المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( ماسةٌ في طريق العشق ) قصة لمحمد شعبان



محمد محمود محمد شعبان
22-01-2014, 06:20 PM
( ماسةٌ في طريق العشق )
تلك هي اللحظة التي كان يهفو لها قلبه ، والمكان ..هو ذات المكان الذي كان يداعب أحلامه وهو يجمعهما معا أمام كل هؤلاء المدعوِّين من الأقارب والأهل والمعارف .. ، وهذا هو الفستان الأبيض نفسه المفرح المحلَّى بالألماس الذي ما فتئ يراقص خاطره ويرتديه طيفها المرح الرشيق في أمسيةٍ يعزُّ فيها اللقاء .. إنَّ امرأةً أخرى ما خلقت من أجله بعد .. والتاج الأبيض متربع فوق جبينها المتلألئ نورا وبهاء ... إنها أميرة كما عهدها دائما... إممممم .. كم هي جميلة !


لا يصدق عينيه .. فكلُّ ما تمنى تحقُّقَهُ يراه الليلة رأي عين .. الكل فرح مسرور تغرد السعادة في وجوههم بالعروس التي يبتهج المكان بها ، وتلتف العيون حولها مستمتعةً بمنظرها المريح .. تضيِّف الجميعَ بابتسامتها الحلوة الشهية ، وتشكرهم بلحظها الجذاب ... امرأة ماسيةٌ لا يزيدها الوقت ومروره إلا جمالا .. منذ أول يوم له بالشركة عندما كُلِّفت هي بإرشاده لبعض مواقع المشروعات ، وإطلاعه على الأوراق الخاصة ببعض الصفقات ، لم تبعث له ـ ولو للحظة ـ شعورَ أنها الأقدمُ والأكثرُ خبرة ً، ولم تلبس أمامه يوما رداء الرئيس مع مرؤوسه .. جادةٌ في غير تكبر ..حازمةٌ في غير سيطرة .. لا تكاد تتركه .. حتى أضحى العملُ معها تسليتَه ، والبعدُ عنها مشقتَه ، ولم يعد الشغل شغلا دون أن يأتنس المكان بحضورها .. ، وعندما نقلت للعمل بفرع الشركة بمدينة أخرى ما انفك جسدا بلا روح ، و استحالت أيامه جحيما ، واستحق أول ( لفت نظر ) في عمله ، وهو المهندس المشهود له بالنشاط والجد والكفاءة ، ومن ثم سابق الخطى ، فطالب بالانتقال للفرع الذي تعمل به مع بعده عن مكان سكنه .


واليوم يوم الوفاء ـ كما يسميه ـ اليوم الذي يلخَّص جميلَ الأوقات التي قضاها حبا وعشقا وإخلاصا لها ـ وكلها كذلك ـ غير باخل بقلبه الذي لم يرض أبدا أن يُشركَها فيه امرأةً أخرى... لأنها الآن تستحق وبجدارة امتلاكَ قلبه المسافر على طريق العشق ، والسيطرةَ على كل مشاعره الجامحة في مضماره .. كان ذلك كله في مدة قصيرة جدا .. هو نفسه لا يصدق أن هذا الكمَّ من الحب يمكن أن ينمو خلال شهرين ونصف فحسب ، ولكنْ يبدو أن الظروف والأجواء كانت مواتية لاكتمال حبه نضجا، وارتياحِه لشخصيتها المميزة .


( التورته ) الآن تدعو الجميع ليلتفوا حولها ، والكل يقترب لينال لقطةً مع ماسة الليلة..أما هو ، فيتقدم .. يحاول الاقتراب أكثر .. المكان يضيق بالحضور .. يتساءل : لمَ هذا ؟ .. لمْ أشعر أبدا بالزحام وهي معي .. لمَ الآن ؟ .. كم ذَلَّتْ لصحبتها مشقة العمل تحت سحائب الغبار في مواقع الهدم و البناء ، وكم غالب همسُها أصواتِ الآلات والمعدات الصاخبة ، فقد كان مجرد حضورها يحول القفار جنانا ، وكأنها شمس أستمد منها طاقتي وحياتي... لماذا تتسلل البرودة إلى قلبي الآن مع أن الجو بالقاعة ربيعي جميل ؟..ولماذا تقتحمني الغربة بين كل هذه الوجوه المألوفة ؟


وعلى العادة يقترب العروسان لتتلامس أيديهما لتقطيع ( التورته ) وتوزيعها .. يكافح الزحام .. يقترب أكثر .. ما زال يحاول الاقتراب أكثر .. ها قد وصل .. مدَّ يده .. سلَّم على العروسين .. تناول قطعةَ
( جاتوه ) .. واستأنف طريقه ليبحث عن مكان .


=================

تحيتي
محمد محمود شعبان
حمادة الشاعر

عبد السلام دغمش
22-01-2014, 06:48 PM
الأستاذ محمد محمود

قصّة جميلة بلغةٍ مائزة ،تطوّر فيها الحدث والحبكة مع حديثك عن الزحام حتى كانت المفاجأة بالخاتمة ..
كثيراً ما تطفو الأحلام فوق الحقائق .. لكنها تهتزّ مع أول رياح الواقع..
بوركتم و سلم اليراع.

ناديه محمد الجابي
23-01-2014, 10:05 AM
من المؤلم أن نجد أن أحلامنا قد تحولت إلى أوهام
وحتى الحلم قد أصبح مستحيلا
ومن المؤلم أن نجد أن الأحلام قد بقيت في الخيال
وصارت تبتعد وتبتعد لتواجه واقعا مرا
تلك الأحلام التي كانت متنفسا , تصبح مجرد سرابا.
قدمت لنا قالبا قصصيا رائع الفكرة وبديع السرد
بتعبير ملفتة تركيبا وصورا, وقفلة صادمة
كتبت فأبدعت وأمتعتنا فشكرا لك.
تحياتي وتقديري.

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 09:17 PM
الأستاذ محمد محمود

قصّة جميلة بلغةٍ مائزة ،تطوّر فيها الحدث والحبكة مع حديثك عن الزحام حتى كانت المفاجأة بالخاتمة ..
كثيراً ما تطفو الأحلام فوق الحقائق .. لكنها تهتزّ مع أول رياح الواقع..
بوركتم و سلم اليراع.

حضورك هو الأجمل أيها الرقيق الطيب
لا حرمناه

ثم نعم .. فكل ما قلته سيادتك صحيح بشأن الأحلام والرغبات .. بوركت الذائقة الأدبية المميزة
تحيتي

حمادة الشاعر

محمد محمود محمد شعبان
23-01-2014, 09:20 PM
من المؤلم أن نجد أن أحلامنا قد تحولت إلى أوهام
وحتى الحلم قد أصبح مستحيلا
ومن المؤلم أن نجد أن الأحلام قد بقيت في الخيال
وصارت تبتعد وتبتعد لتواجه واقعا مرا
تلك الأحلام التي كانت متنفسا , تصبح مجرد سرابا.
قدمت لنا قالبا قصصيا رائع الفكرة وبديع السرد
بتعبير ملفتة تركيبا وصورا, وقفلة صادمة
كتبت فأبدعت وأمتعتنا فشكرا لك.
تحياتي وتقديري.

مؤلم حقا أن تتحول الأحلام إلى سراب بعد كل تلك المعاناة
لكنه القدر .. رزقنا الله إيمان ثابتا .. آمين

خالص التحية لك سيدتي

حمادة الشاعر

د عثمان قدري مكانسي
23-01-2014, 10:53 PM
ما كل ما يتمنى المرء يدركه

محمد محمود محمد شعبان
24-01-2014, 07:07 AM
ما كل ما يتمنى المرء يدركه

صدقت يا شاعر

وأشكر حضورك الكريم
تحيتي

حمادة الشاعر

خلود محمد جمعة
26-01-2014, 07:10 PM
للأحلام أجنحة تتكسر في سماء الحياة
فكن مستعدا للارتطام بأرض الواقع
سرني التجول بين سطورك
دمت بخير
مودتي وتقديري

آمال المصري
31-01-2014, 10:27 PM
أحلام تموت في المهد وآمال تتعثر فيها الخطى ليستحيل تحقيقها
نص أتقنت نسجه لغة وحبكة ونهاية مباغتة
أبدعت شاعرنا الفاضل
تحاياي

ربيحة الرفاعي
21-02-2014, 11:52 PM
الذين تسيّرهم الأحلام، يفتك بهم الواقع حين يلطمهم

سرد ملفت بنفس قصّي طيب وأداء جميل في نص مؤثث بالفكرة المنتقاة وألق التفصيل

دمت بخير

تحاياي

محمد محمود محمد شعبان
08-03-2014, 05:37 AM
للأحلام أجنحة تتكسر في سماء الحياة
فكن مستعدا للارتطام بأرض الواقع
سرني التجول بين سطورك
دمت بخير
مودتي وتقديري


المودة كلها والتقدير لمرورك الطيب أديبتنا الفاضلة
لا حرمناه


تحيتي

حمادة الشاعر

محمد محمود محمد شعبان
28-03-2014, 09:52 PM
أحلام تموت في المهد وآمال تتعثر فيها الخطى ليستحيل تحقيقها
نص أتقنت نسجه لغة وحبكة ونهاية مباغتة
أبدعت شاعرنا الفاضل
تحاياي

أديبتنا الفاضلة
لا حرمنا الله مرورك الرائع

تحيتي

حمادة الشاعر

نداء غريب صبري
28-05-2014, 12:21 AM
ما أقبح الأحلام حين ترفع شمس الحقيقة عنه الأستار فتقتلنا بقسوتها
ما اقبح الخيبة في الحبيب
ما أقبح الفقد

وما أجمل قصتك برمزيتها والقفلة التي غيرت الفكرة كلها

شكرا لك أخي

بوركت

محمد محمود محمد شعبان
30-05-2014, 06:36 AM
الذين تسيّرهم الأحلام، يفتك بهم الواقع حين يلطمهم

سرد ملفت بنفس قصّي طيب وأداء جميل في نص مؤثث بالفكرة المنتقاة وألق التفصيل

دمت بخير

تحاياي

بوركت يا أستاذة
ولأشكر حضورك الرقيق
لا حرمناه

تحاياي

عبدالإله الزّاكي
31-05-2014, 10:58 PM
[FONT="Traditional Arabic"][SIZE="6"]
( ماسةٌ في طريق العشق )

وعلى العادة يقترب العروسان لتتلامس أيديهما لتقطيع ( التورته ) وتوزيعها .. يكافح الزحام .. يقترب أكثر .. ما زال يحاول الاقتراب أكثر .. ها قد وصل .. مدَّ يده .. سلَّم على العروسين .. تناول قطعةَ
( جاتوه ) .. واستأنف طريقه ليبحث عن مكان .




تلك أحلام اليقظة !؟

قصة ماتعة بسردها، محبوكة بمبناها و مدهشة بخاتمتها.

بوركتَ أديبنا و شاعرنا المتألق محمد شعبان.

تحاياي و تقديري

قوادري علي
31-05-2014, 11:29 PM
لغة سردية مميزة وقفلة صادمة..
شكرا جزيلا الراقي محمد.

محمد محمود محمد شعبان
03-06-2014, 05:39 AM
تلك أحلام اليقظة !؟

قصة ماتعة بسردها، محبوكة بمبناها و مدهشة بخاتمتها.

بوركتَ أديبنا و شاعرنا المتألق محمد شعبان.

تحاياي و تقديري

الله لا يحرمنا رقة الحضور وعذوبته أستاذ / سهيل

تحاياي