تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ريشةٌ في مهبِّ الرِّيح!



فوزي الشلبي
27-01-2014, 04:01 PM
ريشةٌ في مهبِّ الرِّيح!


لعلَّها أفاقتْ من نومِها...نظرتْ إلى سقفِ الغرفةِ..جدرانها..إلى الصُّورِ المعلّقةِ عليها...إلى النافذةِ...إلى الأشجارِ الخضراءَ...إلى شمسِ الصباحِ التي ذهَّبْت الفضاءَ ..إلى السماءِ الزرقاءَ..فأحسّت أن الجمالَ في الحياةِ لهُ معتى..
تحسّستْ وجهَها بيديها...جسمَها...قالت: حمداً لله لم يكن ذلكَ إلا حُلما...تحسّستْ الفراشَ جانبَها..لم يكن نائماً إلى جوارِها...لعلّهُ ذهبَ خلسةً إلى المطبخِ ليجهِّزَ لها فنجانَ القهوةِ، الذي طالمَا كانتْ تصحو من غفوتِها العميقةِ على شذى نكهتِها النافذةِ...لكنَّها تصحو الآنَ على شفا حُلمٍ مزعجٍ أقضً عليها هناءةَ نومتَها..فلم تجدش القهوةَ ولا صاحبَها..شدَّتها المرآةُ المنتصبةُ أمامَ السَّريرَ ففزعتْ إليها قائمةً...تلكَ المرآةُ التي همسَت في أذُنِها كثيراً كلَّ يومٍ عن جمالهِا وسحرِها...سألتها المرآةُ عن مدى سحرِها وأنوثتِها..فاستدارتْ حولَ نفسِها مسدَّتْ وجهَها وجبينِها وأنفِها الذي نفخَهُ النومُ ليعودَ صغيراً أقنى على طبيعتِهِ...
صرخَ في وجهِها أمس قائلاً: ..إن الحياةَ معهاَ لم تعدْ تُطاقُ.. إنَّ مالكَ الشُّقةِ ينتظرُهُ كلَّ يومٍ عندَ أسفلَ سُلمِِّ الدرجِ يطالبُهُ بأجرةِ البيتِ الذي انقطعَ دفعُهُ حتى اليومِ ثلاثةَ أشهرٍ..فيجرِّعُهُ الذلّ والأسى كلَّ يومٍ..حتى قال: قد عيلض صبري منكم...وسأرفعً الأمرض إلى المحكمةِ.. تناولتْ أدواتِ الزينةِ التي اصطُفَّتْ كجيشٍ يحاربُ منافِحا عن عرشِ جمالِها..فمرَّت بها على وجهِها وعينَيها وخدَّيها..وكفَّيها وباقيَ جسمِها...طلبَ إليه يوماً أن تخففً من عدد الجنود الذي يبنونَ سوراً يحولُ بينَهما..ذلكَ الجيشُ الذي يستنزفُ معظمَ راتبِه ..قال: إنه يحب جمالهَا على طبيعتِه..نظرتْ إلى المرآةِ ثانيةً، فنالتْ من أذنيها الكبيرتينْ..فامتنعتْ وسحرَتها انوثتُها ثانيةً..أجابتْ المرآةَ بصوت هامس مسموع: اخرسي..اخرسي.. سأغطِّيهما. قالت المرآةُ: إذنْ يا غبيَّةُ لا حاجةَ لظهورهما..عادت لتغطيهِما..ثمَّ نظرتْ من جديدٍ فسحرتْها أنوثتُها.. وقالت ساخرةً : ها..ها..إنَّهُ لن يستطيعَ! ثمّ انتفشتْ شعرَهاُ فأيُّ طاووسٍ يواري انتفاشتَها. عادَ الحلمُ فوكزَ غفلَتها:
رأتْ كما يرى النائمُ انها ارتكَبت طاووساً..فلما أن حاولَ الفرارَ منها..انتزعتْ منهُ ريشةً
فغرستها في شَعرِها...فما أنْ رآها زوجُها حتى انتزَعَها وأطلقَها في الهواءِ..فصفعتْهُ على وجهِهِ..فسحبَ مسدَّساً من داخلِ معطفِهِ وأطلقَ عليها النّارَ!
وعادتْ فتذكَّرت أنه صرخَ أمسِ في وجهِها.. قالَ: إنَّهُ سيجدُ الحلَّ...حتماً سيجدُهُ وفي أسرعَ وقتٍ!...
رنَّ جرسُ البيتِ..قالتْ: إنَّهُ هوَ..إذنْ ها هوُ قد عادَ..عادتَ فتفحصت حالها على تدلُّلٍ ومَهلٍ..ونفثتْ عطراً على جسمِها ..عادَ الجرسُ يرنُّ من جديدٍ: اصبرْ يا هذا.. إني في عجلةٍ أشدُّ من عجَلتِك..ثمّ طرقٌ متَّصلٌ على البابِ..فأسرعتْ وبيدها زجاجةُ العطرِ ناسيةً..فما إن فتحتْ البابَ حتى ألفتْ مُحْضِرَ المحكمةِ لدى البابِ يحملُ أوراقاً..فأفلتتء زجاجةُ العطرِ من يدِها فانكسرَت..وفاحَ العطرُ في الأنحاءِ..ومرَّ بهما ساكنٌ من العمارةِ...وقد أغلقَ أنفَه وفمَه بكفِّهِ اليُمنى، ونزلَ على السُّلم مُسرعا..
قالَ محضرُ المحكمةِ وقد شرعَ يكتبُ:
أهذا بيتُ السَّيدِ...؟

ناديه محمد الجابي
27-01-2014, 05:14 PM
نحن أمام حالة من حالات النرجسية ( أو عشق الذات )
والشخص النرجسي هو إنسان أناني لا يرى في الدنيا إلا نفسه
وبطلة قصتنا هنا لا تعرف من الدنيا إلا المرآة التي تهمس لها عن
جمالها وسحرها وأنوثتها , منعزلة عن الدنيا من حولها , ولا تشعر
بالمشاكل المادية الحقيقية التي يواجهها زوجها بسبب استنزافها
لموارده على أدوات تجميلها وعطورها .. فكانت النهاية التي تستحقها.

أحي ريشتك الذهبية التي رسمت تلك الشخصية فأبدعت
وقدمت لنا نصا قويا بأسلوب قصي متميز وملفت.
مدهش دائما بحرفك ولغتك وفكرك فشكرا لك.

عبد السلام دغمش
28-01-2014, 04:39 PM
في الحديث الشريف: خير النساء من اذا نظرتَ اليها سرّتك، واذا أمرتها أطاعتك، واذا أقسمتَ عليها أبرّتك ،واذا غبتَ عنها حفظتكَ في نفسها و مالك.
كانت ريشة الطاووس تسكن قلب تلك المرأة ولا يمتدّ نظرها أبعدَ من صورتها على المرآة.
الاستاذ فوزي الشلبي : تقديري لما تنثره من جميل القصص الهادف واللغة الماتعة.
تحياتي.

آمال المصري
29-01-2014, 04:39 PM
بريشة ومداد ذهبي رسمت لنا حالة من النرجسية بأسلوب جميل وحبكة قوية ونهاية موفقة
أبدعت شاعرنا الفاضل
تجدش - تجد
عيلض - عيل
فأفلتتء - فأفلتت
تحاياي

فوزي الشلبي
30-01-2014, 09:23 AM
نحن أمام حالة من حالات النرجسية ( أو عشق الذات )
والشخص النرجسي هو إنسان أناني لا يرى في الدنيا إلا نفسه
وبطلة قصتنا هنا لا تعرف من الدنيا إلا المرآة التي تهمس لها عن
جمالها وسحرها وأنوثتها , منعزلة عن الدنيا من حولها , ولا تشعر
بالمشاكل المادية الحقيقية التي يواجهها زوجها بسبب استنزافها
لموارده على أدوات تجميلها وعطورها .. فكانت النهاية التي تستحقها.

أحي ريشتك الذهبية التي رسمت تلك الشخصية فأبدعت
وقدمت لنا نصا قويا بأسلوب قصي متميز وملفت.
مدهش دائما بحرفك ولغتك وفكرك فشكرا لك.

الأديبة الغالية نادية:

تحية مشرقة وود...هذهالمرأة التي تعتبر ان الحياة جمال مظهر وليس جمال مخبر...فكيف لزوجة لا تشد الحزام على البطونن لتجعل حياتها وزوجها سعيدة، فلا تجعلها جحيما لا يطاق بسبب إسرافٍ وتبذيرٍ في غير وجه حق!

أشكر لك تقديرك البهي. ثقةٌ غالية طالما اعتززتُ بها!

تقديري الكبير وخالص ودي!

فوزي الشلبي
30-01-2014, 09:28 AM
في الحديث الشريف: خير النساء من اذا نظرتَ اليها سرّتك، واذا أمرتها أطاعتك، واذا أقسمتَ عليها أبرّتك ،واذا غبتَ عنها حفظتكَ في نفسها و مالك.
كانت ريشة الطاووس تسكن قلب تلك المرأة ولا يمتدّ نظرها أبعدَ من صورتها على المرآة.
الاستاذ فوزي الشلبي : تقديري لما تنثره من جميل القصص الهادف واللغة الماتعة.
تحياتي.

الأديب الكريم عبد السلام:

صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم!...إنها انتفاشة الطاووس التي تجعل ما دون سقف ريشه فارغاً..ما أكرمتني به من جميل قول هو بعض ما يحويه غناؤك الممتلىءُ عطراث وشذى!

تقديري الكبير وخالص ودي!

أخوكم

فوزي الشلبي
30-01-2014, 09:34 AM
بريشة ومداد ذهبي رسمت لنا حالة من النرجسية بأسلوب جميل وحبكة قوية ونهاية موفقة
أبدعت شاعرنا الفاضل
تجدش - تجد
عيلض - عيل
فأفلتتء - فأفلتت
تحاياي

الأديبة الغالية أمال:

تحيةٌ مشرقة مضمخة بالبهاء...أشكر لك تقديرك النبيل وإنها لثقةٌ غالية اعتزُّ بها..

أما الأخطاء:

تجدش - تجد
عيلض - عيل
فأفلتتء - فأفلتت

فهي كما تعلمين أخطاء كيبوردية.، فيحلُّ الحرفُ محل حركة الإعراب!

تقديري الكبير خالص ودي!

اخوكم

مازن لبابيدي
30-01-2014, 02:42 PM
الشاعر الأديب المبدع فوزي الشلبي

قصة قصيرة ممتازة ، قدمت نموذجا شخصيا متمثلا في البطلة بأنانيتها وغرورها ونرجسيتها وما تفرزه من انفصال عن الواقع وانعدام الإحساس بالمسؤولية .

السرد جميل ماتعة مع ومضات استرجاع موفقة حبكت خيوط القصة إلى خاتمتها الناجحة .

في القصة من جودة الأداء الفني الشيء الكثير ما يشجعني على عتابك في إهمال المراجعة والتنسيق والتعجل في الطباعة ، ربما خمس دقائق إضافية كانت كفيلة بالتخلص من تلك الأخطاء التي شابت النص .

تقديري وتحيتي

فوزي الشلبي
30-01-2014, 06:52 PM
الشاعر الأديب المبدع فوزي الشلبي

قصة قصيرة ممتازة ، قدمت نموذجا شخصيا متمثلا في البطلة بأنانيتها وغرورها ونرجسيتها وما تفرزه من انفصال عن الواقع وانعدام الإحساس بالمسؤولية .

السرد جميل ماتعة مع ومضات استرجاع موفقة حبكت خيوط القصة إلى خاتمتها الناجحة .

في القصة من جودة الأداء الفني الشيء الكثير ما يشجعني على عتابك في إهمال المراجعة والتنسيق والتعجل في الطباعة ، ربما خمس دقائق إضافية كانت كفيلة بالتخلص من تلك الأخطاء التي شابت النص .

تقديري وتحيتي

الأستاذ الأديب مازن:

تحيةُ إكبارٍ وود...أشكر لك أيها الغالي تقريظك الكريم للنص...هذه ثقةٌ غالية أعتزُّ بها...كما أسلفت هي امرأة طاووس منتفش الريش وداخله أجوف...مثل هذه المراة هي من يخرب بيتها بيدها!

لك أن تعتب ايها النبيل على تسرعي وعدم مراجعتي للنص...سرني مرورك البهي، ما زاد النص ألقاً!

واقبل تقديري الكبير وخالص ودي!

أخوكم

ربيحة الرفاعي
17-02-2014, 03:22 PM
الفكرة طيبة وزاوية طرحها حذقة والأداء جميل وموفق في سرد شائق اعتمد اللقطات الاسترجاعية قوائم للحبكة، والوصف التفصيلي مرشدا في دروبها
تسللت للنص بعض عثرة وددت لو حظي من كاتبنا بحقه من المراجعة لتلافيها

دمت بخير

تحاياي

فوزي الشلبي
19-02-2014, 04:22 PM
الفكرة طيبة وزاوية طرحها حذقة والأداء جميل وموفق في سرد شائق اعتمد اللقطات الاسترجاعية قوائم للحبكة، والوصف التفصيلي مرشدا في دروبها
تسللت للنص بعض عثرة وددت لو حظي من كاتبنا بحقه من المراجعة لتلافيها

دمت بخير

تحاياي


الأديبة الأريبة ربيحة:

أشكرك ما أشرق سناؤك بالتعليق على النص وما سجلت من تحليل بهي..وقداعتذرت لمازن استعجالي إدراج النص...لهنة في خطأ كيبوردي يكتشفه الحصيف وهو ما قد فعلت وفعل!

أقدر عاليا ويارتك الكريمة...ولا عدمنا الله مرورك البهي!

تقديري الكبير وخالص ودي!

أخوكم

نداء غريب صبري
06-05-2014, 09:14 PM
هذه هي النتيجة الأكيدة لعبادة الذات وعدم الإحساس بالمسؤولية وعدم تقدير تضحيات الآخر لأجل سعادتنا

قصة جميلة بأسلوب مشوق
أمتعتني قراتها

واشفت غليلي منها الخاتمة

شكرا لك أخي

بوركت

فوزي الشلبي
14-05-2014, 02:36 PM
الأديبة النبيلة نداء:

تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص!..ذلك ان عبادة الذات..هي سرابٌ ترسمه الضمائر التائهة لتبني قصورا من هباء..ليلتقي المثلان بما توهما!
تقديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم

خلود محمد جمعة
07-02-2015, 03:03 PM
ريشة الطاووس التي زرعتها في مخيلتها هي من حلقت بها بعيدا وحين صحو سقطت لتتحطم المرآة وتفيق من غيبوبة النرجسية وتجد نفسها ريشة في مهب ريح لن تستطيع الصمود امامها
طرح طيب وسرد شائق بريشتك المائزة
بوركت وكل التقدير

رويدة القحطاني
03-03-2015, 06:09 PM
جاء محضر المحكمة ليخبرها أن بنيان البيت تهدم، سواء كان جاءها بورقة طلاقها، أوجاء إليهما بقرار طرد من المنزل أو قضية رفعها دائن أو غيره
السرد مشوق والقصة هادفة وجميلة

فوزي الشلبي
25-06-2015, 04:23 PM
ريشة الطاووس التي زرعتها في مخيلتها هي من حلقت بها بعيدا وحين صحو سقطت لتتحطم المرآة وتفيق من غيبوبة النرجسية وتجد نفسها ريشة في مهب ريح لن تستطيع الصمود امامها
طرح طيب وسرد شائق بريشتك المائزة
بوركت وكل التقدير


الأديبة النبيلة خلود:

سرني مرورك جدا وما أكرمتني به من تقدير طيب وثقة غالية لطالما اعتززت بها

تقديري الكبير وخالص دعائي

أخوكم

فوزي الشلبي
25-06-2015, 04:34 PM
جاء محضر المحكمة ليخبرها أن بنيان البيت تهدم، سواء كان جاءها بورقة طلاقها، أوجاء إليهما بقرار طرد من المنزل أو قضية رفعها دائن أو غيره
السرد مشوق والقصة هادفة وجميلة


الأديبة الفاضلة رويدة:

سرني مرورك جدا..وما نثرت من تقدير ثمين وما أشرق بيانك في التحليل!

تقديري الكبير وخالص دعائي

أخوكم