تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عقيم



محمد مشعل الكَريشي
15-01-2014, 04:47 AM
عقيم
(قصة قصيرة)


لقد عثر عليها، لم يدله عليها أحد، ولم يبحث عنها أحد غيره.
ما زال يتذكر كيف أوصدت الأبواب دونه، واكتفت بذرف الدموع خلف النافذة المطلة على طريق عودته دون أن تلوح له بيدها حتى؛ لم يكن بمستواه المعاشي، ولكنه كان معتقدا أن الحب كان كفيلا لرفضها هذا الزواج، إلا إن إلحاح الأهل عليها أثر على قرارها.
بعد أيام وصله خبر اقترانها به ، لقد كان خبر أليما تعرض ليلتها لحادث مروري نتيجة افراطه في الشراب، بينما هي تنتقل مع زوجها الى المدينة حيث يعمل بقالاًً يتوسط دكانه( السوق الكبير) عمد لاستبدال لافتته بأخرى جديدة خط عليها اسمها.
أقنعها لتجلس مكانه في الدكان عندما يذهب لشراء بضاعة جديدة، أو يغيب كعادته أياما ثم يعود ، لبت رغبته بينما كان الشيطان ينصب شراكه قربها، حتى وطئت عفتها عبارات الغزل والمزاح، وأركستها في الفتنة، فلم تبع في دكانه غير الهوى، وهو مسرور بما يأتيه من ريع وفير بين أردانها.
أعتزلها ثم مضى يجدد فراشه مع أخرى، سرق منها كل شيء، ثم رماها في طريق التيه خاوية ما من أحد يرأف بحالها .. عادت الى بيتها القديم تجلس حبيسة دارها يتصدق الناس عليها، وتلوكها ألسنتهم مثلا في حكايات سمرهم.
عندما علِمَ بعودتها ألح في خاطره رؤيتها من جديد، ساقته ذكرياته إليها يقدم خطوة ويؤخر أخرى.
ارتسمت على وجهها ابتسامة أخرجتها من كومتها التي تكورت بداخلها ، انفرجت أساريرها فأزاحت بكلتا يديها ركبتيها، واستعانت بهما للنهوض لتستقيم بعد انطوائها.
توقف يتأملها وكأنه يراها لأول مرة، فبادرته:
أنت جزئي الذي تركته هناك حيث أنت، لكني حين قررت الابتعاد عنك كنت لا أملك عقلي، أو لعلي سُحرت، فقد خسرتُ كل شيء، ولكني ما نسيتك يوماً.
وحيث هو ظل يروى أسماعه من صوتها العذب، ويمني نفسه أن لا تكون تلك الحكايات حلما كأحلامها التي آلت بها الى هذا الحال، وفي دخيلته لا يصدق ما يصل أسماعه؛ فاسمها ما زال وسط السوق وحكايتها تطوف على الألسن صباح مساء.
قفِل راجعاً دون أن يلقي التحية ، وعلى خده تدحرجت دموعه، نادته من خلفه:قل كلمة واحدة!
لم ينجب لسانه حرفا واحداً؛ فقد عقمَ ليلة فراقها.



محمد مشعل الكَريشي
12-1-2014

أحمد عيسى
15-01-2014, 06:20 AM
الآستاذ العزيز / محمد مشعل الكريشي

احساس جميل ، ومشاعر مرهفة ، وأسلوب جميل في السرد ، ونهاية تحمل الأمل ببداية جديدة ، رغم ما خسراه

أستاذي هناك مقطع شعرت ن به مشكلة بالضمائر /
بعد أيام وصله خبر اقترانها به( بآخر ) ، لقد كان خبرا أليما تعرض (عرضه ) ليلتها لحادث مروري نتيجة افراطه في الشراب، بينما هي تنتقل مع زوجها الى المدينة حيث يعمل بقالاًً يتوسط دكانه( السوق الكبير ( حبن ) عمد لاستبدال لافتته بأخرى جديدة خط عليها اسمها.
( بومها ) أقنعها لتجلس مكانه في الدكان عندما يذهب لشراء بضاعة جديدة،


تحيتي صديقي

محمد مشعل الكَريشي
16-01-2014, 02:24 PM
الآستاذ العزيز / محمد مشعل الكريشي

احساس جميل ، ومشاعر مرهفة ، وأسلوب جميل في السرد ، ونهاية تحمل الأمل ببداية جديدة ، رغم ما خسراه

أستاذي هناك مقطع شعرت ن به مشكلة بالضمائر /
بعد أيام وصله خبر اقترانها به( بآخر ) ، لقد كان خبرا أليما تعرض (عرضه ) ليلتها لحادث مروري نتيجة افراطه في الشراب، بينما هي تنتقل مع زوجها الى المدينة حيث يعمل بقالاًً يتوسط دكانه( السوق الكبير ( حبن ) عمد لاستبدال لافتته بأخرى جديدة خط عليها اسمها.
( بومها ) أقنعها لتجلس مكانه في الدكان عندما يذهب لشراء بضاعة جديدة،


تحيتي صديقي

لك اجمل تحية وتقدير أخي الشاعر أحمد عيسى
بارك الله فيك على وجودك، وشكرا لتوضيح ما اشتبك في النص من عود الضمائر
سأراعي ذلك مستقبلا .. لك مودتي يا صديقي:0014:

كاملة بدارنه
16-01-2014, 05:27 PM
صورة مأساويّة لما يحصل بين أروقة التّخلّف وقلّة الوعي والإدراك
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد مشعل الكَريشي
16-01-2014, 09:25 PM
صورة مأساويّة لما يحصل بين أروقة التّخلّف وقلّة الوعي والإدراك
بوركت
تقديري وتحيّتي

بارك الله فيكم أديبتنا الغالية كاملة بدرانه ..
شكرا لك .رعاك الله:0014:

آمال المصري
18-01-2014, 04:31 AM
لغة طيعة وسرد ماتع والتقاطة متحركة عبرت عن الموقف بجدارة
شكرا لك أديبنا الفاضل على تلك المساحة الأنيقة ونص قصصي جميل رغم المأساة إلا أنه يحمل في نهايته بداية أمل
تحاياي

محمد مشعل الكَريشي
18-01-2014, 02:52 PM
لغة طيعة وسرد ماتع والتقاطة متحركة عبرت عن الموقف بجدارة
شكرا لك أديبنا الفاضل على تلك المساحة الأنيقة ونص قصصي جميل رغم المأساة إلا أنه يحمل في نهايته بداية أمل
تحاياي

نعم هو الأمل ، المزروع بين طيات الحزن ينمو وان بعد حين
سلمكم الله ورعاكم اديبتنا الرائعة آمال المصري
احترامي ومعزتي :0014:

خلود محمد جمعة
20-01-2014, 10:48 PM
سردك للقصة فيه شيء من السحر يأخذنا حتى النهاية
بانتظار جديدك
دمت مختلفاً
مودتي وتقديري

محمد مشعل الكَريشي
21-01-2014, 10:16 AM
سردك للقصة فيه شيء من السحر يأخذنا حتى النهاية
بانتظار جديدك
دمت مختلفاً
مودتي وتقديري

دام ألقك عزيزتي الأديبة الرائعة خلود محمد جمعة
شكرا لمرورك الكريم ..
مودتي واعتزازي:0014:

ربيحة الرفاعي
05-02-2014, 11:11 PM
عندما يغيب الوعي تتعثر خطوات المنطق ويتوارى الصواب والحق خلف أرتال الحمق

سرد قصّي شائق بأداء ملفت وتصوير حدثيّ حذق الالتقاط والتوصيف

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

نداء غريب صبري
20-04-2014, 02:31 AM
قصة جميلة بأسلوب مشوق وتفصيل جذاب

استمتعت بقراءتها

شكرا لك أخي

بوركت

د. سمير العمري
19-06-2014, 06:46 PM
الحقيقة ورغم وجود بعض هنات لغوية وما أشار إليه الحبيب أحمد إلا أنني وجدت هذه القصة أحد أجمل ما قرأت لك ليس من حيث الحبك بل من حيث المستوى اللغوي أيضا بما يؤكد على قدرتك على تطوير ملكتك بشكل أكبر.

القصة رتيبة ومكرورة ولكن الأداء كان هنا مشجعا.

تقديري

محمد مشعل الكَريشي
19-06-2014, 07:35 PM
الحقيقة ورغم وجود بعض هنات لغوية وما أشار إليه الحبيب أحمد إلا أنني وجدت هذه القصة أحد أجمل ما قرأت لك ليس من حيث الحبك بل من حيث المستوى اللغوي أيضا بما يؤكد على قدرتك على تطوير ملكتك بشكل أكبر.

القصة رتيبة ومكرورة ولكن الأداء كان هنا مشجعا.

تقديري

حياك الله دكتور ... يسرني كثيرا ان أراك في ناحيتنا رغم انشغالك بالواحة وغيرها..
أشكر توجيهك أديبنا الأديب ..
مودتي واعتزازي :014:

ناديه محمد الجابي
14-02-2016, 09:30 PM
تجربة صادقة قوية ـ وقصة قصيرة عميقة الطرح
رائعة الحرف والتصوير
قصة معبرة ونهاية طبيعية قوية
دمت مبدعا. :os:

محمد مشعل الكَريشي
12-02-2017, 09:37 AM
تجربة صادقة قوية ـ وقصة قصيرة عميقة الطرح
رائعة الحرف والتصوير
قصة معبرة ونهاية طبيعية قوية
دمت مبدعا. :os:

دمت في الجوار وعند باب الحرف أديبتنا اللامعة
شكر وتقديري.:001: