تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحديث الإيجابي صورة العقل



باسم سعيد خورما
28-01-2014, 12:23 AM
الحديث الإيجابي صورة العقل
"تحدث لكي اراك " و غيرها من المقولات، توضح أهمية استخدام العقل قبل التحدث، و لكن هل يحدث هذا فعلاً و هل نفكر قبل أن نتحدث؟؟؟ في الغالب لا أظن أن ذلك يحدث. كثيرون ممن استمع إليهم يتحدثون ثم يفكرون هذا إن تم تنبيههم لذلك، بعد أن يكونوا قد قالوا ما قالوه.

نحن لا نكتفي بالحديث بل و نتصرف به و ننقله، و نزيد عليه، كل ذلك يحدث في معظم الأحيان دون فهم لموضوع الحديث و أثره و نتائج ذلك الحديث " على المتحدث به أولا " و على المستمعين لما يقال، و هذا ليس بالأمر العجيب الغريب، لأننا نخسر الأصدقاء و نزيد عدد من لا يحبون الإستماع إلينا بشكل مستمر، و أحدايثنا قبل أفعالنا كثيراً ما تتسبب في المشاكل العائلية و يحدث نتيجة لذلك التفكك الأسري.

والمشكلة الأكبر في مثل هذه الأحاديث أن المتحدثين والمستمعين ينصتون إلى الأحدايث السلبية و يستمتعون بها، و ينشروها بشغف شديد، بالغ ما بلغ أثرها عليهم و على أسرتهم و بشكل خاص على أطفالهم، بحيث أن الحديث الإيجابي لم يصبح نادراً فقط بل أصبح من غير الممكن تصديقه عند نسبة عالية من الناس.

بناء الإنسان يتطلب البيئة الإيجابية، و بشكل مستمر من خلال أحاديثنا و تصرفاتنا وبما يحفز و يساهم في تطوير ذلك الإنسان و توجيه أفكاره نحو التميز والتطور أو إلى ما هو أبعد من ذلك، و هذا البناء يتم في البيت والمدرسة في السن المبكرة و في الجامعة و بيئة الأعمال أيضاً، فهل سنتحول عن الأحاديث والتصرفات ذات الطابع السلبي ؟؟!!!!

باسم سعيد خورما

بهجت عبدالغني
29-01-2014, 07:08 PM
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )

فالحديث يدعو إلى الحديث الإيجابي الذي يترك أثراً بناءً في الإنسان ، والابتعاد عن كل ما لا ينفع ..



تحاياي وخالص دعواتي

مازن لبابيدي
30-01-2014, 02:54 PM
الأخ الكريم باسم

موضوع شائق مفيد ، شكرا لطرحه

فكرة أن الإنسان يتحدث دون تفكير هي فكرة خاطئة في جوهرها ، ومنشأ هذه الفكرة أننا نحمل التفكير على أنه دائما التدبر وإدارة الفكرة في العقل والوعي قبل التلفظ بها ، وهذا غير صحيح .

فالتفكير هو وظيفة العقل ، أو الدماغ على المستوى العضوي ، ولا يشترط أن يكون التفكير واعيا أو بطيئا ، فردود الفعل السريعة والاستجابة الفورية لبعض الأفكار والمواقف والأسئلة يقوم بها العقل بسرعة خاطفة عجيبة أو لنقل بلمح البصر ، وهذه ليست استجابات عشوائية أو غبية وإنما تنشأ من ثقافة الفرد المتأصلة فيه والتي تشمل المعرفة والتجربة وجوانب أخرى نفسية وتربوية واجتماعية وأخلاقية ، حيث يقوم الدماغ باستدعاء سريع للمعلومة ويلقي بها إلى اللسان ، ولا شك أن هذا يتسبب في ارتكاب الأخطاء التي تزيد أو تنقص بحسب المستوى الثقافي . وصدق أو لا تصدق فهذه الردود والاستجابات والأقوال أصدق وأبلغ في تعبيرها عن حقيقة الشخص وتركيبته الثقافية والنفسية وغيرها من الكلام المنمق المحضر .

لا أقول أن على المرء أن يتكلم جزافا ودون ترو ، لكني أؤكد أن الكلام دليل على المتكلم وعقله .

وما طرحته من إيجابية الحديث فهو الأجدر والأفضل بلا شك .