المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجهها الحزين



هشام النجار
02-02-2014, 06:20 PM
بشغف تكرر على مسامعي وعيناها تلمعان .. ستخرج قريباً ، سنطوى هذه الصفحة سريعاً من حياتنا وسننسى هذا الماضى ، وستعود كما كنت .

كانت لا تمل من تذكيري بمكانتي ، ومقامي الرفيع وسط أهل الحي .

أضحك بمرارة من هول المفارقة ، هى لا تزال تنظر إلى ذلك البطل الذي كان .
لازلت في نظرها زوجها القوى الثرى صاحب الوجاهة والنفوذ والمكانة المرموقة .

كنت أشفق عليها وعلى نفسي من تذكر الماضي والحنين إليه .

جدران الزنزانة أخبرتنى بما كان وما سيكون ، وحفرتُ على جدار كرامتى دروس النسيان .

حفلات الإهانة والاحتقار أفقدتنى الوعى بتاريخي وجعلتنى كائناً جديداً لا يربطه بماضيه الرغيد سوى اسمه .
هى الوحيدة التى تحاول استدعاء ذلك الشخص من مجاهل الماضى .
السجن ليس نهاية المشوار وكلمتك الأخيرة لم تقلها بعد .
أرد بابتسامة شاردة ، مصدوما ً بالماضي الذي تفاجئني في كل زيارة بعرضه على ذاكرتي المشلولة ، والواقع الذى نحياه .
تنساب من عيني دمعة ساخنة أشعر بلهيبها على خدي .
باعت كل شيء دون أن تخبرني ، ذهبها وسيارتي الهيونداى وقطعة الأرض والمحل والشقة والأدوات الكهربائية .
حتى بدلي وكرافتاتى وأحذيتي الثمينة .

استأجرتُ شقة صغيرة بنفس الحي ، وبدأت من جديد .

سددت جوعها وجوع أولادي ، وأثبت لنفسي أنني لازلت على قيد الحياة ، وأننى جدير بكلمة أبى .

تشجعني على العمل والصبر لتأمين مستقبل أولادنا .
سعيد أنا ، فقد بدأت ملامح جدران الزنزانة تتلاشى من ذاكرتى .

تجلس تحدثني عن أخبار الحي وأهله ، وما يحدث بينهم ولهم .

لم تعد تكرر على مسامعي ما يقوله أهل الحي عنى وعن مكانتي وثرائي ومقامي وقدري بين الناس .

لم أعد ألحظ تلك الفرحة التي كانت تقفز من عينيها قديماً أثناء الحديث عنى .
لم تعد تتحدث عنى بل عن آخرين .
لم تعد تنظر لى ملياً .
أعجز عن سؤالها عن سبب حزنها اليومى .
لم أعد أشفق عليها ولا أتعاطف مع الحزن الذي يكسو ملامح وجهها .

عبد السلام دغمش
02-02-2014, 08:45 PM
لعلّ السؤال المثار :ما الذي دفع بالزوجة الى هذا البرود في المشاعر والفتور ما بينها وزوجها..
الابتلاءات والمحن منعطفات.. قد تكون المنعطفات حادة حتى يتساقط من شدتها البعض.. ربما لم يعد الزوج كما كان ولم يسترجع ثروته ووضعه السابق ..فاستسلم كلاهما للفتور ..
قصة جميلة أستاذ هشام .
بوركتم.

ناديه محمد الجابي
02-02-2014, 09:00 PM
هي الدنيا الدوارة .. وقدقال تعالى :
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء
وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{26} آل عمران.

لقد أبدعت في وصف الحالة النفسية لمن يتبدل عليهم الحال فنقلتناإلى عمق الحدث بلغة سهلة
وسرد دقيق متقن ولغة جذلة.
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.

هشام النجار
02-02-2014, 09:47 PM
لعلّ السؤال المثار :ما الذي دفع بالزوجة الى هذا البرود في المشاعر والفتور ما بينها وزوجها..
الابتلاءات والمحن منعطفات.. قد تكون المنعطفات حادة حتى يتساقط من شدتها البعض.. ربما لم يعد الزوج كما كان ولم يسترجع ثروته ووضعه السابق ..فاستسلم كلاهما للفتور ..
قصة جميلة أستاذ هشام .
بوركتم.

قراءة عميقة وكاشفة للنص أديبنا أستاذ عبد السلام .
أسعدنى هذا الحضور المميز الذى أتمنى دوامه ان شاء الله .
شكرا جزيلا وتقبل تحياتى وخالص أمنياتى .

سامية الحربي
04-02-2014, 08:36 AM
هي هذه الدار لا تبقي على أحد تضحكك يوم لتحزنك أياما. وجهها الحزين صدى لتبدل الأحوال بعد أن استسلمت للواقع. سلم اليراع. تحياتي و تقديري.

هشام النجار
04-02-2014, 11:56 AM
هي الدنيا الدوارة .. وقدقال تعالى :
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء
وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{26} آل عمران.

لقد أبدعت في وصف الحالة النفسية لمن يتبدل عليهم الحال فنقلتناإلى عمق الحدث بلغة سهلة
وسرد دقيق متقن ولغة جذلة.
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.

استاذتنا الكبيرة المبدعة والأديبة نادية الجابى
باقة شكر عطرة تليق بهذا الحضور والتوقيع المميز الذى نسعد ونفخر به دائما
لا تنسينا من دعائك سيدتى الكريمة ، نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه وعافيته وأن يلطف بنا وبك وبمن تحبين فيما جرت به المقادير .
تقبلى خالص تحياتى وأمنياتى .

كاملة بدارنه
04-02-2014, 05:35 PM
سرد رائع للعالم الجوّاني داخل السّجن (الذّات والجسد)، والبرّاني للزّوجة خارجه
ورصد لحالة واقعيّة تعتري النّفوس فهي عرضة للتقلّب والتّغيير
بوركت
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
04-02-2014, 11:38 PM
أتقنت رسم معالم الحزن على وجهها وأبدعت صياغته
أحيانا تبدل الأحوال مع مرور الوقت يصنع نوعا من الفتور الناتج عن الدخول في دوامة الهموم والكمد
شعرت بالبطلة جدا وتركت في نفسي حزازة
شكرا لك

عبد السلام هلالي
05-02-2014, 07:16 PM
نص جميل في لمساته الوصفية و تراقصه بين عالمين، و شخصيتين و زمنين.
يقدم توصيفا لحالتين نفسيتين متناقضتين، دون أن يجيب عن السؤال لماذا؟ ربما لدفعه إلى ممارسة متعة البحث و استنطاق النص.
و ربما غذا قرأنا النص بدلالة العنوان " وجهها الحزين" قد نخرج ببعض الاجابات.
تحيتي و مودتي أخي هشام.

هشام النجار
06-02-2014, 01:53 PM
هي هذه الدار لا تبقي على أحد تضحكك يوم لتحزنك أياما. وجهها الحزين صدى لتبدل الأحوال بعد أن استسلمت للواقع. سلم اليراع. تحياتي و تقديري.

أستاذة غصن .. شكراً جزيلاً لهذا الحضور الرائع
دام لنا ابداعك وتميزك
تحياتى وأمنياتى الخالصة .

هشام النجار
06-02-2014, 02:06 PM
سرد رائع للعالم الجوّاني داخل السّجن (الذّات والجسد)، والبرّاني للزّوجة خارجه
ورصد لحالة واقعيّة تعتري النّفوس فهي عرضة للتقلّب والتّغيير
بوركت
تقديري وتحيّتي

شكراً جزيلا سيدتى الكريمة أستاذتنا المبدعة كاملة بدارنة
بالفعل نحتاج للعودة لرصد النفس البشرية التى انشغلنا عنها كثيراً بالوقائع والاحداث وحكى التفاصيل
تقبلى خالص التحية والتقدير

هشام النجار
13-02-2014, 12:13 AM
بارك الله فيكم وشكراً جزيلاُ أدباءنا وأديباتنا الكبار الأفاضل .. أستاذنا عبد السلام الهلالى وأستاذتنا آمال المصرى وأستاذتنا غصن الحربى .
تقبلوا جميعا خالص التحية والأمنيات .

خلود محمد جمعة
15-02-2014, 11:15 PM
بين جدران الزنزانة تذوي الروح
وعلى عتبة الانتظار تموت اللهفة
وعلى ابواب الحزن نفقد لذة تذوق بالحياة
هو داخل زنزانته و هي داخل زنزانة الحياة
والحزن هو صديقهما
عزفت فأجدت
اسجل اعجابي
دمت متجدداً
مودتي وتقديري

هشام النجار
16-02-2014, 11:05 AM
بين جدران الزنزانة تذوي الروح
وعلى عتبة الانتظار تموت اللهفة
وعلى ابواب الحزن نفقد لذة تذوق بالحياة
هو داخل زنزانته و هي داخل زنزانة الحياة
والحزن هو صديقهما
عزفت فأجدت
اسجل اعجابي
دمت متجدداً
مودتي وتقديري

خالص الشكر والتقدير والاحترام للأديبة الرائعة خلود جمعة
نسعد دائما بحضورك وتوقيعك المميز ، فلا تعتادى الغيبة عن صفحاتنا
تقبلى منى خالص التحية
ودعواتى وأمنياتى الصادقة

خلود محمد جمعة
17-02-2014, 07:11 AM
أنا ابحث عن حرفك دائما اخي
فلحرفك رائحة الياسمين
دمت بخير مودتي وتقديري

هشام النجار
18-02-2014, 12:28 PM
أنا ابحث عن حرفك دائما اخي
فلحرفك رائحة الياسمين
دمت بخير مودتي وتقديري

دمت والروعة سيدتى الكريمة ولا حرمنا الله من ابداعك وحضورك الراقى المبهج .
خالص الأمنيات والدعوات

ربيحة الرفاعي
06-03-2014, 12:13 AM
ما كان تراجع حاله ليتسبب بذلك الفتور لديها، وإلا لأطفأ جذوة قتالها لدعم صموده وتعبئته بالأمل يوم كان سجينا
لكنه ما كشف الحوار الداخلي للبطل من تهاو واستسلام رأتهما فيه فوجدته غير زوجها الذي كان

أحسنت تصوير الحالة بمشاهد حملت الحدث المحوري وتداعياته في صراع داخلي وخارجي حكاه أداء قصي موفق

دمت بخير أيها المبدع

تحاياي

هشام النجار
08-03-2014, 06:06 PM
ما كان تراجع حاله ليتسبب بذلك الفتور لديها، وإلا لأطفأ جذوة قتالها لدعم صموده وتعبئته بالأمل يوم كان سجينا
لكنه ما كشف الحوار الداخلي للبطل من تهاو واستسلام رأتهما فيه فوجدته غير زوجها الذي كان

أحسنت تصوير الحالة بمشاهد حملت الحدث المحوري وتداعياته في صراع داخلي وخارجي حكاه أداء قصي موفق

دمت بخير أيها المبدع

تحاياي

توقيعك دائما مهم بالنسبة لى وشهادتك وسام وجائزة ، وقراءة عميقة ونافذة للنص تزيد من قيمته وتدعم رسالته الأخلاقية والانسانية
دمت لنا أيتها المبدعة الكبيرة
شكراً جزيلاً وتقبلى تحياتى وعظيم احترامى .

د. سمير العمري
01-04-2014, 06:39 PM
سامحني أيها الحبيب هشام ولكني لم أستطع أن أفهم أرب القصة ولم أقف على حقيقة وجهتها وغم علي الكثير مما رأيته نقصا في الطرح.

هنا رجل هصرته يد الجور في بلده وحكم عليه بالحبس في زنزانة يقول السياق بأنها في صلاح كما تحبس الليوث هذه الأيام في سجون الضباع. وأبرزت القصة تأثره بما آل إليه حاله ولكن وقوف زوجه إلى جواره معاضدة تشد من أزره ويذكره بقدرته وقدرته ومكانته جعله يتماسك ليبدأ من جديد بكفاءته وقدراته واثقا راسخا.

أما المرأة فلقد أوفت بدورها في أن تعضد الزوج في محنته وكان لها الدور في الصبر على ما أصابه بل والحث على التماسك بحنو وحرص كما ورد في القصة وبتلك الإشارات التي تؤكد محبتنها له واعتزازها به ، ولذا كان تغيرها مستغرب وغير مبرر إلا باعتبار تغير الحال من ثراء إلى كفاف وهذا لعمري يتناقض مع السياق في البداية حين كانت راضية سعيدة وتحث زوجها على النهوض باعتباره ثروتها الحقيقية.

وأما الزوج فقد وجد امرأة تشد من أزره وتعضده في محنته وعاد ليقوم بما يمليه عليه دوره ومسؤولياته وسد جوعها وجوع الأولاد هو من أصل مسؤوليته وليس منا منه ، ولذا فإن تغيره وفتوره نتيجة تغير الزوجة ودون حرص منه على أن يعرف منها ما بها وأن يكون بجوراها كما كانت يوما بجواره هو مما أعده سوءا أكبر وخلقا أسوأ.

ربما غاب عني في النص شيء ما ، ولكن هي قصة واقعية ترصد الواقع بمرارته والتغيرات التي تصيب القلوب التي هي قلب ، ولكن دور الأديب هو أن ينقل الواقع من منظور يقدم فيه رسالة ناهضة للفرد وللمجتمع ورؤية راصدة للصواب والخطأ ... أو هكذا أرى!

ويظل النص أدبيا مميزا يشكر.

تقديري

هشام النجار
02-04-2014, 02:27 AM
سامحني أيها الحبيب هشام ولكني لم أستطع أن أفهم أرب القصة ولم أقف على حقيقة وجهتها وغم علي الكثير مما رأيته نقصا في الطرح.

هنا رجل هصرته يد الجور في بلده وحكم عليه بالحبس في زنزانة يقول السياق بأنها في صلاح كما تحبس الليوث هذه الأيام في سجون الضباع. وأبرزت القصة تأثره بما آل إليه حاله ولكن وقوف زوجه إلى جواره معاضدة تشد من أزره ويذكره بقدرته وقدرته ومكانته جعله يتماسك ليبدأ من جديد بكفاءته وقدراته واثقا راسخا.

أما المرأة فلقد أوفت بدورها في أن تعضد الزوج في محنته وكان لها الدور في الصبر على ما أصابه بل والحث على التماسك بحنو وحرص كما ورد في القصة وبتلك الإشارات التي تؤكد محبتنها له واعتزازها به ، ولذا كان تغيرها مستغرب وغير مبرر إلا باعتبار تغير الحال من ثراء إلى كفاف وهذا لعمري يتناقض مع السياق في البداية حين كانت راضية سعيدة وتحث زوجها على النهوض باعتباره ثروتها الحقيقية.

وأما الزوج فقد وجد امرأة تشد من أزره وتعضده في محنته وعاد ليقوم بما يمليه عليه دوره ومسؤولياته وسد جوعها وجوع الأولاد هو من أصل مسؤوليته وليس منا منه ، ولذا فإن تغيره وفتوره نتيجة تغير الزوجة ودون حرص منه على أن يعرف منها ما بها وأن يكون بجوراها كما كانت يوما بجواره هو مما أعده سوءا أكبر وخلقا أسوأ.

ربما غاب عني في النص شيء ما ، ولكن هي قصة واقعية ترصد الواقع بمرارته والتغيرات التي تصيب القلوب التي هي قلب ، ولكن دور الأديب هو أن ينقل الواقع من منظور يقدم فيه رسالة ناهضة للفرد وللمجتمع ورؤية راصدة للصواب والخطأ ... أو هكذا أرى!

ويظل النص أدبيا مميزا يشكر.

تقديري

بورك لنا فى قلمك الراقى ورؤاك العميقة المستقصية أيها المفكر والاديب الكبير استاذنا الدكتور سمير العمرى .. نعم وأتفق مع سعادتكم تماماً ، ولو أننى أردت توصيل بعض الرسائل بصورة غير مباشرة من خلال هذا النص الذى يمس الواقع وينقل نموذج حقيقى من النماذج الكثيرة التى اقتربت منها وروت لى حكاياتها فى وطن مثل بقصص المآسى والمحن ، والرسالة قد تنتقل للعمومية فقد لمست فى معظم نساء المعتقلين والسجناء الخارجين لتوهم من محنة طويلة خلف الاسوار هذه الحالة النفسية شديدة التوتر والقلق بسبب ما كان والمقارنة والموازنة بينه وبين ما هو كائن وما سيكون ، فهل يعود الزوج بنفس المكانة والقوة والثراء وبما كان يحكى عنه الناس وبما كانوا يعاملونه به من احترام ونظرات توقير .. الخ ، وفى معظم الحالات نظراً لاسباب كثيرة لا يتحقق ذلك وحتى لو تحقق معظمه تظل الهواجس تلعب دورها فقد تفسر الزوجة هذه النظرة او تلك على محمل الازدراء والاحتقار ومحاولة النيل من قيمة ومكانة زوجها الذى عاشت سنوات غيابه تعمل ليوم خروجه ألف حساب ليكون ميلاداً جديداً له يعوضها ليس عن حرمان او تعب او نضال جسور قامت به بمفردها فى ميدان الكفاح الحقيقى ، وفى هذا الميدان قصص لا حصر لها تقترب الى وصف الاسطورية والملحمية ، وهى تنتظر الخروج وما بعده ليكون على مستوى هذا البذل وهذه التضحية ، فليس من العدل أن يخرج رجلها بعد هذا كله اقل مما كان عليه ، وهى تريده أقوى وأعلى مكانة وأكثر ثراءاً ، لكن الظروف فى الغالب لا تساعد على تحقيق هذه المعادلة المستحيلة ، مما يترك أثره على الزوجة نفسياً . هو يعلم جيداً سبب حزنها الدائم لكن لا يقدر على سؤالها لكنه عاجز عن تغيير واقعه او اعادة ما كان على ما تشتهى هى وتريد وتتمنى .
شكراً جزيلاً سيدى الكريم على هذه القراءة الناقدة البناءة العميقة .
ودام لنا ألقك وبارك الله لنا فى قلمك وحضورك السخى .
تحياتى وتقديرى وخالص دعواتى .

د. سمير العمري
02-04-2014, 08:58 PM
أستأذنك في العودة أيها الحبيب ببعض حوار ذلك أن ردك الكريم قد حرك في النفس الكثير من الشجن وألهب سوط حقيقة ما فيه تلافيف العقل والمنطق.

أقول بارك الله بك بأنني قد علمت يقينا أنك ترصد حالة واقعية بكل ما فيها من صواب وخطأ وجمال وقبح ، وأنك بهذا إنما ترصد هذه الحال المؤلمة من جوانبها العديدة اجتماعيا ونفسيا وماديا وسياسيا ، وأنك اخترت أن تكون هنا قاصا بمرتبة محرر أخبار نزيه لا تريد أن تغير من ملامح الصورة شيئا ، ولكن قبل أن أتناول المضمون تفاعلا دعني أشير إنني ما زلت عند رأيي بخصوص وجود بعض حاجة لضبط أفضل للنص من خلال طرح بعض مفاتيح دالة أو إشارات هادفة شارحة دون أن أنتقص من مستوى النص ولا مستوى أدائك الأدبي الجميل وإن كنت أنبهك وبابتسامة ود إلى أن تضع خطا فاصلا بين الكتابة كصحفي مقال وبين الكتابة كأديب حرف وأنت مبدع في كليهما ولكن خلطهما قد يذهب ببعض البهاء خصوصا من الجانب الأدبي.

المهم هنا هو أن نتحدث عن حالة الألم التي رصدها النص هنا وشرحها ردك الوافي لأعبر لك عن مدى ما يعم القلوب من حزن لما يحدث في مصرنا الغالية الكبيرة والتي نحبها جميعا حبا يعادل إن لم يزد على حبنا لأوطاننا فمصر هي الدرة وهي الرأس من الجسد وهي السند والعدة والعدد.
وأنا أفهم أن ما يصيب المجتمع من هذا الدوار السياسي وهذا الحول الفكري لا يقف عند حدود التأثير السياسي في الرأي بل ولا عند حدود التأثر الاقتصادي والحياتي بل هو يسيب المرء في كلب المستويات وأهمها المستوى الاجتماعي والمجتمعي ، وبهذا الذي نراه لا تتغير عقيدة الجيش ولا الشرطة فحسب بل عقيدة الحياة والعلاقة عند عموم الشعب ، ويترتب على هذا تحديد المفاهيم والسلوك وطبيعة العلاقات والتعريف للأنا وللآخر وللانتماء وللولاء والبراء ومن ثم للدين والحياة.
وإن مصر عانت عبر السنين من تغيير منظومة القيم والمفاهيم في عصر الشعارات القومية مرورا بسياسة الانفتاح ومرورا بسياسة الخصخصة وكلها وإن كانت أمورا سياسية واقتصادية إلا أن التأثير الأهم فيها كان اجتماعيا ومجتمعيا وأفرز حالة من القيم الأخلاقية المتفاوتة ومفاهيم مختلفة بل ولغة مختلفة عما كان في مصر قبل ثورة 52.
ولعل ثورة 52 كانت تعتمد في أساسها على محاربة الإقطاع وشراء ولاء الشعب بمنحه قليلا كافيا من كعكة الوطن إلا أن ذلك لم يكن كافيا في العقود الأخيرة خصوصا من خلال سياسات الانفتاح والتي أسهمت في ترويج "الفهلوة" أي المتاجرة بالقيم والأخلاق في سبيل الوصول للأغراض وزادت من شيوع المبدأ الميكافيللي بتبرير الوسائل وصولا للغايات ، ثم من خلال سياسات الخصخصة والتي هي باختصار بيع مصر والمتاجرة بشعبها وتحويلها من بلد إنتاجي ولو بالحد الأدنى إلى بلد استهلاكي بالحد الأقصى وهذا أفرز ما أسميه بالإقطاعيين الجدد والذين هم الآن في رأس قيادة المشهد المصري ونتج عنه مشهد السادة والعبيد وهذا أمر يتجسد واقعا ملموسا أمام كل ذي بصر وبصيرة.
باختصار فإن عبثية المشهد في مصر والذي امتد عبر عقود طويلة بات يتضح الآن يميز فيه الخبيث من الطيب وكان ما ورد في نصك الرائع هنا أحد هذه المظاهر من خلال حالة عدم التوازن التي تصيب المجتمع ككل بين خائف واجف وبين طامع ضالع وبين متفرج متابع ينظر أي الفريقين ينجح ليتبعه. ولذا فإن من حبس بسبب مواقفه وآرائه أو بسبب كلمة الحق عند سلطان جائر فلا بد أن يعلم أنه سيعود في مجتمع بين من يفتخر به فارسا كريما وبين من ينظر إليه خائنا لئيما وبين من لا يكترث إلا بنفسه وسلامته ، وكان على الزوج أن تدرك أن الحياة أكبر من مجرد ثراء وتفاخر بالأموال والأولاد وبالمركز الاجتماعي ، وأنه كان عليها عند صمودها ومساندتها لزوجها في البداية كاستثمار أن تدرك خياراتها وأن تكون إما مع العزة والكرامة والإباء أو أن تكون مع الذل والدعة ورغبة البقاء والثراء وهما أمران في مثل هذا اللغط وللأسف الشديد لا يلتقيان.

تقديري

هشام النجار
05-04-2014, 12:34 AM
قضيت ثلاثة أيام فى الاسكندرية حيث شاركت فى فعاليات مؤتمر " العالم العربى نداء الديمقراطية والتنمية والعدالى الاجتماعية " والذى ضم نخبة متميزة من المفكرين والكتاب العرب ، وغبت غن النت طوال هذه الفترة ، وهذا اعتذار لعدم التمكن من سرعة الرد على هذا الاسهام الفكرى والفنى النقدى الغالى من قامة كبيرة كالمفكر والأديب المبدع الراقى الدكتور سمير العمرى ، وأنا متفق تماماً مع هذا الطرح العميق المتميز ، ولك الشكر الجزيل لرصد وتتبع هذا الخيط القلق بين كاتب المقال والقاص ما يجعلنى حذراً وأكثر ولاءاً للنص الأدبى حال لجوئى لحصنه واحتياجى لاستخدام أسلحة تأثيره التى لا تتوفر كثيراً فى مجرد مقال عابر . وما تفضلت به من طرح يكشف بدقة وتفصيل خلفيات هذا النص ويستقصى أبعاده السياسية والاجتماعية والانسانية ؛ والضحية كيان الأسرة المصرية ومن العجيب بالفعل أن الثورات والحراك الجماهيرى يهدف للتغيير للأفضل فى مساحات المجتمع الفارغة من الاستقرار والسعادة والرفاهية وفى محيط طبقات الشعب المختلفة ؛ فمن كان غنياً ميسوراً اطمأن لمستقبل أسرته وأولاده وأمواله بحيث لا تنقلب ا؟لحوال رأساً على عقب بعد غدرة مفاجئة ، ومن كان فقيراً أو متوسط الحال تحسنت أوضاعه ، ومس التغيير القطاعات الفاسدة المتوحشة الاقطاعية - كما رصدها سعادتكم - ، الا أن المدهش والمحزن هو حدوث التغيير فى أوساط الشعب وكثير منهم اليوم يعانى تلك الأزمات الاجتماعية والأسرية والانسانية التى رصدها النص ، مع بقاء الوضع على ما هو عليه فى أوساط من انطلقت الجماهير لتغيرهم وتغير سلوكهم وتخصم من رسوخ توحشهم وظلمهم وفسادهم . وجهها الحزين .. هو ليس وجه انسانة بعينها انما وجوه كثيرات جداً تختلف ربما قصصهم وتفاصيل حكاياتهم لكن السبب واحد والوجع عام والقضية تجعل الحزن يكتسى ملامح كثيرات ممن يمثلن غالبية نساء مصر ومما يصبغ الحزن على وجه مصر على هذا الحال الذى لا يسر المحروسة ، وهى بالفعل حزينة .. مصر حزينة لأنها تتمنى حالاً أفضل لأبنائها ومكانة أعظم لشبابها ومستقبلاً مشرقاً مستقراً لرجالها .. وهذا ليس متحققاً ، وليس هناك أمل كبير لتحققه على مدى طويل .
باقة شكر تليق بهذا الحضور الراقى الرائع الذى شرفنى كثيراً وأسعدنى .
تحياتى وتقديرى لشخصك الكريم ولعطائك وجهودك المباركة فى خدمة الفكر والابداع ، ولقلمك المتميز وفكرك المستنير .
دعواتى وأطيب أمنياتى .

نداء غريب صبري
03-06-2014, 12:46 AM
سرد مشوق توغل في نفسية البطل ووصف معاناته ببراعة وتفوق
أمتعتني قراءتها

شكرا لك أخي

بوركت