تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : و أنتِ هناك



عبلة الزغاميم
27-01-2014, 11:00 AM
وحدي هنا...
ألمّ يا أمّي الفضاء، أعبّيء جيبي به حتّى يصاب بالتّخمة فيفيض على قميصي و على رجل الكرسيّ الملتصق بي فيصير نجمة، أجلسُ أنظرُ فيما حولي فالضّوء وفير بما يكفي لأن أرى....
وحدي هنا....
أسأل الهاتف شكل يدكِ و حجمها إذ أمسكتْهُ يوما حين ارتفع صوتُه و لم أكن قريبةً لأربّت عليه...
وحدي هنا...
اتفقتُ مع السّلالم أن تكون طويلةً كي أصعدها بما يكفي لأنقص غراما أو اثنين أو....
وحدي هنا...
بسملتُ كثيرا البارحة إذ أتى عليّ دوارُ الشّتاء، بسملتُ لا أدري لماذا.. لكنّها كانت شفائي، و ابتسمتْ....
وحدي هنا...
قلتُ للباب تأخّرْ قليلا كي أدخل، ثمّ أغلقْ وجهك عن العابرين إليّ... تريّثْ قليلا و دعْني و أنا أمسكُ يدك أدور بحجم خطوط يديك الحالمات بلقاء....
وحدي هنا...
أثنيتُ على خطّي حين تغيّر كي يصير متفرّدا، فالخطوط هنا يا أمّ تتشابك فلا أسمع صوتكِ ولا أسمع، و هاتفي صامتٌ كمال الوقت إلّا ما قد تفتّت منه... كي فقط أسمع حبيبي إن نادى أو حتّى همس....
وحدي هنا... وحده هنا... وحدنا هنا... صار بيتي و وسادة قلبي، حتّى إذا ما آلمني الجوع تأبطتُ صوته و رقصنا معا على الغياب الحنظل...
وحدنا هنا...
نعيدُ يا أمّ ترتيب الغرفة مرّاتٍ قليلةً كي نشعر بالانتماء لشكل واحد... و إن كنتُ من يتمنّى لو أنّه يتغيّر...
وحدي هنا...
قالت لي أمّ عروبة أنّكِ جميلةٌ جدّا حين رأتكِ... لم تدرِ يا أمّ أنّك جميلةٌ فضاءً إن كان للفضاء أن يكون أكثر من " جدّا "، عندكِ... تقلّ الظّروف يا أمّي... و الأفعال المطلقة تصبحُ نسبيّةً بما يكفي لأن تكوني المُطلق...
وحدٌ هنا يجمعني برفيق دربي فصرناه... حتّى صار وحدُنا جمعا... و صرنا مجرّة...

قبّلي يا أمّ عنّي كلّ من أحبّ كي يقبلوكِ أكثر منهم جميعا عطفا لقبلاتي... و احضنيهم جدّا، كي يحضنوكِ عطفا لحضني... فبي يا أمّ بحجمها شوقٌ و أكثر...
.
.
.



عبلة الزّغاميم
23-1-2014

مصطفى حمزة
29-01-2014, 09:28 AM
وحدي هنا...
ألمّ يا أمّي الفضاء، أعبّيء جيبي به حتّى يصاب بالتّخمة فيفيض على قميصي و على رجل الكرسيّ الملتصق بي فيصير نجمة، أجلسُ أنظرُ فيما حولي فالضّوء وفير بما يكفي لأن أرى....
وحدي هنا....
أسأل الهاتف شكل يدكِ و حجمها إذ أمسكتْهُ يوما حين ارتفع صوتُه و لم أكن قريبةً لأربّت عليه...
وحدي هنا...
اتفقتُ مع السّلالم أن تكون طويلةً كي أصعدها بما يكفي لأنقص غراما أو اثنين أو....
وحدي هنا...
بسملتُ كثيرا البارحة إذ أتى عليّ دوارُ الشّتاء، بسملتُ لا أدري لماذا.. لكنّها كانت شفائي، و ابتسمتْ....
وحدي هنا...
قلتُ للباب تأخّرْ قليلا كي أدخل، ثمّ أغلقْ وجهك عن العابرين إليّ... تريّثْ قليلا و دعْني و أنا أمسكُ يدك أدور بحجم خطوط يديك الحالمات بلقاء....
وحدي هنا...
أثنيتُ على خطّي حين تغيّر كي يصير متفرّدا، فالخطوط هنا يا أمّ تتشابك فلا أسمع صوتكِ ولا أسمع، و هاتفي صامتٌ كمال الوقت إلّا ما قد تفتّت منه... كي فقط أسمع حبيبي إن نادى أو حتّى همس....
وحدي هنا... وحده هنا... وحدنا هنا... صار بيتي و وسادة قلبي، حتّى إذا ما آلمني الجوع تأبطتُ صوته و رقصنا معا على الغياب الحنظل...
وحدنا هنا...
نعيدُ يا أمّ ترتيب الغرفة مرّاتٍ قليلةً كي نشعر بالانتماء لشكل واحد... و إن كنتُ من يتمنّى لو أنّه يتغيّر...
وحدي هنا...
قالت لي أمّ عروبة أنّكِ جميلةٌ جدّا حين رأتكِ... لم تدرِ يا أمّ أنّك جميلةٌ فضاءً إن كان للفضاء أن يكون أكثر من " جدّا "، عندكِ... تقلّ الظّروف يا أمّي... و الأفعال المطلقة تصبحُ نسبيّةً بما يكفي لأن تكوني المُطلق...
وحدٌ هنا يجمعني برفيق دربي فصرناه... حتّى صار وحدُنا جمعا... و صرنا مجرّة...

قبّلي يا أمّ عنّي كلّ من أحبّ كي يقبلوكِ أكثر منهم جميعا عطفا لقبلاتي... و احضنيهم جدّا، كي يحضنوكِ عطفا لحضني... فبي يا أمّ بحجمها شوقٌ و أكثر...
.
.
.



عبلة الزّغاميم
23-1-2014
أختي الكريمة ، الأديبة عبلة
أسعد الله أوقاتك
شجرة من الشجْو هذا النصّ !
يئن من همّ وشوق وحزن ورؤىً ..
صوره وعاطفته من عالم خاصّ وغريب .. قُطفت من نفس الكاتبة ووجدانها المنسوج بالذاكرة البعيدة والقريبة
في هذا النص لحظات إنسانية فاخرة أهدتنا إياها الكاتبة لنرفد بها حيواتنا فتطول وتزيد
دمتِ بخير

كاملة بدارنه
29-01-2014, 08:07 PM
فاض الحنين مغرقا المشاعر بذكرى الألفة والمحبّة، وصدح عندليب الشّوق محتضنا الأمّ والأهل بحضن اللّهفة
كلمات رائعة ومؤثّرة
بوركت
تقديري وتحيّتي

مازن لبابيدي
30-01-2014, 02:19 PM
عبلة الزغاميم ، الأديبة المبدعة

أسلوب به من التفرد ما يجعله لونا مثيرا ومنظرا مبهجا .

رغم متعتي الكبيرة التي سابقت عيناي وهما تدرجان على سطورك إلا أني متأكد أن بإمكان موهبتك أن تفرز نصا أقوى لغة وأشد بنيانا .

أترك إعجابي الخجول في أسفل الصفحة وتحية تليق بك .

فاطمه عبد القادر
31-01-2014, 04:30 AM
قبّلي يا أمّ عنّي كلّ من أحبّ كي يقبلوكِ أكثر منهم جميعا عطفا لقبلاتي... و احضنيهم جدّا، كي يحضنوكِ عطفا لحضني... فبي يا أمّ بحجمها شوقٌ و أكثر...



.


السلام عليكم
بوح شجي لامس وجداني وقلبي وكل مشاعري,
لغة سلسة وعذية,
لكن الكآبة العميقة قد طغت طغيانا محزنا ,
شكرا لك عبلة
ماسة

خليل حلاوجي
31-01-2014, 06:59 AM
الأديبة : عبلة الزغاميم ،

ترسمين بفرشاة الحروف نصًا له مذاق الدهشة .. أسلوبه المتفرد يضعنا ... مع البهجة وجهاً لوجه .




تقديري.

آمال المصري
01-02-2014, 11:56 PM
حنين وشوق ووحدة داخل لوحة تستظل بالغربة .. بحرف جميل وصور متلاحقة ونبضات شجية جعلتني أرفع قبعة الإعجاب
رائعة أنت
أعبّئ
بوركت واليراع
تحاياي

ربيحة الرفاعي
12-02-2014, 07:48 PM
وحدنا هنا...
نعيدُ يا أمّ ترتيب الغرفة مرّاتٍ قليلةً كي نشعر بالانتماء لشكل واحد... و إن كنتُ من يتمنّى لو أنّه يتغيّر...
وحدي هنا...
قالت لي أمّ عروبة أنّكِ جميلةٌ جدّا حين رأتكِ... لم تدرِ يا أمّ أنّك جميلةٌ فضاءً إن كان للفضاء أن يكون أكثر من " جدّا "

قبّلي يا أمّ عنّي كلّ من أحبّ كي يقبلوكِ أكثر منهم جميعا عطفا لقبلاتي... و احضنيهم جدّا، كي يحضنوكِ عطفا لحضني... فبي يا أمّ بحجمها شوقٌ و أكثر...

في الغربة تنتصب الحروف جنودا على حدود القلب، تعانق الأم الوطن والأم الوادة والأم الأمة
وقد زهت حروفك بما حملت من شعور ومعان

دمت بخير أيتها الكريمة

تحاياي

خلود محمد جمعة
14-02-2014, 11:48 PM
قبّلي يا أمّ عنّي كلّ من أحبّ كي يقبلوكِ أكثر منهم جميعا عطفا لقبلاتي... و احضنيهم جدّا، كي يحضنوكِ عطفا لحضني... فبي يا أمّ بحجمها شوقٌ و أكثر
فاض شوقك فأغرقك وأغرقنا
مرهفة الحس رائعة الحرف
دمت بخير
مودتي وتقديري

د. سمير العمري
18-06-2014, 11:02 AM
نص يرجف القلوب ويبكي العيون ويهدهد الخواطر فليس أطب حديثا مثل حديث عن الأم.

أحسنت جدا أيتها الأديبة ووددت فقط لو انتبهت لبعض الهنات الصغيرة القليلة في النص.

تقديري

نداء غريب صبري
20-08-2014, 02:19 AM
نصك جميل ورقيق يا أختي والحديث عن الأم يلامس دوما مشاعر القلوب ويصبح الحس في النص ملك كل من قرأه
أشكرك كثيرا أختي على هذا البر والوفاء

بوركت

عمر الصالح
27-11-2016, 12:10 AM
لفت نظرى إختيارك للعناوين ,, تشبهين فاروق جويدة فى إختياراته , بسيطة لكنها صائبة,,

لغتك رومانسية رقيقة فيها بساطة رغم حرفيتها

تقديرى

عمر

ناديه محمد الجابي
27-11-2016, 05:05 PM
قبّلي يا أمّ عنّي كلّ من أحبّ كي يقبلوكِ أكثر منهم جميعا عطفا لقبلاتي...
و احضنيهم جدّا، كي يحضنوكِ عطفا لحضني... فبي يا أمّ بحجمها شوقٌ و أكثر...

شعور طاغ بالعزلة والوحدة ـ والشوق والحنين إلى حضن الأم ، والحنين إلى الوطن
تجولت في سماء بوحك لأرتشف الجمال من حروف متألقة وبراعة تعبيرية بأسلوب تصويري
فريد حمل في خطوط لوحاته المشاعر قوية غامرة.
سلم مداد الحرف من أناملك.:0014: