بندر الصاعدي
14-01-2014, 02:18 AM
لَكِ اللهُ يَا شَامَ العُرُوبَةِ جَارُ=فَقَدْ طَمَّتْ البَلْوَى وَعَزَّ جِوَارُ
لَكِ اللهُ مِنْ بَطْشِ الأُلَى كَفَرُوا الهُدَى=وَسَاقُوا الرَّدَى مَسْتَرْهَبِينَ وَجَارُوا
رَأَوْا مَوْتَهُمْ فَاسْتَنْقَذُوا غَيْرَ مُنْقَذٍ=بِخَلْقٍ بَرِيءٍ أَلْقَمُوهُ وَفَارُوا
وَمَا مِنْهُ إِنْقَاذٌ وَلكِنْ مِنَ اللَّظَى=إِذَا هُمْ إِليَهِ بِالجَهَالَةِ سَارُوا
لَقَدْ أَحْبَلُوا العَامَ الأَخِيرَ مَجَازِرًا=بِأَضَعَافِ مَا فِي الأَرْبَعِينَ أَدَارُوا
عِصَابَةُ سُوءٍ بِالمَخَازِي تَلَطَّخَتْ=صَنَائِعُهُمْ فِي العَالَمِينَ ضِرَارُ
عَلَيْكِ مِنَ المُوسَادِ أَقْسَى ضَرَاوَةً=تَرِقُّ وَمَا رَقُّوا عَلَيْكِ شِفَارُ
أُسُودٌ وَلَكِنْ مِنْ بَرَاثِينِ فَارِسٍ=وَأَنْيَابِ رُوسٍ لِلطُّغَاةِ تُعَارُ
وَأَضْرَاسِ حِزْبٍ فِي الجَنُوبِ مُقَاوِلٍ=عَلَى أَنْ يَطَالَ المُسْلِمِينَ صَغَارُ
أَمُنْتَسِبٌ للهِ وَهْوَ عَدُوُّهُ=شِعَارٌ عَلَى قُبْحِ الفِعَالِ سِتَارُ
تَوَلَّى خُمَيْنِيًّا تَمَادَى ضَلالَةً=دَعَاوَاهُ غَيٌّ وَالصَّنِيعُ شَنَارُ
وَكَمْ حَذَّرَ الأخْيَارُ مِنْهُمْ وَإِنَّما=تُعُومِيَ حَتَّى مَا يُفِيدُ حِذَارُ
فَيَا شَامُ وَالإِقْدَامُ مِنْكِ بَسَالَةٌ=تُجِيزُ وَسَيْرُ الخَائِنِينَ عِثَارُ
وَيَا شَامُ وَالأَيَّامُ تَبْلُو رِجَالَهَا=رِجَالُكِ إِنْ شَحَّ الزَّمَانُ كِبَارُ
وَيَا شَامُ صَبْرًا يَكْشِفُ الكَرْبَ حُسْنُهُ=فَمَا طَالَ لَيْلٌ يَقْتَفِيهِ نَهَارُ!
وَيَا حِمْصُ نَصْرُ اللهِ لا رَيْبَ حَاصِلٌ=وَإِنْ كَانَ نَصْرُ اللهِ فِيكِ يُثَارُ
لَكِ العِزُّ لا لِلْخَائِنِينَ وَصَمْتِهِمْ=وَحَلَّ عَلَيْهِمْ لَا عَلَيْكِ حِصَارُ
عَلَى كُلِّ مُسْطِيعٍ مَنَاصَرَةً وَلا=يُنَاصِرُ إِلا وَالفُلُوسُ عِذَارُ
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي عَجَّلَ النَّصْرَ إِنَّمَا=عَلَى حِكْمَةٍ مِنْهُ الأُمُورُ تُدَارُ
يُمَحِّصُ حَتَّى يَسْتَبِينَ خِيَارُ=وَيَهْلِكَ مِنْ بَعْدِ البَلاءِ شِرَارُ
ومَا الخَيْرُ إِلَّا فِي الهُدَى فَبِنُورِهِ=إِلَى الحَقِّ يُهْدَى إِذْ عَلَيهِ يُسَارُ
أَقِيمُوا بِنِي شَامٍ صُدُورَ إِبَائِكُمْ=فَقَدْ حَانَ أَنْ يُخْزِي العَدُوَّ فِرَارُ
وَلا تَتَحَرَّوْا مَجْلِسَ الأَمْنِ إِنَّهُ=رِدَاءٌ لِأَطْمَاعِ القِوَى وَإِزَارُ
وَمَا هُوَ إِلَّا لُعْبَةٌ يُتْقِنُونَهَا=فَتَسقُطُ مِنْهَا أَمْصُرٌ وَدِيَارُ
