تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سامحيني.



ناديه محمد الجابي
26-01-2014, 09:18 AM
جلست وربطت الحزام وحاولت الاسترخاء , ولكن أنَّى لها أن تسترخي ـ صوت الأزيز يملأ أذنيها , لم تعرف هل هو صوت يأتي من حولها أم هو صوت نابع من تضارب وتصارع الأفكار في رأسها والتي تكاد تشل قدرتها على التفكير .
غشيت وجهها سحابة من الحزن, وحلقت تستجمع شارد أفكارها. لقد كانت تعيش حياتها كلها في هدوء ورتابة , صحيح أن الشعور باليتم كان يؤلمها أحياناً كثيرة فقد توفي والدها وهي بعد صغيرة ـ هذا ما عرفته من أمها التي كانت كل حياتها, رغم إنها كانت تشاهدها على شاشات التلفاز أكثر مما تشاهدها في المنزل, فقد كانت سياسية معروفة وكاتبة مشهورة ـ وقد أخذ عملها جل وقتها ولم يترك لها إلا الفتات.
نظرت من النافذة التي بجوارها , كانت نتف من السحاب تسبح حولها , إلا إنها أحست وكأنها تائهة في صحراء قاحلة بالغة الصعوبة تمتد حولها من كل مكان.
انسابت دموعها وأحست بعمق الوحدة والخوف, وشعرت ببرودة تنخر عظامها فليس هناك أصعب من أن تفقد حبيباً وتعرف إنه لن يعود أبداً.
تبدى الإعياء في عينيها , وعض الألم قلبها واختلج بدنها وهى تتذكر أمها وهي في النزع الأخير في مرض سريع أصابها ـ وهزت كلماتها القليلة أعماق روحها...
عانقتها وقبلتها وغيبتها في أحضانها وارتفع نشيجها وهى تقول: ابنتي .. سامحيني واغفري لي .. ماتت من كانت محور حياتها .. فعاشت من بعدها أياماً مجنونة بحزنها, مترنحة بفجيعتها.
جاءت المضيفة بالطعام فرفضته, وطلبت فنجالاً من القهوة .. جلست تراقب البخار المتصاعد منه وتنهدت بعمق وهى تتذكر كم ظلت في حيرة من أمرها , والكلمات تتخبط في رأسها .. سامحيني واغفري لي ـ حتى جاءها المحامي طالباً مقابلتها
قال لها : لقد تركت لك أمك هذه الرسالة , وطلبت مني أن لا أعطيك أياها إلا بعد رحيلها.
وبأصابع مرتعشة فتحت حقيبتها الصغيرة وأخرجت الرسالة , وأخذت تقرأها من جديد وهى ترتعد...
ابنتي الحبيبة..
أشعر أن نهايتي قد اقتربت, فالمرض يسري في جسدي سريان النار في الهشيم ـ حاولت أن أخفي عنك مرضي لمدة طويلة , ولكني أعلم إنه القصاص الآلهي لما فعلت بك وبه. واسمحي لي أن أقص عليك القصة من البداية....
أحببت أبيك ورغم اختلاف جنسياتنا فهو من بلد آخر, ورغم ممانعة والدَّي فقد صممت على الزواج منه , وأصررت على هذا الزواج كطفلة لم تتعود أن يرفض لها طلب . وسافرت معه وأنجبتك هناك ـ ولكني كنت أحمل نفساً طموحة, ورغبة في العمل الصحفي والسياسي وذلك ما لم استطع تحقيقه في تلك البلاد ـ فانتهزت فرصة أول خلاف بيننا وهربت بك عائدة إلى الوطن.
وقد جن جنون والدك خاصة وإن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كانت منقطعة في تلك الفترة فلم يستطع اللحاق بنا ـ وبدأت في العمل والكتابة في الصحف وبرزت كإعلامية , ولكي أقطع عليه خط الرجعة احتلت لكي أدرج أسمه في قائمة الممنوعين من الدخول إلى البلاد.
أفهمت يا حبيبتي لم طلبت منك السماح ـ لأني أجبرتك على العيش يتيمة بلا أب برغم وجود أبيك على قيد الحياة.
أحاول في أيامي الأخيرة في الدنيا أن أصلح ما أفسدته لعل الله يغفر لي ـ اتصلت به وأخبرته كل شيء عنك ـ ستجدي عند المحامي العنوان وتذاكر السفر , وسيكون هو في انتظارك بشوق العمر كله.
أمك البائسة الطامعة في غفرانك.

أغمضت عينيها فقد بلغ من عمق الألم الخارق الذي كان يغوص كالأنصال الباردة في قلبها المطعون ـ فأطبقت أسنانها حتى لا تفلت منها صرخة.
بعد برهة فتحت عينيها وكأن الجو قد شحن بشحنات تتراكم ـ وقد أشرق نور فجأة في أعماقها , وقد ظهر من العدم شبح لرجل لم تعرفه يوما ـ وكأنها في حلم من أحلام اليقظة .. ترى هل كان يجب أن تموت أمها لتعرف أباها.

عبد السلام دغمش
26-01-2014, 11:05 AM
ما أراد الله أن يجمعه لن يفرقه انسان..
كان الانتقال الى حبكة القص متدرجا و منتقلاً من جلسة الطائرة .. الى اللحظات الاخيرة مع والدتها ثم الى اللقاء المفاجئ ..
الاخت نادية: قصة جميلة الحبكة ومتينة السرد.

تحياتي.

آمال المصري
26-01-2014, 02:58 PM
تقِفونَ، والفُلكُ المُسخَّرُ دائرٌ، ** وتقدِّرونَ، فتَضحكُ الأقدار
رغم أنها أحكمت وأتقنت الحيلة لكي تحول دون لقائكما إلا أن لعبة القدر أفسدت صنيعها وقدمت لك طقوس اللقاء مباركة هذا اللقاء مطالبة السماح علها تكون قد كفرت عما ارتكبت في حقه وحق ابنتها قبل الرحيل
جميلة جميلة فكرة ولغة طيعة وحبكة قوية وخاتمة تحمل العبرة
استمتعت عزيزتي نادية هنا بحق فبوركت روحا وحرفا وألقا
مودة لا تبور والتحايا

سامية الحربي
26-01-2014, 06:05 PM
رحيلٌ للقاء هل ستحظى بالصفح والغفران من كليهما ؟‏
قصة ماتعة بسردها المباشر ولغتها الرشيقة و قفلتها السعيدة. بركتٍ من أديبة. مودتي و التحايا.

بهجت عبدالغني
26-01-2014, 06:13 PM
ترى هل كان يجب أن تموت أمها لتعرف أباها.



الله الله

وماذا يقول المرء أمام هذا النص المدهش !

اللغة جميلة ، والسرد ممتع ، والخاتمة أكثر من رائعة ..


دمت أستاذتنا بألق وروعة



وتحاياي

فوزي الشلبي
27-01-2014, 03:31 PM
الأديبة نادية:

لقد اشرق قلمك ليكشفة صغحة من صفحات الاستحواذ وحب الذات، حيث تسقط المبادىء ..أولئك الذين يلهيهم المل الكاذب بطول الأمل فيحجب عنهم الرؤى ويقودهم غلى ارتكاب المحرمات...فضى الله سبحانه ان تنال الأم جزاءها..وقد نزلت مكانتها في قلب ابنتهاا واحتل ابوها المكان كلّه..

سرد مميزٌ بديع!

تقديري الكبير وخالص ودي!

اخوكم

ناديه محمد الجابي
28-01-2014, 09:33 PM
ما أراد الله أن يجمعه لن يفرقه انسان..
كان الانتقال الى حبكة القص متدرجا و منتقلاً من جلسة الطائرة .. الى اللحظات الاخيرة مع والدتها ثم الى اللقاء المفاجئ ..
الاخت نادية: قصة جميلة الحبكة ومتينة السرد.

تحياتي.


شكري وامتناني لتشريفك وإثراءك للمتصفح بعبق العبور
شكرا لك على حضورك الكريم
دمت بديع الحضور حيثما حللت. :os:

ناديه محمد الجابي
28-01-2014, 09:46 PM
تقِفونَ، والفُلكُ المُسخَّرُ دائرٌ، ** وتقدِّرونَ، فتَضحكُ الأقدار
رغم أنها أحكمت وأتقنت الحيلة لكي تحول دون لقائكما إلا أن لعبة القدر أفسدت صنيعها وقدمت لك طقوس اللقاء مباركة هذا اللقاء مطالبة السماح علها تكون قد كفرت عما ارتكبت في حقه وحق ابنتها قبل الرحيل
جميلة جميلة فكرة ولغة طيعة وحبكة قوية وخاتمة تحمل العبرة
استمتعت عزيزتي نادية هنا بحق فبوركت روحا وحرفا وألقا
مودة لا تبور والتحايا


ياللحضور الباهر يعبق بأريجه المكان
أثريت النص بإطلالتك العابقة بالبهاء
شكرا من القلب لرأيك ودعمك
يبهجني أن يروق لذائقتك متواضع حرفي. :os:

ناديه محمد الجابي
31-01-2014, 07:57 PM
رحيلٌ للقاء هل ستحظى بالصفح والغفران من كليهما ؟‏
قصة ماتعة بسردها المباشر ولغتها الرشيقة و قفلتها السعيدة. بركتٍ من أديبة. مودتي و التحايا.

أنعشني هذا الرد الزاخر بالرقة
وتراقصت حروف النص نشوة وطربا.
كل الود والامتنان. :0014:

ناديه محمد الجابي
31-01-2014, 08:05 PM
الله الله

وماذا يقول المرء أمام هذا النص المدهش !

اللغة جميلة ، والسرد ممتع ، والخاتمة أكثر من رائعة ..


دمت أستاذتنا بألق وروعة



وتحاياي








حضور زاهي استطابت به النفس والنص
شاكرة لك المرور المبهج والإطراء الطيب
دمت بروعة الحضور دائما.
تحياتي وودي. :0014:

ناديه محمد الجابي
31-01-2014, 08:22 PM
الأديبة نادية:

لقد اشرق قلمك ليكشفة صغحة من صفحات الاستحواذ وحب الذات، حيث تسقط المبادىء ..أولئك الذين يلهيهم المل الكاذب بطول الأمل فيحجب عنهم الرؤى ويقودهم غلى ارتكاب المحرمات...فضى الله سبحانه ان تنال الأم جزاءها..وقد نزلت مكانتها في قلب ابنتهاا واحتل ابوها المكان كلّه..

سرد مميزٌ بديع!

تقديري الكبير وخالص ودي!

اخوكم

مرور سخي وقراءة متأنية جميلة أسعدتني
امتناني وتقديري لتواجدك ورأيك الجليل
دام دفعك. :0014:

كاملة بدارنه
01-02-2014, 03:29 PM
سرد يمسك بالقارئ حتّى النّهاية المبّشرة بالخير بعد العناء والمعاناة
قصّة مؤثّرة تكشف عن ضعف الإنسان في الطّروف الصّعبة، بعد عناد ذات تباه واعتداد بالنّفس
بوركت عزيزتي
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
02-02-2014, 09:09 PM
سرد يمسك بالقارئ حتّى النّهاية المبّشرة بالخير بعد العناء والمعاناة
قصّة مؤثّرة تكشف عن ضعف الإنسان في الطّروف الصّعبة، بعد عناد ذات تباه واعتداد بالنّفس
بوركت عزيزتي
تقديري وتحيّتي

جميلة طلتك أيتها الغالية
ما أدري بأيهما اعتزازي أكبر
بمرورك العطر الطيب
أم بإطرائك الكريم الجميل
دمت بخير ونقاء. :0014:

أحمد الأستاذ
02-02-2014, 09:29 PM
الله
قصة جميلة الفكرة, راقية اللغة,
سرد موفق, وخاتمة رائعة وأكثر..
سبحان من أخذ وأعطى..
أديبتنا الرائعة: نادية
شكرا لهذا الجمال..
دمت بخير

ناديه محمد الجابي
04-02-2014, 04:16 PM
الجمال هو مرورك الزاهي بين ثنايا حروفي
لا حرمت بهاء تفاعلكم ورقي حرفكم الكريم
سعدت بتواجدك ودعمك , كل الود والتقدير. :0014:

خلود محمد جمعة
06-02-2014, 04:05 PM
لابد من دفع الثمن
من دفع الثمن في النهاية
سرد ماتع
حبكة رائعة
دمت مائزة
مودتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
06-02-2014, 04:51 PM
لابد من دفع الثمن
من دفع الثمن في النهاية
سرد ماتع
حبكة رائعة
دمت مائزة
مودتي وتقديري

دائما لمرورك ألق مميز
وبصمة تترك نورها على المتصفح
سعدت بتواجدك هنا
تحياتي والياسمين. :0014:

قوادري علي
06-02-2014, 06:13 PM
لغة سردية جميلة وتحكم مطلق في انثيال الأحداث
وقفلة أكثر من رائعة فقد وحدت الحزن بالفرحة والفراق باللقاء.
شكرا جزيلا الراقية نادية.

ناديه محمد الجابي
11-02-2014, 09:04 PM
لغة سردية جميلة وتحكم مطلق في انثيال الأحداث
وقفلة أكثر من رائعة فقد وحدت الحزن بالفرحة والفراق باللقاء.
شكرا جزيلا الراقية نادية.

الرقي هو ما تفضلت به من راي كريم ورد مغدق
بوركت والعبور الطيب ـ سعدت بأن راقت لذائقتك قصتي البسيطة
دام دفعك . :os:

ربيحة الرفاعي
04-03-2014, 12:05 AM
قصة عميقة الدلالات بسرد شائق وبناء درامي تقدم في حدثيته بجمالية
قص موفق أيتها الرائعة

دمت بخير

تحاياي

فاطمه عبد القادر
04-03-2014, 10:47 PM
ترى هل كان يجب أن تموت أمها لتعرف أباها.

السلام عليكم
أبدا لا ,,
ولكن هذه الأم هي من النوع الأناني القاسي الدكتاتوري الذي لا يهمه أبدا شعور الآخرين ,
وهي ناجحة قوية وواصلة ,وقد جاء هذا في سياق القصة وهذا ذكاء الكاتبة طبعا ,
إذ لم تتعود أن يُرفض طلبها وقد تزوجت رغم إرادة الجميع ,
هي لم تهرب بابنتها خوفا عليها ,ولا طمعا بوجودها في حضنها كل الوقت ولا معظم الوقت ,بل هكذا عنادا وكفى ,
حالة قليلة بين الأمهات ولكنها موجودة, هناك نساء يستطعن قهر ألف رجل ,
لذلك ,,,أم مثل هذه يجب أن تذهب ليحظى الأب والابنة بلقاء من حقهم ,
قصة جميلة جدا تتحدث عن نوع غريب من النساء (نساء بلا عاطفة ,وامهات بدون حنان ),
شكرا ناديا
ماسة

مصطفى الصالح
09-06-2014, 10:34 PM
نعم يحصل كل هذا وأكثر
كان من الممكن ألا تعرفه أبدا
شعرت كأني أتفرج على مسلسل لاتيني
تقنية الفلاشباك أعطت النص طاقة تشويقية
أعجبني السرد واللغة أيضا
الفكرة متداولة
كنت أود النهاية أكثر قوة
ربما هناك سهو في
أحببت أبيك>> أباك والله أعلم‏

أبدعت
تقديري

عبدالإله الزّاكي
13-06-2014, 03:42 PM
أمك البائسة الطامعة في غفرانك.
..............................
أغمضت عينيها فقد بلغ من عمق الألم الخارق الذي كان يغوص كالأنصال الباردة في قلبها المطعون ـ فأطبقت أسنانها حتى لا تفلت منها صرخة.
بعد برهة فتحت عينيها وكأن الجو قد شحن بشحنات تتراكم ـ وقد أشرق نور فجأة في أعماقها , وقد ظهر من العدم شبح لرجل لم تعرفه يوما ـ وكأنها في حلم من أحلام اليقظة .. ترى هل كان يجب أن تموت أمها لتعرف أباها.


رواية شائقة و هادفة تدعو القارئ للتفكير في القضايا الأخلاقية والاجتماعية أو الفلسفية.

أمتعني النص أختي الكريمة و أديبتنا القديرة نادية الجابي.

تحاياي و تقديري

نداء غريب صبري
07-08-2014, 06:10 PM
قصة جميلة جدا جدا أختي ، وأنا أحب هذا النوع من القصص الذي يتحدث عن الجانب الإنساني وكانت الحبكة مثيرة ومقنعة.
شكرا لك على هذا التميز

بوركت

ناديه محمد الجابي
07-08-2014, 06:49 PM
قصة عميقة الدلالات بسرد شائق وبناء درامي تقدم في حدثيته بجمالية
قص موفق أيتها الرائعة

دمت بخير

تحاياي

رد كريم من أديبة سامقة وقارئة متميزة ورائعة
ويبقى عبق مرورك عالق بين السطور ينثر أريجه
لك مني تحياتي وامتناني. :0014:

ناديه محمد الجابي
07-08-2014, 07:01 PM
ترى هل كان يجب أن تموت أمها لتعرف أباها.

السلام عليكم
أبدا لا ,,
ولكن هذه الأم هي من النوع الأناني القاسي الدكتاتوري الذي لا يهمه أبدا شعور الآخرين ,
وهي ناجحة قوية وواصلة ,وقد جاء هذا في سياق القصة وهذا ذكاء الكاتبة طبعا ,
إذ لم تتعود أن يُرفض طلبها وقد تزوجت رغم إرادة الجميع ,
هي لم تهرب بابنتها خوفا عليها ,ولا طمعا بوجودها في حضنها كل الوقت ولا معظم الوقت ,بل هكذا عنادا وكفى ,
حالة قليلة بين الأمهات ولكنها موجودة, هناك نساء يستطعن قهر ألف رجل ,
لذلك ,,,أم مثل هذه يجب أن تذهب ليحظى الأب والابنة بلقاء من حقهم ,
قصة جميلة جدا تتحدث عن نوع غريب من النساء (نساء بلا عاطفة ,وامهات بدون حنان ),
شكرا ناديا
ماسة

بل الشكر كله لك عزيزتي فاطمة ..
غمرتني بنورانية حروفك البهية وتحليلك الجميل
لشخصية تلك الأم الأنانية.
أرفع لك كف الإعتراف بسامق قراءتك وشاهق
وصولك إلى ما بين السطور
طابت قراءتك ومشاعرك ولك من القلب باقات شكر وامتنان. :0014:

ناديه محمد الجابي
07-08-2014, 07:15 PM
نعم يحصل كل هذا وأكثر
كان من الممكن ألا تعرفه أبدا
شعرت كأني أتفرج على مسلسل لاتيني
تقنية الفلاشباك أعطت النص طاقة تشويقية
أعجبني السرد واللغة أيضا
الفكرة متداولة
كنت أود النهاية أكثر قوة
ربما هناك سهو في
أحببت أبيك>> أباك والله أعلم‏

أبدعت
تقديري

شكرا لك على تشريفك متصفحي والإطراء الطيب
تذوق راق وتعليق أعتز به ورأي به أفخر
بارك الله بكم وبمروركم ـ ودام دفعك. :0014:

ناديه محمد الجابي
07-08-2014, 07:31 PM
رواية شائقة و هادفة تدعو القارئ للتفكير في القضايا الأخلاقية والاجتماعية أو الفلسفية.

أمتعني النص أختي الكريمة و أديبتنا القديرة نادية الجابي.

تحاياي و تقديري

مرور كريم ورأي أكرم زادني شرفا وزاد النص ألقا
أكرمتني بما أغدقت على من ثناء أتمنى أن أستحقه
شكرا لك وبارك الله بك ودام دفعك. :0014:

ناديه محمد الجابي
07-08-2014, 07:41 PM
قصة جميلة جدا جدا أختي ، وأنا أحب هذا النوع من القصص الذي يتحدث عن الجانب الإنساني وكانت الحبكة مثيرة ومقنعة.
شكرا لك على هذا التميز

بوركت

أيها الباهرة الحضور والرائعة القراءة والتعليق
يحتفي النص بمرورك وتسعد صاحبنه
لك الود والورد . :0014:

ناديه محمد الجابي
22-02-2017, 07:58 PM
قصة عميقة الدلالات بسرد شائق وبناء درامي تقدم في حدثيته بجمالية
قص موفق أيتها الرائعة

دمت بخير

تحاياي

آه لو تعلمي د. ربيحة كم أفتقدك وأشتاق لوجودك
ولتعليقاتك الذكية ، ولفهمك العميق للنصوص
فراغ كبير تركه غيابك
فهل من عودة قريبة ؟؟؟؟؟؟
لك من القلب تحية وسلام.
:014::014:

أسيل أحمد
30-05-2024, 05:18 PM
قصة قوية جدا بمحمول موجع
أعجبتني القصة بأسلوبها المشوق، وبلغة أنيقة وسرد ماتع وحبكة قوية
شكرا لك قاصة مبدعة متمكنة من حرفك ، مالكة لأدواتك القصية، بارعة في سردك
قصة نبضت بالمشاعر فتوهجت فيها الحروف
تحياتي وودي.

ريمة الخاني
19-05-2025, 01:51 PM
جلست وربطت الحزام وحاولت الاسترخاء , ولكن أنَّى لها أن تسترخي ـ صوت الأزيز يملأ أذنيها , لم تعرف هل هو صوت يأتي من حولها أم هو صوت نابع من تضارب وتصارع الأفكار في رأسها والتي تكاد تشل قدرتها على التفكير .
غشيت وجهها سحابة من الحزن, وحلقت تستجمع شارد أفكارها. لقد كانت تعيش حياتها كلها في هدوء ورتابة , صحيح أن الشعور باليتم كان يؤلمها أحياناً كثيرة فقد توفي والدها وهي بعد صغيرة ـ هذا ما عرفته من أمها التي كانت كل حياتها, رغم إنها كانت تشاهدها على شاشات التلفاز أكثر مما تشاهدها في المنزل, فقد كانت سياسية معروفة وكاتبة مشهورة ـ وقد أخذ عملها جل وقتها ولم يترك لها إلا الفتات.
نظرت من النافذة التي بجوارها , كانت نتف من السحاب تسبح حولها , إلا إنها أحست وكأنها تائهة في صحراء قاحلة بالغة الصعوبة تمتد حولها من كل مكان.
انسابت دموعها وأحست بعمق الوحدة والخوف, وشعرت ببرودة تنخر عظامها فليس هناك أصعب من أن تفقد حبيباً وتعرف إنه لن يعود أبداً.
تبدى الإعياء في عينيها , وعض الألم قلبها واختلج بدنها وهى تتذكر أمها وهي في النزع الأخير في مرض سريع أصابها ـ وهزت كلماتها القليلة أعماق روحها...
عانقتها وقبلتها وغيبتها في أحضانها وارتفع نشيجها وهى تقول: ابنتي .. سامحيني واغفري لي .. ماتت من كانت محور حياتها .. فعاشت من بعدها أياماً مجنونة بحزنها, مترنحة بفجيعتها.
جاءت المضيفة بالطعام فرفضته, وطلبت فنجالاً من القهوة .. جلست تراقب البخار المتصاعد منه وتنهدت بعمق وهى تتذكر كم ظلت في حيرة من أمرها , والكلمات تتخبط في رأسها .. سامحيني واغفري لي ـ حتى جاءها المحامي طالباً مقابلتها
قال لها : لقد تركت لك أمك هذه الرسالة , وطلبت مني أن لا أعطيك أياها إلا بعد رحيلها.
وبأصابع مرتعشة فتحت حقيبتها الصغيرة وأخرجت الرسالة , وأخذت تقرأها من جديد وهى ترتعد...
ابنتي الحبيبة..
أشعر أن نهايتي قد اقتربت, فالمرض يسري في جسدي سريان النار في الهشيم ـ حاولت أن أخفي عنك مرضي لمدة طويلة , ولكني أعلم إنه القصاص الآلهي لما فعلت بك وبه. واسمحي لي أن أقص عليك القصة من البداية....
أحببت أبيك ورغم اختلاف جنسياتنا فهو من بلد آخر, ورغم ممانعة والدَّي فقد صممت على الزواج منه , وأصررت على هذا الزواج كطفلة لم تتعود أن يرفض لها طلب . وسافرت معه وأنجبتك هناك ـ ولكني كنت أحمل نفساً طموحة, ورغبة في العمل الصحفي والسياسي وذلك ما لم استطع تحقيقه في تلك البلاد ـ فانتهزت فرصة أول خلاف بيننا وهربت بك عائدة إلى الوطن.
وقد جن جنون والدك خاصة وإن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كانت منقطعة في تلك الفترة فلم يستطع اللحاق بنا ـ وبدأت في العمل والكتابة في الصحف وبرزت كإعلامية , ولكي أقطع عليه خط الرجعة احتلت لكي أدرج أسمه في قائمة الممنوعين من الدخول إلى البلاد.
أفهمت يا حبيبتي لم طلبت منك السماح ـ لأني أجبرتك على العيش يتيمة بلا أب برغم وجود أبيك على قيد الحياة.
أحاول في أيامي الأخيرة في الدنيا أن أصلح ما أفسدته لعل الله يغفر لي ـ اتصلت به وأخبرته كل شيء عنك ـ ستجدي عند المحامي العنوان وتذاكر السفر , وسيكون هو في انتظارك بشوق العمر كله.
أمك البائسة الطامعة في غفرانك.

أغمضت عينيها فقد بلغ من عمق الألم الخارق الذي كان يغوص كالأنصال الباردة في قلبها المطعون ـ فأطبقت أسنانها حتى لا تفلت منها صرخة.
بعد برهة فتحت عينيها وكأن الجو قد شحن بشحنات تتراكم ـ وقد أشرق نور فجأة في أعماقها , وقد ظهر من العدم شبح لرجل لم تعرفه يوما ـ وكأنها في حلم من أحلام اليقظة .. ترى هل كان يجب أن تموت أمها لتعرف أباها.

قصة كاملة بكل أركانها.
إنسانية بعمق الروح..
سلم القلم والبنان.

ناديه محمد الجابي
19-05-2025, 06:07 PM
قصة قوية جدا بمحمول موجع
أعجبتني القصة بأسلوبها المشوق، وبلغة أنيقة وسرد ماتع وحبكة قوية
شكرا لك قاصة مبدعة متمكنة من حرفك ، مالكة لأدواتك القصية، بارعة في سردك
قصة نبضت بالمشاعر فتوهجت فيها الحروف
تحياتي وودي.


أشكر لك مرورك الكريم وثناؤك الجميل الذي زاد النص ألقا.
دام دفعك.
:os:

ناديه محمد الجابي
19-05-2025, 06:12 PM
قصة كاملة بكل أركانها.
إنسانية بعمق الروح..
سلم القلم والبنان.


أشكر لك المرور الثري والمثمر
مرور كريم أحيا النص بعد سبات طويل
مرور كريم ورأي أكرم زادني شرفا وزاد النص ألقا
تحياتي.
:os: