تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نور و الكنج كونج



محمد محمود محمد شعبان
19-01-2014, 08:38 PM
نور و الكنج كونج
قصة لـ ( محمد محمود شعبان )

" يتمدد ( نور ) على بطنه باسطا ذراعيه .. مراقبا صاحبه .. منتظرا ما يتناثر من فتات .. بينما صاحبه يتلذذ بكل أطايب صنوف الطعام .. يمضغ بلا وعي .. تلاحق اللقمُ بعضها .. زجاجة المياه
( المعدنية ) في يده لا تغادرها ، أو تكاد ، ومع كل شربة يتجشأ وكأنه ... ( كينج كونج ) قد وقع على فريسة .. يسابق الزمن .. يلتهمها التهاما قبل أن يهجم مفترس آخر .

يشعر ( نور ) بالغبطة رغم أنه أسير سلسلة تقيده ، ومع أن السلسلة ذهبية براقة غير أنها لا تسمح لـ ( نور ) بالحركة فيما دون محيط لا يتعدى قطره نصف متر أو يقل .. ملطخة أقدامه ببوله وغائطه اللذين امتزجا بفتات الطعام فامتلأ المكان خبثا ونتنا .

يُظهرُ ( نورٌ ) سعادته للـ ( كنج كونج ) وبه .. يهز ذيله القصيرَ شبهَ المبتورِ .. لاهثًا مستجديًا ببصره منثورَ الفتات .

يجلس المفترس البشري ( الكنج كونج ) على كرسيٍ ، ويضع الطعام على كرسي آخر بين قدميه يأكل بجسده كله كلما تناول لقمة شد لها فاه إلى السماء ، فيقفز لها المسكين المُسَلْسَلُ في الهواء يائسا بائسا ، فتمنعه سلسلته الذهبية من بلوغ مرامه .

ثم جعل ( الكنج كونج ) يقول ـ كلما لاح شبح من بعيد ـ: انبح يا ( نور ) ... فينبح ( نور ) ، وقد سال لعابه على ذقنه ذي الشعر الكثيف ... ومتى علا صوت البارود علا نباح ( نور ) .... وحيثما سالت الدماء سال لعاب ( نور ) .

ضعفت السلسلة الذهبية مع شدة الجذب .. انقطعت .. سقطت على الأرض .. لكن الغريب أنَّ ( نورا ) لم يبرح مكانه مؤتنسا بصحبة ( الكنج كونج ) ، ويبدو أكثر سعادة منطلقا في كل أرجاء المكان وقد بات أكثر خبثا ونتنا " .
============
انتهت
الأحد ( 19 / 1 / 2014 )
تحيتي
( محمد محمود شعبان )
حمادة الشاعر

عبد السلام هلالي
19-01-2014, 09:04 PM
نص ساخر اعتمد الرمزية في إيصال فكرته التي يبدو أنه يمتحها من واقعنا السياسي و ما تعرفه بلداننا من تجادب و حراك، و حرية ما زالت تخطى طريقها إلينا رغم تحطيم العديد من القيود و الخطوط الحمراء.
تحيتي و تقديري أخي محمد محمود

آمال المصري
20-01-2014, 02:14 PM
القيود متوفرة وإن لم تطوق أعناقنا السلاسل فمن اعتاد المذلة والاقتيات على فضلات من توجوهم أسيادا عليهم لايعرف للحرية طعما
جميلة برمزيتها ولغتها الأنيقة وخاتمتها الرائعة
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

ناديه محمد الجابي
20-01-2014, 08:22 PM
القصة الرمزية تحتاج إلى فكر عميق وقدرات خاصة
وأراك هنا قد كتبته بتمكن ومهارة في تأثيث مشهد
معبر بسرد شائق وأداء ماتع وأسلوب حكائي متميز
تهكمي وطريف.
مع خالص التحايا.

عبد السلام دغمش
21-01-2014, 06:40 AM
البعض يقتات الفتات المتساقط من مائدة الخبث..
والغريب أنهم يستمرؤون الذلّ والهوان ..
قصة رمزية بقالب لغوي جميل وذات مغزى ..

تحياتي.

سامية الحربي
22-01-2014, 07:04 PM
العبودية مرض ولو كانت الحرية غيثا لرأينا الكثير يخرج شمسيته خشية منها والبعض خُلق للعبودية رحمة بالبشر من حريته. نص جميل برمزيته و رسالته. كل التحايا والتقدير.

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 07:53 PM
نص ساخر اعتمد الرمزية في إيصال فكرته التي يبدو أنه يمتحها من واقعنا السياسي و ما تعرفه بلداننا من تجادب و حراك، و حرية ما زالت تخطى طريقها إلينا رغم تحطيم العديد من القيود و الخطوط الحمراء.
تحيتي و تقديري أخي محمد محمود

نعم أديبنا الفاضل
الواقع السياسي في بلادي ضبابي مخيف
أسأل الله السلامة لمصر وكل البلاد العربية

خالص التحية لحضورك الرقيق

حمادة الشاعر

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 07:57 PM
القيود متوفرة وإن لم تطوق أعناقنا السلاسل فمن اعتاد المذلة والاقتيات على فضلات من توجوهم أسيادا عليهم لايعرف للحرية طعما
جميلة برمزيتها ولغتها الأنيقة وخاتمتها الرائعة
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

لا شك ... كثيرة هي الأطماع اللاهثة خلف المناصب الزائلة

أشكر حضورك الرقيق أديبتنا الفاضلة
لا حرمناه

تحيتي

حمادة الشاعر

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 07:59 PM
القصة الرمزية تحتاج إلى فكر عميق وقدرات خاصة
وأراك هنا قد كتبته بتمكن ومهارة في تأثيث مشهد
معبر بسرد شائق وأداء ماتع وأسلوب حكائي متميز
تهكمي وطريف.
مع خالص التحايا.

شكرا شكرا لذوقك الراقي أديبتنا الفاضلة

والله أحمد وجود قامة جليلة بين يدي فقيرتي تلك .. لا حرمنا أدبك الجم

تحيتي

حمادة الشاعر

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 08:04 PM
البعض يقتات الفتات المتساقط من مائدة الخبث..
والغريب أنهم يستمرؤون الذلّ والهوان ..
قصة رمزية بقالب لغوي جميل وذات مغزى ..

تحياتي.

وهذا ما يتعب النفس وويزرع في الحلق غصة
استعذاب الهوان وتقبل الخنوع

الشكر لك أيها القدير الحبيب

تحيتي

حمادة الشاعر

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 08:13 PM
العبودية مرض ولو كانت الحرية غيثا لرأينا الكثير يخرج شمسيته خشية منها والبعض خُلق للعبودية رحمة بالبشر من حريته. نص جميل برمزيته و رسالته. كل التحايا والتقدير.

الأديبة الرقيقة / غصن الحربي
لا أملك كلمات تعبر عن جزيل امتناني لحضورك الراقي

تقبلي خالص التحايا

حمادة الشاعر

خلود محمد جمعة
26-01-2014, 08:08 PM
الروح الحرة لا يقيدها قيد والنفس التي رضيت الهوان لا تعرف الحرية طريقاً لها
واللذين اعتادوا ان يقتاتوا من تحت الاقدام لن تستهويهم الحرية
اسجل اعجابي
دمت بخير
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
10-02-2014, 01:28 AM
وصف تفصيلي ملفت في قص جميل ساخر الحس نابض باليأس
بإسقاط سياسي واضح يحكي الواقع ببراعة وترميز مائزين

جميل ما قرأت هنا فكرا وفكرة واداء

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

نداء غريب صبري
26-04-2014, 01:07 AM
قصة جميلة بأسلوب تهكمي استخدم الرمز للتعبير عن الواقع السياسي
السرد جميل وممتع

شكرا لك أخي

بوركت

محمد محمود محمد شعبان
28-04-2014, 06:23 AM
الروح الحرة لا يقيدها قيد والنفس التي رضيت الهوان لا تعرف الحرية طريقاً لها
واللذين اعتادوا ان يقتاتوا من تحت الاقدام لن تستهويهم الحرية
اسجل اعجابي
دمت بخير
مودتي وتقديري

صدقت فاضلتنا ، ولا حرمنا روعة المرور

تحيتي

حمادة الشاعر