مشاهدة النسخة كاملة : قصة أصحاب الكهف
الدكتور ضياء الدين الجماس
31-01-2014, 08:42 AM
قصة أصحاب الكهف
د.ضياء الدين الجماس
http://www9.0zz0.com/2014/01/31/07/698831675.jpg (http://www.0zz0.com)
هم فتية صَدَقوا الفعالَ فُحولُ.... رويت بآيَــتِهم رؤًى وفصول
هم خـَمْسَةٌ أو سبعةٌ مع َكلبهم...عن عَدِّهم سُوَرُ الكتاب تـحول
مهما تكن أعدادهم هم آمنوا... في دعوة جعلوا العقول تـجول
قالوا اعبدوا رباً إلـهاً واحداً ... والله مرجعنا إليه نـــــؤول
لكنهم خُذِلوا وصاروا نقمة... لـحقت بـهم جند العدا وخيول
ولكهفهم لجأوا له معَ كلبهم ... لبثوا به حتى النهار يزول
ناموا الـمئين من السنين وزادهم .. برقودهم صحفُ الكتاب تَـقُول
في الكهف مَرْقَدُهُمْ يُـقَلَّبُ جَنْبُهم ... وتزورهم شمس الضحى وتزول
يأتيهُمُ ذاتَ اليمن شروقُها ... وغروبُـها ذاتَ الشمالِ يـَمــيل
والرعبُ يملأ من يرى أجسامهم .... وكأنهم حَـرَسُ الملوك تصول
لما صَحَوْا سألوا بـمدة مكثهم.... فبدى لهم يوماً وذاك قليل
قالوا ارسلوا من يشتري لغذائنا ... إنَّ الطعام لجوعنا لَقتول
وتلطفوا بشرائكم وبخفية... كي لا يعود إلى المكان دخيل
دخل الرسول بِوَرْقِــه يشري لـهم ... وجدَ الخلائق للإله تـميل
قد آمنوا وتغيرت أخلاقهم .... مستغرباً كيف الزمان يدول
سألوه عن وَرِقٍ مضت بزمانها.... بروايةٍ صار الرفيق يغول
سألوه عن أحوالهم ومكانهم... فسرى بهم ، ذاك الطريق طويل
دخل المكان مبشراً بنجاتهم.... فأتاهمُ القدر الكبير جليل
ماتوا جـميعاً ، في الصحائف ذكرهم.... فالخلق جَـمْعاً مُـؤْذنٌ ورحيل
والبعثُ حَقٌّ قادمٌ صَدَقَتْ به .... آي الكتابِ ومرسلٌ وخليل
ولَـمسجدٌ في كهفهم سَجَدوا بـه .... ولآيةٌ في صرحهم ودليل
والحمد لله رب العالمين
سامي الحاج دحمان
31-01-2014, 12:47 PM
تذكرة حسنة حملها حرف جميل و قصد نبيل
بوركت و ما تبث من العلم و الحكمة
محبتي و تقديري
سامي الحاج دحمان
الدكتور ضياء الدين الجماس
31-01-2014, 02:39 PM
مرور مبارك وكلام طيب جميل
أشكرك أخي الشاعر الودود سامي الحاج دحمان
بوركت وجزاك الله خيراً
الدكتور ضياء الدين الجماس
31-01-2014, 06:30 PM
انظر الدراسة نظير م/ع التراكمية على الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=71070
حول البيتين الأول والثامن من القصيدة
محمد حمود الحميري
31-01-2014, 08:09 PM
رائعة تُضاف إلى روائعك .
أتمنى عليك دكتور أن تستمر في تنقيح هذه البدائع
على سبيل المثال
ولكهفهم لجأوا له معَ كلبهم ... لبثوا به حتى النهار يزول
ما رأيك لو قلت
ولكهفهم لجأوا بصحبة كلبهم
مجرد رأي ، ليس إلا .. أنت أعلم بالصواب مني
وافر محبتـــــــي .
الدكتور ضياء الدين الجماس
31-01-2014, 08:52 PM
رائعة تُضاف إلى روائعك .
أتمنى عليك دكتور أن تستمر في تنقيح هذه البدائع
على سبيل المثال
ولكهفهم لجأوا له معَ كلبهم ... لبثوا به حتى النهار يزول
ما رأيك لو قلت
ولكهفهم لجأوا بصحبة كلبهم
مجرد رأي ، ليس إلا .. أنت أعلم بالصواب مني
وافر محبتـــــــي .
أشكرك أخي الشاعر الكبير محمد حمود الحميري على تنويرك للصفحة وإبداء الرأي الجميل.
إن القصائد لا تتبين قيمتها الأدبية إلا بعد تناولها بالنقد البناء.
من وجهة نظري أن معنى الصحبة للكلاب لا تتناسب مع مقام الإيمان العالي.
فالصحبة تتضمن معنى العشرة والمخالطة، وكلبهم كان للحراسة، وقد تستعمل عبارة الصحبة مع غير البشر مجازاً ولكن مع شيء لطيف كالكتاب، فالكتاب صاحبي أعاشره يومياُ بالتفاعل معه وبما يقدمه لي من علم ، أما أن أصاحب كلباً فذلك ثقيل علي معنوياً.
قد أتخذ كلباً حارساً لي ولكنني لا أصاحبه بمعناها العميق ، يقال للزوجة مثلاً صاحبة ، ولرسول الله أصحاب كرام من خيار البشر...
فهل توافقني على هذا الرأي ، أم هناك ما خفي علي من معنى الصحبة .
أكرر شكري واحترامي على متابعتك وما تكرمني فيه من بيان :os:
جزاك الله خيراً
عدنان الشبول
31-01-2014, 10:43 PM
شكرا لك أستاذنا على هذه القصيدة الجميلة
وبالمناسبة كنت قد زرت هذا الكهف في الأردن في رحلة مدرسية كان عمري حينها قرابة الرابعة عشر عاما، وعلى الأغلب أنه الموقع الصحيح ، إذ سمعت أنّه يوجد موقع في اليمن وكذلك في سوريا والله أعلم !
من القلب ألف تحية
الدكتور ضياء الدين الجماس
01-02-2014, 01:33 PM
شكرا لك أستاذنا على هذه القصيدة الجميلة
وبالمناسبة كنت قد زرت هذا الكهف في الأردن في رحلة مدرسية كان عمري حينها قرابة الرابعة عشر عاما، وعلى الأغلب أنه الموقع الصحيح ، إذ سمعت أنّه يوجد موقع في اليمن وكذلك في سوريا والله أعلم !
من القلب ألف تحية
شكراً لمرورك الكريم أخي عدنان
وهذا من لطفك وكرمك
نعم على الراجح هو كهف في الأردن
والصورة لهذا الكهف الموجود في الأردن
جزاك الله خيراً
محمد حمود الحميري
01-02-2014, 08:20 PM
أشكرك أخي الشاعر الكبير محمد حمود الحميري على تنويرك للصفحة وإبداء الرأي الجميل.
إن القصائد لا تتبين قيمتها الأدبية إلا بعد تناولها بالنقد البناء.
من وجهة نظري أن معنى الصحبة للكلاب لا تتناسب مع مقام الإيمان العالي.
فالصحبة تتضمن معنى العشرة والمخالطة، وكلبهم كان للحراسة، وقد تستعمل عبارة الصحبة مع غير البشر مجازاً ولكن مع شيء لطيف كالكتاب، فالكتاب صاحبي أعاشره يومياُ بالتفاعل معه وبما يقدمه لي من علم ، أما أن أصاحب كلباً فذلك ثقيل علي معنوياً.
قد أتخذ كلباً حارساً لي ولكنني لا أصاحبه بمعناها العميق ، يقال للزوجة مثلاً صاحبة ، ولرسول الله أصحاب كرام من خيار البشر...
فهل توافقني على هذا الرأي ، أم هناك ما خفي علي من معنى الصحبة .
أكرر شكري واحترامي على متابعتك وما تكرمني فيه من بيان :os:
جزاك الله خيراً
حتى وإن خالفتك في الرأي هنا ، فماذاك إلا لأستفيد
فمن أنا ، ومن الدكتور ضياء الدين الجماس ، لأقف وقفة ناقد ، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه .
لكن سيدي ، وجدت في معنى الصحبة ما يلي .
الصُّحْبة؛ كل ما لازم شيئاً فقد استصحبه
والصاحب: الـمُعاشر؛ ( لسان العرب )
والمُعاشَرَة المخالطة، وكذلك التَعَاشرُ. (الصحاح في اللغة )
والمخالط: كالنديم للمنادم والجلس للمجالس. ( العباب الزاخر )
بناء على ماسبق سيدي ، نجد أن الكلب خالطهم ، ولازمهم ، وجالسهم ؟
أليس كذلك ؟
ثم أن الكلب لم يكن نجس في شريعتهم .
هذا مبلغ علمي ، والله أعلم .
عمومًا سيدي ، إن أخطأت فعدلوني .
أما عن الشعر ، فمن الضرورة حتى للناقد ، أن يراعي حالة الشاعر
البيئية ، والنفسية ، والعقائدية ، وما إلى ذلك قبل توجيه أي نقد .
أرجو الإفادة جزاك الله عني خير الجزاء .
شكري ، وخالص محبتي .
الدكتور ضياء الدين الجماس
01-02-2014, 08:52 PM
حتى وإن خالفتك في الرأي هنا ، فماذاك إلا لأستفيد
فمن أنا ، ومن الدكتور ضياء الدين الجماس ، لأقف وقفة ناقد ، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه .
لكن سيدي ، وجدت في معنى الصحبة ما يلي .
الصُّحْبة؛ كل ما لازم شيئاً فقد استصحبه
والصاحب: الـمُعاشر؛ ( لسان العرب )
والمُعاشَرَة المخالطة، وكذلك التَعَاشرُ. (الصحاح في اللغة )
والمخالط: كالنديم للمنادم والجلس للمجالس. ( العباب الزاخر )
بناء على ماسبق سيدي ، نجد أن الكلب خالطهم ، ولازمهم ، وجالسهم ؟
أليس كذلك ؟
ثم أن الكلب لم يكن نجس في شريعتهم .
هذا مبلغ علمي ، والله أعلم .
عمومًا سيدي ، إن أخطأت فعدلوني .
أما عن الشعر ، فمن الضرورة حتى للناقد ، أن يراعي حالة الشاعر
البيئية ، والنفسية ، والعقائدية ، وما إلى ذلك قبل توجيه أي نقد .
أرجو الإفادة جزاك الله عني خير الجزاء .
شكري ، وخالص محبتي .
قدرك كبير أخي محمد وأنا مسرور جداً بالحوار.
وأنا لم أقل بأن الكلب نجس بل لعابه فقط عند معظم المذاهب ،
وهو طاهر عند الإمام مالك. واستعمال حرف مع يفيد المعية بمعنى الرفقة والصحبة بدون العشرة.
هكذا وجدتها أصلح وألطف بالنسبة لقول شاعر يريد بيان المعنى.
كم أنا سعيد بهذا الحوار البناء الذي استزدنا منه.
بوركت وجزاك الله خيراً ونفعنا الله بعلمك.
ا{جو النظر في الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=898726#post898726
محمد حمود الحميري
01-02-2014, 09:30 PM
قدرك كبير أخي محمد وأنا مسرور جداً بالحوار.
وأنا لم أقل بأن الكلب نجس بل لعابه فقط عند معظم المذاهب ،
وهو طاهر عند الإمام مالك. واستعمال حرف مع يفيد المعية بمعنى الرفقة والصحبة بدون العشرة.
هكذا وجدتها أصلح وألطف بالنسبة لقول شاعر يريد بيان المعنى.
كم أنا سعيد بهذا الحوار البناء الذي استزدنا منه.
بوركت وجزاك الله خيراً ونفعنا الله بعلمك.
ا{جو النظر في الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=898726#post898726
شكرًا دكتور ضياء الدين
ياليت دكتور ، وكان لي علم أخدم به الإسلام والمسلمين
أنا لم أستطع مواصلة التعليم بعد الثانوية ، لظروف معيشية ،
أجبرتني على ذلك .
أنا أقرب إلى الأمي .
أنا أتعلم الشيئ الكثير هنا في واحتنا المباركة .
وهذا من فضل ربي علي أن عرفني بمثل هذه الوجوه النيرة ، المتواضعة
الحمد لله على كل حال .
عمومًا أسأل الله أن يجزيك عني خير الجزاء ، ويصلح دينك ودنياك .
دكتور ... أنا أحترمك ، وأحبك بحجم الكون .
الدكتور ضياء الدين الجماس
02-02-2014, 11:37 AM
شكرًا دكتور ضياء الدين
ياليت دكتور ، وكان لي علم أخدم به الإسلام والمسلمين
أنا لم أستطع مواصلة التعليم بعد الثانوية ، لظروف معيشية ،
أجبرتني على ذلك .
أنا أقرب إلى الأمي .
أنا أتعلم الشيئ الكثير هنا في واحتنا المباركة .
وهذا من فضل ربي علي أن عرفني بمثل هذه الوجوه النيرة ، المتواضعة
الحمد لله على كل حال .
عمومًا أسأل الله أن يجزيك عني خير الجزاء ، ويصلح دينك ودنياك .
دكتور ... أنا أحترمك ، وأحبك بحجم الكون .
أخي محمد حمود الحميري حفظه الله تعالى
فتح الله عليك جميع صنوف الرزق من معرفة وعلم ومال ،وأنالك محبته ورضاه آمين آمين
كم أثرت فيّ كلماتك الرقيقة العاطفية حتى أبكتني.
وأبادلك المشاعر ذاتها، جمعنا الله تعالى تحت لواء سيد المرسلين.
بوركت وأدعو لك بالتوفيق بظهر الغيب. :os:
محمد حمود الحميري
02-02-2014, 04:43 PM
أخي محمد حمود الحميري حفظه الله تعالى
فتح الله عليك جميع صنوف الرزق من معرفة وعلم ومال ،وأنالك محبته ورضاه آمين آمين
كم أثرت فيّ كلماتك الرقيقة العاطفية حتى أبكتني.
وأبادلك المشاعر ذاتها، جمعنا الله تعالى تحت لواء سيد المرسلين.
بوركت وأدعو لك بالتوفيق بظهر الغيب. :os:
آآآآآآآآآآآآآآمين ، وإياك أيها الحبيب
أشكر لك نبل مشاعرك ، وطيبة قلبك
والشكر موصول لكل الطيبين في واحة الكرام
على أياديكم تعلمت هنا الشيئ الكثير ، وفي فترة وجيزة
إن من العار أن يموت الإنسان يوم يموت ، ولم يقدم للغته ودينه
أي شيئ ، ونحن بأيدينا هذه النعمة ، نعمة الإنترنت يجب أن نستغلها
الإستغلال الأمثل ، ولو أن الحياة تكره الإنسان أحيانًا على سوء الإستخدام
فيقدم للغة خدمات ، ولكن على حساب الدين ، نسأل الله العفو والعافية، فرحمتهوسعت كل شيئ .
الدكتور ضياء الدين الجماس
04-02-2014, 10:36 AM
آآآآآآآآآآآآآآمين ، وإياك أيها الحبيب
أشكر لك نبل مشاعرك ، وطيبة قلبك
والشكر موصول لكل الطيبين في واحة الكرام
على أياديكم تعلمت هنا الشيئ الكثير ، وفي فترة وجيزة
إن من العار أن يموت الإنسان يوم يموت ، ولم يقدم للغته ودينه
أي شيئ ، ونحن بأيدينا هذه النعمة ، نعمة الإنترنت يجب أن نستغلها
الإستغلال الأمثل ، ولو أن الحياة تكره الإنسان أحيانًا على سوء الإستخدام
فيقدم للغة خدمات ، ولكن على حساب الدين ، نسأل الله العفو والعافية، فرحمتهوسعت كل شيئ .
بورك الكلام الطيب والقلب النقي
سلمت وبورك قلمك ومدادك
جزاك الله خيراً
نداء غريب صبري
08-03-2014, 08:59 PM
أحب قصائدك الجميلة بمصدرها القرآني العظيم وأثرها الديني والتعليمي
ليت معلمي اللغة العربية يدرسونها لطلبتهم لتكون الفائدة الدينية مع الفائدة اللغوية
شكرا لك أخي
بوركت
عبدالحكم مندور
08-03-2014, 10:17 PM
أعجبني هذا التوجه
المستمد من القصص في القرآن الكريم
بورك الشاعر والشعر
الدكتور ضياء الدين الجماس
09-03-2014, 01:47 AM
أحب قصائدك الجميلة بمصدرها القرآني العظيم وأثرها الديني والتعليمي
ليت معلمي اللغة العربية يدرسونها لطلبتهم لتكون الفائدة الدينية مع الفائدة اللغوية
شكرا لك أخي
بوركت
لطف الكلام وحسن البيان من سمتك الظاهرة شاعرتنا نداء
بارك الله بك
وجزاك الله خيراً
الدكتور ضياء الدين الجماس
09-03-2014, 10:36 AM
أعجبني هذا التوجه
المستمد من القصص في القرآن الكريم
بورك الشاعر والشعر
شكراً لطيب قلبك وكلامك أخي الشاعر عبد الحكم
جزاك الله خيراً
محمد محمد أبو كشك
09-03-2014, 09:59 PM
السلام عليكم
دائما يمتعنا الأستاذ الكبير رياض بالقصص الدينية الرائعة
وهنا لي سؤال ..عن الإقتباس الشعري من القرآن والسنة
ما هي أحكامه ؟ ومتي يباح ومتي يكون مكروه ومتي يكون ممنوع ؟؟
حيث كثيرا ما أمر بمواقف معينة في النظم وأخاف أن أقتبس فأفتونا أفادكم الله
الدكتور ضياء الدين الجماس
14-03-2014, 12:27 PM
السلام عليكم
دائما يمتعنا الأستاذ الكبير رياض بالقصص الدينية الرائعة
وهنا لي سؤال ..عن الإقتباس الشعري من القرآن والسنة
ما هي أحكامه ؟ ومتي يباح ومتي يكون مكروه ومتي يكون ممنوع ؟؟
حيث كثيرا ما أمر بمواقف معينة في النظم وأخاف أن أقتبس فأفتونا أفادكم الله
أشكرك أخي الشاعر محمد أبو كشك على مرورك الكريم.
وأنا ليس لي منزلة المفتي لكنني أجيبك على سؤالك مبدئياً حسب علمي بجواز الاقتباس من أي مصدر طالما تشير إليه بأنه اقتباس كأن يوضع الكلام المقتبس بين قوسين -مثلاً، وعلى ألاَّ يستعمل المقتبَس في سياق يغير معناه الوارد أصلاً (في القرآن الكريم أو الحديث الشريف) .فالحرمة والكراهة والمشروعية تأتي من النية أو الهدف من الاقتباس. ومن الحرمة أن يستعمل الاقتباس من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في شعر دنيوي يتعلق بالطرب والمجون أو اللهو والمزح.. بل يجب أن يكون هناك تجانس في الهدف النبيل الراقي من الشعر أو النثر وإدارج ما هو مقدس فيه.(كالاقتباس منهما في شعر الحكمة مثلاً أو القصص القرآني..).
فالشعر كلام كسائر الكلام والاقتباس غالباً ما يأتي كشاهد على صدق القول أو الحكمة . وأما إن كان الهدف غير ذلك فالحساب عند الله على النوايا.
ومن شواهد الاقتباس المشروع من القرآن في الشعر قول أبي القاسم بن الحسين الكاتبي:
ان كنت أزمعت على هجرنا... من غير ما جرم (فصبر جميل)
وإن تبدلـت بنـا غيـرنـا... ف(حسبنا الله ونعـم الوكيـل)
وأما ما فيه شبهة الحرمة :
قال ابن الرومي :
لئن أخطأتُ في مدحِـ ... ك ما أخطأتَ في منعي
لقد أنزلتُ حاجاتي ..... " بوادٍ غير ذي زرع "
فالمقتبس ورد في القرآن الكريم بمعنى مكة المكرمة (كان وصفها بهذه الصورة) ، لكنه ورد في هذا البيت بمعنى مجازي يدل على أنه لا نفع ولا بركة فيه.
فربما كان في هذا الاستعمال إثم، وخاصة عند المالكية.
وكذلك كأن تضمن القول : (خذوه فغلوه) وهو قول لله تعالى ، ويأتي في السياق على أنه قول للشاعر.. ففي ذلك تحريف عن المعنى المقصود الوارد في المصدر..
فإن لم يكن فيه حرمة قطعيه ففيه على الأقل الشبهة، والأولى بالشاعر المؤمن الابتعاد عن الشبهات وتحريمها ، (فمن وقع في الشبهة فقد وقع في الحرام).
والخلاصة أن الاقتباس إن لم يغير طبيعته وهدفه وسياقه الذي ورد فيه فلا عيب في استخدامه، وأما إن حرِّف عن المقصود منه ففيه شبهة الحرمة سواء كان المقتبَس من القرآن الكريم أو غيره من الكلام ، والشبهات محرمة حسب الحديث الشريف.
وألخص أشكال الحرمة المؤكدة بما يلي :
1- في الشعر أو النثر ذي المواضيع الدنيوية الرخيصة كالغزل واللهو والعبث والمزح والاستهزاء...
2- في حالات تغيير المعنى المقصود من العبارة المقتبسة ، مهما كان التغيير.
3- أن ينسب الشاعرالعبارة إلى نفسه نيابة عمن قالها ، كأن يكون القول لله تعالى ويظهر في السياق أنه من قول الشاعر (أو الناثر).
والله أعلم.
ويسعدني أن أسمع وأتعلم من الآخرين.
مزيد الشكر والاحترام
وجزاك الله خيراً
الدكتور ضياء الدين الجماس
15-03-2014, 07:05 AM
هذه متابعة من حوار حول الموضوع ، والنص رد لي:
صحيح أن الشعر المعد للإنشاد والغناء واللهو لا يجوز تضمينه كلام الله تعالى (قلَّ أو كثر) باتفاق العلماء لأنه يخرج به عن وقاره وأصول ترتيله. وأما إن كان القصد من الأبيات نشر الفضائل من القصص القرآنية والحكمة فجائز باتفاق الجمهور إلا المالكية.
ورد تضمين القرآن الكريم في شعر حسان بن ثابت :
هدمنا خيلنا إن لم تروها... تثير النقع موعدها كداء
وله أيضاً قوله :
وأعطوا بأيديهم صغارا وبايعوا ... فأولى لكم أولى حداة الزوامل
كما ورد تضمين القرآن الكريم في شعر الإمام الشافعي رضي الله عنه. فقد ثبت عنه ما يلي :
أنلنى بالذى استقرضت خطا … وأشهد معشرا قد شاهدوه
فإن الله خلاق البرايا … عنت لجلال هيبته الوجوه
يقول إذا تداينتم بدين … إلى أجل مسمى فاكتبوه
وذكر الشيخ تاج الدين بن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن الطاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله :
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ،،، ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته ،،، إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
وجواز الجمهور على شروط أيضاً منها طبيعة القصيدة، فالقصيدة غير الوقورة ولا التعليمية وغير الهادفة لنشر العلم والفضيلة كشعر اللهو والمزح ، فلا يجوز فيها أيضاً إدراج أي اقتباس قرآني مفهوم المعنى.(قل أو كثر) ولو كانت غير معدة للغناء. وهذا ما يتفق مع القاعدة الفقهية (إنما الأعمال بالنيات).
كما لايجوز تحريف النص عن معناه الوارد في النص القرآني : كأن يقتبس نص (خذوه فغلوه) وهو قول لله تعالى فينسبه لنفسه .
فمثلاً لو قال : فقلت لهم قهراً (خذوه فغلوه).... هذا الاقتباس لا يجوز لأنه نسب القول لنفسه. ولكنه لو قال مثلاً :
فقال لهم ربي (خذوه فغلوه).. فهو جائز والله أعلم.
ناديه محمد الجابي
15-03-2014, 10:23 AM
تحية إكبار لك أيها الشاعر ذو الهمة والهدف
قصيدتك ترفل في ثياب البهاء ـ وجزالة اللفظ
جمعت الفصاحة والسلاسة والبساطة والوضوح
فقط أسأل .. لم قلت ( المئين من السنين) وهل
هي تعني تعدد المئات؟؟
دمت أيها الكريم ودام فيض إبداعك.
هبة الفقي
15-03-2014, 11:33 AM
بورك الحرف النبيل والقصد الشريف
قصيدة جميلة سامية أستاذي د/ضياء الدين
أعانك الله دوما على تقديم المفيد والقيم
دمت بخير وعافية
تقديري
الدكتور ضياء الدين الجماس
15-03-2014, 04:04 PM
تحية إكبار لك أيها الشاعر ذو الهمة والهدف
قصيدتك ترفل في ثياب البهاء ـ وجزالة اللفظ
جمعت الفصاحة والسلاسة والبساطة والوضوح
فقط أسأل .. لم قلت ( المئين من السنين) وهل
هي تعني تعدد المئات؟؟
دمت أيها الكريم ودام فيض إبداعك.
تحية إكبار ومودة لشخصك الطيب ،
وكم غمرتني السعادة لمرورك المعطرأديبتنا نادية محمد الجابي
ولكم سررت لسؤالك المعبر عن عقل نير حي شغوف بالمعرفة.
لغوياً تتساوى في المعنى كلمتي مئات ومئين فكلتاهما جمع لمجموعة المئة.
وللكلمتين الوزن ذاته فلو استبدلت كلمة (مئين) بكلمة (مئات) لا يتغير الوزن.
ولكن عندما خرج البيت بلفظه خرجت كلمة المئين سليقة لعدة أسباب تبينت لي حكمتها فيما بعد، أبين فيما يلي شيئاً من هذه الدلالة اللفظية الكتابية:
1- الحالة الموصوفة لهؤلاء الفتية نومهم مدة ثلاثمئة سنين وازدادوا تسع سنين (309) سنة. وكانوا نياماً أو رقوداً أي مسطحين، ولو تأملنا لفظ (مئين) نجد حروفها تلفظ نائمة مكسورة بجميع حروفها مع مد الياء المنبسطة .
2- كتابة نجد جميع حروف كلمة مئين منبسطة مع السطر.
فلفظ هذه الكلمة يصور حالة الرقود على الأرض لفظاً وكتابة.
3- هناك تجانس لفظي بينها كعدد واسم المعدود مئين وسنين
4- تصنف سورة الكهف من السور المئين .(كتسمية للسور المئوية).
لا تتحقق هذه المواصفات كلها في كلمة مئات ففي لفظها ارتفاع الصوت بنطق الألف وكتابته فيعطيها شيئاً من الحركة بينما الفتية نيام.
لعل في هذه الكليمات البسيطة يتبين الفرق بين مضمون الكلمتين ولماذا ألهمت اختيار كلمة المئين ورجحت عندي في النطق على كلمة المئات.
على أية حال من يستسهل كلمة المئات على المئين فليستعملها فهما كما قلت بالمعنى والوزن ذاته.
أكرر الشكر مرات ومرات على السؤال اللطيف الذي أتاح لي هذا البيان:0014:
جزاك الله خيراً
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir