تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كسراب بقيعة



الدكتور ضياء الدين الجماس
13-01-2014, 06:20 PM
سورة النور
(2-..كسراب بقيعة)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ 39 (النور)



يبين هذا المثل حقيقة عمل الكافر (سراب لا يفيد صاحبه) :

لنتصور شخصاً ضالاً في الصحراء القاحلة المستوية (قيعة)، ويبحث عن ملجأ له يقيه حرارة الشمس أو يوفر له الماء والطعام، وبهذا البحث سيتعرض للعطش الشديد ، ومع جهد البحث سيبدو له سراب (منعكس ضوئي) يشبه غدير الماء ، فيركض بحثاً عنه وطلباً لهذا الماء، وكلما اقترب منه يجده يتلاشى ويغيب أو يظهر في مكان أبعد ، وعندئذ يدرك أنه وهم أو سراب يتجلي بصورة الماء . وعندئذ يدرك أنه هالك لا محالة.
وتنطبق هذه الصورة على حقيقة عمل الكافر وحال الكافر معه يوم العرض والحساب عندما يخرج الناس من قبورهم ويدركون أن لا ينفع المرء في ذلك اليوم ذي الشمس الحارقة والعطش الشديد إلا شيء من عمل صالح أريد به وجه الله تعالى، فسيكون له ظلاً وماء ، وعندما يبحث عن أعماله فلا يجد شيئاً خصصه لوجه الله تعالى حتى ولو كان ظاهرها كذلك كبناء المساجد والمستشفيات والمدارس أو التبرعات التي ما أراد بها سوى منازل الدنيا التي غالباً ما يكون قد وصل لها ، والدنيا قد ذهبت وولت ولم يبق إلا ذكرها.
إذن هي أعمال حقيقتها وهْمٌ مثل السراب غير نافعة لصاحبها، ولا قيمة لها في ذلك اليوم العظيم حيث سيذهب كل عمل أريد به غير وجه الله هباء منثوراً. (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً). وثقل هذه الأعمال في ذلك الميزان الحساس لا تعدل شيئاً ، وزنها صفر (0) ، فهو سراب.
إنَّ لحظة الحساب عسيرة عندما سيجد الخلق دقة الحساب بمثقال الذرات. وسيجد الكافر حساب الله عادلاً ، ويوفيه حسابه جهنم وبئس المصير لعله يطهر فيها. فإن لم يطهر ولم يكن له مثقال ذرة من إيمان فسيخلد فيها.
والله أعلم

الدكتور ضياء الدين الجماس
22-01-2014, 03:55 AM
في تشبيه القرآن الكريم لأعمال الكافر نلاحظ أن الأرضية التي يوجد فيها دائماً لا تصلح للزراعة ، (كالصخر مثلاً، أو صفوان عليه تراب-انظر البقرة 264).
وهنا نلاحظ وجود الكافر بقيعة وهي الأرض الصحراوية المستوية التي ليس فيها نبات ولذلك تعكس الضوء عنها كالمرآة ، ولو كانت أرضاً صالحة للزراعة لما عكست الضوء وظهر السراب.
وهذا يعني أن أعمال الكافر لا تنبت ولا تثمر .
هي ملاحظة أردت إضافتها للبيان وشكرا لكم.

نداء غريب صبري
23-01-2014, 10:53 AM
التأمل في قراءتك للأمثال القرآنية علم
وستجدني هنا طالبة متابعة

شكرا لك أخي

بوركت

الدكتور ضياء الدين الجماس
23-01-2014, 01:41 PM
التأمل في قراءتك للأمثال القرآنية علم
وستجدني هنا طالبة متابعة
شكرا لك أخي
بوركت

شاعرتنا البهية نداء صبري
أثمن كلامك الرصين الذي إن دل على شيء فإنما يدل على عقل راجح
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول دين المرء عقله ..
كلنا طلاب علم ، والحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها.
بوركت وجزاك الله خيراً

أشرف صابر محمد
23-01-2014, 01:54 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً

الدكتور ضياء الدين الجماس
23-01-2014, 07:46 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً

أشكرك أخانا أشرف صابر محمد على تنويرك هذه الصفحة المتواضعة
بوركت وجزاك الله خيراً

ناديه محمد الجابي
27-01-2014, 09:35 PM
هذا حال الناسين لذكر الله , المحبين لغير هداه ,المعتمدين على أنفسهم في الأعمال,
فيصف الله ـ مصير أعمالهم والمآل ـ إنه في نكد وكبد فلا يجد من جهده إلا الندم,
ولا يلقى من أمله إلا العدم , ولا يجني من عمله إلا الهم.

بارك الله فيك ونفع بك وفتح عليك فتوح العارفين
وجزاك الله الجنة.

الدكتور ضياء الدين الجماس
28-01-2014, 08:12 AM
هذا حال الناسين لذكر الله , المحبين لغير هداه ,المعتمدين على أنفسهم في الأعمال,
فيصف الله ـ مصير أعمالهم والمآل ـ إنه في نكد وكبد فلا يجد من جهده إلا الندم,
ولا يلقى من أمله إلا العدم , ولا يجني من عمله إلا الهم.
بارك الله فيك ونفع بك وفتح عليك فتوح العارفين
وجزاك الله الجنة.



آمين .. آمين للجميع إن شاء الله تعالى
فالأجر مشترك وللقارئ وتعليقه نصيب مثله.
جزاك الله خيراً أديبتنا ومشرفتنا نادية محمد الجابي