تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جنايتنا على الشريعة



هشام النجار
17-01-2014, 09:31 AM
لكى نتطور فى عالم مهووس بالمنافسة يجب أن ندعم وجودنا كشعوب مستقلة وحرة ، ولا نسمح باستعمار آخر لعقول شبابنا من قبل قوى خارجية تسعى للهيمنة على عالمنا ، مع تنمية قدراتنا فى كافة المجالات فى اطار روح الاجتهاد والمصلحة والانفتاح على الأفكار الجديدة التى لا تتعارض مع ثوابتنا وتعاليم ديننا .
التدين والطاعات والعبادة مطلوبة بلا شك لكنها خاصة بالانسان وتفيده تقويماً وتهذيباً وتغليباً لمستقبله الأخروى الأبدى ، لكن هناك اغفال واهمال واسع للعلم الصحيح بالدين ، وقلما تجد متديناً راسخاً فى كل ما يتعلق بشئون دينه وقضاياه الشائكة ، وهذا ضار بالمجموع وبقضية الدين ذاتها وسبب رئيسى فى الاضرار بقضايا الشريعة والدعوة .
وأول العلم بالدين والشريعة معرفة مسئوليتنا ودورنا الريادى فى الكون ؛ فكتابنا المقدس يخبرنا أننا ورثة آدم عليه السلام فى السيادة على الأرض التى سُخر لنا ما فيها ، ورغم أحقيتنا ب " وعلم آدم الأسماء كلها " و " وعلم الانسان ما لم يعلم " ، الا أن هذا العلم باختراعاته وانجازاته الكبرى فى أعماق البحار والأرض وعلى سطحها وفى آفاق السماء ، مُسجل بأسماء وعناوين أبناء آخرين لآدم من ألمانيا وانجلترا وفرنسا وأمريكا .. الخ .
الشريعة ليست مجرد أحكام أو مجموعة قوانين ، انما نضال لا سقف له ولا حدود للقيام بمسئولية اعزاز الأمة والدين والأوطان واستعادة ميراث آدم فى السيادة على الأرض ، بالعلم والعمل والايجابية والكفاح .
الشريعة قضية أمة لا قضية حاكم وجميعنا مسئولون عن تطبيقها على مستوى الفرد والأسرة والشركة والمصنع والمؤسسة والمصلحة الحكومية ، فلا فساد ولا افساد ولا تجاوز ولا تطاول ولا خيانة ولا ظلم ولا عنصرية وكبر واضطهاد وطغيان .
على مستوى العدالة الاجتماعية وهى من مقاصد الشريعة الكبرى ، من السهل تحميل الحاكم المسئولية وتخوينه بسبب التهاون فى اقرارها وتحقيقها ، لكنه ليس المسئول وحده ، فأين مطالبة الأغنياء بالقيام بمسئولياتهم ؟ وما هو حكم رجل الأعمال والمستثمر المسرف الذى ينفق الملايين على نزواته وحفلاته ولا ينظر لمجتمعه وشباب وطنه والبسطاء والكادحين نظرة شفقة ورحمة ، ولا يفكر فى اقامة مشروع تكافل واعانة ؟
وأين دور العامة من الناس فى الحسبة والمراقبة على هؤلاء وغيرهم فى حدود ما بينته نصوص الشريعة وما حددته من ضوابط ؟
على مستوى اقامة العدل وهو من مقاصد الشريعة العليا ، من السهل تحميل الحاكم والقضاة المسئولية كاملة فى شيوع الظلم والمحسوبية والتفرقة ، لكنهم فى واقع الأمر ليسوا المسئولين وحدهم ؛ فأين مسئولية من شهد بالزور وبغى على غيره وافترى عليه كذباً ، ومن أعان على الكذب والتدليس ولفق القضايا ، وأين مسئولية الدعاة والعلماء والمفكرين والمثقفين فى تربية الوجدان وتنقية الضمائر وتهذيب النفوس لتقل الجرائم وينحسر القبح ؟
فالمجتمع هو المُخاطَب الأصيل بتطبيق الشريعة وتحقيقها على الأرض ، والسلطة مجرد نائب عنه ، كما قال امام الحرمين : " فالمسلمون هم المخاطبون ، والامام فى التزام أحكام الاسلام كواحد من الأنام ، ولكنه مُسْتناب فى تنفيذ الأحكام " .
الدساتير موجودة منذ القديم ورغم ذلك تحدث مخالفات جسيمة للشريعة من الجميع حكاماً ومحكومين ، لكن فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك دساتير ولا تقنين لمواد الشريعة ولا مزايدات ، ومع ذلك كان الذى يرتكب جرماً يأتى بوازع من نفسه الى الرسول صلى الله عليه وسلم ليطهره بالعقاب الدنيوى دون ملاحقات من شرطة أو غيره ، والفارق أنه كانت هناك تربية حقيقية للنفس البشرية وتطبيق حقيقى وعملى للشريعة فى حياة الناس ودنياهم ، وكان هناك بناء للضمير الانسانى وتعبئة النفوس بالخير والهدى ، وهذا هو سبيل الحفاظ على الهوية واقامة الشرع ، وليس بالمزايدات والتوظيف السياسى لقضية الشريعة .
حصرنا الشريعة فى الدستور وساحات نضالها أوسع وأشمل بكثير ، وحصرناها فى الحكام لاراحة أنفسنا من عناء القيام بواجبنا نحوها ؛ فجميعنا مسئول عن تطبيقها وتحقيقها ، وحصرناها فى التدين وساحات نضالها تتسع لامتلاك أسباب سيادة العالم ، وحصرناها فى قوانين وعقوبات وحدود ، وهى تشمل الدين كله بكلياته ومقاصده وبقيمه وأخلاقه وآدابه ومبادئه وتعاليمه ومفاهيمه وأحكامه ، بحسب تفسير العلامة الطبرى لقوله تعالى " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون " ، عندما قال : " الشريعة الدين " .
وللحديث بقية ان شاء الله .

بهجت عبدالغني
19-01-2014, 05:45 PM
كلمة في التاريخ
" نحو المستقبل "

بهجت الرشيد

إذا أخذنا بتفسير آرنولد توينبي لنشوء الحضارات وفق آلية " التحدي والاستجابة " والذي مفاده أن التعرض لصدمة تعرض الفرد لفقدان التوازن لفترة ما ، ولكنه يستجيب بعد ذلك لهذه الصدمة بنوعين من الاستجابة ، الأولى النكوص إلى الماضي ( الانطوائية ) ، والثانية الايجابية .
إذا أخذنا بهذا التفسير ، فإننا نجد أنفسنا نحن العرب المسلمون ، نندرج تحت النوع الأول ، لأننا دائماً نميل إلى الماضي دون الاستفادة منه في شيء لبناء المستقبل .
فمثلاً نذكر هارون الرشيد وهديته العجيبة لشارمان ملك الروم ، بينما نعيش اليوم على فتات الروم ، نذكر الأبطال ، ونصنع البطالة ، ونعيش عالة على الآخرين ..
إننا نعيش في أعماق الماضي ولا ندري أن العالم قد تغير منذ أن لاحظ نيوتن تفاحته الذهبية فاكتشف قانون الجاذبية ، ثم فجر بعده أنشتاين الفيزياء الكلاسيكية بنظريته النسبية التي قلبت الموازين بإدخاله الزمن كبعد رابع ، واليوم هناك دراسات تغزو الفضاء الخارجي لآلاف السنين الضوئية لمحاولة فهم هذا الكون ، وما نظرية " الانفجار العظيم " ( Big Bang ) إلا واحدة من هذه المحاولات نحو الطريق .. بينما تتوغل الهندسة الوراثية في أعماق الجينات ( DNA ) محاولاً فك السر العجيب الذي يقبع داخل الخلية منذ ملايين السنين .
إن الآفاق تتفتح للإنسان الدؤوب هنا في الأرض وهناك في السماء .. بينما نحن لا نجيد إلا البكاء على الأطلال ، وإثارة الخلافات التاريخية التي عفى عليها الزمن وأصبح في خبر " كان يا ما كان " ، والحقيقة أننا لا نعيش عصرنا ، ولا ننتمي إلى عالمنا ، إننا جسداً في هذا القرن ، بينما العقول تسيح هناك بعيداً تضرب في أعماق المجهول ..
ورغم أن العقيدة الإسلامية عقيدة مفتوحة مرنة قابلة لاستقبال طاقات الحياة كلها ، ومستعدة لِتلقِي كل جديد في عجائب الخلق والعلم والحياة ، إلا أننا نرى المسلمين يعيشون في أشد لحظات انغلاقهم وكسلهم ، وكأن هناك حاجزاً فولاذياً يفصل بينهم وبين قرآنهم .. القرآن الذي يفتح العقول لتستشرف المستقبل { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } .
ولقد آن الأوان .. لا لنسيان الماضي .. بل لدراسته دراسة موضوعية علمية ، بعيدة عن الأهواء والتشنجات والعصبية ، لنستلهم منه دروساً وعبر تفيدنا في بناء مستقبلنا ، ولنخرج من هذه العزلة التي نعيشها والانطوائية التي تطبق علينا ، ونستعيد موقعنا الصحيح والمتميز في التاريخ البشري ، حيث جعلنا الله تعالى خير أمة أخرجت للناس ، أمة تبني حضارة وتضيف إلى رصيد البشرية شيئاً جديداً ، وتطبق قول ربها تعالى { وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } ، فيبني ويعمر ، ولا يهدم ويدمّر ..
والمسلمون اليوم ـ على علاّتهم ـ موئل الإنسانية وأمة المستقبل ، ولكن يتحتم عليهم أن يفهموا المعادلة أولاً ، والتي تشير إلى أن إجترار الماضي وتخزينه في النفوس لتكون قدحة لفتنة تتلوها فتنة ، مدمّر مهلك ، وما على المسلمين اليوم إلا أن يفتحوا صفحة جديدة ليضعوا تواقيعهم وبصماتهم عليها .. بالإيمان والعمل معاً .. لأن تاريخ المستقبل لا يكتب إلا بهما ، وعلينا أن نعي أن التاريخ لا يعطي فرصته مرتين ، فمن فاتته الفرصة ، عليه أن ينتظر أخرى ..

لكنه سينتظر طويلاً ..

هشام النجار
19-01-2014, 09:36 PM
كلمة في التاريخ
" نحو المستقبل "

بهجت الرشيد

إذا أخذنا بتفسير آرنولد توينبي لنشوء الحضارات وفق آلية " التحدي والاستجابة " والذي مفاده أن التعرض لصدمة تعرض الفرد لفقدان التوازن لفترة ما ، ولكنه يستجيب بعد ذلك لهذه الصدمة بنوعين من الاستجابة ، الأولى النكوص إلى الماضي ( الانطوائية ) ، والثانية الايجابية .
إذا أخذنا بهذا التفسير ، فإننا نجد أنفسنا نحن العرب المسلمون ، نندرج تحت النوع الأول ، لأننا دائماً نميل إلى الماضي دون الاستفادة منه في شيء لبناء المستقبل .
فمثلاً نذكر هارون الرشيد وهديته العجيبة لشارمان ملك الروم ، بينما نعيش اليوم على فتات الروم ، نذكر الأبطال ، ونصنع البطالة ، ونعيش عالة على الآخرين ..
إننا نعيش في أعماق الماضي ولا ندري أن العالم قد تغير منذ أن لاحظ نيوتن تفاحته الذهبية فاكتشف قانون الجاذبية ، ثم فجر بعده أنشتاين الفيزياء الكلاسيكية بنظريته النسبية التي قلبت الموازين بإدخاله الزمن كبعد رابع ، واليوم هناك دراسات تغزو الفضاء الخارجي لآلاف السنين الضوئية لمحاولة فهم هذا الكون ، وما نظرية " الانفجار العظيم " ( Big Bang ) إلا واحدة من هذه المحاولات نحو الطريق .. بينما تتوغل الهندسة الوراثية في أعماق الجينات ( DNA ) محاولاً فك السر العجيب الذي يقبع داخل الخلية منذ ملايين السنين .
إن الآفاق تتفتح للإنسان الدؤوب هنا في الأرض وهناك في السماء .. بينما نحن لا نجيد إلا البكاء على الأطلال ، وإثارة الخلافات التاريخية التي عفى عليها الزمن وأصبح في خبر " كان يا ما كان " ، والحقيقة أننا لا نعيش عصرنا ، ولا ننتمي إلى عالمنا ، إننا جسداً في هذا القرن ، بينما العقول تسيح هناك بعيداً تضرب في أعماق المجهول ..
ورغم أن العقيدة الإسلامية عقيدة مفتوحة مرنة قابلة لاستقبال طاقات الحياة كلها ، ومستعدة لِتلقِي كل جديد في عجائب الخلق والعلم والحياة ، إلا أننا نرى المسلمين يعيشون في أشد لحظات انغلاقهم وكسلهم ، وكأن هناك حاجزاً فولاذياً يفصل بينهم وبين قرآنهم .. القرآن الذي يفتح العقول لتستشرف المستقبل { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } .
ولقد آن الأوان .. لا لنسيان الماضي .. بل لدراسته دراسة موضوعية علمية ، بعيدة عن الأهواء والتشنجات والعصبية ، لنستلهم منه دروساً وعبر تفيدنا في بناء مستقبلنا ، ولنخرج من هذه العزلة التي نعيشها والانطوائية التي تطبق علينا ، ونستعيد موقعنا الصحيح والمتميز في التاريخ البشري ، حيث جعلنا الله تعالى خير أمة أخرجت للناس ، أمة تبني حضارة وتضيف إلى رصيد البشرية شيئاً جديداً ، وتطبق قول ربها تعالى { وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } ، فيبني ويعمر ، ولا يهدم ويدمّر ..
والمسلمون اليوم ـ على علاّتهم ـ موئل الإنسانية وأمة المستقبل ، ولكن يتحتم عليهم أن يفهموا المعادلة أولاً ، والتي تشير إلى أن إجترار الماضي وتخزينه في النفوس لتكون قدحة لفتنة تتلوها فتنة ، مدمّر مهلك ، وما على المسلمين اليوم إلا أن يفتحوا صفحة جديدة ليضعوا تواقيعهم وبصماتهم عليها .. بالإيمان والعمل معاً .. لأن تاريخ المستقبل لا يكتب إلا بهما ، وعلينا أن نعي أن التاريخ لا يعطي فرصته مرتين ، فمن فاتته الفرصة ، عليه أن ينتظر أخرى ..

لكنه سينتظر طويلاً ..

نعم صدقت اخى الحبيب استاذنا الفاضل بهجت الرشيد : " لكنه سينتظر طويلا ً "
اثراء ممتع للقضية من زاوية مختلفة ومهمة .
بارك الله فيك وجزاك الله عنى خيرا
تقبل تقديرى وخالص امنياتى