تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في دماغ



نزار ب. الزين
20-03-2005, 11:27 PM
قراءة في دماغ
قصة قصيرة بقلم : نزار ب. الزين*
" خبر علمي هام : تمكن العلماء لأول مرة في التاريخ من قراءة ما يحويه الدماغ من معلومات حتى بعد الموت ؛ و ذلك باستخدام عدة أجهزة صوتية و مغناطيسية تعمل معاً ، و تتضمن القراءة تكوين الشخصية و ترجمة المشاعر و عرض الأحداث التي مرت بصاحبها "
*****
ما هذا ؟
قضيب حديدي يمتد ؟!
رأس القضيب معكوف ، تذكرته الآن ، نفس القضيب الذي اعتقل به زعيمنا السابق !
جَرّوه من بين رعيته المسكين ، و السبب لا زال مجهولا !
و عيَّنوني بدلا عنه ..
رضيت ، لا لأنني أحب السلطة و لكن حرصا على مصالح رعيتي ..
لا يجوز أن تترك أمة بدون زعيم ....
إنهم سادتنا على أي حال !
أعتقد ...
أنه نفس القضيب الذي اعتقلوا به إثنين من أبنائي في الشهر الماضي ؛ و السبب لا زال مجهولا أيضا !
إختفت أخبارهما منذئذ .
و لكن لا بأس فنحن نتكاثر و نعوض !
كلما فقدنا فردا منا ، عوضناه بعشرة !
تكاثرنا سلاحنا في هذا الزمن الرديء ...
*****
لا بد أن عائلتي تذكرت القضيب سيء الذكر ايضا ...
فالفوضى تعم
صياح .. ضجيج .. رعب ...
بعضهن يتنططن فوق بعض ..
الصغار يحاولون الاحتماء بأمهاتهم و لكن الأمهات يتجاهلنهم ...
الخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
عدا القلة التي تحاول المقاومة ...
*****
أحاول التهدئة و السيطرة على هذه الفوضى ...
و لكن صوتي يضيع وسط الضجيج ...
القضيب يتحرك يمينا و يسارا ...
و نحن عُزَّل ، لا نملك من سلاح ندافع به غير أظافرنا و أصواتنا ..
يزداد الذعر ....
يزداد الفزع ...
يزداد النواح ...
يزداد العويل ...
يا للهول !
القضيب يقترب مني ...
مني أنا ؟
من زعيم هذه الأمة ؟
يقترب القضيب مني أكثر فأكثر
أحاول الفرار دون جدوى
إنه يكبل قدميَّ الإثنتين الآن ، و يشلهما تماماً...
أحاول الفكاك ..
أصرخ .. أستغيث . . و لات من مغيث ...
فهنَّ لا زلن يتنططن فوق بعضهن بعضا ، رعباً و هلعاً ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و لكن بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
القضيب يجرني ...
سيدي يجرني بالقضيب ...
يجرني إليه ..
ماذا يريد مني سيدي ؟
ترى ، لِمَ سيدي يرغب في اعتقالي ؟
يزداد صياحي ...
أطلب النجدة بأعلى صوتي ...
و لكنهن لا زلن يتنططن – رعباً و هلعاً - فوق بعضهن بعضا ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و مع ذلك ، بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
يخرجني سيدي من بين رعيتي عنوة ؛
يغل ذراعيَّ بيد و يفك أسار قدميَّ باليد الأخرى ؛
أصرخ ...
أستغيث ...
أنتفض محاولا الخلاص ...
و عندما أعجز ، يعلو صراخي أكثر فأكثر ..
أصبحت أصوات أفراد عائلتي ، بعيدة الآن ..
أصبحت بعيدا الآن عن رعيتي ..
ينتفض جسدي مجدداً ...
أنتفض أكثر محاولا الخلاص ...
أصرخ أكثر لعجزي و فشلي ...
" دعني يا سيدي أرجوك ! "
و لكن سيدي يزداد قسوة ؛
يضع قدمه الآن فوق ذراعيَّ ؛
يشل حركتي تماماً ...
يؤلمني ...
أتوسل أن يتركني لشأني ..
(!!! لم يعد أمامي غير التوسل !!!! )
و لكنه – وا أسفاه - لا يفهمني ..و لا يدرك مشاعري ....
قلب سيدي قُدَّ من حجر صوان ، هذا اليوم !
سيدي الذي غمرني و غمر عائلتي بأفضاله ،
سيدي هذا يقسو عليَّ اليوم لذنب لم أدركه بعد ..
*****
" ماذا جنيت يا سيدي كي تعتقلني و تعذبني ؟
ماذا جنيت يا سيدي حتى تبعدني عن رعيتي ؟
ألم اؤذن لك صباح كل يوم لصلاة الفجر ؟؟
هل قصرت يوما في ذلك ؟؟؟
ألم أحث زوجاتي على الإنتاج الغزير يقدمنه لك صباح كل يوم ؟
ألم أجعلهن ينجبن لك أجيالاً بعد أجيال ؟
هل قصرت يوماً في ذلك ؟؟
هل جزائي أن تهينني تحت حذائك يا سيدي ؟ "
أصرخ و أصرخ و أصرخ ....محتجا تارة .. و مستغيثا تارة أخرى ...
و سيدي ماضٍ في غيِّه متجاهلا عذاباتي دون أن أفهم السبب ...
" أتستغل ضعفي ياسيدي أمام جبروتك ؟
أتستغل عدم قدرتي على الخطاب أمام فصاحتك ؟
لِمَ تبعدني قسراً عن رعيتي يا سيدي ؟
و هم الذين انتخبوني أكثر من مرة و بنسبة 99% !
لِمَ لا تُقِم وزنا لمشاعري يا سيدي ؟
أو لإرادة شعبي ؟
ألست صنيعتك و أثيرك يا سيدي ؟ "
أصرخ مجدداً و أصرخ و أصرخ ...
بُح صوتي من الصراخ ...
و لكن حريمي هدأن الآن ..
و أطفالي كذلك هدؤوا و عادوا جميعاً إلى حياتهم المعتادة ..
عدا القلة الذين حاولوا الدفاع عني ، لا زالوا يحتجون ...
لم يعد أمامهم غير الإحتجاج !
*****
وا فجيعتاه !
سيدتي ، بليره ؛ تحمل سكينا !
كبيرة هي هذه السكين....
نصلها يلمع ....يخطف الأبصار.....
تقدمها لسيدي ، أبو جريج ؛ و هي تبتسم ...
يا لضياعك يا أبا صياح
يا حسرتي عليك يا أبا صياح ....
الآن فقط أدركت حقيقة نواياك يا سيدي ...
يبدو أن لديك ضيفا يا سيدي على الغداء ...
أواه ثم أواه !!
فقد حان أجلك يا أبا صياح ..
لقد انتهيت يا أبا صياح ...
" و لكن صبراً سيدي ؛
أليس ( الطلب الأخير ) من حق المحكوم بالإعدام ؟
طلبي الأخير ياسيدي ...
ألا تطهوني سيدتي مع البصل ..
فانا أكره البصل .. أكرهه !
و أكرهك !
و أكره كل من لا يعرف معنى الوفاء ! "
" هذا ما تمكن العلماء من قراءته حتى الآن ، في مخ ديك ذُبِح حديثا ، و القراءة مستمرة ......
من قال أن الطيور غبية ؟!!!! "
* نزار بهاء الدين الزين
مغترب في الولايات المتحدة الأمريكية من أصل سوري
الموقع : www.FreeArabi.com

سلطان زمن
03-04-2005, 12:54 PM
السلام عليكم

أخي الحبيب / نزار الزين

قصة رائعة ، قد اتخذت فيها اسلوبا مميزا .

وبعد أن أستأذنك فإني أرى أنك ظلمت الأمهات في وصفك ، ( مجرد رأي )

تمتعت بحرفكم كثيرا ، وفي انتظار المزيد من ابداعكم سيدي .



تحياتي لمغترب مبدع ،،،،

بلال الزين
03-04-2005, 01:16 PM
الأستاذ نزار

يقال أنه من مقالة او قصة تقرأ شخص كاتبها
ولكن لك في كل قصة قرأتها اسلوب متميز وحوار جميل
وحروف رائعة ورمزية أعتز بقراءتها

اشكرك بحق

حوراء آل بورنو
03-04-2005, 06:05 PM
جميلة و جميلة .

هل سنرى بقية القراءة ؟

و هل سنقرأ لأدمغة أخرى ؟

تحية طيبة لك .

د. سمير العمري
14-04-2005, 12:36 AM
يا لك من كاتب مبدع أخي نزار.

تقلبت بين الضحك والبكاء على حال لم نعد نعلم أين نحن فيها ولا أين هي فينا.


قصتك موغلة في التأمل متعمقة في الهدف مرهصة بقراءات أخرى جميلة سننتظرها.


دمت بخير


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

نزار ب. الزين
12-04-2006, 05:42 PM
يا لك من كاتب مبدع أخي نزار.
تقلبت بين الضحك والبكاء على حال لم نعد نعلم أين نحن فيها ولا أين هي فينا.
قصتك موغلة في التأمل متعمقة في الهدف مرهصة بقراءات أخرى جميلة سننتظرها.
دمت بخير
تحياتي وتقديري
:os::tree::os:
----------------------------------
أخي الفاضل الدكتور سمير العمري
شكرا لقراءتك النص و الغوص وراء أهدافه و مراميه
و ألف شكر لإطرائك الدافئ
نزار ب. الزين

ملاحظة : هل قرأت موضوع : ( أطباء أدباء ) أرجو أن تتكرم بقراءته و تعطيني رأيك حوله

نزار ب. الزين
05-09-2008, 10:14 PM
قراءة في دماغ
قصة قصيرة خيالية
نزار ب. الزين*


<< خبر علمي هام : تمكن العلماء لأول مرة في التاريخ من قراءة ما يحويه الدماغ من معلومات حتى بعد الموت ؛ و ذلك باستخدام عدة أجهزة صوتية و مغناطيسية تعمل معاً بالاستعانة بالحاسوب ، و تتضمن القراءة تكوين الشخصية و ترجمة المشاعر و عرض الأحداث التي مرت بصاحبها >>
*****

ما هذا ؟
قضيب حديدي يمتد ؟!
رأس القضيب معكوف ، تذكرته الآن ، نفس القضيب الذي اعتقل به زعيمنا السابق !
جَرّوه من بين رعيته المسكين ، و السبب لا زال مجهولا !
و عيَّنوني بدلا عنه ..
رضيت ، لا لأنني أحب السلطة و لكن حرصا على مصالح رعيتي ..
لا يجوز أن تترك أمة بدون زعيم ....
إنهم سادتنا على أي حال !
أعتقد ...
أنه نفس القضيب الذي اعتقلوا به إثنين من أبنائي في الشهر الماضي ؛ و السبب لا زال مجهولا أيضا !
إختفت أخبارهما منذئذ .
و لكن لا بأس فنحن نتكاثر و نعوض !
مني أنا ؟
من زعيم هذه الأمة ؟
يقترب القضيب مني أكثر فأكثر
أحاول الفرار دون جدوى
إنه يكبل قدميَّ الإثنتين الآن ، و يشلهما تماماً...
أحاول الفكاك ..
أصرخ .. أستغيث . . و لات من مغيث ...
فهنَّ لا زلن يتنططن فوق بعضهن بعضا ، رعباً و هلعاً ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و لكن بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
القضيب يجرني ...
سيدي يجرني بالقضيب ...
يجرني إليه ..
ماذا يريد مني سيدي ؟
ترى ، لِمَ سيدي يرغب في اعتقالي ؟
يزداد صياحي ...
أطلب النجدة بأعلى صوتي ...
و لكنهن لا زلن يتنططن – رعباً و هلعاً - فوق بعضهن بعضا ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و مع ذلك ، بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
القضيب يجرني ...
سيدي يجرني بالقضيب ...
يجرني إليه ..
ماذا يريد مني سيدي ؟
ترى ، لِمَ سيدي يرغب في اعتقالي ؟
يزداد صياحي ...
أطلب النجدة بأعلى صوتي ...
و لكنهن لا زلن يتنططن – رعباً و هلعاً - فوق بعضهن بعضا ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و مع ذلك ، بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
يخرجني سيدي من بين رعيتي عنوة ؛
يغل ذراعيَّ بيد و يفك أسار قدميَّ باليد الأخرى ؛
أصرخ ...
أستغيث ...
أنتفض محاولا الخلاص ...
و عندما أعجز ، يعلو صراخي أكثر فأكثر ..
أصبحت أصوات أفراد عائلتي ، بعيدة الآن ..
أصبحت بعيدا الآن عن رعيتي ..
ينتفض جسدي مجدداً ...
أنتفض أكثر محاولا الخلاص ...
أصرخ أكثر لعجزي و فشلي ...
" دعني يا سيدي أرجوك ! "
و لكن سيدي يزداد قسوة ؛
يضع قدمه الآن فوق جناحيّ ؛
يشل حركتي تماماً ...
يؤلمني ...
أتوسل أن يتركني لشأني ..
(!!! لم يعد أمامي غير التوسل !!!! )
و لكنه – وا أسفاه - لا يفهمني ..و لا يدرك مشاعري ....
قلب سيدي قُدَّ من حجر صوان ، هذا اليوم !
سيدي الذي غمرني و غمر عائلتي بأفضاله ،
سيدي هذا يقسو عليَّ اليوم لذنب لم أدركه بعد ..
*****
" ماذا جنيت يا سيدي كي تعتقلني و تعذبني ؟
ماذا جنيت يا سيدي حتى تبعدني عن رعيتي ؟
ألم اؤذن لك صباح كل يوم لصلاة الفجر ؟؟
هل قصرت يوما في ذلك ؟؟؟
ألم أحث زوجاتي على الإنتاج الغزير يقدمنه لك صباح كل يوم ؟
ألم أجعلهن ينجبن لك أجيالاً بعد أجيال ؟
هل قصرت يوماً في ذلك ؟؟
هل جزائي أن تهينني تحت حذائك يا سيدي ؟ "
أصرخ و أصرخ و أصرخ ....محتجا تارة .. و مستغيثا تارة أخرى ...
و سيدي ماضٍ في غيِّه متجاهلا عذاباتي دون أن أفهم السبب ...
" أتستغل ضعفي ياسيدي أمام جبروتك ؟
أتستغل عدم قدرتي على الخطاب أمام فصاحتك ؟
لِمَ تبعدني قسراً عن رعيتي يا سيدي ؟
و هم الذين انتخبوني أكثر من مرة و بنسبة 99% !
لِمَ لا تُقِم وزنا لمشاعري يا سيدي ؟
أو لإرادة شعبي ؟
ألست صنيعتك و أثيرك يا سيدي ؟ "
أصرخ مجدداً و أصرخ و أصرخ ...
بُح صوتي من الصراخ ...
و لكن حريمي هدأن الآن ..
و أطفالي كذلك هدؤوا و عادوا جميعاً إلى حياتهم المعتادة ..
عدا القلة الذين حاولوا الدفاع عني ، لا زالوا يحتجون ...
لم يعد أمامهم غير الإحتجاج !
*****
وا فجيعتاه !
سيدتي ، بليره ؛ تحمل سكينا !
كبيرة هي هذه السكين....
نصلها يلمع ....يخطف الأبصار.....
تقدمها لسيدي ، جريج ؛ و هي تبتسم ...
يا لضياعك يا أبا صياح
يا حسرتي عليك يا أبا صياح ....
الآن فقط أدركت حقيقة نواياك يا سيدي ...
يبدو أن لديك ضيفا عزيزا يا سيدي على الغداء ...
دعني أخمن ، أليس هو السيد زيون ، كم هو عزيز عليك زيون هذا !
أما أنا ؟ فمن أنا ؟!!!!!
أواه ثم أواه !!
لقد حان أجلك يا أبا صياح ..
لقد انتهيت يا أبا صياح ...
" و لكن صبراً سيدي ؛
أليس ( الطلب الأخير ) من حق المحكوم بالإعدام ؟
طلبي الأخير ياسيدي ...
ألا تطهوني سيدتي مع البصل ..
فانا أكره البصل .. أكرهه !
و أكرهك ! و أكره بليرة ! و أكره زيون !!!!
و أكره كل من لا يعرف معنى الوفاء ! "
<< هذا ما تمكن العلماء من قراءته حتى الآن ، في مخ ديك ذُبِح حديثا ، و القراءة مستمرة ......
من قال أن الطيور غبية ؟!!!! >>
------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com

جوتيار تمر
05-09-2008, 11:21 PM
الاستاذ نزار الزين.........

خبر سيكون وقعه على الغير بلسم ، فالتاريخ سيحفظ لهم قيادتهم الحكيمة ، وكيف كانوا يراعون مصالح الشعب ، وحتى هفواتهم الشخصية ، ستكون لهم رمز وجدارة ، اما ما يخص حكامنــا ، فكأن العلم يعاقبهم بعد موتهم بعدما فشلت الشعوب من مجاراتهم واخذ حقوقها منهم ، بعدما سلبوا وسرقوا ، وادخلوا شعوبهم في معارك خاسرة ، ولم يهتموا الا لاسمهم كيف يكون على السنة الصغار قبل الكبار ، القصة تحاكم هولاء حتى بعد موتهم ، تضعهم على لامنصة الاتهام ، وها هو التاريخ سيشهد انهمن كانوا متخاذلين ، حتى وشعاراتهم الرنانة لم تزل تدغدغ اذان البعض ، اعجبني النص بتسلسه الحدثي الاستحضاري الرائع ، وغوصه في مكنونات العقل المُضر ، سلفا ، والباحث عن مجده سلفا ، باسم الرعية ، ومصالح الرعية ، واعجبني هذه الحكمة في التغيرات المتوالية التي طرأت على الحوار في النص ، واجلبت معها الكثر من الصور على المستوايين الحدثي العام والخاص ، النص بأكلمه يحاكي واقعنا بتماهي يعريه من كل مكوناته .

دم بخير
محبتي
جوتيار

عبدالرحمان بن محمد
06-09-2008, 12:46 AM
شاء الله فكنت هنا
وقد اعجبني ماكتبت
قصة طريفة ساخرة تحمل بين سطورها مرارة واقع مرير
وهي تؤكد المقولة القائلة أن دوام الحال من المحال
فجلاذ اليوم قد يصبح يوما تحت رحمة سكين جلاذ آخر

سعدت جدا بالقراءة لك

أتمنى لك سعادة الأبد

عبدالرحمان

نزار ب. الزين
06-09-2008, 06:43 AM
شاء الله فكنت هنا
وقد اعجبني ماكتبت
قصة طريفة ساخرة تحمل بين سطورها مرارة واقع مرير
وهي تؤكد المقولة القائلة أن دوام الحال من المحال
فجلاذ اليوم قد يصبح يوما تحت رحمة سكين جلاذ آخر
سعدت جدا بالقراءة لك
أتمنى لك سعادة الأبد
عبدالرحمان
*******
صدقت يا أخي عبد الرحمن
فلكم شهدنا خلال حياتنا القصيرة
من متسلطين و جلادين
دارت عليهم الدوائر
فمنهم من قُتل و منهم من أُسر
و منهم من أُعدم شنقا
*****
شكرا لمشاركتك التفاعلية
و لثنائك الرقيق
و دعائك الطيِّب
و كل عام و أنت
و كل من يلوذ بك
بخير
نزار

نزار ب. الزين
06-09-2008, 06:46 AM
الاستاذ نزار الزين.........
خبر سيكون وقعه على الغير بلسم ، فالتاريخ سيحفظ لهم قيادتهم الحكيمة ، وكيف كانوا يراعون مصالح الشعب ، وحتى هفواتهم الشخصية ، ستكون لهم رمز وجدارة ، اما ما يخص حكامنــا ، فكأن العلم يعاقبهم بعد موتهم بعدما فشلت الشعوب من مجاراتهم واخذ حقوقها منهم ، بعدما سلبوا وسرقوا ، وادخلوا شعوبهم في معارك خاسرة ، ولم يهتموا الا لاسمهم كيف يكون على السنة الصغار قبل الكبار ، القصة تحاكم هولاء حتى بعد موتهم ، تضعهم على لامنصة الاتهام ، وها هو التاريخ سيشهد انهمن كانوا متخاذلين ، حتى وشعاراتهم الرنانة لم تزل تدغدغ اذان البعض ، اعجبني النص بتسلسه الحدثي الاستحضاري الرائع ، وغوصه في مكنونات العقل المُضر ، سلفا ، والباحث عن مجده سلفا ، باسم الرعية ، ومصالح الرعية ، واعجبني هذه الحكمة في التغيرات المتوالية التي طرأت على الحوار في النص ، واجلبت معها الكثر من الصور على المستوايين الحدثي العام والخاص ، النص بأكلمه يحاكي واقعنا بتماهي يعريه من كل مكوناته .
دم بخير
محبتي
جوتيار

*****
غوصك في أعماق النص أخي جوتيار
عثر بمهارة و حِرفية على مراميه
و تحليلك كالعادة بلغ ذروة التوفيق
فتحية قلبية لهذا الحس النقدي الذي
تتمتع به ، راجيا لك دوام الشموخ
و على الخير معا نلتقي ، لنرتقي
نزار

فاطمة أولاد حمو يشو
06-09-2008, 05:55 PM
قراءة في دماغ
قصة قصيرة خيالية
نزار ب. الزين*


<< خبر علمي هام : تمكن العلماء لأول مرة في التاريخ من قراءة ما يحويه الدماغ من معلومات حتى بعد الموت ؛ و ذلك باستخدام عدة أجهزة صوتية و مغناطيسية تعمل معاً بالاستعانة بالحاسوب ، و تتضمن القراءة تكوين الشخصية و ترجمة المشاعر و عرض الأحداث التي مرت بصاحبها >>
*****

ما هذا ؟
قضيب حديدي يمتد ؟!
رأس القضيب معكوف ، تذكرته الآن ، نفس القضيب الذي اعتقل به زعيمنا السابق !
جَرّوه من بين رعيته المسكين ، و السبب لا زال مجهولا !
و عيَّنوني بدلا عنه ..
رضيت ، لا لأنني أحب السلطة و لكن حرصا على مصالح رعيتي ..
لا يجوز أن تترك أمة بدون زعيم ....
إنهم سادتنا على أي حال !
أعتقد ...
أنه نفس القضيب الذي اعتقلوا به إثنين من أبنائي في الشهر الماضي ؛ و السبب لا زال مجهولا أيضا !
إختفت أخبارهما منذئذ .
و لكن لا بأس فنحن نتكاثر و نعوض !
مني أنا ؟
من زعيم هذه الأمة ؟
يقترب القضيب مني أكثر فأكثر
أحاول الفرار دون جدوى
إنه يكبل قدميَّ الإثنتين الآن ، و يشلهما تماماً...
أحاول الفكاك ..
أصرخ .. أستغيث . . و لات من مغيث ...
فهنَّ لا زلن يتنططن فوق بعضهن بعضا ، رعباً و هلعاً ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و لكن بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
القضيب يجرني ...
سيدي يجرني بالقضيب ...
يجرني إليه ..
ماذا يريد مني سيدي ؟
ترى ، لِمَ سيدي يرغب في اعتقالي ؟
يزداد صياحي ...
أطلب النجدة بأعلى صوتي ...
و لكنهن لا زلن يتنططن – رعباً و هلعاً - فوق بعضهن بعضا ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و مع ذلك ، بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
القضيب يجرني ...
سيدي يجرني بالقضيب ...
يجرني إليه ..
ماذا يريد مني سيدي ؟
ترى ، لِمَ سيدي يرغب في اعتقالي ؟
يزداد صياحي ...
أطلب النجدة بأعلى صوتي ...
و لكنهن لا زلن يتنططن – رعباً و هلعاً - فوق بعضهن بعضا ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و مع ذلك ، بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !
*****
يخرجني سيدي من بين رعيتي عنوة ؛
يغل ذراعيَّ بيد و يفك أسار قدميَّ باليد الأخرى ؛
أصرخ ...
أستغيث ...
أنتفض محاولا الخلاص ...
و عندما أعجز ، يعلو صراخي أكثر فأكثر ..
أصبحت أصوات أفراد عائلتي ، بعيدة الآن ..
أصبحت بعيدا الآن عن رعيتي ..
ينتفض جسدي مجدداً ...
أنتفض أكثر محاولا الخلاص ...
أصرخ أكثر لعجزي و فشلي ...
" دعني يا سيدي أرجوك ! "
و لكن سيدي يزداد قسوة ؛
يضع قدمه الآن فوق جناحيّ ؛
يشل حركتي تماماً ...
يؤلمني ...
أتوسل أن يتركني لشأني ..
(!!! لم يعد أمامي غير التوسل !!!! )
و لكنه – وا أسفاه - لا يفهمني ..و لا يدرك مشاعري ....
قلب سيدي قُدَّ من حجر صوان ، هذا اليوم !
سيدي الذي غمرني و غمر عائلتي بأفضاله ،
سيدي هذا يقسو عليَّ اليوم لذنب لم أدركه بعد ..
*****
" ماذا جنيت يا سيدي كي تعتقلني و تعذبني ؟
ماذا جنيت يا سيدي حتى تبعدني عن رعيتي ؟
ألم اؤذن لك صباح كل يوم لصلاة الفجر ؟؟
هل قصرت يوما في ذلك ؟؟؟
ألم أحث زوجاتي على الإنتاج الغزير يقدمنه لك صباح كل يوم ؟
ألم أجعلهن ينجبن لك أجيالاً بعد أجيال ؟
هل قصرت يوماً في ذلك ؟؟
هل جزائي أن تهينني تحت حذائك يا سيدي ؟ "
أصرخ و أصرخ و أصرخ ....محتجا تارة .. و مستغيثا تارة أخرى ...
و سيدي ماضٍ في غيِّه متجاهلا عذاباتي دون أن أفهم السبب ...
" أتستغل ضعفي ياسيدي أمام جبروتك ؟
أتستغل عدم قدرتي على الخطاب أمام فصاحتك ؟
لِمَ تبعدني قسراً عن رعيتي يا سيدي ؟
و هم الذين انتخبوني أكثر من مرة و بنسبة 99% !
لِمَ لا تُقِم وزنا لمشاعري يا سيدي ؟
أو لإرادة شعبي ؟
ألست صنيعتك و أثيرك يا سيدي ؟ "
أصرخ مجدداً و أصرخ و أصرخ ...
بُح صوتي من الصراخ ...
و لكن حريمي هدأن الآن ..
و أطفالي كذلك هدؤوا و عادوا جميعاً إلى حياتهم المعتادة ..
عدا القلة الذين حاولوا الدفاع عني ، لا زالوا يحتجون ...
لم يعد أمامهم غير الإحتجاج !
*****
وا فجيعتاه !
سيدتي ، بليره ؛ تحمل سكينا !
كبيرة هي هذه السكين....
نصلها يلمع ....يخطف الأبصار.....
تقدمها لسيدي ، جريج ؛ و هي تبتسم ...
يا لضياعك يا أبا صياح
يا حسرتي عليك يا أبا صياح ....
الآن فقط أدركت حقيقة نواياك يا سيدي ...
يبدو أن لديك ضيفا عزيزا يا سيدي على الغداء ...
دعني أخمن ، أليس هو السيد زيون ، كم هو عزيز عليك زيون هذا !
أما أنا ؟ فمن أنا ؟!!!!!
أواه ثم أواه !!
لقد حان أجلك يا أبا صياح ..
لقد انتهيت يا أبا صياح ...
" و لكن صبراً سيدي ؛
أليس ( الطلب الأخير ) من حق المحكوم بالإعدام ؟
طلبي الأخير ياسيدي ...
ألا تطهوني سيدتي مع البصل ..
فانا أكره البصل .. أكرهه !
و أكرهك ! و أكره بليرة ! و أكره زيون !!!!
و أكره كل من لا يعرف معنى الوفاء ! "
<< هذا ما تمكن العلماء من قراءته حتى الآن ، في مخ ديك ذُبِح حديثا ، و القراءة مستمرة ......
من قال أن الطيور غبية ؟!!!! >>
------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب arabwata
الموقع : www.freearabi.com
نص سبق لي ان علقت عليه ..أتذكر اين؟ ..
مودتي الخالصة...

نزار ب. الزين
09-09-2008, 04:25 AM
نص سبق لي ان علقت عليه ..أتذكر اين؟ ..
مودتي الخالصة...

شكرا لمرورك أختي فاطمة
فعلا لقد نشرت النص
قبل الآن و لكن منذ مدة طويلة
مودتي

زين عبدالله
09-09-2008, 06:54 AM
أخي الغالي نزار شكرا لروعتك فقد جعلتني ابتسم في نهاية القصة

الطيور عزيزي ليست غبية ولكن هل يشفع لها عدم غبائها

وها أنا اعود هنا من جديد ويكون التوصل أجمل ما في العودة

لك مني اجمل الدعوات وأغلى الأماني

وكل عام وأنت بالف خير

نزار ب. الزين
10-09-2008, 05:28 AM
أخي الغالي نزار شكرا لروعتك فقد جعلتني ابتسم في نهاية القصة
الطيور عزيزي ليست غبية ولكن هل يشفع لها عدم غبائها
وها أنا اعود هنا من جديد ويكون التوصل أجمل ما في العودة
لك مني اجمل الدعوات وأغلى الأماني
وكل عام وأنت بالف خير

*******
أختي المميزة زين
حقا لقد افتقدتك كل هذه المدة ، ارجو أن يكون احتجابك كل الفترة الماضية لخير ، و الحمد على السلامة
الشكر الجزيل لمشاركتك التفاعلية
و لدعائك الطيِّب
***
رمضان كريم
كل عام و أنت بخير
نزار

وفاء حسن الأيوبي
10-09-2008, 09:16 AM
الاستاذ الفاضل نزار الزين

ما أجملها من قصة

وهذا الحوار الداخلي قد استمتعنا به للغاية
فهذه النفس الشفيفة قد أمكنتك من تمثل روح عصفور
ضعيف لتنقل لنا مشاعره لحظة التعرض للموت

وهذه المشاعر وإن بدت مشاعر طائر إلا أنها إنسانية بامتياز

وبهذا الأسلوب الإيعازي التعليمي حاولت الوصول إلى كنه الدرس الأخلاقي

نعم ما أمر أن لا يلقى الإنسان الوفاء
دمت مبدعا على الدوام

نزار ب. الزين
11-09-2008, 03:34 AM
الاستاذ الفاضل نزار الزين
ما أجملها من قصة
وهذا الحوار الداخلي قد استمتعنا به للغاية
فهذه النفس الشفيفة قد أمكنتك من تمثل روح عصفور
ضعيف لتنقل لنا مشاعره لحظة التعرض للموت
وهذه المشاعر وإن بدت مشاعر طائر إلا أنها إنسانية بامتياز
وبهذا الأسلوب الإيعازي التعليمي حاولت الوصول إلى كنه الدرس الأخلاقي
نعم ما أمر أن لا يلقى الإنسان الوفاء
دمت مبدعا على الدوام
*****
أختي الفاضلة وفاء
أشق أمر على الإنسان
أن يقابل معروفه بالجحود
و هذا ينطبق على الأفراد
كما الجماعات و الدول
كل الإمتنان لثنائك الرقيق
و على الخير دوما نلتقي
***
رمضان كريم
و كل عام و أنت بخير
نزار