُ في فَمِهِمْ وَحُلْمُكَ صادِقٌ
لا تَكْتَرِثْ يا نَهْرُ لِلنّمّام ِ
قُلْ لِلَّذي يَهْجو تَوَهُّجَ جَبْهَتي
إنَّ الثُّلوجَ تُداسُ بِالأقْدام ِ
يا ناظِمَ الْكَلِماتِ خَفِّفْ وَقْعَها
فَحُروفُها أمْضى مِنَ الصَّمْصَام ِ
إنْ كُنْتَ تَبْحَثُ عَنْ نَياشينِ الْعُلى
فَالْعِلْمُ وَالأخْلاقُ خَيْرُ وِسام ِ
إنَّ الْحَياةَ مَواقِفٌ وَبُطولَةٌ
ما قِيسَ عُمْرُ الْمَرْءِ بِالأرْقام ِ
لا يُحْرِزُ الأمْجادَ إلا فارِسٌ
لَبَّى النِّداءَ بِعَزْمِهِ الْمِقْدام ِ
فَاصْدَحْ بِشِعْرِكَ أنْتَ حُرٌّ في الْمَدى
يا صاحِبي لا تَخْشَ طَيْفَ نِظام ِ
حَرِّرْ مَجازَكَ مِنْ قُيودِ غُيومِهِ
أكْرِمْ عَلى الشُّعَراءِ بِالإلْهام ِ
وَاحْرِقْ وِثاقَكَ يا صَديقي وَانْطَلِقْ
لا تَرْتَدي الأقْمارُ أيَّ حِزام ِ
وَاحْمِلْ حَنينَ النّهْرِ نَحْوَ مَصَبِّهِ
وانْثُرْ رَحيقي في بِلادِ الشّام ِ
وَإذا دَعَتْكَ الرّيحُ نَحْوَ مُروجِنا
جُدْ بِالْمَحَبَّةِ سَيّدَ الإكْرام ِ
سَلِّمْ عَلى " حَقْلِ الرُّعاةِ " وَأهْلِهِ
وَاكْسِرْ رَغيفَ الْخُبْزِ مَعْ أعْمامي
هَلْ ذُقتَ فقّوسَ البِلادِ وَتينَها
وَرَأيْتَ نورَ الشَّمْسِ في الشّمام ِ ؟
عَرِّجْ على بَيْتي العَتيقِ وَبِئْرِهِ
فَهُناكَ بِالشِّعْرِ ابْتَدَأْتُ غَرامي
ما زالَ جُرْحُ الأَرْضِ يَنْزِفُ مِنْ دَمي
فَاضْغَطْ عَلَيْهِ بِقُوّةِ الإبْهام ِ!
إنِّي أرى ضَوْءاً يَشُقُّ سَبيلَهُ
أَمَلاً سَيَنْبُتُ مِنْ رُكام ِ حُطام ِ
اِمْسَحْ دُموعَ الْقُدْسِ في عَلْيائِها
بِشَذا النّدى بَلْسِمْ ثَراها الدّامي
وَأضِئْ بِسِحْرِكَ فوقَ هام ِ بلادِنا
قَبّلْ أيا بَدْرُ الْجَبينَ السّامي

01.05.2011
حقل الرعاة: يقع حقل الرعاة في مدينة بيت ساحور الفلسطينية (قرب القدس) حيث ولد الشاعر.

عبده فايز الزبيدي
22-05-2014, 12:00 PM
عبدالستار النعيمي
هو عبدالستار بن بكر النعيمي، و النعيمي تضبط بنون مشدة مضمومة و عين مفتوحة و ياء ساكنة ،و هو شاعر عراقي
من مواليد العراق في محافظة التأميم في 1957 ميلادية
و عند دخوله المدرسة الابتدائية تم ترحيله إلي الصف الثالث مباشرة لدراسته القران الكريم قبل التحاقه بالتعليم النظامي الحكومي ، حصل على شهادة الثانوية من بغداد في عاك 1977ميلادية ،نال من معهدالنفط في بغداد في عام 1979 على دبلوم فني ثم شهادة بكالوريوس إدارة من الجامعة الإمريكية.
و هو من شعراء المهجر الجديد حيث يقيم في استراليا .

نشاطه و أعماله:
_ له ديوان ( كلمات الشمس ) - طبعة مصر
_ و ديوان (حشرت كفوفي) - طبعة مصر
_ و ديوان ( دموع تتكلم ) قيد الطبع
و هو عضو نشط و مؤثر في كثير من المنتديات الأدبية المشهورة مثل:

_عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
_ عضو أروقة الادب
_عضو مجلة الاقلام
_عضو مجلة الألوكة
_عضو منتدى رواء الادب .

نماذج من شعره:

غجرية بجمالها

ستطلّ من شرفاتـِهـــا=== فترش ُّ ورد َ صفاتـِهــــا
ملوّنة ٌ وجناتـُهــــــــا === === كستائر ِحجـُراتـٍهــــــــــــا
لئن نطقتْ بتهامس ٍ === سأذوب في نغماتهــــــــــا
سأنتظرُ عجز الدجى === لأغوصَ عبر قناتـهـــــــا
ببحور حسن ِملائك ٍ=== هبطتْ على صخراتهـــــــــــــا
من كل حورية اللمى === رضعتْ مياه فراتهــــــــــــــا
غسلتْ ظفائرَ شَعرها === بعطور زهر نباتهـــــــــــــا
لقد انجلتْ عربيــــة ً=== نجلاء َفي نظراتهـــــــــــــــــا
وتسترتْ بحجابهــــا === معطرة ً لجامــاتهــــــــــــــــ ـــــا
فتزينتْ خصائلهـــا ==== كغزالةٍ بفلاتهـــــــــــــا
حجازية ٌ بعيونهــــا=== عراقية ٌ بشفاتهــــــــــــا
تهامية بقوامهـــــا === خزاعية ٌ بلثاتهــــــــــــا
كنانية بأصولهــا === عربية ٌ بصفاتهـــــــــــــــا
دحرتْ قلوب العاشفين َإن ارتدتْ حلاتهــــــــــــــــا
مؤصـّلة ٌ بشيـَمهــا فلا تخون ذواتهــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــا
موسّمة ٌبعلامة الأخلاص في جبهاتهــــــــــــــــا
منطقة ٌبجدائل الشـَعر على جنباتهـــــــــــــــــــ ا
حلفتْ على ان لايرى غيري أنا خصـُلاتهــــــا
غجرية ٌ بجمالهــــــــا ===مدنيــــــة ٌ بصَلاتهــــــا
قسماً بطُهر جمالهــــا == وحلاوة بسماتهـــــا
قسما بعرس جبينهــا وحدائق ِ وجَـناتهـــــــــا
لأظلّ مفتونا بها الى أن ارى حجباتهـــــــــا

رثـــــاء صــدام

أقفرَ من فرسانه ِمكحــــــولُ ===== فالفتحة ُ فالعوجة الثكـــولُ
خاوية ٌأطلالهم باكيــــــــــة ٌ ===== ليس بها من أهلها أصــولُ
إذ بُـدّ لت بأهلها وحوشـــــا ===== وغيـّرتْ أحوالــَها الفصــول
أرضٌ بها عاث العدى فسادا ===== وكل من حلّ بها جهــــــــول
عيناك فاض دمعُها تصــاب ٍ ===== كأنما شأنيهما سيـــــــــول
أو فلْـجُ واديها ببطــــن واد ٍ ===== للماء من أسفله هطــــــــول
تصبو وأنّـى لك من تصــــاب ٍ==== أنـّى وقد أفزعك الذهــــــول
لا ناقة تــرعى ولا غـــــــزال ===== ولا تثيرُسهلها الخيــــــــول
لا البن ُيغلي لا الشواءُ طــاه ٍ ===== لا يُسمعُ مزمارُ لا طبـــــول
يا جبلا ً يلـفُّ قصرَ ليــــــث ٍ ==== يخـرّبُ عمـاره المغـــــــــول
هلا ّأماط الدهـرُ عن لثـامك ====== فتُـسمُـع الأصداءُ ما تقـــول
قد لا تدومُ نعمة ٌ طويـــــــلا ً==== ولا طغيان جائــر ٍيطــــــول
كم أفسد الملوك ُ في قرانــا ==== منذ ارتقاها عنوة فلـــــــــول
قد يقصرالطويلُ تحت ظـرف ==== وأذرعُ القصير قد تطـــــــول
هيهات منـا ان ينالَ طـــــاغ ٍ===== أو يشتري عزتَـنا خـــــــذول
نحن الى سوح الوغى زحافٌ ==== وفي ظهـور خيلـها فـُحـــــول
ان يكبُ في سوح الوغى جوادٌ ==== لا بدّ بعد الكبوة يصــــــــول
تـأريخنـا ينكر ما علينــــــا ====== والدهر من كبوتنا خجـــول
يد الوحيد لا تنال خصمــــا ====== لكن أيدي الوحدة ِ تنـــــــول
لا يعـظ الناسُ من لم يعظـــــــــــــــــــــه الدهــــــرُ ولا تنفعه العقول
لايُـسعد الغـازي بأرض قوم ٍ===== أطفالهم عند الحجى كهــــول
أجهلهم في الآزمة عـــلا ّمُ ==== أضعفهم عنداللقاء غـــــــول
بل رُبّ درب ٍقد بصرتُ به ===== مستلقيا ًوعينـهُ تجـــــــــــــول
نعم الفتى مرابط الجهـــاد ====== وقد علا في وجهــه فضـــول
شـَد ّتْ بحزم ٍجذعـَه النحيل ِ===== أربطة البارود ِوالفتيـــــــــــل
فإنه ُكلقوة ٍطلـــــــــــــــوب==== تـُخزنُ في أوكارهـــا المقـولُ
أضحت عذوبا ًفي غداةِ قِـرّة=== تسقط ُ عن ريشاتها الطلـــــول
حتى رأى بقربـهِ جنــــــودا === سيقوا له كأنـهـم عجــــــــــول
فأدركتهم ضربة ُالأصيـــــل ِ=== ويالها من ســدّة ٍ قتــــــــــول
طار بها الغربـيُّ في سمــاه ُ=== وانتحر الثاني لما يهــــــــــــول
فانفجـرتْ دروعـهـم جــذاذا ً=== لا بدّ انْ قائـدهـم مقــتـــــــــول

يا هـُيامـــــــــــي

يا هيامي في شتاتي في انضمامي=== في سكوني في هجوعي في قيامـــــــي
في انشغالي في خلـويّ في سباتي=== في نشاطي في انكساري والتـآمــــــي
يا سفيني في بحور الحب يمضي === فوق امواج الظـلام المترامــــــي
يا قناديلا أراهـــا نيـرات ٍ== أينما القي بأنظاري امامـــــــــي
يا كنوز السـحـر يعلوها سديــم= من فتات الحـُسـنِ شـفّاف القـوام
يا جناحا في مهـبّ الروح ِيعلو === سندسـيُّ الريـش ِ عاجـيُّ العظام
إن شغلت ُالبالَ عنك القلبُ يغفو =بين محراب الأسير المســـتهـام
ثمّ يتلو بعض آياتــــه صمتـــا = فيـُذيـب الصمتُ أبواب َالزحـام
مـُدّي أيديك بقلبي فجـراحـي == لا ترى أعذ بَ من لمس الوئـــام
إن ربحت ُالحبَّ في سبق الغــرام== فعلى صدري تكوني لي وسامــــي
يا وسام الحب ما أنقى بريقكْ ==لؤلؤي ُّ اللون زيتيي الســــجام

عسلي الثغر هيا

عسلي الثغر هيـــــــــــا======نرتشف شهد المحيـــــــــا
نحتسي العشق سويـــا=======ثم نجتاز الثُــريـــــــــــــا
أسقيني حتى ترينــــي =====احسب ريقك ِ خمــــــــرا
او ارى وجهك ِ القانــــي====ينجلي في الكون بــــــدرا
أرشف ُخدّيك ِخمــــــرا====في حوانيت جمـــــالـــــــــك ْ
ثم يرقى الليل ُ سـِحــرا====تحت أقمار ِوصــالـــــــــــك ْ
نجمةُ الصبــحِ تعالت =====في سماءات القلـــــــــوب ْ
ضحكت ْ مني وقالت =====أيها المشتــــــــــاقُ ذ وب
يا رياض العشق ِجـودي==== بعطور الياسمـــــــــــين ِ
قد شتلت ُ فيك ِعــــودي==== نابضا منك ِ وتينـــــــــي
أدنو من وردك ِالخجلى====تنثني فوق الغصــــــون ْ
وارى عينيك نهلــــــى ====ترتوي منها العيــــــون ْ
يا حنين الروح عبـّــــرْ ====عن هـوىً في مركمــــــي
إنه الشريان الابهـــــــر ====جاريا فيه دمـــــــــــــــــي
إنه بلاتين ُ حبـــــــــي ==== كاسرا سعر اللُجيـــــــــــنْ
إنه محتوى قلبــــــــي ====من بطين من أُذيـــــــــــــن
أيها الشاعرُ تحيــــــا ===== في خيال ٍ من حنيـــــــنْ
فلأحلامك َ سـُقيـــــا ===== لم ترثْ غير الأنيـــــــن
أيها الشاعر تضحكْ !!!!؟؟؟؟؟ كلما أدركت َ صبحـَـــــكْ
إن يداوي الصبح جرحك===فالمسا يغتال ُ فرحـَـــــــك
أيها الشاعر تحبـــــو===== خلف طـَـفلات البنـــــــات ِ
كلما تكبرُ تصبـــــــو===== في غرام الآنســـــــــــات ِ
أيها الشاعر مهـــــــلا==== فالهـوى لا يُـستهــــــــــانْ
ما اتخذت الحب جهلا==== بل نصيب ٌوافتتــــــــــــانْ

عبده فايز الزبيدي
23-05-2014, 10:21 PM
محمد بن ناصر العبود
هو أبو ناصر محمد بن ناصر بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن عبود،ينتمي العبودي إلى أُسرة آل سالم المشهورة في (بُرَيْدَة)، وهي أُسرة عريقة قديمة يناهز عمرها في المنطقة أربعمائة سنة، والعبود المولود في 30 ربيع الآخر من عام 1345 هجري الموافق لعام 1930 ميلادي أديب و رحالة و مؤلف سعودي ، شغل منصب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي ، قام برحلات عديدة في أريقيا خصوصا لتقييم حال المسلمين هناك.
من مؤلفاته:
_ أفريقيا الخضراء
- معجم أسر القصيم
- سوانح أدبية
توفي في عام 1433 هجري 2013 ميلادي، رحمه الله تعالى!

عبده فايز الزبيدي
30-05-2014, 02:27 PM
مصطفى السنجاري
هو أبو لقمان مصطفى بن حسين بن مصطفى ، من عشيرة العبيد فخذ البشكان ، شاعر وإعلامي عراقي وأستاذ اللغة العربية
عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق
عضو رابطة الكتاب والمفكرين المستقلين في نينوى
رئيس رابطة مثقفي سنجار المستقلة
مدير الملتقى الثقافي العربي على الشابكة
من مواليد؛سنجار..في الأول من يوليو من عام 1962 للميلاد.
في قرية (ديلوخان) التابعة لقضاء سنجار على حدود سوريا،و في عائلة تمتهن الفلاحة أشرقت عليه شمس الحياة
بداياته الأدبية ظهرت عندما كان طالباّ في المرحلة المتوسطة
حيث أسهم بشكل فعال في
إقامة الحفلات المدرسية .. بإعداد وإلقاء نشرات الأخبار الفكاهية ،وكتابة القصائد.
غير أن البداية الحقيقية كانت في عام؛1983 عندما بدأ بنشر نتاجاته الأدبية وقصائده لأول مرة في الصحف
والمجلات العراقية والعربية كجريدة الحدباء,والرسالة الكويتية.وفي عام؛1985
سجل تلفزيون نينوى خمس أغنيات من كلماته وألحان المبدع (زكي إبراهيم) وذكرها في
كتابه الموسوم ( الأغاني الشعبية الموصلية).
ودعي إلى مهرجان المربد لأول مرة عام؛1987 .. حيث اعتبر انطلاقة نحو المجد والشهرة
وفي عام؛1989 حصل على موافقة وزارة الثقافة والأعلام
لنشر مجموعته الشعرية البكر(شآبيب ملونة).
وخلال الأعوام1990/2000 قام بجمع وإعداد الأمثال الكورمانجية(لغة غالبية سكان سنجار) وترجمتها إلى العربية.في مخطوط لم ينشر بعد
كذلك وله مخطوط آخرعن العادات والتقاليد السائدة في مدينة سنجار,
وثالث عن ألعاب الصبية والكبار فيها.. وفي عام؛1994
حاز على المركز الأول في مسابقة للشعر العمودي, أقامها مجلس الشباب في المحافظة,
للشعراء الشباب حيث شارك فيها أكثر من (38)شاعرا وشاعرة ..
ومثل المحافظة في العديد من المحافل , بالأنشطة والفعاليات الأدبية..داخل القطر
.ونشر المقالات والقصائد في كل الصحف العراقية,
والعديد من المجلات والصحف العربية مثل؛( الشيحان, التضامن, اليقظة, كل العرب) وغيرها.
وفي عام ؛2005 أقام معرضا فنيا( بلوحات رسمها بالقش على القماش)
مشتركا في قاعة (لالش),في سنجار مع الفنانين (رفو,ويونس جوجان), وكان المعرض رياديا في المدينة
وحاز على التكريم من قبل السيد ( مسعود البرزاني) رئيس إقليم كوردستان العراق في نفس العام على لوحات رسمها بالقش والقماش..
كما قام بطبع مجموعته الشعرية(تراتيل في محراب المودة)..في نفس العام..
وعمل محررا في جريدة دجلة
وعمل محررا و مصححا لغويا في مجلة (الهداية)..
وعمل محررا في جريدة الحقيقة (راستي) ..

وينشر الآن نتاجاته في كل الصحف المحلية المتاحة,وعلى الإنترنيت في المنتديات والمراكز الأدبية والثقافية منها:
مركز النور
الحوار المتمدن
دنيا الراي
أنا حرة
المثقف
الكلمة نغم
والعديد من المراكز والمنتديات الأخرى بالاضافة إلى مركز التواصل الاجتماعي الفيسبوك

صدر له :
1_ شـــــــــــآبيب ملونـــــــــــة"مجمــــــوعة شعرية بالفصحى"..1990
2_ وينهمــــــــــــر الغـــــــــــيث"مجمــــــوعة شعرية بالفصحى ..1993
.3/قصـــــــــــــــــائد لقيطة"مجمـــــــــــــــــوعة شعرية بالفصحى"..1994
4/تراتيل في محراب المودة / 2005
5/ شذرات / قصائد للأطفال .. 2011
6/ فرات العراق ../ 2012
7/ عطسة القمر ../2013دار الكلمة نغم في مصر.

شرفت بمعرفته لأول مرة في منتديات الملتقى الثقافي العربي و هذا المنتدى يعود لعبدالقادر دياب و جواد دياب.
من أعماله:
1. قصيدة ( العمال):

بِكَ لا بِغَيْرِكَ تُعْمرُ الأوطانُ
وعلى يَديكَ تَسامَقَ البُنيانُ
عَرَقُ الزّنودِ وقودُ كلّ حَضارةٍ
لولا الزنودُ لَما ازْدَهى العُمْرانُ
يا أيُّها المَمْدودُ واحَةَ راحةٍ
بظِلالِها يَتَفَيّأُ الإنسانُ
هذا الربيعُ الخِصْبُ في جَنَباتِنا
كنتَ الشتاءَ بعِطْفِهِ يزدانُ
في كلِّ ركنٍ من بهائِكَ أطيُفٌ
تهذي بسحرِ جمالِها الألوانُ
لا خيرَ في أَيدٍ تستحيلُ وَسائِداً
حيثُ الأيادي الخاملاتُ تُدانُ
الخيرُ كلُّ الخيرِ في أيدٍ لَها
في كلِّ عصرٍ للتحَضُّرِ شانُ
قل للمعامِلِ من يديرُ شؤونَها
قل للمصانِعِ من لَها الربّانُ
من ذا بنى (الأهرامَ ) رمزَ تفاخُرٍ
و(جدارَ صين ) ما لُهُ أقرانُ
و(مَحَلّ ) كَفُّك أنت زانت (تاجَها)
بسميّها فلتفخرِ التيجانُ
وعجائبُ الدنيا نتاجُ كفاحِهِ
وجميعُ ما تسمو به الأكوانُ
الكهرباءُ ينيرُ من لَمَساتِهِ
هوَ في جميعِ عطائِهِ فنّانُ
تلكَ الجُسورُ بها النَّهورُ تحَزَّمَتْ
رَحِمُ المدائِنِ بالجُسورِ يُصانُ
سلْ ناطِحاتِ السُّحْبِ يا لجَمالِها
عندَ التباهي ما لَها أقرانُ
خلف الكواليس الجُهودُ تغيَّبت
أنعِمْ بجهدِ ما لديهِ لِسانُ
الخيلُ تقحمُ في الجهادِ وتصطلي
وينالُ مَجدَ ركابِها الفُرسانُ
إن شئتَ فالبنّاءُ والنجّارُ
والحدّادُ والسبّاكُ والطحّانُ
فَهُمُ يدُ النُعْمى تطرِّزُ زهوَنا
بمَواهبِ اليَدِ تنعمُ الأبْدانُ
حَيّوا معي العُمّالَ في أيّارِهِم
إنَّ التحيَّةَ سادتي عِرْفانُ

2. قصيدة ( دروب اشتياقي ):

دروب اشتياقي استطال مداها
وأخطو لوصلك آهاً فآها
فلا تتركيني أسيرَ البعادِ
أتترُكُ سِتُّ الوفاء فَتاها..؟
تعالي وضُمّي حنينَ الفؤادِ
بدونِك نبضُ الخوالجِ تاها
وضجّي بقلبي ربيعاً حنوناً
كما في الحقول يَضِجُّ شِتاها
سيضْحَكُ وهجُ الحياةِ بقلبي
كما يضحَكُ النورُ فوقَ رُباها
ويسمو السَّناء بروحي حييّاَ
وبورِكَتِ الروحُ يسمو سَناها
وبورِكَ زارعُ كُلِّ قطوفٍ
وطوبى لمن في أمانٍ جَناها
لأجلِكِ أكتبُ شِعري ونَثْري
به فيكِ أُصبِحُ للشعرِ شاها
أريدُك أنتِ .. فأنتِ المُرادُ
ولا أبتَغي غيرَكِ اليومَ جاها
أرى الغانياتِ تَروحُ وتَغْدو
أمامي .. وليس سِواكِ أراها
كأنَّكِ مرسومةٌ في الوُجوهِ
كما وردةٍ رُسِمتْ في سِواها
وطيفُكِ كالسّعدِ أقْريهِ ضَيفاً
وَجُودُ النُّفوسِ بَدا في قِراها
وطيفُك أنتِ .. وأنتِ أنا
فَكيف ستُكرِمُ نفسٌ أناها..!!
وأحضِنُ حُبّك بين الضُّلوعِ
كوَردِ الصّباحاتِ ضَمَّ نَداها
أَتُوقُ إلى مُقلتَيكِ كنَفْسٍ
،طَوتْها السُّنونُ ، لزَهوِ صِباها
أُباهي بكِ العالمينَ وحَقَّ
لِمَنْ يَعشقُ البدرَ أنْ يتَباهى
أعيشُكِ حُبّاً وعشقاً وشوقاً
وكم ذبْتُ في مقلتيكِ انتباها
هَنا النفسِ أنتِ ..وكُلُّ الهَنا
وأجمِلْ بنفسٍ تعيشُ هَناه

عبده فايز الزبيدي
30-05-2014, 02:47 PM
جلال طه الجميلي
جلال بن طه بن محمود الجميلي ، أديب عراقي من مواليد الفلوجة 1960.
قال لي :
كتبت الشعر منذ الصغر ومحاولاتي الجادة كانت منذ نهاية السبعينات ، لم أنشر الكثير وتعمدت الى حد كبير أن لا يسلط الضوء عليّ لاعتبارات خاصة ، لي أهتمام بالنقد الادبي وأكتب -المقامة- على طريقة الهمذاني - ولي دراسات قرآنية وخاصة في موضوع الاعجاز العلمى-.

عبده فايز الزبيدي
30-05-2014, 02:48 PM
علي بن محمد الفقيهي

هو علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ولد في قرية المنجارة من قرى منطقة جازان عام 1354هـ، وهناك نشأ وتلقى تعليمه الأولي والثانوي.

التحق منذ صغره بعدد من حلقات العلم، وتتلمذ على عدد من المشايخ في مدارس الشـيخ عبد الله القرعاوي العلمية في الجنوب، وكان من شيوخه الشيخ حافظ الحكمي.

واصل تحصيله العلمي، حتى حصل على شهادة الدكتوراه متخصصاً في الشريعة – قسم العقيدة، من جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة (جامعة أم القرى حالياً) عام 1399هـ.

التحق بالعمل الوظيفي، ومارس خلال حياته العلمية العديد من الوظائف، ومنها :

- عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

- أمين عام الجامعة الإسلامية.

- رئيس مجلس شؤون الدعوة.

- عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا.

عمل مستشاراً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومدرساً بالمسجد النبوي.

شارك في عدد من المؤتمرات في داخل المملكة وخارجها، منها :

- مؤتمر المُسكِرات والمخدرات الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية.

- مؤتمر القرن الخامس عشر الهجري سنة 1400هـ الذي عقد في السودان.

وله مجموعة من الأبحاث المنشورة والمؤلفات المطبوعة والكتب المحققة، منها :

- كتاب الإيمان – لابن منده – ثلاثة مجلدات – تحقيق.

- كتاب التوحيد – لابن منده – مجلدان – تحقيق.

- الرد على الجهمية – لابن منده – جزء ـ تحقيق.

- الأربعين في دلائل التوحيد ـ للهروي ـ تحقيق.

- الإمامة والرد على الرافضة ـ لأبي نعيم ـ مجلد ـ تحقيق.

- الصفات والنزول ـ للدارقطني ـ تحقيق.

- الحيدة ـ للكناني ـ تحقيق.

- الصواعق المرسلة ـ لابن القيم ـ الجزء الأول ـ تحقيق بالاشتراك.

- منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان ـ تأليف.

- الفتح المبين ـ تأليف.

- الرد القويم البالغ على الكتاب المسمى بالحق الدامغ ـ تأليف. *

- سلسلة الوصايات في الكتاب والسنة.

إضافة إلى عدد من الأبحاث والمقالات المنشورة في مجلة الجامعة الإسلامية.
__________
* كتب عنه الشيخ الفوزان :
(
بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفضيلة الشيخ: علي بن محمد ناصر الفقيهي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: وصلتني رسالتكم ومعها مؤلفكم في الرد على الإباضي - أحمد بن حمد الخليلي في كتابه المسمى «الحق الدامغ»، والذي ضمنه ثلاث ضلالات: نفي رؤية المؤمنين لربهم، والقول بخلق القرآن، وتخليد العصاة من المؤمنين في النار- وقرأت ردكم عليه فوجدته بحمد الله رداً وافياً مفحماً فيه نصرة الحق، ودحض الباطل، ونقض الشبهات، مدعماً بالأدلة من الكتاب والسنة.
والحمد لله الذي وفقكم لذلك، ونسأله أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأن يزيدكم علماً وفقهاً في دينه- وليس لي أي ملاحظة سوى تصويبات نحوية وبعض الزياديات اليسيرة وهي بالخط الأحمر - إن رأيتم وجاهتها- زادكم الله علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
وأن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه وحماة شريعته، وأن يصلح أحوال المسلمين وولاة أمورهم. إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم :

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

25/4/1421هـ)

عبده فايز الزبيدي
30-05-2014, 02:49 PM
عيسى عدوي

هو أبو تامر عيسى بن محمد بن عبدالفتاح خالد و شهرته عيسى عدوي ، شاعر وباحث ، ولد في 29 - 12- 1951 للميلاد بـ ( بيت جالا) بفلسطين .... و هو لاجيء من زكريا ، و يعود أجداه من وادي لَيَّة بالطائف ،و أبواه من فلسطين . أقام بالمملكة العربية السعودية بالعاصمة الرياض من عام 1981 ميلادي إلي عام 2010 ميلادي ،حاصل ٌ على ماجستير في الهندسة الكهربائية ، عمل مهندسا كرئيس قسم ضمان الجودة
له النشاطات الأدبية والفكرية في مجالات الشعر والتاريخ الفلسطيني والأنساب و هو عضو مشارك في إتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، و كان نائبَ منتديات مجلة اقلام ثم انشق عنها و أسس منتديات ساحات أقلامنا ، صدر له ديوان شعر.
من أعماله:

ومثلُ القدسِ ليس هناك ثان
أخي ما دُمتَ تعرِفُ ما أُعاني *** فكنْ عوني على هذا الزمانِ
ولا تدعِ الكآبةَ تعتريني *** وتهزِمُني وتسكن في كياني
فإني قد سئمتُ من التأسّي ***وترجيعِ القصائدِ والأغاني
فما عادَ الكلامُ يهزُّ نفسي *** ولو كانت قلائدَ من جمانِ
فكلُّ حديثِهم عندي نفاقٌ *** وكلُّ وعودِهم كانت أماني
فلو صدقوا بمؤتمرٍ وحيدٍ *** لكان حديثُهم ضربَ الطعانِ
ولكنّي رأيتُ بأمّ عيني *** ولم أحتجْ هناك لتُرجمانِ
رأيتُ مخازياً وسمعتُ فُحشاً *** ترَفّع عن إعادتِه لساني
سمعتُ من العجائبِ ما يؤدّي *** إلى قلبِ المجرّةِ في ثواني
رأيتُ جُموعَهم هُزِمت وراحتْ *** تُكفكفُ دمعَها فعلَ الغواني
تُحيطُ بنا العداةُ بكل ساحٍ *** وتحكُمنا بأشكالِ الهوانِ
ونحن نُبرّرُ الأحقادَ دوماً *** بمختلفِ المبادئ والمعاني
فأينَ عُروبةٌ كانت قديماً *** كمثل التاجِ فوق الصولجانِ
إذا ما أشتدّ في الأيامِ خطبٌ *** بأرضِ الشامِِ آزرُه اليماني
فما بالُ العراقِ يئنّ حُزناً *** وأهلُ دمشقَ تطربُ للقِيانِ
وجُرحُ القُدسِ كيف غدا صديداً *** وأين يضيعُ وهجُ العُنـفوانِ
أتهزِمُنا العداةُ ونحنُ كثرٌ *** نسدُّ الشمسَ يومَ المهرجانِ
إذا الإسلامُ كان لنا شعاراً *** فنعم الدربُ يوصِلُ للجِنانِ
هو الإيمانُ يدفعُ للمعالي *** ولا تلقاه في القلبِ الجبانِ
يُنيرُ طريقَنا دوماً ويُعطي *** ثباتاً في القلوبِ وفي الجنانِ
دعوا هذا الشِقاقَ مع التجنّي *** وعودوا للهدوءِ والاتزانِ
إذا كان الجهادُ لكم طريقاً *** فإن الفرضَ يبدأُ بالأذانِ
وعُرسُ النصرِ تصنعُه الضحايا *** وترسمُه بأجمل أُرجوانِ
عشقتُ شهادةً في القلبِ كانت *** نداءَ الروحِ إنْ داعٍ دعاني
وقد أشرعتُ للأعداءِ سيفي*** وقد أسرجتُ للهيجا حصاني
فهيّا أطلقوا الراياتِ حالاً *** إلى القدسِ الشريفِ بلا تواني
فلا الإسلامُ عَزّ بغير قدسٍ *** ومثلُ القدسِ ليس هناك ثان

أحلام الفراشة
تبسمت للصبح أرجو من الصبح
أن ينتقيني
لعلي أطير مع الكائنات
وأسبح في لجة الأمنيات
السعيدة
أحلق طيرا ..فلا استريح سوى
لحظة من هدوء ارفرف فيها
على زهرة في الحقول
البعيده
أقبل ثغر الحياة المحلى
بسحر التجلي ..وعطر العناق المؤدي
لميلاد تلك القصيدة
أجوب السهوب المغطاة بالورد
احلم بالشهد ينساب
فوق الشفاه الودودة
*******
حلمت بأني عبرت الحدود
تسلقت كل السدود العظام ..وأشرفت
من فوق تلك التلال على ربوة
عانقتني
وعانقت فيها ملامح أمي
التي لامستني ..
بكل الحنان المصفى
وصاحت بإسمي
فأحسست
أني وصلت إلى حيث أرجو
ولا تستطيع الكآبة أن تعتريني
فقد زال همي
وسرب الفراشات حولي تطايرن مثلي
يقبلن رأسي
وعيني ..وكمي
ويسقطن مثلي
على حضن امي

********.
شعرت بأني احلق في عين تلك الفراشَهْ .
أسافر في الشوق عَليِّ أشاهدُ حقلي
وأرقبُ في لحظة الوصل فيهِ إنتعاشهْ ..
وقلبي يئن ..وفي الصدرِ تسري
بقايا ارتعاشة
ولكنني مثل غيري
رجعتُ ..حزينا ..أقلِّبُ أمري
واشهدُ موتي
على سطح شاشه
فما كنت أدري
بأني ضعيف
شديد الهشاشة
****
تساءلت عند إقتراب المساء
لماذا تنام العصافير مثلي
وترتاح فوق الغصون الضعيفة
وهل يعتريها ..مع الفجر خوف
من الشمس والريح
والدمدمات المخيفة
وراجعت نفسي
فقد فاجئتني ..عواصف قلبي
وكانت عنيفة
تعمدت أن اغلق الباب
حتى أخلص قلبي من الوهم
علي أغادر وكر القلوب الرهيفة
لأرتاح من زقزقات العصافير
يوما ...وأبني لنفسيَ في
الريح قصرالأماني السخيفة

عيسى عدوي
شاعر وباحث من فلسطين
مقيم في السعودية

أحلام فراشة
عيسى عدوي

******
تبسمت للصبح أرجو من الصبح
ان ينتقيني
لعلي اطير مع الكائنات
واسبح في لجة الأمنيات
السعيده
أحلق طيرا ..فلا استريح سوى
لحظة من هدوء ارفرف فيها
على زهرة في الحقول
البعيده
أقبل ثغر الحياة المحلى
بسحر التجلي ..وعطر العناق المؤدي
لميلاد تلك القصيدة
أجوب السهوب المغطاة بالورد
احلم بالشهد ينساب
فوق الشفاه الودودة
*******
حلمت بأني عبرت الحدود
تسلقت كل السدود العظام ..وأشرفت
من فوق تلك التلال على ربوة
عانقتني
وعانقت فيها ملامح أمي
التي لامستني ..
بكل الحنان المصفى
وصاحت بإسمي
فأحسست
أني وصلت إلى حيث أرجو
ولا تستطيع الكآبة أن تعتريني
فقد زال همي
وسرب الفراشات حولي تطايرن مثلي
يقبلن رأسي
وعيني ..وكمي
ويسقطن مثلي
على حضن امي

********.
شعرت بأني احلق في عين تلك الفراشَهْ .
أسافر في الشوق عَليِّ أشاهدُ حقلي
وأرقبُ في لحظة الوصل فيهِ إنتعاشهْ ..
وقلبي يئن ..وفي الصدرِ تسري
بقايا ارتعاشة
ولكنني مثل غيري
رجعتُ ..حزينا ..أقلِّبُ أمري
واشهدُ موتي
على سطح شاشه
فما كنت أدري
بأني ضعيف
شديد الهشاشة
****
تساءلت عند إقتراب المساء
لماذا تنام العصافير مثلي
وترتاح فوق الغصون الضعيفة
وهل يعتريها ..مع الفجر خوف
من الشمس والريح
والدمدمات المخيفة
وراجعت نفسي
فقد فاجئتني ..عواصف قلبي
وكانت عنيفة
تعمدت أن اغلق الباب
حتى أخلص قلبي من الوهم
علي أغادر وكر القلوب الرهيفة
لأرتاح من زقزقات العصافير
يوما ...وأبني لنفسيَ في
الريح قصرالأماني السخيفة


نام البنفسج


نام البنفسج في عيونك
فأستريحي
وتنفسي عطر الصباح


مع الرواء ولا تبوحي

سافرت فيك على
جفون الموج ..
ملتحفا بروحي ..
فتمثليني
واقفا في الباب
ألثم ...بلسمي ...
وتذوب في كفيك ...
راعفة جروحي

***
لمست يداك سنابلي فتثاقلت
تسعى إلى نوم طويل
وفتحت باب مغارتي ...
فرأيتها تشتاق
للضوء الجميل
فلتغمريها بالورود
لعل برد جوانحي
يمتص ثلج المستحيل
ويذوب تحت سنابك ألأحلام
يحملها إلى نهر يسيل
يروي العطاش ..ليستريح
على خدود الورد
في يوم جميل

عبده فايز الزبيدي
30-05-2014, 02:51 PM
عبيدالله الأفغاني

هو عبيد الله بن عطا بن محمد أفغاني الأصل سعودي الجـنـسـية .. من مواليد 1351هـ بمنطقة كوهستان محافظة تكاب شمال كابل ،مربوع القامة .. عريض الوجه .. أبيض مشوبٌ بحمره .. كث اللحية غلب عليها البياض .. يخضبها بالحناء امتثالاً للسنة الشريفة .. غزير الشعر ، ولم يكن يحلق رأسه إلا في عمرة أو حج

و كانت أهم مراحل الشيخ و ابتداء شهرته في مدينة ابها جنوب غرب المملكة العربية السعودية :

في الثمانينات بعد الثلاثمائة وألف زار أبها وفد من مكة المكرمة ويتكون من كل من الشيخ ( أحمد القحطاني ) ، والشيخ ( محمود سيتي ) هندي الجـنـسـية ، والطبيب الداعية (مصطفى غلام ) سعودي من أصل باكستاني .
لعرض فكرة تأسيس مدارس تحفيظ القرآن الكريم بطريقة تعاونية تكفل تأمين رواتب المدرسين ، فيكون ثلثاً على الأهالي ، وثلثاً على جماعة المسجد ، وثلثاً على نفقة الشيخ ( محمود سيتي ) عن طريق جماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة .

وتمخضت زيارة هذا الوفد لمدينة أبها عن تأسيس مدرسةٍ لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد برزان في أبها . وقد بدأ التدريس فيها إمام المسجد فضيلة الشيخ ( ناصر عبد الجبار ) ثم تلاه ( محمد البار كندي التركستاني ) ولكنه لم يلبث أن أعتذر .

وكان ذلك بإشراف ومتابعة كل من الشيخ ( سليمان بن فائع ) أميناً للصندوق وعضوية كل من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ( عبد الله العواد ) والشيخ ( محمد بن محمد البشري ) و ( يحي بن حسن بن مستور ) . أما الموجه للجميع والمشرف العام على جهود الدعوة والدعاة وتحفيظ القرآن الكريم فهو سماحة الشيخ ( عبد الله بن يوسف الوابل ) رئيس محاكم منطقة عسير ألسبق رحمه الله . ونائبة فضيلة الشيخ إبراهيم الراشد الحديثي ) رئيس محاكم منطقة عسير السابق .
رأي المشايخ في مدينة أبها ضرورة التخاطب مع معالي وزير الدولة المشرف على عمارة الحرمين الشريفين ورئيس جماعة تحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة الشيخ ( محمد بن صالح قزّاز ) لضم مدرسة أبها لمدارسهم من حيث المصاريف والنفقات وتأمين مدرسين أكفاء .

فصدرت موافقته وتم بعث الشيخ عبيدالله الأفغاني إلى أبها ومازال الأمر كذلك حتى تم الانفصال عن مكة وباستغلال بإدارة خاصة تشرف على مدارس التحفيظ بابها . ولما يتميز به الشيخ عبيد الله الأفغاني من خلق وعلم ، حرص الطبيب مصطفى غلام على حث الشيخ على الخروج إلى أبها لما لمس فيه من قدرات وأنه الرجل المناسب لتلك المنطقة .

وأستطاع في النهاية أقناعة بعد أن كان يرفض بتاتاً الخروج من مكة المكرمة مهما كانت المغريات وكان أساس خروجه على أن يبقى في أبها فترة الصيف فقط ثم يعود بعد ذلك إلى مكة المكرمة فحظر إلى أبها ومعه زوجته أم عبد الله وأبنائه الصغار .

وصل الجميع إلى أبها وكان في استقبالهم المشرف على مدرسة مسجد برزان الشيخ الفاضل ( سليمان بن فائع ) وزملائه كل من الشيخ سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني والشيخ أحمد بن حسن بن محمد وأسكنوهم في نزال المسجد تحت المأذنة تمهيداً للترتيب لسكنهم .
وقد احتفى بهم جميع السكان وأكرموهم وفرض الشيخ احترامه على الجميع من أول لقاء بما يظهر عليه من السمت والوقار .

ثم بدأ بترتيب السكن له وقد أنتقل في مساكن متعددة طوال أقامته في أبها وكان يعقد حلقات التدريس في مسجد برزان ويقوم بمساعدته الشيخ سليمان بن فائع بضبط الطلاب وتأديبهم إلا أنه لم يكن في الأساس يريد تدريس الصغار بقدر ما كان حريص على تدريس الكبار ، ولكن وفقه الله في تدريس الصغار والكبار .

وفي يوم من الأيام بعد أن عقد الحلقة لاحظ الشيخ أنه لا يجلس فيها إلا صغار السن فوجه سؤلاً إلى الشيخ سليمان بن فايع لماذا لا يدرس الكبار ؟ فقال : من تعني من الكبار ؟ قال : طلاب العلم من أمثالكم قال : قد سبق لنا دراسة القرآن الكريم في المدارس ولدى المشايخ . فقال : ولكن أريد أن تدرسوا القرآن الكريم بالتجويد . فكان أن استجاب له الشيخ سليمان .

وأجتمع معه عدد من طلاب العلم من أمثال سعيد بن مسفر وأحمد بن حسن محمد وأحمد الشهري وأحمد سيف الدين التركستاني وكان هؤلاء هم أول دفعة تدرس عند الشيخ دراسة متخصصة برواية حفص وشعبه وقالون ومنحهم إجازات علمية وربطهم بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم أعقبهم دفعات أخرى أمثال يوسف بن إبراهيم القبيعي ، وسعيد بن مداوي ، وأحمد العوسي ، ومهدي بن عبد الله بن علوان ، وحيدر بن أحمد الصافح ، عبد الله الرضفي ، وصالح بن حيان ، وحسين بن يحيي بن مسفر ، وحسين ميسر .. ومزال يتوافدون على حلقة الشيخ حتى عدوا بالعشرات ثم بالمئات في فترات لاحقة .

الإستقرار في أبها
وكان من المتوقع أن يبقى في أبها فترة الصيف ثم يعود إلى مكة المكرمة ولكن بعد أن رأى أنه مكث إلى مكة طيلة 16 عاماً ، لم ينتفع بعلمه أحد ورأى هذا الإقبال المنقطع النظير في أبها من طلبة العلم فاستجدت لديه الرغبة ألأكيدة لبقائه في أبها .
فما كان منه إلا أن عرض رغبته على زوجته أم عبد الله فذكرت له أن الاتفاق بينهما في مكة على أن يمكثوا فترة الصيف فحسب فذكر لها مميزات التي وجدها في المنطقة وأهلها وأنه يريد أن ينشر علمه ويبلغ هذه الأمانة التي حملها ، فقالت أما أنا فلا أرغب البقاء فيها .. وأصرت على العودة إلى مكة المكرمة وأصر الشيخ على البقاء .. فاختارت الفراق على البقاء معه ..فكان لها ذلك .

هكذا ضحى الشيخ بحياته الخاصة واستقراره الأسري مقابل أن ينشر ما تعلمه من علم في نفع الناس في هذه البلاد النائية .. ولعمري أن هذا غاية البذل فمن ياترى يصنع مثل هذا ؟ مع علمه بما سيترتب على ذلك القرار من تبعات ينوء على حملها .

وبقي أولاده وبناته بصحبته في أبها وكان إذ ذاك صغاراً بعضهم في سن الرضاعة وكان الشيخ له نشاط وحيوية وقوة فاستطاع أن يجمع بين التدريس في أكثر ساعات الليل والنهار في المسجد والبيت بين تربيته وحضانة الأولاد وتدبير شؤون المنزل الأخرى .

وأستمر على هذا الحال سنوات جاهد فيها جهاداً مريراً وصبر فيها صبراً عظيما .. ومن يراه وهو يحتضن طفلته الرضيعة في حجره يلاعبها ويناقيها والبقية من الأطفال من حوله منهم المريض ومنهم النائم ومنهم المستيقظ ومن حوله طلاب العلم ويدرسهم ويلقنهم .. علم علماً يقينا أنه من المجاهدين العظماء .

وقوف أهالي أبها مع الشيخ في محنته
وبعد مده قدم أحد جماعته من مكة المكرمة ورأى تلك الحال التي يعيش فيها الشيخ فرق له وقال أنا آخذ هذه الطفلة الصغيرة إلى مكة وستقوم زوجتي برعايتها فأعطاه إياه وكان الشيخ ينزل لزيارتها كلما ذهب لأداء العمرة أو لأداء الحج .

ومضت السنون وكبرت البنت ، فلما بلغت تسع سنين ذهب الشيخ إلى مربيها هذا وقال : جزاك الله خير البنت كبرت وأريد آخذها لأعلمها وأربيها . فقال : ليس لك عندي بنت !! فأنا الذي قام على تربيتها هذه المدة الطويلة وأنا لن أدفعها لك هكذا إلا أن تدفع لي قيمة مصاريفي عليها هذه السنين الطويلة .

وكان الشيخ فقيراً مستور الحال ليس له من المال إلا ما يقوم بمصاريفه وبيته . فعاد إلى أبها وبلَغ ذلك تلاميذه وجيرانه ومنهم الشيخ أحمد بن مسفر فتشاورا ورأوا أن يخبروا الشيخ ( صقر المدرع ) مدير فرع وزارة العدل بعسير بهذه القصة لعله يجد مخرجا .

فلما علم بهذه القصة قام جزاه الله خيراً بإشعار أحد المسؤلين في مكة بمتابعة قضيته وأتي بهذا الرجل فأعترف أنه قام بتربيتها ، ولكنه رفض التنازل عن مصاريف التربية فحكم القاضي له بخمسين ألف ريال . يُدفع له منها النصف حالاً والباقي إلى أجل .

فعاد إلى أبها بغير أبنته وتسامع الناس بقصته هذه المحزنة فما كان من أحد طلبته إلا أتى بذلك المبلغ وقدره خمسة وعشرون ألف ريال في ليلة من الليالي بعد صلاة المغرب في شيك .

فشكره الشيخ وقبل المبلغ وكتب معه خطاباً وأرسله إلى ذلك الرجل إلى مكة ، فلما وصله مع المكتوب كان الرجل أحس بتأنيب الضمير وبسوء صنيعه مع الشيك فأعاد الشك ومعه رسالة أبدى فيها أسفه واعتذاره ومما ذكر فيها " لو استطعت أن أكتبها بدمي لفعلت "

شاع الخبر بين الناس وعلم بعض المحسنين في أبها بذلك فقدم على الشيخ في مسجده بالمبلغ كاملاً وقدره خمسون ألف ريال .
فقال الشيخ : قد قضى الله حق الغريم .
ولكن أن رأيت أن تتبرع به للمجاهدين كان هذا أحسن فوافق المحسن على ذلك
وقال : هي لك أصنع بها ماشئت ، فما كان من الشيخ إلا أن ضمها لتبرعات المجاهدين التي كان يجمعها لهم في كل عام طوال سني الجهاد الأفغاني وذهب بها وسلمها إليهم .

البحث للشيخ عن زوجه
هكذا مكث الشيخ بعد طلاقه لزوجته الأولى مدة من الزمن ، يعاني ثقل حمل المسؤولية في تربية أبنائه ، والقيام بمهام تدريس طلابه ليلاً ونهاراً مع ما يعانيه من العزوبة والقيام بشؤون البيت .
عندها أدرك طلابه مدى حاجته إلى زوجه له هنا وهناك ، وطرقوا لذلك أبواباً كثيرة ، وكان الجميع يرحبون بالشيخ ويعلنون عن رغبتهم في تزويجه ولكنهم يبدون تخوفهم من فراقهم لأبنتهم عندما يسافر الشيخ خارج هذه المنطقة ، أو تقتضي الأمور عودته إلى بلاده .

ومازالت هذه التخوفات عقبه في طريق إنجاز هذا الموضوع حتى أعلن أحد الصالحين من طلاب الشيخ ومحبيه استعداده لتحديّ العادات والتقاليد حتى لو ذهبت معه أبنته إلى شرق الدنيا أو غربيها .
وعندما كادت الأمور أن تتم ، إذ بأخي الشيخ ( عبد المنان ) يبعث للشيخ برسالة من بلاده أفغانستان ، يطلب فيها منه إرسال وكاله تخول له النيّابة عن الشيخ في عقد زواجه بامرأة من بلادهم ، فكان أن أرسل له بالوكالة وما لبثت أن جاءت الزوجة بعد فترة مع أحد محارمها ، ولاتزال معه إلى الآن ورزق منها عدد من الأبناء .

مساعدته في إيجاد السكن
لم يكن للشيخ عندما قدم إلى أبها سكن خاص ، إذا أمضى قرابة خمس سنوات يتنقل فيها من بيت إلى آخر ، في عدة أحياء في ( الخشع ) و ( النمصاء ) و ( وشمسان ) وانتهى به المطاف إلى تمليك بيت في حي ( النميص )وبيت آخر في حي ( مشيع ) .

وذلك أن تلاميذه وبعض جيرانه رأوا أن يبحثوا له عن أرض ليبنوا عليها مسكناً حتى يستقر من عنا التنقل .
فكان لهم ذلك إذ تبرع له أحد المحسنين بقطة أرض في ( مشيّع ) وذلك في عام 1395هـ وبدأ تلاميذه فجمعوا له وبنوا له بيتاً متواضعاً حوى مكتبته ومجلساً صغيراً متواضعاً وغرفاً لنومه وأسرته .

وبعد مدة وزعت أراض بالنميص فمنح أرضاً . وقام الشيخ إبراهيم الحيي ( جزاه الله خيراً ) فاستحصل له قرضاً وبنى له بيتا وتم تأجيره بعد ذلك فكان يدر عليه دخلاً أعانه على أسباب العيش .
هكذا كان الشيخ محفوفاً بعناية الله ، ما ضاقت عليه إلا فرجت ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، وطرح الله البركة على رزقه على قلته .

وهكذا لبث ساكناً في منزله الخاص بحي مشيع إلى تلك السنة التي سافر فيها ، ثم أنه اضطر إلى بيع البيت ليستطيع شراء بثمنه بيتاً آخر في المدينة المنورة ، وشرى بثمنه بيتاً في حارة ( نزلة الجبور ) وبيت متواضع لكنه حوى أسرته الصغيرة ومكتبته على صغر حجمه وقلة غرفه .

الشيخ يناسبه أهل المنطقة
وقد حرص على تزويج بناته إلى أناس صالحين ، فزوّج إحداهن الشيخ ( عبد الكريم أحمد بانه ) وكان إماماً لمسجد جامع العزيزية وزوج الأخرى للأستاذ ( أحمد بن سعيد بن سعد عسيري ) أحد الرجال الصالحين المحبين للقرآن وأحد مدرسي اللغة العربية في التعليم العام ورزق منها ذرية صالحة .

حصوله على الجنسية
وهكذا أستوطن الشيخ عبيدالله أبها ، وألتف الناس حوله وأحبوه ، وتوافد عليه طلاب الثانويات والمعاهد والجامعات وعدد كبير من المشايخ ، وأساتذة الجامعات يصححون قراءتهم على يديه ، ويزدادون من علمه وفقه .
ومن المحطات المهمة في حياته قصة حصوله على الجـنـسـية السعودية وذلك في منتصف التسعينيات هجرة عندما زار الملك خالد رحمه الله منطقة عسير ، إذا أعد العلماء خطاباً يعرضون في حالة الشيخ وجهوده ويلتمسون فيه أن يُمنح الجـنـسـية ، وعهدوا بهذه المهمة إلى سماحة الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل .

وفي مناسبة الحفل الكبير الذي أعد للملك في ( ساحة البِحار ) توجه الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل والشيخ إبراهيم الراشد الحديثي ومعهم الشيخ عُبيدالله الأفغاني وعدد من طلبة العلم للسلام على الملك ، وقام الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل بتعريف الملك بالشيخ عبيدالله الأفغاني ، ثم ناوله الطلب وبين فحواه فما كان من الملك خالد رحمه الله إلا أن أوعز لصاحب السمو الملكي نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية باعتماد منحه الجـنـسـية السعودية .

وبعد فترة يسيرة من جريان المعاملة في القنوات الرسمية منح الجـنـسـية ، وكان الذي بشره بذلك الشيخ أحمد بن مسفر الذي كان حينذاك مديراً لأحد المدارس ، فأتصل به أخوه من الرضاعة الشيخ ( محمد بن حسن الشهراني ) مأمور الجـنـسـية وأخبره بأنهم تبلّغوا بمنحه الجـنـسـية ، فأتاه مسرعاً وبشره بالأمر .

التحاقة بالتدريس بجامعة الإمام
وبعد ذلك تم له الالتحاق عام 1396هـ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معلماً للقرآن الكريم في المعهد العلمي في أبها بطلب من مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ( آنذاك ) الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، وأمضى في المعهد العلمي أثني عشر سنة ثم أنتقل إلى كلية الشريعة عام 1408هـ فبقي فيها معلماً للقرآن الكريم إلى سنة 1414هـ إذ طلب الانتقال من أبها إلى المدينة المنورة .

وقفات من حياته
وكان ذا علاقة وطيدة بالشيخ عبد الله بن يوسف الوابل ، وكان الشيخ يحبه وفي أية مناسبة يحضرها كان يأخذه إلى جانبه . كذلك كان الشيخ إبراهيم الحديثي يفعل وكذا ابنه الشيخ محمد جميعاً يقدمونه ويجعلونه في صدر المجلس ، لأنه جدير وأهل لهذا ، لما له من الوقار والسمت واحترامه للمتحدث وبحثه عن الحق .

ولم تقتصر محبته على الكبار ، بل أحبه الشباب حباً منقطع النظير ، فلا تراه إلا بينهم يُفتيهم ويوجههم ويجيب عن تساؤلاتهم ويحل مشاكلهم ، وكان يذهب معهم إلى القرى والأرياف يزورهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم ولا يضيع شيئاً من الوقت .

وكان يعقد لطلابه المسابقات العلمية ويشاركهم بنفسه في بعض فنون الرياضة كالجري والقفز وحمل الأثقال والرمي بالحجر .
وكان يغلبهم في كل ذلك لأنه كان يتمتع إذا ذاك بالحيوية وقوة البنية والنشاط .

وكان إلى جانب تدريسه للقرآن الكريم يقوم بالإمامة والخطابة ، فقد أم الناس في عدة مساجد ، ومن آخرها جامع ( مشيّع ) الذي استقر خطيباً فيه إلى حين انتقاله إلى المدينة المنورة ، إلى جانب قيامه بخطابة العيدين والاستسقاء في ( مصلى المنهل ) .

وكان مهيب الطلعة ، ظاهر السمت ، يوثّر في كل من رآه تكسوه هالةُ الإيمان ونوره .
إذا وقف على المنبر تتعجب منه ومن منظره ، ومن صدقه في كلامه وفصاحته رغم أنه أعجمي . وانتفع الناس بتوجيهاته لما يرون من صدقه وإخلاصه في دعوتهم ونصحهم .

وجميع الذين درسوا عليه مسددون وقراءتهم محكمة ، ومن مزاياه في التلقين أنه يصبر لكبار السن الذين يعانون الثقل في اللسان فممن تعلم على يديه من كبار السن وأتقن القراءة الشيخ ( عبد الله بن يحي الرضيفي ) جلس عنده فترة طويلة وكان أمياً وفي لسانه ثِقل بحيث أنه ما كان يحسن الفاتحة فصبر عليه الشيخ حتى تعلم .

ومن أبرز تلاميذه الداعية الفاضل الشيخ سليمان بن فائع العسيري والشيخ سعيد بن مسفر القحطاني والشيخ أحمد بن عبد الله بن ناصر قاضي محكمة أبها سابقاً وهو الآن عضو مجلس منطقة أبها . والدكتور عوض القرني والدكتور مناع القرني والدكتور عائض القرني .

وعنده سعة صدر عجيبة لا ترى عليه أثراً للكآبة والملل عليه !! الطالب الأخير كأنه الأول ، ولا يمكن أن يقدم طالباً على آخر مهما كان إلا يأذن له من قبله .

وقد ترك أثراً بالغاً في مسيرة الدعوة في هذه المنطقة بما خلّف فيها من تلاميذ ودعاه ، جاوزوا بدعوتهم وجهودهم حدود هذه المنطقة إلى شتى مناطق المملكة ، بل بلغت دعوتهم وجهادهم جميع أصقاع المعمورة .
ومما يميز الشيخ حسن الخلق وسلامة الصدر ولا تسمع منه كلمة نابية اللهم إلا إذا غلب عليه شيء قال ( الله يكفينا شرك ) وقد أصبحت هذه الكلمة معروفه عنه .

يعتم بعمامة بيضاء يكورها ولا يدعها ، حتى أنه عند منحه الجـنـسـية وأرادوا تصويره قالوا: لو غيرت هذه العمامة ولبست غترة لغرض التصوير فقط لكان أحسن فرفض وقال : هذه سنة وأنا لا استطيع أن أغيرها وقد الفتها طوال عمري .

إنتقاله إلى المدينة المنورة
وهكذا استمر الشيخ في عمله الرسمي بالجامعة وقيامه بجميع هذه المهمات طيلة مقامه في أبها .
وبعد أن أحس بكبر سنه وضعف قواه عاوده الحنين والشوق إلى المجاورة بأحد الحرمين ، فأراد أن يختم حياته في المدينة المنورة لشرفها ولفضل الإقامة فيها ، فطلب الانتقال لفرع جامعة الإمام معلماً للقرآن الكريم في كلية الدعوة والإعلام .

فكان أن ودع الشيخ عبيدالله الأفغاني أبها ، وودعه أهلها كباراً وصغاراً بالدموع ، وخلّف وراءه ذكريات لا تُنسى ، عن أهل تلك البلاد الذين كانوا له الأهل والعشيرة ، وأنزلوه سُويداء قلوبهم ، وأكرموه غاية الإكرام ، وكانوا أعواناً له لنشر رسالته في تعليم كتاب الله عز وجل ، وتبليغ أمانة الدعوة إلى الله وسعوا في منحه الجـنـسـية ووفروا له السكن وساعدوه على مصاعب الحياة ، فتفرغ لما وقف له نفسه من العلم والتعليم.)
توفي في يوم الثلاثاء الرابع من محرم لعام 1433للهجرة بعد صلاة المغرب في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و دُفن في يوم الأربعاء بعد صلاة العصر.
و كان الشيخ قد طوّف كثيرا من بلاد المسلمين قبل وصوله للبلد الحرمين فقد زار الكويت و بلاد الشام و سواحل الخليج العربي وله أخبار في أسفاره كثيرة يطول .
و سبب قدومه للديار السعودية ما ذكره الشيخ عائض بن عبدالله القرني و أظنه أخذها من كتاب ( العالم الرباني الشيخ عبيدالله الأفغاني ) الذي ألفه الدكتور / يحي بن عبدالله البكري الشهري و الذي عماد ترجمتي للأفغاني عليه :
قال الشيخ الأفغاني:
رايت في ليلة من ليالي الجمعة ، رايت أن أستخير الله في أمر السَّفر ، فصليت ركعتين و استخرت الله داعيا دُعاء الاستخارة ،و رقدت في المسجد نفسه ، على يميني مستقبلا القبلة ، و الطلاب في الغُرف ،فرأيت في المنام في السماء ( مكان الهلال ) يداً يُمنى إلي الرسغ تشع نوراً مفتوحة الأصابع ، و الناس ينظرون غليها و يقولون هذه يد الرسول الله صلى الله عليه و سلم ،
و هي ذهبية تتلألأ في موضع القمر و انا أنظر غليها فقلت في نفسي : إذا ذهبت هذه اليد إلي الغرب فسأرحل إلي الغرب حيث بلاد العرب غربي بلاد الأفغان ، و إذا ذهبت إلي الشرق فسأرحل إلي الشرق ، و فعلاً اتجهت اليد نحو الغرب فرحل لمكة المكرمة.
قال عنه الشيخ عائض بن عبدالله القرني في محضر من الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني :
إذا دخل الشيخ عبيدالله السوق ضجَّ أهله بالتكبير و التحميد فالرجل يذكرك بسمت رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام.
و كان يدرس في التوسعة العثمانية القديمة بمسجد رسول الله ، و حين أحس بدنو أجله أكثر الجلوس في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان يأتي إلى المسجد مدفوعا على عربية ، ويجلس على مخدة لينة ويضع على رجليه لحافا صغيراً، ويخلع عمامته إذا جلس غالباً ويوضع له حاملا مصاحف خشبيين يتكيء عليهما على العمود الذي خلفه ، وبجانبه طيب يطيب به طلابه ومن يسلم عليه . و كانت الناس تتلمسه و تجلس إليه طلباً للعلم و التطبع بسمته . رحم الله الشيخ عبيدالله الأفغاني و أسكنه فسيح جناته و ألحقنا به على خير و هدى.آمين!

عبده فايز الزبيدي
30-05-2014, 02:52 PM
محمود درويش
هو محمود بن أيمن بن سليم بن حسين درويش ،شاعر فلسطيني حداثي و شيوعي ، و شعره في غالبه زندقة فالحداثة هي الخروج من الدين و التراث الإسلامي
و حاله كحال بقية شعراء الحداثة كأدونيس و محمد الماغوط و عبدالوهاب البيات ومن هم في مثل حالهم.
جاء في ترجمته:
( محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).

اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر . ..) *

له عدة دواوين منها:
(عصافير بلا أجنحة ) و ( أوراق الزيتون) .

من أشعاره:
( عن إنسان)

وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!

( أنا يوسف يا أبي)
أَنا يوسفٌ يا أَبي.
يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني،
لا يريدونني بينهم يا أَبي.

يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ
يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني
وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني
وهم طردوني من الحقلِ
هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي
وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي

حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي
غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك،
فماذا صنعتُ لهم يا أَبي؟
الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ،
ومالت عليَّ السَّنابلُ،
والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ
فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي،
ولماذا أَنا؟

أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا،
وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب;
والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي..
أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي:
رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟

و يتهم محمود درويش بعمالته للكيان الصهيوني على الصعيد الشخص و الأدبي فهو عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما أن شعره يشهد حالة من التشبع بالتلمود و أساطيره ،وجاء في موقع الجزيرة .نت التابع لقناة الجزية الإعلامية القطرية ( قال الباحث الفلسطيني أحمد اشقر و هو باحث في الفكر الديني في أمسية ثقافية نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين بعمّان في يوم الخميس 24-11- 1433 هـبعنوان ( درويش و التوراة) أقيمت أن درويش ( ستخدام رموز توراتية "من أجل أن يفضي الحاضر للماضي ويطرح البلاد وطنا مشتركا للشعبين الفلسطيني واليهودي" ...
و نسب لدرويش قوله في حديث صحفي "الشاعر في مرحلة الطوارئ سياسي بالضرورة لأنه جزء من مقاومة الاحتلال ومطالب بالوفاء للصورة التي يرسمها له القارئ، كما أنه مطالب أيضا بالتمرد على ما هو متوقع منه"...) **
و من الباحثين الذين أشاروا إلي علاقة محمود دروبش بالتوراة الشاعر و الباحث / موسى حوادة فقد قال :
( ما يثير الانتباه والاستغراب حقا، قيام المرحوم بنقل مقاطع كاملة من التوراة، ووضعها في قصائده، باعتبارها من تأليفه، أي من دون إشارة للمصدر، لا من قريب ولا من بعيد. يقول درويش في «الجدارية»: «باطلٌ، باطلُ الأباطيل باطلْ»، وفي الإصحاح الأول من سفر الجامعة ورد:

«1 كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ:

2 بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ».

وفي الجدارية كتب درويش: «الرياح شمالية والرياح جنوبية».

وفي سفر الجامعة، من الإصحاح نفسه:

«6 اَلرِّيحُ تَذْهَبُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَتَدُورُ إِلَى الشَّمَالِ».

وفي «الجدارية»: «تُشْرِقُ الشمسُ من ذاتها/ تَغْرُبُ الشمسُ في ذاتها».

وفي التوراة؛ 5 «وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِقُ».

وفي الجدارية:

«للولادة وَقْتٌ

وللموت وقتٌ

وللصمت وَقْتٌ

وللنُّطق وقْتٌ

وللحرب وقْتٌ

وللصُّلحِ وقْتٌ

وللوقتِ وقْتٌ

ولا شيءَ يبقى على حالِهِ».

وفي التوراة:

«1 لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ:

2 لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ.

3 لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ.

4 لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ.

5 لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ.

6 لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ.

7 لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ.

8 لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ.

9 فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ؟».

وفي الجدارية:

«كُلُّ نَهْرٍ سيشربُهُ البحرُ

والبحرُ ليس بملآنَ ،

لاشيءَ يبقى على حالِهِ

كُلُّ حيّ يسيرُ إلى الموت

والموتُ ليس بملآنَ».

وفي التوراة؛ 7: « كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً».

وفي «الجدارية» يقول درويش:

«1400 مركبة

و12,000 فرس

تحمل اسمي المُذَهَّبَ من

زَمَنٍ نحو آخر»، وهي نفس عبارات الملك سليمان في سفر الملوك، حتى بالرقم.

وفي «الجدارية»:

«عشتُ كما لم يَعِشْ شاعرٌ/

مَلكاً وحكيماً

هَرِمْتُ، سَئِمْتُ من المجدِ

لا شيءَ ينقصني

أَلهذا إذاً

كلما ازداد علمي

تعاظَمَ هَمِّي؟

فما أُورشليمُ وما العَرْشُ»، وهذا اقتباس من سفر الجامعة أيضا. وعلى لسان سليمان بالنص؛ 19وَمَنْ يَعْلَمُ، هَلْ يَكُونُ حَكِيمًا أَوْ جَاهِلاً، وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ تَعَبِي الَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ وَأَظْهَرْتُ فِيهِ حِكْمَتِي تَحْتَ الشَّمْسِ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ.16 أَنَا نَاجَيْتُ قَلْبِي قَائِلاً: هَا أَنَا قَدْ عَظُمْتُ وَازْدَدْتُ حِكْمَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ رَأَى قَلْبِي كَثِيرًا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ .

يقول القس متري الراهب إن درويش كان متعلقا بسفر الجامعة. وكان ملما بالعهدين القديم والجديد إلى درجة أنه وصفه بأنه كان لاهوتيا.

حتى لو كان متعلقا بأي سفر من أسفار العهد القديم أو الجديد فهذا لا يضيره، لكن نقل المقاطع حرفيا، وكما وردت في التوراة، أو تحويرها بشكل خفيف فقط.. هل يعتبر تناصا أو اقتباسا، حتى لو لم يشر إلى ذلك؟

إن الأثر التوراتي في شعر درويش لا يحتاج لدليل، فقد قال درويش نفسه، ذات يوم: «لقد قرأت التوراة بالعبرية وأحببت ركاكة بعض الترجمات العربية».ا.هـ ***

شواهد على استهزأ محمود درويش بثوابت الإسلام:
ما أورده الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي :
( ... (أنا الحجر الذي مسته زلزلة
رأيتهم الأنبياء يؤجرون صليبهم
و استأجرتني آية الكرسي دهراً ،ثم صرت بطاقة للتهنئات )
و يقول:
(و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة، دم كالمياه
و ليس تجففه غير سورة عمَّ ،و قبعة الشرطي
و خادمه الأسيوي ، وكان يقيس الزمان بأغلاله ) ...
و يصف كغيره من الحداثيين الأمة و دينها بالرمل رمزاً للتخلف
و الرجعية :
( و الرمل هو الرمل أرى عصراً من الرمل يغطينا
و يرمينا من الأيام ..
و الرمل جسم الشجر الآتي
غيوم تشبه البلدان
لون واحد للبحرو النوم
و للعشاق وجه واحد
و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري
سنرى ألف نهر في مجاري الماء
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيد الأيام
و النخلة أم اللغة الفصحى
أرى فيما أرى ممكلة الرمل على الرمل )
و هذه النصوص كلها من كلام درويش تدل على مقدار السخف الحداثي الذي يتخذ من القرآن العظيم و سوره غرضا للسخرية ...) ****
و تأكيدا على كلام الدكتور الغامدي من جهة سخف الطرح الحداثي أورد هذا النص لمحمود درويش :
( أَمشي أهرولُ أركضُ أصعدُ أنزلُ أصرخُ
أَنبحُ أعوي أنادي أولولُ أسرعُ أبطئ أهوي
أخفُّ أجفُّ أسيرُ أطيرُ أرى لا أرى أتعثَّرُ
أَصفرُّ أخضرُّ أزرقُّ أنشقُّ أجهشُ أعطشُ
أتعبُ أسغَبُ أسقطُ أنهضُ أركضُ أنسى
أرى لا أرى أتذكَُّر أَسمعُ أبصرُ أهذي
أُهَلْوِس أهمسُ أصرخُ لا أستطيع أَئنُّ أجنّ
أَضلّ أقلُّ وأكثرُ أسقط أعلو وأهبط أدْمَى
ويغمى عليّ...)

و من ولائه لإسرائيل رفضه الحضور للمملكة العربية السعودية حين قدمت له الدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي و التأريخي فقد ذكر عبدالباري عطوان:
(ربما تكون المملكة العربية السعودية من الدول القليلة التي لم يزرها مطلقا، وهناك قصة غريبة وراء ذلك، فقد جاء احدهم يفاتحه قبل عشرين عاما بدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي السنوي في وسط نجد، وعندما سئل عن الجهة المنظمة قالوا له انها 'الحرس الوطني'، فقال وما علاقة العسكر بالثقافة، ألا توجد رابطة او نقابة او هيئة تتولى هذه المهمة غير الحرس الوطني؟ وكانت هذه الكلمات نهاية العرض) *****
قلت :لم يزر محمود درويش المملكة العربية السعودية لا حاجا و لا معتمرا و لا شاعرا ، و لا يقبل منه ذاك العذر البارد فالرجل لا صلة له بدين الله و بمقدساته.
عاش محمود درويش ردحاً من الزمن بفرنسا ،وتوفي محمود درويش بولاية تكساس بأمريكا و هو يجري عملية قلب مفتوح في عام 2008 م.
_____________________
* ويكيبديا
** الجزيرة نت: http://www.aljazeera.net/news/pages/ecd7b12e-ba22-44d6-972b-
8684d4f5a6d2

*** من مقالة ( محمود درويش و التوراة) لكاتبها موسى حوامدة التي نشرتها جريدة الدستور الأردنية في
يوم الجمعه، 20 أبريل/نيسان، 2012 م.

**** الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، ( الانحراف العقدي في أدب الحداثة و فكرها العقدي)، دار الأندلس الخضراء،ط: 1424-2003 ، ص: 1181-1182
***** مقالة بعنوان ( حمود درويش الذي عرفت) لعبدالباري عطوان، نشرتها مؤسسة محمود درويش على موقعها و رابطها: http://www.darwishfoundation.org/printnews.php?id=163

لانا عبد الستار
12-07-2014, 01:58 AM
أرشفة هامة
لكنها تحتاج للتصنيف وتوزيع الشعراء فيها حسب طبقاتهم وفئاتهم
وإلا فستكون كدواوين الدوائر الرسمية

أشكرك

عبده فايز الزبيدي
19-10-2014, 12:10 PM
أرشفة هامة
لكنها تحتاج للتصنيف وتوزيع الشعراء فيها حسب طبقاتهم وفئاتهم
وإلا فستكون كدواوين الدوائر الرسمية

أشكرك

حياك الله أختي لانا
و شكرا لتوجيهك
و في رأي أن الجميع في شبه طبقة واحدة فالزمن متقارب
و مسألة تصنيف الشعراء و الكتاب حسب الجودة و الاتقان
هذا ليس من شأن البحث و لم ينجح كثيرا مثل هذا العمل
فما تراه مبدعا قد لا يراه غيرك.
ولو جربتي المكابدة في تتبع السيرة و أخذها من أصحابها مباشرة لعلمتي أن الأمر يحتاج الصبر ،
ثم التوجه لله بالدعاء أن يوفقني و إياكم لما يحبه و يرضاه!
و شكرا لك و لقلبك الطاهر.:0014:


ملحوظة: أيها القارئ الكريم البحث هذا هو تأريخ للفترة المعاصرة و فيها أهتم بدقة المعلومة من جهة البيانات الشخصية و الأكاديمية مع التدعيم بنماذج من فكر صاحب السيرة، و لا يخلو البحث من كثير من النقد المباشر أو الغير مباشر. وشكرا

نداء غريب صبري
21-10-2014, 12:50 AM
حياك الله أختي لانا
و شكرا لتوجيهك
و في رأي أن الجميع في شبه طبقة واحدة فالزمن متقارب
و مسألة تصنيف الشعراء و الكتاب حسب الجودة و الاتقان
هذا ليس من شأن البحث و لم ينجح كثيرا مثل هذا العمل
فما تراه مبدعا قد لا يراه غيرك.
ولو جربتي المكابدة في تتبع السيرة و أخذها من أصحابها مباشرة لعلمتي أن الأمر يحتاج الصبر ،
ثم التوجه لله بالدعاء أن يوفقني و إياكم لما يحبه و يرضاه!
و شكرا لك و لقلبك الطاهر.:0014:


ملحوظة: أيها القارئ الكريم البحث هذا هو تأريخ للفترة المعاصرة و فيها أهتم بدقة المعلومة من جهة البيانات الشخصية و الأكاديمية مع التدعيم بنماذج من فكر صاحب السيرة، و لا يخلو البحث من كثير من النقد المباشر أو الغير مباشر. وشكرا

معك حق وواضح أنك تواجه صعوبة في جمع المعلومة
ولكن اقتراح الأخت لانا بخصوص تصنيف الشعراءحسب طبقاتهم في محله أيضا
فنحن نلاحظ في هذا البحث المنشورهنا وعلى الفيسبوك وفي مواقع أخرى أنه يضم الشعراء الكبار والعاديين وأنصاف الشعراء والمدعين
وفصلهم يزيد من قيمة البحث وفائدته

شكرا لك

بوركت

مصطفى حمزة
22-10-2014, 07:18 AM
يُصنف الشعراء إما زمنياً ( عاشوا في عصر واحد ) ، وإما جغرافياً ( عاشوا في إقليم واحد ) ، وإما بحسب شاعريتهم ( طبقات الشعراء ) .
تحياتي

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 02:52 PM
معك حق وواضح أنك تواجه صعوبة في جمع المعلومة
ولكن اقتراح الأخت لانا بخصوص تصنيف الشعراءحسب طبقاتهم في محله أيضا
فنحن نلاحظ في هذا البحث المنشورهنا وعلى الفيسبوك وفي مواقع أخرى أنه يضم الشعراء الكبار والعاديين وأنصاف الشعراء والمدعين
وفصلهم يزيد من قيمة البحث وفائدته

شكرا لك

بوركت

هلا أختي نداء!
أنا أبتعد عن التصنيف لأن من يراه فلان شاعرا لا يراه علان كذلك و العكس يالعكس
و يبقى الحكم للقارىء الحصيف .
مع العلم إني ما زلت أتحرى عن كل شاعر و إذا وجدت مدعيا للشعر فسأحذفه.

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 02:54 PM
يُصنف الشعراء إما زمنياً ( عاشوا في عصر واحد ) ، وإما جغرافياً ( عاشوا في إقليم واحد ) ، وإما بحسب شاعريتهم ( طبقات الشعراء ) .
تحياتي

قد يرى هذا غيرُك تقسيما غير محمود فاللسان العربي واحد.
و أنا ذكرت حتى البلدة التي ولد بها الشاعر و كذا الدولة ( حاليا) و زيادة التقسيم قد يسبب تحزبا داخل البحث فهؤلاء أدباء السعودية و هؤلاء أدباء مصر أو ..... و أنا لا أحبذ هذا.
و حياك الله أخي الحبيب.

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:02 PM
عبد الرحمن الرفاعي
هو أبو أحمد (1)عبدالرحمن بن محمد بن يحي الرفاعي،من مواليد مدينة أبي عريش ( 1371 هـ )
نشأ ودرس في مدينة جازان
ليسانس اللغة العربية وآدابها (( جامعة الإمام بالرياض ))
معلم اللغة العربية وآدابها بثانوية معاذ بن جبل بمدينة جيزان
عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي
عضو جمعية لسان العرب بجامعة الدول العربية بمصر
عضو مجمع اللغة العربية
عضو رابطة الأدب الإسلامي
عضو جمعية تراث ابن عربي بباريس وأكسفورد ودمشق
رئيس تحرير لدورية ( أصوات ) التي تصدر عن نادي جازان الأدبي
شارك في الكثير من المؤتمرات الأدبية والندوات الأدبية
رشح مرتين لجائزة مجلس التعاون الخليجي لعلوم والتربية
رشح لجائزة العويس بدولة الامارات العربية المتحدة
حصل على الكثير من الشهادات والدروع التقديرية من جامعات سعودية وعربية وخارجية على رأسها خطاب شكر من خادم الحرمين الشريفين .

له من الكتب والأبحاث المطبوعة :

1ـ الحميني الحلقة المفقودة في امتداد عربية الموشح الأندلسي
2ـ سليمان عليه السلام بين حقائق التلفزة وعلم التقنية
3ـ الجن بين إشارات القران وعلم الفيزياء
4ـ آدم عليه السلام وعلوم الاستنساخ
5ـ طينة نبي الله عيسى بين الإثبات البشري ونفي التالية
6ـ وكالة الأنباء بين خطأ الدلالة وحقيقة التسمية
7ـ الحلقة المفقودة في امتداد عربية نبي الله إبراهيم واللهجات السامية
8ـ القلب وعجب الذنب بين مفهوم الإعجاز وعلمي التشريح والاستنساخ
9ـ الثراث الإسلامي بين عظمة الإبداع ونهب الخصوم ( الطاقة )
10ـ جيزان وجازان بين الحقيقة والتحقيق
11ـ وأخيراً وجدت السنوسي
12ـ جدة والكنعانيون في فرسان
13ـ الكنعانيون معنيون من جازان
14ـ صبيا وضمد بين التاريخ والنقوش
15ـ رحلات الحضارة من الجنوب إلى الشمال
16ـمهرجان التراث والثقافة بين الأصالة اللغوية ومفهوم التطور الدلالي
17ـ الفنون الشعبية بين حقيقة النشأة وأصالة المولد
18ـ تعريفات موجزة عن فنون جازان الشعبية
19ـ الآطام بين خصوصية الدلالة وعموميتها
20ـ تحقيق ودراسة لديوان الشاعر / أحمد صالح بابقي / فجر النهضة

كتب تحت الطبع:

اللغة العربية والإعراب النحوي
العربية والمصطلح اللاتيني
الأديب المسرحي في العصر الجاهلي بين الإثبات والنفي
الشعر الجاهلي بين حقيقة المذاهب وجناية شراح المعلقات
الشعر الحر بين الأصالة العربية والتغريب الأعمى
العين بين براهين القرآن وعلم الفيزياء
السحر بين الأدلة القرآنية والكيمياء والفيزياء ..) (2)

_ و قد مدحه الشاعر عبدالله إدريس بقصيدة قدَّم لها بقوله:

_____وهذه قصيدة لي القيتها في حفل التكريم الذي اقيم على شرفه بمسقط رأسه مدينة أبي عريش:
سـبحــان مــن أعـطـاك ذهنـا ً ثاقــبا
وحــبـاكَ في ساح ِ العـلـوم ِ مواهـبـا
وكساكَ من حلل الجمالِ ِ شـمـائلا ً
حاك َالضـياءُ خـيـوطـها .. ومـنـاقـبـا
لاغرو إن فــاض الـوجــود حـفـاوة ً
بكَ أو أقامَ الـكـونُ حــفـلا ً صـاخـبا
سَـــخّـرْتَ عـُمْـرَكَ كـلـهُ في الله ِلا
ترجـو مـن الدنـيـا عـَـداهُ مــكـسـبــا
وجمعــتَ فـضل الدين والدنـيـا معا ً
والله يـأبى .. أن يــردك خـــائــبـــا
فأهـنـأ بـما أوتيت َ مـن حــظ ٍ فما
أحـلـى مـواعـيـد الـوفــاء ِوأعــــذبــا
جـاءتـك خـاطـبــة ً ولـم تذهب إلى
تلكَ الملـيحـة ِ مـثـل غيركَ خاطـبا
ودنت تــقـبــل راحتــيـــك تأدبــــا ً
لمّــا رأتــكَ وكـنـت عـنـهـا راغــبـا
حـسـنـاءُ فــارعــة ٌ تـجــرُ ذيولـهـا
في نـشـوة ٍ جـذلى ّ بريعـــان الصـبا
حـمـلـت لك الأشـواق ملء فؤادهـا
واخـضرّ بين ضـلوعها واعشوشبا
حقل ٌمــن الأزهار ِ يُهـديك َ الشذى
فـعـلـت بـفضلك في السماء مراتـبـا
وتـشـرفت بـــك مبدعـاً ومــفــكرا ً
ومُعـلــمـا ً ومـنــاضــلا ً ومُحـَــاربا
كـم سـدد الـمولى به ِ مــن رميـــة ٍ
كـانـت بإذن الله سـهــمـا ً صـائبــا
وأبان من صور الــبـيـان روائعــا ً
وأعـــاد للأذهــــان ِ معنى ً غــائبـا
يامنصف الفصحى وحـامـلُ هـمهـا
مـــا شــرّق َ الهـَــمَُّ بـهــا أو غَــرّبا
مــن قــــال أنك مُـقـعـــد ٌ يا سيـدي
أو عــاجــزٌ عـــن أن تـُحـقـق مأربا
أو أن مـثـلـك لـيس في مــقــــدوره ِ
خـوض المعــارك راجلا ً أو راكبا
والمـعـجـزات ُعـلى يديك شــواهــد ٌ
والمجد يمشي في ركـابـك َ مُعـجـبا
ماالمقـعـدون سوى الــذينَ استمرأوا
ذل الــقـعــود وصَـيـّّروه ُ واجـــبــا
والعــاجــــزون هــمُ الذين بعجزهم
يتسـولـــون َوظـائـفــا ً ومـنـاصبـا
لا مــَنْ تــحــدّى بـالإرادة ضعـفـه ُ
وبنى له ُ نحو الــكـواكب ِ مـركـبــا
ومضى إلى سبــل المعــالي طـالـباً
فـيـهـا العسيرَ من المنى والأصعبا
مـــا كــرّمــوك بفعلهم بل كــرّمـوا
فـيك النجـــابــة َ كـلها يا( بـيـدبا )
جـــازان تــيـهـي ثم تيهي وأفخري
بفــتـاك ِمــا شئت ِ وقـولي مرحـبـا
با لعـبـقــريـة والــنـبــوغ فـما على
من كــان هـــذا شـــأنه ُ أن يُـغـلـبـَا (3)

قلتُ: هو ممن كرمته اثنينية خوجة في يناير من عام 2013 للميلاد.و يعد الرفاعي من مشاهير العلماء الذين تغلبوا على الإعاقة.
و هو مختلف حوله فهناك من يبجله و يقدمه و هناك من يصفه بتهمة الليبرالية و العنصرية و السرقة(4) كما صرح هو بذلك في معرض شرحه لبعض المضايقات التي ما زالت تلاحقه .(5)

__________
(1) سمعته على القناة(الثقافية9 السعودية في لية 23-9-1434ه يخاطب زوجته بأم أحمد حين عرضت له صورة و فيه إمرآة بجواره.
(2)عن مقالة (عبدالرحمن الرفاعي سِفْر اللغة و سفيلر اللغوين) لعبدالرحن بن جبرين بمنتديات ( أزاهير) و تأريخ المقالة 6-3-2005 للميلاد.
(3) أطلعت عليها في منتديات جازان و كان تأريخ نشرها بالمنتدى هو 11-12-2006 للميلاد.
(4): حيث أتهمه الكاتب محمد بن مسعود الفيفي بسرقة بعض أبحاثه نشر ذلك في جريدة (الجزيرة )في يوم الخميس 27 ,ربيع الثاني 1430 هـ ، العدد 280 ، و الله أعلم.
(5) كا ذكره عبدالعزيز الخزام في جريدة (الشرق) الإليكترونية في عددها: 451 في تأريخ : 27-2-2012 للميلاد.

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:04 PM
فوزية أبوخالد
- فوزية بنت عبد الله أبو خالد.
أديبة(1) و مثقفة سعودية لأب من نجد هو الشيخ عبد الله بن محمد أبو خالد وأم من الحجاز هي الشريفة نور الهاشمي.- أم.- شاعرة.- كاتبة وأكاديمية وباحثة في القضايا الاجتماعية والسياسية مع التركيز على أطروحات الرأي والتحليل العلمي الاجتماعي في (القضايا الوطنية وقضايا الحقوق والمرأة والطفولة).فضاء التعليم:- أتمت مراحل تعليمها النظامي بالمدرسة الأولى بالرياض وبالمدرسة الخامسة ومدرسة التربية الحديثة بجدة.- بدأت دراستها الجامعية بالجامعة الأمريكية ببيروت وأتمتها بجامعة لويس آند كلارك بيورتلاند أوريجن بأمريكا.- حصلت على درجة الماجستير من جامعة الملك سعود في البعد الاجتماعي لعمل المرأة الزراعي بمنطقة عسير وتهامة بجنوب المملكة العربية السعودية.- حصلت على درجة الدكتوراه في المرأة والخطاب السياسي من جامعة سالفورد بمانشستر ببريطانيا.- من الذين تتلمذت على أيديهم من الأعلام المعروفة: الشيخ حمد الجاسر رحمه الله وأحسن إليه، المرحوم د. إحسان عباس، الشاعر د. خليل حاوي، الشاعر د. نذير العظمة، عالم الاجتماع د. حليم بركات، ود. هشام شرابي، د. نعيمة كساب، البروفسور جون كانون، البروفسور أسعد نظامي، د. عبد الله البنيان، د. الحاج بلال عمر، د. يكن أرتورك، د. ثريا التركي، د. سلمى خضرا الجيوسي وأمها.فضاء العمل:- عملت ما قبل الحصول على شهادة المرحلة الثانوية أثناء الدراسة محررة وكاتبة لصفحة اجتماعية ثقافية بجريدة عكاظ.- عملت معيدة ومحاضرة بقسم الدراسات الاجتماعية لكلية الآداب بجامعة الملك سعود.- عملت في إدارة جامعة الملك سعود بقسم الرواتب وبقسم شؤون الموظفات السعوديات وبعمادة التطوير الأكاديمي.- تعمل الآن عضو هيئة تدريس بقسم الدراسات الاجتماعية لكلية الآداب جامعة الملك سعود.فضاء الكتابة:- بدأت مشوارها الشعري والكتابي في عمر مبكرة على مقاعد الدراسة الأولى.- لها عدة مقالات منشورة بالصحف المحلية والعربية.- كان لها عامود يومي بجريدة عكاظ السعودية الصادرة من المنطقة الغربية وهي بالمرحلة المتوسطة بعنوان "قطرات" وكتبت في حينها وإلى اليوم لفترات طويلة بمجلة اليمامة.- كما كان لها مقال رأي على صفحتين بمجلة اقرأ بعنوان "قطرات من نهر الوطن" مطلع الثمانينات الميلادية وهي بالمرحلة الجامعية، كتبت مقالات في الشاغل الثقافي والوطني أسبوعياً عاموداً بجريدة اليوم الصادرة من المنطقة الشرقية بعنوان "قطرات في قاع الزجاجة" نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات الميلادية. كتبت عدة دراسات متسلسلة في تحليل الهوية والانتماء والتغير الاجتماعي بالمجتمع السعودي بمجلة اليمامة (1990/1991م) كما كتبت تسجيلاً تحليلياً للحركة الثقافية الحديثة بالمملكة العربية السعودية بعنوان "سيرة ذاتية لتيار جماعي" بالملحق الأدبي للجريدة نفسها من عام 94 إلى عام 1996م.- تواصل الكتابة التحليلية من العام 1995م إلى اليوم في المجالين السياسي والاجتماعي المعرفي بمقال أسبوعي بجريدة الحياة الصادرة من بيروت ولندن والرياض.فضاء الشعر:لها عدة إصدارات شعرية:- إلى متى يختطفونك ليلة العرس (1975م).- قراءة في السر للصمت العربي/أشهد الوطن (1982م).- ماء السراب (1995).- مرثية الماء (2005).- شجن الجماد 2006م.فضاء الطفولة:لها إصدارات أدبية للأطفال منها:- طيارات الورق/قصة للأطفال (1990).- طفلة تحب الأسئلة/قصة للأطفال (1991م).إصدارات كتب:- كتاب للأطفال أجنحة قراءة تحليلية للمحات من واقع الطفولة من منظور علم اجتماع الطفولة (2004م).فضاء عالمي:- صدر لها عدد كبير من أعمالها الشعرية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، ومنها كتاب نساء من الهلال الخصيب، نساء بلا حدود، وكتاب أدب الجزيرة العربية الحديث وأعمال أخرى.فضاء البحث العلمي:- لها عدد من البحوث وأوراق العمل والقراءات التحليلية باللغة العربية والإنجليزية المنشورة في مجلات دورية متخصصة أو المقدمة في منتديات محلية وعالمية في مجالات المرأة.1- بحث في واقع الطالبة/الطالب بجامعة الملك سعود قدِّم بندوة اللجنة الثقافية لقسم الدراسات الاجتماعية 1985.2- بحث في مشاركة المرأة بالمجتمع السعودي قدم بمهرجان الجنادرية 1987م.3- بحث تأثير النفط على تعليم المرأة نشر بمجلة المستقبل العربي عن مركز دراسات الوحدة العربية 1989م.4- بحث مقارن في المرأة والشعر قدم في الملتقى العالمي لكتابة المرأة بمدينة ملبورن بأستراليا 1994م.5- بحث في أدب الطفل وملكات الطفل الإبداعية قدم في الندوة الأمريكية لثقافة الأطفال بالبحرين 1996م.6- ورقة عمل المرأة بين العلم والعمل قدمت بجامعة برينستون في نيوجرسي بأمريكا 1997م.7- بحث في موقع المرأة في الخطاب الإبداعي الحديث على الساحة الثقافية بالمجتمع السعودي، نشر بمجلة النص الجديد 1998م.8- ورقة عمل عن الواقع الاجتماعي للمرأة ما قبل وما بعد المرحلة النفطية بالمجتمع السعودي قدم بكلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد ببريطانيا 1999م.9- دراسة لمشاركة المرأة السعودية في الحركة الثقافية بالمجتمع السعودي قدمت بندوة المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة 2002م.10- مشاركة بحثية بعنوان موقع حركة الشعر الحديث في تشكيل مجتمع المعرفة بالعالم العربي شكلت أحد الأوراق لصياغة تقرير الأمم المتحدة للبرنامج الإنمائي الخاص بمجتمع المعرفة 2003م.11- قراءة تحليل مقارن للمضمون الاجتماعي في شعر المرأة الغربية وشعر المرأة العربية قدمت القراءة بالمركز الثقافي البريطاني بالرياض 2003م.12- بحث في واقع العلوم الاجتماعية بالجامعات العربية جامعة الملك سعود نموذجاً قدم في ورشة عمل بمركز البحوث بتونس ونشر في الكتاب السنوي لبرنامج الأبحاث للسكان والعلوم الاجتماعية التابع للأمم المتحدة 2004م (نشر البحث في كتاب محكم صدر عن برنامج الأبحاث..).13- بحث في حقوق المرأة وواجباتها بين العادات والتقاليد وبين الشرع. قدم في مؤتمر الحوار الوطني بالمدينة المنورة 1425هـ.14- بحث في تفعيل الحقوق الشرعية للمرأة بالمجتمع السعودي قدم في الملتقى الأحدي/بالرياض (2004م).15- بحث في حقوق وواجبات المثقف قدم في ملتقى المثقفين الأول بالرياض 2004م.16- مشاركة بحثية في صياغة أجندة الحاجات المعرفية والعلمية بالوطن العربي في ظل الظرف السياسي الراهن مقدمة لمؤتمر القمة لعام 2004 صادرة عن برنامج الأمم المتحدة الألماني.17- بحث بعنوان "العنف ضد الأطفال" في المجتمع السعودي بمدينة الرياض قدمت في الندوة السنوية لمركز البحوث (2005م).18- دراسة بعنوان "أطروحة الإصلاح بالمملكة العربية السعودية" قدمت في مؤتمر كوبنهاجن لـ "آفاق ومعوقات الديموقراطية بالشرق الأوسط" نشرت في كتاب باللغة الإنجليزية يحمل نفس عنوان المؤتمر (2005م).19- مشاركتان بحثيتان في كتابة تقرير نهوض المرأة العربية عن المكتب الإنمائي للأمم المتحدة 2005م. البحث الأول بعنوان "قراءة لصورة النساء العربيات في إبداع المرأة العربية" البحث الثاني "صورة المرأة العربية في مرآة الواقع".20- بحث في حقوق أبناء المرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي والأثر الاجتماعي للواقع القائم في وضع الأسرة، قدم في ندوة جمعية البحرين النسائية المعنية بحوار هذا السؤال الاجتماعي والحقوقي على مستوى دول مجلس الخليج 2006م.21- قراءة تحليلية لمفهوم المجتمع المدني سيسولوجياً وفي الوعي الاجتماعي به وتطبيقاته بالمجتمع السعودي قدمت في الملتقى الأحدي بالرياض 2006.22- عرض وقراءة تحليلية لتقرير التنمية الخاص بنهوض المرأة العربية جاءت كاستجابة لدعوة منتدى الدبلوماسيات العربيات بفينا/النمسا ضمن لقاء حواري ضمّ وزيرة الخارجية النمساوية وعدد من الشخصيات الدبلوماسية الدولية والأكاديمية وطلاب الجامعات، 2007م.23- بحث بعنوان "موقف الشباب السعودي من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية" قدمت كورقة عمل في مؤتمر العلاقة بين العالم الإسلامي وأمريكا الذي عقد بدولة قطر عام 2007م.فضاء المشاركة:- لها حضور عالمي وعربي ووطني يتمثل في عدد كبير جداً من المشاركات في مجال الدراسات الاجتماعية والمطالب الحقوقية وفي المجال الثقافي الشعري والأدبي وأدب الطفولة، وذلك استجابة لدعوات العديد من المؤتمرات والندوات ومهرجانات الإبداع والشعر العربي والعالمي، ومنها المشاركات في كثير من المحافل والمواقع منها:- المشاركات العالمية: اليونسكو، معهد العالم العربي بباريس (1996م) فرنسا. جامعة غرناطة (1997م)، معهد اللغات بطليطلة (1999م) (أسبانيا). جامعة مانشستر (1997م) (2000م)، جامعة أوكسفورد (1998م) تقرير التنمية بلندن (2007م) بريطانيا. جامعة بورتلاند، نيويورك (1966م)، جامعة برينستون بنيوجيرسي (1997م) أمريكا الشمالية. المعرض العالمي للكتاب بمالبورن، جامعة سدني ورابطة الخريجين العرب (1995م) أستراليا. معرض الكتاب فرانكفورت (2004م) ألمانيا. مؤسسة بالم الثقافية بكوبنهاجن (2005م) الدنمارك.- المشاركات العربية: مجلس التعاون لدول الخليج العربي (1984م)، جامعة الكويت (1984م)، اتحاد المحامين العرب بالقاهرة (1985م)، (ممثلة المرأة السعودية عن رعاية الشباب) مشاركة بمهرجان المربد الشعري ببغداد (1989م) العراق، جمعية الاجتماعيين (1995م)، صندوق التنمية العربي (2004م) الكويت، المجلس الأعلى للثقافة (2003م) مصر، نادي الفتيات بالشارقة (1995م) الإمارات. الجمعية الأمريكية لقراءة الطفل (1996م)، جمعية البحرين النسائية (2005م)، (2007م) بالمنامة/البحرين. الاتحاد الثقافي بمسقط (1996م) عُمان. اتحاد الكتاب بالدار البيضاء وفاس (2001م) المغرب. الجامعة الأمريكية ببيروت (2003م) لبنان. المكتب الإنمائي الإقليمي بعمان (2006م) (2007م) الأردن.- مشاركات على أرض الوطن: لها أيضاً العديد من المشاركات العلمية والأدبية والشعرية من خلال العديد من المنابر الوطنية، مثل، النادي الأدبي (1988م) (2006م) جدة. اللقاء الثقافي (1988م) لأرامكو/الظهران، وزارة الثقافة والإعلام (2004م)، المركز الثقافي البريطاني (2004م)، لقاء ثقافي مع وفد ثقافي من السفارة السويسرية (2005م) ومع وفد ثقافي من النادي الأدبي (2006م)، مركز البحوث بجامعة الملك سعود (2004م)، النادي الأدبي (2006م) الرياض. مركز الحوار الوطني (2004م) المدينة المنورة، النادي الأدبي (2007م) الباحة، النادي الأدبي/جيزان (2007م).فضاء آخر من المشاركات:- شاركت بتحكيم عدد من المسابقات الأدبية الخاصة بأدب الطفل بمكتب التربية العربي من العام (1996م) (2007م).- شاركت في تحكيم أعمال إبداعية لنشر إصدارات شعر الشباب.- شاركت في إطلاق وعمل ومراجعة الصياغة النهائية لكتابة تقرير التنمية عن نهوض المرأة العربية (2005- 2006م).- شاركت في ورشة عمل التدريب على القيادة النسائية بالمجتمع المدني بالأردن/البتراء 2003م.- شاركت في صياغة وثيقة "الحرية الذاتية والوطنية" لدول الخليج العربي الصادرة عن جمعية البحرين النسائية 2007م.- شاركت في لقاء خادم الحرمين الشريفين بالمشاركات في مؤتمر الحوار الوطني الثالث وكان بحضور الأميرة حصة الشعلان.- شاركت في لقاء خادم الحرمين الشريفين بالمثقفات السعوديات بقصر الحكم لنقل رؤى ومطالب الثقافة (2006م).- حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإعلام عام 2007م لريادتها للشعر الحديث على المستوى السعودي بإصدارها الأول عام 1975م.- عضوية اللجان والجمعيات العلمية:1- عضو في جمعية العلوم الاجتماعية.2- عضو في جمعية الإعلام والاتصال.3- عضو مؤسس واستشاري لمجلة النص الجديد/مجلة ثقافية إبداعية.4- عضو مؤسس واستشاري لمجلة الشباب باليونسكو.5- عضو في المجلس الاستشاري لتقرير نهوض المرأة العربية للأمم المتحدة.6- عضو لمجلس إدارة الملتقى البحثي الأحدي للسيدات السعوديات.7- عضو مؤسس لمنتدى الكاتبات السعوديات.8- عضو في اللجنة النسائية للنادي الثقافي الأدبي بالرياض.9- منسقة اللجنة الثقافية بقسم الدراسات الاجتماعية/كلية الآداب جامعة الملك سعود.10- عضو في لجنة التطوير الأكاديمي بقسم الدراسات الاجتماعية/كلية الآداب.11- عضو مشرف في لجنة "صديقات القسم للطالبات" بقسم الدراسات الاجتماعية/جامعة الملك سعود.12- عضو استشاري بمركز المرأة الإعلامي بالرياض.13- عضو ومستشار في المجلس الاستشاري للجودة النوعية في التعليم العالي للعلوم الاجتماعية لمكتب الإنماء الإقليمي للأمم المتحدة بالتعاون مع جامعة أكسفورد (2007/2008م).فضاء اللقاءات الإعلامية:- لها عدد كبير من المشاركات التلفزيونية الفضائية في طرح وتحليل العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية الخاصة بالمجتمع السعودي والمجتمع العربي ومنها برنامج الحدث السياسي/قناة (إل. بي. سي)، برنامج آفاق ثقافية وبرنامج سيدة في العمل/قناة الإخبارية. المشاركة الحوارية في برامج القناة السعودية الإنجليزية وبرامج لقنوات أجنبية/أمريكية، يابانية/سويدية وبريطانية (تلفزيونياً وإذاعياً وصحافة).- أجري معها العديد من الحوارات الصحفية (بالوسائل الورقية والإلكترونية) لوكالات أنباء عالمية وللعديد من المجلات والصحف السعودية والعربية والأجنبية مثل الواشنطن بوست، الأسوشيتد برس، الأورينتل برس، الفيجارو، الجارديان (يمكن الاطلاع عليها بالبحث الإلكتروني).
______
(1)في اثنينية خوجة جاء فيها (مواطنة...) بدلاً عن أديبة التي اثبتها.

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:05 PM
خليف محفوظ
هو خليف بن محفوظ ،الروائي والقاص الجزائري.
من مواليد عام 1960 ميلادي
متخرج في جامعة الجزائر كلية الآداب.

نشاطه و انجازاته:
_ " أتصمت العصافير؟" (رواية) .
_ " المواثبة في ربوع الهيم " (مجموعة قصصية ).
_ "المحاق" (مجموعة قصصية)

حائز على جوائز عدة في القصة :
- جائزة وزارة الثقافة للرواية عام 1994 م .
- جائزة اتحاد الكتاب للقصة القصيرة "الربيع البليدي 2000م".
- جائزة أبوليوس لأحسن رواية بالعربية في الجزائر 2008.
و هو أستاذ مبرز مشارك في تأليف الكتب المدرسية
عضو لجنة امتحان البكالوريا.
و قلم فعَّال و نشط في منتديات مجلة أقلام حيث تعرفت عليه و قد دار بيني و بينه كلام فالرجل إما ان يكون شيعيا رافضيا أم موالياً للروافض فهو شديد الحماسة لهم و الاستماتة في الدفاع عن مشائخهم
و لا يتورع عن النيل من أهل السنة .

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:07 PM
يعقوب العبادي
هو الشاعر يعقوب بن أحمد بن محمد العبادي. من سلطنة عمان بمحافظة الداخلية من مدينة نَزْوى من مواليد 1978م. درس القرآن الكريم طفلا في الكتاتيب ثم تعلم الفقه واللغة والأدب والعقيدة وعلوم الشريعة الاسلامية عند مشائخ وعلماء مدينة نزوى وهكذا عاش وترعرع في وسط مجتمع محافظ. درس الثانوية العامة في مدرسة أبي عبيدة الثانوية ثم توجه إلى الدراسة الجامعية في جامعة نزوى وتخصص في العلوم الادارية ويعمل حاليا في وزارة السياحة. أحب الشعر والأدب منذ الصغر فكان يقرأ الشعر ويحاول أن يحفظ ما يقرأ حتى يروي ذائقته. وله محاولات في كتابة الشعر منذ المراحل الدراسية الأولى ولكن كلها مفقودة. وكتب في الحب الإلهي وفي المدائح النبوية وفي المواعظ وفي التأمل وفي الاخوانيات وفي الوطنيات وفي الاستنهاض وفي المراثي وفي غير ذلك.
ومن كتاباته :
1- قصيدة ( هدير الصمت )
أعيـــــان الأمـــــــــة تفتـــرق فمتـــى يا عــــــرب سنتفــــق
ونــرى الأعــــــــداء بأعيننــا كيــــدا يرمـــــون ليصطفقوا
لن ينفــــــــع كفــــرا ميثــــاق فالغــــدر عليهـــــــم ينطبــــق
والأمـــــــــة ترثــــى حالتهـــا والخــــــوف كساهـــا والقلــق
والقلــــــــب بحسرتــــه ألمـــا بالهـــــــم بغـــــــم يحتــــــرق
ولهيـــــب الظلــــــم يروعهــا مــــن شــــــدة حـــال تختنــق
وهديـــر الصمـــــت يؤرقهــا في جنــح الليــــــل ويمتشـــق
عبـــــرات بكـــــــاء برجـــاء مــن عيـــــن الأمــــــة تندلـق
وحنيــــــن الماضــي منسكب كعيــــــون ميـــــــاه تندفـــــق
وأنيــــــــن همـــــوم في ألـــم بدمـــــاء جـــــراح تندحـــــق
فمتــــى سنكـــون على قمـــم ومتــــى بالنصـــر سنعتنــــق
ومتــــى سنحـــــــــرر أمتنــا مـــن كيـــد الكفـــر ونستبـــق
لنكـــــون صفوفـــا كأســـــود نمضـــي بالحبــــل ونتســــق
ونحلــــق بالرايـــــة مجـــــدا وصــــروح الباطـل تنزهـــق
إن طــــال ظــــلام في أرض سينيــــــر الفجــــر وينبثــــق
فالعســــر سيخلفـــــه يســـــر والليــــل سيعقبـــــه الفلــــــق
والحــــــق سيعلــو في ألــــق والباطــل صرعـــا ينزلـــــق
وستشـــرق شمـــس بيقيـــــن بضيــــاء الحـــــق ستأتلــــق
2- قصيدة ( نبض الحنين )
هام قلبي في عــــــلاك === يتغنى في سمـــــــاك
ذاب شوقا في غــــرام === في حنين مـــن لقاك
نبضـــه دقــات قلـــــب === تتجلى فـي فضـــــاك
أحسب الدقـــات حينــا === بعد حين من رجـــاك
3- قصيدة ( صفوة الرحمن )
بـــــزغ الهـــــدى بضيائـــه الرباني وكســى البريــــة نــــــوره الايماني
وسقــى الـــرياض بجونـه فتبسمــت من فيضـــه بالخيــــــر والاحســـان
وتطارحــت كـل الحمائـم في الربى للحســـــن تشـــدو أعـذب الألحـــان
4- قصيدة ( الحب الخالص )
أنا عاشــــــــق بمعيــــــــن النقــا === أنا مغـــــــرم أملـــي في اللقـا
هـــو الحـــــب يأسرني بالهـــوى === وينزعني مـــن مهـاوي الشقـا
فالبحـــــب أحيـــــا نقيــــــا أبيـــا === وأسمـــو على نفحــــة مورقـا
ذرونـــي على منهجــــي عاشقــا === فـــلا لــوم للقلــــب أن يعشقـا
5- قصيدة ( النذير )
على رأسي نذير المــوت يجري === فأنذرني غــــدا لنــزول قبـــري
فعشت الدهــر خوفا في رجــــاء === أخــوض العمر في أمـل وصبر
وذكرني النذيــر ذنـــــوب نفسي === وما اقترفتـــه في غمـــر ونــزر
وذكرني بأن أغــــــــــدو متابــا === إلى الرحمن قبل دنـــو حشــري
6- قصيدة ( الغرام )
سجد الغرام إلى الجمال مشمرا والحسن ألبسه كساء أخضرا
والجون يسقي الروض من تهتانه والشمس تشرق والنسيم تعطرا
والقلب حن إلى حميم لقائه لا يهتدي حتى يعانق جوهرا
7- قصيدة ( شراع المجد )
نمضــــي بشــراع فــي الزمـــن بدمـــوع حـــــرى فــي الوطـــن
إنــا فــــي الغفـــــــوة يحرسنــــا مكـــــر وخــــــــــداع بالفتــــــن
وننـــادي صمــــتا بسكــون بجـــروح تتـــرى فـــي حــــزن
وننـــــــادي أمتنــــــــــا ثكلــــى صارت فـــي هــــم فـي محــــن

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:08 PM
هاشم الناشري
هو أبو محمد هاشم بن بركوت بن حسن آل فارس الناشري، شاعر سعودي ،من مواليد عام 1386هـ الموافق لـعام 1966م، في تهامة بني شهر ، رحل والده من القـُوز من أعمال محافظة القنفذة ، واستقر في بلاد بني شهر ، أكمل الدراسة الابتدائية في مدرسة عقيل بن أبي طالب ، والمتوسطة ما بين متوسطة الوادي في تهامة ومتوسطة أبي عبيدة في الدوحة بدولة قطر، حيث قد رحلَ إلى قطر عام 1985م ، وهناك التحق بالقوات الجوية الأميرية القطرية وبقي مجندًا بها حتى عام 1989م ، عاد للملكة العربية السعودية وعمل موظفًا في البنك الأهلي التجاري ثم شركة الراجحي المصرفية للاستثمار ثم البنك الأهلي مرة أخرى وخلال عمله في المصارف أكمل الدراسة الثانوية عن طريق الانتساب لثانوية محائل عسير ثم التحق بجامعة الملك عبد العزيز بجدة منتسبًا وحصل على شهادة البكالوريوس متخصصا في اللغة عربية وآدابها.
عُين معلمًا للغة العربية عام 2001م ـ ولا زلت حتى اليوم .
وهو منتسب لرابطة الواحة الثقافية العالمية ، حيث وجد فيها نخبة من الأدباء والأديبات قلّ أن يوجدوا في مكان آخر ، يقول عن هذا الأمر:
(تشرفت بالانضمام لفريقها الرائع حبّـًا في إيصال رسالتها السامية من خلال موقعي فيها مشرفًا عامًا ومنسقًا للعلاقات العامة ، متمنيًا لرئيسها ومؤسسها أخي الشاعر العربي الكبير الدكتور سمير العمري ومديرتها التنفيذية الشاعرة الكبيرة ربيحة الرفاعي وكافة أفراد الإدارة والإشراف وجميع الأعضاء كل تقدم ورقي ...)
يجهز لتقديم ديوانه الأول في القريب العاجل.

نماذج من قصائده:
1-وطن المجد
نادِ اليراعَ وسرّحِ الأشواقا
ودعِ الحنين يصافح الأوراقا

وهبِ الحروفَ الناصعات سفارةً
لتكونَ صبحاً يحملُ الإشراقا

ما أنت إلّا شاعرٌ هتفتْ به
لغةُ الجمال.. فخاطبِ الأذواقا

ياشاعراً ملأ الودادُ فؤادَه
قد كان عمرُك غربةً وفراقا

والآن تكتبُ للبلادِ قصيدةً
تزجي الوفاءَ وتطربُ العشّاقا

لتبادلَ الحبَّ العظيمَ بمثلهِ
وبها تشد العهدَ والميثاقا

أسرجْ خيالَكَ للسرى متوشّحاً
وطناً عزيزاً يسكن الأحداقا

حتى إذا جئتَ الرياضَ مصافحاً
قصرَ اليمامة فانثرِ الأشواقا

فهناك تلقى مَنْ بفيضِ ودادهِ
ملأ القلوبَ وعطّرَ الآفاقا

ياخادمَ البيتين قلبك عامرٌ
يمسي ويصبحُ للعلا توّاقا

إنّا نُحبّك مثلما أحببتنا
ونحبُّ فيك الدِّينَ والأخلاقا

ويحبك الوطنُ الذي أهديتهُ
عيناً تداري دمعها الرقراقا

وطنٌ تمسّك بالهدى في نهجهِ
فكســاهُ مجداً ناصعاً برّاقا

وطنٌ إذا ودّعتهُ من أجلهِ
تلقاهُ بعدك والهاً مشتاقا

وطنٌ إذا رُفعَ الأذانُ (تعطّلتْ
لغةُ) الريالِ وأسكتَ الأسواقا!

يرعى الشريعةَ والمكارمَ مخلصاً
ويفيضُ نهراً سلسلاً دفّاقا

سهرَ الرجالُ على نقاءِ ترابهِ
وتحضّنوه وأحكموا الأطواقا

فهنا ترى وجهَ العدالةِ باسماً
والمستقرّ لكلّ صدرٍ ضاقا

2-زمان الوصل
طربتُ بما ألقتْ عليّ iiشمائلُهْ
وآنستُ شوقاً يومَ شحّتْ أناملُهْ

وما زال رغم الهجرِ للبوح iiملهِماً
على كلّ حرفٍ واقفات فضائلُهْ

وكان سحاباً تمرعُ الأرضُ iiبعدهُ
فجازَ بنا عجلانَ ما سحَّ iiوابلُهْ

أشاحَ أنيقُ الحرفِ عنّا iiبوجههِ
وكانتْ لنا." لافضّ فوكَ " iiرسائلُهْ

ولاشيئَ ممّا يورثُ البُعْد بيننا
سوى أنَّ وجدي لم تجفّ iiمناهلُهْ

ذكرتُ بلادي مستهاماً iiبحبِّها
وشرّعتُ قلبي حين غنّتْ iiبلابلُهْ

فلم يرضهِ ما قلتُ فيها iiوإنّها
رشادٌ ، وحقلٌ مثقلات iiسنابلُهْ

سلامٌ على قلبٍ من العُرْبِ iiنبضُهُ
ولم تنسهِ مسرى النبيّ شواغلُهْ

ولكنّه حيناً يبوحُ iiبشوقهِ
فمازال حيّاً مورقاتٍ iiخمائلُهْ

وإلّا فما كان الفؤادُ مسالماً
وإنْ ضامهُ حسّادُه iiوعواذلُهْ

تمنّيتُ جيشاً دونَ تيماءَ iiقلبُهُ
وفي المسجدِ الأقصى تصلّي أوائلُهْ

على ميمنتهِ وجهُ بغدادَ iiضاحكاً
وعن ميسرتهِ يا دمشقُ iiمعاقلُهْ

يرجّ سكونَ الأرضِ حتّى كأنّهُ
من العزمِ طودٌ حرّكتهُ iiزلازلُهْ

مآذنُ يافا وهي تسمعُ iiزحفَهُ
تكادُ على صوتِ الأذانِ iiتقابلُهْ

فيا صاحباً ما غاب إلاّ iiوجدّتهُ
كـ "هدّاجَ" والأعشى تخبُّ iiرواحلُه

ستلقى وإنْ جارَ الزمانُ iiوأهلهُ
وداداً بأقصى القلبِ شيْدتْ iiمنازلُهْ

فعدْ سالماً من رحلةِ الصّمتِ iiإنّني
سمعتك في قلبي ، فهل أنت واصِلُهْ؟
3-باسقة المنائر
أَقمْ لِلضّادِ باسقةَ المنائِرْ
وَتِهْ فخراً لأنّكَ في iiالجزائِرْ


وروِّ العاشقينَ بكلِّ iiحرفٍ
وصرّحْ بالغرامِ عن iiالضّمائرْ

وألْقِ نيابةً عنّي سلاماً
على الأبْطالِ أبناءِ iiالحرائرْ

وحدِّثْ أيُّها الرَّبعيُّ عنْها
فإنَّ أخاكَ ينْتَظِرُ البشائرْ

أَما زالتْ على ألحانِ ii(مُفْدي)
تُفاخرُ بالنّشيدِ لكلّ iiزائر

وترْتَجُّ المآذِنُ كلّ iiفجرٍ
تُبَشّرُ ساكِنيها iiبالشعائرْ

وبلّغْ ما استطعتَ بما iiدهانا
من الإذلالِ في زمنِ iiالكبائرْ

عَوُاصِمُنا - ويا أسفي iiعليها-
حِسانٌ ..لا رموشَ ولا ضَفَائرْ

وقفْنا بالثّغورِ فما iiسمعْنا
صَهيلاً من خيولِ أبي iiالعَشَائرْ

أغارَ الغاصبونَ على iiحِمانا
فَكانَ الهمُّ تَعْويضَ iiالخسائرْ

ففي بغدادَ من نوحِ iiالثّكالى
على غصْنِ الفؤادِ ينوحُ طائر

وفي مسْرى النّبيّ طغاةُ iiجيشٍ
تصادرُ ما تبوحُ به المنائرْ

فلو نطقَ الجمادُ سمعتَ iiصوتاً
يجلجلُ من عُمانَ إلى الجزائرْ

كفاكم أيها العربُ iiاحتجاجاً
سبيلُ الرّشْدِ واضحةُ iiالبصائرْ

تحاصرُ غزّةَ النيرانُ iiليلاً
وجاء نهارُكم في اللّهو iiحائرْ

أما آنَ الأوانُ لصبْحِ نصرٍ
ليغشى النّورُ داجيةَ iiالسّتائرْ

فيا أبطالَ غزةَ إنَّ قلبي
كسيرٌ ما لقيتُ له iiالجبائرْ

أسلّمُ كلَّما وجبتْ iiصلاتي
على الهاماتِ عاطرةِ iiالغدائرْ

أتوق لرملةِ الشهداءِ iiفيها
وعندَ اللهِ ما تُخفي iiالسَرائرْ

كأنّي حينَ تحتدمُ iiالمنايا
على بُعْدي مع الثّوار iiثائرْ

4-فصــــــــــاحة
الشِّعْرُ هَاجَرَ يَا أميرَ الوَاحَهْ
يَشْكو إِلِيكَ هُمومَهُ iiوجِرَاحَهْ

مَاذَا سَأكتُبُ كَي يَحُوزَ على الرِّضَا
في مُلْتَقَايَ وَجَنَّتي iiالفَوَّاحَهْ

أَوَ لَسْتَ مَنْ زَرَعَ السُّفُوحَ iiبِمُهجَتي
وسَقَيْتَ عَامًا لمْ تَنَلْ تُفّاحَهْ

**
**

يَا فَارِسًا نَطَقَ الفُؤَادُ iiبِحُبّهِ
أَهدَى إليَّ سيوفَهُ iiورِمَاحَهْ

لأخُوضَ مَعْرَكةَ البَيَانِ iiوأحتَذي
مَا سَنَّهُ حَسّانُ وابنُ iiرَوَاحَهْ

شرّعتَ قلبَكَ حِينَ ضَاقَ بيَ iiالمدَى
فَلَقيتُ فيهِ طِيبَةً iiوَسَمَاحَهْ

أَعَلِمْتَ أنّي كُنتُ صَقرَاً iiتَائِهًا
كَسَرَ التّجَاهلُ قَلبَهُ iiوَجَنَاحَهْ

حَرْفي وقدْ صَدِئَتْ شَكَائِمُ خَيلِهِ
أَطْلِقْ - بِلا أَمرٍ عَلَيكَ - iiسَرَاحَهْ

قَدْ كُنتُ أَزْمَعْتُ السُّرَى فَأَهَمَّني
قَدْرُ اختِيَارِكَ فَانْتَظَرتُ صَبَاحَهْ

أَتُرَاكَ حِينَ يَطُولُ صَمتي وَاهِبًا
في صَفْحَةِ العُذْرِ الجَمِيلِ مَسَاحَهْ

أَصْبَحْتُ لا أَسْطيعُ نَشْرَ قَصَائِدِي
مُنذُ اخْتيارِي مُشْرِفًا في الوَاحَهْ

واللهِ مَا خَوفي انتِقَادُ قَصِيدَتي
فَالنّقدُ أجْمَلُ مَا يَكونُ صَرَاحَهْ

لكنَّ خَوفي أنْ يُقَالَ تَشَفّيًا
هذا أقَلّ المُشرِفينَ فَصَاحَهْ

وَيَلُومُكَ الحسّادُ حينَ مَنَحْتَني
غُصنًا جِوَارَ بَلابِلٍ صَدَّاحَهْ

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:09 PM
أحمد الدويحي
هو أبو إياد أحمد بن سعيد بن حسن الدويحي ، أديب و قاص و روائي سعودي ،من مواليد تا1372هـ الموافق لعام 1954م في قرية العسلة في أعالي جبال السروات بمنطقة الباحة الكائنة بالجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة قرية العسلة ، ثم أنتقل إلى عاصمة المملكة العربية السعودية في وسط نجد في سن مبكرة ، ليكمل مسيرة تعليمة وعمله وحياته في مدنية الرياض إلى الآن ، متزوج وله خمسة من الأبناء / ثلاثة أولاد / وبنتين / وحفيدة وحيدة .

بدأت أولى إرهاصاته الكتابية في بداية التسعينات من القرن الهجري المنصرم ، وشهدت صفحات جريدة ( عكاظ ) أولى خطوات ركض حروفه ، وقد التحق بمكتبها في مدينة الرياض متعاوناً ، ظل مدة سنتين ( محرراً ) يكتب التحقيقات والأخبار المحلية والدولية .
- شهدت جريدة ( الرياض ) أوسع وأطول تجاربه الصحفية ، وبقي ثمانية عشر عاماً ما بين التعاون والتفرغ في السنتين الأخيرتين ، حرر وأشرف على كثير من الصفحات الاقتصادية والسياسية والأدبية .
- ختم مشواره الصحفي بمجلة ( اليمامة ) ، وبقي ستة أشهر فقط ، ليهجر الوسط الصحفي نهائياً دون رجعة .
- كتب العديد من المقالات السياسية والثقافية ( إبداعية ونقدية ) في الصحف السعودية المختلفة . ومطبوعات عربية أدبية .
- كتب زاوية أدبية ( للغاية ) ، ظلت مستمرة ثلاث سنوات بلا انقطاع في ملحق( روافد ) الأدبي بجريدة البلاد السعودية .
- يواصل الآن كتابة زاوية أدبية ( وجوه وزوايا ) بـ ملحق جريدة الجزيرة الأسبوعي ( الثقافية ) مستمرة لسنتين كل يوم أثنين .

* الحياة الثقافية والفعاليات :
- عضو ( نادي القصة ) – جمعية الثقافة والفنون السعودية .
- عضو مؤسس وفاعل في جماعة السرد بالرياض . وأول من تولي سكرتارية جماعة السرد بالرياض ، وتنظيم وإخراج فعالياتها إلى الوجود ، كجماعة رائدة في عالم السرد المحلي ، فصارت نموذجاً فيما بعد لجماعات سردية أخرى .
- أمسية قصصية بــ ( نادي القصة ) بالرياض ، ومشاركة كلاً من القاصين / خليل الفزيع / محمود تراوري / وتقديم الشاعر والناقد الأستاذ / عبد الله الزيد .
- أمسية قصصية بــ ( نادي جدة الأدبي ) ، مشاركة القاص عبد الله التعزي / تقديم القاص / محمد علي قدس .
- أمسية قصصية بـــ( بالإحساء ) جمعية الثقافة والفنون ، ومشاركة كلاً من القاصين عبد العزيز الصقعبي / سعود الجراد / تقديم الأستاذ / أحمد الملا .
- أمسية قصصية بــ ( نادي الباحة الأدبي ) ، ومشاركة كلاً من القاصين / محمد منصور الشقحاء / فالح الصغير / وتقديم القاص جمعان الكرت .
- أمسية أدبية بــ ( نادي أبها الأدبي ) ، حيث شارك الكاتب جماعة السرد عصرا في لفاءاتها الدورية بدعوة خاصة . . وتحدث الكاتب مساءاً لرواد النادي ومنسوبيه في مسامرة أدبية حول تجربته الكتابية ، وتناول الحوار تفاصيل من كتابته الروائية . .
- شهادة لـلكاتب ــ( ملتقى الرواية الأول ) الذي نظمه نادي الباحة الأدبي ، حيث كان الكاتب من أوائل كتاب الرواية الذين قدموا ( شهادات ) حول تجاربهم الروائية لملتقى الرواية الأول .

* - الإصدارات السردية :
القصص :
- البديل - مجموعة قصصية – 1986 م
- قالت فجرها – مجموعة قصصية – نادي القصة – 2000م
الروايات :
- ريحانة – القاهرة – دار شعر – عام 1991م
- أواني الورد – دمشق – دار علاء الدين عام 2001 م
- الحدود – الرواية الأولى من ثلاثية المكتوب مرة أخرى – بيروت – الكنوز الأدبية - عام 2002 م
- ثلاثية المكتوب مرة أخرى – بيروت - دار الكنوز الأدبية – عام 2004م
- مدن الدخان – بيروت – دار الكنوز – عام 2007 م
- وحي الآخرة – بيروت – الانتشار العربي ، النادي الأدبي بحائل: عام 2010م

من أعماله:
- قصة قصيرة ( رفعة )



يتبع غنمه ، يسوقها إلى مشارف القرية، كانت خيوط الشمس تهوي فوق رؤؤس الجبال ، يتراءى له وجه يتأرجح فوق صفحة ماء الغدير ، تتصاعد إلى خياشيمه بعد رحلة شاقة رائحة رَوَث البهائم والحبق والنعناع ، كأنه يشمها لأول وهلة ، القطيع يقودنا إلى طريق
( جحوشة) ونعتاد أن نسير خلفه ويمضي بنا إلى غايته ...
نصمت أحياناً لأحدنا ، يحلو له الغناء ، امتعاضا فيعطي للريح صوته ، يطفئ شواطئ الجبال عند ارتداد الصدى، نلهو نعبث نردد مواويل ونتف قصص ونطعمها بما يسعفنا به خيالنا الغض ، ونضيف عليها شيئاً من الحال ليتسرب الزمن كالهواء نحس به ولا نراه.

قالوا : جاء مغربي للحج ، يحمل معه أوراقاً قديمة ، لتدله على موقع (جحوشة) وفيها غلة لبني هلال ، تلوح كما لاحت أطلال خولة لطرفة في ظاهر يده .
كان جدي يركب حمارته الرمادية اللون في طريق
(جحوشة) يروي قصة ذلك المخبول المسمى زين العابدين قائلا :
- قال : سيأتي زمن يخرج فيه حمار الشيطان وينقر بعصاه من فوق ظهر حمارته وأشتار إلى جانبي الطريق ويفعل هكذا ...
فاجأتنا !! وخرجت من تحت كوة صخرة ، تحمل حبيبات سكر بين يديها ، ذقناه بتمعن ، وفعل بنا موجة عارمة !
اجتحنا الغار ، وأفرغنا كل ما فيه في بطوننا ، خرج كلب من الغار يحمل في فمه دجاجة مستوردة كاملة ! هالنا طمع الكلب ، لم نتعود من كلب القرية أن يأكل دجاجها ، ماذا حدث له ؟
نادت عليه ولكن هيهات !؟ نبح ولاحظنا ملامح آتية من بعيد ، تضرب أقدامها الثقيلة الأرض ، اقتربت من فوهة البئر ، وكأنها تنتزع سراً من جوفه .
أصابتنا رجفة ... إنها هي قادمة ... فكوها ...
(رفعة جاءت) ... كيف قدر لها أن تغادر شهار ؟
استقبلها باشا ً مرحباً ، احتضنها ، سعى ينادي أمه :
- رفعة جاءت ... فكوها ... فكوها ...
خرج أهل البيت الدهشة تعلو وجوههم ، ارتفع صوت مرزوق :
- محمد قم .
فهمت إشارته المقصودة بتدبير عشاء دسم يليق بالضيفة ،اندفعوا إلى المجلس الكبير يرحبون رجالاً ونساءً برفعة ، التفوا حول النار وتناقلت القرية الخبر :
رفعة جاءت !!!
تتسع حلقة السمر ، نظرات فاحصة ، كلمات بلا معنى ، أبناء القرية يتوافدون ، السؤال يضرب بالأعماق ...
رفعة جاءت !!
لا أحد يجرؤ على نبش الماضي ، ترحب سعدى ، مرزوق يغافل زوجته سعدى ويسترق نظرات قاتلة ، ويعود بذاكرته إلى زمن بعيد ... ثلاثة وعشرون عاماً تنهش سر هذه الليلة ،تنتصب حاجزاً بين رفعة وهذه العيون المتفحصة ، تغوص لتنتزع الآهات ، مرزوق يتنحى جانباً يحبس هم << السنين >> في صدورهم ، لا يقوى على نبش ما دفنته .
يتذكرونها ، ثلاثة وعشرون عاماً ، يتذكرون قصائدها ، ويرددون قصة ليلة زفافها ، هربت ليلتها ولم تجد ملاذاً يحتضن خوفها غير جوف البئر ... ها هي اللحظات تمر بطيئة ... ثقيلة ... قاتلة ... تجتاح العاصفة فجأة كل شئ تهتك مساحة الجمود ، يبتلع صوت رفعة سر هذه الليلة ، يملأه دفئاً وحناناً :
- ( يا ليت لك – يالعافية – في السوق جلاب يشتريها كل طلاب ) .
تتوحد الهموم ، تلاقت العيون ، سرت همهمة ، رج البيت ، صرخ مرزوق وكان صوته حاداً متجرداً :
- اسكتوا ... اسكتوا ...
توقفت رفعة ، وضحكت :
- والله ما عاد أطيق ،
يعلو الضجيج ، يرفع مرزوق صوته بذات الحب راجياً :
- يا جماعة خلوها ... بتغني ...
انزوت سعدى خلفه ، قالت :
- لا ... ما عادت تطيق
صاح بشدة مستنكراً :
- اسكتي أنت ،
تتفحص رفعة أبناء القرية ، تضحك قائلة :
- هذا ولد فلان ... وهذه بنت فلانة (حليلها) تشبه أمها الله يرحمها .
ها هي تعرف أخبارهم ، تعرف صغارهم بأشباه أهلهم ، يشاغل نفسه بتعبئة ( الأتريك) بالغاز ، ينثني فوق جدار النافذة ، يتوسد ذراعه بهدوء ، يرقب ساكناً :
- مرزوق
تناديه ، تبحث عنه رفعة بالتفاتة فاحصة :
- وين مرزوق ؟
- أنا هنا ...!
صوت متجحرش يأتيها من بعيد ، يرد مرزوق :
- (وش عليك منه خليه هنا ...؟ )
يعلق أحدهم مازحاً تحتج رفعة بنبرة صادقة صارخة :
- لا... كل شيء إلا مرزوق
تخرج الماضي ، تعمر بنت اللحظة ، تنقل بصرها بين الصغار ، يتفحصونها بدورهم ، تبتسم لهم ، تبدو مختلفة عما سمعوه ، ونما في أذهانهم ، تحرك سعدى النار ، تسحب الجمر ، تتنحنح رفعة :
- (غبني على روحي وياما زل منها

ليت لي آخذ ما يكفي الحال منها
ما مضى لي ... لو يكون غالي ثمنها
- فرج الله قريب
جاء صوته خفياً هامساً حزيناً ،
- صوتي ضاع ... تقطع
وضحكت ، توقفت ، وجالت ببصرها في سماء البيت ، بدأت تبحث عن سرها ، وواصلت فجأة :
- (يا شايل الهم كيف ترضى وأنت مهموم
اللهم اللي علق بقلب إنسان فضه
دم دمه وأبدى جروحه)
قيثارة أصيلة ، هكذا رآها مرزوق ، وهكذا يعرفها منذ زمن بعيد ، امتدت يده إلى طرف غترته ، ومسح دمعة أثيرة ساخنة فاضت عنوة فوق خده :
- هاك
تجاهلته ووضعت سعدى عينين مكتئبتين في عيني مرزوق :
- خلها
- الليل طويل ...!
تسحب رفعة خيوط الماضي بكل مآسيه
- " لا ... لا... يا قتالي أخطيت
ما بعد أني خنت وأعطيت "
يتقطع صوت مرزوق ، ينتحب ، وها هي رفعة تعطي لكلّ حقة ، وليحتمل كلّ همه .
ليست رفعة وحدها .
وشهار لم تبن من أجلها .
كانت رفعة منتشية تكشف سر ليلها الطويل :
" تعبت ... تعبت ... غداً العيد ، والله يعيدكم " .


-

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:10 PM
مازن لبابيدي
هو مازن بن عبد الوهاب بن حسين اللبابيدي ،المولود بدمشق في عام 1959 م، حيث عائلته من مئات السنين . واللبابيدي عشيرة حجازية ينسبها مؤرخون إلى قريش كما أفادني بنفسه .
نشأ في دمشق ثم ارتحل مع والده إلى الكويت حيث تلقى فيها تعليمه وحصل على الشهادة الثانوية فيها .
بعد ذلك انتسب إلى كلية الطب البشري في جامعة دمشق وحصل على إجازة دكتور في الطب البشري عام 1985
أولع بالقراءة والمطالعة منذ نعومة أظفاره وكان الكتاب والمكتبة خير أصدقائه.
يقول عن نفسه:
(قرأت في كل شيء لكن استهواني بشكل خاص العلوم الطبيعية والقصة والشعر الذي صار مع تقدمي بالعمر في مرحلة الشباب يستحوذ على اهتمامي الأكبر وشغفت بشعر أحمد شوقي - وتأثرت به كثيرا- والمتنبي وأبي العتاهية ، ما دفعني لدراسة علم العروض وبدأت بنظم الشعر ملتزما النهج التقليدي العمودي ، ولم أستسغ أبدا ما يسمى بالشعر الغير موزون ولا أراه شعرا .)
انتسب لرابطة الواحة الثقافية عام 2008 ومنذ ذلك الحين ضاعف نتاجه الشعري وبدأت فيها بكتابة القصة القصيرة التي له فيها بعض الأعمال .
لم يقم حتى الآن بالنشر في المطبوعات ، وأخبرني أن له نية بطباعة ديوان صغير .
يقيم منذ ما يزيد على عشرين عاما في مدينة أبو ظبي حيث يعمل في مهنة الطب هناك.
من نتاجه:

يا ابن الروح


رَسَمْتُ صِبـاهُ بالمُنـى و الزَّواهـرِ = وأوْليـتُـه خَـفــقَ الـفــؤادِ ونـاظِــري
أُبــــدِّدُ آثــــاري لأرسُــــمَ دَربَـــــهُ = وأَقْطعُ مِـن حَظّـي مَتيـنَ أَواصِـري
وعُـمْــريَ أَوراقٌ بِـدَفـتــرِ يَــومِــهِ = فـهَـلْ ثَــمَّ أوراقٌ حـوتـهـا دفـاتِــري
بـأجـمَـلِ أسـمــاءِ الـعِـبـادِ دعَـوتُــهُ = وخِرتُ له في الأصْلِ خَيرَ الحَرائرِ
رَكَـزْتُ لــه نــورَ العُـيـونِ مَـنـارةً = ومهَّـدْتُ ميـنـاءَ الـرُسُـوِّ مَحـاجِـري
وأجدُلُ مِن صَبـري حِبـالاً تَحـوزُهُ = مخـافـةَ بـحــرٍ بالمـخـاطِـرِ زاخِـــرِ
إذا بَلَّ موجُ الطَّيـشِ أطـرافَ ثَوبِـهِ = أَبِيـتُ بطَـرفٍ ساهِـمِ الجَفْـنِ ساهِـرِ
ومـا بـيَ مِـن سُـخْـطٍ علَـيـهِ وإنَّـمـا = تغاضَبتُ أرجو أن يُطَيِّبَ خاطِـري
لِيَظفَـرَ مِـن قَلْبـي الـرِّضـا وثـوابَـهُ = وينجـوَ مِــن دَرْكٍ غَــرورٍ وغـائِـرِ
أُعيذُك يا ابنَ الرُّوحِ تُزري بشَيبـةٍ = وَقَـتْـكَ ســوادَ الحـالـكـاتِ الـدَّوائِــرِ
وتَغفُـلُ عَـنْ جَــذْرٍ لـعـودِكَ مُنـبِـتٍ = فيُظميـكَ حـاشـاك الظَّـمـاءُ فـحـاذِرِ
أَراكَ عَظيمَ النفـسِ فـي ثـوبِ يافـعٍ = تـرومُ زِمـامَ المجـدِ عَـفَّ السـرائِـرِ
تُـطـاوِلُ أعـلامًـا يُجافـيـك حَزْنُـهـا = وما أنْتَ عن رَقْـيِ النُّجـومِ بقاصِـرِ
فعَنْ ساعِدِ الإقـدامِ شَمِّـر ولا تَهَـبْ = رُكـوبَ صِعـابٍ أو وُلـوجَ مَـغـاوِرِ
إِلـيـكَ يُـقـادُ العِـلـمُ فـامـلِـك عِـنـانَـهُ = فإطـلاقُ مَوفـورٍ وتـرويـضُ نـافِـرِ
ومِـنْ أنهُـرِ اللـذّاتِ حَسبُـك غُـرفَـةٌ = أُبـيـحَـتْ لِـرحَّــالٍ إلـــى اللهِ عـابِــرِ
جَمُـوحٌ هـي الدُّنيـا فأحْكِـمْ لِجامَـهـا = ولا يَأمَنَنْـهـا غـيـرُ غِـــرٍّ وخـاسِــرِ
بِضاعَتُها الخُسرانُ فازهدْ بِربِحِهـا = وفي سِلْعَـةِ الأُخْـرى فأنفِـقْ وتاجِـرِ


أرض العزة

يــــــــــا غــــــــــزةُ رُدّي الإذلالَ= يــــا غــــزةُ فُــضّــي الأَغـــــلالا
وازْدادِي عِــــــــــزّا وإِبـــــــــــاءً= وائْـتَـلـقٍــي فَــخْـــرا .. وجَـــــلالا
فـالــبــاطــلُ دالـــــــتْ دَوْلَــــتُــــهُ= والـظّـالِــمُ عَــربـــدَ .. واخْــتـــالا
سَــكَــبَ الأَحْــقــادَ بِـــــلا عَـــــدَدٍ= فـأَصــابَ .. ودَمّـــرَ .. واغـتــالا
لَــــمْ يَــتْــركْ حَــرْثــا أوْ نَــسْـــلا = يَـسْـتَـهِــدِفُ حــتـــى الأطـــفـــالا
عــــــاثَ الــغِــربــانُ بِـسـاحَـتِـنــا = فـائْـتِـيــهِــم بِــالــذّبْـــحِ حَـــــــلالا
وذُيـــولُ الـخِــزْيِ قَـــدِ اهْــتَــزَّتْ = ونَصِـيـرُكِ .. أَوْشَـــكَ .. أوْ زالا
خَضَعُوا .. وعَتَوْا .. ذَلُّوا.. وَحَنَوْ ا = أَعْــنـــاقَ الإذْعــــــانِ ضَــــــلالا
فَـرَقِـيـتِ عَـلــى جَــــوْرِ الإِخْــــو انِ بِــصَــبْــرٍ فــــــاقَ الأمْـــثـــالا
ذَلَّــلـــتِ الــحَـــزْنَ بِـــإصْـــرارٍ.. = لا يَــعْــرِفُ صَـعْــبًــا ومُــحـــالا
ولَـبِــســتِ الـحُــرِّيــةَ شــــــالا .=.وزَهِـــــدْتِ بِـالــهُــونِ مــــــآلا ..
ومــــلأتِ دُروبَــــكِ أَمْــجـــادا =..وَعَــلـــوْتِ قِـمَــمًــا وجِـــبـــالا ..
وقَــذَفْــتِ بَـنـيــكِ صَـواريـخــا =..كـــانَــــتْ لـلـطَّـاغِــيــن نَـــكــــالا
يــا غَــزةُ أرضُـــكِ قَـــدْ رُوِيَـــتْ=مِــسْــكًـــ يَــتَـــدَفَّـــقُ شَــــــــلاّلا
والــمَــوْتُ أَعَــــزُّ وخّــيْــرٌ مِــــنْ=عَــيْـــشِ الـجُـبَـنــاءِ وإِنْ طــــــالا
غــاضَــتْ أَنْــهــارُ مَـفـاخِـرِنـا =..يـــا غَـــزّةُ ... فِـيـضِـي أَبْــطــالا

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:12 PM
جبران سحّاري

هو الأديب الشاعر و العروضي ، أبو سفيان جبران بن سلمان بن جابر سحّاري العبدلي
من قبيلة سحار إحدى قبائل العبادل في منطقة جازان ــ محافظة العارضة .
من مواليد منطقة جازان، جبل نعـشاو عام 1406هـ .
نشأ في قريته ورعى الغنم والبقر سبع سنوات، وكان مغرماً بقراءةِ الكتب، وحفظ الأشعار ونحو ذلك .
درس بمدرسة سحّار الابتدائية والمتوسطة، وأتم تعـليمه في المرحلة الثانوية في المعـهد العـلمي بالرياض .
تخرج في كليّةِ الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
حاصل على درجة الماجستير في علاقة العلوم الشرعية باللغة العربية وكانت رسالته بعنوان (المسائل الفقهية التي استُدل عليها باللغة العربية ــ شعرا ونثراً ــ في أبواب العبادات) .
محاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض .
مؤسس مدرسة الميزان للنقد الأدبي بالرياض، وقد انطلقت نواتها من (المعـهد العلمي في الرياض) يوم كان طالباً فيه عام 1424هـ .
وهو المشرفُ على (موقع مدرسةِ الميزان للنقد الأدبي) في الشبكة العنكبوتيّة .
ورابط هذا الموقع: http://www.l12l.com
ولهذه المدرسةِ التي أسّسها أهدافٌ سامية وعدتها أربعة عشر هدفاً في أول صفحةٍ من موقع المدرسة المذكور على الشبكة .
وهـو عـضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
وعـضو نادي جازان الأدبي ونادي الرياض الأدبي .
وعضو جمعية المخترعين السعوديين .
وعـضو الجمعـيّة العـربيّة السعـودية لبيوت الشباب .
عضو الجمعية التاريخيّة السعودية .
إنتاجه الأدبي:
له عـدة قصائد ومقالات ومقامات منشورة في الصحف، وديوان شعـرٍ بعنوان (إحياء الفؤاد بأعمال العـباد) يقع في ثلاثة أجزاء، وديوان (حقل المشاعر) .
له كتاب (مواكب الشعـراء) الذي طبع ضمن أعمال (مدرسة الميزان للنقد الأدبي) بالرياض .
ومن كتبه أيضاً: (نيل الأرب من أجمل قصائد العـرب) .
وفي أدب الرحلات: (ملحمة بدر الكبرى) و(أرجوزة الرحلة الشوكانية) .
ومن كتبه الأخرى: (الوابل الردم بشرح نوابغ الكلم) و(ألفية التاريخ) و(المقامات الاجتماعية) و(لامية في الأخلاق والآداب) و(رثاء الشيخ ابن عـثيمين في الشعـر السعـودي) و(الكافيات البديعيّة ـ دراسة عبرَ العصور ـ) وغيرها .
حاصل على العديد من الجوائز .
فاز في مسابقة الشعر للطلاب في نادي جازان الأدبي عام 1419هـ .
فاز في مسابقة الشعر في المعاهد العلمية عام 1424هـ .
فاز في مسابقة الشعر في جامعة العين 1427هـ .
فاز في مسابقة مهرجان تريم للشعر عام 1431هـ .
ومن نماذجَ من شعره؛ ليتعرفَ القارىءُ عليه أكثر:

عجزت بحورُ الشعرِ أن تثني على *** علمٍ على عرشِ القلوبِ تربّعا
وربتْ متونُ العلمِ في أحضانِه *** فلهتْ لشرحِ الشيخِ أضحتْ رُضّعا
فاشتدّ عظمٌ كان أعوجَ ليّناً *** وأقامَ في روضِ الهدى فترعرعا
وأتت جموعُ الناسِ تشهدُ علمَه *** وعليهمُ من إرثِ (أحمدَ) وزّعا
بل جاءتِ الأطيارُ من أعشاشِها *** طرباً وكم لك من صدىً قد رجّعا
من علمِهِ انتحرَ الظلامُ وأدبر الـ *** ـجهلُ المقطِّبُ والهوى قد أُفزِعا
نكصتْ فلولُ الجاهلين وغادرت *** خجلى، تواري بردها المتقطِّعا
هذا ابنُ جبرين الذي بهرَ الورى *** بحديثِه خذ، ما ألذَّ وأروعا !
العلمُ طوّق حيّ (شُبرا) فانتشى *** وسقى (الرياضَ) جميعَه فتقنّعا
ولآخرِ الدنيا شروحُكمُ سرت *** فلكم رأيتُ لدرسِكم متتبّعا
(أفريقيا) حضرتْ بدورتِكم علت *** وسؤالُهم عبرَ (الجهازِ) لكم دعا
وإلى حدودِ (الصينِ) سارَ بيانُكم *** ورسا على (الأهوازِ) ثمتَ أمرعا
ذكّرتنا بفتوحِ (فارسَ) والألى *** جمعوا الكتائبَ ثم زانوا المربعا
هذا هو الفخرُ الذي يعنونه *** لا فخرَ (ذي يزنٍ) يطاولُ تبّعا
(تلك المكارمُ) ليس ثروةَ (حاتمٍ) *** أو من إلى أملاكِ (يعربَ) أسرعا
لما طلعتَ مبجّلاً رقص الندى *** والزهرُ سبّح، والجدارُ استرجعا
والكُتبُ تاقتْ للّقيِّ وأبدتِ الـ *** أقلامُ تصفيقاً يُدوّي المسمعا
وتعتّقتْ هممٌ كبتْ بعلوِّكم *** نهلت فصارت في حماكم رتـّعا
وأمامنا الكرسيُّ محتفلٌ بكم *** للشعرِ يُنشدُ بالبيانِ مرصّعا
لفظ (السماحةِ) جاءَ يركضُ نحوَه *** فرأى إماماً للورى متورّعا
في عينِه أملٌ يُضيءُ وهمّةٌ *** تدعُ الثريّا من سناها بلقعا
وتتابعتْ تلك الدروسُ فأنقذتْ *** شِلواً على جسدِ ممزّعا
وتوافد الشجرُ المقيمُ إزاءهُ *** وترى المعالمَ سُجّداً أو ركّعا
فاقبل خواطرَ شاعرٍ قد زفـّها *** لكمُ ونادى من أتاه فأشرعا
يستشرفُ الزمنَ السعيدَ ميمّماً *** نحو العلا، والحبُّ منه تضوّعا

ـ وله القصيدة الميميّة التي نسجها على وزن (البردة) مفاخراً بها الشعراء، وقد سمّاها (تنوير الملامح في معارضةِ المدائح) في مدح النبي ومنها:

1ـ الهم فارقني فاشتقتُ للقلمِ *** فسال منه سؤالٌ يرتضيه فمي
2ـ ماذا أصابك يا قلبي على عجلٍ *** ما الأمر ما الخطبُ صار القلبُ في ألمِ؟
3ـ فلم أعد مالكاً للحِمْلِ أيَّ قوىً *** خارت قواي فلم أثبت على قدمِ
4ـ أيا قريضي أجبني عن مُساءلتي *** هل طوحت بي آمالي إلى القمم؟
5ـ فقال: سائلْ سطورَ الصدر في لهفٍ *** تجدْ جواباً به تُشفى من السقمِ
6ـ فتشتُ جسمي إذا بالحب أثقلني *** مفتاحُه الميمُ صار الميم مختتمي
7ـ فصغـتُ ميميةً أبياتُها عجبٌ *** تحير الناس من عربٍ ومن عجمِ
8ـ سارت على قدمٍ للناس فامتلكت *** إمارةَ المدح للمختار ذي الكرمِ
9ـ تجمعت حولها الأخيارُ واحتفلت *** بها النوادي وزار الميمُ كل فمِ
10ـ وحينها شعـراءُ الأرض قاطبةً *** قد أعلنوا العجز عنها دونما كلمِ
11ـ وكلهم قد تخلوا عن معارضتي *** وكلهم كبروا من روعة النغمِ
12ـ قالوا: بها سبكُ ألفاظٍ حوى حللاً *** من الجمال وهذا منتهى الحلمِ
13ـ ناهيك عن جودة المضمون روعتُها *** تكفي جميعَ الورى فخراً على العلمِ
14ـ وقد حوت مع جمال النظم قافيةً *** تنسابُ في الشعر مثل السيل في العرمِ
15ـ فقلتُ: لا تحسدوني إنها كشفت *** نقابَ حسنٍ بثغـرٍ فيه مبتسمِ
16ـ ولترحموا دمعَ عـيني وهو منسكبٌ *** ما بالكم لم تراعـوا حرمة الرحمِ
17ـ هبوا القصيدةَ يا أحبابُ في عجلٍ *** من جنس ما ساقه الرحمنُ من نعمِ
18ـ قالوا: نعم قم فحدثنا بنعمتِه *** فالنصح هذا أتى في محكم الكلمِ
19ـ فقلتُ: يا قومُ إن الحب حركني *** فزاد شوقي على شوقي مع الهممِ
20ـ أهديتُها لرسول الله يصحبها *** مني السلامُ عليه ما الحبيبُ سُمي
21ـ وحبه قد ملا قلبي فمازجه *** تخللَ الروحَ مني بل جرى بدمي
22ـ فصار شعـراً يهولُ الناسَ رونقُه *** لأنّ بالحب قلباً للمحب رُمي
23ـ ولستُ بالشاعرِ المعهودِ شهرتُه *** لكنه من حديث القلبِ لا الرُجمِ
24ـ محمدُ المصطفى المختارُ من مضرٍ *** مذ جاء أخرجنا من حالك الظلمِ
25ـ العـينُ تمطر حين القلبُ يذكره *** والشعـر ينسج آهاتٍ مع الندمِ
26ـ صلى عليه إله الكون ما سطعت *** شمسُ النهار على سهلٍ مع الأكمِ

ومن شعره قصيدته (يا ويحَ نفسي):
أين الحبيبُ الذي قد كنتُ أرقبُه *** هل فارق الروحَ لما حلّ في الجسدِ
يا ويحَ نفسي غدت بالحبِّ مولعةً *** أبادها العشقُ لما دارَ في خلدي
غداً أزورُ الصبا من بعدِ فرقتِنا *** وأطرقُ البابَ: هل في الدارِ من أحد؟

ومن مراجع ترجمته:
1ـ دليل أعضاء الجمعيّة التاريخيّة السعوديّة .
2ـ من أعلامنا المعاصرين للأستاذ/ خالد المحسوبي.
3ـ جريدة الرياض الجمعة 19 شوال 1427هـ العدد (14018) السنة (43) .
4ـ موقع مدرسة الميزان للنقد الأدبي على الشبكة العنكبوتية .

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:13 PM
محمد خُـريص المرحبي
هو أبو علي محمد بن أحمد المرحبي المشهور بخريص و خريص لقب لوالده اشتهر به،من مواليد عام 1401 للهجرة في قرية الفَرْشَة شرق مدينة القنفذة
أديب شاعر و عروضي و له خط حسن و جميل نال الجائزة التشجيعية الثانية من الدولة السعودية لمرتين و هو مع هذا فنان تشكيلي، رفيق درب و صاحب مقرب إلي نفسي ، صدر له ديوانان هما: (سياحة وجه) ، و (حواء الذنب آدم المغفرة).
من أعماله:
مرافعات متهم بالخيانة
وسمعت يوما : وردتي ما كان شعري فيك
بل في زمرة الفتيات


أنّي تشّربت الغرام وصار في
قلبي صبابة ُ صاحب النزوات


أنّي كتبت قصائدا غزلية
تمشي كسافرة على الطرقات


في جيد ميس ٍ أو نواهد عزة ٍ
أو في اصطخاب الردف / ردف نجاة


أني رسمت مفاتن الأنثى بكل
سذاجة عرّيتها بدواتي


وتلاعبت أشعاري الحمراء-رغم
براءتي- بغرائز الفتيات


فتبرجت بنت الهدى وتمردت
وتشيطنت في طهرهنّ بناتي


فتحالفت كل النساء تضامنا
ضد القصيد الممتلي الشهوات


والآن تنتفضين ضد سياستي
وتباركين مسيرة الثورات


وتلملمين مناصريك وتدّعين
تحاملا جرمي بلا إثبات


وتمانعين بأن أسجل رؤيتي
شعرا يخفف وطأة المأساة


حسنا دعيني أمتطي عصبيتي
وأغير الرؤيا تجاه حياتي

الشعر سهم في الفؤاد مبيته
بخروجه تبدا طقوس مماتي .

سياحة وجه

دعني قليلا وعد .. يبدو لذاكرتي ..
أني تركت هنا وجهي لفاتنتي


تحت القصائد ِ ..فوق الحرف أذكرُه
لقد تجّذر خوفا خلف محبرتي


أظنّه يتوارى خلف أمتعتي
مسافراً في حنين الشعر في لغتي


عفوا لقد فنيتْ شمسي تطارده
يذوب قهرا على أوجاع أزمنتي


وجهي المسافرَ يا من بات يقلقني
بصمته يتلاشى عطر تجربتي



وجهي المسافرَ عد فالشعر مرتقب ٌ
متى أراك على شطآن قافيتي


آهً وهل تشرح الإرهاق في لغتي
وهل بها ينتهي توقيع ُ أحجيتي


يا من يرفرف ُ في بيداء مقفرة ٍ
إلا من الجوع ترجو لحم قافلتي


خذني فداءً وهات السحر أسمعه
هناك.. يهمس .. ُ يخطو لحن ُ أغنيتي


على جراح الهوى ينداح ُ عافية
وفي لحون الهوى تزداد ُ عافيتي


أرّق فؤادي َ لا تحفل ْ لتزرعني
حلما يراودُ صحوا خلف َ ذاكرتي


مجد العناكب
مـن الجـوعِ جئنـا مــن ترانـيـم شـاحـبِ =وأعنـاقـنـا طـالــت شُـمــوخ الـكـواكــبِ
نــنــام مـــــع الآلامِ ..نـضــحــك بــاكـــراً = ونقـطـف مــن أشـواكـنـا تـيــن كـاعــبِ
ونضـحـك لــم نـأبــه بـجـيـشٍ يـدوسـنـا = ونـصـحـو وفـــي أصـواتـنـا رجـــع نـــادبِ
فهـل سمحـت أحلامنـا ..للـذي قضـى‘ = إعــــادة تـرتـيــب الــهــوى‘ بالـحـقـائـبِ
صياغـة شـطـآنٍ مــن الشـعـر والــرؤى‘= جــواهــر ألــمــاسٍ بـجـيــد الـكــواعــب
لـقــد تـعـبـت أحـلامـنـا وقــــع مــتــرفٍ = يـجــر أديـــم الــفــرح فــــوق الـنـوائــبِ
ويـقـفــز لــلأضــواء يلـقـمـهـا الأســــى‘= ويبني على‘ الأطلال ( مجد العناكبِ ).!
ولو كان لي صوتٌ ..يحيل المـدى نـدى = ويـجـعـل أشـعــاري بــكــل الـمـذاهــبِ
ليـمـمـت نـحــو الـحــرف أصـبــغ خـــده = وأعطـيـه ( مكيـاجـاً ) بـلــون العـجـائـبِ
وأتــركــه حــــراً طـلـيـقـاً كــمــا يــشــا = وأجعـل ساقـاً فـوق ســاقِ المصـاعـبِ
فــلابــد حـتـمــاً : أن يــجــئ بـمــاجــدٍ = بـكــل مـلـيـح مــــن كــريــم الـنـجـائـبِ

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:14 PM
عبداللطيف عقل
ولد الشاعر عبد اللطيف عقل عام 1941 م ،في قرية ( دير استيا) بفلسطين،و رغم معاناته سواء يتمه زواج أمه ووفاة أخته و سجنه إلا أن ذلك خلق منه شاعرا، أديبا، مفكرا، و كاتبا فلسطينيا مبدعا. تخرج من سوريا بدرجة امتياز في علم الاجتماع و الدراسات الفلسفية، كما و أنهى رسالة الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980، وعاد إلى أمريكا عام 1981 لاستكمال درجة الدكتوراه في علم النفس التجريبي.

خرج أجيال من جامعة النجاح الوطنية في نابلس، و شغل مناصب عدة فيها، إذ كان رئيس فسم الدراسات العليا في كلية التربية، و من ثم عميد للدراسات العليا و البحث العلمي، و بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية رقي إلى استاذ مشارك. من أهم أعماله التي لاقت صدى كبير عالميا و خصوصا في أوج الأوضاع السياسية التي عانى منها الشعب الفلسطيني مسرحيته " البلاد طلبت أهلها" عام 1989، و مسرحية "الحجر في مطرحة قنطار". و أول أعماله الشعرية "شواطئ القمر" عام 1964، و آخر ما قام بنشره ديوانه "بيان العار و الرجوع" عام 1992 م، تُوفي في عام 1995 م.



من شعره:
يقول في قصيدة ( خطاب الانتفاضة )
………………………………………… ……
وشوش الطفل مقلاعه، مثلما وشوش الماء حب البدار
وشوش أمّه امرأة حلوة في الجوار
على جملة رسمتها يد في طلاء الجدار
حذار الحذار
في البحر في لون أمواجه
البحر في غضب البحر، كما قمّة السطح في مدى
الانحدار
صغير على شقة لثغها لغة البدء
آه يا أمة تغسل عار الكبار
يلجم الصغار
صغير له رنّة حانية
له رنة او صدى
رنين يؤلب قلبي على طيره إن شدى
أمّة حمّلت وزرها للعصافير
حارث بها بعد حدِّ المدى
وابتدا المبتدا


_____قصيدة: ( رسالة إلى صديق قديم)

انا ابكي على ايام قريتنا التي رحلت وابتهل ُ
ازقتُهاالمقوسةُُ العقود وصبحها الخَضل ُ
ومغربها الذي برجوع قطعان الرعاة اليه يبتهلُ
وفوق سقوفها البيضاء نفّض ريشَهُ الحَجَلُ
وكيف يجيؤها المطر ُ
فتورق فيشفاه الحقل
اغنية ٌ وتزدهر ُ
فتجتمع العذارى والزهور ُ ,
الطير ُ ,
والابقار ُ ,
والاغنام ُ ,
في عرس المساء بها وتحتفل ُ

أحنّ ُالى طفولتنا
فسحرُ روائها ثمل ُ
تقادم عهدها فكأنّ َ يمحو رسمَها المللُ

كأنا ما رسمنا الريحَ
تسرق خضرة الزيتون
في الوادي الذي قد ضمهالجبل ُ

كأنا ما لصصنا التينَ
من مسطاح أُم ّ خليل َ
ما قاسمتك َاللسعات
من نحل بقوار تدفق حوله العسل ُ

وانك مثلما عودتني
قد عدتتؤذيني وأحتمل ُ
تُعيّرُني بأني قابع ٌ في القدس
لا حبي سينقذني ولا جرحيسيندمل ُ
تقول بأنني سأموت
في بط ء خرافي ّ
وسوف اموت ُ
لا وطن ٌ ولامال ٌ ولا مثل ُ
نسيت َ بأنني البطءُ الذي في بطئه يصل ُ
وقنديل ٌ
علىعلات نفط خليجكم سأظلُ اشتعل ُ

انا جذرٌ يُرنّقُ عُمقَ هذي الأرض
مُذكانت
ومنذُ تكون الأزلُ .
وكون لحمها لحمي
وتحت ظلال زيتون الجليل أهمَّنيالغزل ُ .

وأحفظ ُ في شراييني الأحاديث التي باحت بها القُبَلُ .
وأحمل ُفي خلايايَ الذين بحبهم قُتلوا .
ومن بترابهم ودمائهم جُبلوا .

مناعتقلوا .
ومن صلبوا فما تابوا
ولا عن عدلهم عَدَلوا .

ومن عُزلوا .
فما ملّوا عذابَ سجونهم
ابداً بل إن ّ َ غرامهم مَلَلُ .

ومنوصلوا
ضمير ذواتهم عشقا ً
ولم يَصلوا .

وأحفظ في شراييني الذين عيونهمامل ُ .
سلاحهم ُ الحجارة ُ
والدفاتر ُ
والحب الذي في سرهم حملوا .
فلسطينية ٌ احزانهم في الدرس
ان ردّوا وان سَألوا.
وحبّ ُ الأرضانجيلٌ
وقرآنٌ اذا ما هَمَّهُم جدل ُ .

قرأتُكَ فانفعلتُ
وانني كالشعرأنفعل ُ
سطوركَ
في رسالتك َ الأثيرة
لفها الخجل ُ.
تراودني الحروف ُذليلة ً
وتذلني الجمل ُ .

تُزيّن لي الرحيل َ
كأنّ لا يكفيك من رحلوا .
وتغريني باني ان اتيت ُ اليك َ
مثل َ البدر أكتمل ُ .
فشكراً يا صديقطفولتي
اختلفت بنا السبل ُ .
أنا نبض التراب دمي
فكيف اخون نبض دمي وأرتحل ُ؟

مقاطع الصحو والنوم
الشاعر المرحوم عبداللطيف عقل


ينامُالمخيَّمُ،

والأَرزُ متّكأ ويسوعُ بن مريمَ في الجوعِ

قبلَ اهتزازِجذوعِ النخيلِ،

سلامٌ على الأرضِ من شهوةِ الدَّمِ،

إن السماءَالسخيّةَ تمطرُ ناراً، على

أمَّةٍ أُخرجتْ،

ليس يحفظُ ابناءَهاالجائعينَ تُقاها،

وظلّتْ - على طُهرِها - مُذنِبَهْ

****

ينامُ المخيَّمُ،

والأمَّّهاتُ الحريصاتُ يُخفينَ أبناءَهنَّالمواليدَ

من غضب البرِّ والبَحْرِ،

لا يخرجونَ، ولكنّهم، يخرجونَ،

الشوارعُ مسكونةٌ بالرصاص وإنّ الزوايا

العتيمات بالقنص، من لايموتُ يموتُ

فلا يذهبون إلى الدرس لكنّهم يذهبونَ

المساطر ملغومةوالدفاتر ملغومةٌ

والمعلِّم خبّأ قنبلة الوقتِ

في المكتبهْ

****

ينامُ المخيّمُ،

لا وقتَ للنوم، لا نومَ للوقتِ،

تختلطُ الأمَّ بالطفل واللحم بالفحمِِ

والزيتُ بالموتِ، والصحوُبالقبو

والليلُ بالويل فليتعبِ الخوفُ من شدةِ الخوفِ

وليتعبالسيفُ من صدأِ السيف وليتعب الوقتُ،

إنّ الحضارة تتعب من روحها المتعبهْ

****

ينامُ المخيّمُ،

كان المخيّمُ أمَّ القرى، عرسهاالشهم،

عصفورة النخلِ، نسغ العنادِ،

وجاءَ الجرادُ المسلّحُ،وابتدأ الزمنُ

الصعبُ

هل كان هذا الجرادُ خبيئاً بطِين الجدارِ،

وكانت خيامُ اللجوءِ تُعشّش في عرصات الكتابةِ -

منذُ الكتابةِ - في الأتربه؟!

****

ينام المخيّم،

ليس ينامُ المخيمُ، إنأيقظ الجوعُ

وعيَ الصفيح، سيصطبغُ الشرقُ بالعارِ والدَّمِ،

إنالبطولات تبدأ في الرحمِ،

والأرض حين تُلاقحُ فعلَ السماءِ،

ستُورقُ أغصانُها الطيّبه

****

يقومُ المخيمُ،

إنالقيامة عشقٌ

وإن الحمامات من سور عكا

إلى سور صيدا قسا ريشهاكالمساميرِ،

صارتْ تطالُ مناقيرُها الطائراتِ،

فيا أيُّها الموتُإشهدْ بأنَّ الحماماتِ

وقَسّمْ صحونَ الأخوَّة واشهدْ بأنَّا

السكاكينُ في المأدُبهْ

****

يقومُ المخيّمُ،

ياأيهذا الحمامُ الحزينُ عشقتَ هديلَ

الحجارةِ،

قد اغلق الأخوةُالمتعبونَ

النوافذ في جسد الملكوتِ،

وحاصركَ الأهل في البرّوالبحرِ،

فاهربْ بجلدك ما تحت جلدكَ،

ما ظلَّ بينكَ شيء وبينكَ،أنت الإشاراتُ

والأجوبهْ.

****
أعلى النموذج
أسفل النموذج
أسفل النموذج )

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:15 PM
حسن أبوعلَّة
هو أبو يزيد * ، حسن بن علي بن أحمد أبو عامرية وشهرت (حسن أبو عـَلَّة) بفتح العين وتشديد اللام وفتحها 00وهو من مواليد محافظة ( بَيْش) بفتح الباء و تسكين الياء في عام 1363هـ حصل على الشهادة الجامعية من كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الملك سعود عام 1385هـ ،وبعد تخرجه عين مدرسا في مدينة (أَبْها) لسنة واحدة ثم عمل بعد هذا معلما في متوسطة بيش ثم مدرسة بيش الثانوية 0شاعر من فحول الشعراء يذكرك بشعراء العرب القدامى 00وصفه الأستاذ /محمد موسم المفرجي الكاتب المعروف بعد أن التقى به واستمع اليه في ملتقى أبها الأدبي عام 1412هـ بقوله : صوت جميل وشاعرية رائعة وموهبة أصيلة ، و جاء في موسوعة البابطين:
( ممن كتبوا عن الشاعر: محمد المفرجي, وحسين عاتق الغريبي (الندوة), وحسن الهويمل (البلاد). ..)
و شارك حسن أبو علة في أكثر من مهرجان من مهرجانات الجنادرية كما مثل السعودية شعرا في دولة قطر و ذلك في عام 1414 هـ.
و حسن أبو علة رياضي معروف و محب للرياضة فقد قام بتأسيس نادي بيش في عام 1384هـ، و حينها كان يعرف بنادي (زُحل) إلي حين تسميته بنادي (بيش الرياضي) في عام 1391 هـ و هو نادي شامل للرياضة و الثقافة و خدمة المجتمع .
من شعره:
_ قصيدة (النغــــم المفقــــــود) **
سُدَّ بابُ الهوى ومات النشيدُ _________________________
وبكى شجوَه عليك القصيدُ _________________________
هل لباكٍ عليك أدمى المآقي _________________________
من سبيل إلى عزاءٍ يفيد _________________________
صرعتك المنون, والموت حق _________________________
غير أن الفراق رُزء شديد _________________________
وغرام القلوب في الناس يشقى _________________________
بلظى ناره المحب البعيد _________________________
أين ذاك اللقاء? يا رُبَّ ليلٍ _________________________
طاب فيه اللقا, وطاب النشيد _________________________
مبسم يستبيك منه قريض _________________________
وشجيّ من اللحون فريد _________________________
رقّ مثل النسيم حتى توارى _________________________
في قلوب تكاد منه تبيد _________________________
فكأن الجموع باللحن سكرى _________________________
وكأن اللقاء للناس عيد _________________________
كوكب للغناء يزهو بك الحفـ _________________________
ـل وشمس تشعّ منها السعود _________________________
ما أبالي بعاذلٍ فيك يحلو _________________________
كل هاوٍ بما أحب يشيد _________________________
والملام السخيف عذل أمور _________________________
ليس يدري بحسنهن بليد _________________________
وإذا ما الرشيد جارى سفيها _________________________
في سخيف المقال ضل الرشيد ___.

______________________

__________
* أفادني بكنيته الصديق محمد بن سعد الشيخي حفظه الله فقد كان زميلا ليزيد بن حسن أبو عامرية .
** نقلا عن موسوعة البابطين.

عبده فايز الزبيدي
08-12-2014, 03:16 PM
عبدالله بن خميس
هو الأديب والشاعر عبدالله بن محمد بن خميس أحد أبرز أدباء الجزيرة العربية وباحثيها، ولد عام 1339هـ - 1919م بقرية الملقى وهي إحدى قرى الدرعية في منطقة الرياض ، و أصله من الأفلاج .
وفي سن الطفولة انتقلت أسرته إلى الدرعية وبها تعلم مبادىء القراءة والكتابة ولازم والده الذي كان على جانب لابأس به من العلم خصوصا في التاريخ والأدب الحديث وكان والده فلاحا , ومع ذلك لم تشغله الفلاحة عن الاستفادة من والده وغيره

قرأ كثير من كتب التاريخ والأدب والشريعة , وحفظ أجزاء من كتاب الله الكريم , ثم أدركته حرفة الأدب فانكب على دراسة أمهات كتبه وبدء يشدو في نظم الشعر وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وكانت هذه دراسته الأولى التي تلقاها

لأدب الرحلات في حياة عبد الله بن خميس وضع وموقع مهم وقد قام برحلات في شبه الجزيرة العربية كاملة مما يجعلنا أن نجزم " أنه لا يوجد شبرا في الجزيرة العربية لم تطأه قدم عبد الله بن خميس "
قامبزيارة لمعظم البلاد العربية من المحيط إلى الخليج إضافة إلى زيارته لبعض البلدان في أسيا وأوربا وأمريكا الشمالية.

تعليمه النظامي:
في عام 1364هـ ــ 1944م حينما أنشئت مدرسة دار التوحيد بالطائف التحق بها فبرز في الفنون التي سبق له الدراسة فيها وشارك مشاركة جيدة في الفنون الأخرى لذلك كان رئيس النادي الأدبي في دار التوحيد مدة دراسته بها , وبعد أن نال شهادة الدار الثانوية عام 1369هـ - 1949م إلتحق بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة, وبرز نشاطه الأدبي شعرا ونثرا على صفحات الصحف والمجلات ولمع أسمه هناك .

تتلمذ على أيدي الكثير من المشائخ من أبرزهم الشيخ عبدالله الخليفي , الشيخ عبدالله المسعري , الشيخ مناع القطان , الشيخ محمد متولي الشعراوي وغيرهم من علماء الأزهر الذين قاموا بتدريسه في دار التوحيد وفي كليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة

نال شهادة من الكليتين في عام 1373هـ ــ 1953م.

مناصب تقلدها



في نهاية عام 1373هـ ــ 1953م عين مديرا لمعهد الإحساء العلمي فأبدى هناك نشاط علميا وأدبيا وأداري .

وفي عام 1375هـ ــ 1955م عين مديرا لكليتي الشريعة واللغة بالرياض .

وفي عام 1376هـ ــ 1956م عين مديرا عاما لرئاسة القضاء بالمملكة العربية والسعودية .

وفي عام 1381هـ ــ 1961م صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلا لوزارة المواصلات في المملكة العربية السعودية .

وفي عام 1386هـ ــ 1966م عين رئيسا لمصلحة المياه بالرياض .
وفي عام 1392هـ ــ 1972م قدم عبدالله بن خميس طلبا للإحالة للتقاعد للتفرغ للبحث والتأليف .
عضو في كل من
مجمع اللغة العربية بدمشق
مجمع اللغة العربية بالقاهرة
المجمع العلمي العراقي
مجلس الأعلام الأعلى
مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز
مجلس إدارة المجلة العربية
مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر
جمعية البر بالرياض











وهو أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض نائبا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في اللجنة الشعبية لرعاية أسر ومجاهدي فلسطين

وفي عام 1379هـ ــ 1959م أصدر مجلة الجزيرة ويعتبر من مؤسسي الصحافة في المملكة العربية السعودية , وفي نجد على وجه الخصوص, وقد تحولت مجلة الجزيرة بعد ذلك إلى جريدة يومية

مثل المملكة العربية السعودية في عدة مؤتمرات أدبية وعلمية

له العديد من المشاركات الإذاعية والتلفزيونية ومنها برنامجه الإذاعي الذي استمر لمدة أربع سنوات " من القائل " وبرنامجه التلفزيوني مجالس ألأيمان

نشرت له الصحافة السعودية والعربية العديد من البحوث والمقالات














ما حاز عليه من جوائز و أوسمه و ميداليات


حاز على جائزة الدولة التقديرية في الأدب في عام 1403هـ ــ 1982م

منح وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في الشخصية الثقافية المكرمة في مهرجان الجنادرية السابع عشر وذلك عام 1422هـ ــ 2002م

حصل على وسام تكريم وميدالية من مجلس التعاون الخليجي في مسقط عام 1410هـ ــ 1989م

حصل على وشاح فتح و ميداليه من منظمة التحرير الفلسطينية

حصل على وسام الشرف الفرنسي من درجة فارس قلده إياه الرئيس الفرنسي " فرانسوا ميتران "
حصل على وسام الثقافة من تونس قلده إياه الرئيس الحبيب بورقيبة
شهادة تكريم من أمير دولة البحرين صاحب السمو الشيخ / عيسى بن سلمان آل خليفة بمناسبة الاحتفاء برواد العمل الاجتماعي من دول الخليج وذلك عام 1407هـ ــ 1987م
قد حصل على العديد من الجوائز والميداليات في والشهادات والدروع في محافل ومناسبات عديدة











كــتــبــه



أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات، وصال وجال في الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.

الأدب الشعبي في جزيرة العرب " الرياض ، مطابع الفرزدق ، عام 1378هـ "

المجاز بين اليمامة والحجاز " صدر عن دار تهامة في الحلقة رقم 46 من سلسلة الكتاب العربي السعودي 1402هـ/1981م في جزء واحد "

معجم اليمامة " صدر ضمن سلسلة (المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية "

راشد الخلاوي " حياته ، شعره ، حكمه ، فلسفته ، نوادره ، حسابه الفلكي ، الرياض ، دار اليمامة ، عام 1392هـ "
رُبى اليمامة " ديوان شعري "
الدرعية " مطابع الفرزدق التجارية ، عام 1402هـ "
الشوارد " دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر ، عام 1364هـ "
على ربا اليمامة " أصداء من الجزيرة العربية ، ديوانان في مجلد واحد ، مطابع الفرزدق التجارية ، عام 1397هـ "
من أحاديث السمر " قصص واقعية من قلب الجزيرة العربية ، مطابع حنيفة في الرياض عام 1398هـ "
من جهاد قلم " في النقد ، مطابع الفرزدق التجارية عام 1402هـ "
أهازيج الحرب أو شعر العرضة " مطابع الفرزدق التجارية عام 1402هـ "
نتائج حرب حزيران " مطابع الجزيرة ، الرياض "
بلادنا والزيت " عن النادي الأدبي الرياض ، عام 1399هـ "
شهر في دمشق " عن مطابع الرياض 1375هـ / 1955م "








(وافته المنية يوم الأربعاء 15 جمادى الآخرة 1432هـ الموافق لـِ 18-مايو-2011 م .) *




من أشعاره

كان الشعر من أهم الجوانب في حياته الاجتماعية فينظم الشعر في أغلب المناسبات الوطنية والعربية والإسلامية وكانت المساجلات الشعرية والإسلاميات والفلسطينيات وشعر الطبيعة والمراثي من أهم قصائده الشعرية



- قصيدة :
عاثـوا ولكـنْ لـم تَـطْـل أيامُـهـم

فــعِــدادُ أيــــامِ الـبـغــاةِ قــصِـــارُ


سفكـوا دمـاءَ الأبريـاءِ فخانَـهـم

لمـصـارع الـسـوءِ المبـيـرِ بَــوارُ


يا ويحَهم لم يعرفـوا أنّ الحِمـى

طَـــــوْدٌ وأنّ حـمــاتَــه أحــــــرارُ


تتحطّـمُ الرغبـاتُ دونَ سُفوحِـهِ

ويـــذوبُ دونَ مــرامِــه الـجـبّــارُ


لم يبنِه (عبدُالعزيزِ) علـى شَفـا

مـتـرنّـحٍ يَـلــوْيِ بـــه الإعــصــارُ


رسخـتْ قواعـدُه وصـانَ بـنـاءَه

غُـلــبٌ، إذا دانـــاه غِـــرُّ ثــــاروا


فعليه مِن شُهبِ السمّاءِ مصاقع

تَـرمِــي الـعُــداةَ، وللهُدَى أقْـمــار


مـا أخلفـوا (عبدالعزيـزِ) وإنَّهـم

لَعَلـى مَحَـجَّـةِ هَـدْيِـهِ قــد ســاروا


فـي أُمَّـةٍ مـا كـانَ فـي تاريِخهـا

غَـمْـزٌ ولا أزْرىَ بـهــا استـعـمـارُ


ضَنَّتْ بمبدئِهـا الأَصيـلِ عروبـةً

ولـهـا بـمـا شَــرَعَ الإلَـــهُ فَـخــارُ


ورعَتْ لقادتِهـا الأبـاةِ صنيعهَـم

فـي الحُكْـمِ، لا ظُلْـمٌ ولا استكـبـارُ


فتواشَجَتْ صِلَـةُ المحبّـةِ بينهَـم

فـهــمُ لـصـالـح أمـرِهــم أنْـصــارُ


يا ويحَ من جعَـل الديانَـةَ سُلّمـاً

تُقْضـى بـهـا الـثـاراتُ والأَوطــارُ

ويخـوضُ فيهـا جـاهـلٌ مـتَـأوّلٌ

تـأبَـى فـجـاجـة خَـوْضِــهَ الآثـــارُ

نكروا على سنَنِ الأئمِة نَهْجَهـم

وتـأوَّلـوا فِـقْـه الحـديـثِ فـجـاروا


أفَـأنَـتْــمُ أَدْرى بُـسـنّــةِ أحــمـــدٍ

أمْ أهـلـهُـا الأفـــذاذُ والأطــهــارُ؟!

أوَتَسْـمـعُ الدُّنـيـا لِنَـأمَـةِ نـاعِـقٍ

ويُثارُ في الهَـدْيِ المبيـنِ غبـارُ؟!

هــذا سبـيـلٌ لـلـخـوارجِ قَبْـلـهَـم

أغــراهُـــمُ ورمـــاهُـــمُ الـــغَـــرّارُ


قـد كفّـروا أهْـلَ الصغائـر عنـوةً
فالمسـلـمـونَ -بزعْـمِـهـم- كُـفّــارُ

فتجاهلوا واستنَكفُوا أنْ يَسمعوا

وأشـاحــت الأعـنــاقُ والأبـصــارُ

يــــا لـلـغــرورِ فــهَــذهِ آثــــارُه

ومــنِ الـحِـوادثِ مــا بِـــه إنـــذارُ


فاقطعْ إمامَ المسلميـن جذورَهـم

كـــي لا تــعــود لـفـتـنـةٍ أظْــفــارُ


وَكّلْ بقادةِ أمرِهـم سيـفَ القَضـا
والـتـابــعــون وكـيـلــهــم (دَوّارُ)










قصيدة: (القــــرن الجديــــد) **
شهور وأعوام مولِّية تترى _________________________
نشيّع ما ولّى ونرقب ما ذرّا _________________________
وقفت أناجي نصف قرن طويته _________________________
وأستقبل النجوى لدى صفحة أخرى _________________________
وفاءً لهذا بعد خمسين حجة _________________________
طويت بها ما راق من عُمُري سِفرا _________________________
وما ليَ لا ألقى زماني بمُغدق _________________________
من الفأل ما استقبلت منه وما مرّا _________________________
فما العيش لولا الفأل إلا منغَّص _________________________
بجيشِ هموم كل آونة تترى _________________________
وإني لألقاه بجسم مغضَّن _________________________
فأُوهم نفسي أنها الصّعدة السمْرا _________________________
وتجلو ليَ المرآة لمَّة أشيب _________________________
فأوهمها, بل هذه لمة شقرا _________________________
ولو رمت أحصي من زماني ذنوبه _________________________
لعدت بأحمال حقائبها شَكْرى _________________________
ولكنني أنسى الذنوب سجية _________________________
وأبقي لنفسي كل صالحة ذكرى _________________________
فلي منه مخضلّ الشباب ورَوْقُه _________________________
يرنحني سكراً وينفحني عطرا _________________________
أهيم بلبنى تارة وتهيم بي _________________________
سعاد وتشكو لي صبابتها (سرّا) _________________________
أثير بما أعطى الشباب وإنه _________________________
من العمر يأتي فوق صفحته (طُغْرى) _________________________
وما كان إلا الحب عفّاً ونزعة _________________________
بغير علالات من اللهو لاتُغرَى _________________________
وقافية أرسلتها غاب صحوها _________________________
وترفع أقلام الملامة عن سكْرى _________________________
ولي منه ما في الباقيات صحائف _________________________
عسى وعسى من بعدها أحمد المسرى _________________________
أجيء بها ربّا رحيماً وإنه _________________________
لَبِالْعفو والغفران عن عبده أحرى _________________________
وما جئته أخشى أخ الجور قيصرا _________________________
وما جئته أرجو على مده كسرى _________________________
وإني بريء من سواه وكم عنت _________________________
وجوه تهاوت في حمى غيره أسرى _________________________
وأحمد من قرن تولى شمائلا _________________________
وإن كان أكدى في خلائقه الأخرى _________________________
لقد أشهد الدنيا بصحوة أمة _________________________
تشق لها من بعد ديجورها فجرا _________________________
رأت مجدها يروي تراثاً وعهدها _________________________
يباباً كئيباً من معالمه يَعْرى _________________________
وكنزاً من الأمجاد ناءت به الدنا _________________________
يضج بمهجور الخزائن لا يقرا _________________________
ويحكم أرض الطهر ما شاء واغل _________________________
ويسلبها ما طاب من برِّها قهرا _________________________
ويأتي لتقديم الولاء سوادها _________________________
وتحبس من أنفاس أحرارها الحرَّى _________________________
عهود من الطغيان لو حملت بها _________________________
شماريخُ رضوى ما استطاعت لها صبرا _________________________
ولولا بقايا عزة وأصالة _________________________
لكانت يداها من مكارمها صِفرا _________________________
سلام على روادها ما لوَتْ بهم _________________________
أعاصيرها الهوجاء عاصفة غبرا
_______________________________
* جريدة الرياض السعودية في عددها رقم: (15669) الصادر في 16-جمادى الآخرة-1432 الموافق 19 مايو 2011 م .
** موسوعة البابطين.

عبده فايز الزبيدي
12-12-2014, 07:48 AM
سليمان فليح
هو الشاعر الكويتي أبو سامي سليمان بن فَلِيْح بن لافي السبيعي ،لد في صحراء (الحماد) شمال المملكة العربية السعودية ,كانت ولادته في 1951،قال عن نفسه يوما:
( توفي أبي وأنا أبن الأربع سنوات وأصبحت يتيما ولم يكن لي أخوة !! فقلت حينما أتزوج سوف أنجب قبيلة من الأبناء تعوضنّي مأساة اليتمّ) و الذي أظنه أنه سعودي الأصل كويتي الأقامة لكونه من من يسمون بدولة الكويت (البُدون).
له عدة دواوين منها:
1- ديوان الغناء في صحراء الألم في عام 1979- دار السياسة – الكويت 2- ديوان أحزان البدو الرحل تم إصدار الكتاب في تاريخ 1980- دار الربيعان - الكويت
3- ديوان ذئاب الليالي تم إصدار الديوان في عام 1993 – سعاد الصباح – الكويت
4- ديوان الرعاة على مشارف الفجر في عام 1996 – دار قرطاس – الكويت
5- ديوان رسوم متحركة في عام 1996- دار قرطاس – الكويت
6- البرق فوق البردويل 2009- النادي الأدبي بالجوف


من شعره:
-قصيدة (الصهيل في الزوبعة ) ، وهي مشهورة و أوردها بنصها من موسوعة البابطين:

صهيل مع الريح يأتي وكانت خيول القبيلة
نيامًا على بعض أمجادِها والكلاب
سعارى تهرُّ على ظلها والذئاب
تلوبُ البيوتَ الحزينة
وتفتض أنيابُها كلَّ باب
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولما تجيء (المغازي) وتصحو القبيلة
على حلمِها في صراع الذئاب
تفر الكلابُ اللعينة
تخبئُ أنيابهَا في لحوم الخيول
لتبقى كسالى هجينهْ
تفرغ منها الصهيلْ
وأبقى أنا تائهاً في البراري
على ضوِء نجم يُسَمَّى سهيل
أشم السنابك فوق الرمال
مشيتُ ولكن ضَلَلْتُ السبيل
تهالكت
جاءت رفوف القَطَا أيقظتني
فدوَّى بأذني الهديل
تهالكت: قمت انتفضت, صرخت: ـ
الصهيل ....
الصهيل....
ولكنني عدتُ آه.... الهديل .....الهديل....
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي رياح الخماسين أخفتْ صهيلَ الخيولِ الأصيله
وكانت نجومُ الثريا مرايا يُصَوَّر لونُ الصحارى عليها
ركاب (الكحيلة)
ويجتاح صمتي انكسارُ الثريا
بضوءِ المباني التي تنتصب
في السماء القتيلهْ
لأن الثريا هُداي
لهذا تعثرت بالرمل عند الحصون
وسرتُ وحيداً بدون عيون
وواصلتُ سيري لظَعْنِ القبيلهْ
تسلقت سيفي
وعانقت برجَ النجوم
مراراً تمزقتُ قبل الوصول
تساقطن مني الخصالُ الجميله
لأنِّيَ فوجئت أنّ الرياح
نباحٌُ, لهذا كرهت الرياح
فغادرت شعري لأخلي سبيلَه
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وفي غمرة الحزن في ذات ليلهْ
من العمر كان انتهائي يجيءْ
رأيت الحصان الذي أسرجته القبيلهْ
وحيداً مع الريح يأتي
شهاباً يضيء
بلا سرجه والقيود الثقيله
طليقاً بوجهي القتيل
يحاكي غيوم السماء.
ورعدا يدوي :ـ
الصهيل.. الصهيل.. الصهيل ....


توفي سليمان الفليح مساء الأربعاء 21 أغسطس 2013 في عمان بالأردن أثر أزمة صحيه فاجئتة.

عبده فايز الزبيدي
12-12-2014, 07:51 AM
علي بن محمد الفقيهي

هو علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ولد في قرية المنجارة من قرى منطقة جازان عام 1354هـ، وهناك نشأ وتلقى تعليمه الأولي والثانوي.

التحق منذ صغره بعدد من حلقات العلم، وتتلمذ على عدد من المشايخ في مدارس الشـيخ عبد الله القرعاوي العلمية في الجنوب، وكان من شيوخه الشيخ حافظ الحكمي.

واصل تحصيله العلمي، حتى حصل على شهادة الدكتوراه متخصصاً في الشريعة – قسم العقيدة، من جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة (جامعة أم القرى حالياً) عام 1399هـ.

التحق بالعمل الوظيفي، ومارس خلال حياته العلمية العديد من الوظائف، ومنها :

- عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

- أمين عام الجامعة الإسلامية.

- رئيس مجلس شؤون الدعوة.

- عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا.

عمل مستشاراً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومدرساً بالمسجد النبوي.

شارك في عدد من المؤتمرات في داخل المملكة وخارجها، منها :

- مؤتمر المُسكِرات والمخدرات الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية.

- مؤتمر القرن الخامس عشر الهجري سنة 1400هـ الذي عقد في السودان.

وله مجموعة من الأبحاث المنشورة والمؤلفات المطبوعة والكتب المحققة، منها :

- كتاب الإيمان – لابن منده – ثلاثة مجلدات – تحقيق.

- كتاب التوحيد – لابن منده – مجلدان – تحقيق.

- الرد على الجهمية – لابن منده – جزء ـ تحقيق.

- الأربعين في دلائل التوحيد ـ للهروي ـ تحقيق.

- الإمامة والرد على الرافضة ـ لأبي نعيم ـ مجلد ـ تحقيق.

- الصفات والنزول ـ للدارقطني ـ تحقيق.

- الحيدة ـ للكناني ـ تحقيق.

- الصواعق المرسلة ـ لابن القيم ـ الجزء الأول ـ تحقيق بالاشتراك.

- منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان ـ تأليف.

- الفتح المبين ـ تأليف.

- الرد القويم البالغ على الكتاب المسمى بالحق الدامغ ـ تأليف. *

- سلسلة الوصايات في الكتاب والسنة.

إضافة إلى عدد من الأبحاث والمقالات المنشورة في مجلة الجامعة الإسلامية.
__________
* كتب عنه الشيخ الفوزان :
(
بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفضيلة الشيخ: علي بن محمد ناصر الفقيهي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: وصلتني رسالتكم ومعها مؤلفكم في الرد على الإباضي - أحمد بن حمد الخليلي في كتابه المسمى «الحق الدامغ»، والذي ضمنه ثلاث ضلالات: نفي رؤية المؤمنين لربهم، والقول بخلق القرآن، وتخليد العصاة من المؤمنين في النار- وقرأت ردكم عليه فوجدته بحمد الله رداً وافياً مفحماً فيه نصرة الحق، ودحض الباطل، ونقض الشبهات، مدعماً بالأدلة من الكتاب والسنة.
والحمد لله الذي وفقكم لذلك، ونسأله أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأن يزيدكم علماً وفقهاً في دينه- وليس لي أي ملاحظة سوى تصويبات نحوية وبعض الزياديات اليسيرة وهي بالخط الأحمر - إن رأيتم وجاهتها- زادكم الله علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
وأن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه وحماة شريعته، وأن يصلح أحوال المسلمين وولاة أمورهم. إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أخوكم :

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

25/4/1421هـ)

عبده فايز الزبيدي
12-12-2014, 07:54 AM
عبدالرحمن سكاب
عبدالرحمن إسماعيل عثمان شاعر من إريتريا.ولد عام 1939 م ’في كَرَنْ.
تلقى تعليمه الأولي في الكتاب, وحفظ بعضاً من القرآن, ثم تعلم على أيدي شيوخ العربية وعلومها, وثقف نفسه بنفسه, إلى أن سافر إلى مصر في أوائل الستينيات, والتحق بالأزهر الشريف, وأنهى مراحله الدراسية بحصوله على العالية من كلية اللغة العربية عام 1974.
يعمل معلماً في اليمن منذ 1975, وكان في سنوات عمله الأولى يتبع الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي (الكويتية).
و كان أن أشار علي بسيرته الصديق ظميان غدير ( صالح طه).
من شعره:
مشكاة


أنا للوجْد وبالوجد أنا _

ماله من سادنٍ إلا أنا _

أنا في الآفاق مسْكٌ جانح

تتحساه انعتاقات المُنى

أنا مفتون يناجي حدسه

عافياً كل انبهارات الدُّنا

تزدهيني في حميّا لحظتي

سبحات من معانيها السَّنا

ياله عطر رحيق علَّنا
من جناه ولقد أنهلنا _

أضرمتْ وجدي جَوارٍ أقلعتْ

عن مراسيها عويلاً مُثخنا

وانثيالات حنيني اشتعلتْ

أنجماً بالسهد تُقري الأعينا
أيها الماضي إلى سدرتنا

سائلاً عن منتهى سدرتنا

هذه الأطياب تسْري إنما

هي أطياب ربا جنَّتِنا
أنا مشكاة السرَى من كرمتي
عتقت هالاتُ مشكاتي أنا

رنَّحتْنا من ذرانا دوحةٌ

طيرها الصدَّاحُ, من ورقائنا

نمنمتْ أردانَها من غيثنا

وانتشت بالفرع من أفيائنا

أبصرتْ زرقاؤُنا ما لم تروا
وانحسرتم عن مدى زرقائنا

ومحت أنباؤُنا أخباركم
ونمير الصِّدق من أنبائنا

خيلنا الخيل إذا ما أسرجتْ

وتبارت في ثرى صحرائنا

غرَّد النقع صهيلاً وانبرت

بالأراجيز ذُرا أصدائنا

وارتشفنا الشهد حُرّاً كُحِّلت

مقلتاه من هُدى صهبائنا
قد علمنا أننا الرهطُ صفا

وردُنا ينساح من أندائنا _

كوننا المخضلُّ يحدو ركبنا _

وهو من فيض ندى وطْفائنا
نمتطي خطو سرانا وضحى الـ_

فجر نجم لاح من لألائنا

حمَلَتْنا عيسُنا الورْق إلى

هامة السدرة من عليائنا
تلك مشكاة سقاها زيتنا

وهي شيء الشَّيء من أشيائنا _

ودحونا الأفق ليلاً معتماً

يجتدي الجذوة من ليلائنا

وانجلتْ آفاقنا عن ساطع_

حدَّث الآفاقَ عن إسرائنا

نحن أسكَرْنا ضواري دائنا

فأتى ترياقُنا من دائنا


ناسك
آه للساهر الشجيِّ مضى الليل ومازال دمعه سحَّاحا

ساكباً من يراعه قهوة الوجد وقد ذاق مزجها والقراحا

داعبَتْه أنامل الليل قيثاراً خفياً يراوغ الأشباحا

قد تحسَّيت لحنك العاطر الإيقاع شوقاً مرنَّحاً فواحا

أنت في السرب طائر صافح الأفق وقد صاغ من دجاه الجناحا

وأراق الشجون في مسمع الليل سهاداً مضى يحثُّ الصباحا

وشع القفر بالأهازيج فاختال ربيعاً مفوّفاً منداحا

والليالي حواشد ملء جفنيه دموعاً وغصة وجراحا

أترعتْ كأسه سلافةُ أحداث الليالي وصرفهن فناحا

أثخَنَتْه النصال من جارحات الدهر حتى تخرَّمتْه اجتياحا

ولحاه السرى بكل ضرامٍ.. من حريق الجوى فذاب التياحا

وتعالت أناته فاعترى الأفق شحوبٌ أراقه أتراحا

ملء أحشائه التياعات سربٍ ودع الأهل غربةً وانتزاحا

وبعينيه دمع كل شجي رق للعهد من هواه فباحا

راعه قيد إلفه والروابي.. حوله أسهبٌ ترامت فِساحا

ياله ناسكاً تهجَّد في محراب بلواه شاكياً.. ملحاحا

دأبه يغزل المواجد راياتٍ على الأفق خافقاتٍ سِماحا

إذ يصوغ الدجى وداعة عشٍّ.. هدهد الجرح بلسماً وسَماحا

حسب آياته طيوباً تناثرت على دربه شذا.. نفَّاحا

إذ يجوب الخميل أنداء راح.. ريقها بات للعفاة متاحا

واعتلى من جناحه زورقاً جدف في الأفق غائصاً سبّاحا


من قصيدة: الوتر

مَنْ ذلك السَّبَّاح في أفلاكه
والشُّهب تلهث خلفه وتدوخُ

ربُّ القوافي النافرات تحثّها
منه الإشارة لمحة فتُصيخ

عرفَتْك صهْوات الحروف تجيلها
خيل الإباء وفي الإباء شموخ

أسرجْتَهنَّ من العقيق كتائباً
شقراء, ترقل في المدى وتُنيخ

اللهَ.. عند وجيفها أرجوحةً
سمحاء قرَّبها, ولاذ صريخ

هي سلوة المشتاق تسفوه النَّوى
وتسومُهُ عنت الزمانِ رضوخ

توفي في عام 2013 م.

عبده فايز الزبيدي
12-12-2014, 07:57 AM
عيسى عدوي

هو أبو تامر عيسى بن محمد بن عبدالفتاح خالد و شهرته عيسى عدوي ، شاعر وباحث ، ولد في 29 - 12- 1951 للميلاد بـ ( بيت جالا) بفلسطين .... و هو لاجيء من زكريا ، أجداده أصلهم من وادي لَيَّة بالطائف ،و أبواه من فلسطين و أقام بالمملكة العربية السعودية بالعاصمة الرياض من عام 1981 ميلادي إلي عام 2010 ميلادي ،حاصل ٌ على ماجستير في الهندسة الكهربائية ، عمل مهندسا كرئيس قسم ضمان الجودة
له النشاطات الأدبية والفكرية في مجالات الشعر والتاريخ الفلسطيني والأنساب و هو عضو مشارك في إتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، و كان نائبَ منتديات مجلة اقلام ثم انشق عنها و أسس منتديات ساحات أقلامنا ، صدر له ديوان شعر.كان قد دعاني أكثر من مرة لزيارته في بيته بالرياض و لكن لم يأذن الله بعد و عسى أن يكون قريبا بحول الله
من أعماله:

ومثلُ القدسِ ليس هناك ثان
أخي ما دُمتَ تعرِفُ ما أُعاني *** فكنْ عوني على هذا الزمانِ
ولا تدعِ الكآبةَ تعتريني *** وتهزِمُني وتسكن في كياني
فإني قد سئمتُ من التأسّي ***وترجيعِ القصائدِ والأغاني
فما عادَ الكلامُ يهزُّ نفسي *** ولو كانت قلائدَ من جمانِ
فكلُّ حديثِهم عندي نفاقٌ *** وكلُّ وعودِهم كانت أماني
فلو صدقوا بمؤتمرٍ وحيدٍ *** لكان حديثُهم ضربَ الطعانِ
ولكنّي رأيتُ بأمّ عيني *** ولم أحتجْ هناك لتُرجمانِ
رأيتُ مخازياً وسمعتُ فُحشاً *** ترَفّع عن إعادتِه لساني
سمعتُ من العجائبِ ما يؤدّي *** إلى قلبِ المجرّةِ في ثواني
رأيتُ جُموعَهم هُزِمت وراحتْ *** تُكفكفُ دمعَها فعلَ الغواني
تُحيطُ بنا العداةُ بكل ساحٍ *** وتحكُمنا بأشكالِ الهوانِ
ونحن نُبرّرُ الأحقادَ دوماً *** بمختلفِ المبادئ والمعاني
فأينَ عُروبةٌ كانت قديماً *** كمثل التاجِ فوق الصولجانِ
إذا ما أشتدّ في الأيامِ خطبٌ *** بأرضِ الشامِِ آزرُه اليماني
فما بالُ العراقِ يئنّ حُزناً *** وأهلُ دمشقَ تطربُ للقِيانِ
وجُرحُ القُدسِ كيف غدا صديداً *** وأين يضيعُ وهجُ العُنـفوانِ
أتهزِمُنا العداةُ ونحنُ كثرٌ *** نسدُّ الشمسَ يومَ المهرجانِ
إذا الإسلامُ كان لنا شعاراً *** فنعم الدربُ يوصِلُ للجِنانِ
هو الإيمانُ يدفعُ للمعالي *** ولا تلقاه في القلبِ الجبانِ
يُنيرُ طريقَنا دوماً ويُعطي *** ثباتاً في القلوبِ وفي الجنانِ
دعوا هذا الشِقاقَ مع التجنّي *** وعودوا للهدوءِ والاتزانِ
إذا كان الجهادُ لكم طريقاً *** فإن الفرضَ يبدأُ بالأذانِ
وعُرسُ النصرِ تصنعُه الضحايا *** وترسمُه بأجمل أُرجوانِ
عشقتُ شهادةً في القلبِ كانت *** نداءَ الروحِ إنْ داعٍ دعاني
وقد أشرعتُ للأعداءِ سيفي*** وقد أسرجتُ للهيجا حصاني
فهيّا أطلقوا الراياتِ حالاً *** إلى القدسِ الشريفِ بلا تواني
فلا الإسلامُ عَزّ بغير قدسٍ *** ومثلُ القدسِ ليس هناك ثان

أحلام الفراشة
تبسمت للصبح أرجو من الصبح
أن ينتقيني
لعلي أطير مع الكائنات
وأسبح في لجة الأمنيات
السعيدة
أحلق طيرا ..فلا استريح سوى
لحظة من هدوء ارفرف فيها
على زهرة في الحقول
البعيده
أقبل ثغر الحياة المحلى
بسحر التجلي ..وعطر العناق المؤدي
لميلاد تلك القصيدة
أجوب السهوب المغطاة بالورد
احلم بالشهد ينساب
فوق الشفاه الودودة
*******
حلمت بأني عبرت الحدود
تسلقت كل السدود العظام ..وأشرفت
من فوق تلك التلال على ربوة
عانقتني
وعانقت فيها ملامح أمي
التي لامستني ..
بكل الحنان المصفى
وصاحت بإسمي
فأحسست
أني وصلت إلى حيث أرجو
ولا تستطيع الكآبة أن تعتريني
فقد زال همي
وسرب الفراشات حولي تطايرن مثلي
يقبلن رأسي
وعيني ..وكمي
ويسقطن مثلي
على حضن امي

********.
شعرت بأني احلق في عين تلك الفراشَهْ .
أسافر في الشوق عَليِّ أشاهدُ حقلي
وأرقبُ في لحظة الوصل فيهِ إنتعاشهْ ..
وقلبي يئن ..وفي الصدرِ تسري
بقايا ارتعاشة
ولكنني مثل غيري
رجعتُ ..حزينا ..أقلِّبُ أمري
واشهدُ موتي
على سطح شاشه
فما كنت أدري
بأني ضعيف
شديد الهشاشة
****
تساءلت عند إقتراب المساء
لماذا تنام العصافير مثلي
وترتاح فوق الغصون الضعيفة
وهل يعتريها ..مع الفجر خوف
من الشمس والريح
والدمدمات المخيفة
وراجعت نفسي
فقد فاجئتني ..عواصف قلبي
وكانت عنيفة
تعمدت أن اغلق الباب
حتى أخلص قلبي من الوهم
علي أغادر وكر القلوب الرهيفة
لأرتاح من زقزقات العصافير
يوما ...وأبني لنفسيَ في
الريح قصرالأماني السخيفة

عيسى عدوي
شاعر وباحث من فلسطين
مقيم في السعودية

أحلام فراشة
عيسى عدوي

******
تبسمت للصبح أرجو من الصبح
ان ينتقيني
لعلي اطير مع الكائنات
واسبح في لجة الأمنيات
السعيده
أحلق طيرا ..فلا استريح سوى
لحظة من هدوء ارفرف فيها
على زهرة في الحقول
البعيده
أقبل ثغر الحياة المحلى
بسحر التجلي ..وعطر العناق المؤدي
لميلاد تلك القصيدة
أجوب السهوب المغطاة بالورد
احلم بالشهد ينساب
فوق الشفاه الودودة
*******
حلمت بأني عبرت الحدود
تسلقت كل السدود العظام ..وأشرفت
من فوق تلك التلال على ربوة
عانقتني
وعانقت فيها ملامح أمي
التي لامستني ..
بكل الحنان المصفى
وصاحت بإسمي
فأحسست
أني وصلت إلى حيث أرجو
ولا تستطيع الكآبة أن تعتريني
فقد زال همي
وسرب الفراشات حولي تطايرن مثلي
يقبلن رأسي
وعيني ..وكمي
ويسقطن مثلي
على حضن امي

********.
شعرت بأني احلق في عين تلك الفراشَهْ .
أسافر في الشوق عَليِّ أشاهدُ حقلي
وأرقبُ في لحظة الوصل فيهِ إنتعاشهْ ..
وقلبي يئن ..وفي الصدرِ تسري
بقايا ارتعاشة
ولكنني مثل غيري
رجعتُ ..حزينا ..أقلِّبُ أمري
واشهدُ موتي
على سطح شاشه
فما كنت أدري
بأني ضعيف
شديد الهشاشة
****
تساءلت عند إقتراب المساء
لماذا تنام العصافير مثلي
وترتاح فوق الغصون الضعيفة
وهل يعتريها ..مع الفجر خوف
من الشمس والريح
والدمدمات المخيفة
وراجعت نفسي
فقد فاجئتني ..عواصف قلبي
وكانت عنيفة
تعمدت أن اغلق الباب
حتى أخلص قلبي من الوهم
علي أغادر وكر القلوب الرهيفة
لأرتاح من زقزقات العصافير
يوما ...وأبني لنفسيَ في
الريح قصرالأماني السخيفة


نام البنفسج


نام البنفسج في عيونك
فأستريحي
وتنفسي عطر الصباح


مع الرواء ولا تبوحي

سافرت فيك على
جفون الموج ..
ملتحفا بروحي ..
فتمثليني
واقفا في الباب
ألثم ...بلسمي ...
وتذوب في كفيك ...
راعفة جروحي

***
لمست يداك سنابلي فتثاقلت
تسعى إلى نوم طويل
وفتحت باب مغارتي ...
فرأيتها تشتاق
للضوء الجميل
فلتغمريها بالورود
لعل برد جوانحي
يمتص ثلج المستحيل
ويذوب تحت سنابك ألأحلام
يحملها إلى نهر يسيل
يروي العطاش ..ليستريح
على خدود الورد
في يوم جميل

عبده فايز الزبيدي
13-06-2015, 05:06 PM
جميل جلال
هو الشيخ جميل بن سليمان بن حمزة جلال،يُسمى ( مُطَوِّف الملوك و الرؤساء و مشاهير الناس) ،ولد بمكة المكرمة في حدود عام 1353 هـ ، حفظ اثنين و عشرين جزاء من القرآن الكريم و حفظ ألفية ابن مالك في النحو ، يجيد تسع لغات حيَّة من لغات الأمم اليوم، درس في الحرم المكي، يقول عن دراسته للعلم و الطُّوافة:
( تعلمت في حلقات العلم في الحرم المكي الشريف منذ طفولتي ويفاعتي في العام 1366هـ أي 1946م قبل اغتصاب فلسطين بعامين وتعلمت الطوافة والتعامل مع ضيوف الحرم على أيدي أساتذتنا ومشايخنا الأجلاء في حلقات العلم في الحرم في تلك المرحلة وهم السيد علوي مالكي والسيد محمد أمين كتبي وأستاذهما الأجل الشيخ محمد العربي التباني الذي كان يسير في مكة والحرم كالقمر وهم من حوله كالنجوم رحمهم الله رحمة واسعة، والتباني كان عالما جليلا وترجع أصوله من الجزائر، كذلك الشيخ محمد نور سيف وهو في الأصل من دبي هاجر منها إلى مكة المكرمة ليستقر متعاملا مع أصول الدين تلميذا وأستاذا وتزامل في نفس الوقت مع المالكي والكتبي...)*
و حول تفاصيل حياته أنقل من جريدة عكاظ ما يلي:
(
• نود التعرف على شخصكم الكريم؟
• نشأت في مكة المكرمة في حي الحفائر (شارع أم القرى حاليا) وكانت تسمى بالحفاير لكثرة الحفر في ذلك الوقت وهي قريبة من الحرم المكي الشريف، فإذا أذن المؤذن للفريضة الحق أقول (آمين) مع الإمام فليس هناك مسافة كبيرة بين الحارة والحرم المكي، لذا كنت أصلي أكثر الفروض في الحرم المكي.
• مراحلك الدراسية؟
• درست في الكتاتيب في حارة الباب جوار مدرسة الصولتية ودرست فيها ثلاث سنوات وسميت بالصولتية نسبة لامرأة من الهند حضرت إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج ورغبت أن تهدي شيئا لمكة وأن يكون لها بصمة في أقدس بقعة في العالم فأنشأت هذه المدرسة وسميت بالصولتية منسوبة للمرأة المسماة صولت النساء، درست فيها ثلاث سنوات وحفظت فيها ألفية ابن مالك (1006) أبيات في 9 أيام تحت أيدي علماء أجلاء.
وأتذكر يوما سألني أحد مشايخي هل ذاكرت في البيت فقلت (لا) فقال لي يا ابني: العلم استقبال وإرسال فكما يكون قوة في الإرسال لا بد أن يكون هناك قوة في الاستقبال، ومن معلمي ومشايخي: حسن مشاط وزكريا بيرا والشيخ فتح الدين وكان مدير مدرسة الصولتية الشيخ سليم -رحمه الله- من الهند ويجيد اللغه العربية وكان حافظا للقرآن الكريم. ثم انتلقت إلى مدرسة الفيصلية وكان مديرها الشيخ مصطفى يغمور -رحمه الله- ثم المعهد العلمي وكان مديره محمد حلمي خطاط وزارة المعارف فهو من يكتب شهادات خريجي المرحلة الابتدائية وتخرجت من المعهد العلمي وكانت دفعتي هي أول دفعة تتخرج في المعهد، ودرست في الابتدائية في حارة (القشاشة) بجوار باب على قرب الصفا.
المرفوع والمنصوب
• متى بدأت عملك في الحرم المكي كمطوف؟
• كنت مؤذنا في الحرم المكي، وتقدمت إلى شيخ المؤذنين الشيخ يعقوب شاكر، وكنا نؤذن في المنارة، وفي الحرم سبع منارات، وكانت أكبر منارة 361 درجة، وكنت أصعدها وأقوم بالأذان، وشرف عظيم أن أصبحت مؤذنا في الحرم وقضيت في الأذان 38 عاما، وتم اخياري في باب الوداع أقوم بتنزيل البيرق فأقوم بإعطاء إشارة للجندي الذي يعمل على المدفع تفيد بأن وقت المغرب دخل حتى يطلق المدفع، وفي عام 1367هـ في اليوم الثالث عشر من شهر ذي القعدة كانت البداية في تطويف الحجاج والمعتمرين العاديين ثم كرمني الله بثقة المسؤولين وبدأت أطوف الملوك والرؤساء من ضيوف الدولة، وكنت متعودا قبل دخول المدرسة وأنا طالب أن أدخل الحرم المكي وأطواف سبعا وأصلي ركعتين.
• هل كان هناك جهة أو إدارة تنظيمية للطوافة؟
• لم يكن هناك تنظيم بالمعنى المعروف غير شيخ المطوفين وكنا نذهب إليه ويبعثنا إلى أحد العلماء ولابد أن يكون المتقدم حافظا للقرآن الكريم ومتقنا للغة العربية فالمرفوع مرفوع والمنصوب منصوب، لأن المطوف يؤم أشخاصا فلابد أن يكون قدوة، وكان عددنا قليل. ولا نشترط أجرا من الحاج أو المعتمر فإذا أعطى شيئا نحمد الله فلا نقول كثيرا أو قليلا فهذا الذي قسمه الله لنا وهو يعتبر رمزا لأنه مهما يقدم لا يساوي هذا مقام الحرم المكي والكعبة الشريفة.
طفت بالزعماء والرؤساء
• من هو أول رئيس دولة قمت بتطويفه ومن أبرزهم؟
• أول ضيف طفت به حول الكعبة الشريفة هو الرئيس السوري أديب بن حسن الشيشكلي عام 1372، وفي نفس العام طفت بالرئيس محمد نجيب أول رئيس بعد الثورة المصرية، ومن ثم طوفت أغلب رؤساء وملوك العام الإسلامي والعربي مثل الملك محمد الخامس (والد الملك حسن الثاني)، كما طوفت الملك طلال ملك الأردن، وطوفت الشيخ شخبوط حاكم أبو ظبي والشيخ زايد بن نهيان، كما طوفت راشد بن سعيد، ملك البحرين الشيخ حمد بن خليفة وجده الشيخ سليمان بن حمد، طوفت ملك أفغانستان الملك محمد ظاهر شاه عام 1373هـ، طوفت أغلب ملوك ماليزيا ونيجيريا أحمد بلو 1381هـ الذي من الله عليه وشرح صدره للإسلام، وكان من الدعاة للإسلام بعد ذلك، وكنت أجيد اللغه الأفريقية.
وأتذكر في عام 1374هـ طوفت الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وكان يرافقه وزير الأوقاف الشيخ أحمد الباقوري، ولله الحمد استساغ الرئيس جمال المعنى الجميل للعمرة بفضل الله مما جعله يحرص على أن أرافقه في الحج وحججت معه في عام 1374هـ، مع من كان معه وهو الشيخ أحمد الباقوري، وقال له عبدالناصر أريد أن اصطحب الشيخ جميل معنا في الحج فهو من أهل مكة المكرمة وكان له مغزى بهذا فقال الباقوري بكل أدب أنا ليس لها وهو أهل لذلك، كما طوفت الرئيسين المصريين محمد السادات وحسني مبارك، وطوفت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
اختيار المطوف
• هل هناك موقف لا يزال عالقا في ذهنك مع أحد الملوك والرؤساء؟
• طفت بالرئيس الباكستاني ضياء الحق، وقال لي بعد الانتهاء من مناسك العمرة وكانت في شهر رمضان المبارك إنه يود أن يقضي لحظات روحانية ويفطر في غار حراء، فوضحت له صعوبة المكان وأن الصعود قد يستغرق نحو ساعتين فقال: أنا عسكري وأتمنى الصعود، وطلب مني أن أصعد معه كعمل فوق عملي، وعندما صعدنا إلى الغار تبقى منا 17 فردا بعد أن كنا 87 شخصا، فالتفت إلي وقال أريدك أن تكون عندي جنرالا بعد أن فشل مرافقوه في الصعود.
• كيف يتم اختيار المطوف لملك أو رئيس دولة قادم للحج أو العمرة؟
• هناك ترتيب معين من الجهة المشرفة على المطوفين يتم من خلاله توزيع الأعمال ومن نعم الله علي أن الكثير من الضيوف قبل أن يغادر من بلاده يطلب من الجهات المختصة أن أكون مطوفا له.
• هل تجد مصاعب من ضيوف بيت الله الحرام من حيث اللغة مع اختلاف الجنسيات وكيف تتعامل مع اللغات المختلفة؟
• الكثير من الدول أتقن لهجاتها، فالمصريون مثلا لهم لهجة في الدعاء، والمغرب العربي له لهجة، والأفريقون كذلك، والخليجون أيضا لهم لهجة في الدعاء، وبفضل الله أصبحت أعرف الجنسيات بحكم الاحتكاك والخبرة، وأتحدث العديد من اللغات بطلاقة وتعلمتها من خلال الاحتكاك مع الضيوف بيت الله الحرام.
لكل دولة دعاء
• من خلال تطويفك لملوك ورؤساء دول عدة تصفهم لنا أمام الكعبة المشرفة؟
• كل الأوسمة والتيجان تسقط عندما ينظر الإنسان المسلم إلى عظمة وهيبة الكعبة، وتذرف دموعهم، أستقبل الضيف من باب قصر الضيافة وأحرص على تطيبق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أتجه به إلى صحن المطاف وبعد ذلك نصلي ركعتين أمام المقام ونشرب من ماء زمزم المبارك ثم السعي ثم أودعه عن باب قصر الضيافة.
• وهل الأدعية موحدة بين الضيوف؟
• أدعية الطوافة للملوك والرؤساء هذا يتوقف على ظروف كل بلد، فهناك بلد فيها جفاف وبلد أخرى فيها مشكلات، فكنا نقيم الضيف وفقا لظروف كل واحد على حدة، وهو ما يسمى بالفراسة، وكان الله ينور بصيرتنا لأن هذا قائد دولة وتصلح الأمة به.
• هل هناك أدعية توصي بها عامة المسلمين أثناء الطواف أو السعي؟
• ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا، اللهم إني أسألك العافية وتمام العافية وشكر العافية والمعافات الدائمة، وليس للكتب الصغيرة التي تباع أساس علمي وشرعي وأطالب بإيقاف بيعها لأن الإنسان يدعو الله بما شاء.
إسلام كلاي
• هل أسلم على يديكم أحد من المسلمين؟
• نعم ولله الحمد أسلم على يدي (محمد علي كلاي) وسكرتيرة اللبناني (محمد حسن)، حيث استدعاني الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى جدة لتلقين محمد علي كلاي الشهادتين في وجود رئيس المحاكم في جدة ذلك الوقت الشيخ محمد الحركان، وفعلا أسلم على يدي ولله الحمد، وأذكر في إحدى الرحلات الخارحية لإحدى الدول العربية قابلت الأمين العام لمجلس الأمم المتحدة سابقا ودار بينا حديث حول الدين الإسلامي وكان قد امتدح الإسلام فعرضت عليه الإسلام تقديرا وقلت له سوف أدعو الله لك بالهداية....) **
سمعته على قناة مكة ( mecca) يقول في برنامج (مكيون):
عمل مؤذناً بالحرم المكي لمدة 36 عاماً و كان الذي عينه الوزير حسين عرب .

من طرائفه التي سمعتها منه على عدة قنوات فضائية:

- كان لي شرف عظيم أن أصبحت مؤذنا في الحرم وقضيت في الأذان 38 عاماً، وكنت أتقاضى 40 ريالا، في ذلك الوقت وتم اخياري في باب الوداع أقوم بتنزيل البيرق والمدافع أمامي فأقوم، بإعطاء إشارة للجندي الذي يعمل على المدفع تفيد بأن وقت المغرب دخل حتى يطلق المدفع، ولا يستطيع أن يطلق المدفع حتى أقول الله أكبر، ويتم إطلاق المدفع ويبدأ الإفطار، كما طلب مني شيخ المؤذنين أن أبقى في باب الوداع، وكنت أتمنى أن أتعرف على مطلق المدفع، الذي لا أراه ولا يراني، فقط القاسم المشترك بيننا البيرق هو يرى العلم وأنا أرى دخان المدفع، وكنت في يوم من الأيام في عزيمة لدى عمدة المعابدة وكنا نلبي الدعوات، وجلس بجانبي أحد الأشخاص فسألني: أنت وين تشتغل؟ فقلت له أنا مطوّف ومؤذن. فقال: كيف تجمع بين الطواف والأذان؟ فقلت له: إذا حان وقت الأذان أتوقف لرفع الأذان وبعد ذلك أكمل الطواف. فكانت ملامح وجهه توحي أن لديه شيئا في نفسه، فقال لي من يتحدث معك هو الجندي الذي يطلق المدفع وينتظر كل مغرب رفعك البيرق، فدمعت عيناه وقال كنت أتمنى أن أتعرف عليك".
- يقول كنت أعرف بحكم الخبرة حجم الضيف الوافد للحرم و حينها كانت سيارات الرش تدخل الحرم و الضيف ينتقل من الطواف إلي المسعى بالسيارات ، فإذا جاءت السيارة و رشت مرة واحدة فهو مسئول عادي و غن رشت مرتين فهو وزير أما غذا رشت ثلاث مرات فهو ملك أو رئيس دولة.
_أول وظيفة عمل فيها في الحرم المكي فهي (إفطار الحمام) و كانت الصبيان و صغار الشباب يعينون بها و مهمتهم لملمت ما تساقط من ريش حمام الحرم و تقديم الحبَّ و الدُّخن للحمام بعد صلاة الفجر فكان يقول ما يؤذن للفجر حتى تتجمع أسراب الحمام انتظارا لي و كان بعضها يقف على كتفي و بعضها على رأسي.
_ يقول طوَّفت ملك ملاوي و كان حديث الإسلام و كان رجلاً ضخماً جدا فيعد الطواف ذهبت به إلي المسعى و حين وقف على المروة و نظر إلي الصفا قال لي: هل نسعى مرة واحدة أم سبعاً؟ قلت: بل سبعاً ، فأستكثر ذلك و أقنعته أنه لا بدَّ من هذا ، و حين انتهى من الشوط الخامس ، قال لي: يا شيخ جميل! اكمل أنت عني الشوطين الباقيين و أنا حين أعتمر مرة أخرى سأطوف هذين الشوطيين على نيتك.
_ يقول طوفت بالفنانة أم كلثوم و أخت لها توأم و كنت أظن أختها هي السيدة أم كلثوم فطيلة الطواف و أنا أهتم بالأخت دون أم كلثوم فلما وسعنا السعي قلت لأختها: هل تأمرين فأحضر لك عربة، فقالت: أسأل الست!
فأجابت أم كلثوم: العربة للعجائز أما أنا فما زلت شابة، و كنت في السبعين من عمرها !
قال: فلما قضينا المناسك قالت لي أم كلثوم : يا شيخ جميل أريد باب السلام فذهبت بها و حين استقرت به، التفت نحوي و قالت: ستسمع قريبا شيئاً يعجبك حين أعود للقاهرة، قال: ثم عرفت أنها غنت ( القلب يعشق كل جميل ) جاء فيها: دخلنا باب السلام ، غمر قلوبنا السلام، و القصيدة بالعامية لبيرم التونسي.
_______________
* موقع مكاوي :http://www.makkawi.com/Articles/show.aspx?Id=867
**جريدة عكاظ، العدد:4072 ، الصادر في يوم الجمعة 22 -9-1433 هـ الموافق 10-8-2012

عبده فايز الزبيدي
13-06-2015, 05:17 PM
عبد المجيد الزنداني
ولد عبد المجيد بن عزيز الزنداني عام 1938م *في منطقة الشعر بمحافظة إب، إحدى أشهر المحافظات باليمن ولكن نسبه يعود إلى قبيلة (أرحب) تلك القبيلة التي ينتسب إليها الصحابي الجليل سعيد بن قيس رضي الله عنه كما ينتسب إليها أبو الأحرار اليمنيين محمد محمود الزبيري.
تلقى تعليمه الابتدائي في عدن وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في القاهرة وفيها قام بتأسيس أول منظمة إسلامية تحت إشراف محمد محمود الزبيري وذلك بعد خروجه من حركة القوميين العرب والتي انتمى إليها لفترة قصيرة 1958م.
ترك الزنداني مقعده في السنة الثانية بكلية الصيدلة ليعود إلى اليمن بعد قيام الثورة باستدعاء من الزبيري ليساهم في جهود حماية الثورة والجمهورية والدفاع عنها حيث قدم عبر إذاعة صنعاء برنامج(الدين والثورة) الذي استهدف سد الفجوة التي حاول البعض صنعها بين الدين والثورة وقد حتم عليه واجبه الخروج إلى مناطق القبائل لحقن دماء اليمنيين والذين سالت دماؤهم بسبب محاولات التدخل الأجنبي لإحداث الصراع والشقاق بين اليمنيين فكان له دور بارز في التحضير لمختلف الفعاليات الوطنية المعارضة وكذلك إصدار صحيفة صوت اليمن، وتأسيس حزب الله مع أستاذ النضال اليمني الزبيري، وكان الزنداني يجوب مناطق القبائل الملكية لإقناعها بالعدول عن مواجهة الثورة.
وضل الزنداني على نفس الخط الذي رسمه أبو الأحرار الزبيري حتى بعد استشهاده (استشهد الزبيري والزنداني إلى جواره) وواصل إصدار صحيفة صوت اليمن مع زملائه ومن ثم التحضير إلى مؤتمر للسلام تجتمع فيه قبائل اليمن لإخماد لهيب الحرب الأهلية وقد انتخبه المؤتمر نائبا لوزير الأوقاف.
ولكن حكومة صنعاء وبتعليمات خارجية قامت بملاحقة دعاة الإصلاح واشتدت القبضة العسكرية مما دفع الزنداني إلى المغادرة إلى عدن التي كانت تحت وطأة الاستعمار البريطاني فارا من نظام البطش الذي ارتدى ثوب الجمهورية وفي عدن كان الزنداني شعلة من الحماس في الدعوة إلى الله في المساجد والمنتديات وتولى إدارة معهد النور في عدن، كما لم يسلم أيضا من ملاحقة المخابرات الإنجليزية وأزلامها للحد من نشاطه الدعوي الذي أحدث ضجة في مدينة عدن.
قيادة الإسلاميين باليمن:
وبعد نجاح حركة نوفمبر في شمال اليمن عاد الزنداني إلى صنعاء وتولى إدارة الشؤون العلمية بوزارة التربية والتعليم وعمل على مواجهة شبهات الملحدين والعلمانيين والتي تحاول فصل العلم عن الدين فقام بتأليف كتاب التوحيد للمدارس وساهم بالتدريس لعدد من المواد العلمية في المدارس الحكومية.
وفي عام 1975م تولى الشيخ عبد المجيد الزنداني رئاسة مكتب التوجيه والإرشاد والذي قام من خلاله باستقدام العلماء والمفكرين الإسلاميين إلى البلاد للعمل على نشر الوعي الصحيح للإسلام ومعانيه السامية ورد كيد الزحف الشيوعي القادم من جنوب اليمن الذي كان يحكمه ثلة من الماركسيين.
كما يعتبر الزنداني من أوائل المؤسسين لحركة الإخوان المسلمين في اليمن والتي بدأ ارتباطه بها في القاهرة أيام الدراسة مع رفيقه عبده المخلافي الذي استشهد في حادث غامض في مايو 69 م ومن ثم تولى الزنداني قيادة جماعة الإخوان...)**

( انتقل إلى المملكة العربية السعودية وعاش فيها حقبة من الزمن، وقام بالتدريس وإلقاء المحاضرات، وساهم في تأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في المملكة العربية السعودية وترأسها بعد ذلك. ثم عاد إلى بلده اليمن وأسس جامعة الإيمان للعلوم الشرعية، وتواصلت مصنفاته وأبحاثه في علم الإيمان والإعجاز، وكذا في الدعوة ومنهجها ولقد منح شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان...)***
قلت :و فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزاندني ينتسب لجماعة الإخوان المسلمين.
____________________________
* جاء في ويكيبديا: ( ولد الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني في قرية الظهبي في مديرية الشعر من محافظة اب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية في عام 1942م، ولكن أصله من منطقة "زندان" في مديرية أرحب في محافظة صنعاء , تلقى التعليم الأولي في الكتاب - إبان الحكم الإمامي في اليمن - ثم في عدن وأكمل الدراسة النظامية فيها.)
**جامعة الإيمان: http://www.jameataleman.org/main/art...rticle_no=1896
*** ويكيبديا.

د.حسين جاسم
03-07-2015, 01:38 AM
جميل أن يهتم مبدع بتراجم المبدعين
لكن الأجمل أن لا تحتوي التراجم من هب ودب من أديب ومبتدئ ودعي أدب

بعض الأسماء هنا تحتاج كثيرا من التطور لتستحق ضمها للقائمة كي لا يختلط الحابل بالنابل
تقديري

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 10:27 PM
جميل أن يهتم مبدع بتراجم المبدعين
لكن الأجمل أن لا تحتوي التراجم من هب ودب من أديب ومبتدئ ودعي أدب

بعض الأسماء هنا تحتاج كثيرا من التطور لتستحق ضمها للقائمة كي لا يختلط الحابل بالنابل
تقديري

حريص على النقد و أسعى للمشورة
و لست حريصا على إرضا كل الناس فهذا هو المحال
و التصفية لا بد منها .
بوركت صديقي الكريم:0014:

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 10:41 PM
إبراهيم العمري
هو أبو يحي إبراهيم بن يحي بن إبراهيم العمري من مواليد قرية الفَرِيق بوادي حلي بن يعقوب بمحافظة القنفذة التابعة لأمارة مكة المكرمة شرفها الله ، من مواليد 1392 للهجرة درس تعليمه العام بمدارس حلي ثم انتقل لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة و أخذ البكالوريس فيها في العلو الشرعية و له إلمام و اطلاع بعلم النفس و علم العروض ، له ثقافة شاملة ،و هو شاعر و أديب أريب ، يعمل وكيلا بمتوسطة الأمير ماجد بن عبداعزيز بقرية كِيَاد بوادي حلي ،
من أعماله:
ذكريات الغرام

سئمت الحياة وزيف الأمل=خليُُ دعيُُ وحبُُ رحلْ
وليل الغرامِ بلا غاية=كليل الشريد بقفرٍ نزلْ
يخاف الهدوءَ ويبكي الظفر=ويبني الأماني برمل الوجلْ
أيا غادتي أنتِ قطر الندى=وأنتِ الحياة وأنتي الأجلْ
وأنتِ الربيع بكلِ الفتونْ=وأنتِ الخيال وكأسُ الثملْ
وأنتِ النسائمُ في خافقي =ضئيل سواكِ وأنتِ الجلل
وأنتِ الجميلة في ناظري=وغيركِ مسخُُ بغير الحللْ
وأنتِ السماء وأنتِ المطر=وأنتِ الملاكُ الذي لم يزل
فديتُ العيون وذاك النحول=فديت ابتساما على الثغر طلْ
نسجتُ القصائد في عشقها=فنادى اشتياقُاً وفي القلب حلْ
تعالي فإني قتيل الهوى=وأنتِ طبيبي ومن بي فعلْ
أجيبي فؤادي قبيل الرحيل=وشدي جراحي فعمري أفلْ.

هذا هو الليل

ليل وطيف الحب نوارُ=ولكم سرت بالليل أخبارُ
ولكم بكت عين مسهدة =لاحت لها صُفُدُُ وأخطارُ
ولكم تفطر قلب عاشقة=حكمت لها بالعدل أقدارُ
أمُُ تقلب جثة طرحتْ=لصبيها والدمع مدرارُ
وهناك من يحيا على وهمٍ=وكذا أرقاءُُ وأحرارُ
وهناك أرواح معذبة=لعذابها لغز وأسرارُ
وهناك أفواه مكممة=رُدمتْ بها ياليل أحجارُ
هبني تخطيتُ الوغى جدلاً=أيظل لي نوء وإعصارُ
إني سئمتُ الصمتَ في زمنٍ=عصفت به فتنُُ وأوزارُ
هذا هو الليل الذي نسجت=أثوابه بالظلم أشرارُ

عندما... يقتل الحلمُ الأمل


وسنلتقي
رغم الضياعْ
رغم احتجاجات البشرْ
وسنلتقي
عند الصباحْ
عند اهتزازات الزهر
وسنحكي
عن قصص الطفولةِ
وابتسامات الصورْ
أنا يا حبيبتي
في دمي يسري الوهمْ
كالليل يبتلعُ النهارَ
وفي فمي
بعض الرثاء ِ
على ضريحٍ مندثرْ
هيمانَ
اقتلع الخطى
واليأس ملءُ جوانحي
أترقب الأحزانَ
من كف القَدَرْ
والغربة الشوهاءُ
تجرح خاطري
أفٍ لها
ما كنتُ أحسبها خطرْ
وحسبتُ أن لغربتي
حدُُ
ويبتسم القدرْ
لكن أحلام الصبا
رفضتْ تعاليم البشر.


رمضان ... وأمتي

رمضان فيك طهارة تتجددُ=وتقىً نقياً دائماً نتزودُ
رمضان يا فرح الطفولةِ شدني=شوقُ إليك وشقوتي تتبدد
رمضان يا لحن الوجود وروحه=يا رحمة الباري هنا تترددُ
حمداً لمن سمك السماء وشدها=حمداً لربٍ واحدٍ وأرددُ
رحماك يا ربي وعفوك أطلب= لجلال وجهك في البرية نسجدُ
ها أنت يا رمضان تأتي وإنما= الجرح ينزفُ والأسى يتجسدُ
ولأمتي في الخلق ألف شكايةٍ=وبنُوها في خطرٍ ولم يتوحدوا
رقصوا على وترِ العدوِّ وسبحوا=لجلاله حباً ولم يترددوا
أين المآثر والكماة وصولها= أين الجسارة والعدا تتهددُ
طفلُُ يطير مع الشظايا كأنه=لا شيء في معنى الوجود يجسدُ
وصبية تدمى، يمزق عرضها=وبدارنا راح العدو يعربدُ
رمضان عدتّ ولم يزل بقلوبنا=جرح عميق دائماً يتجددُ
أنا لا يطيب لي الزمان وشعبنا=في كل أرضٍ يستضامُ ويجلدُ
وسأبقى في زمنِ الجحود مدافعاً=عن أمتي ولأمتي أتزودُ


( إيهِ يا ظبية قلبي )

لا تلومينــــي فإني ***** ألمح الفجــر اكتئابـــــــا
وعذاباتٍ ودمــــعاً **** يخنق اليوم الجـــــوابا
كم شكا فيه جـــريحُُ **** ناعس الطـرف وغابا
إيهِ يا ظبية قلبـــي **** لا تسومينـــــــــي عذابا
ودعيني وجراحـــي **** ملهب الروحِ مـــــــابا
هل أنا في الناس وحدي ****من طوى الحـب وهابا
أم أنا في السرب فردُُ **** ثائرُُ يهوى اليبابـــــــا
أم أنا بائع حـــرفٍ **** يأسر الغيدَ العذابــــــا
لست أدري من أنا مـنْ ***هل غدا أمري عجابــا
لا تقولــــي بث فينا **** أحرفاً تجري رُضـــــابا
وسليني عن فــــؤادٍ **** بات في جوفي شعابـــا
وسليني عن عيـــونٍ *** تبعث اليــــومَ العتــابا
كان لي قلـــبُُ سعيدُُ **** يلفظ اليأسَ ويابــــــــــا
فاستوى فيـــه شقاءُُ **** وانثنى السعدُ وغـــابا
إيهِ يا ظبية قلبــــي **** لا تسومينـــــي عذابا



( ما أجملك )

ما أجملك
الورد يرقصُ
منك لكْ
ما أروعكْ
هل أنتَ
في الدنيا ملكْ
كل النساءِ
بلا ثمنْ
لا شيء
في بنك الزمنْ
أنتِ الرصيدُ
بلا حدوْد
وأنتِ
أثمنُ من ثمنْ
كل النساء
بلا جمالْ
لا شيء
في دنيا الحسانْ
وأنتِ
أنتِ الحسنُ قانْ
وبلا مثالْ
أنتِ الجمالُ
وأنتِ
أحسنُ من خيال
ما أجملكْ
ما أروعكْ
قلبي معك
هل أنت
في الدنيا ملك.


( أ عصفورتي)
إليكِ حثيثاً دفعت الخطى = بقلب رقيق كقطر الندى
وخلت الزمان بغير الهوى= كقبر ينادي كفيح اللظى
حرام عليك أتستعذبينْ = نذور التنائي،ورعد الجفا
حملت إليكِ فؤادي الشقي = أسيفاً ملئياً بحب الوفا
فياسلوتي علميهِ االخيالْ = وفن الحديث وطهر الرؤى
أعصفورتي من أناجي هنا= سوى ذكرياتي وبعض المنى
إذا طلَّ يوم نثرت الدموعْ = لذكرى حبيب عفى وانتهى
وإن غنَّى يوماً على شرفتي= حمامُ تنامى بروحي الجوى
وإن صاح ليلاً مضيُّ الزمنْ= ملأت الفضاء بنشج البكى
لأني أحب صداكِ الحزينْ = وأخشى مراراً سهام النوى
لأنكِ قلبُ طهور المرامْ = شروق بحب شديد السنا
أعصفورتي هل يلام الزهر= إذا النحل يوماً إليه ثوى
فما ذنب قلبي أيا سلوتي = إذا سال منه رحيق الهوى
وما جرم عين هفت للجمالْ= وما إثم روح هوت في الورى
إذا كنت يوماً عشقت الحياة= فمن بعد عشق لكِ قد سرى

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 10:42 PM
أحمد عطية
هو الشاعر السعودي أبو شادي أحمد بن محمد بن علي عطية آل عطية ،ولد في حوالي عام 1385 للهجرة ، حاصل على شهادة البكالوريس
من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فرع أبها _ سابقا _ حيث اسمها اليوم جامعة الملك خالد بعد دمجها مع فرع جامعة الملك سعود ،تخرج في قسم السنة وعلومها ،تتلمذ على يد الشيخ الفاضل والداعية الشيخ عائض بن عبدالله القرني مدة دراستي بالجامعة ، و درس القرآن الكريم على يد الشيخ عبيد الله الافغاني رحمه الله بأبها وأخذ الإجازة بقراءة حفص وشعبه ، و من شيوخه في القرآن الشيخ عبدد الصبور السعدني
من المراقبين القدماء للمصحف الكريم بجمهورية مصر العربية واسمه كان مكتوبا في المصاحب القديمة كمراجع لها وهو من المهرة في القراءات العشر وقد توفي رحمه الله وقد تعلم الشيخ عائض بن عبدالله القرني علي يده كذلك

تعرف على الشيخ ظهير أحمد صديقي من دولة الهند ويعتبر علما بارزا في الدعوة الى الله هناك وقد تقلد مناصبا عليا
وهو ممثلة دولة الهند في قافلة نصرة بيت المقدس .
يعمل حالياً معلماً .
للأستاذ أحمد نشاط ثقافي في المراكز الصيفية التي تجمع الشباب و تهذب أخلاقهم
و له نتاج شعري في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) و خاصة بمنتديات منابر الثقافية التي يملكها الأستاذ حاتم الحمد وفقه الله ، من شعره:


زارني الشوق بعد طول سكـوني

زارني الشوق بعد طول سكـوني
ورماني بسهمه في العيــــــــو ن
طال ليلي والشــــــوق فيه يغني
يعزف اللحن يرتمي بجفونـــــــي
قلت مهـــلا فهــل ترى فيك سقما
قال كلا ولست أخفي جنونــــــي
أنت أدرى بمـــن عشقــت وفيــه
حار فكري وصدقتــه ظنونـــــــي
البهـــــــاء كل البهاء تجــــــــلى
والسنـــــــــــا لقيته في يمــــينـي
فيك ألقى يامكـــــة الحـــب رمزا
من معين شربت أحلى المعيـــــن
حبنـــا في الله يبقــــــى وفيــــــه
نبذل الروح قبل همس الجفــون
احمليني مراكب الشوق هيــــا
ودعينـــي أبث شجــــوى السنين
قدوتي في المعالـــــــــــــيَ تبقى
نهـــــــر حب وزورقـــــي لليقين
لست أرضى من الحياة عبـــــيرا
لست ابغـــــي مفاتن المفتـــــون
قد عشقت الزمان حتى تـــــــولى
طيف حلم ٍ قد زارني بالشــــجون
طيف حلم يمر والنفس تجــــري
خلف وهم مكبل في السجـــــــون
يا الهي اعد إلينــا نفوســــــــــا
ريحهـــا الورد داعبتها غصوني
من سناها تحدر النـــــــور حتى
أنور القلب بالهـــــــــدى واليقين
ربي بارك فعالها وهي تبـــــــقى
نور روحي وخافقــــــي وعيوني

و قال في قصيدة أرسلها لأحد أصدقائه يدعوه للتصافي:

حًجبُ الهوى تعلو هناك وتظهرُ
والقلب ُ ينعي همه ويبعثرُ
في قلبك المعلولُ ألفُ حكاية
وسهامُ غدر باللهيب تُسعرُ
قف ياهوى عن أمنيات حزتها
وأعلم بأنك في الغواية تهذر
لا ترتجي مني الوصال حُرمته
ولى زمانُ لا يعودُ فيُزهر
جفت ينابيعُ وأنت قطعتها
كانت لنا ذكرى وكانت تمطر
أنا ما غويتُ وما رغبتُ غواية
حتى أتي منك الكلام يُسعر
هلا أتيتَ لكي نُصحح ما مضى
ماكان في زمن نراه ونغفر
أما إذا كانت هناك مسافة
للبعد فادفن ما يكونُ ويخطر
لاتترك الأحقاد تفعل بيننا
فعل الوحوش تناحر وتدابر
إني أراك ونظرتي بك حلوة
فانظر اليَ بعين ودِ أنظر
أغراك شيطن وكنت مبجلا
عما يشين فأنت أنت الأخطر
إني عفوت وللخصام زجرته
رمضانُ شهرُ للتصافي مَعبر
هلا أتيت وللتاسمح بيننا
ذكرى تكونُ بخيرها نتدثر

ارحل
ارحل كما رحل الدخان الى السما
من غير عودته تكبر واحتمى

ارحل فقد آذيت قلباً خلته
عبداً يطيع أوامرا لك سُلما

تُلقيه في بحر الهموم وتختفي
ليعيش وهماً بعدكم وتهكما

تُهديه من لهب العتاب سعيره
تشوي الفؤاد بضحكة وتبسما

تلقاه في كل المحافل ساخراً
أو تدعي حباً وتسقي علقما

إن المحبة أن تكون مسالماً
وتُطيع قلبا في هواك متيما

وتذلل الصعب العسير وتقتفي
خلق الكرام وتبتني لك معلما

وتقدم الإخلاص دستورا له
تبقى كما بقي الضياء مُخيما

تبقى كماء الورد فواحا به
علُقت نفوس العاشقين ترنما

تهدي الجميل بخفة وتذلل
وتُعيد وصلاً قد خبى وتصرما

وتُجاهد النفس الأبيه إن أبت
وتُعيدها رغم الفراق الى الحمى


كلما جفت عيوني من بكا

هزني الحزن وأبلاني الندم


وتوارى السعد يحدوه سأم


وتوالت ذكريات كلها


تتعب القلب وتبقيه صنم


آه ما أشقى فؤادي كلما


طاب جرح نكأ الجرح قدم


كلما جفت عيوني من بكا


هيج الشوق بها ألف ورم


قسما بالله ما عدت أرى


غير هم وبلاء وسقم


ترحلُ الأفراح عن عالمنا


ونذوق الحزن ممزوجا بدم


إن رحلتم يا أحبائي فما


بعدكم يحلو ويشجوني نغم


سوف أبقى هائما في حبكم


ولكم مني دعاء في الظُلم


كتب عن قطٍّ (هرٍّ) على شاطئ البحر:
هادىء الطبع قليل الحركه
ناظر للبحر يبغي سمكه
ساقه التفكير في الموج له
أمنيات ساميات مهلكه
شارد التفكير يُمضى وقته
بين تخطيط لبدء المعركه
ناظر للبعد في وثبته
سرعة البحار يُلقي شبكه
لاينام الليل يبقى هائما
يطلب الله تزيد البركه
الضجيج المر لايزعجه
لايُعير الناس أدنى حركه
إن تقدمت له تُوقظه
تتعب الروح معاه تتركه .

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 10:44 PM
عبيدالله الأفغاني

هو عبيد الله بن عطا بن محمد أفغاني الأصل سعودي الجـنـسـية .. من مواليد 1351هـ بمنطقة كوهستان محافظة تكاب شمال كابل ،مربوع القامة .. عريض الوجه .. أبيض مشوبٌ بحمره .. كث اللحية غلب عليها البياض .. يخضبها بالحناء امتثالاً للسنة الشريفة .. غزير الشعر ، ولم يكن يحلق رأسه إلا في عمرة أو حج

و كانت أهم مراحل الشيخ و ابتداء شهرته في مدينة ابها جنوب غرب المملكة العربية السعودية :

في الثمانينات بعد الثلاثمائة وألف زار أبها وفد من مكة المكرمة ويتكون من كل من الشيخ ( أحمد القحطاني ) ، والشيخ ( محمود سيتي ) هندي الجـنـسـية ، والطبيب الداعية (مصطفى غلام ) سعودي من أصل باكستاني .
لعرض فكرة تأسيس مدارس تحفيظ القرآن الكريم بطريقة تعاونية تكفل تأمين رواتب المدرسين ، فيكون ثلثاً على الأهالي ، وثلثاً على جماعة المسجد ، وثلثاً على نفقة الشيخ ( محمود سيتي ) عن طريق جماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة .

وتمخضت زيارة هذا الوفد لمدينة أبها عن تأسيس مدرسةٍ لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد برزان في أبها . وقد بدأ التدريس فيها إمام المسجد فضيلة الشيخ ( ناصر عبد الجبار ) ثم تلاه ( محمد البار كندي التركستاني ) ولكنه لم يلبث أن أعتذر .

وكان ذلك بإشراف ومتابعة كل من الشيخ ( سليمان بن فائع ) أميناً للصندوق وعضوية كل من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ( عبد الله العواد ) والشيخ ( محمد بن محمد البشري ) و ( يحي بن حسن بن مستور ) . أما الموجه للجميع والمشرف العام على جهود الدعوة والدعاة وتحفيظ القرآن الكريم فهو سماحة الشيخ ( عبد الله بن يوسف الوابل ) رئيس محاكم منطقة عسير ألسبق رحمه الله . ونائبة فضيلة الشيخ إبراهيم الراشد الحديثي ) رئيس محاكم منطقة عسير السابق .
رأي المشايخ في مدينة أبها ضرورة التخاطب مع معالي وزير الدولة المشرف على عمارة الحرمين الشريفين ورئيس جماعة تحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة الشيخ ( محمد بن صالح قزّاز ) لضم مدرسة أبها لمدارسهم من حيث المصاريف والنفقات وتأمين مدرسين أكفاء .

فصدرت موافقته وتم بعث الشيخ عبيدالله الأفغاني إلى أبها ومازال الأمر كذلك حتى تم الانفصال عن مكة وباستغلال بإدارة خاصة تشرف على مدارس التحفيظ بابها . ولما يتميز به الشيخ عبيد الله الأفغاني من خلق وعلم ، حرص الطبيب مصطفى غلام على حث الشيخ على الخروج إلى أبها لما لمس فيه من قدرات وأنه الرجل المناسب لتلك المنطقة .

وأستطاع في النهاية أقناعة بعد أن كان يرفض بتاتاً الخروج من مكة المكرمة مهما كانت المغريات وكان أساس خروجه على أن يبقى في أبها فترة الصيف فقط ثم يعود بعد ذلك إلى مكة المكرمة فحظر إلى أبها ومعه زوجته أم عبد الله وأبنائه الصغار .

وصل الجميع إلى أبها وكان في استقبالهم المشرف على مدرسة مسجد برزان الشيخ الفاضل ( سليمان بن فائع ) وزملائه كل من الشيخ سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني والشيخ أحمد بن حسن بن محمد وأسكنوهم في نزال المسجد تحت المأذنة تمهيداً للترتيب لسكنهم .
وقد احتفى بهم جميع السكان وأكرموهم وفرض الشيخ احترامه على الجميع من أول لقاء بما يظهر عليه من السمت والوقار .

ثم بدأ بترتيب السكن له وقد أنتقل في مساكن متعددة طوال أقامته في أبها وكان يعقد حلقات التدريس في مسجد برزان ويقوم بمساعدته الشيخ سليمان بن فائع بضبط الطلاب وتأديبهم إلا أنه لم يكن في الأساس يريد تدريس الصغار بقدر ما كان حريص على تدريس الكبار ، ولكن وفقه الله في تدريس الصغار والكبار .

وفي يوم من الأيام بعد أن عقد الحلقة لاحظ الشيخ أنه لا يجلس فيها إلا صغار السن فوجه سؤلاً إلى الشيخ سليمان بن فايع لماذا لا يدرس الكبار ؟ فقال : من تعني من الكبار ؟ قال : طلاب العلم من أمثالكم قال : قد سبق لنا دراسة القرآن الكريم في المدارس ولدى المشايخ . فقال : ولكن أريد أن تدرسوا القرآن الكريم بالتجويد . فكان أن استجاب له الشيخ سليمان .

وأجتمع معه عدد من طلاب العلم من أمثال سعيد بن مسفر وأحمد بن حسن محمد وأحمد الشهري وأحمد سيف الدين التركستاني وكان هؤلاء هم أول دفعة تدرس عند الشيخ دراسة متخصصة برواية حفص وشعبه وقالون ومنحهم إجازات علمية وربطهم بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم أعقبهم دفعات أخرى أمثال يوسف بن إبراهيم القبيعي ، وسعيد بن مداوي ، وأحمد العوسي ، ومهدي بن عبد الله بن علوان ، وحيدر بن أحمد الصافح ، عبد الله الرضفي ، وصالح بن حيان ، وحسين بن يحيي بن مسفر ، وحسين ميسر .. ومزال يتوافدون على حلقة الشيخ حتى عدوا بالعشرات ثم بالمئات في فترات لاحقة .

الإستقرار في أبها
وكان من المتوقع أن يبقى في أبها فترة الصيف ثم يعود إلى مكة المكرمة ولكن بعد أن رأى أنه مكث إلى مكة طيلة 16 عاماً ، لم ينتفع بعلمه أحد ورأى هذا الإقبال المنقطع النظير في أبها من طلبة العلم فاستجدت لديه الرغبة ألأكيدة لبقائه في أبها .
فما كان منه إلا أن عرض رغبته على زوجته أم عبد الله فذكرت له أن الاتفاق بينهما في مكة على أن يمكثوا فترة الصيف فحسب فذكر لها مميزات التي وجدها في المنطقة وأهلها وأنه يريد أن ينشر علمه ويبلغ هذه الأمانة التي حملها ، فقالت أما أنا فلا أرغب البقاء فيها .. وأصرت على العودة إلى مكة المكرمة وأصر الشيخ على البقاء .. فاختارت الفراق على البقاء معه ..فكان لها ذلك .

هكذا ضحى الشيخ بحياته الخاصة واستقراره الأسري مقابل أن ينشر ما تعلمه من علم في نفع الناس في هذه البلاد النائية .. ولعمري أن هذا غاية البذل فمن ياترى يصنع مثل هذا ؟ مع علمه بما سيترتب على ذلك القرار من تبعات ينوء على حملها .

وبقي أولاده وبناته بصحبته في أبها وكان إذ ذاك صغاراً بعضهم في سن الرضاعة وكان الشيخ له نشاط وحيوية وقوة فاستطاع أن يجمع بين التدريس في أكثر ساعات الليل والنهار في المسجد والبيت بين تربيته وحضانة الأولاد وتدبير شؤون المنزل الأخرى .

وأستمر على هذا الحال سنوات جاهد فيها جهاداً مريراً وصبر فيها صبراً عظيما .. ومن يراه وهو يحتضن طفلته الرضيعة في حجره يلاعبها ويناقيها والبقية من الأطفال من حوله منهم المريض ومنهم النائم ومنهم المستيقظ ومن حوله طلاب العلم ويدرسهم ويلقنهم .. علم علماً يقينا أنه من المجاهدين العظماء .

وقوف أهالي أبها مع الشيخ في محنته
وبعد مده قدم أحد جماعته من مكة المكرمة ورأى تلك الحال التي يعيش فيها الشيخ فرق له وقال أنا آخذ هذه الطفلة الصغيرة إلى مكة وستقوم زوجتي برعايتها فأعطاه إياه وكان الشيخ ينزل لزيارتها كلما ذهب لأداء العمرة أو لأداء الحج .

ومضت السنون وكبرت البنت ، فلما بلغت تسع سنين ذهب الشيخ إلى مربيها هذا وقال : جزاك الله خير البنت كبرت وأريد آخذها لأعلمها وأربيها . فقال : ليس لك عندي بنت !! فأنا الذي قام على تربيتها هذه المدة الطويلة وأنا لن أدفعها لك هكذا إلا أن تدفع لي قيمة مصاريفي عليها هذه السنين الطويلة .

وكان الشيخ فقيراً مستور الحال ليس له من المال إلا ما يقوم بمصاريفه وبيته . فعاد إلى أبها وبلَغ ذلك تلاميذه وجيرانه ومنهم الشيخ أحمد بن مسفر فتشاورا ورأوا أن يخبروا الشيخ ( صقر المدرع ) مدير فرع وزارة العدل بعسير بهذه القصة لعله يجد مخرجا .

فلما علم بهذه القصة قام جزاه الله خيراً بإشعار أحد المسؤلين في مكة بمتابعة قضيته وأتي بهذا الرجل فأعترف أنه قام بتربيتها ، ولكنه رفض التنازل عن مصاريف التربية فحكم القاضي له بخمسين ألف ريال . يُدفع له منها النصف حالاً والباقي إلى أجل .

فعاد إلى أبها بغير أبنته وتسامع الناس بقصته هذه المحزنة فما كان من أحد طلبته إلا أتى بذلك المبلغ وقدره خمسة وعشرون ألف ريال في ليلة من الليالي بعد صلاة المغرب في شيك .

فشكره الشيخ وقبل المبلغ وكتب معه خطاباً وأرسله إلى ذلك الرجل إلى مكة ، فلما وصله مع المكتوب كان الرجل أحس بتأنيب الضمير وبسوء صنيعه مع الشيك فأعاد الشك ومعه رسالة أبدى فيها أسفه واعتذاره ومما ذكر فيها " لو استطعت أن أكتبها بدمي لفعلت "

شاع الخبر بين الناس وعلم بعض المحسنين في أبها بذلك فقدم على الشيخ في مسجده بالمبلغ كاملاً وقدره خمسون ألف ريال .
فقال الشيخ : قد قضى الله حق الغريم .
ولكن أن رأيت أن تتبرع به للمجاهدين كان هذا أحسن فوافق المحسن على ذلك
وقال : هي لك أصنع بها ماشئت ، فما كان من الشيخ إلا أن ضمها لتبرعات المجاهدين التي كان يجمعها لهم في كل عام طوال سني الجهاد الأفغاني وذهب بها وسلمها إليهم .

البحث للشيخ عن زوجه
هكذا مكث الشيخ بعد طلاقه لزوجته الأولى مدة من الزمن ، يعاني ثقل حمل المسؤولية في تربية أبنائه ، والقيام بمهام تدريس طلابه ليلاً ونهاراً مع ما يعانيه من العزوبة والقيام بشؤون البيت .
عندها أدرك طلابه مدى حاجته إلى زوجه له هنا وهناك ، وطرقوا لذلك أبواباً كثيرة ، وكان الجميع يرحبون بالشيخ ويعلنون عن رغبتهم في تزويجه ولكنهم يبدون تخوفهم من فراقهم لأبنتهم عندما يسافر الشيخ خارج هذه المنطقة ، أو تقتضي الأمور عودته إلى بلاده .

ومازالت هذه التخوفات عقبه في طريق إنجاز هذا الموضوع حتى أعلن أحد الصالحين من طلاب الشيخ ومحبيه استعداده لتحديّ العادات والتقاليد حتى لو ذهبت معه أبنته إلى شرق الدنيا أو غربيها .
وعندما كادت الأمور أن تتم ، إذ بأخي الشيخ ( عبد المنان ) يبعث للشيخ برسالة من بلاده أفغانستان ، يطلب فيها منه إرسال وكاله تخول له النيّابة عن الشيخ في عقد زواجه بامرأة من بلادهم ، فكان أن أرسل له بالوكالة وما لبثت أن جاءت الزوجة بعد فترة مع أحد محارمها ، ولاتزال معه إلى الآن ورزق منها عدد من الأبناء .

مساعدته في إيجاد السكن
لم يكن للشيخ عندما قدم إلى أبها سكن خاص ، إذا أمضى قرابة خمس سنوات يتنقل فيها من بيت إلى آخر ، في عدة أحياء في ( الخشع ) و ( النمصاء ) و ( وشمسان ) وانتهى به المطاف إلى تمليك بيت في حي ( النميص )وبيت آخر في حي ( مشيع ) .

وذلك أن تلاميذه وبعض جيرانه رأوا أن يبحثوا له عن أرض ليبنوا عليها مسكناً حتى يستقر من عنا التنقل .
فكان لهم ذلك إذ تبرع له أحد المحسنين بقطة أرض في ( مشيّع ) وذلك في عام 1395هـ وبدأ تلاميذه فجمعوا له وبنوا له بيتاً متواضعاً حوى مكتبته ومجلساً صغيراً متواضعاً وغرفاً لنومه وأسرته .

وبعد مدة وزعت أراض بالنميص فمنح أرضاً . وقام الشيخ إبراهيم الحيي ( جزاه الله خيراً ) فاستحصل له قرضاً وبنى له بيتا وتم تأجيره بعد ذلك فكان يدر عليه دخلاً أعانه على أسباب العيش .
هكذا كان الشيخ محفوفاً بعناية الله ، ما ضاقت عليه إلا فرجت ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، وطرح الله البركة على رزقه على قلته .

وهكذا لبث ساكناً في منزله الخاص بحي مشيع إلى تلك السنة التي سافر فيها ، ثم أنه اضطر إلى بيع البيت ليستطيع شراء بثمنه بيتاً آخر في المدينة المنورة ، وشرى بثمنه بيتاً في حارة ( نزلة الجبور ) وبيت متواضع لكنه حوى أسرته الصغيرة ومكتبته على صغر حجمه وقلة غرفه .

الشيخ يناسبه أهل المنطقة
وقد حرص على تزويج بناته إلى أناس صالحين ، فزوّج إحداهن الشيخ ( عبد الكريم أحمد بانه ) وكان إماماً لمسجد جامع العزيزية وزوج الأخرى للأستاذ ( أحمد بن سعيد بن سعد عسيري ) أحد الرجال الصالحين المحبين للقرآن وأحد مدرسي اللغة العربية في التعليم العام ورزق منها ذرية صالحة .

حصوله على الجنسية
وهكذا أستوطن الشيخ عبيدالله أبها ، وألتف الناس حوله وأحبوه ، وتوافد عليه طلاب الثانويات والمعاهد والجامعات وعدد كبير من المشايخ ، وأساتذة الجامعات يصححون قراءتهم على يديه ، ويزدادون من علمه وفقه .
ومن المحطات المهمة في حياته قصة حصوله على الجـنـسـية السعودية وذلك في منتصف التسعينيات هجرة عندما زار الملك خالد رحمه الله منطقة عسير ، إذا أعد العلماء خطاباً يعرضون في حالة الشيخ وجهوده ويلتمسون فيه أن يُمنح الجـنـسـية ، وعهدوا بهذه المهمة إلى سماحة الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل .

وفي مناسبة الحفل الكبير الذي أعد للملك في ( ساحة البِحار ) توجه الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل والشيخ إبراهيم الراشد الحديثي ومعهم الشيخ عُبيدالله الأفغاني وعدد من طلبة العلم للسلام على الملك ، وقام الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل بتعريف الملك بالشيخ عبيدالله الأفغاني ، ثم ناوله الطلب وبين فحواه فما كان من الملك خالد رحمه الله إلا أن أوعز لصاحب السمو الملكي نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية باعتماد منحه الجـنـسـية السعودية .

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 10:46 PM
وبعد فترة يسيرة من جريان المعاملة في القنوات الرسمية منح الجـنـسـية ، وكان الذي بشره بذلك الشيخ أحمد بن مسفر الذي كان حينذاك مديراً لأحد المدارس ، فأتصل به أخوه من الرضاعة الشيخ ( محمد بن حسن الشهراني ) مأمور الجـنـسـية وأخبره بأنهم تبلّغوا بمنحه الجـنـسـية ، فأتاه مسرعاً وبشره بالأمر .

التحاقة بالتدريس بجامعة الإمام
وبعد ذلك تم له الالتحاق عام 1396هـ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معلماً للقرآن الكريم في المعهد العلمي في أبها بطلب من مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ( آنذاك ) الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، وأمضى في المعهد العلمي أثني عشر سنة ثم أنتقل إلى كلية الشريعة عام 1408هـ فبقي فيها معلماً للقرآن الكريم إلى سنة 1414هـ إذ طلب الانتقال من أبها إلى المدينة المنورة .

وقفات من حياته
وكان ذا علاقة وطيدة بالشيخ عبد الله بن يوسف الوابل ، وكان الشيخ يحبه وفي أية مناسبة يحضرها كان يأخذه إلى جانبه . كذلك كان الشيخ إبراهيم الحديثي يفعل وكذا ابنه الشيخ محمد جميعاً يقدمونه ويجعلونه في صدر المجلس ، لأنه جدير وأهل لهذا ، لما له من الوقار والسمت واحترامه للمتحدث وبحثه عن الحق .

ولم تقتصر محبته على الكبار ، بل أحبه الشباب حباً منقطع النظير ، فلا تراه إلا بينهم يُفتيهم ويوجههم ويجيب عن تساؤلاتهم ويحل مشاكلهم ، وكان يذهب معهم إلى القرى والأرياف يزورهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم ولا يضيع شيئاً من الوقت .

وكان يعقد لطلابه المسابقات العلمية ويشاركهم بنفسه في بعض فنون الرياضة كالجري والقفز وحمل الأثقال والرمي بالحجر .
وكان يغلبهم في كل ذلك لأنه كان يتمتع إذا ذاك بالحيوية وقوة البنية والنشاط .

وكان إلى جانب تدريسه للقرآن الكريم يقوم بالإمامة والخطابة ، فقد أم الناس في عدة مساجد ، ومن آخرها جامع ( مشيّع ) الذي استقر خطيباً فيه إلى حين انتقاله إلى المدينة المنورة ، إلى جانب قيامه بخطابة العيدين والاستسقاء في ( مصلى المنهل ) .

وكان مهيب الطلعة ، ظاهر السمت ، يوثّر في كل من رآه تكسوه هالةُ الإيمان ونوره .
إذا وقف على المنبر تتعجب منه ومن منظره ، ومن صدقه في كلامه وفصاحته رغم أنه أعجمي . وانتفع الناس بتوجيهاته لما يرون من صدقه وإخلاصه في دعوتهم ونصحهم .

وجميع الذين درسوا عليه مسددون وقراءتهم محكمة ، ومن مزاياه في التلقين أنه يصبر لكبار السن الذين يعانون الثقل في اللسان فممن تعلم على يديه من كبار السن وأتقن القراءة الشيخ ( عبد الله بن يحي الرضيفي ) جلس عنده فترة طويلة وكان أمياً وفي لسانه ثِقل بحيث أنه ما كان يحسن الفاتحة فصبر عليه الشيخ حتى تعلم .

ومن أبرز تلاميذه الداعية الفاضل الشيخ سليمان بن فائع العسيري والشيخ سعيد بن مسفر القحطاني والشيخ أحمد بن عبد الله بن ناصر قاضي محكمة أبها سابقاً وهو الآن عضو مجلس منطقة أبها . والدكتور عوض القرني والدكتور مناع القرني والدكتور عائض القرني .

وعنده سعة صدر عجيبة لا ترى عليه أثراً للكآبة والملل عليه !! الطالب الأخير كأنه الأول ، ولا يمكن أن يقدم طالباً على آخر مهما كان إلا يأذن له من قبله .

وقد ترك أثراً بالغاً في مسيرة الدعوة في هذه المنطقة بما خلّف فيها من تلاميذ ودعاه ، جاوزوا بدعوتهم وجهودهم حدود هذه المنطقة إلى شتى مناطق المملكة ، بل بلغت دعوتهم وجهادهم جميع أصقاع المعمورة .
ومما يميز الشيخ حسن الخلق وسلامة الصدر ولا تسمع منه كلمة نابية اللهم إلا إذا غلب عليه شيء قال ( الله يكفينا شرك ) وقد أصبحت هذه الكلمة معروفه عنه .

يعتم بعمامة بيضاء يكورها ولا يدعها ، حتى أنه عند منحه الجـنـسـية وأرادوا تصويره قالوا: لو غيرت هذه العمامة ولبست غترة لغرض التصوير فقط لكان أحسن فرفض وقال : هذه سنة وأنا لا استطيع أن أغيرها وقد الفتها طوال عمري .

إنتقاله إلى المدينة المنورة
وهكذا استمر الشيخ في عمله الرسمي بالجامعة وقيامه بجميع هذه المهمات طيلة مقامه في أبها .
وبعد أن أحس بكبر سنه وضعف قواه عاوده الحنين والشوق إلى المجاورة بأحد الحرمين ، فأراد أن يختم حياته في المدينة المنورة لشرفها ولفضل الإقامة فيها ، فطلب الانتقال لفرع جامعة الإمام معلماً للقرآن الكريم في كلية الدعوة والإعلام .

فكان أن ودع الشيخ عبيدالله الأفغاني أبها ، وودعه أهلها كباراً وصغاراً بالدموع ، وخلّف وراءه ذكريات لا تُنسى ، عن أهل تلك البلاد الذين كانوا له الأهل والعشيرة ، وأنزلوه سُويداء قلوبهم ، وأكرموه غاية الإكرام ، وكانوا أعواناً له لنشر رسالته في تعليم كتاب الله عز وجل ، وتبليغ أمانة الدعوة إلى الله وسعوا في منحه الجـنـسـية ووفروا له السكن وساعدوه على مصاعب الحياة ، فتفرغ لما وقف له نفسه من العلم والتعليم.)
توفي في يوم الثلاثاء الرابع من محرم لعام 1433للهجرة بعد صلاة المغرب في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و دُفن في يوم الأربعاء بعد صلاة العصر.
و كان الشيخ قد طوّف كثيرا من بلاد المسلمين قبل وصوله للبلد الحرمين فقد زار الكويت و بلاد الشام و سواحل الخليج العربي وله أخبار في أسفاره كثيرة يطول .
و سبب قدومه للديار السعودية ما ذكره الشيخ عائض بن عبدالله القرني و أظنه أخذها من كتاب ( العالم الرباني الشيخ عبيدالله الأفغاني ) الذي ألفه الدكتور / يحي بن عبدالله البكري الشهري و الذي عماد ترجمتي للأفغاني عليه :
قال الشيخ الأفغاني:
رايت في ليلة من ليالي الجمعة ، رايت أن أستخير الله في أمر السَّفر ، فصليت ركعتين و استخرت الله داعيا دُعاء الاستخارة ،و رقدت في المسجد نفسه ، على يميني مستقبلا القبلة ، و الطلاب في الغُرف ،فرأيت في المنام في السماء ( مكان الهلال ) يداً يُمنى إلي الرسغ تشع نوراً مفتوحة الأصابع ، و الناس ينظرون غليها و يقولون هذه يد الرسول الله صلى الله عليه و سلم ،
و هي ذهبية تتلألأ في موضع القمر و انا أنظر غليها فقلت في نفسي : إذا ذهبت هذه اليد إلي الغرب فسأرحل إلي الغرب حيث بلاد العرب غربي بلاد الأفغان ، و إذا ذهبت إلي الشرق فسأرحل إلي الشرق ، و فعلاً اتجهت اليد نحو الغرب فرحل لمكة المكرمة.
قال عنه الشيخ عائض بن عبدالله القرني في محضر من الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني :
إذا دخل الشيخ عبيدالله السوق ضجَّ أهله بالتكبير و التحميد فالرجل يذكرك بسمت رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام.
و كان يدرس في التوسعة العثمانية القديمة بمسجد رسول الله ، و حين أحس بدنو أجله أكثر الجلوس في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان يأتي إلى المسجد مدفوعا على عربية ، ويجلس على مخدة لينة ويضع على رجليه لحافا صغيراً، ويخلع عمامته إذا جلس غالباً ويوضع له حاملا مصاحف خشبيين يتكيء عليهما على العمود الذي خلفه ، وبجانبه طيب يطيب به طلابه ومن يسلم عليه . و كانت الناس تتلمسه و تجلس إليه طلباً للعلم و التطبع بسمته . رحم الله الشيخ عبيدالله الأفغاني و أسكنه فسيح جناته و ألحقنا به على خير و هدى.آمين!
_____________

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 10:52 PM
عمر مسلط

هو الأديب و القاص عمر بن عثمان بن علي مَسلَط ( بفتح الميم واللام ) ،المولود في عام 1966 للميلاد في عمان - الأردن

و أصله من يافا في فلسطين .. ويقيم بالأردن حالياً .

ولادته وطفولته ودراسته كانت في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين ، وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة محمد إقبال في منطقة الأشرفية .

قال لي :

( تجربة المخيم كان لها أثر كبير في تشكيل شخصيتي ، ومن شوارعه الطينية ، بدأت أضع أول حروفي في عالم الكتابة وخصوصاً المقالة والقصة القصيرة ... بعد إتمام دراستي الثانوية عام 1986 كنت على وشك التوجه للولايات المتحدة الامريكية لدراسة الإخراج السينمائي .. لكن بعض الظروف حالت دون ذلك ، فتوجهت إلى العاصمة الفلبينية ( مانيلا )، حيث درست الادب الإنجليزي في جامعتها .. وخلال دراستي هناك أنشأت فريقاً لكرة القدم ،كما أنني أتقنت رياضتي المفضلة - كرة المضرب ( التنس ) على يد مدرب فلبيني محترف يحمل الجنسية الأمريكية ، وبعدها ، تمكنت وبفضل من الله من إحراز بطولة -

proj-8 للتنس عام 1990.


بعد تخرجي من جامعة مانيلا عدت إلى ارض الوطن .. وانهيت الخدمة العسكرية .. وتعينت بعدها في وزارة الإعلام ، حيث عملت في مديرية العلاقات الدولية / رئيس قسم التحليل الصحفي ، وما زلت على رأس عملي ...)


و الأستاذ عمر مسلط :



- حائز على مراكز أولى في كتابة المقالة والقصة القصيرة في عدة مسابقات أدبية عربية ...

- يكتب في المجالين الأدبي والرياضي ...

- سيصدر له قريباً إن شاء الله مجموعة قصصية بعنوان: ( شُرفة على البحر ) ...

- مهتم بالنقد الأدبي والسينمائي ...

- عضو في نادي الوحدات الأردني ...

- عضو الإتحاد الأردني للتنس الأرضي ...

- عضو في المركز الثقافي الألماني ...

- عضو في عدة ملتقيات ونوادي ثقافية ...

- مُشارك ومُنظم لعدة مؤتمرات إعلامية دولية ...

- بعض قصصه تمت ترجمتها للغة الفرنسية ...


نماذج من كتاباته :
- المقال الحائز على المركز الأول في إحدى المسابقات الأدبية :

خداع بصري

.. كثيرٌ ما يُساورني الحنين إلى زمن ما قبل الفضائيات ، بالرغم من أن مُعظم وقتي كان ينقضي في تصليح التلفزيون أكثر من مشاهدته ، ناهيك عن ضبط الهوائي ، الذي كنت كثيرا ما أتسلقه لمشاهدة عرس في الحارة المقابلة ، إضافة إلى استخدامه كمحطة " ترانزيت " من قبل حمامة تائهة ، أو مركز إستطلاع ، لعصفور يتربصه مئة طفل بأيديهم ألف حجر ...

منذ أن أطلقت مراكز الأبحاث الأميركية مصطلح " حرب الأفكار " ونحن نتعرض لقصف إعلامي يومي مرهق وعلى مدار الساعة ، حيث أصبحت هذه الحرب بديلا للحروب العسكرية الباهظة التكاليف ماديا وبشريا ، مع إعطائها نتائج أخطر بكثير من الحروب التقليدية ، التي تنتهي بانتصار أو هزيمة ...

حيث أنهم يسلطون الأضواء على الحدث والخبر الذي يريدون ، في الوقت والزمان المحددين ، فيصنعوا من خبر يحدث في مجاهل " الغابون " ، حدثا إعلاميا مثيرا .. بينما أنت لا تعرف ماذا يجري الآن في حديقة منزلك !! .

فنحن الآن أمام إعلام عابر للقارات ، توضع له إستراتيجيات دفاعية وهجومية ، ويمتلك منصات تطلق المعلومات بدقة متناهية ، ويُلقي قنابل ذكية ،قادرة على تغيير المفاهيم ، وإلغاء القيم ، ونسف الأخلاق ،جاعلا من الفضائية التي يريد ، طائرة موجهة بدون طيار ، معتمدا على تكتيك مرحلي لكل أزمة تعرضها الفضائيات ، حتى إذا تمكن من تعطيل رادرات المتلقي ، بدأ عندها بقصف عشوائي كثيف ... فإذا نجوت وانخدعت بلباس المذيعة الفسفوري .. فأنت مَحروق لا محال !

ببساطة أكثر .. لقد إستطاعوا الدخول إلى عقولنا وتفكيكها وإعادة تركيبها مرة أخرى ... بل لقد تمكنوا من القيام بطلعات فضائية وهمية ، إخترقوا خلالها النوافذ الخلفية ، وعادوا إلى قواعدهم من الشُرفة الأمامية .. واضعين " المطبخ " تحت إشراف دولي ، ومُعلنين غرفة النوم منطقة منزوعة السلاح ، بينما أنت منبطح تشاهد فضائياتهم ( ببنطلون بيجاما ) مرفوع إلى أعلى صدرك ، بعنفوانِ قائد حرر " جبل طارق " منذ لحظات ....

لقد أكَدت بعض الدراسات ،أن عمل الدماغ يختلف عند مشاهدتك لحدث ما يقع أمامك مباشرة ، وحدث آخر تشاهده من خلال التلفزيون ، ففي الحالة الأولى يكون الجانب الأيسر من الدماغ هو المسيطر ،وهذا الجانب هو مركز التفكير المنطقي ... أما في الحالة الثانية فيكون الجانب الأيمن هو الأكثر سيطرة ، وهذا الجانب هو مركز التفكير العاطفي .. أي أنك في الحالة الأولى تستقبل الحدث وتحلله منطقيا ، وفي الثانية تتقبله عاطفيا ... إضافة إلى أننا أثناء مشاهدة التلفزيون ، ينخفض نشاط الأجزاء العليا من الدماغ ، وينتقل إلى الأجزاء السفلية وتحديدا الطبقة الثالثة من الدماغ ، وهو ما يعرف " بعقل الزواحف " لأنه بدائي ، ويتحكم بالأمور العاطفية ، وأغلب الأخطاء المنطقية والتفسيرات غيرالدقيقة هي نتيجة عمل هذا الدماغ ، لأن المهم بالنسبة له ، مصلحة وسعادة الفرد ،والحقيقة تأتي لاحقا !!

أمام هذا الواقع ، لا يمكننا إلا أن نقول ، أن أسلحة الدمار الشامل ، ستكون مجرد ألعاب نارية ، إذا ما قورنت بهذا السلاح الخطير الكامن في كل بيت ... ولا تتعجب ... فالوحيد الذي لا يرى البحر ... هو الغارق فيه ...!!
*******************************

قصة قصيرة :


ذاكِرة الشِتاء


غيومٌ تملأ السماء ، الضباب بدأ يتكاثر ، أمطار خفيفة بدأت تتساقط ، نَظرت إلى ساعتها ، إنتهى وقت العمل ، إنتابها شيءٌ من القلق ، تناولت حقيبتها السوداء ، وضَعت وشاحها الخمري على كتفيها ، أغلقت باب المكتب ، نزلت إلى الشارع ، وقفت على حافة الرصيف ، أخذت تُراقب الناس المُسرعين تحت المطر ، لَمَحت الحافلة تقترب ، صَعدت إليها ، المطر يزداد غزارة ، جلست بجانب النافذة ، أخذها خيالها بعيداً ، ذكريات الشتاء لم تزل تُؤلمها ، صوت المطر المُرتطم بالنافذة يَعزف على جِراحها ، تأخذها الأحلام بعيداً ، يوقظها فجأةً صوتُ رسالة إلى هاتفها الجوال ، صوت الرعد بدا مُخيفاً ، ترتبك قليلاً ... تفتح الرسالة ... تقرأُها ... تُغلق هاتفها ... تتأمل الشجر الواقف وحيداً تحت المطر .. تَبتَسم .... تضع رأسها على النافذة ، وتَشعُر بِرَغبةٍ في البكاء ...




قصص قصيرة جداً :


سياسة


نام اشتراكياً .. استيقظ رأسمالياً .. في المساء ، كان في الصف الأول .. يُصلي خلف الإمام


جائزة


تسلَّم جائزة أفضل عمل روائي طويل .. عاد إلى بيته .. فأدرك ان حياته قصة قصيرة جداً ...


تصفيق


أدخلوه المدرسة .. علَّمه الأستاذ التصفيق ... مات الأستاذ .. وما زال الطفل يُصفق ...


اختيار


كان عليه أن يختار جهة ويمضي .. تأمل الجهات الأربع .. اختار جهة خامسة ومضى ...


هروب


في محاولتها للهروب من ظلها .. فقدت ذاتها ...



أمنية


مع قدوم أول أيام العام الجديد .. أدرَكَتْ أن أمنية العام الماضي لم تتحقق ...

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 10:56 PM
محمد سرور الصبان

( محمد سرور الصَّبَان ولد في عام 1898 ميلادي و توفي في عام 1971 ميلادي ، و هو من مواليد مدينة القنفذة، ) * ثم انتقلت أسرته إلى جدة عام 1320ه وتلقى في كتاتيبها الدروس العربية والشرعية وعندما جاءت الحرب العثمانية - الإيطالية انتقل مع أسرته إلى مكة وهناك دخل مدرسة الخياط القديمة ثم اشتغل مع والده في التجارة، وقد عين مبكراً كاتب يومية بإدارة بلدية مكة في عام 1336ه ثم رقي إلى وظيفة محاسب فرئيس كتاب وعندما آلت الأمور في هذا البلد إلى الملك عبدالعزيز آل سعود عينه رئيس كتاب بلدية مكة المكرمة في عام 1343ه ثم سكرتيراً للمجلس الأهلي وترقى في الوظائف الحكومية حتى عين وزيراً للمالية بعد وفاة الملك عبدالعزيز، وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز عينه أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1382ه 1962م.
( يعتبر الصبّان من رواد وواضعي النوى الأولى لمؤسسات المجتمع المدني بالحجاز، والتي تحققت فاعليتها، ودورها الرمزي، في استقلالها عن المؤسسة السياسية، كمظهر مدني حديث سبق به الحجاز غيره في الجزيرة العربية مثل:

جمعية الإسعاف الخيري : تأسست عام 1934م، والتي تعد نواة المؤسسات الثقافية والأدبية في المملكة، فضلاً عن دورها الصحي والاجتماعي، وجمعية قرش فلسطين : تأسست عام 1935م)، ولجنة الدفاع عن فلسطين: تأسست عام 1937م.

والصبان شخصية عرفت بالمناداة بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي العام. وقد كلفته آراءه الصريحة، ومطالبه بالاصلاح، دخول المعتقل، والحبس لمدة اثنين وعشرين شهراً، قبل أن يعفى عنه.
يعتبر الصبّان من رواد العمل الاقتصادي والتنموي في المملكة، بوصفه مؤسساً لعدد من الشركات الاقتصادية الكبرى، ذات الوظائف التنموية المرتبطة بتحديث المجتمع والدولة، تابعا في ذلك عمل الاقتصادي المصري الكبير طلعت حرب؛ مثل:
شركة الفلاح للسيارات، والشركة العربية للتوفير والاقتصاد، والشركة العربية للصادرات، والشركة العربية للطبع والنشر (عام 1935 والتي تولت امتياز جريدة صوت الحجاز من الشيخ محمد صالح نصيف)، وشركة ملح وكهرباء جازان، وشركة الزهراء للعمارة، وشركة مصحف مكة.

قال عنه أحمد زكي أبو شادي: "انه زعيم الحركة الادبية في الجزيرة العربية منذ نشأتها".
كما قال عنه د. علي جواد الطاهر: "للصبان منذ البداية أهمية كبرى في الأدب الحجازي لما شجع وعمل".)*

قال معجم البابطين أن الصَّبان توفي في القاهرة ، و أورد له نصوصا شعرية هي:



عاطفة النفس

جلَّ الأسـى وتتـابعَتْ زفَراتــــــــــــــي ___________________________________
ودنـا الـمشـيبُ فقـلـتُ حـانَ ممـاتــــــي ___________________________________
وطفقْتُ ألـتـمسُ الخلاصَ بحـــــــــــــيلةٍ ___________________________________
أيـن الـمفرُّ مـن القضـاءِ الآتـــــــــي؟ ___________________________________
يـا أيُّهـا القـدرُ الـمـوافـي إننـــــــي ___________________________________
بـادي الضَّنَى هلا تـرى نظراتـــــــــــي؟ ___________________________________
امـنُنْ عـلـيَّ بسـاعةٍ أقضـي بـهــــــــــا ___________________________________
حقَّ الـبـلادِ وخذْ ربـيعَ حـيـاتــــــــــي ___________________________________
إن كـان فـي الأجل الـمقـــــــــرَّرِ فُسْحةٌ ___________________________________
أَوَ لا فإنك نـافذُ الطَّعَنـــــــــــــــات ___________________________________
مـالـي إلـيك وسـيلةٌ أرجـو بـهـــــــــا ___________________________________
نـيلَ الـمـرامِ، فجُدْتُ بـــــــــــالعبَرات ___________________________________
وَيْحـي أيعتـرض القنـوطُ عزيـمتـــــــــي؟ ___________________________________
والـحـزمُ مـن طبعـي ومـن عـاداتــــــــي ___________________________________
والـدهـرُ طـوْعـي والزمـان مُصـادقـــــــي ___________________________________
والصـبر دِرْعـي والثبـاتُ قنـاتــــــــــي ___________________________________
ولقـد أكرُّ عـلى الخطـوب فتـنثَنـــــــــي ___________________________________
جزَعًا أمـام مُهـنَّدي وشَبـاتــــــــــــــي ___________________________________
ولقـد تـمـرُّ بـيَ الـحــــــــــوادث خُشَّعًا ___________________________________
ويصـيبـهـا خَوَرٌ حـيـال ثبـاتـــــــــــي ___________________________________
وإذا هَمَتْ كفِّي لطـالـب فـيْضِهــــــــــــا ___________________________________
غمـرَتْه بـالإنعـام والـحسنــــــــــــات ___________________________________
لكـننــــــــــــــــــي فردٌ، ولست بأمَّةٍ ___________________________________
مَنْ لـي بـمَن يُصغـي لِـحَرِّ شكـاتــــــــــي ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ نـابـهٍ متـيـــــــــــــقِّظٍ ___________________________________
ثَبْتِ الجنـان وصـادقِ العزمـــــــــــــات ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ عـالـمٍ متـنـــــــــــــوِّرٍ ___________________________________
يسعى لهدْم رذائل العــــــــــــــــادات ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ بـاسلٍ متحـــــــــــــــمِّسٍ ___________________________________
حتى نقـومَ بأعـظـم النهضــــــــــــــات ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ لا يكلُّ ولا يَنــــــــــــي ___________________________________
يسعى إلى العـلـيـا بكلِّ ثبــــــــــــات ___________________________________
إن الـبـلادَ بأهلِهـا، فبِجهْلِهـــــــــــم ___________________________________
تشقى، وتلقى أعـظـمَ النكَبـــــــــــــات ___________________________________
وإذا تـوحَّدتِ الجهـودُ لخـيرهــــــــــــا ___________________________________
سعـدتْ ونـالـت أرفعَ الـدرجــــــــــــات ___________________________________

من قصيدة: إلى أبناء الغد

أيـهـا الأبنـاءُ سمْعًا إننــــــــــــــي ___________________________________
سـوف أتلـو لكـمُ ذكرى السنـيـــــــــــنْ ___________________________________
كـان لـي مـالٌ وجــــــــــــــــاهٌ وندًى ___________________________________
وسمـاحٌ فـوق وَصْفِ الـواصـفـيــــــــــــن ___________________________________
أجـمعُ الـمـالَ لكــــــــــــــــي أنفِقَهُ ___________________________________
فـي مـواسـاةِ العبـادِ الـبـائسـيـــــــن ___________________________________
فكأنـي حـاتـمٌ فـي قـــــــــــــــــومِهِ ___________________________________
أصرف الأمـوال فـي وَجْهٍ قـمـيـــــــــــن ___________________________________
يلهَجُ النـــــــــــــــــاس بشكري دائمًا ___________________________________
ويعـيشـون بفِعـلـي آمـنـيــــــــــــــن ___________________________________
غـيرَ أن الـدهـرَ عـادانـي ولـــــــــــم ___________________________________
أدْرِ مـاذا يبتغـي مــــــــــــنِّي الخَؤون ___________________________________
ورمـانـي بصروفٍ قــــــــــــــــــــوَّض تْ ___________________________________
وأمـادَتْ ذلك الركْنَ الركـيــــــــــــــن ___________________________________
أخذتْ مـالـي، وهدَّتْ قـوَّتــــــــــــــــي ___________________________________
وحنَتْ ظهـري تبـاريحُ السنـيـــــــــــــن ___________________________________
ثـم لـمـا عـلـم القـومُ بـمــــــــــــا ___________________________________
كـان مـن أمـري تـولَّوا مُعـرضـيـــــــــن ___________________________________
وانـبرَى الـبعضُ فأضحى قــــــــــــائلاً: ___________________________________
إنمـا هـذا جزاءُ الـمسـرفـيــــــــــــن ___________________________________
لا يُبـالـون إذا مـا أنفقـــــــــــــوا ___________________________________
أجُزافًا أم لـمدْحِ الـمـادحـيــــــــــــن ___________________________________
أم تـراث ورِثــــــــــــــــــــو ه فجأةً ___________________________________
أم كـنـوز، وَيْحَ مـن لا يستبـيــــــــــن ___________________________________
لـيس هـمـي فـي الـذي قـالـوا، فـمـــــا ___________________________________
أبعـدَ الشكَّ عـلى أهل الـيـقـيــــــــــن ___________________________________
إنمـا قـد سـاءنـي أنهـــــــــــــــــمُ ___________________________________
أسقطـونـي مـن عِدادِ العـامـلـيـــــــــن ___________________________________
ورمَونـي بظنـونٍ تــــــــــــــــــــركتْ ___________________________________
بفؤادي غصَّةَ الـحـزنِ الكـمـيــــــــــــن ___________________________________
كلُّ ذا الـيـومَ لأنـي مُعســـــــــــــــرٌ ___________________________________
بعـد أن كـنـتُ زعـيـمَ الـمـوسـريـــــــن ___________________________________

وطني

أنـا لا أزال شقـيَّ حُبْـــــــــــــــــــ ___________________________________
ـبِكَ هـائمًا فـــــــــــــــــــي كلِّ وادْ ___________________________________
زعـم العـواذلُ أننـــــــــــــــــــــي ___________________________________
أسلـو وأجنحُ للرقـــــــــــــــــــــ ادْ ___________________________________
كذبـوا وحقِّك لستُ أقْـــــــــــــــــــــ ___________________________________
ـدِرُ أن أعـيشَ بــــــــــــــــــلا فؤاد ___________________________________
ولسـوف أصـبرُ للـمـصـــــــــــــــــــ ا ___________________________________
ئِبِ والكـوارِثِ والـبعــــــــــــــــــا د ___________________________________
ـــــــــــــــــــــــــ حتى أراك مُمتّ
بـالعزِّ مـا بـيـن الـبـــــــــــــــلاد




________________________________________

* المصدر:http://www.marefa.org/index.php/%D9%...A8%D8%A7%D9%86

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:02 PM
خميس لطفي
هو أبو يزن خميس بن لطفي بن حسن حِزَيِّن (و تضبط حزين بحاء مكسورة و زاء مفتوحة و ياء مشددة مفتوحة) ،ولد الشاعر خميس في النصيرات وسط قطاع غزة من أسرة مهاجرة من فلسطين المحتلة عام 1948 .
قضى سنيّ طفولته الأولى في دير البلح ثم نزح منها عام 1968 إلى الأردن .
أكمل تعليمه الجامعي في أوروبا وحصل على بكالوريوس الهندسة الإلكترونية .
ععمل مهندسا للاتصالات في المملكة العربية السعودية ، توفي في عَمان عاصمة الأردن في عام 2010 للميلاد إثر نوبة قلبية و عمره سبعة و خمسون عاماً و دفن في مقابر القباب و و نشر موقع الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب (واتا wata) صورة بدا شاخص قبره ( لوح أبيض من حجر) و عليه هذا التأريخ ( 12 -9-2011م، و أسفل منه التـاريخ 3- شوال - 1431هـ ) و لا أدري هل هذا تأريخ وفاته أم تأريخ دفنه ، رحمه الله.

له ثلاثة دواوين هي:"وطني معي" و"عد غداً أيها الملاك" و"فوق خط التماس" *
من شعره:
هذه القصيدة التي نشرتها مجلة ( العودة ):**
أنا الذي في شبابي، كنتُ ممتلئاً
زهْواً، وفي الأرض أمشي دائماً مَرَحَا
وكنتُ خلفكَ أجري دونما كللٍ
حتى انتبهتُ، فإذ بالعمر قد نزحا
نسيتُ نفسي، ولم أعملْ لآخرتي
وسيئاتي، بها الميزانُ قد طفحا
وها أنا اليومَ، أشكو من رُعاش يدي
إذا مددتُ بها كي أمسكَ القدحا!
أنا الذي باتت الأعصابُ تخذلني
أتيتَ تفسدُ لي ما فيَّ قد صلُحا
أنا العليلُ المعافى، كيف أنعتني؟
ولم أجد بعدُ، لي نعتاً ومصطلحا

قصيدة (هكذا تكلم الزعيم ) :
و لهذه القصيدة قصة ذكرها الأديب العروضي سليمان أبو ستة بتأريخ 30 - 12-2010 م في منديات (العروض الرقمي):
(هذه القصيدة رواها الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر في عموده اليومي بالأهرام هذا الصباح، ونسبها خطأ للشاعر أحمد مطر.)
ثم أورد الأستاذ خشان بن محمد خشان نص تعليق أبو ستة كما يلي:
( هذه القصيدة للشاعر الفلسطيني خميس لطفي رحمه الله، وهي مثبتة ديوانه "وطني معي" بعنوان (هكذا تكلم الزعيم). ولم أسمع أن الشاعر أحمد مطر ادعى هذه القصيدة لنفسه، إلا أن السبب في هذا الخلط كان لأن له قصيدة بعنوان (هذا هو السبب). رحم الله شاعرنا خميس لطفي ، وأمد في عمر شاعرنا أحمد مطر وأبقاه مناضلا عربيا كبيرا.

ثم ردت الأستاذة زينب هداية و هي من العروضيين الرقميين سبب اختلاط الأمر على صلاح منصر هو تشابه لغة الشاعرين.
___________________
أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ
سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ
والقدسُ ، في ضياعها ،
كنتُ أنا السببْ
نعم أنا .. أنا السببْ
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثلعيدان القصبْ
أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ
Shut up
***
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم ياأيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ،غير الذي أقولهُ
فقد كَذبْ
فمن لأرضكم سلبْ ..؟
ومن لمالكم نَهبْ .؟
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟
أقولها
صريحةً
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ
وقلةٍ في الذوق والأدبْ
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ
ولا أخاف أحداً
ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكم
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ منكم
أن يرفض لي الطلبْ.؟
أشنقهُ
أقتلهُ
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا
أو فاشربوا
“من بحر العرب“
ما دام لم يعجبْكم العجبْ
ولا الصيامُ في رجبْ
فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ
وبعدما أقنعتكم
أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ
***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ
نعم أنا .. أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ
إن أردتم والخطبْ
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا
‘ تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ‘
قولوا بأني خائنٌ لكم
وكلبٌ وابن كلبْ
ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ
يريد أن يسقطني بصوتهِ
وبالضجيج والصَخب
أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ .
أُطِلُّ ، كالثعبان، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ،ظلَّ الذَنَبْ


أمن أجل هذا انتظرنا سنينا ؟!

كأنَّكَ ما عدتَ مِنَّا و فينا
كأنَّكَ أصبحْتَ منهم
و حارسَهم
و الذراعَ اليسارَ لهم ، و اليمينا
كأنَّ فلسطينَ ملكُ أبيكَ ، اشتراها
بأموالهِ ، من أبينا
فأصبحتَ أنتَ الوصيَّ الوحيدَ عليها
تُوَقِّعُ حيناً ، و تبصُمُ حينا !
لماذا انطلقنا إِذَنْ ؟
و انتفضنا
لماذا كتبنا الوصايا ، و متنا
و من أجل ماذا انتظرنا سنينا ؟
لماذا تعبنا ، و نحن نجوبُ البلادَ ،
و نبحثُ عن خيمةٍ تحتوينا ؟
و هِمْنا على وجهنا لاجئينَ ،
و هِمْنا على وجهنا نازحينا ؟
لماذا صبرنا على الذلِّ خمسين عاماً
و ذقنا مرارة طعم المنافي
و متنا مراراً ، و ذُبنا حنينا ؟
و قبل الأوانِ ، كبِرْنا و شِبْنا
و لم نكترثْ للهوى
و نسينا المواعيد و الياسمينا ؟
لماذا ، تركنا ، و نحن صغارٌ ، ملاعبنا
و حملنا الحجارة منتفضينا ؟
و أصبح ، مِنَّا ، المعافى معاقاً
و أصبحَ ، مِنَّا ، الطليقُ سجينا ؟
أمِنْ أجل أن تُسْقِطَ اليومَ حقَّ رجوعِ الملايين مِنَّا ؟
و تبني لنا ( بيديكَ ) الجدارَ ،
و تصنعَ هذا ( السلامَ ) المُهينا ؟!
أمِنْ أجل هذا انتظرنا سنينا ؟!
صَهٍ ، لا تُجِبْنا
فمن ذا الذي سَيُصَدِّقُ مثلكَ ،
يا ابنَ الـ ..
لذينا ....؟! ****


_____________
* ويكيبديا
** موقع مجلة العودة على اللشبكة : وهي مجلة فلسطينية شهرية - العدد الثاني والسبعون - السنة السادسة أيلول (سبتمبر) 2013 م - ذو القعدة 1434 هـ
*** العروض الرقمي ، رابط الموضوع: http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=4937
****http://www.drmosad.com/index263.htm

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:05 PM
محسن شاهين المناور
هو الشاعر السوري أبو ناصر* محسن بن شاهين المناور ، المولود بالعشارة من دَيْر الزور في الثالث من يناير عام 1951م ميلادية ، يحمل الشهادة الثانوية العامة - قسم أدبي ، يعمل محاسبا و أمينا لصندق اتصالات العشارة ، عرفته في منتديات الواحة الثقافية ، و حين قامت الثورة السورية على نظام الديكتاتور بشار بن حافظ الأسد النصيري ،و قف بكل شجاعة و إيمان مع الثوار و سجل مواقفه شعرا ناصعاُ استحق أن يخلده المؤرخين في جملة القلائل من الشعراء الذين وقفوا مع مصالح أوطانهم ساعة العسرة،و توفي في يوم الأربعاء 19 -4- 1435 هـ ، الموافق 19 -2- 2014 م على إثر جلطة قلبية عن(63) ثلاث و ستين سنة و شهر، و جاء هذا النعي في موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب ( واتا wata) .
و شعره رصين و جميل و هو قسمان شعر الثورة و منه:
قصيدة ( هاتي دنانك وانصتي لكلامي):
و سبب القصيدة أن بشار الأسد و جنوده هدموا جسر دير الزور الشهير الذي بناه الفرنسيون ، فقال:
هاتي دنانك وانصتي لكلامي=يادرة جبلت على الإكرام
هاتي دنانك واملأيها واسكبي =لاتعرف الصهباء كنه الظامي
هاتي معتقها فإني مغرم=والشعر يسرج خيله بمدامي
هيا أديريها ولا تترددي =شبح المعلق ماثل قدامي
صرح تعلق في شغاف قلوبنا=ونمت محبته مع الأيام
خال على خد الفرات بهاؤه=وشموخه في عزة وتسام
دونت أحلى الذكريات بقربه=ونسجت فوق حباله أحلامي
يتسامر العشاق في جنباته =يهدي السراة بليلة الإظلام
بالأمس كم غنت عليه بلابل=مسرورة بعذوبة الأنغام
واليوم صوت النائحات يهزني=في غمرة التقتيل والإجرام
أرداه تجار الردى بقذيفة=قد حولته بلحظة لركام
شلت أيادي من تجرأ واعتدى=ويمين من أومى وكف الرامي
ديرية القسمات لا لا تحزني=لاتنفقي الأوقات بالآلام
لاتقنطي ودعي التألم والاسى=وتأملي في صولة الضرغام
هي عصبة للشر تنفث حقدها=قد لفحت بالخبث والآثام
وصلت إلينا من سلالة حاقد=وتجذرت بتعاقب الأيام
قدهزني ألم المصاب وهدني=فخرجت عن روح المقام السامي
فنسجت قولي في بهاء خريدة=تهب الضياء لثغرك البسام
وكتبت رائعة المعلق من دمي=لأحد من وجعي العميق الدامي
لاتتركيني للحديث بقية =فإلى جوارك قد نصبت خيامي
وترقبيني في فصول قصيدتي =كي تدركي صور الوفا بكلامي
قد يمزج الشعراء في خلواتهم =بين الخيال وصهوة الإلهام
فالشعر موهبة عليك ثناؤها =ولهيب اشواق وشدو حمام
الويل والعثرات إن أهملتها =تمسي كمقدام بغير حسام
والمجد كل المجد بوح صادق =لقصيدة تمشي على الألغام
الشعر راودني وهذي خلوة =في ليلة ثكلى بغير نيام
شيطان شعري قد جفاني غائبا=لقطيعة مرت من الأعوام
صادفته عرضا بليل حالك=وغمرته بتحيتي وسلامي
وسألته عن حاله ومآله=أثنى علي مبالغا إكرامي
عاتبته عتب الصديق لخله =ومرافئ الذكرى تلوح أمامي
لاطفته ودنوت منه ناصحا=ودعوته جهرا إلى الإسلام
لبى ولكن كان يجذب حسرة=ممزوجة بمرارة الآلام
فأجابني والآه تخنق صدره =إن الذي تعنيه يسكن هامي
والله لوعلم الطغاة بقصتي=سيكون في ساح الردى إعدامي
هم جندوني مخبرا في صفهم=نزعوا حيائي أمسكوا بزمامي
سرقوا مزاجي واستباحوا عورتي=وتلطخت بسوادهم أيامي
لم ألتمس يوما حياة حرة=أوراحة أو لذة بطعام
ناهيك عن قصص يهول سماعها =ومشاهد لم تجر بالأفلام
هم علمونا كيف نحيا سذجا =بقيادهم كبهيمة الأنعام
يتملك الفرس المجوس زمامهم=وبخلفهم نفر من الأقزام
مابين حزب اللات وزع مكرهم=وموائد السفهاء بالآثام
بشار خادمهم نمت أحقاده=وشراذم من زمرة الظلام
ياصاحبي أولاء لامولى لهم=يستذكرون الله في الأوهام
قصفوا بيوت الله لم يترددوا= وتسابقوا للفتك والإجرام
قتلوا الأجنة في البطون وأوغلوا=في غيهم وتلذذوا بحرام
خاطبته ودع أذاهم وانصرف=وانشق عنهم والتجئ لمقامي
فرنا إلي بنظرة مكلومة =ودموعه مزن السحاب أمامي
غادرته والآه تنهش أضلعي=وقوافل الحسرات ملء عظامي
يارب سامحني وهون زلتي=يارب عفوك شدني إلهامي
فخرجت عن خط السراط لبرهة=كي يفقه النجباء روح كلامي
حتى الشياطين التي تغوي الملا=صارت تطاردها عصا الحكام
واعود أبحر سائلا متعجبا=هل من حكيم يبتغي إفهامي
هل أصبح الحكام أكثرسطوة=من شر إبليس على الأقوام
وطني حبيبي عزتي ومقامي=ياساكني في يقظتي ومنامي
الشام أرض الله نالوا طهرها=وتلفحت بالحزن والآلام
ضاعت مفاتنها وأجدب روضها=بين الرعاع وسطوة الأزلام
حاراتها قد غلقت أبوابها =وتغص بالثكلى وبالأيتام
ماذا يقول مخنث قد جاءنا=من حجر غانية ونسل حرام
ماذا جرى في الكون حتى أجدبت=كي ينصت الشرفاء لابن لئام
صارت بلادي ضيعة صفوية =عجمية الآمال والأحلام
يحيا بها الشهم الشريف بذلة=ورخاؤها للحاقد النمام
يتجول الفرس المجوس بعرضها=قد لوثوا بالعهر كل مقام
نقموا عليها شوهوا تاريخها=ملئت بآلاف من الأصنام
هبل هنا بشار يلثم خده=والجعفري بحضنه مترامي
وهناك رأس دحرجوه لحافظ=مابين مزبلة وكوم (صرامي)
ورأيت تمثالا لباسل مسندا=متهالكا ومزنرا بسخام
والحافظ المقبور أرسى صبغة=صفوية الأحقاد والآثام
ملأ البلاد نذالة وسفاهة=غرس الفساد بفكره الهدام
وتلاه بشار يخط لنهجه=صور الضلال بحقده المتنامي
من أربعين ولم تغادر طلقة=صوب العدو وعصبة الإجرام
قد دجنوا الأسد الهصور لنعجة=غربية الأطوار والإفهام
ناديت أهلي في عموم ترابها =أن أقبلوا فالساح طوع همام
فتفجر الغضب الدفين ملاحما=عربية البصمات والإبهام
من قاسيون شدوت حلوقصائدي=وأزحت عن سر البيان لثامي
أبحرت من درعا بطهر حدائها=وأطلت في حمص الوليد مقامي
وعرجت للشهباء ألثم تربها=لأبثها من لوعتي وغرامي
للاذقية والأحبة وجهتي=وبإدلب الخضراء صك هيامي
شرقا إلى الوادي الأغر وأهله=ومرابع الأخوال والأعمام
عانقت كل مدينة سورية=ورفعت فوق هضابها أعلامي
ونسجت حبا صادقا يمتد من =شط الفرات إلى دمشق الشام
ياللقصيد إذا تفجر صادقا=نفذت حروف بيانه كسهام
ياأيها التاريخ سجل ماترى=وثق سطور العز بالأقلام
اليوم معركة الفخار نخوضها=فيها أرى النصر المبين أمامي
راياتها الغراء تخفق عزة= مشفوعة بالفارس المقدام
وغدا سنقرؤها سجلا خالدا=عما مضى من غابر الأيام
للديرمنزلة بأرض الشام=كبرت على طهر بكل مقام
واحاتها الخضراء جنة خالقي=وبسفرها الموروث أرفع هامي
لكتائب شقت طريق نضالها=بين الصفوف بعزة الإسلام
لملاحم الأبطال في سوح الوغى=للفجر يلثم غرة الأنسام
يبقى المعلق شوكة بحلوقهم=ومنارة للحب والإلهام
سنعيده مجدا فراتي الهوى=للضفتين مطرزا بوسام
أطلقت للنصر المبين قصيدتي=وتزنرت بوشاحها أحلامي
شعري على الأوتارشدو عنادل =لكنه في الساح ضرب حسام
نبع أنا منه الحروف تفجرت =من فرحها وردا على الآكام
وعبرت آفاق المدى متألقا=بين النجوم وزحمة الأجرام
إني زرعتك وردة جورية=تتوسد الآهات بين عظامي
لليل عندي ألف ألف حكاية=كم كنت ألجأ للرقى لتنامي
ستون عمري لم تزل زوادتي =ألق الحروف وصبوة الأقلام
ونقوش بابل تزدهي بقصائدي=وبراعتي شمس على الأهرام
أنا شاعر الثوارحين أوارها =يشتد أدرك غايتي ومرامي
أنا إبن ترقا لافخار وإنما=روحي مجندة لأهل الشام
أوبعد هذا تسأليني من أنا=وأنا الذي طفح المودة جامي
هيا تمني يايراع بلاغتي=وتدللي وترفقي وتسامي
فغدا بأرض الدير تزهر جنة=وأنا وأنت بروضها المترامي


وطن يعذبني العبيد بحبه
.
.
وطني أحبك شاديا ومغردا=وطني عشقتك صامتا ومقيدا
ذهب ثراك لآلئ ومفاخر=ومآثر تسمو على طول المدى
غادرت منك الحضن طيراً حالما=علَّ الزمان يعيد ما قد أفسدا
ونثرت آمالي على أفق المنى=لكنما الحلم الأسي تبددا
أنفقت ريعان الشباب بغربةٍ=حمقاء ما فتئت تقض المرقدا
عانيت ما عانيت من عسف النوى=حتّى أتيتك بعد لأي مبعدا
في ليلة ليلاء يذهل وصفها=ضاعت نداءاتي إذ انحسر الصدى
أختٌ تودعني على حسراتها=من فرط لوعتها كرهت المشهدا
أودعت بعد الضرب في زنزانةٍ=أمست بها الآمال ليلاً سرمدا
زنزانة بصقت على سجّانها=يكفيك فيها أن تكون المفردا
سرقوا بقايا الضوء من جدرانها=عصف المصير وما سئمت تجلدا
أبصرت من شقٍ يلوح ببابها=قدراً يساورني وعبداً أسودا
إن أنت تعطسْ أو تهمََ بهمسةٍ=ُثنّى عليك تهكماً وتوعدا
ومحاضر يكفيك شر حديثها=يسطو بك الجلّاد حتى تفقدا
أفضوا إلى الجلاد أفصح قوله=فلعلّ بارقةً تلوح بما بدا
درج المسائل مسرفاً في ودّه=عذب المعاني مشفقاً متوددا
ألقى حبال الجرّ يجذب حسرة=وكأنّما أسدى حديثاً مسندا
جنّ الشقي وغادرت أحلامه=لمّا رآني صامداً متصلدا
أرغى وأزبد يستعيد غلاظةً=أشقى لساناً قد تحول مبردا
ثار الزناة على لفيف دفاتري=سفر من الآهات بات مهددا
لعنوا أبا الشعراء سابع جدّهم=حقداً يمارسه البغاة تعمّدا
زحفت بحور الشعر تنشد ثأرها=قد آن للزفرات أن تتوقدا
وقوافل الشعراء جرّت جيشها=وسط الزحام مقلدا ومجددا
أكبرتُ ناصية القصيد وهاجني=حبُّ الديار مؤملاً ومنددا
وسخرتُ من شعب يلوك مصيره=عبد على مضضٍ ليصبح سيدا
يا للقصيدة حين يصبح وهجها=سوطاً على جسد الطغاة معربدا
إهدل ملاك الشعر تخرج من دمي= طهراً نقياً للصلاة تعبدا
واسمع قصيداً لا يروق لظالم=ملأ الديار سفاهةً و تشردا
يا عابد الدولار في زمن الخنا=كم كنت للدولار كبشا للفدا؟
كم كنت تركع في الصباح وفي المسا؟=ليست لوجه الله لكن للعدا
أمسكت من طرف العروبة عروةً=لتلوذ فيها حاسراً متلبدا
ياللعروبة حين يُنسف ثوبها=خلفاً ليسترها العبيد تبلدا
إني ذكرتك يا دمشق وهاجسي=كان اللقاء وكنت أول من بدا
وذكرت دير الزور في أحضانها=كان الشباب مطرزاً وموردا
ولقد ذكرتك يا فرات مواسيا=في حرة الزفرات كنت الموردا
وهوى المعلّق في البعاد يشدّني=لعذوبة النسمات يلفحها النّدى
وذكرت أما في العناء سخية=من جوف محنتها تمد لي اليدا
ورأيت أطفالي كأسراب القطا=يستقدمون الفجر مثنى مفردا
وطني أتيتك والهموم تلفني=فأعدتني طير الضفاف مغردا
وطني وأي الشعر فيك أقوله=حسبي أراك مكرما وممجدا
مارف طير في البعاد وما همت=عين مسهدة تجوس ترصدا
إلا رأيتك حاضرا في محنتي=تثري قصيدي بالبيان وبالهدى
غزل المشيب خيوطه في مفرقي=فوهبتني عبق الشباب مجددا
وطن يعذبني العبيد بحبه=خسئ العبيد ولا يزال مخلدا



و شعر ما قبل الثورة و منه:


إلى امرأة لامبالية
.
هـذا بيـان للحقيقـــــــــــة فاشــــــهـدي=ضاق السبيل وقد ســـــــئمـت تجلـدي
ياغلطـة همـس الزمـــــان بسمعها=وطغـى الضــــلال بليلهــــــــا المتلبـد
نامي على الأضغان وافترشي الأسى=وتلحــــــفـي طيـف الأنـا وتوســـــدي
للغـــــافليـن وأنـت مـــــنهـم عــــــالـم=متـوحــــــــ كـــــفـؤادك المتـــــــأبـد
يامـن بأســـــــــيـاف العنـاد تـأزرت=وتوســــمت فـي هجمــــــة المتقصـد
ألفيت في لغـــة الحــــوار غضاضـة=إذ كـــــان لايجـــــــدي إليـكِ تـوددي
إن القلــــــوب إذا اســـــتبـدت أجدبـت=ونأى الهوى وتيبس الغصـــن الندي
طبع النسـاء كمـا خلقــــــن مـــــــودة=أوَ كان أبـــهى مــــــن حنـان الخُـرَّدِ ؟
أمــــــــــاً وأخـتـاً تــارة وحـــبيـبـــــة=بردائهـــ ـا زمــــــراً نـروح ونغتـدي
إني وإن ضاقـت صـــــــدور أحبتـي=صفحاً سأدفع مااســتطعت بمفـردي
وأغض طـــــــرفي عـن تطفـل حاقـد=وإذا جفوت براءتـي شــــــــلـت يـدي
لـون ابتـــــــساماتـي دواء حــــــاذق=إن أوغلت أولامســـــت قلبـاً صـدي
ولهيـب أقلامـي شــــــــعـاع خـارق=أنَّى انحنت فقـأت عيـون الحُسَّــــــــدِ
هذا زمــــــان فـي التوغـل مبهــــــم=فيـه الإمــــــاء تبَـزُّ صبـر الســـــيـد
يالفحة النـار المؤجـج ســــــــوطهـا=كونـي ســـــلامـا يافتاتـي وابـــردي

تأشيرة خروج من القلب
يامـن قتـــــلت الحــــب بالأعـــــــــــذار=هذا كتــــابي في الهــــوى وقــــــــراري
أنعـــــي لكم صــــــرح المودة بيـــــــننا =وختــــامـنا في آخـــــــــر المشـــــــوار
عامـــان مرا والجــــــراح عصـــــــــية=وأنا أضمـــــــد نزفــــــــــــــها وأداري
لكن من شـــــــغلت فـــــؤادي في الهوى=محـــــــتارة مشـــــــغولة الأفكـــــــــار
حتى ليالينــا المــــــــلاح قتلتــــــــــها=فتفجــــ ــرت غضـــــبا مع التيـــــــار
وصـــــدى غــــــروري قد تملك خافقي=فظننت نفسي ســـــيد الشـــــــطــــــار
فحملـــــت جرحي فـــــوق راحي نازفا=وحملـــــت همي ليلتـــــي ونهــــــاري
ومشــــــــيت فـــــــوق النار أكتم أنتي=وطرقت بابك كي أفـــــك حصــــــاري
لكنني الغلــــــــطان أنــــدب خيــــــبتي=هل يســــــــتجير معـــــــذب بالنـــــار
اني ســـــــــــألتك والحقيقـــــــــة مرة=فقتـــــلت روح الصــــدق بالانكــــــار
ولقد نصـــــــحتك والنصـــــيحة ثروة=فرفضـــــت في عنـــد وفي اصـــــرار
مثلت دور العاشـــــقين ســــــفاهــــــة=وزرعـــ ـت روح الوهـــم في أفكاري
وتركتني ألقى مصــــــيرا مبــــــــهما=في ليــــل ســــجن محكم الأســــــوار
طوقتــــــني بالـــــــذل بعــــدتوهمي =أني المكــــرم والقـــــرار قـــــراري
فشربت كأســـــا في هواكم علقـــــما=ممـــزوجة من دمــــــعك المــــــدرار
وســــــكرت حتى لم أفـــــرق من أنا=وفقدت في عتم الســــــــــنين وقاري
وحســــبت أني في فؤادك ســــــاكن=والــدار داري والمــــزار مــــزاري
أنا ماقتلت الحـــــب اثــــر وشــــاية=أوخــــنت عـــهدا طيـــب التذكـــــار
والحـــــب عندي أحـــــرف ذهبيــــة=نســـــجت بليل مزهــــر الأقمــــــار
والحب عندك يافتـــــاتي سلعـــــــــة=معروضـــــة كبضــاعة العطــــــــار
أنا ماســــــئمتــــك انما انـــــت التي=كانــت تكــــحل وهمــــها بغبـــــــار
ان جئت يوما في هـــــواك معاتبـــــا=غاليت في زهــــــو وفي اســــــتكبار
في كل أمســــــية غـــــــــــرام زائف=وحــــــلاوة بتـــــنوع الأســــــــــفار
وغرائب الأعـــــذار تخــــتلقينـــــها=وأنا مللت ســـــــــخافة الأعــــــــذار
ياربــــة الخــــلق الغريب تكــــــلمي=لاتصمتي فالصمت للأحجــــــــــــار
هيا اخرجي من وسط رأسـي وارحلي=وخذي شباكك واكتمي أســـــــــراري
لاتــــذكريني في أحاديث الــــــــهوى=اني نســـــــيتك وانتهى مشــــــواري


و قد رثاه الشاعر محمد البياسي بقوله:
قُلْ لنا..
كيف بعدُ
أصبحَ مسكاً
ما جرى
فوق أرضِنا
من دمائِكْ ؟

قلْ لنا
كيف صار روحُك
مِن أشواقه
كالبُراقِ
عند ارتقائِكْ

قل لنا
كيف الحورُ؟
كيف الصبايا
كيف أنهارُ الخمر ؟
كيف الأرائِكْ ؟

قل لنا يا شهيدُ..
كيف هي الجنّةُ ؟!
كيف السماءُ؟
كيف الملائِكْ ؟
____________
*و كنيته أوردها الشاعر السعودي( نوار السلمي ) في ملتقيات رابطة الواحة الثقافية في يوم الخميس 20 -4- 1435 في صفحة نعي محسن المناور.

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:07 PM
صبحي ياسين
هو (صبحي بن سالم بن محمد آل ياسين )*، (ولد ونشأ في مدينة غزة عام 1945م وأتم فيها دراسته وصولا للمرحلة الثانوية ليلتحق بعدها كحال الطلبة الغزيين بالجامعات المصرية حيث حط به الرحال في جامعة الإسكندرية كلية الآداب قسم اللغة العربية ليتخرج منها حاملا شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 1968 .
عمل مدرسا للغة العربية في الجزائر عام 1969ثم انتقل إلى البحرين فالجماهيرية الليبية، استقر فترة في دولة الغمارات العربية المتحدة، عاد إلي دمشق حيث الظروف الصعبة اليوم هناك . الشاعر صبحي متزوج و لديه أربعة أبناء وبنت، وله كذلك من دواوين الشعر المطبوعة سبعة دواوين.)**
جاء في معجم البابطين : ( أصدر خمسة دواوين هي: في وحي الحجارة 1988- دمعة في عين القدس 1989 - لن نركع 1991 - السراب 1992 - مخاض الهزيمة 1992.) و لم يذكر الديوانين الأخيرين لقدم المعلومات واسم أحد هذين الديوانين : (صهيل و هديل) فننبه على هذا .
تعرفت على هذا الشاعر الكريم على قلبي في منتديات منابر الثقافية في حوالي عام 2008 للميلاد ، و نشأت بيننا صداقة و زمالة الشاعر مع الشاعر، و من أعماله :

لن نركع
شموعُ الأرضِ يا جلادُ لا تركعْ
وإنْ تَفْقَأْ عيونَ الطـــفلِ أو تَقلعْ
فَخُذْ ما شِئْتَ من جسدي
وَكُلْ ما شِئتَ من كَبِدي
ومَزِّقْ طفلَنا إن شئتَ بالمدفعْ
فلن نركعْ
فإنْ مَرّتْ جَحافِلُكمْ
وإنْ زَخّتْ قَنابِلُكمْ
وإنْ ضاقتْ زَنازِنُكمْ
فلن "نَمْشي" على أربعْ
ولن نركعْ
فَمِنْ جرحي شموسُ الأرضِ يا جلادَنا تَسْطَعْ
ومن أَلَمي ورودُ الأرضِ يا سيافَنا تطلعْ
فإن تحرقْ وإن تَشنقْ
وإن تَقلعْ وإن تَقطعْ
فلن نركعْ

فَقُلْ ما شئتَ عن أرضٍ زرعناها
بأكبادٍ جَبَلْناها
حََفَرْنا -إسمَها- في جبهةِ الشمسِ
رسمناها.. كتبناها.. رصفناها
إلى بوابةِ القدسِ
فلو مرتْ سيوفُ القهرِ من حَلْقي
ولو دسّوا جحيمَ الكونِ في عِرْقي
فلن تَقْوى على حقي
لأن الحقَّ من أحداقِنا يَسطعْ
فلن نركعْ
لأنكَ نُدْبَةٌ في وجهِنا الأسمرْ
لأنك موجةٌ في بحرِنا الأكبرْ
لأنك شوكةٌ في حقلِنا الأخضرْ
فلن نركعْ
غريبٌ أنتَ عن تاريخِنا الأَرْوَعْ
وعن زهري وعن شجري
وعن شمسي وعن قمري
سترحلُ عندما نصحو....
على حلمٍ زرعناهُ
على قيدٍ كسـرناهُ
غداً يا أيها الجلادُ ذاكَ الحلمُ قد يُولدْ
غداً يا قصةً في ليلِنا تُسْرَدْ
لأن الأرضَ من أَثدائها نرضعْ
ومن ذَرّاتها أجسادُنا تُصْنَعْ
فلن ننسى.. ولن نركعْ

لأنك قادمٌ من كوكبٍ آخرْ
لأنك قصــةٌ من عالم آخرْ
سـترحلُ عندما نكبرْ
سترحلُ عندما نُزهرْ
ســترحلُ عندما نُثْمرْ
سترحلُ دون أن نركعْ.


أراهنكم
أُراهنُ كلَّ مَن رَكبوا جوادَ السـِّـلمِ وانطَلَقوا
أراهنُ كلَّ مَن حَرَقوا شِفاهَ القدسِ فاحترقوا
أراهنُ كلَّ مَن وَقَفوا ببابِ الوَهْمِ والتصقوا
أراهنهمْ
وسَوْطُ القَهْرِ فوق ظهورِنا يَعْصِفْ
أراهنهمْ
وجرحُ الأرضِ من أكبادِنا ينزفْ:
بأنّ حمائمَ الأوغادِ بالأحقادِ مَحْشُوّةْ
ودربُ السلمِ مرشوشٌ بماءِ الوردِ لكنْ
تحته قد عَمّقوا الهُوّةْ
وما أخذوهُ بالقوةْ
فلن يَرْتدَّ يوماً دونما قوةْ
لأنّ السلمَ في "التلمودِ" مرفوضُ
وبابُ الحقِّ في "ثوراتهمْ" بالحقدِ مَوْصودُ
لأن السلمَ موتٌ في شريعتهمْ
يُعَرّيهمْ- و
شريعتهمْ بأن نركعْ
عقيدتهم بأنْ "نمشي" على أربعْ

فيا طفلاً بماءِ الطهرِ يَغْتَسِلُ
ويا وطناً بِعُودِ السلمِ يَكْتَحِلُ
ألا شُلّتْ يمينٌ في جُيوبِ الطفلِ تَنْدَسُّ
ألا بُتِرَتْ شفاهٌ تَلْعَقُ السكينَ يا قدسُ
وَتُلْقِيها على الجرحِ الفلسطيني .


المصــــــــير
قل ما تشاء فإننا إخوانُ _________________________
قَدَرٌ يجمّع شملنا ولسانُ _________________________
فمن المحيط إلى الخليج أحسه _________________________
جسداً يوحد نبضه الخفقان _________________________
فإذا (الرباط) ترقرقت أحداقها _________________________
راحت تقبل خدها (جيزان) _________________________
وإذا الخليج تأوهت أمواجه _________________________
جاءته تسعى بالهوى (وهران) _________________________
والروح تبسم إن تبسّم نيلها _________________________
والقلب يبكي إن بكى (لبنان) _________________________
عشق تجسد فى الصدور وإنه _________________________
بين الضلوع يضخّه شريان _________________________
أنا يا جراح الأرض جئتُك حاملاً _________________________
قلباً تربع فوقه الإيمان _________________________
فإذا النوائب شتَّتتْ أرحامنا _________________________
يوماً سَيُدني نأيها الوجدان _________________________
يا رافعين الحرف سوطاً فوقها _________________________
صبراً عليها فالزمان رهان _________________________
لا تغمدوا سيف العداء بلحمها _________________________
يكفى دخيلٌ عضَّها وزمان _________________________
هي في مدار الشمس تحمل جرحها _________________________
وتمد كفاً فوقه الفرقان _________________________
هي كلما اشتد المخاض تبسمت _________________________
وتناغمت في صدرها الألحان _________________________
لا تحسبوا صمت الصخور مهانة _________________________
فالصخر تحت هدوئه البركان _________________________
فغداً ستولد من ثقوب جراحها _________________________
خيل يكبِّر فوقها الفرسان _________________________
الراكعون الساجدون وأمرُهم _________________________
شورى يشد زمامها الرحمن _________________________
الحافظون الدين بين ضلوعهم _________________________
قدراً تُدَقُّ برمحه الأوثان _________________________
أنا مؤمن بالليل تنحر عنقه _________________________
ليفر تحت ظلامه الطغيان _________________________
هي أمة مهما تناسل همها _________________________
يوماً سيرفع رأسها القرآن _________________________

_و ألفت انتباه القارئ الكريم إلي أن الشاعر صبحي ياسين غير صبحي ياسين المناضل الفلسطيني المتوفي في عام 1968 ميلادية بالأردن .
_____________
* معجم البابطين
** حوار أجراه معه موقع (شبكة فلسطين للحوار) بتأريخ: 16-6-2006 ميلادي.

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:11 PM
عبد السلام دغمش
هو عبدالسلام بن عارف دغمش أديب أردني من أصول فلسطينية ، كان أهله يسكنون قرية من قرى مدينة يافا المحتلة قبل عام 1948 للميلاد.من مواليد ديسمبر عام 1966 ،نشاء في الأردن وتعلم في مدارسها، درس الهندسة المدنية في الجامعة الأردنية في عمان وتخرجت فيها عام 1991 ، ويعمل حالياً مهندساً استشارياً في دولة خليجية .
كانت له محاولات مبكرة في القصة القصيرة والشعر أثناء المرحلة الإعدادية والثانوية.. غير أنها كانت محدودة ..وأغلبها كان حبيس دفاتره القديمة. إلا من محاولات شاركت فيها في صفحة القراء في جريدة الدستور الاردنية - وبرنامج "أقلام واعدة " الإذاعي .. كان ذلك في الثمانينات.
أما نشاطه في النشر ومشاركاته الفاعلة فهي في رابطة الواحة الثقافية وليس منتسباً لأي منتدى أو جمعية اخرى. يكتب القصة القصيرة والومضات الأدبية .. وله جملة من القصائد. وأغلب أعماله منشورة في الواحة. و منها:

و تلك غُربةٌ أخرى
صافي السجيّةِ مُسْـودٌّ به الأُفـقُ
ما ودّعَ الهمَّ حتى زارهُ الأرَقُ

صافي السجيّةِ إذ تُـبْلى سريرتُهُ
يضيقُ بالخَلْقِ ما أزرى بهمْ خُلُقُ

في كلّ مأْدُبـةٍ للعيشِ مقتَسَمٌ
إلا الفتـى.. ما لهُ من زادهمْ طبَقُ

يئِسْتُ من زمنٍ أمسى النّقاءُ بهِ
ضربَ السذاجةِ والأدرانُ تنطلـقُ...

حيقَ النديُّ بهِ من كلّ ضائقةٍ
كآخرِ الشمسِ وارى نورَها الغسَقُ

وللخبيثِ فضـاءاتٌ يجـوسُ بهـا
كفارسٍ.. وله الأسبابُ تتّسِقُ

صافي السجيّةِ..ما إنْ يرتجي طرُقاً
يبغي السلامةَ إلاّ سُـدّتِ الطّـرقُ

يستوحشُ النّاسَ ما طالَ الفسادُ بهمْ...
درْكَ الشّقاوةِ.. أوْ ذَلّـتْ لهمْ عُنقُ

ينْأى عن القومِ ما عاثوا وما اجْترحوا
منْ موبقاتٍ.. وَما ارْتادوا ..وما عشقوا


هل" أَخرِجوا آل لوطٍ" ها هنا رجعتْ..!
يستبعدُ الطّهرُ إذْ يُزري به النّـزقُ؟

وهل زهورُ الرّبى في روضها خَبثتْ؟
والشوكُ في حسّهمْ مستحْسَنٌ عبِقُ ؟

أيكْرمُ الـمرءُ ما إنْ يرتدي قُشُباً
وفي الطويـّةِ نفسٌ عافَها الخُلقُ..؟

أم أنّ للمالِ في أفواهِهمْ لُغةً
إنْ مدْبراً سكتوا .. أو مُقبلاً نطَقوا

سيشهدونَ كتاباً ناسخاً عملاً
قدْ يُبْلسونَ إذا ما ينطقُ الورَقُ..!

..صافي السجيةِ، أيّاً كانَ موطِنهُ
يستوطنُ الخيرَ.. بيـْنا الناسُ قدْ فَسقوا

ذاك الذي تزدَري بالكبرِ أعينُهـمْ
أو يضمرونَ بكيـدٍ كيفَما اتفقوا

هو النديّ فإمّـا يرهقوهُ أذىً
يهدي العبيـرَ ..كعـودِ الطيـبِ يحترقُ

وليسَ يشمتُ إنْ حلّ البلاءُ بهمْ
يرجو ..ويهتفُ أنْ رُدّوا ..إذا أَبـَقوا

يدعو لهمْ أبداً ..يرجو لهمْ رشَدا..
محذّراً من سَهَواْ ..عُقْبى الذينَ شَقُوا

يصيحُ يا ليتَ قومي يعلمونَ.. ألا
إنّ الحوادثَ كالأمواجِ تصْطفقُ

* * * * * * * * *

يا ساميَ الرّوحِ لا يغْرُرْكَ سيلُهُمو
كمْ جرَّ من زبدٍ رابٍ ..وكمْ غَرِقوا

ودَعْكَ منْ كدَرٍ قدْ غيضَ منبعُهُ
ففي السماءِ سحابٌ مثْقلٌ غدَقُ

واقنعْ بما تُعطَ...لا تبذلْ مجاملةً
أولـى لك الصّبـرُ أنْ يردي بكَ الملَقُ....

واقبض هُديتَ على جمرِ الإباءِ تَفزْ
وماءُ وجهك لا يهمي ويندلقُ

صلّى الإلهُ على منْ طابَ ذاكرُهُ
ما لاحَ منْ قمرٍ أوْ نوّرَ الشفقُ

من للقًصير
عينـي تسـِـحّ مدامِـــعاً
والقلب أُدمـِيَ من كمَـــدْ

أَيضامُ شامِـــيَ عسفـَـــهم
ويُســام خَسفاً أو أشَــــد

أم أننـّا زبـدٌ فــلا
أمَـلٌ يـُرجّـى من زبَــدْ

..مَـنْ للـحريم بنجــدةٍ
من للصِّغارِ ببـَذلِ يـَـــدْ

فعيونُهم تاقــتْ إلــى
أملٍ تضــاءَلَ وابتعـــدْ

من للقُصيـــرِ بغَضبـــةٍ
تُخــزي و ترغمُ مــن جَحــدْ

تجـلو الظلامَ و سِتـــْـرَهُ
وتعيــدُ فجــــــراً مُضطهَــــدْ

ســــودُ العمــائم أقبلـــــت
غربــانُ حقـــــدٍ لا تُعَــــــــد

صفــــرٌ بيــارقُ من بغـَــوا
صفـــرُ الوجوهِ لهــم سنـَــــد

حقــــدٌ سيأكـــلُ بَعضَـــــهُ
والحقـــدُ يدمـــي مـن حَـقَـــــد

أوَ نــــارُ كســرى أَُضــرمَتْ ؟
غِــــلاّ ً تــُـشـبُّ و تُـتّـقـَـــد

زعمـــوا مقــاومـــةً ألا
بئــسَ المضلّـلُ ما قصَــدْ

إنــي رثيــتُ لخطبِـنـــــا
فالحــــال ُ جانبـَـــهُ الرّشــَــدْ

والجيــل يلهــــو ســادراً
مـــا نفــعُ جيــلٍ إنْ فسَــــدْ

إنــي دعــوتُ فأَمّــنــوا
وســـؤال ربــي لا يـُــرَد

هــو ناصـــر المستضعفيــــ
نَ بـــــه المقاصــدُ تـُعتمــــــدْ

ربـــّاه أمّـــــنْ روعـَـهــم
فالبغـــيُ جـاوزَ واسْـتــبَــد

واكْبــِتْ عدوّاً نالـَــــهم
بالســـــوءِ حيـــناً واللـــــــدد

صبـــــراً شـــآمُ و إننــــــا
للنصـــرُ نكســـرُ كلَّ حَـــد

وغــداً سنكنـــسُ سـاحَـهـا
منْ رجــسِ أذنــابِ الأســـدْ

-(براءة) قصة قصيرة جدا:
قسّمت معلّمة التربية الفنّيّة تلاميذَها لمجموعتين ..كان على المجموعةِ الأولى أن تشتركَ في رسم خريطةٍ للبلاد وأنْ تزيّنَها بألْوانٍ زاهِيَةٍ تميّز بها تضاريسها المختلفةِ منْ جبالٍ و سهولٍ و صحارٍ و أنهار..
أما المجموعةُ الثّانيةُ فكانَ عليها أنْ ترسمَ لوحةً لغراب ٍ يبحثُ( ينقّبُ) في الأرض وأن تختار لها ألوانَها المميّزة ..
..لمْ يَرْعَ انتباه المعلمة طالِباً مُنْزَوياً في مقعدِهِ في آخِر الصّفّ، قعَدَ بهِ خجلُهُ أن يسألَها في أيّ مجموعةٍ هو ..فانفرد بلوحةٍ رسمها و قدّمها..
..بِبَراءة الصّغار -وقد اختلط الأمران عليه ..رسمَ غرابا ً يعتلي خارِطة البِلاد ..يعملُ فيها نبشاً و نقْباً!!

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:14 PM
الهادي آدم

هو الهادي آدم الهادي، ولد بقرية الهلالية عام 1927 م ، ثم التحق بمعهد أم درمان العلمي. وبعد تخرجه عمل في الصحافة السودانية.. ثم أرسل في بعثة دراسية إلى مصر حصل فيها على الليسانس من كلية دار العلوم.. كما حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس. وعمل كذلك مدرساً بوزارة المعارف السودانية.. وله عدة مؤلفات في مجال المسرح والشعروكانت وفاته سنة 1427 هـ/ 2006م

**
استهل الهادي آدم ما كتبه هو نفسه في مقدمة ديوانه. "كوخ الأشواق" بقوله: "لعل من أصعب الأشياء أن يقدم المرء نفسه بنفسه.. ولكن لا يقل عن ذلك حرجاً أن يدع غيره يحدثه عن خلجات نفسه، وقد اخترت الأولى على الثانية، ولي من الأصدقاء الأجلاء من يشرفني أن يقدموا شعري للناس فما عساي أن أقول.."

***

( لن أموت)

ماذا يكون إذا انقضى أجلي
وتوقّف الخفّـاقُ فـي صـدري
وتطلّـعتْ روحي محلّقـةً
عبر الفضاءِ تطـوف كالنسـرِ
أترى الحياةَ تظلّ صـاخبةً
وكما عهدتُ نظامَها يجـري
أم سوف تغشى الكونَ واجـفةً
تجتاحه حيناً مـن الدهـر ؟
****
لا شيءَ بل ستظـلّ حافلةً
بالمبهجات وكلّ مـا يُغـري
سيسير أقـوامٌ للهـوهمُ
يترقّبـون مطالـعَ الفجـر
ويردّدون اللحنَ منطلـقاً
ويفضّضـون الصبحَ للزهـر
ويظلّ يذكـرني أخـو ثقةٍ
يـرعى ودادَ الحـرِّ للحـرّ
****
إني لأَعرف ما يُقال غداً
ولسوف أسخـر منه في قبري
سيقال حين أموت مات وقد
أرضى (الرئيـسَ) وجاد بالعمـر
***

العروس

أتاني صاحبي يبغي عروسا
وكنت مشيره في كل أمر
فقمت مهللا وطفقت أتلو
عليه كل عالقة بفكري
فقلت له سعاد فقال إني
بذلت لحبها روحي وعمري
سهرت الليل من شوق إليها
وطال لنجمه عدي وحصري
ولكن يا لحظي قيل لما
ذهبت أريدها خطبت لغيري
فقلت .إذن هدى ..فأجاب خلق
وتهذيب وتربية لعمري
ولكن ما لها في الحسن حظ
فهل كأس تطيب بغير خمر؟؟
فقلت إذن فزينب ذات حسن
يقلب عاشقيها فوق جمر
فقال ومايفيد الحسن ما لم
تزنه خلائق كالماءتسري
فقلت أرى لزهراء التفاتا
كظبية بانة لاحت بغفر
وأخلاقا من الانسام أحلى
ومن نغم على الأوتار يجري
فقال نعم ولكن بيت سوء
وبيت السوء بالحسناء يزري
ألم تسمع حديث الناس عنه
وعن ماضيه من قبر لقبر
فقلت وما حديث الناس إني
رأيت الحب لا يرضى بأسر
فثار مغاضبا وسكت لما
قرأت بوجهه آيات زجري
فقال أراك تعلم بالغواني
كأنك درة في كل نحر
فقلت إذن حليمة. قال قبحا
لرأيك اشتري جهلا بمهر
فما ذهبت إلى الكتاب يوما
وما قرأت ولو مقدار سطر
فقلت إذن حياة..بها بثور
وسلوى تلك قال بغير شعر
فقلت اختر إذن عشرا حسانا
وخذ من كل واحدة بقدر
وصغ منهن واحدة وخذها
إليك قرينة ما دمت تدري.


قصيدة " تـــــوريـــــت"

قصيدة هامة إذ انها تحدثت عن توقعاته بتقسيم السودان بسبب مجزرة توريت التى حدثت
في تأريخ 18 أغسطس 1955 ميلادي ،وراح ضحيتها الكثير من أبناء السودان الشماليين والجنوبيين بسبب دسائس الانجليز
ولقد صدقت نظراته و توقعاته يتقسيم ذلك الوطن منذ 1955م ، و قد قسم السودان إلي قسمين شمال السودان و جنوب السودان في يوليو من عام 2011م أي بعد أكثر من ستة و ستين عاماً و منها:



من سد أبواب الجنــــــــوب بكل قفل محكم؟


من قسم الســــــــودان بين بنيه شر مقســم؟


أهم الشماليون؟ هل كانوا هناك ؟,,،، تكلمي


ردي فإن العـــــار كل العــــار أن تتــجهمي


توريـــــت ذاك هو العدو فهمت أم لم تفهمي


توريــــت إن غدا لناظره قريــــــــب المقدم


فستــعرفين وتـــــــندمين ولات ساعة مندم


قصيدة ( أغدا ألقاك):
و لهذ القصيدة قصة مفادها:
في عام 1970نشر الشاعر صالح جودت في إحدى مقالاته الأسبوعية يقول: إنه بعد أن غنت أم كلثوم حفلتيها في السودان في العام الأسبق عادت من هناك تحمل في صدرها شحنة دافئة من الحب للسودانيين وقالت لي يومئذ: إن البلاد العربية جميعاً تعيش مع مصر في محنة النكسة، ولكن أعمقهم شعوراً بها هم أهل السودان.
إن مستوى الألم في النفس السودانية هو نفس مستواه في النفس المصرية، لقد كنت أدخل بيوتهم فأحس أنني في بيتي وألتقي بهم فأشعر بأنني بين أهلي وعشيرتي".
ثم أضاف في حديثه ما يتعلق بشأن ما غنته أم كلثوم قائلاً: وسألتني أم كلثوم كيف أستطيع أن أعلن عن حبي لأهل السودان، وقبل أن أجيبها قالت: بأن أغني قصيدة لشاعر من السودان.
وكانت تلك الرغبة وفق ما رواه الشاعر صالح جودت هي الدافع الأساسي لدى أم كلثوم لكي تغني فعلاً كلمات من إحدى قصائد أحد شعراء السودان المعاصرين.
ومن أجل ذلك فقد كلفت صالح جودت نفسه بالبحث عن هذه القصيدة.
وعن هذا قال: اتفقنا على أن نبحث عن القصيدة المنشودة، وطفت بمكتبات القاهرة واستعنت بالأصدقاء فتجمعت لدي سبعة دواوين لسبعة شعراء، ومضيت أدرسها ثم اخترت من كل منها قصيدة تتوفر فيها الصلاحية الغنائية، وأرسلت القصائد السبع لأم كلثوم لتفاضل بينها.
وبعد أيام سألتني أم كلثوم أيهم أفضل قلت: لقد تركت لك مهمة المفاضلة، حتى لا أكون منحازاً لشاعر دون آخر، قالت لقد اخترت واحدة منها بالفعل ولكن لن أذكرها لك حتى أعرف رأيك.. قلت: إذا كنت تصرين فإنني أفضل قصيدة الهادي آدم فهي أصلحها للغناء.. قالت لخفة ظلها المعهود: برافو عليّ أنا فهذه هي القصيدة التي اخترتها بالفعل!
ومن بعد هذا الاختيار شدت أم كلثوم فعلاً بكلمات هذه القصيدة بعد أن وضع لها الألحان المتميزة محمد عبد الوهاب. وهي التي تقول فيها كوكب الشرق:
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبت لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً من الشوق فذابا

***********
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين او دعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنت لولا أنت أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا في غد الآن بأحلام اللقاء
فأت أولا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
**********
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصفو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تتألق الجنة أنهاراً وظلاً
وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولى
وغداً نسمو فلا نعرف للغيب محلاً
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً
إنما الحاضر أحلى .

***********************
ولقد شدت أم كلثوم نبرة القصيدة يوم الخميس 6مايو عام , 1971.كما سجلتها على اسطوانة لصوت القاهرة في العام نفسه.
قال بعض المهتمين بشعر الهادي آدم:
(وكالعادة حين رجعنا إلى ديوان الشاعر السوداني الهادي آدم الذي نشرت به هذه القصيدة، وجدنا أن ما نشر بالديوان شيء وما غنته أم كلثوم شئ مختلف تماماً!!، حتى أنه قد خيل إليّ من أن الشاعر السوداني قد اضطر لإعادة صياغة كلمات هذه القصيدة من جديد!، وذلك إرضاءً لأم كلثوم وشهرتها العريضة.
ففي الديوان المنوه عنه والذي صدر في عام 1962تحت عنوان "كوخ الأشواق" عن إحدى دور النشر السودانية بالقاهرة وجدنا أن قصيدة "أغداً القاك" عنوانها الأساسي هو "الغد"!، وأن مطلها هو:
أغداً ألقاك يا لهف فؤادي من غد وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
عندئذ أدركت وعلى الفور أن هناك العشرات من التعديلات التي طلبتها أم كلثوم من هذا الشاعر الرقيق الأحاسيس.. وقد أشار صالح جودت نفسه وهو الذي يعود إليه الفضل في اختيارها إلى وجود هذه التعديلات، حيث قال": "وجاء الهادي أدم إلى القاهرة والتقى بأم كلثوم وكان معها محمد عبد الوهاب وقرأوا القصيدة مرة واثنين وثلاثاً وعشراً وعدلوا وبدلوا وقدموا وأخروا، إلى أن استقروا على الصورة النهائية لهذه القصيدة.
ولقد بقيت في أدراج أم كلثوم حوالي عام دون أن تشدو بها..!
ومما يجدر الإشارة إلى أن كم التعديلات التي إجريت على كلمات هذه القصيدة كبير لدرجة لم نعهدها في غيرها من القصائد التي تغنت بها أم كلثوم..
وأولى هذه التعديلات كما سبق وذكرنا كان في عنوان القصيدة نفسها ثم شمل بعد ذلك الأبيات والكثير من كلمات هذه الأبيات.
ففي البيت الأول استبدلت أم كلثوم كلمة "يا خوف".. بدلاً من "يا لهف"!، كما غيرت الشطر الثاني من البيت نفسه بحيث أصبح يقول:
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد..
بدلاً من: وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
كما أهملت أم كلثوم ثلاثة أبيات آخرى من هذه القصيدة وقد نُشرت بالديوان على هيئة شطرات منفصلة.. وهي التي يقول فيها الشاعر السوداني:
أم بطرف خاشع اللمح كليل مجهد
لست أدري كيف ألقاك ولكن صدى
ظامئ أرهقه البين وطول الأمد
ووفقاً للترتيب العام للأبيات في هذه القصيدة المنشورة بالديوان. فقد بدلت أم كلثوم في مواقع بعض هذه الأبيات، مثال ذلك أنها قدمت الأبيات التي تقول مطلعها: آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقتراباً
على الأبيات التي في مطلعها: "أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني"!.
وتزامن ذلك مع التعديل الذي أدخلته أم كلثوم على بعض كلمات هذه الأبيات.. فنراها قد اختارت كلمات: "آه كم أخشى".. بدلاً من "أنا أخشى" وكذلك: "أهلت فرحة القرب به" بدلاً من "وتوالت الدهشة القرب" وكلمة احتمل بدلا من "استبطن"!.
كما شهد الجزء الأخير من هذه القصيدة تغييرات كثيرة أيضاً سواء في الكلمات أو في إضافة أبيات جديدة كتبها الهادي أدم وهي ليست موجودة أصلاً في قصيدته المنشورة بالديوان المنوه عنه!.
ففي الأبيات التي تقول فيها: "هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر،، كانت في الأصل: "هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر"!. كما غيرت في البيت الثاني كلمات "عيون أنت فيها البصر"!
والملاحظة الواجب الإشارة إليها هي أن الشاعر السوداني.. قد اضطر بالنسبة للجزء الأخير من هذه القصيدة إلى إعادة صياغته بالكامل.. حتى تقبل أم كلثوم أن تشدو بها، ولك عزيزي القارئ أن تقارن بين ما كتبه هذا الشاعر وبين ما غنته أم كلثوم إذا ما رجعت لما نشير إليه حالاً بشأن ما كتبه وما نشره في ديوانه "كوخ الأشواق" والكلمات التي كتبها الهادي آدم في هذا الديوان تقول:
أتغاباك ولكن ظن كيف تشاء
وأناديك ولكن نداءاتي دعاء
يا رجائي أنا وحدي أدنى منك الرجاء
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
فغداً لا نعرف الغيب ولا ماض تولى
وغداً لا يعرف القلب لهذين محلا
وغداً تصطخب الجنة أنهاراً وظلاً
وأحييك ولكن بفؤادي ليس.. إلا! ...)*

جمعت أعماله الكاملة و تم طباعتها، توفي عن ثمانين عاما.
_____________
*مقالة بعنوان (شاعر المبدع السوداني " الهادي آدم ") كتبها سليمان عبد الله حمد، بموقع رابطة أدباء الشام.

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:16 PM
إبراهيم خَفاجي
هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي ، شاعر غنائي سعودي معاصر يعرف بأنه كاتب النشيد الوطني السعودي , لقب بالخفاجي نسبة الى قبيلة خفاجة العربية العدنانية المضرية القيسية . أصله من جازان جنوب المملكة العربية السعودية ،
ولد في مكة المكرمة عام 1345 هـ بحي سوق الليل، موهبة الخفاجي الشعرية بدأت منذ فترة مبكرة، وأول نص غنائي له كــان " يا ناعـس الجــفن لبيه " الــذي لحــنه وتغنـــى به الموسيقار طارق عبدالحكيم وكان ذلك عام 1364 هـ، ثم جدده فنان العرب محمد عبده. بدأ حياته التعليمية بمدرسة الفلاح بـمكة المكرمة ثم التحق بعد ذلك بمدرسة اللاسلكي وتخرج منها مأموراً لا سلكياً عام 1364هـ،.تنقل بين قرى ومدن المملكة إلى إن عاد مجدداً إلى مكة المكرمة في قسم الأخبار بالنيابة العامة، وفي عام 1373 هـ انتقل إلى قسم الاستماع بالاذاعة، ثم انتقل عمله فيما بعد إلى وزارة الصحة وعمل بقسم المحاسبة ثم أصبح رئيساً للقسم ثم وكيلا ً للإدارة المالية. وفي عام 1972م التحق بمعهد الإدارة بالقاهرة وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال والإدارة المالية فأصبح مديراً للإدارة المالية بوزارة الزراعة لشئون المياه بالرياض . كانت عودته إلى مكة المكرمة فأصبح المفتش المركزي لـــوزارة الزراعة والمياة بالمنطقة الغربية. وفي عام 1389 هـ طلب إحالته إلى التقاعد فأجيب طلبه بعد خدمة تقارب الـ 25 عاماً.
و مع شهرة نصوصه الغنائية فخطة بحثي هو الاهتمام بالفصيح من انتاج المترجم لهم شعرا ونثرا ، و من أعمال الخفاجي بالفصحى:
قصيدة (ودع اليأس)
ودعِ اليأسَ وسافرْ واغربي
واشترِ الحسن بأرضِ المغربِ

واغتنمها فرصة يا صاحبي
متِّع النفس بنيل المطلبِ

جمَّعتْ في غيدها كل المنى
فتنة الغرب ، ونُطقُ العربِ

دارها البيضاء فردوسُ الدُنى
فهيَ مهوى الغيدِ للمُستعذِب

كم على الأطلسِ في عالي الذرى
قد لهونا باصطيادِ الشُّهبِ

وأريجُ الزهر في ساحاتها
مَزج المسكَ بعرفِ العُشبِ*

وبمكناسٍ لنا فيها رؤى ً
سهرُ الليل وشَطحُ اللعب

وبفاس العز في آثارها
عِشتُ بالتاريخ عبر الحُقُبِ

وعلى طنجةَ غازلنا الهوى
في أصيلٍ كانسكابِ الذَّهَب

وتجلى الفجرُ في فيروزها
فتنادى ورِقُها للطرب **

يا لنفسي قد لقت صبوَتَها
في رباطِ الحسن قيدِ الطلب

وصفاءُ العيش في خِلْجَانها
قد تعدى وصفَ ما بالكُتبِ

إنَّ في المغرب إخواناً لنا
قد تحلَّـوا بسمات الأدبِ

وتعالـوا بمليكٍ قدرُهُ
قد تسامى بشريف النسب ***


و( هو رياضي عريق وقد دخل في أول مجلس إدارة لنادي الهلال السعودي مع مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله..

وقد أكمل الخفاجي قصيدته الشهيرة في الهلال التي يقول مطلعها (إذا لعب الهلال فخبروني فإن الفن منبعه الهلال) وهي القصيدة التي تم كتابة بيتها الأول على مدخل نادي الهلال في مقره القديم.. وبذل الزميل علي فقندش جهدًا في تجميع وإخراج الكتاب الذي وضع له عنوان (أوراق من حياة الخفاجي.. كتاب.. ديوان.. ألبوم) ****:
ُ
و كامل القصيدة و هي من بحر الوافر:

إذا لعب الهـــــــــــلال فخبرونــــــــي = فإن الفن منبعــــــــه الهــــــــــــــــــــــ ـلال ُ

أمتع ُ ناظري بهلال نجـــــــــــــــــــد ٍ = فمن قمصـــــــانــه خلـــــق الكمـــــــــــــال ُ

فلا اليــوفي ولا الميــــــــــلان يجزي = ولا البرشـــــــا ولا حتى الريــــــــــــــــال ُ

نزيــــــد صبـــــابة ً ويزيـــــــد وصلا ً= بطولات ٍ هي السحــــــــر الحــــــــــــلال ُ

رشفناهـــــــــا كؤوساً سائغـــــــــــات ٍ = مذهـّبــــــة ً يضجُ بهــــا الجمــــــــــــــال ُ

وقلنــــا للخزائــــــــــن لن تريــــــحي = سيرهق ظهرك ِ الذهب المســــــــــــــال ُ

زعيــــــم ٌ في الملاعــب لا يبــــارى = تليــــــــن لفنه حتى الجبـــــــــــــــــــــ ـال ٌ

هلال الحســـــم والأفعــــال يكفـــــي = ويشفـــــي القلب إن حمـــــي النـــــــــزال ُ

هلال السامــــي والشلهـــــــوب يعدو = فيلتـــهب المــــدرج حيــــن صــــــــــالوا

وجالــــــوا في النجيـــــل خيول جن ٍ = ونالــــــــــــوا من شبــــــاك ٍ لا تُــــنــال ُ

تأمـــل عزف نواف ٍ وياســــــــــــر = وقبلهما الثنيان الخيـــــــــــــــــــــ ــــــــال ُ

وكيف لركضهم وقع ٌ وسحـــــــــر ٌ = على إيقاعه ملنــــــــــــــــا ومــــــــــــــالوا

ومرّ على الدعيع ِ في عريــــــــــــن ٍ = تــَكسّـرُ من مهابته النبـــــــــــــــــــــ ـــال ُ

وقف عند المحـــــاور من عزيــــــز ٍ = إلى الغنام يبهـــــــــرْك القتــــــــــــــــــالُ

وباقي الأ ُسد ِ في الميدان يـــــدنو = إلى ضرباتها الصعب المحــــــــــــــــــــا ل ُ

إذا لعب الزعيــــــم فقل ســـــــــلام ٌ = فإن المجد تصنعه الرجـــــــــــــــــــــ ــال ُ

هلال ٌ في العريجا بات عشـــــــقا ً = على أنغـــــــــــــــــــامه يحلو الوصــــــال ُ

سيبقى السحــر أزرق في بيــــاض ٍ = ويبقى المجد ما بقي الهــــــــــــــــــــــ لال ُ

_________________________________
* حرك الباء من (العشْب) كضرورة شعرية
*** يقصد الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية و هو ينمي في النسب إلي آل البيت عليهم السلام.
**** مقالة بعنوان ( شاعر النشيد الوطني (خفاجي) أنجز قصيدته الرياضية الأشهر سيبقى السحر أزرق في بياض.. ويبقى المجد ما بقي الهلال) للكاتبها أحمد العجلان بجريدة الجزيرة السعودية ، عدد: 14373 ، الصادر يوم الخميس 12 ربيع الأول 1433 هـ .

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:19 PM
حسن الشَّرَفي

هو ( حسن عبد الله علي الشَّرَفي شاعرُ وأديبٌ من اليمن ، يعد من أهم القامات الشعرية اليمنية في القرن العشرين، تميز بغزارة إنتاجه الأدبي مع إجادة واضحة ومقدرة فذة على تطويع اللغة وامتلاكه لمخزون لا ينضب من المفردات مما مكنه من كتابة الشعر بأنوعه "العمودي والحميني والتفعلية".) *
تحدث عن نفسه قائلاً:
( أنا من مواليد 1944 م بقرية الخواقعة بالشاهل محافظة حجة من أسرة تحت خط الفقر حالي في ذلك وحال أسرتي لا يختلف كثيراً عن حال السواد الأعظم من أبناء اليمن الذي كان يسمى سعيداً ولا أدري في أي مناسبة زمنية اطلق عليه لقب اليمن السعيد أو اليمن السعيدة ، جئت إلى الدنيا والحرب العالمية الثانية تأكل المشرق والمغرب في ما وراء البحر الأحمر وما وراء البحر المتوسط وما وراء المحيط الهندي إلى أطراف بحر اليابان

، وكانت قريتنا في ذلك الحين موبؤة بالجفاف وبداء الجدري وعروق الماء ، ومرت الأيام حتى عام 1949 حين هجمت ذات ليلة على أمي فأدميت كتفها بعضة مجنونة ما زالت آثارها حتى اليوم لسبب الجوع قلت هذا الكلام أكثر من مرة في اكثر من مناسبة ، دخلت المكتب ( الكتاب ) عام 1950م نصف عار وحاف تمام الحفي بكوفية مهترئة ، وجسم نحيل جداً وشعر أصهب جداً وفي عيوني ازرقاق نهر تحت غيمة ذات أصيل ، كانوا يقولون لي في المكتب أنتي سرقت صبوح النبي لأن من كان ازرق العين يقولون انه سرق صبوح النبي وكنت أعلم انني لم اسرق صبوح احدٍ لا من الأنبياء ولا من غيرهم وكم تمنيت أن أجد أمامي صبوحا فأسرقه حتى لو كان للملائكة ومن عام 1951إلى 1954 وأنا بعد العاشرة كنت مع الراعاة والراعيات في الشعاب ومع قطيع صغير من الغنم.

- في الثالثة عشر من العمر التحقت بالمدرسة العلمية بالمحابشة فقال لي احد الأساتذة مازحاً أنني سرقت صبوح النبي أجبت عليه ببداهة سريعة ! من حسن حظي أنني لقيت النبي وطعمت من صبوحه لكن أنت لم تلق النبي ولا غيره فضحك وارتبطت معه من ذلك الوقت بمحبة أبوية استفدت منها في مجال التحصيل العلمي لأنه كان يدرسنا اللغة العربية ، بدأت في المرعى أحاكي أترابي في الأغاني على النمط .

الذي نسمعه في المناسبات والأعراس ومواسم الزرع والحصاد وكنت قد قرأت بعض الكتب كأعلام الناس في سيرة بني العباس ، وعنترة بن شداد وكنت أرثي له يكون بتلك الشجاعة ثم يتعرض لذلك القهر كله بسبب حبه لعبلة .

- في المدرسة العلمية بالمحابشة كنت مع الزميل الجليل الشاعر الكبير علي عبد الرحمن جحاف نحاول معاً كتابة الشعر وكنا قد قرأنا نهج البلاغة وقصائد للمتنبي والبحتري والمعري وأبي تمام والشريف الرضي وشوقي والبارودي وعلي الجارم وكتب المنفلوطي كما حفظنا عن ظهر قلب كثيراً من قصائد الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضي وقصائد لبشارة الخوري الأخطل الصغير ، وما وصلت الينا من قصائد للزبيري والبردوني والمقالح الذي كان يكتب حينها كما أذكر بإسم إبن الشاطئ "

- تركت المحابشة في الطريق إلى صنعاء عام 1961 وكنت تلميذاً بدار المعلمين إلى يوم قيام الثورة 1962 م حاولت الالتحاق بالحرس الوطني وبينما كان الضابط وأسمه محمد الذيب كان يدربنا فخبطت برجلي في صحن البندقية " الشميزر " حتى خلعت الظفر ، فقال لي : أنك لم تنفع ، فتركت الفكرة والتحقت بالمجاميع الطلابية التي كانت تتوزع في أنحاء اليمن من المدارس لتوعية المواطنين للثورة ، وكان حماسنا غير محدود كما كانت معلوماتنا عن الثورة وما يجب أن نقوله بشأنها من معلومات لا تقدم ولا تؤخر لكننا كنا نستعين بالراديو ببعض الأفكار والمفاهيم ، وكنت أول مدير مدرسة أبتدائية في المحابشة من منتصف 1963م كما عملت في المفرزة تحت رئيسها الملازم يومها الطيب السمعة والطيب السلوك الإنساني . المهذب محمد احمد الويسي / ثم دخلت منطقتنا بما فيها المحابشة والشاهل معترك الصراع بين الملكيين والجمهوريين ، وبقيت المنطقة في أيدي الملكيين إلى عام 1970م تقريباً في الفترة ما بين 1966م إلى عام 1970م إشتغلت خياطاً وطبيباً متجولاً في مستشفى محمول باليد وعملت مزارعاً وكتبت كثيراً من القصائد .

- في عام 1968 عدت إلى صنعاء لأبحث عن عمل فقال لي أحدهم بلهجة ثورية حادة أنني لم أعد انفع للعمل لأنني قد تشبعت بالأفكار الملكية ولم تعد الدولة بحاجة إلى الرجعيين .

- في عام 1971 بلغني ان الدولة بصدد التنقيب عن البترول في منطقة دير غبيش بالزيدية ، وان عامل قضاء الزيدية يومها المرحوم القاضي يحي بن يحيى راصع . وصلت إلى الزيدية فوجدت إن الفكرة الخاصة بالتنقيب علن البترول ليس مؤكدة فبقيت مع العساكر التابعين للمدير وكلهم من البلاد من أبناء القرية كما هو حال العامل نفسه فكلنا من الشاهل .

- عندما تمت المصالحة عام 1971 م كان قد اجتمعت لجنتان من قبل الملكيين والجمهوريين في عبس بعد المصالحة لتسوية أوضاع أبناء المناطق لواء حجة الذي كانوا موظفين . وكما قلت أنني كنت مدرياً لمدرسة فتعينت مساعداً لعامل ناحية المفتاح حتى عام 1974 م ومن عام 1974 إلى عام 1980 مديراً مساعداً لقضاء الشرفين المكون من تسع مديريات وهي المحابشة ، والمفتاح ، وكحلان وأفلح الشام وخيران وأسلم وافلح اليمن والقفل والشاهل .

- من عام 1980إلى عام 1982 مديراً لناحية كحلان الشرف ثم مديراً لأفلح اليمن ثم مديرا مساعداً لمديرية قضاء الشرفي إلى عام 1998 ثم أحلت نفسي على التقاعد بمرتب قدره (9000) ريال لا غير عداً ونقداً وكانت دواوين المطبوعة من حساب البنك ومن حساب المطبعة . في شهر أغسطس 1993م جئت إلى صنعاء للإستيطان وكنت أرى فيها الأمل وإلى الآن ونحن في عام 2006م مازلت في صنعاء ...) **


سمعته و رأيته على قناة (إيمان) اليمنية في برنامج (منارات) في 21-3-1435 هـ، يناير 2014 م ، و عمره تخطى السبعين سنىة و هو يقول ما معناه :
( ليس صحيحا أن المعنى في بطن الشاعر ، فالشعر يجب أن يكون مفهوما و علاقة حميمية بين الشاعر و المتلقي
و مصداق هذا أن الجمهور يثور تصفيقا عند بيت من قصيدة للشاعر حين إلقائه ، و لو كان الشعر هو الغموض فلم نصفق لما يقوله الشاعر).
حصل الشاعر على العديد من الجوائز منها جائزة وزارة الثقافة للشعر وجائزة محافظة الحُديْدة.

له ثمانية دواوين مطبوعة منها: ( الغابة) و هو أول دواوينه طباعة ، و آخرها ( متن السيرة) .
كما له دراست أدبية، من شعره:
عيون القصيده
بعينها وإن غضب اللثـام***تغامزني النوارس واليمام
وما تدري القصيدة حين ترنو***من الساقي بها ومن المــدام
إذا رفت بها الأهداب مالت***غصون القلب وارتجف الغمام
كأني حين ألقيها نبي***يبلغها الرسالة أو إمام
وأي رسالة في القلب أحلى ***إذا قرئت وليس بها كلام
كفاها أنها عندي أحاطــت***بمعناها المفاصل والعظام
بعينيها ملائكة وجــن***وشئ كالخرافة مستهام
سلوها هل تنام بها العشايا***وأين بكل فتنتها تـنام
أنا أدري لأن شغاف قلبـي***هنالك حيث يستعر الغـرام
تنام بكل أجنحة التشـهي***فحيث تطير يسترخي الرخام

و له هرطقات تشبه هرطقات أبي العلاء المعري و زندقته فمن هذا ما جاء في (متن السيرة):
أبي قال لي من الف عام بأنها
أذان الى ميقاتها ومؤذن
وماذا بوسعي غير وسعي وحيلتي
فخذ أمنياتي بالتي هي أحسن
إذا قلت لي: «من أين جئت؟ » وجدتني
بمفترق الذكرى «ألت وأعجن»!

و قال:

ومافي صلاة العصر إلا جماعة
تظن، وأخرى باسمه تتيقن

____________________
* ويكيبديا
** موقع ( مدينة المحابشة)

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:23 PM
عمر مُصْلِح
هو عمر بن مصلح بن فارس الدُّليمي ، أديب وفنان تشكيلي عراقي، مقيم في بغداد ، من مواليد 27 / 8 / 1960 م ، خريج أكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد / قسم المسرح ،عضو نقابة الفنانين واتحاد الأدباء.
من أعماله:
-في المسرح:
1. إعداد وإخراج مسرحية جمهورية العوانس.
2. تأليف وإخراج مسرحية ضيعت ذاكرتي .

و له جملة من الأعمال متنوعة في الشعر ، والقصص القصيرة جداً ، والدراسات الفلسفية والأنثروبولوجية ،والأدبية ، والفنية.
و هو صديق كريم و زميل أريب في منتديات منابر ثقافية و من أعماله:
( نصيحة) قصة قصيرة جدا:

- مشروعك هذا مضمون الخسارة.
- لِمَ؟.
- لأنك ستشارك من لايخصَّك بما يخصك.
ولكن.. عندما شعر بزوجته واقفة خلفه.. استدرك
- إلا إذا كنت ستتزوج من امرأة كزوجتي.

( دم) قصة قصيرة جدا:

- أشعر بنحول عام.. فجئتُ لِأُحلـِّل الدم

بدمٍ باردٍ.. داهم َ الحكيمَ، بعد أن تخطـّى على دماء الجرحى النازفة، واستغاثات الثكالى الفائرات الدم..

تُرافِق خطاه طقطقة مسبحته.. والمُسْـتـَشفى يئن.

فسابقَ استغرابُ الحكيم الاستهجانَ.

- لكنكم لم تحرِّموه من قبل يا ( شيخ ).


جمهورية العوانس

مسرحية من فصل واحد
عن قصة قصيرة للقاص الكبير عبدالستار ناصر
إعــداد: عبدالستار ناصر & عمرمصلح
إخراج: عمر مصلح

ألشخوص:
ألعانس رقم (1) ؛ من عائلة دُمِرَت أثناء إحدى الحروب
ألعانس رقم (2) ؛ مرتبكة, مترددة
ألعانس رقم (3) ؛ مخطوبة لشاب, استشهد في معركة
ألعانس رقم (4) ؛ متسلطة
ألعانس رقم (5) ؛ مفجوعة بهجرة حبيبها الذي اختفى فجأة
ألعانس رقم (6) ؛ جميلة, مغرورة
ألعانس رقم (7) ؛ غير مبالية
ألرجل ؛ وسيم, أعرج

ألزمان : منذ أول حرب وإلى الآن.
ألمكان : فضاء يشي بأنه مقبرة قديمة, أو أطلال.

خشبة المسرح والصالة مظلمتان تماماً, يستمر الإظلام بعد رفع الستارة, لمدة دقيقة كاملة مما يحدث تململ واستفسارات هامسة بين الجمهور عن مدة الصمت والعتمة التي عمَّت المكان.
توقَد شمعة من على يسار المسرح تحملها العانس رقم (1)
ألعانس رقم (1): هذا يكفي.. يكفي هذا.. لابد من شيء يظهر.. لابد من شيء يحدث, ألصمت هكذا.. جريمة
توقَد شمعة ثانية تحملها العانس رقم (2)، وهي جالسة في الصالة بين الجمهور.. تردد أثناء مسيرها, وهي متجهة نحو الخشبة
ألعانس رقم (2): يكفي هذا.. هذا يكفي.. ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة
ألعانس رقم (1) تكرر جملة (لابد من شيء يظهر)، بالتناغم مع العانس رقم (2) التي تكرر ( ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة ) حتى تلتقيان على الخشبة وتضع العانس رقم (2) يدها على كتف العانس رقم (1), ويستمر التناغم بين الجملتين إلى أن تصعد العانس رقم (3) على الخشبة.
تظهر العانس رقم (3) من عمق الصالة ( من خلف الجمهور ) حاملة شمعة بيدها، وهي تردد ( كثر الموتى.. والباقون تأكلهم المنافي ) وبالتناغم مع العانستين (1) و (2) إلى أن تقف على يمين الخشبة.
ألعانس رقم (3) : ذهب الرجال.. كثر الموتى, والباقون تقلهم القطارت إلى المنافي, يغسلون الأرصفة بالدموع.. يجرجرون الخطى بعكازات مثلومة، يحملون جوازات سفر ملغاة.
ألعانس رقم (2): جئنا في وقت لا يشبه الوقت.. رُسِمنا على الصفحة الخطأ من تقويم هذا الزمان.
ألعانس رقم (1): وُلِدنا سهواً
تدخل العانس رقم (4) من عمق خشبة المسرح, وهي تحمل شمعة
ألعانس رقم (4): من قال أنها مشكلة ؟.
من قال أنهم مهمون؟.
ألعانس رقم (3): شهداء, أسرى, مفقودون, مهاجرون, عاطلون، مغيبون, مغدورون.. أهذا قَدَر الرجال, وأشباههم يرفلون بالنعيم!.
ألعانس رقم (5) جالسة في وسط المسرح متبرقعة بالسواد.
ألعانس رقم (5): قطاري الجميل فات.. وما زلت صغيرة
أثناء حوارها تتحرك العوانس بحركات توحي بالضياع.
صمت.. ثم يختفين خلف ستار أبيض شبه شفاف، وهن يثرثرن بشيء أشبه بالنواح المنغّم.
تظهر العانس رقم (7) وهي تردد أغنية (( هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول )).. ثم يخفت صوتها تدريجياً.
ترتفع أصواتهن من خلف الستار الأبيض، وهن يرددن تراتيل منغمة، وبعدة لغات ( عربية، كردية، سريانية، مندائية، أزيدية ).. ثم يقفزن بحركة واحدة إلى الكواليس اليسرى للخشبة, ترافق هذه الحركة ضربة صنج عالية. وبصوت واحد خافت, متهدج ( رجل ؟!. إنه رجل!. )
ألعانس رقم (3): ربما عاد من هناك
ألعانس رقم (2): إنه وسيم.. ثم تردد مع نفسها (( هُمَّة بيهم واحد مو حلو؟. ))
ألعانس رقم (1): كل الأنبياء رجال.. ولكن هل كل الرجال أنبياء!.
ألعانس رقم (3): لا أظنه يعود بهذه السرعة.. فالرحلة طويلة.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات.. المستحة زِيْنة, والخجل مطلوب ))
إظلام خفيف مع بقعة ضوء على العانس رقم (6)
ألعانس رقم (6): منذ سنوات، وأنا أسمع الأخبار.. أليوم لا شأن لي بشيء.. أغلقت التلفاز، أحرقت الجرائد، وكسرت المذياع... أنقذني يا إلهي.
بقعة ضوء على العانس رقم (2)، وهي تضع رأسها بين بيديها
ألعانس رقم (2): يا رب أنقذني من جنوني.. أُريد.. أُريد أن أقول شيئاً.. شيئاً مهماً.
باقي العوانس يتحركن حركة متشابهة، وهن مقرفصات على الأرص يميناً، وشمالاً.. ويرددن على إيقاع حزين ( لماذا.. لماذا.. لماذا ).
ألعانس رقم (5) للعانس رقم (3): ربما يعود.. ولكن ليس بهذه السرعة.. ألغريب أن الشهداء يعودون، والمهاجرين تأكلهم المنافي، تمصهم, ولن يعودوا.. لقد فات قطاري الجميل، وما زلت جميلة.
يرتفع الـ "رامب" رويداً رويدا، فيظهر الرجل وظهره للجمهور, ثم يدخل، بين هالة من وجد، وهيام، واستنفار، وترقب... .
وسيماً به عَرَج بسيط في ساقه اليمنى، يبدو عليه الخوف كمن جاء هارباً من شيء ما.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول))
ألعوانس.. يقتربن من الرجل ويحطنه على شكل حدوة حصان
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, ومازلت صغيرة.
ألعانس رقم (2): رجل!!. إنه رجل حقيقي.
ألعانس رقم (3): كان يحبني كثيراً.. خطبني ذات ربيع، قبل أن ينخره الرصاص.
ألعانس رقم (1): كنا نقصف كل يوم.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات ))، من يكون هذا ( تشير إلى الرجل ) كي نخبره بكل أسرارنا
ألعانس رقم (6): ربما نتعرف عليه غداً.. ربما يكون غداً أجمل.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية "وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلا, وغداً ننسى ولا نأسى على ماضٍ تولى"
ألرجـل: كل يوم أسمعها حتى صارت حياتي, غداً.. غداً.. غداً
ألعانس رقم (2): غداً هو يوم أجمل.
ألعانس رقم (5): إنه شيء نسيته تماماً.. قطاري الجميل فات, وما زلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): غداً؟. أنا لم أقرر ذلك.
ألعانس رقم (3): غداً صار حياتي.. يا رب اجمعني وإياه هناك.
ألعانس رقم (1): كان ( غداً ) معجزة، وحين يتحقق.. ترقطه المدافع.
أما السماوات.. فتتلبد "بالأباتشي"، رغم الأدعية والنذور.
ألعانس رقم (6): غداً.. بداية بداياتي.
ألعانس رقم (7): ألشهداء يأتون غداً.. هكذا أخبروني.
ألعانس رقم (3): حبيبي أجمل الشهداء.. غداً سوف أراه، وبعد غدٍ يراني.
ألعانس رقم (4): أليوم.. غداً.. بعد سنة.. لايهم.. أنا لا أحب القادم.. منذ طفولتي.
ألرجـل: يكفي.. ما هذا الذي أنا فيه!. سجن آخر أم مصح عقلي.. أم ماذا!!.
ألعانس رقم (2): أيها العزيز التائه.. من أين أتيت؟.
يقترب الرجل منها
ألرجـل: جئتكم هارباً من نفسي، ربما من سجني.. من ولعي بما كنت أحب.. أنا لا أدري كيف أتيت, ولماذا وقع اختياري على هنا.
يخفت الضوء تدريجياً مع بقعة ضوء على العانس رقم (3)
ألعانس رقم (3): هل نهضت من بين الشهداء؟.
ألعانس رقم (4): أم هارباً من القضاء؟.
أجل أنت هارب.. أما من سجن أو من مصح عقلي.
ألرجـل: ألرجولة تأمرني بالصمت, والشهداء رفضوني, والقضاء لا يطالبني.
ألعانس رقم (4): لماذا أنت هنا؟.
ألرجـل: وأنتن..!. لا أفهم لماذا أنتن هنا!. ماهذا المكان الذي أنا فيه؟!.
إظلام - يتكرر صدى الكلام، مختلفاً قليلاً عما جاء على لسان الرجل، وعلى شكل صدى متكسر- بأصوات "باص، و تينور، وملوَّن، وطبيعي":
ألشهداء أمروني بالصمت.. ألصمت لي والكلام لهم.. ألقضاة رفضوني.. لماذا أنتن هنا؟. لا أفهم أي شيء عن أي شيء!.
ترافق الحوار الداخلي هذا.. تقاسيم حجاز على درجة الـ "ريْ" بآلة الكمان.
تتبعها حركة بشرية بطيئة، على تقاسيم الصَبا، على درجة الـ "لا"، وتراتيل.
ألحركة تشير إلى رغبة مكبوتة في أجساد النساء، وتتخذ شكلاً دائرياً.. ثم تعود الأضاءة على العوانس بالتتابع.
ألعانس رقم (4): لماذا لايرحل هذا الرجل من هنا؟.
ألعانس رقم (2): لا أريدك أن ترحل.. إبق هنا.. معنا.
ألرجـل: من سجن إلى سجن.. لافرق بين ما هربت منه، وما جئت إليه.. كلها سجون.. حتى أحلامي صارت بعض سجني.. والأمنيات سجاني.
ألعانس رقم (6): ماذا دهاك!. أية بلوى جئت بها.. أية بلوى أنت!.
ألرجـل: كلها سجون, جئت هارباً كي أنقذ نفسي من نفسي..
ألعانس رقم (2): إبق معنا, وستنقذ نفسك.
ألرجل (غير مبال بما سمع): كل واحدة منكن صارت سجاني ( يشير بسبابته إليهن ) تحكمني، تأخذني من عنقي إلى الجحيم مرة، وإلى الفردوس مرة.. وأنا الوحيد في هذا العالم... ( يصمت ) يدور حول نفسه بما يشبه الرقص.
ألعانس رقم (4): كذاب.. أنت كذاب, نحن لانفكر بأعرج كذاب مثلك.
ألرجـل: ألكذب!!. ألصدق!!. لا معنى لهما.
ألعانس رقم (6): لم أفقد جمالي بعد قلبي هو الذي...
تقاطعها ألعانس رقم (3): مات.. أجل حبيبي قد مات، لقد فجعني قرة عيني.
ألعانس رقم (1): يقصفوننا كل يوم، وكل يوم نقول غداً.. سيهجعون.
هل تفهم كيف يصبح الرصاص أليفاً كالقطط؟.
ألرجل ( دون انفعال ): لم نعد نفرّق بين الرصاص والأصدقاء، كلهم يأتون متى يشاؤون، ثم يحرقون المكان برحيلهم.
ألجو العام على المسرح لايوحي بمعقولية الأشياء، (فأعطيتُ) فرصة للمثل لأخراج المشهد.
ألعانس رقم (2): أنا أخاف الأصدقاء.
ألرجـل: لا أحد يفهم ما أقول.. ألرصاص، والرجال يأتون بسرعة ويذهبون بسرعة.. ألرصاص يتناثر في كل مكان, وكذلك الرجال.
ألعانس رقم (1): قصفونا في الليل، قصفونا في الظهيرة، قصفونا في الصباح، قصفونا ونحن نحلم، قصفونا في الفراش.. في الحمام، وفي وقت الصلاة.. قصفونا ونحن تحت القصف.
ألعانس رقم (4): والغريب أننا لم نمت بفعل الصواريخ.. لم نمت بفعل الرصاص.. أننا نموت من شدة الحب.
ألعانس رقم (2) تقترب من الرجل، وهو يوشك أن يغادر المكان، حزيناً.. فتمسكه من كتفه، وتطوق عنقه بذراعيها.
ألعانس رقم (3): إلى أين؟. نحن لايغادرنا غير الشهداء
ألعانس رقم (5): يفارقنا الموتى والمهاجرون.
ألعانس رقم (3): أين تريد الذهاب في هذه الساعة؟. كن شقيقي.. لأسمعك حكاية شقائي.
ألعانس رقم (2): لم نشبع منك بعد ( يدفعها برفق ) تعال.. تعال..
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((وين رايح وين، وين الوعد وين))
ألعانس رقم (4): غبية.. غبية فعلاً.. لاأدري كيف تحب امرأة رجلاً تافهاً كهذا!.
ألعانس رقم (5) توجه حوارها للعانس رقم (4): خاتم الخطوبة مازال معي، ولا أريد امتلاك أكثر من خاتم.. لو كان أخبرني برحيله لأعطيته إياه.. عسى أن يؤجل ذله يوماً آخر.
يهبط الرجل جاثياً يتضرع أمامهن كمن يبكي
ألرجـل: يا آنساتي، يا حبيباتي.. ماذا جرى، دعوني أفهم الحقيقة.. لا أريد أن أعود إلى سجني ثانية، شبعت من الهوان والأنتظار ( يقعد أرضاً، ويسائلهن الواحدة تلو الأخرى ) سأذهب حسناً، ساذهب الآن.. أليس هذا حلاً معقولاُ؟.
دعوني أعود إلى سجني القديم، إنه أرحم بكثير أو.. أو.. أو اتركوني أفهم مايدور في هذه الرؤس العجيبة.
ألعانس رقم (6): وهل ستفهم ما نحن فيه؟.
ألرجـل: وهل ستفهمن يوماً ما أنا فيه؟.
ألعانس رقم (2): دعنه يرحل، أتركوه يرحل ( تقترب منه، وتمسح جسدها بجسده، وتكرر بدلال غريزي مفضوح ) هيا ارحل، لا تمنعونه من الرحيل.
ألعانس رقم (6) ( تشير إلى هيأته بإصبعها السبابة، من الأعلى إلى الأسفل)
لا أريد أن أجن من أجل رجل, لقد رفضت ألفاً قبلك، فمن تكون أنت؟!.
(ثم تهوي كطائر جريح وهي تكرر)
لقد رفضت ألف رجل.
ألعانس رقم (5): كلهم هاجروا, كلهم هجرونا، كانوا أكثر من حبات الرز, كانوا برائحة العنبر.. فلماذا هاجروا، ولماذا هجرونا!.
ألعانس رقم (3): قالوا أن الشهداء يعودودن بعد حين, حبيبي بينهم, حبيبي معهم، لكنه بَعُدَ منذ سنين.. لِمَ يتخلف بعض الشهداء عن عادات جميلة كهذه؟.
ألرجـل محدقاً بالعانس رقم (3): نحن نسمع.. نسمع ولا نرى، كل واحد منا يقول ما يشتهي، لكن الحقيقة ستبقى آخر مانفكر فيه.. ألحقيقة تأتي متأخرة تماماً.
ألعانس رقم (4): لاشيء يحدث, لا أحد يجيء. (تنظر) إلى العانس رقم (5)، والذين هاجروا كانوا أذكى منا.. لو كنت رجلاً لما فعلت غير ما فعلوا.
ألعانس رقم (7): تردد ((وين رايح وين))
ألعانس رقم (5) ( بصوت منكسر ): ألذين هاجروا لهم رائحة الأمس.. رائحة لم نعد نشمها.
ألعانس رقم (1): كثرت الأخطاء، لاندري بعد اليوم أي خطأ نحن فيه.
ألعانس رقم (5): ألخطأ الأول أنهم تركونا وهاجروا.. ألخطأ الحقيقي أنهم هجرونا، ونحن في عز صبانا.
ألرجـل ( بحركة تشير إلى عجز أو خوف من شيء):
ألهجرة أفضل من الموت، فالجسد لا يحتمل أكثر من حرب واحدة.. إنهم على حق، إنهم أفضل مني.
ألعانس رقم (5): إنهم على حق، إنهم على حق.. كلمة الحق لم أعد أنطقها جيداً ( تهوي أرضاً).
ألرجـل: أي عذاب أنا فيه.. أي عذاب إنساني أرى!!!.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا في عز صباي.
تقترب العانس رقم (2) من الرجل، وتمسح ظهرها بظهره، وبقية العوانس ينظرن إلى المشهد، والرجل يتطلع إليهن واحدة فواحدة، وهو يشعر بحقيقة المأزق الذي هو فيه.
ألعانس رقم (4): يا للرجال من قساة وكذابين.
(حلم اليقضة ينتاب العوانس.. حالة تأخذ شكل الواقع، والرجل في كل حلم لكل عانس، وخشبة المسرح تبدو ضبابية، والحوارات في هذا المشهد متشنجة وهستيرية)
ألعانس رقم (1): ألرجل شتاء، دجنته الحروب.
ألعانس رقم (2): عندما يأتي يعود، لكنه دائماً هنا ( تشير إلى قلبها).
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, وهو مازال فيه.
ألعانس رقم (6): حصان جامح، يحلو له الصيف.
ألعانس رقم (3): ألرجل هدف للرصاص.. درع بشري، لنموت كَمَداً.
ألعانس رقم (4): لا أحب الشتاء، ولا أحب الصيف.
ألعانس رقم (7): لماذا تأخروا هكذا.. تردد (( طالت غيبتك يا اسمر علينا)).
ألعانس رقم (6): ما الفائدة، ليالي قبل الأربعين قد ولَّت
ألرجـل: خذلونا في عز صبانا، ماتركوا فضة إلا وفضوها، ولا ذهباً إلا وذهبوا به، ولا ضيعة إلا وأضاعوها، ولا عرضاً إلا وعرَّضوا به.
ألعانس رقم (2): لم يعد الكلام ينفع، فالجريمة كاملة، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ألعانس رقم (6) بحالة من حالات الرقص المحموم، وهو أقرب للطيران، كمن يريد أن يهبط من قمة عالية نحو الأرض.
ألعانس رقم (6): أنا أحتاج إلى رجل يعذبني كثيراً, أكثر قسوة من أبي وجدي، أريده أن يعذبني كل يوم، وكل ساعة، فقد مللت هذا الصمت السخيف.. أريده أن يضربني كثيراً, يأمرني بحزم وشدة.
ألعانس رقم (7): تردد ((أريد الله يبين حوبتي بيهم))
ألرجل ( بكثير من الهلع، والأنكسار): لا ( حوبة ) لنا.. لقد مرت السنوات، ونحن ننتظر هذه ( الحوبة ) التي لا ( حوبة ) لها.. إننا نهلك ساعة بعد ساعة ولا مصير لنا غير المسلخ.. مسلخ الحياة التي صارت ( حوبة ) للقصابين.. نحن خرافهم الجميلة الساكنة المسكونة بالرعب, ( يصرخ) خراف ليس إلا.
ألعانس رقم (7): ((أريد الله على الفرگه يجازيهم ، كلما عذبوا حالي ساكت ما..)) ( تسكت ثم تقول بخوف ) نعم لاشيء سوى السكوت, هذا هو المصير الأخير، ألسكوت من ذهب.
ألعانس رقم (1): نحن أصلاً من ذهب.
ألعوانس جميعاً يرددن: ألسكوت من ذهب.. نحن مصنوعون من ذهب.
ألعانس رقم (4): (( ما أريد أسمع هيچي حچي، ناس ما تستحي)).
ألعانس رقم (6): أحب الحصان الجامح.
ألعانس رقم (1) ( تعدو مسرعة نحو الرجل): ألا تدري أنهم كفوا عن القصف.. ألأستاذ المبجل حفظه الرب يقول.. أنها مجرد نيران صديقة.
ألعانس رقم (4) ( تنظر إلى الرجل بود واضح، وتصرخ بالأخريات): ألا تخجلن من أنفسكن؟!. دعنه يرتاح ( وكأنها تشير إليه بأن يهتم بها فقط).
ألرجل ( ينظر إليها ثم يبتعد قليلاً ويخاطب الجميع ): أجمل ما في الكون امرأة لا تستحي من الحقيقة.
ألعانس رقم (7): تردد ((گلبك صخر جلمود، ماحن عليَّ))
ألرجـل: يا إلهي.. ماذا جرى حقاً في هذه السنوات!.
ألعانس رقم (3): دعونا نسأل الشهداء.
ألرجل ( مستمر ببوحه الهيستيري، وهو جالس على الأرض كأنه يصلي):
أنا أريد أن أفهم و "الحروب عليها السلام لاترد السلام"*.
ألعانس رقم (4): ألمعرفة ورطة
ينهض الرجل، ويقترب من وجوه العوانس، واحدة تلو الأخرى، وفي كل اقتراب يسمع كلمة أو عبارة وهو يدور
ألرجل: ألورطة معرفة.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا مازلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): هلا أمرتني بشيء ( تقولها بدلال لا يناسبها).
ألعانس رقم (1): لابد من شيء يظهر.. فالمسكوت عنه "يتفرعن"
ألعانس رقم (2): مازلت أخاف ( غداً)
تمتد أصابع الرجل العشرة إلى العانس رقم (2) ثم إلى العانس رقم (4) ثم إلى بقية العوانس حيث يصبح داخل حلقة، يرفع يديه عالياً، يرقص بحزن أشبه برقصة زوربا، والعوانس يتحركن ما يشبه حركة الدراويش ويرددن ( لماذا، لماذا، لماذا ).
يسطع الضوء رويداً رويدا
ألرجل: لا أريد هذا الضوء، ألضوء يوجعني، لا أحب العيش بنور كهذا.
تهطل من سقف المسرح أوراق أشجار خريفية أثناء حوار الرجل، تتخللها همهمات وأناشيد حربية، تعقبها ملابس نسائية للنوم وللسهرة، وتعلو من خلف الكواليس أصوات العوانس أنفسهن (صوت مفخَّم): ألضوء هنا جريمة، أعتدنا العتمة، في الظلام يُعرف الأنسان أكثر، في العتمة..
ألرجـل (مقاطعاً): لم أشعر برجولتي في الضوء ولا في العتمة، هذه إرادة الحروب، هناك فقدت رجولتي, هكذا، وبكل بساطة.. ألرصاصة انتخبت هذا المكان تحديداً.. أجل الرصاصة, فالله رؤوف رحيم, ولا يجهض كبريائي بهذه الطريقة، ماذا تردن من رجل ليس برجل، أنتن نساء بمعنى الكلمة، إلا أن الضوء جريمة.
بصوت جميع العوانس: ألظلام ستر وعافية
ثم يتوارين خلف الكواليس، وترافق الحركة أصوات منبهات قطارات وبواخر وزجاج يتكسر.
ألرجل: إفتحوا الأبواب، دعوني أدخل، دعوا أختكم الثامنة أن تدخل، دعوني أخرج من سجني الكبير لأدخل سجناً لافرار منه.. أنا العازب الوحيد في هذا العالم.. رجل مع إيقاف التنفيذ.
"ستار"

* "ألحروب عليها السلام لاترد السلام" جملة مستعارة من الشاعر الكبير سلمان داود محمد

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:27 PM
محمود درويش
هو محمود بن أيمن بن سليم بن حسين درويش ،شاعر فلسطيني حداثي و شيوعي ، و شعره في غالبه زندقة فالحداثة هي الخروج من الدين و التراث الإسلامي
و حاله كحال بقية شعراء الحداثة كأدونيس و محمد الماغوط و عبدالوهاب البيات ومن هم في مثل حالهم.
جاء في ترجمته:
( محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).

اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر . ..) *

له عدة دواوين منها:
(عصافير بلا أجنحة ) و ( أوراق الزيتون) .

من أشعاره:
( عن إنسان)

وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!

( أنا يوسف يا أبي)
أَنا يوسفٌ يا أَبي.
يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني،
لا يريدونني بينهم يا أَبي.

يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ
يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني
وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني
وهم طردوني من الحقلِ
هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي
وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي

حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي
غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك،
فماذا صنعتُ لهم يا أَبي؟
الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ،
ومالت عليَّ السَّنابلُ،
والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ
فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي،
ولماذا أَنا؟

أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا،
وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب;
والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي..
أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي:
رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟

و يتهم محمود درويش بعمالته للكيان الصهيوني على الصعيد الشخص و الأدبي فهو عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي كما أن شعره يشهد حالة من التشبع بالتلمود و أساطيره ،وجاء في موقع الجزيرة .نت التابع لقناة الجزية الإعلامية القطرية ( قال الباحث الفلسطيني أحمد اشقر و هو باحث في الفكر الديني في أمسية ثقافية نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين بعمّان في يوم الخميس 24-11- 1433 هـبعنوان ( درويش و التوراة) أقيمت أن درويش ( ستخدام رموز توراتية "من أجل أن يفضي الحاضر للماضي ويطرح البلاد وطنا مشتركا للشعبين الفلسطيني واليهودي" ...
و نسب لدرويش قوله في حديث صحفي "الشاعر في مرحلة الطوارئ سياسي بالضرورة لأنه جزء من مقاومة الاحتلال ومطالب بالوفاء للصورة التي يرسمها له القارئ، كما أنه مطالب أيضا بالتمرد على ما هو متوقع منه"...) **
و من الباحثين الذين أشاروا إلي علاقة محمود دروبش بالتوراة الشاعر و الباحث / موسى حوادة فقد قال :
( ما يثير الانتباه والاستغراب حقا، قيام المرحوم بنقل مقاطع كاملة من التوراة، ووضعها في قصائده، باعتبارها من تأليفه، أي من دون إشارة للمصدر، لا من قريب ولا من بعيد. يقول درويش في «الجدارية»: «باطلٌ، باطلُ الأباطيل باطلْ»، وفي الإصحاح الأول من سفر الجامعة ورد:

«1 كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ:

2 بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ».

وفي الجدارية كتب درويش: «الرياح شمالية والرياح جنوبية».

وفي سفر الجامعة، من الإصحاح نفسه:

«6 اَلرِّيحُ تَذْهَبُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَتَدُورُ إِلَى الشَّمَالِ».

وفي «الجدارية»: «تُشْرِقُ الشمسُ من ذاتها/ تَغْرُبُ الشمسُ في ذاتها».

وفي التوراة؛ 5 «وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِقُ».

وفي الجدارية:

«للولادة وَقْتٌ

وللموت وقتٌ

وللصمت وَقْتٌ

وللنُّطق وقْتٌ

وللحرب وقْتٌ

وللصُّلحِ وقْتٌ

وللوقتِ وقْتٌ

ولا شيءَ يبقى على حالِهِ».

وفي التوراة:

«1 لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ:

2 لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ.

3 لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ.

4 لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ.

5 لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ.

6 لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ.

7 لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ.

8 لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ.

9 فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ؟».

وفي الجدارية:

«كُلُّ نَهْرٍ سيشربُهُ البحرُ

والبحرُ ليس بملآنَ ،

لاشيءَ يبقى على حالِهِ

كُلُّ حيّ يسيرُ إلى الموت

والموتُ ليس بملآنَ».

وفي التوراة؛ 7: « كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً».

وفي «الجدارية» يقول درويش:

«1400 مركبة

و12,000 فرس

تحمل اسمي المُذَهَّبَ من

زَمَنٍ نحو آخر»، وهي نفس عبارات الملك سليمان في سفر الملوك، حتى بالرقم.

وفي «الجدارية»:

«عشتُ كما لم يَعِشْ شاعرٌ/

مَلكاً وحكيماً

هَرِمْتُ، سَئِمْتُ من المجدِ

لا شيءَ ينقصني

أَلهذا إذاً

كلما ازداد علمي

تعاظَمَ هَمِّي؟

فما أُورشليمُ وما العَرْشُ»، وهذا اقتباس من سفر الجامعة أيضا. وعلى لسان سليمان بالنص؛ 19وَمَنْ يَعْلَمُ، هَلْ يَكُونُ حَكِيمًا أَوْ جَاهِلاً، وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ تَعَبِي الَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ وَأَظْهَرْتُ فِيهِ حِكْمَتِي تَحْتَ الشَّمْسِ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ.16 أَنَا نَاجَيْتُ قَلْبِي قَائِلاً: هَا أَنَا قَدْ عَظُمْتُ وَازْدَدْتُ حِكْمَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ رَأَى قَلْبِي كَثِيرًا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ .

يقول القس متري الراهب إن درويش كان متعلقا بسفر الجامعة. وكان ملما بالعهدين القديم والجديد إلى درجة أنه وصفه بأنه كان لاهوتيا.

حتى لو كان متعلقا بأي سفر من أسفار العهد القديم أو الجديد فهذا لا يضيره، لكن نقل المقاطع حرفيا، وكما وردت في التوراة، أو تحويرها بشكل خفيف فقط.. هل يعتبر تناصا أو اقتباسا، حتى لو لم يشر إلى ذلك؟

إن الأثر التوراتي في شعر درويش لا يحتاج لدليل، فقد قال درويش نفسه، ذات يوم: «لقد قرأت التوراة بالعبرية وأحببت ركاكة بعض الترجمات العربية».ا.هـ ***

شواهد على استهزأ محمود درويش بثوابت الإسلام:
ما أورده الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي :
( ... (أنا الحجر الذي مسته زلزلة
رأيتهم الأنبياء يؤجرون صليبهم
و استأجرتني آية الكرسي دهراً ،ثم صرت بطاقة للتهنئات )
و يقول:
(و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة، دم كالمياه
و ليس تجففه غير سورة عمَّ ،و قبعة الشرطي
و خادمه الأسيوي ، وكان يقيس الزمان بأغلاله ) ...
و يصف كغيره من الحداثيين الأمة و دينها بالرمل رمزاً للتخلف
و الرجعية :
( و الرمل هو الرمل أرى عصراً من الرمل يغطينا
و يرمينا من الأيام ..
و الرمل جسم الشجر الآتي
غيوم تشبه البلدان
لون واحد للبحرو النوم
و للعشاق وجه واحد
و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري
سنرى ألف نهر في مجاري الماء
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيد الأيام
و النخلة أم اللغة الفصحى
أرى فيما أرى ممكلة الرمل على الرمل )
و هذه النصوص كلها من كلام درويش تدل على مقدار السخف الحداثي الذي يتخذ من القرآن العظيم و سوره غرضا للسخرية ...) ****
و تأكيدا على كلام الدكتور الغامدي من جهة سخف الطرح الحداثي أورد هذا النص لمحمود درويش :
( أَمشي أهرولُ أركضُ أصعدُ أنزلُ أصرخُ
أَنبحُ أعوي أنادي أولولُ أسرعُ أبطئ أهوي
أخفُّ أجفُّ أسيرُ أطيرُ أرى لا أرى أتعثَّرُ
أَصفرُّ أخضرُّ أزرقُّ أنشقُّ أجهشُ أعطشُ
أتعبُ أسغَبُ أسقطُ أنهضُ أركضُ أنسى
أرى لا أرى أتذكَُّر أَسمعُ أبصرُ أهذي
أُهَلْوِس أهمسُ أصرخُ لا أستطيع أَئنُّ أجنّ
أَضلّ أقلُّ وأكثرُ أسقط أعلو وأهبط أدْمَى
ويغمى عليّ...)

و من ولائه لإسرائيل رفضه الحضور للمملكة العربية السعودية حين قدمت له الدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي و التأريخي فقد ذكر عبدالباري عطوان:
(ربما تكون المملكة العربية السعودية من الدول القليلة التي لم يزرها مطلقا، وهناك قصة غريبة وراء ذلك، فقد جاء احدهم يفاتحه قبل عشرين عاما بدعوة لحضور مهرجان الجنادرية الثقافي السنوي في وسط نجد، وعندما سئل عن الجهة المنظمة قالوا له انها 'الحرس الوطني'، فقال وما علاقة العسكر بالثقافة، ألا توجد رابطة او نقابة او هيئة تتولى هذه المهمة غير الحرس الوطني؟ وكانت هذه الكلمات نهاية العرض) *****
قلت :لم يزر محمود درويش المملكة العربية السعودية لا حاجا و لا معتمرا و لا شاعرا ، و لا يقبل منه ذاك العذر البارد فالرجل لا صلة له بدين الله و بمقدساته.
عاش محمود درويش ردحاً من الزمن بفرنسا ،وتوفي محمود درويش بولاية تكساس بأمريكا و هو يجري عملية قلب مفتوح في عام 2008 م.
_____________________
* ويكيبديا
** الجزيرة نت: http://www.aljazeera.net/news/pages/ecd7b12e-ba22-44d6-972b-
8684d4f5a6d2

*** من مقالة ( محمود درويش و التوراة) لكاتبها موسى حوامدة التي نشرتها جريدة الدستور الأردنية في
يوم الجمعه، 20 أبريل/نيسان، 2012 م.

**** الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، ( الانحراف العقدي في أدب الحداثة و فكرها العقدي)، دار الأندلس الخضراء،ط: 1424-2003 ، ص: 1181-1182
***** مقالة بعنوان ( حمود درويش الذي عرفت) لعبدالباري عطوان، نشرتها مؤسسة محمود درويش على موقعها و رابطها: http://www.darwishfoundation.org/printnews.php?id=163

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:29 PM
جمال مرسي
هو جمال بن محمدبن مُرسي بن علي الجوهري ، شاعر و أديب مصري ، مولود في الثاني من فبراير عام 1951م ، في كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية، حاصل على البكالوريوس العلوم الطبية البيطرية دفعة مايو 1980 ، و هو عضو في عدة اتحادات و أندية أدبية فهو:
عضو اتحاد الكتاب المصريين..
عضو نادي أدب كفر الشيخ
له عدة إصدارات هي :
1- ديوان غربة عام 2000م
2- ديوان:أصداف البحر و لآليء الروح عام 2005
3- أنهار لا تعرف الخوف عام 2009م
4- شرفة القمر (ديوان مشترك مع عدد من شعراء العرب) .
5- في كل اتجاه .. شهر ديسمبر عام 2013م

و د.جمال مرسي هو مؤسس منتديات قناديل الفكر و الأدب على شبكة الإنترنت ، و يكتب في العديد من الصحف و المجلات المصرية و العربية. اضافة الى كثير من المواقع و المجلات العربية الموجودة على صفحات الأنترنت.
من شعره:
1. قصيدة ( هو الشعر أرقى الفنون):
هُوَ الشعرُ يرقى بأحلاميـهْ
أُحقــقُ فيهِ مُنى ذاتيـهْ
و أنهـلُ منه سُلافَ الحيـاةِ
و أقطـف أزهارَه الزاهيـه
هوَ البَرُّ إنْ أنت رُمتَ النجاةَ
هو العطـرُ فاحَ بأيّامـيـَهْ
ففيهِ الجمـالُ إذا ما تغــنّى
بهِ العاشــقونَ بألحــانيهْ
و فيهِ النسيبُ و فيهِ المديحُ
و فيهِ الهجـاءُ و مـرثاتيهْ
حماسٌ و فخرٌ و كم من أريبٍ
يُسـدِّدُ من ضـربةٍ قاضـيهْ
و كم ذا ببيتٍ يُبيدُ الطغــاةَ
و يدحــرُ من قوةٍ غــازيهْ
هو الشعرُ أرقى فنونِ الحياةِ
هو البحــرُ دُرّاتُهُ غــاليه
فَغُصْ فيهِ و انعم بما يحتويهِ
و دع عنكَ أعـذاركَ الواهيهْ.

2. قصيدة ( انتفاضة الأقصى ):
اللهُ أكبرُ يا سيلاً مِن الغَضَبِ
يا قاصفاً من رِياحِ النَّارِ و اللَّهَبِ
اللهُ أكبرُ يا أبطالَ أُمَّتِنا
في سَاحةِ القُدسِ في يافا و في النَّقَبِ
اللهُ أكبرُ كم دَكَّت حِجارَتُكُم
حصناً لباغٍ و أطماعاً لمغتَصِبِ
كم شنَّفت أُذُنِي أخبارُ زلزلةٍ
قَضَّت مضاجعَ مغرورٍ و مُعتجبِ
كم ثار بُركانُكُم يُلقي قذائِفَهُ
في وجهِ أعدائِكُم كالنَّارِ في الحطبِ
لم يُثنِ هِمَّتَكُم بطشٌ و قنبلةٌ
ألقت بها عَبثاً كفٌّ من الرَّهَبِ
شُلَّت ، فما فَرَّقَت في القَتلِ رميتُها
مابينَ طفلٍ بكى من خوفِهِ و أبِ
اللهُ أكبرُ يا أطفالَ أُمَّتِنا
انتم رجالٌ من الياقوت و الذهبِ
لو كنتُ بينكمُ ، كنتُ افتديتكمُ
بالروحِ و القلبِ لا بالشِّعرِ و الخُطَبِ
يا مَن بذلتم لأجلِ القُدسِ أنفُسَكُم
أرواحُنا مَعَكُم في القدسِ لم تَغِبِ
اللهُ أكبرُ يا طفلاً حِجارتُهُ
كانت إلى قلبهِ أحلى من اللُّعَبِ
إضرِب فأعداءُ دينِ اللهِ في فَزَعٍ
رغمَ العتادِ من البارودِ و اليَلَبِ
إضرب فإنَّ يدَ الرحمنِ ضربَتُها
أشدُّ بطشاً من الأرماحِ و القُضُبِ
نُب عن ألوفِ الملايينِ التي احتَرَقَت
أكبادُها لَوعةً مِن شِدَّةِ النُّوَبِ
خمسونَ عاماً و ساحُ القُدسِ في خَطَرٍ
قد دنَّستها جيوشُ الديْرِ و الصُّلُبِ
خمسونَ عاماً و أقصانا منابرُهُ
تدعوا أيا إخوةً في الدينِ و العَصَبِ
هُبُّوا لنجدتنا ، ثوروا لثورتنا
أعطوا حجارتنا دعماً من الشُّهُبِ
" شارونُ " دنَّسنا ، أدمى مشاعِرَنا
" باراكُ " أمطرنا بالحربِ و الحَرَبِ
كم من شهيدٍ روى بالحُبِّ من دمِهِ
مسرى النبيِّ عظيمِ القَدرِ و الحَسَبِ
كم من عزيزٍ أبى طَعناً بعزَّتِهِ
فاهتاجَ مُنتفضاً كالليثِ في الغَضَبِ
يا أمَّة الخيرِ في الأقصى ، رسالتُكُم
قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ و الكُتُبِ
فاستبشري أُمَّتِي بالنَّصرِ في وطنٍ
صبَّ اليهود بهِ وبلاً من الكُرَبِ
عمّا قريبٍ يعود الحقُّ مُنتصراً
مهما استطالَ زمانُ الزيفِ و الكَذِبِ

3. قصيدة ( مَدَدتُ يَداً):

هَا هيَ يدي أَمُدُّها إليكِ

و ها هيَ أشرعةُ قلبي قد هيأتها لتستقليها

كي تبُحري بي في عالمٍ من السعادةِ

عالمٍ لا يوجد فيه سِوانا

لا حاجةَ لي فيهِ إلى شمسٍ تُشع دفأها،

فأنتِ شمسي .

و لا لأشجارٍ أتفيَّأ ظلها من وهجِ الظهيرة ،

و لفحِ المشاعرِ ،

فأنت روضتي و أشجاري .

و إذا جنَّ عليَّ الليل و اشتدت ظلمته ،

كنتِ القمرَ الذي يُضيئه ،

و يفرد علي جنباتهِ أجنحةَ النور.

أشم عبيرَ أنفاسِك ..

فكأنني أشم أطيب الأزاهير .

و أسمعكِ تصدحينَ فأحسُّ بفرحة العنادلِ ،

و هديلِ الحمائمِ ،

و همساتِ الكناري .

أتمايلُ معكِ طرباً ..

و كأنني غصنٌ أخضر وقفت عليه أطيارُ قلبِكِ ،

تعزف أجملَ ألحانِ الهوى في مسمعيَّ .

هأنذا أمد إليك يدي

فتلمسي دفأها

و استشعري نبضاتِ الحُبِّ في رعشاتها

احتضنيها بقوةٍ

و دعيني أضُمكِ إلى صدري

و أغمض عيني

فأراكِ في عالمي الورديِّ حمامةً بيضاء ..

جاءت مسرعةً ،

بعد عناءِ رحلةِ العمرِ المسافرِ للمغيبِ ،

لتستريحَ على نافذةِ قلبي ..

تنظر إليَّ فتجدني أبادلها الهديلْ .

أقول لها اقتربي ..

فمن عينيكِ ، و إليكِ ..

سأبدأ الرحيل الجميلْ .

و أنا مشتاق من زمنٍ ..

لرحيل يشطرني ،

يجعلني أتشظى

فتبعثرني الريح في فراديس بهائك .

سيدتي ..

ما أجمل أن نعيشَ الحبَّ الصادقَ

في زمنٍ تحكمهُ المادةُ

و قوانينُ القوةِ

دعينا نُرسي مبدأ البقاء للأكثر حباً

في زمنٍ

ندر فيه أن نجد حباً ..

أو حبيباً صادقاً

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:30 PM
نداء غريب
هي نداء بنت غريب بن صبري الحلفاوي ، المولودة في عام 1976 م ، و تحمل الإجازة الجامعية في اللغة الانجليزية ، أديبة و شاعرة سورية و هي لاجئة سورية في مدينة الرمثا الأردنية بسبب اندلاع الثورة السنية المباركة بسوريا اليوم.متزوجة و لها ثلاثة أولاد ابن و بنتان .
ألتقيت بقلمها في منتديات رابطة الواحة الثقافية حيث يكتب نخبة الأقلام العربية ، تكتب الشعر و القصة القصيرة من أعمالها :
الشعر :

يا شام سلام

يا شام سلاما لسهولكِ ....
للمرجة للشعب الأعرقْ ...
للساحل والنهر وبيتي المهجورِ
ونارنجةِ جدّي
والفلّ بحارتنا يعبقْ
تغرقني أحزانُ لجوئي ...
ألمي ...
غربةُ قلبي ...
صمتي
ودموعي بدموعي تشرقْ
ووفاءً لترابكِ يقضي أحبابي شهداءَ
ويمضي موكبُ صبري
في سيلِ دماءٍ يهدرها ...
من كنتُ أظنهمُ أهلي ...
في وهمِ وفاءٍ لزعيمٍ
مختلٍ
مجنونٍ
أخرقْ
أوفاءً يا شامُ سفيهٌ يهدرُ مجدكِ ؟
يحرقُ أرضكِ ؟
يسلبكِ الأخضرَ والأزرقْ ؟
لم يفلتْ من سطوةِ مجنونِ السلطةِ يا وطني ...
حجرٌ أو شجرٌ أو بحرٌ حرٌ
لم يفلتْ طفلٌ أو شيخٌ
لم يفلتْ في الرقعةِ بيدقْ
وسقطنا في جبِّ الغربةِ والذلِّ وهمِّ التشريدِ
ونهواكِ ونحياكِ وفاءً
يا شامُ ونبكيكِ سخاءً
ولأجلكِ يا فخرَ الأمَّةِ
نحكي الشعرَ ونهوى الفكرَ
ونستجمعُ ألوانَ الصبرِ
وها قد ضاعتْ أوراقي
والشعرُ تبعثرَ يا صحبُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي
شعرًا بوفائي يا شامُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي ..
عن قسوةِ عيشي بالمفرقْ


****
عربدوا في حصن طهرك

الشام سيدة البلاد وفخرها
مهد الشموخ الحرّة الفيحاء

نحن الذين بما تئن رمى بها
لا ينفع المتخاذلين بكاء

يا شام بالله استري عوراتنا
ضاع الوفاء ولم يعزك وفاء

لكنها آذاننا مرهونة
لمن ابتلوك وما أصابك شاؤوا

يا شام ردي جمعنا الباكي فما
يرضي إباءك في البلاء عزاء

كلا ولا يحمى بهاءك من على
درب الدموع مضى اعتراه بلاء

عرّوك يا رمز الطهارة عربدوا
في حصن طهرك ما يفيد رثاء

وانهارت الآمال بالأمن الذي
نصْبو إليه وعمت الأنواء

والموت بات خيارنا يا شام إذ
فارت لثارات الوفاء دماء



***
ثور بساقية
سأفر يوما من جحيم هواني
سأعيدني لمراكبي وأماني

سأفك أصفاد الإماء ولن ترى
في معصمي قيدا يهدّ كياني

قلبي الذي يرعاك منذ أسرته
ما عاد قلبي، والجوى أعماني

ومراكبي لشواطئي .. أحرقتها
والموج عاتٍ بالهوى أضناني

ثور بساقية يدور ولا يرى
غير المدار بواسع البستان

وتريده ثورا سعيدا بالذي
أمّلته من فسحة وجنان

لكنه -تعسا له-متطاول
لا يرعوي، ويزيد في النكران

الظلم يا مولاي يفتك بالمنى
والجوْر يصنع أعند الفرسان


النثر:
ما لا عين رأت


لؤلؤة وبعض صدف
هي كل ما تحمل محفظتي مما جمعت في رحلتي المميتة تلكَ في أعماق الوهم
أتذكرُ يوم كنتُ ألملم القطع الصغيرة تذكارا، وأنت تحثني على الغوص أكثر

- "لا تكترثي بهذه الأشياء الصغيرة
لكِ عندي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .."

وصدَقت ...
هو ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
هناك في تلك الأعماق السحيقة كوجعي
رأيت الظلام الذي لم أتخيل يوما أن يختفي خلف عينيك الباسمتين
رأيت الموت يتربص بكل قيمة جميلة حملتُها يوما

خبأت عينيَ التي فقأتَها لؤلؤة تذكّرني بغدرك
وجعلت من قشور حكاياك المستهلكة صدفا أداري به عودتي خاوية اليدين

ترى ...
هل اكتفيت


***
صحوة

فقد الكون كل معاني الأمان
رقاص الساعة الصغيرة فوق باب الصالة يتمايل بحزن كأنما يداري عنّي دمعته إذ يرثيني
ومواء القطة المذعورة التي أدخلتها لتوي لتهرب من برد الشتاء ينتزع القلب من مكانه
وينزع عن عينيّ نظارة وهميَ السوداء لأقف أخيرا في مواجهة قلبي على ضفة السراب
أصم أذني عن أنين الهواء خلف النافذة يزلزل قدرتي على مقاومة إيماني بحاجته للاختباء في كهف أمانيّ من صقيع الحقيقة خارج حلمي

ما أكثر الخائفين في عالم وصل فيه برد الشتاء للقلوب فأمرضها وللضمائر فجّمدها
تحسست الجرح الغائر في خاصرتي
وأقسمت أن لا أخرج لشتائك القارص ثانية مهما دعوتني
وأعلنت أوردتي ملجأ للمألومين

الآن أقوم
وقد تلطخت بالحزن حروف البوح
وأوشك أن أنتهي من رحلة عذابي على دروب القهر التي ألزمتني
وأن انتزع نابك من جسدي
لأنتهي للأبد من ألم هذا المخاض
علّ الشمس تشرق عندها
وعلّي أستعيد قدرتي على رؤية نجوم السماء ليلا

أحائر أنت في جنوني؟
لا تستغرب حبيبي
فللغدر رائحة تفوح
وللظم بصمة تلوّن بالسواد فضاء الروح


أخيرا: و كعادة الفتيات كانت تكتب قبل الواحة في مواقع مختلفة باسماء وهمية.

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:33 PM
صالح السويسي القيرواني *
هو صالح بن عمر سويسي. وقد عاش في الفترة ما بين ( 1291 - 1360 هـ) الموافقة لـ ( 1874 - 1941 م) ، و هو مولد في مدينة القيروان (وسط تونس)، وتلقى علومه، كما مارس تجارته في تونس (العاصمة)، وفي مدينة توزر (الجنوب الغربي من تونس)، لتكون نهايته حيث كانت بدايته.
ختم القرآن الكريم بتونس العاصمة، وكان يحضر حلقات الدروس التي كان ينظمها الشيخ المصلح محمد النخلي، كما تأثر بأفكار الشيخ محمد عبده.
تكوينه الثقافي - في جملته - ذاتي اعتمد فيه على رغبته في العلم، أما التجارة فظلت عمله ومصدر رزقه.
كان يجمع أدباء القيروان حوله، فكوّن نادياً أدبياً أسماه «الخورنق».
الإنتاج الشعري:
- صدر له: ديوان «منجم التبر في النثر والشعر» - مطبعة السعادة بمصر 1906 ، وديوان «زفرات الضمير» (شعر ونثر) طبع بالمطبعة التونسية 1911 ، وكتاب «فجائع اليتامى والبائسين» - به شذرات من شعره ونثره - المطبعة التونسية 1917 - أعادت الدار التونسية للنشر طبعه، و«الأناشيد المكتبية للشبيبة التونسية» - مطبعة النهضة، تونس 1926 ، و«ديوان صالح سويسي القيرواني» - الدار التونسية للنشر (ط1) تونس 1977 ، وله ديوان مفقود أسماه: «سلامة الانسجام وتكوين الوجد والغرام»، وله تشطير رباعيات الخيام.
الأعمال الأخرى:
- له رواية «الهيفاء وسراج الليل» نشرت في مجلة خير الدين (1903) ونشرتها مجلة «قصص» التونسية (1968) وأعادت طبعها الدار العربية للكتاب - تونس، ليبيا (1978)، وله: دليل القيروان، والنثر البديع في الصلاة على الشفيع: مطبوعان، ورسائل نثرية أسماها رسائل الحياة: مخطوطان، وله تقييدات أعدها في شكل دفاتر أسماها «سفينة نوح».
مارس التشطير والتخميس والمعارضة، وأكثر شعره ينبعث عن مناسبة سانحة، زيارة أو مثول بين يدي عالم أو وفاة، ثم تأتي القصائد التي تشيد بالوطن وتدعو إلى النهضة، ولكن ضعفًا في اللغة وركاكة في الأسلوب تطرقا إلى بعض قصائده.
من أعماله الشعرية:
حيي ربوع الهُدى وَالعلم والدينِ



حيي ربوع الهُدى وَالعلم والدينِ
وَاِذكُر مَحاسِنُها فَالذكرُ يحييني
وَاُنشُق عَبيراً مَنَ الأَرض الَّتي شرَّفت
في سالف الدَهرِ بالغرِّ الميَامينِ
وَانظر إِلى أَثر الأَسلافِ مِن رَفعوا
صَرح الكَمال بِحُكمِ العَدل وَاللينِ
فَنفحةٌ مِن ربوعِ القَيروان لَها
في النَفسِ طيبِ سَما عَن طيب دارينِ
مَقرُ صَحبٍ لَقد خاضوا الفَدافدَ للـ
فتح المُبين لِتهذيب وَتمدينِ
قَبرُ الرَسولِ يَشعُّ النُورُ مِنهُ إِلى
هَذا الضَريحِ فَاِنعم بِالضريحينِ
أَرضٌ بجامِعِها أَنفاسُ عقبةِ مَن
قَد أَحرزَ النَصرَ في كُلِّ المَيادينِ
كَأَنَّني أَنظرُ الأَصحابَ قَد وَضَعوا
سِلاحَهُم لِأَداءِ الفَرضِ في الحينِ
قَد جاهَدوا في سَبيلِ اللَهِ فَانتَصَروا
وَجاهَدوا النَفسَ فَاِنعم بِالجهادينِ
قَف بَالضَريح الَّذي قَد مَد صاحبهُ
كَفّا لِكَفِّ خِتام الرُسلِ في الكَونِ
زر الجَناحَ فَفيهِ نُورُ أَضرحةٍ
ضَمّت رِجالَ الهُدى وَالعلم والدينِ
فيهِ الحَفيدةُ لِلفاروقِ قَد دَفَنَت
في عَصر فَتحٍ بَدا مِن بَعدِ عشرين
نَعم البِلادُ وَلَو ضاقَ ذَرعي بِها
وَحادثُ الدَهرِ كادَ اليَوم يَرديني
إِذا جَلَستَ لتفكيرٍ ببركتها
وَالبَدرُ في الأُفُقِ العالي يَزهّيني
ذَكَرتُ مِن فتحوا الدُنيا وَمَن بَلَغوا
بِقَوة العَزمِ ملكَ الهندِ وَالصينِ
زالَ الجَميعُ وَأَيام الوَرى دولٌ
وَعبرةُ الدَهر في الذكرى تَسلّيني
يا جَنّةَ الخُلدِ بَل يا قَيروان وَمَن
حُبي لَها فاقَ عَن وَصف وَتَبيينِ
قَد كُنتِ قاعدةً لِلملكِ مِن زَمَنٍ
وَالعلمُ عَمَّ الوَرى مِن بَحرِ سَحنونِ
لا تَلهِني بَهجة الدُنيا وَزُخرُفها
عَنها وَلا بِسواها قَط تَدنيني
ذَكرى بِلاد جَميلٍ وَهُوَ أَبدَع مِن
شِعر الَّذي قالَ مِن شَوقٍ لِدارين
يا نَسمةٍ باكرت مِن نَحو دارينِ
وافت إِليَّ عَلى بَعدٍ تَحيّيني

هَوى كَوكَبُ الشَرقِ المُنيرِ عَلى الوَرى
قال في رثاء حافظ إبراهيم:

هَوى كَوكَبُ الشَرقِ المُنيرِ عَلى الوَرى
فَفاضَت دُموعُ الخَلقِ كَالنيل إِذا جَرى
واظلم هَذا الكَونُ مِن فَقَد شاعرٍ
بِآدابِهِ رَوضُ القَريضِ تَعَطَّرا
فَفي الشَرقِ لَوعاتٌ وَفي الغَرب حَسرةٌ
وَكُلُ فُؤادٍ بِالأَسى قَد تَفَطّرا
وَفاضَت دُموعُ الحُزن مِن كُلِّ مُقلةٍ
عَلى فَقَد مَن أَحيى الشُعورَ وَفَكَّرا
سَرى نَبأٌ ما كانَ أَعظَمَ وَقعَهُ
فَيا لَيتَهُ بَينَ الخَلائقِ ما سَرى
وَلَكِنَّ سَهمُ المَوتِ لا بُدَّ نافذٌ
فَسُبحانَ مَن أَحيى وَأَفنى وَقَدَّرا
فَيا شُعراءَ العَصرِ قَد ماتَ حافظٌ
بَل انهدَّ طودٌ في العُلا شامخُ الذُرى
فَقَدناهُ وَالآمالُ فيهِ كبَيرةٌ
إِذا الخَطبُ في يَومِ الشَدائدِ قَد عَرى
فَقَدناهُ فُقدانَ الكَواكبِ في الدُّجى
إِذا ما دَليل الرَكبِ قَد جَدَّ في السُرى
صَدَعَت بِقَول الحَقِّ في وَجه دَولةٍ
لَها قُوةٌ مِنها الرُومانُ تَحَيَّرا
وَنَبَّهت شَعباً لِلَّذي هُوَ واجبٌ
وَلَو كانَ فيهِ صارمُ المَوتِ أَحمَرا
فَلا اللوردُ في أَيامِ صَولةِ حُكمِهِ
عَلى فِكرِكُم يَومَ النِضال تَسَيطَرا
وَكُنتُ لِأَهل البُؤسِ أَعظَم ناصرٍ
فَجادَ غِنيُّ القَومِ لَمّا تَأَثَّرا
عَطَفتُ عَلى الأَيتامِ عَطفةَ راحمٍ
وَلَينت قَلباً نَحوَهُم قَد تَحَجَرا
تَقَدَمتُ مِثلَ اللَيثِ في كُلِّ حادثٍ
عَظيمٍ إِذا ما الغَيرُ عَنهُ تَأَخَّرا
فَما ضَعُفت مِنكَ العَزيمةُ وَاِنثَنَت
وَلا خِفتَ ذا بَطشٍ طَغى وَتَحَيَّرا
وَلَم تَكُ هجّاءً إِلى الشَر داعِياً
وَلَكِن زلال الخَير مِنكَ تَفَجَّرا
فَيا قَبرُ هَذا كَنزُنا فيكَ مُودَعٌ
بِهِ دُررٌ فاقَت جَواهرَ قَيصَرا
فَكُن رَوضةً تَزهو بِمَقدَمِ شاعرٍ
وَضَعناهُ مثلَ التَبرِ في باطنِ الثَرى
أَحافظُ إِنّي عَن رِثائِكَ عاجزٌ
وَلَو صُغتُ مِن أَسنى الكَواكبِ أَبحُرا
فَنَم هانِئاً وَالذكرُ بَعدَكَ خالدٌ
وَشِعرُكَ مَحفوظٌ وَغَرسُكَ أَثمَرا
وَجاوِر عَظيمَ الشانِ حسان مَن لَهُ
فَضائلُ مِن مَدح الَّذي أَسَعَدَ الوَرى
فَيا مِصرُ إِن كانَ المُصابُ مُجسّماً
فَفي العالم الإِسلامي أَضعاف ما جرى
وَفي القَيرَوانَ الحُزنُ أَضحى مُخَيِّماً
وَأَصبَحَ جَوُّ الشِعرِ أَربدَ أَغبَرا
وَتُونس في ثَوبِ الحِدادِ أَسيفَةٌ
عَلى فَقدِ مَن أَحيى الشُعورَ وَفكَّرا



قالوا ذُنوبكَ في الحَياةِ كَثيرةٌ
قالوا ذُنوبكَ في الحَياةِ كَثيرةٌ
وَجَهَنَّمٌ بِالذَنب قَد تُذكيها
ماذا اِفتِعالُكِ وَالجَحيمُ تَأَجَجَت
وَجَميعُ أَنواعِ العُقوبةِ فيها
فَنَظَرتُ في حُسنِ الرَجا ،أَجِبَتُهُم **
أَمطارُ عَفوِ اللَهِ قَد تُطفيها

بَينَما الإِنسانُ حيٌّ سالمٌ
بَينَما الإِنسانُ حيٌّ سالمٌ
وَإِذا بِالحَيِّ قالَ الناسُ ماتْ
كُلُّ شَيءٍ سَوفَ يَفنى عاجِلاً
وَجَميلُ الذِكرِ مَعنى لِلحَياةْ



قُلوب المُسلِمينَ لَها لَهيبٌ
قلتُ: كأنّ الشاعر السويسي يعيش عصرنا الراهن و ثورة الشعوب العربية على حكامها حين قال بأكثر من أربعة و سبعين عاما و من المصادفة أن أول من فجر ثورات الربيع العربي هو شاب تونسي يدعى البوعزيزي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس:
قُلوب المُسلِمينَ لَها لَهيبٌ
مِن الضَغط الَّذي خَرَبَ الدِيارا

وَفي سُنَنِ الطَبيعةِ كُلُّ نَفسٍ
بُعَيدَ الضَغط تَنفَجرُ اِنفِجارا

يَجورُ الظالِمونَ وَبَعدَ حينٍ
فَيا وَيل الَّذي في الكَونِ جارا

و أختم كلامي عنه بقولي: رحم الله السويسي الشاعر الفحل فقد كان ذ ا موهبة شعرية أصيلة يقل لها نظير في عصورنا المتأخرة ، وله حس ديني شامل ، و استشراف للمستقبل.

___________________________
* بوابة الشعراء ، اللهم ما عدا تقدمتي لقصيدة (قلوب المسلمين لها لهيب) و ختام السيرة.
** جاء الشطر في بوابة الشعراء هكذا: (فَنَظَرتُ في حُسنِ الرَجا وأَجِبَتُهُم) و لا يستقيم البيت إلا بحذف الواو و لعله خطأ من البوابة و هذا يحصل .

عبده فايز الزبيدي
11-08-2015, 11:35 PM
نجيب الحداد
هو نجيب بن سليمان الحداد. صحفي أديب، له شعر و توشيح . وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي. ولد في بيروت في عام 1283 هجري ، وتعلم بها وبالإسكندرية. وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس) وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة. وعاد إلى الإسكندرية فتوفي بها. له (تذكار الصبا - ط) وهو ديوان شعره، وقصص (روائية) منها (رواية صلاح الدين الأيوبي - ط) و (شهداء الغرام - ط) و (حمدان - ط) مسرحية، و (السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و (غصن البان - ط) و (الفرسان الثلاثة - ط). ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد - ط) في سيرته وأدبه، وللدكتور محمد يوسف نجم (نجيب حداد - ط) مسرحياته. توفي الحداد في عام 1316هجري.
من أعماله :
_ موشح ( نحن أعضاء لجنة الخمر):
نحن اعضاء لجنة الخمر بحضور الكؤوس
قد حضرنا بالناي والزمر لانتخاب الرئيس
مقسمين اليمين بالسكر وطلا الخندريس
اننا خاضعون للامر مطرقون الرؤوس
والرئيس الذي انتخبناه لارتشاف العقار
واعتمدناه وارتضيناه لكؤوس تدار
واماماً لنا جعلناه حين قر القرار
هو عباد صاحب الامر وامير الجلوس
امهر الشاربين في الناس ورفيق المدام
ونديم الخمسين والكاس في الضحى والسلام
وامام لنا على الراس وهو نعم لامام
انتخباه ليلة البدر في اجتماع انيس
ذاك في جلسة عقدناها بحضور الصحاب
وانتخاباتهم جمعناها في كؤوس الشراب
فوجدنا اتفاق معناها بانتخاب الجناب
فجعلناه زينة الصدر وارحنا النفوس
تم هذا القرار تحريرا قبل يوم الاحد
ولقد قرروه تقريرا من سكارى البلد
ان عباد كان سكيرا لم يفقه احد
فاذا مات ليس من عطر بعد هذي العروس
سجلوا ذا القراب تسجيلا في بطون الورق
واقرأوه لحناً وترتيلا في نوادي العرق
وكذا ذيلوه تذييلا باسامي الرفق
تم هذا القرار في مصر في مساء الخميس
سنة السبع بعد تسعينا وثماني مئين
بعد الف من عهد فادينا سيد الشاربين
الذي حلل الطلا دينا في الكتاب المبين
فاستعضنا بها عن الحبر وختمنا الطروس

عبده فايز الزبيدي
31-08-2015, 07:13 PM
إسماعيل بريك

هو الشاعر المصري إسماعيل السيد بريك ، من مواليد الرابع من ديسمبر لعام 1948 م، بمركز قلين محافظة كفر الشيخ ،حاصل على بكالوريوس تجارة إدارة أعمال. عَمِل مفتشاً بالتنظيم والادارة بكفر الشيخ وتدرج فى السلم الوظيفى حتى صار مديراً عاماً ، ثم أُحِيلَ الى المعاش فى 4/12/2008 لبلوغ السن القانونيه.

تعرفت على قلم هذا الشاعر الجميل في منتديات محافظة القنفذة التي يملكها صديقي الأستاذ الأديب حسين بن منصور الجعفري _ حفظه الله_ حيث ينشر بعض قصائده.
و له قصة ظريفة مفادها عنه من موقعه:
(
عينت بتاريخ 1/9/1973 م بوظيفة " محضر " بمحكمة طنطا الابتدائية وتسلمت العمل وأديت اليمين القانونية أمام المستشار رئيس المحكمة وتم تدريبي علي أداء العمل . محضر إعلان ثم محضر تنفيذ ومن الطريف أنني عندما بدأت عملي كمحضر تنفيذ كلما تسلمت حكما لتنفيذه كنت اصطحب معي مسئول جهة الإدارة " مندوب الشياخة " أو شيخ الخفر عند إجراء التنفيذ فأجد المواطن الصادر ضده الحكم في حالة يرثي لها فأجدني متعاطفا معه وأقوم بعمل محضر عدم وجود شيء وعندما تكررت تلك المحاضر في إنجازاتي خلال الشهر قام كبير المحضرين بعرض الأمر علي المستشار رئيس المحكمة الذي استدعاني وكان لديه خلفية من كبير المحضرين بأنني أحد الشعراء المجيدين فتعرف علي وقال لي بأدب جم أنت لا تصلح لعمل المحضر حيث أن طبيعة العمل تتعارض مع طبيعة شخصيتك وطلب مني أن اسمعه قصيدة من إنتاجي الشعري فأسمعته قصيدة بعنوان : " إله الكون "
مطلعها : أنا مازالت أخشاه لعلمي انه الله
اله الكون خالقه وما للكون ألاه
فإذا بالرجل يقاطعني قائلا : الله ... الله .... الله أنت مكانك العمل بالثقافة وليس بأقلام المحضرين . فقلت له كيف ذلك يا سيادة المستشار فأجابني بأنه يعرف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة وطلب مني تقديم طلب للندب للعمل بمديرية الثقافة بالغربية فشكرته وقمت بكتابة الطلب وأعطيته له وبعد أسبوع واحد جاءت موافقة الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعد أسبوع أخر جاءت موافقة الإدارة العامة لشئون العاملين بوزارة العدل وصدر قرار بذلك للعمل بمديرية ثقافة الغربية وتسلمت العمل بالثقافة " مديرا لقصر ثقافة قطور اعتبارا من 1/7/1978 حتي 1/11/1981 "
حيث تركت العمل بالثقافة ونقلت للعمل بالتنظيم والإدارة بكفر الشيخ مفتشا بإدارة التفتيش اعتبارا من 1/11/1981 ثم انتدبت للعمل رئيسا للوحدة المحلية بالزعفران لمدة عام سنة 2005 ثم عدت للعمل بالتنظيم والإدارة بكفر الشيخ حتي إحالتي إلي المعاش في 4/12/2008م .)
نشاطه الأدبي :
-رئيس نادي الأدبي بقلين.

-نشر قصائده فى المجلات الأدبية والصحف المصريه والعربيه وشارك فى المؤتمرات الأدبية بمحافظات مصر.

-صدرت له الاعمال الشعريه الاتيه:-

-روضة الشعر - شعر فصحى - مصر 1975.

-سارقة الفؤاد - شعر فصحى - مصر 1978.

-احزان الشتاء- شعر فصحى - مصر 1999.

-أضواء على أحزان الشعراء- دراسه أدبيه - مصر 2002.

-حديث النفس - شعر فصحى - مصر 2009.

له تحت الطبع:-

-شعراء كفر الشيخ فى الميزان - دراسه نقديه.

قراءه فى الشعر السعودى المعاصر- دراسه نقديه.


من شعره:
1. قصيدة ( سرى طيف الأحبة):

سَرَيَ طَيْفُ الأَحِبَّةِ فى خَيالى
فَأًرَّقَ مَضْجَعى طَولَ الليالى
وَعَاودَنى الحنينُ إلى أُنَاسٍ
عَهِدْتُ وَفَاءَهُمْ فى كلِّ حَالِ
فَرُحْتُ إلى التَّذَكُّرِ قَدْ أُنَاجِى
رِفَاقَ العُمْرِ مِنْ صَحْبٍ وَآلِ
فَمَا نَفَعَ التَّذَكُّرُ فى التَّنَاجِى
وَلاَ نَفَعَ التَّذَكُّرُ لِلْوِصَالِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَي بالأمسِ نَحْبَاً
وَعِنْدَ اللهِ مَرْحُومُ المآلِ
وَمِنْهُمْ فى دُنَا الأحياءِ يَحْيَا
يُعَذَّبُ باليمينِ وبالشَّمالِ
وَمِنْهُمْ عَالِمٌ بالنَّاسِ حَقَّاً
حَلِيمُ الطبعِ مَحْمودُ الخِصَالِ
وَمِنْهُمْ خَازِنُ الأموالِ سَلْبَاً
بخيلُ النَّفْسِ منبوذُ الرِّجَالِ
وَمِنْهُمْ جَاهِلٌ بالدَّينِ دَوْمَاً
يَقُودُ حَياتَهَ رَكْبُ الضَّلالِ
وَمِنْهُمْ مَنْ بنورِ اللهِ يَمْشي
وَتَعْلو وَجْهَهُ سِمَةُ الجَّلالِ
سَأَلْتُ الله يَرْحَمُهُمْ جَميعَاً
يُثَبّتُ قلْبَهُمْ عِنْدَ السَّؤَالِ

2. قصيدة ( يا حي يا قيوم):
يَاحَىُّ .. يَاقيُّومُ .. يَاصَمَدُ
يَامَنْ إذا نَادَيْتُهُ أجِدُ
هَذِى دُموعُ التَّوْبِ أزْرِفُهَا
حُزْنَاً على نَفْسِى وَأرْتَعِدُ
ذَنْبى عَظِيمٌ بَاتَ يُؤْلِمُنِى
يَاضَيْعَتى وَالنَّارُ تتقِدُ
يَاغافرَ الزَّلاتِ أَجْمَعِهَا
مَنْ لاشريكَ لهُ وَلا وَلَدُ
بِكَ أستجيرُ عَسَاكَ ترْحَمُنِى
رُحْمَاكَ أنْتَ الواحِدُ الأحَدُ

عبده فايز الزبيدي
31-08-2015, 07:15 PM
صالح الزهراني
هو الشاعر و الأكاديمي السعودي صالح سعيد القرشي الزهرانـي ، من مواليد منطقة الباحة ذو الحجة 1381 هـ، متزوّج ولديه ستة أولاد : ابنان وأربع بنات ، و يقيم بمكة المكرمة حرسها الله ، نال درجة الأستاذية في الأدب و نقده ، عيّن عميدا لكليّة اللغة العربيّة بجامعة أم القرى في 1430 هـ .. شارك في عدة هيئات اجتماعية و أكاديمية مثل كونه :
عضوا في لجنة تحكيم مسابقة شاعر عكاظ 1430 هـ .، عضوا للجنة اختيار الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1427 هـ .،رئيسا لمجلس مركز إحياء التراث الإسلامي لمدة أربعة أعوام من 1420-؟ ، عضوا للجنة وضع ضوابط نشر الرسائل العلمية بالمجلس العلمي بالجامعة..... الخ
شارك في أمسيا كثير داخل الوطن السعودي و خارجه فزار بشعره البحرين و تونس ، سوريا ، قطر ، مصر ،بريطانيا ، الامارات العربية المتحدة ،الكويت ، و سلطنة عُمَان.

و له نتاج علمي و أدبي من ذاك:

الغموض والبلاغة العربيـة ، مآخذ البيانيين على النص الشعري حتى نهاية القرن الرابع الهجري – دراسة نقدية، الإيقاع والدلالة ، البلاغة والفنومنولوجيا.

صدرت له عدة دواوين منها:
فصـــولٌ من ســـيرة الرّمــاد - نادي القصيم الأدبي 1419 هـ .
حــارس الكلأ المبـــاح - نادي الباحة الأدبي 1419 هـ .
ستذكرون ما أقول لكم - نادي جازان الأدبي 1420 هـ .

أورد له معجم الابطين من قصيدة:
أعراس الجلال


فتَّحتُ أنشد للجلال وأكتبُ _________________________
والحرف يُورِق من هواك ويعشبُ _________________________
زادي هواك, وبيت شعرٍ خالدٌ _________________________
زاهٍ, بطين المكرمات مخضَّب _________________________
قنْدَلْته قمراً, وثغرَ غمامةٍ _________________________
يندى فتبتهج الرمال وتخصب _________________________
شِعرٌ كوجهك لا يحدُّ شموخه _________________________
سمْح السجايا مثل قلبك طيِّب _________________________
أتعبت دربي, ما تعبتُ من الهوى _________________________
ومتى يملُّ المستهام ويتعب?! _________________________


سافرت في عينيك أبحث عن رؤى _________________________
والشعر سرٌّ لا يُنال محجَّب _________________________
أرويك أغنيةً, ولهفة عاشقٍ _________________________
مطراً على ظمأ الصحارى يُسْكَب _________________________
فأعود يا وطني أجرُّ مواجعي _________________________
وأقول: برقُك يا خيالي خُلَّب _________________________
أغلى المعاني ما يغيب عن الورى _________________________
وألذ أسرار الجمال مغيَّب!! _________________________
وطني.. وينعقد الكلام على فمي _________________________
وحروف شعري رهبة تتخشَّب _________________________
يحني لك الشعر المحلِّق هامة _________________________
والشعر يولد هامة تتنصَّب _________________________
أنت الذي علَّمْته لغة الهوى _________________________
لولاك لم تكنِ القصائد تُعْرَب _________________________
لولا جلال (الأخشبين) و(طيبة) _________________________
ما اهتزَّ قلبٌ, أو ترنَّم معْجَب __

من م
من موقع أدب:
حاشية على الجرح
طموح أهل المجد لا ينتهي
فهل لكم صوب العُلا مطمح
لكم مع الماضي دمٌ مُعْرِقٌ
وأحرفٌ بيضاء لا تُمسح
وفارسٌ رجلاه في خفقِها
روائع الأنغام تستملح
ما اهتز حبل السَّرجِ من تحته
ولا عرفنا مُهره يجمح
فتوحه لغزٌ وصولاته
حِصنٌ من الأسرار لا يفتح
مُحجَّلٌ مثل صباح الهوى
مغررٌ مستوفِزٌ مفصِح
فكيف تخبو النار في زنده
وزنده نَزَّاعة تقدح
يا سيدي أكبرتنا جهلاً
أسرارَنا أسرارُنا تفضح !
نغلي بما يجري لنا ما لنا
ذنبٌ بما في عمقنا ننضح
يا سيدي مُرٌّ صريح الهوى
إنّ الهوى من طبعه يجرح
اليوم بانت أنها لعبةٌ
أبطالها يمشون ما فتَّحوا
فليسقط الأبطال في عرضهم
وليسقط الجمهور والمسرح
رمادنا يا سيدي خامدٌ
لكنَّ فيه جمرةً تذبح
يكبو كريم الخيل لا ينثني
عن غاية من أجلها يضبح
والفارس المقدام قد يُبتلى
وزلَّة الأبطال لا تقدح
إذا استطاب البذلَ كفُّ امرئ
فكل بندٍ عنه يمسح


الرصاصة:
لماذا نلوم الرّصاصه ؟
ألأنَّ الرصاصةَ أول ثغرٍ يقبّلُ رأس القضيّة ؟
أم لأنّا وفي زحمة الزّيف كلٌّ يقدّمُ منّا خلاصـه ؟
إذا كان لابُدّ من قاتلٍ يحملُ الجُرْمَ فالقاتلُ البندقيّه.

استراتيجية:
كان يؤمن أن الذئاب إذا ما رنت للقطيع
استنامت على الدرب حتى عبور الكباش ومالت على القاصية
أوقد الحزن في قلبه شعلة من حريق ،
كيف يحفظ أمن الطريق
فشرى أكلباً تسبق الصوت ، زُرق العيون
لها أجنحة
تعرف الضوء ، والظل تستقرئ الصمت في الأضرحة
واستباح المدى بالكلاب وبالماشية
كانت الأرض مثل العروس ، على وجنتيها تبوح الخصوبة
ولكنّها الضَّاريات رعتها المفاوز حتى غدت مثل قوسِ
المحارب في ليلة دامية
فمال بسكينه يطعم الجُدب لحم الربيع
فياليتها كانت القاضية
فضيَّع نصف القطيع
ونام على الناصية


و قال في مسقط رأسه مدينة البَاحَة في قصيدته:
(الباحة قصيدة)
توسَّدي أحرفي واستدفئي هدبي= وحلِّقي فوق حرفي واسلكي لَهَبي
جوبي السراة التي رصَّعتُها قُبلاً = مازجتُها بفمي أسقيتها تعبي
تحسسي نغمي فيها وقافيتي =وسائلي زُمرَ العُشاق عن طربي
وفتِّشي تجدي لوني ورائحتي = فوق الرُّبا في زُهور اللوز والعنب
أميرةَ الحب ماتَ الحبُّ فانتفضي = وحرِّكي مِعزَفي المخبوء واقتربي
مدّي ظفائرك الخضراء فوق يدي = وسامري رعشةَ الموَّال وانسكبي
أقبلتُ أُهديك أفراحي معتقة = مكيَّة الطعم تحكي شوق مغترب
من قِبلة الأمل الوردي من وطني= ما صُدِّرت من قِلاع الزيفِ في عُلب
ركضاً أتيتك أشواقي تسابقني = دلفت أبحث عن وجهي وعن لُعبي
حورية العصر يا وجهاً يُعلمني= صِدْق الهوى في زمان الزيف والكذب
يا نخلةً عِذقها يهمي ويا حُلُماً = يندسُّ في صمتي الدافي وفي صخبي
تسامقي يا حصون الشعر والتحفي = بُرْدَ الضباب ومُصِّي ناهد السحب
وبادليني جنون البوحِ واستمعي = قصائدي شاركيني نشوة الشغب
تعاتبين غيابي والهوى عتبٌ = فعاتبي إن أحلى الحب في العتب
إن غبتُ عنك لأمرٍ يا معذِّبتي = فإن قلبي مقيمٌ فيك لم يغب
فأنت أنشودتي الأحلى التي حَفِظت =سِري وأشرعتِ الأبواب للشُّهب
هواك سافر في قلبي وفي قلمي = وأنبت الألقَ الأزدي في أدبي
فلن يغيرني تاجي وأوسمتي = فأنتِ أكبر من تاجي ومن لقبي.

قلتُ: و الباحة هي مصيفنا أهل القنفذة ، كما القنففذة مشتى أهل الباحة.