فَكَمْ أَزْمَةٍ عَوْصَاءَ حَلَّتْ بِأُمَّةٍ=لَتَحْلِيلِهَا لا الحَلِّ كَانَ قَرَارُ
وَلا تَرْقُبُوا إِسْعَافَ جَارٍ لَطَالَمَا=أَسَاءَ جِوَارًا فِي البَرِيَّةٍ جَارُ
وَلَكِنْ بِأَيْدِيكُمْ أَعِيدُوا كَرَامَةً=وَإِلَّا فَمَا غَيْرُ المَنُونِ خِيَارُ
بِجَيْشٍ جَلِيلِ الدَّرْءِ حُرٍّ جُنُودُهُ=بَوَاسِلُ وَالنَّقْعُ اللمَهِيبُ مُثَارُ
تَصَدَّوْا لِغَارَاتِ العِدَى غَائِظِي العِدَى=وَلِلِنَّارِ فِي مَرْدَى النٌّفُوسِ أُوَارُ
بَوَارِدُ أَكْبَادٍ مُرِيدُوا شَهَادَةٍ=وَأَكْبَادُ عُبَّادِ الحَيَاةِ حِرَارُ
تَرَاهُمْ عَلَى شُحِّ السَّلاحِ أَجَاوِدًا=تَطُولُ بِأَيْدِهِمْ وَهُنَّ قِصَارُ
بَفقْرِهِمُ للهِ وَهْوَ وَلِيُّهُمْ=تُدَكُّ لِأَصْلابِ الطُغَاةِ فِقَارُ
يَزِيدُهُمُ فَتْكُ العَدُوِّ صَلابَةً=وَيَلْحَقُهُ مِمَا قَضَوْهُ خَسَارُ
يَمُوتُونَ فِي إِعْلاءِ تَوْحِيدِ رَبِّهِمْ=لِتَزْكُوَ مِنْهُمْ أَفْرُعٌ وَثِمَارُ
وَمَا عَيْشُ دُنْيَاهُمْ سِوَى عَيْشِ سَاعَةٍ=إِلَى جَنَّةِ الرِّضْوَانِ حَيْثُ قَرَارُ
يُشَرِّفُ دِينُ اللهِ مَنْ هَانَ أَصْلُهُ=وَلا يَنْفَعُ الغَاوِي السَّفِيهَ نِجَارُ
لَقَدْ طَالَ شَرُّ الظَّالِمينَ وَجَوْرُهُمْ=وآنَ لَهُ دَفْعٌ وحَانَ نِفَارُ
وَأَنَّى! وَقَدْ عَاثَ العِدَى بِدِيارِنَا=وَمَا حُمِيتْ للمُسْلِمينَ ذِمَارُ
تُرَى الحُولَةُ المِزْري العَدوُّ بِحَالِهَا=وَفِي حَالِهَا أَعْتَى الطُّغَاةِ يَحَارُ
تَئِنُّ أِنِينًا وَاصِمًا كُلَّ خَاذِلٍ=فَكَمْ سَامِعٍ وَصْمٌ عَلَيْهِ وَعَارُ
وَكَمْ حُولَةٍ فِي الشَّامِ دَوَّتْ غِرَارَها=وَلَيْسَ سِوَى خَذْلِ النِّدَاءِ غِرَارُ
فَيَا حُولَةَ الإِسْلامِ أَسْمَعْتِ إِنَّما=يُلّبِّيكِ مَنْ يَأْبَى الوَنَى وَيَغَارُ
وَبَصَّرْتِ حَتَّى أَنْكَرَ العَيْنَ جَفْنُهَا=وَلَكِنَّ أَيْدِي المُخْلِصِينَ قِصَارُ
وَأَنَّبْتِ حَتَّى أَنْطَقَ الصَّخْرَ وَقْعُهُ=عَدَا أَنَّ تَأْنِيبَ الذَلِيلِ هِذَارُ
يَكَادُ ذَوُو الإِحْسَاسِ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ=يُلَبُّونَ كِي تُرْمَى هُنَاكَ جِمَارُ
فَلا طُوِيتْ نَحْوَ النِّدَاءِ مَفَاوِزٌ=وَلا مُخِرَتْ نَحْوَ المُصَابِ بِحَارُ
أَ مْنْتَظِرُو شَعْبٍ يُبَادُ جَمِيعُهُ=وَيَقْضِي عَلَى كُلِّ البِلادِ دَمَارُ
كَذَلكَ كَادَتْ أَنْ تَكُونَ فَأَهْلُهَا=مَنَازِلُهُمْ دُونَ القُبُورِ قِفَارُ
فِعَالَ نَظِامٍ ضَامَ شَعْبًا بِأَسْرِهِ=عَلَيْهِ بَأقَسْى المُهْلِكَاتِ أَغَارُوا
بُغَاةٌ عَتَوْا سَفْكًا وَهَتْكًا عَتَادُهُمْ=حَدِيدٌ عَلَى أَهْلِ الصَلاحِ وَنَارُ
طَغَوْا سَفَهًا كَلْحَى الوُجُوهِ تَرُوعُهُمْ=وُجُوهٌ بِنُورِ البَيِّنَاتِ نِضَارُ
وُجُوهٌ بِمَاءِ الطُّهْرِ تَقْوى تَوَضَّأَتْ=وَجَمَّلَ مَرْآهَا هُدًى وَوَقَارُ
لَهُمْ سُنَّةُ المُخْتَارِ شَرْعٌ وَمَنْهَجٌ=وَقِبْلَتُهُمْ أُمُّ القُرَى وَمَنَارُ
رَضُوا بِبَلاءٍ صَابِرِينَ أَعِزَّةً=إِذَا غَرَّ كُفَّارَ النَّعِيمِ يَسَارُ
وَمَا دَفَعُوا هَذَا البَلاءَ بِذِلَّةٍ=وَهَلْ لِامْرِئٍ ذَاقَ الهَوَانَ فَخَارُ
وَلَكِن بِإِيمَانٍ وَصَبْرٍ وَدَعْوَةٍ=وَسَيْفٍ دَمُ العَادِي عَلِيهِ جُبَارُ
وَظَنِّهِمُ بِاللهِ حُسْنًا فَإِنَّهُ=بِحِكْمَتِهِ كُلُّ الأُمورِ تُدَارُ
وَمَا هِيَ إِلا سَاعَةُ العُسْرِ عَقْبُهَا=رَخَاءٌ بَتَحْكِيمِ الهُدَى وَيَسَارُ
سَتُسْفِرُ مِنْ بَعْدَ العَجَاجِ نَقَاوَةٌ=وَيُكْنَسُ مِنْ بَعْدِ السُّقُوطِ غُبَارُ
لَكِ اللهُ مِنْ بَطْشِ الأُلَى كَفَرُوا الهُدَى=وَسَاقُوا الرَّدَى مَسْتَرْهَبِينَ وَجَارُوا
رَأَوْا مَوْتَهُمْ فَاسْتَنْقَذُوا غَيْرَ مُنْقَذٍ=بِخَلْقٍ بَرِيءٍ أَلْقَمُوهُ وَفَارُوا
وَمَا مِنْهُ إِنْقَاذٌ وَلكِنْ مِنَ اللَّظَى=إِذَا هُمْ إِليَهِ بِالجَهَالَةِ سَارُوا
لَقَدْ أَحْبَلُوا العَامَ الأَخِيرَ مَجَازِرًا=بِأَضَعَافِ مَا فِي الأَرْبَعِينَ أَدَارُوا
عِصَابَةُ سُوءٍ بِالمَخَازِي تَلَطَّخَتْ=صَنَائِعُهُمْ فِي العَالَمِينَ ضِرَارُ
عَلَيْكِ مِنَ المُوسَادِ أَقْسَى ضَرَاوَةً=تَرِقُّ وَمَا رَقُّوا عَلَيْكِ شِفَارُ
أُسُودٌ وَلَكِنْ مِنْ بَرَاثِينِ فَارِسٍ=وَأَنْيَابِ رُوسٍ لِلطُّغَاةِ تُعَارُ
وَأَضْرَاسِ حِزْبٍ فِي الجَنُوبِ مُقَاوِلٍ=عَلَى أَنْ يَطَالَ المُسْلِمِينَ صَغَارُ
أَمُنْتَسِبٌ للهِ وَهْوَ عَدُوُّهُ=شِعَارٌ عَلَى قُبْحِ الفِعَالِ سِتَارُ
تَوَلَّى خُمَيْنِيًّا تَمَادَى ضَلالَةً=دَعَاوَاهُ غَيٌّ وَالصَّنِيعُ شَنَارُ
وَكَمْ حَذَّرَ الأخْيَارُ مِنْهُمْ وَإِنَّما=تُعُومِيَ حَتَّى مَا يُفِيدُ حِذَارُ
فَيَا شَامُ وَالإِقْدَامُ مِنْكِ بَسَالَةٌ=تُجِيزُ وَسَيْرُ الخَائِنِينَ عِثَارُ
وَيَا شَامُ وَالأَيَّامُ تَبْلُو رِجَالَهَا=رِجَالُكِ إِنْ شَحَّ الزَّمَانُ كِبَارُ
وَيَا شَامُ صَبْرًا يَكْشِفُ الكَرْبَ حُسْنُهُ=فَمَا طَالَ لَيْلٌ يَقْتَفِيهِ نَهَارُ!
وَيَا حِمْصُ نَصْرُ اللهِ لا رَيْبَ حَاصِلٌ=وَإِنْ كَانَ نَصْرُ اللهِ فِيكِ يُثَارُ
لَكِ العِزُّ لا لِلْخَائِنِينَ وَصَمْتِهِمْ=وَحَلَّ عَلَيْهِمْ لَا عَلَيْكِ حِصَارُ
عَلَى كُلِّ مُسْطِيعٍ مَنَاصَرَةً وَلا=يُنَاصِرُ إِلا وَالفُلُوسُ عِذَارُ
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي عَجَّلَ النَّصْرَ إِنَّمَا=عَلَى حِكْمَةٍ مِنْهُ الأُمُورُ تُدَارُ
يُمَحِّصُ حَتَّى يَسْتَبِينَ خِيَارُ=وَيَهْلِكَ مِنْ بَعْدِ البَلاءِ شِرَارُ
ومَا الخَيْرُ إِلَّا فِي الهُدَى فَبِنُورِهِ=إِلَى الحَقِّ يُهْدَى إِذْ عَلَيهِ يُسَارُ
أَقِيمُوا بِنِي شَامٍ صُدُورَ إِبَائِكُمْ=فَقَدْ حَانَ أَنْ يُخْزِي العَدُوَّ فِرَارُ
وَلا تَتَحَرَّوْا مَجْلِسَ الأَمْنِ إِنَّهُ=رِدَاءٌ لِأَطْمَاعِ القِوَى وَإِزَارُ
وَمَا هُوَ إِلَّا لُعْبَةٌ يُتْقِنُونَهَا=فَتَسقُطُ مِنْهَا أَمْصُرٌ وَدِيَارُ
فَكَمْ أَزْمَةٍ عَوْصَاءَ حَلَّتْ بِأُمَّةٍ=لَتَحْلِيلِهَا لا الحَلِّ كَانَ قَرَارُ
وَلا تَرْقُبُوا إِسْعَافَ جَارٍ لَطَالَمَا=أَسَاءَ جِوَارًا فِي البَرِيَّةٍ جَارُ
وَلَكِنْ بِأَيْدِيكُمْ أَعِيدُوا كَرَامَةً=وَإِلَّا فَمَا غَيْرُ المَنُونِ خِيَارُ
بِجَيْشٍ جَلِيلِ الدَّرْءِ حُرٍّ جُنُودُهُ=بَوَاسِلُ وَالنَّقْعُ اللمَهِيبُ مُثَارُ
تَصَدَّوْا لِغَارَاتِ العِدَى غَائِظِي العِدَى=وَلِلِنَّارِ فِي مَرْدَى النٌّفُوسِ أُوَارُ
بَوَارِدُ أَكْبَادٍ مُرِيدُوا شَهَادَةٍ=وَأَكْبَادُ عُبَّادِ الحَيَاةِ حِرَارُ
تَرَاهُمْ عَلَى شُحِّ السَّلاحِ أَجَاوِدًا=تَطُولُ بِأَيْدِهِمْ وَهُنَّ قِصَارُ
بَفقْرِهِمُ للهِ وَهْوَ وَلِيُّهُمْ=تُدَكُّ لِأَصْلابِ الطُغَاةِ فِقَارُ
يَزِيدُهُمُ فَتْكُ العَدُوِّ صَلابَةً=وَيَلْحَقُهُ مِمَا قَضَوْهُ خَسَارُ
يَمُوتُونَ فِي إِعْلاءِ تَوْحِيدِ رَبِّهِمْ=لِتَزْكُوَ مِنْهُمْ أَفْرُعٌ وَثِمَارُ
وَمَا عَيْشُ دُنْيَاهُمْ سِوَى عَيْشِ سَاعَةٍ=إِلَى جَنَّةِ الرِّضْوَانِ حَيْثُ قَرَارُ
يُشَرِّفُ دِينُ اللهِ مَنْ هَانَ أَصْلُهُ=وَلا يَنْفَعُ الغَاوِي السَّفِيهَ نِجَارُ
لَقَدْ طَالَ شَرُّ الظَّالِمينَ وَجَوْرُهُمْ=وآنَ لَهُ دَفْعٌ وحَانَ نِفَارُ
وَأَنَّى! وَقَدْ عَاثَ العِدَى بِدِيارِنَا=وَمَا حُمِيتْ للمُسْلِمينَ ذِمَارُ
تُرَى الحُولَةُ المِزْري العَدوُّ بِحَالِهَا=وَفِي حَالِهَا أَعْتَى الطُّغَاةِ يَحَارُ
تَئِنُّ أِنِينًا وَاصِمًا كُلَّ خَاذِلٍ=فَكَمْ سَامِعٍ وَصْمٌ عَلَيْهِ وَعَارُ
وَكَمْ حُولَةٍ فِي الشَّامِ دَوَّتْ غِرَارَها=وَلَيْسَ سِوَى خَذْلِ النِّدَاءِ غِرَارُ
فَيَا حُولَةَ الإِسْلامِ أَسْمَعْتِ إِنَّما=يُلّبِّيكِ مَنْ يَأْبَى الوَنَى وَيَغَارُ
وَبَصَّرْتِ حَتَّى أَنْكَرَ العَيْنَ جَفْنُهَا=وَلَكِنَّ أَيْدِي المُخْلِصِينَ قِصَارُ
وَأَنَّبْتِ حَتَّى أَنْطَقَ الصَّخْرَ وَقْعُهُ=عَدَا أَنَّ تَأْنِيبَ الذَلِيلِ هِذَارُ
يَكَادُ ذَوُو الإِحْسَاسِ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ=يُلَبُّونَ كِي تُرْمَى هُنَاكَ جِمَارُ
فَلا طُوِيتْ نَحْوَ النِّدَاءِ مَفَاوِزٌ=وَلا مُخِرَتْ نَحْوَ المُصَابِ بِحَارُ
أَ مْنْتَظِرُو شَعْبٍ يُبَادُ جَمِيعُهُ=وَيَقْضِي عَلَى كُلِّ البِلادِ دَمَارُ
كَذَلكَ كَادَتْ أَنْ تَكُونَ فَأَهْلُهَا=مَنَازِلُهُمْ دُونَ القُبُورِ قِفَارُ
فِعَالَ نَظِامٍ ضَامَ شَعْبًا بِأَسْرِهِ=عَلَيْهِ بَأقَسْى المُهْلِكَاتِ أَغَارُوا
بُغَاةٌ عَتَوْا سَفْكًا وَهَتْكًا عَتَادُهُمْ=حَدِيدٌ عَلَى أَهْلِ الصَلاحِ وَنَارُ
طَغَوْا سَفَهًا كَلْحَى الوُجُوهِ تَرُوعُهُمْ=وُجُوهٌ بِنُورِ البَيِّنَاتِ نِضَارُ
وُجُوهٌ بِمَاءِ الطُّهْرِ تَقْوى تَوَضَّأَتْ=وَجَمَّلَ مَرْآهَا هُدًى وَوَقَارُ
لَهُمْ سُنَّةُ المُخْتَارِ شَرْعٌ وَمَنْهَجٌ=وَقِبْلَتُهُمْ أُمُّ القُرَى وَمَنَارُ
رَضُوا بِبَلاءٍ صَابِرِينَ أَعِزَّةً=إِذَا غَرَّ كُفَّارَ النَّعِيمِ يَسَارُ
وَمَا دَفَعُوا هَذَا البَلاءَ بِذِلَّةٍ=وَهَلْ لِامْرِئٍ ذَاقَ الهَوَانَ فَخَارُ
وَلَكِن بِإِيمَانٍ وَصَبْرٍ وَدَعْوَةٍ=وَسَيْفٍ دَمُ العَادِي عَلِيهِ جُبَارُ
وَظَنِّهِمُ بِاللهِ حُسْنًا فَإِنَّهُ=بِحِكْمَتِهِ كُلُّ الأُمورِ تُدَارُ
وَمَا هِيَ إِلا سَاعَةُ العُسْرِ عَقْبُهَا=رَخَاءٌ بَتَحْكِيمِ الهُدَى وَيَسَارُ
سَتُسْفِرُ مِنْ بَعْدَ العَجَاجِ نَقَاوَةٌ=وَيُكْنَسُ مِنْ بَعْدِ السُّقُوطِ غُبَارُ