تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : امبراطورية زينب



جاردينيا الحمدان
23-03-2005, 05:59 PM
~*~
http://gardeniah.jeeran.com/zaynab.jpg

تجلس متشبثةً ببعض كرامةٍ وبقايا عنفوان يعكسهما بريق عينيها المتحدي وقد استوطن القهر والألم مجرى الدماء منها وهاهي تتمعن في أنقاض بيتهم المتهاوي أمام ناظريها.
رأيتها داخل خيمةٍ جادت بها وكالة غوث اللاجئين بعدما أصبحوا في العراء ، لكنها خيمة عصرية ليست ككل الخيام ، بها من أسباب الرفاهية والتطور التقني ما لا يُتوقع.
في زاويةٍ منها تشرئب ثلاجة 20 قدم بها كل ما تهفو إليه البطون ، وفي زاوية أخرى يقع جهاز (تلفزيون) ملون 30 بوصة يبث مئات القنوات خاصة الفضائيات العربية المواكبة لكل متطلبات العُري والخلاعة إلا مَن رحم ربي.
أما الركن الثالث ففيه مكتب زينب وبقربه مكتب أخيها أحمد وعليه زهرية حمراء منقوش عليها (كوكا كولا) فيها وردة بيضاء ، وبيد زينب زهرة بنفسجية قطفتها من حديقة خيمتهم ، تنتظر أن تأتي أمها بزهرية أجمل من تلك التي على مكتب أحمد ، فقد ذهبت الوالدة تمارس هواية الـ (shopping) في أحد المراكز القريبة من خيمتهم ، ربما تحضرها لها من (جنين سنتر) أو (رفح مول)
وضعت زينب زهرتها البنفسجية وقامت تتراقص فوق السجاد الشيرازي على أنغام (كليب آه ونص) هي تعيش مستمتعة بحياتها في ظل ما يحويه القرن الواحد والعشرون من رفاهية العولمة والديمقراطية وحريات الشعوب خصوصاً حرية الإنسان العربي.
عادت الوالدة بسلة الأمنيات ذات الثقوب الكثيرة فمال النسيم بأفراح زينب جذلاً ونامت على متكأ الأحلام.

في الصباح أشرقت شمس الشمّوسة فتبخرتْ قطرات الندى المنثورة على أزهار الحديقة وكأنها لؤلؤٌ من اللجيَن ، كذلك مَرّ شعاع رقيق على وجوه النائمين فاستيقظت زينب ونهضت عن سريرها ، طوَتْ لحافها الوثير ورتبت مفرشه ثم راحت تغسل وجهها وعادت تقول : أحمد
: استيقظ يا أحمد بسرعة
: هيا يا أخي لا أريد أن أتأخر عن المدرسة فاليوم لدي حصة اضافية *
أيقظته واتجهت إلى مكتبها وإذا بها تصيح بهلع :
يا إلهي لقد نسيت أن أستخرج حقيبة كتبي من تحت الركام.

وعادت تمسح بقايا غبار الأمس وتسكب كؤوس الواقع في مجرى المحال.

15 مارس 2005
~*~


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
* حصة تضاف صباحا قبل بداية الجدول اليومي

د.جمال مرسي
23-03-2005, 07:26 PM
و ماذا تفيد كل هذه الحياة العصرية
و الحياة الرغدة في خيمة في المنفى يا جاردي
السجين الذي حكم عليه بالمؤبد و جاءوا له بكل ما في الحياة العصرية من ملذات و وسائل ترف
هل ينتفع بها أو يستلذ و هو بين أربعة جدران .
حتى هذه الجدران الأربعة محسود عليها و هي رهن التدمير في أية لحظة كحال زينب التلميذة البريئة التي عادت لتأخذ حقيبتها فإذا بها تحت الركام .
ما أجمل ما كتبتِ جاردينيا و ما أحزنه
حقيقة أنت تملكين قلما رائعا مبدعا و لقد قرأت لك الكثير من قبل فأعجبني كل حرف لك و لا زلت أنتظر أشعارك في قاعة الشعر .
و أخيراً .. تقبلي ود أخيك
د. جمال

د. سمير العمري
24-03-2005, 11:15 PM
أيتها المتألقة الحرف المميزة الفكر والطرح.

لطالما أعجبني حرفك وبهرني رسمه. اليوم أجدني أدهش من هذه القدرة الكبيرة في رسم معالم الوجع من خلال الحلم والواقع ومن خلال زوايا النص المعتمة رغم واجهته المشرقة.

لقد جسدت لنا هنا صورة حزينة من هموم شعب كتب عليه أن يكون ضحية التخاذل والمؤامرة والمتاجرة. شعب لا يعرف فيه الطفل معنى الطفولة ولا الرجل معنى الحرية. شعب حبيس أسير ولكنه حر النفس عالي الكرامة جعل من ألواح صبره معارج عليها يرتقي إلى كل ما هو سامق وشامخ.


دعيني أصفق لك إعجاباً وانبهاراً :NJ:


ثم دعيني أثني على تناولك المميز وأسلوبك القادر على أن يؤثر في القارئ. وأتمنى أن نجدك هنا دوماً فالواحة بحاجة لأمثالك وربما كنت من تعين في رقيها وتساعد في إكمال مسيرتها نحو أهدافها.


أهلاً ومرحباً بك.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

جاردينيا الحمدان
25-03-2005, 07:49 PM
~*~
الفاضل / د. جمال

قرأت تعقيبك المحرّض فرجعتُ إلى نصي أتحرى الروعة والإبداع اللذَين ذكرتهما
لم أجدهما ... فأدركتُ أنهما كانا موجودَين وقتَ مرورك البهي
ما أخبرتَ أخي كان محض انعكاس تواجدك وعندما غادرتَ ذهبَ معك كل جميل
أسعدني جدا هذا التواجد .. لا عدمته .. لك تحية وسلام
~*~

جاردينيا الحمدان
25-03-2005, 08:54 PM
~*~
الفاضل / د. سمير

أدهشتك أخي قدرتي على رسم معالم الوجع من خلال الحلم والواقع
الأمر يا سيدي لا يحتاج لكثير من القدرة فالواقع كله ألم بطبيعته، أما الحلم فهو الشئ الوحيد الذي مازالت لدينا قدرة التحكم فيه ، وما يدرينا ربما اخترعوا في المستقبل أجهزةً تستطيع التحكم بأحلامنا
والآن دوري أخبرك بدهشتي الشديدة لبهاء مرورك وتعقيبك على قصتي فقد أسعدتني بحق إذ شعرتُ بمشاطرتكَ الهموم ، كيف لا وقد مشى كلانا على تراب غزة هاشم !!
لك تحية وسلام
~*~

جاردينيا الحمدان
19-02-2007, 08:03 PM
الأخوات والأخوة الأكارم
اسمحوا لي أن ان أنفض الغبار عن "امبراطورية زينب" بإضافة هذه القراءة التي تناولها الأديب الروائي الكبير الدكتور السيد نجم ضمن كتابه
المقاومة والقص في الأدب الفلسطيني

مقدمــة
إنني لم أكن لأكتب هذا الكتاب لولا هؤلاء الذين عاشوا تجربة "الترنسفير" وآثار اتفاقية "أوسلو", وحضروا انتفاضة "الحجر", وانتفاضة "القدس".. وهم أنفسهم يشكون قلة تداول كتاباتهم حتى أن القارئ العربي لم يتعرف على الجانب المميز لهذا الجيل وما بعده ممن يعايشون التجربة حتى كتابة تلك السطور, وهو ما دفعني لالتقاط قصة قصيرة "جميلة وفنية" لكاتبة شابة لم أقرأ عنها أو منها عملاً من قبل (وقد عثرت عليه على شبكة الانترنت) وهى القاصة "انشراح حمدان"!


قـــراءة
ترجع خصوصية تلك القصة أنها لاسم أظن أنه جديد على الساحة الإبداعية الفلسطينية, يتميز بالصدق والبساطة والرشاقة مع خيال بكر لافت.صوت الراوي أنثوي, يرصد مشهداً مأساوياً من مشاهد الانتفاضة, وما أكثرها. وعلى تكرار مشهد هدم البيوت, التقطت الراوية جزئية منه تتصل بعالم الطفولة, وهو ما أعطى بعدا خاصة لأفاعيل العدو في أطفالنا/ مستقبلنا.
جلست الطالبة الصغيرة "زينب" أمام حطام البيت تبكي كل شئ...تدخلت الراوية, توقعت ما يمكن أن يكون عليه الحال بعد ذلك..سوف تتبرع وكالة غوث اللاجئين بخيمة !!"رأيتها داخل الخيمة" بتلك الكلمات القليلة انتقلت القاصة من زمن الماضي/الحاضر إلى زمن المستقبل, وهي نقلة فنية بسيطة وفاعلة.
وتبدأ في رسم صورة وردية للحياة داخل تلك الخيمة.. وهنا بداية تفعيل "السخرية" مما أكسب العمل بعدا للتأمل والتخيل والتفاعل.هاهي ذي زينب داخل خيمتها, على سريرها الجميل, وفوق السجاد الشيرازي الشهير, وأمام مكتبها ومكتب أخيها الفخم, والورود تحفهم من كل جانب.ولأن "الأم" من هواة التسوق!!, خرجت حالا للتسوق من "المول" أو "السنتر" التجاري الممتلئ بكل ما تتمناه العيون والقلوب والبطون. كل هذا بفضل "العولمة" التي أتاحت للجميع ممارسة الديمقراطية والحياة الرغدة الهنية. فكل الحديث من التليفزيون والثلاجة وغيرها متوفر داخل الخيمة.ولا تنسى الكاتبة الإشارة إلى "الكوكا كولا" التي تجمل الزهرية من الخارج, ذاك المشروب الذي طالبت القوى الوطنية مقاطعته بسبب دعم الشركة المنتجة لإسرائيل.
انتهى كل شيء بسلام وسعادة.. فنامت "زينب".إلا أنها استيقظت كربة بيت في الصباح الباكر, تذكرت أنها يجب أن تحضر حصة إضافية قبل بداية اليوم الدراسي, وهو ما حدث بالفعل. أيقظت أحمد, وانتبهت إلى حقيبتها, وأزاحت التراب عنها بسبب فعلة الأمس!!
أين السجاد والمكتب والتليفزيون وغيرها؟.. لا شيء غير الواقع المؤلم الذي هو بين الحلم والحقيقة.
وهذا هو الوصف الحقيقي لكل ما يحدث على أرض الواقع من هول ما يحدث!!ومع ذلك..لا يبقى إلا العلم والعمل, وهذا ما فعلته "زينب", عندما أسرعت إلى مدرستها في الصباح الباكر لهدم بيتها لحضور الحصة الإضافية."

هذه القصة القصيرة, وربما القصيرة جدا, تحمل الخصائص التالية:
-تخلو القصة من الرصد المباشر والتسجيل غير الفني للوقائع القاسية والمؤلمة.
-بعدت القاصة بقصتها عن الصراخ بالشعارات واكتفت بالفن ووسائله للتعبير عن فكرتها.
-تتميز القصة بالسلاسة والانتقالات الرشيقة بين الأزمنة الحقيقية والفنية.
-على الرغم من كآبة الموضوع إلا أن روح السخرية غلبت وأضافت بعدا جماليا داخل القصة.

جوتيار تمر
20-02-2007, 10:26 PM
جاردينيا..
انهم بقتلهم لنا..وهدمهم لبيوتنا..وترحليهم لنا..واخذ حتى الضرائب من وجودنا...انهم بكل فعلتهم يستمدون القوة منا.. من جبننا..من تخاذلنا وعدم وحدتنا..من تشتتنا..من ركضنا وراء اسيادهم ومسح احذيتهم..من اجل منح بركاتهم لنا..انهم في الليل..يقصفون بيوتنا فيهدمونها...وفي النهار يرسلون طائراتهم ليغدقوا علينا بما وسعت ايديهم..هنا يقتلون ويهدمون.. وعلى بعد امتار قليلة يوزعون جبنة كيري..وعطرا فرنسيا..واخر امريكيا..ويغلفونها بنجمة داود..ونحن ندسها في جيوبنا..ونركض خلسة..لنضعها في زوايا بيوتنا وكانهم ليسوا هم من بالامس من دمروا وهدموا وقتلوا.
جاردينيا..العولمة..تخجل من المرور حتى على عتبة ابوابنا..لاننا حتى في فهمها..خذلنا ذواتنا قبل محيطنا...
اننا..ننسى مسببي الركام فكيف بما تحت الركام...
اننا جاهلون باثواب عصرية..
اننا متخاذلون باثواب بلاغية لغوية..
اننا...ركام...وما تحت الركام انقى من يسمه ايدينا النجسة...!

تقديري ومحبتي
واهلا بعودتك
جوتيار

وفاء شوكت خضر
20-02-2007, 10:38 PM
جاردينيا حمدان أو انشراح حمدان ..

بعد كل ما قيل ..
لا يكفي هنا الإندهاش سيدتي ..
بل وحتى الصمت لن يعبر ..

أحترام كبير لك أيتها الرائعة ولقلمك الشامخ .

دمت بشموخ أيتها الفلسطينية ..
أقف احتراما لشخصك ..
تصفيق حاد ....

تحيتي .

حسام القاضي
20-02-2007, 10:56 PM
الأخت الفاضلة الأديبة/ جاردينيا الحمدان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أشكرك على نفضك للغبار عن هذا العمل الجميل ..
أدب المقاومة يستحق تسليط المزيد من الأضواء عليه ، لن أستطيع أن أضيف شيئا يذكر بعد القراءة الجميلة للدكتور / السيد نجم
ولكن لفت نظري تعبيراتك الموحية ؛ فقصتك الساخرة من النوع الخادع لدرجة قد تجعل القاريء يختلط عليه الأمر بين الواقع والخيال الساخر.. ولكن تعبيرات كهذه تحسم المسألة:
"عادت الوالدة بسلة الأمنيات ذات الثقوب الكبيرة فمال النسيم بأفراح زينب جذلاً ونامت على متكأ أحلام ."
هذه العبارة تردنا إلى الواقع الأليم لنفرق بينه وبين أحلام زينب .
وكذلك جملة النهاية القوية الموفقة للغاية:
" وعادت تمسح بقايا غبار الأمس وتسكب كؤوس الواقع في مجرى المحال "
نهاية اكثر من رائعة .
العمل في مجمله ارتكز على فنيات عالية ، فلتسمحي لنا بتثبيته كنموذج راق للقصة القصيرة .
مع فائق تقديري واحترامي .


للتثبيت

جاردينيا الحمدان
21-02-2007, 07:40 AM
~*~
الفاضل / جوتيار تمر

إن كان ما ذكرتَ أخي هو لسان حالنا؛ فلا غرابة إن بقينا ندفع ضرائب وجودنا عن يدٍ ونحن صاغرون
كانت امبراطورية الوهم في قصتي تنفيساً عمّا يخنق الأنفاس في طور الولادة، فجاءت كلماتك أوضح وأشد من كل نفثةٍ غاضبة
ورغم ذلك سأتشبث بنسمة خير قد تأتي في فجرٍ مختلف
وسوف أظل أزين حروفي بورود الأمل

أشكر حضورك وترحابك بعودتي
لك تحية وسلام
~*~

جاردينيا الحمدان
21-02-2007, 07:57 AM
~*~

غاليتي الأجمل
وفـاء شـوكت خضـر

حيث الوفاء تاجك ولون الربيع رداؤك
فلا غرابة أخيتي لهذه الشمائل التي أغبطك لأجلها
أذكّركِ فقط أن مثار شموخي وسروري هو تحليقك في أجوائي أيتها اليمامة البيضاء
لا حرمني الله ودادك

لك محبتي أطواقا من عبير
تحية وسلام
~*~

خليل حلاوجي
21-02-2007, 08:26 AM
رفاهية العولمة والديمقراطية

وانحسار المعاني عن انسانية الالفية الثالثة


انها فوضى خلاقة

انها عبثية

انها
النكوص على اعقاب الروح الانسانية


ولكن

لانزال جميعنا في طور التشخيص لفواجعنا

ماالعمل ؟

ماالغد ؟

لااحد يجرؤ على اكمال رسم المشهد

وسأترك آهاتي عند محبرتك ايتها الاديبة الاريبة ...

يالغ تقديري

جاردينيا الحمدان
21-02-2007, 09:51 AM
~*~
الفاضل / حسام القاضي

مكتوفةٌ أخي هي كلماتي وجامدةٌ حروفي أمام دفق عبارتك المحفزة
فمازلتُ في ظلها أتعلم هجاء المعاني حيث لم يبقَ في أبجديتي الخاصة ما يليق للرد عليها
فقط يمكنني القول أن رأيك في النص يمثل لي وساماً أعتز به ... أقولها صدقاً لو تعلم
وأقدّر إضافتك خاصة ما يتعلق بآخر جملة في القصة، وكأنك بي تعلم أني اعتبر هذه الجملة تلخيصاً لواقع الملايين منا

أشكرك لتثبيتك العمل ثبتك الله على صراطه المستقيم ... اللهم آمين
لك تحية وسلام
~*~

جاردينيا الحمدان
21-02-2007, 10:14 AM
~*~
الفاضل / خليل حلاوجي

كان الله في عون محبرتي
فقد ضاقت يا أخي بآهات مدادها الأسود
ولم تعُد تجرؤ على إكمال رسم المشهد
فالسيناريو أصبح باهتاً منحسرا
والألوان اختلطت باحمرار الدماء
رائحة الموت خضبت ظلال القصيدة
والوجع بات ترنيمة الأوقات
بدءاً بساحل غزة حتى ضفاف الفرات
لنبقى في طور التشخيص لفواجعنا نروّج لنظريات قوة الاحتمال

تفلتت مني الآهات .. كيف .. لا أدري
لك تحية وسلام
~*~

خليل حلاوجي
21-02-2007, 10:24 AM
لنبقى في طور التشخيص لفواجعنا نروّج لنظريات قوة الاحتمال

لو

قرأنا الوجع بلغة الدهشة فلن تستطيب لنا حياة

نحن على الحقيقة

لانصدق اننا في المشفى يعالجنا الطبيب

بل

كرهنا رائحة الدواء


واحرقنا كل مقررات الابتلاء

نحزن والله قال لصفيه لاتحزن
اطعنا من جعل جنته جحيمنا والله نبهنا الا نصدق لاي اعور دجال


اديبتنا

الهمة التي حدثتني عنها لاتزال غير قادرة على استيعاب همومنا

مأمون المغازي
21-02-2007, 11:36 AM
الأديبة القاصة : جاردينيا الحمدان

قرأت قصتك الرائعة وعقدت العزم أن أكتب قراءتي فقرأت تلك الدرر التي خطها الأساتذة ممن سبقوني بتدوين قراءاتهم فصارت المهمة صعبة حيث لم يتركوا دربًا من دروب روعة العمل إلا طرقوه فجلست في أدب أتأمل الجمالين .

لكن ليسمح لي الجميع أن أشير إلى ملمح أراه جميلاً . إنه الدخول إلى القصة .
لقد استخدمت القاصة ما أسميه بأسلوب المصاحبة حيث أجدها صاحبت الحدث ورافقته منمية إياه ضمن تنميتها للشخصية الرئيسة وهذا الأسلوب في بناء القصة القصيرة له من السحر والجذب ما يجعل المتلقي نسجمًا مع القص وكأنه ضمن كل ما تورده القاصة متفاعلاً معه وضمن أطره والذي قوى كل هذا ، هذه القرة على العرض السينمائي الذي أجادته الكاتبة وببراعة حين تنقلنا من مشهد غلى مشهد في رشاقة . برشاقة تعرض لنا مشهد آثار التخريب وبرشاقة تدخل بنا إلى الخيمة لتتنقل الكاميرا بين التفصيلات ضمن التوتالة وكأنها تستخدم تقنية المزج بين الخيال والواقع وهذا ما رفع من مستوى السخرية في هذا العمل ، لتعود وتخرج بنا إلى حديقة لخيمة ، سخرية عالية المستوى أو بالأحرى فتق لجراح علها تصرخ في وجه الصامتين .

القاصة استطاعت وببراعة أن تنسج من الواقع والفنيات نسيجًا محكمًا اتزن فيه اللفظ والفكر والسرد في سبق دقيق هو الرداء الذي ألبسته لواقعة مؤلمة ولم تغفل الكاتبة تطريزه بإلماحات غاية في الفني كومضات تحذيري أو إقرار بواقع منها : المزهرية التي هي زجاجة ( الكوكاكولا ) وكأنها تلمح إلى أن المطاردة لا تفارق حتى الخيال .

وبالإجمال

هذه قصة أمتعتني فكرًا وفنًا

أديبتنا القديرة

تقبلي احترامي وتقديري

مأمون المغازي

جاردينيا الحمدان
21-02-2007, 12:36 PM
~*~
الفاضل / خليل حلاوجي

لو قرأنا الوجع بلغة الدهشة فلن تستطيب لنا حياة

أرى أخي أن الطيب فى واقعنا هذا بعضٌ من تَخَيُّلِنا وإذا ما صعب علينا إيجاده اخترعناه
فالعاقل هو من يضع الشهد في كل ما يقوله الآخرون وينزع المر مما يقال

ولكنّا اعتدنا قول ما نريد وهم اعتادوا أن يفعلوا ما يريدون فبات من الحكمة أن نعتذر إذا كنا مخطئين أو على صواب
إذن فالحكمة كالشعلة تضيء الطريق إذا عرفنا كيف نمسكها، أما إذا خطأنا الإمساك بها حرقت أيدينا.

لك تحية وسلام
~*~

محمد إبراهيم الحريري
22-02-2007, 04:22 PM
الأخت جردينيا الحمدان ، تحية طيبة أخفيها تحت وسادة الأحلام أخاف عليها من يد القرصان
ولكن الستر مطلوب كما يقال تأتيك بين جنح سحر ، وخافقة فجر قبل رفع الحصار عن معابر رفح .
كلما بدأت أازفر الهموم من رئة الماضي تحاصرني سموم الحاضر بلهب يدخل الأخنة رغما إلى تجويف صبري ، فيبدأ الفصل بسعال لا طاقة لي به ، تتأكسد منه أغشية مخاط العروبة ، وتتجمد لهاة التعبير إلا من نشيج مبحوح .
وهنا وجدت أحلاما ، وورودا ، وخيام عصر ، بداية أنكرت هذا ، ولم أستسغ بخيمة يكرم الزمن بكل أصناف الندى بين ظهراني واقع ، ولكن سرت مرغما تشدني روابط الكلم ، بين واقعية فرضت ، واسراب تغريب عربي فجعت بمرارة الحقيقة ، ونطقت شواظ همومها ، فتلعثمت أطناب المحال بجمالية الخيال ، من غير ترتيب لقاء بينهما ، فجادت مزون الأدب بما لم تستطعه الأوائل ، قصة ......... عبرت عما كان وسيكون ، ونفرت الحروف قبل أن أكمل الحلم ليصطدم السطر بجدار الحصار
ومن معبر رفح مول
أعبر أسلاك الضيم متخفيا تجاه المجهول
خشية مصادرة ردي
تحياتي
اطمئنوا قد وصلت

جاردينيا الحمدان
23-02-2007, 04:05 PM
~*~
الفاضل / مأمون المغازي

الفرح والحزن أخي بداخل كلٍّ منا
وتلافيف الحروف تعكس أحدهما حسب تدفق المداد
وهاهو فارس كلماتي يمتطي جواداً كسيحاً باتجاه إيفاء لوحتك الإطار الذي تستحقه
فما قويتُ على رسم (البرواز) ولا عاد الفارس

فيما بعد تناثرت أخبار تقول أنه بات عاجزا عن الكلام إلا من:
"من القلب أشكرك"
لقد ألبستني حلةً بهاؤها أثقل الحروف في أهدال الكلمات
فقررت ألا أشوه روعة اللوحة بفيض المقال.

لك تحية وسلام
~*~

جاردينيا الحمدان
24-02-2007, 03:44 PM
~*~
أوجعتُ القلم بقبضتي لعله يتحرر من جموده
عبثاً طال انتظاري .. صاحت يدي من ثلجه
أفاق على صرختها .. تمتم شيئاً لا يُفهم
تمنتْ لو لم يستيقظ وراحت تقبل أوراقها البيضاء
فجليد صمته أرحم من حريق جفافه

الفاضل / محمد ابراهيم الحريري

كان تلألَؤ كلماتك سوطاً أوجع الحبر في دواتي وجمح سيلان المداد
فمنك العذر أخي وكأني لمحتُ عودتك من بلادي
إن كان كذلك أو غيره فحمدا لله على سلامة وصولك

لك تحية وسلام
~*~

صابرين الصباغ
25-02-2007, 04:15 PM
الاخت الفاضلة جاردينيا
بداية اصفق لأسلوبك القصصي الر ائع
وهذا الألتباس التي تضعين فيه القاريء تجبرينه عليه وتقفين بعيدة تدعين البراءة منه
وهذه قمة الحرفية
أولا خيمتك لم استبعدها بالواقع
فأمام مزهرية ومكتب وفراش وثير وثلاجة منتفخة من غازات مستوردة ،أرض تسلب
فخيمة مرهفة امامها ارض بيتهم المهدم
وعندنا أفقت من الحلم الذي لم استبعد واقعيته
أجدني اصفق لك مرة أخرى
لانك تعطي درسا للقاريء بأن هذا الهدم والخزى والعار لن ترفعه سوى أوناش العلم والثقافة
واخيرا أجد أن أسم الأقصوصة كبير جدا عليها
جاردينيا
مرحبا بك في عالمنا الذي يهذي بحروفه
دمت مبدعة
هامة عالية في القصة القصيرة
مودتي واحترامي

جاردينيا الحمدان
04-03-2007, 04:59 PM
~*~

أسبر غمار حروفي أهجر سجن الصمت إلى حرية الضياء
حيث ألوان العدالة تنسل كغيثٍ مدرارٍ تغسل ساحات القضاء بروعة الأحكام
فيخبو في مدارها الحزن القديم ويغدو للفرح عنوان
حبٌّ وجمالٌ وألوان
أحرصُ على تلوين أحلامي بلون الغد
فهو الحقيقة الوحيدة التي لم تغسل بماء الواقع بعد

أختي الجميلة
صابرين الصباغ

هنيئاً لكِ غاليتي فقد أدرتِ المقود بمهارة وعبّدتِ طريق الفكر في الاتجاه السليم
لروحك أضمومةٌ بيضاء بعطر محبتي

تحية وسلام
~*~