مشاهدة النسخة كاملة : أحلام الشتاء
بشرى رسوان
21-01-2014, 07:30 PM
تمسك بثوبها المرقط ∙∙∙ لما العجلة أمي ؟ ! بائع الحليب سيغيب لخمسة أيام أو أكثر ∙∙∙ والحجرة الوحيدة في بيتنا يحرصها الذباب ∙∙∙ تمهلي ! ! لربع قرن فقط ٬ الشق في سقفنا زاد شبران لا أكثر ٬ وحبوب الشعير تكفي لاطعام سرب طيور ∙ رويدك أيتها البهية ! ! ولدك الشقي للجدار البارد أسند ظهره ٬ يتعقب أحلامه المجهضة أسفل أحذيتهم الوسخة ٬ يلوك الخواء ٬و يبلع ريقه .. عله يخرس عصافير بطنه ∙ بربع رئة ٬ دخن كومة أعقاب سجائر ٬ وشرب قوارير الذل حد الانتشاء.
قرة عينك ابتلعه الشارع ذات انهزام ٬ سلبه انسانيته ٬ غدا في أعينهم الوقحة أحقر من أحقر ذبابة. اليوم .. .. مد يده ليتسول كسرة خبز٬ هرول بعدها ليستفرغ ذاته في الزبالة∙
اه منها المدينة أشبعته وهما مصت دمه .. قضمته قطعة .. قطعة.. ورمت هيكله للكلاب
استحال مسخا ٬ يقتل أيامه العفنة في الزويا المنسية .
الليلة نصب سريره الكارتوني فوق التراب ٬ دس كفه البارد في جيبه المثقوب ٬ لف نفسه بأسمال مرقعة٬ و سرح في أحلامه - البعيدة عن الارض - تسربل طيف حبيبته( دون اذن) شبك أصبعها بخاتم ماسي همست له "أحبك" لأول مرة ∙
الصقيع غدا ماردا يهب من كل حدب٬ يجلد أخر جرعات الصبر٬ ومدينة الذئاب غارقة في سبات عظيم ∙ من يوقظها ؟ من يكترث ؟
... اقتربي أكثر أمي ... الشوارع زرعت الرعب داخلي
أنا مرهق جدا ... عانقني أمي ... دعيني أسند رأسي على صدرك... أتوق لانفاسك الطاهرة ... لمذاق زيت الزيتون وخبز الشعير من كفيك.. للماضي الجميل تحت وسائدك.. .. لحكايا الغول .. الغول الذي ابتلعني ذات زحام .
عبد السلام هلالي
21-01-2014, 08:08 PM
نص شجي، جميل، أنيق اللغة، أجاد تصوير مرارة اليتم، المهانة و الضياع.
قفلة موحية معبرة و مفتوحة للتأمل و التخمين.
راقني ما قرأت هنا.
تحيتي و تقديري
عبد السلام دغمش
22-01-2014, 06:26 AM
نصّ جميل يشي بموهبة ..
هو حنينٌ للمنبت حيث لمسة الأم الحانية .. يستذكرها من ينخرط في ضجيج المدن وقسوة ماديّتها.
أسلوب الطرح ما بين عرض الحال والانتقال الى الخطاب كان موفقاً وإن شاب النصّ هنات املائية بسيطة.
تحياتي وسلم اليراع.
لم العجلة- يحرسها- عانقيني أمي
بشرى رسوان
22-01-2014, 03:06 PM
تمسك بثوبها المرقط ∙∙∙ لم العجلة أمي ؟ !
بائع الحليب سيغيب لخمسة أيام أو أكثر ∙∙∙ والحجرة الوحيدة في بيتنا يحرسها الذباب ∙∙∙
تمهلي ! ! لربع قرن فقط ٬ الشق في سقفنا زاد شبرين لا أكثر ٬ وحبوب الشعير تكفي لاطعام سرب طيور ∙
رويدك أيتها البهية ! !
ولدك الشقي للجدار البارد أسند ظهره ٬ يتعقب أحلامه المجهضة أسفل أحذيتهم الوسخة ٬ يلوك الخواء ٬و يبلع ريقه .. عله يخرس عصافير بطنه ∙ بربع رئة ٬ دخن كومة أعقاب سجائر ٬ وشرب قوارير الذل حد الانتشاء.
قرة عينك ابتلعه الشارع ذات انهزام ٬ سلبه انسانيته ٬ غدا في أعينهم الوقحة أحقر من أحقر ذبابة. اليوم .. .. مد يده ليتسول كسرة خبز٬ هرول بعدها ليستفرغ ذاته في الزبالة∙
اه منها المدينة أشبعته وهما مصت دمه .. قضمته قطعة .. قطعة.. ورمت هيكله للكلاب
استحال مسخا ٬ يقتل أيامه العفنة في الزوايا المنسية .
الليلة نصب سريره الكارتوني فوق التراب ٬ دس كفه في جيبه المثقوب ٬ لف نفسه بأسمال مرقعة٬ و سرح في أحلامه - البعيدة عن الارض - تسربل طيف حبيبته( دون اذن) شبك أصبعها بخاتم ماسي همست له "أحبك" لأول مرة ∙
الصقيع غدا ماردا يهب من كل حدب٬ يجلد أخر جرعات الصبر٬ ومدينة الذئاب غارقة في سبات عظيم ∙ من يوقظها ؟ من يكترث ؟
... اقتربي أكثر أمي ... الشوارع زرعت الرعب داخلي
أنا مرهق جدا ... عانقيني أمي ... دعيني أسند رأسي على صدرك... أتوق لأنفاسك الطاهرة ... لمذاق زيت الزيتون وخبز الشعير من كفيك.. للماضي الجميل تحت وسائدك.. .. لحكايا الغول .. الغول الذي ابتلعني ذات زحام .
بشرى رسوان
22-01-2014, 03:08 PM
نص شجي، جميل، أنيق اللغة، أجاد تصوير مرارة اليتم، المهانة و الضياع.
قفلة موحية معبرة و مفتوحة للتأمل و التخمين.
راقني ما قرأت هنا.
تحيتي و تقديري
مساء الورد
مرورك بهي
سلمت
بشرى رسوان
22-01-2014, 03:11 PM
نصّ جميل يشي بموهبة ..
هو حنينٌ للمنبت حيث لمسة الأم الحانية .. يستذكرها من ينخرط في ضجيج المدن وقسوة ماديّتها.
أسلوب الطرح ما بين عرض الحال والانتقال الى الخطاب كان موفقاً وإن شاب النصّ هنات املائية بسيطة.
تحياتي وسلم اليراع.
لم العجلة- يحرسها- عانقيني أمي
مساءك ورد
الشوارع لا قلب لها سيدي
الأخطاء افقدت النص جماليته
الياسمين لحضورك
سامية الحربي
22-01-2014, 05:55 PM
نص يصف العوز و الفاقة بلغة جميلة و طيعة. مرحبا بك وبقلمك. أتوق لقراءة المزيد من نصوصك. مودتي وتقديري.
خلود محمد جمعة
24-01-2014, 10:08 PM
عرضت الوان الألم بسرد مائز وحرف بهي الطلعة
لليتم وجع لا يعلمه الا من اكتوى بنيران الحرمان
دمت بخير
مودتي وتقديري
آمال المصري
26-01-2014, 04:29 PM
تموت الأحلام أحيانا في المهد خاصة إذا سقيت أزاهيرها يتما وعوزا وحرمانا
اللغة جدا أنيقة والتعابير فارهة ونص من عمق الوجع يشي بموهبة رائعة معنا
مرور ترحيب وإطراء أيتها الرائعة
وأتمنى أن أقرأ لك المزيد
تحاياي
ربيحة الرفاعي
11-02-2014, 09:33 PM
أسلوب مائز وتعبير شاعري وأداء غاص عبر الصورة في أعماق الفكرة يتحدث عما وراءها
وفكرة مؤثرة بعمقها وملفتة بزاوية طرحها
دمت بخير
تحاياي
قوادري علي
11-02-2014, 10:43 PM
لغة أنيقة ومكثفة.
شكرا جزيلا الراقية بشرى.
نداء غريب صبري
22-02-2014, 02:29 PM
لليتم لوعة ومرارة لا يعرفها غير الذين عانوها
وأديب ماه ر يعرف كيف يصورها
قصة مؤثرة
شكرا لك أخي
بوركت
ناديه محمد الجابي
28-09-2018, 07:59 PM
عندما تشعر إنك كالفرع الجاف ـ دون جذور أو اخضرار أو حياة
عندما تشعر أن المنزل فارغ ، وأن البرودة تأكل أطرافك
عندما تحمل ملامحك عاهة تدعى الألم والحزن ـ ويزلزل الأرهاق جسدك والشوق وجدانك
فتلك هى مرارة اليتم
لوحة داكنة الألوان تصور البؤس والعوز والحرمان واليتم
رأيت هنا رسما بالكلمات ، ورأيت قلما يشدو بالوجع
أحسنت رسم صورها وضمختها بعبق الإحساس.
دام ألقك وإبداعك.
:009::008::009:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir